You are on page 1of 12

‫المجمد‪ ،70‬العدد ‪ ،70‬جوان(‪0771-220 / )2722‬‬ ‫مجـمة أبحاث قانـونية وسيـاسية‬

‫استشراف المستقبل‪ :‬أساليب التنبؤ بالمستقبل في التفاعالت الدولية‬


‫السيناريو نموذجا‬
‫‪Foreseeing The Future: Methods for Predicting the Future in International‬‬
‫‪Interactions: Scenario Model‬‬

‫مشاور صيفي*‬
‫جامعة أدرار ‪ -‬الجزائر‬
‫‪med20malak20@yahoo.fr‬‬

‫تاريخ النشر‪6566/5:/59:‬‬ ‫تاريخ القبول‪2022/59/66:‬‬ ‫تاريخ الرسال‪2022/02/6::‬‬

‫ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ‬
‫ممخص‪:‬‬
‫ُيعتبر موضوع استشراؼ المستقبؿ مف الحقوؿ المعرفية الصعبة والميمة في الدراسات اإلستراتيجية‪.‬‬
‫تبعا لطبيعة الظاىرة محؿ الدراسة‬
‫وتتـ عممية االستشراؼ وفؽ مناىج وتقنيات دقيقة ومحددة‪ ،‬يختارىا الباحث ً‬
‫ويعد السيناريو التقنية األكثر توظيفاً في مجاؿ الدراسات المستقبمية واألسيؿ لمباحثيف‬
‫ولمقدرات البحثية المتاحة‪ُ ،‬‬
‫كونيا ‪-‬عمى عكس كؿ التقنيات األخرى‪ -‬األبسط واألكثر شموالً لتحميؿ الظاىرة عبر كؿ االحتماالت الممكنة‬
‫الحدوث‪ ،‬حيث إف السيناريو كذلؾ يقدـ عممية تجزئة وتفكيؾ لمظاىرة محؿ الدراسة إلى مكونات أبسط مما ُيسيّؿ‬
‫التعرؼ إلى تاريخ الظاىرة والكشؼ عف طبيعة التأثيرات المتبادلة ليذا التاريخ ومجموعة القوى التي ش ّكمتو‪.‬‬
‫كممات مفتاحية‪ :‬الدراسات المستقبمية‪ .‬السيناريو‪ .‬البدائؿ الممكنة‪ .‬التنبؤ المستقبمي‪ .‬التقنيات والمناىج‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The subject of future foresight is one of the difficult and important files in strategic‬‬
‫‪studies, where the foresight process is carried out according to precise and specific methods‬‬
‫‪and techniques, chosen by the researcher according to the nature of the phenomenon under‬‬
‫‪study and the available research capabilities, and the technical scenario is the most‬‬
‫‪employed in the field of future studies. It is easier for researchers because it is - unlike all‬‬
‫‪other techniques - the simplest and most comprehensive to analyze the phenomenon through‬‬
‫‪all possible possibilities, as the scenario also presents a process of fragmentation and‬‬
‫‪dismantling of the phenomenon under study into simpler components, which facilitates the‬‬
‫‪identification of the history of the phenomenon and the detection of the nature of the mutual‬‬
‫‪effects of this history and the set of forces that shaped it.‬‬
‫‪Keywords: future studies. scenario. possible alternatives. future prediction. techniques and‬‬
‫‪approaches.‬‬

‫*المؤلف المرسل‬
‫استشراف المستقبل‪ :‬أساليب التنبؤ بالمستقبل في التفاعالت الدولية‬ ‫مشاور صيفي‬
‫‪-‬السيناريو نموذجا‪-‬‬

‫مقدمة‬
‫أضحت التحوالت والتغيرات المستقبمية في العالقات الدولية مف بيف االىتمامات الرئيسية لدارسي العالقات‬
‫الدولية‪ ،‬ذلؾ أف التغير أضحى السمة الرئيسية التي تميز ىذا الحقؿ مف حقوؿ المعرفة اإلنسانية‪ .‬وىذا ىو‬
‫السبب الذي دفع البعض إلى االعتقاد بأف "سرعة التغير نتيجة التطور التكنولوجي أصبحت تشكؿ االىتماـ‬
‫الرئيسي لمقادة السياسييف ولعامة الناس في كؿ مكاف‪.‬‬
‫فالتحوالت التي تط أر عمى الدولة القومية وعمى النظاـ الدولي تجعؿ الحاجة ممحة لتوفير معرفة عممية‬
‫يمكف االعتماد عمييا لمعرفة المستقبؿ‪ ،‬واذا كانت ىذه المعرفة ضرورية لتحديد طبيعة التغير ولوضع طرؽ‬
‫وسبؿ التأثير في ىذا التغير‪ ،‬فإف مشاكؿ التنبؤ بالمستقبؿ عويصة جدا ‪ .‬لذلؾ فإف خطورة واستعجاؿ المشاكؿ‬
‫والتحديات التي تواجو المجتمعات واألنظمة السياسية بمختمؼ أشكاليا ودرجات تقدميا سوؼ تدفع إلى التعجيؿ‬
‫بعممية البحث في ميداف نظرية العالقات الدولية عمى وضع األسس الفكرية والمعرفية لحقؿ فرعي يمكف تسميتو‬
‫بدراسة المستقبؿ أو االستشراؼ‪.‬‬
‫إذا كاف االستشراؼ يمثؿ مقارنة منظمة لتحديد واستكشاؼ أىـ التحوالت في العالقات الدولية‪ ،‬فإف‬
‫مختمؼ نظريات ىذا الحقؿ لـ تتوصؿ إلى تحديد مكانتو أو اإلطار الفكري النظري الذي ينتمي إليو‪ .‬وىو ما دفع‬
‫الميتميف بيذا الميداف إلى االنطالؽ في البحث عف األطر المنيجية والمعرفية التي تستجيب لخصوصيات ىذا‬
‫الحقؿ وتسمح مف تحقيؽ مآربو النظرية والعممية‪ ،‬فدراسة المستقبؿ تمثؿ مقارنة شاممة ومتعددة المستوى لفيـ‬
‫تطور العالقات الدولية‪.‬‬
‫ومع ذلؾ فإف المحاوالت المنيجية والنظرية في ميداف االستشراؼ لـ تتمكف مف بناء نظرية مكتممة في‬
‫ىذا الميداف‪ ،‬األمر الذي حتـ عمى الميتميف بمعرفة تطورات المستقبؿ عمى االستعانة في الكثير مف الحاالت‬
‫باألدوات المنيجية المستعممة في حقوؿ عممية أخرى وذلؾ بالرغـ مف عدـ مالءمتيا في بعض األحياف لطبيعة‬
‫االستشراؼ‪ ،‬ولكف أىمية الموضوع تدفع باتجاه مواصمة البحث عف اإلطار المنيجي الكفيؿ بتوضيح التطورات‬
‫المستقبمية لمظواىر الدولية‪.‬‬
‫ف الدراسات المستقبمية كحقؿ معرفي ينتمي إلى تخصص العالقات الدولية يتميز بكونو يستخدـ مجموعة‬
‫مف التقنيات والمناىج العامة بشكؿ متداخؿ فيما بينيا بغية الوصوؿ إلى النتائج األكثر دقة‪ ،‬ىذه التقنيات‬
‫والمناىج تختمؼ في مميزاتيا وأساليب توظيفيا فمنيا المعيارية والكمية ونماذج المحاكاة والنمذجة‪ .‬والسيناريو مف‬
‫المناىج المعيارية (اإلرشادية) التي تعطي نوعا مف الوحدة المنيجية وتقدـ إمكانات بديمة لممستقبؿ وتوفر عرضاً‬
‫متنوعا لمخيارات المتاحة أماـ الفعؿ اإلنساني‪ .‬يبحث ىذا المقاؿ في أساليب توظيؼ تقنية السيناريو وخطواتيا‬
‫في الدراسات المستقبمية وفوائد ذلؾ عمى فيـ الظاىرة المستقبمية؟‬

‫‪887‬‬
‫استشراف المستقبل‪ :‬أساليب التنبؤ بالمستقبل في التفاعالت الدولية‬ ‫مشاور صيفي‬
‫‪-‬السيناريو نموذجا‪-‬‬

‫أول‪ :‬مناهج الستشراف ( السيناريو نموذجا)‬


‫لقد تعددت العوامؿ واالعتبارات التي تجعؿ مف البحث عف األدوات المنيجية والمصطمحات الدقيقة الكفيمة‬
‫باكتشاؼ وتحديد التحوالت والتغيرات المستقبمية في العالقات الدولية مف بيف االىتمامات الرئيسية لدارسي‬
‫العالقات الدولية‪ ،‬وقبؿ مواصمة البحث في تحديد مكانة االستشراؼ بيف نظريات العالقات الدولية ينبغي الوقوؼ‬
‫عند تحديد مفيوـ االستشراؼ مف خالؿ ما تراكـ مف معرفة في ىذا الميداف‪ .‬ففي األدبيات السياسية العربية‬
‫يمكف الوقوؼ عمى مصطمحات متنوعة ومتعددة وأحيانا متضاربة لمداللة عمى دراسة المستقبؿ‪ ،‬وقد كاف ىذا‬
‫التنوع والتعدد نتيجة لقمة المحاوالت العربية في ىذا الميداف‪ ،‬ونتيجة القتصار الميتميف العرب عمى الترجمة مف‬
‫لغات مختمفة تستعمؿ مصطمحات غير متجانسة لتحديد مفيوـ فف دراسة المستقبؿ‪.‬‬
‫ففي الدوؿ األنجموساكسونية يستعمؿ الميتموف بالموضوع مصطمحيف أساسييف ‪ Futurology :‬وترجـ إلى‬
‫العربية بالمستقبمية‪ ،‬ثـ ‪ Futurism‬وىو مصطمح استعممو العالـ األمريكي ألفف توفمر‪ Alvin Toffler‬في كتابو‬
‫الشيير "صدمة المستقبؿ " ويدؿ عمى حركة فنية أو اتجاه فني مفرط في معاداتو لكؿ ما ىو تقميدي(‪ .)1‬أما‬
‫الناطقوف بالمغة الفرنسية فيستعمموف مصطمح ‪ Futurologie‬وترجـ إلى المغة العربية بعمـ المستقبؿ أو أحيانا‬
‫أخرى المستقبمية‪ ،‬ثـ لفظ ‪ Prospective‬الذي اخترعو ألوؿ مرة عالـ المستقبميات الفرنسي غاستوف بيرجي‬
‫‪ Gaston Berger‬الذي يعني لغويا الفحص والتدقيؽ في الشيء أو الظاىرة بانتظاـ‪ .‬ومف ثـ يبدو أف االستشراؼ‬
‫في المغة العربية أقرب إلى ىذا المصطمح الفرنسي‪ .‬إذ أف االستشراؼ عند العرب " يعني تحديد النظر إلى‬
‫الشيء بشكؿ يجعؿ الناظر أقوى عمى إدراكو واستبيانو‪...‬ومف ىنا كاف استشراؼ المستقبؿ ىو النظر إلى الزمف‬
‫القادـ ببصر حديد ونظر ثاقب بغية تصور الواقع المقبؿ انطالقا مف شرفة الحاضر واستيعابا لعبر الواقع‬
‫( ‪)2‬‬
‫الراحؿ"‪.‬‬
‫وانطالقا مف ىذه الحقيقة يمكف التأكيد عمى أساس أف االستشراؼ يبنى عمى فيـ وتحديد المتغيرات‬
‫والعوامؿ التي كانت بمثابة المعالـ الرئيسية لكؿ مف الماضي والحاضر‪ ،‬ولكف ذلؾ ال ينفي إطالقا ضرورة‬
‫التكيف بالمتغيرات والعوامؿ غير المرئية والتي قد تبرز في أي محطة مف محطات الزمف القادـ لتؤثر في مشاىد‬
‫وصور المستقبؿ‪ .‬ومف ىنا يبدو أف االستشراؼ عبارة عف عممية متواصمة عبر الزمف ليس القصد منيا تحديد‬
‫تفاصيؿ المستقبؿ والتنبؤ بو بقدر ما تيدؼ إلى اكتشاؼ البدائؿ المستقبمية المختمفة ثـ توفير الوسائؿ والقدرات‬
‫التي يمكف أف تحدث تغيي ار في ىذه البدائؿ بما يخدـ المصمحة الوطنية لموحدة السياسية‪ .‬ومف ثـ فإف‬
‫االستشراؼ‪ ،‬كما عرفو د‪ .‬إب ارىيـ سعد الديف عبد اهلل وآخروف‪ ،‬ىو‪ ":‬اجتياد عممي منظـ يرمي إلى صوغ‬
‫مجموعة مف التنبؤات المشروطة والتي تشمؿ المعالـ الرئيسية ألوضاع مجتمع ما‪ ،‬أو مجموعة مف المجتمعات‪،‬‬
‫وعبر فترة زمنية مقبمة تمتد ألبعد مف عشريف عاما‪ ،‬وتنطمؽ مف بعض االفتراضات الخاصة حوؿ الماضي‬
‫والحاضر‪ ،‬والستكشاؼ أثر دخوؿ عناصر مستقبمية عمى المجتمع‪ .‬بيذا الشكؿ فإف استشراؼ المستقبؿ ال‬
‫‪888‬‬
‫استشراف المستقبل‪ :‬أساليب التنبؤ بالمستقبل في التفاعالت الدولية‬ ‫مشاور صيفي‬
‫‪-‬السيناريو نموذجا‪-‬‬

‫يستبعد أيضا إمكانية استكشاؼ نوعية وحجـ التغيرات األساسية الواجب حدوثيا في مجتمع ما‪ ،‬حتى يتكوف‬
‫مستقبمو عمى نحو معيف منشود"(‪ .)3‬وىو ما يعني أف عممية االستشراؼ ال تتوقؼ عند حدود المستوى الثقافي‬
‫واألكاديمي النظري الذي ييتـ أساسا بتحديد بدائؿ المستقبؿ والعوامؿ المؤثرة في كؿ منيا‪ ،‬بؿ يمتد إلى وصؼ‬
‫اإلمكانيات والوسائؿ الضرورية إلحداث التأثير المناسب عمى تمؾ البدائؿ حتى ال يتناقض حدوثيا وتطورىا مع‬
‫المصمحة الوطنية لمدولة‪.‬‬
‫تسعى نظرية العالقات الدولية كبقية نظريات العموـ اإلنسانية إلى توفير الوسائؿ المنيجية الكفيمة بتحسيف‬
‫إدراكنا وتحميمنا لظواىرىا في أي وقت وفي أي مكاف‪ .‬لكف قوة ومقدرة ىذه النظريات عمى تفسير ظواىر‬
‫اجتماعية وقعت في بيئات وأزمنة مختمفة عف تمؾ التي أثرت عمى واضعي ىذه النظريات تتالشى منذ الوىمة‬
‫األولى مف محاولة إسقاطيا عمى ىذه الظواىر‪.‬لذلؾ فإنو إذا كاف مف المفروض عمى النظرية العامة في‬
‫العالقات الدولية–كما أكد كوينسي رايت ‪ Quincy Wright-‬أف تساىـ في فيـ‪،‬استشراؼ‪ ،‬تقييـ ومراقبة‬
‫العالقات بيف الدوؿ واألوضاع العامة لمعالـ(‪ ،)4‬فإنيا لحد اآلف لـ تتمكف وضع األسس العامة لتكويف نظرية‬
‫خاصة باالستشراؼ في العالقات الدولية‪ .‬وما تـ تحقيقو في ىذا المجاؿ ىو استعارة بعض األدوات والتقنيات‬
‫المنيجية مف حقوؿ أخرى مثؿ العموـ االقتصادية‪.‬‬
‫إف االستشراؼ كذلؾ ىو فف وعمـ استكشاؼ المستقبؿ ألنو يوفر مناىج وتقنيات يمكف أف تساعدنا في‬
‫فيـ التوجيات والتعرؼ عمى الفرص وتجنب المخاطر‪ ،‬كما يمكف لالستشراؼ أف يساعدنا عمى تفيـ التطورات‬
‫الممكنة في المستقبؿ‪ ،‬وفي اتخاذ ق اررات أفضؿ‪ ،‬وبمورة أىداؼ ذات قيمة وايجاد الوسائؿ لتحقيؽ ىذه األىداؼ‪.‬‬
‫واذا كانت عممية االستشراؼ تبحث عما يخبئ المستقبؿ؟(‪ )5‬بتعبير "روبرت بالدوؾ"‪ ،‬أو تستعرض "ممفات‬
‫المستقبؿ"‪ ،‬عف طريؽ عرض "موجز في تاريخ السنوات الخمسيف المقبمة‪ ،‬بتعبير "رتشارد واطسوف"‪ ،‬عندما‬
‫تحدث عف أىـ السيناريوىات في السنوات الخمسيف المقبمة(‪ .)6‬فإف "لورنس سميت"‪"Laurence C. Smith‬‬
‫يتحدث في كتابو " العالـ في العاـ ‪ ،"The Word In 2050 " "2252‬عف أربع قوى توجو الحضارة في‬
‫( ‪.)7‬‬
‫أما "إدوارد كورنيش""‪"Edward Cornish‬فيتحدث عف "االستشراؼ‪ :‬مناىج استكشاؼ‬ ‫الشماؿ‬
‫المستقبؿ"‪ .Futuring :The Exploration Of The Futur)8("،‬ويرى "إدوارد كورنيش" أنو حتى نفيـ ما يحصؿ‬
‫في العالـ بواسطة التوجيات السائدة و فيـ المستقبؿ عمينا أف نستخدـ السيناريوىات‪ :‬وىي تخمينات حوؿ ماذا‬
‫يمكف أف يحصؿ في المستقبؿ ؟‬
‫وتبدو أىمية االستشراؼ في أنو استعداد لما يمكف مواجيتو في المستقبؿ‪ ،‬واستباؽ لالستعداد الحتياجات‬
‫التخيؿ المثمر(‪.)9‬‬
‫ّ‬ ‫ذلؾ المستقبؿ‪ ،‬كما أنو تنبيو عمى توقّع ما ال يمكف توقّعو وىو يمثؿ نوعاً مف‬
‫ويمكف القوؿ أف االستشراؼ ىو عبارة عف اجتياد عممي منظـ يرمي إلى صوغ مجموعة مف التنبؤات‬
‫المشروطة البعيدة عف أمور ال تكيف واالعتبارات الشخصية‪ ،‬وىو يخضع لألساليب العممية التي تقوـ عمى تحميؿ‬
‫‪0111‬‬
‫استشراف المستقبل‪ :‬أساليب التنبؤ بالمستقبل في التفاعالت الدولية‬ ‫مشاور صيفي‬
‫‪-‬السيناريو نموذجا‪-‬‬

‫كـ ونوع المعرفة‬


‫الماضي والحاضر وتفنيد العوامؿ والمتغيرات المؤثرة‪ ،‬وبالتالي فاالستشراؼ العممي يتوقؼ عمى ّ‬
‫العممية المتوفرة عف الواقع لمظاىرة المراد دراستيا(‪.)12‬‬
‫‪ .5‬توظيف تقنية السيناريو في الدراسات المستقبمية‪:‬‬
‫يتطمب توظيؼ تقنية السيناريو مف الباحث التفكير في كؿ ما ُيحتمؿ حدوثو وما ال يمكف حدوثو‪ ،‬بحيث‬
‫لمتغير في عدة أبعاد ومف ثمة يجري تحميالً جزئياً لألبعاد المحددة كمياً باستخداـ تحميؿ‬
‫يضع خطوطاً عريضة ّ‬
‫االتجاىات والسالسؿ الزمنية‪ ،‬وكذلؾ استخداـ التحميؿ التقاطعي لمكشؼ عف العالقات المتوقعة بيف األبعاد‬
‫السابقة‪ ،‬وبعد االنتياء مف المرحمتيف السابقتيف تأتي مرحمة تخطيط السيناريو وكتابتو‪ ،‬وىنا يمكف القوؿ بأف‬
‫المخطط وطبيعة البيئة واالتجاىات‬
‫عممية اختيار أبعاد ومجاالت ومتغيرات السيناريو تتوقؼ عمى طبيعة عقؿ ُ‬
‫الفكرية واألنماط العقائدية السائدة(‪.)11‬‬
‫‪ .5.5‬خصائص السيناريو‪:‬‬
‫السيناريو عموماً يتميز بالخصائص التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬ىو وصؼ لوضع مستقبمي ممكف أو محتمؿ أو مرغوب فيو‪ ،‬مع توضح لمالمح المسارات التي يمكف أف‬
‫تؤدي إلى ىذا الوضع المستقبمي‪ ،‬وذلؾ انطالقاً مف الوضع الراىف أو مف وضع ابتدائي مفترض‪ ،‬واألصؿ أف‬
‫تنتيي كؿ الدراسات المستقبمية إلى سيناريوىات أي إلى مسارات وصور مستقبمية بديمة‪ ،‬فيذا ىو الحد النيائي‬
‫لكؿ طرؽ البحث المستقبمي(‪.)12‬‬
‫‪.2‬مصطمح السيناريو مف أكثر المصطمحات استخداما في أدبيات التخطيط المستقبمي‪ ،‬وقد ُعرؼ منيج‬
‫السي ناريو عمى أنو توقع افتراضي تتابعي لوقوع الحوادث ذات العالقة بيدؼ تركيز االىتماـ في العالقات السببية‬
‫ومجاالت اتخاذ القرار‪ ،‬فمنيج السيناريو أحد المناىج التي يتطمبيا استخداـ منيج تحميؿ النظـ‪ ،‬إذ يأتي السيناريو‬
‫ليعطي صورة عف مخرجات النظاـ مف الحوادث‪ ،‬ويعد كذلؾ مف أىـ مناىج الدراسات المستقبمية(‪.)13‬‬
‫‪.3‬السيناريو وصؼ لسمسة مف األحداث التي يمكف أف تحدث في المستقبؿ وتتـ صياغتيا كما يأتي‪-1 :‬دراسة‬
‫وقائع الحالة‪ 2-‬اختيار شيئا ما يحتمؿ أف يحدث‪ 3-‬تخيؿ مختمؼ الطرؽ التي يمكف أف يحدث فييا التطور‬
‫المتوقع وسمسة األحداث المتوالية(‪.)14‬‬
‫‪.4‬السيناريو قصة متسمسمة‪ ،‬منطقية‪ ،‬ترسـ حدثاً مفترضاً مستقبمياً يتضمف مجموعة مف االحتماالت والحموؿ‬
‫والنتائج والمعالجات‪ .‬وباإلمكاف تسميتو بالسيناريو الفكري إذا تحدثنا عف الدراسات المستقبمية وىو مف أىـ‬
‫أدواتيا‪.‬‬
‫‪ 6.5‬صفات السيناريو الجيد‪:‬‬
‫يعبر عف أطوار‬
‫السيناريو عبارة عف عممية افتراضية‪ ،‬وخطوات عريضة لما حدث وسيحدث‪ ،‬كما أنو ّ‬
‫متعددة وعف تصور كمي شامؿ‪ .‬ومف سمات السيناريو الجيد النقاط اآلتية‪:‬‬
‫‪0110‬‬
‫استشراف المستقبل‪ :‬أساليب التنبؤ بالمستقبل في التفاعالت الدولية‬ ‫مشاور صيفي‬
‫‪-‬السيناريو نموذجا‪-‬‬

‫تنوع خيارات المستقبؿ‪.‬‬‫‪ّ .1‬‬


‫‪.2‬أال يكوف معقّدا وخياليا يصعب كشؼ نتائجو‪.‬‬
‫‪.3‬أف يكوف واقعياً بالنسبة إلى الظرؼ المستقبمي‪ ،‬أي ينبغي أف تكوف أحداثو محتممة الوقوع فعالً‪.‬‬
‫‪.4‬البد لممخطط لمسيناريو أف يرسـ لو بداية وعقدة ونياية‪ ،‬فضالً عف معرفة مواطف الضعؼ والقوة فيو‪.‬‬
‫‪.5‬اعتماد المنطؽ االستقرائي في حساب االحتماالت‪ ،‬واعتماد دراسة الجدوى كأىـ عناصر السيناريو‪ ،‬واألوؿ‬
‫يأخذ بالحسباف تسمسؿ األحداث مف زاوية الفكر واالنسجاـ‪ ،‬أما الثاني فيكوف لقياس حجـ النجاح أو الفشؿ أو‬
‫التطبيؽ‪.‬‬
‫‪ .6‬اعتماد المناىج المختمفة بحسب تنوع حجـ المشكمة‪ ،‬وىي المنيج التحميمي‪ ،‬النقدي‪ ،‬االستقرائي‪ ،‬االفتراضي‬
‫والتنبؤي والتأويمي مع العديد مف المناىج األخرى المقاربة لمعمؿ‪.‬‬
‫‪ .7‬االعتماد عمى التقنيات والعموـ الحديثة لممساعدة في رسـ السيناريو منيا االجتماع والنفس واالنثروبولوجيا‬
‫والفمسفة والبيئة والقانوف والسياسة واالقتصاد وتبني قاعدة البيانات الخاصة بتمؾ العموـ‪.‬‬
‫‪ .7.5‬خطوات بناء السيناريو‪:‬‬
‫احدا فقط‬
‫نوعا و ً‬
‫مف بيف الطرؽ في صياغة السيناريو إسقاط توجو سائد باتجاه المستقبؿ‪ ،‬لكف ىذا يعطينا ً‬
‫مف السيناريوىات‪ ،‬وصياغة أنواع أخرى ميمة ألف معظـ التوجيات‪ ،‬إف لـ يكف كميا‪ ،‬ستغير مف اتجاىيا‬
‫وسرعتيا مع مرور الزمف في النياية‪ .‬باإلضافة إلى ذلؾ فإف التغيرات المتسارعة في عالـ اليوـ تجعؿ مف‬
‫المرجح‪ ،‬أكثر مف أي وقت مضى‪ ،‬أال يستمر أي توجو كما يمكف أف نتوقع اليوـ‪ ،‬ليذا فإننا محتاجوف ألف‬
‫مخيمتنا وتقنيات خاصة لتوليد األفكار لبمورة مفاىيـ حوؿ ماذا يمكف أف يحصؿ فيجعؿ المستقبؿ مختمفا‬
‫نستخدـ ّ‬
‫عف ما يمكف أف توحي بو التوجيات السائدة اليوـ(‪.)15‬‬
‫ومف اآلليات التي يمكف تطبيقيا في حاالت عديدة صياغة ثالث بدائؿ لسيناريوىات بدال مف واحد فقط‪:‬‬
‫يفترض األوؿ أف التوجيات الحالية ستستمر بدوف تغيير يذكر‪ ،‬ويمكف تسمية ىذا سيناريو خاؿ مف المفاجآت‪،‬أو‬
‫سيناريو االستم اررية (السيناريو الخطّي)‪ ،‬أما السيناريو الثاني فيمكف أف يرتكز عمى افتراض أف األشياء ستتحسف‬
‫في المستقبؿ عمى ما كانت عميو في الماضي‪ :‬يسمى السيناريو التفاؤلي‪ ،‬أما السيناريو الثالث فيمكف أف يتصور‬
‫أف األشياء ستسوء‪ :‬ويسمى ذلؾ السيناريو التشاؤمي(‪ .)16‬وىناؾ مف يضيؼ سيناريوىات أخرى‪.‬‬
‫ويتـ بناء السيناريو عبر الخطوات التالية(‪:)17‬‬
‫‪.1‬تحديد الظاىرة التي يراد دراستيا ‪.‬‬
‫‪.2‬تحديد السيناريوىات‪ :‬حيث نبدأ باستعراض كؿ سيناريو‪.‬‬
‫‪.3‬عند بناء كؿ سيناريو نقوـ بالخطوات التالية( استنادا إلى قاعدة إذا‪-‬فإف)‪.‬‬

‫‪0111‬‬
‫استشراف المستقبل‪ :‬أساليب التنبؤ بالمستقبل في التفاعالت الدولية‬ ‫مشاور صيفي‬
‫‪-‬السيناريو نموذجا‪-‬‬

‫وقد دأب الباحثوف عمى تطوير مفيوـ السيناريو مستفيديف مف العموـ التطبيقية‪ ،‬كما فعؿ ولياـ‬
‫قسـ األحداث المرتبطة بظاىرة معينة إلى نمطيف تحدث‪ /‬ال تحدث ( ‪Happen /Not‬‬
‫"رنفرو"(‪ )W.Renfro‬والذي ّ‬
‫‪ ، )Happen‬كما ىو في نظرية االحتماالت‪ ،‬فعندما نمقي قطعة نقود فإف احتماؿ سقوطيا عمى أحد الوجييف‬
‫تصو اًر لدراسة السياسات الدولية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ىو ‪ % 52‬و عمى الوجو اآلخر ‪ .%52‬وقد أخذ "رنفرو" ىذه الفكرة ووضع‬
‫قسـ األحداث المترتبة عمى ىذه السياسات وتابع السيناريو عمى أساس(‪: )18‬‬
‫و ّ‬
‫‪.1‬تحديد األحداث المستقبمية المختمفة (حرب‪ /‬سالـ‪ ،‬نمو اقتصادي‪ /‬كساد‪ ،‬اتحاد‪ /‬تفكؾ) وغيرىا مف ىذه‬
‫الثنائيات المختمفة‪.‬‬
‫‪.2‬تقييـ كؿ واحدة مف التصنيفات السابقة ثـ ترتيبيا عمى أساس النتائج المترتبة عمى التقييـ‪ ،‬فعندما نضع‬
‫احتماؿ الحرب نحاوؿ أف نضع كؿ النتائج الممكنة المترتبة عمى ىذه الحرب‪ ،‬ثـ ندرس كؿ النتائج المترتبة عمى‬
‫السالـ‪ ...‬وىكذا‪ .‬ثـ نقوـ بترتيب ىذه التصنيفات استنادا إلى النتائج مف خالؿ ما ىو االحتماؿ الذي تترتب عميو‬
‫أكبر األضرار‪ ،‬ثـ االحتماؿ األقؿ منو ضررا‪ ،‬إلى أف نصؿ إلى أفضؿ االحتماالت أو العكس‪ ،‬أف نبدأ باألفضؿ‬
‫نزوال حتى األسوأ‪.‬‬
‫‪ .3‬يتـ تحميؿ النتائج عمى قاعدة يحدث‪/‬ال يحدث بمعنى تحميؿ النتائج المترتبة في حالة حدوث الحرب مثال‪،‬‬
‫ثـ تحميؿ النتائج في حالة عدـ حدوث الحرب و بقاء الوضع عمى ما ىو عميو‪.‬‬
‫وفي دراسة أخرى وضعيا "آرثر واسكو" (‪ )Arthur Waskow‬مف معيد الدراسات السياسية في واشنطف‬
‫تـ وضع سيناريو إلنشاء قوة بوليسية دولية لمنع نشوب الحروب بيف الدوؿ مستقبال‪ ،‬فاقترح إنشاء ثالث قوى‬
‫أمنية مختمفة لكي تحفظ السالـ الدولي في عالـ منزوع السالح‪ .‬ثـ تخيؿ الباحث أزمة دولية ليدلؿ عمى كيفية‬
‫عمؿ ىذه القوة لمحيمولة دوف تطور األزمة إلى حرب‪ ،‬وتخيؿ الباحث سمسمة مف األحداث مثؿ المظاىرات‬
‫واالضطرابات التي تؤثر عمى دولة مجاورة تسعى لمتدخؿ في األزمة و دولة ثالثة تيدد بالتدخؿ‪ ،‬ثـ يبدأ يحدد‬
‫(‪)19‬‬
‫كيفية عمؿ ىذه القوة البوليسية ودورىا وآثار تدخميا ‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫واذا كاف السيناريو يربط بالحاضر‪ ،‬بمعنى أننا ننطمؽ مف الوضع الحالي وجربنا أف نقرر كيؼ يمكف ليذا‬
‫الوضع أف يتطور‪ ،‬اعتمادا عمى التوجيات السائدة‪ .‬وىذا األسموب‪ ،‬المعروؼ باإلسقاط ىو امتداد طبيعي‬
‫ألسموب تحميؿ التوجيات كما أنو وسيمة مفيدة لمبدء بالتفكير حوؿ المستقبؿ‪ .‬إال أف ىناؾ مقاربة أخرى ال تبدأ‬
‫مف حيث نحف اآلف‪ ،‬ولكف تبدأ باألحرى مف حيث نرغب أف نكوف في تاريخ ما في المستقبؿ‪ .‬وحيث إف مثؿ‬
‫ىذا األسموب يرتبط بيدؼ أو معيار فإنو معروؼ باالستشراؼ المعياري‪ ،‬أو بػ ػ ػ ػ ػػ" الستقراء إلى الوراء"؛ ألننا‬
‫نقوـ باالستقراء إلى الماضي مف وضع ممكف في المستقبؿ بدال مف البناء انطالقا مف الحاضر (‪.)22‬‬
‫ونبدأ في االستقراء إلى الوراء‪ ،‬بافتراض ىدؼ أو حدث أو ظرؼ محدد في المستقبؿ‪ ،‬ثـ نحاوؿ صياغة‬
‫تسمسؿ خطوات أو مراحؿ لتفسير كيؼ يمكف أف تحصؿ ىذه الخطوات في المستقبؿ المتخيؿ‪ ،‬ويمكف استخداـ‬
‫‪0112‬‬
‫استشراف المستقبل‪ :‬أساليب التنبؤ بالمستقبل في التفاعالت الدولية‬ ‫مشاور صيفي‬
‫‪-‬السيناريو نموذجا‪-‬‬

‫االستقراء إلى الوراء لنقرر إذا كاف مف المحتمؿ حصوؿ اليدؼ أو الحدث المستقبمي في المستقبؿ المتَ َخيَّؿ‪،‬‬
‫(‪)21‬‬
‫ولنقرر في نفس الوقت كيؼ نستطيع إنجاز ىدؼ نختاره‬
‫عموما‪ ،‬تعطينا السيناريوىات أسموبا ممتا از لمتفكير بشكؿ منظـ حوؿ إمكانات المستقبؿ وتقييـ احتماالتيا‬
‫وامكانات تحقيقيا‪ ،‬كما تعطينا مجاال لتقييـ االستراتيجيات التي يمكف استخداميا لتحقيؽ األىداؼ المختارة‪ .‬لكف‬
‫تخيؿ السيناريوىات فيو ٍّ‬
‫تحد لقدرتنا اإلبداعية‪ ،‬عمينا أف نأتي بأفكار عديدة حوؿ ماذا يمكف أف يحصؿ في‬
‫المستقبؿ‪ ،‬إذ ال ي مكننا توقع أف يكوف المستقبؿ تك ار ار لمماضي‪ .‬فالوتيرة الحالية لمتغير االجتماعي و التكنولوجي‬
‫تجعؿ مف األكيد تقريبا أف يكوف مستقبمنا مختمفا بشكؿ جذري عف ماضينا (‪.)22‬ألنو قد تحصؿ أوراؽ غرائبية في‬
‫مستقبمنا‪.‬‬
‫‪ .8.5‬أهمية بناء السيناريو (‪:)67‬‬
‫‪ .1‬أف السيناريو ينبينا إلى كافة المشكالت المحتممة الظيور‪ ،‬لو وقع حدث ما أو أقدمنا عمى سموؾ معيف‪،‬‬
‫لذا نجد أنفسنا أماـ اختياريف ‪:‬‬
‫‪ ‬إما أف نتخمى عمى الفكرة المطروحة أو االقتراح‪.‬‬
‫‪ ‬أو االستعداد لجعؿ المشكالت الناجمة عف الحدث المتوقع في حدىا األدنى‪.‬‬
‫‪ .2‬أف السيناريو قد يساعدنا عمى تجنب الكارثة أو اقتناص الفرص المتاحة‪.‬‬
‫‪ .3‬قد يؤدي السيناريو إلى تعبئة اآلخريف في التخطيط أو التقويـ لعمؿ ما‪ ،‬فاألفراد يميموف إلى االنغماس‬
‫في وضع ما عندنا يجدوف أنفسيـ في مواجية وضع حاد‪.‬‬
‫‪ .4‬أ ف االنشغاؿ ببناء السيناريو يؤدي إلى فؾ تعمقنا وارتباطنا بالماضي‪ ،‬و ندرؾ أف المستقبؿ لف يكوف‬
‫تك ار ار لمماضي‪ ،‬ولكنو يتيح سمسمة مف الخيارات أمامنا والتي قد يكوف بعضيا مدىشا لمغاية وبالتالي يصبح‬
‫السيناريو أداة لتشكيؿ المستقبؿ‪ .‬عمى أف كتابة السيناريو تحتاج بشكؿ أساسي إلى كـ كاؼ مف المعمومات عف‬
‫الظاىرة‪ ،‬لكي يتـ تحديد التداعيات المترتبة عمى كؿ سيناريو مف السيناريوىات‪.‬‬
‫‪ .9.5‬فوائد السيناريو‪:‬‬
‫إف لتوظيؼ منيج السيناريو في الدراسات المستقبمية فوائد متنوعة يمكف إجماليا في النقاط التالية(‪:)24‬‬
‫التكيفية مف خالؿ االنتباه المسبؽ لما قد يتداعي نتيجة ظاىرة معينة‪ ،‬أي أف السيناريو‬
‫ّ‬ ‫‪ .1‬تعزيز القدرة‬
‫يساعد عمى التفكير في التخمي أو المواصمة في مسار معيف مف خالؿ التصور لمتداعيات‪.‬‬
‫‪ُ .2‬يضعؼ السيناريو مف درجة التصاقنا بالماضي وتأثيره فينا‪ ،‬إذ ينبينا السيناريو إلى أف المستقبؿ ليس‬
‫تك ار اًر لمماضي بؿ لو قوانينو واحتماالتو التي قد تكوف مختمفة تماماً أو نوعاً ما‪ ،‬وربما متطابقة أحياناً ومتنافرة‬
‫أحيانا أخرى‪.‬‬

‫‪0113‬‬
‫استشراف المستقبل‪ :‬أساليب التنبؤ بالمستقبل في التفاعالت الدولية‬ ‫مشاور صيفي‬
‫‪-‬السيناريو نموذجا‪-‬‬

‫شبو باحثو الدراسات المستقبمية العالقة بيف‬


‫عمى أف الماضي ليس ُبعدا ُميمالً في بناء السيناريو‪ ،‬إذ ُي ّ‬
‫الماضي والسيناريو بالسائؽ والمرآة‪ ،‬فالسائؽ ُيرّكز نظره نحو األماـ‪ ،‬ولكنو إذا أراد االنعطاؼ إلى جية ما ينظر‬
‫في المرآة خمفو ليضمف سالمة الحركة‪ ،‬وىو ما يفعمو واضع السيناريو الذي يكوف تركيزه عمى المستقبؿ (األماـ)‬
‫معيناً يستقي ذلؾ مف مؤشرات يأخذىا مف التاريخ (المرآة)‪.‬‬
‫تداعياً ّ‬
‫ّ‬ ‫لكنو عندما يضع‬
‫مف ناحية أخرى‪ ،‬يتناوؿ الباحثوف موضوع قياس آثار التدخؿ في سيناريو معيف لتحويمو نحو سيناريو آخر‬
‫(مف المحتمؿ إلى الممكف‪ ،‬أو مف المحتمؿ إلى المفضؿ كمثاؿ)‪ ،‬وىي العممية التي تُسمى تحميؿ تأثر سياسة‬
‫ما(‪ . )25‬ويتـ المجوء إلى ىذا التحميؿ لمتنبؤ باآلثار المستقبمية التي تترتب عمى التدخؿ في مسار ما لظاىرة معينة‬
‫بيد ؼ دفع ذلؾ المسار نحو السيناريو المفضؿ‪ ،‬ويجري إتباع عدد مف الخطوات عند تنفيذ ىذا التدخؿ وقياس‬
‫نتائجو‪:‬‬
‫‪ .1‬سرد الموضوعات التي يحتمؿ أف تبرز مستقبالً‪ ،‬وال يتـ ىنا سرد اتجاىات بؿ أحداث محتممة الوقوع فقط‪.‬‬
‫‪ .2‬تحديد مؤشرات موضوعية لكؿ موضوع مف موضوعات الدراسة‪.‬‬
‫‪ .3‬تطوير التنبؤات الخاصة بكؿ مؤشر مف المؤشرات السابقة‪ ،‬ويتـ ذلؾ باستخداـ التقنيات األخرى المناسبة‪.‬‬
‫‪ .4‬تقييـ احتماالت حدوث كؿ تنبؤ مف ناحية‪ ،‬وتقييـ اآلثار المترتبة عميو مف ناحية أخرى‪.‬‬
‫‪ .5‬دراسة أثر كؿ حدث مف األحداث المشار إلييا سابقاً عمى المؤشرات الموضوعية مف حيث تعزيز أو‬
‫عرقمة احتماالت تحقؽ التنبؤ المرغوب‪.‬‬
‫‪ .6‬تحديد وتقييـ السياسات لتغيير احتمالية كؿ حدث مف األحداث الرئيسية المتوقعة وتأثيره‪.‬‬
‫‪ .7‬تقييـ السياسات وترتيبيا طبقاً لفاعميتيا في تحقيؽ السيناريو المرغوب‪.‬‬
‫‪ .8‬تنفيذ السياسة التي تحقؽ اليدؼ المرغوب‪.‬‬
‫‪ .9‬مراقبة مدى فاعمية السياسة المختارة‪.‬‬
‫‪.12‬تكرار الخطوات السابقة عند كؿ توجو نحو تعديؿ السياسات خالؿ المراحؿ المختمفة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أهمية الماضي في رسم المستقبل‬

‫يمكف التفكير باالستشراؼ عمى أنو فف تحويؿ معرفة الماضي إلى معرفة لممستقبؿ ‪ ،‬و يمكننا فعؿ ذلؾ‬
‫باستخداـ‪ :‬ذاكرتنا‪ ،‬و ذكاءنا ‪ ،‬و تخيمنا ‪....‬إلخ ‪ .‬و كذلؾ المناىج االستشرافية المعروفة ‪ .‬تاريخيا يمكف اعتبار‬
‫"ثوسيديديس" (‪- )Thocydides‬أعظـ مؤرخ في العصر اإلغريقي ‪ -‬عمى أنو المستقبمي األوؿ ‪ ،‬ألنو لـ‬
‫يكتب التاريخ لسرد األحداث مف أجؿ إمتاع القارئ ‪ ،‬و لكف ليوفر دليال لممستقبؿ‪ ،‬فقد كاف "ثوسيديديس" يعتقد‬
‫أف االستشراؼ ىو الميارة األىـ لدى اإلنساف عندما يريد اتخاذ الق اررات الميمة‪ .‬و يرتكز االستشراؼ عمى حسف‬
‫في ىذا اإلطار‬ ‫معرفة ما حصؿ في الماضي‪ ،‬ألف أحداثا مماثمة يمكف أف تحصؿ في المستقبؿ‪،‬‬

‫‪0114‬‬
‫استشراف المستقبل‪ :‬أساليب التنبؤ بالمستقبل في التفاعالت الدولية‬ ‫مشاور صيفي‬
‫‪-‬السيناريو نموذجا‪-‬‬

‫يقوؿ"ثوسيديديس"‪" :‬أنا لـ أكتب ألستجمب التصفيؽ المباشر‪ ،‬ولكف لألجياؿ القادمة‪ ،‬وسأكوف راضيا إذا وجد‬
‫طمبة ىذه األحداث‪ ،‬أو غيرىا مف األحداث المماثمة‪ ،...‬في سردي فائدة ليـ في المستقبؿ"(‪.)26‬‬

‫ومنذ أياـ "ثوسيديديس" يعود القادة السياسيوف كؿ مرة لمتاريخ‪ ،‬كدليؿ ليـ في صنع الق اررات التي تصنع‬
‫مستقبؿ أمميـ‪ ،‬ومف بيف الرؤساء األمريكييف كاف الرئيس "وودرو ولسوف" أستاذا في العموـ السياسية‪ ،‬و كاف‬
‫يست ميـ التاريخ في محاضراتو‪ ...‬و سواء تعمؽ األمر بقادة األمـ أو األعماؿ‪ ،‬أو حتى األفراد أنفسيـ‪ ،‬فإف‬
‫األشخاص سيجدوف استرشادا مفيدا بما فعمو القادة في الماضي و بعواقب تمؾ األفعاؿ‪ ،‬و يمكف لمثؿ ىذه‬
‫المعرفة أف تكوف مفيدة لدرجة كبرى في اتخاذ الق اررات األفضؿ واألنسب في الظروؼ السائدة اليوـ‪ ،‬لكف قد يجد‬
‫(‪.)27‬‬
‫أصحاب القرار المنشغموف بقضايا عديدة مف األسيؿ عمييـ العودة إلى عبر التاريخ‬

‫ال نحتاج إلى معرفة معمقة لمتاريخ لندرؾ أف أحداثا رىيبة فعال قد حدثت في الماضي‪ ،‬ليذا عمينا أف‬
‫نطور وسائؿ لتجنب تكرارىا في المستقبؿ‪ ،‬و دراسة‬
‫نفترض أف المزيد مف الرعب سيحدث في المستقبؿ إذا لـ ِّ‬
‫األحداث المرعبة الماضية‪ ،‬ىي ربما الخطوة األولى لتجنب تكرارىا في المستقبؿ‪ ،‬ألننا نستطيع البدء بالبحث‬
‫عف األدوات الفعَّالة لتجنب مثؿ ىذه األحداث أو لمتخفيؼ مف أضرارىا‪ .‬وتقصي أحداث الماضي يمكف أف‬
‫يساعدنا كثي ار في المستقبؿ ألنو يمكف أف يساعد في تجنب كوارث المستقبؿ‪ .‬واذا لـ نستطع منع الكوارث‬
‫بالكامؿ ربما استطعنا إيجاد طرؽ لمتخفيؼ مف احتماالت حدوثو(‪.)28‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫تبقى الدراسات المستقبمية مف المجاالت الصعبة والمستعصية عمى التحميؿ كونيا تتعامؿ مع زماف لـ‬
‫يصؿ بعد عكس الحاضر والماضي الذي يمكف الوصوؿ إلى تفاصيميما‪ ،‬إال أف التسمح بمجموعة مف التقنيات‬
‫فحسف التوظيؼ والدراية‬
‫والضوابط المنيجية مف شأنو أف يخفؼ ىذا االستعصاء ويذلؿ العقبات أماـ الباحثيف‪ُ ،‬‬
‫اء الكمية أو‬
‫الكافية بضوابط العمؿ خالؿ مراحؿ بناء السيناريوىات وعدـ إغفاؿ التقنيات األخرى المساعدة سو ً‬
‫الكيفية مف شانو أف يقود جيود الباحثيف إلى بناء السيناريو األقرب لمحدوث‪.‬‬
‫كما أف أحد مسمّمات الدراسات المستقبمية ىو عدـ استبعاد أي تصور ميما لدا غريباً‪ ،‬السيما في مجاؿ‬
‫التكنولوجيات أو المجاالت االجتماعية أو السياسية‪ ،‬وأي استبعاد لتصورات ما يكوف بعد تبني خطوات منيجية‬
‫دقيقة‪ ،‬والمراجعة الدورية لالحتماالت المتوقعة لألحداث والظواىر ىي مصدر قوة الدراسات المستقبمية ألف‬
‫التغيرات الحاصمة عمى مستوى الواقع البد أف تكوف مقاربة ليذه االحتماالت الموضوعة‪.‬‬
‫والتدريب عمى استعماؿ مختمؼ تقنيات التنبؤ بالمستقبؿ ضرورة ممحة لمختمؼ الباحثيف في التخصصات‬
‫المخمفة و خاصة في العالقات الدولية ؛ باإلضافة إلى األىمية اإلستراتيجية لمتنبؤ بالمستقبؿ لصناعة تصورات‬
‫إستراتيجية لمدوؿ و الحكومات و حتى األفراد‪ ،‬مف أجؿ صناعة مستقبؿ مدروس و مؤسس عمى رؤى عممية‬
‫‪0115‬‬
‫استشراف المستقبل‪ :‬أساليب التنبؤ بالمستقبل في التفاعالت الدولية‬ ‫مشاور صيفي‬
‫‪-‬السيناريو نموذجا‪-‬‬

‫قادرة عمى وضع صانع و متخذ القرار في العالقات الدولية في وضع مؤسس و قادر عمى صناعة المستقبؿ ‪،‬‬
‫ألنو إذا لـ تصنع مستقبمؾ فإف اآلخر ىو الذي يصنع لؾ ىذا المستقبؿ‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫الميدي المنجرة‪ ،‬ندوة الجزائر حوؿ قضايا المستقبؿ اإلسالمي‪ ،‬مركز دراسات المستقبؿ اإلسالمي بمساعدة مركز الدراسات‬
‫اإلستراتيجية الشاممة‪ ،‬ماي ‪ ،1990‬ص ‪.22‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.08‬‬
‫‪3‬‬
‫د‪ .‬إبراىيـ سعد الديف عبد اهلل وآخروف‪ ،‬صور المستقبؿ العربي‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،1982، ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ 4‬د‪.‬إسماعيؿ صبري مقمد‪ ،‬نظريات السياسة الدولية‪ ،‬الكويت‪ ،‬منشورات ذات السالسػؿ‪ ،1987،‬ص‪.38‬‬
‫‪5‬‬
‫روبرت بالدوؾ‪ ،‬ماذا يخبئ المستقبؿ؟ ‪ ،‬تعريب‪ :‬أحمد الجميؿ‪ ،‬مكتبة العبيكاف‪ ،‬ط‪.2003 ،1‬‬
‫‪6‬‬
‫رتشارد واطسوف‪ ،‬ممفات المستقبؿ‪ :‬موجز في تاريخ السنوات الخمسيف المقبمة‪ ،‬ترجمة‪ :‬عمر سعيد األيوبي‪ ،‬ىيئة أبو ظبي‬
‫لمسياحة والثقافة‪ :‬مشروع "كممة"‪ ،‬ط‪.2012 ،1‬‬
‫‪7‬‬
‫لورنست سميث‪ ،‬العالـ في العاـ ‪ ،2050‬الدار العربية لمعموـ ناشروف‪ ،‬ط‪.2012 ،1‬‬
‫‪8‬‬
‫إدوارد كورنيش‪ ،‬االستشراؼ‪ :‬مناىج استكشاؼ المستقبؿ‪ ،‬ترجمة‪ :‬حسف الشريؼ‪ ،‬الدار العربية لمعموـ ناشروف‪ ،‬مكتبة مدبولي‪،‬‬
‫ط‪ ،2007 ،1‬ص ‪.33‬‬
‫‪9‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪10‬‬
‫قاسـ محمد النعيمي‪ ،‬المستقبؿ واالقتصاد في الدراسات المستقبمية‪ ،‬مجمة كمية التجارة واالقتصاد‪ ،‬جامعة صنعاء‪ ،‬عدد ‪-15‬‬
‫‪ ، 16‬مف الموقع‪www.26sep.net/newsweekarticle. :‬‬
‫‪11‬‬
‫رحيـ الساعدي‪ ،‬مقدمة إلى عمـ الدراسات المستقبمية‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الروافد الثقافية_ ناشروف‪ ،‬ط‪ ،2003 ،01‬ص ‪.124‬‬
‫‪12‬‬
‫إبراىيـ العيسوي‪ ،‬الدراسات المستقبمية ومشروع مصر ‪ ،2020‬القاىرة‪ ،‬القاىرة‪ :‬معيد التخطيط القومي‪2000 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪13‬‬
‫إدوارد كورنيش‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪14‬‬
‫المرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪15‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.149‬‬
‫‪16‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.155‬‬
‫‪17‬‬
‫وليد عبد الحي‪ ،‬مدخؿ إلى الدراسات المستقبمية في العموـ السياسية‪ ،‬المركز العممي لمدراسات السياسية‪ ،‬ط‪ ،2002 ،1‬ص‬
‫‪.119‬‬
‫‪18‬‬
‫المرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪19‬‬
‫المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪121‬‬
‫‪20‬‬
‫إدوارد كورنيش‪ ،‬مرجع سابؽ‪،‬ص ‪.158‬‬
‫‪21‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.158‬‬
‫‪22‬‬
‫المرجع نفسو ص ‪.167‬‬
‫‪23‬‬
‫وليد عبد الحي ‪ ،‬مدخؿ إلى الدراسات المستقبمية في العموـ السياسية‪ ،‬مرجع سابؽ ‪،‬ص ‪.123‬‬
‫‪0116‬‬
‫استشراف المستقبل‪ :‬أساليب التنبؤ بالمستقبل في التفاعالت الدولية‬ ‫مشاور صيفي‬
‫‪-‬السيناريو نموذجا‪-‬‬

‫‪24‬‬
‫وليد عبد الحي‪ ،‬مناىج الدراسات المستقبمية وتطبيقاتيا في العالـ العربي‪ ،‬أبو ظبي‪ :‬مركز اإلمارات لمدراسات والبحوث‬
‫االستراتيجية‪ ،‬ط ‪ ،2007 ،01‬ص ‪.26‬‬
‫‪25‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ 26‬إدوارد كورنيش‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.208-187‬‬
‫‪27‬‬
‫المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.209-208‬‬

‫‪0117‬‬

You might also like