‫‪ 

‬إن التركيز' على االستدامة كأساس لخيارات التنمية يتماشى مع ضرورة تثمين الرأسمال الطبيعي‬
‫وضمان المحافظة عليه لألجيال الحالية والمستقبلية‪ ،‬كما تؤكد على ذلك اللجنة‪ ،‬التي تدعو إلى تعزيز‬
‫حكامة الموارد' الطبيعية‪.‬‬
‫ولتحقيق هذه الغاية‪ ،‬تعتبر األستاذة بجامعة محمد الخامس بالرباط‪ ،‬أسماء العرباوي‪ ،‬أنه بات من‬
‫الضروري تثمين وحماية األنظمة البيئية ذات الهشاشة‪ ،‬وخاصة السواحل والواحات والجبال والغابات‬
‫والمناطق الرطبة‪ ،‬وذلك من خالل تبني مقاربة للتدبير الجماعي إلى جانب العمل الذي تقوم به السلطات‬
‫العمومية‪.‬‬

‫يظل عنصر الماء بمختلف مظاهره‪ ،‬حاضرا وفاعال في البنية المجتمعية والقانونية لت''اريخ المغ''رب‪ .‬فق''د‬
‫شرعت المملكة منذ عقود في نهج سياسة ترتك''ز على تط''وير بني''ة تحتي'ة مائي''ة مهم''ة‪ ،‬وتحس''ين الول'وج‬
‫للماء الصالح للشرب‪ ،‬وتلبية حاجيات الفالحة والسقي على نطاق' واسع‪.‬‬
‫وموازاة مع ذلك‪ ،‬مكنت هذه الجهود من تطوير' خبرة وطنية عالية في إدارة وتدبير' الموارد' المائية‪ ،‬سواء‬
‫تعلق األمر بالتجهيزات المخصصة لتعبئة هذه الموارد‪ ،‬أو باإلطار' القانوني والتشريعي' والمؤسساتي‪.‬‬

‫إن النموذج التنموي الجديد‪ ،‬الذي يتم تجسيده طبقا للتعليمات السامية لجاللة الملك‪ ،‬يندرج ضمن أفق بعيد‬
‫المدى وفي سياق المسار' التاريخي للدولة المغربية الذي يتيح‪ ،‬عبر االرتكاز' على الماضي التليد وكذا‬
‫األمس القريب‪ ،‬فهما أفضل للحاضر' والتوجه نحو المستقبل‪.‬‬

‫ويتطلب ضمان مستقبل آمن لألجيال المقبلة‪ ،‬وهو الهدف ذو أولوية في هذا الورش الملكي‪ ،‬من كافة‬
‫الفاعلين بالمجتمع التفكير بشكل مستدام وأخذ هذا البعد بعين االعتبار وبالتالي فإن العمل المواطن‬
‫والسياسات' العمومية واالستثمارات الخاصة مدعوة لاللتزام بهذه الرؤية الملكية االستباقية والشاملة‬
‫والمستدامة‪.‬‬