وإن كان كذلك فالبعد اللمسي للحرف ( الالم ) يدخل طرفا آخر في المعادلة المطروحة ،وفي تحول الصورة
من منطقة البنية العميقة للنص ومحاولة الوصول للمعنى الممكن
التجريد الذهني المتخيلة للمعنى إلى الجانب الحسي اللمسي له ( الثور الهزيل ) فصفة الهزال للصورة لم تعد معتمدة على األبعاد الحقيقية لقصيدة “لي ما يبرر وحشتي هذا الصباح لـ” يحيى السماوي” من منظور الشعر السياسي استرجاع الذاكرة أو استحضارها لصورة الهزال بل تعدت إلى اإلحساس اللمسي للهزال كحالة دافعة لإلنسان ألن يتلمس هذا البنى العميق للنص ومحاولة الوصول للمكن: الهزال جراء استخدام حرف الالم كبداية ونهاية للصفة (الثور الهزيل). ونظ ار لتبدل الرؤية الجمالية للنص ما استدعى ذلك سقوط المقاييس المتعارف عليها في القصيدة العمودية أو التفعيلة على حد صورة ثالثة أشد وضوحا لخدمة داللة حرف الالم إليحائية المعنى من الجوانب السابقة مجتمعة في السطرين التاليين ( ال سواء واقتصار النص على القدرة على االنتقالية االنفعالية والتأثير في انفعاالت القارئ وتوجيهها لخدمة الغرض األكبر والذي أكف عن التلفت للوراء /وال أمل من التطلع في حطامي ؟ ) ولعل هذا أيضا يلقي الضوء على زاوية الشكل أدري لماذا ال ّ يهدف إلى كسب أكبر قدر من التعاطف للقضية ومنها لحشد التأييد المطلوب لعملية التغيير الهادئة والساعي إليها النص، المستطيلي والتقاء الوحشة مع نهاية أخرى ليبدأ ضلع آخر في االنكشاف أمام المتلقي ألبعاد الوحشة الكلية. فإن ذلك يتبعه سقوط البالغة بشكلها التقليدي والمشكلة للحس الجمالي القائم على التجسيد والتشخيص ،لتبرز بدال منها فالحرف متكرر في السطرين بشكل الفت للنظر (إحدى عشرة مرة) منها صوتان مضعفان كنوع من التوغل في اإليحائية مما عوامل أخرى محقق لغاية النص الجمالية لالنتقالية كي تحل محل ما تعارف عليه من تقليدية بالغية تثير وال تكشف وتشحذ يرسخ حالة االلتصاق للحيرة من جهة ومن جهة أخرى انعكاس الوحشة داخل النفس ونتيجة لها ودافعا لتحول هذه الحالة الهمم للتغيير العنيف وال تتأمل لتعطي المساحة الكافية للتبدل المطلوب. المتماسكة القوية للحالة اللمسية ،فحالة الحيرة (ال أدري) والسؤال والدهشة (لماذا) ثم الخوف والترقب للمحذور (التلفت للوراء) وللوصول للبنية العميقة للنص وبالتالي للمعنى الممكن له ،يجب االنطالق من الرؤية التفكيكية للنص وتحوله لمستوياته بدأ أمل) مع استشراف اآلتي (التطلع) ليسقط كل هذا في الحطام كلحظة صادمة تنعكس على القارئ كنهاية والتواصل والدوام (ال ّ من أصغر وحداته ،وتحديدا من البنية الصوتية له ،علها تكشف لنا جانبا هاما من استراتيجية النص في العملية االنتقالية حتمية للمرحلة السابقة وبداية سفرة أخرى في عمق الوحشة والغوص في الضلع السياسي للمجتمع الباعث للوحشة ،وهذا لالنفعال ،كذلك للكشف عن االنزياح المعنوي واإليحائي لألصوات المهيمنة عليه في مقابل األصوات المهملة فيه كثنائية بالطبع ال ينفي التأثيرات للحروف األخرى في السطور السابقة كمد األلف المعلن للحالة والمعبر بدفقه للهواء عن طبيعة صوتية يمكن لها دالة على جوانب معينة للمعنى ،بجانب ثنائية اإليقاع التي سيأتي ذكرها تباعا. الحرف السابق له والمعلن عن التالي له( ،حيث يقتصر تأثيرها في معانيها على إضفاء خاصية االمتداد عليها مكانية أو بمد األلف ثم الهمزة فالميم و التاء والراء ومن الواضح أن هناك أصوات هيمنت على النص بدءا من صوت الالم مرو ار ّ زمانية) حسن عباس ـ خصائص الحروف /وخاصة مع حرف الالم. وأخي ار النون ،في مقابل أصوات أهملها النص وكانت كالتالي :الظاء ثم الزاي فالثاء والغين والذال والطاء ومد الواو والصاد وإن كنت أرى أنه أيضا يضفي حالة من الحزن و االنكسار جراء الخروج الحر والحار للهواء كدفق متتابع وكحركة إيحائية والشين والجيم وانتهاء بالخاء.والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوة ،ما الذي تشكله هذه األصوات من حيث الهيمنة أو اإلهمال ؟ لظفرات األلم للتوجه ،إال أن بالطبع سيطرة السابق عليه كصوت قوي يجعل صفاته أعلى من صفات حرف مد األلف وخاصة وما طبيعة االنزياح المعنوي والداللي أو اإليحائي لهذا األمر ؟. لو كان حرفا قوي الشخصية ،فإن سمات الحرف القوي بالتالي ستفرض نفسها عليه حتما ،ولكن هذا ال يمنع بروز هذه الحالة ومن المعلوم أن حرف الالم كأقوى الحروف وأكثرها انتشا ار هو (حرف مجهور متوسط الشدة) حسن عباس ـ خصائص (الحزن واالنكسار) مع شيوع هذا الصوت في السطر الشعري. الحروف /كما أنه يسقط كداللة صوتية إيحائية (للتماسك) من جهة ومن جهة أخرى (بااللتصاق) مما يعني بالضرورة أن أما عن حرف الهمزة فإن هذا الحرف الدال على (الوعائية إال أنه دال على الجوف وما هو وعاء للمعنى) نفسه /وهذا ما ّ هناك التصاقا وثيقا للحالة الشعورية لمضمون معنى الجملة للمشكلة األساسية والدافعة للنص (الوحشة). يجعل لمعنى الوحشة بعدا أكثر توغال في النفس ،فنرى مثال حينما يحاول النص تجسيد الحالة النفسية لمن يمر بتجربة خذ مثال (لماذا ال أكف عن اتصالي الهاتفي بها) فالمعنى ال يحتاج تبيان إال أن دخول الالم كأحد األصوات الحاسمة االعتقال وفقدان الحرية (محمود بن كاظمة) (ويقول ال تبلغ سالمي أحد /إلى أن تكنس األنوار أرصفة الظالم) فإن من والمشكلة للمعنى داخل السطر الشعري يقوم بشكل أساسي بمسؤولية نقل االنفعال جراء تك ارره ومن مجرد المداومة إلى حيز الظاهر أن صوت الهمزة متوالي تقريبا مما يدفع القارئ ألن يبدأ الكلمة به ما يعني البداية من الجوف دائما مما ينبع معه االلتصاق بالفعل (ال أكف) والتشابك مع (اتصالي الهاتفي) وإسقاط ذلك في نفس المتلقي كحدث فاعل ومولد للمشكلة ( الشعور بالوعائية لمعنى الكلمة (لى أن) اتجاه ثم استقرار تأخذ السالم من (أحد) كدال يأخذ استيعابية شمول المعنى الرافض الوحشة) ،ليأخذ المعنى بعدا أخر غير المداومة إلى االرتباط الوثيق ( التشابك و االلتصاق ) ،بحث تبدو اإلشكالية واضحة حتى يتحقق ما يصبو له (تكنس األنوار أرصفة الظالم) من احتواء النور للظالم. مع ربط هذا المعنى مع المعنى السطر السابق عليه والواصف لحالة الطرف اآلخر (األم) من استحالة هذا االلتصاق أو ثم كداللة بصرية للصورة (أحد ـ أنوار ـ أرصفة ـ الظالم) فإن المعادل المعنوي والداللي لأللفاظ السابقة متخيلة بواسطة حاسة التشابك ليكشف لنا عن طبيعة الوحشة التي تهيمن على النص. البصر وال غير ،فإن اجتمعت الدالالت السابقة تشكل معا الحالة االنكسارية من جانب تسلطها واستيعابها لشخصية (محمود) ثم لو ضممنا ذلك مع السطر التالي له (وإرسالي المزيد من التصاوير الحديثة ) لبدا لنا جليا اإلشكالية الحقيقية من محاولة كرمز دال على شريحة من المجتمع رافض ومصدر للوحشة. ِ المحاوَلة اختراق متكررة لحاجزي الصمم والعمى ،إذا هما محاولتان فاشلتان تتكرران مع الكثير من االلتصاق والتماسك بالنفس وبالنسبة للميم والراء فإنهما يدالن على مجموعة من المشاعر انطالقا من (السد واالنغالق مع الح اررة والجمع والضم ) نفسه / فتكون النتيجة الحتمية (هل يرى األعمى من القنديل أكثر من ظالم ؟) وبالرغم من ذلك فالتشابك وااللتصاق ضرورة حتمية إن كانا في بداية اللفظ أو (التوسع و االمتداد) نفسه /إن كانا في نهاية اللفظ ،مع الميزة الصوتية كدال على (المص كانزياح معنوي لصوت الالم المهيمن على الجمل في هذا المقطع وغيره. والحلب) نفسه. تتابع حرف الالم المسؤول عن تماسك وتشابك الصورة وتتابعها (تكرر أربع مرات في السطر) ليصبح الظالم النتيجة الحتمية خذ مثال لفظة (متهما) في (وكان متهما وقد ثبتت براءته) فإن هذا اللفظ شديد اإليحائية من حيث الح اررة ثم السد و االنغالق لألعمى المتصف بالمحاولة المتكررة للرؤية واستخدام مصدر الضوء كدال على فقد الشخوص المتوالية في النص للضلع لداللة االتهام أمام النفس لشعورها بالمأساة أو المأزق وامتداد ذلك أمامها كحالة يصعب التخيل معها الخروج من المأزق في القاعدي للبيئة المؤهلة للرؤية حتى مع امتالك مصدرها ،ناهيك عن سيطرة الظالم وتماسكه أمام النور كمعلم من معالم الحياة ظل النظام االستبدادي ،فإن هذه الدالالت اإليحائية تأتي نظ ار لوقوع الميم في البداية والنهاية للفظ ،كما أن لفظي (التقدم / في الوطن األم كداللة سوداوية للوحشة داخل النفس البشرية. األمام) يوحيان باالمتداد األفقي وبالطبع فإن إيحائيهما يبدوان أكثر وضوحا مع جملتهما (صار يطنب في الحديث عن التقدم وكذلك في الضلع الموازي للقاعدة في الشكل المستطيلي ن كصورة تصاعدية أو الذروة لضلعي (عالقة الحكم بالجماهير ـ للوراء أو التراجع لألمام ) ثم التناوب في صوت الراء كعامل مساعد قوي لالمتداد (وراء /تراجع) فإن هذه الحالة المدهشة محمود ـ وعالقة الحكم بالعلم والحقيقة المطلقة ـ القصر ونشرة األخبار) ،ليضع لنا النص الصورة المتماسة مع األسطورة ليدور والمبكية للنفس المنطلقة من المحنة (االعتقال) تبدو انكساريتها شديدة نتيجة هذه الرؤية الممتدة والمعاكسة لما اعتقلت من معها فصول التعامل من الخروج المتوالي من مأزق الشك الذي يسيطر على نظام الحكم األمني والقاهر لجماهيره ،لتبدأ معها أجله لتبرز مصدرة الوحشة في نفس المتلقي. الشاك في النوايا والحكم عليها مداورات حمادة الحمار (جحا) للخالص من ورطة وضعها حماره فيها والتعامل األمني معها و ّ ولذلك فإن اجتماع اإليحاءات السابقة مجتمعة تشكل العموم لالنزياح المعنوي واالنتقال االنفعال كغاية جمالية يسعى إليها بناء على الظرفية ال القطعية لألدلة. النص ويضعها نصب أعينه ،وكلها تنصب في خانة تماسك حالة االنكسار والوحشة واستقرارها في النفس ،ثم الترجيع لهما فمد األلف يعلو بجانب الالم مع الميم على حين تنخفض بشدة الهمزة ،وتتقارب أصوات التاء والراء والنون لتمزج معا ـ ّ (كخاصية ثابتة لحرف الالم) مما يدفع النص لتكرار دائما (لي ما يبرر وحشتي هذا الصباح) كمفتاح ومنطلق ،وكنهاية ونالحظ ـ أن جل هذه األصوات(تنطق من مقدمة الفم بداية من اللثة وانتهاء بالشفاه) غانم قدوري ـ علم أصوات العربية /مما متوقعة راسخة ،وكحافز أساسي الكتشاف الوحشة والبحث عن مسبباتها. يسحب منها صفة (العمق والشدة) حسن عباس خصائص الحروف /فيعضد من حركية المشاهد كمكون أساسي للصورة لذا لم يكن غريبا بالطبع سقوط صوت (الظاء) الذي يوحي الفخامة ،والزاي الذي يوحي بالحدة والفعالية ،والثاء الدال على الهزلية الساخرة والمبكية لشخصية حمادة /حجا ،فبجانب التماسك والح اررة المؤلمة للمشهد نجد االضطراب واأللم للنون مع الرقة والليونة. االستكانة مع تكرار الراء. فإن مجموع هذه األصوات ودالالتها المعنوية وما يترتب عليه من انزياح معنوي سواء باالنتشارية والهيمنة أو االختفاء هذا التباين في االستخدام يؤكد أوال على معيار المهارة الستخدام خاصية األصوات كعامل حاسم في بروز الجانب الجمالي واإلهمال ،تؤكد لجوء النص إلى الدالالت الصوتية (ظهو ار واختفاء) كعامل حاسم في الكشف عن جوانب مهمة للوحشة ثم لتشكيل الصورة واإلسقاط أو االنزياح المعنوي لها في نفس المتلقي وتجعل من الممكن الهروب من تقليدية البالغة المجسمة الدفع بها لنفس القارئ كحامل لالنفعالية ومحقق لالنتقالية كغاية جمالية كبرى للنص السياسي ،وبالتالي تقوم بدورها الطبيعي والمشخصة ،والتي ال يمكنها أن تصبح جس ار النتقالية االنفعال. كبديل للبالغة التقليدية ،فالحالة حالة انتقال ال تجسيد أو تشخيص بل بث وانتقال. فالبالغة التقليدية من تشبيه واستعارة وكناية لعلم البيان المجسم والمشخص يجعل من المتلقي متعاطفا ال منفعال ،حزينا جراء إال أننا يحب أال نغفل أن هذه األصوات الشائعة في النص تتباين من حيث اللجوء إليها في كل ضلع من الشكل المستطيلي التجسيم ال رافضا جراء اإلحساس ،إال أن مهمة الشعر السياسي وبالطبع نصنا في المقام األول بث االنفعال وجذب المتلقي للقصيدة ،أو من حيث رسم جوانب الوحشة الرباعية األضالع ،إ ْذ نجد ارتفاعا لصوت من األصوات الشائعة في مقابل لمنطقة انفعالية شعورية لشحذه لعملية الرفض وبالتالي التحول وليدور في نطاقها ،لذا فال تجدي شخصنة الفكرة أو تجسيدها انخفاض آخر منهم ،والعكس صحيح أيضا في أحوال أخرى ،مما يعني كداللة قاطعة ال تقبل الشك إلى ما أشرنا إليه من لبلوغ الغاية الجمالية المحددة سالفا. تحمل األصوات عبء حمل اإليحاءات على عاتقها والوصول إلى الغاية الجمالية المطلوبة بالدرجة األولى. وبالتالي تأخذ األصوات هنا دور الحامل والدال معا على مالمح الصورة اإليحائية والنفسية للمشهد الحركي والبصري والسمعي فصوت الالم أكثر األصوات انتشارية في النص وبالتالي تأثي ار فيه ،نجده في الضلع األول القاعدي للشكل المستطيلي ليس بين النص والمتلقي لالنفعالية المطلوبة ولعل هذا ما يحيلنا إلى الجانب اآلخر أو المعادل لألصوات في هذا المستوى ،ونقصد هو الشائع والمهيمن ،بل صوت الهمزة كدال على المشاهد البصرية لبيئة النص وكوعاء ٍ حاو للتحوالت المستمرة في الحياة به البنية اإليقاعية للنص. االقتصادية واالجتماعية ،وكحركة مستمرة للخروج من المأزق أو على األقل تقدير محاولة الخروج والخالص من التبعات البنية اإليقاعية للنص وعالقتها باالنفعالية كغاية جمالية: الملقاة على عاتق الفئة البسيطة والجاهلة أمام الحكم غير الواعي أو العابئ بمصالح جماهيره. ألي نص هي الجناح الثاني والمكمل للبنية الصوتية له ،وهي انعكاس حقيقي ومؤثر في عملية ال شك في أن البنية اإليقاعية ّ على حين تأتي أصوات الالم والتاء كأصوات (متقاربة بين الهمس والتوسط في الشدة) غانم قدوري ـ علم أصوات العربية / االنتقال االنفعالي كأساس جمالي تقوم عليه القصيدة السياسية. كتأثير صوتي إيحائي في النفس ،ما يوحي بالتحول الهادئ دون صخب كنوع من أنواع االستسالم ،ثم هما يمثالن الثنائية وتأخذ البنية اإليقاعية أهميتها من كونها الدال المؤثر في نفس المتلقي على هذا االنفعال ،بالرغم من الشكل الخفي لها في الضدية المسيطرة على عملية التحول ،ما بين التماسك لالم وااللتصاق وما بين االضطراب للتاء كصوت (يشبه قرع الكف النص ،كما أنها المؤشر الحي للعملية المسؤولة عن انتقال االنفعال كهدف أسمى للقصيدة السياسية من جهة ومن جهة أخرى باألصابع) حسن عباس ـ خصائص الحروف ،/ثم صفة اإلعالن نتيجة االمتداد الصوتي لصوت مد األلف الذي ال يكون له أحد أهم العوامل الرئيسة في التأثير االنفعالي عموما ،بجانب أنها البوصلة التجاه الصورة وحركتها الداخلية وتموجها ،لذا فإن إال إظهار صفات األصوات السابقة عليه (هل يرى األعمى من القنديل أكثر من ظالم) فتك اررية الراء للرؤية (يرى) ،ثم الميم دراستها هو في واقع األمر كشف لجانب هام للمعنى الممكن ،جانب نستطيع وصفه بالحاسم والمؤثر ،هذا الجانب وإن كان ذا كح اررة مؤلمة في النفس جراء فقد الرؤية (األعمى) ،ثم التشابكية واالتصاق لالوضوح نتيجة الالم (ظالم) كل هذا في إطار أثر هام إال أنه خفي تدركه النفس ويخفى على العين إال عين الخبير باإليقاع الشعري فاعُل ْن ) ،وبمعنى آخر النص ينتسب إيقاعيا إلى البحر والبنية اإليقاعية لنصنا تعتمد أساسا على تفعيلة بحر (الكامل /متَ ِ ُ الكامل ،وهذه التفعيلة تتميز بمقدرتها على التحول إلى (م ْت ِ فاعُل ْن) وهي تشبه صوتيا ( ُم ْستَْف ِعُل ْن للرجز ) والتي تعنى الحدة في ُ فاعُل ْن) التفعيلة الرئيسة للبحر ،لنجد التنوع المطلوب والحرية في التعبير عن الحركة الداخلية للصورة مقابل انسيابية (متَ ِ ُ والمعنى معها. إال أن األمر ال يقف على هذا الحد فقط ،بل يتعدى ذلك إلثراء اإليقاع نظ ار لطبيعة السرد وتنوع الشخوص وحركتهم نسبة لتنوع طبقاتهم وثقاف تهم وطبيعة مشكالتهم وعالقاتهم بالنص أو الحكم ،نقول إنه تعدى ذلك إلى استخدام تقنية (التدوير) وهي تقنية من األهمية بحيث تستطيع أن تغير من مسار اإليقاع لتدخله في أتون بحر آخر وبالتالي جو إيحائي نفسي إيقاعي آخر يناسب التحوالت الداخلية والخارجية للمعنى وتخدم الغاية الجمالية أيما خدمة. بجانب أن هذه التقنية (أي التدوير) تقوم بدور هام آخر حيث تجعل من البيت الشعري في شعر التفعيلة يمتد إلى أكثر من سطر شعري ،مما يعني امتداد الصورة وتكثيفها ،وفي جانب آخر تبرز خاصية ما يسمى بالفضاء الشعري للكلمة الهامة أو المفتاح. ِ ِ فالنص إذا ينتمي إلى البحر الكامل إيقاعيا بخاصية تفعيلته ( ُمتَفاعُل ْن ُ /م ْتفاعُل ْن ) المتابينة بين االنسيابية والحدة المتوالية الشبيهة بـ ( الرجز ُ /م ْستَْف ِعُل ْن ) فتساوي الساكن أمام المتحرك يعني الحدة في اإليقاع نظ ار ألن التفعيلة تصبح مقاطع متساوية في البناء ( ) 0 // 0 / 0 /أمام قلة الساكن نسبيا بالنسبة للمتحرك ما يعني االنسيابية في الحركة والتي تناسب الحركة الراقصة ( ،) 0 / / 0 / / /فنحن أمام نوعية خاصة من الحركة المتغيرة للحركة الداخلية للصورة ما بين التوازن والحدة وما بين التوالي والراقص المنساب ،إال أن تدخل تقنية التدوير في البيت الشعري يجعل اإليقاع أكثر ثراء من ذي قبل، فاعْلتُ ْن أو َمفاعيُل ْن) نظ ار العتبار بعض العروضيين المحدثين أن تفعيلتي الوافر فاعَلتُ ْن ـ َم َ حيث تدخل تفعيلة (بحر الوافر َ /م َ والهزج واحدة لتبادلهم في الوافر ( انظر موسيقى الشعر بين اإلتباع واإلبداع /شعبان صالح ) باندفاعها الصاخب وعلو (متَْف ِعُل ْن) الرزينة والمعللة عند الضرورة أو التحول من صوتها ،وفي بعض الحاالت المحددة تنتج عملية التدوير تفعيلة الرجز ُ السرد إلى التعليل أو التأمل. إذا في حقيقة األمر ،ولو أن النص ينتمي إلى البحر الكامل إال أنه يقوم على أساس التنوع اإليقاعي ،وبروز ثالث تفعيالت تفاعلُن) وصورتها (م ْت ِ فاعُل ْن ُ /م ْستَْف ِعُل ْن) تقوم بالعبء األكبر في العملية االنتقالية لالنفعال كغاية جمالية ،وهم كالتالي (م ِ ُ ْ ُ فاعْلتُ ْن /مفاعيلن) ،ومع تفعيلة مساندة لوقت (م َ فاعَلتُ ْن) وصورتها ُ (م َكتفعيلة والدة ،تخرج منها بسبب تقنية التدوير تفعيلة ُ (متَْف ِعُل ْن). الحاجة أو التعليل أو االنتقال للتأمل ُ هشام مصطفى شاعر وكاتب مصري