Professional Documents
Culture Documents
Books
المنظمات الدولية االقتصادية
الدكتور ياسر الحويش
هذا الكتاب منشور تحت رخصة المشاع المبدع – النسب للمؤلف – حظر االشتقاق ()CC– BY– ND 4.0
https://creativecommons.org/licenses/by-nd/4.0/legalcode.ar
يحق للمستخدم بموجب هذه الرخصة نسخ هذا الكتاب ومشاركته وإعادة نشره أو توزيعه بأية صيغة وبأية وسيلة للنشر وألية غاية تجارية
أو غير تجارية ،وذلك شريطة عدم التعديل على الكتاب وعدم االشتقاق منه وعلى أن ينسب للمؤلف األصلي على الشكل اآلتي حصرا:
ياسر الحويش ،اإلجازة في الحقوق ،من منشورات الجامعة االفتراضية السورية ،الجمهورية العربية السورية8102 ،
Yaser Al Hwaish
https://creativecommons.org/licenses/by-nd/4.0/legalcode
الكممات المفتاحية:
المنظمات الدولية االقتصادية – بريتون وودز – صندوق النقد الدولي – البنك الدولي لمتعمير
والتنمية – منظمة التجارة العالمية – الجات – جولة أوروغواي.
الممخص:
ـر لطبيعـة
تعد المنظمات الدولية االقتصادية من بين أهم أشخاص القانون الـدولي االقتصـادين نظ اً ّ
النشــاطات التــي تماره ـ ا هــما المنظمــاتن والتــي تنصــا قمــد المهــاتل االقتصــادية التــي ت ــددها
مواثيق ا المنشـتةن أو التـي تـم تطويرهـا نتيجـة ممارهـات قامـت ب ـا المنظمـات المعنيـة اـتم ترهـيخ ا
لتكتهـا ايمـا بعـد قيمـة قانونيـة ت كـم قمـل هـما المنظمـات مـن نا يـةن وان ـا ـ مـن نا يـة أخـرـ ـ
تش ّكل البناء القانوني المي تمارس ااشخاص ااخرـ نشاط ا اي إطارا.
تتناول هما الم اضرة المنظمات ااكثـر أهميـةً اـي العتقـات الدوليـة االقتصـادية المعاصـرةن والتـي
تعم ــل قم ــد مه ــتوـ ق ــالمين وت ــتم بجوان ــا متنوق ــة م ــن النش ــاط ال ــدولي االقتص ــادين كالنش ــاط
الدولي النقدين والنشاط الدولي التمويمين والنشاط الدولي التجاري .كمـا تتطـرق إلـد ازديـاد التنظـيم
الـ ــدولي قمـ ــد المهـ ــتوـ االقتصـ ــادي يـ ــث أنشـ ــتت مؤههـ ــات بريتـ ــون وودز قـ ــام 4945/4944
ـع التعبيــر ـ ايمــا بعــدن
(الصـندوق والبنــك الــدوليانس ومؤههــة الجــات 4947التــي ورثت ــا ـ إما صـ ّ
منظمة التجـارة العالميـة قـام .4995وتعطـي الم اضـرة لم ـة أوليـة قـن النظـام القـانوني لكـل مـن
صندوق النقد الدولين البنك الدولي لمتعمير والتنميةن ومنظمة التجارة العالمية.
1
األهداف التعميمية:
-تكوين نظرة متكاممة لدـ الطالا قن المنظمات الدولية االقتصادية.
-تمكير الطالا بما درهه هابقاً اي قمم التنظيم الدولي.
-اتع آااق المعراة لدـ الطالا ول المنظمات الدولية الوظيفية وكيفية الترابط ايما بين ا.
-إبراز دور المنظمات الدولية االقتصادية قمد صعيد العتقات الدولية.
-إبراز التطور المتت ق قمد مهتوـ تنظيم العتقات الدولية االقتصادية.
2
-تمهيد:
تعد المنظمات الدولية االقتصادية من بين أهم أشخاص القانون الدولي االقتصادين نظ ًار
ّ
لطبيعة النشاطات التي تماره ا هما المنظماتن والتي تنصا قمد المهاتل االقتصادية التي ت ددها
مواثيق ا المنشتةن أو التي تم تطويرها نتيجة ممارهات قامت ب ا المنظمات المعنية اتم ترهيخ ا
لتكتها ايما بعد قيمة قانونية ت كم قمل هما المنظمات من نا يةن وان ا ـ من نا ية أخرـ ـ تش ّكل
البناء القانوني المي تمارس ااشخاص ااخرـ نشاط ا اي إطاران هواء أكان ملك بشكل مباشر
(كالدولس أم بشكل غير مباشر (كالشركات متعدية الجنهيةس.
وال تنصرف دراهتنا ـ اي هما المقا م ـ إلد جميع المنظمات الدولية االقتصادية1ن بل تقتصر
قمد المنظمات ااكثر أهمي ًة ـ من وج ة نظرنا ـ اي العتقات الدولية االقتصادية المعاصرةن والتي
تعمل قمد مهتوـ قالمين وت تم بجوانا متنوقة من النشاط الدولي االقتصادين كالنشاط الدولي
النقدين والنشاط الدولي التمويمين والنشاط الدولي التجاري.
ومن الجدير بالمكر أن هما الجوانا من النشاط االقتصادي ظيت باهتمام المجتمع الدولي
منم بدايات التنظيم الدولي2ن بيد أن تنظيم ا قمد مهتوـ قالمي لم يظ ر إال اي أققاا ال را
- 1يمكن تعريف المنظمة الدولية االقتصادية بأن ا" :مؤههة داتمة تنشت ا مجموقة من الدول بقصد التعاون
والتنهيق اي مجال من المجاالت االقتصاديةن وتتمتع بالشخصية القانونية الدولية واإلرادة الماتية لدـ
مباشرت ا الختصاصات ا الم ددة اي ميثاق إنشات ا".
راجع ول تعريف المنظمة الدوليةن المؤلفات المتعمقة بالتنظيم الدولي والمنظمات الدوليةن ومن ا قمد هبيل
المثال:
د .صتح الدين قامرن قانون التنظيم الدولين النظرية العامةن دار الن ضة العربيةن 4984ن ص 348وما -
بعدها.
د .قبد العزيز هر انن النظرية العامة لمتنظيم الدولي قمد ضوء أهم أ كام ميثاق اامم المت دةن القاهرةن -
4989ن دار الن ضة العربيةن ص .44
د .أ مد أبو الواان الوهيط اي قانون المنظمات الدوليةن ط4ن 4996ن دار الن ضة العربيةن ص .36 -
- 2ش د القرنان الماضيان نشاطًا مم وظًا اي إنشاء العديد من التنظيمات االقتصادية قمد المهتوـ العالمين التي
تهت دف ت قيق التعاون اي ل المشكتت المشتركة لمنشتي ا .اكانت هناك تنظيمات دولية اهتمت بجوانا
متعددة من النشاط االقتصادين كاالت اد العام ل ماية الممكية الصناقية والتجارية واادبية والفنية المي أنشئ
قام 4883ن واالت اد العام لمتعراات الجمركية المي أنشئ قام .4894واي اترة ما بين ال ربين العالميتين
ظ رت بعض التنظيمات الدولية مات ااغراض االقتصاديةن كمنظمة العمل الدولية قام .4949بيد أن اترة
3
العالمية الثانيةن إم وصمت ركة التنظيم الدولي مر مةً متقدمةًن هواء قمد المهتوـ الهياهين يث
أنشتت اامم المت دة قام 4945ن أو قمد المهتوـ االقتصادي يث أنشتت مؤههات بريتون وودز
صع التعبير
قام ( 4945/4944الصندوق والبنك الدوليانس ومؤههة الجات 4947التي ورثت ا ـ إما ّ
ـ ايما بعدن منظمة التجارة العالمية قام .4995
وبناء قمد ملكن هنعالج ـ ايما يأتي ـ النظام القانوني لكل من صندوق النقد الدولين البنك
الدولي لمتعمير والتنميةن ومنظمة التجارة العالمية.
أسئمة:
االزدهار ال قيقي لمتنظيم الدولي قموماًن وال هيما ما يتعمق منه بالتنظيم االقتصادين كانت بعد ال را
العالمية الثانيةن يث أهندت اامم المت دة إلد أ د أج زت ا الرتيهة (وهو المجمس االقتصادي واالجتماقيس
م مة القيام بدراهة المهاتل الدولية اي أمور االقتصاد ووضع التقارير قن ان ووظيفة ربط المنظمات الدولية
ااخرـ (الوكاالت المتخصصةس باامم المت دة .وقد أنشتت مجموقة من المنظمات الدولية التي أخمت وضع
ت قن انبثاق بعض ال يتات والمجان قن اامم
الوكالة المتخصصةن اهتم بعض ا بالمهاتل االقتصاديةن اض ً
المت دة مات ان كمؤتمر اامم المت دة لمتجارة والتنمية UNCTADإلد جانا بعض التنظيمات االقتصادية
اإلقميمية مثل الـ OECDوالتكتتت االقتصادية اإلقميمية مثل النااتا NAFTAوالجماقة االقتصادية ااوروبية
European Communitiesوالكوميهان ومنطقة التجارة ال رة العربية الكبرـ .يضاف إلد ملك بعض المنظمات
مصدرة لمنفط OPECووكالة
ضمت قدداً من البمدان كمنظمة البمدان ال ّ
الدولية التي اهتمت بقطاقات معينة ّ
الطاقة الدولية .IEA
4
الوحدة التعميمية الثانية
الكممات المفتاحية:
التعامالت النقدية – السياسات النقدية االنفرادية – االستقرار النقدي – نظام الذىب – اختالل موازين
المدفوعات – األزمات االقتصادية – خطة كينز – خطة وايت -التوسع والنمو المتوازن في التجارة
الدولية -النظام متعدد األطراف لممدفوعات -تقصير أمد فترات اختالل موازين المدفوعات.
الممخص:
صننندول النق نند النندولي ى ننو المؤسس ننة المركزيننة ف نني النظ ننام النقنندي ال نندولي .وى ننو ييننتم مس ننا ل أس ننعار
الصرف؛ والمدفوعات الدولية ين ال مدان المختمفة .وقد جاء النظنام القنانوني لمصنندول النالً لكرينر منن
مشكالت الدول في تعامالتيا النقدية عد أن الاولت معظم الندول العنودة إلنظ نظنام النذىب فني فتنرة منا
ين الالر ين العالميتين .يد أن ىذه التجر نة لنم تكنن ناجالن ًة ألن السنمطات النقدينة فني المجتمنع الندولي
وجنندت أن الننذىب لننم يعنند نظام نًا مجننديًا لالكننم العالقننات النقديننة الدوليننةل مرممننا كانننت عميننو الالننال ق ننل
الالننرب العالميننة األولننظ .وقنند أدت السياسننات النقديننة االنفراديننة إلننظ إلالننال الاننرر العالقننات الدوليننة
االقتصاديةل فشعرت الدول الالاجة إلظ التعاون النقندي الندولي لمخنروج منن األزمنات االقتصنادية التني
سن تيا السياسنات التنافسنية غينر المنظمنة .وفني أواخنر الالنرب العالمينة الرانينة خطنط المنتصنرون ن وال
ن لمنظننام النقنندي النندولي الننذي ين نني أن يالك ننم سننيما الواليننات المتالنندة األمريكيننة والمممكننة المتالنندة
مننؤتمر ريتننون العالقننات الدوليننة النقديننةل فجنناء إنشنناء صننندول النقنند النندولي كنتيجننة أولننظ مننن نتننا
وودز.
وتتناول المالاانرة فني شنقيا الرناني استع اراناً ألىنداف الصنندول السن ما وردت فني المنادة األولنظ منن
نظامو األساسيل مع شرح لتمك األىداف في سيال ظروف تصنميميال ور طينا المشنكالت التني كاننت
قا مة ق ل قيام الصندول.
5
األهداف التعميمية:
-تعريف الطالب ظروف إنشاء صندول النقد الدولي.
-إ راز دور السياسات النقدية االنفرادية في تفاقم األزمات االقتصادية.
-تعريف الطالب كيفية الوصول إلظ الل المشكالت االقتصادية الموالً جماعية.
-إ راز تأرير المنتصر في فرض سياساتو عمظ الجماعة الدولية.
-تمرين ذىن الطالب عمظ الر ط ين النصوص القانونية وظروف صياغتيا.
6
صندول النقد الدولي( 1الصندول) ىو المؤسسة المركزية في النظام النقدي الدولي .وىو ييتم مسا ل
أسعار الصرف؛ والمدفوعات الدولية ين ال مدان المختمفة.
وما دامت نشاطات الصندول متعمقة يذه المسا ل المؤررة في العالقات النقدية الدوليةل فمعل
من المناسب أن نعطي فكرة م سطة عن نظم الصرفل وأسعار الصرف والمدفوعات الدوليةل عد أن
نطمع عمظ ظروف نشأة الصندولل وأىدافول لنصل فيما عد إلظ نظام العاوية والالصص في
الصندولل وكيفية إدارتول وعممياتول وتقويم أدا و.
ويمكن القول إن العودة إلظ نظام الذىب ين ال الر ين لم تكن إال من أجل تر يت أسعار
الصرفل وال سيما في الدول التي كان لمتاخم آراره السي ة عمظ أوااعيا االقتصاديةل اليث كانت
ال نوك المركزية تختزن الذىب في االتياطياتيال دون القيام زيادة الجم اال تمانل خشية ارتفاع مستوى
األسعارل إذ لم يكن من الالكمة في مرل ىذه الالالة زيادة الدة التاخم زيادة الجم اال تمانل في
- 1من نافمة القول إن صندول النقد الدولي يعد وكالة متخصصة مرت طة األمم المتالدة.
- 2انظر ما سيأتي ذكره الول ىذا النظام في ال الث الخاص تطور النظام النقدي الدولي.
7
الين كانت ال نوك المركزية في الدول التي تعاني من الكساد تسمح إنقاص االتياطياتيا الذى ية دون
المجوء إلظ تاييل الجم اال تمان خشية تخفيض مستوى األسعار ومفاقمة الدة الكساد.
وقد كانت الظروف الماليطة االقتصاد العالم ي في ظل نظام الذىب توالي قرب انيياره.
ال سم يًال مما
أما الس ب الم اشر ليذا االنييار فيو دوام اختالل موازين مدفوعات عض الدول اختال ً
ال
أدى إلظ استمرار استنفاد االتياطياتيا الذى ية؛ ودوام اختالل موازين مدفوعات دول أخرى اختال ً
إيجا يًال مما أدى إلظ زيادة ماطرد ة في الجم أرصدتيا من الذىب .وقد أدى ىذا الواع الناجم عن
سوء توزيع الذىب ين الدول إلظ انقساميا إلظ ف تين :إالداىما تفتقر إلظ األرصدة الذى ية؛ ورانيتيما
تتراكم لدييا ىذه األرصدةل فأص الت دول الف ة األولظ تستقرض من دول الف ة الرانيةل وعندما
عجزت عض الدول عن الوفاء ديونيا ااطرت لمخروج عمظ نظام الذىب منذ عام .1391
ومنذ ذلك الوقت انتيت مرالمة ر ات سعر الصرفل و دأت مرالمة تقم ات أسعار الصرف في
ظل نظام العممة الورقية غير القا مة لمتالويل .وقد نجح النظام الجديد ق ار ة خمس سنواتل اليث
تمكنت الدول التي ات عت نظام الرية سعر الصرف من تالقيل انتعاش اقتصادي متفاوت النس ة .يد
أن ىذا النجاح كان مالدودًال ومشو ًا أارار فادالةل ترت ت عمظ التقم ات الك يرة في أسعار الصرفل
ال في تالقيل مكاسب عمظ الساب
س ب تنافس الدول عمظ تخفيض القيم الخارجية لعمالتيال أم ً
عايا عااًل ألن من شأن تخفيض الع ممة أن يؤدي إلظ التنافس عمظ الصناعة التصديرية س ب
إق ال الخارج عمييال النخفاض رمنيا الناجم عن تخفيض قيمة العممة .وقد كانت الدول تمجأ إلظ ىذا
األسموب لمخروج من الالة الكساد التي تصالب التقمب في أسعار الصرف.3
- 3راجع :د .السين عمرل المنظمات الدولية والتطورات االقتصادية الالديرةل دار المعارف مصرل الط عة الرانيةل
1391ل ص .39-81
8
ب -الخمفية التاريخية لنشأة الصندوق
أدت السياسات ال نقدية االنفرادية إلظ إلالال الارر العالقات الدولية االقتصاديةل فشعرت
الدول الالاجة إلظ التعاون النقدي الدولي لمخروج من األزمات االقتصادية التي س تيا السياسات
التنافسية غير المنظمة .وىكذال أنشئ " نك التسويات الدولية" عام 41391ل كما انعقد مؤتمر
إيجا ية اقتصادي دولي في لندن عام 1399لمعالجة المشكالت النقديةل ولكنو لم يالقل نتا
م اشرة.
وفي عام 1399عقدت اتفاقية رالرية ين الواليات المتالدة األمريكية والمممكة المتالدة
وفرنسا قصد التعاون عمظ الالد من تخفيض قيمة العممة؛ والتشاور الول سياسة الصرفل ولكن
تأرير ىذه اال تفاقية في معالجة المشكالت التي رارت في ذلك الوقت كانت مالدودة لقمة عدد أطرافيال
وألنيا كانت اتفاقية م ادئ أكرر من كونيا اتفاقية تتامن التزامات مالددة تجاه عاقدييا .أاف إلظ
ذلك عدم وجود موارد مشتركة يمكن لمدول أن تمجأ إلييا في األوقات التي تقل فييا االتياطياتيا من
العممة األجن ية.5
ومع اندالع الالرب العالمية الرانية و ِ
ا َع المجتمع الدولي أمام جممة من الالقا ل التي ال ُ
يمكن تجاىميال وىي أن العالم أص ح متشا كًا في مصالالو ومشكالتو االقتصادية؛ وأن التدا ير التي
تتخذىا دولة ما لمعالجة أزماتيا النقدية الداخميةل ال د أ ن تؤرر عمظ الدول األخرى المتعاممة معيا
أي المول لممشكالت متعددة األطراف لن تكون ناجعةً ما لمفي مجال الم ادالت االقتصادية؛ وأن ّ
عيدة عن االنفرادية أو المول القمة.
ً تكن متّسمةً الجماعيةل
إذنل أص الت الالاجة ماسةً لوجود نظام يمكن لمدول أن تقوم من خاللو إجراء التعديالت
في أسعار الصرف االتفال فيما ينيا لتصاليح االختالل الذي يط أر عمظ موازين مدفوعاتيا .يد أن
أي إجراء من ىذا النوع يتطمب وجود موارد كافية من العمالت األجن ية تستطيع السمطات النقدية في
مختمف الدول أن تعتمد عمييا في تصاليح االختالل .لذلك جرت مالادرات ين الدول الول الوسيمة
التي يمكن موج يا تأمين ىذه الموارد من العمالت األجن ية لمتدخل في سول النقدل وإليجاد آلية
موالدة يعتمدىا المجتمع الدولي يذا الخصوص.
- 4انظر ما سيأتي ذكره الول " نك التسويات الدولية" في ال الث الخاص ال نك الدولي.
- 5راجع :د .السين عمرل المرجع نفسول ص .35-31
9
وفي أواخر الالرب العالمية الرانية خطط المنتصرون ن وال سيما الواليات المتالدة األمريكية
والمممكة المتالدة ن لمنظام النقدي الدولي الذي ين ي أن يالكم العالقات الدولية النقدية .وقد كانت
المشروعات التي تم تقديميا انعكاسًا لألوااع االقتصادية والسياسية والقوة التي تتمتع يا كل دولة
عمظ الدةل أكرر من كونيا تع ي ًار عن النظام األكرر صالاليةً لالكم العالقات الدولية النقدية.
6
وجاءت أ رز الخطط في مشروعين تقدمت يما كل من المممكة المتالدة (خطة كينز)
والواليات المتالدة األمريكية (خطة وايت) .7يااف إلظ ذلكل مشروعات تقدمت يا دول أخرى مرل
كندا وفرنسا والصينل إلظ أن ظيرت م ادئ مشروٍع في تقرير مشترك لمجموعة من الخ راء الذين
أوصوا إنشاء صندول النقد الدولي .وقد كان التأرير الك ير لممشروع األمريكي وااالاًل إذ جاء
مشروع الصندول مستوالظ من (خطة وايت) مع قميل من التعديل.8
ً
وىنا دعت الواليات المتالدة األمريكية أر عاً وأر عين دولةً إلظ مؤتمر ريتون وودزل الذي
انعقد في األول من تموز 1388وتمخات عن و منظمتان دوليتان اقتصاديتانل ما زالتا ذواتا تأرير
الغ في العالقات الدولية االقتصاديةل ىما الصندول وال نك الدوليان .9وفي 52كانون األول 1383
اليز النفاذ .وعقد االجتماع االفتتاالي لمجمس مالافظي الصندول في الفترة من
دخل اتفال الصندول ّ
1إلظ 18آذار 1389في سافانا والية جورجيا األمريكيةل اليث تم اختيار واشنطن مق ًار لمصندول
وال نك الدوليين .وفي أيمول 1389اجتمع ممرمو 81دولةل وانطمقت الدورة األولظ لمجمس مالافظي
الصندولل وفي 11كانون األول 1389نشر الصندول أول قا مة أسعار صرف عمالت ارنتين
ورالرين دولة من الدول األعااء فيول و دأ أول عممياتو في 1آذار .1382
- 6تعد خطة المورد كينز ن االقتصادي اإلنكميزي الشيير ن من أ رز المشروعات التي تم تقديميا لتنظيم العالقات
سماىا
الدولية النقديةل في ذلك الوقت .وتتمالور الخطة الول نقطتين :األولظل إنشاء مؤسسة دولية لمنقدل ّ
الدد كينز تصوره
سماىا ال انكور .وعمظ ىذين المالورين ّ
اتالاد المقاصة الدولية؛ والرانيةل خمل عممة دولية ّ
لمنظام الدولي النقدي الذي ين ي قيامو .ولكن الواليات المتالدة أجيات خطة كينزل وقدمت تصو ًار آخر
ُكت ت لو ال م ة.
- 7اتسمت خطة وايت ن ر يس إدارة ال الوث النقدية و ازرة الخزانة األمريكية ن ال موضل وتركزت عمظ إنشاء
صندول دولي الستقرار أسعار الصرف .وقد كانت ىذه الخطة نواة إلنشاء صندول النقد الدوليل وا ْن كان
ال خطة كينز.
مشروع الصندول قد تأرر قمي ً
- 8راجع :د .مالمد الافظ ع ده الرىوان (و) د .أالمد جامعل العالقات االقتصادية الدوليةل ( 1332ال ذكر لدار
النشر)ل ص .198- 199
9- FAWCETT, The Place of Law in an International Organization, BYIL, 1960, vol. 36, pp. 329 etc.
10
ج -أهداف الصندوق
ال لألزمات النقدية
ينسب نظام استقرار الصرف إلظ صندول النقد الدوليل وىو الل كان ال ً
الدولية التي أسيمت في زعزعة العالقات الدولية عمومًال والعالقات الدولية النقدية شكل خاص.
وعمظ الرغم من مرور ما يقرب من ستة عقود عمظ قيام الصندولل وانطالل عممياتو الرامية
إلظ ا ط العالقات الدولية النقديةل فإن أىدافو التي تم تالديدىا في الميرال المنشئ ظمت عمظ
الاليا10ل وا ْن كان الصندول قد طن ّور عمنمياتو اسنتجا ًة لمالاجات التي طرأت عمظ العنالقات الندولية
االقتصادية؛ وتم ي ًة لمطالب أعااء الصندولل وال سيما األعااء األكرر أىمي ًة واسيامًا في موارده.
لن ندخل ن في ىذا المقام ن في عممية تنظير الستشفاف األىداف الالقيقية لمصندولل الذي
ات عرا ًة النتقادات واسعةل مشككة في ىذه األىدافل وال سيما من جانب الكتّاب الذين ينتمون
إلظ مدان الع الم الرالثل ل سنكتفي اإلشارة إلظ األىداف التي وردت في ميرال إنشا و.
و موجب المادة األولظ من اتفال الصندولل يمكن القول إن لمصندول عددًا من األىداف
الر يسة.
- 1تشجيع تطوير التعاون الدولي وتعزيزه في مجال العالقات الدولية النقدية11ل من خالل
ال لمتشاور والتعااد فيما ينيا لالل المشكالت الدولية النقدية.
مؤسسة دا مة تييئ لمدول مالف ً
فالصندول من ىذه الزاوية يعد مرجعًا لالل المشكالت المتعمقة السياسات النقدية لمدول .لقد
كانت السياسات النقدية لمدول ق ل قيام الصندول متّسم ًة تصرفات انفرادية من شأنيا اإلارار
- 10في خطا و مناس ة مرور خمسين عامًا عمظ قيام الصندولل الذي ألقاه في مدريد عام 1338ل تساءل مدير
عام الصندول آنذاكل الفرنسي ميشيل كامديسو عما إذا كانت أىداف الصندول ن كما واعت لدى إنشا و ن ما
زالت مال م ًة؟ وأجاب نفسو :نعمل وأكرر من أي وقت ماظ! وأكد كامديسو أن الصندول ما زال مكمفًا
ميمتين أساسيتين :أوالىمال المساعدة التمويمية؛ ورانيتيمال تدعيم النظام النقدي الدولي تشجيع االستقرار في
نظام أسعار الصرف مزيد من الفعالية .وأكد أن أىمية ىذا األمر األخير تزداد س ب التكامل المتزايد ين
األسوال .راجع كممة السيد ميشيل كامديسو الموجية إلظ مجمس مالافظي الصندول في اجتماعيم السنوي
الذي انعقد في مدريد في خريف 1338ل اليث استعرض نشاط الصندول عمظ مدى خمسين عاماً وآفاقو
المستق مية .الكممة منشورة في كتاب ميشيل لوالرل الصندول النقدي الدولي وعممياتول ترجمة ىشام متوليل دار
طالس 1333الط عة األولظل ص.11- 3
َ - 11ر المادة 1/1من اتفاقية الصندول.
11
العالقات الدولية االقتصادية عموماًل والنقدية منيا شكل خاص .وكان التأرير السم ي ليذه
السياسات المنفردةل دافعًا إليجاد مؤسسة دا مةل تتعاون الدول من خالليا عمظ تنسيل سياساتيا
والل أي مشكمة نقدية وفقًا ألالكاميا .لذلك أنشئ الصندول ليقوم يذا الدور.
النقديةل ّ
– 5تسييل التوسع والنمو المتوازن في التجارة الدوليةل واإلسيام ذلك في تالقيل مستويات
مرتفعة ودا مة لالستخدام والدخل الالقيقيل وفي تنمية الموارد اإلنتاجية لجميع األعااء اليث تع ّد
ىذه األمور أىدافاً ر يسية لمسياسة االقتصادية.12
فالتوسع في التجا رة الدولية أمر مطموب في العالقات الدولية االقتصادية المعاصرةل ألن
التجارة الدولية تالقل زيادة القيقية في الدخلل كما أنيا تتيح الفرصة لتنمية الموارد اإلنتاجية .وىذا
األمر ين ي أن يتقيد و جميع األعااء عند رسم سياساتيم االقتصادية الخاصة .وىذا يعني أن
نظريات ا لالما ية التجارية غير مق ولة في النظام الدولي االقتصادي الذي يرعاه الصندولل ولم يعد
مق والً رأي الميركنتيميين خصوص قياس قوة الدولة االقتصادية ما تممكو من معادن نفيسة كالذىب
والفاةل مما يوجب عمييا أن ت يع دون أن تشتريل وىو ما يعرف م دأ إفقار الجار (أي :اجعل
ال عن التوسع
جارك فقي ًار كي تص ح غنيًا)ل وانما المق ول والمطموب أن يقوم أعااء الصندولل فا ً
في التجارة الدوليةل تنميتيا تنمية متوازنة قا مة عمظ التعامل مع الخارج في االتجاىين معًا (ال يع
والشراءل أو التصدير واالستيراد)ل وليس كما كانت عميو الالال لدى الالما يين الذين يق مون التجارة
الدولية اتجاه واالدل ىو ال يع دون الشراء أو التصدير دون االستيرادل من أجل زيادة قوة الدولة من
خالل اكتنازىا لممعادن النفيسة.
و التاليل فإن القناعة أو الفمسفة التي ينطمل منيا الصندولل ىي أن التجارة الدولية المتوازنة
ىي التي تزيد القوة االقتصادية لمدولةل ولذلك ين ي عمظ جميع أعااء الصندول أن يعمموا وفقاً ليا.
- 9العمل عمظ تالقيل االستقرار في أسعار الصرفل والمالافظة عمظ ترتي ات منتظمة
وتجنب التخفيض التنافسي في أسعار الصرف.13
لمصرف ين األعااءل ّ
وال يعني تالقيل االستقرار في أسعار الصرف جمود ىذه األسعارل أو تقم يال أو تعديميا
مطمل الرية كل دولة؛ وانما يعني إمكانية تعديل أسعار الصرف الرا تة وفقًا لشروط مالددةل وتالت
رقا ة دولية؛ و التالي فإن السياسات الخاصة أسعار الصرف ين ي تنسيقيا من خالل الصندول.
12
وىذا يعني أن المصالح الخاصة لمدولة شأن سعر صرف عممتيا يجب أن ال تؤرر عمظ مصالح
أعااء الصندول شكل تالكميل ألن من شأن ىذه السياسة أن تؤدي إلظ اتخاذ سياسة رأرية أو
انتقامية من جانب اآلخرين؛ ومن رم فإن الصندول يرمي إلظ المل األعااء عمظ تنسيل جيودىم
في مجال أسعار الصرفل وعدم اإلقدام عمظ تخفيض أسعار الصرف شكل تنافسي.
و تع ير آ خرل فإن مساوئ السياسات السا قة عمظ قيام الصندولل الخاصة إقدام الدولة عمظ
تخفيض سعر صرف عممتيا تجاه عممة أخرى لتالقيل مكاسب اقتصاديةل كانت مارم ًة في األذىان
لدى صياغة ىذا اليدفل ألن اإلجراء المتوقع في مرل تمك الالاالتل أن يقوم الطرف اآلخر
تخفيض رأري أو انتقاميل مما يدخل الجميع سمسمة من التخفياات التنافسية التي ين ي تجن يال
من أجل تالقيل االستقرار في العالقات الدولية االقتصادية.
– 8إسداء المساعدة في إنشاء نظام متعدد األطراف لممدفوعات خاص العمميات الجارية
ين األعااءل وازالة القيود عمظ الصرف التي تعيل نمو التجارة الدولية.14
وىذا يعني أن الصندول يرمي إلظ إقامة نظام لممدفوعات الدولية متعددة األطراف .أي إقامة
نظام تكون فيو العمالت قا مة لمتالويل فيما ينيال عندما يكون ىناك ت ادل تجاري ين الدول
األعااء في الصندول .ويفرض نظام المدفوعات عمظ األعااء أن تقوم إل اء القيود عمظ الصرف
إذا كان من شأن ىذه القيود إعاقة نمو التجارة العالمية.
وين ي مالالظة أن القا مية لمتالويل وال اء الرقا ة عمظ الصرف إنما تنصرف إلظ الم ادالت
التجارية الجارية وليس إلظ الركات رؤوس األموالل وس ب ذلك ىو أن الدول التي خططت لمنظام
النقدي الدولي في ريتون وودز لم تكن لتسمح في ذلك الوقت تالريك رؤوس األموال الرية مطمقةل
نظ اًر لممعاناة التي كا دتيا ىذه الدول من الركات رؤوس األموال التي أدخمت الكرير من االاطراب
في العالقات الدولية النقدية في الرالرينيات .وال يعني ىذا أن نظام الصندول يمنع انتقال رؤوس
األموال شكل مطملل وانما المقصود ىو أن ىذا النظام ي يح لمدول األعااء فرض القيود عمظ
الصرف لمكافالة مرل ىذه التالركات.15
ومن الجدير الذكر أن تقييد التالركات المالية في نظام الصندول قد تالدد عض الشيء
النس ة ألعااء الصندول الذين اكتس وا عاوية منظمة التجارة العالمية .فقد تامنت اتفاقية
13
المنظمة المذكورة جممةً من االتفاقياتل من ينيا اتفاقية خاصة الخدماتل الظرت عمظ أي عاو
في منظمة التجارة العالمية "فرض قيود عمظ التالويالت والمدفوعات الدولية المسددة لقاء عمميات
جارية تتصل التزاماتو المالددة"16ل إال عندما يواجو ىذا العاو "صعو ات خطيرة في ميزان
المدفوعات أو صعو ات مالية خارجيةل أو يواجو تيديداً وقوع ىذه الصعو ات" .17و ع ارة أخرى
يمكن لمعاو في منظمة التجارة العالمية أن يفرض قيوداً متعمقة التالركات الماليةل إذا كانت ىذه
التالركات ستؤدي إلظ إلالال صعو ا ت فعمية خطيرة ميزان المدفوعاتل أو التظ إذا ما كان من
شأنيا أن تيدد (تيديدًا) وقوع ىذه المصاعب.
– 3عث الرقة واالطم نان لدى الدول األعااء واع الموارد العامة لمصندول تالت
تصرفيا صورة مؤقتة و امانات كافيةل واتاالة الفرصة ليا ذلك لتصاليح الخمل في موازين
مدفوعاتيا دون المجوء إلظ تدا ير اارة الرخاء الوطني أو الدولي.18
وىذا يعني أن من الاروري أن تكون موارد الصندول متاالة لمدول األعااء من أجل
إصالح االختالل الذي تتعرض لو موازين مدفوعاتيال ولالمميا عمظ عدم المجوء إلظ اتخاذ إجراءات
انفرادية لتصاليح االختاللل ألن من شأن مرل ىذه اإلجراءات اإلارار الرفاىية الوطنية والدولية.
و تع ير آخر ل يجب أن ياع الصندول االالتياطي العالمي الذي يشكل موارده المالية العامة
في خدمة الدول من أجل مساعدتيا عمظ تجنب استخدام أسموب الرقا ة عمظ الصرف لعالج
عادة من أساليب خاصة ية تصاليح
ً االختالل في موازين المدفوعاتل ألن أول ما تقوم و الدول
االختالل في موازين المدفوعاتل تتمرل في فرض الرقا ة عمظ الصرف شكل م الغ فيول مما يؤرر
سم اً في الرخاء الوطني والدوليل وىو ما يتنافظ مع اليدف من إقامة النظام الدولي النقدي.
14
وىذا يعني أن الصندول ال يرمي إلظ إز ٍ
الة كاممة لالختالل الطارئ عمظ موازين مدفوعات
األعااءل وانما يكتفي التخفيف من الدة ىذا االختاللل اليث يعود إلظ واع مق ول دوليًال وأن ال
يستمر االختالل الالاد أي شكلل ألن من شأن استم ارره أن ير ك العالقات الدولية االقتصادية.
أسئمة:
-لماذا لم تنجح الدول في العودة إلظ نظام الذىب في فترة ما ين الالر ين؟
-ما المقصود تسييل التوسع والنمو المتوازن في التجارة الدولية؟
-م ننن أىن نداف ص ننندول النق نند ال نندولي تقص ننير أم نند فتن نرات اخ ننتالل من نوازين الم نندفوعات الدولي ننة
لألعااء والتخفيف من الدة ىذا االختالل ل ما المقصود ذلك؟
15
الوحدة التعميمية الثالثة
الهيكل التنظيمي لصندوق النقد الدولي
ونظام العضوية والحصص
الكممات المفتاحية:
مجلس المحافظين – مجلس المدراء التنفيذيين – مدير عام الصندوق – نظام الحصص – مبدأ عدم
المساس أو شرط الضمان بالذهب – الحصص والتصويت.
الممخص:
يماارس الصاندوق نشااطل الوااانونخ مان هاتل أجتزتاال التاخ ورد الانص عليتاا فااخ مييااق نشاا ل وهااخ
ماان مجلااس المحااافظين (الااذي يتاامل ماان جمياا) ا عضاااء ؛ مجلااس المااديرين التنفيااذيين (الااذي يتاامل
أرب اا) وعشا ارين عضا اوًا ؛ م اادير الص ااندوق (ال ااذي ع ااادةً م ااا يتمت اا) بجنس ااي ٍ أوروبيا ا ؛ وهي ا ا م ااوظفخ
الصندوق.
ومناذ يياام الصاندوق وأعضااا ت فاخ ت ازياد مسااتمر حتا وصال لا 185عضاواً (حساب التوريار الساانوي
للص ااندوق ل ااام . 2007وتنوس اام ال ض ااوي ف ااخ الص ااندوق لا ا عض ااوي أص االي وه ااخ يابتا ا لل اادول
المشاارة فااخ ما تمر بريتااون وودز التاخ أودعات وياا ق انضاامامتا يبال مطلاا) عاام .1946أمااا الاادول
منضم .
ّ التخ انضمت ب د ذلك فت ت ّد أعضاء أصلي وانما هخ أعضاء
ولة اال دولا ا ف ااخ الص ااندوق حصا ا م ينا ا ه ااخ عب ااارة ع اان مبلا ا مح اادد تس ااتم ب اال ف ااخ تة ااوين ما اوارد
الصااندوق .ويس اادد ال ض ااو حص ااتل بطريو ا مح ااددة م اا) ض اامان بو اااء ييم ا عملت اال عن ااد ح اادود م ينا ا .
ن هااذت الحصااص تحاادد م اوارد الصااندوق وتحاادد ولحصااص ا عضاااء فااخ الصااندوق أهمي ا بال ا
مدى حق الدول فخ االستفادة من موارد الصندوق وتحدد حجم أصاوات الادول ا عضااء فضاتً عان
أهمي ب ض الحصص بالنسب الهتيار المديرين التنفيذيين.
16
األهداف التعميمية:
الطالب بالتيةل التنظيمخ لصندوق النود الدولخ. ت ري
بيان ةيفي توزي) المواعاد فاخ المجلاس التنفياذي للصاندوق ما) باراز ابتاداع غلياات لت ييار
ترةيب المجلس.
الطالب بطريو توزي) الحصص فخ الصندوق. ت ري
براز أهمي الحصص عل وض) ال ضو.
بيان ال تي بين الحصص والتصويت فخ الصندوق.
17
الهيكل التنظيمي
تحتاج المنظمات الدوليا عمومااً لا أجتازة يمةان مان هتلتاا الوياام بالمتاام التاخ أنشا ت هاذت
المنظمات من أجلتا .ويمارس الصندوق نشاطل الوانونخ من هتل أجتزتال التاخ ورد الانص عليتاا فاخ
ميي ا اااق نش ا ااا ل وه ا ااخ مجل ا ااس المح ا ااافظين؛ مجل ا ااس الم ا ااديرين؛ م ا اادير الص ا ااندوق؛ وهي ا ا ا م ا ااوظفخ
الصندوق.1
-1مجمس المحافظين
ي ااد مجل ااس المحاااافظين 2ف ااخ الصا ااندوق أعلا ا س االط فيااال م اان الناحي ا ا الوانونيا ا .ومجلا ااس
المحاافظين هااو الجتااز ال ااام الااذي يضام مميلااين عاان جميا) الاادول ا عضاااء ذ ن لةال دولا عضااو
أن ت ين محافظاً ونا ب محاافظ .ولايس هنااك شاروط م ينا مفروضا علا الادول فيماا يت لاق بالم ازياا
التااخ ينب ااخ توافرهااا لاادى المحااافظ ونا باال ولةاان ال ااادة جاارت عل ا أن ت ااين الدول ا وزياار ماليتتااا أو
حاةم بنةتا المرةزي أو أحد ا شهاص الرسميين الممايلين محافظاً أو نا ب محافظ فخ الصندوق.
ال يجااوز التفااويض فااخ ممارسااتتا ويتمتاا) مجلااس المحااافظين بصااتحيات ص اريح حص اري
ي جتاااز غهاار بمااا فااخ ذلااك مجلااس المااديرين التنفيااذيين .وتشاامل هااذت الصااتحيات يبااول ا عضاااء
الجاادد ف ااخ الص ااندوق وتحدي ااد ش ااروط عض ااويتتم والموافو ا علاا ت ااديل حص ااص ال اادول ا عض اااء
والموافو عل ت ديل عام فخ أس ار صر عماتت الادول ا عضااء وعواد االتفايياات ما) المنظماات
الدوليا (فيمااا عاادا االتفاييااات مياار الرساامي ذات الطاااب) الم ياات أو الداري وتحديااد الاادهل الصااافخ
للصا ااندوق وتوزي ا اال ومطالب ا ا دول ا ا عضا ااو باالنسا ااحاب ما اان الصا ااندوق وتوريا اار تصا اافي الصا ااندوق
الو اررات التخ يصدرها المديرون التنفيذيون وتفسير أحةام اتفاق الصندوق. واست نا
ي وااد مجلااس المحااافظين اجتماع ااً ةاال عااام ويااد جاارت ال ااادة أن يااتم عوااد هااذا االجتماااع فااخ
شاتر أيلاول وأن ي وااد باالشاتراك ماا) مجلاس محااافظخ البناك الاادولخ للت ميار والتنميا وةاذلك م سسا
وهي التنمي الدولي . التمويل الدولي
ةما ااا جا اارت ال ا ااادة منا ااذ عا ااام 1953أن تةا ااون واشا اانطن موا اار اجتما اااعين متتا اااليين لمجلا ااس
المحافظين فخ حين يتم عود االجتماع اليالث فخ عاصم دول أهرى.
1
َ -ر المادة ( 12يسم ( . 1وهناك مجلس استشاري ذا يرر مجلس المحافظين بمملبي %85من مجموع الووة
التصويتي تطبيق شروط الملحق (د .
2
َ -ر المادة ( 12يسم (. 2
18
-2مجمس المديرين التنفيذيين
فالن مجلاس الماديرين التنفياذيين 3مان الناحيا ذا ةان مجلس المحاافظين هاو الجتااز ا علا
4
ويه ااتص مجل ااس الم ااديرين التنفي ااذيين بتس اايير أعم ااال الص ااندوق ال مليا ا ه ااو الجت اااز ا ةي اار أهميا ا
وادارة نشاطل اليومخ .ويتمت) المديرون التنفيذيون بصتحيات شامل باساتيناء تلاك التاخ تادهل حصا اًر
وصراح ً فخ اهتصاص مجلس المحافظين والتخ ال يجوز التفويض فيتا.
وبناء عل ذلك فلن من صاتحيات مجلاس الماديرين التنفياذيين الموافوا علا أسا ار الت اادل
ا صاالي التااخ تتواادم بتااا الاادول ا عضاااء وعل ا الت ااديتت التااخ تحاادث فيتااا والموافوا علا أس ا ار
الص اار المت ااددة؛ وتوري اار أوج اال اس ااتهدام ما اوارد الص ااندوق؛ ورس اام سياسا ا الص ااندوق؛ والنظ اار فا ااخ
التوا ااارير التا ااخ ت ا اادها هي ا ا ما ااوظفخ الصا ااندوق عا اان االتصا اااالت الدولي ا ا التا ااخ تجريتا ااا ما اا) الا اادول
ماان الصااندوق ل ا ا عضاااء وفوااً التفاييا الصااندوق؛ والموافوا والتصاريس بب يااات المساااعدة الفنيا
ال اادول ا عض اااء؛ ومراج ا ا ميزانيا ا الص ااندوق؛ وتحض ااير التوري اار الس اانوي للص ااندوق وعرض اال علا ا
مجلس المحافظين. مجلس المحافظين؛ وتفسير أحةام اتفاق الصندوق الذي يهض) الست نا
وي ااين ةا يال ماادير تنفيااذي نا ب ااً لاال ذا ساالط ةامل ا فااخ التصاار فااخ حااال مياباال .وينب ااخ أن
ية ااون الم ااديرون التنفي ااذيون موج ااودين بش ااةل دا اام ف ااخ المو اار ال اار يس للص ااندوق وأن يتفرما اوا تماما ااً
عمال الصندوق.
ويد ةان عدد المديرين التنفيذيين لدى ييام الصندوق اينخ عشر مدي اًر وهاو الحاد ا دنا وفوااً
للنظام ا ساسخ للصندوق .بيد أن هذا ال دد تزايد مير مارة حتا وصال حالياًا لا 24أربا) وعشارين
مدي اًر تنفيذياً.
3
َ -ر المادة ( 12يسم (. 3
4
استيناء فالمجالس التنفيذي فخ جمي)
ً -فخ الواي) ال ي د المجلس التنفيذي فخ الصندوق بالنسب لتذت المسمل
المنظمات الدولي هخ ا ةير أهمي ً .وهذا هو شمن ا مم المتحدة ذ ي د مجلس ا من أةير أهمي ً من
الناحي الواي ي من الجم ي ال ام ؛ وةذلك ا مر فخ منظم التجارة ال المي حيث ي د المجلس ال ام أةير
أهمي ً من الناحي الواي ي من الم تمر الوزاري.
وجود مجالس تنفيذي ذات فاعلي ويورد الفول الدولخ أسباباً عديدة لتذت الظاهرة مبررين ذلك بالحاج ل
بشةل تظتر من ةبيرة بحيث يمةن تسيير عمل المنظم الدولي بستول ويسر من هتل المجالس التنفيذي
من ناحي التنظيم الوانونخ موصو ًار عل هتلل يوة المنظم الدولي .فخ حين يةون دور المجالس ا عل
وأمور تت لق برسم الهطوط ال ام لسياس هذت المنظمات. أمور محددة فخ مواييق نشاء المنظمات الدولي
19
يتم ت يين همس مديرين تنفيذيين مان يبال الادول ا عضااء الهمسا صااحب أةبار الحصاص
اليابان ألمانيا فرنسا والمملة المتحدة. فخ الصندوق وهخ حاليًا الواليات المتحدة ا مريةي
وتساامس اتفايي ا الصااندوق للاادولتين اللتااين اسااتهدمت عملتاهمااا أةياار ماان ميرهااا ماان ال مااتت
اء وسااداداً هااتل الساانتين السااابوتين علا انتهاااب الما ِ
اديرين التنفيااذيين أن فاخ عمليااات الصااندوق شار ً
ت اين ةال منتمااا مادي اًر تنفياذياً مااا لام تةونااا مان باين الاادول الهمسا صااحب الحصااص ا ةبار .والماراد
بتذا الحةم هو عطااء الادول الدا نا شامناً أةبار فاخ دارة الصاندوق تجاات الادول المدينا .وحاليااً تساتفيد
من هذا النص ةل من الصين وروسيا.
5
نت ااا ةان اات تو ااوم ب االيراض الص ااندوق ةم ااا ت اام اس ااتحداث مو ااد للمملةا ا ال ربيا ا السا ا ودي
وتزويدت بما يحتاج من أموال للويام ب ملياتل عندما ال ت طخ مواردت االعتيادي هذت ال مليات.
فينتهبااون ماان يباال الاادول ا هاارى وفوااً التفايااات وديا بينتااا.
أمااا بااايخ المااديرين الساات عشاار ُ
ويتم هذا االنتهاب عل أساس التوسيمات اليليميا أو ماا ي ار بالادوا ر االنتهابيا .Constituencies
وليس من حق الدول التخ ت ين مدي ًار باسمتا أن تشترك فخ انتهاب ه الء المديرين.
وفخ الويت الذي ال توجد فيال مادة م ينا لواليا الماديرين الاذين ت يانتم الادول الهماس صااحب
الحصص ا ةبر فخ الصندوق فلن مدة المديرين المنتهبين هخ سنتان ويمةن عادة انتهابتم.
ويلت م المديرون التنفياذيون فاخ مجل ٍ
اس ي أرسال المادير ال اام للصاندوق .وي اد المجلاس فاخ حالا
ان واد دا م (أو ا با صس ا فخ حال است داد دا م لتن واد فخ المور الار يس للصاندوق وي واد جلسااتل
ةلما استدعت ذلك عمليات الصندوق.
وماان الجاادير بالااذةر أن التصااويت داهاال مجلااس المااديرين التنفيااذيين يااتم علا أساااس أن لةاال
مدير تنفيذي من الماديرين الم يناين عادد أصاوات الدولا التاخ عينتال والاذي يتحادد بحجام حصاتتا فاخ
الصندوق.
أم ااا الم اادير المنته ااب فيتمت اا) ب اادد م اان ا صا اوات يس اااوي مجم ااوع ع اادد أصا اوات ال اادول الت ااخ
اشترةت فخ انتهابل والذي يتحدد أيضًا بحجم حص ةل منتا فخ الصندوق.
وال يج ااوز للم اادير التنفي ااذي أن يوس اام ا صا اوات الت ااخ يحوزه ااا بحي ااث يس ااتهدم ج اازءًا منت ااا أو
يستهدمتا بشةل متضارب عل جزء من الورار ب دد من ا صوات وعل جازء غهار مان الوارار ب ادد
بوي ا صوات بل يجب أن يصوت تجات رأي م ين بةل ما لديل من ا صوات.6
5
ذا ما تم االيتراض من شهص -فخ الحال التخ يةون فيتا الصندوق موترضاً يتم الورض بموجب اتفايي دولي
دولخ (ةالس ودي .
20
ويحاق للدولا ال ضااو التاخ ال تتمتاا) بحاق ت يااين مادير تنفيااذي أن ترسال لا مجلاس المااديرين
ت لتااا عناادما يةااون ماان بااين المسااا ل الم روض ا علياال مساامل تتمتااا بشااةل هاااص
التنفيااذيين ممااي ً
ولمميل الدول المذةور أن ي رض وجت نظر بتدت أمام المجلس لةنل ال يشترك فخ التصويت.
6
-راج) فخ هذا الم ن
Fawcett, The place of law, op. cit., p. 323.
21
-4هيئة موظفي الصندوق
ي ااين الم اادير ال ااام للص ااندوق مجموعا ا م اان الم ااوظفين الفني ااين يش ااةلون التي ا ا ال اما ا Staff
بالصندوق .ويراع فخ انتوا تم التهصاص الفناخ والةفااءة .وينب اخ التوساي) لا أةبار حاد ممةان مان
ياعدة الدول التخ ينتو ه الء الموظفون من بين مواطنيتا.
ويواارر عضااو هي ا مااوظفخ الصااندوق ةتاب ا ً عنااد ت يين ال أناال لاان يوباال أي ت ليمااات ماان أي
حةوم أو سلط هارج عن الصندوق فيما يت لق بممارس واجباتل فخ الصندوق.
ويووم موظفو الصندوق بلعداد م ظم الويا ق التخ تميل ا ساس لمداوالت مجلس المديرين
التنفيذيين وهو ما يتم فخ ب ض ا حيان بالت اون م) البنك الدولخ؛ وتودم الويا ق ل المجلس ب د
موافو دارة الصندوق عليتا وان ةان هناك ب ض الويا ق يودمتا المديرون التنفيذيون أنفستم.
وال املون فخ صندوق النود الدولخ موظفون مادنيون دولياون مسا ولون أماام الصاندوق ولايس
أمام سلطاتتم الوطني .
وي ماال بالصااندوق حالي اًا ح اوالخ 2800موظف اًا ينتم اون ل ا 133بلاادًا .ويشااةل االيتصاااديون
يليا ااخ الما ااوظفين الفنيا ااين فا ااخ الصا ااندوق توريب ا ااً .ويضا اام الصا ااندوق 22دارة ومةتب ا ااً ي أرسا ااتا ما ااديرون
مس ولون أمام المدير ال ام .وم ظم موظفخ الصندوق ي ملون فاخ واشانطن ال اصام وان ةاان هنااك
حوالخ يمانين مميتً مويماً للصندوق فاخ البلادان ا عضااء للمسااعدة فاخ تواديم المشاورة بشامن السياسا
االيتصااادي .وللصااندوق مةاتااب فااخ باااريس وطوةيااو لتتصااال بالم سسااات الدولي ا واليليمي ا ا هاارى
هادفتا ا ساساخ االتصاال بالتي اات ومنظمات المجتم) المدنخ ةما أن لل مةاتب فخ نيويورك وجني
ا هرى فخ منظم ا مم المتحدة.
22
نظام العضوية والحصص في الصندوق
ي د نظام الحصص من النماذج الفريدة التخ تمتاز بتا م سسات بريتون وودز من بين
أن نتحدث فخ المنظمات الدولي .وسنشرح هذا النظام فخ المطلب اليانخ من هذا المطلب عل
المطلب ا ول عن نظام ال ضوي فخ الصندوق.
-1العضوية في الصندوق
ال ضوي فخ الصندوق موصورة عل الدول .وهذا ي نخ أن ال ضوي فخ الصندوق توليدي
ت ال يحق لتا اةتساب
ي شهص دولخ سوى الدول .فالمنظمات الدولي مي ً تمامًا فتخ مير متاح
عضوي الصندوق ومن باب أول فال ضوي مير متاح لألشهاص مير الدولي (ةالشرةات مت دي
الجنسي .وعل الرمم من أن الصندوق ي ّد وةال متهصص مرتبط با مم المتحدة فلنل ال يشترط
الةتساب عضويتل أن تةون الدول عضوًا فخ ا مم المتحدة .7ومنذ ييام الصندوق وأعضا ت فخ تزايد
مستمر حت وصل ل 185عضوًا (حسب التورير السنوي للصندوق ل ام . 2007
وهخ يابت للدول المشارة فخ م تمر وتنوسم ال ضوي فخ الصندوق 8ل عضوي أصلي
بريتون وودز التخ أودعت ويا ق انضمامتا يبل مطل) عام .1946أما الدول التخ انضمت ب د ذلك
منضم .بيد أن التفري فخ عضوي المنظمات الدولي
ّ أعضاء أصلي وانما هخ أعضاء فت ت ّد
بين ا عضاء ا صليين وا عضاء المنضمين ال ت نخ وجود اهتت فخ الحووق عمومًا
ب ض الشخء ولةن ا مر مهتل والواجبات الوانوني التخ ينظمتا الميياق المنشم للمنظم الدولي
هذت المنظمات ال يةون ن االنضمام ل من الناحي ال ملي فخ المنظمات الدولي االيتصادي
شروط ي دي ا عضاء السابوون فخ تحديدها دو اًر متمًا .فشروط
عادةً تلوا يًا وانما يحتاج ل
عضوي الصندوق يحددها مجلس محافظخ الصندوق وهذا ي نخ أن مجلس المحافظين يض)
7
دار النتض يونس دور صندوق النود الدولخ فخ مواجت أزم الديون الهارجي -راج) د .محمد مصطف
1995ص .11 ال ربي
8
َ -ر المادة 2من االتفايي المنش الصندوق.
23
9
ما يدل وال سيما بالنسب لتةتتاب فخ الصندوق (الحص أو المساهم الشروط التخ يراها مناسب
أن ال ضو الجديد ينب خ أن يوبل يرار مجلس المحافظين لةخ يةتسب ال ضوي .وم) ذلك عل
ينب خ دراك حويو ضرورة استناد الشروط التخ يض تا مجلس المحافظين ل مبادئ تتفق م) تلك
المطبو عل البلدان ا هرى التخ اةتسبت عضوي الصندوق.10
ولةل دول عضو الحق فخ االنسحاب من الصندوق ب د بتمل بذلك هطيًا .وعند ذلك
يصبس االنسحاب ساري المف ول .11ويد انسحبت بتذت الطريو ةل من بولندا فخ 14غذار 1950؛
وةوبا فخ 2نيسان .1964
واذا ما عجز أحد ا عضاء عن الوفاء بالتزاماتل المحددة فخ االتفاق المنشم فيمةن أن
فيمةن أن يطلب يحرم من حول فخ السحب من موارد الصندوق .أما ذا استمر عجزت ب د فترة م ين
12
ةما حدث م) تشيةوسلوفاةيا التخ اضطرت لتنسحاب منل أن ينسحب من عضوي الصندوق
بتذت الطريو فخ 31ةانون ا ول .1954وةما حدث م) زيمبابوي عام 2005حيث عجزت عن
الوفاء بالتزاماتتا حيال الصندوق فطُلب منتا أن ت ادرت ذا لم ت ِ بتا هتل مدة م ين .
9
-عل الرمم من وجود هذت المشةل بشةل مونن بالنسب لألعضاء مير ا صليين فلنتا ةانت أم ًار واي ًا بالنسب
للةيير من ا عضاء ا صليين أنفستم ةما سنرى لدى بحث الحصص ب د يليل.
10
َ -ر الوسم 2من المادة 2من االتفايي المنش الصندوق.
11
َ -ر المادة /26الوسم 1من االتفايي المنش الصندوق.
12
َ -ر المادة /26الوسم 2من االتفايي المنش الصندوق.
13
َ -ر المادة /3الوسم 2من اتفايي الصندوق.
14
َ -ر المادة /3الوسم 3من اتفايي الصندوق.
24
تحديد الحصص:
ة ا ااان رأس م ا ااال الص ا ااندوق ل ا اادى ييام ا اال 8ملي ا ااارات دوالر أمرية ا ااخ .وي ا ااد تح ا ااددت حص ا ااص
ا عضاااء ا صااليين ماان هااتل لجن ا ضا ّامت همااس عش ارة دول ا فوااط ماان بااين الاادول المشااترة فااخ
العاداد للصااندوق .ويااد يوباال هااذا التحديااد باااعتراض ب اض الاادول ولةاان دون جاادوى .ولاام تتباا) لجنا
الاادول الهمااس عش ارة منتجااً موضااوعياً فااخ تحدياادها لحصااص ا عضاااء ا صااليين باال ياماات بتوزياا)
المساهم فخ المليارات اليماني وفوًا لوض) الدول الةبرى؛ ووزنتا السياساخ وااليتصاادي .وةاان التاميير
ا ةباار والحص ا الةباارى ماان نصاايب الواليااات المتحاادة ذ ةاناات حصااتتا عنااد ييااام الصااندوق 2750
مليون دوالر أمريةخ تلتتا حص المملة المتحدة ب ا 1300ملياون دوالر يام حصا االتحااد الساوفيتخ
15
يم حص الصاين ب ا 550ملياون دوالر يام حصا فرنساا ب ا 525ملياون ويدرها 1200مليون دوالر
دوالر ي اام حصا ا التن ااد ب ا ا 400ملي ااون دوالر .وة ااذلك ت اام تحدي ااد حص ااص بويا ا ا عض اااء ا ص االيين
بالطريو ا ذاتتااا وبنسااب متفاوت ا .أمااا حصااص الاادول ا عضاااء الجاادد فيااتم تحدياادها فااخ نفااس ي ا اررات
يب ا ااول ه ا ااذت ال ا اادول ف ا ااخ عض ا ااوي الص ا ااندوق؛ وتة ا ااون ه ا ااذت الوا ا ا اررات ص ا ااادرة ع ا اان مجل ا ااس مح ا ااافظخ
الصندوق.16
طريقة دفع الحصة:
17
وبال ملا ا الوطنيا ا .ذ يج ااب أن ي ااتم دف اا) رب اا) ي ااتم دف اا) الدولا ا ال ض ااو لحص ااتتا بال ااذهب
الحص ( %25بالذهب ويتي أرباعتا ( %75بال ملا الوطنيا .واذا ةانات ييما ماا تمتلةال الدولا
15
اتفايي الصندوق فلنل لم الرمم من حضور االتحاد السوفييتخ لم تمر بريتون وودز وموافوتل عل -عل
يصادق عل االتفاق المذةور .ونتيج ل دم مصادي االتحاد السوفييتخ عل اتفايي الصندوق التخ تضمنت ا
من بين ما تضمنتل ا تحديد حصتل با 1200مليون دوالر تم تهفيض رأس المال ا ولخ للصندوق ل
7600مليون دوالر.
راج) ميشيل لوالر مرج) سابق ص .26
َ -16ر المادة /3الوسم 1من اتفايي الصندوق.
اتفايي الصندوق .أما ب د استحداث وحدات حووق - 17ةان ذلك يبل الت ديلين ا ول واليانخ اللذين أدهت عل
فود أصبس السحب الهاص فخ الت ديل ا ول ( 1969وانتاء دور الذهب فخ الت ديل اليانخ (1978
الت بير عن الحصص يتم بوحدات حووق السحب الهاص .ويد جاء فخ الوسم 1من المادة ( 3ما يمتخ
"يهصص لةل عضو حص ي ّبر عنتا بوحدات حووق السحب الهاص …" .وم) ذلك يمةن للصندوق أن
يورر يبول التسديد ب متت دول أعضاء أهرى أي ب متت ص ب ي ود تحديدها للصندوق .وأما بالنسب
لل ضو الجديد فلم ي د يتوجب عليل أن يسدد الا % 25من حصتل بالذهب وبما أنل ال يستطي) أن يسددها
25
الم ني من ذهب ودوالرات أمريةي أيل من نساب ربا) حصاتتا المحاددة فلنتاا ال تلتازم ال بادف) %10
من حصتتا بالذهب والبايخ فخ شةل عملتتا الوطنيا .وتنطباق هاذت الوواعاد علا ةال زياادة تتوارر فاخ
هذت الحص .18
شرط الضمان بالذهب (مبدأ عدم المساس):
اب
عل الرمم من جواز دف) يتيا أربااع الحصا بال ملا الوطنيا فالن هنااك شارطاً متمااً مترت ٌ
عل ا الاادول ا عضاااء وهااو ش اارط ضاامان ييم ا ال مل ا الوطني ا الت ااخ تاادف) ل ا الصااندوق بال ااذهب.
مووما ا ً بال ااذهب 19دون ت يي ااروال ايا ا م اان ه ااذا الش اارط ه ااخ تمة ااين الص ااندوق م اان االحتف اااظ بما اواردت ّ
بحي ااث ية ااون الص ااندوق ي اااد اًر علا ا الوي ااام بالمت ااام الموةلا ا لي اال م اان ه ااتل ما اوارد يابتا ا ف ااخ ييمتت ااا.
وبموتض هذا الشرط تطالَب الدول وفواً حةام الصندوق 20بمن تدف) لل هتل مادة م وولا مبل ااً مان
عملتتا مساوياً للانوص الحاصال فاخ الويما بالاذهب للمبلا الاذي يحاتفظ بال الصاندوق مان عملتتاا فاخ
ل مل الدول .22 21
ةل حال ينهفض فيتا س ر الت ادل
وا ب ااد م اان ذل ااك أن الدولا ا مطالب ا ف ااخ ة اال حالا ا ي اارى فيتااا الص ااندوق أن ييما ا عملتت ااا ي ااد
تاادهورت ل ا حااد ي تااد باال فااخ يليمتااا باامن تاادف) لاال مبل ااً م ااادالً للاانوص الحاصاال فااخ المبل ا الااذي
يحتفظ بل الصندوق من عملتتا حت لو لم يت ير س ر الت ادل لتذت ال مل .
بوحدات حووق السحب الهاص ما دام ال يملةتا حت تاريهل لذا يمةن لل أن يسدد مساهمتل ب متت دول
أعضاء أهرى يحددها الصندوق والتخ هخ عادةً ال متت الص ب التخ يوتنيتا فخ احتياطياتل .ويمةن لتذا
البلد ال ضو بصورة استينا ي أيضًا أن يسدد ةامل حصتل ب ملتل الوطني ةما حدث م) بولونيا .راج)
ميشيل لوالر مرج) سابق ص .30
18
التخ حددها الصندوق ليداع مواردت -يتم يداع الدول لحصتتا فخ الصندوق ذاتل أو فخ أحد البنوك ا رب
فيتا وهخ بنك فرنسا وبنك نةلت ار والبنك االحتياطخ الفيدرالخ بنيويورك والبنك االحتياطخ الفيدرالخ للتند.
19
-التوويم حاليًا يتم بوحدات حووق السحب الهاص .
20
َ -ر المادة /5الوسم 11من اتفايي الصندوق والتخ تنص عل أن "يحتفظ بويم عمتت ا عضاء الموضوع
فخ حساب الموارد ال ام م ب ًار عنتا بحووق السحب الهاص حسب أس ار للصر تحدد بموجب المادة (19
الويم ذاتتا يسم (/7أ " .ويفيد ا هير بمنل "…يحصل المشترك الذي يست مل حووق السحب الهاص عل
متما ةانت ال متت المودم و ّأياً ةان المشترةون الذين يودمون تلك ال متت…".
-أل خ نظام أس ار الت ادل بموجب الت ديل اليانخ التفايي الصندوق. 21
22
-وعل ال ةس من ذلك يلتزم الصندوق فخ ةل حال يرتف) فيتا س ر الت ادل ل مل الدول بمن يرد هتل مدة
م وول مبل اً من عملتتا م ادالً للزيادة الحاصل فخ الويم بالذهب للمبل الذي يحتفظ بل الصندوق من
عملتتا.
26
وب بارة أهرى يجب أال يتمير موادار موجاودات الصاندوق مان عملا عضاو ماا باالت يرات التاخ
تط ا أر عل ا س ا ر ت ااادل ال مل ا وال بتولبااات أس ا ارها فااخ أس اواق الصاار .ويتوجااب عل ا البلااد الااذي
تتآةل ييم عملتل أن يستةمل تسديد الفرق ب ملتل.
قابمية الحصص لمتعديل:
حصااص ا عضاااء فااخ الصااندوق ليساات جاماادة وانمااا هااخ يابل ا للت ااديل حسااب احتياجااات
عاادة النظار فاخ الدول .ولذلك نص اتفاق الصندوق 23عل الصندوق وحسب ت ير أوضاع وظرو
حصص ا عضاء ةل همس سنوات وت ديلتا ن ُو ِجد مبرر لذلك.
وينب خ أن يةون الت ديل فخ هذت الحال شامتً لجمي) حصص ا عضااء ما) ضارورة موافوا
الدول ال ضو الم ني عل ت ديل حصتتا حتا يمةان لتاذا الت اديل أن ياتم ف اتً .ةماا يمةان أن يةاون
الت ااديل هاص ااً بحص ا دول ا م ين ا حساابما يط ا أر عل ا مرةزهااا ويوتتااا االيتصااادي موارن ا ً ماا) الاادول
ا هرى.
ويااد تاام ت ااديل الحصااص م ارات عدياادة بشااةل شااامل .ةمااا تاام ت ااديل الحصااص بشااةل فااردي
لمانياا االتحاديا حياث زيادت حصاتتا مان 300ملياون لب ض الدول ةما حادث عاام 1965بالنساب
دوالر ل 1200مليوناً واليابان مان 250مليونااً لا 725مليونااً .ويمةان للدولا أن تطلاب تهفايض
حجم حصتتا فخ الصندوق ولةن الدول ال تلجم عادةً لميل هذا الطلب.
أهمية الحصص:
ن هااذت الحصااص تحاادد م اوارد الصااندوق لحصااص ا عضاااء فااخ الصااندوق أهمي ا بال ا
وتحاادد ماادى حااق الدول ا فااخ االسااتفادة ماان م اوارد الصااندوق وتحاادد حجاام أص اوات الاادول ا عضاااء
فضتً عن أهمي ب ض الحصص بالنسب الهتيار المديرين التنفيذيين.
أهمية الحصص في تكوين موارد الصندوق واالستفادة منها: – أ
لحصص ا عضاء أهمي ةبيرة فخ تةوين موارد الصندوق حياث تتةاون الماوارد ا ساساي لال
ماان مجمااوع حصااص الاادول ا عضاااء .وبتااذا تسااتم ةاال دول ا فااخ تةااوين أرساامال الصااندوق بمواادار
حصتتا.
23
َ -ر المادة /3الوسم /2غ من اتفايي الصندوق.
27
فالن واذا ةان ح جم حصص الدول ا عضاء يحدد حجام ماوارد الصاندوق مان الناحيا الةميا
طريو دف) هذت الحصص تحدد تةوين هذت الموارد من الناحيا الةيفيا أي مان ناحيا نصايب ةال مان
الذهب وال متت فيتا.
ولحج اام ما اوارد الص ااندوق أهميا ا ةبيا ارة ن اال ي ا ّاد مجم ا ااً لوس ااا ل ال اادف) الدوليا ا الت ااخ يمة اان
للصندوق أن يستهدمتا للويام بوظيف دارة وضمان حسان ساير النظاام الادولخ النوادي ةماا أن لتةاوين
ن ال متت الوطنيا للادول ا عضااء ليسات علا يادم المسااواة فيماا بينتاا هذت الموارد أهمي هاص
فاخ حاين أن فب ضتا يابل للتحويل ومن يم يمةن للصندوق أن يساتهدمل فاخ الوياام ب ملياتال الجاريا
ب ضتا اآلهار ميار يابال للتحويال ومان يام ال يمةان للصاندوق أن يساتهدمل لتاذا ال ارض ولتاذا فالن
لا تمةينال مان زياادة حجام ماواردت الماليا الزيادة ال ام فخ حصاص الادول فاخ الصاندوق نماا تتاد
بشااةل هاااص الموضااوع تحاات تصاارفل أمااا الزيااادات الفردي ا فااخ حصااص ب ااض الاادول فلنتااا تت اد
ل تمةينل من زيادة ال متت الوابل للتحويل التخ يحتاج ليتا أةير من ميرها.
ويااد بل اات م اوارد الص ااندوق ا ساس ااي 24فااخ نتايا ا عااام 7.4( 1945ملي ااار دوالر وأه ااذت
بالت ازيااد م ارات عدياادة حت ا بل اات 25فااخ 29تش ارين اليااانخ 213478..( 2004مليااون وحاادة حوااوق
سحب هاص .
ب -العالقة بين الحصص والتصويت في الصندوق:
تظتاار أهمي ا الحصااص فااخ الصااندوق ماان هااتل نظااام التصااويت فياال .ف اادد ا ص اوات التااخ
علا ا حج اام حص ااتتا في اال. تمتلةت ااا ة اال دولا ا عض ااو ف ااخ الص ااندوق داه اال أجتزت اال المهتلفا ا يتويا ا
عاان التصااويت فااخ المنظمااات الدولي ا فالتصااويت فااخ الصااندوق (وةااذلك فااخ البنااك الاادولخ مهتل ا
ذ ت تمااد المنظمااات الدولي ا عموم اًا ياعاادة ا هاارى ةااا مم المتحاادة (وحت ا منظم ا التجااارة ال المي ا
(صااوت واحااد لةاال عضااو فااخ حااين أن التصااويت فااخ الصااندوق موتاارن بحجاام المساااهم فااخ م اواردت
التصويت فاخ الصاندوق بمنال تصاويت ماوزون أو تصاويت أي تب اً لحص ةل عضو ولذلك يوص
ارجس .وبتا ااذا الم ن ا ا يمها ااذ الصا ااندوق بالحسا اابان الوا ااوة االيتصا ااادي للا اادول ا عضا اااء فا ااخ عملي ا ا
ما ا ّ
التصويت.
24
-راج) حول بوي موارد الصندوق ما سيمتخ ذةرت فخ المبحث الهامس.
25
- International Monetary Fund, IMF Members' Quotas and Voting Power, and IMF
Board of Governors, <www.imf.org> visited on 1/1/2005.
28
وتتمت) ةل دول عضو فخ الصاندوق ب ادد متس ٍ
ااو مان ا صاوات موادارت 250صاوتاً يضاا
وحدة حووق سحب هاص . ليتا صوت واحد عن ةل جزء من حصتتا ي ادل 100000ما أل
ونتيج لتذا النظام تتمتا) الوالياات المتحادة اآلن ب ادد مان ا صاوات موادارت 371743صاوتًا
ن حص ااتتا فااخ الصااندوق تبل ا 37149..مليااون وح اادة بم اادل %17.14ماان مجمااوع ا ص اوات
حوا ااوق سا ااحب هاص ا ا بنسا ااب يا اادرها %17.46ما اان مجما ااوع الحصا ااص؛ تليتا ااا اليابا ااان وتتمتا اا) با ا ا
ن حصااتتا فااخ الصااندوق تبل ا 13312..مليااون 133378صااوتاً بم اادل %6.15ماان ا ص اوات
بم دل %6.26من مجماوع الحصاص؛ تليتاا ألمانياا وتتمتا) ب ا 130332 وحدة حووق سحب هاص
ن حصتتا فاخ الصاندوق تبلا 13008..ملياون وحادة حواوق صوتًا بم دل %6.01من ا صوات
سااحب هاصا بم اادل %6.11ماان مجمااوع الحصااص؛ فااخ حااين تتمتاا) المملةا المتحاادة وفرنسااا ة اتً
ن حصا ا ة اال منتم ااا ف ااخ علاا ح اادة ب ا ا 107635ص ااوتاً بم اادل %4.96م اان مجم ااوع ا صا اوات
الصندوق تبل 10738..مليون وحدة حووق سحب هاص بنساب % 5.05مان مجماوع الحصاص؛
ن حصاتتا فاخ الصاندوق تليتما الس ودي وتتمت) با 70105صوتًا بم ادل %3.23مان ا صاوات
تبل ا 6985..مليااون وحاادة حوااوق سااحب هاصا ا بم اادل %3.28ماان مجمااوع الحصااص؛ وتتمت اا)
ن حص ا الصااين وةناادا ة اتً عل ا حاادة با ا 63942صااوتاً بم اادل %2.95ماان مجمااوع ا ص اوات
ة اال منتم ااا ف ااخ الص ااندوق تبلا ا 6369..ملي ااون وح اادة حو ااوق س ااحب هاصا ا بنس ااب % 2.99م اان
مجمااوع الحصااص؛ بينمااا تتمتاا) سااوري با ا 3186صااوتاً بم اادل %0.15ن حصااتتا فااخ الصااندوق
تبلا 293..مليااون وحاادة حوااوق سااحب هاصا بنسااب %0.14ماان مجمااوع الحصااص؛ وأمااا أص ا ر
الدول مساهم فخ رأسمال الصندوق فتخ بااالو وتتمتا) ب ا 281صاوتًا بم ادل %0.01ن حصاتتا
فا ا ااخ الصا ا ااندوق تبل ا ا ا 3.1مليا ا ااون وحاا اادة حوا ا ااوق ساا ااحب هاص ا ا ا بنسا ا ااب %0.001ماا اان مجما ا ااوع
الحصص.26
29
أسئمة:
يتم توزي) المواعد فخ مجلس المديرين التنفيذيين؟ -ةي
oما الموصود بشرط الضمان بالذهب؟
يتم التصويت فخ الصندوق؟ -ةي
30
الوحدة التعميمية الرابعة
تطور النظام النقدي لمصندوق
الكممات المفتاحية:
س ػ الارفػػاؼل-لنظ ػ ـلات ػ تلس ػ الارفػػاؼل-لنظ ػ ـليا ػػرلس ػ الارفػػاؼل-لنظ ػ ـلاراب تػػرلسع ػ لس ػ ال
ارفاؼل–لاستقااالس الارفاؼل–لارت ػي ـل–لارت ػي ـلارنقػولير ػالارنقػول–لارت ػي ـلاررػا ولياراعػ سول
أيلارعشتاؾل–لع زافلارع فيس تل-لارر ئضل–لار ازل–لاخت النظـلارفاؼل-لاراتط .ل
الممخص:
شػػي تلارت ػ عدتلار ير ػػرلارنق ػػرملتدّ ػااتلعت ػ ة.ليا نػػتلارػػنظـلارتػػولاتت تي ػ لار ػ يؿلفػػولت عدتي ػ ل
ارنق ػػرلعػػدلارػ يؿلامخػػاةملعيسػػيعرلت رعفػػعيرلاريطن ػػرملراػػؿل يرػػر.ليسعػ لارػػارـلعػػفلعيػ ي تلإ اػ ل
فػ لتنظ ع ػرلعشػػتاارملر دب تيػ لارنق ػػرملفقػ لأتقػػتلارػ يؿ لػلسعع ػ لػلى عشػ لات ػ االرنرسػػي ملاػولتيػ ل
ارنعيذجلارعن سبلراؿلعني لفولاسـلسدبتي لارنق رلت رػ يؿلامخػاة.ليرػذرؾلياػ ن ى لتتتػدلنظػـلفػاؼل
عتنيسػػركلانظ ػ ـلات ػ تلس ػ الارفػػاؼلينظ ػ ـليا ػػرلس ػ الارفػػاؼلينظ ػ ـلاراب تػػرلسع ػ لس ػ الارفػػاؼمل
ياع ي لنظـلعقتيرر .ل
الارفاؼمليظؿلسع ولررتاةلتز لسع لادارل
ّ ياذالا فلارفن يؽلب لب ـلأس س لسع لنظ ـلاستقااالس
يث لأسض ءه لسع لاتت ع لنظ ـل
لاسـ لفو لتا تيف ليي زم لر ّ
سقي م لفإنو لانقعب لسع لىذا لارنظ ـ لارذو ُ
عن بض لتع ع لىي ل(ارت ي ـ) .ليعد لذرؾ لفإف لىن ؾ لأنياس لاا اة لعف لارنظـ ل اخؿ لارفن يؽ ل عافل
تفن ري ليفق لرع ل تت و لاؿ لسضيم لا تّت ع لنعيذج لارت ي ـ لارعشتاؾم لياتط لس ا لفاؼ لار ععرل
اريطن رملتس الفاؼلسععرلأيلسعدتلأخاة.ليعفلشأفلىذالامسعيبلأفل يقؽلا ستقااالارنق ومل
يا بتف وملرع يررلارتولتقيـلتاتطلسععتي لتأخاةمليفولاريبتلنرسولفإنول ضدطلسع لار ععرلارتول
تـلاتطلار ععرلاريطن رلتي ملعع لب ل ؤاالسعت لسع لابتف لار يررلارتولتايفلسععتي لى ف لرعاتط .ل
31
األهداف التعميمية:
-ت ا ؼلارط ربلسع لنظـلارفاؼلارتولتتت ي لار يؿلسياءلاػ فلذرػؾلخػ اجلنظػ ـلارفػن يؽلأيل
ضعنو.
-ت ػ ػ فلعػ ػ ريؿلا ػػؿلن ػػيعلع ػػفلأنػ ػياعلنظ ػػـلارف ػػاؼمليا ا ت ت ػػوليس ػػعت تومليت ػػأا اهلف ػػولار دبػ ػ تل
ا بتف رلار ير ر .ل
-تيض حلارنظ ـلارنق ولرعفن يؽل(نظ ـلتا تيفليي ز)لعنذلب عولاسع ملييت لاني اهلياب .ل
تيض حلارنظ ـلارنق ولرعفن يؽل(نظ ـلا ع ا )لعنذلارت ؿلارا نول تر ب رلارفن يؽ. -
إتااز لار يا لارس و لرع يؿ لفو لاخت ا لنظ ـ لارفاؼ لارعن سب لفو لظؿ لنظ ـ لارت ي ـ. -
32
ة.ليا نتلارنظـلارتولاتت تي لار يؿلفولت عدتي ل شي تلارت عدتلار ير رلارنق رملتدّااتلعت
ارنق رلعدلار يؿلامخاةملعيسيعرلت رعفعيرلاريطن رملراؿل يرر.ل ل
يراولن اؾلع ن لىذ فلارنظ ع فملنت ألتتيض حلت ضلا فطدي تلارخ فرلت رت عدتل
ارنق رلار ير ر .ل
نظم الصرف ل
ةلرس الارفاؼملي عافلارتع زلت ا خ لت فلأنياعلس ةمل اتتطلاؿلنظ ـل لىن ؾلنظـلعت
عني لتق س ةلعفلارقياس لارنق ر .1ل
لأيؿ لىذه لارنظـم لنظ ـ لثبات سعر الصرفم لارذو لس لفو لظؿ لب س ة لارذىب لسع لشاؿل
عسايا ت لذىت رم لأي لسع لشاؿ لسععر لياب ر لب تعر لرعتيي ؿ لإر لذىب .ليب لاتتد لىذا لارنظ ـ لفول
ار دب تلار ير رلا بتف رلارع فاةملعنذلأياخالارقافلارت سدلسشالإر لع لبتؿلاريابلار رع رل
1ل -لااادلترف ع كل .لأيع لا عدملار دب ت لا بتف ر لار ير رملعاادلس تؽملص.196- 147لياااد لأ ض كل .ل
عيع لزاولش ف وملارت يفلارنق ولار يرو لاإلبع عوليار رعوملع ي لار ااس تلار ات ر لار ر رلتا ع رلار يؿل
ار ات رمل1962ملص .38-1ل
33
امير لس ـ ل1914م لياذرؾ لفو لاررتاة لعف ل 1931-1925لي ث لس ت لار يؿ لاميايت ر لإر لب س ةل
ارذىب لسع لشاؿ لست ئؾ لذىت رم لاع لس ت لار يؿ لامخاة لإر لىذه لارق س ة لسع لشاؿ لارفاؼل
ارذىتو.ل ل
ي تـ لتطت ؽ لب س ة لارذىب لفو لنظ ـ لات ت لس ا لارفاؼ لسن ع لتي لار يرر ليي ة لارنق ل
اراسع رلر ي ملفولشاؿليزفلع فلت ن ل ب ق لعفلارذىب؛لي اارلعي ةلعفل اا تلنق ئو؛لتي ثل
عافلرألف اا لتيي ؿلع ل ش ؤيفلعفلاميااؽلارنق رلرع ععرلارع ن رلإر لذىبلأيلار اسمليذرؾليفق ل
رعيزفلارع فلعفلارذىبلريي ةلارنق لاراسع رملعدلارسع حلرألف اا لأفل ف ايالي ستيا يالارذىبلتاؿل
يا ر .ل
ٍ
لسععر لع لا تترل لتا ه لب عر لسععر لأخاةم لع ل يتعياب لنظ ـ لات ت لس ا لارفاؼ لتايف لب عرُ
اعتلب عرلاؿلعنيع لعي ةلتي ا ل ب ق لتا هلارذىبملسن ع لتايفل اارلنق ئولياي ةلفوليس بل
ٍّ
الفاؼلاؿلعفلار ععت فلسع لي ة .ل س
لأع لارنظ ـلارا نوملفييلنظ ـلحرية سعر الصرفمليب لس لفولظؿلارنقي لارياب رلر الارق تعرل
رعتيي ؿلإر لذىبلفولت ضل ار يؿلاميايت رملفولاررتاةلع لت فلاريابلار رع رلامير لييت لار ي ةل
إر لار عؿلتق س ةلارذىبلس ـل 1925ملياذرؾلت لانتي ءلار عؿلتق س ةلارذىبلفولأيائؿلادا ن تل
ارقافلار شا فلييت لاريابلار رع رلارا ن ر.ل ل
لت لأف لس ـ لب تع ر لارنقي لارياب ر لرعتيي ؿم لعنذ لارخايج لسع لب س ة لارذىب لفو لأيائؿل
ارادا ن ت لت لاراس لارات ام لرـ لت لعقتفاة لسع لارتيي ؿ لإر لارذىبم لتؿ لأفتيت لت نو لس ـل
ب تع رلارنقي لارياب رلرع يررلارتولتتتدلىذالارنظ ـملرعتيي ؿلإر لنقي لياب رلر يررلأخاةمليفق لرس ال
فاؼلب ل ايفلا تت لأيلعتد اا.ليىاذالأفتحلت ت الارق تع رلرعتيي ؿل نفاؼلأ ض لإر لب تع رلارنقي ل
يررلع ملرعتيي ؿلإر لنقي لياب رلر ٍ
يررلأخاةلتِل ُل
يلا ر .ل ارياب رلر ٍ
ٍ
الارفاؼملفإفلاعفلسععرلع ل تي ليفق لرقيةلار اضليارطعبلسع ل يتعيابلنظ ـليا رلس
ىذهلار ععر.لفإذال از لاإلبت ؿلسع لشاائي لعدلبعرلارع ايضلعني ل(ز ةلارطعبلسع لار اض)لااتردل
34
س اى لتا هلار عدتلامخاة؛لياذالطايتلاع تلعني لتشاؿ ل ز لسع لارعطعيبل(ز ةلار اضل
سع لارطعب)لانخرضلس اى لتا هلار عدتلامخاة.ل ل
يعفلأاؿلتعط ؼلي ةلارتقعت تلارعر ائرلارن اعرلسفلىذالارنظ ـملتت خؿلار يررلأي ن لتراضل
نظ ـل عندلىذهلارتق عت تلأيل عؿلسع لتقع عي مل سع لنظ ـلعيازنرلارفاؼملي طعؽلسع لارعؤسسرل
ارتولتاس هل(فن يؽلعيازنرلارفاؼ).ليتنيفالعيعرلىذالارفن يؽلتفياةلأس س رلفولارت خؿلفول
شؤيفلارفاؼلارعيع رلرععي فظرلسع لأس الارفاؼلتعستيةلع فمل عندلانخر ضلأيلااتر علب ـل
ار ععرملر ييؿل يفلت اضل ب ـلا ست اا ليارتف الإر لارتر يتليا ختدؼ.لأع لارد رلامس س رلعفل
لارع زافلاريس تولرع يررلسفلعخ طالار از.ليتد رلتيق ؽلىذهل إنش ءلىذالارفن يؽملفتتعاؿلتإت
ارد رل قيـلفن يؽلعيازنرلارفاؼل(أيلارعؤسس تلارع ر رلارعختفرملا رتنؾلارعاازو)لت رت خؿلفول
اؽلارفاؼلسفلطا ؽلضخلع ل عتعاولعفلسعدتلأانت رلييطن رملإر لسيؽلارفاؼلارخ ااول
ل أسي
ف ز لعفلارطعبلأيلار اضلسع لار عدت.ليتت ت الآخالفإفلفن يؽلعيازنرلارفاؼ ل ز لياـل
سعع ت لسيؽ لارفاؼ لارخ ااو لعف لخدؿ لت خؿ لاريايعر لرشااء لار ععر لاريطن ر لأي لت ي م لتد رل
تيق ؽلارتيازف .2ل
يارنظ ـلارا رثملىيلنظ ـلالرقابة عمى سعر الصرفمليب لس لأ ض لفولظؿلارنقي لارياب رل
ر الارق تعرلرعتيي ؿ.ليب لاتت تولت ضلار يؿلخدؿلارادا ن تملياذرؾلت لاريابلار رع رلارا ن ر.ل
يع لزاؿ لىذا لارنظ ـ لس ئ ا لفو لاا ا لعف لار يؿم لإذ لتع اس لىذه لار يؿ لاب تر لعتر يتر لسع لس ال
ارفاؼ .ل
ياراب تر لسع لارفاؼ لىو لفف لتيتاا لار يرر لتعقتض ه لشااء لارنق لامانتو ليت و .ليت ت اةل
أخاةملفإفلار يررلتقيـلتيفالارفاؼلامانتولارعت حلتاع تلبع عرلنست مليتيز ولسع لط رت ولفول
ي ي لاراع رلارع ايضرلعنوملتي ثل ظؿلس الارفاؼلا تت لسع لارارـلعفلارعد ةلفولتي لس ال
فاؼلار ععرلاراسع رلس ة.ل ل
2ل -ل ااادك ل .لعيع لخ ر لاريا اوم لار دب ت لا بتف ر لار ير رم لعنشياات لا ع ر ل عشؽم لط11م ل2113مل
ص .111-111ل
35
يفولىذالارنظ ـلتفتحلارخزانرلار عرلأيلارتنؾلارعاازولأيلأولايرليايع رلأخاةلتي ى ل
ار يررلىولارت ئدليارعشتاولاريي لرعقطدلامانتوملعع ل تاتبلسع ولتقّعصلفولياـلسعع تلسيؽل
ارفاؼلتياولس ـملينقصلساضلار ععرلاريطن رلفولىذهلارسيؽلتفررلخ فر .ل
يب لساؼ ل نظ ـ لارفن يؽم لارخ ص لتس ا لارفاؼ لنعيذا ف لائ س فم ل اؼ لأيريع ل
باالستقرار ل(يىي لنظ ـ لتا تيف ليي زم ليىي لأباب لع ل ايف لإر لنظ ـ لارات ت)م لت نع ل اؼ لاآلخال
بالتعويم ل (يىي لأباب لع ل ايف لإر لنظ ـ لاريا رم ليب لانتي لتعياتو لنظ ـ لتا تيف ليي ز) .ليسنشاحل
ىذ فلارنظ ع فلتقع ٍؿلعفلارترف ؿلف ع لت .ل
3
نرضؿلىن لاستخ اـ لت ت ال"ار ععرلاراسع ر"لت لعفلت ت ال"ار ععرلاريطن ر"مليذرؾلمفلىن ؾل ي ل تا يزلس ى ل
ل -ل ّ
امات فلتع ا لعفلار يؿلامسض ءلفولارفن يؽم لر سلري ل"سععرليطن رلعستقعر"ملتؿلتستخ ـلإي ةلار عدتل
امانت رل"سععرلاسع ر"لري .لااادك ل
ست لار عو لات عو ليف ت رو لاااع انايم لاخت ا لنظـ لارفاؼ لفو لارشاؽ لاميسط ليشع ؿ لإفا ق م لعنشيااتل
فن يؽلارنق لار يرول()2113ملصل .4ل
36
سعر الصرف
ععرل ٍ
يررلأيل ٍ
يؿلأخاة.ليىذال يررلع ملعقيع لت ِ
لسععرل ٍ
ِ الارفاؼلتأنولاعف ل عافلت ا ؼلس
ّ ُ
نولأفلس الارفاؼل اتسبلأىع تولعفلياي لسدبرلت فلسعدتل يؿلعختعرر.ليع ل اعتلسدب تل
ارتت ؿلار يرولب ئعرلفإفلسعدتلار يؿلارعختعررلب تعرلرعتقي ـلتا هلت ضي لت ض .ليت رت روملفإفلب عرل
اؿلسععرملتختعؼلت ختدؼلس الفافي لتا هلار عدتلامخاة.4ل ل
يرتيض حلذرؾلنسيؽلارعا ؿلارت روكلرنرتاضلأفلب عرلار ي الامعا اولت ؿلخعس فلر اةل
رمليعفلاـلفإفل
ّ سيا رملفيذال نولأفلار ععرلارسيا رل عافلتقي عي ل(أولتي لاعني )لت ر ععرلامعا ا
51لر اةلسيا ر=ل 1ي الأعا او.ليرنش ّبلىذالارتقي ـلرع ععت فلتي ثل عت لإر لسعدتل يؿلأخاة.ل
ؿ ل1.5ل فإذا لافتاضن لأف لس ا لفاؼ لاران و لاإلستار نو لع ؿ لفو لب عتو لرع يايم ليأف لامخ ا ل
ؿل5ل يان لف ن ملفإفلىذال نولأفلارع اةل ؿل121ل ن ل ت ن ملاع ل ي الأعا اومليأفلامخ ال
ارسيا رلب تعرلرعتقي ـلتاع دلىذهلار عدتمليأفلاؿلسععرلعفلىذهلار عدتلب تعرلرعتقي ـلتا هلار عدتل
امخاة .ليت رت رو لفإف ل 75لر اة لارسيا ر ل= 1لان و لاإلستار نو ل= ل 1ل ياي ل= ل 1.5ي اا لأعا ا ل
= 181فل(ا)ل ت ن ل=ل7.5ل يافل(ال)لف ن .ل
ليشأنو لشأف لأو لاعفم ل ظؿ لس ا لارفاؼ لساضر لرعتقعت ت لااتر س ليىتيط .لت لأف ل اارل
تقعت تلس الارفاؼلتختعؼلت ختدؼلنظـلارفاؼ.لفرولنظ ـلات تلس الارفاؼل ل تقعبلاراعفل
إ لفو لي ي لضئ عر؛ لت نع ل تقعب لتشاؿ لات ا لفو لنظ ـ ليا ر لس ا لارفاؼ ليفق لري رر لار اضل
يارطعبلسع لارفاؼلامانتو.5لأع لفولنظ ـلاراب ترلسع لس الارفاؼلفإفلعق االارتقعبل خضدل
ت ياهلراب ترلارسعطرلارنق رلفولارتع لارع نوملعع ل ا ؿلي ي لارتقعبلت ت رلرس سرلارسعط تلارع ن رمل
ير رت لع لتايفلارتقعت تلضئ عرلإذالع لا نتلاميض علا بتف رلعتّسعر لت ستقاااملفولي فلتز ل
ي ي لىذهلارتقعت تلفولي ؿلعايالارتد لتأزع تلابتف رملي لس ع لإذالت ععتلار يررلفولتي ى ل
رس الفاؼلسععتي لاراسع رلتشوءلعفلارعاينر.
4ل-ل ااادكل .لاتااى ـلعيع لارر املس الارفاؼلت فلارنظا رليارتطت ؽمل االارنيضرلار ات رمل1992ملصل152ليع ل
ت ى.ل
5ل-ل .لأيع لا عدملارعاادلارس تؽملصل .148ل
37
ميزان المدفوعات الدولية ل
لع زافلارع فيس تلت رنسترلر يررلع ل ّتالسفلع عدتي لعدلتق رل يؿلار رـملأولأفلع زافل
ارع فيس تلر سلسيةلع زافلرع عدتلار يررلعدلار يؿلامخاة.ل ل
ت لا بتف ر لت ف لارعق ع ف لفو لار يررل ي ت عؽ لع زاف لارع فيس ت لار ير ر لتت ا لعف لارعت
يارعق ع فلفولار يؿلامخاةمليتع ل تاتبلسع لذرؾلعفليقيؽليارتزاع تلت فلارطاف فلخدؿلفتاةلعفل
ارزعفلىولفتاةليس بلع زافلارع فيس ت.ل ل
ي نقسـ لع زاف لارع فيس ت لإر لا نت ف لسعي ف لات ا فك لأيريع لرع ائفم لي تضعف لاع دل
ت لارتو لعف لشأني لز ة ل ائن ر لار يرر لرع يؿ لامخاة لعاؿ لتف ا لسع ر لتعق تؿ؛ لياآلخال ارعت
تلارتولعفلشأني لز ةلع ين رلار يررلرع يؿلامخاةلعاؿلاست لاا ل رعع فملي تضعفلاع د ل ارعت
سع رلتعق تؿ؛لي ض ؼلإر يع لسعي لريس بلارراؽلت فلار ائن رليارع ين ر.ل ل
ي ديظلأفلع ل قّ لفولأي لا نتولع زافلارع فيس تلارخ صلتإي ةلار يؿم ل لت لأفل ق ل
فولارع زافلارخ صلت ر يررلامخاةلفولارا نبلاآلخالعفلع زافلع فيس تي .لفع لتف اهلار يررل(أ)ل
إر لار يررل(ب) ل ي ق لفولارا نبلار ائفلعفلع زافلع فيس تل(أ)لىيلع لتستيا هل(ب)لعفل(أ)لي ق ل
فولارا نبلارع فلعفلع زافلع فيس تل(ب).لياذرؾلفإفلع لت ف ول(ب)لإر ل(أ)لعفلنق ى لاريطنول
ي ق لفو لارا نب لار ائف لعف لع زاف لع فيس ت ل(ب) لتيست نو لز ة لفو لارخفيـ ل(أو لارعستيق تل
6ل-لارعاادلنرسوملصل .283-197ل
38
ارعتاتترلسع و)ملىيلنرسولع لتيفؿلسع ول(أ)لعفلنق لأانتولعفل(ب)لي ق لفولارا نبلارع فلعفل
ع زافلع فيس تل(أ)لتيست نولز ةلفولامفيؿل(أوكلاماف ة) .ل
يعف لارعيـ لت رنستر لرع يرر ل(أو ل يرر) لأف ل تيقؽ لنيع لعف لارتيازف لت ف لع ل نتدو لأف لت ف ول
ار يررلإر لار رـلارخ ااومليع لسع لار رـلا رخ ااولأفل ف ولريذهلار يررلخدؿلاررتاةلارتولتي ى ل
رع زافلع فيس تي .لياذالرـل تيقؽلىذالارتيازفلتعق ئ ل7ملفإنول لت لعفلت خؿلار يررلرع عؿلسع لتيق قول
تيس عرلأيلتأخاةملمنولر سلعفلارسيؿلأفل ز لع لسع لار يررلأفلت ف ولإر لار رـلارخ ااولسع ل
ف ولىذالار رـلإر ي مليار اسلفي حل ائع .ل ل
إف لس ـ لتيقؽ لارتيازف لفو لع زاف لارع فيس ت لتشاؿ لتعق ئو ل ا ؿ لار يرر لارع ن ر لفو لي ٍ
ررل
طعؽ لسع ي ل"ا ختدؿ لفو لع زاف لارع فيس ت" .ليراف لىذا لا ختدؿ ل ل قف لتو لأف ل ايف لاختد ل
يس ت لمفلع زافلارع فيس تلىيلساؿلإيف ئولرع دب تلا بتف رلسع لاختدؼلأنياسي مليعفل
اـلفإنول ايفليتع لعتيازن لعفلارن ي رلاريس ت ر.ليرع لا فلع زافلارع فيس تلعتيازن ل ائع لعفلارن ي رل
اريس ت رملفإفلارتيازفلأيلا ختدؿلارعقفي مليارذول ُ ْي َاـلتولسع لع زافلارع فيس تلىيلتيازفلأيل
اختدؿلابتف ولييسب .ل
7ل -لن نولت رتعق ئ رلفولتيق ؽلتيازفلع زافلارع فيس تلأفل ايفلارتيازفلعستن ا لإر لسعع تلس رل يفلت خؿلعفل
ار يررلارتول نولع زافلع فيس تي لعفلا ختدؿملي لس ع لسن ع ل ايفلا ختدؿلات اا.ليت ت اةلأخاةملفإفل
سعع تلارتت ؿلارتا اول(يعني لارتف ا)ليتي ي دتلارعياطن فلعفلارخ اجلإر ل اخؿلار يررلىولأعاعرلعن سترل
رع ررلسع لارتعق ئ رلفولتيق ؽلتيازفلع زافلارع فيس ت.لأع لارعايءلإر لارتنؾلار يرولرعيفيؿلسع لبايضل
ل طي عرلاماؿمليار لارفن يؽلرعيفيؿلسع لتعي ؿلعنولتد رلتفي حلا ختدؿلفولع زافلارع فيس تم لف
عا لسع لارت خؿلارات العفلا نبلار يررمليىذال نولأفلتفي حلا ختدؿلعفلخدؿلىذالامسعيب لػلعاد لػل
س ا ؿلارتيازفلفولع زافلارع فيس تلن اع لسفلسعع تلر التعق ئ ر .ل
39
يتاب لارترابر لت ف لنيس ف لعف لار از لفو لع زاف لارع فيس تم لفين ؾ لساز لخر ؼ لعؤبت؛ل
لي ل ا العشادتلات اةم لمنول لت لأفل خترول لس يسازلات ال ائـ.لف ر ازلارخر ؼلارعؤبتل
ي يؿلعيعولف ئضلعؤبتلأ ض .ليىذالارنيعلعفلار ازليارر ئضل ل ست سولاتخ ذلإاااءاتلخ فرل
رعا فيتولمنولأعالطت و.لأع لار ازلارات الار ائـلفإنولسع لار اسلعفلذرؾل سيلإر لاتخ ذلإاا ٍل
اءل
ع لرعيّل لعنو لأي لإزارتو لاع م لمنو ل نو لي يث لنقص لعستعا لفو لأفيؿ لار يرر ليز ة لعستعاة لفول
خفيعي ملي ل عافلرع يررلأفلتسعحلت ستنزاؼلعياا ى لعفلارذىبليار عدتلامانت رمليىولارعياا ل
ارتولتيت اي ل ائع لرتدػط رلع لب لتت ػاضلرولعفلساػ زلعؤبتلأيلس اضلفولع زافلع فيس تي ملاذرؾل
فإفلار رـلارخ ااول(ار يؿلامخاة)ل ل سعحلتإبااضلار يررلإر لع ل لني رلروملي لتتاااـليقيبي ل
ارتا ا رلر ي لتدلي ي .ل ل
ت لىذا لارت ليض ح لرت ض لعفطعي ت لار دب ت لار ير ر لا بتف ر لارتو ل نفب لاىتع ـل
ارفن يؽلسع ي مليارتول لت لرن لعفلإ اااي لاق نين فلرريـلآر رلسعؿلارفن يؽمل عانن لاآلفلأفلنت أل
8ل -ل اااد لييؿ لا ر ر لع رار لا ختدؿ لفو لع زاف لارع فيس تك ل .لعيع لي فظ لست ه لاراىياف ل(ي) ل .لأيع لا عدمل
عاادلس تؽملصل118ليع لت ى .ل
40
ت ااسر لنظ ـ لارفن يؽ لي ؿ لس ا لارفاؼم لعاي اا لت رتنظ ـ لارق نينو لرعفن يؽم ليارتطياات لارتول
ريقت لتو لسياء لأا نت لعت عقر لتأىـ لت دت لنظ عو لامس سو؛ لأـ لن اعر لسف لتطي ا لآر ت لسععومل
رنفؿلأخ االإر لتق لي ـلأ ائولفولار دب تلار ير رلا بتف ر.
-2نظام الصندوق
ليرافلنظػاةلسعػ لنظػ ـلارفػن يؽلعنػذلنشػأتوليتػ لاآلفلتشػ الإرػ لأفلارفػن يؽلع ّػالتعػايعت فل
عتع زت فملإي اىع ل دعبلسع ي لنظ ـلاستقااالس الارفاؼ؛ليا ن تيع ل دعبلسع ي لنظ ـلارت ي ـ .ل
41
نظام استقرار سعر الصرف
ل تع لاستقااالس الارفاؼملارذولا ءتلتولاتر ب رلارفػن يؽملسعػ لارتيف ػؽلتػ فلنظػ ـلاتػ تل
سػ الارفػػاؼملينظػ ـليا ػرلسػ الارفػػاؼملعػػفلخػدؿلإتتػ علنظػ ـل ل اتػػتلف ػولسػ الارفػػاؼلتشػػاؿل
ائـملاع ل ل تقعبلتشاؿلياليفق لرع اضليارطعبلفولسيؽلارفاؼ.ل ل
ويتمثل نظام استقرار الصرف في النقاط اآلتية:
.1تي ػ لأسػ العختعػػؼلار عػػدتلسػػفلطا ػؽلتي ػ لارييػ ةلاريايػ ةلعػػفلسععػرلاػػؿل يرػػرملفػػولشػػاؿل
يزفلع ػ فلعػفلارػػذىبملأيلارػ ي الامعا اػولارع ػّلػاؼلىػيلذاتػولفػػولشػاؿليزفلعيػ لعػػفلارػذىبمليىػػيل
ع ػ ل طع ػػؽلسع ػػولس ػ الت ػ ػ ؿلار عع ػػر9ملار ػػذولىػػيلتعا ت ػػرلار ع ػػي لاررق ػلػاولت رنسػػترلرنظػ ػ ـلاس ػػتقااالسػ ػ ال
ارفاؼلفولارفن يؽملي ل عافلت رت رولأفل قيـلنظ ـلا ستقااالت يفلياي لس الارت ؿ.ل ل
-9لس الارت ؿلىيلب عرلاريي ةلارياي ةلعفلسععرلع ملع ت اا لسني لفولشاؿليزفلع فلعفلارذىبملأيلفولشاؿل
عق االع فلعفلار ي ااتلامعا ا رلذاتلاريزفلارعي لعفلارذىبلىولت رذاتملاع لا نتلس ا رلفولاميؿلعفل
ؿلازءالياي ال الامعا اولارذولا فلب ئع لفولذرؾلارت ا خملار ي الارذول
ل تعيزلس ـل.1944لي قف لت ر ي
عفلخعسرليادا فلازءالعفلاميب رل(أوكلامينفر)لعفلارذىب.لتع ن لأفلأيب رلارذىبلت ؿلخعسرليادا فل
ي اا.ليتذرؾل ايفلارذىبلىيلارق سـلارعشتاؾلر عدتلار يؿلامسض ءلفولارفن يؽملي لىيليي ةلارق سل
تطياات لعيعرم لي ث لتقاا لإرد ء لارس ال
ارتو لتي لىذه لار عدت ليفق لري .لت لأنو لعنذ لس ـ ل 1975لي ات ل ل
اراسعولرعذىبملارذولا فلب ليفؿلإر ل22ا43ل ي االرأليب رلارياي ةلنت ارلتخر ضلس الار ي الامعا اول
عات فلفولس عول 1971لي1973مليتذرؾلض ؼلار يالارذول قيـلتولارذىب لفولارنظ ـلارنق ولار يروملفضدل
سف لإرد ء ل ياه لايي ة لرق س لارق عر لفو لىذا لارنظ ـ .ليب لسعح لىذا لاإلاااء لعف لا نب لارفن يؽ لرع يؿل
لتق لي ـ لأاف تي لارذىت رم ل يف لأف ل نو لذرؾ لإرد ء لنظ ـ لأس ا لارت ؿ .ليرس ا لارت ؿل امسض ء لأف لت
ؿلر عع تلار يؿلامسض ءملىولامس سلارذول تع لسع ول أىع رلخ فرل اخؿلارفن يؽملمفلأس الارت
ر ةلإاااءلاريس ت تملتي ؼلتطت ؽلأيا ـلاتر ب رلارفن يؽ.ل ل
للللللل َالارع ةل3لعفلاتر ب رلارفن يؽ.ل ل
للللللل يتعتزـلار يؿلامسض ءلفولارفن يؽلت رعي فظرلسع لارتطت ؽلارر عولرس الارت ؿملارذولي تولر عدتي لف ع ل
ت عؽ لت رع عدت لارا ا ر لأي لاري ر رم لأع لارع عدت لاآلاعر لفإني لتخاج لسف لي ي لىذا لا رتزاـ لرف يترل
تطت قولف ي .ل
للللللل يتع لأفلارعطعيبلفو لنظ ـلاستقااا لارفاؼلر س لارات تلارعطعؽملفق لسعيتلاتر ب رلارفن يؽلتتقعبلس ال
لسفلس الارت ؿلإر ل ارت ؿلتي ي ل.%1لتؿلإفلارفن يؽلسعحلفولس ـل 1959ل تأفل ز ا لعق االا تت
.%2ل ل
42
.2ارسع حلتتد الأس الارفاؼليفق لرظايؼلار اضليارطعبملضعفلي ي لض قرلا ا .ل
.3تػ خؿلارسػػعط تلارنق ػرلفػػولاػػؿل يرػرملفػػولسػػيؽلارفػاؼلامانتػػوملسػػفلطا ػؽلفػػن ؽلاسػػتقااال
ارفاؼ10لتي ؼلس ـلتا يزلارتد الأيلارتقعبلفولأس الارفاؼلرعي ي لارض قرلارعذاياة .ل
.4ارتزاـلار يررلار ضيلفولارفن يؽلتا ؿلسععتي لب تعرلرعتيي ؿلإر لسعدتلار يؿلامخاة .ل
لإذالي ِاػ تلعتػػاااتلبي ػػرملتت عػػؽلت ػ ختدؿل
ُ .5ارسػػع حلتت ػ ؿلس ػ الارت ػ ؿلرع ععػػرلااتر س ػ ليانخر ضػ
ع زافلع فيس تلار يررلارع ن رملتشاطلعش ياةلارفن يؽليأخذلعيافقتو .ل
يتت ت الآخامل عافلارقيؿلإفلنظ ـلاستقااالارفاؼل ُ نػ لتا ػؿلأسػ الارفػاؼلعسػتقاةلسنػ ل
أسػ الت ػ ؿلار عػدتملخػػدؿلفتػاةلععتػ ةلير ػالعيػ ي ةلعػفلارػػزعفملعػدلإعاػ فلت ػ ؿلىػػذهلامسػ امل
إذالع ػ ل س ػػتلإر ػ لى ػػذالارت ػ ػ ؿلضػػاياةلس ػػدجلا خ ػػتدؿلفػػولع ػ ػزافلارعػ ػ فيس تملتع ػ ل ل تات ػػبلسع ػػول
ار خيؿلفوليعقرلعراررلعفلارتخر ض تلارعتت ررلياراأا رلمس الارفاؼ.ل ل
للللللل أع لت رنسترلرتي لأس الارت ؿلامير رلر عدتلار يؿلامسض ءلفولارفن يؽملف نتدولارترابرلت فلامسض ءل
امفع ف ليامسض ء لارعنضع ف .لفر ع ل ت عؽ لت مسض ء لامفع ف لا ف لعف لارعرايض لأف ل تـ لا تر ؽ لت فل
ارفن يؽل يىؤ ءلامسض ءلييؿلتي لأس السعدتيـملرافلارظايؼلارتولا نتلس ئ ةلرـلتسعحلتذرؾ.لرذرؾل
بتؿلارفن يؽلأس الت ٍؿ لريذهلار عدتلتت لمس الارفاؼ لارتولا نتلب ئعرلف د لفولذرؾلاريبتملعدل
تاؾ لارعا ؿ لعرتيي لرت ؿ لىذه لامس ا لفو لارعستقتؿ .لأع لف ع ل ت عؽ لتأس ا لارت ؿ لامير ر لر عدتل
لعيضيس لأس س لعفلعيضيس تلارعر يض تلارتولتااولت فل لىذهلامس ال امسض ءلارا ملفإفلتي
ار يؿلط رترلار ضي رليارفن يؽلبتؿلانضع عي لإر ولاسع .ل ل
لياالارزاي رلفولنظ ـلاستقااالارفاؼلارذولأت لتولارفن يؽملفإنول ل للللللل ينت ارلرنظ ـلس الارت ؿلارذول
سعح لرع يرر لار ضي لفو لارفن يؽ لتأف لتتاؾ لس ا لفاؼ لسععتي لس ئع م لتي ث ل تي ليفق لرقية لار اضل
يارطعب لفو لسيؽ لارفاؼ لامانتو .ليريذا لس اض لارفن يؽ لت ي ـ لار عدت لفو لارت ا رم لي س لار يؿ لإر ل
ت لار ير رلياز ى اى .ل ارتعسؾلتنظ ـلس الارت ؿلتيست نولارنظ ـلاريي لارق السع لضع فلاستقااالارعت
يب لا فلىذالاعولعيبؼلارفن يؽلبتؿليبيعلامزعرلارنق رلفولأيائؿلست ن تلارقافلار شا ف.ليتـلارتخعولسفل
نظ ـلأس الارت ؿلفولارت ؿلارا نول تر ب رلارفن يؽ .ل
10ل-لفن ؽلاستقااالارفاؼل(أيلفن ؽلعيازنرلارفاؼ)لىولارتولتن شئي لار يررلرتخر ؼلي ةلارتقعت تلفولأس ال
ارفاؼلسن ع لتتتدلار يررلنظ ـليا رلس الارفاؼملي ثل قيـلارفن يؽلتاف لارسيؽلت ر عدتلامانت رلأيل
اريطن رلارعطعيترملرعندلتقعت تلأس الفاؼلار عدتلتشاؿلات املأيلسع لامبؿلارتخر ؼلعفلىذهلارتقعت ت.ل
ااادلع لستؽلذااهلفولنظ ـليا رلس الارفاؼ .ل
43
ليت ػػذرؾل تػ ػ يلأفلنظػ ػ ـلاس ػػتقااالسػ ػ الارف ػػاؼلى ػػيلع ػػز لع ػػفلنظػ ػ عولاتػ ػ تلسػ ػ الارف ػػاؼل
ييا ت ػػو.ليبػ ػ لاس ػػتط علنظػ ػ ـلاس ػػتقااالسػ ػ الارف ػػاؼلأفل أخ ػػذلع از ػ ػ لارنظػ ػ ع فلاآلخ ػػا فمليأفل تان ػػبل
عس يئيع لإر لي لات ا .ل
سػ لنظػ ـلاسػػتقااالسػ الارفػػاؼلعنػػذلانطػػدؽلارفػػن يؽملسن ػ ع لبػػاالارعػػؤتعايفلفػػولتا تػػيفل
يي زلتضػػع فلارقياسػ ػ لارعش ػ الإر يػ ػ لأس ػػدهلفػػولاتر ب ػػرلإنش ػ ئو.لياس ػػتعالار ع ػػؿلتيػػذالارنظػ ػ ـملإرػ ػ لأفل
تتػ ػ رتلاميضػ ػ علار ير ػػرلياب ػ ػ مليتػ ػ أتلارػ ػ يؿلتياػ ػاهلت ػ ػ لس ػػنياتلبع ع ػػرلع ػػفلارت ػ ػ ؿلاميؿل تر ب ػػرل
ارفػن يؽلسػ ـل1971مل سنػ ع لأيبرػتلاري ػ تلارعتيػ ةلامعا ا ػػرلإعا ن ػرلتيي ػػؿلارػ ي ال(يايت ط ػ تل
ػتـلتقن ػ فلارتيػ ّػيؿلسنػػولني ئ ػ ملفػػولارت ػ ؿلارا ػ نولردتر ب ػػرل
اريايع ػ تلامخػػاةلت ر ػ ي ا)لإر ػ لذىػػبملر ػ ّ
ارعذاياةلس ـل1978ملإر لنظ ـلارت ي ـ.
ل
44
تعويم العمالت
لشػي لنظػ ـلاسػتقااالسػ الارفػاؼلارػذول ػ لاػيىالنظػ ـلتا تػيفليي زلتيػي لاػذا لفػولأيائػػؿل
سػت ن تلارقػافلار شػػا فملي ػثلتخعػػتلارتنػيؾلارعااز ػػرلسػفلعسػ ن ةلأسػ الارت ػ ؿلر عدتيػ لاريطن ػػرل
ػيةلساضػي ليارطعػبلسع يػ لفػولارسػيؽملف اترػدل
ل (اراسع ر)مليتااتلأس الفاؼلسعدتي لتيػ ليفقػ لرق
سػ الفػػاؼلار ععػػرلفػػولي رػػرلارز ػ ةلارنسػػت رلرعطعػػبلسع يػ لسعػ لساضػي ملي ػػنخرضلفػػولي رػػرلارز ػ ةل
ارنسػػت رلر اضػػي لسع ػ لارطعػػبل سع ي ػ .لفاػػأفلس ػ الفػػاؼلار ععػػرلأفػػتحلفػػولظػػؿلاميض ػ علارا ػ ةل
رع دبػ ػ تلار ير ػػرلارنق ػػرلط ف ػ ػ لسعػ ػ لس ػػطحلارعػ ػ ءل(أيلعائمااااًلسع ػػو)ملي عا ػػفلرعس ػػتياهلأفل اتر ػػدلأيل
نخرضليسػبلظػايؼلار ػاضليارطعػبملت ػ لأفلاػ فلىػذالارسػ الا تتػ لأيلع ػ لإرػ لاراتػ تلعػفلبتػؿ.ل
يرذرؾلاتخذلارنظػ ـلارػ يرولارنقػ ولارا ػ لاسػـلتعاويم العماالتمليىػيلفػولاريابػدلرػ سلسػيةلنظػ ـليا ػرل
س الارفاؼلأس سل.11ل ل
ليعػػدلذر ػػؾلف ػػإفل يالارفػػن يؽلف عػ ػ ل ت ع ػػؽلتنظ ػ ـلارف ػػاؼلأف ػػتحلعنػػذلإبػ ػااالارت ػ ػ ؿلاراػ ػ نول
تر ب رلارفن يؽلأاااليس س رملإذلأرق تلسع لس تؽلارفػن يؽلعسػؤير رلا ػ ةلتياػبلسع ػولعع اسػرل
اب ترلعش ةلسع لس س تلارفاؼلارتول عافلراؿلتع لأفل خت اى .ل
لي تيابلسع لار يررلار ضيلأفلتعتندلسفلارتدسبلتع ػ ؿلفػاؼلسععتيػ مليسع يػ لأفلتتػ خؿل
فولسيؽلار عدتلرعا تيػرلارتقعتػ تلر ػالارعسػتقاةلرع ػ تلفػافي .ليسعػ لارفػن يؽلأ ضػ لأفل تأاػ ل
عػػفلس ػ ـلياػػي لآا ػ الض ػ اةلأيلسػػعت رلن اعػػرلسػػفلىػػذهلارع ػ تمليأفل ضػػدلارض ػياتطليارع ػ الارتػػول
سػػتن لإر ي ػ لرتق ػ الذرػػؾ.ليتن ػ ءلسعػ لذرػػؾلفػػإفلإاااءاتػػولتيػػذالارف ػ لتتقػ لعانػػرلإر ػ لي ػ لع ػ ملذرػػؾلأفل
ارعت ئلارتولتتن ى ل نتدػولأفلتيتػاـلارس سػرلار عػرلرعتعػ افلامسضػ ءملاعػ لرػيلأفلسعػ لارفػن يؽلأفل
أخذلت ريست فلاريضدلارخ صلتاؿلتع .12ل ل
45
أو ًال -أوصاف التعويم:
لارت ي ـلنيس ف؛لت ي ـلنقوليت ػي ـلر ػالنقػو.لي اػيفلارت ػي ـلنق ػ لإذالرػـل تػ خؿلارتنػؾلارعااػزول
عطعق ػ لفػػولأس ػياؽلارفػػاؼلر ػ سـلفػػاؼلار ععػػرلاريطن ػػرلسن ػ لعسػػتيةلع ػ ف13؛لت نع ػ ل اػػيفلر ػػالنقػػول
سن ع ل ت خؿلارتنؾلارعاازولرعندلارتقعت تلفولارس العفلأفلتتا يزلي الع نل.14ل ل
13ل -ل ديظلي ر لأفلارفن يؽل يثلار يؿلسع لاتت علس سرلارت ي ـلارنقولر ةلتق عولنف ئيوليااش اتولرت ضل
ار يؿلامسض ءملي لس ع لارتع افلارن ع رلارتولتت اضلرف يت تلابتف رليخعؿلات الفولعياز فلع فيس تي .ل
14ل -ل عفلىذالارقت ؿلارنظ ـلارذولاتت تول يؿلعنطقرلارا ت فلاميايتوليىولفانس ملأرع ن ملإ ط ر ملتعا ا ملىيرن امل
لسيعتلىذهلار يؿلسعدتي لري ي لع نرلتي ثلا نتلارتنيؾليرياسعتياغلس ـل1972لتعيابلاتر ؽل"ت ؿ".لفق ّ
ارعااز رلتت خ ؿلرعندلتا يزلاري فلامسع ليام ن لارعذ فلسعحلتيع لا تر ؽلرعتقعبملعفلخدؿلارق ـلتشااءل
ار ي الامعا اولرعندلانخر ضلس اهلسفلاري ي لارعقااةملر اارلأفلارتنيؾلارعااز رلر يؿلارا ت فلاميايتول
اضطات لرشااء ل6ا 3ل عع ا ل ي ا لأعا او لفو ل يـ لياي لىي لاميؿ لعف لآذاا لس ـ ل 1973ليىذا لت رضتط لىيل
ارت ي ـلر الارنقو.لييؿلنظ ـلارا ت فلاميايتوملااادكل ل
للللللل .لعيع لخ ر لاريا اومل ار دب تلا بتف رلار ير رملارطت رلاري رلسشاةملعنشيااتلا ع رل عشؽمل2113مل
ص283ليع لت ى .ل
15لل-لارعا ؿلسع لارتػ ي ـلارعشػتاؾلىيلارقااالارذولاتخذتول يؿلارا تػ فلاميايتولفول/16ل 1973/3لت رق ـلتت ي ـل
عشتاؾلر عدتي ل يفلأولااتت طلت ر ي الامعا او.ل ل
16ل -ل ارعا ؿلسع لارت ي ـلارعستقؿلىيلع لف عتولفانس ل(ي يؿلأخاةلفولارتنظ ـ)لسن ع لتاؾلاررانؾلاررانسولتنظ ـل
ارا ت فلاميايتولس ةلعااتليأفتحلع يع لت ي ع لعستقدلأيلفا ملفول/19ل/1ل1974ليفول/3/15ل.1976ل ل
46
ت لا بتف ر لار ير رم لرذرؾ لا نت لاري ت لارعتي ة ليأيايت لاردات ر لسع لار ياـ لتع ان ل فو لارعت
ف سعرلفولتي لارنظـلار ير رلرعنق لسع لارارـلعفلتنيسي .ل
لأعػ لارتع ػ افلارن ع ػػرلفق ػ لا نػػتلعسػػتا ترلسع ػ لارػ ياـلرعػػنظـلارنق ػػرلار ير ػػرلفػػولي ػ ي لارتزاع تي ػ ل
ار ير رمليافلا نتلارسعرلار عرلرعنظـلارنق رلفولارتع افلارن ع رلع ررلإر لا سػتقاااملعػفلخػدؿلاتتػ عل
أسعيبلاراتط .17ل
ليعػفلاراػ الت رػػذاالأنػػوليفقػ لرعقػ نيفلارػ يرولفػإفلارعسػ ئؿلارعت عقػػرلت ر ععػػرلار ليطن ػػرملت ػ لعػػفل
ي ثلارعت ألضعفلا ختف صلار اخعولرع يررمليفق لرع لبضتلتػولارعياعػرلار ائعػرلرع ػ ؿلارػ يرولفػول
بضػ رلارػ يفلارفػات ر18مليا ْفلرػػـلت ػ لعسػػأررلتنظػ ـلار دبػ تلارنق ػػرلت رتس ػ طرلارتػػولا نػػتلسع يػ لفػػول
ارس ػ تؽملتػػؿلأفػػتيتلعيايعػػرلت رتػػأا ااتلار ير ػػرلتشػػاؿلات ػػا.19ليعػػدلذرػػؾلفػػإفلار ػ يؿلامسض ػ ءلفػػول
ارفػن يؽلتتتػػدلأسػ ر بل عاػػفلأفلتيػ فظلعػػفلخدريػ لسعػ لعفػ ريي لاريطن ػػرمل يفلأفلتخػؿلت رع ػ ال
ار ير ػػرلارتػػول راضػػي لارنظػ ـلامس سػػولرعفػػن يؽ.20ليعػػفلضػػعفلىػػذهلامسػ ر بملاتّتػ علنعػػيذجلارت ػػي ـل
ارعشتاؾملياتطلس الفاؼلار ععرلاريطن رملتس الفاؼلسععرلأيلسعدتلأخاة.ل ل
17ل -ل تعاؿلأسعيبلاراتطلفولب ـلار يررلار ضيلتاتطلس الفاؼلسععتي لاريطن رلتس الفاؼلسععرلأانت ر لأيل
عاعيسرلعفلار عدتلامانت رل(سعرلسعدت) .ل
18ل-لبااتل ارعياعرلار ائعرلرع ؿلار يرولأفلتنظػ ـلارنقػ لأيلار ععػرلاراسػع رملعػفلارعسػ ئؿلارتػولتقػدلفػولا ختفػ صل
ار اخعولرع يررلسن ع لبااتلفولبض رلار يفلارفات ركل ل
“…Generally accepted principle that a state is entitled to regulate its own currency”.
Permanent Court of International Justice, 1929, ser. A, No. 20, p. 44.
لللللللي ؤا لا نبلعفلاررقولأفلىذالاريؽل ع ّافلار يررلعفلإف االارنقػ مليتنظػ ـلت ايرػوملضػعفلإبعػ ـلار يرػرمليت ػ ؿل
س الارفاؼلفولظايؼلع نرملياب ترلارت عؿلتو.ليعفلن ي رلأخاةملفإفلامس سلا بتفػ ولريػؽلار يرػرلفػول
تنظػ ـلسععتيػ مل نسػػبلىػػذهلار ععػػرلإرػ لىػػذهلار يرػػرل يفلسػياى ملاعػ لأفلسػ الفػػاؼلار ععػػرل عاػػفلأفل ػػؤاالفػػول
ني رلامعالسع لارعف الا بتف رلرع يرر.لااادكل ل
FAWCETT, The International Monetary Fund and International Law, British Yearbook
of International Law, 1964, vol. 40, pp. 49 – 50.
19ل -لتع ن لعق ابملااادكل .لي زـلارتتديوملارنظ ـلا بتف ولار يرولارع فالعفلني رلاريابلار رع رلارا ن رل
إر لني رلاريابلارت ا ةملسعسعرلس رـلارع افرملابـل257ملأ ال2111ملصل151ليع لت ى .ل
20ل-ل فولاريابدملإفلع ل راضولارفن يؽلسع لامسض ءلىيلارت يفلعدلارفن يؽلي ثل" ت ي لاؿلسضيلت رت يفل
عدلارفن يؽليامسض ءلاآلخا فلسع لتيق ؽلتات ت تلفاؼلعنتظعرمليت س ـلنظ ـلعستقالمس الارفاؼمل
يسع لياولارخفيصل قيـلاؿلسضيلت آلتوك ل
47
يعػػفلشػػأفلىػػذالامسػػعيبلأفل يقػػؽلا سػػتقااالارنق ػ ومليا بتف ػ وملرع يرػػرلارتػػولتقػػيـلت ػاتطل
سععتي لتػأخاةمليفػولاريبػتلنرسػولفإنػول ضػدطلسعػ لار ععػرلارتػول ػتـلاتػطلار ععػرلاريطن ػرلتيػ ملععػ لبػ ل
ؤاالسعت لسع لابتف لار يررلارتولتايفلسععتي لى ف لرعاتط .21ل
أل– ل ارس ولرتيا ولس ستولا بتف رليارع ر رلنييلى ؼلتشا دلارنعيلا بتف ولارعنتظـلعدلاستقااالع قيؿلفول
امس املعدلعااس ةلاميض علارخ فرلرع ضي .ل
بل– لارس ولرت س ـلا ستقااالسفلطا ؽلتقي رلارظايؼلا بتف رليارع ر رلامس س رلارعنتظعرلي سـلنظ ـلنق ول ل
ؤ ولإر لاختد تلسشيائ ر .ل
جل–ل تانبلارتدسبلتأس الارفاؼليت رنظ ـلارنق ولار يرولتقف لعندلارتفي ي تلارر ررلفولع زافلارع فيس تلأيل
تقف لتيق ؽلع از لتن فس رلر الس ررلتا هلامسض ءلاآلخا ف .ل
ل–لاتت علس س تلفاؼلعنساعرلعدلا رتزاع تلارتول أخذى لار ضيلسع لنرسو" .ل
للللللليعفلعيات تلىذالارت يفلأفل تع لاؿلسضيلارفن يؽلتتات ت تلارفاؼلارتول زعدلتطت قي مليف ء لت رتزاع تول
آنررلارذاامليأفل تعدولفي االتأولتد ااتلتطاألسع لتات ت تلارفاؼلارخ فرلتو.لي ستط دلارفن يؽلأفل ضدل
تات ت تلس عرلرعفاؼل يفلأفل ي لعفليؽلامسض ءلفولأفل ايفلريـلتات ت تلفاؼل خت ايني لع ل اعتل
تنساـلعدلأرااضلارفن يؽمليرافلذرؾل يت جلرعيافقرل%85لعفلعاعيعلارقيةلارتفي ت ر.لي تير لارفن يؽل
اإلشااؼلسع لارنظ ـلارنق ولار يرولرعتأا لعفلس اهلتر ر رملاع ل تير لعاابترلتقّ لامسض ءلت رتزاع تيـلتيذال
ارخفيص.لي ع اسلارفن يؽلعاابترلي زعرلسع لس س تلأس الارفاؼلر ةلامسض ءل(فيولسعع رلاب ترل
ير ستلسعع رلفاضلس سرلع نر).لت لأفلارفن يؽل تتن لعت ئلعي ةلإلاش لاع دلامسض ء لتشأفلىذهل
ارس س ت.ليسع ل اؿلسضيلأفل زي لارفن يؽلت رع عيع تلاردزعرلرعق ـلتيذهلارعاابترملي تش يالار ضيلعدل
ارفن يؽلسن ع ل طعبلامخ الذرؾلتشأفلس سرلأس الارفاؼلر ةلار ضي.ل ل
للللللل َالارع ةل()4لعفلاتر ب رلارفن يؽ .ل
21ل -ل ديظ لي ر لأفلع ظـلار يؿلارتولتتتدلأسعيبلاراتطم لتقيـ لتاتطلسععتي لت ر ي ا لامعا اول(يأي ن لت عدتل
أخاةملأيلسعرلسعدت).ليب لا نتلاري تلارعتي ةلتساتلسفلإب اـلار يؿلسع لاتت علىذالامسعيبملمني ل ل
تستط د لػ لب نين لػ لأف لت اض لذرؾ لعف لن ي رم ليمني لا نت لتا لرع ي ا لأف ل ايف لار ععر لا يت ط ر لامير ل
راع دلار يؿلعفلن ي رل ا ن ر.لت لأفلاري تلارعتي ةلت أتلتستش العخ طالأسعيبلاراتطملسن ع ل تـلاتت سول
عف ل يرر لذات لبية لابتف ر لات اة .لف رف ف لػ ليىو لعف لارتع اف لارتو لت تع لي ر لأسعيب لاتط لسععتي ل( ياف)ل
ت ر ي الامعا اولػلنتيتلاري تلارعتي ةلإر لعخ طالاراتطملرع لستتولاتطلار يافلت ر ي العفلآا السعت رلفول
ا بتف لامعا اوملإذلأسيـ ل ارس الارعاتيطلتتشا دلت فؽلارسعدلارف ن رلإر لامسياؽلامعا ا رمليبعصلعفل
ياارلارف ااتلامعا ا رلإر لارسيؽلارف نوملي لس ع لفولاميب تلارتولتايفلف ي لارق عرلاريق ق رلرع يافل
أاتالعفلارق عرلارتول ي ى لار لي ا.ليب لأ ةلىذالامعالإر لنشيبلأزعرلت فلاري ت لارعتي ةليارف فملفول
ف ؼل 2115ملي ثلتط ربلاري تلارعتي ةلأفلتنيولارف فلسعع رلاتطلار يافلت ر ي امليأفلتتاؾلس اهلي اال
48
يياب ػ ػ لفػ ػػإفلارتع ػ ػ افلارن ع ػ ػػرمليعني ػ ػ لاا ػ ػػالعػ ػػفلار ػ ػ يؿلار ات ػ ػػرملتتتػ ػػدلي ر ػ ػ لنظع ػ ػ لعتنيسػ ػػرل
رعف ػػاؼ.22لياػ ػ فلرألزعػ ػ تلارنق ػ ػ رملارت ػػوليب ػػتلف ػػولارعاس ػ ػ ؾل()1994لي يؿلان ػػيبلش ػ ػابولآسػ ػ ل
()1997ليايس ػ ػ ل()1998ليارتااز ػػؿل()1999لت ػػأا العي ػػـلف عػ ػ ل ت ع ػػؽلت خت ػ ػ النظػ ػ ـلسػ ػ الارف ػػاؼل
علىذهلامزع تملظيالتيافؽلعت از لفولاآلااءلر ةلا بتف اتلارن ع ػرمليػيؿلاري اػرل
ل ارعدئـ.لفت ليبي
إعػ لإرػ لارت ػي ـلأيلا نتقػ ؿلإرػ لارػاتطلارعياػـ.لت ػ لأنػولب ّػؿلا ىتعػ ـلتتات تػ تلارػاتطلارعياػـلعػفلاػااءل
امزعرلاماانت ن رمليعفلاـلأفتحلاراأولارس ئ لي ر لىيلأفلز ةلارعاينرلفػولإ ااةلسػ الارفػاؼلعػفل
شأني لارعسػ س ةلسعػ لارتفػ ولرألزعػ تلارق عػرلعػفلارخػ اجملياريػ لعػفلامزعػ تلارعفػاف رملياإلسػي ـل
فولتيق ؽلا ستقااالارنق و .ل
ي عاػػفلرعفػػن يؽلأفل ع ػ اسلاب تتػػولسع ػ لارػ يؿلارن ع ػػرلتشػػوءلعػػفلارسػػييرر.لف تر ب ػ تلار ػ سـل
(أيلارتات تػ ػ تلا يت ط ػػر)لارت ػػول قػ ػ ى لع ػػدلى ػػذهلارتعػ ػ افلتتض ػػعفل يعػ ػ لإاػ ػااءاتلخ ف ػػرلتس سػ ػ تل
ارفػػاؼلرػ ي .ليسع ػ لىػػذهلارتعػ افلتشػػاؿل ائػػـلأفلتقػػيـلتتخر ػ ضلسػ الفػػاؼلسعدتي ػ ملفػػولي ػ فلأفل
ر تي ليفق لرظايؼ لار اض ليارطعبم لراو لتافد لسف لا ىؿ لار ي ا لارضدط لارش لارذو ل ستتو لار ياف .لياذال
ٍ
لأعاعر لأخاة لر يؿل ا نت لارف ف لعا ل لرو لأااه لفو لافض لأسعيب لاراتطم لفإف لعتااات لاتت ع لأسعيب لاراتط لفو
لس ا لفاؼل س ةم لع لزارت لب ئعرم لعع ل ا ؿ لارعر ضعر لت ف لبتيؿ لاراتط ليافضو لتيست نو لأسعيت لرتي
تل لار يرو .لف ن ع لتايف لار يرر لر ا لذات لتأا ا لات ا لفو لياـ لارعت ار ععرم لر ا لعيسيعر لسع لارف
ا بتف ر لار ير رم ل لتا لار يرر لارتو لتايف لسععتي لى ف لرعاتط لرض ضر لف ع لتقيـ لتو لار يرر لارتو لتاربل
ت ستعااالاتطلسععتي لت ر ععرلارعستي فرملمني ل لتشاؿلضدط لعؤا اا لسع لار ععرلاري ؼ.لفرولس ـل2114ل
يتارـلانخر ضلس الفاؼلار ي الارذولا فلى ف لرعاتطلعفلبتؿلار ن الارتيا نول(يسعدتلتع افلأخاة)ل
أفات لارتع اف لارع ن ر لسع لعت ت ر لاراتطم لعد لأف لارضاا لارذو لت اضت لرو لسعدتي لنت ار لانخر ض لس ال
فاؼ لار ي ا لا ف لعيقق .ليسع لارارـ لعف لعق اتي لسع لارتخعو لسف لأسعيب لاراتط لعف لأاؿ لارير ظ لسع ل
ارس ا لاريق قو لر ععتي م لفضعت لارتيا ف لا ستعااا لتأسعيب لاراتطم لعق ّ اة لأف لسعع ر لانخر ض لار ي ا لا فل
لأفل لتت خؿلرتد الامسعيبلارذولتتت ولارتيا فملر سلرض ؼلياـل ط ائ .لأع لاري تلارعتي ةلفا فلطت
ت لارتا ا ر لرعتيا ف لفيسبم ليانع لمف لعف لعفعير لاري ت لارعتي ة لاستعااا لارتيا ف لت إلتق ء لسع ل ارعت
أسعيبلاراتطلمفلار ععرلارتولانخرضلس الفافي ليق قرلىولار ي الامعا اولير سلار ن الارتيا نومليعفل
اـلفإفلى عشلا نخر ضلفولس الفاؼلار ي الامعا اومل تيعؿلازءالعنولار ن الارتيا نو .ل
22ل -لااادك لست لار عو لات عوم ليف ت رو لاااع انايم لاخت ا لنظـ لارفاؼ لفو لارشاؽ لاميسط ليشع ؿ لإفا ق م لعاادل
س تؽملصل2ملارا يؿلابـل .1ل
49
اب تػػرلارفػػن يؽلسع ػ لارتعػ افلارفػػن س رلتاػػيفلأبػػؿلف سع ػػرملي لس ػ ع لتعػػؾلارتػػولتاػػيفلسعدتي ػ لامااػػال
اسػػت ع ليامااػػالابتن ػ ءملي لس ػ ع لأفلىػػذهلارتع ػ افل لت ق ػ لاتر ب ػ تل سػػـلعػػدلارفػػن يؽملرػػذرؾل اترػػول
امخ التتذا اى لت يالسعدتي لفولتيق ؽلا ستقااالرعنظ ـلار يرولارنقػ ومليعػ ل اتتػولسع يػ لىػذالامعػال
عفلعسؤير ت.23
نظم الربط المحكم ،أو عدم وجود عممة رسمية ( 48بمداً أو :)%26 – 11
أ -عاادم وجااود عممااة رساامية مسااتقمة ( 41بمااداً):لتسػػتخ ـلإي ػ ةلار عػػدتلامانت ػػرلسععػػرل
اسع ر .ل
ب -مجاالس العمماة ( 7بمادان):ل ػنصلارقػ نيفلسعػ لسػ الفػاؼلا تػتمليتػتـلتدط ػرلأعػياؿل
ارتنؾلارعاازول(ارتولتسػع لأ ضػ لت رق سػ ةلارنق ػر)لتدط ػرلا ععػرلت مفػيؿلامانت ػر.لي ل فػ الارتنػؾل
ارعاا ػػزولار عع ػػرلارعيع ػػرلإ لعق ت ػػؿلعش ػػتا تلار عع ػػرلامانت ػػر.لي يظ ػػالإبػ ػااضلاريايع ػػرلع ػػفلارتن ػػؾل
ارعاازومليس ةلع ل قتفػالعقػ االارػ سـلارعقػ ـلرعتنػيؾلارتا ا ػرلفػولامزعػ تلسعػ لار ازئػ لعػفلامفػيؿل
امانت رلارعستخ عرلرتدط رلأعياؿلارتنؾلارعاازو .ل
50
النظم الوسيطة ( 98بمداً أو :)%54 – 21
أ -ترتيبات تقميدية أخرى لمربط الثابت ( 42بمداً):ل ي فظلارتنؾلارعااػزولسعػ لسػ الفػاؼل
ا تػتملسػفلطا ػؽلارتػ خؿلفػولسػيؽلارفػػاؼلامانتػومليتي ػ لأسػ الارر ئػ ةلسعػ لتسػي دتو.ليتتتػ فل
اارلا رتزاـلاراسػعولتػنظـلارػاتطلارا تػتلتػ فلارتعػ اف.ل ليفػولع ظػـلاميػياؿل طعػؽلسعػ لىػذهلارتات تػ تل
اسـلاراتطلارعاف .ل
ب -أسااعار الصاارف المربوطااة فااي حاادود نطاقااات تقمااب أفقيااة ( 5بماادان):ل ي ػ فظلارتنػػؾل
ارعااػػزولسع ػ لس ػ الارفػػاؼملضػػعفلنط ػ ؽلتقعػػبلع عػػفلسػػعر ملعػػفلخػػدؿلارت ػ خؿلفػػولسػػيؽلارفػػاؼل
امانتػػومليتي ػ لأس ػ الارر ئ ػ ةلسع ػ لتسػػي دتو.ليتتت ػ فل ااػػرلا رت ػزاـلاراسػػعولتنط ب ػ تلارتقعػػبلت ػ فل
ارتع اف .ل
ج -نظم الربط المتحرك ( 5بمدان):ل عفلارتنؾلارعاازولسعر لع ػ لرخرػضلسػ الارفػاؼمل
فػػولشػػاؿلابػػـلا تػػتملي ػ سـلعس ػ الس ػ الارفػػاؼلارع عػػفلسػػعر لت رت ػ خؿلفػػولسػػيؽلارفػػاؼلامانتػػومل
يتي لأس الارر ئ ةلسع لتسي دتو.ليتتت فل اارلا رتزاـلاراسعولتيذهلارس سرلت فلارتع اف .ل
د -أسعار الصرف المربوطة ضمن نطاقات تقمب متحركاة ( 5بمادان):ل عػفلارتنػؾلارعااػزول
سػػعر لع ػ ل يا ػ لرخرػػضلس ػ الارفػػاؼلارعااػػزولفػػولشػػاؿلابػػـلا تػػتملي ي ػ فظلسع ػ لس ػ الارفػػاؼل
ارر عولضعفلنط ب تلتقعبلع عنرلسعر ملت يالييؿلارس الارعاازوملعفلخدؿلارتػ خؿلفػولسػيؽلارنقػ ل
امانت ػػوليتي ػ ػ لأسػ ػ الارر ئػ ػ ةلسعػ ػ لتس ػػي دتو.ليتتتػ ػ فل اا ػػرلا رتػ ػزاـلاراس ػػعولتي ػػذهلارس س ػػرلتػ ػ فل
ارتع اف .ل
هااا -التعااويم الموجااو باادون مسااار معماان ساامفاً لسااعر الصاارف ( 46بمااداً):ل ل عتػػزـلارتنػػؾل
ارعااػػزولتػػأولىػ ؼلرسػ الارفػػاؼمليرانػػول عيػ لتػػأا التذتػػذت تلسػ الارفػػاؼلعػػفلخػػدؿلارتػ خؿلفػػول
سػػيؽلارفػػاؼلامانتػػومليتي ػ لس ػ الارر ئ ػ ةلسع ػ لتسػػي دتو.ليتقػػيـلت ػػضلارتنػػيؾلارعااز ػػرلتتيا ػػول
س الارفاؼلريع رلارق اةلارتن فس رلسع لارع ةلارعتيسط .ل
ل
ل
51
التعويم المستقل ( 36بمداً أو :)%22 – 31
عتندلارتنؾلارعاازولسفلارتػ خؿلفػولسػيؽلارفػاؼلامانتػوملي يػ لأىػ اف لرس سػتولارنق ػرمل
استن الإر لظايؼليخ ااتلعيع ر .ل
أسئمة:
-ساؼكلس الارفاؼل –لع زافلارع فيس ت.
-ىؿل عافلار ي ةلإر لنظ ـلات تلس الارفاؼملياب ليب نين ؟
-ع لارعقفي لت رت ي ـلارعشتاؾ؟لاذاالعا لسع و.
-ع لارعقفي لت راتطلارعياـ؟
52
الوحدة التعميمية الخامسة
الكممات المفتاحية:
تقديم التمويل – موارد الصندوق – المخزون الذهبي – اتحاد الذهب – السوق المزدوجة للذهب – الدور
النقدي للذهب -حقوق السحب العادية – حقوق السحب الخاصة – اتفاقات الدعم – السيولة الدولية.
الممخص:
م ننن ب ننرز م ننام الص ننندوق تق ننديم تموي ننل لل نندول ااعد نناعل لمس نناعدت ا عل ننا تص ننحي ا خ ننت ل نني من نوازين
لصننعوبات م قتننةل عذ يحننق للنندول ااعدنناع نني هننذ الحالننةل ن تلج ن علي ن طلب ننا منند وعات ال عننندما تتعننر
ل سنتعانة بمنوارد .وتتلنمل منوارد الصنندوق منن سنبل عديندةل هم نا حصنع الندول ااعدناع ني الصننندوقل
وقيامن ببين جننزع النندول ااعدنناع لعم ت ننا و عمن ت دول خننر مننن بعن واممانيننة لجوئن علننا ا قتن ار
مننن حيازت ن الذهبيننة .وو قننا للمننادة 2/5مننن اتفاقيننة الصننندوق ننان مننن و ننائق ااخيننر ن يقنندم للدولننة العدننو
بننناع علننا طلب ننا وحنندات حقننوق السننحب الخاصننة و عمن ت النندول ااخننر ل مقابننل تقننديم ا لعملت ننا الوطنيننة.
لص ننعوبات نني مين نزان م نند وعات ا ن تلجن ن عل ننا من نوارد وه ننذا يعن نني ن م ننن ح ننق الدول ننة العد ننو الت نني تتع ننر
لمواج ننة هننذ الصننعوباتل عننن طريننق لنراع مميننة مننن عمن ت النندول ااخننر ااعدنناع نني الصننندوقل مقابننل
عملت ا الوطنية .وتلتنزم الدولنة العدنو بن ن تعيند لنراع عملت نا الوطنينة منن الصنندوق ني المسنتقبل بمقندار د
مننا الننترت بن عمن ت النندول ااخننر .ومننن ااسنناليب التنني تننم تطويرهننا داخننل الصننندوق عممانيننة عبنرام اتفاقننات
دعننم بننين الصننندوق و عدننائ تسن ي لعمليننات السننحبل و صننب هننذا النننو مننن ا تفاقننات بم ابننة لن ادة حسننن
سننلو .لمننن التطننور اابننرز يتم ننل بابتنندا وحنندات حقننوق السننحب الخاصننة بليننة عيجنناد حننل لنننقع السننيولة
الدولية لد الصندوق.
53
األهداف التعميمية:
-تودي النلاطات التمويلية للصندوق.
-تعريق الطالب علا اازمات ا قتصادية التي حاطت بعمل الصندوق وميفية عيجاد الحلول ل ا.
-المل ننق ع ننن الطبيع ننة القانوني ننة للتموي ننل ال ننذي يقدمن ن الص ننندوق اعد ننائ عن نندما يج ننرون س ننحوبات
اعتيادية.
يمنا بعند ني صنلب الن نام -التعريق باتفاقات الدعم موسنيلة طورهنا مجلنس المنديرين التنفينذيين لتترسن
القانوني للصندوق.
54
يمارس الصندوق م مات طبقا تفاقية عنلائ ل ومن برز هذ الم ام تقديم تمويل للدول ااعداعل
لصعوبات م قتةل عذ يحق للدول لمساعدت ا علا تصحي ا خت ل ي موازين مد وعات ال عندما تتعر
ااعداع ي هذ الحالةل ن تلج علا الصندوق طلبا ل ستعانة بموارد .
وتتلمل موارد الصندوق من سبل عديدةل هم ا حصع الدول ااعداع ي الصنندوقل والزينادة التني
تطننر علننا هننذ الحصننع عدننا ة علننا الم نوارد الخاصننة بالصننندوق مالعمولننة التنني يحصننل علي ننا مننن النندول
عنندما تسننتفيد منن منوارد والعمولنة التنني يحصننل علي نا عننندما يتعامنل من هننذ الندول نني النذهب بيعننا ولنراع
د ن عننن الفائ نندة التنني يحصننل علي ننا نتيجننة اسننت مار مئ ننات م يننين ال ندو رات بال ننذهب نني ذونننات الخ ازن ننة
الندول ااعدناع لعم ت ننا منن بعن اامريمينة .يدناق علننا ذلن عممانينة لجننوع الصنندوق ذاتن علننا ا قتن ار
وقيام ببي جزع من حيازت الذهبية.2 1
و عم ت دول خر
تلطي ا موارد - 1استخدم الصندوق هذا ااسلوب اول مرة ي عام 1962تحسبا لمواج ة طلبات سحب م مةل
من عحد علرة دولة .م لج علا عقد اقترادات جديدة بعد ا عتيادية .ول ذا عقد الصندوق اتفاقيات عامة ل قت ار
الصند وق ما قيمت سبعة مليارات وحدة حقوق سحب خاصة من ست علرة دولةل زمة النفط لعام 1973ل حيث اقتر
غلب ا مصدر للنفطل من عم ت هذ الدول و عم ت خر .و ي عام 1979حصل الصندوق علا تس ي ت
عدا ية من 14دولة عدول قام ي ا الصندوق بدور الوسيط .ومنذ بداية مانينيات القرن المادي صبحت السعودية
ودعا خاصا ي .لمزيد من التفصي تل راج :ميليل لو رل مرج سابقل دائنا رئيسا للصندوقل و خذت بذل
ع.83–88
الدائمننةل سنتخدام ا عننند الحاجننة لمواج ننة ي ويممنن القننول عن لنند الصنندوق حاليننا مجمننوعتين مننن اتفاقنات ا قتن ار
ت ديد للن ام النقدي الدولي:
ي نا حند علنر ملنترما حمومنات مجموعننة )GABالتني تنم عنلنا ها ني عنام 1962ويلنار ا تفاقنات العامنة ل قتن ار
البلدان الصناعية العلر و بنوم ا المرمزيةل وسويسرا).
ي ا 25بلدا وم سسة. )NABالتي تم استحدا ا ي عام 1997ويلار ا تفاقات الجديدة ل قت ار
مننا يصنل علننا 34بلينون وحنندة حقنوق سننحب خاصننة وبموجنب مجمننوعتي ا تفاقنا ت هنناتينل يتناح لصننندوق النقند النندولي اقتن ار
حوالي 46بليون دو ر مريمي).
- 2سم للصندو ق ببي سدس مخزون من الذهب ي سواق التعاملل وقد دت المزادات الل رية التي بد ت عام 1976ل
مقدار 7ر 3مليار وحدة ائ واستمرت رب سنوات تاليةل علا بي ما يقرب من 888طنال ونتج عن عملية البي
حقوق سحب خاصةل تم تحويل % 28من ا مبالرة علا البلدان الناميةل حسب نسبة حصة مل من ا ي الصندوقل بينما
) الباقي ومقدار %72علا ستين بلدا قي ار .راج ل ميليل لو رل المرج نفس ل ع .83 تم عق ار
55
رسميال م ل زات عنيفة علا ن تم عن ا الذهب دو ار مبي ار ي الن ام النقدي الدوليل ولمن دور تعر وقد د
التعديل ال اني تفاقية الصندوق ي عام . 1978وإلعطاع نبذة عن دور الذهب ي الن ام النقدي الدوليل يممن القول
عن الع قات النقدية الدوليةل تميزت بتطبيق قاعد ة الذهب ي القرن التاس علر و وائل القرن العلرينل من خ ل اتبا
قاعدة بات سعر الصرقل ما بين عم ت مختلق الدول التي اتبعت هذ القاعدةل مانت هذ العم ت ذات ا ذهبا
مان الذهب محور ا رتماز متداو ي صورة مسمومات و سبائ ل و وراقا نقدية قابلة للتحويل علا ذهب .وبذل
ينيات القرن العلرينل م للن ام النقدي الدوليل ي ل قاعدة الذهب .وعندما انت ا ن ام قاعدة الذهب ي وائل
انت ت الحرب العالمية ال انيةل وقام ن ام بريتون وودز ي تموز 1944ل ولم يعد الذهب عملة و نقودا متداولةل ّل
للذهب برغم ذل ل دور نقد ي ي دي ي الن ام النقدي الدولي الذي قيم ي بريتون وودزل ي ن ام استقرار سعر
الصرق .وقد استند دور الذهب ي الن ام النقدي الدولي علا ساسين جوهريين:
ول مال هو مون الذهب وحدة قياس قيم العم ت الوطنية للدول ااعداع ي الصندوقل نتيجة لتعريق الوحدة من
العمل ة الوطنية ي لمل وزن محدد من الذهبل ومن ل ن ذل عقامة من موحد للذهب النقديل تعبر عن هذ العم ت
المختلفة .و بد من احترام هذا السعر الموحد و السعر الرسمي للذهبل ي تعامل الدول م بعد ا و م الصندوقل
ليتسنا لن ام استقرار سعر الصرق ن يسير علا نحو عادي و عال.
و اني مال هو استمرار الو يات المتحدة القائم منذ 1934/1/31بقبول طلبات الحمومات والبنو المرمزية ااجنبية
علا ساس سعر ابت مقدار 35دو ار وال يئات الدولية بتحويل الدو ر اامريمي علا ذهبل و بالعمسل وذل
ور ع بارة "ا حتياطيات من الذهب والدو ر" ي البيانات الرسمية للدولل ان ا هذا ا لتزام علا لألونصة .وقد د
مانت تن ر علا الدو ر م ن الذهبل وتتعامل ب علا هذا ااساس.
ومان ااساس القوي الذي م ّمن الو يات المتحدة من اإلبقاع علا قابلية الدو ر للتحويل علا ذهبل باإلدا ة علا سيطرة
ا قتصاد اامريمي داخل ا قتصاد العالميل هو المخزون الدخم من الذهب لدي ال والذي بلغ ي ن اية 1949حوالي
788مليون ونصةل قيمت ا 5ر 24مليار دو رل وتم ل حوالي %78من الذهب النقديل ي من حيازة الذهب لد
الحمومات والبنو المرمزية خارج المعسمر ا لترامي .وب ذا عرق عالم ما بعد الحرب العالمية ال انية مبالرة قاعدة
الدو رل و صب هذا الدو ر من الناحية العملية محور ا رتماز ي الن ام النقدي الدولي لذل العالمل م م ح ة ن
هذا الدو ر هو القابل للتحويل علا ذهب و قا لسعر الرسميل ي 35دو ار لألونصة الواحدة.
راج حول تاري الدو ر اامريميل ودور ي الن ام ا قتصادي العالمي:
جان دنيزتل الدو ر :تاري الن ام النقدي الدوليل ترجمة هلام متوليل دار ط سل ط1ل .1989
وبما ن الدو ر القابل للتحويل علا ذهب علا ساس سعر الرسمي ال ابت مان محور ا رتماز للن ام النقدي الدولي
الذي قيم ي بريتون وودزل قد ترتب علا هذا ن ارتبط الن ام بالذهب .ونتيجة لألحداث التي عصفت بالدو ر
اامريمي ي واخر ستينيات القرن العلرين و وائل سبعينيات ل قد ت ر الدور النقدي للذهب ي ن ام بريتون وودز .وقد
تم لت تل ااحداث باآلتي:
و -عن اع قابلية الدو ر للتحويل علا ذهب بتاري .1971/8/15
قيمة الدو ر بالنسبة للذهب بتاري .1971/12/18 انيا – تخفي
56
قيمة الدو ر مرة خر بتاري .1973/2/12 ال ا -تخفي
ومق عن
ّ وقد انت ت هذ اازمة بان يار ن ام بريتون وودزل ومن م ان الذهب قد الدور الذي دا ي ذل الن امل
القيام ب ي و يفة "رسمية" ي الن ام النقدي الذي قام بعد ن ام بريتون وودز .ما ميفية عن اع دور الذهب ي الن ام
النقدي الدوليل قد مرت ب ث مراحل:
مجمع) الذهب (تشرين الثاني :)1691 المرحمة األولى ،إنشاء اتحاد (أو ّ
استمر الود من حيث عبدال النقود بالذهب بعد الحرب العالمية ال انية حتا عام 1968ل واستمرت سوق لندن بصورة
خاصة تقدم الذهب مقابل النقود القابلة للتحويلل و سيما مقابل الدو ر اامريمي .وبقي سعر الذهب ي السوق الحرة
ابتا عند سعر الرسميل ي 35دو ار لألونصةل وذل دون تدخل من السلطات النقدية ي ي دولة .ومانت التموجات
الخفيفة ل ذا السعر ي ااسواق يتم تعديل ا عن طريق عمليات التسوية التي مان يقوم ب ا مصرق عنجلترال الذي يعر
ي ي سوق ي بط ي ا هذا السعر .وم بداية عام ي ا سعر ل ويلتري من عاردي الذهب لتموين ي سوق يرتف
1968بد ت التليرات المبر بالنسبة للدو ر اامريمي والذهبل والن ام النقدي الدولي عموما .قد استمر العجز ي
ي قيمة الدو ر اامريمي ي ميزان المد وعات اامريميل وانتلرت لائعات ي وروبا باحتمال حدوث تخفي
المستقبل القريب .واول مرة سجلت قيمة اارصدة الدو رية زيادة عن قيمة رصيد الو يات المتحدة من الذهب 7ر18
مل ذل علا حدوث موجة قوية ي ارتفا سعر مليار دو ر مقابل ما قيمت 8ر 17مليار دو ر من الذهب) .و د
الذهبل حيث وصل علا 41دو ار لألونصة الواحدة ي تلرين ااول .1968وقد ادطر مصرق عنجلت ار ن يطلب
من بن ا حتياط الفيدرالي ج ا ز اإلصدار ي الو يات المتحدة) عقامة "جسر تموين" بالذهب بين ما .و ي ن اية العام
علا 588مليون ونصة قيمت ا 5ر 17مليار دو ر .و ي المذمور مان مخزون الذهب ي الو يات المتحدة قد انخف
اال ر ااخيرة من عام 1961سارعت الو يات المتحدة علا تجمي البنو المرمزية لسب دولل هي :عنجلترال رنسال
لمانيال هولندال بلجيمال عيطاليال وسويس ار م بن ا حتياط الفيدرالي بنيويور ل وحملت م علا ا تفاق غير الرسمي علا
المجم علا المحا ة علا سعار الذهبل دمن ما سما م سسو هذا
ّ مجم الذهب .وي دق هذا ا تحاد و عنلاع ّ
ا تحاد بن "الحدود المعقولة"ل وقد خذ علا عاتق م مة ت بيت سعار الذهب عن طريق عرد ولرائ ي السوق الحرة.
قد تممن هذا ا تحاد ي لباط 1962بعرد للذهب ي سواق لندن من ن يحول دون ارتفا سعر ل لم وع
التاري وحتا 1968/3/15مبلغ 28ر 35دو ار .ما يتجاوز سعر ااونصة الواحدة من الذهب الخالع منذ ذل
ِ
الملترمة ي هذا ا تحادل وتتحمل الذهب الذي مانت تحتاج عمليات البي هذ ل قد خذت تقدم مصارق اإلصدار
يما بين ا و قا لمعدل متفق علي ل ومان بن ا حتياط الفيدرالي ي الو يات المتحدة هو الذي يتحمل الجزع اامبر من .
وبما ن هنا ص ت و يقة بين سوق الذهب ي مل من باريس وزيوري وبرومسلل ومذل بين هذ ااسواق وسوق
الذهب ي لندنل ان عمليات ت بيت السعر ي بورصة الذهب بلندن مانت ما ية لجعل هذا الت بيت يمتد علا هذ
ي سعر الذهب ي حد هذ ااسواق علا ما وق 28ر 35دو ار لألونصة مان ااسواق ااخر ل عذ عن ي ارتفا
تقدي علا هذا ا رتفا .بيد ن زمة السوقل وهذا ي دي علا زيادة عر يمفي نتقال الذهب من لندن علا تل
خطيرة نلبت ي واخر عام 1967و وائل عام 1968حيث ان الت طلبات مبيرة علا الذهب ي سواق المختلفةل و
مدخرين ومداربينل صمد اتحاد الذهب ي وج هذ ال اهرة ي
سيما سوق لندن .ومانت هذ الطلبات صادرة عن ّ
57
تحمل هذ
بداية اامرل وحال دون ارتفا سعر الذهبل بيد ن ي 1968/3/15وجد من المناسب ن يتوقق عن ّ
المجم ي جلسة طارئةل عقدت بذل التاري ي نيويور ل
ّ العمليةل اجتم مم لو مصارق اإلصدار التي يت لق من ا
مجم الذهبل و قاموا ما ُيعرق بن "السوق المزدوجة للذهب".
ّ م صدروا ي 1968/3/17بيانا ملترما للوا بموجب
المرحمة الثانية ،السوق المزدوجة لمذهب (آذار :)1691
علنت الحمومة اامريمية ن ا ستستمر ي بي ولراع الذهب بسعر 28ر 35دو ار لألونصة الواحدةل ولمن ا مدت ن ا
لن تقبل التعامل ي البي واللراع ع م السلطات النقديةل ي م مصارق اإلصدار البنو المرمزية)ل و دا ت ن ا
لن تبي الذهب حتا علا مصارق اإلصدار التي ترغب بلرائ ل عذا مان ت هذ المصارق تريد لراع لبيع علا اا راد
عن الذهب الذي باعت و تبيع ي ااسواق. ي ااسواقل و للتعوي
مجم الذهبل آنق الذمر) بعدم استعمال
ومذل قد تع د حمام مصارق اإلصدار التي يت لق من ا ا تحاد اتحاد و ّ
الذهب المتوا ر لد هذ المصارق لتموين السوق الخاصةل و لتلبية طلبات اا راد وقرروا ي الوقت نفس ن
علنوا ن م لن ا حتياطي الذهبي المتوا ر لد هذ المصارقل هو احتياطي ماق ل ستعما ت النقدية المصر يةل لذل
يلتروا الذهب ي المستقبل من المنتجين .وهمذا تم التفريق بين ما يممن ن يسما "الذهب النقدي"ل وما يممن ن
يسما "الذهب الصناعي" .الذهب الننقدي هو الموجود بتاري البيان ي 1968/3/17ي قبية مصارق اإلصدارل
و ابت بمعدل 28ر 35دو ار لألونصةل مما ن سعر بالنسبة علا النقود ويمتاز ب ن مميت محدودةل وسعر مفرو
ااخر يحسب استنادا علا هذا المعدلل والا سعار تل النقود المصرح عن ا علا الصندوق .ما الذهب الصناعيل
و الذهب الذي مان بتاري 1968/3/17خارج قبية مصارق اإلصدارل ومميت تزداد حتما مل سنة بسبب ما تنتج
ي ااسواق .وتداول الذهب الصناعي ي ل ح ارل والمباد ت التي تجري علي تتم ب سعار مناجم الذهب وتلقي
صب الذهب الصناعي مجرد تخد لترتيبات و تن يمات خاصة ب ال و اي تدخل ي بت ا و يدبط ا .وبذل
بداعة م ي معدن و عنتاج زراعي و صناعي آخرل و يخد سعر حتا علا الرقابة والدوابط التي تدع ا رابطات
المنتجينل مما هي الحال ي سعر النيمل و االمنيوم .وان هذا الذهب هو الذي تتج علي طلبات المدخرين ل حتفا
ب لمجرد مون ما ذا قيمةل مما هو ل ن ا حتفا بالمجوهراتل و غيرها من السل ذات القوة اللرائية المبيرة .وان
تقدم علا لراع اإلنتاج الجديد من الذهبل و وتقيد مصارق اإلصدار ع بتع دها ب ن
استمرار هذا الن ام الجديدل ّ
علا بي الذهب الموجود لدي ا علا اا رادل يجعل سعار الذهب الصناعي تتحدد نتيجة الع قة التي ستقوم بين بائعي
المنتجين ل ل وبين طالبي من مدخرين وصناعيين وتجار مداربين.
وقد مانت الو يات المتحدة تقق بمل قوة واصرار وراع ااحداث النقدية المتتاليةل التي خرج ب ا الذهب ليئا ليئا من
الن ام النقدي الدوليل والتي دت ي آخر المطاق علا ود ن اية رسمية) لدور الذهب ي هذا الن ام .ولم يد
الو يات المتحدة علا اتخاذ هذا الموقق سو ليع واحد :هو حماية الدو ر .ومانت الوسيلة علا تحقيق هذ اللاية هي
عزالة ارتباط الدو ر بالذهب نتيجة لقابليت للتحويل علا ذهب من ناحيةل واللاع مل سعر رسمي للذهب من ناحية خر ل
نسفا ل ألساسين اللذين يستند علي ما دور الذهب ي الن ام النقدي الدولي .ما ما اتخذت الو يات المتحدة ب ذا
الخصوعل يممن تتبع باآلتي:
58
ي واخر الستينياتل بعد ن وجدت ن رصيدها من عن الو ي ات المتحدة لم تنقلب علا الذهبل وعلا دور النقدي ع
الذهب لم يعد سو 388مليون ونصة ي آذار 1968ل ي حوالي %25من عجمالي الذهب النقدي ي العالم.
ي 18آذار 1968صدر المونلرس اامريمي ق ار ار يقدي باللاع نسبة ا حتياطي النقديل وقدرها %25ل التي مان بن
ا حتياطي الفيدرالي يلتزم ب ا عند عصدار لألوراق النقدية.
رنسال موا قت ا علا عدم و ي التاري نفس استطاعت الو يات المتحدة ن تنتز من البنو المرمزية اللربية ما عدا بن
مطالبت ا السلطات النقدية اامريمية بتحويل رصدت ا من الدو رات علا ذهب ع عذا مانت هنا حاجة ملحة علا هذا
التحويل.
و ي 15آب 1971وقفت الو يات المتحدة التزامات ا بقبول طلبات الحمومات والبنو المرمزية ااجنبية وال يئات الدولية
تحويل الدو رات التي تحوزها علا ذهب.
و ي الفترة من آذار 1968وحتا ن اية عام 1973ارتف سعر ااونصة علا 48دو ارل م علا 42دو ارل م هبط سعر
ي عام 1971وبلغ 44دو ارل و ي عام 1972وصل 68دو ار الطبيعي ي عام 1978ل م اتج نحو ا رتفا
ال اني للدو ر اامريمي ي لباطل واصل سعر ااونصة ارتفاع حتا لألونصة .و ي عام 1973ل وعقب التخفي
وصل علا 138دو ار ي لباط.
تجمدت اارصدة الذهبية التي تمتلم ا السلطات النقدية الرسمية ي مل دولةل وماد ن يتوقق وخ ل الفترة المذمورة ع
تماما مل دور للذهب ي تسوية المد وعات ما بين البنو المرمزية.
و ي 1973/11/12ودعت ن اية للسوق الم زدوجة للذهبل وذل عندما اتفقت الو يات المتحدة وبريطانيا و لمانيا وهولندا
عقد محا و بنوم ا المرمزية ي مدينة بال بسويس ار علا عللاع اتفاق وبلجيما وايطاليا وسويس ار ي اجتما
.1968/3/17
وباللاع السوق المزدوجة للذهب ي تلرين ال اني 1973هذا اإلللاع لم يمن سو تحصيل حاصلل قد تجاوزت
ي الواق ل منذ آذار 1968ل و ي القانونل منذ آب 1971ل ي سوق ااحداث ن ام السوق المزدوجة ولم يعد هنا
رسمية للتعامل بالذهب ما بين البنو المرمزية) استردت مل دولة حريت ا ي بي ما تلاع من احتياطيات ا الذهبية
الرسمية ي السوق .وتجل ت حقيقة ساسية من حقائق الع قات النقدية الدولية ي ذل الوقتل وهي ن لم يعد للذهب
سو سعر واحد هو سعر السوق الحرة.
المرحمة الثالثة ،النهاية الرسمية لمدور النقدي لمذهب (نيسان :)1691
اتخذت هم التطورات التي حد ت بالنسبة لود الذهب ي الن ام النقدي الدولي بعد عللاع ن ام السوق المزدوجة
للذهب ي تلرين ال اني 1973ل وقبل اللرو ي عجراعات التعديل ال اني تفاقية الصندوق اتجاها واحدال هو ا بتعاد
البنو المرمزية عن سعر الرسميل وا قتراب ب من سعر السوقل تم يدا إلللاع السعر بسعر الذهب النقدي لد
الرسمي ملية ي وقت حق .وقد بللت مميات الذهب التي تحتف ب ا البنو المرمزية خارج الدول ا لترامية وبن
التسويات الدولية حوالي 1288مليون ونصة.
59
في 23نيسان 1974اتفق وزراع مالية دول الجماعة ا قتصادية ااوروبية علا السماح للبنو المرمزية بتسوية حسابات ا
لمن ي واق اامر لم تتم ي عملية تسوية ما بين تل البنو علا
يما بين ا بالذهب المقوم بالسعر السائد ي السوقْ .
هذا ااساس.
و ي 11حزيران 1974اتفقت الدول العلر عداع "نادي باريس" علا السماح باستخدام الم سسات الرسميةل للذهب
التي تعقدها يما بين ا .وقد وجد هذا ا تفاق تطبيقا ل بعد ل ور قليلة عندما المقوم بسعر السوقل مدمان للقرو
البن المرمزي اإليطالي مبلغ ملياري دو ر بدمان 515طنا وا ق البن المرمزي االماني البوندسبن ) علا عق ار
من الذهبل يقدم البن ااخير مقومة علا ساس 128دو ار لألونصةل وهو سعر يقارب سعر السوق.
و ي 13حزيران 1974وا ق صندوق النقد الدولي علا تعديل ساس تقويم الوحدة من حقوق السحب الخاصة وجعل ا
بعد ن مان هذا ااساس منذ عنلاع تتحدد منذ 1تموز 1974علا ساس مقدار معين من 16عملة رئيسةل وذل
حقوق السحب الخاصة ي ول مانون ال اني 1978هو 888671ر 8من اللرام من الذهب.
و ي 31آب 1974وق الرئيس اامريمي قانونا باللاع الح ر الذي مان مفرودا علا المواطنين اامريميين منذ عام
صب من 1934با حتفا بحيازات خاصة من الذهبل وذل ابتداع من 31مانون ااول .1974ومنذ هذا التاري
الذهب م ل م ي ذل م ل المواطنين ي باقي الدول .وقد مان ر الح ر حق المواطنين ي الو يات المتحد ة امت
هذا من ااسباب الرئيسة وراع ارتفا سعر الذهب ي سوق لندن ي واخر عام 1974علا 25ر 195دو ار لألونصة
ي مانون ال اني ي 38مانون ااول . 1974ولمن سعر الذهب هد بعد ذل ل عندما علنت الو يات المتحدة ن ا ستبي
1975حوالي 68طنا من الذهب.
ي 16- 15مانون ااول 1974ورد ي البيان الرسمي عن وعقب اجتما الرئيسين اامريمي والفرنسي ي جزر المارتين
ن ماجراع لدعم اإلطار المالي القائمل ان قد يمون من المناسب اي حمومة عذا رادت) ن تتخذ سعار ا جتما
الذهب السائدة ي السوق ساسا لتقويم حيازت ا من الذهب .وب ذا نسفت الو يات المتحدة ااساس الجوهري ااول الذي
وهو السعر الرسمي للذهبل وذل بعد ن نسفت من قبل ااساس استند علي دور الذهب ي الن ام النقدي الدوليل
الجوهري ال اني الذي يستند علي هذا الدور بان اع قابلية الدو ر للتحويل علا ذهب ي آب 1971ل وتم ل ا ي الن اية
تحرير الدو ر اامريمي من مل ارتباطل ومن م من مل دلط.
تمرست رسميا ن اية دور الذهب ي الن ام النقدي الدولي .وقد مر
و ي التعديل ال اني تفاقية صندوق النقد الدولي ّ
التعديل بعدد من المراحل:
اتخذت في ا جتما ال اني للجنة الم قتة ي 16-15مانون ال اني 1975ي والنطنل و ي عقاب اجتما المارتين
يتنازعان المواقق المتدادة ع الطر ان الرئيسان اللذان يزيد عن تمرار المعنا الذي توصل علي اللجنة ق ار ار
منذ منتصق الستينيات حتا منت صق السبعينيات ي مودو تعديل الن ام النقدي الدولي :الو يات المتحدة و رنسا.
ي مودو الذهب هو علا مجموعة ماملة من التعدي ت تتدمن عللاع السعر قد قررت اللجنة ن يمون اتجا التحر
اللروط المنصوع الرسمي للذهبل وحرية السلطات النقدية ي الدولة بالتعامل ب و قا للروط معينةل خ ا لتل
علي ا ي اتفاقية صندوق النقد الدولي بلية ت ميد اإلن اع التدريجي لدور الذهب ي الن ام النقدي الدولي.
60
الو يات المتحدةل بريطانيال رنسال اليابانل ومندا) من التوصل و ي 31آب 1975تممنت الدول اللربية الخمس المبر
علا اتفاق حول الذهب .مما ن الدول العلر قد اتفقت ي الوقت نفس علا السماح للبنو المرمزية بالتعامل بالذهب
بلرط مزدوج :من ج ةل لن يما بين ا وبين الصندوق علا ساس سعر ملتق من السعر السائد ي السوقل وذل
يزداد الحجم اإلجمالي من الرصيد الذهبي الذي تحتف ب هذ الدولل ويقدر بحوالي %75من الذهب النقدي ي العالم
خارج المعسمر ا لتراميل باإلدا ة علا الصندوق عن ذل الموجود ي ن اية آب .1975ومن ج ة خر ل لن يترتب
علا التعامل بالذهب علا هذا النحو عقامة ي سعر ابت ل .ويسري هذا ا تفاق حتا ن اية .1978و ي -15
17تلرين ال اني 1975وبعد تق ارب ي وج ات الن ر اامريمية والفرنسيةل تمت صياغة ااحمام الجديدة للذهب التي
سيتدمن ا التعديل ال اني تفاقية الصندوق .و ي 1نيسان 1978دخل هذا التعديل حيز النفاذ علا النحو الملار علي .
ما ااحمام الجديدة للذهبل التي تدمن ا التعديل ال اني تفاقية صندوق النقد الدوليل ي:
ي السوق يما بين ا دون ا ستناد علا ي عللاع السعر الرسمي للذهبل وتقرير حرية الدول ااعداع ي التعامل ب .1
سعر رسمي ل .
عن اع و يفة الذهب موحدة لتقويم حقوق السحب الخاصةل وعدم عممان اتخاذ ساسا لتقويم العم ت المختلفة للدول .2
ااعداع ي الصند وقل حتا لو عيد ن ام سعار التعادل ي وقت ما بالمستقبل.
رب حصة عللاع جمي ااحمام المن مة ستخدام الذهب ي التعامل بين الصندوق والدول ااعداعل متل الخاصة بد .3
ااعداع الجددل و الزيادة ي حصع ااعداع القداما بالذهب .ولن يتممن الصندوق من قبول الذهب من ي دولة
عدو ي المستقبل مقابل العم تل م :عندما ترد ما سحبت من عم ت الدول ااخر ل لن يقبل ع ب غلبية %85
من مجمو القوة التصويتية.
ي يتم استممال التصرق ي لث حيازة الصندوقل والباللة 158مليون ونصةل ي ي 58مليون ونصة :نصف ا يبا .4
المزاد بالسعر السائد ي السوقل ونصف ا اآلخر بالتوزي و بالرد علا الدول ااعداعل ٍّ
لمل بنسبة حصت ا ي الصندوق
ي 1975/8/31بالسعر الرسمي السابقل ي بسعر 35وحدة من حقوق السحب الخاصة لألونصة .وتود "اارباح"
الناتجة عن بي النصق ااول من لث حيازة الصندوق من الذهب ي الفرق بين سعر البي بالمزادل والسعر الرسمي
خر من دمن ا ي غ ار السابق للذهب) ي حساب خاع ستخدام ا ي عمليات الصندوق المعتادةل ومذل
ععطاع مساعدات للبلدان النامية التي تصادق صعوبات ي موازين مد وعات ا.
يتجنب الصندوق ي تعامل ل بالذهب إلقامة سعر ابت ي السوق. .5
و خي ارل يممن للصندوقل ب غلبية % 85من القوة التصويتيةل ن يقوم بالتصرق ي جزعل و ي مل ما يتبقا من رصيد .6
الذهبي.
تم عخراج الذهب "رسميا" من عطار الن ام النقدي الدولي ن ام بريتون وودز).
وب ذا التعديل ال اني تفاقية الصندوقل ّ
ومما تجدر اإللارة علي ل ن اللجنة الم قتة مانت قد وا قت ي اجتما جامايما ي مانون ال اني 1976علا اللرو
دون ت خيرل بالتصرق ي لث حيازة الصندوق من الذهب ببي سدس الحيازة بالمزاد لمصلحة البلدان الناميةل وبتوزي
السدس اآلخر علا الدول ااعداعل و رد علي ال بالسعر الرسمي السابق للذهب علا ن يتم هذا التصرق علا مد
رب سنوات.
61
ولبيان عممانية تصرق الصندوق بموارد ينبلي تحديد الطبيعة القانونية لموارد الصندوق.
يذهب جانب من الفق علا ن الصندوق هو المال القانوني بصفة مطلقة ل ذ ااموال مل ا.3
ث سنوات من بدع تنفيذ هذا البرنامج المزدوج للتصرق ي لث حيازة الصندوق من الذهب و ي يلول 1979ل وبعد
رب سنواتل مان الصندوق قد با 7ر 19مليون ونصة من الذهب بالمزاد ب وقات دوريةل مل ستة سابي علا مد
ي البدايةل م ل ريا بدعا من آذار 1977ل وقد بللت رباح ا 522ر 2مليار دو رل ُح ِّول من ا مبالرة علا البلدان
النامية 184دول) مبلغ 6ر 758مليون دو رل وحصل صندوق اامانة علا البقية .وقد بللت موارد هذا الصندوق
خ ل السنوات ال ث الملار علي ا 731ر 1مليا ار من وحدات حقوق السحب الخاصة ي حوالي 2ر 2مليار دو ر ي
ذل الوقت)ل تت بصفة رئيسة مما تبقّا من رباح بي الذهب بعد التحويل المبالر للبلدان الناميةل ومذل من عائد
دول ااوب عن نصيب ا المامل است مار موارد الصندوقل ومن بع القرو التي عقدهال ومذل من تنازل بع
من اارباح للصندوقل ومذل من تنازل يوغس يا عن لث نصيب ا المبالر من اارباح.
برد 4ر 18مليون ونصة من الذهب علا 126من الدول ااعداعلومن ناحية خر قام الصندوق حتا يلول ّ 1979
تم هذا الرد علا ث د عات ي ٍّ
لمل بنسبة حصت ال ي 1975/8/31وذل بالسعر الرسمي السابق للذهب .وقد ّ
مانون ال اني 1977ل ومانون ااول 1978ل ولباط .1979
و يما يتعلق بسعر الذهبل قد ارتف من ن اية آذار 1978من 6ر 186دو ار لألونصة علا م ر من 488دو ر ي
ة اا ولا من عام 1988ل م يلول 1979ل وارتف علا م ر من 888دو ر منذ مانون ااول 1979ل واال ر ال
ليستقر عند حدود 688دو ر لألونصة الواحدة. عاد وانخف
راج :د .حمد جام ل مرج سابقل ع.528- 582
جدير بالذمر ن الصندوق قام ببيو متتالية من حيازت الذهبيةل ي مانينيات وتسعينيات القرن العلرين .وحاليا يحوز
الصندوق 3217طنا من الذهبل وقد احتسبت قيمت ا ي 2884/8/31ي حسابات بن 5ر 8مليارات دو رل ي حين
ن ا تساوي ب سعار السوق السائدة ي الفترة نفس ال حوالي 42مليا ار .ويدرس الصندوق بي ما بين لث و ل ي حيازت
الحالية من الذهب لسداد ديون دول قيرة.
نصوع اتفاقية الصندوق علا عممانية التعامل بين الصندوق و حد ااعداع بالذهب و قا من ناحية خر ل تلير بع
لألسعار السائدة ي السوق .قد نصت المادة )5قسم / 12د علا ن " :يممن للصندوق ن يقبل المد وعات من
العدو بالذهب بد من حقوق السحب الخاصة و العملة ي ي عمليات و صفقات تتم بموجب هذ ا تفاقية .وتتم
المد وعات علا الصندوق و قا ل ذا النع بسعر يتفق علي لمل عملية و صفقة وعلا ساس ااسعار السائدة ي
السوق" .مما لارت الفقرة هن من القسم نفس علا عممانية بي الصندوق لحيازت من الذهب "ويتم بي الذهب لعدو ما
بموجب هذ الفقرة هن) مقابل عملت وبسعر يعادل وقت البي وحدة حقوق السحب الخاصة لمل 888671ر )8غرام
من الذهب الخالع .و د عن ذل ل ي ل الذهب م ار اهتمام الصندوق بلمل مبيرل عذ وردت المادة 8ي القسنم 5
الخاع بتقديم المعلومات نصا يجوز بموجب للصندوق ن يطلب من ااعداع تزويد ب ال و سيما موجودات العدو
من الذهب والعم ت ااجنبيةل وما يملم العدو من الذهب وما ينتج من وصادرات وواردات من الذهب.
- 3د .حمد جام ل مرج سابقل ع .388
62
ويبدو لنا ن القول بملمية الصندوق المطلقة لموارد مبالغ ي ل الملمية المطلقة بمف وم ا القانوني
تعني عممانية التصرق المطلقة ي حين ن تصرق الصندوق بموارد مقيد بم ير من الدوابطل ما يجعل
الوصق القانوني لع قة الصندوق بموارد قرب علا اإلدارة من ا علا الملمية .والدليل علا ذل هو ن من
حق الدولة ن تسترد حصت ا ي حال انسحاب ا من ل مما ن من حق ا اللجوع علا موارد علا ساس حجم
وتموين حصت ا.
وهذا يعني ن من ناحية خر ن ن حجم الحصع يحدد المقدار الذي يممن للدول ااعداع ن
تستفيد من عند طلب ا تموي من الصندوق.
ويننتم لجننوع الدولننة – بلننروط معينننة – علننا م نوارد الصننندوق بط نريقتين رئيسننتين4ل همننا حقننوق السننحب
العاديةل وهي الطريقة ااقدم) واتفاقات الدعم وهني الطريقنة ااحندث) عدنا ة علنا اسنتحداث حقنوق السنحب
اان من ننة ااخن ننر للمسننناعدات .ويعقن نند الصن ننندوق صن ننفقات م ن ن ااعدن نناع ويقن ننوم بعمليات ن ن الخاصنننةل وبع ن ن
مستخدما موجودات النقدية و وحدات حقوق السحب الخاصة.5
63
حقوق السحب العادية
و قا للمادة 2/5من اتفاقية الصندوق ان من و ائق ااخير ن يقدم للدولنة العدنو بنناع علنا طلب نا
وحدات حقوق السحب الخاصنة و عمن ت الندول ااخنر ل مقابنل تقنديم ا لعملت نا الوطنينة .وهنذا يعنني ن منن
لصعوبات ي ميزان مد وعات ا ن تلج علنا منوارد لمواج نة هنذ الصنعوباتل حق الدولة العدو التي تتعر
عن طريق لراع ممية من عم ت الندول ااخنر ااعدناع ني الصنندوقل مقابنل د ن عملت نا الوطنينة .وتلتنزم
الدولة العدو ب ن تعيد لراع عملت ا الوطنينة منن الصنندوق ني المسنتقبل بمقندار منا النترت بن عمن ت الندول
ااخننر ل وتمننون عمليننة الل نراع الجدينندة هننذ الم نرةل عمننا بالننذهب وحنندات حقننوق السننحب الخاصننة حاليننا) 6و
تليننر نني قيمننة بننالعم ت ااجنبيننة ا لقابلننة للتحويننل .ومننن ننمل يممننن القننول عن عمليننات السننحب ا عتياديننة
تلير ترميب هذ العم ت .السنحب ا عتينادي عبنارة عنن عملينة تبنديل
العم ت التي يحوزها الصندوقل وانما ّ
عملة.7
دولينةل عذ عنن يمن الدول ااعداع ليئا من موارد ي لنمل قنرو وبعبارة خر ل ان الصندوق
عذا ما احتاجت دولة ما علنا عملنة و عمن ت جنبينة لموازننة مند وعات ا الخارجينةل ان نا تلنتري منن الصنندوق
العم ن ت ااجنبيننة التنني ترينندهال مقابننل قنندر معننين مننن عملت ننا الوطنيننة تد ع ن علننا الصننندوقل عدننا ة علننا مننا
سبق ن د عت من هذ العملة علا الصندوق بحسنبان جنزعا منن حصنت ا ين .وهنذ العملينة ني حقيقت نا ليسنت
ل وانما هي صفقة لراع جديدة.8 عملية اقت ار
ن سنلوب استتخدا حقتوق الستحب العاديتة د يعتد ر تا 9منن الناحينة القانونينةل وانمنا ومن الوادن
يسنتخدم ل نذا ااسنلوب ملمنة "قنر "ل هو عملية تبادل لعمن ت الندول ااعدناع ين .وحتنا الصنندوق ذاتن
و يسمي ما ي خذ من مبالغ عدا ية ي مقابل تقديم لعم ت الدول ااخر " ائدة" وانما "عمولة".
- 6من نا لة القول ن هذا ال من الذهبي) مان سائدا قبل تعديل اتفاق الصندوق ااول الذي وجد حقوق السحب الخاصة)
وال اني الذي ن ا دور الذهب).
- 7مان ملرو وايت اامريمي ي دق علا عحداث صندوق ت بيت .وقد وصق عدو الو د الفرنسي علا م تمر بريتون وودز
السيد روبرت موسي الصندوق ب ن عبارة عن ممتب ص ار ة .ميليل لو رل ع .31
- 8د .حسين عمرل مرج سابقل ع .57
يدا د عن مون ا عملية ععادة لراع عملة .المرج نفس ل ع.33 - 9عمس ذل ير ميليل لو ر ن ا عملية عق ار
64
و يتسم استخدام حقوق السحب العادية بالمرونة الما يةل ان ليس مام الصنندوق لمني يبحنث الطلنب
تزيند موجنودات ة يامل مما ن ليس للدولة العدو ن تسنحب ب نذ الطريقنة مبللنا مبين ارل عذ ينبلني سو
الصندوق من عملة الدولة الطالبة عندما تلج علا هذا ااسلوب عن حدود معينة.
اتفا ات الدع
(الترتيبات ادحتياطية)
صننبحت اتفاقننات النندعم مننن ااسنناليب الفنيننة الرئيسننة للتعنناون النقنندي النندولي .ويعنند هننذا ااسننلوب مننن
االنمال التني تنم اسنتحدا ا بقنرار منن منديري الصنندوقل عذ اتخنذ هن ع بتناري 1952/2/13قن ار ار يننع علنا
عممانية قينام الندول ااعدناعل بملناورات من الصنندوق حنول مرمزهنا العنامل لنيس ب ندق القينام بسنحب مبالنرل
ن عذا منا احتاجنت ن ن تقنوم بالسنحب خن ل وانمنا بقصند الحصنول علنا دنمان مننن الصنندوقل ب ن نا تسنتطي
تنرة محننددة وبمبننالغ معينننة .ويحنندد مننديرو الصننندوق تنرة ا تفنناق10ل والحنند ااقصننا للمبلننغ الننذي يممننن للدولننة
العد ننو ن تس ننحب م ننن عمن ن ت ال نندول ااخ ننر .ويمم ننن للدول ننة ن تس ننحب خن ن ل م نندة ا تف نناق المب ننالغ الت نني
تحتاج ا خ ل ترة ا تفاق دون حاجة علا عجراعات جديدة عند مل سحب.
وقند صننب ااسناس القننانوني تفناق النندعم مسننتندا علنا اتفاقيننة الصنندوق حسننب تعنديل ا ال ننانيل حيننث
تننم تدننمين اتفنناق الصننندوق تعريفننا تفنناق النندعم مفنناد ن ن يعنند "ق ن ار ار صنناد ار عننن الصننندوق ي منند للعدننو ن ن
يستطي القيام باللراع من حساب الموارد العامةل و قنا للنروط القنرار خن ل تنرة زمنينة محنددة و ني حندود مبلنغ
معين".11
وق نند حق ننق ه ننذا ااس ننلوب مرون ننة نني عملي ننات الص ننندوقل و ص ننبحت المب ننالغ الت نني ي ننتم س ننحب ا ب ننذ
السنوات من سلوب السحب العادي. الطريقةل مبر ي بع
و د عن مون سلوب الدعم يحقق المرونة المطلوبةل قند صنب ععن ن قنرار الصنندوق بندعم دولنة
م ننال خ ن ن ل ت ن نرة قادمن ننةل مفن نني بح نند ذات ن ن بتقوين ننة مرمن ننز عملت ن ننا نني سن ننوق الصن ننرق ااجنبن ننيل وت بن ننيط همن ننة
المداربين علي ال مما قد يم ّمن الدولة من ا ستلناع عن اللجوع علا السنحب عن منن الصنندوق .واابعند منن
ث سنوات. - 10مانت المدة ااصلية ستة ل رل م مددت لسنة واحدةل وهي حاليا وعلا ااغلب
َ - 11ر المادة /38ب.
65
خارجينة من دول خنر ل عذ عن ن وجنود اتفناق دعنم من الصنندوق يتني للندول رصنة مبنرل لعقند قنرو ذلن
النندول وجننود اتفنناق دعننم بين ننا وبننين بع ن ال يئننات الماليننة الدوليننة والخاصننة صننبحت تلننترط إلق ن ار بع ن
الصندوق.
66
شروط ادستفادة من الموارد العامة لمصندوق
لمي تستفيد الدولة العدو من موارد الصندوق العامة12ل يجب تحقق اللروط اآلتية:
تمون العم ت التي تطلب الدولة العدو سحب ا منن الصنندوقل قند ُ ْعلَِنن ْ
ت ننادرةل ان – 1يلترط
تمون مح لمعام ت بين الصندوق والدول ااعداع ي .13 العملة المعلنة نادرة
– 2ن يم ننون اس ننتعمال العد ننو لمن نوارد الص ننندوق العام ننة متوا ق ننا من ن حم ننام اتفاقي ننة الص ننندوق ومن ن
السياسات المتبناة ي ل ا.14
– 3ينبلنني ن ت بننت الدولننة ن ننا بحاجننة علننا العم ن ت المطلننوب سننحب ال للقيننام بمنند وعات تتوا ننق م ن
حمام الصندوق و هدا ل ويعرق هذا اللرط بالمبررات ا قتصادية التي تقدم ا الدولة طالبة السحب.15
تمون الدولنة قند خالفنت حمنام الصنندوقل من ن تمنون قند غينرت سنعر التعنادل لعم ت نا – 4ينبلي
الصندوق. علا الرغم من اعت ار
يترتننب علننا السننحب ن يحننوز الصننندوق مننن عملننة الدولننة السنناحبة م ننر مننن %288 – 5يجننب
من حصت ا ي ي وقت16ل و تسحب خ ل عام واحد م ر من %25من هذ الحصة.
– 6يجننب ن تسننتخدم الدولننة المبننالغ المسننحوبة مننن الصننندوق لتنندعيم عملت ننا نني س نواق الصننرقل
ولعن ج العجنز الم قننت ني مينزان منند وعات ال و منن جنل سنند العجنز ني ا حتياطيننات النقدينةل و ودن هننذ
ا حتياطيات.
– 7علا الدولة الساحبة ن تعيد لراع عملت ا ي المستقبل.
دعم الصندوقل التقيد بن ام الملروطية.17 ِ
طالبة ِ – 8ينبلي علا الدولة العدول
67
حقوق السحب الخاصة
و – مف وم حقوق السحب الخاصة:
تعند حقننوق السننحب الخاصننة محاولننة مننن الصننندوق لخلننق مميننات مننن السننيولة 18و قننا لحاجننة المجتمن
نرت حقنوق السنحب الخاصنة ني التعنديل ااول تفاقينة الصنندوق20ل النذي تنم ني 28تمنوز الدولي .19وقد
68
.1969و نني بدايننة عننام 1978تقننرر خلننق قيمننة مننن حقننوق السننحب الخاصننة تعننادل 5ر 9مليننار دو ر خ ن ل
نة ملينارات ني عنام 1971و 1972علنا التنوالي .وقنند ن ث سننواتل بمعندل 5ر 3ملينار ني عنام 1978و
تننم توزي ن مقنندار الحقننوق التنني تننم خلق ننا لألع نوام المننذمورة علننا مننل ااعدنناع الملننترمين نني حسنناب السننحب
الخن نناع21ل علن ننا سن نناس حصن ننة من ننل عدن ننو ن نني الصن ننندوق .و ن نني 11من ننانون ااول 1978وا ن ننق مجل ن ننس
المحا ين علا خلق 12مليار من حقوق السحب الخاصة توز ي بداية ااعوام 1979ل 1981بالتساوي.
وقد تم تقويم وحندة حقنوق السنحب الخاصنة الواحندة علنا لنمل وزن محندد تمامنا منن النذهب النقني هنو
8.888671غراما ي ما يعادل القيمة الرسمية للدو ر اامريمي وقت خلنق هنذ الحقنوقل وقبنل تخفيدن ني
مننانون ااول 1971ل ننم م نرة خ ننر نني لننباط .1973وبتحدي نند قيمننة وح نندة حق ننوق السننحب الخاص ننة ص ننب
تت ن ر بمننا يطننر علننا قننيم مختلننق العم ن ت زيننادة و باإلممننان دننمان ا حتفننا بقيمننة ابتننة ل ننذ الحقننوقل
ال نندو ر عل ننا زي ننادة قيم ننة وح نندة حق ننوق الس ننحب الخاص ننة بمق نندار قيم ننة نقص ننانا .وبطبيع ننة الح ننال د تخف نني
عننن القيمننة التنني تننم تحدينندها وقننت خلننق العملننة .وقنند حّلننت حقننوق السننحب الخاصننة محننل الننذهب ل التخفنني
موحدة للمحاسب ة ي الصندوقل منذ نفاذ التعديل ال اني تفاقية الصندوق ي عام .221978
ثانيا -طبيعة حقوق السحب الخاصة:
نني قي ننود الص ننندوقل وجننود ل ننا ع يممننن الق ننولل عن حقننوق الس ننحب الخاصننة ه نني نقننود ا ت ارد ننية
ن يسننتخدموا حقننوق السننحب الخاصننة نني يممننن لأل نراد م ن بالنسننبة للمتعنناملين ب ننا .وب ننذا المعنننا ان ن
تعننام ت م م م ننا بلننغ حجم ننال ان هننذ العمل ننة المفترد ننة مقصننورة عل ننا تعامننل ال نندول نني تس ننوية م نند وعات ا
ن القصد من هذ الحقوقل هو تمملة منا هنو موجنود منن الدوليةل بعد تحويل ا علا عم ت قابلة للتحويلل ذل
ا حتياطياتل د عن ن ا تندرج دنمن ا حتياطينات النقدينة للدولنة التني تمتلم نا .باختصنارل يممنن حسنبان
يوجن نند منننا يما ل ن ننا منننن صن ننول نقدين ننة خن ننر حقن ننوق السن ننحب الخاصنننة علن ننا ن نننا ذات طبيعن ننة خاصنننةل عذ
معرو ة.23
ي حساب السحب الخاع لم يمن علزاميال لذل امتنعت رنسال ودول منطقة الفرن الفرنسي عن ن ا لت ار - 21ي ح
ي هذا الحساب. ا لت ار
- 22د .محمد مصطفا يونسل ع .18-9
- 23يذ ّمرنا استحداث حقوق السحب الخاصة بخطة مينز الخاصة بالن ام النقدي الدوليل والتي لم يتم ااخذ ب ا ي م تمر
بريتون وودزل بل تم تفديل خطة وايت علي ا .من بين ما احتوت علي خطة مينز استحداث عملة دولية للتعامل ي
69
وعلا الرغم من ن التعامل بوحدات حقوق السنحب الخاصنة هنو صن حن ض
ق لألعدناع الملنترمين ني
هذا الن امل ان يجنوز للصنندوق ن يمنون حنام لوحندات حقنوق السنحب الخاصنة ني حسناب منوارد العامنةل
ول ن يقبل ا ويستعمل ا ي العملينات والصنفقات الجارينة من الملنترمين عنن طرينق حسناب المنوارد العامنةل و
من حملنة حقنوق السنحب الخاصنة النذين يحنددهم الصنندوق .ويممنن للصنندوق ن يحندد حناملي وحندات حقنوق
السننحب الخاصننة ممننن هننم غيننر عدنناع نني الصننندوقل ومننذل ااعدنناع غيننر الملننترمين نني هننذا الن ننامل
والم سسات التي تقوم بو ائق البن المرمزي ام ر من عدول باإلدا ة علا ال يئات الرسمية.24
ثالثا -أحكا حقوق السحب الخاصة:
بموجنب حمنام الصنندوق ينتم اتخناذ القن اررات المتعلقننة بخلنق واللناع حقنوق السنحب الخاصنةل ني دننوع
الحاجن ننة العالمي ن ننة طويل ن ننة اام ن نند لر ن نند ا حتياط ن ننات الحادن ن نرةل منن ن العم ن ننل عل ن ننا تجن ن ننب الرم ن ننود ا قتص ن ننادي
والتدننخم .25وبننذل يتبننين ن اللايننة الن ائي ننة لحقننوق السننحب الخاصننة ه نني ذات طنناب طويننل ااجننلل ول ننيس
الدول. المقصود ن تمون هذ الحقوق ع جا للعجز الذي تعاني من موازين مد وعات بع
26
ي حقوق السحب الخاصة حق غينر ملنروط ني اسنتخدام المقندار المخصنع ولمل عدو ملتر
ل ن 27ل مننن هننذ الحقننوق دون حاجننة علننا موا قننة مسننبقة مننن الصننندوق علننا هننذا ا سننتخدام .ويتم ننل اسننتخدام
المقنندار الملننتر لحقننوق السننحب الخاصننة المحننددة لن نني طلننب تحويل ننال مل ننا و بعدن ال علننا قيمننة مسنناوية
سماها "البانمور" .وبتقديرنا ان حقوق السحب الخاصة التي استُحد ت بعد حوالي رب قرن من انط ق
الصندوق ّ
الصندوقل مانت صد لن"بانمور مينز".
َ - 24ر المادة 17من اتفاقية الصندوق.
َ - 25ر المادة / 1 /18آ من اتفاقية الصندوق.
- 26ح ْ ن ن ام حقوق السحب الخاصة هو ن ام اختياريل ي ن لألعداع ن يلترموا ي و ن ير دوا الدخول ي
بن ام حقوق السحب رنسا ا لت ار هذا الن ام .وقد ر دت رنسا ومجموعة من البل دان ااعداع المرتبطة م
الخاصة عند بداية استحداث هذا الن ام .وبرغم الت ار مع م البلدان حاليا ي ن ام حقوق السحب الخاصة ان ما زال
الصندوق عبر عن ا ميليل مامديسو المدير العام ااسبق للصندوق ي ملمت ن رغبة لد ن اما اختياريا .وهنا
عداع الصندوق ي هذا الملار علي ا سابقا ن بمناسبة مرور خمسين عاما علا قيام الصندوقل ب ن يلتر جمي
الن ام.
َ - 27ر المادة 2 /19من اتفاقية الصندوق.
70
ل ننا مننن العم ن ت القابلننة للتحويننل واقعيننا .وبننذل تعنند حقننوق السننحب الخاصننةل علننا جانننب ا حتياطننات النقديننة
التقليديةل داة حقيقية من دوات السيولة الدولية.
ي هذ الحقوق ني تقديمن لعمن ت قابلنة للتحوينل واقعينا28ل ويتم ل ا لتزام ااساسي للعدو الملتر
بالنسنبة لملنتر آخنر ني مقابنل تلقين لقيمنة مما لنة منن حقنوق ي حال تعيين من قبل الصنندوق ل نذا اللنر
السحب الخاصنةل التني يتخلنا عن نا هنذا الملنتر .و يلنترط ن تمنون العمن ت التني يلتنزم الملنتر بتقنديم ا
علا هذا النحو متم لة ي عملت الوطنيةل وانما يلترط ن تمون عم ت قابلة للتحويل ع .
ي ن ام حقوق السحب الخاصة ن يسدد و يرد ما سبق ن و د عن ذل يلتزم العدو الملتر
استخدم من حقوق سحب خاصةل مملومة ل ل بتحويل ا علا عم ت قابلة للتحويل ي الواق 29ل ي ن يقدم
عم ت قابلة للتحويل ي الواق ل ي مقابل حقوق سحب خاصة يتلقاها مرة خر .
يجوز استخدام الحقوق العائدة ل ل ع ومن المبادئ المقررة ي ن ام حقوق السحب الخاصة ن
يجوز عذا مانت هنا حاجة نالئة بسبب ميزان مد وعات ل وبسبب تطورات ي احتياطات النقدية30ل ي ن
ن يستخدم هذ الحقوق لتليير التموين الداخلي حتياطيات .
ي ن ام حقوق السحب الخاصةل لحقوق ويممن للصندوق ن يوقق ي استخدام حق للملتر
من ا لتزام بتقديم العم ت لتزامات و قا ل ذا الن امل دون ن يعفي ذل العائدة ل ل ي حال عدم تنفيذ
القابلة للتحويل علا ملتر آخر ي حالة تعيين من قبل الصندوق ل ذا اللر .31
تمارين:
ما هي الطبيعة القانونية للسحوبات ا عتيادية التي يجري ا ااعداع ي الصندوق؟ -
ما الدور النقدي للذهب بعد التعديل ل اني تفاق الصندوق؟ -
71
الوحدة التعميمية السادسة
تسوية النزاعات
في إطار صندوق النقد الدولي
تقويم عمل الصندوق
الكممات المفتاحية:
النزاعات بيف األعضاء -النزاعات مع الصندوؽ -تفسير أحكاـ الصندوؽ – المجنة التفسيرية
التابعة لمجمس المحافظيف.
الممخص:
خص الصندوؽ نفسه بأسموب في مجاؿ تسػوية المنازعػات بػيف أعضػائه ،أو بينػه وبػيف أحػد األعضػاء
فيػه .فػػأي خػقؼ ييػػع بػيف الصػػندوؽ وأحػد أعضػػائه ،وأي خػقؼ ييػػع بػيف أعضػػاء فػي الصػػندوؽ فيمػػا
يتعمػػؽ بتفسػػير أحكػػاـ اتفاصيػػة الصػػندوؽ ،يحػػاؿ إلػػن مجمػػس المػػديريف التنفي ػ ييف ليصػػدر ص ػرار فيػػه .ومػػا
تهػـ داـ اليرار هنا متعمياً بتفسير حكـ مػف أحكػاـ اتفاصيػة الصػندوؽ ،فػنف هػ ا يعنػي أف نتيجػة اليػرار
أطراؼ النزاع وحدهـ ،وانما تهـ جميع أعضاء الصندوؽ ،ألنها صد ترتب عميهـ فػي المسػتيبؿ الت ازمػات
ليسػػت فػػي حسػػبانهـ .ول ػ لؾ ،فػػنف ألي عضػػو فػػي الصػػندوؽ أف يطمػػب خػػقؿ ق ػػة أ ػػهر مػػف تػػاري
صػ ػرار مجم ػػس الم ػػديريف التنفيػ ػ ييف إحال ػػة األم ػػر إل ػػن مجم ػػس المح ػػافظيف الػ ػ ي يتخػ ػ صػ ػ ار اًر نهائيػ ػاً ف ػػي
الموضػوع .وأي مسػألة تحػاؿ إلػن مجمػس المحػافظيف يجػػب أف تنظػر فيهػا لجنػة تفسػيرية تابعػة لمجمػػس
المحػافظيف ،وصػرار المجنػة هػو بم ابػة صػرار صػادر عػػف مجمػس المحػافظيف ،مػا لػـ ييػرر األخيػر خػػقؼ
ل ػػؾ بأيمبي ػػة %85م ػػف مجم ػػوع الي ػػوة التص ػػويتية .ويمك ػػف لمص ػػندوؽ أف يتص ػػرؼ عم ػػن أس ػػاس صػ ػرار
مجمس المديريف التنفي ييف ،ري ما تظهر نتيجة اإلحالة إلن مجمس المحافظيف.
ويمكف اليوؿ إنه بعد ستة عيود مف صياـ الصندوؽ تم ّكف األخير مف ا ستمرار في ضبط العقصات
الدولية النيدية .كما نجح الصندوؽ في زيادة السيولة الدولية ،مف خقؿ استحدا ه لنظاـ حيوؽ
السحب الخاصة في الفترة اتها .وتمكف الصندوؽ مف تطوير عممياته ،حسب حاجات الدوؿ فأوجد
بعض اآلليات ،التي تم ّكنه مف تيديـ مساعدات لمدوؿ األعضاء .ومع لؾ فيد كاف الصندوؽ
72
مصمماً لخدمة الدوؿ الكبرى والبمداف المتيدمة ،أما البمداف النامية فيد كاف الصندوؽ يحاوؿ مس
نظمها ا صتصادية مف خقؿ نظاـ الم روطية المبتدعة التي تؤدي بالضرورة إلن إجراء تكيفات
هيكمية في النظـ ا صتصادية له البمداف.
األهداف التعميمية:
73
لد تتضمه مىاثيك المنظمات الدولية تحديدا ً لطرق تسىية المنازعات ،أو تحيل بهذا
الشأن إلً اتفاليات أخري ،أو تترن المجال مفتىحا ً للتسىية مه خالل اتفاليات الحمة.
ولكف هناؾ أسموبًا خص به الصندوؽ نفسه في مجاؿ تسوية المنازعات بيف أعضائه ،أو
بينه وبيف أحد األعضاء فيه .فأي خقؼ ييع بيف الصندوؽ وأحد أعضائه ،وأي خقؼ ييع بيف
أعضاء في الصندوؽ فيما يتعمؽ بتفسير أحكاـ اتفاصية الصندوؽ ،يحاؿ إلن مجمس المديريف
التنفي ييف ليصدر صرار فيه.1
ولكف ما داـ اليرار هنا متعمياً بتفسير حكـ مف أحكاـ اتفاصية الصندوؽ ،فنف ه ا يعني أف
ْ
نتيجة اليرار تهـ أطراؼ النزاع وحدهـ ،وانما تهـ جميع أعضاء الصندوؽ ،ألنها صد ترتب عميهـ
في المستيبؿ التزامات ليست في حسبانهـ .ول لؾ ،فنف ألي عضو في الصندوؽ أف يطمب خقؿ
ق ة أ هر مف تاري صرار مجمس المديريف التنفي ييف إحالة األمر إلن مجمس المحافظيف ال ي يتخ
ص ار اًر نهائياً في الموضوع .وأي مسألة تحاؿ إلن مجمس المحافظيف يجب أف تنظر فيها لجنة تفسيرية
تابعة لمجمس المحافظيف ،وصرار المجنة هو بم ابة صرار صادر عف مجمس المحافظيف ،ما لـ ييرر
األخير خقؼ لؾ بأيمبية % 85مف مجموع اليوة التصويتية .ويمكف لمصندوؽ أف يتصرؼ عمن
أساس صرار مجمس المديريف التنفي ييف ،ري ما تظهر نتيجة اإلحالة إلن مجمس المحافظيف.2
الصقحيات التي خص بها الصندوؽ نفسه في تسوية المنازعات التي تنجـ ويبدو أف ه
عف ا تفاصية ،3مف خقؿ سمطة التفسير الممنوحة لمجمس المديريف التنفي ييف ،ومجمس المحافظيف لـ
تيتصر عمن إعطاء التفسير اليانوني لمنصوص ،وانما استخدمها الصندوؽ ب كؿ موسع لت مؿ
عممياته التي يمد مف خقلها أعضاء بالتمويؿ ،أو يبرـ ألجمها اتفاصات دعـ مع العضو المعني،
يكيؼ الصندوؽ اتفاصاته الخاصة بالدعـ بطريية تجعمه يستأ ر بتسوية النزاعات الناجمة عف
حيث ّ
ه ا تفاصات.
ونظػ اًر أل هميػة اتفاصػات الػػدعـ بالنسػبة لكػؿ مػػف الػدوؿ األعضػاء والصػػندوؽ ،فنننػا نتسػاءؿ عػػف
الطبيعػة اليانونيػػة تفػػاؽ الػػدعـ بػػيف الصػػندوؽ والدولػػة العضػػو ،فهػػؿ يعػػد اتفاصػاً دوليػاً أـ و ليػػد حػػاوؿ
74
كػ ّػؿ مػػف الصػػندوؽ ،وك ػ لؾ الػػدوؿ نفػػي الصػػفة الدوليػػة عػػف ه ػ ا تفاصػػات التػػي كػػاف ينظػػر إليهػػا عم ػن
أنهػػا مجػػرد تسػػهيقت ائتمانيػػة يوافػػؽ عميهػػا الصػػندوؽ مػػف طػػرؼ واحػػد ةالصػػندوؽ ،دوف الحاجػػة إل ػن
موافيػػة الطػػرؼ اآلخػػر ةالدولػػة العضػػو .بيػػد أف ه ػ الصػػفة ازلػػت بعػػد الي ػرار الصػػادر عػػف الصػػندوؽ
عاـ 1968وصد هب مجمس المديريف التنفي ييف إلن ع ّػد اتفاصػات الػدعـ رصػ اررات يتبناهػا الصػندوؽ بعػد
أف تعمػػف الدولػػة العضػػو عػػف نواياهػػا .وتضػػع ال ػػروط التػػي يمكػػف بموجبهػػا أف ت ػػتري مسػػتيبقً المبػػال
المحددةر .4ولدى إعادة النظر في الم روطية ،اتخ مجمس المديريف التنفيػ ييف فػي 1979 /3/2صػ ار اًر
مفاد أف راتفاؽ الدعـ ليس اتفاصًا دوليًا .وبنػاء عمػن لػؾ يجػب أف يتضػمف نصػه الرسػمي وكػ لؾ نػص
خطاب النوايا مفهومًا تعاصديًار.5
ويبدو أف الصندوؽ يريد أف يتجنب تكييؼ اتفاصات الدعـ عمن أنهػا اتفاصػات ات طػابع دولػي،
بسبب النتائج التي تترتب عمن م ؿ ه الصفة ،سواء بالنسػبة لمػدوؿ األعضػاء أو بالنسػبة لعقصػة هػ
عدت ه ا تفاصات دولية لوجب خضوعها لإلجػراءات اليانونيػة الداخميػة مػف
الدوؿ مع الصندوؽ .فمو ّ
حيػػث المناص ػػة واإلص ػرار فػػي المجػػالس المختصػػة ،و سػػيما البرلمػػاف ،ألف الدولػػة يجػػب أف تكػػوف سػػيدة
ص ار ارهػػا فػػي سياسػػتها ا صتصػػادية وتوصيػػع اتفػػاؽ دولػػي فػػي ه ػ ا المجػػاؿ ،صػػد يتػػيح التػػدخؿ فػػي ػػؤونها
الداخمية مف جانب األ خاص الدولية ،وهو ما تأبن الػدوؿ صبولػه عمنػاً ،مػف ناحيػة .ومػف ناحيػة أخػرى،
فنف إعطاء الصػفة الدوليػة لهػ ا تفاصػات ييمػص هػامش اسػتيقلية الصػندوؽ ،لوجػوب خضػوع تسػجيؿ
ا تفػاؽ لػدى األمػـ المتحػدة وفػؽ مػا تيضػي بػه المػادة 102مػف مي ػاؽ األمػـ المتحػدة .6فضػقً عػف أف
إطقؽ وصؼ ا تفاؽ الدولي عمن ه ا تفاصات ،سػيؤدي إلػن إمكانيػة مناص ػتها ،وامكانيػة ا عتػراض
عميه ػػا أو عم ػػن تفس ػػيرها ف ػػي أروص ػػة دولي ػػة خ ػػارج الص ػػندوؽ ةكمحكم ػػة الع ػػدؿ الدولي ػػة ،ف ػػي ح ػػيف أف
75
الص ػػندوؽ يري ػػد أف يبي ػػن الجه ػػة الوحي ػػدة لتفس ػػير التس ػػاؤ ت الخاص ػػة بنظام ػػه وص ار ارت ػػه وهػ ػ المسػ ػألة
بالنسبة لمصندوؽ تتعمؽ أو ً وآخ ًار باستيقليته.7
76
أف اتفاصات الدعـ ليست اتفاصات دولية .ولمصندوؽ مبرراته وأسػبابه فػي تجنػب لػؾ الوصػؼ ،وصػد صػرر
لؾ بالفعؿ.9
وريػػـ صػػعوبة تفنيػػد وجهػػة النظػػر ه ػ مػػف الناحيػػة اليانونيػػة ،فػػنف لػػؾ لػػـ يكػػف ليمنػػع بعػػض
التسػػاؤ ت .فهػػؿ يكفػػي مجػػرد وصػػؼ هػ ا تفاصػػات عمػػن أنهػػا صػرارات صػػادرة عػػف الصػػندوؽ سػػتبعاد
طبيعته ػػا الحيييي ػػةو وم ػػف ناحي ػػة أخ ػػرى ،أل ػػـ يعت ػػرؼ الص ػػندوؽ بالنس ػػبة ل ػػبعض ص ار ارت ػػه بأنه ػػا اتفاصي ػػات
دوليةو في الواصع يعترؼ الصندوؽ بالصفة الدولية لقتفاصػات التػي يعيػدها عنػدما يكػوف مستيرضػاً .فيػد
تنػػازؿ عػػف سػػمطته أحادي ػػة الجانػػب فػػي تفس ػػير ا تفػػاؽ عنػػد صي ػػاـ ن ػزاع ب ػػأنه ،عن ػػدما عيػػد اتفاص ػًا م ػػع
السػػعودية عمػػن تيػػديـ صػػرض لمصػػندوؽ ،10حيػػث نػػص عمػػن إمكانيػػة المجػػوء إلػػن محكمػػة العػػدؿ الدوليػػة
عنػػد الحاجػػة ،11وه ػ ا مػػا نػػص عميػػه ص ػرار مجمػػس المػػديريف التنفي ػ ييف .وه ػ ا يعنػػي أف الصػػندوؽ ييػػر
الص ػػفة الدولي ػػة تفاص ػػات م ػػابهة م ػػع األعض ػػاء عن ػػدما يتب ػػدؿ موص ػػع المم ػػوؿ .أي أن ػػه عن ػػدما يك ػػوف
الصػػندوؽ ممػ فػو ً فػػنف اتفاصاتػػه تعػػد ص ػ اررات صػػادرة عنػػه وحػػد وتنتفػػي عنهػػا الصػػفة الدوليػػة ،أمػػا عنػػدما
ممو ً ةمستيرضًا مف أحد األعضاء فنف الصفة الدولية ت بت له ا النوع مف ا تفاصات.
يكوف َّ
ومع لؾ ،يمكف اليوؿ – مف الناحية الموضوعية -إنه ليس هنػاؾ اخػتقؼ بػيف الصػفة التػي
يتميز بها صرار الصندوؽ فيما يتعمؽ باتفاصات الدعـ ،والصفة التي يتميػز بهػا ا تفػاؽ الػدولي .وا ا كػاف
الصندوؽ ينكر الصفة الدولية تفاصات الدعـ فألنه يتمتع بمركز يم ّكنػه مػف اتبػاع هػ ا السػموؾ فضػقً
تجػػد مػػف مصػػمحتها هػػي أيض ػاً، عػػف أف الحكومػػات التػػي تطمػػب التسػػهيقت بموجػػب اتفاصػػات الػػدعـ،
وألسباب داخمية أف تعترؼ باتفاصات الدعـ عمن أنها اتفاصات دولية.
77
وهنػػا يجػػب تحديػػد طبيعػػة العقصػػة التػػي ت ػربط الدولػػة المعنيػػة بالصػػندوؽ فػػي حالػػة عيػػد اتفػػاؽ
الػػدعـ بػػيف الطػػرفيف .ي ػ هب الػػبعض إلػػن اليػػوؿ إف هػ ا الوضػػع يضػػفي ضػػمنيًا عمػػن الصػػندوؽ سػػمطة
يتعاصد ،وانما يتخ ص اررات.12 فوؽ سمطات الدوؿ فهو في عقصاته مع الحكومات
وبتيػػديرنا ،إف الصػػندوؽ يتهػػرب مػػف الخضػػوع لمبػػادئ وصواعػػد اليػػانوف الػػدولي الخاصػػة بتفسػػير
مػػا يبرمػػه مػػف اتفاصػػات دعػػـ ،واهمػػاؿ الطػػرؽ ا تفاصيػػات الدوليػػة مػػف خػػقؿ اسػػتئ ار بسػػمطة تفسػػير
الدوليػػة األخػػرى فػػي التفسػػير ،الت ػػي تعطػػي ضػػماناً أكبػػر لمػػدوؿ .وبػ ػ لؾ فػػنف الصػػندوؽ يتمتػػع بوض ػػع
أفضؿ مف وضع الدوؿ التي تحصؿ عمن دعمه .ولمصندوؽ أسبابه التي تحممػه عمػن أف يسػعن ػ وهػو
صػػادر عمػػن لػػؾ ػ إلػػن أف يكػػوف فػػي مركػػز ووضػػع أعمػػن مػػف ك يػػر مػػف الػػدوؿ ،كطبيعػػة ن ػػاطاته مػػف
ناحية وحاجة الدوؿ إلن تمويمه مف ناحية انية واحػداث التػوازف بػيف تيػديـ التمويػؿ وضػمانات الوفػاء
مػف ناحيػة ال ػة .لػ لؾ وسػداً إلمكانيػة تػ رع الػدوؿ بمبػادئ اليػانوف الػدولي ،فيػد حػرص الصػندوؽ عمػن
توصيؼ ةا تفاصات التي يعيػدها مػع الػدوؿ ،عمػن أنهػا ةصػ اررات صػادرة عػف هيئاتػه الحاكمػة ،وهػو مػا
يجافي المنطؽ اليانوني.
78
تقويم عمل الصندوق
يمكف اليوؿ إنه بعد ستة عيود مف صياـ الصندوؽ تم ّكف األخير مف ا ستمرار في ضبط
العقصات الدولية النيدية ،وتحييؽ استيرار أسعار الصرؼ إلن حد كبير ،حتن بداية السبعينيات مف
لؾ الوصت ال ي تغير فيه وضع الدو ر األمريكي ،عندما توصفت صابميته اليرف ا لع ريف .بيد أنه من
تبدؿ
لمتحويؿ إلن هب في ،1971/8/15وخفضت صيمته مرتيف متتاليتيف عامي 1971وّ ،1973
يحث الدوؿ
ّ الدور ال ي ُرسـ لمصندوؽ بالنسبة لتحييؽ ا ستيرار ألسعار الصرؼ ،وأصبح حالياً
األ عضاء التي تطمب دعمه ،عمن تعويـ عمقتها ،لتأخ صيمتها الفعمية ،التي تحددها صوى العرض
والطمب.
ومف جانب آخر ،نجح الصندوؽ في زيادة السيولة الدوليػة ،مػف خػقؿ اسػتحدا ه لنظػاـ حيػوؽ
السحب الخاصة في الفترة اتها.
وفضػقً عػػف لػػؾ ،تمكػػف الصػػندوؽ مػػف تطػػوير عممياتػػه ،حسػػب حاجػػات الػػدوؿ فأوجػػد بعػػض
اآلليػػات ،التػػي تم ّكنػػه مػػف تيػػديـ مسػػاعدات لمػػدوؿ األعضػػاء ،بحيػػث تػػتمكف مػػف إج ػراء سػػحوبات ات
طبيعػػة تعويضػػية فػػي بعػػض الحػػا ت أو أف تحصػػؿ عمػػن تسػػهيقت موسػػعة .كمػػا أوجػػد طرص ػًا جديػػدة
لتيديـ مساعداته لمدوؿ األعضاء.13
بي ػػد أف تعام ػػؿ الص ػػندوؽ م ػػع ال ػػدوؿ األعض ػػاء ،ظ ػػؿ متس ػػماً ب ػػالتمييز ألس ػػباب ك يػ ػرة ،يرج ػػع
بعضػػها إلػػن تنظػػيـ الصػػندوؽ اتػػه ،و سػػيما فيمػػا يتعمػػؽ بيواعػػد التصػػويت حيػػث تهػػيمف الػػدوؿ األك ػػر
مسػاهمة فػي أرسػماله عمػن اليػ اررات المهمػة فيػه .فالو يػات المتحػدة مػ قً تتمتػع بنسػبة تصػويت ميػػدارها
14ر ،%17ومف ـ فننها صادرة بمفردها عمػن تعطيػؿ أي صػرار يحتػاج إلػن نسػبة %85مػف األصػوات.
كما أف الدوؿ الغربية صادرة عمن ح د التصويت القزـ لمي اررات التي تريد تمريرها.
مف جهة أخرى ،فنف الصندوؽ عندما يصمـ برامجه اإلصقحية لدولة ما ،فنف فمسفته تيوـ
14
مرًة أخرى ػ مرتبطة بسياسات الدوؿ
عمن منطميات ليبرالية ات مضموف سياسي .وتظؿ سياسته ػ ّ
صاحبة النصيب األكبر مف الحصص ،التي تتمتع بامتياز تعييف مم ميف لها في مجمس المديريف
- 13حوؿ ه التطورات التي طرأت عمن مساعدات الصندوؽ ،راجع تفصيمياً :مي يؿ لو ر ،ص.95-77
-14د .زينب عبد العظيـ ،صندوؽ النيد الدولي واإلصقح ا صتصادي في الدوؿ النامية :جوانب سياسية ،كتاب
األهراـ ا صتصادي ،143 ،كانوف األوؿ ،1999ص .21
79
التنفي ييف لمصندوؽ .15وبالتالي فنف موافية الصندوؽ عمن تيديـ تمويمه لعضو ما ،تعني موافية ه
الدوؿ ،كما أف رفض الموافية يعني رفض الدوؿ ال كبرى اتها .و يخفن والحاؿ ك لؾ أف ا عتبارات
السياسية تؤدي دورها في تحديد أداء الصندوؽ.16
ومف جانب آخر ،يختمؼ تعامػؿ الصػندوؽ مػع الػدوؿ عنػدما تمجػأ إلػن مػوارد حسػب وضػعها.
فال ػػروط الخاصػػة بالبمػػداف المتيدمػػة ،مختمفػػة تمام ػاً عػػف ال ػػروط الخاصػػة بالبمػػداف الناميػػة ،إ يطمػػب
الصػػندوؽ مػػف هػ األخيػرة أف تيػػوـ بنصػػقحات هيكميػػة فػػي بنيانهػػا ا صتصػػادي ،17بنػػاء عمػػن وصػػفاته
الت ػػي تتن ػػاوؿ التفاص ػػيؿ الدصيي ػػة ف ػػي هػ ػ ا البني ػػاف .وف ػػي ك ي ػػر م ػػف الح ػػا ت تك ػػوف ا س ػػتجابة لنص ػػائح
- 15يؤكد جانب مف ا صتصادييف أف الصندوؽ صد أن ئ أساساً لخدمة مصالح الدوؿ الرأسمالية الكبرى .ولـ تَ ْعنِ ِه
حوؿ لها و صوة .ولـ م اكؿ الدوؿ المتخمفة التي نُظر إليها من ن أة الصندوؽ عمن أنها مجرد توابع،
يضع ضمف أهدافه صضايا التنمية والمدفوعات الدولية له المجموعة مف الدوؿ ،و حتن مساعدتها في تسوية
حيوصها لدى دائنيها المستعمريف آن اؾ .راجع ،د .رمزي زكي ،التاري النيدي لمتخمؼ ،دراسة في أ ر نظاـ
النيد الدولي عمن التكويف التاريخي لمتخمؼ بدوؿ العالـ ال الث ،سمسمة عالـ المعرفة ،رصـ ،118ت ريف األوؿ
،1987ص.155
- 16و يعني لؾ أف ص اررات الصندوؽ تكوف سمبية دائمًا تجا البمداف النامية ،بؿ أحيانًا تؤدي دو ًار إيجابيًا في
مواجهة األزمات النيدية ،كما حدث في العممية التي سميت ةدرع البيزو عاـ 1995عندما أعمنت الحكومة
المكسيكية عف عزمها تخفيض صيمة عممتها الوطنية ،بميدار %15عف صيمته الجارية ،األمر ال ي تسبب في
حا لة عر في األوساط المالية الدولية ،و سيما أف صيمة ا ست مارات في المكسيؾ تجاوزت الخمسيف مميار
دو ر أمريكي .وه ا ست مارات كانت صد توجهت إلن المكسيؾ ،بعد إ اعة األجواء المناسبة ،مف خقؿ وفاء
المكسيؾ بال روط التي فرضها عميها صندوؽ النيد الدولي ،مف أجؿ إصقح اصتصادها .وصد عزمت الو يات
المتحدة عمن الوصوؼ إلن جانب المكسيؾ ،مف خقؿ الضغط عمن صندوؽ النيد الدولي لمنحها صرضًا يم ّكنها
مف تجاوز العيبة ،وكاف المبم المطموب 40مميار دو ر .وبريـ أف المدير العاـ مي يؿ كامديسو وافؽ عمن
7ر 7مميار دو ر ،وهو أكبر صرض تبيحه لوائح الصندوؽ في لؾ الوصت ،فيد كاف لألهمية التي تتمتع بها
الو يات المتحدة دور في زيادة المبم وتجاوز األزمة ،حيث أعمنت الو يات المتحدة أنه بمساعدة صندوؽ
النيد الدولي ،وبنؾ التسويات الدولية ،والحكومة الكندية ،صار متاحًا لممكسيؾ صرضًا صيمته خمسوف مميار
دو ر ،لتجاوز األزمة وأف المكسيؾ ستسدد كؿ ما ب متها مف ديوف.
راجع :هانس بيترمارتيف ،هارالد وماف :ف العولمة ،ا عتداء عمن الديميراطية والرفاهية ،ترجمة د .عدناف عباس
عمي ،سمسمة عالـ المعرفة ،رصـ ،238ص .96–87
-17لدراسة تفصيمية حوؿ ه ا الموضوع ،راجع :د .صفوت عبد السقـ عوض اهلل ،السياسات التكييفية لصندوؽ
النيد والبنؾ الدولييف وأ رها عمن عقج ا ختق ت ا صتصادية في الدوؿ النامية ،دار النهضة العربية،
الياهرة ،1993 ،ص.83-53
80
الصػندوؽ ضػػارة بالدولػػة العضػػو التػػي تضػػطر إلػػن المجػوء إليػػه ،كمػػا حػػدث بالنسػػبة ليويسػػقفيا ،18ومػػا
يحدث لغيرها.
والصػػعوبة التػػي تواجههػػا البمػػداف الناميػػة عػػادةً ،مػػف جػ ّػراء التييػػد به ػ الوصػػفات يمتػػد تأ يرهػػا
السػػمبي ب ػػكؿ مبا ػػر إلػػن ال ػػعوب ،19ألف مػػف بػػيف مػػا تفرضػػه هػ ػ الوصػػفات عمػػن الػػدوؿ الرايب ػػة
بالحصػوؿ عمػن تمويػػؿ الصػندوؽ أو دعمػػه أف تخفّػض مػف اإلنفػػاؽ الحكػومي عمػػن اليطاعػات الحيويػػة
بالنسبة لممواطنيف ،كاليطاع الصحي ،وصطاع التعميـ والغاء الدعـ السمعي…20ال .
ولكف ،عندما نتحدث عف الصندوؽ بحسبانه منظمة دولية ،فنننا نقحظ تطورات مهمة، ْ
طرأت عمن أدائه وعقصاته بالدوؿ األعضاء .21فن ا كاف الصندوؽ ،صد أن ئ لمراصبة النظاـ الدول ي
النيدي وضبطه والعمؿ عمن استيرار وا ا كانت الرصابة عمن أسعار الصرؼ واإل راؼ عمن موازيف
المدفوعات ،تعد مؤ ًار عمن إمكانية التحرؾ بعيداً عف سيطرة الدولة ب كؿ منفرد عمن السياسة
الدرجة مف ا صتصادية وصبوؿ درجة مف التدخؿ الدولي في ا صتصادات الداخمية لمدوؿ ،22فنف ه
التدخؿ ،التي صبمتها الدوؿ المن ئة لمصندوؽ في بداية األمر ،صد اتسعت ك ي ًار مع التطورات التي
81
أصابت المجتمع الدولي ،ب كؿ عزز مف ميدرة الصندوؽ عمن التدخؿ تحت ضغط حاجة الدوؿ إلن
اتفاصات الدعـ ،والتمويؿ ال ي ييدمه الصندوؽ لها لتصحيح اختقؿ موازيف مدفوعاتها ،ولكف تدخمه
يكوف تجا الدوؿ دوف تمييز ،وانما عمن العكس مف لؾ تمامًا ،فهو يكتفي بالنسبة لمدوؿ
الرأسمالية بتسجيؿ المواصؼ عمن السياسات التي تتخ ها ه الدوؿ ،في حيف أنه يعمؿ عمن إخضاع
الدوؿ الفييرة ،واعادة احتوائها ب كؿ مبا ر مف صبؿ الدوؿ الرأسمالية .23وهك ا فنف صندوؽ النيد
الدولي ػ كما ي ار جانب مف الفيه ػ أصبح أداة أساسية لمدوؿ الصناعية ،لفرض اإلصقح ا صتصادي
وب لؾ أصبح دور المالي مختمفًا إلن حد تراكي في العالـ النامي ،والدوؿ المتحولة مف النظاـ ا
كبير ،عف لؾ الدور ال ي حدد مؤسسو .24
أمػػا التحػػوؿ المهػػـ فػػي طرييػػة عمػػؿ صػػندوؽ النيػػد الػػدولي ،فيػػد حػػدث فػػي أواخػػر السػػتينيات،
وبالتحديػد عػػاـ ،1968عنػدما أصػػدر مجمػػس المػديريف التنفيػ ييف صػ ار ًار ،ػ ّكؿ نيطػػة تحػوؿ ،تم مػػت فػػي
استحداث ما أطمؽ عميه رالمشرروطية Conditionalityر فػي المجػوء إلػن مػوارد الصػندوؽ ،25حيػث كػاف
هػ ػ ا التح ػػوؿ م ػػف أه ػػـ اليض ػػايا الم يػ ػرة لمج ػػدؿ .وب ػػريـ أف هػ ػ الم ػػروطية صام ػػت عمميػ ػًا عم ػػن أس ػػاس
اليػ اررات المتخػ ة مػػف صبػػؿ الصػػندوؽ ،26مػػف أجػػؿ تػػأميف تجديػػد م ػوارد ،وعمػػن أ تصػػبح صاعػػدةً ،27إ
ػص عميهػا فػي نظػاـ الصػندوؽ فػي نهايػة السػتينيات .28وصػد أعيػد أنها أصبحت فيما بعد صواعد ممزمػة ُن ّ
النظػر فػي هػ الم ػػروطية مػػف أجػػؿ تػػدعيمها وتيويتهػػا فػػي عػػاـ ،1979ػػـ فػػي عػػاـ 1988ممػػا أدى
82
إلػػن إحكػػاـ صبضػػة الصػػندوؽ عمػػن المسػػتيبؿ ا صتصػػادي لمبمػػداف التػػي تحتػػاج إلػػن التمويػػؿ .وأصػػبحت
الم روطية إحدى الوسائؿ الرئيسة في الرصابة التي يمارسػها الصػندوؽ عمػن السياسػات ا صتصػادية فػي
البمداف المدينة.29
عناصر المشروطية:
عمػػن الػػريـ مػػف أف الي ػرار الصػػادر عػػاـ 1968لػػـ يحػػدد مضػػموف الم ػػروطية ،إ أنػػه حػػدد
مبػػرر وجودهػػا فهػػي ر ت ػػمؿ إ المعػػايير الضػػرورية فػػي تحييػػؽ األداء ،لتي ػويـ تنفي ػ البرنػػامج ،بغيػػة
التأكد مف أف أهدافه صػد تحييػتر .والغايػة مػف هػ الصػيغة هػي طمأنرة البمردان الناميرة حرول الطبيعرة
الكيفية لممشرروطية ،فال ػروط التػي يضػعها الصػندوؽ تهػدؼ إلػن تيػويـ البرنػامج الػ ي التزمػت الدولػة
المعنية بتنفي .30
ويظ ِه ػ ػػر تحمي ػ ػػؿ الم ػ ػػروطية أنه ػ ػػا تحت ػ ػػوي عم ػ ػػن عررررردة عناصرررررر فهن ػ ػػاؾ أه ػ ػػداؼ البرن ػ ػػامج،
ُ
والسياسات التي يجب اتباعها ،إضاف ًة إلن معايير األداء.
- 29يقحظ أف التوجه نحو تينييف الم روطية ،كاف ردًا عمن مطالبات البمداف النامية بالمساواة في المعاممة ،وعدـ
التمييز بيف األعضاء ،ال ي ظهر في اتفاؽ الدعـ ال ي صدمه الصندوؽ لبريطانيا عاـ ،1967حيث لـ ي ترط
الصندوؽ في ه ا ا تفاؽ مبدأ التدرج في السحوبات مف ناحية ،وال ي طبؽ عمن اتفاصات الصندوؽ السابية
مع البمداف النامية .وصد حدث لؾ ألوؿ مرة في اتفاؽ الصندوؽ مع ت يمي عاـ ،1956وييضي ه ا ال رط
أنه إ ا تجاوز السحب ميدا ًار معينًا ة % 36فق يمكف لمبمد الساحب دوف موافية صريحة مف الصندوؽ أف يمجأ
إلن راء عمقت يتجاوز ميدارها حدًا معينًا ة %18خقؿ فترة تيؿ عف 31يومًا .كما أنه لـ ي ترط مبدأ
األداء اإلجباري مف ناحية انية ،وال ي طبؽ أيضًا عمن البمداف النامية .وصد حدث لؾ ألوؿ مرة في اتفاؽ
الصندوؽ مع باريواي عاـ 1957ومفاد ه ا ال رط أنه في حاؿ تجاوز سيؼ محدد لمتسميؼ واإلنفاؽ العاـ،
فنف لؾ يؤدي حكمًا إلن تعميؽ السماح بنجراء السحب .وه ا التمييز في المعاممة ،بيف البمداف المتيدمة
والبمداف النامية ،حمؿ األخيرة عمن المطالبة بالمساواة ،مما جعؿ الصندوؽ يعيد النظر في إجراءات اتفاصات
الدعـ واستعماؿ موارد الصندوؽ .ولكف النتيجة كانت لمصمحة ت ديد صبضة الصندوؽ عمن السياسات
ا صتصادية لمبمداف المدينة ،وهي يالباً مف البمداف النامية .راجع :ماري فرانس ليريتو ،المرجع نفسه،
ص.115–108
- 30المرجع نفسه ،ص .118
83
وا ا كانػػت الدولػػة المعنيػػة هػػي التػػي تحػػدد األهررداف مبػػدئياً ،فػػنف لبع ػػة صػػندوؽ النيػػد الػػدولي
ُينكػر ،31فػػي تحديػد هػ األهػػداؼ التػي ترمػي مػػف حيػث الظػاهر إلػػن إحػداث تػوازف فػػي دورهػا الػ ي
ميزاف المدفوعات .وهنػا ،وبغػض النظػر عػف دور بع ػة الصػندوؽ فػي تحديػد األهػداؼ ،فػنف وجػود هػ
البع ػػة بحػػد اتػػه يػػؤ ر فػػي إرادة الدولػػة المعنيػػة .وفض ػقً عػػف لػػؾ فيػػد أصػػبح اتجػػا الصػػندوؽ بجعػػؿ
دخولػه فػػي اتفاقررات دعررم مػػع الػػدوؿ يميػػؿ إلػػن التأكيػػد عمػػن ال ػػفافية فػػي هػ الػػدوؿ ،حتػػن يػػتمكف مػػف
ا طقع ب كؿ دصيؽ ،عمن األوضاع في الػدوؿ المعنيػة ،وتيػدير مػدى مقءمػة خطواتػه التػي يجػب أف
يتخ ها.
مف جهة أخرى ،ييتضي بموغ األهداؼ المحددة ،التزاـ الدولػة المعنيػة باتخػا تػدابير واجػراءات
معينػػة فػػي السياسػػة ا صتصػػادية ،وتطبيػػؽ ه ػ اإلج ػراءات .وبػػريـ أف ا لت ػزاـ بتطبيػػؽ تػػدابير السياسػػة
ا صتصػػادية هػػو حسػػب وجهػػة نظػػر الػػبعض ،32الت ػزاـ أدبػػي ولػػيس صبػػو ً رسػػمياً ،و يترتػػب عمػػن عػػدـ
تنفي ػ مػػف حيػػث المبػػدأ ،فػػرض عيوبػػات مػػف جانػػب الصػػندوؽ عمػػن الدولػػة المخالفػػة إ أف موضػػوع
التنفي ػ أو عدمػػه ينػػاصش عموم ػًا كػػؿ ق ػػة أ ػػهر ،ضػػمف إطػػار الم ػػاورات التػػي يجريهػػا الصػػندوؽ مػػع
الدولة المعنية ،وله الم اورات انعكػاس عمػن تيػويـ الصػندوؽ لمػدى اسػتجابة الدولػة لإلجػراءات التػي
تـ ا تفاؽ عميها.
أمػػا بالنسػػبة لمعررايير األدا التػػي يحػػددها الصػػندوؽ ةآليػػات بمػػوغ األهػػداؼ فهػػي ات صػػفة
إجباريػة ،وترمػػي هػ المعػػايير إلػػن محافظػػة اصتصػػاد الدولػػة عمػػن مسػػتوى كمػػي محػػدد سػػمفاً ،طيمػػة مػػدة
ا تفػػاؽ .ويمكػػف اليػػوؿ إف معػػايير األداء ،هػػي وسػػائؿ لتحييػػؽ البرنػػامج ،وهػػي أيض ػًا مؤ ػػر عمػػن أف
عممية التنفي تسير ب كؿ حسف.
أمػػا بالنسػػبة لكيفيررة إنزرراز اتفاقررات الرردعم بػػيف الصػػندوؽ والػػدوؿ المعنيػػة ،فػػنف المبػػادرة فيهػػا
تكوف مف جانب الدوؿ .وفياً لمخطوات اآلتية:
.1ترسػػؿ الدولػػة التػػي تريػػب فػػي إنجػػاز اتفػػاؽ الػػدعـ خطاب ػاً ي ػػتمؿ عمػػن العناصػػر التػػي يتضػػمنها
البرنػػامج ال ػ ي تعػػد الدولػػة مسػػبياً ةبمسػػاعدة بع ػػة الصػػندوؽ تعػػرض فيػػه الخطػػوط الرئيسػػة لألهػػداؼ
المطموبة ،والتدابير المتوصع اتخا ها في السياسة ا صتصادية .ويدعن ه ا الخطاب ةخطاب النوايا .
- 31عندما تمجأ الدولة العضو إلن الصندوؽ طالب ًة تمويمه أو دعمه ،فنف مف بيف اإلجراءات التي يتخ ها الصندوؽ
الدولة ،لدراسة أوضاعها ا صتصادية عف ك ب ،وتيديـ ةالنصائح لمحكومة المعنية في إرسالُه بع ًة إلن ه
كيفية إدارة الحياة ا صتصادية في البقد.
- 32ماري فرانس ليريتو ،المرجع نفسه ،ص.119
84
.2يص ػػدر مجم ػػس الم ػػديريف التنفيػ ػ ييف لمص ػػندوؽ موافيت ػػه ف ػػي و يي ػػة تتض ػػمف ع ػػدداً م ػػف ال ػػروط،
بعضػػها ػػروط نمو جيػػة Standard Clausesةيػػتـ الػػنص عميهػػا فػػي كػػؿ اتفػػاؽ وبعضػػها ػػروط
متعمية بالمراجعة Review Clauses ،ينظر بهػا عنػد ا صتضػاء ،لتصػحيح اآلليػات التػي تبػدو ضػرورية،
حوؿ النياط التي لـ يكف مف الممكف معالجتها بدصة ،لػدى وضػع البرنػامج موضػع التنفيػ وأخيػ اًر هنػاؾ
روط ت ػاورية Consultation Clausesتصػاغ ب ػكؿ ابػت ،وتتضػمف اسػتمرار تبػادؿ الم ارسػقت مػع
بع ات صندوؽ النيد الدولي لدى الدولة المعنية خقؿ فترة ا تفاؽ.
وتج ػػدر اإل ػػارة إل ػػن صػ ػرامة البػ ػرامج المالي ػػة المص ػػاحبة تفاص ػػات ال ػػدعـ ،وتع ػػدد ضػ ػوابط أو
معػػايير األداء اإلجبػػاري ،األمػػر ال ػ ي يتضػػمف رصابػػة الصػػندوؽ عمػػن تفاصػػيؿ السياسػػات ا صتصػػادية
لمدوؿ.
هػ باختصػػار هػػي عناصػػر م ػػروطية الصػػندوؽ .وص ػد عمػػد األخيػػر م ػرتيف إلػػن إعػػادة النظػػر
ب كؿ معمؽ في مسألة الم روطية ،أو هما عاـ 1979ولكنهػا أدت إلػن تينػيف الم ػروطية و انيتهمػا
ع ػػاـ 1988بي ػػد أنه ػػا خمص ػػت إل ػػن أف التوجه ػػات الت ػػي اعتم ػػدت ع ػػاـ 1979يج ػػب أف تبي ػػن مص ػػد ًار
موجهػًا لتعامػػؿ الصػػندوؽ .33وعمػػن الػػريـ مػػف أف صػرار عػػاـ 1979صػػد اهػػتـ بػػاحتراـ األهػػداؼ الخاصػػة
بكػػؿ دولػػة ،حيػػث جػػاء فػػي فيرتػػه الرابعػػة أنػػه رعنػػدما يسػػاعد الصػػندوؽ البمػػداف األعضػػاء عمػػن تهيئػػة
برامجه ػ ػػا التص ػ ػػحيحية ،فنن ػ ػػه يأخػ ػ ػ بالحس ػ ػػباف أه ػ ػػدافها السياس ػ ػػية وا جتماعي ػ ػػة الداخمي ػ ػػة ،وأولوياته ػ ػػا
ا صتصادية ،والوضع ال ي هي فيه ،بما في لؾ أسباب صعوبات مػوازيف مػدفوعاتهار ،بػريـ لػؾ فننػه
مييد مف ناحيتيف:
ينطبػػؽ عمػػن المجػػا ت المحػػددة فػػي األولرر :إف مفهػػوـ األهػػداؼ السياسػػية وا جتماعيػػة
أهػػداؼ الصػػندوؽ كمػػا وردت فػػي المػػادة األولػػن مػػف نظامػػه األساسػػي ،34والتػػي يكػػوف لمصػػندوؽ عميهػػا
حؽ الرصابة.
الثانيرررة :تتم ػػؿ ف ػػي أف الص ػػندوؽ يي ػػر مم ػػزـ صانونػ ػاً بم ارع ػػاة ا عتب ػػارات المرتبط ػػة بالسياس ػػة
الداخمية ،وه ا ما يوحي به الػنص اتػه ،إ إنػه ريأخػ بالحسػبافر ،أي أف هػ الصػيغة تتػرؾ لمصػندوؽ
الحرية في تيدير النتائج ا صتصػادية لألهػداؼ السياسػية وا جتماعيػة الداخميػة التػي يحترمهػا الصػندوؽ
مف حيث المبدأ.35
85
وعم ػػن العك ػػس م ػػف وج ػػوب احتػ ػراـ السياس ػػة الداخمي ػػة لم ػػدوؿ األعض ػػاء ،كم ػػا وردت ف ػػي صػ ػرار
،1979فيد توسعت سمطة الصندوؽ في ال مانينيات ب ػكؿ كبيػر ،حيػث زادت حاجػة الػدوؿ إلػن تمديػد
م ػػدة اتفاص ػػات ال ػػدعـ ،وب ػػرز مفه ػػوـ التص ػػحيح الهيكم ػػي ب ػػكؿ واض ػػح .وأدى ل ػػؾ إل ػػن تيوي ػػة وت ػػديد
الم ػػروطية ،أي أف الصػػندوؽ أصػػبح يػػرى أف مػػف مهامػػه بموجػػب تمديػػد اتفاصػػات الػػدعـ ،ومػػا يسػػتتبعه
لػؾ مػف فػرض لإلصػقح الهيكمػي ،أف يتػدخؿ فػػي ميػاديف لػـ تكػف تيميػدياً مػف مجػا ت اختصاصػػه.36
وهك ػ ا فػػنف طبيعػػة عمػػؿ الصػػندوؽ لػػـ تعػػد تيتصػػر عمػػن إج ػراء إصػػقح س ػريع لمعالجػػة اخػػتقؿ مي ػزاف
المدفوعات ،بؿ تحولت طبيعة اإلجراءات اتها بحيػث تػؤ ر فػي البنيػاف الهيكمػي ،الػ ي يتطمػب التحػوؿ
37
أو عمػن األصػؿ تغييػر تركيػب اإلنفػاؽ إلن اصتصػاد السػوؽ ،واألخػ بالخصخصػة ،وبيػع اليطػاع العػاـ
العػ ػ ػػاـ واصػ ػ ػػقح اليطػ ػ ػػاع الع ػ ػ ػػاـ فض ػ ػ ػقً عػ ػ ػػف تطػ ػ ػػوير أو إلغ ػ ػ ػػاء أنظمػ ػ ػػة الرصابػ ػ ػػة عمػ ػ ػػن األسػ ػ ػ ػواؽ
واألسػػعار…ال ػ .وبالتػػالي فػػنف أي تحديػػد أو طمػػب تفاصػػات الػػدعـ ػ و سػػيما مػػف البمػػداف الناميػػة ػ
أصبح يخضع ل روط اإلصػقح الهيكمػي .وهػ ا يعنػي أف التعػديؿ صػد أصػاب أسػموب المعالجػة .فيػد تػـ
ا نتياؿ مف اإلصقح عمن المستوى الدولي ةتوازف ميػزاف المػدفوعات ميارنػة مػع الػدوؿ األخػرى ،إلػن
اإلصقح عمن المستوى الوطني ،أي إ ف الدوؿ اتها تصبح ممزمة بتعػديؿ سياسػاتها ا صتصػادية ،وفػؽ
تستطيع التأ ير فيه أو مراصبة آليته.38 منظور دولي
ومػػع ه ػ التحػػو ت العميي ػػة فػػي مضػػموف م ػػروطية الص ػػندوؽ ،اتسػػع نطػػاؽ ن ػػاطه ،فأخػ ػ
ي ػػارؾ فػػي جميػػع أ ػػكاؿ المفاوضػػات المسػػتجدة لمػػديوف الرسػػمية أو المصػػرفية ،كمػػا ي ارصػػب عػػف صػػرب
السياسػػة ا صتصػػادية الوطنيػػة .والمهمػػة األساسػػية لمصػػندوؽ اآلف ،هػػي إعػػداد السياسػػات ا صتصػػادية،
والسػػهر عمػػن تطبييهػػا .ومػػف ػ ّػـ ػ كمػػا يقحػػظ بعػػض المتخصصػػيف ػ فػػنف روصػػاية الصػػندوؽر عمػػن
السياسات ا صتصادية لمبمداف المدينة اتسع نطاصها يئاً ف يئاً.39
واألهػػـ مػػف لػػؾ أف الصػػندوؽ أصػػبح يػػؤدي دور الوسػػيط بػػيف الػػدوؿ والمصػػارؼ الميرضػػة.
وهكػ ػ ا نج ػػد أف بع ػػض ال ػػدوؿ عي ػػدت ف ػػي بداي ػػة ال مانيني ػػات اتفاص ػػات دع ػػـ ر ػػكميةر دوف أف تج ػػري أي
86
سػػحب ،و لػػؾ بيصػػد الحصػػوؿ عمػػن ر ػػهادة حسػػف سػػموؾر مػػف المػػدير العػػاـ لمصػػندوؽ عػػف سياسػػاتها
ا صتصادية ،حتن إف بعض الحكومات التزمت في المراحؿ األولن إلعػادة جدولػة ديونهػا 40ػ كالمكسػيؾ
عػاـ 1984وفنػزويق عػاـ 1985ػ أف تيػدـ لػدائنيها تيػارير نصػؼ سػنوية ،عػف األوضػاع ا صتصػادية
في كؿ منهما ،تعدها أجهزة الصندوؽ بموجب المادة الرابعة مػف نظامػه األساسػي .وبالتػالي فػنف الػدوؿ
المدينة التي تريب بجدولة ديونها ،بد لهػا مػف إخضػاع برامجهػا ا صتصػادية لتيػويـ أجهػزة الصػندوؽ،
ـ ترسؿ تيارير التيويـ إلػن الػدائنيف ،41وهػ ا مػا حػدث مػع عػدد مػف الػدوؿ فػي نهايػة ال مانينيػات .وهنػا
يب ػػدو أف تح ػػو ً آخ ػػر طػ ػ أر عم ػػن م ػػروطية الص ػػندوؽ ،حي ػػث أص ػػبح ي ػػدد م ػػف رصابت ػػه دوف أف يي ػػوـ
بالتمويػػؿ بنفسػػه .أي إف الصػػندوؽ أخ ػ يمػػارس دور الحػػارس لمػػدوؿ الدائنػػة ،مػػف خػػقؿ إجبػػار الػػدوؿ
-40تيوـ البمداف المدينة أحياناً تحت ضغط الواصع ا صتصادي بطمب إعادة جدولة الديوف الخارجية ،مما يدؿ عمن
وصوعها في أزمة اصتصادية طاحنة ،تتم ؿ أهـ سماتها في صعوبة ا ستمرار بدفع أعباء الديوف المستحية في
مواعيدها ،مع كؿ ما يستتبع لؾ مف تدمير صتصادها إلن أف ينتهي بها األمر إلن طمب إعادة جدولة
الديوف مع ا ستعداد لتنفي ما يطمبه الدائنوف .وتبدأ عممية إعادة الجدولة بطمب أو إعقف مف الدولة المدينة
إلن الجهات الدائنة تطمب فيه وْصؼ د ْفع فوائد الديف ،والدخوؿ في مفاوضات إعادة الجدولة .فن ا ما بدأت
المفاوضات فننها تتـ طبيًا ليواعد رنادي باريسر وهو نا ٍد ليست له صفة رسمية .وتتـ المفاوضات بحضور
ق عف
مراصبيف مف صندوؽ النيد الدولي ،ويتعيف عمن الدولة التي تطمب إعادة الجدولة أف تيدـ تيري ًار مفص ً
أوضاعها ا صتصادية والم كقت التي تواجهها ،وأف تضع جميع المعمومات المتعمية باصتصادها أماـ
المجتمعيف .وصبؿ إعادة الجدولة يتعيف عمن الدولة المدينة أف تيبؿ رطيف أساسييف:
األوؿ :أف تتحمؿ الدولة المدينة دفع فوائد التأخير عمن األصساط المؤجؿ دفعها ،كنجراء عيابي لها حتن
تيدـ مرة أخرى عمن طمب إعادة الجدولة .وعادةً ما يكوف سعر فائدة التأخير أكبر مف سعر الفائدة اإلسمي
عمن اليروض المعاد جدولتها .ال اني :يتعيف عمن الدولة المدينة في جميع األحواؿ أف تيوـ بعمؿ اتفاؽ دعـ،
صبؿ أف يوافؽ الدائنوف عمن عممية إعادة الجدولة .راجع :د .رمزي زكي ،المرجع السابؽ ،ص .319–316
- 41استحدث صندوؽ النيد الدولي في أواخر عاـ 2005جهاز ردعـ السياسةر لمدوؿ الفييرة التػي تحتػاج إلػن موافيػة
الصندوؽ عمن سياساتها ا صتصادية ،عمن الريـ مػف عػدـ الحصػوؿ عمػن تمويػؿ مػف الصػندوؽ .وييػدـ الجهػاز
الجديػػد رأسػػموبًا سػػميمًار ةمػػف وجهػػة نظػػر الصػػندوؽ يسػػاعد الػػدوؿ عمػػن إعػػداد ب ػرامج اصتصػػادية فعالػػة ،بحيػػث
يعطػػي إ ػػارات لممػػانحيف وبنػػوؾ التنميػػة متعػػددة األط ػراؼ واألس ػواؽ ،عػػف وضػػع الدولػػة العضػػو السػػاعية إلػػن
الحصػػوؿ عمػػن مصػػادر تمويػػؿ ةخػػارج الصػػندوؽ .ومػػع إطػػقؽ الجهػػاز الجديػػد ييػػوـ الصػػندوؽ بػػنج ارء تي ػويـ
ػي ،م ػرتيف سػػنوياً ،ويي ػػدـ تيويمػػه لممػػانحيف والػػدائنيف .ويسػػمح مجمػػس الم ػػديريف لػػألداء ا صتصػػادي لمبمػػد المعنػ ّ
التنفي ػ ػ ييف بمرونػ ػػة محػ ػػدودة فػ ػػي توصيػ ػػت التي ػ ػويـ ،كمػ ػػا ييػ ػػوـ بالمراجعػ ػػات بغػ ػػض النظػ ػػر عػ ػػف وضػ ػػع الب ػ ػرامج
ا صتصادية.
87
المدينة عمن تبني روطه وسياساته ،ليس فيط مػف أجػؿ اسػتقـ اعتمػادات الصػندوؽ ،وانمػا لِتَمَيّػي أي
منحػة أو أي صػرض مػف الػدوؿ الدائنػة ،وبػ لؾ أصػبح الصػندوؽ ػ عمميػًا ػ يػؤدي دور الوسػيط .وممػا
ؾ فيه أف ه ا الدور لـ يكف مرسومًا أساسًا لصندوؽ النيد الدولي.
تمارين:
-فػي حػاؿ حػدوث نػزاع بػيف عضػويف فػي الصػندوؽ أو بػيف األخيػر وأحػد أعضػائه حػوؿ تفسػير
نص في نظامه األساسي ،فكيؼ تتـ تسوية النزاعو
-هػػؿ يسػػتطيع عضػػو فػػي ال ػ
ص ػندوؽ ،ول ػػيس طرف ػ ًا فػػي الن ػزاع الم ػػار إليػػه فػػي البنػػد السػػابؽ أف
يعترض عمن الحكـو ولما او
-مػػا هػػي الطبيعػػة اليانونيػػة تفاصػػات الػػدعـ ،مػػف وجهػػة نظػػر الصػػندوؽو ومػػا أريػػؾ فػػي تكييػػؼ
الصندوؽو
-ما الميصود بالم روطية ،وهؿ هي في صالح البمداف النامية ،ولما او
88
الوحدة التعميمية السابعة
البنك الدولي لمتعمير والتنمية
(األهداف – العضوية – النظام المالي واإلداري)
الكممات المفتاحية:
بنؾ التسويات – البنؾ الدولي – مجموعة البنؾ العالمي – الدوؿ الدائنة والدوؿ المدينة – االستثمارات األجنبية –
إعادة اإلعمار – الترابط بيف الصندوؽ والبنؾ – االحتياطي العاـ لمبنؾ.
الممخص:
عمى الرغـ مف إنشاء بنؾ التسػويات الدوليػة منػا عػاـ 1929فػنف إنشػاء البنػؾ الػدولي يعػد أوؿ محاولػة ناجحػة لمتعػاوف
في مجاؿ القروض األ جنبية طويمة األجؿ ،وتسيـ في رأسمالو كؿ الدوؿ األعضاء ،وتمثػؿ فػي مجالسػو الحاكمػة الػدوؿ
الدائنػػة والػػدوؿ المدينػػة عمػػى السػواء .ويتميػػل البنػػؾ الػػدولي بطػػاب لػػاص ،إا إنػػو يتػػير ال رصػػة لممقرضػػيف والمقترضػػيف
معاً لرسـ السياسة العامػة لنشػاط البنػؾ فػي مجػاؿ القػروض .وال تتعػارض نشػاطات البنػؾ مػ االسػتثمارات األجنبيػة وال
يتنافس معيا ،بؿ عمى العكس مف الؾ فنف مف شروط الحصوؿ عمػى رػروض البنػؾ عػدـ إمكانيػة الحصػوؿ عمييػا مػف
جية ألرى .ولـ يقتصر نشاط البنؾ بالنسبة لمدوؿ األعضاء عمى تقديـ القروض ليا ،بؿ إنو يقدـ ليػا أيضػًا مسػاعداتو
ال ني ػػة ،فضػ ػ ً ع ػػف دوره ف ػػي تس ػػوية منالع ػػات االس ػػتثمار الدولي ػػة .وعم ػػى ال ػػرغـ م ػػف ال ػػنص عم ػػى اس ػػتلداـ المػ ػوارد
والتسػػيي ت بطريقػػة عادلػػة لمتعميػػر والتنميػػة عمػػى ح ػ بد س ػواء ،فػػنف البنػػؾ فػػي سػػنواتو األولػػى كػػاف رػػد ركػػل عمػػى إعػػادة
التعمير في المقاـ األوؿ .ويمكف ت سير ت ضيؿ إعادة التعمير فػي كػوف البمػداف التػي كانػت بحاجػة لمتعميػر ىػي البمػداف
الت ػػي لربتي ػػا الح ػػرب العالمي ػػة الثاني ػػة ،أي البم ػػداف األوروبي ػػة .وبم ػػا أف ى ػػاه البم ػػداف ى ػػي المس ػػيطرة عم ػػى البن ػػؾ وفقػ ػًا
إلسياماتيا فيو ،فنف مف الطبيعي أف تنعكس رغبات ىاه البمداف عمى السياسة التمويمية لمبنؾ.
مف جانب آلر ،يدؿ نظاـ العضوية في البنؾ عمى مدى الترابط بينو وبيف الصندوؽ .فالعضوية في البنؾ ليست
متاحة إال لمدوؿ التي حققت عضوية الصندوؽ؛ كما كانت حصص األعضاء في الصندوؽ أساسًا لتحديد حصص
األعضاء في البنؾ؛ فض ً عف التشابو الكبير في التصويت ،وفي البنياف التنظيمي.
89
األهداف التعميمية:
تعريؼ الطالب بظروؼ إنشاء البنؾ الدولي وارتباطو الوثيؽ بالصندوؽ. -
الكشؼ عف المحاوالت الدولية السابقة إلنشاء مؤسسات دولية لتقديـ القروض ألعضاء الجماعة الدولية. -
إظيار التعاطي األولي لمبنؾ م وظي تيو المتمثمتيف بنعادة اإلعمار ثـ التنمية. -
كشؼ أىداؼ البنؾ الدولي وفقاً الت ارية إنشائو. -
تعريؼ الطالب عمى أوجو االرتباط بيف الصندوؽ والبنؾ الدولييف. -
90
تلداد الحاجة إلى تنظيـ الجيػود الدوليػة فػي شػتى المجػاالت ،كممػا ت اليػدت وتشػابكت الع رػات
الدولي ػػة ،وكمم ػػا أدرك ػػت ال ػػدوؿ حقيق ػػة عجلى ػػا من ػػردةً ع ػػف تحقي ػػؽ طموحاتي ػػا المش ػػروعة؛ مم ػػا جع ػػؿ
المجتم ػ الػػدولي يسػػعى بػػدأب إلػػى الػػدلوؿ طوع ػاً أو كرى ػاً فػػي حالػػة يطمػػؽ عمييػػا االعتمػػاد المتبػػادؿ
.1 Interdependence
وااا م ػػا ص ػػر ى ػػاا الق ػػوؿ ف ػػي عم ػػوـ الع ر ػػات الدولي ػػة ،فنن ػػو يص ػػر بق ػػدر أكب ػػر فيم ػػا يتعم ػػؽ
بالع رػػات الدوليػػة االرتصػػادية ،2وال سػػيما مػػا يتعمػػؽ منيػػا بالحصػػوؿ عمػػى تمويػػؿ لػػارجي يسػػاعد عمػػى
تحقيػػؽ األىػػداؼ الدالميػػة ،ويسػػد الػػنقص المػػالي الػػاي تعػػاني منػػو الػػدوؿ لػػدى نيوضػػيا بتعميػػر بمػػدانيا
وتطويرىػػػا .ومػ ػػف ىنػ ػػا كانػ ػػت الحاجػ ػػة إلػ ػػى إنشػ ػػاء منظمػػػة تمويميػ ػػة يمكػ ػػف المجػ ػػوء إلييػ ػػا لتحقيػ ػػؽ ىػ ػػاه
األغراض.
ويمكػػف إرجػػاع الت كيػػر فػػي إنشػػاء منظمػػة دوليػػة لمتمويػػؿ – تاريلي ػاً – إلػػى العػػاـ 1889عنػػدما
بدأت دوؿ أمريكا ال تينية بمحاولة ،غير مجدية ،إلنشاء بنؾ تنموي فيما بينيا.3
ورد كاف التعامؿ السائد في سد النقص التمػويمي متمػث ً بدحػد أمػريفم فنمػا أف تمجػد الحكومػات
إلػػى االرت ػراض المباشػػر مػػف حكومػػات دوؿ ألػػرى ،ورػػد جمبػػت ىػػاه الوسػػيمة فػػي الماضػػي 4االسػػتعمار
معيا لبعض البمداف ،وال سيما البمداف العربية في الشماؿ اإلفريقي؛ وامػا أف تقػوـ الدولػة بنصػدار أوراؽ
1
-حوؿ م يوـ االعتماد المتبادؿ بشكؿ عاـ ،راج م جوليؼ س .ناي (االبف) ،المنالعات الدولية – مقدمة لمنظرية
والتاريخ ، 1993 ،ترجمةم د .أحمد أميف الجمؿ ومجدي كامؿ ،الطبعة العربية األولى ،1997 ،الجمعية
المصرية لنشر المعرفة والثقافة العالمية ،القاىرة ،ص.234
2
-حوؿ االعتماد المتبادؿ في نطاؽ الع رات الدولية االرتصادية ،راج م
- Schwarzenberger (George), The Principles and Standards of International Economic Law, Recueil Des
Cours Académie De Droit International, 1966, I, pp.83-89.
- CROLEY (Steven P.) & JACKSON (John H.), Dispute Procedures, Standard of Review, and
Deference to National Governments, The American Journal of International Law, 1996, vol. 90,
pp.193.
3
-د .ابراىيـ شحاتة ،المنظمات الدولية وسياسات تمويؿ التنمية في العالـ الثالث ،مجمة السياسة الدولية ،العدد ،23
القاىرة ،1971ص.68-67
4
-ما لاؿ المجوء إلى ىاه الوسيمة فعاالً ،فكثير مف الدوؿ تمجد إلى االرتراض مف دوؿ ألرى حالياً ،واف كانت ىاه
أعباء ارتصادية كبيرة ناجمة عف الديف ولدمتو (فوائده).
ً الديوف تحمؿ الدولة المقترضة
91
مالي ػػة عام ػػة أو لاص ػػة ف ػػي أسػ ػواؽ الم ػػاؿ األجنبي ػػة .ولك ػػف ى ػػاه الط ػػرؽ ل ػػـ تع ػػد كافيػ ػةً لتمبي ػػة حاج ػػات
التعمير والتنمية ،فض ً عف كونيا ال تقدـ ضمانًا لممقرض األجنبي.
وااا كانت المشك ت النقدية رػد بػرلت بشػكؿ واضػر فػي أعقػاب الحػرب العالميػة األولػى ،فػنف
مشػكمة الحاجػة إلػى التمويػػؿ الػدولي ط ػت عمػى السػػطر بعػد الحػرب العالميػة الثانيػػة ،5بسػبب مػا لم تػػو
5
-كانت ىناؾ جيود دولية إليجاد تنظيـ دولي لممشك ت النقدية والتمويمية ،أثمرت فيما بيف الحربيف العالميتيف عف
إنشاء بنؾ التسويا ت الدولية ،الاي يضطم بميمات مشابية في بعض الوجوه لعمؿ الصندوؽ والبنؾ الدولييف.
ويعػػد بنػػؾ التسػػويات الدوليػػة مػػف أرػػدـ المنظمػػات الماليػػة والنقديػػة الدوليػػة ،إا نشػػدت فك ػرة تدسػػيس البنػػؾ سػػنة
1929عن ػػدما اجتمػ ػ اللبػ ػراء الم ػػاليوف ف ػػي ب ػػاريس ،لد ارس ػػة التع ػػدي ت الت ػػي أري ػ َػد إدلالي ػػا عم ػػى نظ ػػاـ دفػ ػ
التعويضات األلمانية لمدوؿ المنتصرة في الحرب العالمية األولى ،ولوضػ الحمػوؿ لمسػدلة تسػوية القػروض التػي
ردمتيا البنوؾ المركلية إلنجمت ار وفرنسا وحم ائيما .ورد أرر المجتمعوف تلويؿ البنؾ بكثيػر مػف الوظػائؼ النقديػة
والمالية المعيود بيا اآلف إلى الصندوؽ والبنؾ الدولييف ،وأىميام
التدثير عمى المستوى العالمي لألسعار لمواجية حدوث األلمات. .1
التدلؿ في تولي االئتماف. .2
ضماف الديوف الدولية. .3
جم المعمومات واإلحصاءات اللاصة بالمسائؿ النقدية ،ثـ وضعيا في متناوؿ األعضاء. .4
إنشاء نظاـ لتسوية الديوف عف طريؽ المقاصة. .5
تنظػػيـ الع رػػات بػػيف البنػػوؾ المركليػػة ،عمػػى أسػػاس منطقػػي عممػػي ،وتحديػػد التصاصػػات ىػػاه البنػػوؾ الدالميػػة، .6
وتييئة الجو الم ئـ لتعاونيا.
القياـ بالتدابير واالحتياطات ال لمة لمن تلييؼ األوراؽ النقدية. .7
إعانة الدوؿ عند اضطراب نقدىا عمى البقاء عمى راعدة الاىب. .8
كما يقوـ البنؾ بالعمميات المصرفية اآلتيةم
شراء الاىب وبيعو لحسابو ،أو لحساب البنوؾ المركلية لمدوؿ األعضاء. .1
تقديـ القروض لمبنوؾ المركلية ،والحصوؿ عمى رروض منيا أيضًا. .2
شراء وبي العم ت األجنبية ،واألوراؽ المالية ،وغيرىا مما لو ع رة بالؾ. .3
است ـ الودائ مف البنوؾ المركلية ،وايداع موارده النقدية فييا. .4
ويمكف القوؿ إف بنؾ التسويات الدولية ىو منظمة دولية ،تنظـ وترعى التعاوف النقدي والمالي ،وتقدـ لدماتيا
لمبنوؾ المركلية لدوؿ العالـ ،بما في الؾ غير األعضاء بالنسبة لبعض اللدمات .ويقوـ بنؾ التسويات الدولية
-حالياً -بتمؾ اللدمات مف ل ؿم
إرامة ندوات ومؤتمرات ومنتديات ارتصادية لمنارشة الق اررات التي تيـ البنوؾ المركلية.
القياـ بدور الشريؾ لمبنوؾ المركلية في ص قاتيا المالية.
92
كونو مرك اًل لمبحوث االرتصادية والنقدية.
كونو وكي ً في العمميات المالية الدولية لتسييؿ ملتمؼ العمميات المالية الدولية.
كونو بمثابة بنؾ مركلي لمبنوؾ المركلية في العالـ.
ويتمثؿ الييكؿ القانوني لبنؾ التسويات الدولية في الجمعية العمومية ومجمس اإلدارة.
بدأ بنؾ التسويات الدولية نشاطو فػي مدينػة بػالؿ بسويسػ ار فػيم .1931/5/17ويتلػا مػف مدينػة بػالؿ بسويسػ ار
مق اًر لو ،ولديو مركل تمثيؿ آسيا والمحيط اليادئ في مدينة ىونج كونج .ورد تػـ رسػمياً افتتػاح مكتػب مماثػؿ لػو
في األمريكتيف في مدينة مكسيكو بالمكسيؾ.
اإلدارة التنفيذية لمبنك:
يتكوف الييكؿ التنظيمي لبنؾ التسويات الدولية مف مجموعػة مػف اإلدارات ،يػرأس كػ ً منيػا مػدير ،وىػيم (إدارة
الشػػؤوف اإلداريػػة والعامػػة ،إدارة العمميػػات النقديػػة االرتص ػػادية ،إدارة العمميػػات البنكيػػة) .ويػػدير البنػػؾ ،الم ػػدير
العاـ ،ونائب المدير العاـ .وينتمي موظ و البنؾ إلى 37دولة.
الجمعية العمومية:
تنعقد الجمعية العمومية لمبنؾ سنويًا ل ؿ مدة أربعة أشير مف انتياء السنة المالية لمبنؾ في 31آاار مف كػؿ
عاـ.
ويتمتػ لمسػػوف بنكػًا مركليػًا عالميػًا بحػؽ التصػػويت والتمثيػػؿ فػػي الجمعيػػة العموميػة .وىػػاه البنػػوؾ ىػػي البنػػوؾ
المركلية لمدوؿ اآلتية م
.1األرجنتػػيف .2اسػػتراليا .3النمسػػا .4بمجيكػػا .5البوسػػنة .6الب ارليػػؿ .7بمغاريػػا .8كنػػدا .9الصػػيف .11
كرواتيا .11جميورية التشيؾ .12الدانمارؾ .13إستونيا .14فنمندا .15فرنسا .16ألمانيا .17اليونػاف .18
ىونج كونج .19المجر .21إيسػمندا .21الينػد .22إيرلنػدا .23إيطاليػا .24اليابػاف .25كوريػا .26الت يػا
.27ليتواني ػػا .28ماك ػػدونيا .29ماليلي ػػا .31المكس ػػيؾ .31ىولن ػػدا .32الن ػػرويج .33بولن ػػدا .34البرتغ ػػاؿ
.35روماني ػػا .36روس ػػيا .37المممك ػػة العربي ػػة الس ػػعودية .38س ػػنغافورة .39س ػػموفاكيا .41س ػػموفينيا .41
جن ػػوب إفريقي ػػا .42إس ػػبانيا .43الس ػػويد .44سويسػ ػ ار .45تاي ن ػػد .46المممك ػػة المتح ػػدة .47تركي ػػا 48 .
الواليات المتحدة األمريكية .49يوغس فيا .51البنؾ المركلي األوروبي.
مجمس اإلدارة:
يتكػوف مجمػػس إدارة بنػػؾ التسػػويات الدوليػػة مػػف ( )17سػبعة عشػػر عضػواً ،ويػرأس مجمػػس اإلدارة محػػافظ البنػػؾ
المرك ػػلي اليولن ػػدي ،وأعض ػػاؤه مح ػػافظو البن ػػوؾ المركلي ػػة ل ػػدوؿ بمجيك ػػا ،فرنس ػػا ،ألماني ػػا ،إيطالي ػػا ،بريطاني ػػا،
والواليػػات المتحػػدة األمريكيػػة .ويسػػمر النظػػاـ األساسػػي لمبنػػؾ بالتيػػار ( )9تسػػعة أعضػػاء مػػف محػػافظي البنػػوؾ
المركليػػة لسويسػرا ،كنػػدا ،اليابػػاف ،ىولنػػدا ،والسػػويد .ويلتػػار مجمػػس اإلدارة رئيسػاً لػػو مػػف بػػيف أعضػػائو ،ويعػػيف
المدير العاـ ونائب المدير العاـ ومديري اإلدارات.
َ
اجتماعات الجمعية العمومية ومجمس اإلدارة:
93
يجتمػ عػػادةً أعضػػاء مجمػػس اإلدارة ،وممثمػػو البنػػوؾ المركليػػة المسػػاىموف بالبنػػؾ ،فػػي مكاتػػب البنػػؾ فػػي بػػالؿ
بسويسرا ،وفى بعض األحياف في مكتػب تمثيػؿ البنػؾ فػي ىػونج كػونج .وتنقسػـ االجتماعػات ،إلػى ث ثػة أنػواعم
أ -اجتماعػػات مجمػػس اإلدارة لمبنػػؾ .ب -اجتماعػػات مجموعػػة عش ػرة البنػػوؾ المركليػػة ولجانيػػا الملتم ػػة .ج-
اجتماعات محافظي البنوؾ المركلية.
العمالت المستخدمة بالبنك:
يستلدـ بنؾ التسويات الدولية ال رنؾ الاىبي كوحدة حسابية ألغػراض الميلانيػة العموميػة .ولم رنػؾ الػاىبي ولف
اىب يصؿ إلى 1229جراماً مف الاىب اللالص الاي يشػابو تمامػاً ال رنػؾ السويسػري الػاىبي والػؾ منػا العػاـ
،1931وحت ػػى الع ػػاـ ، 1936عن ػػدما ت ػػـ إيق ػػاؼ التعام ػػؿ بال رن ػػؾ السويس ػػري ال ػػاىبي .وي ػػتـ تحوي ػػؿ األص ػػوؿ
واللصػػوـ بالػػدوالر األمريكػػي إلػػى ال رنػػؾ الػػاىبي بسػػعر تعػػادلي ثابػػت ىػػو( )$218لكػػؿ أوريػػة (أونصػػة) مػػف
94ر 1دوالر أمريك ػػي ،وك ػػؿ البن ػػود األل ػػرى ،بملتم ػػؼ ال ػػاىب الل ػػالص ،وال ػػؾ بمع ػػادؿ ( )1فرن ػػؾ اىب ػػي
العم ت تتحوؿ إلى فرنكات اىبية بقاعدة استعماؿ أسعار السوؽ مقابؿ الدوالر.
94
ىاه الحرب مف دمار في أوروبا .والبد إلعادة إعمارىا مف تصميـ آلية فعالة تمكف الػدوؿ التػي دمرتيػا
الحرب مف إعادة بناء ن سيا؛ ومف الم ئـ أف تيتـ أيضًا بتطوير البمداف المتلم ة.6
وبال عؿ ،فقد تـ افتراص مؤتمر بريتوف وودل لعاـ 1944إلنشاء البنؾ الدولي لمتعمير
والتنمية إلى جانب الصندوؽ لينطمؽ في عممياتو بدءاً مف 25حليراف .1946
ويعػػد إنشػػاء البنػػؾ الػػدولي أوؿ محاولػػة ناجحػػة لمتعػػاوف فػػي مجػػاؿ القػػروض األجنبيػػة طويمػػة
األجػػؿ ،7وتسػػيـ فػػي أرسػػمالو كػػؿ الػػدوؿ األعضػػاء ،وتمثػػؿ فػػي مجالسػػو الحاكمػػة الػػدوؿ الدائنػػة والػػدوؿ
المدينة عمى السػواء .ويتميػل البنػؾ الػدولي بطػاب لػاص ،إا إنػو يتػير ال رصػة لممقرضػيف والمقترضػيف
معًا لرسـ السياسة العامة لنشاط البنؾ في مجاؿ القروض.
وال تتعارض نشػاطات البنػؾ مػ االسػتثمارات األجنبيػة وال يتنػافس معيػا ،بػؿ عمػى العكػس مػف
الؾ فػنف مػف شػروط الحصػوؿ عمػى رػروض البنػؾ عػدـ إمكانيػة الحصػوؿ عمييػا مػف جيػة ألػرى .ولػـ
يقتصر نشاط البنؾ بالنسبة لمدوؿ األعضاء عمى تقديـ القروض ليا ،بؿ إنػو يقػدـ ليػا أيضػًا مسػاعداتو
ال نية ،فض ً عف دوره في تسوية منالعػات االسػتثمار الدوليػة ،ودوره فػي إنشػاء المركػل الػدولي لتسػوية
منالعات االستثمار.8
ومف الجدير بالاكر أف البنؾ الدولي يتمت بشػيء مػف التميػل عػف المنظمػات الدوليػة األلػرى.
صػػحير أف البنػػؾ الػػدولي ال يعػػد بنك ػاً بػػالمعنى ال نػػي الػػدريؽ لمبنػػوؾ العاديػػة ،وانمػػا ىػػو منظمػػة دوليػػة،
ألات وض الوكالة المتلصصة المرتبطة باألمـ المتحدة كغيره مف الوكاالت األلرى .ولكػف مػا يميػل
يبؽ وحيدًا شدف المنظمػات األلػرى ،بػؿ تملضػت عنػو مجموعػة مػف الييئػات ،لتشػكؿ
البنؾ ىو أنو لـ َ
6
-ي حظ أف البنؾ لـ يركل اىتمامو عمى إعادة إعمار أوروبا فحسب ،بؿ وعمى تنميتيا أيضًا عمى المدى الطويؿ.
وبعبارة ألرى ،فنف البمداف المتلم ة لـ تحظ في بداية انط رتو برعاية كافية مف البنؾ الدولي .راجػ حوؿ
تقدير نش ػاط البنؾ الدوليم د .حسيف عمر ،مرج سابؽ ،ص.236
7
بدجؿ التمويؿ الاي يقدمو كؿ منيما ،ف ي الورت
-تشكؿ ىاه المسدلة نقطة االلت ؼ عف الصندوؽ فيما يتعمؽ َ
ألجؿ رصير (مف سنة إلى ث ث سنوات) أو متوسط (لمس الاي يقدـ فيو الصندوؽ تمويمو لمدوؿ األعضاء َ
سنوات مث ً) ،فنف رروض البنؾ تكوف اات أجؿ طويؿ (21–15سنة عادةً) يمكف أف تضاؼ إلييا مدة ألرى.
8
-راج م د .عبد المعل عبد الغ ار نجـ ،الجوانب القانونية لنشاط البنؾ الدولي لإلنشاء والتعمير ،دار النيضة
العربية ،1976 ،ص .34 -33
95
معاً ما بػات يعػرؼ بمجموعػة البنػؾ العػالمي ،التػي تضػـ البنػؾ الػدولي لمتعميػر والتنميػة (184عضػواً)،
مؤسس ػػة التموي ػػؿ الدولي ػػة الت ػػي أنش ػػئت ع ػػاـ 177( 1956عضػ ػوًا) ،المؤسس ػػة اإلنمائي ػػة الدولي ػػة الت ػػي
أنش ػػئت ع ػػاـ 175( 1961عضػ ػواً) ،وكال ػػة ض ػػماف االس ػػتثمارات متع ػػددة األطػ ػراؼ الت ػػي أنش ػػئت ع ػػاـ
159( 1988عض ػ ػ ػواً) ،والمركػ ػ ػػل ال ػ ػ ػػدولي لتسػ ػ ػػوية منالعػ ػ ػػات االس ػ ػ ػػتثمار الػ ػ ػػاي أنش ػ ػ ػ ع ػ ػ ػػاـ 1966
(143عضػوًا) .ولكػػؿ ىيئػػة مػػف الييئػػات المػػاكورة أىػػداؼ ،ونظػػاـ لػػاص بيػػا عمػػى الػػرغـ مػػف انتظاميػػا
في عقد واحد.
96
أهداف البنك الدولي ونظام العضوية فيه
عادةً ما يتـ تحديد أىداؼ المنظمات الدولية في صدر مواثيؽ إنشائيا ،م رسـ لطوط
السياسة العامة ليا في مقدمات ىاه المواثيؽ .أما نظاـ العضوية فيتـ تضمينو بنصوص لاصة في
مواثيؽ إنشاء ىاه المنظمات ،وىناؾ شروط لاصة بالعضوية في البنؾ الدولي.
الحػػرب العالميػػة الثانيػػة ،أي البمػػداف األوروبيػػة .وبمػػا أف ىػػاه البمػػداف ىػػي المسػػيطرة عمػػى البنػػؾ وفق ػاً
إلسياماتيا فيو ،فنف مف الطبيعي أف تنعكس رغبات ىاه البمداف عمى السياسة التمويمية لمبنؾ.
بي ػػد أف البن ػػؾ أل ػػا ب ػػالتركيل عم ػػى مس ػػائؿ التنمي ػػة االرتص ػػادية ،بع ػػد فتػ ػرة وجيػ ػلة ،من ػػا الب ػػدء
بمش ػػروع مارشػػػاؿ إلعػػػادة إعمػػػار أوروبػػػا ،إا راح البنػ ػػؾ يقػػػدـ رروضػػػو لممشػػػروعات اإلنتاجيػػػة بشػ ػػكؿ
أساس ػ ػػي ،حي ػ ػػث ي ػ ػػاىب الج ػ ػػلء األكب ػ ػػر م ػ ػػف ى ػ ػػاه الق ػ ػػروض إل ػ ػػى المش ػ ػػروعات اللراعي ػ ػػة والص ػ ػػناعية
ومشروعات البنية األساسية.10
ور ػػد أوردت الم ػػادة األول ػػى مػػػف ات اري ػػة إنش ػػاء البن ػػؾ الػػػدولي أى ػػداؼ ى ػػاه المنظم ػػة ،ويمكػ ػػف
تمليصيا في اآلتيم
9
-لقد تـ إض اء األىمية ااتيا عمى أعماؿ التنمية في نصوص ات ارية البنؾ ،وم الؾ فنف ت ضيؿ أعماؿ التعمير
عمى أعماؿ التنمية ظير ربؿ أف يلرج البنؾ إلى حيل الوجود ،إا أفصر المؤتمروف في بريتوف وودل عاـ
1944عف رغبتيـ في أف يبدأ نشاط البنؾ بالمشك ت العاجمة لمتعمير .راج ،حسيف عمر ،مرج سابؽ،
ص .155
10
-د .محمد صالر الدالي ،المشاكؿ القانونية واالرتصادية لمقروض اللارجية مف وجية نظر القانوف المالي
الدولي ،رسالة دكتوراه ،جامعة عيف شمس ،1999 ،ص .85
97
أوالً – مس ػػاعدة ال ػػدوؿ األعضػػػاء ،م ػػف لػ ػ ؿ تقػػػديـ التس ػػيي ت والق ػػروض السػ ػػتثمار رؤوس
األمواؿ اات األغراض اإلنتاجية فػي إعػادة تعميػر وتنميػة أراليميػا .ويتطمػب تحقيػؽ ىػاا اليػدؼ تحديػد
االرتصػػادات التػػي دمرتيػػا الحػػرب ،وتػػدميف المػوارد والتسػػيي ت ال لمػػة ،وتشػػجي التسػػيي ت اإلنتاجيػػة
والموارد في البمداف النامية.
ثاني ػًا – تشػػجي االسػػتثمارات األجنبيػػة اللاصػػة ،مػػف ل ػ ؿ ضػػماف القػػروض أو االسػػتثمارات
األلػػرى ،التػػي يجرييػػا القطػػاع اللػػاص ،أو اإلسػػياـ فييػػا ،وال سػػيما عنػػدما يكػػوف رأس المػػاؿ اللػػاص
غيػػر متػػاح بشػػروط معقولػػة؛ وتكممػػة االسػػتثمارات اللاصػػة بتقػػديـ التمويػػؿ بشػػروط معقولػػة ،لألغ ػراض
اإلنتاجية ،مف رأسمالو اللاص واألمواؿ التي يستثمرىا أو يحصؿ عمييا مف مصادر ألرى.
ثالثػاً – تشػػجي نمػػو ميػلاف التجػػارة الدوليػػة عمػػى المػػدى الطويػػؿ ،والمحافظػػة عمػػى تػوالف ميػلاف
المدفوعات عف طريؽ تشجي االستثمارات الدولية لتنمية الموارد اإلنتاجية لمدوؿ األعضػاء ،مػف لػ ؿ
مساعدتيـ في االستثمارات اإلنتاجية ،ومستويات المعيشة وشروط العمؿ في أراليميـ.
رابعػ ػاً – تنس ػػيؽ الق ػػروض الت ػػي يض ػػمنيا أو يق ػػدميا مػ ػ الق ػػروض الدولي ػػة ،واعط ػػاء األولوي ػػة
لممشروعات األكثر ن عاً واألشد ضرورة سواء كانت كبيرة أو صغيرة.
لامسػ ػًا – يم ػػارس البن ػػؾ نش ػػاطو آل ػػاًا بالحس ػػباف فاعمي ػػة االس ػػتثمارات الدولي ػػة ،وفقػ ػًا لمش ػػروط
التجارية في أراليـ الدوؿ األعضاء في ال ترة ال حقة لمحرب ،ويسيـ فػي التمييػد لمتحػوؿ التػدريجي مػف
ارتصادات الحرب إلى ارتصادات السمـ ،مسترشداً في كؿ ما يتلاه مف ر اررات باألىداؼ الماكورة.11
11
-عبد المعل عبد الغ ار نجـ ،المرج ن سو ،ص . 35 –34
98
العضوية في البنك الدولي
يػػدؿ نظػػاـ العضػػوية فػػي البنػػؾ عمػػى مػػدى التػرابط بينػػو وبػػيف الصػػندوؽ .فالعضػػوية فػػي البنػػؾ
ليست متاحة إال لمدوؿ التي حققت عضوية الصندوؽ.12
وبعبارة ألرى ،فنف شروط عضوية البنؾ تتمثؿ في أمريفم
األولم أف يكوف طالب عضوية البنؾ دولة مستقمة.
الثااااانيم أف تكػ ػػوف ىػ ػػاه الدولػ ػػة رػ ػػد أحػ ػػرلت مسػ ػػبقاً عضػ ػػوية صػ ػػندوؽ النقػ ػػد الػ ػػدولي؛ أي إف
العضوية في البنؾ مقيدة بضرورة االنتساب إلى الصندوؽ.
ويمكف لمدولة العضو فػي البنػؾ أف تنسػحب منػو متػى تشػاء ،شػريطة إلطػار البنػؾ كتابػ ًة بيػاا
االنسحاب ،الاي يعد سارياً مف تاريخ اإللطار.13
كمػػا يمكػػف لمبنػػؾ أف يورػػؼ عضػػوية أحػػد األعضػػاء إاا ألػػؿ بػػالتلاـ مترتػػب عميػػو تجػػاه البنػػؾ.
ويكػػوف الػػؾ بق ػرار مػػف مجمػػس المحػػافظيف ،يػػتـ اتلػػااه بدغمبيػػة األص ػوات .وال يباشػػر العضػػو فػػي ىػػاه
الحالة أي حؽ مف حقوؽ العضوية سوى حؽ االنسحاب.14
فػػناا مضػػى عػػاـ عمػػى ورػػؼ العضػػوية دوف أف تنسػػحب الدولػػة المعنيػػة ،ودوف أف يػػتـ اتلػػاا
رػرار بنلغػػاء ورػػؼ العضػػوية ،فػػنف عضػػوية الدولػػة المعنيػػة تكػػوف منتييػػة حكمػًا ،وبشػػكؿ تمقػػائي ،15وىنػػا
تكوف الدولة العضو رد طردت أو فصمت مف البنؾ.16
12
-نصت المادة الثانية مف ات ارية البنؾ عمى اآلتيم
(أ) أعضاء البنؾ األصميوف ىـ أعضاء صندوؽ النقد الدولي الايف ربموا عضوية البنؾ ربؿ التاريخ المحدد في المادة
11رسـ ( 2ىػ).
(ب) تظؿ العضوية م توحة لمغير مف أعضاء الصندوؽ في المواعيد وطبقًا لمشروط التي يضعيا البنؾ.
13
-القسـ 1مف المادة السادسة مف ات ارية البنؾ.
14
-القسـ 2مف المادة السادسة مف ات ارية البنؾ.
15
-ياىب Jenksإلى أف البنؾ يستم إلى الدولة العضو المعنية منا ورؼ عضويتيا إلبداء وجية نظرىا ،وال بد
بالتالي مف اتلاا ررار مف جانب مجمس المحافظيف بشدف طردىا.
JENKS (W.), Some Constitutional Problems of International Organizations, British YearBook of
International Law, 1945, P.27.
99
والسػؤاؿ الػاي يمكػف إثارتػػو فيمػا يتعمػؽ بعضػػوية البنػؾ وارتباطيػا بعضػوية الصػػندوؽ ،ىػوم مااا
تأثير انتهاء عضوية الصندوق في عضوية البنك؟
اكرن ػػا رب ػػؿ رمي ػػؿ أف م ػػف ش ػػروط اكتس ػػاب عض ػػوية البن ػػؾ ض ػػرورة اإلحػ ػرال المس ػػبؽ لعض ػػوية
الصػػندوؽ ،ورػػد أورد ميثػػاؽ البنػػؾ ،17نصػاً م ػػاده أف العضػػو الػػاي تنتيػػي عضػػويتو فػػي الصػػندوؽ يعػػد
ال مػػف عضػػوية البنػػؾ تمقائيػًا بعػػد مػػرور ث ثػػة أشػػير عمػػى انتيػػاء عضػػويتو فػػي الصػػندوؽ مػػا لػػـ
م صػو ً
يقرر استمرار عضويتو في البنؾ بدغمبية ث ثة أرباع مجموع األصوات.
ومف الواضر أف العضوية في البنؾ مرتبطة ػ مف حيث المبدأ ػ بالعضوية في الصندوؽ،
استثناء
ً إنياء لمعضوية في البنؾ .بيد أف النص أورد
ٌ ويترتب عمى إنياء العضوية في الصندوؽ،
عمى ىاه القاعدة ،حيث يمكف أف يتـ إررار االستمرار في عضوية البنؾ ،إاا ما وافؽ عمى الؾ ث ثة
أرباع مجموع األصوات عمى الرغـ مف انتياء العضوية في الصندوؽ.
ويبدو أف نصوص البنؾ اللاصػة بػالترابط بػيف عضػوية الصػندوؽ وعضػوية البنػؾ رػد انطػوت
عمى تنارض صرير ،إا كيػؼ يمكػف أف تكػوف العضػوية فػي الصػندوؽ شػرطاً لمعضػوية فػي البنػؾ ،فػي
حيف يمكف االستمرار بعضوية البنؾ عمى الرغـ مف انتياء عضوية الصندوؽ.
ويعمؿ جانب مػف ال قػو ،18ىػاا الوضػ مػف لػ ؿ الت ررػة بػيف االنتسػاب إلػى البنػؾ واالسػتمرار
في العضوية .فعضوية الصػندوؽ مطموبػة لقبػوؿ االنتسػاب لعضػوية البنػؾ ،ولكػف األولػى ليسػت شػرطاً
ل سػػتمرار فػػي الثانيػػة .ولكػػف ى ػػاا التعميػػؿ ال يقػػدـ تبري ػ اًر منطقيػ ػاً ليػػاا التنػػارض ،إا إنػػو ال يتع ػػدى أف
ػر ،ف ػػي ظ ػػؿ نص ػػوص أراد لي ػػا
يك ػػوف وصػ ػ ًا لمح ػػاؿ .وم ػػف ث ػػـ ف ػػنف س ػػبب التن ػػارض يظ ػػؿ غي ػػر واض ػ ٍ
واضعوىا أف تكوف عمى ىاا الشكؿ.
ومػف المناسػػبات التػي تػػـ فييػا تطبيػػؽ الػنص اللػػاص بننيػاء العضػػوية فػي البنػػؾ ،ربطػاً بننيػػاء
العضػ ػػوية فػ ػػي الصػ ػػندوؽ ،رضػ ػػية تشيكوسػ ػػموفاكيا .فقػ ػػد طمػ ػػب الصػ ػػندوؽ مػ ػػف تشيكوسػ ػػموفاكيا تلويػ ػػده
16
-تجدر اإلشارة إلى أف ال ئحة الدالمية لمبنؾ ،نظمت اإلجراءات التي ينبغي اتباعيا ربؿ صدور ررار بطرد
الدولة الملال ة ،ألحكاـ ات ارية البنؾ ،إا ال بد مف إب غ الدولة المنتيكة بالشكاوى المقدمة ضدىا ،ربؿ ورت
كاؼ ،إلعطائيا فرصة لشرح مور يا( .القسـ 21مف ال ئحة الدالمية لمبنؾ). ٍ
17
-المادة السادسة القسـ 3مف ات ارية البنؾ.
18
-د .عبد المعل عبد الغ ار نجـ ،المرج ن سو ،ص.87–86
100
بمعمومػػات متعمقػػة بارتصػػادىا القػػومي ،ووضػػعيا المػػالي ،كػػي يػػتمكف مػػف تقػػدير مورػػؼ تشيكوسػػموفاكيا
ٍ
تعديؿ في سعر صرؼ عممتيا .ورد امتنعت تشيكوسموفاكيا عػف تقػديـ المعمومػات المطموبػة، مف إجراء
ُمَب ِّرَرةً اتباعيا لياا السموؾ بدسباب لاصة متعمقة بدمنيا القومي.
ػاء عمػػى
والاء إصػرار تشيكوسػػموفاكيا عمػػى مور يػػا ات ػػؽ المػػديروف التن يػػايوف فػػي الصػػندوؽ ،بنػ ً
ارت ػراح المػػدير التن ي ػػاي الػػاي عينت ػػو الواليػػات المتح ػػدة ،عمػػى تق ػػديـ توصػػية إل ػػى مجمػػس المح ػػافظيف،
م ادىػػا الطمػػب مػػف تشيكوسػػموفاكيا أف تنسػػحب مػػف الصػػندوؽ م ػ نيايػػة العػػاـ .1954ورػػد رف ػ األمػػر
إلى مجمس المحافظيف الاي رفض ادعاء تشيكوسموفاكيا بدنيا امتنعػت عػف تقػديـ المعمومػات المطموبػة
ألسباب تتعمؽ بدمنيا القومي ،وطمب منيا االنسحاب مف الصندوؽ.
ورد واجيت تشيكوسػموفاكيا صػعوبات مماثمػة فػي البنػؾ ،ناجمػة عػف التػ اربط فػي العضػوية بػيف
مؤسس ػ ػػتي بريت ػ ػػوف وودل ،حس ػ ػػب أحك ػ ػػاـ القس ػ ػػـ 3م ػ ػػف الم ػ ػػادة الثاني ػ ػػة م ػ ػػف ات اري ػ ػػة البن ػ ػػؾ .وكان ػ ػػت
تشيكوس ػػموفاكيا ر ػػد تعرض ػػت رب ػػؿ ال ػػؾ لورػ ػؼ عض ػػويتيا ف ػػي البن ػػؾ حس ػػب أحك ػػاـ القس ػػـ 2م ػػف الم ػػادة
الثانية ،إا تـ اتلاا ررار مف مجمس محافظي البنؾ بياا الورؼ ،بحيث يسري فػي نيايػة عػاـ 1954مػا
لػـ تسػػدد حصػتيا فػػي البنػػؾ بالكامػؿ .وفػػي الموعػػد المحػدد أجبػػرت تشيكوسػػموفاكيا عمػى تػػرؾ الصػػندوؽ
والبنؾ الدولييف.19
19
-المرج ااتو ،ص 88 – 87وفيما يتعمؽ بمسائؿ األمف القومي ،تجدر اإلشارة إلى أنيا كانت حاضرة في نلاع
تجاري بيف تشيكوسموفاكيا والواليات المتحدة عاـ 1949في إطار مؤسسة الجات .لدراسة ت صيمية حوؿ ىاه
القضية ،واعتبارات األمف القومي ،راج م د .ياسر الحويش ،مبدأ عدـ التدلؿ وات اريات تحرير التجارة
العالمية ،مرج سابؽ ،ص.391–345
وراج باإلنجميليةم
SCHLOEMANN (Hannes L.) & OHLHOFF (Stefan), “Constitutionalization” and Dispute Settlement in the
WTO: National Security as an Issue of Competence, The American Journal of International Law, 1999, vol.
93, No.2.
101
التنظيم المالي واإلداري لمبنك الدولي
نتن ػػاوؿ ف ػػي ىػػػاا المبح ػػث النظػػػاـ الم ػػالي لمبنػ ػػؾ ال ػػدولي ،مػػػف لػ ػ ؿ الحػػػديث ع ػػف أرسػ ػػمالو،
والتصويت فيو تبعاً لإلسياـ في رأس الماؿ؛ ثـ نظاـ إدارة البنؾ الدولي.
20
-ال يقتصر رأسماؿ البنؾ عمى حصص الدوؿ األعضاء وانما يضاؼ إليو موارد ألرى ميمة ،ومنيا األمواؿ التي
يقترضيا البنؾ مف األسواؽ العالمية راج ػ م د .محمد صالر الدالي ،مرج سابؽ ،ص .85
21
َ -ر المادة الثانية القسـ 2مف ات ارية البنؾ.
102
واسػػياـ الػػدوؿ األعضػػاء فػػي أرسػػماؿ البنػػؾ إللاميػػة ،ولكػػف ىػػاه اإلسػػيامات ال تشػػكؿ فػػي وار ػ
األمػػر رأس مػػاؿ حقيقي ػًا ،ألف مػػا يػػتـ تسػػديده مػػف حصػػة العضػػو ال يتجػػاول %21معظميػػا غيػػر رابػػؿ
ل ستلداـ إال بالتشاور م الدولػة العضػو المعنيػة .وبتعبيػر آلػر ،فػنف حػدود اسػتلداـ البنػؾ لحصػص
األعضػػاء بشػػكؿ حػػر ال تتعػػدى نسػػبة %2مػػف حصػػة كػػؿ مػػنيـ ،ويسػػتثنى مػػف الػػؾ حص ػة الواليػػات
المتحدة التي يتـ تسديدىا بالدوالرات أي %21مف حصتيا.22
ويمك ػػف لي ػػادة أرس ػػماؿ البن ػػؾ لي ػػادةً عام ػػة ،بموافق ػػة مجم ػػس المح ػػافظيف بدغمبي ػػة ث ث ػػة أرب ػػاع
مجموع األصوات.23
كم ػػا يمك ػػف أف تلي ػػد الدول ػػة العض ػػو حص ػػتيا إاا رغب ػػت ف ػػي ال ػػؾ ،دوف عوائ ػػؽ .24وبي ػػاا ف ػػنف
الليادة اللاصة لحصة الدولة العضو في البنؾ تلتمؼ عنيا في الصندوؽ.
ويمكننػػا ت سػػير الػػؾ بػػدف الػػدوؿ األعضػػاء فػػي البنػػؾ التػػي تليػػد حصصػػيا إنمػػا تتحمػػؿ أعبػػاء
ماليػػة أكبػػر ،ألف ىػػاه الليػػادة سيسػػتلدميا البنػػؾ حكم ػًا فػػي عممياتػػو اإلر ارضػػية إلػػى الػػدوؿ األعضػػاء
األلػػرى ،دوف أف يعطػػي الدولػػة التػػي تليػػد حص ػتيا م اليػػا أكبػػر سػػوى ليػػادة نسػػبة أص ػواتيا فػػي البنػػؾ،
والتػػي ال تترتػػب عمييػػا منػػاف كبي ػرة بالنسػػبة لمدولػػة العضػػو ،رياس ػاً لمػػا عميػػو األمػػر فػػي الصػػندوؽ ،ألف
ليادة حصػة الدولػة العضػو فػي الصػندوؽ ،يترتػب عمييػا تغيػر فػي وضػعيا بالنسػبة لمقػدرتيا عمػى رسػـ
السياسػػة النقديػػة فػػي الع رػػات الدوليػػة ،وىػػو مػػا يحػػرص المسػػاىموف الكبػػار فػػي الصػػندوؽ مػػف البمػػداف
المتقدمة عمى االستئثار بو .ومف ناحية ألرى ،يظؿ تدثير الصندوؽ في حمػؿ طػالبي تمويمػو أو دعمػو
عمػى إعػػادة ىيكمػة البنيػػاف االرتصػػادي أكبػر مػػف تػػدثير البنػؾ ،ألف وصػ ات اإلصػ ح يػتـ إعػػدادىا فػػي
الصندوؽ وليس في البنػؾ ،ومػا ي عمػو البنػؾ عنػدما يريػد أف يشػدد مػف شػروطو لػدى مػنر القػروض ىػو
أف يطمب مف طالبي القرض أف يتقيدوا بوص ات الصندوؽ.
ومف الجدير بالاكر أنو ال يمكف إجبار الدوؿ األعضاء عمى اإلسياـ في ليادة رأسماؿ البنؾ
ألف اإلسياـ في ىاه الليادة يظؿ التياريًا.
22
-د .عبد المعل عبد الغ ار نجـ ،المرج ن سو ،ص.98–97
23
-المادة الثانية ،القسـ 2مف ات ارية البنؾ.
-24د .عبد المعل عبد الغ ار نجـ ،المرج ن سو ،ص.99
103
-2نظام التصويت في البنك
يعد نظاـ التصويت في البنؾ مف تواب تنظيمو المالي ،بسبب الترابط بيف رواعد التصويت
ونظاـ اإلسياـ في رأسماؿ البنؾ .وال يلتمؼ نظاـ التصويت في البنؾ عنو في الصندوؽ ،إا يعتمد
البنؾ نظاـ التصويت المرجر ،25بحيث يتحدد عدد أصوات كؿ دولة عضو بعد الػ 251صوتًا
األساسية ،تبعاً إلسياميا برأسماؿ البنؾ .وبناء عمى الؾ فنف الدوؿ األعضاء األكثر إسياماً تحظى
باألصوات التي يمكف أف تؤثر في ر اررات البنؾ لدى تقديمو رروضو إلى الدوؿ األعضاء.
25
-القسـ 3مف المادة اللامسة مف ات ارية البنؾ.
104
الهيكل التنظيمي لمبنك الدولي
ال يلتمؼ ىيكؿ البنؾ عف ىيكؿ الصندوؽ فيو يتدل ؼ مف مجمس المحافظيف ،والمديريف
التن ياييف ،ومدير البنؾ ،وىيئة الموظ يف.
-1مجمس المحافظين
يمثؿ مجمس المحافظيف البمداف األعضاء في البنؾ الدولي .ويعيف كؿ بمد عضو محافظًا
ومحافظاً نائباً .ويبقى كؿ مف المحافظ والمحافظ النائ ب في مركله لدورة مف لمس سنوات ويجول
إعادة تعيينو .وااا كاف البمد العضو في البنؾ عضوًا أيضًا في المؤسسة المالية الدولية أو المؤسسة
اإلنمائية الدولية ،فنف المحافظ والمحافظ النائب المعينيف يشغ ف أيضًا بحكـ المنصب مركل
المحافظ والمحافظ النائ ب في مجمس محافظي كؿ مف المؤسسة المالية الدولية والمؤسسة اإلنمائية
الدولية .ويعيف محافظو وكالة ضماف االستثمارات متعددة األطراؼ والمحافظوف النواب بصورة
من صمة .وبص ة عامة ،يكوف ىؤالء المحافظوف مسؤوليف حكومييف ،كولراء المالية أو االرتصاد.
وتلوؿ كؿ سمطات البنؾ لمجمس المحافظيف .وعم ً بموائر البنؾ ،التي وافؽ عمييا مجمس
المحافظيف ،فوض المحافظوف المديريف التن ياييف جمي الص حيات التي ال ينص ات اؽ البنؾ
صراحة عمى أف يقوـ بيا المحافظوف حص اًر.
تشمؿ ص حيات مجمس المحافظيف ربوؿ األعضاء وتعميؽ عضويتيـ ،وليادة أو تل يض
رأس الماؿ المصرح بو ،وتقرير تولي الدلؿ الصافي ،واستعراض البيانات المالية والميلانيات،
وممارسة أي سمطة ألرى لـ ي وضوا بيا المديريف التن ياييف.
ويجتم مجمس المحافظيف مرة في السنة ل ؿ االجتماعات السنوية لمبنؾ ،التي تعقد تقميديًا
في واشنطف في سنتيف متتاليتيف مف كؿ ث ثة ،ومف أجؿ أف يعكس الص ة الدولية لممؤسسات يعقد
كؿ سنة ثالثة في بمد عضو ملتمؼ.26
26
-حوؿ التصاصات مجمس المحافظيف راج المادة اللامسة رسـ 2مف ات ارية البنؾ ،وانظرم
http://www.albankaldawli.org/mna/ArabicWeb.nsf/DocByUnid/25D5EDEB604BA8E385256D740063732
7?Opendocument .
105
-2مجمس المديرين التنفيذيين
يتـ تعييف لمسة مف المديريف التن ياييف مف ربؿ البمداف األعضاء اللمسة التي تممؾ أكثر
عدد مف أسيـ البنؾ (وىي حاليًا الواليات المتحدة ،الياباف ،ألمانيا ،فرنسا ،والمممكة المتحدة).
وينتلب األعضاء اآللروف المديريف التن ياييف اآللريف.
عادة ورت اجتماعات
ً تجري عممية انتلاب المديريف التن ياييف بانتظاـ مرة كؿ سنتيف ،وتتـ
البنؾ السنوية .ورد جرت العادة أف تضمف نظـ االنتلاب تمثي ً جغرافياً واسعًا ومتوالنًا ،في مجمس
المديريف التن ياييف .وتتطمب أي ليادة في عدد المديريف التن ياييف المنتلبيف ر ار اًر يتلاه مجمس
المحافظيف بدغمبية % 08مف البمداف التي يحؽ ليا التصويت .وحتى األوؿ مف تشريف الثاني 2991
كاف عدد المديريف التن ياييف ،11منيـ 21مدي ًار منتلبًا .ونتيجةً لتلايد عدد البمداف الجدد
المنضميف إلى البنؾ ،تقررت ليادة عدد األعضاء المنتلبيف إلى .29وبنضافة المقعديف الجديديف
(روسيا ومجموعة جديدة تحيط بسويسرا) وصؿ العدد الكمي لممديريف التن ياييف حاليًا إلى أربعة
وعشريف.
المديروف التن يايوف بمسؤولية تسيير عمميات البنؾ العامة ،ويمارسوف جمي يضطم
الص حيات التي ي وضيـ بيا مجمس المحافظيف .ويؤدي المديروف التن يايوف عمميـ في جمسة
متواصمة في مقر البنؾ ،ويعقدوف اجتماعاتيـ كمما تطمبت أعماؿ البنؾ عقدىا.
وينظر المديروف التن يايوف في مقترحات رروض وضمانات البنؾ الدولي وائتمانات المؤسسة
المالية الدولية ،والمنر والضمانات التي يقدميا رئيس البنؾ؛ ويتلاوف ر ارراتيـ بشدنيا .كما يقرروف
السياسات التي تست يدي بيا العمميات العامة لمبنؾ .ويقدموف إلى مجمس المحافظيف ،في االجتماعات
السنوية ،مراجع ًة مالية لمحسابات ،وميلانية إدارية ،وتقري اًر سنويًا حوؿ عمميات البنؾ وسياساتو
ومسائؿ ألرى.
وعند رسـ سياسة البنؾ يدلا مجمس المديريف التن ياييف بالحسباف المنظور المتطور لمبمداف
األعضاء حوؿ دور مجموعة البنؾ وتجربتو في مجاؿ العمميات .وباإلضافة إلى حضورىـ اجتماعات
المجمس التي تعقد بانتظاـ مرتيف كؿ أسبوع ،يعمؿ المديروف التن يايوف في لجنة أو أكثر مف المجاف
الدائمة ،وىيم لجنة مراجعة الحسابات ،لجنة الميلانية المعنية بال عالية اإلنمائية ،لجنة شؤوف
106
الموظ يف ،والمجنة المعنية باإلدارة والمسائؿ اإلدارية اللاصة بالمديريف التن ياييف ،وتساعد ىاه
المجاف المجمس في إنجال مسؤوليات اإلشراؼ المنوطة بو.
27
- Fawcett, op. cit., 324
28
-د .عبد المعل عبد الغ ار نجـ ،المرج ن سو ،ص.117- 116
29
-فيما يدتي رائمة بدسماء رؤساء البنؾ الدولي المتعاربيف عميو حتى اآلفم
]1. Eugene Meyer : [ June 25,1946 - March 47
]2. John McCloy : [March 1947 - April 1949
107
-4هيئة الموظفين
وىـ الايف يستعيف بيـ البنؾ لتسيير عممو اليومي العادي .30ويلضعوف بشكؿ مباشر لرئاسة
مدير البنؾ.
ويؤدي ىؤالء واجباتيـ طبقًا لألسس التي يضعيا ،وال يلضعوف ألي سمطة ألرى .وعمى
أعضاء البنؾ أف يحترموا الطاب الدولي لموظ ي البنؾ وأف يمتنعوا عف محاوالت التدثير في أي منيـ
لمتلمي عف واجباتو.31
أسئلة:
.1ىؿ تتنارض نشاطات البنؾ م نشاطات االستثمارات األجنبية اللاصة؟ ولمااا؟
. 2ى ؿ ي ج ول أف ت رت بط دول ة بالب ن ؾ ر ب ؿ ا رت باطي ا بالص ندوؽ ؟ وا اا الل ت عض وية ا لد ول ة ف ي
ػ ػ ػ
ػ ػ
ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ
ػ ػ
ػ ػ ػ
ػ ػ ػ ػ
ػ ػ ػ
ػ
108
الوحدة التعميمية الثامنة
نشاطات البنك الدولي
الكممات المفتاحية:
اإلقراض -الضمانات -تمويؿ المشروعات -القروض متوسطة األجؿ وطويمة األجؿ -حظر النشاط
السياسي عمى البنؾ -شرؼ وفاء القرض.
الممخص:
يتمثؿ النشاط األساسي لمبنؾ الدولي في الجانب اإلقراضي .فالبنؾ يقدـ قروضو إلى الدوؿ األعضاء
أو بضمانتيـ .وىذا يعني أف نشاط البنؾ الدولي ىو نشاط ذو طبيعة اقتصادية .والبنؾ الدولي
منظمة تمويؿ دولية ،يقدـ قروضو لمدوؿ األعضاء فيو بحيث يسيـ في تمويؿ مشروعات معينة
يحددىا باالتفاؽ مع الدولة المعنية ،دوف أف يتكفؿ بتمويميا بشكؿ كامؿ .ويكوف إسياـ البنؾ في ىذه
المشروعات مدفوعاً ببواعث تشجيع التنمية االقتصادية لمدوؿ األعضاء بضمانات محددة ،وبطريقة
مباشرة أو غير مباشرة.
ولما كاف البنؾ الدولي منظمة اقتصادية ذات تأثير بالغ في الدوؿ األعضاء ،فإف ذلؾ يدعو إلى
التساؤؿ عما إذا كاف البنؾ قاد ًار عمى ممارسة نشاطات سياسية .ومف حيث المبدأ ،يمكف القوؿ إف
النشاط السياسي محظور عمى البنؾ .وقد ورد في اتفاقية إنشاء البنؾ نص يحظر عميو صراحة
(التدخؿ في الشؤوف السياسية ألحد األعضاء) وتشير الوقائع إلى أف البنؾ حاوؿ في مناسبات حدثت
اع ىذا المبدأ في
في الستينيات أال يقحـ نفسو في أمور منطوية عمى شؤوف سياسية ،إال أنو لـ ير ِ
مناسبات كثيرة .حتى أنو أصبح يتميز بمرونة سياسية في سياستو التعاقدية ،وبالتالي فإنو ليس ببعيد
عف االعتبارات السياسية.
109
األهداف التعميمية:
110
يتمثؿ النشاط األساسي لمبنؾ الدولي في الجانب اإلقراضي .فالبنؾ يقدـ قروضو إلى الدوؿ
األعضاء أو بضمانتيـ .1وىذا يعني أف نشاط البنؾ الدولي ىو نشاط ذو طبيعة اقتصادية .ولما كاف
البنؾ الدولي منظمة اقتصادية ذات تأثير بالغ في الدوؿ األعضاء ،فإف ذلؾ يدعو إلى التساؤؿ عما
إذا كاف البنؾ قاد ًار عمى ممارسة نشاطات سياسية.
البنؾ الدولي منظمة تمويؿ دولية ،2يقدـ قروضو لمدوؿ األعضاء فيو بحيث يسيـ في تمويؿ
مشروعات معينة يحددىا باالتفاؽ مع الدولة المعنية ،دوف أف يتكفؿ بتمويميا بشكؿ كامؿ .ويكوف
إسياـ البنؾ في ىذه المشروعات مدفوعاً ببواعث تشجيع التنمية االقتصادية لمدوؿ األعضاء.3
1
-راجع :د ،إبراىيـ محمد يوسؼ الفار ،دور التمويؿ الخارجي في تنمية اقتصادات البالد المتخمفة مع دراسة
تطبيقية خاصة عمى جميورية مصر العربية ،رسالة دكتوراه ،جامعة عيف شمس ،1989 ،ص 171
2
-راجع حوؿ منظمات التمويؿ الدولية :د .محمود سمير الشرقاوي ،منظمات التجارة الدولية والتمويؿ الدولي،
،1997دار النيضة العربية ،وبشكؿ خاص :ص 169وما بعدىا.
3
-راجع مقدمة اتفاقية البنؾ.
-وال يقتصر الضماف عمى أصؿ الديف بؿ يشمؿ إضافةً لو الفائدة والرسوـ األخرى ،المقررة عمى القرضَ .ر المادة 4
111
أما إذا كاف المقترض دولة عضواً فال يطمب البنؾ وجود ضامف ليذا القرض .وبتعبير آخر
فإف الضماف مطموب فقط في حاؿ كوف المقترض ليس عضوًا في البنؾ .فالعضوية والحاؿ كذلؾ
تعد بذاتيا ضماناً كافياً لموفاء بالديف المترتب عمى القرض.
وىناؾ شرط يدرجو البنؾ الدولي عادةً لدى إبرامو اتفاؽ القرض ،يتعيد بموجبو المقترض أف
ال يعامؿ البنؾ (لجية القرض) معاممة أدنى مف معاممة أي دائف آخر ،بغ ض النظر عف الصفة التي
يحمميا المقترض أي سواء أكاف دولة عضواً أـ جية عامة أو خاصة.
112
5
كيفية تقديم القروض
ال يقوـ البنؾ باإلقراض ،إال إذا تأكد أف طالب القرض ال يستطيع الحصوؿ عمى ما يحتاجو
مف موارد نقدية مف السوؽ المالية العادية بشروط معقولة.
وال يجوز أف تزيد القروض التي يقدميا البنؾ ،أو يشترؾ فييا ،والضمانات التي يقدميا في
أي وقت عف مجموع رأسمالو المكتتب بو ،بما في ذلؾ االحتياطيات وفائض األرباح.
ويتـ تقديـ القروض عمى الشكؿ اآلتي:
.1اإلقراض المباشر مف أمواؿ البنؾ الخاصة .فالبنؾ يستطيع أف يقرض نسبة الػ %2المدفوعة
ذىبًا أو دوالرات أمريكية دوف حاجة إلى استئذاف الدوؿ .أما الػ %18التي تكوف بعممة الدولة العضو،
فيجب أخذ موافقة الدولة صاحبة العممة عمى إجراء القرض بعممتيا.
.2اإلقراض المباشر ألي عضو مف األمواؿ التي يجمعيا البنؾ مف السوؽ المالية ،أو التي يقوـ
ترضيا.
باق ا
.3ضماف البنؾ كمياً أو جزئياً لمقروض الدولية التي يقدميا المستثمروف العاديوف بطرؽ االستثمار
العادية.
113
الطبيعة القانونية لقروض البنك
ما ىي الطبيعة القانونية لقروض البنؾ الدولي؟ وىؿ تعد اتفاقات قروض البنؾ اتفاقيات
دولية يحكميا القانوف الدولي العاـ ،أـ أنيا مجرد عقود دولية خاصة يحكميا القانوف الدولي الخاص؟
اختمؼ فقو القانوف الدولي في تحديد الطبيعة القانونية لقروض البنؾ الدولي ،فذهب رأي إلى
التفرقة بيف االتفاقات العامة واالتفاقات السياسية ،فاالتفاقات التي تتضمف موضوعات ذات مصمحة
مباشرة أو موحدة بالنسبة لألطراؼ تعد اتفاقات عامة؛ وتمؾ التي ليس ليا ىذه الصفة تعد اتفاقات
سياسية .وبتطبيؽ ىذا المعيار عمى اتفاقات القروض التي يعقدىا البنؾ الدولي فإنيا تعد اتفاقات
عامة .ومف ثـ فإف اتفاقات قروض البنؾ ػ حسب ىذا الرأي ػ تشبو دفتر الشروط في القانوف
الداخمي ،كما أف مقارنة عناصر اتفاقات قروض البنؾ مع تمؾ التي توجد في القانوف الداخمي ،تجعؿ
اتفاقات قروض البنؾ قريبة مف العقود اإلدارية التي تبرميا الدولة.
وذىب رأي آخر إلى أف ىذه االتفاقات يمكف أف توضع في موضع وسط بيف االتفاقات
الدبموماسية (المتبعة) في القانوف الدولي العاـ ،وبيف اتفاقات القروض العامة الدولية المتبعة في
القانوف ال دولي الخاص ،بحيث يمنع إساءة استخداـ الدوؿ المقترضة لسمطتيا التشريعية بغية تعديؿ
شروط عقد قرضيا.
ويذىب رأي ثالث إلى أف اتفاقات القرض ىي نوع مف عقود اإلذعاف ألف البنؾ يضع
شروطو ،والمقترضوف إما أف يقبموىا أو يرفضوىا وليس ليـ أف يعدلوا فييا.
ويدرجيا رأي آخر ف ي موضع الوسط بيف دفتر الشروط وعقود اإلذعاف.
ويذىب رأي أخير إلى تكييؼ طبيعة اتفاؽ القرض حسب الطرؼ الذي يبرـ االتفاقية مع
البنؾ ،فإذا كاف الطرؼ اآلخر دولة كانت اتفاقية القرض دولية ،واذا كاف الطرؼ اآلخر شخصًا
عاديًا كانت اتفاقية القرض عقدًا دوليًا.7
وبتقدي رنا فإف إضفاء الطبيعة الدولية عمى اتفاؽ قروض البنؾ الدولي ،ال يقتصر عمى
االتفاقات التي يعقدىا البنؾ مع الدوؿ األعضاء ،بؿ يمكف إسباغ الطبيعة الدولية حتى عمى القروض
7
-في استعراض اآلراء السابقة راجع :د .عبد المعز عبد الغفار نجـ ،المرجع نفسو ،ص.221- 219
114
التي يعقدىا البنؾ مع األشخاص العامة أو الخاصة ،إذا ما ضمنتيا دولة عضو .ففي ىذه الحالة
يكوف الضماف الذي تمتزـ بو دولة عضو أكبر أىمي ًة مف وثائؽ القرض األصمية التي يقدميا
المقترض ،إذا لـ يكف دولة عضواً ،ألف كفالة الدولة العضو ليست تبعية ،وانما ىي ضماف أصمي.
فعندما يعقد البنؾ قرضًا مع ٍ
دولة عضو ال يطمب ضمانًا ،ألف العضوية بحد ذاتيا ػ كما ذكرنا ػ
كافية لتأكيد جدارتيا بالحصوؿ عمى القرض .وما دامت الدولة العضو مستعدة لضماف القرض الذي
يبرمو البنؾ مع أي جية عامة أو خاصة ،فمف غير المنطقي نزع الصفة الدولية عف العقد.
ويترتب عمى تصنيؼ قروض البنؾ الدولي ضمف االتفاقات الدولية مسألة في غاية األىمية،
تتعمؽ بالجية التي يمكف أف تنظر في أي نزاع خاص بالقرض.
فالنزاعات الناجمة عف االتفاؽ الدولي تخضع لمنظر مف قبؿ جية دولية سواء كانت قضائية
أو تحكيمية في حيف أف النزاعات الخاصة بالعقود الدولية يمكف أف تنظر مف القضاء الداخمي.8
وبالنسبة لقروض البنؾ يعد التحكيـ الدولي طريقًا إلزاميًا يتعيف اتباعو لتسوية منازعاتو مع
الطرؼ اآلخر ،بينما ال تشكؿ المحاكـ الوطنية سوى نظاـ احتياطي لتسوية النزاع.9
ومف ناحية أخرى ،فإف البنؾ يمجأ إلى تسجيؿ القروض التي يبرميا لدى األمانة العامة لألمـ
المتحدة وفقًا لمتطمبات المادة 112مف ميثاؽ األمـ المتحدة ،10وال سيما تمؾ االتفاقات التي يبرميا
مع الدوؿ األعضاء ،أو التي تنشئ حقوقًا والتزامات جديدة بينو وبيف أحد األعضاء.
وبذلؾ يمكننا أف نطمئف إلى توصيؼ قروض البنؾ التي يعقدىا مع الدوؿ األعضاء ،أو
القروض التي تضمنيا دولة عضو بأنيا اتفاقات دولية.
8
-راجع ما سيأتي ذكره في الباب الثاني الخاص بتسوية المنازعات في القانوف الدولي االقتصادي.
9
- Jenks, op. cit., p. 179.
10
-تنص المادة 112مف ميثاؽ األمـ المتحدة عمى ما يأتي:
" – 1كؿ معاىدة وكؿ اتفاؽ دولي يعقده أي عضو مف أعضاء األمـ المتحدة بعد العمؿ بيذا الميثاؽ يجب أف يسجؿ
في أمانة الييئة وأف تقوـ بنشره بأسرع ما يمكف.
– 2ليس ألي طرؼ في معاىدة أو اتفاؽ دولي لـ يسجؿ وفقًا لمفقرة األولى مف ىذه المادة أف يتمسؾ بتمؾ المعاىدة
أو ذلؾ االتفاؽ أماـ أي فرع مف فروع األمـ المتحدة.
115
النشاط السياسي لمبنك الدولي
مف حيث المبدأ ،يمكف القوؿ إف النشاط السياسي محظور عمى البنؾ .وقد ورد في اتفاقية
إنشاء البنؾ نص 11يحظر عميو صراحة (التدخؿ في الشؤوف السياسية ألحد األعضاء) فيؿ يمكف
ال بدوره االقتصادي وحسب.12
القوؿ إف البنؾ يمتزـ فع ً
تشير الوقائع إلى أف البنؾ حاوؿ في مناسبات 13حدثت في الستينيات أال يقحـ نفسو في
أمور منطوية عمى شؤوف سياسية ،مستندًا في ذلؾ إلى القسـ العاشر مف المادة الرابعة ،ورافضًا
تفسير األمـ المتحدة لمشؤوف السياسية الواردة في النص المذكور ،عندما قصرتيا عمى الشؤوف
الداخمية؛ ومقر اًر أنو ممزـ فقط بمراعاة الشؤوف االقتصادية لألعضاء ،لدى اتخاذه ق ار ًار بعقد القروض.
اع ىذا المبدأ في مناسبات كثيرة .حتى أنو أصبح
وبرغـ الموقؼ السابؽ لمبنؾ ،فإنو لـ ير ِ
يتميز بمرونة سياسية في سياستو التعاقدية ،وبالتالي فإنو ليس ببعيد عف االعتبارات السياسية.
فإذا كانت ال قاعدة العامة تقضي بحظر التدخؿ السياسي في شؤوف األعضاء ،ومراعاة
العوامؿ االقتصادية دوف غيرىا عند عقد القروض ،فإف سياسات البنؾ في كثير مف الحاالت لـ تكف
بعيدة عف الطابع السياسي .ويمكف تممس ذلؾ في اتجاىيف:
أولهما ،عدـ عدالة البنؾ في توزيع القروض عمى الدوؿ األعضاء ،أو تفاوت قيمة ىذه
القروض ،حيث حظيت الدوؿ األوروبية بنصيب كبير مف ىذه القروض ،وال سيما بعد الحرب
العالمية الثانية مباشرة ،بينما كاف نصيب البمداف النامية أقؿ بكثير ،وال يمكف تبرير ذلؾ إال تبعًا
ألىمية أوروبا ووزنيا السياسي .بيد أنو يجب أال يغيب عف األذىاف أف المؤسسات الدولية
11
-جاء في المادة الرابعة ،القسـ العاشر ،مف اتفاقية البنؾ ،أنو" :ليس لمبنؾ وال لموظفيو أف يتدخموا في الشؤوف
السياسية ألي عضو ،وال أف يتأثروا بالصفة السياسية لمعضو أو األعضاء المعنييف .واف االعتبارات
االقتصادية وحدىا ىي المالئمة عند إصدار ق ارراتو…".
12
-راجع حوؿ ىذا الموضوع :د .ياسر الحويش ،مرجع سابؽ ،ص.298-288
13
-تتعمؽ ىذه الوقائع بطمب األمـ المتحدة مف البنؾ الدولي لمتعمير والتنمية ،أف يمنع قروضو عف كؿ مف البرتغاؿ
بسبب سياساتيا االستعمارية ،وجنوب أفريقيا بسبب سياسة التمييز العنصري.
116
ال إلعادة إعمار أوروبا ،وليس لتنمية البمداف
االقتصادية والسيما البنؾ الدولي ،إنما أنشئت أص ً
المتخمفة التي لـ يكف الكثير منيا قد ظير عمى الساحة الدولية ،عند قياـ ىذه المؤسسات.
وثانيهما ،يتمثؿ في منع القروض عف بعض الدوؿ ألسباب سياسية .وأبرز دليؿ عمى ذلؾ،
ىو إلغاء قرض البنؾ بالنسبة لمصر لتمويؿ مشروع السد العالي .فقد اتسـ ىذا القرض منذ عقده،
اع سياسية واضحة ،14كاف أبرزىا أف البنؾ سيقوـ بتمويؿ المشروع بمقدار
ومف خالؿ شروطو بدو ٍ
النصؼ تقريبًا ( 211مميوف دوالر) شريطة أف يتـ تمويؿ النصؼ اآلخر مف جانب الدوؿ الغربية.15
وىذا يعني أف عدـ وصوؿ مصر إلى اتفاؽ مع الغرب ،سوؼ يستتبع إلغاء قرض البنؾ نفسو .ولما
كانت الدوؿ الغربية التي تفاوضت مع مصر (الواليات المتحدة والمممكة المتحدة) قد طالبت مصر
بشروط رفضتيا األخيرة ،فقد ترتب عمى ذلؾ إلغاء اتفاقية البنؾ.16
ويتضح مف ذلؾ ،أف البنؾ الدولي كثي ًار ما يقحـ نفسو في مسائؿ سياسية ،والسيما عندما
تحتوي ىذه المسائؿ السياسية عمى عناصر اقتصادية.
ومف ناحية أخرى ،يعيف البنؾ مندوبيف في الدوؿ التي تطمب قروضو ،ويقوـ ىؤالء
المندوبوف بدراسة المشكالت االقتصادية لمدوؿ الموفديف إلييا ،ويقدموف التقارير والتوصيات التي
يروف تنفيذىا .وقد حممت تصرفات ىؤالء المندوبيف بعض الدوؿ عمى اتياميـ بالتدخؿ المباشر في
شؤونيا السياسية ،إلى الحد الذي طمبت فيو تركيا مف البنؾ سحب ممثمو لدييا .ورغـ ذلؾ تقبؿ
بعض الدوؿ مثؿ ىذا التدخؿ في شؤونيا تحت ضغط الحاجة لقروض البنؾ.
14
-راجع ،د .عبد الواحد محمد الفار ،طبيعة القاعدة الدولية االقتصادية في ظؿ النظاـ الدولي القائـ ،دار النيضة
العربية ،1985 ،ص.36
15
- IBRD, Annual Report, 1955–1956, p. 43.
16
-راجع ،د .عبد المعز عبد الغفار نجـ ،المرجع السابؽ ،ص.163–157
117
وتتمثؿ الشروط التي يضعيا البنؾ عند منح القروض في نوعيف:
األول :ييدؼ إلى تمييد المناخ المالئـ ،بحيث تكوف الدولة المتمقية لمقرض مستعدة ومؤىمة
لتحمؿ شرؼ وفاء القرض .وىنا فإف البنؾ مف خالؿ مستشاريو القانونييف ،ىو الذي يمنح صفة
الوضع المالئـ لتيسير وضماف القروض.17
والثاني :يتصؿ بما يسمى بالسياسات االقتصادية لمدولة .ويمكف أف يتضمف عمى سبيؿ
المثاؿ ،فرض ضرائب جديدة ،إحداث إصالحات إدارية ،وتقوية السياسة النقدية .وعادةً ما يشترط
البنؾ أف تتبع الدولة طالبة القرض التعميمات المرسومة في وصفات صندوؽ النقد الدولي.
أسئلة:
-ىؿ يمكف لغير الدوؿ األعضاء أف يقترضوا مف البنؾ الدولي؟
-ما ىي أشكاؿ تقديـ القروض مف البنؾ؟
-ىؿ لمبنؾ أف يتدخؿ في الشؤوف السياسية ألحد األعضاء؟ وما سندؾ القانوني؟
118
الوحدة التعميمية التاسعة
المؤسسات المرتبطة بالبنك الدولي
الكممات المفتاحية:
مؤسسة التمويل الدولية – مؤسسة التنمية الدولية – الوكالة متعددة األطراف لضمان االستثمارات
األجنبية – المركز الدولي لتسوية منازعات االستثمار.
الممخص:
-أنشئت مؤسسة التمويل الدوليةة يةي 24تمةوز 1956ب أرسةةمال دةدر( 78مميةون دوالر ..ويبمة
عةدد أعضةائ ا لاليةةا 177دولةة عضةوا مةةن بين ةا سةةورية .وهةي أكبةر مرةةدر متعةدد األطةراف
ر والمسة ةةاهمات ية ةةي رأس المة ةةال المهدمة ةةة لمشة ةةروعات الهطة ةةاع لمتموية ةةل عة ةةن طرية ةةل الهة ةةرو
الخاصر يي البمدان النامية .وتشجع التنمية المستديمة يي الهطاع الخاص برورة رئيسة.
-وأنشةئت مؤسسةةة التنميةةة الدوليةة عةةام 1961لمواج ةةة اللاجةةات التنمويةة المت ازيةةدة التةةي تلتةةاج
إلي ةةا البمةةدان المتخم ةةةر وتتةةفلف المؤسسةةة ائنمائيةةة مةةن 175بمةةدا عض ةوار مةةن بين ةةا سةةورية.
ومةةن الج ةةدير بال ةةذكر أن المؤسسةةة ته ةةدم دروضة ة ا دون يائةةدة .وه ةةي ت ةةدف إلةةة دع ةةم التنمي ةةة
االدترادية وزيادة ائنتاجيةر ومن ثةم ريةع مسةتول المعيشةة يةي البمةدان األدةل نمةوا التةي تةدخل
يي عضويت ار وتعمل عمة تفمين األموال التةي تسةد االلتياجةات الم مةة لمتنميةة بشةروط أكثةر
مرونةر وأدل عبئا عمة موازين مديوعات هذ( الدولر وهي تكمل نشاط البنك الدولي.
-وكالة ضمان االستثمارات متعددة األطرافر تفسست عام 1988وهةي ج ةاز دولةي يهةوم عمةة
ائنتاجيةة ييمةةا بةةين البمةدان األعضةةاع الةةذين يبمة عةةددهم لاليةةا تشةجيع االسةةتثمارات لاضة ار
159عضوا سورية ليست من بين م.ر وهي إلدل أيراد عائمة البنك الدولي.
المركز الدولي لتسوية منازعات االستثمار والد من التنظيمات المرتبطة بالبنك .ودد تم وضع ات ادية
المركز موضع التن يذ يي عام 1966وبم عدد األطراف المنتسبة إليه 143دولة من بين ا
سورية.؛ والغاية منه هي تسوية منازعات االستثمار بين الدول ومواطني الدول األخرل.
119
التعميمية: األدهدا
-تعريف الطالب بالمؤسسات المرتبطة بالبنك الدولي.
-إبراز تميز البنك الدولي من خالل تشكيمه لمجموعة من المنظمات االدترادية.
-تعري ةةف الطال ةةب عم ةةة المنظم ةةات الت ةةي ت ض ةةل البم ةةدان النامي ةةة االنتس ةةاب إلي ةةا أكث ةةر م ةةن
ضيرها.
-إبراز التفثير ائيجابي لمؤسستي التمويل والتنمية عمة البمدان النامية.
-إبة ةراز أهمي ةةة الوكال ةةة متع ةةددة األطة ةراف لض ةةمان االس ةةتثمارات األجنبي ةةةر والمرك ةةز ال ةةدولي
لتسوية منازعات االستثمار بالنسبة لمبمدان المتهدمة.
المرةالب بةةين البمةدان المتهدمةة والبمةدان الناميةةة أوجةه تنةاد -تعريةف الطالةب عمةة بعة
داخل مجموعة البنك الدولي.
120
هناك مجموعة من المؤسسات المرتبطة بالبنك الدولير التي تشكل معه مجموعة البنك العالمي.
ويضطمع بعض ا بم مة تمويميةر بينما يضطمع بعض ا اآلخر بم ام أخرل.
1
- http://www.ifc.org/arabic.
121
بشكل أساسي إلة تنشيط تديل رأس المال الخاصر دون أن تدخل يي منايسة معه .كما أن ا ال
تسعة إلة إدارة المشروعات التي تستثمر أموال ا يي ا.
وعمة الرضم من أن المؤسسة ال ترمي أرال إلة تلهيل أدرة األرباحر وانما ت دف بالمهام
األول إلة تشجيع النمو الرناعي الخاص سواع أ كان ذلك يي البمدان المتهدمة أم الناميةر يإن
األرباح التي تلهه ا هذ( المؤسسة تعد مؤش ار عمة نجاح عمميات ار وبالتالي يإن إلراز أرباح معهولة
يعد عامال جاذبا لالستثمارات الخارة نلو عمميات المؤسسة.
وتعمل المؤسسة عمة جذب رأس المال الخاص لإلس ام مع ا يي المرالل األولة من
استثمارات ار ولكن ا تجري عمة سياسة بيع هذ( االستثمارات إلة المستثمرين عندما يثبت نجاح
المشروعات التي تس م يي ا.2
2
-د .لسين عمرر مرجع سابلر ص. 251 – 251
3
- http://siteresources.worldbank.org/EXTABOUTUS/Resources/ifc.pdf,
122
المؤسسة اإلنمائية الدولية
أنشئت عام 1961لمواج ة اللاجات التنموية المتزايدة التي تلتاج إلي ا البمدان المتخم ة.
ويمكن الهول إن الهواعد التي تسري عمة البنك الدولي تنطبل عمة المؤسسة ائنمائية الدوليةر من
نالية التنظيم ائ دارير أو االت ادات التي تعهدها يي مجاالت التنمية االدتراديةر باستثناع الهواعد
الخارة ب ذ( المؤسسة.
تتفلف المؤسسة ائنمائية من 175بمدا عضوار من بين ا سورية .والعضوية يي ا م تولة
ألعضاع البنك الدولي .ولكن العضوية تنهسم إلة دسمين:
األول :يتفلف من إلدل وعشرين دولة تممك 56ر %96من رأسمال المؤسسة وتتمتع بة
15ر % 96من مجموع األروات؛ وتؤدي هذ( المجموعة مساهمت ا يي رأس المال بشكل كاملر
بلرية.
وتستخدم ا المؤسسة ّ
الثاني ويضم بادي الدول األعضاع وتؤدي هذ( الدول %11يهط من لرت ا بالذهب أو
العمالت الهابمة لمتلويل و % 91من لرت ا بالعممة الوطنية .ونظام الترويت يي المؤسسة مشابه
لنظام الترويت يي البنك من ليث المبدأر إذ يؤخذ بنظام الترويت المرجب .ولكن النسب التي تم
اعتمادها تختمف عن تمك المعمول ب ا يي الرندول والبنكر يمكل دولة عضو 511روتر يضاف
إلي ا روت والد عن كل 5111دوالر تس م ب ا الدولة العضو يي رأس المال.
وتلرل المؤسسة عمة تمويم ا من موارد متعددة أهم ا لرص الدول األعضاعر وال بات
الدولر وائعانات من البنكر والعمولة التي تلرل من بع الدولر واالدت ار التي تهدم ا بع
عمي ار وتجدد الموارد وال سيما من دول المجموعة األولة.
ومن الجدير بالذكر أن المؤسسة تهدم دروض ا دون يائدة .4وهي ت دف إلة دعم التنمية
االدترادية وزيادة ائنتاجيةر ومن ثم ريع مستول المعيشة يي البمدان األدل نموا التي تدخل يي
4
-د .عبد المعز عبد الغ ار نجمر المرجع السابلر ص 386وما بعدها.
123
عضويت ار وتعمل عمة تفمين األموال التي تسد االلتياجات الم مة لمتنمية بشروط أكثر مرونةر وأدل
عبئا عمة موازين مديوعات هذ( الدولر وهي تكمل نشاط البنك الدولي.5
وتهدم المؤسسة تمويم ا ألي مشروع ي ضي إس امه برورة يعالة إلة تنمية منطهة أو مناطل
معينةر سواع أ كان المشروع منتجا أم ضير منتجر كمشروعات الررف الرلير وموارد الميا(
وائسكان…الخ .وعندما تمنب المؤسسة دروض ا ئلدل الدول األعضاع أو إلدل الج ات العامة أو
الخارة يي هذ( الدولر يإن ا ال تتطمب وجود ضمان خاليا لمبنك الدولي .إال يي لالة الضرورة6ر
من الموارد األخرل بشروط أن يتعذر لرول طالبه عمة ديمة الهر ولكن يشترط لتهديم الهر
معهولة.
5
-د .لسين عمرر المرجع السابلر ص .213
6
-المرجع ن سهر ص.215 – 214
124
وكالة ضمان االستثمارات متعددة األط ار
ائنتاجية تفسست عام 1988وهي ج از دولي يهوم عمة تشجيع االستثمارات لاض ار
ييما بين البمدان األعضاع الذين يبم عددهم لاليا 159عضوا سورية ليست من بين م.ر وهي
إلدل أيراد عائمة البنك الدولي.
تتمتع الوكالة بالشخرية الهانونية المستهمة .والعضوية يي الوكالة م تولة ألعضاع البنك
الدولي إضاية إلة سويس ار .7وتنهسم العضوية يي ا إلة دسمين:
األول :خاص بالبمدان المتهدمة المردرة لرأس المال وهي أعضاع أرمية يي الوكالةر
شريطة انضمام ا إلي ا دبل 31تشرين األول .1987
الثاني :خاص بالبمدان النامية المستوردة لرأس المال.
ويجوز االنسلاب من الوكالة شريطة انهضاع ثالثة أعوام عمة االنضمام.8
يتفلف الج از ائداري لموكالة من مجمس الملايظين ومجمس ائدارة ورئيس الوكالة .وتهد
الوكالة إلة تشجيع المستثمرين األجانب عمة االستثمار يي البمدان الناميةر من خالل إزالة مخاوي م
من المخاطر ضير التجارية التي يمكن أن ت دد هذ( االستثمارات؛ كما ت دف إلة تشجيع تديل رأس
المال والتكنولوجيا إلة البمدان الناميةر لإلس ام يي سد التياجات ا الالزمة لديع عجمة التنمية.9
وتمارس الوكالة نشاط ا من خالل:
إردار ضمانات لالستثماراتر المستويية لمشروط ضد الخسارة الناجمة عن المخاطر – 1
ضير التجارية كالتفميم ونزع الممكية.ر وتهوم بإعادة التفمين ضد هذ( المخاطرر إن كانت مضمونة
من أج زة أخرل دولية أو وطنية.10
7
-المادة /4أ من ات ادية إنشاع الوكالة.
8
-المادة .51
9
-د .عمي مملمر دور المعاهدات الدولية يي لماية االستثمارات األجنبية الخارة يي الدول الناميةر رسالة دكتورا(ر
جامعة الهاهرةر 1998ر ص .428
10
-م /2أ.
125
تشجيع النشاطات التي تلسن مناخ االستثمار يي الدول األعضاعر بليث تكون دادرة – 2
عمة جذب االستثمارات األجنبيةر كإجراع األبلاث ونشر المعمومات المتعمهة ب رص االستثمار
المتالة يي الدول األعضاعر وتهديم المشورة والمساعدات ال نية ييما يتعمل بذلكر ألي عضو يطمب
من ا ذلك.
تعزيز التعاون الدولي يي مجال التنمية االدتراديةر وتشجيع التسوية الودية لممنازعات – 3
بين المستثمرين والدول المضي ة.
126
المركز الدولي لتسوية منازعات االستثمار
يعد المركز الدولي لتسوية منازعات االستثمار والدا من التنظيمات المرتبطة بالبنك .ودد تم
وضع ات ادية المركز موضع التن يذ يي عام 1966وبم عدد األطراف المنتسبة إليه 143دولة؛
والغاية منه هي تسوية منازعات االستثمار بين الدول ومواطني الدول األخرل .ودد كان لمبنك الدولي
الدور األبرز يي إعداد ات ادية المركز .ويعد المركز شخرا دوليا مستهال عمة الرضم من ارتباطه
بالبنك.11
ويساعد المركز الدولي لتسوية منازعات االستثمارر عمة تشجيع االستثمار األجنبير عن
جو
طريل تويير تس يالت دوليةر لمترالب والتلكيم يي المنازعات االستثماريةر مما يساعد يي دعم ّ
من الثهة المتبادلةر بين الدول والمستثمرين األجانب.
وي شير عدد من االت اديات الدولية المتعمهة باالستثمار إلة التس يالت التي يهدم ا المركز.12
كما يهوم المركز بنشاطات مختم ةر يي البلث العممي والنشر يي مجاالت التلكيم ودوانين االستثمار
األجنبي.
13
بموجب ات ادية واشنطن لعام 1965 ودد أنشئ المركز الدولي لتسوية منازعات االستثمار
التي عهدت بإشراف البنك الدولي .ويعد المركز مؤسسة دولية ضمن مجموعة البنك العالمي .14ويهدم
المركز خدمات التوييل والتلكيمر عن طريل لجان توييل وتلكيم لددت ات ادية إنشاع المركز كي ية
تشكيم ا عن طريل المركز ذاته.
11
المشجعة لجذب االستثمارر التي يجري العمل عمة اتخاذهار يإن سورية ودعت عمة ات ادية
ّ -نتيجة لمخطوات
المركز الدولي لتسوية منازعات االستثمار بتةةاريخ 25أيار 2115ر وراددت عمي ا بتاريخ 25كانون الثاني
2116ر ودخمت ليز الن اذ بالنسبة ل ا بتاريخ 25شباط .2116
12
-راجع :د .لسين الموجير دور االت ادات الثنائية يي تطوير النظام الهانوني الدولي لالستثمارات األجنبية
الخارةر 1991ر ال ذكر لدار النشرر ص 111وما بعدها.
-راجع ت ريميار د .عمي مملمر المرجع السابلر .357 -318 13
127
وي دف المركز إلة خمل مناخ من الثهة المتبادلة بين المستثمرين األجانب ولكومات الدول
المضي ة لالستثمارر بليث يزيد لجم تديل رؤوس األموال نتيجة ل ذ( الثهة الناجمة عن ضمان
وسيمة عادلة لتسوية المنازعاتر تكتسب عدالت ا من موايهة أطراف النزاع عمة المجوع إلي ا.
128
استن اد طرل المراجعة الداخميةر إدارية كانت أو دضائية .وهذا يعني أن اختراص المركز
اختراص مانع بمجرد انعهاد(ر يإذا دخل النزاع ضمن اختراص المركز امتنع عمة أي ج ة أخرل
النظر ييه.
ثانياً – االختصاص الموضوعي لممركز:
يتلدد االختراص الموضوعي لممركز ويها أللكام المادة 1/25من ناليتينر األولى :أن
يكون النزاع دانونيار وبذلك يتم استبعاد المنازعات السياسية عن اختراص المركز .والثانية :أن
يكون النزاع ناشئا مباشرة عن االستثمار .ونظ ار لعدم تعريف االستثمار يي االت اديةر يهد اكتسب
مد اختراره إلة األشكال الجديدة من االستثمارات كعهود الخدمة وائدارة
المركز مرونة كبيرة يي ّ
والبيع وادامة وتشييد المنشآت الرناعية وعهود تسميم الم تاح وعهود نهل التكنولوجيا.
ومع ذلكر ونظ ار لمبدأ الرضائية يي تلديد اختراص المركزر يمكن لمدول األطراف التي
ترضب يي درر اختراص المركز عمة منازعات معينةر أن ت عل ذلك.
ثالثاً – االختصاص الشخصي:
يتلدد االختراص الشخري لممركز ويها لممادة 25بالمنازعات التي تنشب بين دولة طرف
يي االت اديةر ورعية دولة أخرل طرف أيضا يي االت ادية.
ومؤدل ذلك أن الخروم الذين يمكن م أن يلتكموا إلة المركز ينبغي أن يكون ألدهما دولة
طريا يي ات اد ية المركز أو جماعة سياسية [كلزب سياسي] أو هيئة تابعة لمدولة [كالواليات أو
الملايظات أو البمديات] أي :ل ا ر ة رسمية.؛ وثاني ما ينبغي أن يكون مستثم ار ر وهذا المستثمر
يمكن أن يكون شخرا طبيعيا أو شخرا معنويا كالشركات.ر ولكنه عمة كل لال ينبغي أن يكون
متمتعا بجنسية دولة أخرل طرف يي االت ادية.
ويترتب عمة درر االختراص الشخري لممركز عمة دولة طرف ورعايا دولة أخرل طرف
أيضا يي االت ادية نتيجة م مة لددت ا المادة 27من ات ادية إنشاع المركزر تتمثل يي عدم جواز
بسط الدولة لمايت ا عمة رعيت ا الخرم يي النزاع .ئدامة دعول اللماية الدبموماسية بخروص
عية مع الدولة األخرل عمة طرله عمة التلكيم يي نطال االت اديةر
النزاعر متة ات ل بشفنه هذا الر ّ
أو تم طرله يعال .أي أن اختراص المركز بنظر النزاع يمنع اختراص أي ج ة أخرلر يال يجوز
129
عية التي هي طرف يي االت ادية أن تمجف إ لة ممارسة دعول اللماية الدبموماسية أمام
لدولة الر ّ
ملكمة العدل الدولية ضد الدولة الخرم مثال.
130
ثالثاً – التحكيم:
دبل البدع يي إجراعات التلكيم يدعو رئيس ال يئة التلكيمية الخروم إلة اجتماع معه
المسائل ائجرائيةر ما لم يوجد ات ال عمة خالف ذلك. لمتشاور لول بع
ثم تنهسم إجراعات التلكيم إلة مرلمتينر أوالهما :مرلمة ائجراعات الكتابية التي َّ
تهدم يي ا
االدعاعات والديوع من دبل الخروم .وثانيت ما :مرلمة ائجراعات الش يةر ليث تستمع يي ا هيئة
التلكيم إلة الخروم وممثمي م وش ودهم وخبرائ م.
موضوع ويي لالة امتناع ألد الخروم عن الظ ور أمام الملكمةر أو تهرير( يي عر
دضيته عمي ا يي أي مرلمة من مرالل نظر الدعول يجوز لمطرف اآلخر أن يطمب من ال يئة
التلكيمية االستمرار يي نظر النزاع واردار لكم ييه.
وت رل ال يئة التلكيمية يي النزاع طبها لمهواعد الهانونية التي يت ل عمي ا الخروم .ويي
لال عدم ات اد م بشفن الهانون واجب التطبيلر يتم تطبيل دانون الدولة الطرف يي النزاعر بما يي
ذلك دانون ا الدولي الخاص دواعد ائسناد.ر إضاية إلة دواعد الهانون الدولي الهابمة لمتطبيل عمة
الودائع المعروضة.
ويدخل تطبيل دواعد الهانون الدولي ضمن السمطة التهديرية لمملكمةر ييمكن ا أن تطبه ا
برورة تكميمية أو إضايية أو أرميةر لسبما ترا( يي هذا الشفنر وعمة ضوع الرضبة يي ترجيب
مرملة المستثمر أو مرملة الدولة المتنازعة معه .ويمكن الهول إن تطبيل دواعد الهانون الدولي
عمة النزاع تكون يي أربع لاالت:15
-1إذا ات ل الخروم عمة ذلك.
-2عندما يليل دانون الدولة المتعاددة الطرف يي النزاع إلة دواعد الهانون الدولي.
-3عندما يخضع موضوع النزاع مباشرة لتنظيم الهانون الدولير كنزاع لول ت سير أو تطبيل ات ادية
استثمار مبرمة بين دولة المستثمر الخرم والدولة الطرف يي النزاع معه.
-4عندما يخالف دانون الدولة المتعاددة الطرف يي النزاعر أو العمل الذي اتخذ بمهتضا(ر ألكام
ِّ
مرللا لمهانون الداخمي. الهانون الدولير ويي هذ( اللالة يطبل الهانون الدولي بلسبانه
131
ويتميز الحكم التحكيمي الصادر وفقاً التفاقية إنشاء المركز باآلتي:
-1إنه لكم ن ائير وبالتالي ال يهبل الطعن باالستئناف أو بفي طريل آخرر إال يي لدود ما ورد
يي االت اديةر كترليب اللكم أو ت سير( أو إبطاله.
-2إنه لكم ممزم ألطراف النزاع .وليس هذا سول تفكيد لما يتضمنه الهانون الدولي العريير من أن
العهد شريعة المتعاددينر والل ْكم عنوان اللهيهة.
-3يجب أال يخل اللكم بالهوانين السارية يي الدولة المتعاددةر الخارة بلرانة الدولة ضد التن يذ.
يإذا كان اللكم الرادر ضد المستثمر يمكن تن يذ( جب ارر يإن اللكم الرادر ضد الدولة يمكن أن
يرطدم بعائل االدعاع بسيادة الدولة ولرانت ا ضد التن يذ.
ومع ذلك لم يلدث عمميا أن أثارت دولة ما مسفلة اللرانة ضد تن يذ لكم تلكيم رادر
ويها الت ادية المركزر وال ينتظر لدوث ذلك ألن تمسك الدولة باللرانة يي هذا الردد يتناية مع
التزامات ا بلسبان ا طريا يي االت اديةر من ليث وجوب الترام ألكام التلكيم الرادرة ويها الت ادية
المركزر ودد يعرض ا لجزاعات بسبب إخالل ا بالتزامات ا التعاهدية.
أسئمة:
.1ما هي المؤسسات التي تشكل مجموعة البنك الدولي؟ وبفي ا ترتبط سورية؟
. 2بتهةةةديركر لمة ةةاذا ت ضة ةةل البمة ةةدان النامية ةةة االرتبة ةةاط بمؤسسة ةةتي التموية ةةل والتنمية ةةةر دون الوكالة ةةة
والمركز؟
.3ما هي األساليب التي يتبع ا المركز الدولي يي تسوية منازعات االستثمار؟
132
الوحدة التعميمية العاشرة
الكممات المفتاحية:
ميثاااق فانا ااا – م ظمااة التجااارة الدوليااة – م ظمااة التجااارة العالميااة – الجااات – جولااة أوروا اواي – اتفاااق
مراكش – القيود التجارية – تجارة السمع.
الممخص:
ف اك مقدمات كثيرة سبقت قيام م ظمة التجارة العالمية باا أبرهفاا بالف ال ع ادما عهنات الادول عاام 1948
عاان التصااديق عمااق ميثاااق فانا ااا المت اامن لم ظمااة التجااارة الدوليااة .ونااه الوقاات ال ا ي كا اات ني ا الاادول
تخطااط اقامااة الم ظمااة ،أعاادت اتفاقيااة ااايرة فااه ا تفاقيااة العامااة لمتجااارة والتعرنااات الجااات لت ااطمع
ب ااكل مؤقاات ب مامااة تساايير الع قااات الدوليااة التجاريااة ريثمااا تقااوم م ظمااة التجااارة الدوليااة ،ولكاان عاادم فااا
تسير تجارة السمع ألجل اير معموم. ميثاق فانا ا جعل من الجات بمثابة م ظمة واقعية عمياا أن ّ
ومااع ترياار األو اااع نااه مطمااع التسااعي يات عاااد التفكياار ماان جديااد ا ااا م ظمااة لمتجااارة تعااال العيااوب
الته تعا ه م اا الجات ،نكا ت م ظمة التجارة العالمية.
األهداف التعميمية:
133
م ظمة التجارة العالمية ،واحدة من أفم الم ظمات الدولية ،الته تسام نه إرسا قواعد ومبادئ تؤدي
إ لق تحرير التجارة العالمية ،وتسام ب كل نعال نه حل الم ك ت الته تواج ا قتصاد العالمه ،2عن طريق
توحيد السياسة التجارية بين األع ا نه الم ظمة .نقد أعطق قيام ف ه الم ظمة دنعًا قويًا لقواعد التجارة
مؤسسه ألع ا الم ظمة ،يتيح لام اا راف عمق ممارسة ظام ّ العالمية ،وأتاح الفرصة اقامة و ع
تجاري متعدد األطراف ،ويايئ محف ً لممفاو ات التجارية بين األع ا ،لتوسيع ااطار القائم عمق القوا ين
نه مجال إدارة الع قات التجارية.
وقد أ ئت م ظمة التجارة العالمية نه ااية جولة أورجواي الته ا طمقت من بو تادل ايست نه األورجواي
عام ،1986وا تات نه مراكش بالمررب عام ،1994حيث تم إقرار إ ا الم ظمة نه 1994/4/15ودخل
اتفاقاا الم ئ مع مطمع عام ،1995واتخ ت من ج يف مق ًار لاا.3
2
ّ -كر نه ف ا المقام بأن الص دوق والب ك الدوليين جع من بين أفداناما العمل عمق دنع التجارة الدولية وت ميتاا ت مي ًة
متواه ة .راجع ما سبق كره نه الموا ع الخاصة بأفداف الم ظمتين الم كورتين.
3
-جدير بال كر أن ثمة م انسة قوية كا ت بين بون وج يف لتكون إحدافما المركه الرئيس لم ظمة التجارة العالمية .وقرر
األطراف المتعاقدون ال ين أصبحوا أع ا نه م ظمة التجارة العالمية أن يكون مقرفا نه ج يف مقر الجات .ا ظر:
LEEBRON (David w.), An Overview of the Uruguay Round Results, Colombia Journal of Transnational Law,
1995, vol. 34, No.1, p. 12, footnote 3.
134
الخمفية التاريخية لمنظمة التجارة العالمية
الــبدايـــات
كا ت ف اك مقدمات كثيرة لم ظمة التجارة العالمية .نبرام أن الم ا الجماعه واسع ال طاق لمتجارة
ً عن أن مبدأ حرية التجارة ،كان قد اد كوصًا الدولية لم يكن طابعاً ممي ًاه لمت ظيم الدوله التجاري ،ن
نه نترة ما بين الحربين العالميتين ،حيث عمت القيود الته تفر اا الدولة عمق تجارتاا الخارجية وت وعت،
نقد عادت المحاو ت عمق المستوى الدوله إلق الرجوع إلق حرية التجارة ،4حيث اتج التفكير إلق و ع
ميثاق دوله ي ظم سموك الدول نه مجال المباد ت الدولية ويمهماا بأحكام .وجا ميثاق األطم طه ليعبر
عن اعتهام الحكومتين األمريكية والبريطا ية عمق ب ل الجاود لتمكين جميع الدول من الوصول إلق المواد
تراك نه التجارة الدولية عمق قدم المساواة .وفك ا و ع ميثاق األطم طه مبدأ إعادة ت ظيم األولية ،ومن ا
التجارة الدولية ،بحيث تصبح أكثر تحر اًر ،كما أثار نكرة إ ا م ظمة دولية لمتجارة ي اط باا الرقابة الدائمة
عمق السياسات الجمركية الته ت تاجاا الدول المختمفة.5
ومن جا ب آخر تم عقد لقا ات ث ائية بين م دوبه الو يات المتحدة وك دا ،وك لك بين م دوبه الو يات
وعقد بروتوكول بين األخيرتين ت ّمنالمتحدة والمممكة المتحدة ،لبحث ت ظيم السياسة التجارية ت ظيمًا دوليًاُ ،
تأييد حكومتياما لمقترحات الو يات ا لمتحدة الخاصة بتوسيع طاق التجارة الدولية ،واستعدادفما لمدخول نه
مفاو ات مع الدول األخرى ،تخا الترتيبات ال همة لو ع تمك المقترحات مو ع الت في ،والته كان من
بي اا إ ا م ظمة دولية ،ت رف عمق تطبيق السياسة التجارية الجديدة عمق المستوى العالمه.
وب ا ً ع مق طمب من الو يات المتحدة األمريكية ،الته كا ت ت ادي بإ ا م ظمة دولية لمتجارة ع د
إعداد ميثاق األطم طه؛ ونه مؤتمر بريتون ووده ونه م كراتاا إلق الحكومات المختمفة ،وأمام المجمس
ا قتصادي وا جتماعه ،قرر األخير عقد مؤتمر دوله نه ل دن لدراسة م روع أمريكه يتعمق بميثاق م ظمة
دولية لمتجارة .وقد ا عقد المؤتمر نه ت رين األول ،1946ثم كمت لج ة لتدوين م روع الميثاق ،واجتمعت
اري كا ون الثا ه و باط 1947حررت صوصًا جديدة لمميثاق ،وقد وق ت ف ه نه يويورك نه
4
-كان اتجاه دول أوروبا الرربية حو تحرير التجارة الدولية اجمًا عن رابتاا نه تصحيح اخت ل مواهين مدنوعاتاا .ولا ا
رورة نتح األسواق األمريكية أمام الم تجات األوروبية عن طريق تخفيض الرسوم الجمركية .كما كا ت ف ه الدول ترى
رورة إ ا اتحادات جمركية نه أوروبا فساا .بيد أ اا ا وان كا ت عمق استعداد لتخفيض كا ت الدول األوروبية ترى
مد ف ه التخفي ات إلق الدول األخرى خ ية م انسة الم تجات األمريكية التعرنات الجمركية نيما بي اا ا كا ت ترى عدم ّ
لاا .أما بال سبة لمو يات المتحدة نقد كا ت سياستاا التقميدية ،تقوم دائماً عمق الحمائية Protectionismوان بدأت تحيد
عن ف ه السياسة بعد الحرب العالمية الثا ية .ا ظر :د .حسين عمر ،المرجع السابق ،ص .614
5
-د .حسين عمر ،المرجع السابق ،ص .615
135
ال صوص باستفا ة نه مؤتمر ج يف نه يسان ،1947حيث أقرت الصيرة ال اائية لمم روع .ونه ت رين
الثا ه من العام فس ،اجتمع م دوبو 56دولة نه فانا ا نه كوبا واستمر المؤتمر حتق 74آ ار 1948
حيث تم التوقيع عمق الميثاق الم اور بميثاق فانا ا من قبل ث ث وخمسين دولة .وقد ت من الميثاق
مجموعة من القواعد الته تحكم سموك الدول نه مجال المباد ت الدولية من خ ل إ ا م ظمة التجارة
الدولية .International Trade Organization ITOبيد أن ف ا الميثاق نقد أفميت بسبب عدم توانر
التصديقات ال همة ل فا ه.
136
االتفاقية العامة لمتعرفات والتجارة
)The General Agreement on Tariffs and Trade (GATT
تركه ا فتمام بعد ن ل ميثاق فانا ا نه ال فا ،6عمق ا تفاقية العامة لمتعرنات والتجارة ،الته وّقعت
حيه ال فا مع بداية عام .1948نقد دعت الو يات المتحدة بعض نه 33ت رين األول 1947ودخمت ّ
الدول لمتفاوض عمق تخفيض الرسوم الجمركية ،وتخفيف القيود الكمية عمق الواردات ،برية هيادة تحرير
التجارة الدولية .وجرت المفاو ات نه ج يف ،نه الوقت ال ي كا ت تجري ني المفاو ات ب أن إ ا
م ظمة التجارة الدولية .وي حظ أن ف ه المفاو ات كا ت تجري نه بداية األمر ب كل ث ائه ،ثم عممت نه
اتفاق موحد متعدد األطراف أطمق عمي اختصا ًار . The GATTوكان المقصود من ف ه ا تفاقية أن تكون
حيه الوجود ،وا ا باا تقف مجرد ت ظيم مؤقت ،حتق يخرج ميثاق فانا ا وم ظمة التجارة الدولية ITOإلق ّ
وحدفا وتثبت وجودفا كأداة لسياسة الم انسة التجارية بعد أن أصبح إ ا م ظمة التجارة الدولية أم ًار بعيد
الم ال.
هدف الجات ومهامها
و عت اتفاقية الجات أفدانًا أساسية محددة تمتهم باا األطراف المتعاقدة ،وكان الادف الرئيس يتمثل
نه رنع القيود التجارية ب كل تدريجه ،إ أدرك وا عو ا تفاقية أن رنع ف ه القيود ب كل كامل يعد أم ًار
مستحي ً.
ويمكن القول إن ماام الجات تتمثل نه ث ثة أمور :أولها ،اا راف عمق تطبيق صوص ا تفاقية
من قبل األطراف المتعاقدة ،ومساعدة األخيرة ن يًا نه تفسير صوص ا تفاقية وبيان أ سب سبل إعمالاا.
وثانيها ،تايئة إطار لتسوية الم اهعات بين األطراف المتعاقدة نيما يتعمق ب صوص ا تفاقية والونا
با لتهامات المفرو ة عمق ف ه األطراف .وثالثها ،ت ظيم جو ت تفاو ية Negotiation Rounds
لألطراف المتعاقدة ،واا راف عمق ف ه الجو ت نه سبيل تحقيق المهيد من التحرير لمتجارة نيما بين
األطراف من خ ل التخفيض المستمر لمتعرنات الجمركية وتخفيف العوائق اير التعريفية .وقد جحت الجات
6
-لم تتخ إج ار ات التصديق عمق الميثاق الم كور حتق ااية عام 1953سوى دولة واحدة فه ليبريا ،أما استراليا نقد كان
تصديقاا م روطاً بتصديق الو يات المتحدة .ا ظر :د .أحمد جامع ،م ظمة التجارة العالمية ،البدايات ا قتصادية 1
الم مون وا سم والجات ،1947مجمة األمن والقا ون ،كمية رطة دبه ،الس ة الخامسة ،العدد األول ،كا ون الثا ه
،1997ص .357
137
نه إج ار ثما ه جو ت تفاو ية كان آخرفا جولة أورجواي ،الته أ ئت بموجب ا تفاقيات الم بثقة ع اا
لتخمف الجات ،وت رف عمق ما يأته من مفاو ات حقة.
م ظمة التجارة العالميةْ ،
طبيعة الجات
بالرام من الدور ال ي أدت مؤسسة الجات حواله صف قرن من الهمان ،نإ اا لم تكن تتمتع بصفة
الم ظمة الدولية ،ناه مجرد اتفاقية ،وليس لاا ميثاق مثل مواثيق الم ظمات الدولية ،ولم يقصد أص ً أن
تكون لاا ف ه الصفة.7
7
- JACKSON (John H.), The Legal Meaning of a GATT Dispute Settlement Report: Some Reflections. (in) Niels
Blokker & Sam Muller, (eds.), Towards More Effective Supervision by International Organizations, Martinus
Nijhoff Publishers, Dordrecht / Boston / London, 1994, p. 150.
8
- KUYPER, (P.J.), The Law of GATT as a Special Field of International Law, Ignorance, Further Refinement or
Self-Contained System of International Law, NYIL, 1994, vol. XXV, p.228.
9
Interim Commission for International Trade -لقد تقرر نه فانا ا إ ا "لج ة مؤقتة لم ظمة التجارة الدولية
) Organization (ICITOمكو ة من 18ع وًا م تخبين يكون مقرفا ج يف ويرأساا أمين ت في ي .وقد أعطيت تفوي ًا
بالسمطات الت في ية الكانية لتصريف األمور ،بما نياا أمور GATT47كأما ة لاا إلق أن تبدأ م ظمة التجارة الدولية
العمل من خ ل و ع ميثاق فانا ا مو ع ال فا .وقد استمرت المج ة المؤقتة لم ظمة التجارة الدولية ITO ITO
كأما ة لمجات 47طوال نترة فا فا ،وااية ما حصل من تقدم أن األطراف المتعاقدة قد أصدرت ق ار اًر نه 73آ ار
1965بتريير لقب رئيس األما ة من األمين الت في ي Executive Secretaryإلق المدير العام .General Director
د .أحمد جامع ،المرجع السابق ،ص .357 – 356
138
عيفة تمامًا وبرام ما حققت الجات الته كا ت المؤسسة المحورية لم ظام الدوله التجاري ،نقد كا ت
م ظمة من ال احية الب ائية والق حد ما ،نقد كا ت م ظمة صدنوية .10نا ه الم ظمة كا ت نه الواقع
Non- Organizationقائمة عمق بروتوكول التطبيق الم روط PPAنحسب .11وبرام لك نإن ف ه
ال م ظمة كا ت تؤدي وظيفتاا كما لو كا ت م ظمة دولية متكاممة لما يقرب من خمسين عامًا .ومع لك نقد
و عت الجات ا لتهامات التجارية األساسية ،وكا ت م ب اًر لممفاو ات الته تحدث تحت رعايتاا .ومن خ ل
الجات األساسية GATT47تم توسيع مجالاا القا و ه ،عن طريق البيا ات والم حق والبروتوكو ت
والتفافمات والتق ي ات ،إلق أن تم استبدالاا بم ظمة دولية حقيقية ،فه م ظمة التجارة العالمية.
ومن ثم ،يمكن القول إن الجات لم يكن لاا إ قميل من ااساام نه القا ون الدوله ،ومع لك نقد
كان إسااماً نريداً ،من خ ل إ راناا العممه عمق التجارة الدولية ،دون افتمام بال كل الب ائه لمم ظمات
الدولية.
تمارين:
10
- McRAE (Donald M.), The Contribution of International Trade Law to the Development of International Law,
RCADI, 1996, Tome 260, p. 177.
11
-تم إلرا بروتوكول التطبيق الم روط بموجب المادة 1أ من اتفاقية .GATT 94
139
الوحدة التعميمية الحادية عشرة
السمات المميزة لمنظمة التجارة العالمية
الكممات المفتاحية:
العيوب الوالدية لمجات – عالمية المنظمة -التفاوض من أجل االنضمام إلى المنظمة – التنازالت –
األقاليم الجمركية المستقمة في إدارة عالقاتيا التجارية – شمول االختصاصات – اإلجماع السمبي –
ديناميكية المنظمة.
الممخص:
بالرغم من أن منظمة التجارة العالمية WTOىي منظمة دولية سواء من حيث الشكل أو من حيث
المضمون ،مثميا مثل المنظمات الدولية األخرى ،فإنيا تتسم بصفات معينة تعطييا شيئًا من التميز،
ال عن ذلك فإن إنشاء منظمة التجارة
وىذه الصفات بذاتيا تقدم إسيامًا يثري القانون الدولي .وفض ً
العالمية كان بمثابة عالج لما سمي بالعيوب الوالدية لمجات .وتتصف المنظمة بطبيعة عالمية ،لكن
االنتساب إلييا يخضع لمتفاوض بين األعضاء من جية وطالب العضوية من جية أخرى؛ وعادةً ما
يكون طالب العضوية دول ًة ،إال أن العضوية قد تعطى لألقاليم الجمركية المستقمة بإدارة عالقاتيا
التجارية الخارجية أي أنيا قد تكون أكبر من دولة كالجماعة األوروبية ،أو أقل من دولة مثل ىونغ
كونغ .وتشرف المنظمة عمى مختمف أوجو العالقات التجارية كالتجارة في السمع والخدمات وحقوق
الممكية الفكرية .وقد حدث تحول جذري في قواعد التصويت عما كانت عميو في الجات عندما تم
األخذ بأسموب اإلجماع السمبي الذي يعالج حالة الشمل التي كان اإلجماع اإليجابي يفرضيا في
الجات .وأخي اًر فإن المنظمة تتصف بالديناميكي ة التي تجعل مسائل التجارة الدولية عمى بساط البحث
من حين آلخر.
140
األهداف التعميمية:
تعريف الطالب بكيفية اكتساب عضوية المنظمة وخطورة مبدأ التفاوض.
إبراز التحوالت األساسية في المنظمة عن القواعد التي كانت سائدة لدى سمفيا الجات.
فتح آفاق التفكير لدى الطالب حول الفروق بين المنظمات الدولية.
141
بالرغم من أن منظمة التجارة العالمية WTOىي منظمة دولية سواء من حيث الشكل أو من حيث
المضمون ،مثميا مثل المنظمات الدولية األخرى المرتبطة باألمم المتحدة ،2فإنيا تتسم بصفات معينة
ال عن ذلك فإن
تعطييا شيئاً من التميز ،وىذه الصفات بذاتيا تقدم إسياماً يثري القانون الدولي .وفض ً
إنشاء منظمة التجارة العالمية كان بمثابة عالج لما سمي بالعيوب الوالدية لمجات.3
العضــــــوية
من بين الخصائص التي تميز المنظمة الدولية بصفة عامة ،أنيا ىيئة تضم مجموعة من
الدول ،وتحقق ليا مصالح مشتركة عن طريق التعاون االختياري فيما بينيا؛ فالمنظمة الدولية تنشأ
باتفاق عدد من الدول التي شاركت في مفاوضات تأسيسيا ووضع الوثيقة المؤسسة ليا ،وقامت
بالتوقيع عمييا واالرتضاء النيائي بأحكاميا وفق أوضاعيا الدستورية الخاصة ،وىذه الدول ىي التي
تكون مؤسسة لممنظمة ،وىي التي تعرف باألعضاء األصميين لممنظمة .واذا كانت الوثيقة المؤسسة
لممنظمة تسمح بدخول أعضاء جدد فإن ىؤالء األعضاء ىم من يطمق عمييم األعضاء المنضمون.
ولكن ىذه ا لتفرقة في التسمية ،رغم كونيا ظاىرة عامة في معظم المنظمات الدولية ،فإنيا ال تعني
وجود تمييز عممي أو رسمي بينيما.
2
-لم يتم اتخاذ خطوات عممية من جانب منظمة التجارة العالمية بخصوص حصوليا عمى وصف الوكالة
المتخصصة المرتبطة باألمم المتحدة ،ونعتقد أن ذلك سيمقى صعوبات شديدة ،وال سيما أن اتجاه االتحاد
األوروبي منذ البداية وخالل مفاوضات جولة أورجواي ،كان نحو جعل المنظمة المزمع إنشاؤىا ()WTO
منظمة مستقمة ومنفصمة عن األمم المتحدة ،بحيث ال تعمل في إطار األخيرة كوكالة متخصصة ،فضالً عن
أن بعض االتفاقيات كاتفاقية التجارة في الخدمات ،وضعت نصاً (المادة )76يتم بموجبو التنسيق بين
المجمس العام واألمم المتحدة ووكاالتيا المتخصصة ،وكذلك مع المنظمات الحكومية الدولية المعنية
بالخدمات .ويستشف من ذلك أن التعاون بين األمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية سيظل جزئياً وليس عامًا
بالنسبة لنشاطات منظمة التجارة العالمية ،وليس ىناك ما يوحي بأن تصبح ىذه المنظمة وكالة متخصصة
مرتبطة باألمم المتحدة .واذا ثبتت صحة ىذا الكالم فإن ذلك بحد ذاتو يشكل سمة مميزة لمنظمة التجارة
العالمية بالنسبة لباقي المنظمات الدولية.
3
-من بين العيوب الوالدية birth defectsأن الجات لم تكن اتفاقية مؤسسة لمنظمة دائمة .انظر:
Leebron, op. cit., p.12.
وانظر أيضًا:
Jackson, The Great 1994 Sovereignty Debate: United States Acceptance and Implementation of the
Uruguay Round Results, CJTL, 1997, vol. 36, p. 163.
142
ومسألة عدم التمييز في عضوية المنظمات الدولية ،يعكس الرؤية المعاصرة لمقانون الدولي،
وىي الرؤية التي فرضيا ظيور دول حديثة كثيرة دخمت مجال العالقات الدولية ،واكتسبت عضوية
المنظمات الدولية ،وال سيما منظمة األمم المتحدة ،مما أوجد مناخاً سمح بتغيير النظرة إلى عضوية
ىذه الدول.
تتصف منظمة التجارة العالمية بالعالمية ،وليس ىذا بعائد لتسميتيا فحسب ،بل ألن نطاق
عمميا يؤكد حقيقة اتصافيا بالعالمية ،فاألصل فييا أن العضوية مفتوحة لمدول كميا .4وبرغم أن
منظمة التجارة العالمية ىي منظمة عالمية فإن ىناك صفة أخرى ليذه المنظمة ،وىي أنيا منظمة
"وظيفية" ،5فيي تقوم عمى االتفاقيات الخاصة بتحرير التجارة العالمية ،أي أن وظيفتيا تتعمق بمسائل
التجارة الدولية.
عمى كل حال ،إذا كان األصل في عضوية المنظمات الدولية العالمية أنيا مفتوحة لمدول
عادة ما يكون قبول طمب
كميا ،فإن واقع االنضمام إلى منظمة التجارة العالمية مختمف نوعًا ما .ف ً
الدولة لعضوية المنظمات الدولية شكميًا ،حتى لو كانت ىناك معايير محددة ينبغي توافرىا في الدولة
طالبة العضوية ،6لكن األمر مختمف فيما يتعمق بعضوية منظمة التجارة العالمية ،بسبب النظام
القاسي لمتفاوض عمى االنضمام.
4
-راجع :د .مصطفى سالمة ،قواعد الجات -االتفاق العام لمتعريفات الجمركية والتجارية – منظمة التجارة
العالمية ،المؤسسة الجامعية لمدراسات والنشر والتوزيع ،الطبعة األولى ،1998 ،ص . 72
5
-وال نحبذ أن تُطمق عمييا صفة التخصص ،حتى ال تختمط – خالفاً لمواقع – مع الوكاالت المتخصصة التابعة
لألمم المتحدة ،إلى أن يتحقق ذلك بالفعل.
- 6عمىىى سىىبيل المثىىال ،تىىنص المىىادة الرابعىىة مىىن ميثىىاق األمىىم المتحىىدة فىىي فقرتيىىا األولىىى عمىىى مىىا يمىىي" :العضىىوية فىىي األمىىم المتحىىدة مباحىىة لجميىىع الىىدول األخىىرى المحبىىة لمسىىالم
والتىي تأخىىذ نفسىىيا بااللت ازمىىات التىي يتضىىمنيا ىىىذا الميثىىاق والتىىي تىرى الييئىىة أنيىىا قىىادرة عمىىى تنفيىذ ىىىذه االلت ازمىىات ،راغبىىة فييىىا " .إذن فىالمطموب ىىىو المزيىىد مىىن الشىىكمية
فضالً عن القيود الجوىرية ،وان كانت األسباب السياسية ذات أثر ميم في تكييف المعايير الموضوعية وتطبيقيا.
143
التفاوض من أجل االنضمام إلى المنظمة ب-
إذا كان االنضمام إلى األمم المتحدة يضمن لمدولة المنضمة أن تنضم إلى الوكاالت التابعة
ليا ،فإن األمر مختمف بالنسبة لمنظمة التجارة العالمية (مع مالحظة أنيا ليست بوكالة
متخصصة)؛ إذ إن االنضمام إلى منظمة التجارة العالمية يخضع لمتفاوض.7
فالعضوية في منظمة التجارة العالمية ،تشتمل عمى تعيدات بفتح األسواق ،وتفرض
التزامات قد تتطمب سن قوانين تقدم ضماناً معقوالً بأن تمك االلتزامات سيتم تنفيذىا .ومن الممكن أن
تكون منظمة التجارة العالمية ،عالميةً حقًا من حيث المجال ،كما يدل اسميا عمى ذلك ،ولكن
الدخول فييا يخضع الجتماع الشروط التي يضعيا األعضاء الحاليون في المنظمة ،وال يوجد حق
أصمي لممشاركة في ىذا النظام .8وبتعبير آخر فإن مجرد صفة الدولة ( Statehoodكون طالب
العضوية دولةً) ال تضمن االنضمام فعميًا.9
والحقيقة ،إن األمثمة عمى ذلك كثيرة ،فيناك عدد كبير من الدول الراغبة في االنضمام إلى
منظمة التجارة العالمية ،10وبعضيا يعد من الدول العظمى ،ومع ذلك فإن مسألة انضماميا تعتورىا
ال عن خضوعيا لمرقابة عمى سياساتيا التجارية من أجل التأكد من
الكثير من المصاعب .ففض ً
التزاميا بمبادئ وأحكام االتفاقية من جية ،والحصول منيا عمى أكبر المكاسب المتمثمة بالتنازالت
7
-تنص المادة 1/17من اتفاقية منظمة التجارة العالمية ،عمى أنو" :ألي دولة أو إقميم جمركي منفصل ،يممك
ال في إدارة عالقاتو التجارية الخارجية ،والمسائل األخرى المنصوص عمييا في ىذا االتفاق
ال ذاتيًا كام ً
استقال ً
وفي االتفاقات التجارية متعددة األطراف ،أن ينضم إلى ىذا االتفاق ،بالشروط التي يتفق عميها بينه وبين
المنظمة…".
8
-من الجدير بالذكر أن الوثيقة الختامية المتضمنة نتائج جولة أورجواي لممفاوضات التجارية متعددة األطراف ،قد
نصت في فقرتيا الخامسة عمى أنو" :قبل قبول اتفاقية منظمة التجارة العالمية ،يتعين عمى المشاركين الذين
ال من المفاوضات المتعمقة بانضماميم
ليسوا أطرافًا في االتفاقية العامة لمتعرفات والتجارة أن يكونوا قد انتيوا أو ً
إلى االتفاقية العامة ،وأصبحوا أطرافًا فييا .وبالنسبة لممشاركين الذين ليسوا أطرافًا متعاقدة في االتفاقية العامة
في تاريخ الوثيقة الختامية ال تكون الجداول نيائية ويجري استكماليا في وقت الحق ألجل انضماميم إلى
االتفاقية العامة وقبول اتفاقية منظمة التجارة العالمية".
9
- McRae, op. cit., p. 179- 180.
10
-آخر البمدان التي انضمت إلى المنظمة في 73تموز 7228كانت Cape Verdeالتي أصبحت العضو رقم
153في المنظمة.
144
Concessionsالتي تقدميا الدول طالبة االنضمام من جية أخرى ،يالحظ في الفترة الالحقة لقيام
المنظمة أن البمدان طالبة العضوية أصبحت تخضع لجممة من الشروط االقتصادية والسياسية،
ال لم تتمكن من االنضمام حتى عام 7227برغم محاوالتيا دخول
حسب وضعيا الدولي .فالصين مث ً
الجات قبل قيام منظمة التجارة العالمية؛ وروسيا تواجو شروطاً ال عالقة ليا بالتجارة الدولية ،وانما
المطموب منيا مواقف سياسية متوافقة مع سياسات الواليات المتحدة؛ والسعودية كانت آخر الدول
الخميجية المنضمة إلى المنظمة ،بعد مفاوضات استمرت قرابة عقد من الزمن ،وقد حرمت بالتفاوض
من استخدام نص المادة الثالثة عشرة من اتفاقية المنظمة ،والخاصة بإمكانية التحفظ عمى التعامل
مع عضو في المنظمة ى وىو التحفظ الوحيد المتاح دون معوقات قانونية ى حيث أجبرت عمى رفع
بعض أنواع المقاطعة عن إسرائيل .ويالحظ أنو كمما تأخر طالب العضوية في االنضمام إلى
المنظمة ازدادت الشروط المطموبة منو .فاألعضاء األصميون في المنظمة لم تُطمب منيم تنازالت
ال (وىي من األعضاء األصميين)
بحجم تمك التي تُطمب من طالبي العضوية الجدد .فمصر مث ً
تترتب عمييا التزامات أقل بكثير من تمك المطموبة من األردن والسعودية (وىما من األعضاء
المنضمين) ،وربما سيكون المطموب من سورية بسبب أسموب التفاوض الذي يفرضو األعضاء
الحاليون في المنظمة أكبر مما طمب من األردن أو السعودية ،وىكذا دواليك .والسبب في ذلك أنو
كمما ازداد أعضاء المنظمة كان عمى طالب العضوية الجديد أن يرضي جميع األعضاء بحجم
التنازالت الذي يقدمو لشركائو التجاريين األعضاء في المنظمة ،عالوة عمى األسباب والدوافع
السياسية لدى كبار األعضاء الذين ما فتئوا يستخدمون قبول األعضاء الجدد ورقة ضغط لتمرير
أىدافيم الخاصة.
145
ج -عدم اقتصار عضوية المنظمة عمى الدول
النقطة الثانية التي تميز منظمة التجارة العالمية عن المنظمات الدولية األخرى في مسألة
العضوية ىو إمكانية منحيا لألقاليم الجمركية التي تممك استقالالً ذاتياً في إدارة عالقاتيا التجارية
الخارجية.
والحقيقة إن إنشاء التكتالت االقتصادية اإلقميمية بات من الظواىر الممموسة في إطار
المجتمع الدولي.11
وبناء عمى ذلك ،فقد منحت االتفاقية المنشئة لمنظمة التجارة العالمية ى بموجب المادة 1/11ى
ً
الجماعات األوروبية ،العضوية األصمية في المنظمة .وتحسبًا الكتمال وممارسة التكتالت االقتصادية
األخرى الختصاصات مستقمة في إدارة العالقات التجارية الخارجية والمسائل المتصمة بنشاط
المنظمة ،فقد تقرر بمقتضى المادة 1/17إمكانية منح ىذه التكتالت الحق في االنضمام لممنظمة.
يتضح مما تقدم أن االنضمام إلى منظمة التجارة العالمية ال يتم من خالل التقدم بطمب يتم
قبولو أو رفضو ،وانما يتم من خالل التفاوض بين األعضاء في المنظمة وطالب العضوية ،بحيث
يقبل األعضاء التعيدات المقدمة من الدولة طالبة العضوية بااللتزام بمبادئ تحرير التجارة الواردة في
االتفاقيات المختمفة ،وتقديم جداول تنازالت بتخفيضات جمركية يتم تجميعيا لدى المنظمة ،وجداول
بفتح السوق أمام موردي الخدمات األجانب في مجاالت محددة يتم االتفاق عمييا بين طالب
العضوية وباقي األعضاء.
باختصار ،فإن اكتساب عضوية منظمة التجارة العالمية متاح من حيث األصل لجميع
الدول ،وكذلك لألقاليم الجمركية المستقمة التي تمارس سمطة كاممة في إدارة عالقاتيا التجارية
الخارجية؛ ولكن قبول طمب العضوية يتوقف عمى مدى إقناع طالب العضوية لشركائو التجاريين في
منظمة التجارة العالمية بحجم التنازالت المقدمة منو سواء كان طالب العضوية من البمدان المتقدمة،
أو من البمدان النامية أو إقميماً جمركياً مستقالً في إدارة عالقاتو التجارية الخارجية.
11
- SCHREUER (Christoph), Regionalism v. Universalism, European Journal of International Law, 1995,
vol.6, No.3, pp. 477-499, at 487-489.
146
د -الخروج عمى التزامات العضوية
نتساءل اآلن عن مدى إمكانية الخروج عمى التزامات العضوية ،دون أن تتأثر عضوية من
يخرج عمييا؟
12
لعضو ما أن يخرج عمى التزامات لقد أباحت االتفاقية المنشئة لمنظمة التجارة العالمية
العضوية بالشروط اآلتية:
أن يكون الخروج بسبب وجود ظروف استثنائية تبرر ذلك.
أن يتعمق الخروج بالتزام واحد يفرضو االتفاق المنشئ أو أحد االتفاقيات التجارية متعدد ة
األطراف.
أن يصدر قرار من المؤتمر الوزاري بيذه المسألة.
يجب أن يحدد القرار وسائل وشروط تطبيق الخروج الممنوح وتاريخ نيايتو .عمى أن الخروج
الممنوح لمدة أكثر من سنة يتم إعادة بحثو بعد سنة من تاريخ منحو ،وسنويًا بعد ذلك حتى
نيايتو ،وعند إعادة بحثو يكون لممؤت مر الوزاري تحديد ما إذا كانت الظروف االستثنائية ما زالت
قائمة ،وىل تم احترام الوسائل والشروط المرتبطة بو ،وفي ضوء ذلك يكون لممؤتمر مد أو
تعديل أو إلغاء الخروج الممنوح.
وىناك ما ىو أكثر من ذلك ،حيث أعفت المادة 7 /11الدول األقل نموًا من أن تقدم
تعيدات أو تن ازالت إال بالقدر الذي يتفق مع حاجات التنمية والتمويل والتجارة بالنسبة لكل منيا أو
مع إمكاناتيا اإلدارية والمؤسسية .والغرض من ذلك ،ىو عدم تأثر تمك الدول -نظ اًر لضعفيا
التجاري -تأث ًار ضا ًار أو كبي ًار نتيجة عضويتيا في المنظمة.13
ه -االنسحاب من المنظمة
من ال مسائل التي تثيرىا مسألة العضوية في منظمة التجارة العالمية ،إمكانية االنسحاب من
المنظمة .حيث أعطت المادة 15من اتفاقية منظمة التجارة العالمية الحق لكل عضو باالنسحاب
12
-المادة .WTO 4-3/9
13
-راجع :د .أحمد أبو الوفا ،منظمة األمم المتحدة والمنظمات المتخصصة واإلقميمية (مع دراسة خاصة لممنظمة
العالمية لمتجارة) ،القاىرة ،1997 ،دار النيضة العربية ،ص.193
147
منيا ،ومن االتفاقيات التجارية متعددة األطراف ،ولكنيا قيدت نفاذ االنسحاب بانقضاء ستة أشير
عمى التاريخ الذي تم إخطار المدير العام لممنظمة بو.
ويبدو لنا أن ىذا النص يمكن أن ييدد وجود منظمة التجارة العالمية ذاتو! والحقيقة أن ذلك
يتوقف بالدرجة األولى عمى العضو الذي يمارس ىذا الحق ،فإذا لم يكن ىذا العضو عمى درجة من
األىمية بحيث ال يؤثر انسحابو كثي ًار عمى مجرى التجارة الدولية ،كما لو كان من البمدان األقل نموًا،
فإن ىذا االنسحاب لن يؤثر في المنظمة ،مثمما يكون عميو األمر فيما لو انسحب عضو ذو أىمية
ال .في ىذه الحالة،
كبيرة بالنسبة لحجم التجارة الدولية كالجماعات األوروبية ،أو الواليات المتحدة مث ً
أال يمكن أن يتيدد وجود المنظمة ذاتو؟ وىنا نستذكر سبب فشل ميثاق ىافانا المتمثل في رفض
الكونغرس األمريكي التصديق عميو ،مما أدى إلى وأد منظمة التجارة الدولية قبل أن ترى النور .عمى
كل حال فإن ىذه النتيجة ،ليست حتمية ولكنيا تظل محتممة؛ واذا صح ذلك ،فإن منظمة التجارة
العالمية تكون قد حممت ى بموجب حق االنسحاب ى بذور فنائيا ،إذا ما مارس ىذا الحق أحد
األعضاء الكبار في المنظمة.
148
اتساع المسائل التي تشرف عميها المنظمة
ارتبط باتفاقية منظمة التجارة العالمية عدد من االتفاقيات والتفاىمات ،وىذا دون شك نظام
فريد تتميز بو منظمة التجارة العالمية ،14خالفًا لى GATT47إذ تقتضي عضوية منظمة التجارة
العالمية أن يصبح العضو طرفاً في جميع االتفاقيات متعددة األطراف المرتبطة باتفاقية منظمة
التجارة العالمية ،15في حين أن الطرف المتعاقد في GATT47ال يمتزم إال باالتفاقيات التي يختار
االرتباط بيا .والواقع إ ن اتساع اتفاقيات منظمة التجارة العالمية يختمف كثي ًار عما كان عميو األمر في
ظل GATT47التي اقتصرت عمى وضع مجموعة من المبادئ والتدابير المتعمقة بتجارة السمع ولم
تغط جميع السمع ،كالمنتجات الزراعية والمنسوجات حيث بقيت خارج إطار الجات.
ومع ذلك فقد تطور في ظل الجات ،عدد من االتفاقيات المنفصمة المعقودة خارج جوالت
التفاوض ،وبالتالي فإن االلتزامات التي كانت مترتبة عمى األطراف المتعاقدة في الجات ،كانت
لمتبدل تبعًا لالتفاقيات أو التقنينات التي أصبحوا أطرافًا فييا ،16مما أدى إلى مفيوم
متفاوتة ،أو قابمة ّ
التقنين المشروط ،ومفاده أن الدول لن تقدم مزايا التقنين إال لمن أصبح فعمياً طرفاً فيو .ولكن ىذا
الموقف تعرض ليجوم حاد ممن يرون وجوب امتداد مزايا التقنين المشروط عمى أساس شرط الدولة
17
تمشيًا مع المادة األولى من الى .GATT47ولكن أنصار التقنين المشروط دافعوا األولى بالرعاية
عن ىذه الفكرة عمى أساس أن التطبيق اآللي لشرط الدولة األولى بالرعاية ،سوف يحمل الدولة عمى
14
-ليست ىذه ىي المرة الوحيدة التي يتم فييا ربط اتفاقية بأخرى في مجال المنظمات الدولية ،فقد جاء في المادة
97من ميثاق األمم المتحدة أن" :محكمة العدل الدولية ىي األداة القضائية الرئيسة لألمم المتحدة وتقوم
بعمميا وفق نظاميا األساسي الممحق بيذا الميثاق وىو… جزء ال يتج أز من الميثاق" .كما جاء في الفقرة
األولى من المادة 93ما يمي" :يعد جميع أعضاء األمم المتحدة بحكم عضويتيم أطرافًا في النظام األساسي
لمحكمة العدل الدولية".
15
-تنص المادة 7/7من االتفاقية المذكورة عمى أنو" :تعد االتفاقيات واألدوات القانونية المقترنة باالتفاقية الواردة
في المالحق 1و7و …3جزءاً ال يتج أز من ىذه االتفاقية بالنسبة لألعضاء التي قبمتيا ،وىي ممزمة لجميع
األعضاء".
16
- McRae, op. cit., p. 180.
17
-انظر ما سيأتي ذكره حول شرط الدولة األولى بالرعاية ،لدى دراستنا لمبادئ منظمة التجارة العالمية.
149
محاولة الحصول عمى مزايا التقنين المشروط دون القيام بتنفيذ أي من االلتزامات التي يفرضيا.18
ولتجنب ىذه المشاكل فقد ابتدعت في إطار منظمة التجارة العالمية فكرة الصفقة الشاممة The
package dealالتي تمنع اختيار بعض االتفاقيات أو األحكام دون بعضيا اآلخر .وبتعبير أدق،
فإنيا جعمت من االتفاقيات متعددة األطراف الممحقة باتفاقية منظمة التجارة العالمية كالً ال يتجزأ،
بحيث يمتزم أعضاء منظمة التجارة ا لعالمية بجميع االلتزامات التي ترتبيا االتفاقيات المذكورة ،والتي
تشتمل عمى االتفاقيات والبروتوكوالت والتفاىمات واآلليات ،فضالً عن الق اررات واإلعالنات الو ازرية
والتفاىم بشأن الخدمات المالية ،وكذلك تمك اآللية الفريدة لتسوية المنازعات التي حمت محل اآلليات
المنفصمة القائمة في ظل اتفاقيات وتقنينات .GATT47
كمًا كبي ًار من االتفاقيات أطمق عمييا االتفاقيات
وتشمل اتفاقيات منظمة التجارة العالمية ّ
متعددة األطراف ،وىي ممزمة لجميع أعضاء المنظمة ،وال يجوز التحفظ عمى أي نص فييا –
كقاعدة عامة – إال إذا وافق جميع األعضاء عم ى ىذا التحفظ ،مما يجعل من التحفظات المذكورة
ضرباً من ضروب االستحالة .19كما تشمل أيضًا مجموعةً من االتفاقيات التي يمكن وصفيا بأنيا
بعضية األطراف ال تمزم إال من قبل االرتباط بيا.20
وتتضمن االتفاقيات متعددة األطراف إلى جانب اتفاقية إنشاء المنظمة اتفاقات وردت في
الممحق رقم ( )1الذي يتألف من االتفاقات بشأن تجارة السمع GATTوعددىا ثالثة عشر اتفاقاً؛
واالتفاقية العامة لمتجارة في الخدمات GATS؛ واتفاقية الجوانب المتصمة بالتجارة في حقوق الممكية
الفكرية .TRIPsكما تتضمن وثيقة التفاىم بشأن القواعد واإلجراءات التي تحكم تسوية المنازعات
الواردة في الممحق رقم ( .)7أما الممحق رقم ( )3فقد تضمن آلية مراجعة السياسة التجارية.
18
- JACKSON (John H.), The World Trading System: Law and Policy of International Economic
Relations, Cambridge, MIT Press, 1989, pp. 143 – 145.
19
-االستثناء الوحيد الممكن قانونًا ىو ما ورد في المادة الثالثة عشرة من اتفاقية إنشاء منظمة التجارة العالمية،
والمتعمقة بعدم تطبيق اتفاقية WTOواالتفاقيات متعددة األطراف المرتبطة بو والواردة في الممحقين 1و 7بين
عضو وعضو آخر إذا لم يوافق أي منيما عمى ىذا التطبيق عند االنضمام إلى المنظمة.
20
-ليس لالتفاقيات بعضية األطراف أىمية عالمية ،ولكنيا عمى كل حال تظل ميمة بالنسبة لبعض األعضاء.
وتشمل ىذه االتفاقيات :اتفاقاً بشأن التجارة في الطائرات المدنية؛ واتفاقاً بشأن المشتريات الحكومية؛ واتفاقًا
دولياً بشأن منتجات األلبان؛ واتفاقاً دولياً بشأن لحوم األبقار.
150
أما عن حجم النصوص الواردة في االتفاقات المذكورة أعاله فقد وقع بما يربو عمى خمسمائة
صفحة ،ويشكل مع جداول التنازالت التي تعد جزءًا ال يتج أز من االتفاقيات ما يزيد عمى خمس
وعشرين ألف صفحة.
151
قواعد التصويت في منظمة التجارة العالمية
ليس ىناك أسموب واحد لمتصويت ،لدى منظمة التجارة العالمية ،وقواعد التصويت فييا
ليست استثنائية ،إذ تقوم عمى مبدأ (صوت واحد لكل عضو) .ويالحظ أن أعضاء المنظمة متساوون
من الناحية القانونية في ىذا المجال ،ولعل ذلك ىو األكثر أىمية في منظمة التجارة العالمية ،إذ من
الواضح أن الدول الكبرى لم تتميز عن غيرىا من الدول ،21خالفًا لما ىي عميو الحال في مجمس
األمن التابع لألمم المتحدة ،حيث يحتفظ األعضاء الخمسة الدائمون بحق االعتراض عمى ق اررات
المجمس؛ وخالفاً لما عميو الحال لدى مؤسسات بريتون وودز (الصندوق والبنك الدوليين) ،حيث
يكون لمدول ذات المساىمة التي تحقق نصابًا معينًا عدد إضافي من األصوات يتناسب مع حجم
مساىمتيا في رأس المال ،كما رأينا من قبل.
إن أىمية منح كل دولة صوتًا واحداً تكمن في أنيا تعد نقطة البدء العتماد الق اررات التي
تتخذ في المنظمة سواء منيا التي يتم إصدارىا بمقتضى األغمبية البسيطة (المادة )1/9أو أغمبية
ثالثة أرباع األعضاء (المادة / 7 /9أ) أو لدى عدم تحقق التوافق عند إجراء تعديل االتفاقية بأغمبية
الثمثين (المادة )1/12وكذلك األمر بالنسبة لمن ح اإلعفاء من التزامات مقررة بمقتضى االتفاقية .ومن
جانب آخر ،فإن ىناك ما يحتاج إلى إجماع األعضاء ،ولكن ذلك ليس بالجديد ،فقد
كانت GATT47تتطمب ذلك ،وتابعت منظمة التجارة العالمية ىذه الممارسة.
أما من حيث كيفية ممارسة التصويت ،فقد أرست اتفاقية منظمة التجارة العالمية في مادتيا
التاسعة مبدأ اتخاذ الق اررات بالتوافق ،أو بما يمكن تسميتو باإلجماع السمبي أو العكسي ،أي إن من
يوافق عمى القرار يكفي أال يعترض عميو .ويذىب جانب من الفقو إلى أن ىذا األسموب في التصويت
21
-ينبغي أال نبالغ في نظرتنا إلى العدالة التي تحققيا المنظمة من خالل التصويت غير التمييزي فييا ،فقد
احتاطت الكيانات االقتصادية الكبرى ليذا األمر من خالل إصرارىا عمى إدراج نصوص تخدميا عندما تتأثر
مصالحيا .فعندما تثور مشكمة بين عضوين ،وتتم ت سويتيا عن طريق فرق تسوية المنازعات التابعة لممنظمة،
يوكل أمر تنفيذ نتائج التسوية في نياية األمر لمعضو الرابح وليس لممنظمة ،مما يجعل القوي قاد اًر عمى
التنفيذ لصالحو ،بينما يصبح الضعيف في وضع ال يقوى معو عمى التنفيذ ،وحتى لو تمكن من ذلك فقد
تتضرر مصمحتو بيذا التنفيذ أكثر مما يمكن أن يصيب مصمحة الخاسر القوي .راجع حول مشكمة تنفيذ
الق اررات الصادرة عن منظمة التجارة العالمية :د .ياسر الحويش ،مرجع سابق ،ص.592-546
152
يعد بمثابة صيغة جديدة لإلجماع الذي يتحقق بصورة ضمنية .ويظير ىذا األسموب إثر وجود توجو
ّ
عام إلى التصويت وغياب االعتراض عمى النص ،أي إ نو ال يتم المجوء إلى التصويت العمني إذا لم
يكن ىناك اعتراض عمني.
ويمكن القول إن أسموب التوافق في اآلراء ىو القاعدة العامة (م ،)WTO/1/9فإذا لم يتحقق
التوافق يتم المجوء إلى التصويت وفقًا لما ورد بشأنو ،ويتخذ كل قرار حسب النسبة المحددة لو .ومن
بين حاالت اعتماد التوافق في اتخاذ الق اررات ،مسألة التعديل؛ إذ يجب إعمال التوافق لدى تقديم
االقتراح بتعديل اتفاقية منظمة التجارة العالمية أو االتفاقيات التجارية متعددة األطراف المرتبطة بيا،
وعرض المؤتمر الوزاري التعديل المقترح عمى األعضاء لقبولو (م.)WTO/1/12
153
ديناميكية منظمة التجارة العالمية
من الصفات المميزة لمنظمة التجارة العالمية أنيا منظمة ديناميكية ،وليست ساكنة .ففي كل
عام نجد اتفاقات جديدة وتحرير مجاالت جديدة .وبرغم أن GATT47كانت متسمة بالصفة ذاتيا،
حيث نظمت في إطارىا ثماني جوالت تفاوضية ،كان آخر ما رعتو GATT47جولة أورجواي التي
انبثقت منيا منظمة التجارة العالمية التي أنيط بيا رعاية ما سيأتي من جوالت ،فإن أمو ًار كثيرة بقيت
معمقة منذ جولة أورجواي لعدم اتفاق المتفاوضين في تمك الجولة بشأنيا ،حيث تم إرجاؤىا إلى ما
بعد نفاذ اتفاقية منظمة التجارة العالمية .ومن بين األمور التي تم تأجيميا ،تحرير الخدمات المالية،
وتحرير بعض السمع الزراعية.
وتعد المؤتمرات الو ازرية وجوالت التفاوض التي انطمقت بعد قيام المنظمة ،وال سيما ما أطمق
عمييا جولة الدوحة ،ومؤتمرات كانكون 7224وىونغ كونغ 7225مثاالً حسناً عمى ديناميكية
المنظمة.22
ومما تقدم ،تتضح ديناميكية منظمة التجارة العالمية ،ولكن يجب االنتباه إلى أن ىذه
الديناميكية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالوضع الدولي ،ومدى مقدرة الدول عمى الوصول إلى النتائج المرجوة
في مجاالت التحرير المستقبمية.
تمارين:
-بتقديرك ،ىل التنازالت التي طمبت من السعودية (التي انضمت عام )7226مماثمة لمتنازالت
التي طمبت من مصر (التي انضمت عام ،) 1995ولمشروط التي ستطمب من سورية
ال باحثة عن االنضمام؟ ولماذا؟
-ىل العضوية في منظمة التجارة العالمية مقصورة عمى الدول؟
ما مضمون قاعدة اإلجماع السمبي؟ وما أىميتيا؟ -
22
-تم التوصل في مؤتمر ىونغ كونغ 7225إلى اتفاقية حول رفع الدعم عن المنتجات الزراعية بحمول عام
.7213بيد أن كثي اًر من المسائل ما زالت قيد المفاوضات ،وال يتوقع حسميا في وقت قريب.
154
الوحدة التعميمية الثانية عشرة
الكممات المفتاحية:
المؤتمر الوزاري – المجمس العاـ – جياز تسوية المنازعات – آلية مراجعة السياسة التجارية – مجمس تجارة
السمع – مجمس تجارة الخدمات -مجمس التجارة في حقوؽ الممكية الفكرية – المجاف وجوبية اإلنشاء –
المجاف جوازية اإلنشاء.
الممخص:
أنشأت اتفاقية منظمة التجارة العالمية عدداً مف األجيزة العامة ،تشمؿ كالً مف :المؤتمر الوزاري ،المجمس
العاـ ،جياز تسوية المنازعات ،وآلية استعراض السياسة التجارية؛ كما أنشأت أمانة عامة لممنظمة يرأسيا
مدير عاـ .كما أنشأت عددًا مف األ جيزة المتخصصة كمجالس التجارة في السمع والخدمات وحقوؽ الممكية
الفكرية ،إضافة لبعض المجاف .ويعد المؤتمر الوزاري الجياز األعمى ،بيف أجيزة منظمة التجارة العالمية ،وىو
يتألؼ مف جميع أعضائيا شأنو شأف بقية األجيزة ،بينما يعد المجمس العاـ مجمساً تنفيذياً ،أما جياز تسوية
المنازعات فقد نقؿ التجارة الدولية إلى قواعد تميؿ نحو تكريس احتراـ القانوف ،كما نقؿ القضاء الدولي نقمة
نوعية إلى األماـ ،نظ ًار لمنظاـ الجديد في عممية التسوية بما فيو مف تحسينات (واف لـ تصؿ إلى الكماؿ)؛
في حيف تعد آلية مراجعة السياسة التجارية محفالً إلعادة النظر مف وقت آلخر في السياسات التجارية
لألعضاء.
األهداف التعميمية:
-تعريؼ الطالب بأجيزة المنظمة.
إظيار التغيرات والتمايز عف األجيزة الموجودة في المنظمات األخرى. -
-التركيز عمى آلية تسوية المنازعات في المن ظمة او ظيا ر محاسنيا ومساوئيا.
بياف أىمية آلية مراجعة السياسة التجارية في المنظمة. -
155
المنظمات الدولية عمومًا ،ىي أشخاص قانونية تتميز بإرادة ذاتية مستقمة عف إرادات الدوؿ
األعضاء .ومف ثـ فإف مف الضروري وجود أجيزة تباشر االختصاص والوظائؼ تعبي ًار عف ىذه اإلرادة.
وتؤدي أجيزة المنظمات الدولية دو اًر ميماً في تسييرىا ،إذ مف الثابت أف إرادة أي شخص مف أشخاص
القانوف الدولي يتـ تكوينيا والتعبير عنيا بوساطة جياز معيف أو عدد مف األجيزة أو شخص ما .ففي واقع
األمر ،ال تمارس المنظمة الدولية اختصاصاتيا مباشرة ،وانما يمارسيا باسميا جياز ما (كالجمعية أو
المجمس) ،أو شخص ما (كالسكرتير العاـ)؛ عمى أف ىذا أو ذاؾ ،حينما يمارس االختصاصات ،فإنو
يعد أداة تستخدميا المنظمة.
ال عنيا ،وانما كؿ منيما ّ
يمارسيا باسـ ولحساب المنظمة ،ذلؾ أنو ليس منفص ً
ومف ناحية أخرى ،فإنو ال وجود ألجيزة المنظمة الدولية دوف وجود ىذه األخيرة ،ذلؾ أف تمؾ األجيزة توجد
داخؿ إطارىا التنظيمي ،وىي األداة األساسية التي تعمؿ عمى تسيير المنظمة داخميًا وخارجياً .واذا كاف مف
الثابت وجود اختالفات ىيكمية بيف الدولة والمنظمة الدولية ،فإنو يمكف القوؿ ،رغـ ذلؾ ،إف المنظمة الدولية ػ
كالدولة ػ تتكوف مف أجيزة تعمؿ وتسير عمى تحقيؽ أىدافيا.2
وليس ثمة شؾ في أف البنياف التنظيمي لمنظمة التجارة العالمية ،ىو بنياف معقد ،ويبدو أنو يتسـ
بتعدد األجيزة مف ناحية ،3وتنوع اختصاصات ىذه األجيزة مف ناحية ثانية.
واذا كاف تعدد األجيزة يحقؽ مقتضيات وموجبات تقسيـ العمؿ ،وتوخي السرعة والفاعمية في اتخاذ
الق اررات ،إلى جانب ضرورة مراعاة تحقيؽ المساواة بيف الدوؿ األعضاء ،فإف تنوع اختصاصات ىذه األجيزة
يظير الشكؿ العممي لتمؾ المقتضيات والموجبات .ويتضح األخذ بتنوع االختصاصات مف خالؿ وجود أجيزة
ذات اختصاص عاـ ،وأخرى ذات اختصاص محدود؛ وكؿ نوع مف ىذه األجيزة يستجيب في تشكيمو
اع محددة .فاألجيزة ذات االختصاص العاـ تمارس اختصاصاتيا بالنسبة لمجمؿ
واختصاصاتو لدو ٍ
االتفاقيات ،أما األجيزة ذات االختصاص المحدود أو المتخصصة ،فإنيا تباشر اختصاصات معينة بالنسبة
لمجاؿ معيف مف مجاالت التجارة الدولية ،مع مالحظة أف األجيزة ذات االختصاص المحدود تخضع لألجيزة
156
العامة .فاألجيزة العامة تعد بمثابة أجيزة رئيسة ،بينما األجيزة ذات االختصاص المحدود ،ىي مجرد أجيزة
تسير منظمة التجارة
فرعية ،تباشر ما يعيد بو إلييا مف األجيزة العامة .ومف الجدير بالذكر أف األجيزة التي ّ
العالمية ،لـ تنحصر باتفاقية منظمة التجارة العالمية بؿ تعدت ذلؾ إلى االتفاقيات المرتبطة بيا ،حيث توجد
المجالس والمجاف المنبثقة عف عدد مف االتفاقيات متعددة األطراؼ.
وتنقسـ دراستنا لمييكؿ التنظيمي لمنظمة التجارة العالمية إلى مطمبيف ،أوليما نخص بو األجيزة
العامة ،وثانييما لألجيزة المتخصصة.
157
األجـهزة العـامـة
بموجب الفقرة األولى م ف المادة الرابعة مف اتفاقية منظمة التجارة العالمية ،يتألؼ المؤتمر الوزاري مف
يعد الجياز العاـ األعمى لمنظمة التجارة العالمية ،فيو جياز عاـ ألنو
ممثمي جميع األعضاء؛ وبذلؾ فإنو ّ
يضـ األعضاء في المنظمة جميعًا؛ وىو جياز أعمى ،ألف بقية األجيزة تكوف تابعة لو.
وفضالً عف تشكيؿ ىذا الجياز مف جميع أعضاء المنظمة ،فإف التصويت فيو يكوف لألعضاء
جميعاً ،ولكؿ عضو في المؤتمر الوزاري صوت واحد4؛ كما أف لكؿ عضو الحؽ في أف يطمب إلى المؤتمر
الوزاري ،اتخاذ الق اررات المتعمقة باختصاص المنظمة.
اختصاص المؤتمر الوزاري: .2
ذكرنا قبؿ قم يؿ ،أف المؤتمر الوزاري ىو الجياز األعمى ،ويتضح ذلؾ مف خالؿ االختصاصات
المنوطة بو .فبرغـ أف اجتماعات المؤتمر الوزاري ،ىي اجتماعات دورية ،تتـ مرة عمى األقؿ كؿ سنتيف
(ـ ،5)WTO1/4فإف اختصاصو عاـ وشامؿ ،إذ يضطمع ىذا الجياز بالمياـ الرئيسة لممنظمة ،أي بكؿ ما
ال
يتصؿ بأداء وظائؼ المنظمة مف مسائؿ .ومف ىنا يتضح النطاؽ الواسع الختصاص المؤتمر الوزاري ،فض ً
- 4مع مراعاة أف يكوف لمجماعة األوروبية عدد مف األصوات يساوي عدد الدوؿ المنتسبة إلييا (ـ.)WTO1/9
- 5مف الطبيعي أف يكوف لممؤتمر حؽ عقد اجتماعات خاصة أو استثنائية لمواجية مشكالت أو موضوعات ذات أىمية
خاصة أو عاجمة ،حسبما يتـ تنظيمو في الالئحة الداخمية لممؤتمر.
158
عف أنو يتمتع بسمطة اتخاذ الق اررات في جميع المسائؿ التي تنص عمييا أي مف االتفاقيات التجارية متعددة
األطراؼ .ومف بيف ىذه المسائؿ:
أ – إقرار العضوية :لممؤتمر الوزاري وح ده اختصاص اتخاذ قرار انضماـ الدوؿ ،واألقاليـ الجمركية
المستقمة في إدارة عالقاتيا التجارية الخارجية إلى منظمة التجارة العالمية ،6ويتـ ذلؾ بأغمبية ثمثي األعضاء.
ب – إقرار التعديالت :ألي مف أعضاء منظمة التجارة العالمية ،وكذلؾ مجالس شؤوف التجارة في
السمع وال خدمات وحقوؽ الممكية الفكرية ،الحؽ في عرض اقتراح التعديالت أماـ المؤتمر الوزاري الذي
يختص بمناقشة التعديالت واقرارىا .وينفرد المؤتمر الوزاري بمسألة تعديؿ االتفاقية المنشئة لمنظمة التجارة
العالمية ،وكذلؾ االتفاقيات متعددة األطراؼ المرتبطة باالتفاقية المنشئة.7
ج – إقرار اإلعفاءات :ومف االختصاصات المنوطة بالمؤتمر الوزاري منح اإلعفاء مف التزاـ
مفروض عمى أحد أعضاء المنظمة بموجب االتفاقية المنشئة ،أو أي مف االتفاقيات متعددة األطراؼ.
فمممؤتمر الوزاري مناقشة طمب اإلعفاء واق ارره ،وىو الذي يبيف القيود والشروط التي تحكـ اإلعفاء ومدتو
وامكانية تجديده (المادة التاسعة) .كما يتمتع المؤتمر الوزاري بسمطة عدـ تطبيؽ االتفاقات التجارية متعددة
األطراؼ بيف أعضاء معينيف (المادة .)13
د – المسائل التنظيمية :لممؤتمر الوزاري إنشاء لجاف محددة ،ورد ذكرىا في االتفاقية المنشئة ،وبيذا
فإ ف لو الحؽ في إنشاء عدد مف المجاف ،ىي لجنة التجارة والتنمية ،ولجنة قيود ميزاف المدفوعات ،ولجنة
لمميزانية والمالية واإلدارة .ولو أيضًا أف ينشئ أي لجاف إضافية ألداء ما يراه مناسباً مف مياـ (المادة .)7/4
ويدخؿ في نطاؽ المسائؿ التنظيمية ،تعييف المدير العاـ الذي يرأس أمانة المنظمة ،حيث يقوـ
المؤتمر الوزاري بتعيينو واعتماد األنظمة التي تحدد سمطاتو وواجباتو وشروط خدمتو وفترة شغؿ المنصب.8
- 6المادة .WTO 7 /17مع مراعاة وجوب التوصؿ مف خالؿ التفاوض مع الشركاء التجارييف ،إلى نتائج يقبميا ىؤالء
الشركاء قبؿ عرض مسألة االنضماـ عمى التصويت في المؤتمر الوزاري.
- 7المادة .WTO11
- 8المادة السادسة مف اتفاقية منظمة التجارة العالمية.
159
ب -المجمس العام General Council
إذا كاف المؤتمر الوزاري ىو الجياز األعمى في المنظمة ،فإف المجمس العاـ ىو الجياز التنفيذي
يسير نشاطيا اليومي ،ولعؿ السبب في ذلؾ ،يرجع إلى الفترات المتباعدة بيف دورات انعقاد المؤتمر
الذي ّ
الوزاري ،في حيف أف المجمس العاـ ،الذي يضـ أيضًا جميع أعضاء المنظمة ويقوـ بتسيير أمورىا حسبما
أنيط بو مف اختصاصات ،يكوف انعقاده ميسو ًار.
وتتضح أىمية دور المجمس العا ـ ،مف خالؿ االختصاصات التي أسندت إليو ،وكذلؾ مف خالؿ
عالقتو مع األجيزة األخرى في المنظمة ،ودوره في إقامة العالقات بيف منظمة التجارة العالمية والمنظمات
الدولية األخرى.
أ – اختصاص المجمس العام :يتمتع المجمس العاـ باختصاصات واسعة تعكس مجمؿ نشاطات
منظمة التجا رة العالمية .ويمكف إيضاح ذلؾ مف خالؿ مسألتيف ىما :نطاؽ االختصاصات وطبيعتيا.9
)1نطاق االختصاصات :لممجمس العاـ مباشرة اختصاصات ذات نطاؽ واسع ،إذ إف لو أف يحؿ محؿ
المؤتمر الوزاري مف ناحية (االختصاص الحمولي)؛ ولو أف يسند بعض المياـ إلى األجيزة الفرعية
لممنظمة (االختصاص اإلسنادي).
االختصاص الحمولي :يضطمع المجمس العاـ بمياـ المؤتمر الوزاري في الفترات التي تفصؿ بيف
اجتماعات األخير .واذا نظرنا إلى تباعد الفترات التي تفصؿ بيف انعقاد المؤتمرات الو ازرية،
أدركنا أىمية المجمس العاـ ،الذي يحؿ محؿ المؤتمر الوزاري؛ وبذلؾ يمكف القوؿ إف المجمس
ال لمفقرة الثانية
العاـ يتمتع بصفة االستم اررية ،إذ إنو يجتمع حسبما يكوف اجتماعو مناسبًا ،إعما ً
مف المادة الرابعة مف اتفاقية منظمة التجارة العالمية؛ ويقصد بصفة االستم اررية قابمية انعقاد
المجمس العاـ في أي وقت يتـ تحديده .وبما أف المجمس العاـ يحؿ محؿ المؤتمر الوزاري فإف
كؿ االختصاصات المنوطة باألخير ،يباشرىا المجمس العاـ ،فيي اختصاصات عامة وشاممة
وتتعمؽ بمسائؿ أساسية.
االختصاص اإلسنادي :يقوـ المجمس العاـ باإلشراؼ عمى سير االتفاقيات المرتبطة باتفاقية
منظمة التجارة العالمية ،ولو أف يسند المياـ التي يراىا مناسبة إلى األجيزة الفرعية لممنظمة،
160
التي ينشئيا المؤتمر الوزاري ،وىي لجنة التجارة والتنمية ،ولجنة قيود ميزاف المدفوعات ،ولجنة
الميزانية والمالية واإلدارة .وتبدو أىمية االختصاص اإلسنادي بالنسبة لنطاؽ المسائؿ محؿ
ال عف أف
اختصاص ىذه المجاف ،وطبيعتيا الدورية المرتبطة بممارسات التجارة الدولية ،ىذا فض ً
لممجمس العاـ أف يعيد بمياـ معينة إلى مجالس التجارة في السمع والخدمات وحقوؽ الممكية
الفكرية (المادة .)5/4
)2طبيعة االختصاص :تختمؼ طبيعة االختصاصات التي يباشرىا المجمس العاـ ،فقد تكوف إدارية أو
رقابية أو قضائية.
االختصاص اإلداري :يتمثؿ في اعتماد األنظمة المالية وتقديرات الميزانية السنوية (المادة /7
.)3
االختصاص الرقابي :يباشر المجمس العاـ اختصاصًا رقابياً ميماً في إطار منظمة التجارة
العالمية ،حيث قررت لو الفقرة الرابعة مف المادة الرابعة مف اتفاقية منظمة التجارة العالمية
الحؽ في االنعقاد "حسبما يكوف ذلؾ مناسباً لالضطالع بمسؤوليات جياز مراجعة السياسة
التجارية المشار إلييا في آلية مراجعة السياسة التجارية".
االختصاص القضائي :يضطمع المجمس العاـ بمسؤوليات جياز تسوية المنازعات المشار
إلييا في وثيقة التفاىـ الخاصة بتسوية المنازعات .10ويمحؽ بيذا االختصاص اشتراؾ
المجمس العاـ مع المؤتمر الوزاري في منحيما دوف غيرىما ،سمطة اعتماد تفسيرات اتفاقية
منظمة التجارة العالمية واتفاقيات التجارة متعددة األطراؼ الواردة في الممحؽ رقػـ (.11)1
ب – عالقة المجمس العام مع األجهزة األخرى لممنظمة:
يعد المجمس العاـ بمثابة المركز بالنسبة لباقي أجيزة المنظمة ،إذ يقوـ باإلشراؼ عمى مجالس
التجارة في السمع والخدمات وحقوؽ الممكية الفكرية .كما يقوـ باعتماد قواعد إجراءات ىذه المجالس (المادة
.)5/4وينبغي عمى المجالس المذكورة أف تقوـ بإحاطة المجمس العاـ بجميع أنشطتيا بصورة منتظمة (المادة
.)8/4
- 10المادة .WTO3/4
- 11المادة .WTO 7/9
161
ج – دور المجمس العام في إقامة العالقات بين منظمة التجارة العالمية والمنظمات الدولية:
أ صبحت العالقات بيف المنظمات الدولية متنامية ومتسعة إلى حد كبير ،وليا تأثيرىا في مجاؿ
العالقات الدولية .واذا كانت اتفاقية منظمة التجارة العالمية قد أوردت نصوصاً تؤكد عمى عالقة المنظمة
بالمنظمات الدولية األخرى ،وال سيما صندوؽ النقد الدولي والبنؾ الدولي لمتعمير والتنمية والمؤسسات التابعة
لو ،فإف ىذه االتفاقية أعطت المجمس العاـ وضع ترتيبات إقامة التعاوف مع كؿ المنظمات الدولية الحكومية
األخرى ،التي ليا مسؤوليات تتصؿ بمسؤوليات منظمة التجارة العالمية ( المادة ،)1/5كما أنيا عيدت
لممجمس العاـ بميمة اتخاذ الترتيبات المناسبة لمتشاور مع المنظمات غير الحكومية المعنية بمسائؿ تتصؿ
بتمؾ التي تفي بيا المنظمة .12وباختصار ،فإف لممجمس العاـ االضطالع بإبراـ االتفاقيات مع المنظمات
الدولية الحكومية وغير الحكومية.
ج -جهاز تسوية المنازعات Dispute Settlement Body
يحتاج أي نظاـ قانوني قائـ عمى تعدد األطراؼ إلى وجود جياز يضبط عالقات ىذه األطراؼ عمى
أسس سميمة وعادلة .ولـ تغب ىذه الحقيقة عف أذىاف واضعي اتفاقيات تحرير التجارة العالمية ،حيث ضمنوا
يعده معظـ الفقو أنو أىـ
ىذه االتفاقيات تفاىماً بشأف القواعد واإلجراءات التي تحكـ تسوية المنازعاتّ DSU
المسائؿ التي عالجتيا ىذه االتفاقيات.
إف تسوية المنازعات في إطار GATT47لـ تخ ُؿ مف العيوب التي قرر األطراؼ المتعاقدوف في
الجات ػ في االجتماع األولي لجولة أوروجواي عاـ 1986في بونتاديؿ ايست ػ أف يتالفوىا ،وكانت نتيجة
ذلؾ ىي استحداث تفاىـ تسوية المنازعات.13
تصور ترتيب العالقة بيف منظمة التجارة العالمية وبعض المنظمات الدولية غير الحكومية إذا ما كانت األخيرةّ - 12يمكف
تيتـ بمجاالت تيتـ بيا األولى ،ومف ىذا القبيؿ منظمة الشفافية الدولية التي أنشأىا الرؤساء السابقوف لمبنؾ الدولي.
فمنظمة الشفافية الدولية منظمة غير حكومية تيتـ بمسائؿ الشفافية ،وىي مسائؿ تيتـ بيا منظمة التجارة العالمية.
فترتيب العالقة بيف المنظمتيف ىو مف اختصاص المجمس العاـ لمنظمة التجارة العالمية.
13 - CROLEY (Steven P.) & JACKSON (John H.)، Dispute Procedures، Standard of Review، and Deference to
National Governments، AJIL، 1996، vol. 90، No.2، p. 193.
162
وبموجب المادة 4/3مف اتفاقية منظمة التجارة العالمية ،يباشر جياز تسوية المنازعات عممو مف
خالؿ المجمس العاـ ،حيث "ينعقد المجمس العاـ حينما يكوف مناسبًا لالضطالع بمسؤوليات جياز تسوية
المنازعات ،المشار إلييا في وثيقة التفاىـ الخاصة بتسوية المنازعات".
ويعد نظاـ تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية نظاماً متطو ًار جداً عمى صعيد التنظيـ الدولي
التجاري ،بسبب تصحيح المنظمة لمقواعد التي كانت سائدةً مف قبؿ في إطار GATT47مما جعؿ تسوية
المنازعات في النظاـ الجديد أكثر فاعميةً .كما يعد نظامًا متقدمًا جدًا بالنسبة لمقضاء الدولي الذي يتسـ
بالطابع االختياري عموماً ،في حيف أنو ليس لعضو في منظمة التجارة العالمية أف يرفض المثوؿ أماـ فري ؽ
14
في المنظمة ،حينما يرفع عضو آخر الدعوى ضده أماـ جياز تسوية المنازعات. تسوية النزاع Panel
أوالً -تسوية المنازعات في إطار الـ :GATT47
اعتمدت تسوية المنازعات في الػ GATTعمى المادتيف الثانية والعشريف (الخاصة بالمشاورات بيف
الخصوـ) والثالثة والعشريف (الخاصة بالتقاضي) .كما أقر مجمس األطراؼ المتعاقديف الممارسات واإلجراءات
التي كانت تتخذىا فرؽ تسوية المنازعات لدى نظرىا في المنازعات التي تعرض عمييا.
وقد ظمت تسوية المنازعات في الػ GATTمتّسمةً بالقصور ،ألنيا تتضمف عيبًا كبي اًر بالنسبة لمجات
كمؤسسة دولية .15فيذه ا لمؤسسة لـ تكف قادرة عمى فرض سمطانيا عمى الخصوـ بسبب الطبيعة االختيارية
16
انتياء.
ابتداء و ً
ً شؿ عممية تسوية المنازعات
لتسوية المنازعات ،وقدرة أي طرؼ متعاقد عمى ّ
فمف حيث الطبيعة االختيارية ال بد مف موافقة الخصوـ عمى المجوء إلى نظاـ تسوية المنازعات في
ال
الجات ،إذ إف قواعد الجات ال تجبر أحد األطراؼ المتعاقدة عمى المثوؿ أماـ فرؽ تسوية المنازعات .وفض ً
عف ذلؾ ،فإف أي طرؼ متعاقد (سواء أكاف مف الخصوـ أـ ال) يمكنو أف يعطّؿ عممية التسوية (القضائية)
- 14يالحظ أف الترجمة العربية (التي أشرفت عمييا سكرتارية المنظمة) لكممة Panelقد استخدمت عبارة (فريؽ التحكيـ)،
ويبدو أف ىذه الترجمة ال تخمو مف النقد ،سيما ب النسبة لكممة (التحكيـ) ،حيث يمكف أف يختمط ىذا االصطالح مع
ال .وتجنبًا لمخمط ،استخدمنا اصطالحًا أكثر
مرحمة الحقة مف مراحؿ تسوية النزاع ،يتـ فييا التحكيـ arbitrationفع ً
مالءمة ػ مف وجية نظرنا ػ وأكثر تعبي اًر عف طبيعة عمؿ ىذه الفرؽ ،وىو فريؽ تسوية النزاع ،واختصا ًار سنعمد إلى
استخداـ اصطالح (فريؽ التسوية).
- 15خالؿ 47سنة (ىي عمر الجات) لـ يتـ حسـ أكثر مف 733نزاعاً .وىو رقـ صغير إذا ما قورف بالمنازعات التي تنشب
بيف األطراؼ المتعاقدة في الجات.
-16والواقع أف ىذه السمة ما تزاؿ أصالً في القضاء الدولي عموماً وال سيما قضاء محكمة العدؿ الدولية.
163
بسبب قاعدة اإلجماع اإليجابي المعموؿ بيا في الجات .فأي نزاع ال يحاؿ إلى فريؽ التسوية إال بموافقة
جميع األطراؼ المتعاقدة (بما في ذلؾ الخصوـ أنفسيـ) إذ تخضع عممية إنشاء فريؽ التسوية لمتصويت في
مجمس األطراؼ المتعاقديف الذي يتخذ ق ارره بيذا الخصوص باإلجماع ،وىذا يعني أف عممية إنشاء فريؽ
لتسوية النزاع في إطار الجات تكتنفيا صعوبات كبيرة ،إذ يكفي أف يعترض أحد الخصوـ عمى ىذه العممية
ابتداء.
ً فيشّميا
وعالوةً عمى ذلؾ ،يمكف ألي طرؼ متعاقد (بما في ذلؾ الخصوـ أنفسيـ) أف ينقض أي نتيجة يصؿ
إلييا فريؽ التسوية ،ذلؾ أف قرار فريؽ التسوية ال يصبح نيائياً إال بعد اعتماده مف مجمس األطراؼ
مرةً أخرى ،وبالتالي فإف أي طرؼ متعاقد
المتعاقديف ،مما يعني أف قاعدة اإلجماع اإليجابي تنتج مفعوليا ّ
انتياء ػ أف ينقض القرار الذي يصؿ إليو فريؽ التسوية.
ً (بما في ذلؾ الطرؼ الخاسر لمنزاع) يمكنو ػ
والواقع ،إف ىذه العيوب صاحبت الجات منذ نشأتيا ،وبقيت مرافقةً ليا ،برغـ عدد مف المحاوالت
لتصحيح نظاـ تسوية المنازعات في إطار الجات ،والتي كاف آخرىا في جولة أوروغواي 1994-1986إذ
تـ االتفاؽ عمى تعديمو في أواسط تمؾ الجولة ،مف خالؿ وضع تفاىـ متكامؿ لتسوية المنازعات ،أصبح في
ّ
نياية الجولة أساساً التفاقية خاصة بتسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية.
ثانياً -تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية:
تعد االتفاقية الخاصة بتسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية مف أىـ االتفاقيات التي
ال
صحح تفاىـ تسوية المنازعات العيوب التي كانت تشوب الجات مف قبؿ ،فض ً
صاحبت قياـ المنظمة .فقد ّ
عف أنو قدـ مجموعة مف األساليب الخاصة بتسوية المنازعات ،وأىميا بالطبع ىو األسموب القضائي.
أ – دور جهاز تسوية المنازعات:
كما ذكرنا في معرض الكالـ عف أجيزة منظمة التجارة العالمية ،فإف جياز تسوية المنازعات يعد أحد
األجيزة العامة ،مع األخذ بالحسباف المسائؿ اآلتية:17
المسألة األولى ،تتعمؽ بالمجاؿ الذي يمارس فيو ىذا الجياز اختصاصو ،حيث تشمؿ ميمتو كؿ
المنازعات التجارية الدولية فيما بيف أعضاء المنظمة ،عندما تكوف ىذه المنازعات مشمولة باتفاقيات
المنظمة .يتضح ذلؾ مف خالؿ نصوص تفاىـ تسوية المنازعات التي تطبؽ بموجب الفقرة األولى مف المادة
164
األولى مف ىذا التفاىـ عمى االتفاقات المدرجة في الممحؽ األوؿ لتفاىـ تسوية المنازعات18؛ أي أنيا تغطي
التجارة في السمع ،والتجارة في الخدمات ،والتجارة في حقوؽ الممكية الفكرية ،وىي مجاالت تشمؿ التجارة
الدولية بمعظـ جوانبيا .ومف ناحية أخرى يسري التفاىـ بالنسبة لالتفاقيات بعضية األطراؼ ،عمى أنو إذا كاف
ىناؾ اختالؼ بيف قواعد واجراءات ىذا التفاىـ مف جانب ،وقواعد خاصة أو إضافية في الممحؽ الثاني
ال يمارس فيو
لمتفاىـ مف جانب آخر ،فإف األولوية تكوف لمقواعد الخاصة واإلضافية .وىذا كمو يمثؿ مجا ً
الجياز ميمتو في تسوية المنازعات .ويضاؼ إلى ما تقدـ ومف خالؿ ممارسات ،GATT47أف جياز تسوية
المنازعات يتصدى أيضاً لبحث مدى تطابؽ االتفاقيات المتعمقة بالتكامؿ اإلقميمي مف اتحادات جمركية
ومناطؽ تجارة حرة مع اتفاقية منظمة التجارة العالمية واالتفاقيات األخرى المعنية.
المسألة الثانية ،تتعمؽ باألسس التي يستند إلييا الجياز في عممو؛ حيث يباشر جياز تسوية
المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية مجموعة مف الوظائؼ التي تكسبو طبيعة خاصة في إطار
وسائؿ فض المنازعات في نطاؽ المنظمات الدولية .وترتبط وظائؼ ىذا الجياز بمبدأ الرضائية المفترضة،19
عندما يمارس ىذا الجياز وظائفو المتعددة وعمى رأسيا وظيفتو في مجاؿ تسوية المنازعات ،وىذا ما توضحو
نصوص التفاىـ المتعمقة بيذا الشأف.
– 1الرضائية المفترضة:
يتدخؿ جياز تسوية المنازعات بصدد أي نزاع برضاء أطرافو .فالرضائية ما زالت مف األمور
األساسية التي تراعييا التنظيمات الدولية ،ولكنيا رضائية مفترضة لدى جميع األعضاء ،وال سيما العضو
الذي ترفع الدعوى ضده .بيد أف جياز تسوية المنازعات ال يحؽ لو أف يبادر إلى اتخاذ إجراءات التسوية
- 18فيي تشمؿ اتفاقية منظمة التجارة العالمية واالتفاقيات التجارية متعددة األطراؼ وكذلؾ االتفاقيات التجارية عديدة
األطراؼ.
- 19في القضاء الدولي العاـ المتمثؿ بقضاء محكمة العدؿ الدولية ال تفترض الرضائية افتراضًا ،بؿ ال بد مف وجودىا وجودًا
حقيقياً ،مما يعد عيباً بالغاً في القضاء الدولي ،إذ ال تجبر دولة عمى المثوؿ أماـ المحكمة إال برضاىا .أما في القضاء
ابتداء ،إذ يسمّـ األعضاء بمجرد
ً الدولي المتخصص المتمثؿ بقضاء منظمة التجارة العالمية فإف الرضائية مفترضة
اكتسابيـ العضوية باالختصاص القضائي لممنظمة؛ وبالتالي فإف عمى األعضاء أف يمثموا أماـ فرؽ تسوية المنازعات
في المنظمة إذا ما رفع أي عضو الدعوى ضد أي منيـ .ومف ال يقبؿ بيذا النظاـ القضائي يختار البقاء خارج المنظمة
وال يكتسب عضويتيا.
165
رغماً عف األعضاء .20ولعؿ النظاـ القضائي الدولي الجديد الذي جاءت بو منظمة التجارة العالمية قد حاوؿ
(إرضاء لغرور السيادة) ،وضرورة فعالية النظاـ
ً التوفيؽ بيف مخّمفات الطابع االختياري لمقضاء الدولي العاـ
الدولي التجاري مف خالؿ حمؿ األعضاء عمى التسميـ باالختصاص اإلجباري لفرؽ تسوية المنازعات في
منظمة التجارة العالمية.
ومف بيف مظاىر الطابع الرضائي التي تعد مف مخّمفات النظاـ القضائي الدولي العاـ مسائؿ كثيرة
منيا:
-ال تتـ التسوية الفورية إال لمحاالت التي يرى أحد األعضاء أف إجراء صاد اًر عف عضو آخر يضر
بالمصالح العائدة لو بشكؿ مباشر أو غير مباشر بموجب االتفاقيات المشمولة.21
-إف تق دير رفع القضايا متروؾ لألعضاء ،حيث "يجب عمى كؿ عضو قبؿ رفع قضية ما ،أف
ينظر بحكمة في جدوى المقاضاة وفؽ ىذه اإلجراءات".22
-تتطمب ممارسة إجراءات التسوية تحمي األعضاء المعنييف بحسف النية ،إذ إف "طمب التوفيؽ أو
عده كذلؾ ،وأنو يجب عمى جميع
استخداـ إجراءات تسوية المنازعات ال يقصد منو الخصومة ،وال يجوز ّ
األعضاء في حاؿ نشوب نزاع ،أف تمارس ىذه اإلجراءات بنية حسنة وبيدؼ حؿ النزاع .ومف المفيوـ أيضًا
أنو ال يجوز الربط بيف الشكاوى والشكاوى المضادة المتعمقة بأمور مختمفة".23
-وينبغي إلجراء المشاورات أف "يتعيد كؿ عضو بالنظر بعيف العطؼ إلى أية طمبات يقدميا طرؼ
آخر فيما يتعمؽ بإجراءات متخذة في أراضي ذلؾ العضو بشأف تطبيؽ أي اتفاؽ مشموؿ وأف يوفر الفرصة
الكافية لمتشاور بشأنيا".24
-إف "المساعي الحميدة ،والتوفيؽ ،والوساطة ،إجراءات تتخذ طوعاً إذا وافؽ عمى ذلؾ طرفا
النزاع".25
- 20بي د أف ذلؾ ال يعني أف الدولة العضو تستطيع أف تعيؽ إنشاء فريؽ التسوية عمى نحو ما كاف يحدث في ظؿ GATT47
كما سأوضح فيما بعد.
- 21المادة .DSU 7/3
- 22المادة .DSU 7 /3
- 23المادة .DSU 11 /3
- 24المادة .DSU 7 /4
166
-عند تشكيؿ فرؽ تسوية المنازعات Panelsتعرض ترشيحاتيا عمى طرفي النزاع المذيف ينبغي
عمييما أال يعترضا عمى الترشيح إال ألسباب ممحة.26
-إذا رغب طرفا النزاع بعرضو عمى التحكيـ فإنو "يكوف المجوء إلى التحكيـ رىناً بموافقة طرفي
النزاع ،المذيف ينبغي أف يتفقا عمى اإلجراءات التي يرغباف في اتباعيا… ".27
فجميع الحاالت السابقة تدؿ عمى تمسؾ نظاـ تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية بأىداب
الرضائية .لكنيا ليست رضائية أحادية الجانب كما ىي الحاؿ في النظاـ القضائي الدولي العاـ ،بؿ ىي
رضائية تبادلية .أما عندما يكوف األمر متعمقاً برفع الدعوى مف أحد األعضاء ضد آخر ،فميس ليذا اآلخر
أف يمتنع عف المثوؿ أماـ فريؽ التسوية التابع لمنظمة التجارة العالمية ،ولف تُ َم ّس سيادتو بسبب ىذا المثوؿ
ال عندما اكتسب عضوية المنظمة .وليذا فإف رضاه بالمثوؿ أماـ فريؽ التسوية التابع
ألف رضاه كاف قد تـ فع ً
رضاء مفترضاً.
ً يعد
لممنظمة بعد نشوب النزاع ّ
– 2تعدد وظائف جهاز تسوية المنازعات:
ال يقتصر عمؿ جياز تسوية المنازعات عمى مواجية حاالت اإلخالؿ بااللتزامات المتولدة عف
اتفاقية منظمة التجارة العالمية واالتفاقيات المرتبطة بيا المشمولة بأحكاـ التفاىـ ،بؿ يمتد إلى العمؿ عمى
حماية القواعد الدولية التجارية لصالح أعضاء المنظمة جميعًا.
ويمارس جياز تسوية المنازعات وظائفو مف أجؿ هدفين ،أحدهما عالجي واآلخر وقائي .فمكفالة
االستقرار لمنظاـ الدولي التجاري ،يعمؿ الجياز عمى التسوية الفورية لمحاالت التي يرى فييا أحد األعضاء أف
اء ما قد صدر عف عضو آخر ،يضر بالمصالح العائدة لو بصورة مباشرة أو غير مباشرة .28بيد أف تمؾ
إجر ً
التسوية تيدؼ في المقاـ األوؿ إلى الحفاظ عمى حقوؽ والتزامات األعضاء المتولدة عف االتفاقيات
المشمولة .29ويبدو أف واضعي تفاىـ القواعد واإلجراءات التي تحكـ تسوية المنازعات ،قد قاموا بربط ىذه
القواعد واإلجراءات مع القانوف الدولي .فنظاـ التسوية تتـ مباشرتو بما يكفؿ توضيح األحكاـ القائمة في ىذه
167
إف إذ العاـ، الدولي القانوف في التفسير، في المعتادة القواعد وفؽ االتفاقيات
التوصيات Recommendationsوالتقارير Reportsالتي يصدرىا الجياز ال تضيؼ إلى الحقوؽ
وااللتزامات المنصوص عمييا في االتفاقيات وال تنتقص منيا.30
ولكف
ْ وتنص المادة 4/3عمى أنو" :تيدؼ توصيات وق اررات الجياز إلى تحقيؽ تسوية مرضية،"...
"يجب أف تتوافؽ جميع حموؿ المسائؿ التي تطرح رسميًا مع االتفاقيات المشمولة" ،إضافة إلى أف ىذه الحموؿ
يجب أال تمغي أو تعطؿ المصالح العائدة ألي عضو بموجب تمؾ االتفاقيات ،أو تعيؽ بموغ أي ىدؼ مف
أىدافيا .ومف ناحية ثانية تؤكد المادة 6/17عمى أف "يقتصر االستئناؼ عمى المسائؿ القانونية الواردة في
تقرير فريؽ التسوية وعمى التفسيرات القانونية التي توصؿ إلييا".31
وعالوة عمى ذلؾ ىناؾ حاالت ال يستطيع العضو في منظمة التجارة العالمية بموجبيا أف يمغي أو
ينتقص مف مصالح عضو آخر دوف انتياؾ االلتزامات التي تفرضيا االتفاقيات المشمولة .والصعوبة التي
تواجو فرؽ التسوية تتمثؿ فيما إذا ادعى مف يقوـ بإلغاء ىذه المصالح العائدة لمعضو اآلخر أو باالنتقاص
منيا بأف لو حقًا سياديًا في إعداد سياستو الداخمية طالما أنيا تراعي التزاماتو الدولية في ظؿ اتفاقيات تحرير
التجارة العالمية .ففي مثؿ ىذه الحاالت أجاز تفاىـ تسوية المنازعات أف ينعقد اختصاص جياز تسوية
المنازعات لمتصدي إللغاء مصالح األعضاء أو االنتقاص منيا.
وبعبارة أخرى ،فإف تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية ال تقتصر عمى اإلضرار
الناجـ عف انتياؾ القواعد الدولية ،بؿ تشمؿ أيضًا إلغاء المصالح أو اإلضرار بيا ،بغض النظر عما إذا كاف
ىذا اإللغاء أو اإلضرار بالمصالح منطويًا عمى انتياؾ لاللتزامات التي تفرضيا اتفاقيات تحرير التجارة
العالمية ،وىو ما ُيعرؼ بنظاـ "دعاوى عدـ االنتياؾ".
– 3الدور المركزي لمجهاز في تسوية المنازعات:
يمعب جياز تسوية المنازعات دو ًار محوريًا في إتماـ حؿ المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية،
فيو يتولى تشكيؿ فرؽ تسوية لممنازعات ،32Panelsسواء بالنسبة لفرؽ التسوية ،أـ بالنسبة لييئة
168
االستئناؼ ،33كما يقوـ باتخاذ الق اررات الالزمة لتسوية المنازعات ،إذ يعتمد تقارير فرؽ التسوية ،ما لـ يستأنفو
أحد األطراؼ ،أو يقرر جياز تسوية المنازعات بتوافؽ اآلراء عدـ اعتماد ىذا التقرير .34كما يعتمد الجياز
تقارير ىيئة االستئناؼ ،وتقبميا أطراؼ النزاع دوف شروط ،ما لـ يقرر جياز تسوية المنازعات بتوافؽ اآلراء
عدـ اعتماد تقرير ىيئة االستئناؼ .35ويعطي جياز تسوية المنازعات الترخيص بتعميؽ التنازالت وغيرىا مف
االلتزامات التي تبرـ بموجب االتفاقيات المشمولة .36ويالحظ أف تعميؽ التنازالت والتعويض أو غير ذلؾ مف
االلتزامات إنما ىي إجراءات مؤقتة يتـ المجوء إلييا في حالة عدـ تنفيذ التوصيات والق اررات خالؿ فترة زمنية
معقولة .37وتكمف أىمية منح اختصاص السماح بتعميؽ التنازالت لجياز تسوية المنازعات في رفض القانوف
الدولي التجاري لإلجراءات االنفرادية التي تتخذىا بعض الدوؿ.
ال عف أنو يجب
ومف بيف األمور التي تبيف أىمية ىذا الجياز ،مراقبة تنفيذ التوصيات والق اررات ،فض ً
االمتثاؿ دوف إبطاء لتوصيات وق اررات جياز تسوية المنازعات طبقاً لممادة 12مف تفاىـ تسوية المنازعات،
وذلؾ مف أجؿ ضماف حؿ فعاؿ لمنزاع لمصمحة األعضاء جميعًا.38
باختصار يمكف القوؿ إف مياـ الجياز في مجاؿ تسوية المنازعات ،تتدرج بدءاً مف مرحمة التشاور
انتياء بإصدار ق اررات ممزمة لمفصؿ
بيف أطراؼ النزاع ،ومرو ًار بمرحمة التقدـ بتوصيات ومقترحات تسوية ،و ً
نيائيًا في النزاع.
ب – مزايا آلية تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية:
وتمتاز آلية تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية باآلتي:
- 1إف تفاىـ تسوية المنازعات ىو جزء مف االتفاقيات متعددة األطراؼ التي دخمت ضمف مفيوـ
الصفقة الشاممة Package Dealوىذا يعني أف ىذا (التفاىـ) اتفاقية إلزامية بالنسبة لكؿ عضو في
169
أي نص مف نصوصيا إال بموافقة جميع األعضاء ،وبالتالي فإنيا مف الناحية
المنظمة وال يجوز التحفظ عمى ّ
العممية نافذة حياؿ جميع أعضاء المنظمة.
قدـ مجموعة مف األساليب البديمة كالمساعي الحميدة ،والتوفيؽ ،والوساطة،
- 2برغـ أف التفاىـ ّ
إضافةً إلى األسموب القضائي ،إال أف ىذا األخير يظؿ أسموباً أصيالً لتسوية المنازعات.
ولكف
ْ وبعبارة أخرى ،يمكف االستغناء عف األساليب البديمة ،واالتجاه مباشرةً إلى األسموب القضائي،
بعد مرحمة الدخوؿ في المشاورات بيف الخصوـ ،ألف المشاورات إجبارية قبؿ المجوء إلى فرؽ التسوية ،برغـ
أف نتيجة المشاورات غير ممزمة ،إذ يمكف لمخصوـ أو ألحدىـ أف يتجو بعد المشاورات إلى األسموب
القضائي ،بغض النظر عف نتيجة المشاورات.
ال بيا سابقًا في مجمس األطراؼ المتعاقديف في الجات فيما يتعمؽ
- 3انقمبت القواعد التي كاف معمو ً
بضرورة اإلجماع اإليجابي عمى إنشاء فريؽ التسوية ،وعمى اعتماد القرار الذي يصؿ إليو ىذا الفريؽ.
وأصبحت القواعد في جياز تسوية المنازعات قائم ًة عمى أساس اإلجماع السمبي.
وبعبارة أخرى ،فإف إنشاء فريؽ التسوية ال يمكف تعطيمو ألنو سيتـ وفقاً لقاعدة اإلجماع السمبي ،أي
أف طمب أحد الخصوـ إلى جياز تسوية المنازعات بإنشاء فريؽ لمتسوية سوؼ تتـ تمبيتو حكمًا ،ألف عممية
تعطيمو تحتاج إلى اعتراض جماعي مف جميع األطراؼ ،بما في ذلؾ الخصوـ أنفسيـ؛ كما أف اعتماد القرار
ثـ فإف عدـ اعتماده
الذي يصؿ إليو فريؽ التسوية سوؼ يكوف تمقائياً وفقاً لقاعدة اإلجماع السمبي ،ومف ّ
يحتاج إلى اعتراض جماعي مف جميع األعضاء بما في ذلؾ العضو الرابح لمدعوى.
ال بو مف قبؿ في الجات ،لكف
- 4يتشكؿ فريؽ التسوية مف ثالثة مح ّكميف أو خمسة ،كما كاف معمو ً
الجديد في منظمة التجارة العالمية ىو أنيا أوجدت نظاـ التقاضي عمى مرحمتيف مف خالؿ إنشائيا لجياز
االستئناؼ الذي ينظر في مدى تقيد فرؽ التسوية بالقانوف عند نظرىا لمنزاع في الدرجة األولى.
بأي مف االتفاقيات متعددة األطراؼ.
- 5يشمؿ اختصاص فرؽ التسوية جميع المنازعات المتعمقة ٍّ
وىذا يعني أف امتداد اختصاص جياز تسوية المنازعات ػ بحسبانو جيا اًز قضائيًا ػ يشمؿ جميع االتفاقيات
الخاصة بالتجارة في السمع ،والخدمات ،وحقوؽ الممكية الفكرية .وال يستثنى مف اختصاص فرؽ التسوية أي
170
شئ وارد في ىذه االتفاقيات ،حتى لو كاف متعمقاً باالستثناءات األمنية والمصالح األمنية األساسية ألي
عضو في المنظمة.39
- 6وضع تفاىـ تسوية المنازعات جداوؿ زمنية لعممية التسوية القضائية بحيث ال يتجاوز أي نزاع
منذ بدايتو (وقت إنشاء فريؽ التسوية) وحتى نيايتو (وقت اعتماد القرار مف جانب جياز تسوية المنازعات)
تسعة أشير في حاؿ عدـ االستئناؼ ،واثني عشر شي ًار في حاؿ االستئناؼ ما لـ يتفؽ الخصوـ عمى خالؼ
ذلؾ .وفي جميع األحواؿ ،بما في ذلؾ فترات التمديد القانونية ،ال يجوز أف تزيد المدة عف خمسة عشر شي ًار.
– 7وأخي ًار ،فيما يتعمؽ بتنفيذ القرار الصادر عف فريؽ التسوية بعد اعتماده مف جانب جياز تسوية
ثـ اعتماده مف جياز
المنازعات في حاؿ عدـ استئنافو ،أو الصادر عف ىيئة االستئناؼ في حاؿ استئنافو ّ
تسوية المنازعات ،وبحيث يصبح نيائيًا في الحالتيف ،تظؿ عممية التنفيذ معيب ًة بسبب أسموب التنفيذ التبادلي
الذي ّقننو تفاىـ تسوية المنازعات .فقد حدد التفاهم ـ بالترتيب ـ الطرق اآلتية لمتنفيذ:
أ -التنفيذ الطوعي لمقرار مف جانب العضو الخاسر.
ب -إذا لـ يقـ العضو الخاسر بالتنفيذ الطوعي ،أو لـ يرغب بذلؾ ،يمكنو أف يعرض التعويض عمى
العضو الرابح .وليس ليذا التعويض صفة نقدية مباشرة ،وانما ىي تنازالت ومزايا مستقبمية ،كأف
يعرض عميو خفضًا لمتعرفات الجمركية عمى منتجاتو كميا أو بعضيا.
ت -إذا لـ ينفذ العضو الخاسر طوعاً ،ولـ يعرض التعويض عمى العضو الرابح ،يمكف حينيا لمطرؼ
الرابح أف يقوـ بالتنفيذ بنفسو.
أي أف عممية التنفيذ عممية تبادلية أو ثنائية ،وال دور لممنظمة في جوىر عممية التنفيذ ،وانما ينحصر
دورىا في مراقبة ىذه العممية .وال شؾ أنو عندما يتـ إسناد عممية التنفيذ لمطرؼ الرابح فإف فعالية ىذا التنفيذ
تتوقؼ عمى قوة الخصوـ الفعمية تجاه بعضيـ بعضاً.
صح التعبير) يمكنيـ أف ينفذوا أيضًا ضد
ّ (إف
فاألقوياء يمكنيـ أف ينفذوا ضد بعضيـ؛ والضعفاء ْ
بعضيـ .وبطبيعة الحاؿ يمكف لألقوياء أف ينفذوا ضد الضعفاء ،لكف الصعب ػ وأحيانًا المستحيؿ ػ أف ينفذ
الضعفاء ضد األقوياء ،40ألف عممية التنفيذ ستكوف ضارة بالعضو المنفِّذ أكثر مف ضررىا بالعضو المنفَّذ
-39راجع حوؿ ىذا الموضوع :د .ياسر الحويش ،مرجع سابؽ ،ص.391-345
-40راجع تفصيمياً :د .ياسر الحويش ،المرجع سابؽ ،ص.591-546
171
ضده ،ناىيؾ عف إمكانية االنتقاـ مف جانب المنفَّذ ضده القوي في مجاالت ال عالقة ليا بالتجارة ،كأف يوقؼ
معونات التنمية ضد العضو الرابح المنفِّذ الضعيؼ.
يعد جياز مراجعة السياسة التجارية مف بيف أكثر أجيزة منظمة التجارة العالمية تأثي ًار ،وال سيما فيما
يتعمؽ بمدى ائتالؼ قوانيف الدوؿ وتنظيماتيا وممارساتيا التجارية مع قواعد القانوف الدولي التجاري .وقد جاء
إنشاء ىذا الجياز كواحد مف األجيزة المستحدثة التي أتت بيا مفاوضات جولة أورجواي .وعمى الرغـ مف أف
األطراؼ المتعاقدة في GATT47كانت تعقد اجتما عات الستعراض السياسة التجارية ،فإف ىذه االجتماعات
لـ تكف محكومة بإطار تنظيمي محدد ،كما أف اليدؼ منيا أو أسموب ممارستيا لـ يكف معينًا.
وقد عالجت اتفاقيات تحرير التجارة العالمية في الممحؽ رقـ ( )3التفاقية منظمة التجارة العالمية ىذه
المثالب التي كانت تشوب اجتماعات األطراؼ المتعاقدة في الجات مف خالؿ إنشاء آلية استعراض السياسة
التجارية في منظمة التجارة العالمية.
وتتضح أىمية ىذا الجياز مف خالؿ اليدؼ مف تأسيسو مف ناحية ،والمبدأ الذي يحكـ عممو مف
ناحية ثانية ،وأسس مباشرتو الختصاصاتو مف ناحية ثالثة .فبالنسبة لميدؼ مف إنشاء آلية استعراض السياسة
التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية ،فقد حددتو الفقرة ألؼ 1/مف الممحؽ ( )3بأنو يتمثؿ في "اإلسياـ
في زيادة التزاـ جميع األعضاء بالقواعد والضوابط والتعيدات بموجب االتفاقيات التجارية المتعددة األطراؼ".
ومف ذلؾ يتضح أف الي دؼ مف إنشاء جياز استعراض السياسة التجارية ،ىو القياـ بتقويـ عاـ وشامؿ لمعالقة
بيف السياسات والممارسات مف ناحية ،والنظاـ الدولي التجاري مف ناحية ثانية ،وتستمزـ عممية التقويـ ىذه،
بحث كؿ مف اآلثار اإليجابية والسمبية لسرياف قواعد النظاـ الدولي التجاري .وليس مقصودًا ،حسبما تضيؼ
الفقرة ذاتيا ،حسباف آلية استعراض السياسة التجارية "أساساً إلنفاذ التزامات محددة بموجب االتفاقيات أو
أساسًا إلجراءات تسوية المنازعات أو لفرض تعيدات بسياسات جديدة عمى األعضاء".
172
ولتحقيؽ ىذا اليدؼ فقد أسندت ىذه الميمة إلى المجمس العاـ لمنظمة التجارة العالمية بموجب الفقرة
الرابعة مف المادة الرابعة مف اتفاقية منظمة التجارة العالمية.41
وبالنسبة لممبدأ الذي ينطمؽ منو جياز استعراض السياسة التجارية إلمكاف االضطالع بيدؼ فحص
العالقة مع القانوف الدولي التجاري وتقويميا ،فإنو يتمثؿ بالشفافية المحمية ،إذ "يعترؼ األعضاء باألىمية
الراسخة لمشفافية المحمية في اتخاذ الق اررات الحكومية في األمور المتعمقة بالسياسات التجارية سواء بالنسبة
القتصادات األعضاء أو لمنظاـ التجاري متعدد األطراؼ"42؛ وال يقؼ األمر عند االعتراؼ بأىمية مبدأ
الشفافية مف جانب األعضاء ،إذ ينبغي عمى ىؤالء أف يعمموا عمى تشجيع ىذه الشفافية وتعزيزىا في نظميـ
وأف يقروا بأف تنفيذ الشفافية المحمية البد أف يكوف عمى أساس طوعي ،وأف يأخذ في الحسباف النظـ القانونية
والسياسية لكؿ عضو مف األعضاء .ومف ذلؾ يتضح أف أعضاء منظمة التجارة العالمية مطالبوف بالتخمي
عف أي مظاىر تعوؽ إعماؿ الشفافية ،وأف يتخذوا اإلجراءات القانونية الداخمية لتطبيقيا في إطار األوضاع
الخاصة بكؿ دولة ،فالنشر والمعرفة أمراف ضرورياف إلمكاف ممارسة وظيفة استعراض السياسة التجارية.
وأما بالنسبة ألسس مباشرة الجياز الختصاصاتو ،فإف ذلؾ يكوف بناء عمى مبادرة األعضاء ،أو مف
ال لمجياز،
قبؿ أمانة المنظمة .فالدوؿ مطالبة بموجب الفقرة جيـ /5/أ مف الممحؽ 3بأف تقدـ تقري ًار كام ً
بينما تقوـ أمانة المنظمة بإعداد تقرير عمى مسؤوليتيا ،استنادًا إلى المعمومات المتاحة ليا وتمؾ التي يقدميا
األعضاء المعنيوف .ويمكف لألم انة العامة أف تطمب مف األعضاء المعنييف توضيحات بشأف سياساتيا
وممارساتيا التجارية .43ويشير الممحؽ إلى قياـ الجياز بوضع نموذج لما يجب أف يتضمنو التقرير محؿ
الفحص مف مشتمالت ،إضافة إلى منح أىمية خاصة لما يتعمؽ بكؿ مف مسائؿ ميزاف المدفوعات وتجارة
الخدمات.
باخ تصار يمكف القوؿ إف عمى الدوؿ أف ترفع الحجب أماـ جياز مراجعة السياسة التجارية ،بحيث
يكوف رؤية واضحة عف تأثير ممارسات األعضاء عمى النظاـ الدولي التجاري.
يمكف ليذا الجياز أف ّ
" - 41ينعقد المجمس العاـ حسبما يكوف ذلؾ مناسباً لالضطالع بمسؤوليات جياز مراجعة السياسة التجارية المشار إلييا في
آلية مراجعة السياسة التجارية… ".
- 42الفقرة ب مف الممحؽ رقـ .3
- 43الفقرة جيـ /5/ب مف الممحؽ .3
173
ه -األمانة العامة The Secretariat
تشكؿ األمانة العامة جيا ًاز رئيسًا مف أجيزة منظمة التجارة العالمية ،وقد خصصيا االتفاؽ المؤسس
لمنيوض بالمياـ اإلدارية لممنظمة .وىي تخدـ األجيزة األخرى وتنفذ وتتابع تنفيذ البرامج والسياسات التي
تقررىا ىذه األجيزة .وال يخرج وضع أمانة منظمة التجارة العالمية عف مثيمو في المنظمات الدولية األخرى،
فيي تخضع لمقوا عد العامة في ىذا الشأف .ويتـ إنشاء األمانة العامة مف خالؿ المؤتمر الوزاري ويرأسيا مدير
عاـ .ويحدد المؤتمر الوزاري سمطاتو وواجباتو وشروط خدمتو وفترة شغؿ منصبو .ويقوـ المدير العاـ بتعييف
موظفي األمانة ،ويحدد واجباتيـ وشروط خدمتيـ وفقاً لمقواعد التي يعتمدىا المؤتمر الوزاري ،44ومف الطبيعي
أف يتـ اختيار الموظفيف مف بيف مواطني األعضاء في المنظمة ،وفؽ نسب معينة تحددىا الموائح الداخمية
التي يضعيا المؤتمر الوزاري ،ويحدد المدير العاـ واجبات ومياـ مف يعينو مف الموظفيف في إطار ما تقرره
تمؾ الموائح .وتتمثؿ مياـ المدير ال عاـ في تسيير الشؤوف اإلدارية ألجيزة المنظمة ،فيضع تحت األجيزة
الرئيسة لممنظمة ما تحتاج إليو مف الموظفيف اإلدارييف ،كما يقوـ بتنظيـ أقساـ األمانة العامة واداراتيا.
ويمارس المدير العاـ بعض الوظائؼ ،مثؿ:
وضع مشروع الميزانية السنوية والبياف المالي لممنظمة ،ويقوـ بعرضو عمى لجنة الميزانية والتمويؿ -
واإلدارة التابعة لممؤتمر الوزاري.45
يعمؿ كجية إيداع لالتفاؽ المؤسس واتفاقيات التجارة متعددة األطراؼ ،وما يجري عمييا مف تعديالت، -
ويقدـ لكؿ مف وقع عمييا نسخة معتمدة منيا ،ويخطرىـ بوثائؽ القبوؿ التي ترد إليو ،لكونو الجية التي
تودع لدييا وثائؽ االلتزاـ النيائي بأحكاـ ىذه االتفاقيات وكذلؾ وثائؽ االنضماـ.46
يعمؿ كجية إيداع لوثائؽ اتفاقيات التجارة عديدة األطراؼ.47 -
يتمقى اإلخطار الكتابي برغبة عضو المنظمة في االنسحاب مف العضوية ،ويقوـ بإبالغ األعضاء -
وأجيزة المنظمة بو.48
174
مف جية أخرى ،ال تقتصر وظائؼ األمانة العامة عمى ما ورد مف اختصاصات في اتفاقية منظمة
التجارة العالمية ،بؿ تتجاوزىا إلى االتفاقيات األخرى .ومف ذلؾ ما ورد في المادة 27مف الممحؽ ()2
المتعمؽ بتفاىـ تسوية المنازعات .وبموجب ىذه المادة تتولى األمانة العامة مسؤولية مساعدة فرؽ التسوية
بوجو خاص في الجوانب القانونية واإلجرائية لألمور المعروضة ،وتقديـ الدعـ الكتابي والفني ،وتساعد األمانة
العامة األعضاء فيما يتصؿ بتسوية المنازعات بناء عمى طمب األعضاء ،إال أنو قد تكوف ىناؾ حاجة أيضًا
إلى تقديـ مشورة ومساعدة إضافيتيف في مجاؿ تسوية ال منازعات لألعضاء مف البمداف النامية؛ وكذلؾ ما جاء
في الفقرة /جيـ /مف الممحؽ ( ) 3الخاص بآلية استعراض السياسة التجارية ،حيث يستند جياز استعراض
السياسة التجارية في مباشرة ميامو عمى وثائؽ أىميا "تقرير األمانة عمى مسؤوليتيا استنادًا إلى المعمومات
المتاحة…".
أم ا بالنسبة لممركز القانوني لموظفي األمانة العامة ،فقد نظمتو الفقرة الثالثة مف المادة الثامنة مف
اتفاقية منظمة التجارة العالمية ،حيث نصت عمى منح ىؤالء الموظفيف االمتيازات والحصانات التي تكفؿ
استقاللية ممارستيـ لوظائفيـ المتصمة بالمنظمة لدى األعضاء جميعًا .وقد تـ تحديد الحصانات واالمتيازات
المذكورة ،بموجب المادة 4/8بحيث تكوف مثؿ تمؾ المنصوص عمييا في اتفاقية امتيازات وحصانات
الوكاالت المتخصصة التي اعتمدتيا الجمعية العامة لألمـ المتحدة في 21تشريف الثاني .1947والى جانب
تحديد الحصانات واالمتيازات بالنسبة لموظفي األمانة العامة ،فقد تـ تحديد مسؤولياتيـ ،بحيث تكوف
مسؤوليات المدير العاـ ومسؤوليات موظفي األمانة العامة مف حيث طبيعتيا ،مسؤوليات دولية بحتة ،وال
يجوز لممدير العاـ وال لموظفي األمانة العامة أف يسعوا أو يقبموا ػ في معرض قياميـ بواجباتيـ ػ تعميمات مف
أي حكوم ة أو جية أخرى خارج المنظمة .وأف عمييـ أف يمتنعوا عف أي عمؿ قد ينعكس بصورة سمبية عمى
مركزىـ كموظفيف دولييف ،وعمى أعضاء المنظمة أف يحترموا الطابع الدولي لمسؤوليات المدير العاـ وموظفي
األمانة العامة ،وأال يحاولوا التأثير عمييـ في أداء واجباتيـ.49
175
األجهزة المتخصصة
أصبح واضحًا أف اتفاقيات تحرير التجارة العالمية ىي مف أضخـ وأعقد االتفاقيات الدولية ،فيذه
االتفاقيات تجاوزت نصوصيا وجداوؿ التنازالت المرفقة بيا آالؼ الصفحات ،ونظمت مختمؼ أنواع النشاط
التجاري العابر لمحدود ،مما أوجد الحاجة إلى إنشاء أجيزة تقوـ باإلشراؼ عمى أنواع محددة مف االتفاقيات،
وأف يتاح المجاؿ إلنشاء ما قد تظير الحاجة إليو مف لجاف ،حتى يتسنى لمنظمة التجارة العالمية أف تقوـ
نعرج قميالً عمى
بالمياـ الموكمة إلييا .وبعد دراستنا لألجيزة العامة لمنظمة التجارة العالمية ،حري بنا أف ّ
األجيزة المتخصصة ،والتي تنقسـ إلى نوعيف ،يتعمؽ أحدىما بقطاع مف القطاعات محؿ التنظيـ ،ويسمى
بالمجالس .بينما يختص اآلخر بمسائؿ محددة ،ويطمؽ عمييا المجاف.
أ -المجالس
لتيسير نشاط منظمة التجارة العالمية ،تـ إنشاء عدد مف األجيزة التي يختص كؿ منيا بمجاؿ مف
مجاالت التجارة الدولية الرئيسة ،وىي السمع والخدمات والممكية الفكرية .لذلؾ نصت اتفاقية منظمة التجارة
العالمية في مادتيا الرابعة/الفقرة الخامسة ،عمى إنشاء المجالس اآلتية:
– 1مجمس شؤون التجارة في السمع ،ويشرؼ عمى سير اتفاقيات التجارة متعددة األطراؼ الواردة
في الممحؽ رقـ ( / )1أ.
– 2مجم س شؤون التجارة في الخدمات ،الذي يشرؼ عمى سير االتفاقية العامة لمتجارة في
الخدمات ،GATSالممحؽ رقـ ( / ) 1ب.
– 3مجمس شؤون الجوانب المتصمة بالتجارة في حقوق الممكية الفكرية ،ويقوـ باإلشراؼ عمى
سير اتفاقية الجوانب المتصمة بالتجارة في حقوؽ الممكية الفكرية TRIPsالواردة في الممحؽ رقـ ( / )1ج.
وقد تـ تحديد نطاؽ عضوية ىذه المجالس ونطاؽ اختصاصيا .فبالنسبة لمعضوية ،جعمت اتفاقية
منظمة التجارة العالمية عضوية ىذه المجالس مفتوحة أماـ جميع األعضاء ،وتشبو العضوية في ىذه
المجالس ،العضوية في األجيزة الرئيسة لممنظمة مف ناحية ،وتختمؼ معيا مف ناحية أخرى .فعضوية األجيزة
الرئيسة وعضوية المجالس مفتوحة أماـ األعضاء جميعًا ،وىذا ىو وجو الشبو بينيما؛ بيد أف ىذه العضوية
متحققة وقائمة في األجيزة الرئيسة كالمؤتمر الوزاري والمجمس العاـ دوف حاجة إلى مطالبة أعضاء المنظمة
176
بيا ،بينما تكوف عضوية المجالس المتخصصة مفتوحة لألعضاء في المنظمة ،ولكف ذلؾ يحتاج – بتقديرنا
– إلى أف يفصح العضو عف رغبتو في عضوية ىذه المجالس .وبعبارة أخرى فإف األصؿ في عضوية
األجيزة الرئيسة أنيا متحققة لألعضاء جميعًا ،بينما األصؿ في عضوية المجالس أف األعضاء في المنظمة
ليسوا أعضاء فييا ،ما لـ يعربوا عف إرادتيـ في اكتساب عضويتيا ،وىنا ال يجوز منع أي عضو في
المنظمة مف اكتساب عضوية ىذه المجالس .والدليؿ عمى ذلؾ ىو اختالؼ صياغة مسألة العضوية في كؿ
مجمس عمى حدة ،ففي حيف ورد النص عمى عضوية المؤتمر الوزاري والمجمس العاـ في المادة الرابعة
بفقرتييا األولى والثانية تباعاً ،بأنو" :يتألؼ مف ممثمي جميع األعضاء" ،نجد الفقرة الخامسة مف المادة ذاتيا
تجعؿ عضوية المجالس المتخصصة السابؽ ذكرىا …" :مفتوحة لممثمي جميع األعضاء" .وواضح مف ذلؾ
أف األعضاء الذيف تتألؼ منيـ األجيزة الرئيسة يدخموف في تركيبة المجمس .بينما األمر مختمؼ بالنسبة
لممجالس المتخصصة ،إذ توحي كممة "مفتوحة" الواردة في النص أف األمر جوازي ومتروؾ لتقدير العضو
المعني؛ ولعؿ تبعية ىذه المجالس لألجيزة الرئيسة التي تضـ جميع األعضاء في عضويتيا يبرر جعؿ
العضوية في ىذه المجالس مفتوحة ألعضا ء المنظمة ،إذ سيكوف جميع أعضاء المنظمة عمى عمـ ودراية بما
يحدث في ىذه المجالس ،نظ ًار لسمطة اإلشراؼ التي تتمتع بيا األجيزة الرئيسة وال سيما المجمس العاـ
بموجب الفقرة الخامسة مف المادة الرابعة.
أما بالنسبة لنطاؽ اختصاص ىذه المجالس ،فإف اختصاص كؿ منيا يتحدد مف خالؿ االتفاقية
الخاصة بو ،حيث يقوـ باإلشراؼ عمى االتفاقية التي تدخؿ في نطاؽ اختصاصو .بيد أف ىناؾ مالحظات
يجب تسجيميا في ىذا الشأف:
األولى :إنو إضافة الضطالع المجالس المذكورة بالوظائؼ التي عيدت بيا إلييا االتفاقيات الخاصة
بكؿ منيا ،فإف لممجمس العاـ أف يعيد إلييا بمياـ أخرى (ـ.)WTO 5/4
الثانية :تتمتع المجالس الثالث بحؽ وضع قواعد إجراءاتيا ،مع ضرورة موافقة المجمس العاـ عمى
ذلؾ (ـ .)WTO 5/4
الثالثة :لكؿ مجمس الحؽ في إنشاء أجيزة فرعية ،ويضع كؿ جياز فرعي قواعد إجراءاتو ،ولكنيا
تخضع بدورىا لموافػقة المجػمس المختػص (ـ .)WTO 6/4
177
الرابعة :عمى الرغـ مف أف كؿ ممحؽ التفاقية منظمة التجارة العالمية يتعمؽ بأحد قطاعات التجارة
الدولية جاء موج ًاز في بياف اختصاص المجمس المشرؼ عمى القطاع ،فإف الممحؽ المتعمؽ باتفاقية حقوؽ
الممكية الفكرية ينفرد عف سائر المالحؽ ،بأنو أورد بشكؿ منفصؿ اختصاص مجمس الممكية الفكرية في
المادة 68مف اتفاقية ،50TRIPsالتي تحتوي عمى عبارات واسعة ،لعؿ مف أخطرىا منح ىذا المجمس
إمكانية التشاور مع أي مصدر يراه مناسبًا والسعي لمحصوؿ عمى معمومات منو .فيذه الصياغة تتيح اتباع
الوسائؿ التي يراىا المجمس مناس بة دوف حصر ليذه الوسائؿ ،ودوف تحديد لمعنى المالءمة ،وىو ما يوحي
بأف المعايير التي سيتـ اتباعيا قد ال تكوف موضوعية ،وقد تتحكـ بيا أسباب ال عالقة ليا بمسائؿ التجارة
الدولية.
ب -المجـــــــان
تنقسـ المجاف التي أتت بيا اتفاقيات تحرير التجارة العالمية إلى نوعيف ،أوليما حددتو اتفاقية منظمة
التجارة العالمية ،وثانييما بينتو االتفاقيات متعددة األطراؼ المتعمقة بتجارة السمع (الممحؽ رقـ/1أ).
– 1المجان التي أشارت إليها اتفاقية منظمة التجارة العالمية:
أوردت اتفاقية منظمة التجارة العالمية ذكر عدد مف المجاف التي ينشئيا المؤتمر الوزاري .وىذه المجاف
ىي :لجنة التجارة والتنمية ،ولجنة قيود ميزاف المدفوعات ،ولجنة الميزانية والمالية واإلدارة .وىذه المجاف ىي
لجاف وجوبية ػ مثميا مثؿ المجالس السالؼ ذكرىا ػ حيث يمتزـ المؤتمر الوزاري بإنشائيا ،لورودىا مسماةً في
ميثاؽ المنظمة ،وليس لم مؤتمر الوزاري أف يمتنع عف إنشائيا ألنو بذلؾ يخرؽ دستور المنظمة ،لذلؾ قمنا إف
ىذه المجاف وجوبية اإلنشاء .بيد أف سمطة المؤتمر الوزاري ال تنحصر بإنشاء ىذه المجاف ،فمو أف ينشئ أي
لجاف إضافية ألداء ما يراه مناسبًا مف مياـ .وىنا نرى أف لممؤتمر الوزاري ػ إضافة إلى سمطة إنشاء ما يراه
- 50تنص الما دة المذكورة عمى أف " :يتابع مجمس الجوانب المتصمة بالتجارة مف حقوؽ الممكية الفكرية تنفيذ ىذه االتفاقية
السيما امتثاؿ البمداف األعضاء بالتزاماتيا المنصوص عمييا في االتفاؽ الحالي ،ويتيح لمبمداف األعضاء فرصة التشاور
بشأف األمور المتعمقة بجوانب حقوؽ الممكية الف كرية المتصمة بالتجارة ،كما يقوـ المجمس بالمسؤوليات األخرى التي
توكميا إليو البمداف األعضاء ،ويقدـ ليا بصورة خاصة أي مساعدة تطمبيا في سياؽ إجراءات تسوية المنازعات .وأثناء
تنفيذ المجمس لموظائؼ والمياـ المنوطة بو ،يجوز لو التشاور مع أي مصدر يراه مالئماً والسعي لمحصوؿ عمى
معمومات مػنو …".
178
مف لجاف ػ سمطة تعديؿ ىذه المجاف أو إلغائيا حسب المقتضى ،خالفًا لمجاف التي وصفناىا بأنيا وجوبية
اإلنشاء.
وتقوـ المجاف ػ سواء كانت وجوبية أـ جوازية ػ بأداء المياـ الموكمة إلييا بمقتضى اتفاقيات تحرير
التجارة العالمية ،بما في ذلؾ اتفاقية منظمة التجارة العالمية .ولممجمس العاـ أف يعيد إلييا بمياـ إضافية.
وتكوف العضوية فييا مفتوحة لجميع األعضاء.51
ويالحظ أف اتفاقية منظمة التجارة العالمية لـ توضح طبيعة العالقة بيف المجاف السابقة والمجالس
المتخصصة؛ ولعؿ في إشراؼ المجمس العاـ عمى المجالس والمجاف كافةً ،ما يكفؿ ترتيب العالقة فيما بيف
نوعي األجيزة المتقدـ ذكرىا.
– 2المجان المشار إليها في اتفاقيات تجارة السمع:
تتعدد ىذه المجاف حسب االتفاقيات الواردة في الممحؽ رقـ( )1ألؼ.
ففي إطار االتفاؽ بشأف الزراعة ،توجد لجنة الزراعة52؛ وفي إطار االتفاؽ بشأف القيود الفنية عمى
التجارة TBTتوجد المجنة المعنية بالقيود الفنية عمى التجارة53؛ وكذلؾ األمر في إطار االتفاؽ بشأف إجراءات
االستثمار المتصمة بالتجارة TRIMsتوجد لجنة إجراءات االستثمار المتصمة بالتجارة54؛ وفي االتفاؽ بشأف
تطبيؽ المادة السادسة مف GATT94توجد المجنة المعنية بممارسات مكافحة اإلغراؽ55؛ واألمر نفسو في
االتفاؽ بشأف تطبيؽ المادة السابعة مف اتفاقية GATT94حيث توجد المجنة الفنية المعنية بالتقويـ
الجمركي56؛ وكذلؾ في االتفاؽ بشأف قواعد المنشأ حيث توجد المجنة الفنية لقواعد المنشأ57؛ وفي إطار
االتفاؽ بشأف الدعـ واإلجراءات التعويضية ،توجد لجنة الدعـ والرسوـ التعويضية والييئات الفرعية.58
179
وبرغـ تعدد اإلجراءات وتتابع الوسائؿ ألداء كؿ لجنة أو جياز متخصص لميامو ،فيناؾ مالحظتاف
بيذا الشأف:
األولى :إف أي خالؼ قد يعرض خالؿ ممارسة المجنة أو الجياز لعممو يتـ نظره مف جانب جياز
تسوية المنازعات.
الثانية :يقوـ المجمس العاـ باإلشراؼ عمى األجيزة الوارد ذكرىا في االتفاقات التجارية متعددة
األطراؼ ،عمالً بالمادة 8 /4مف اتفاقية منظمة التجارة العالمية.
أسئمة:
بمػاذا يختمػػؼ تشػػكيؿ المجمػػس العػاـ فػػي منظمػػة التجػػارة العالميػػة عػف المجػػالس التنفيذيػػة فػػي الصػػندوؽ -
والبنؾ الدولييف؟
-ما مزايا آلية تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية؟
كيؼ تنفذ األحكاـ الصادرة في إطار منظمة التجارة العالمية؟ -
180
الوحدة التعميمية الثالثة عشرة
مبادئ اتفاقيات تحرير التجارة العالمية
الكممات المفتاحية:
مبدأ عدـ التمييز – شرط الدولة األولى بالرعاية – شرط المعاممة الوطنية – الحد األدنى الدولي –
مبدأ تحرير التجارة الدولية – الشفافية – النفاذ إلى األسواؽ – تشجيع التنمية واإلصالح االقتصادي.
الممخص:
تتمثؿ مبادئ اتفاقيات تحرير التجارة العالمية بمبدأيف أساسييف ىما مبدأ المساواة أو عدـ التمييز
ومبدأ تحرير التجارة الدولية ،وترتبط بكؿ منيما جممة مف القواعد األساسية .ويتشكؿ مضموف مبدأ
عدـ التمييز مف قاعدتيف ىما :شرط الدولة األولى بالرعاية؛ ثـ المعاممة الوطنية.
ويعد شرط الدولة األولى بالرعاية مف المسائؿ األساسية في القانوف الدولي وقد أخذت بو الجات كما
ظؿ محوريًا بالنسبة التفاقيات منظمة التجارة العالمية .ويمكف تعريؼ شرط الدولة األولى بالرعاية
بأنو اتفاؽ أو بند يتـ إدراجو في اتفاؽ) بيف طرفيف (دولتيف) ،يعطي أحدىما (ويسمى المانح) لآلخر
(ويسمى المستفيد) وضع الدولة األولى بالرعاية مف أي طرؼ (ثالث) .فإذا أعطى المانح ألي طرؼ
ثالث ،أي ميزة ،فإف ىذه الميزة تسري تمقائيًا حياؿ المستفيد ،ألنو أولى بالرعاية مف أي طرؼ ثالث.
وقد يكوف الشرط أحادي الجانب أو تبادليًا ،كما قد يكوف مشروطًا أو غير مشروط .وترد عمى الشرط
بعض االستثناءات التي زاؿ معظميا مع قياـ منظمة التجارة العالمية وبقي منيا استثناء التكتالت
اإلقميمية.
وال يبتعد شرط المعاممة الوطنية عف شرط الدولة األولى بالرعاية ،بؿ يكممو .فيو ليس إال امتدادًا
لشرط الدولة األ ولى بالرعاية .ويعني مبدأ المعاممة الوطنية أف مواطني أحد األطراؼ المتعاقدة
سيعامموف ػ فيما يتعمؽ بما تـ االتفاؽ عميو ػ في إقميـ الطرؼ المتعاقد اآلخر ،تماماً كما لو كانوا
181
مواطنيف ليذا الطرؼ المتعاقد اآلخر .أما مبدأ تحرير التجارة ففضالً عف كونو مبدأً فإنو ىدؼ مف
أىداؼ المنظمة.
األهداف التعميمية:
تعريؼ الطالب عمى بعض القواعد األساسية في القانوف الدولي والعالقات الدولية
االقتصادية.
تمريف الطالب عمى الوصوؿ لفيـ المسائؿ القانونية بتسمسؿ منطقي.
التأكيد عمى أف المبادئ المعموؿ بيا في المنظمة ليا تاريخيا الطويؿ في العالقات الدولية.
ترسيخ فكرة التكامؿ مع الجوار اإلقميمي لما فيو مف ضرورة ،ومصمحة اقتصادية.
182
تتمثؿ مبادئ اتفاقيات تحرير التجارة العالمية بمبدأيف أساسييف ىما مبدأ المساواة أو عدـ
التمييز ومبدأ تحرير التجارة الدولية وترتبط بكؿ منيما جممة مف القواعد األساسية.
يمكف وصؼ التمييز في التجارة الدولية ،عمى أنو تفريؽ في المعاممة يسبب حرماناً أو
ضر ًار ال يساعد عمى نجاح السياسة االقتصادية .فيو مفيوـ مختمط تتحد فيو آثار اقتصادية معينة
بناء عميو مطموباً في صيغة ما .وبما أننا نبحث في
مع فكرة اإلخالؿ بااللتزاـ ،الذي يكوف التعويض ً
مبدأ المساواة في إطار اتفاقيات تحرير التجارة العالمية ،سنعالج قاعدتيف أساسيتيف تشكالف مضموف
مبدأ عدـ التمييز ،ىما :شرط الدولة األولى بالرعاية؛ ثـ المعاممة الوطنية.
يعد شرط الدولة األولى بالرعاية مف المسائؿ األساسية في القانوف الدولي ،ويرى بعض
الباحثيف أنو يعود إلى بدء تكويف القانوف الدولي .2وليس بالمستغرب والحاؿ كذلؾ ،أف يكوف شرط
الدولة األولى بالرعاية مبدأ أساسيًا في القانوف الدولي التجاري ،فقد أخذت بو GATT47كما ظؿ
محوريًا بالنسبة التفاقيات تحرير التجارة العالمية ) .)GATT/ WTOومف حيث الظاىر يبدو ىذا
الشرط مناسبًا لتحقيؽ مبدأ عدـ التمييز أو المساواة بيف الدوؿ.
أو ًال -البدايات والمعنى:
نشأ شرط الدولة األولى بالرعاية ،وتطور في المعاىدات الثنائية لمصداقة والتجارة
والمالحة Friendship, Commerce and Navigationالتي كانت مف أولى الوسائؿ التي
2
-انظر عمى سبيؿ المثاؿ :د .عادؿ عزت السنجقمي ،سرياف المعاىدات عمى الدوؿ غير األطراؼ ،رسالة دكتوراه،
جامعة عيف شمس ،1975 ،ص .157
183
شكمت إطا ًار لمتجارة العابرة لمحدود .وقد كانت معظـ المعاىدات التجارية في القرف التاسع عشر
عادة شرط الدولة األولى بالرعاية .وكانت صياغة
ً تحتوي عمى مشارطة stipulationيطمؽ عمييا
3
ال عف أف المعاىدات التي تنص عميو لـ تكف مقيدة بالتجارة في
ىذا الشرط عامة في البداية ،فض ً
البضائع ،بؿ تعاممت مع مسائؿ أخرى ،كالنفاذ إلى األسواؽ وحرية االنتقاؿ وحرية المالحة.4
ويمكف تعريؼ شرط الدولة األولى بالرعاية بأنو اتفاؽ أو بند يتـ إدراجو في اتفاؽ) بيف
طرفيف (دولتيف) ،يعطي أحدىما (ويسمى المانح) لآلخر (ويسمى المستفيد) وضع الدولة األولى
بالرعاية مف أي طرؼ (ثالث) .فإذا أعطى المانح ألي طرؼ ثالث ،أي ميزة ،فإف ىذه الميزة تسري
تمقائيًا حياؿ المستفيد ،ألنو أولى بالرعاية مف أي طرؼ ثالث.
ووفقاً لشرط الدولة األولى بالرعاية في صياغتو العامة ،فإف جميع المزايا التي أعطيت ألي
طرؼ متعاقد في الماضي أو التي سوؼ تعطى ألي دولة ثالثة في المستقبؿ ،يجب أف تعطى
لممستفيد .5وبتعبير آخر ،يعني ىذا الشرط ،معاممة دولة ما بحسبانيا طرفًا متعاقدًا ،معاممة دولة
أولى بالرعاية وأكثر تفضيالً مف أي دولة أخرى ،أو منحيا معاممة تفضيمية.6
فشرط الدولة األولى بالرعاية يحتاج لوجود ثالثة أطراؼ ،ىـ :المانح والمستفيد والطرؼ
الثالث.
وليتضح مفيوـ شرط الدولة األولى بالرعاية بشكؿ أوضح نسوؽ المثاؿ اآلتي :ىناؾ ثالث
دوؿ (أ/مانح) و(ب/مستفيد) و(ج/ثالث) .عقدت (أ) مع (ب) اتفاقًا منحت بموجبو (أ) وضع الدولة
األولى بالرعاية لػ (ب) .وبموجب ذلؾ فإف أي ميزة أو تفضيؿ تمنحو (أ) لػ (ج) تستفيد منو (ب)
تمقائياً ألنيا أولى بالرعاية مف (ج).
ويمكف تقسيـ شرط الدولة األولى بالرعاية إلى قسميف:
3
- Oppenheim, International Law, A Treatise, Vol. I- Peace,8th ed., 1955, p. 971.
4
- McRae, op. cit., p.159.
5
- Oppenheim, op. cit., 971 – 972.
6
- Schwarzenberger, The Principles and Standards of International Economic Law, RCADI, 1966, I, p.
184
أولهما :يتضمف نوعيف مف أنواع شرط الدولة األولى بالرعاية وىما ،األحادي الجانب
والمتبادؿ .فإذا كاف الشرط أحادي الجانب ،فإنو أقرب إلى أف يكوف نوعًا بسيطًا مف أنواع
االستعمار ،ألنو يفرض نتيجة اإلمبريالية االقتصادية لممستفيد ،أو أنو يكوف نتيجة لمعاىدات سالـ
غير متكافئة؛ بينما يحتوي شرط ال دولة األولى بالرعاية المتبادؿ عمى مشاركة قائمة عمى قدـ المساواة
والمعاممة بالمثؿ .وطبقًا لمقواعد الحاكمة لمبادئ السيادة والمساواة فإف القانوف الدولي يفضؿ النوع
المتبادؿ.
وأما القسـ الثاني فيتضمف نوعيف أيضًا ،ىما شرط الدولة األولى بالرعاية المشروط ،واآلخر
غير المشروط .فالشرط غير المشروط يشكؿ صيغة نموذجية تسمح بالسرياف التمقائي بالنسبة لجميع
المزايا الممنوحة دوف مطالبة بيا ،كما أنيا تسمح بالسرياف التمقائي لجميع المزايا التي يجب منحيا
في أي مجاؿ لطرؼ ثالث .بينما ينص الشرط المشروط عمى منح المزايا فقط عمى أساس التنازالت
المتساوية (وىنا يتقاطع ػ وربما يتطابؽ ػ النوع المشروط مع النوع التبادلي).
وبشكؿ عاـ يمكف القوؿ إف شرط الدولة األولى بالرعاية يتميز ببعض الصفات:7
-فيو وسيمة مف وسائؿ توحيد القانوف والمساواة في المعاممة بيف الدوؿ .ومف ثـ فإف شرط
الدولة األولى بال رعاية ،ال يأتمؼ مع التمييز ،إذا قاـ بو مانح الشرط ضد المستفيد ،ولمصمحة دولة
ثالثة.
-إف الدوؿ المنتفعة بيذا الشرط تستطيع أف تطالب فقط بالمساواة القانونية ،أي بالتمتع
بجميع االمتيازات المنصوص عمييا في المعاىدة الجديدة ،ولكنيا ال تستطيع المطالبة بالمساواة
ال فعمية ،أي أنيا ال تستطيع المطالبة بالمساواة مع الطرؼ الثالث ،في المسائؿ الخارجة عف نطاؽ ما
يحدده ذلؾ الشرط .بيد أف ىذا الشرط ال يستبعد ما يمنحو الواعد لممستفيد مف مزايا إضافية تتجاوز
تمؾ الممنوحة لمدولة الثالثة .وبتعبير آخر فإف ىذا الشرط يأتمؼ مع المعاممة التفضيمية لممستفيد مف
قبؿ الواعد.
7
- Schwarzenberger, op. cit., p. 71.
185
-تشكؿ الدوؿ ػ فيما خال الواعد والمستفيد ػ طرفاً ثالثاً tertium comparationisومف
ثـ يتطمب شرط الدولة األولى بالرعاية ،مقارنة مع المعاممة المعطاة لمدوؿ الثالثة ،غياب أي تمييز
ضد المستفيد.
-إف مجاؿ تطبيؽ الشرط قاصر عمى المعاىدات العادية ،وال يمتد إلى االتفاقيات التي تعقد
بيف دوؿ تربطيا رابطة وثيقة مف اتحاد أو تعاىد.
-ال تتطمب معاممة الدولة األولى بالرعاية ،االمتثاؿ لقواعد سموؾ نيائية أو موضوعية.
فالحقوؽ المتمتع بيا في ظؿ ىذا الشرط ،إنما ىي صورة مماثمة تمامًا وبشكؿ مجرد لممزايا الممنوحة
مف المانح لدوؿ ثالثة .وفي حاؿ عدـ وجود أي تعيدات لدوؿ ثالثة ،ال يكوف شرط الدولة األولى
بالرعاية سوى ىيكؿ فارغ .ومف حيث فعاليتو فإنو يكوف ىيكالً ذا محتويات متغيرة ودائمة التبدؿ.
ومما تقدـ ،تتضح األىمية الكبيرة لشرط الدولة األولى بالرعاية وأف المجاؿ الطبيعي
واألصمي ليذا الشرط ،ىو مما ييتـ بو القانوف الدولي التجاري ،ألنو نشأ وترعرع في صمب
المعاىدات التجارية ،وأثر تأثي اًر كبي ًار في مجاؿ العالقات الدولية التجارية ،بؿ في عموـ العالقات
الدولية .ولكي يتسنى لنا معرفة دوره في النظاـ الدولي التجاري البد لنا مف أف ندرس ىذا الشرط مف
خالؿ GATT47ومنظمة التجارة العالمية.
ثانياً -شرط الدولة األولى بالرعاية في ضوء GATT47ومنظمة التجارة العالمية:
تتمثؿ األصوؿ األولى لشرط الدولة األولى بالرعاية في أنو كاف قائماً في نطاؽ المعاىدات
الثنائية Bilateral Agreementsوقد كاف اإلنجاز الحقيقي لػ GATT47ىو أف يتـ تطبيؽ ىذا
الشرط بشكؿ متعدد األطراؼ Multilaterallyبالنسبة لجميع األطراؼ المتعاقديف في الجات ،بعد
أف كاف يطبؽ فقط بشكؿ ثنائي ،ولـ يعد الشرط المذكور معتمداً عمى التفاوض في معاىدة خاصة،
فاألطراؼ المتعاقدوف يمنحوف معاممة الدولة األولى بالرعاية لؤلطراؼ جميعًا .وقد نصت المادة
األولى مف GATT47عمى ىذا المبدأ بالقوؿ" :إف أي ميزة ،أو تفضيؿ ،أو امتياز ،أو إعفاء يمنح
ال وبدوف شرط
مف قبؿ أي طرؼ متعاقد ألي منت ج ناشئ في ،أو متجو إلى أي بمد آخر ،يمنح حا ً
لممنتج المشابو الناشئ في ،أو المتجو إلى أقاليـ جميع األطراؼ المتعاقديف".
186
واذا ما طبؽ ىذا النص بالنسبة لتخفيض التعرفات مثالً ،فإف أي تخفيض في التعرفات
لمصمحة إحدى الدوؿ يجب منحو لجميع األطراؼ المتعاقديف .فكؿ طرؼ متعاقد في الجات يتمتع
بناء عمى شرط الدولة األولى بالرعاية الوارد في المادة األولى مف الجات .وبذلؾ فإف
بالمعاممة نفسيا ً
القيد األوؿ لممعاىدات القديمة الخاصة بالصداقة والتجارة والمالحة ،تجاوزتو اتفاقية الجات ،ولـ يعد
مف المفروض بالنسبة لشرط الدولة األولى بالرعاية أف يتـ التفاوض بشأنو عمى أساس ثنائي (دولة
لدولة) ،فاكتساب صفة الطرؼ المتعاقد في الجات تجعؿ ىذا الشرط ساريًا تمقائيًا تجاه جميع
األطراؼ ولمصمحة جميع األطراؼ.
وىكذا ،فإف أي ميزة تجارية يمنحيا بمد لبمد آخر البد أف تنسحب تمقائيًا إلى كؿ البمداف
األخرى دوف مطالبة بذلؾ ،ومف ثـ فإنو ال يجوز التمييز ضد مصالح أي عضو في االتفاقية ،وانما
يمزـ تحقيؽ المساواة في المزايا الممنوحة بغض النظر عف حجـ الدولة وقدرتيا االقتصادية .وىذا ىو
مفيوـ مبدأ عدـ التمييز في المعاممة التجارية بيف الدوؿ األطراؼ ،فيذه المعاممة التي تنصرؼ إلى
تعميـ المميزات التي يمنحيا بمد ما لؤلعضاء اآلخريف تؤمف مبدأ المساواة الكاممة في ظروؼ
المنافسة ،وتمزـ األطراؼ بعدـ تطبيؽ قواعد مختمفة عمى المنتجات األجنبية القادمة مف أقاليـ أطراؼ
متعاقدة مختمفة .وبالمثؿ فقد أخذت اتفاقيات منظمة التجارة العالمية بشرط الدولة األولى بالرعاية في
جميع المجاالت ،سواء كانت متعمقة بالتج ارة في السمع ،أو في الخدمات ،أو في حقوؽ الممكية
الفكرية.
187
المعاممة التفضيمية نفسيا لباقي األطراؼ المتعاقدة في الجات ،غير المنتمية ليذا اإلقميـ الجغرافي
الواحد.
ولقد أدرؾ واضعو اتفاقيات تحرير التجارة العالمية ،األىمية المتزايدة لمترتيبات اإلقميمية،
فأفردوا وثيقة تفاىـ خاصة بتفسير المادة الرابعة والعشريف مف الجات التي نصت عمى المعاممة
التفضيمية ليذه الترتيبات اإلقميمية ،إذ كانت ممارسات بعض الدوؿ تنـ عف رفض لمبدأ عدـ التمييز
ومعاممة الدولة األولى بالرعاية ،والسيما الدوؿ األوروبية التي كانت ليا مستعمرات سابقة ،حيث
احتفظت بمعاممة تفضيمية بالنسبة ليا ،أ ي بتعرفة جمركية مخفضة عمى الواردات التي مصدرىا ىذه
المستعمرات ،وىو ما أخذ فيما بعد شكؿ اتفاقيات دولية عرفت باتفاقيات لومي ،بيف الجماعة
األوروبية مف جانب ،و 45دولة أفريقية مف جانب آخر.
– 2التبادل التجاري بالنسبة لمبمدان النامية:
يصنؼ البمد المعني عمى أنو
ال يستوجب ىذا االستثناء وجود جوار جغرافي ،وانما يكفي أف ّ
بمد ناـ لمتمتع بيذا االستثناء .وييدؼ ىذا االستثناء إلى تشجيع التجارة البينية لمبمداف النامية ،وليذه
البمداف الحؽ في إبراـ اتفاقيات فيما بينيا دوف االلتزاـ بمنح ىذه المعاممة لبمداف أخرى ال يتـ تصنيفيا
بمدانًا نامية.
ومف الجدير بالذكر أف جولة طوكيو في إطار الجات كانت نقطة تحوؿ ىامة بالنسبة
لمعاممة البمداف النامية ألنيا جعمت المعاممة التفضيمية قاعدة عامة ودائمة لصالح البمداف النامية،
وأعطتيا حؽ اتخاذ إجراءات خاصة لتشجيع تجارتيا وتنميتيا ،وكذلؾ المشاركة عمى نطاؽ واسع في
التجارة الدولية .وتستطيع البمداف النامية وفقًا ليذه المعاممة االستثنائية أف تحصؿ عمى مزايا تجارية
مف الدوؿ الكبرى الصناعية ،ال يجري تعميميا عمى بقية األطراؼ ،وىذا يعني اإلعفاء مف االلتزاـ
بمبدأ تعميـ شرط الدولة األولى بالرعاية ،بحيث يمكف لمبمداف النامية تبادؿ المزايا فيما بينيا.
بيد أنو مع قياـ منظمة التجارة العالمية تقمصت أىمية ىذا االستثناء ،حيث أعطيت البمداف
النامية فترة سماح مقدارىا خمس سنوات ،وأعطيت البمداف األقؿ نمواً فترة مقدارىا عشر سنوات.
وخالؿ ىاتيف الفترتيف ال تنطبؽ االلت ازمات الواردة في اتفاقيات منظمة التجارة العالمية عمى البمداف
188
النامية أو األقؿ نمواً .وىذا يعني أنو منذ مطمع عاـ 7115فإف النصوص تنطبؽ عمى الجميع بغض
النظر عف تصنيؼ الحالة التنموية لؤلعضاء.
وترتبط بالحالة التنموية ترتيبات الحماية بالنسبة لمبمداف النامية ويقصد بيا التدابير التي
تتخذىا البمداف النامية بهدف حماية الصناعات الوليدة ،حيث تعفى مف شرط الدولة األولى بالرعاية
إلى أف تصؿ صناعاتيا الوليدة إلى القدرة التنافسية في األسواؽ العالمية ،ويسقط حؽ البمد النامي في
التمتع بيذا االستثناء بمجرد حدوث ذلؾ.
باختصار يم كف القوؿ إف الجات أثرت بشكؿ واضح في شرط الدولة األولى بالرعاية رغـ
االستثناءات الواردة عميو ،إذ لـ تعد ىناؾ حاجة لممعاممة بالمثؿ مف حيث األصؿ ،رغـ أف ىذه
المعاممة تمثؿ جوىر شرط الدولة األولى بالرعاية في ظؿ الجات ،فال تعطى المزايا لطالبيا ما لـ
يقدـ تنازالت مقابمة ،ولكف ذلؾ ليس سوى استثناء ،فاألصؿ الذي قدمتو الجات بالنسبة لشرط الدولة
األولى بالرعاية ىو أف يكوف غير مشروط .فالمزايا والتفضيالت واإلعفاءات تمنح بشكؿ غير
مشروط .وقد سارت اتفاقيات تحرير التجارة العالمية بالنسبة ليذا الشرط عمى ما كانت تنتيجو الجات
،فأقرت ىذا الشرط بالنسبة لمتجارة في السمع ،رغـ أف الفقرة الرابعة مف المادة الثانية مف اتفاقية
منظمة التجارة العالمية ذكرت صراح ًة أف GATT94تختمؼ عف .GATT47ومع ذلؾ ،ومف
خالؿ استقراء ما تضمنو الممحؽ رقـ واحد (أ) الذي احتوى عمى عدد مف وثائؽ التفاىـ – فضالً عف
االتفاقيات التفصيمية – تتضمف تفسيرات لبعض نصوص الجات ،فإف عدـ ذكر ىذا الشرط صراحة
يدؿ عمى أف العمؿ يجري بشأنو وفؽ .GATT47
ويؤكد ىذه النظرة اتجاه واضعي االتفاقيات إلى النص عمى الشرط المذكور في الفقرة األولى
مف المادة الثانية مف اتفاقية الخدمات 8 GATSوكذلؾ في المادة الرابعة مف اتفاقية الجوانب
المتصمة بالتجارة في حقوؽ الممكية الفكرية .9TRIPs
8
" -فيما يتعمؽ باإلجراءات التي تشمميا ىذه االتفاقية يجب عمى كؿ عضو أف يمنح لمخدمات وموردي الخدمات مف
أي عضو آخر فو اًر ودوف شرط ،معاممة ال تقؿ رعاية عف تمؾ التي يمنحيا لما يماثميا مف الخدمات وموردي
الخدمات مف أي بمد آخر".
9
" -فيما يتعمؽ بحماية الممكية الفكرية فإف أي ميزة أو تفضيؿ أو امتياز أو حصانة يمنحيا بمد عضو لمواطني أي
بمد آخر يجب أف تمنح ع مى الفور ودوف أية شروط لمواطني جميع البمداف األعضاء األخرى…".
189
المعاممة الوطنيـة
National Treatment
ال يبتعد شرط المعاممة الوطنية عف شرط الدولة األولى بالرعاية ،بؿ يكممو .فيو ليس إال
امتدادًا لشرط الدولة األولى بالرعاية .ولشرط المعاممة الوطنية أيضًا تاريخ طويؿ في المعاىدات
الثنائية ،فقد كانت معاىدات الصداقة والتجارة والمالحة منبتًا لو.
ويعني مبدأ المعاممة الوطنية أف مواطني أحد األطراؼ المتعاقدة سيعامموف ػ فيما يتعمؽ بما
تـ االتفاؽ عميو ػ في إقميـ الطرؼ المتعاقد اآلخر ،تمامًا كما لو كانوا مواطنيف ليذا الطرؼ المتعاقد
اآلخر .أي أف ىذا المبدأ يمنع التمييز ضد مواطني األطراؼ المتعاقدة بأي شكؿ ،بخصوص النقاط
التي تنظميا المعاىدة.10
والحقيقة ،إف مبدأ المعاممة الوطنية ال يقتصر عمى المسائؿ التجارية بؿ يمتد إلى أمور
كثيرة ،ويمكف اختصار وظ يفتو في أنو ينظـ المركز القانوني لؤلجانب ولمنشاطات األجنبية ،والسيما
النشاطات االقتصادية .وبما أف ىدؼ المعاممة الوطنية ىو إحداث المساواة في الداخؿ فإف مواطني
مانح ىذه المعاممة يشكموف قرناء ثالثيف tertium comparationisفالمعيار الوطني لو أىمية
كبيرة في تحد يد الحقوؽ التي يتمتع بيا األجانب الذيف حصمت دولتيـ عمى شرط المعاممة الوطنية.
بيد أنو يجب االنتباه إلى أف معيار المعاممة الوطنية في القانوف الدولي التجاري ال ييتـ بالمعاممة
الحسنة أو السيئة ،وانما فقط بما إذا كانت المنتجات المستوردة تشابو المنتجات المحمية.11
ويتمثؿ اليدؼ مف مبدأ المعاممة الوطنية في مجاؿ التجارة بالبضائع بأف ىذه البضائع التي
تعبر الحدود وتدخؿ السوؽ ،يجب أال تتعرض ألي تمييز بينيا وبيف البضائع المحمية .وقد أوردت
GATT47ىذا المبدأ في الفقرة الرابعة مف المادة الثالثة ،حيث نصت عمى أف …" :منتجات إقميـ
ال مف
أي طرؼ متعاقد ترد إلى إقميـ أي طرؼ متعاقد آخر ستحصؿ عمى معاممة ليست أقؿ تفضي ً
10
- Oppenheim, op. cit., p. 971, footnote. 3.
11
- McRae, op. cit., p.162.
190
تمؾ الممنوحة لممنتجات الوطنية المشابية بالنسبة لجميع القوانيف والتنظيمات والمطالبات التي ليا
تأثير في الداخؿ بالنسبة لمبيع ،الشراء ،النقؿ ،التوزيع ،أو االستخداـ".
ويتضح مف ىذا النص أنو يضمف أف تكوف شروط المنافسة واحدة بالنسبة لمبضائع الداخمية
أو الواردة .وىكذا فإف الدولة ال تستطيع مثالً ،أف تفرض ضريبة مبيعات عمى المنتجات المستوردة،
عندما ال تكوف ىناؾ ضريبة مماثمة عمى المنتجات المحمية المشابية.
وتبقى إحدى المسائؿ الميمة التي ال يحققيا مبدأ المعاممة الوطنية ،فيذا المبدأ ال يطالب
الدوؿ أف تعامؿ البضائع األجنبية ،والمنتجيف أو المستثمريف األجانب بشكؿ أفضؿ مما تعامؿ بو
نظراءىـ المحمييف ألف المطالبة بذلؾ يمكف أف تكوف عمى أساس آخر ،وىو ما يسمى بمعيار الحد
األدنى الدولي International Minimum Standardوالذي بموجبو يمكف لؤلجانب أف يطالبوا
بمعاممة أفضؿ مف معاممة الوطنييف إذا كانت معاممة الدولة لمواطنييا تقؿ عف الحد األدنى الذي
ينظمو القانوف الدولي.
وقد يبدو ذلؾ غريبًا ألوؿ وىمة ،ولكف لو ما يبرره ،فقد ترىؽ الدولة كاىؿ مواطنييا ،كأف
ال عمى مواطنييا أو عمى المشروعات
يكوف لدييا عجز في اإليرادات ،فتفرض ضرائب إضافية مث ً
المحمية؛ وفي الوقت نفسو تكوف لدييا التزامات دولية اتفاقية بمنح معاممة تشكؿ حدًا أدنى بالنسبة
لؤلجانب أو المشروعات األجنبية ،كما لو تعيدت بعدـ فرض ضرائب عمى ىؤالء بما يزيد عمى
ال ،ثـ رفعت ىذه الضرائب عمى مواطنييا إلى ، % 71ففي ىذه الحالة ال يمكف ليذه الدولة
%11مث ً
أف ترفع الضرائب عمى األجانب إلى نسبة %71عمى أساس مساواتيـ بالوطنييف ،ألف معيار الحد
األدنى الدولي يتدخؿ في ىذه الحالة ويمنعيا مف تجاوز الحد الذي تعيدت بالوقوؼ عنده.
عمى كؿ حاؿ ،لقد أكدت اتفاقيات تحرير التجارة العالمية ،تمسؾ واضعييا بمبدأ المعاممة
الوطنية ،بشكؿ مشابو لتمسكيـ بشرط الدولة األولى بالرعاية ،فتـ التأكيد عميو في اتفاقية الخدمات
191
GATSفي مادتيا السابعة عشرة12؛ وكذلؾ في اتفاقية الجوانب المتصمة بالتجارة في حقوؽ الممكية
الفكرية TRIPsفي مادتيا الثالثة.13
أما بالنسبة لمعيار الحد األدنى في اتفاقيات تحرير التجارة العالمية ،فيمكف القوؿ إف القواعد
التي أرستيا ىذه االتفاقيات ،تشكؿ حداً أدنى ال يمكف التحمؿ منو إال بموجب االستثناءات الصريحة
التي نصت عمييا االتفاقيات المذكورة ،بغض النظر عف كيفية تنظيـ ىذه االستثناءات ،وأىـ ما
يوضح معيار الحد األدنى ،ىي جداوؿ التنازالت المرفقة باالتفاقيات ،والتي تشكؿ الجزء األكبر منيا.
12
-تنص الفقرة األولى مف ىذه المادة عمى أف" :يوفر العضو لمخدمات أو موردي الخدمات مف أي عضو آخر
فيما يتعمؽ بجميع اإلج ارءات المتعمقة بتوريد الخدمات ،معامم ًة ال تقؿ رعاي ًة عف تمؾ التي يوفرىا ألمثاليا مف
الخدمات وموردي الخدمات لديو…".
13
-تنص الفقرة األولى مف المادة المذكورة عمى أف" :يمتزـ كؿ مف البمداف األعضاء بمنح مواطني البمداف األخرى
األعضاء معاممةً ال تقؿ عف المعاممة التي تمنحيا لمواطنييا فيما يتعمؽ بحماية الممكية الفكرية …" .
192
مبدأ تحرير التجارة الدولية
يمثؿ مبدأ تحرير التجارة منطمقًا لتحقيؽ أىداؼ النظاـ الدولي التجاري ،بؿ إف اتفاقيات
تحرير التجارة العالمية تمت صياغتيا وفؽ ىذا المبدأ بحيث تمتزـ بو األعضاء في ىذه االتفاقيات
بشكؿ يجعميا تفتح أسواقيا أماـ البضائع األجنبية دوف عوائؽ غير مبررة.
والحقيقة إف مبدأ تحرير التجارة ليس مبدأ جديدًا ،فيو مف المبادئ المعترؼ بيا في القانوف
ال دولي ،وىو ناتج في األصؿ عف حؽ المرور اآلمف الذي يعد مف أقدـ الحقوؽ فيما يتعمؽ بحرية
المالحة وأكثرىا اتساعًا بالنسبة لمبادئ القانوف الدولي (االقتصادي) .14وقد عرفت المحكمة الدائمة
لمعدؿ الدولي ىذا المبدأ في قضية Oscar Chinnعاـ ،1934بأنو يكمف في "الحؽ غير المقيد ػ
مف حيث األصؿ ػ في القياـ بأي نشاط تجاري سواء كاف موضوعو االتجار بالمعنى الدقيؽ
والمعروؼ بأنو بيع وشراء البضائع ،أو ما إذا كاف صناعة في داخؿ البمد ،أو عف طريؽ تبادؿ
الواردات والصادرات مع البمداف األخرى".15
وقد أقرت GATT47مبدأ تحرير المبادالت التجارية ،مف خالؿ خفض الجمارؾ وازالة
القيود الكمية والقيود األخرى غير التعريفية؛ وكذلؾ فعمت اتفاقيات تحرير التجارة العالمية الناجمة
عف جولة أوروجواي.
عدت المادة ( 78مكرر) مف GATT47أف ىذه التعرفات
فبالنسبة لمتعرفات الجمركية ّ
تشكؿ دائماً عقبة خطيرة أماـ التجارة ،لذلؾ فإف األطراؼ المتعاقدة في الجات مدعوة إلى تحرير
التجارة عمى المدى البعيد ،وذلؾ مف خالؿ الدخوؿ في مفاوضات لمخفض المتبادؿ لمتعرفات
الجمركية ،وربط ىذه التعرفات ،أي تثبيتيا وعدـ رفعيا بعد ذلؾ إال وفقًا إلجراءات محددة قد تنطوي
عمى تقديـ تعويضات إلى األطراؼ المتضررة مف زيارة التعرفة ،حتى تكوف خطوات تخفيض الحماية
غير قابمة لالرتداد.
14
- Schwarzenberger, op. cit., p. 47.
15
- “… right - in principle unrestricted - to engage in any commercial activity, whether it be concerned
with trading properly so called, that is the purchase and sale of goods, or whether it is carried on inside the
country or, by the exchange of imports and exports, with other countries.” PCIJ, 1934, series A/B, p.84.
193
وقد انتيجت اتفاقيات تحرير التجارة العالمية الناجمة عف جولة أوروجواي ،النيج نفسو ،إذ
أدرؾ المتفاوضوف حوؿ قياـ منظمة التجارة العالمية أف بموغ أىدافيا يكوف مف خالؿ الدخوؿ في
اتفاقيا ت لممعاممة بالمثؿ تنطوي عمى مزايا متبادلة لتحقيؽ خفض كبير لمتعرفات .16وال يجوز زيادة
أو رفع الرسوـ الجمركية عف الحدود المقررة .بيد أف ىناؾ بعض االستثناءات الخاصة بالتكتالت
اإلقميمية والحماية واإلغراؽ.
أما بالنسبة لمقيود الكمية فإنيا محظورة سواء بموجب GATT47أو بموجب اتفاقيات تحرير
التجارة العالمية ،وىذا الحظر عاـ ويسري عمى كؿ مف الصادرات والواردات .وقد ورد ىذا المبدأ في
جميع اتفاقيات منظمة التجارة العالمية .وترد عمى ىذا المبدأ بعض االستثناءات مراعاة ألوضاع
معينة ،كالحكـ الوارد في اتفاؽ الوقاية في إطار اتفاقية GATT94حيث أقر االتفاؽ المذكور
إمكانية فرض قيود كمية نزوالً عند بعض الدوعي ذات الصفة االستثنائية .وكذلؾ إمكانية المجوء إلى
التقييد الكمي في حالة حدوث اختالؿ حاد في ميزاف المدفوعات .وىذا االستثناء أقرتو المادة 17
احتياطيو مف النقد
ّ مف GATT47وبموجبو فإف لمطرؼ المتعاقد الذي يواجو انخفاضاً حاداً في
األجنبي أو يتيدده ىذا الخطر أو يسعى لزيادة حصيمة ىذه االحتياطيات التي تكوف قد وصمت إلى
مستوى متدف ،أف يفرض قيودًا كمية عمى السمع المسموح باستيرادىا .ومعنى ذلؾ أنو يستطيع فرض
نظاـ الحصص عمى الواردات مف أقاليـ األطراؼ المتعاقديف اآلخريف ،أمالً في توفير النقد األجنبي
الالزـ لو .بيد أف ىذا الوضع استثنائي ،وبالتالي فإنو ال يجوز االستمرار بو بمجرد زواؿ األسباب
التي دعت إلى فرضو ،أي بمجرد تحسف وضع ميزاف المدفوعات ووصولو إلى حالة التوازف أو حالة
قريبة منو .وأما الجية المختصة بتقرير ىذه الحالة فيي صندوؽ النقد الدولي.
ومف جانب آخر ،أوردت وثيقة التفاىـ الخاصة بأحكاـ ميزاف المدفوعات فيGATT94
بنودًا خاص ًة بإجراءات التشاور حوؿ ميزاف المدفوعات ،حيث تتشاور لجنة قيود ميزاف المدفوعات
لمراجعة جميع إجراءات تقييد االستيراد المتخذة ألغراض ميزاف المدفوعات (البند الخامس) ،وتجري
المجنة مراجعة دورية لجميع القيود المطبقة ألغراض ميزاف المدفوعات (البند السابع) .وقد كانت
16
-راجع ديباجة اتفاقية منظمة التجارة العالمية .
194
GATT47مف قبؿ توجب إجراء مفاوضات تحت رعايتيا بيف الدولة التي تمجأ إلى ىذا اإلجراء
واألطراؼ األخرى التي تصيبيا أضرار مف جراء تطبيقو.
كما يرتبط بيذا االستثناء إمكانية لجوء الدولة التي تواجو تدفقاً مفاجئاً وضخماً مف الواردات
مف سمع معينة ،عمى نحو يمحؽ ضر ًار جسيمًا بالمنتجيف الوطنييف ليذه السمع أو ييدد بوقوع مثؿ
ىذا الضرر ،إلى فرض قيود تجارية عمى ىذه السمع ،وذلؾ بأف توقؼ تعيداتيا والتزاماتيا بتخفيض
الجمارؾ عمى ىذه السمع كمياً أو جزئياً .واليدؼ مف ذلؾ ىو حماية الصناعة الوطنية الوليدة ،شريطة
أال تمارس ىذه الدولة تميي ًاز أو تفرقة بيف األعضاء ،وأف تمغي ىذا اإلجراء فور نمو الصناعة الناشئة
ووقوفيا عمى أقداميا.
مف ناحية أخرى ،أرست اتفاقيات تحرير التجارة العالمية مبدأ يرسخ ىدؼ حرية التجارة
الدولية ،أال وىو مبدأ الشفافية .وقد ورد النص عميو في الفقرة (باء) مف الممحؽ ( )3الخاص بآلية
استعراض السياسة التجارية .ووفقًا ليذا النص "تعترؼ األعضاء باألىمية الراسخة لمشفافية المحمية
في اتخاذ الق اررات ا لحكومية في األمور المتعمقة بالسياسات التجارية ،سواء بالنسبة القتصادات
األعضاء أو لمنظاـ التجاري متعدد األطراؼ ،وتتفؽ عمى تشجيع وتعزيز ىذه الشفافية في نظميا،
وتقر أف تنفيذ الشفافية المحمية ،البد أف يكوف عمى أساس طوعي ،وأف يأخذ بالحسباف النظـ القانونية
والسياسية لكؿ عضو مف األعضاء".
موجيًا لمدوؿ في تعامالتيا التجارية.
ويبدو مف النص أف الشفافية يجب أف تكوف مبدأ ّ
والشفافية في مجاؿ تجارة السمع تعني أف تكوف التعرفات ىي الحاجز الوحيد أماـ البضائع األجنبية،
وبالتالي فال يجوز المجوء إلى القيود غير التعريفية .أي أف الحواجز التعريفية مباحة مف حيث
األصؿ ،ولكنيا يجب أف تكوف معمنة بحيث يتسنى معرفتيا بالنسبة لمجميع؛ وبيذا المعنى فإف
الشفافية تعني الوضوح والعالنية ،17وقد تـ التأكيد عمى الشفافية في عدد مف االتفاقيات األخرى.18
17
-وقد وردت الشفافية بيذه التسمية (الوضوح والعالنية) في الممحؽ باء مف االتفاؽ الخاص بتطبيؽ تدابير الصحة
والصحة النباتية .
18
-اتفاقية االستثمار ( المادة ،) 6واتفاؽ الفحص قبؿ الشحف (المادة 5 /7و6و7و ،8والمادة ،)7 /3واتفاقية
الخدمات ( GATSالمادة ،)3واتفاقية الممكية الفكرية ( TRIPsالمادة .)63
195
ومف أوجو مبدأ تحرير التجارة ،ما يعرؼ بالنفاذ إلى األسواؽ Access to Markets
ِ
المستخدميف والمستخدميف والمستيمكيف ،بيئة
فالنظاـ التجاري المتعدد األطراؼ ،يييئ لممستثمريف و
عمؿ تشجع التجارة واالستثمار والعمؿ إضافة إلى خيار السعر المنخفض .وىذه البيئة تحتاج إلى
سيما إذا كاف العمؿ متعمقاً باالستثمار.
ثبات واستقرار وال ّ
واذا كانت التجارة في السمع يمكف التحدث فييا بسيولة عف التعرفات ،فإنيا في الخدمات
تكوف صعبة لمغاية .فالخدمات ليست واضحة وممموسة كالسمع ،فكيؼ تمت معاممتيا بالنسبة لمنفاذ
إلى األسواؽ؟ ىناؾ حاجة لمتنبؤ بظروؼ الخدمات .وقد التزمت الحكومات بتعيدات تغط ي
التنظيمات الوطنية المؤثرة بالنشاطات الخدمية ،وىذه التعيدات تتضمف جداوؿ وطنية ممزمة تمتد إلى
الجوالت التفاوضية المستقبمية في قطاع الخدمات.
ومما يتصؿ بالنفاذ إلى األسواؽ ومبدأ تحرير التجارة ،ىنالؾ قواعد االستثمار ،حيث تمتزـ
الحكومات بعدـ تغيير القواعد الن اظمة لالستثمار التي تعيدت بيا ،بشكؿ يزيد مف صعوبة شروطو
ويمنع نفاذه إلى األسواؽ .ويمكف القوؿ إف شفافية القوانيف والتنظيمات والممارسات المحمية ،ىي
السبيؿ الذي يتحقؽ النفاذ إلى األسواؽ مف خاللو.
ويرتبط بمبدأ تحرير التجارة أيضًا ،مسألة تشجيع التنمية واإلصالح االقتصادي .فمما ال شؾ
فيو أف اختالؼ النظـ االقتصادية ،ال يعزز فرص تحرير التجارة ،في حيف أف توحيد الفمسفة
االقتصادية في اتجاه واحد ػ يتمثؿ حاليًا في توحيد اقتصاد السوؽ ػ سيؤدي حتمًا إلى أف ينتج مبدأ
تحرير التجارة آثاره التي يأمميا واضعو االتفاقيات .ومف المعروؼ أف أكثر مف ثالثة أرباع أعضاء
منظمة التجارة العالمية ىـ مف البمداف النامية ،والبمداف التي ىي في عممية إصالح اقتصادي وتحوؿ
عف النظـ غير السوقية.
196
تمارين:
م ا االستثناءات الواردة عمى شرط الدولة األولى بالرعاية؟ وما أىميا في نظاـ منظمة التجارة
العالمية؟
ما المقصود بالمعاممة الوطنية؟ وما عالقتو بمعيار الحد األدنى الدولي؟
وضح إجابتؾ.
ىؿ يعد تحرير التجارة ىدفاً أـ مبدأ في منظمة التجارة العالمية؟ ّ
197