Professional Documents
Culture Documents
السية2024/2022 :
مقدمة:
خامتة
1
مقدمة:
حتتل التعليمية بصفة عامة وتعليمية اللغة بصفة خاصة ،مكانة كبرية ف الدول املتقدمة ،إذ أهنا أصبحت
"مركز استقطاب بال منازع ف الفكر اللسان املعاصر من حيث أهنا امليدان املتوخى لتطبيق احلصيلة املعرفية للنظرية
اللسانية ،وذلك ابستثمار النتائج احملققة ف جمال البحث اللسان النظري ف طرائق تعليم اللغات للناطقني هبا ولغري
الناطقني" غري أن هذا العلم ال يزال يشوبه الكثري من الغموض وقلة االهتمام لدينا ،وابلكاد جند بعض الدراسات
فيه ،أو بعض التجارب اليت تطبق ف أنظمتنا الرتبوية ،وكما أن النظرة إىل التعليمية مل ترق بعد إىل االهتمامات
2
أوال :تطور مفهوم التعليمية:
(التعليمية = الديداكتيك)
التعليمية لغة :إن كلمة التعليمية ف اللغة العربية مصدر صناعي لكلمة تعليم املشتقة من علم أي وضع عالمة على
أما ف اللغة الفرنسية فإن كلمة ديداكتيك مشتقة من األصل اليوانن DIDACTIQUE
التعليمة اصطالحا :تعين فن التعليم ،استعمل مصطلح التعليمية هبذا املعىن ف علم الرتبية أول مرة عام 1613ف
حبث حول نشاطات التعليمية للرتبية :راتيش وعنوان هذا البحث – تقرير خمتصر ف الديداكتيكا أو فن التعليم عند
راتيش–.
ف سنة 1657استخدم كومينوس هذا ملصطلح بنفس املعىن ف كتابه – الديداكتيكا الكربى – حيث يقول
عنه إنه "فن لتعليم اجلميع خمتلف املواد التعليمية "ويضيف"أبهنا ليست فنا للتعليم فقط بل للرتبية أيضا".
• من فن التعليم إىل نظ رية التعليم :ف أوائل القرن التاسع عشر للميالد وضع العامل األملان هربرت األسس
العلمية التعليمية كنظرية للتعليم تستهدف تربية الفرد ،فهي نظرية ختص النشاطات املتعلقة ابلتعليم فقط
• من التعليم إىل التعلم :ف القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ظهر تيار جديد ف الرتبية بزعامة جون
1952أعطى األمهية لنشاط التعلم ف العملية التعليمية واعترب التعليمية /ديوي 1859نظرية للتعلم ال
3
للتعليم مستبدال املفاهيم اهلرابتية بتطوير النشاطات اخلاصة ابملتعلمني واحنصرت وظيفة التعليمية ف حتليل
• التفاعل بني التعليم والتعلم :نتيجة لتطور البحث ف الرتبية أثناء القرن العشرين اتضح أن النظرة األحادية
ملفهوم التعليمية عند كل من هربرت ،وجون ديوي كانت نظرة قاصرة ألهنما فصال التعليم عن التعلم وأكدت
تلك الدراسات أن نشاطات كل طرف ف العملية التعليم ية يربطها التفاعل النطقي مع لطرف اآلخر.
ومن مثة فإن هذا الفهم اجلديد للعملية التعليمية أدى إىل اعتبار التعليمية نظاما من األحكام والفرضيات
املصححة واحملققة ونظاما من أساليب حتليل وتوجيه الظواهر املتعلقة بعملييت التعليم والتعلم .واخلالصة ،فإن التع
ليمية هي أسلوب حبث ف التفاعل القائم بني املعرف واملعلم واملتعلم ،وهي عند البعض مقاربة لظواهر التعليم وحتليلها
ودراستها دراسة علمية موضوعها األساسي البحث ف شروط تنظيم وإعداد الوضعيات التعليمية /التعلمية
منذ تطور العلوم وتقدم الصناعات ،أصبح االهتمام ابلنوعية وحتسني املردود صناعيا كان أم تربواي من اهتمام
الباحثني ف خمتلف اجملاالت ،و أتثر قطاع الرتبية كمثيله من القطاعات األخرى (االقتصادية و الصناعية …)
مبفاهيم جديدة مسايرة للعصرنة ،مع الرتكيز على الفعالية و العلمية و املوضوعية ،فأصبح ينظر لقطاع التعليم على
أنه مؤسسة الستثمار و إنتاج العنصر البشري ،و بدأ االهتمام ينصب على كيف ن ّكون تالميذ فعالني؟ وكيف
نطبق أحسن الطرق و الوسائل من أجل هذا التلميذ الفعال؟ و كيف حنقق الغاايت و األهداف؟
ففي جمال الرتبية أصبح االهتمام ينصب ليس على شحن األذهان ابملعلومات واملعارف وتكوين تالميذ
"موسوعة" ،بل بدأ الرتكيز على كيفية جتاوز هذا اجلانب إىل متكني املتعلم من التفكري وحل املشكالت ،وهذا األمر
جعله شخصا نشطا ف الفعل الرتبوي ،من هنا بدأت القفزة النوعية اليت عرفتها جماالت الرتبية ،وتطورت املفاهيم
4
لتصبح أكثر دقة وعلمية ،فمن الرتبية العامة إىل الرتبية اخلاصة،ومن الرتبية ) (Educationإىل علوم الرتبية
)(Science de l’éducationومنها إىل البيداغوجيا احلديثة ،اليت جعلت من التلميذ حمور اهتمامها وركزت
على نشاطه لتسهل التعلم (أنظر املدرسة الفعالة أو النشيطة(l école active) (1).
فتغري نظرتنا ملرحلة الطفولة قد أثر على الطريقة اليت يتبعها املعلم ف تصميمه للمرافق التعليمية داخل الفصل
الدراسي.و كمثال لذلك فإن اعرتافنا ابلفروق الفردية و أبمهيتها ،قد أدى إىل إدراك أمهية تقدمي املساعدة الفردية
للتالميذ كأحد البدائل اليت ميكن استخدامها ف التدريس ،كما أن تغري نظرتنا لنمو األطفال و تغري اجتاهاتنا حنو
فلم يعد التلميذ كائنا سلبيا متلقيا للمعلومات ،بل أنه أصبح إجيابيا مشاركا ف عمليات التعلم.
وبني هذا وذاك استعملت عدة اصطالحات تداوهلا املربون واملختصون ف علم النفس وعلوم الرتبية ،ومن
هذه املصطلحات جند مصطلح التعليمية ) (Didactiqueالذي أصبحنا ال نقرأ مقاال عن الرتبية أو التعليم إال
وجنده ضمن املفاهيم األساسية واملتداولة .فما معىن مصطلح التعليمية؟ ما هو الفرق بينه وبني البيداغوجيا ؟ ما هي
الديداكتيك (التعليمية) تطرح مشاكل معرفية (ابستمولوجية)( )2منها ما يرتبط بداللة املصطلح ،بينما يعود
بعضها اآلخر إىل املنزلة اليت حتتلها أو اليت ينبغي أن حتتلها ف حقل املعرفة الرتبوية.
فقد عرب غاليسون ) (Galissonف قاموسه 1976عن وضعية التعليمية بقوله :من بني مجيع املصطلحات
وهذا الوصف للوضعية الغامضة لعلم التدريس Didactiqueينطبق أساسا على فرنسا ،فإذا ما رجعنا إىل
صنافة ميالدي ) (Mialaretجند أن هناك غياب هلذا التخصص ،أو على األقل هتميشه ،وهو غياب يشمل
5
التقليد الرتبوي الفرنسي برمته ،وال يظهر ف األدبيات الرتبوية إال ابعتباره صفة دون أن يكون مصطلحا للداللة على
علم مستقل ،ف حني أن الديداكتيك ف البالد األخرى مثل البلدان اجلرمانية واألجنلوسكسونية على وجه اخلصوص
حظي مبنزلة متميزة ضمن اهلياكل التعليمية اجلامعية ،وضمن اإلنتاج العلمي .
هكذا فإن الديداكتيك حسب دوالنشري )(Delandsheereتعين ابلنسبة ملعظم املربني الفرنسيني طريقة
ف التدريس ،وعلى وجه التحديد الطريقة اخلاصة بتدريس مادة معينة أو جمموعة من املواد املتقاربة ،مثل ديداكتيك
اللغات احلية.
وميكن أن نالحظ نفس الوضعية املركبة هلذا العلم ف العديد من الدول العربية ،أو على األقل غياب الوعي
ابستقالله ووحدة موضوعه ،فهو إما موضوع ضمن مقرر الرتبية العامة ،أويتم اختزاله إما ف "طرق التدريس" أو ف
"أصوله" ،كما هو األمر ف السودان ومصر والسعودية على سبيل املثال( .حممد الدريج ،2000 ،ص.ص-21
.)23
هبذا ميكن أن نلخص ما سبق ،ونقول أن الغموض الذي تعرتيه التعليمية يرجع:
أوال :ألن املصطلح قليل الشيوع ف فرنسا ،بينما جنده شائعا ف البلدان اجملاورة هلا ،وف كندا جنده مبعان خمتلفة
اثنيا :ألن التعليمية تدعو إىل إنشاء ختصص جديد ،وتبحث عن حصر ملوضوعه ف نقطة تقع بني التخصصات
6
اثلثا :الفرق بني البيداغوجيا والتعليمية:
• مفهوم البيداغوجيا :إن مصطلح بيداغوجيا من أصل يوانن مكون من كلمتني PEDوتعين الطفل
• وظيفة البيداغوجيا :كان املريب ف عهد اإلغريق هو الشخص – وف أغلب األحيان – هو اخلادم الذي
يرافق الطفل ف طريقه إىل املعلمني ،فلم يكن البيداغوجي معلما إمنا كان مربيا فهو الذي يسهر على رعاية
الطفل واألخذ بيده وهو الذي خيتار له املعلم ونوع التعليم الذي يراه مالئما حسب تصوره.
كان البيداغوجي ف األصل مربيا وقد ارتبطت الرتبية بتهذيب اخللق ابملعىن الواسع ،أما التعليم فقد ارتبط
ومبرور الوقت حتول البيداغوجي ألسباب عدة من املريب ابملفهوم الواسع إىل املعلم انقل املعرفة دون التساؤل
عن منط املواطن الذي يسعى إىل تكوينه وبذلك حتولت البيداغوجيا من معناها األصلي املرتبط إبشباع القيم الرتبوية
إىل منهجية ف تقدمي املعرفة وارتبط ذلك مبا يعرف بفن التدريس وانصب االهتمام على اقرتاح الطرائق املختلفة
للتعليم وظهرت بيداغوجيات كثرية عرفت أبصحاهبا هربرت ومنتسوري ومل تتمكن البيداغوجيا من بناء نظرية موحدة
أما التعليمية فإهنا هتدف إىل التأسيس العقالن ملدرسة شاملة قادرة على حتقيق النجاح ف كل التخصصات
جلميع املتعلمني إبضافة البعد العلمي الذي تفتقده البيداغوجيا وتسعى إىل عقلنة الفعل التعليمي من خالل اإلجابة
عن التساؤالت املتعلقة بكيف نعلم حمتوى تعليميا معينا؟ فهي ف األصل تفكري منهجي.
7
غري أن السؤال الذي ال يزال يعرتيه بعض الغموض واللبس ،وهو حباجة إىل إجابة دقيقة متمثل ف الفرق
الذي يفصل بني البحث الديداكتيكي والبحث البيداغوجي ،ذلك أن هذين التخصصني جيمعهما مثلث ديداكتيكي
وعليه ،فإن منوذج النظام البيداغوجي والنموذج الديداكتيكي منوذجان متماثالن من حيث حماور البحث
العامة ،ويبقى الفاصل الذي يفصل بينهما متمثال ف طرق تناول هذه املواضيع أو احملاور الكربى ،حيث تركز
الديداكتيكية ف أحباثها على السريورات أي سريورات التعليم ،و سريورات التعلم ،و سريورات التكوين ،اليت حتكم
املوقف التعليمي ،مستعينة ف ذلك بتصميم مناذج تعليمية تتسم ابلتطبيق ف تفسري أبعاد العراقيل الكامنة وراء
ف حني ،ال يزال البحث البيداغوجي ينقصه كثريا البعد املباشر والبعد التطبيقي ف دراساته ،وابلتايل ال يزال
أن النماذج البيداغوجية مل ترق إىل مستوى النماذج الديداكتيكية ف تشخيص موطن اخللل وتوضيحه وشرحه
ابلطريقة العلمية الدقيقة اليت توصلت إليها التعليمية ف أحباثها ودراساهتا واليت ساعدت املعلم بشكل كبري ف فهم
إن البحث ف جمال الديداكتيكية يتطور بشكل متجدد ومتواصل مركزا ف أحباثه على خمتلف الطرق اليت
يواجه هبا املتعلم تلقي املعارف واملعلومات أثناء خضوعه لعملية التعليم والتعلم .يفهم من هذا ،أن الديداكتيكية ال
تركز -كما هو احلال مع البيداغوجيا -على تفاعل املعلم ابملتعلم فقط ،بل تتجاوز ذلك إىل الرتكيز على مسألة
الطرق التعليمية املتباينة املستعملة من قبل كل متعلم ف عملية التعلم ،جاعلة أمام نصب أعينها املتعلم املسؤول األول
8
كما ميتاز البحث الديداكتيكي بتكيفه السريع واملتجدد السيما ف ظل االنفجار املعرف العلمي الذي تشهده
الساحة العلمية ف كل جماالت ختصصاهتا العديدة كل يوم ،مما يربهن اكثر على مدى القدرة العلمية الفائقة اليت
ميتاز هبا اخلرباء الديداكتيكيني ف قراءة هذا الرصيد العلمي املعرف اهلائل ،واستغالله بشكل حمكم ف أحباثه والذي
انعكس بشكل إجيايب على التطوير املستمر للمتناوالت البحثية التطبيقية ،وكذا ف التصميم اجليد والفعال للنماذج
الديداكتيكية فيما خيص كل عنصر من عناصر املادة التعليمية سواء تعلق األمر مبضموهنا أو تطبيقها ف أي وضع
تعليمي بيداغوجي حمدد مستعملة ف ذلك طرق ووسائل تقنية ساعدت املعلمني بشكل مباشر ف حل املشكالت
اليت يعانون منها ف التعليم ،ويعود سبب ذلك إىل انطالق التعليمية من القسم مباشرة ،وكذا معايشتها امليدانية
للمشاكل ف حميطها الطبيعي .وهبذا فإن االسرتاتي جية املتبناة من قبل الديداكتيكية يقوم أساسها على اسرتاتيجية
التغيري املستمر لألهداف والطرق واحملتوايت ،وذلك قصد جتديدها حسب متطلبات البحث العلمي من جهة،
وحاجات اجملتمعات من جهة أخرى ،منتهجة ف أسلوب تغيريها األسلوب املباشر ف الفعل.
انطالقا من التجديدات املستحدثة من قبل الديداكتيكية منذ نشوئها إىل وقتنا الراهن ،ميكن استخالص أن
هذا التخصص الفيت قد استطاع بفضل جهود خربائه الباحثني الذين ينتمون إىل ختصصات متباينة ومتكاملة فيما
بينها ،أن يؤسسوا ابلفعل نظرية عامة للديداكتيكية ف جماهلا النظري التطبيقي اليت مسحت هلذا احلقل البحثي أن
يفرض نفسه كتخصص جديد ف علوم الرتبية ،السيما بعد النجاح املتميز الذي حققه هذا التخصص ف االختيار
وبتحقيق الديداكتيكية هذه املرامي املنهجية والنظرية ،ميكن لنا من هذه الزاوية أتييد رأي الديداكتيكيني املؤيد
الستقاللية هذا التخصص بذاته عن ختصصات علوم الرتبية األخرى ،وابلتايل القول ف هناية مطاف هذا البحث أن
9
رابعا :أوجه االختالف بني التعليمية والبيداغوجيا:
التعليمية البيداغوجيا
-هتتم ابجلانب املنهجي لتوصيل املعرفة مع مراعات خصوصيتها ف عملييت التعليم والتعلم
-هتتم ابلعقد التعليمي من منظور العالقة التعليمية (تفاعل املعرفة /املعلم /املتعلم) – .
-ال هتتم بدراسة وضعيات التعليم والتعلم من زاوية خصوصية احملتوى ،بل هتتم ابلبعد املعرف للتعلم وأببعاد
-يتم الرتكيز على املمارسة املهنية وتنفيذ االختيارات التعليمية اليت تسمح بقيادة القسم ف أبعاده املختلفة.
أمهية التعليمية
تنمية القدرات العقلية للطالب :تساعد التعليمية على تنمية القدرات العقلية للطالب ،مثل التفكري •
والتحليل واالبتكار.
10
اكتساب املعارف واملهارات :تساعد التعليمية على اكتساب الطالب للمعارف واملهارات اليت حيتاجوهنا ف •
حياهتم العملية.
تنمية القيم واألخالق :تساعد التعليمية على تنمية القيم واألخالق لدى الطالب ،مثل املسؤولية واالحرتام •
والعدالة.
إعداد الطالب للحياة العملية :تساعد التعليمية على إعداد الطالب للحياة العملية ،وذلك من خالل •
املسامهة ف التنمية اجملتمعية :تساعد التعليمية ف التنمية اجملتمعية ،وذلك من خالل إعداد أفراد قادرين على •
أهداف التعليمية
ختتلف أهداف التعليمية ابختالف املستوايت التعليمية ،ولكن ميكن إمجاهلا ف األهداف التالية:
أهداف تعليمية عامة :وهي األهداف اليت هتدف إىل حتقيق التنمية الشاملة للطالب ،مثل تنمية القدرات •
أهداف تعليمية حمددة :وهي األهداف اليت هتدف إىل حتقيق مهارات أو معارف معينة ،مثل تعلم القراءة •
أهداف تعليمية سلوكية :وهي األهداف اليت هتدف إىل حتقيق سلوك معني ،مثل مساعدة اآلخرين أو •
احرتام اآلخرين.
11
سادسا :مفاهيم املرتبطة التعليمية
الرتبية صريورة تستهدف النمو واالكتمال التدرجييني لوظيفة أو جمموعة من الوظائف عن طريق املمارسة،
وتنتج هذه الصريورة إما عن الفعل املمارس من طرف األخر ،وإما عن الفعل الذي ميارسه الشخص
على ذاته .وتفيد الرتبية مبعىن أكثر حتليال :سلسلة من العمليات يدرب من خالهلا الراشدون الصغار
كما جند أن الرتبية عند Legendreهي مبثابة عملية تنمية متكاملة ودينامية ،تستهدف جمموع
إمكانيات الفرد البشري الوجدانية واألخالقية والعقلية والروحية واجلسدية.أما Leangفيعتربها نشاط
قصدي يهدف إىل تسهيل منو الشخص اإلنسان وإدماجه ف احلياة واجملتمع.والرتبية ابلنسبة ل leif
هي عبارة عن استعمال وسائل خاصة لتكوين وتنمية الطفل أو مراهق جسداي ووجدانيا وعقليا
واجتماعيا وأخالقيا من خالل استغالل إمكاانته وتوجيهها وتقوميها.أما بياجي Piagetفيقول :أن
نريب معناه تكييف الطفل مع الوسط االجتماعي للراشد،أي حتويل املكوانت النفسية و البيولوجية
للفرد وفق جممل احلقائق املشرتكة اليت يعطيها الوعي اجلمعي قيمة ما .وعليه ،فإن العالقة ابلرتبية
حيكمها معطيان :الفرد وهو صريورة النمو من جهة ،والقيم االجتماعية والثقافية واألخالقية اليت على
وابلنسبة لبياجي ،الميكن أن نفهم الرتبية (وخصوصا اجلديدة ) من حيث طرقها وتطبيقاهتا إال إذا
اعتنينا ابلتحليل الدقيق ملبادئها ،وفحص صالحيتها السيكولوجية من خالل أربع نقط على األقل:
مدلول الطفولة ،بنية فكر الطفل ،قوانني النمو ،وآلية احلياة االجتماعية للطفولة.
12
البيداغوجيا : La pédagogie -2
غالبا ف استعماالتنا الرتمونولوجية املتداولة ،ما يتم اخللط أو عدم التمييز بني مفهوم الرتبية ومفهوم
البيداغوجيا ،وملالمسة الفرق الداليل بينهما ،إليكم بعض التعاريف ملفهوم البيداغوجيا :يعترب
Harionالبيداغوجيا علم للرتبية سواء كانت جسدية أ و عقلية أو أخالقية ،ويرى أن عليها أن
Foulquiéفريى أن البيداغوجيا أو علم الرتبية ذات بعد نظري ،وهتدف إىل حتقيق تراكم معرف ،
أي جتميع احلقائق حول املناهج والتقنيات والظواهر الرتبوية ؛ أما الرتبية فتحدد على املستوى التطبيقي
ألهنا هتتم ،قبل كل شيء ،ابلنشاط العملي الذي يهدف إىل تنشئة األطفال وتكوينهم ( .الدريج،
.)1990ومفهوم البيداغوجيا ،يشري غالبا إىل معنيني :تستعمل للداللة على احلقل املعرف الذي يهتم
التطبيقية أو البيداغوجيا التجريبية… وتستعمل لإلشارة إىل توجه orientationأوإىل نظرية بذاهتا،
هتتم ابلرتبية من الناحية املعيارية normativeومن الناحية التطبيقية ،وذلك ابقرتاح تقنيات و طرق
للعمل الرتبوي ،وهبذا املعىن نستعمل املفاهيم التالية:البيداغوجيا املؤسساتية ،البيداغوجيا الالتوجيهية…
)ف طرق وتقنيات التعليم.)1992،وميكننا أن نضيف كذالك ،للتميز بني الرتبية والبيداغوجيا ،أن
البيداغوجيا حسب اغلب تعريفاهتا حبث نظري ،أما الرتبية فهي ممارسة وتطبيق.
هنج ،أو مبعىن أدق ،أسلوب معني لتحليل الظواهر التعليمية (Lacombe .D.1968).أما ابلنسبة
ل B.JASMINفهي ابألساس تفكري ف املادة الدراسية بغية تدريسها ،فهي تواجه نوعني من
13
املشكالت :مشكالت تتعلق ابملادة الدراسي ( وبنيتها ومنطقها …ومشاكل ترتبط ابلفرد ف وضعية
أيضا حسب REUCHLINكمجموع الطرائق والتقنيات والوسائل اليت تساعد على تدريس
حسب .Legendreبني ثالث مستوايت * :الديداكتيك العامة :وهي اليت تسعى إىل تطبيق مبادئها
وخالصة نتائجها على جمموع املواد التعليمية وتنقسم إىل قسمني:القسم األول يهتم ابلوضعية
البيداغوجية ،حيت تقدم املعطيات القاعدية اليت تعترب أساسية لتخطيط كل موضوع وكل وسيلة تعليمية
جملموع التالميذ؛ والقسم الثان يهتم ابلديداكتيك اليت تدرس القوانني العامة للتدريس ،بغض النظر عن
حمتوى خمتلف مواد التدريس*.الديداكتيك اخلاصة :وهي اليت هتتم بتخطيط عملية التدريس أو التعلم
الديداكتيك ،يتضمن جمموع النقط النظرية واألسس العامة اليت تتعلق بتخطيط الوضعيات البيداغوجية
النظرية)(Legendre.R.1988
- 1الطالب :الطالب هم العنصر األساسي ف العملية التعليمية ،وهم الذين يتلقون التعليم .وخيتلف الطالب
من حيث قدراهتم واحتياجاهتم واهتماماهتم ،لذلك جيب أن يكون املعلم على دراية هبذه االختالفات عند
تصميم التعليم.
14
- 2املعلمون :املعلمون هم املسؤولون عن تقدمي التعليم للطالب ،وجيب أن يكونوا على درجة عالية من الكفاءة
أهداف التعليم ،واختيار احملتوى التعليمي ،وحتديد طرق التدريس ،واألنشطة التعليمية.
-تنفيذ التعليم :جيب على املعلم أن ينفذ التعليم بطريقة فعالة وفعالة ،وذلك من خالل استخدام طرق
التدريس املناسبة ،واألنشطة التعليمية اليت تثري اهتمام الطالب ،وتوفري التغذية الراجعة للطالب.
-تقييم التعليم :جيب على املعلم أن يقيم التعليم الذي يقدمه للطالب ،وذلك من خالل استخدام أساليب
التقييم املناسبة.
- 3احملتوى التعليمي :احملتوى التعليمي هو املادة اليت يتم تدريسها للطالب ،وجيب أن يكون حمتوى تعليميًا عايل
-املستوى التعليمي :جيب أن يكون احملتوى التعليمي مناسبًا ملستوى الطالب ،حبيث ال يكون صعبًا عليهم
جدا.
سهال ً
وال ً
-الدقة العلمية :جيب أن يكون احملتوى التعليمي دقي ًقا من الناحية العلمية ،حبيث يساهم ف بناء املعرفة
- 4البيئة التعليمية :البيئة التعليمية هي املكان الذي يتم فيه التدريس والتعلم ،وجيب أن تكون بيئة تعليمية
-التجهيزات التعليمية :جيب أن تكون البيئة التعليمية جمهزة ابملعدات والوسائل التعليمية الالزمة للتعليم.
15
-التنظيم والرتتيب :جيب أن تكون البيئة التعليمية منظمة ومرتب ،حبيث توفر بيئة تعليمية مرحية للطالب.
-اجلو اإلجيايب :جيب أن تكون البيئة التعليمية إجيابية وحمفزة ،حبيث تساهم ف إحداث التعلم لدى
الطالب.
16
خامتة
اعتربت التعليمية وال زالت كفن التدريس ،وهذا املفهوم حيمل ف طياته كثري من املعان واألفكار والتصورات
ليست التعليمية طريقة أو منهج واحد وموحد للتدريس ولكن له طرق خاصة اتبعة لصاحبها ويعين هذا أن
لكل معلم أسلوبه اخلاص ف أتديته للعمل التعليمي شريطة أن يكون هذا العمل مكلل ابلنجاح يعين أن هذا "الفن
التعليمي" يكون معرتف به من خالل نتائجه لدى التلميذ وأتثريه العميق واملثمر على تفكريه وسلوكه.
تكاد أن تبىن التعليمية على قدراهتا للربوز بعالقة تربوية انجحة بني املعلم والتلميذ بفضل وسائل مدروسة
وليس -كما هو منتظر منها عادة -قواعد منطقية ومقننة متعلقة أساسا بتلقني املعارف للنشئ الصاعد ونشري ف
هذا الصدد ما هي أمهية اجلانب الالمنطقي والالشعوري ف العالقة الرتبوية كما هو عادي ف كل الفنون اليت يلعب
فيحتمل أن تكون للتعليمية كفن-عند بعض االختصاصيني-طرق ووسائل خاصة لتلقني املعارف أو
املعلومات واليت ينصح استعماهلا لنجاح عملية التدريس حسب املنوال التايل:
-خلق لدى التلميذ حاجة ماسة للتعلم بفضل حوافز خمتلفة وجذابة.
-ربط املعلومات اجلديدة ابملعلومات القدمية أو السابقة.
-االطالع على اجلديد والتعمق فيه.
-استيعاب اجلديد عن طريق التكرار واالستظهار.
-استعمال اجلديد ف أعمال تطبيقية متنوعة.
-فتح جماالت متعددة وفرص خمتلفة السرتجاع ما هو حمفوظ.
رغم استعمال هذه التقنيات كلها تبقى التعليمية كفن مرهونة بشخصية املعلم وابلكيفية اليت يطبق هبا املعلومات
17
قائمة املصادر وامل راجع
-أمحد حسان ،دراسات ف اللسانيات التطبيقية -حقل تعليمية اللغات – ديوان .131-املطبوعات
-أنطوان صياح ،تعلمية اللغة العربية ،اجلزء األول،ط ،1دار النهضة العربية ،بريوت. 2006،
-خالد لبصيص ،التدريس العلمي والفين الشفاف مبقاربة الكفاءات واألهداف ،دار .التنوير ،اجلزائر،
.2004
-بشري إبرير ،تعليمية النصوص ،عامل الكتب احلديث ،1اجل ا زئر. 2008 ،
-تعلمية اللغة العربية ،اجلزء الثان دار النهضة العربية،ط ،1بريوت. 2008 ،
-علي آيت أوشان ،اللسانيات والديداكتيك ،دار الثقافة ،ص ،1الدار البيضاء2005 ،
-عبد هللا قلي ،التعليمية العامة والتعليمية اخلاصة ،عن جملة املربز ،العدد . 2002، 16
18