You are on page 1of 5

‫‪ )6‬المستوى الداللي الذي يشغل بتحليل المعاني المباشرة والصور المتصلة باألنظمة الخارجة عن‬ ‫المكونة له أما تلك

ة له أما تلك العناصر فال يعنى بها هذا المذهب إال من حيث ارتباطها وتأثرها بعضها‬
‫حدود اللغة التي ترتبط بعلوم النفس واالجتماع وتمارس وظيفتها على درجات األدب والشعر‪.‬‬ ‫ببعض في نظام منطقي مركب‪ ،‬وقد امتدت هذه النظرية إلى علوم اللغة عامة‪ ،‬وعلم األسلوب‬
‫‪ )7‬المستوى الرمزي الذي تقوم فيه المستويات بدور الدال الجديد الذي ينتج مدلوال أدبيا جديدا‬ ‫خاصة إذ استخدمها العلماء أساسا للتمييز الثنائي الذي يعتبر أصال لدراسة النص دراسة لغوية‪،‬‬
‫يقود بدوره إلى المعنى الثاني‪ ،‬أو ما يسمى باللغة داخل اللغة‪.‬‬ ‫وهذا التمييز الثنائي هو بين اللغة والكالم في اصطالح سوسير أو بين نظام الكالم والنص في‬
‫ثانيا”‪ :‬أعالم المنهج البنيوي‪:‬‬ ‫اصطالح هيلمسلف أو بين القدرة الكالمية‪ ،‬واألداء الفعلي للكالم في اصطالح نُوام تشومسكي أو‬

‫أ‪ -‬فرديناند دي سوسير‪:‬‬ ‫بين مفتاح الكالم والرسالة الفعلية في اصطالح رومان ياكوبسن ‪.‬‬

‫يعد دي سوسير هو عالم لغويات‪ ،‬واألب المؤسس لمدرسة البنيوية في اللسانيات فهو من أشهر‬ ‫لذلك يمكن تعريف البنيوية لغة‪ :‬اشتقّت كلمة "بنيوية " من الفعل الثالثي (بنى ) وتعنى البناء‬
‫علماء اللغة في العصر الحديث‪ ،‬حيث اتجه تفكيره نحو دراسة اللغات دراسة وصفية باعتبار‬ ‫أو الطريقة وكذلك تدّل على معنى التشييد والعمارة والكيفية التي يكون عليها البناء أو الكيفية التي‬
‫اللغة ظاهرة اجتماعية‪ ،‬حيث كانت اللغات تدرس دراسة تاريخية ‪.‬‬ ‫شيّد بها‪.‬‬

‫فقد توصل دي سوسير إلى أربعة كشوف هامة تتضمن‪ :‬أو ا‬


‫ال مبدأ ثنائية العالقات اللفظية أي‬ ‫أما اصطالحا‪ :‬تطلق على منهج فكري يقوم على البحث عن العالقات التي تعطي للعناصر‬
‫(التفرقة بين الدال والمدلول)‪ ،‬ثانياا مبدأ أولوية النسق أو النظام على العناصر‪ ،‬ثالثاا مبدأ التفريق‬ ‫المتحدة قيمة ووضعها في مجموع منظم مما يجعل من الممكن إدراك هذه المجموعات في‬
‫بين اللغة والكالم‪ ،‬رابعاا مبدأ التفرقة بين التزامـن والتعاقب‪.‬‬ ‫أوضاعها الدالة‪.‬‬

‫فهو يدعو إلى تحليل البنية (النظام) وكشف عناصرها كالرموز والصور والموسيقى في نسيج‬ ‫فكيف يدرس المنهج البنيوي ؟ ومن أشهر أعالمه؟ وما هي سلبياته و إيجابياته؟‬
‫العالقات اللغوية أي في أنساقها؛ لمعرفة مالبسات بُنيتها من الداخل والخارج‪ ،‬فيريد البحث عن‬
‫أول”‪ :‬مستويات النقد البنيوي‪:‬‬
‫مجموعة العناصر وعالقاتها المتشابكة داخل هذا النظام ‪.‬‬
‫يعد " النقد البنيوي " العمل األدبي كال مكونا من عناصر مختلفة متكاملة فيما بينها على‬
‫ب‪ -‬رومان جاكبسون‪:‬‬ ‫أساس مستويات متعددة تمضي في كال االتجاهين األفقي والرأسي في نظام متعدد الجوانب متكامل‬
‫الوظائف في النطاق الكلي الشامل‪ ،‬ويقترح بعض البنيويين ترتيب هذه المستويات على النحو‬
‫يعد جاكبسون الرجل المثال الذي فعل أكثر من غيره للحفاظ على دعوى المناهج اللغوية البنيوية‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫في دراسة األدب‪ ،‬واالعتماد على مقوالت األلسُنيّة لوصف لغة النصوص األدبية وإظهار‬
‫‪ )1‬المستوى الصوتي حيث تدرس فيه الحروف وتكويناتها الموسيقية من نبر وتنغيم ‪.‬‬
‫خصائصها وتوسيع تلك الخصائص وإعادة تنظيمها ‪.‬‬
‫‪ )2‬المستوى الصرفي وتدرس فيه الوحدات الصرفية ووظيفتها في التكوين اللغوي واألدبي‬
‫سا‬
‫وتنطلق مقوالته من أن األدب في مقامه األول لغة‪ ،‬وأن البنيوية منهج يتخذ من علم اللغة أسا ا‬ ‫خاصة‪.‬‬
‫له؛ لذلك يعمد إلى تطوير ثنائيات (التأليف واالختيار)‪ ،‬وينصب عمله بشدة في البحث عن تحقق‬
‫‪ )3‬المستوى المعجمي‪ ،‬وتدرس فيه الكلمات لمعرفة خصائصها الحسية‪ ،‬والتجريدية‪ ،‬والحيوية‪،‬‬
‫الوظيفة الشعرية في اللغة داخل األدب ‪.‬‬ ‫والمستوى األسلوبي بها‪.‬‬

‫ج‪ -‬فالديمير بروب‪.‬‬ ‫‪ )4‬المستوى النحوي لدراسة تأليف وتركيب الجمل‪ ،‬وطرق تكوينها‪ ،‬وخصائصها الداللية‬
‫يعد (بروب) من الشكالنيين الذين بشروا ومهدوا الطريق للحركة البنائية في النقد‪ ،‬ويتميز بأنه ـ‬ ‫والجمالية‪.‬‬

‫في المقام األول ـ خصص كل أبحاثه لدراسة جنس أدبي شعبي هي الحكاية الخرافية أو حكايات‬ ‫‪ )5‬مستوى القول لتحليل تراكيب الجمل الكبرى لمعرفة خصائصها األساسية والثانوية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬أما سلبيات المنهج البنيوي فهي ‪:‬‬ ‫الجن‪ ،‬وترجع أهمية هذه األبحاث؛ إلى أنها ربما كانت األولى لوضع قواعد عامة لقص الخرافي‬
‫الجمعي الذي يعد بالنسبة إلى القص الفردي بمثابة اللغة بالنسبة للكالم على حد تعبير سوسير‪.‬‬
‫‪ -1‬ان البنيوية كما يفهم من لفظها تعتمد على بنية النص وبيان العالقات التي تربط بين‬
‫المادي ‪ ،‬لتصل إلى حكم أدبي ‪ ،‬فهي وإن كانت ال تهمل الدراسة العالئقية لأللفاظ ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫كيانه اللفظي و‬ ‫د‪ -‬كلود ليفي شتراوس‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فهي تهمل الوحدة الموضوعية ودوافع االبداع وأثر المبدع ‪ ،‬ومن هنا فإنها تقع في خطر ميكانيكية‬ ‫ومن أهم إسهاماته أنه نشر كتابه (األبنية األولية للقرابة) في باريس سنة ‪1948‬م‪ ،‬حيث درس‬

‫التحليل ‪.‬‬ ‫فيه عن عالقات المحارم التي افتتحت عصر البنائية‪ ،‬حيث حدد أن الهدف من دراسته هذه هو‬
‫ل يس معرفة المجتمعات في نفسها‪ ،‬وإنما اكتشاف كيفية اختالفها عن بعضها البعض‪ ،‬فمحورها‬
‫البنيوي يقف عاج ازً أمام التفريق بين االعمال األدبية ّ‬
‫الجيدة والرديئة القديمة‬ ‫ّ‬ ‫‪ -2‬التحليل‬
‫إذن هو مثل علم اللغة هو القيم األخالقية‪.‬‬
‫والجديدة ؛ والسبب في ذلك أنه تحليل وصفي صور ّي ال يهتم بالقيمة ‪ ،‬وهذا يؤدي بدوره إلى تشويه‬
‫ّ‬ ‫وهذا يقودنا إلى أن شتراوس قد اعتمد اعتماداا واض احا على فكرة تقابل اللغة والكالم التي نادى‬
‫األعمال األدبية وإلغاء خصوصيتها ‪.‬‬
‫ُ‬
‫حيث أننا نحس أنه ينقل كالم دي سوسير عن نظام اللغة واصطالحاته‬ ‫بها رائد البنيوية األول‪،‬‬
‫‪ -3‬اعتمدت البنيوية لغة األرقام والمعادالت الرياضية ؛ األمر الذي جعل مادة النقد جا ّفة‬
‫مباشرة إلى المجال األنثروبولوجي واالجتماعي‪.‬‬
‫يعزف عنها القراء‪.‬‬
‫البنيوي وسلبياته ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ثالثا”‪ :‬إيجابيات المنهج‬
‫‪ -4‬إن كثرة المصطلحات وغموضها في البنيوية يجعل منهما صعباً ّإال من قبل‬
‫المتخصصين ‪ ،‬بل حتى المتخصصين قّلما يفهم بعضهم بعضاً في هذا المجال ‪.‬‬
‫أ‪ -‬إيجابيات المنهج البنيوي‪:‬‬
‫‪ -5‬إن البنيوية تخضع لشروط ّ‬
‫محددة ‪ ،‬وترفض أي شيء خارج عنها ؛ ولذلك فهي منغلقة‬
‫ي كبقية المناهج األخرى ‪ ،‬لذلك ال ب ّد أن تكون له إيجابيات وسلبيات ‪،‬‬
‫إن المنهج البنيو ّ‬
‫على نفسها ‪ ،‬وليست منفتحة كالدراسات الحديثة ‪.‬‬
‫ويمك ن أن تتلخص االيجابيات في المتطلبات الصارمة التي يفرضها على قارئ األدب‪ ،‬فالقارئ‬
‫تحليل قصيدة "طريق واحد " للشاعر نزار قباني ‪ ،‬وفق المنهج البنيوي‪:‬‬ ‫ال يكون مجرد ها ٍو للمتعة أو التسلية أو أن يكون غير مل ٍ ّم بقواعد اللغة وفنون القول ‪ ،‬لكن هذا‬
‫المطلب في الوقت نفسه يحد من انتشار األدب ؛ بسبب صعوبة العثور على عدد كبير من القراء‬
‫أريد بندقيه‪..‬‬ ‫ليتحلّى بهذا المستوى الممتاز الذي يخلق نوعا ا من االرستقراطية األدبية‪.‬‬
‫خاتم أمي بعته‬
‫ومن إيجابيات الروح النقدية العالية التي يتطلبها من القارئ ‪ ،‬بحيث يشارك مشاركة إيجابية‬
‫من أجل بندقيه‬
‫وفعّالة في تصور امكانيات النص وتوقع الحلول المتعددة للقضايا المعروضة للقارئ‪..‬‬
‫محفظتي رهنتها‬ ‫ومن اإليجابيات االخرى ما ذكرها أبو ديب حسين أستاذ بالمنهج ‪ ،‬ودعا إلى اصطناع المنهج‬
‫من أجل بندقيه‪..‬‬ ‫البنيوي في دراسة الظاهرة األدبية‪.‬‬
‫اللغة التي بها درسنا‬ ‫ومن إيجابياته انه يحول القارئ من متلق استهالكي إلى مشارك بفعالية في فهم النص‪ ،‬وهذا‬
‫الكتب التي بها قرأنا‪..‬‬ ‫يتطلب منه يقظة عالية في تصور إمكانات النص وتوقع الحلول المختلفة للقضايا الفنية أو‬
‫قصائد الشعر التي حفظنا‬ ‫التشكيلة المعروضة‪.‬‬

‫ليست تساوي درهما ا‪..‬‬


‫أمام بندقيه‪..‬‬
‫يا أيها الثوار‪..‬‬ ‫أصبح عندي اآلن بندقيه‪..‬‬
‫في القدس‪ ،‬في الخليل‪،‬‬ ‫إلى فلسطين خذوني معكم‬
‫في بيسان‪ ،‬في األغوار‪..‬‬ ‫ى حزين ٍة كوجه مجدليه‬
‫إلى رب ا‬
‫لحم‪ ،‬حيث كنتم أيها األحرار‬
‫في بيت ٍ‬ ‫إلى القباب الخضر‪ ..‬والحجارة النبيه‬
‫تقدموا‪..‬‬ ‫عشرون عاما ا‪ ..‬وأنا‬
‫تقدموا‪..‬‬ ‫أرض وعن هويه‬
‫ٍ‬ ‫أبحث عن‬
‫فقصة السالم مسرحيه‪..‬‬ ‫أبحث عن بيتي الذي هناك‬
‫والعدل مسرحيه‪..‬‬ ‫عن وطني المحاط باألسالك‬
‫إلى فلسطين طريق واحد‬ ‫أبحث عن طفولتي‪..‬‬
‫يمر من فوهة بندقيه‪..‬‬ ‫وعن رفاق حارتي‪..‬‬
‫عن كتبي‪ ..‬عن صوري‪..‬‬
‫ركن داف ٍئ‪ ..‬وكل مزهريه‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫عن كل‬

‫‪ -1‬المستوى اليقاعي و الصوتي‪:‬‬ ‫أصبح عندي اآلن بندقيه‬

‫تشكلت قصيدة "طريق واحد" من ستة و أربعين سطرا "‪ ،‬متميزة بإيقاعيتها ‪ ،‬و تكرر‬ ‫إلى فلسطين خذوني معكم‬
‫السطر الشعري في مطلع كل مقطع )أصبح عندي اآلن بندقية ‪ ( .‬وهناك عدة عوامل ساهمت‬ ‫يا أيها الرجال‪..‬‬
‫في بناء تلك اإليقاعية ‪،‬منها‪:‬‬ ‫أريد أن أعيش أو أموت كالرجال‬

‫أ‪-‬اإليقاع المقطعي وداللته ‪ :‬يظهر إحصاء المقاطع الطويلة و القصيرة تفوقا" في المقاطع‬ ‫أريد‪ ..‬أن أنبت في ترابها‬

‫الطويلة ‪ ،‬إذ بلغت ‪ ٢٧٥‬مقطعا" ‪،‬في حين أن القصيرة بلغت ‪ ١٧٨‬مقطعا‪.‬‬ ‫زيتونةا‪ ،‬أو حقل برتقال‪..‬‬

‫" وكون الطريق ‪-‬عنوان القصيدة ‪ -‬هو الذي يمسك بالمسألة اإليقاعية ‪،‬فإحالل النسق( فاعلتن)‬ ‫أو زهرة ا شذيه‬
‫محل(مستفعلن) يزيد عدد المقاطع القصيرة و هذا نجاح ملحوظ لصالح مناخي السرعة و‬ ‫قولوا‪ ..‬لمن يسأل عن قضيتي‬
‫اإلنبعاث داخل ال نص ‪ .‬أما المقاطع زائدة الطول فتفيد التبطيء ‪،‬وهذا ما يؤكد أن "اإليقاعية‬ ‫بارودتي‪ ..‬صارت هي القضيه‪..‬‬
‫المقطعية قد شفت عن التموجات النفسية التي اعترت الشاعر ‪،‬فأدت دورا" بنائيا" ذا حساسية‬ ‫أصبح عندي اآلن بندقيه‪..‬‬
‫واضحة‪ ،‬في انجاز بنية النص اإليقاعية العامة"‬ ‫أصبحت في قائمة الثوار‬

‫‪.‬ب‪ -‬اإليقاع النبري ‪ :‬ترد بعص المقاطع الصوتية منبورة ‪،‬أو مجردة من النبر ‪ ،‬لتزيد من‬ ‫أفترش األشواك والغبار‬
‫عملية التبطيء الذي نتج من المقاطع الطويلة ‪ ,‬وهنا تبدو مقاومة الشاعر للمقاطع الطويلة‬ ‫وألبس المنيه‪..‬‬
‫منبورة أو غير منبورة‬ ‫مشيئة األقدار ال تردني‬
‫أنا الذي أغير األقدار‬
‫‪،‬فقامت الدولة العبرية بضم هضبة الجوالن السورية ‪ ،‬وراحت تغير معلم القدس و تبني‬ ‫ج‪-‬اإليقاع التنغيمي وداللته ‪:‬‬
‫المستوطنات ‪.‬وهذا ما سماه الشاعر بالمسرحية ‪ .‬كما و كرر مفردة (فلسطين)‪ ٣‬مرات‪ ،‬و(أبحث‬
‫لقد اعتمد الشاعر الجمل الخبرية اتي تدل أن على التجربة ‪،‬وال يخلو من االنفعال والجمل‬
‫)ثالث مرات(‪،‬و المفردات)القضية ‪،‬الرجال‪ ،‬الثوار ‪،‬تقدموا‪ ،‬أريد( ‪،‬كل منها مرتين ‪.‬كما قال في‬
‫اإلنشائية التي تراوحت بين النداء واألمر ‪,‬ولنالحظ األمور التي ساهمت في بناء إيقاعية‬
‫المقطع الثاني أبحث عن بيتي أبحث عن طفولتي من الممكن البحث عن البيت ‪ ،‬أما البحث عن‬
‫القصيدة"‪:‬‬
‫الطفولة ‪،‬فيقصد بها استرجاع جماليتها وذكرياتها‪.‬‬
‫ف قد أفاد الشاعر من تقنية التكرار ‪ ،‬ووظفها بشكل جيد لخدمة أغراضه الشعرية‪.‬‬ ‫‪ -١‬دور القافية في إيقاعية القصيدة ‪:‬يبدو أن الشاعر لم يلتزم قافية محددة في قصيدة "طريق‬
‫واحد"‪ ،‬شأنه في ذلك شأن معظم الشعراء الذين اعتمدوا شعر التفعيلة ‪.‬‬
‫‪-٢‬الترادف ودوره البنائي ‪:‬مثل قول الشاعر ‪ :‬اللغة التي بها درسنا الكتب التي بها قرأنا قصائد‬
‫الشعر التي حفظنا ‪ ....‬ليست تساوي درهما" ‪...‬أمام بندقية لقد وضع الشاعر اللغة و الكتب في‬ ‫‪ -٢‬دور الروي في إيقاعية القصيدة ‪ :‬لقد اعتمد الشاعر الهاء الساكنة رويا" لقصيدته‪ ،‬المسبوقة‬

‫القصائد في موقع الترادف ‪ ،‬وجعل قيمتها أقل من درهم من البندقية ‪.‬‬ ‫بالياء المفتوحة (بندقيه ‪ ،‬مجدليه‪ ،‬شذيه‪ ،‬القضيه ‪ ،‬النبيه)‪ ،‬وهذا التسكين المسبوق بالتشديد أكسب‬

‫فالعلوم و الثقافة تتالشى إذا ما كانت عامل" للكفاح و النضال ‪ .‬وقد استعمل الشاعر هذا‬ ‫القصيدة جمالية في اإليقاع‪.‬‬

‫الترادف ‪،‬إليمانه بضرورة امتالك القوة التي تعيد الكرامة‪.‬‬ ‫‪ -٣‬التدوير ‪ :‬لقد استعمل الشاعر التدوير في األسطر الشعرية عدة مرات ‪ ،‬وهذا ما يدل على‬

‫‪ -٣‬التضاد ودوره البنائي في القصيدة ‪ :‬مثل قول الشاعر‪: "...‬يا أيها الرجال أريد أن أعيش أو‬ ‫تمكنه من كتابة الشعر ‪ ،‬مثل قوله ‪" :‬قصائد الشعر التي حفظنا ليست تساوي درهما" أمام‬

‫أموت كالرجال " لقد ساوى الشاعر بين الحياة و الموت وهما على طرفي نقيض ‪ ،‬ليجعلهما‬ ‫بندقيه"‪.‬‬

‫طرفا" في معادلة الحياة الكريمة مقابل تلك المليئة بالذل والظلم‪.‬‬ ‫د‪ -‬التكرار ‪ :‬كرر الشاعر بعض الكلمات بهدف لفت النظر إليها‪ ،‬فقد كرر كلمة ( بندقية) تسع‬

‫‪-٤‬الحقول الداللية ودورها البنائي ‪ :‬ورد في القصيدة عدة حقول داللية ‪ ،‬منها‪: -‬حقل المكان‬ ‫مرات ‪ ،‬وذلك لتسليط الضوء على ما تحمله هذه الكلمة من شجاعة و كرامة ‪ .‬كما و كرر جملة‬

‫(أرض ‪،‬ربى بيت ‪،‬حارة ‪ ،‬ركن ‪ ،‬قباب ‪ ،‬فلسطين‪ ،‬القدس ‪،‬الخليل ‪ ،‬بيسان ‪ ،‬األغوار ‪ ،‬بيت‬ ‫(أصبح عندي اآلن بندقية )‪ ,‬وهذا يعني امتالك القوة و اإلستفادةدمنها في طرد الصهيوني‬

‫لحم ) ‪ ،‬وهذا ما يدل على ارتباط الشاعر بالمكان‪ ،‬من أجل النضال المسلح إلستعادة المكان‪.-‬‬ ‫المحتل ‪.‬‬

‫ح قل الطبيعة الذي يضم (زهرة ‪ ،‬زيتونة ‪ ،‬حقل برتقال )‪ ،‬وهذه المفردات ارتقت إلى مستوى‬ ‫ه‪ -‬التوازي اإليقاعي ‪ :‬مثل قول الشاعر (أبحث عن بيتي الذي هناك ‪/‬عن وطني المحاط‬
‫الرمز )حقل األم ألموت ‪ ،‬المنية ‪ ،‬األسالك ‪ (.‬فقد أحسن الشاعر صنعا" في اختيار مفرداته ‪،‬‬ ‫باألشواك) ‪ ،‬يؤدي هذا التوازي الى تنغيمية النص وجمالية محببة إلى النفس ‪.‬‬
‫على مستوى التكرار ‪ ،‬و التضاد ‪ ،‬أو الحقول الداللية ‪ ،‬و جعلها في خدمة رؤيته إلى الصراع‬
‫‪- 2‬المستوى المعجمي في القصيدة ‪:‬‬
‫العربي الصهيوني ‪.‬‬
‫من الضروري في المنهج البنيوي التوقف أمام الظواهر اللغوية المؤثرة في القصيدة‪ ،‬ومن هذه‬
‫‪-3‬المستوى الصرفي‪:‬‬
‫الظواهر ‪:‬‬
‫‪:‬من العوامل التي ساهمت في انجاز المستوى الصرفي‪:‬‬
‫‪ -١‬التكرار ودوره البنائي لقد استخدم الشاعر التكرار غير مرة التكرار ‪ ،‬سواء في الكلمات او‬
‫‪ -١‬دور األفعال في القصيدة ‪:‬‬
‫العبارات‪ .‬فقد وردت ك لمة (بندقية ) تسعة مرات‪ ،‬وقد يكون هذا التكرار لتأكيد اآلداة التي من‬
‫لقد ورد في النص ‪ ٣٤‬فعال "‪،‬بما فيها ‪ ١١‬فعالا مضارعا ا ‪ ،‬مما يدل على قيمة الحاضر عند‬
‫خاللها يسلك الطريق ‪ .‬كما قول الشاعر" ‪ :‬فقصة السالم مسرحية والعدل مسرحية " وهنا يعود‬
‫الشاعر ‪،‬كما و وجود ‪ ١٠‬أفعال ماضية تدل على نهاية وجود الفعل‪.‬‬
‫الشاعر إلى عشرات األعوام ‪،‬حيث سار النظام العربي الرسمي السير في مشروع السالم‬
‫ينطبق على الشاعر فوصف به الربى ‪.‬‬ ‫‪ -٢‬دور األسماء في القصيدة ‪ :‬هناك هيمنة كبرى لألسماء فعلى القصيدة‪ ،‬فالشاعر يعبر عن‬
‫فقصة السالم مسرحية والعدل مسرحية لقد شبه الشاعر قصة السالم و العدل بالمسرحية ‪ ،‬وهما‬ ‫رؤيته لهذه القضية الوطنية بمسميات تالمس وجود اإلنسان العربي مثل ( الربى الحزينه ‪،‬‬
‫طرفا التشبيه ‪ ،‬وهذا ما يدل الشاعر ما يحاك ضد الشعب الفلسطيني ‪ ،‬وأن قصة السالم و العدل‬ ‫القباب الخضر ‪ ،‬الحجارة النبيّه ‪( .‬‬
‫خدع لتخدير الشعوب ‪...‬‬
‫‪ -٣‬دور الضمائر في القصيدة ‪ :‬تنقسم الضمائر بين متكلم و غائب ‪،‬و كانت الهيمنة لضمائر‬
‫‪ -٢‬اإلستعارة في القصيدة ‪ :‬مثل األسطر الشعرية ‪ :‬أريد أن أنبت في ترابها ‪...‬زيتونة أو حقل‬
‫المتكلم ‪،‬مما يدل على توزع نفس الشاعر في القصيدة‪.‬‬
‫برتقال أو زهرة شذية لقد تخلى الشاعر عن هويته استبدلها بأخرى منتمية إلى الطبيعة من أجل‬
‫كما يظهر انفعاله من خالل أفعال األمر ( خذوني ‪ ،‬تقدموا) ‪ ،‬فيكشف عن معاناته ‪ ،‬وعن‬
‫ترسيخ اإلنتماء لفلسطين ‪ ،‬فشجرة الزيتون تتصف بالتجذر في األرض ‪ ،‬وحقل البرتقال ينتمي‬
‫ضرورة العمل من أجل اإلنتصار‪.‬‬
‫الى الطبيعة الفلسطينية ‪،‬والزهرة الشذية تظل على الجمال والعطاء‪.‬‬
‫‪-٤‬دور أحرف الجر ‪ :‬تضمنت القصيدة ‪ ٢٥‬حرفا ا من الجر‪ ،‬وحرف (عن) الذي تكرر ‪ ٩‬مرات‬
‫كما سبق ‪ ،‬حللت قصيدة "طريق واحد" للشاعر "نزار قباني "‪،‬وفق المنهج البنيوي ‪ ،‬فتناولنا‬
‫‪ ،‬وهذا العدد مرتبط بالجذور التي يبحث عنها الشاعر‪.‬‬
‫كل من المستوى اإليقاعي و المعجمي وما فيه من حقول داللية و ترادف و تضاد ‪ ،‬والمستوى‬
‫الصرفي وما فيه من أفعال وضمائر و أسماء ‪،‬والمستوى البالغي و ما فيه من تشبيه و‬ ‫‪4 -‬المستوى النحوي‪:‬‬
‫استعارة‪.‬‬ ‫‪ -١‬التعريف و التنكير في القصيدة ‪ :‬لقد هيمنت األسماء المعرفة على النكرة‪ ( ،‬القباب ‪ ،‬الوطن‬
‫كل ذلك في سبيل التعبير عن مشاعره الحزينة تجاه الظلم و الذل في فلسطين ‪ ،‬و في الحث‬ ‫‪ ،‬الرفاق ‪ ،‬الكتب ‪ ،‬خاتم األم (‪ ....‬أما األسماء النكرة فيترأسها كلمة ( بندقية)‪ ،‬وقد تكرر‬
‫على إسترداد الحقوق بالقوة عن طريق واحد و هو البندقية‪.‬‬ ‫استعمالها للداللة على رغبة الشاعر في امتالك القوة ‪ ،‬وهناك أسماء نكرة أخرى مثل ( ركن ‪،‬‬
‫زهرة ‪ ،‬زيتونة ‪ ،‬مزهرية ) ‪ ،‬ليكشف عن تعلق الشاعر بفلسطين‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫‪ -٢‬الحذف في القصيدة ‪ :‬مثل قول الشاعر ‪ :‬اللغة التي بها درسنا الكتب التي بها قرأنا لقد أسقط‬
‫فيما سبق ‪ ،‬تناولنا موضوع المنهج البنيوي ‪،‬تعريفه‪ ،‬إيجابياته و سلبياته‪،‬مع ذكر أهم‬
‫الشاعر المفعول به لكل من الفعلين دون اختالل المعنى‪ ،‬وذلك لتبيان القيمة الكبرى للبندقية‪.‬‬
‫أعالمه‪ .‬فهو مذهب يعنى بالمبنى أي كيفية بناء الكالم و تركيبه ‪،‬أشهر أعالمه ‪ ،‬دي سوسير‪،‬‬
‫فالديمير بروب ‪ ،‬رومان جاكبسون ‪.‬كما و جئنا على دراسة نقدية لقصيدة “طريق‬ ‫‪ -٣‬التقديم و التأخير ‪ :‬مثل قول الشاعر ‪ :‬خاتم أمي بعته من أجل بندقيه محفظتي رهنتها من‬
‫واحد”للشاعر “نزار قباني” ‪،‬وذلك وفق المنهج البنيوي ‪ ،‬فدرس كل من المستوى اإليقاعي ‪،‬‬ ‫أجل بندقيه فلو قال الشاعر (بعت خاتم أمي و رهنت محفظتي ) لفقد كل من الخاتم و المحفظة‬
‫الصرفي ‪ ،‬النحوي ‪ ،‬المعجمي و البالغي ‪ .‬وكان لكل من هذه المستويات دورها البنائي في‬ ‫أهميتهما‪ ،‬ولفقد اإليقاع والجمال الشعري‪.‬‬
‫القصيدة ‪ ،‬وقد وفق الشاعر في استخدامها ليوصل معاناة فلسطين و مشاعره الحزينة ‪ ،‬والحث‬
‫‪ -5‬المستوى البالغي في قصيدة "طريق واحد" ‪:‬‬
‫إلى القوة و استعمال “ البندقية “ ‪ ،‬ضمن مبدأ “ما يؤخذ بالقوة ال يسترد إال بالقوة “‪.‬‬
‫‪ -١‬التشبيه و دوره في القصيدة ‪ :‬كقول الشاعر إلى فلسطين خذوني معكم إلى ربى حزينة كوجه‬
‫مجدلية‪.‬‬
‫‪ -‬أركان التشبيه‪:‬‬
‫‪ -‬المشبه هو الربى‬
‫‪ -‬المشبه به هو وجه المجدلية‬
‫أما وجه الشبه فمحذوف‪ ,‬يدرك من السياق ‪،‬وهذا ما يجعل التشبيه أكثر تأثيرا ا ‪ ،‬وهذا الحزن‬

You might also like