You are on page 1of 2

‫الفكاهة في االصطالح األدبي هي الطرفة أو النكتة أو النادرة أو حكاية موجزة يسرد فيها الراوي حدثا‬

‫‪..‬واقعيا أو متخيال يثير إعجاب السامعين‬

‫ولئن رأى البعض الهزل مجرد اطار للتسلية والفكاهة في مقابل الجد باعتباره األصل في األدب وما‬
‫الهزل إالّمج ّرد رافد له أوهو أدب من درجة ثانية يؤتى به ألغراض أقربها تنشيط القارئ فإن آخرين‬
‫يرون الهزل الوجه اآلخر للج ّد إذ هما‪ ،‬معا‪ ،‬يستعمالن اللغة واألساليب ذاتها لتحقيق التهذيب واإلصالح‬
‫والنفع بل قد يكون الهزل أقدر من االدب الجاد على تحقيق تلك الوظائف‪ ?.‬والحقيقة أنّ األدب الهزلي‬
‫حاضر? بكثافة في األدب العربي القديم وهو سمة بارزة في المقامات إذ هي في كثير من النصوص عبثيّة‬
‫هازلة‪ ،‬عبثية ممنهجة ‪ ،‬لها مقولة تنتظمها? ‪ ،‬تعتمد رؤى وتطلعات? األديب ونظرته لمجتمعه ‪.‬ولذلك يعد‬
‫شيوع روح الفكاهة من مقومات المقامة المتواترة‪.‬فهي نموذج أدبي يجمع بين فكاهة متمردة وأسلوب‬
‫‪ .‬بياني مضلل‬

‫إنساني مكد ومتسوّ ل‪،‬لها?‬


‫ّ?‬ ‫ومقامة الهمذاني? ‪،‬شكل فني لم يسبق إليه ‪،‬حكاية أو أقصوصة بطلها نموذج‬
‫"راو يفتح ويدشن حضورها بعبارة مكرورة وبداية مشهورة "حدثنا قال‬

‫وهذه الرواية تشي بقيام مجلس ووجود جماعة مولعة بالفكاهة وراو يشاركهم? الغاية والمقصد‪ .‬فالفكاهة‬
‫ال طعم لها إال بالمجلس‪.‬؟ألنّ الضحك فعل تفاعلي بحاجة إلى وسط اجتماعي ولكنه في المقامة ليس‬
‫غرضا في ذاته وا ّنما أداة نقد وتجريح ‪،‬يتغلغل في النفس إذ تتفاقم الظروف? وتتحول المضحكات إلى‬
‫‪ .‬انتهاكات صريحة غير مقصودة لذاتها‬

‫انظر إلى قدرة الهمذاني على الغاء انفعال الخوف إزاء الموت عبر فعل الذهول ازاء انتهاك المقدس‬
‫‪/‬حرمة الميت والعبث بالصالة ال يمكن التغاضي? عنها اال من حيث هي ايماء الى عوارض التردي‬
‫‪.‬والسقوط المتفشي في المجتمع ليتحول الضحك البريء إلى سخرية الذعة تكشف مظاهر التفسخ الخلقي‬

‫ولع ّل ما ينوء بالمضحك المبكي انما هو التحوّ ل مابين المشهد األول والثاني من الموت الفردي قدرا‬
‫محتوما? الى موت جماعي بفعل فاعل اذ يساهم االسكندري في ش ّل فعل البحث عن الخالص بسجود‬
‫‪.‬سالب وقد انطلت عليهم الحيلة ‪.‬وينسل وصاحبه تاركا النص مفتوحا على ممكنات مختلفة من النهايات‬

‫ويتحول? المشهد من فعل مضحك الى نقد الذع يفضح ويع ّري? سذاجة العوام‪/‬وقاحة االسكندري‪/‬قدرة‬
‫‪ .‬الرّ اوي على التالعب بانفعال المتلقي وخلق مزاج متبلّد ال يبالي بالموت والقيم‬

‫الزمان موظف فنيا يؤدي خيالية الحكاية ال يطابق? االحداث‬

‫‪:‬الشخصيات‬

‫الراوي‪/‬البطل‪/‬شخصيات ثانوية ال يعنى كثيرا بوصف? مالمحها واسمائها فقط يشير الى السمة التي‬
‫ستقوم عليها الفكاهة وترتكز? عليها الحيلة‬

‫أما البطل "فنموذج إنساني يجسد طائفة المكدين والشطار? والصعاليك فهو? بصفة عامّة رجل ذكيّ حاضر‬
‫البديهة واسع المعرفة ياخذ من كل علم بطرف حاضر? النكتة عميق السخرية واسع الحيلة بضاعته في‬
‫"األغلب في لسانه يجمع النظم والنثر وسيلتاه في الكدية‬
‫في المقامة الموصلية البطل بافعاله مهرج‪.‬دنيء يصور? بسلوكه وأفعاله عيوب المجتمع مجتمعة ‪.‬‬
‫‪ .‬والراوي? يشاركه الخصال نفسها فهو شريكه في الرحلة والمكر والغش‪،‬بل يطلب منه الحيلة‬

‫هكذا كانت المقامة قناة يعبر بها بديع الزمان إلى عوالم اإلمكان واالمتناع ليمرّ ر مواقفه من انتهاك‬
‫المحرمات‬

‫المقامة تعري العقلية الخرافية التي تفسر االحداث وتتعامل? معها تعامال العقليا يسوغ لظهور شخصية‬
‫المشعوذ? بممارسات فاقدة لك ّل اساس علمي وتروج? في االوساط? المهمّشة وفي لحظات الخوف النها‬
‫‪ .‬تجد فيها ما يخفف المها‬

‫أما انحالل االخالق وغياب القيم فله اسباب في تفشي الجهل وضعف العقيدة وانتشار? البطالة والفقر‬
‫وسطوة القمع واالستالب مع زيادة تمركز السلطة وهيمنتها? باسم الدين وثقافة سمعيّة ووعي محنط ال‬
‫يغيّب العقل‬

‫المقامة جنس ابتالعي البتالعها لألجناس السّابقة عليها مثل الرّسالة والخطبة والوصيّة فضال عن الشعر‬
‫‪ :‬ولع ّل الخصوصيّات التي تميّزها? جنسا ‪،‬مستقاّل‬

‫تكوّ نها? من سند ومتن ‪-‬‬

‫ثنائيّة ال ّراوي والبطل ‪-‬‬

‫‪.‬اشتراك ك ّل المقامات في راو واحد افتراضيّ ‪،‬ال يمتلك اسمه وجودا تاريخيّا ‪-‬‬

‫ثنائيّة النثر والشعر? ‪-‬‬

‫تزويق? اللغة وتقريبها? من جماليّة الشعر(السجع‪/‬الجناس‪/‬المجاز‪- )..‬‬

‫توفر? جانب القص ‪-‬‬

‫شيوع روح الفكاهة ‪-‬‬

You might also like