You are on page 1of 4

‫• يتح ّدث الشاعر بلسان الشعب الفلسطيني الذي يق ّدم كل غال ورخيص من أجل قضيّته‪ ،‬مصرّا على الحياة

مستخد ًما كل‬


‫وسيلة متواضعة ممكنة ( ال ّرقص‪ /‬ال ّرفع‪ /‬الخيط‪/‬النّفخ في النّاي‪ /‬ال ّرسم‪ /‬الزراعة‪ /‬الكتابة)‪ ،‬ك ّل هذا‪ ،‬من أجل‬
‫بناء هذا الحل م الذي يحل م ب ه‪ ،‬راس ًما لن ا لوح ة م ن التضحيات الت ي تقدمه ا الشعوب المقهورة المس حوقة فنرى الشع ب‬
‫الفلسطين ّي مواص اًل حياته متناسًال بسرعة متحديًّا ظروفه‪ ،‬مق ّد ًم ا ك ّل تضحية‪ ،‬ناظرًا إلى األمام من أجل المستقبل الذي‬
‫يرجوه‪.‬‬
‫أن الشاعر مزج الواقعية مع الرومانسية مستخدما تعابير رومانسية‪ ،‬مثل الناي‪ ،‬والطبيعة‬ ‫وال بد من التذكير ّ‬
‫التي تحمل األحالم والمجتمع المثالي الهادئ الذي ّ‬
‫يحن إليه الشاعر وشعبه‪ ،‬ماز ًجا إياها بالواقعية الصعبة‬
‫الخشنة الدامية (الشهداء‪ ،‬البناء)‪ ،‬وفي هذا داللة على تم ّرد الشاعر على واقعه من أجل بناء مستقبل وطموح‬
‫يحلم به هو وشعبه‪ ،‬وتأتي نهاية القصيدة مناجية المستحيل‪ /‬األمل (البرق) طالبة الفرج والخالص والدرب‬
‫من أجل الوصول إلى النهاية التي يحلم بها‪.‬‬
‫نلخص مضمون القصيدة؛ فإنّنا نخرج بما يلي‪:‬‬ ‫وإذا ما أردنا أن ّ‬
‫الشاعر مص ّر على الحياة من خالل استخدام اإلمكانات المتواضعة التي بين يديه من أجل تحقيق أحالمه التي يريد تحقيقها‪.‬‬
‫(الخيط‪ /‬الحجارة‪ /‬الزراعة)‪.‬‬
‫الشاعر متفائل من المستقبل؛ األمر الذي انعكس في مخاطبة البرق الذي يرمز إلى األمل والنّصر وبارقته‪.‬‬
‫الفلسطيني؛ إاّل أنّه يتناسل متفائاًل بسرعة متح ّديًا ك ّل الظروف الصعبة المحيقة به‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التضحيات التي يقدّمها الشعب‬
‫الخصائص األسلوبية‪ /‬الفنّية‬

‫• استخدام ضمير الجمع " نحن" وهذا ما يعطى داللة الشمول‪ ،‬والتّعظيم‪ ،‬فالشاعر يتح ّدث بلسان شعبه الذي يفتخر ويعت ّز به‪.‬‬

‫• العنوان جاء بالص يغة االس مية األم ر الذي يعط ى دالل ة الثبوت وعدم التغيي ر والتّقلب‪ .‬أ ّم ا باق ي أ بيات القص يدة كلّه ا‪ ،‬فجاء ت‬

‫نحب)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫نحب‪/‬نزرع‪/‬ننفخ‪/‬نكتب‪/‬‬
‫نحب‪/‬نسرق‪/‬نفتح‪ّ /‬‬
‫بالصيغة الفعلية التي تدل على التغيّر والتّج ّدد‪( .‬نرقص‪ّ /‬‬
‫نحب‪ /‬نرق ص‪ /‬نس رق‪ /‬نفت ح‪ /‬نزرع‪ /‬ننف خ‪ /‬نكت ب) وهذا م ا يعط ي دالل ة االس تمراريّة والتج ّدد‬
‫تكرار الفع ل المضارع‪ّ ( :‬‬ ‫•‬
‫وعدم اليأس والتوقف‪.‬‬

‫• تكرار "واو العطف" التي تعطي تدفّقًا وجريانًا وعاطفة بيّنة‪ ،‬وترابطًا للحدث ووحدته‪.‬‬
‫ي (تكرار الصّدارة)‪( :‬نحن نحبّ الحياة إذا ما استطعنا إليها سبياًل )‪ ،‬بحيث يستطيع الشاعر أن ينطلق إلى‬
‫• التكرار االرتكاز ّ‬
‫فكرة جديدة يريد تجسيدها‪.‬‬
‫• التّناص القرآني الذي انعكس في قوله‪" :‬إذا ما استطعنا إليه سبياًل "؛ القرآني في سورة آل عمران‪:‬‬
‫استخدام شعر التفعيلة‪ /‬الشعر الح ّر‪( .‬ومن خصائصه‪ :‬عدم التقيّد بعدد ثابت من التفعيالت في البيت الواحد‪ /‬الجريان‪ /‬عدم‬
‫روي ثابت من أ ّول القصيدة إلى آخرها‪ .‬وهذا ما يعطي للقصيدة بع ًدا وداللة‬
‫ٍّ‬ ‫ي ثابت)؛ إاّل أنّ محمود درويش حافظ على‬
‫التقيّد برو ّ‬
‫ال ب ّد من التوقّف عندها‪:‬‬
‫• تغيير عدد التفعيالت يجسّد التغييرات والتّقلّبات التي تم ّر على الشعب الفلسطين ّي‪.‬‬

‫الروي ؛ فأحالم الفلسطينيّين واحدة‪ ،‬وهمومهم‬


‫ّ‬ ‫الموحدة‬
‫ّ‬ ‫• الشعب الفلسطين ّي مو ّح د في صفوفه وأحالمه؛ وهذا انعكس في القافية‬
‫واحدة‪ ،‬ال تتغيّر وال تتب ّدل؛ وفي هذا توفيق رائع في اختياره توحيد القافية من قبل الشاعر‪ ،‬رغم التّح ّوالت والتّقلّبات التي يم ّر‬
‫بها الفلسطينيّون‬
‫• استخدام " ألف اإلطالق " (سبياًل ‪ /‬رحياًل )‪ ،‬وهذا ما يزيد من طول المعاناة وق ّوة عاطفتها؛ باإلضافة إلى رمزيّة النفس‬
‫الطويل الذي يجسّد الشعوب المغلوبة والمقهورة‪.‬‬
‫• مزج الواقعية مع الرومانسية (تق ّدم ذكره في التحليل)‪.‬‬
‫ّ‬
‫وكأن الشاعر يوحي‬ ‫• مزج الحواس‪( :‬اللون‪ /‬الرائحة‪ /‬الرؤية)‪ ،‬وهذا ما يعطي داللة التكافل واالنسجام في الجسد الواحد؛‬
‫بذلك إلى وحدة عناصر الشعب بكامل أطيافه‪.‬‬
‫الحس المتزامن‪ .‬وهذا ما انعكس في قوله‪( :‬لون البعيد‪ /‬رسم الصهيل)‪ ،‬وهذا ما يهدف إلى‪ :‬إعطاء‬ ‫ّ‬ ‫الحواس‪/‬‬
‫ّ‬ ‫• تراسل‬
‫ص‪ /‬تكثيف وتعميق المعنى‪ /‬الخروج عن القاعدة المألوفة؛ األمر الّذي يولّد الغموض والتّشويق‪/‬‬ ‫جماليّة للمعنى والنّ ّ‬
‫تجسيد ثقافة الشّاعر وعمق معانيه‪.‬‬
‫الحواس‪ ،‬وبين صورة أخرى أو إحساس آخر‬ ‫ّ‬ ‫الحواس‪-:‬هو الترابط الوثيق بين صورة أو إحساس ُمدرك بإحدى‬ ‫ّ‬ ‫‪ :‬تراسل‬
‫الحواس يثير صوت معيّن مرأى لون معيّن؛ فالنغمة الزرقاء (لون وصورة)‪ ،‬واألخضر‬ ‫ّ‬ ‫سة أخرى‪ .‬وفي تزامن‬ ‫ُمدرك بحا ّ‬
‫الفرنسي الكبير " بودلين" بعض الروائح‬
‫ّ‬ ‫الحواس‪ .‬هذا وقد وصف الشاعر‬
‫ّ‬ ‫الرطب (لون وملمس) تعبيرات تشير إلى تزامن‬
‫بأنّها ناعمة كالمزامير‪ ،‬وخضراء كالمروج‪ ،‬فجمع بين الرائحة والملمس‪ ،‬والمرأى والصوت‪.‬‬
‫ألن تولّ د‬
‫• اس تخدام أس لوب الحذف ف ي ال بيت الثان ي (ونرق ص بي ن شهيد ْي ِن‪ ،)..‬وهذا م ا يهدف إل ى ترك المجال لمخيّل ة القارئ ْ‬
‫حصر أو‬
‫ٍ‬ ‫معان متع ّددة دونما‬
‫ٍ‬ ‫داللة النصّ مستندة على معطيات القصيدة النصيّة‪ ،‬وهذا ما يؤ ّدي إلى التوسّع في المعنى‪ ،‬وإعطاء‬
‫ي أسقطه ال ّشاعر من قوله‬
‫خفي رائع عبقر ّ‬
‫ّ‬ ‫تحديد‪ .‬فيمكننا التّأويل‪( :‬الشّهيد الّذي قضى‪ ،‬والشّهيد الّذي ينتظر)‪ ،‬وفي هذا تناصّ‬

‫رجال صدقوا ما عاهدوا هللاَ عليه‪ ،‬فمنهم َم ن قضى نحبه‪ ،‬و ِمنهم َم ن ينتظر‪ ،‬و َم ا ب ّدلوا تبدياًل )‪ .‬وهذا‬
‫ٌ‬ ‫المؤمنين‬
‫َ‬ ‫تعالى‪ِ (:‬م َن‬

‫الفلسطيني يفرح ويحزن‪ /‬يبكي ويرقص تما ًما كباقي شعوب األرض‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أن الشّعب‬
‫يعني ّ‬
‫المدورة‪( :‬هو افتتاح وانتهاء القصيدة بالعبارة نفسها)‪ .‬جاءت النهاية والبداية متشابهتين‪( :‬نحن نحب الحياة إذا ما استطعنا‬
‫ّ‬ ‫القصيدة‬
‫إليها سبياًل )‪ ،‬وهذا ما يدلّ على استمرارية حبّ الحياة وعدم انقطاعه أو تغيّره‪.‬‬
‫استراتيجيّة المفارقة القائمة على التكرار؛ إذ رأينا كيف ّ‬
‫أن محبّة الحياة التي تقوم على منابع المرارة والشقاء‪.‬‬

‫ي "ال"‪ :‬يعطي داللة رمزية خفيّة؛ وهي الرفض لهذا الوضع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني‪ ،‬ورفض الظلم والتّشتت ‪ ...‬فلفظة‬ ‫الرو ّ‬
‫ال"" تحمل عدم القبول‪ ،‬وفي تكرارها على مدار القصيدة من أولها إلى آخرها إيحاء خف ّي‪ /‬جل ّي ّ‬
‫بأن الشاعر‪ /‬الشعب الفلسطين ّي‬
‫قوة الرفض وعدم قبول‬ ‫يرفض ك ّل شكل من أشكال القهر والظلم العبوديّة والذل أو المهانة‪ .‬وجاءت " ألف اإلطالق" لتزيد من ّ‬
‫الواقع المرير الذي يعيشه شعبنا الفلسطيني‪.‬‬

You might also like