Professional Documents
Culture Documents
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
بحث حول
الوصف في الشعر االندلسي
صويلح
السنة الدراسية2022/2023 :
الوصف يعد من افضل اغراض الشعر العربي ,وأقربها إلى النفوس ،ومن طبيعة الشاعر ال يقول
الوصف اال وهو واسع الخيال لديه القدرة واالستطاعة على تصوير المحسوس ,إلى صوراً حية ,للسامع
وكأنه يراه إمامه ،والبد من وجود الحوافز ,والمواقف التي تثير مشاعر الشاعر وتجعله يبدع في
الوصف ...فلذالك عرف الوصف عند األندلسيين بكثرة الحوافز الطبيعية واألحداث المتتالية
تعريفه:
إن األدب والعلوم اإلنسانية في األندلس ( إسبانيا حاليا ) ،قد قسمها علماء التاريخ العربي إلى قسمين أو
فترتين ،فترة أطلقوا عليها فترة المد ،وهي الفترة بدأت بالفتح واستمرت حتى عصر ملوك الطوائف،
وهم الحكام أو األمراء الذين حكموا األندلس وكانوا من المشرق أو األندلس نفسها ،وفترة الجزر ،وهي
الفترة التي حكمت فيها األندلس دول أخرى من شمال أفريقيا ،وتعتبر هذه الفترة متميز ة عن األولى،
.وبدأ في هذا الوقت يظهر العديد من األدباء والشعراء في األندلس
الشعر األندلسي
الشعر األندلسي هو ذلك اللون من الشعر الذي نبع من األندلس ،والذي انفرد بمجموعة من الفنون
الشعرية ،والنظم التي نظمها الشعراء ،خاصة تلك المتعلقة برثاء الممالك الزائلة ،وقد اشتهرت األلفاظ
في الشعر األندلسي بالوضوح والسهولة ورقة األسلوب المستخدم ،وقد اهتم الشعراء في األندلس بوجه
خاص بما يسمى بالصنعة اللفظية ،وقد التزموا التزاما كبيرا بوحدة الوزن والقافية في بداية ظهور هذا
الشعر ،وفيما بعد قاموا بتأليف كل ما هو جديد في مجال األوزان ،خاصة بعد انتشار الغناء
وقد احتفظ الشعر األندلسي في بداية ظهوره بتتبع أثار الشرق ،ونسج الشعر على نفس المنوال ،وذلك لما
كان يتمتع به الش رق في نفوس هم بمكان ة كب يرة ومرموق ة ،ألنه ا ك انت منب ع الحض ارة ،ومك ان ن زول
ال وحي ،ل ذا نج د الش عراء األندلس يين ق د س اروا على نفس خط ا الش عراء في الش رق ،وق د س اعد على
ازدهار الشعر في األندلس واألدب عموما االستقرار والرفاهي ة ال تي ك انت فيه ا األن دلس ،وال ذي أطل ق
عليه المؤرخون العصر الذهبي ،وكذلك حب حكام األندلس للمعرفة وتشجيعهم للعلماء واألدباء .
عبر الشعر األندلسي عن ذاتية صاحبه ،وارتبط ارتباطا كبيرا بالواقع ،وهذا بسبب تأثير البيئة في
األندلس على أشعارهم
اتسم الشعر األندلسي بالبساطة في التعبير ،وقدرته على استخدام التصورات واألخيلة الجميلة والواضحة
بسبب انتشار الغناء في المجالس األندلسية ،فقد اتسم الشعر باإليقاع الموسيقي الواضح الذي نراه في
ألفاظهم وتراكيبهم
التناغم في الحروف التي بآخر األبيات ،ورقة األلفاظ ،وسهولة التعبير والتركيب ،كان من أهم ما اتسم به
الشعر األندلسي
اهتموا اهتماما كبيرا بشعر الغزل ،وتميزت عاطفتهم بالصدق ،خصوصا في إظهار الشوق إلى الحبيب
أثرت الطبيعة في أشعارهم إلى حد كبيرة ،واتسم شعر الطبيعة عندهم بنظام المقطوعات ،ال نظام
القصيدة
كان من أهم أغراض الشعر األندلسي هو المدح ،حيث مدح الشعراء الملوك بصورة كبيرة ،كما احتل
الغزل مكانة كبيرة في الشعر األندلسي والذي ارتبط بالطبيعة في وصف الحبيب ،وكذلك اشتهروا بشعر
الرثاء خصوصا في الفترة التي سقطت فيها األندلس
لقد تع ّددت ا ّتجاهات شعر الوصف في العصر األندلسي وذلك بتع ّدد الموضوعات التي اقترن بها ذلك
شعر التي تناولها ال ّ
شعراء ،وكان أشهر أنواع الوصف الغرض ،فقد تداخل ذلك الوصف بش ّتى أغراض ال ّ
هو وصف الطبيعة في ال ّ
شعر األندلسي ،ومن تلك االتجاهات
وصف الطبيعة
إنّ وصف ّ
الطبيعة من أكثر األشعار انتشارً ا في األندلس نظرً ا لما كانت تتم ّتع به األندلس من طبيعة
خاّل بة ساحرة جعلت عيون الشعراء ال تم ّل النظر إليها ،وصارت ألسنتهم تفيض بألوان من الشعر في
شعراء مالمح ّ
الطبيعة وجمالها بالوصف ال ّدقيق ،فوصفوها وص ًفا ح ًّيا واقع ًّيا تخليد تلك المشاهد ،فتناول ال ّ
وصف المرأة
وأمّا هذا النوع من الوصف فهو عكس النوع السابق؛ بمعنى أنّ الشاعر يستعير للمرأة صفات من
الطبيعة ليبرز مفاتنها وجمالها ،فيرى في ق ّد المرأة غص ًنا طر ًّيا ناعمًا ،ويرى في عينيها عي َني غزالة أو
بقرة وحشيّة أو نحو ذلك ،وغير ذلك الكثير مما جادت به قرائح الشعراء األندلسيين وغيرهم من شعراء
المشرق
وصف مجالس الخمرة
ومن الوصف ما جاء في ذكر مجالس الخمرة ،وقد كان لطبيعة األندلس تأثي ٌر كبي ٌر في صرف الشعراء
نحو هذا النوع من الوصف نظرً ا لما كانت تتم ّتع به رياض األندلس من مجالس للهو والخمر والسكر
شاعر إلى وصف الخمر ِة والمدامة وكؤوس الخمر ومن يشاركه ذلك المجلس أيضًا ،ونحو ذلك ،فيلجأ ال ّ
شاعر يمي ُل إلى وصفِ ممدوحه وما يتم ّتع وقد تجلّى الوصف واضحً ا جل ًّيا في شعر المديح أيضً ا ،فتجد ال ّ
به من خصال من خالل تشبيهه بما يُشبه صفاته من عناصر ّ
الطبيعة ،فيذكره بأ ّنه غما ٌم بكرمه وعطائه،
وما إلى ذلك ممّا ي ّتصف به ،ومن ذلك ما جاء في قصيد ٍة ألبي بكر بن عمار -أحد شعراء األندلس
المعروفين -يمتدح فيها حاكم إشبيليّة المعتضد
إنّ مزج الوصف بالشعر الحماسي وشعر الحروب والمعارك هو قديم قِدَم الشعر العربي ،فمنذ القديم في
عصور ما قبل اإلسالم وبعد مجيء اإلسالم وصواًل للعصر األندلسيّ وما جاء بعده كان العرب يصفون
بأسهم في الحروب وما يفعلون باألعداء ،ومن ذلك ما قاله عنترة العبسي في معلّقته ،وفي العصر
األندلسيّ يقول أبو بكر بن عمّار مشي ًدا بقوّ ة المعتمد بن عبّاد
إنّ وصف الحرب والفرس والسالح من سيف ورمح ونبال ونحو ذلك كان قديمًا في الشعر العربي منذ
األزل؛ إذ الحروب هي سنة من سنن الكون التي لم تنطفئ جذوتها منذ القديم ،فلم يختلف هذا النوع من
الشعر في األندلس عن النهج الذي كان عليه منذ القديم في الشعر العربي
ضا وصف المدن والممالك ،وكان هذا النوع من أكثر األنواع لصو ًقا بشعر
وممّا جاء في الوصف أي ً
األندلس؛ إذ إنّ جمال المدائن األندلسية من جهة ،وتوالي النكبات على األندلسيين وسقوط مدنهم وممالكهم
واحدة تلو األخرى من جهة جعلت الشعراء يكثرون من الوصف في الجانبين