You are on page 1of 10

‫مسالك التربية و التكوين‪ ،‬املجلد ‪ 1‬العدد ‪199-190A(2018)1‬‬ ‫عبد اللطيف اسبيرتو‬

‫مسالك التربية والتكوين‬


‫)‪ISSN: 2550-5165 (Print‬‬

‫تحول ديداكتيك تدريس الجغرافيا في ظل التحديات الجديدة للتمدرس‬

‫عبد اللطيف اسبيرتو‬


‫فريق البحث في التاريخ و المجال و القانون‪ ،‬المركز الجهوي لمهن التربية و التكوين بمكناس‬
‫‪abdellatifsbiritou@hotmail.com‬‬

‫االستالم ‪:‬دجنبر ‪ ، 2018‬القبول ‪:‬فبراير‪2018‬‬

‫الملخص‪:‬‬
‫عرفت المنظومة التعليمية التعلمية المغربية منذ بداية أجرأة توصيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين سنة ‪2000‬‬
‫تحوالت هامة و خاصة على المستوى المنهجي في سياق المقاربة الجديدة التي اعتمدها إصالح نظام التربية والتكوين و التي‬
‫تم بمقتضاها إعادة تحديد مهام المدرسة ومكانة المتعلم‪ .‬وفي هذا السياق تم تبني مناهج تربوية جديدة تعتمد على مدخل‬
‫الكفايات كمكون مهيكل لعملية تدريس مختلف المواد الدراسية‪ ،‬ومن ضمنها مادة الجغرافيا باعتبارها من المواد التي تساهم‬
‫بدور كبير في التكوين الفكري والمدني للمتعلمين من خالل هيكلة تمثلهم للمجال وإدراكهم للحقوق والمسؤوليات مما قد‬
‫يساعدهم في حياتهم اليومية والشخصية والمهنية واالجتماعية‪.‬‬
‫و رغم الحضورالمتزايد للجغرافيا في الحياة المعاشة فان موقعها في المؤسسات التعليمية ال يعكس إشعاعها في الواقع‬
‫المعاش‪ ،‬حيث ال زالت المادة تعاني من ضعف القبول ونفور أغلب التالميذ‪ .‬و يرتبط ذلك إما بطرق تدريسها أو بطبيعة‬
‫مضامينها التي يغلب عليها الطابع المعرفي‪ .‬فعلى مستوى الهوية يضل التمثل المهيمن على الرأي العام للمادة هو صفتها‬
‫الشمولية وارتباطها بالحفظ واالستظهار‪ ،‬مما يجعلها عرضة لالنتقاد من قبل العديد من الفاعلين في الميدان التربوي‪ .‬أما‬
‫بالنسبة للمنهاج المعتمد فيتمثل في كونها ظلت لمدة طويلة ذات صفة موسوعية بعيدة عن واقع واهتمامات المتعلمين‪.‬‬
‫لذلك نحاول من خالل هذا البحث بعث روح جديدة في تدريس المادة باالستفادة من تكنولوجيا التعليم والمعلومات في‬
‫التعليم الثانوي مع تحديد اآلفاق التي تفتحها دون إغفال المعوقات التي تحد استغاللها‪.‬‬
‫مفاتيح‪ :‬التربية الجغرافية‪ ،‬التعلم بالبحث‪ ،‬الفكر المجالي‪ ،‬المواطنة‪ ،‬الجغرافيا اإلخبارية‪.‬‬ ‫كلمات‬

‫‪-I‬مـــقــــــدمة‬

‫ارتبط تطور الفكر الجغرافي عادة بالتحوالت السياسية التي شهدها العالم‪ ،‬ففي البلدان النامية مثال خلفت‬
‫المرحلة االستعمارية آثا ار عميقة على األوضاع االقتصادية واالجتماعية التي تدخل فيها المستعمر لخدمة أهدافه‬
‫االستراتيجية‪ .‬و هكذا خلف االستعمار خصاصا عميقا على مستوى األنظمة التعليمية‪ .‬و بعد المرحلة االستعمارية‬
‫عرفت المناهج التعليمية سلسلة من التحوالت و التغيرات بهدف بناء الدولة الوطنية و تحقيق التنمية‪ .‬ومن أبرز‬
‫المواد التي عرفت التجديد والتغيير المواد االجتماعية و منها الجغرافيا سواء على مستوى المضامين أو ما يتعلق‬
‫بالجانب المنهجي‪.‬ورغم هذه التحوالت التي انعكست ايجابيا على منهجية تدريس المادة باالستفادة من تراكمات‬
‫البحث العلمي األكاديمي و التربوي‪ ،‬فإنها ما زالت لم تتخلص بعد من العديد من السلبيات الموروثة يمكن إجمالها‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫ـ القيود التي ما تزال مفروضة على الجانب المنهجي و تمنع المدرس من المساهمة و االبتكار في العمل‬
‫الذي ينجزه‪ ،‬ومن أهم معالم هذه القيود ضرورة االرتباط بالمقرر الدراسي الذي يرتبط بدوره بشكل التقويم‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫مسالك التربية و التكوين‪ ،‬املجلد ‪ 1‬العدد ‪199-190A(2018)1‬‬ ‫عبد اللطيف اسبيرتو‬

‫ـ العالقة المتداخلة بين المنهاج و الكتب المدرسية التي ال تترك هامشا كافيا إلبداع المدرسين‪ ،‬بل إن‬
‫الكتب المقررة حاليا تحدد حتى األهداف اإلجرائية و من تم اإليحاء بمسار انجازها‪.‬‬

‫‪-II‬مشكلة الدراسة‬
‫االكراهات المرتبطة بتدريس الجغرافيا واقتراح بعض التدابير إلثرائها و تجديدها على المستوى المنهجي‬
‫‪-III‬أهمية الدراسة‬
‫تحاول الدراسة فتح آفاق جديدة للجغرافيا كمادة دراسية‪ ،‬وتجديد التعريف بالكفايات المجالية‪ ،‬والتي تساهم بدور‬
‫كبير في تحيين المعطيات الواردة في الكتب المدرسية‪ ،‬وبالتالي تجويد الممارسة المهنية للتدريس‪.‬‬
‫‪-IV‬أهداف الدراسة‬
‫تهدف الدراسة المساهمة في تجديد تدريس مادة الجغرافيا بالتعليم الثانوي باالنفتاح على ما توفره التكنولوجيات‬
‫الحديثة و تقريب استعمالها لمختلف الفاعلين في تدريس المادة وخاصة بالتعليم الثانوي‪.‬‬
‫‪-V‬الدراسات السابقة‬
‫‪*URKIDI (p) : ‘’ La géographie’’,fondationépistémologique etapplicationdidactique.‬‬
‫‪* MERENNE-SCHOUMAKER(B) : ‘’ Pour un renouveau de la didactique de la‬‬
‫‪géographie’’.‬‬
‫‪-VI‬منهجية الدراسة‬
‫يعتمد تدريس الجغرافيا في المرحلة الثانوية عادة على الكتاب المدرسي كمصدر أساسي للمعرفة في كافة‬
‫مراحل العملية التعليمية‪ ،‬في حين أن المعطيات و المفاهيم المتداولة في الكتب هي متغيرة باستمرار‪.‬‬
‫في البداية قمنا بعملية رصد و تتبع لإلنتاج البيبليوغرافي للعديد من المفاهيم الجديدة المرتبطة بالمعرفة‬
‫المجالية‪ ،‬والتدريس المتجدد للجغرافيا مما مكننا من االطالع على العديد من التحديات اآلنية للثقافة و التربية‬
‫الجغرافية سواء على المستوى الوطني أو العالمي ‪ .‬و في مرحلة ثانية حاولنا إبراز دور الثورة التكنولوجية الحديثة‬
‫و أهمية االستفادة منها في تدريس الجغرافيا و خاصة منها ما يتعلق باإلعالم الجغرافي وتمثيل وبرمجة الخرائط‬
‫و المعطيات الرقمية‪.‬‬
‫‪-VII‬نتائج الدراسة‬
‫المساهمة في تجويد الم قاربات وتحسين التعلمات عن طريق فتح آفاق جديدة للجغرافيا كمادة دراسية‪،‬‬
‫وتجديد التعريف بالكفايات المجالية‪ ،‬والتي تساهم بدور كبير في تحيين المعطيات الواردة في الكتب المدرسية‪،‬‬
‫وبالتالي تجويد الممارسة المهنية للتدريس‪.‬‬
‫‪-VIII‬خالصات وتوصيات‬
‫نقترح ضرورة استقالل الج غرافيا بنفسها كعلم لمواجهة التحديات الكبرى و العديد من المشاكل التي تهدد‬
‫اليوم حياة اإلنسان و هي في أغلبها ذات بعد مجالي‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫مسالك التربية و التكوين‪ ،‬املجلد ‪ 1‬العدد ‪199-190A(2018)1‬‬ ‫عبد اللطيف اسبيرتو‬

‫‪-1‬التعليم النشيط للجغرافيا‪ :‬المسار وواقع الحال‬

‫شكلت وثيقة الميثاق الوطني للتربية و التكوين و الكتاب األبيض أهم منطلقات إصالح المنظومة التربوية منذ‬
‫مطلع القرن ‪ 21‬و المرجعين األساسيين لوضع البرامج الحالية المتبعة في تدريس االجتماعيات بالتعليم الثانوي و‬
‫التي تقوم على نموذج متمحور حول التلميذ باعتباره الفاعل الحقيقي في العملية التعليمية‪ .‬فعلى عكس األشكال‬
‫التقليدية للتعليم القائمة على التفسير الشفوي (‪ )2014،De miguel‬التي كانت تعتبر التلميذ مجرد مستقبل‬
‫للمحتوى ال يتدخل في تفاعالت األنشطة‪ ،‬أصبح من المفروض في ظل التعليم النشيط أن يساهم بكيفية فعالة في‬
‫مختلف مراحل إنجاز درس الجغرافيا التي أضحت تساهم بفعالية في إعداد التلميذ لمواجهة تحديات القرن ‪21‬‬
‫بإكسابه للكفايات المجالية والتربية على القيم خاصة أن التربية النشيطة للجغرافيا تسمح بتفسير متعدد األبعاد‪.‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬تساهم الطريقة النشيطة في تحريك التلميذ ودفعه نحو االهتمام بوضعيته الخاصة ووضعية‬
‫المجتمع الذي يعيش فيه لفهم باقي العالم‪ ،‬ومن هنا فهي تبعث بروح االستقاللية لديه ودفعه إلى االستكشاف‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار حدد ‪ souto‬في كتابه''ديداكتيك الجغرافيا)‪ )1998،''souto‬ثالثة أنواع من األهداف التي‬
‫يمكن اكتسابها في حالة تعلم الجغرافيا بالطرق النشيطة‪ :‬فهم واضح للمعلومة المكتسبة‪ ،‬تنظيم جيد لطريقة العمل‪،‬‬
‫و تقديم المعلومة الجغرافية وفق حاجيات التعلم‪ .‬وخالل عملية اإلنجاز تلعب الخرائط والمعطيات اإلحصائية دو ار‬
‫أساسيا سواء كدعامات الكتشاف المعلومات المساعدة على بناء الدرس أو كمهارات يكتسبها التلميذ فتصبح وسيلة‬
‫للتعبير عن التواصل الجغرافي‪ .‬فالتالميذ في وقتنا الحاضر يمكنهم العمل بالخرائط الرقمية ونظم المعلومات‬
‫الجغرافية التي تمكنهم مثال من تحميل معطيات السكان واألنشطة االقتصادية‪ .‬من جهته‪ ،‬يعتقد ‪comes‬‬
‫(‪ ) 1998‬أن التالميذ يمكنهم تنمية ثالث كفايات أساسية من خالل التعلم النشيط للجغرافيا‪ :‬ضبط المفاهيم‬
‫المرتبطة بالمجال‪ ،‬ضبط االتجاه داخل المجال‪ ،‬وتمثيل األشكال الجغرافية بواسطة لغة الخريطة بما في ذلك‬
‫االنفتاح على أنظمة المعلومات الجغرافية‪.‬‬

‫‪-2‬اإلعالم الجغرافي و التكوين بالكفايات‬

‫خالل السنوات األخيرة حدث انفجار في المصادر الجديدة المرتبطة باإلعالم الجغرافي‪ ،‬وشمل ذلك على‬
‫وجه الخصوص ظهور برامج الخرائط الرقمية و نظم المعلومات الجغرافية‪ .‬وقد ساهم في تزايد تأثير هذه التحوالت‬
‫االنتشار الكبير للهواتف الذكية واللوحات الرقمية‪ ،‬باإلضافة إلى دور الشبكات االجتماعية(فايسبوك‪ ،‬تويتر‪،)...،‬‬
‫حيث أضحت هاته الوسائل التواصلية الناقلة للمعطيات الجغرافية تخترق البيوت بل هي مصاحبة لتالميذ مستوى‬
‫التعليم الثانوي أينما حلوا و ارتحلوا‪ ،‬مما أحدث ثورة في الوسائل والتقنيات المستعملة في تعليم وتعلم الجغرافيا‪.‬‬
‫إن االست عمال البيداغوجي لهذه الوسائل أضحى بحكم التحول المشار إليه سابقا ال غنى عنه في قاعات‬
‫الدرس بهدف تنويع وتنمية أشكال العمل الديداكتيكي داخل العملية التعليمية القائمة على الطرق النشيطة للرفع من‬
‫حركية التلميذ و إكسابه المزيد من الثقة في نفسه‪.‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬يعتبر اإلعالم الجغرافي احد الجسور األساسية إلكساب المتعلم كفايات التعلم من أجل‬
‫التعلم‪ ،‬فدراسة الخريطة مثال وفق المقاربة الجغرافية يؤدي مباشرة إلى معالجة المعلومة و اكتساب التالميذ للكفاية‬
‫الرقمية‪ .‬وفي هذا اإلطار تضمن اإلعالن العالمي للتربية الجغرافية الذي تمت صياغته من قبل لجنة التربية‬

‫‪192‬‬
‫مسالك التربية و التكوين‪ ،‬املجلد ‪ 1‬العدد ‪199-190A(2018)1‬‬ ‫عبد اللطيف اسبيرتو‬

‫الجغرافية لالتحاد العالمي للجغرافيا سنة ‪ 1992‬تأكيدا على ضرورة تسهيل ولوج التالميذ للمعارف و الكفايات‬
‫والقيم األصيلة‪ .‬كما لم يغفل اإلعالن أهمية مساهمة التربية الجغرافية في تلطيف أجواء الصراع االجتماعي و‬
‫تلطيف حدة المنافسة على استغال ل الموارد الطبيعية باإلضافة إلى تعلم الكفايات الثقافية والشخصية‪ .‬ومن أهم‬
‫الوسائل المعتمدة في ذلك مختلف التقنيات المرتبطة بالتعلم عن طريق االستكشاف‪ ،‬و التي تسهل عملية تحليل‬
‫الخبر سواء عن طريق التمثيل المبياني أو الخرائط‪.‬‬
‫و من بين الخالصات التي يمكن استنتاجها من خالل استقراء معطيات اإلعالن العالمي المشار إليه‬
‫سالفا هو ربطه المباشر منذ أكثر من ربع قرن بين التعليم النشيط و التكوين في الكفايات أثناء انجاز الخريطة‬
‫بطريقة يدوية ألن الخرائط الرقمية والجغرافية المعلوماتية كانت آنذاك ما تزال في بدايتها‪.‬‬
‫في فنلند ا التي تعتبر تجربتها التعليمية رائدة على المستوى العالمي وضع منهاح الجغرافيا المدرسية وفق‬
‫مقاربة بنائية‪ .‬و يتميز هذا المنهاج بتبوء اإلعالم الجغرافي دو ار محوريا من أبرز معالمه ‪ :‬تنمية قدرات التلميذ‬
‫على مستوى المواطنة المجالية‪ ،‬و التنمية المستدامة‪ ،‬والهوية الثقافية‪.1‬‬
‫في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬أصدر المجلس الوطني للتربية الجغرافية تقريرين سنتي ‪ 2012‬و‪2013‬‬
‫(‪ 3)2013 ، al et Edelson( 2) 2012،Downs et Haffron‬حول استعمال اإلعالم الجغرافي ‪.‬و نظم‬
‫المعلومات الجغرافية ‪ .SIG‬و من أهم الخالصات التي يمكن استنتاجها من التقريرين هو أن استعمال هذه‬
‫الوسائل الحديثة يكسب المتعلم كفايات متنوعة أهمها‪ :‬الفكر المجالي النقدي‪ ،‬أوليات في تحمل المسؤولية‬
‫الشخصية‪ ،‬حل المشكالت‪ .‬و لذلك أكد التقريران على أهمية استعمال التالميذ للتكنولوجيات الجغرافية المجالية‬
‫سواء داخل الفصل أو خارجه بهدف تنمية فهم المجال وتحسين شروط إنتاج‪ ،‬تحليل‪ ،‬وتقاسم المعلومات‬
‫الجغرافية‪.‬‬

‫‪ .3‬اإلعالم الجغرافي و التعلم باالستكشاف‪ :‬المسار المعرفي‬


‫تؤكد المناهج التربوية في أغلب البلدان األوربية بشكل واضح فعالية الطرق النشيطة‪ ،‬فهي تعتبر مشجعة‬
‫على دراسة الحالة و القضايا المج الية ذات األبعاد المتعددة‪ .‬وهكذا تقوم طرق التعلم في حالة النظام التعليمي‬
‫االنجليزي أساسا على حل المشاكل أو التعلم بالمشاريع مع استعمال نظم المعلومات الجغرافية و الجغرافيا‬
‫المعلوماتية‪ .‬أما في النظام التربوي المغربي ونظيره الفرنسي فيبدو أن هذه االهتمامات هي أقل حضو ار في البرامج‬
‫التعليمية حيث يتم التركيز في استخالص المعطيات باعتماد المالحظة المباشرة أساسا‪ ،‬وهو مظهر ينبغي العمل‬
‫على تجاوزه لتجاوز جغرافيا التذكر و تعويضها بجغرافيا التفكير‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- “ Identité et territoire dans la compréhension de l'Union Européenne:différences‬‬
‫‪nationales entre les étudiants " Pereira, J. et Sánchez, M. 2013. Innovation enseignant dans l'enseignement de la‬‬
‫‪géographie devant les défis sociaux et territoriaux,Zaragoza: institution Fernando el Católico, pp. 383-400.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-“Gèographie pour la vie: géographie nationale standards" (2ª ed.). Heffron, S. et Downs, R. (eds.) 2012.‬‬
‫‪Washington, DC : Conseil national de l'enseignement de la géographie.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-“ L'apprentissage participatif de la durabilité par le biais de L’urbanisme " De Miguel, R. 2012. Éduquer à la‬‬
‫‪participation à l'enseignement des sciences sociales, pp. 187-195 (Vol. II).‬‬

‫‪193‬‬
‫مسالك التربية و التكوين‪ ،‬املجلد ‪ 1‬العدد ‪199-190A(2018)1‬‬ ‫عبد اللطيف اسبيرتو‬

‫في الواليات المتحدة األمريكية حددت وثيقة التوجيهات لسنة ‪ 1994‬منهجا لتعليم الجغرافيا باالستكشاف‬
‫في خمسة أنشطة‪ :‬طلب المعلومة الجغرافية‪ ،‬اكتساب المعلومة الجغرافية‪ ،‬تنظيم المعلومة الجغرافية‪ ،‬تحليل‬
‫المعلومة الجغرافية‪ ،‬والرد على المعلومة الجغرافية‪ ،‬وهي أنشطة تعرضت للتغيير تدريجيا من قبل ‪( Kerski‬‬
‫‪4‬‬
‫الذي أعاد تشكيل النموذج بإدماج التعلم باالستكشاف عن طريق استخدام اإلعالم الجغرافي و‬ ‫‪.2011‬ص‪)5‬‬
‫ذلك ضمن أطروحته لنيل شهادة الدكتوراه في فبراير ‪ (2011‬شكل رقم ‪.)1‬‬
‫شكل رقم‪ :1‬نموذج تعلم الجغرافيا باالستكشاف باستعمال نظم المعلومات الجغرافية‬

‫‪.‬المصدر‪)2011(kerski :‬‬
‫و من بين األعمال األخرى التي اعترفت باإلضافة النوعية الستعمال اإلعالم الجغرافي لبلوغ تعلم مستقل‬
‫‪ Michel‬و )‪ Hof(2013‬حيث بلور الباحثان نموذجا يقوم على ثالثة‬ ‫للتلميذ البحث الذي أنجزه كل من‬
‫مسـارات‪ :5‬مفهوميــة المجال‪ ،‬تقديـ ــم المجــال وتحليل المجال‪ .‬أما‪ (2004) Berdnarz 6‬فحدد الترابطات القائمة‬
‫بين مختلف المسارات من أجل تعلم الجغرافيا واتجاهها المعرفي الذي تم تطويره بواسطة اإلعالم الجغرافي‪ ،‬ليصل‬
‫إلى خالصة مفادها أن استعمال التكنولوجيات الحديثة لإلعالم الجغرافي يعتبر مرحلة أساسية لفهم تعقد المجال‬
‫الجغرافي الحالي و المجتمعات المعاصرة‪.‬‬

‫‪-4‬اإلعالم الجغرافي و التعلم باالستكشاف‪ :‬تجديد تربوي و تكسير للرتابة‬


‫يظل استعمال الكتاب المدرسي والطرق التقليدية األسلوب المهيمن في قاعات الدرس بالتعليم الثانوي أثناء‬
‫تدريس مادة االجتماعيات‪ ،‬مما يعرض المواد االجتماعية لمزيد من االنتقادات حتى من قبل المتمدرسين‪ .‬وأمام‬
‫هذه الوضعية تبرز للوجود عدة مقاربات لبعث روح الحركية والنشاط داخل الفصل أثناء انجاز الدرس ينبغي أن‬
‫تتضمنها التوجيهات التربوية الخاصة بتدريس المادة مثل إدخال تنوع في بنية الصفوف بالتركيز على الشكل‬

‫‪4‬‬
‫‪- “Le somnambulisme dans l'avenir - le cas pour l'analyse spatiale àttravers‬‬
‫‪l'éducation" Kerski, J. 2011. (éd.), l'apprentissageavec GI .2011. Berlín : Wichmann Verlag, pp. 2-11.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-“La promotion de la réflexion et de l'apprentissage spatial avec le mobile d'excursions sur le terrain ", Michel,‬‬
‫)‪E et Hof, A. 2013, en Jekel, T, Voiture, A., Strobl, J.,y, Griesebner G. (dir.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- “Les systèmes d'information géographique : un outil d'aide à la géographie et l'éducation à‬‬
‫‪l'environnement ?".Bednarz, S. 2004. GeoJournal nº 60, pp. 191-199.‬‬

‫‪194‬‬
‫مسالك التربية و التكوين‪ ،‬املجلد ‪ 1‬العدد ‪199-190A(2018)1‬‬ ‫عبد اللطيف اسبيرتو‬

‫الدائري واستعمال الدعام ات الحديثة لإلعالم الجغرافي التي تجلب انتباه التلميذ‪ ،‬و االعتماد على المصادر المرئية‬
‫و الحركية التي تجعل من الجغرافيا أكثر قبوال‪.‬‬
‫في نفس اإلطار استنتجت بعض األبحاث الجماعية )‪ 7)2014،Donert et De Miguel‬أن استخدام‬
‫الدعائم الحديثة في تدريس الجغرافيا و خاصة منها نظم المعلومات الجغرافية يساهم بدوره في إنجاح استعمال‬
‫األساليب الحيوية عن طريق دعم الطرق النشيطة‪ ،‬التعلم المستقل‪ ،‬و النقد البناء‪ ،...‬أي أنه يؤدي مباشرة إلى‬
‫إدخال التجديد في تدريس وتعليم الجغرافيا‪ .‬وبذلك يصبح التلميذ هو الفاعل المحوري في العملية التعليمية بما في‬
‫ذلك القيام بعملية التصحيح بنفسه‪ .‬كما أن تنويع التقنيات المتبعة في العملية التعليمية قد يساعد التلميذ على فهم‬
‫تعقيدات المجتمع الذي يعيش فيه وتقويم أثر األنشطة البشرية على المجال الذي يعيش فيه‪ .‬وينبغي هنا استغالل‬
‫الولوج السهل للتالميذ إلى األنترني ت سواء داخل المؤسسات التعليمية أو خارجها لخدمة األهداف النوعية المراد‬
‫بلوغها خاصة عندما تكون بعض نظم المعلومات الجغرافية متوفرة على الشبكة العنكبوتية‪.‬فبالنسبة ألغلب‬
‫الباحثين‪)(2007.Boix et Olivell 8‬فنظم المعلومات الجغرافية هي أنشطة ذات أبعاد تربوية هامة ألنها تساهم‬
‫في إصالح المناهج التربوية والبرامج التعليمية‪ ،‬وتسمح كذلك بتعلم متزامن لألستاذ والتلميذ عن طريق تنمية‬
‫البحث في التربية كوسيلة للتعلم‪ ،‬مع تنمية القدرة على ولوج مصادر المعلومات وطريقة معالجتها‪ ،‬مما يرفع من‬
‫قيمة العمل النشيط والمستقل للتلميذ من جهة‪ ،‬وتشجيع العمل التعاوني مع أقرانه من جهة أخرى كذلك‪.‬‬
‫وبصفة عامة‪ ،‬يمكن القول أننا نوجد أمام مفترق طرق يجبرنا على االختيار بين مقاربتين‪ :‬دعم الرتابة‬
‫المدرسية في تدريس الجغرافيا بالتعليم الثانوي‪ ،‬أو العمل على تنمية الطرق النشيطة باستعمال تكنولوجيا‬
‫المعلومات الجغرافية التي تسمح بعملية التجديد التربوي المتميزة بعدة خصائص ايجابية كما يظهر من خالل‬
‫الشكل الموالي‪:‬‬
‫شكل رقم ‪ :2‬خصائص التعلم باالستكشاف باستعمال تكنولوجيا اإلعالم الجغرافي‬
‫متنوعة‬ ‫ذات وظيفية‬
‫دائمة‬ ‫مفهومة‬
‫متغيرة‬ ‫تخدم السياق‬
‫مندمجة‬ ‫تواصلية‬
‫تضبط الترابطات بين‬ ‫حصرية‬
‫المواد‬
‫إن طبيعة المعطيات المرئية التي تقوم على اإلعالم الجغرافي اعتبرت تجديدا للمعرفة المجالية‪ ،‬حيث إن‬
‫التلميذ من خاللها ال يقتصر دوره فقط على توطين الظواهر الجغرافية‪ ،‬ولكنه يصبح قاد ار على اإلبداع و‬
‫المساهمة بنفسه في إعادة إنتاج المعلومة الجغرافية‪ .‬كما يمكن لهذا المبدأ األساسي في التعلم أن يفرز نتائج‬

‫‪7‬‬
‫‪- “Géographie d'innovation en apprentissage.de nouveaux défis pour le xxie siècle", De Miguel R.et Donert,‬‬
‫‪K.(eds.) 2014, Cambridge Scholars Publishing..p. 239.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪- “Les systèmes d'information géographique (SIG) appliqués à l'éducation“.Boix, G. et Olivella, R. 2007‬‬
‫‪(Portail éducatif dans les SIG).‬‬

‫‪195‬‬
‫مسالك التربية و التكوين‪ ،‬املجلد ‪ 1‬العدد ‪199-190A(2018)1‬‬ ‫عبد اللطيف اسبيرتو‬

‫أخرى إيجابية مثل تسهيل مراحل بناء المعرفة بالنسبة للتلميذ وانتشاء هذا األخير بالمضامين الجغرافية التي ساهم‬
‫في بلورتها‪.‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬فإذا سلمنا بأنه من المفيد تربويا أن يكون التلميذ قاد ار على معالجة معارفه الجغرافية‬
‫ا لشخصية‪ ،‬وفي نفس الوقت فهم المعطيات المجالية فان ذلك يؤسس ال محالة لثورة حقيقية في علم الخرائط‬
‫بتجاوز األساليب التقليدية‪ ،‬فمثال موقع غوغل ايرث ‪ Google Earth‬صمم ليكون المتصفح أكثر فهما‬
‫لخصائص الوحدات التضاريسية‪ ،‬كما توجد كذلك برامج أخرى (مثل‪) Iberpix‬تقدم نماذج رقمية لألرض تسمح‬
‫بفهم جيد لكل مجال جغرافي عبر الضوء‪.‬‬
‫شكل رقم ‪ :3‬تمثيل رقمي لمقطع تضاريسي من جبال البيريني (البرانس)‬

‫المصدر‪ Google Earth :‬و ‪Iberpix‬‬


‫نجحت تقنيات المعلوميات الجغرافية في الحصول على نتائج مالئمة مع التعلم النشيط‪ ،‬فالفهم الجيد لدرس‬
‫الجغرافيا داخل الفصل يسمح بتحليل نفس الظاهرة الجغرافية باستعمال مصادر متنوعة‪ ،‬متالئمة مع مستوى تعلم‬
‫التالميذ وقدراتهم في ميدان رسم الخرائط‪ ،‬الخ‪ .‬كما أن هناك دعامات سهلة االستعمال و في متناول أغلب‬
‫التالميذ مثل‪Google Public Data Explorer‬تقوم بإنجاز الخرائط بنقرتنا أو ثالثة بواسطة الفأرة‪ ،‬بينما هناك‬
‫برامج أخرى مثل ‪ ArcGis‬على األنترنيت تقترح مسارات أكثر تعقيدا مثل الحصول على جداول إحصائية و‬
‫تحويل متغيرات بصرية‪ ،‬الخ‪ ...‬وفي جميع األحوال تعبر الخرائط المعدة من قبل التالميذ عن نفس الواقع‬
‫الجغرافي مع تنوع أشكال التقديم‪ .‬و هذا يدل على أن معالجة التنوع وصعوبات تعلم التالميذ هي أكثر فعالية‪ ،‬و‬
‫من تم فاالختالفات داخل المجموعة تراجعت إلى حدها األدنى‪.‬‬
‫إن أغلب المصادر الكرطوغرافية الرقمية المعمول بها في المعاهد والمؤسسات العمومية توفرهافي الغالب‬
‫شركات متعددة الجنسية تقدم خدماتها عبر االنترنيت‪ .‬و يتعلق األمر عموما بتكنولوجيا المعلومات التي تقوم على‬
‫ما يعرف بـ ـ ‪( l'open data‬بيانات متوفرة) ذات الولوج المباشر و الحر و المجاني‪ ،‬وهذا يعني أنه يكفي التوفر‬
‫على حاسوب مع ولوج لالنترنيت يمكن االنتقال نحو الطرق النشيطة بسهولة‪ .‬و على عكس ذلك فان هناك نماذج‬
‫أخرى للتجديد التربوي تفرض نهج خطوات أكثر انغالقا(مشاريع التجديد الموجهة من قبل بعض الفعاليات التربوية‬
‫حيث أن اإلصدارات ال تكون في متناول جميع أساتذة التعليم الثانوي)‪ .‬و تجدر اإلشارة هنا إلى أن توفير‬
‫الخدمات التي تسمح بولوج المصادر التربوية بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين من شأنه المساهمة في‬
‫تجويد عدة التكوين‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫مسالك التربية و التكوين‪ ،‬املجلد ‪ 1‬العدد ‪199-190A(2018)1‬‬ ‫عبد اللطيف اسبيرتو‬

‫إن التكنولوجيات الجديدة لإلعالم الجغرافي ليست شكال من أشكال الموضة‪ ،‬بل ينبغي اعتبارها من الناحية‬
‫التربوية مثل تجديد البرامج الدراسية‪ ،‬ألن التربية تعتبر كمسار إلدماج الفرد داخل المجتمع‪ ،‬وبالتالي ينبغي أن‬
‫تتالئم مع الثقافة التي أفرزتها‪.‬‬
‫نستنتج مما سبق أن اإلعالم الجغرافي الذي ما فتئت معطياته تعرف انتشا ار متزايدا يمكن أن يساهم في‬
‫تقدم علم الجغرافيا عن طريق ابتكار المعارف الجغرافية بالتعاون بين مختلف أطراف العملية التعليمية‪ ،‬فهناك عدة‬
‫أبحاث جديدة أشارت إلى أن ‪ 80%‬من المراهقين يستعملون الشبكات االجتماعية بما في ذلك التطبيقات المرتبطة‬
‫بالهواتف النقالة‪ .‬ويبدو أن هاته المعلومات الجغرافية التي يتم تقاسمها يمكن اعتمادها في تنمية المشاريع و‬
‫األنشطة التي تقوم على التعلم باالستكشاف كمضامين جغرافية للتعلم‪ .‬وفي نفس الوقت يمكنها إثراء أوساط التعلم‬
‫وتوسيع آفاق التلميذ خاصة عندما يتم ربطه بتجارب أخرى لتالميذ في مؤسسات ومراكز تربوية لها نفس‬
‫االهتمامات‪.‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬يمك ن القول إن اإلعالم الجغرافي هو وحده القادر على تمرير بعض المضامين الجغرافية‬
‫التي من الصعب تدريسها بدعامات تقليدية‪ ،‬فخصوصية المعرفة يتم إنتاجها بأكثر من صيغة وحيدة‪ ،‬ألن تحيين‬
‫المضامين يتم أساسا عن طريق قنوات الكتب المدرسية وباقي الدعامات الديداكتيكية‪ ،‬أما جغرافية اإلعالم فتعمل‬
‫على جعلها مواكبة للحاضر‪ ،‬فعن طريق خرائط المواقع االلكترونية‪ ،‬والصحافة الرقمية أو مواقع التواصل‬
‫االجتماعي يمكن الحصول على معطيات آنية يتم نشرها تهم الكوارث الطبيعية و البيئية أو تطور أثمان العقارات‬
‫أو نسب البطالة‪.‬‬
‫إن اإلعالم الجغرافي ي عطي األولوية لحركية التلميذ ودوره في التحوالت المجالية باستعمال المصادر‬
‫الرقمية‪ ،‬حيث يمكنه القيام بالتوطين و التحليل الجغرافي محليا باستعمال وسائل اإلبحار في االنترنيت‪ ،‬وفي نفس‬
‫الوقت مناقشة المعطيات الجغرافية التي يقترحها األستاذ‪ .‬هذا باإلضافة إلى أن اإلعالم الجغرافي يخفض إلى الحد‬
‫األدنى المخاطر الناتجة عن التعلم الذي يركز أساسا على الشرح والوصف و هي أساليب ثبت أن التلميذ في‬
‫مستوى التعليم الثانوي يجد صعوبة في استيعاب نتائجها‪.‬‬
‫إن التنوع هو قيمة مضافة أخرى لإلعالم الجغرافي‪ ،‬ألنه يرتبط بمعطيات جغرافية متنوعة (مصادر‪،‬‬
‫تكنولوجيا‪ ،)...،‬باإلضافة طبعا إلى بنية المؤسسة و اإلمكانيات التي توفرها تكنولوجيا اإلعالم الجغرافي (‪)TIG‬‬
‫مما يسهل عملية فهم المجال الجغرافي في طبيعته المعقدة نتيجة تعدد العناصر المتدخلة في إنتاجه‪ ،‬كما يسمح‬
‫اإلعالم الجغرافي بتنويع المقاربات في نفس النطاق الترابي‪ :‬تاريخية‪ ،‬ثقافية‪ ،‬اقتصادية‪ ...‬و من تم يسمح للتالميذ‬
‫باكتساب إدماج البعد االجتماعي في دراسة المجال و ربطه بباقي تخصصات العلوم االجتماعية( تاريخ‪ ،‬علم‬
‫االجتماع‪ ،‬علم النفس‪.) ...،‬‬
‫إن الجغرافيا هي علم للحياة‪ ،‬ألن المجال عنصر مالزم للكائن البشري‪ .‬و لذلك‪ ،‬فتدريسه بواسطة الدعائم‬
‫الكرطوغرافية الرقمية يتالئم جيدا مع التعلم مدى الحياة عوض جغرافيا تعتمد على الحفظ الذي يتم نسيان أغلب‬
‫مكتسباته مع مرور السنين‪ .‬و هكذا‪ ،‬فان تنمية الشعور بالمنافسة في إطار المواطنة المجالية قد يساهم في إعداد‬
‫التلميذ لحياة ال ارشدين بجميع مظاهرها‪ ،‬بتحكمه في التكنولوجيات التي يمكن أن تساعده مستقبال في حياته اليومية‬

‫‪197‬‬
‫مسالك التربية و التكوين‪ ،‬املجلد ‪ 1‬العدد ‪199-190A(2018)1‬‬ ‫عبد اللطيف اسبيرتو‬

‫أو في عمله لتقاسم المعلومات الجغرافية الرقمية‪ ،‬ولكن كذلك إلكسابه قيما تحمل المسؤولية والمواطنة النشيطة و‬
‫التي تترجم كسلوكات ايجابية اتجاه المجال‪.‬‬
‫يتضح مما سبق أن التعلم ينبغي أن يتميز باالستم اررية‪ ،‬ليس فقط من خالل التطور السريع للتكنولوجيات‬
‫الحديثة‪ ،‬ولكن بالطبيعة الدينامية للمجال الجغرافي‪ .‬فالمصادر التي تدخل ضمن ما يعرف بوسائل التواصل‬
‫الجغرافي (‪ )geomedia‬تسمح بفهم أفضل للبيئات التي تعرف تحوالت متتالية نتيجة التغيرات المناخية والتحوالت‬
‫الترابية التي تعرفها المرفلوجية الحضرية وكذا البنيات االقتصادية و الديمغرافية‪ .‬وعلى خالف المصادر العادية‬
‫المستعملة في ديداكتيك الجغرافيا‪ ،‬يسمح اإلعالم الجغرافي للتلميذ بنفسه بتكوين بنك من الوثائق الديداكتيكية‪ ،‬أي‬
‫بناء تعلمه الذاتي انطالقا من جغرافية شخصية ألن المصادر الرقمية قابلة أن تتحول إلى معطيات خاصة (مثال‬
‫خزانة للخرائط على النيت) قابلة للتعديل تبعا للتعلم باالستكشاف‪ .‬وهكذا فإدماج الوسائل الديداكتيكية األساسية في‬
‫الجغرافيا(الخرائطية‪ ،‬اإلحصاء‪ ،‬النصوص‪ )...،‬يمكن القيام به باستخدام التكنولوجيات الحديثة لإلعالم الجغرافي‪،‬‬
‫حيث تسمح الخريطة الرقمية بانجاز العديد من التطبيقات سواء على مستوى النص أو الصورة‪.‬‬
‫في المملكة المتحدة‪ ،‬وعلى هامش النقاش الذي جرى خالل السنوات األخيرة حول إصالح البرامج الدراسية‪،‬‬
‫برزت للوجود مالحظة هامة مفادها انه في إطار المرونة التي يتميز بها نظام التعليم في المستوى الثانوي حيث‬
‫يساهم التالميذ في اختيار المواد الدراسية وفق ميوالتهم لوحظ ارتفاع ملموس لهؤالء على دراسة الجغرافيا منذ‬
‫دخول تكنولوجيا اإلعالم الجغرافية (‪ )TIG‬بالتزامن مع نهج مقاربة التعلم باالستكشاف‪.‬‬

‫خاتمـــــة‪:‬‬
‫تشكل التكنولوجيات الحديثة لإلعالم الجغرافي فرصة حقيقية لتجديد ديداكتيك وتعلم الجغرافيا‪ ،‬اذ توصلت‬
‫التحاليل التي أجريت على المنهاج الخاص بالمادة في العديد من البلدان األوربية إلى خالصة مفادها أن تدريس‬
‫الجغرافيا الوصفية في طريقه إلى األفول ليحل محله تعليم لل مادة وفق مقاربة شمولية قوامها التفسير والتحليل و‬
‫اقتراح التدابير‪ .‬كما أكدت الدراسات على االرتباط الوثيق بين التعلم باالستكشاف و التعليم النشيط في الجغرافيا‬
‫من جهة و استخدام وسائل اإلعالم الجغرافي من جهة ثانية‪.‬‬
‫إن كل االيجابيات المشار إليها سالفا (التعليم النشيط‪ ،‬التكوين بالكفايات)تصب في اتجاه وحيد يؤدي إلى‬
‫"ترقية التجديد التربوي" (‪ ) 2012 . aletMiralles‬إذ يؤكد هذان الباحثان أن التجديد ممكن عندما يكون التغيير‬
‫يتميز باإلبداع‪ ،‬وبدون شك فتنمية اإلبداع المجالي هي من االهتمامات البارزة التي تشغل األبحاث العلمية حول‬
‫التعليم النشيط للجغرافيا بواسطة تكنولوجيا اإلعالم الجغرافي‪.‬‬

‫المــــــــــــــراجـــــــــــــــع‪:‬‬
‫بالعربية‪:‬‬
‫‪-‬تقرير المجلس األعلى للتعليم(‪" ،)2008‬نظرة عامة عن الحالة الراهنة للمدرسة المغربية"‪ ،‬مجلة علوم التربية‪ ،‬العدد‬
‫الثامن والثالثون‪.‬‬
‫ـــ حسن جعفر الخليفة (‪" :)2003‬المنهج المدرسي المعاصر المفهوم‪ .‬األسس‪ .‬المكونات‪ .‬التنظيمات"‪ ،‬الرياض‪ ،‬مكتبة‬
‫الرشد ناشرون‪.‬‬
‫ــ شرقي رحيمة وبوساحة نجاة(‪" :)2011‬بيداغوجية المقاربة بالكفاءات في الممارسة التعليمية"‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬العدد ‪ ،4‬عدد خاص ملتقى التكوين بالكفايات في التربية‪.‬‬

‫‪198‬‬
199-190A(2018)1 ‫ العدد‬1 ‫ املجلد‬،‫مسالك التربية و التكوين‬ ‫عبد اللطيف اسبيرتو‬

‫ ترجمة صالح عبدالمجيد العربي و فخر‬،"‫"اختيار الوسائل التعليمية واستخدامها وفق مدخل النظم‬:‫ج‬.‫أ‬،‫ــ روميسوفسكي‬
.‫الكويت‬، ‫المنظمة العربية للتربية والثقافة‬،‫الدين القال‬
.‫ دار األمان‬،‫ الطبعة األولى‬،"‫ "طرائق تدريس الجغرافيا‬:)1996(‫ــ صباح محمود وآخرون‬
.91 ‫العدد‬،‫ مجلة المعرفة‬،‫ " التعليم اإللكتروني تحد جديد للتربويين‬:)2002(‫ـــ مارتين تساشيل‬
‫ "االنفتاح البيداغوجي على العلوم اإلنسانية وإشكالية التكييف من أجل مقاربة بيداغوجية‬:) 2009(‫ــمحمد احساين‬
.‫ أبريل‬،7 /6 ‫ العدد‬،‫ مجلة تربيتنا‬،"‫تشتغل على الكفايات‬
.‫ دار المناهج‬،‫عمان‬،"‫ "أساسيات التدريس ومهاراته وطرقه العامة‬:)2001( ‫ــ فؤاد حسن الهيجاء‬
:‫بالفرنسية‬
 Arnold Clausse. 1976."les problèmes pédagogiques aujourd’hui."in Pédagogie,
éducation ou mise en condition , Edition, Maspero , Paris , ,P47.
 Darch. J ,1987. "Crise de la géographie" , in, la pensée, Out, p194.
 De Miguel R. y Donert, K. (eds.) 2014. Géographie d'apprentissage innovants en
Europe. De nouveaux défis pour le xxie siècle, Newcastle-upon-Tyne : publication
ScholarsCambridge.
 Lacasse, M. et Barma, S" 2012. Intégrer l’éducation technologique à l’éducation
scientifique : pertinence pour les élèves et impacts sur les pratiques d’enseignants".
Revue canadienne de l’éducation 35, p. 155-191.
 Peinchemel, PH. 1958."la géographie et l’enseignement ", cahiers pédagogiques pour
l’enseignement du second degré , 13e année, n°4.
 Souto, X. 1998. :"Didactique de la géographie. Problèmes sociaux et de connaissance
de l'environnement". Barcelone: Serbal.
 -“ Les difficultés des pratiques pédagogiques d'innovation éducative et des suggestions
pour son développement”,Miralles, P. et al. 2012.Revue électronique interuniversitaire
de formation des enseignants, 15 (1), 19-26.
 “Didactique de la géographie. Problèmes sociaux et de connaissance de l'environnement".Souto, X.
1998. Barcelone: Serbal.
 “L'espace dans l'enseignement des sciences sociales" Trepat, C. et Comes, P. Le temps et l'espace dans
l'enseignement des sciences sociales.Comes, P. 1998. Barcelone: Graó, pp. 123-190.

199

You might also like