You are on page 1of 19

‫قسم‪ :‬اللغة العربية‬

‫ي‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫ت‬ ‫ل‬


‫موضوع ا مية‬
‫تحت إشراف األستاذة‪:‬‬ ‫من اعداد الطالبتين‪:‬‬
‫بن داود‬ ‫بوروبة شكيرة متال‬
‫بوخاري إكرام‬

‫السية‪2024/2022 :‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تطور مفهوم التعليمية‪:‬‬

‫اثنيا‪ :‬ق راءة يف مفهوم التعليمية‬

‫اثلثا‪ :‬الفرق بني البيداغوجيا والتعليمية‪:‬‬

‫رابعا‪ :‬أوجه االختالف بني التعليمية والبيداغوجيا‪:‬‬

‫خامسا‪ :‬أمهية اهداف والتعليمية‬

‫سادسا‪ :‬مفاهيم املرتبطة التعليمية‬

‫سابعا‪ :‬مكوانت التعليمية‬

‫خامتة‬

‫قائمة املصادر وامل راجع‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫حتتل التعليمية بصفة عامة وتعليمية اللغة بصفة خاصة‪ ،‬مكانة كبرية ف الدول املتقدمة‪ ،‬إذ أهنا أصبحت‬

‫"مركز استقطاب بال منازع ف الفكر اللسان املعاصر من حيث أهنا امليدان املتوخى لتطبيق احلصيلة املعرفية للنظرية‬

‫اللسانية ‪،‬وذلك ابستثمار النتائج احملققة ف جمال البحث اللسان النظري ف طرائق تعليم اللغات للناطقني هبا ولغري‬

‫الناطقني" غري أن هذا العلم ال يزال يشوبه الكثري من الغموض وقلة االهتمام لدينا‪ ،‬وابلكاد جند بعض الدراسات‬

‫فيه‪ ،‬أو بعض التجارب اليت تطبق ف أنظمتنا الرتبوية‪ ،‬وكما أن النظرة إىل التعليمية مل ترق بعد إىل االهتمامات‬

‫واألهداف املتوخاة ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫أوال‪ :‬تطور مفهوم التعليمية‪:‬‬

‫(التعليمية = الديداكتيك)‬

‫التعليمية لغة‪ :‬إن كلمة التعليمية ف اللغة العربية مصدر صناعي لكلمة تعليم املشتقة من علم أي وضع عالمة على‬

‫الشيء لتدل عليه وتنوبه ونعين عن إحضاره إىل مرآة العني‪.‬‬

‫أما ف اللغة الفرنسية فإن كلمة ديداكتيك مشتقة من األصل اليوانن ‪DIDACTIQUE‬‬

‫وتعين فلنتعلم أي يعلم بعضنا أو أتعلم منك وأعلمك‪ .‬وكلمة ديداسكو‪DIDASKO‬‬

‫وتعين أتعلم‪ ،‬وكلمة ديداسكن وتعين التعليم‪.‬‬

‫التعليمة اصطالحا‪ :‬تعين فن التعليم‪ ،‬استعمل مصطلح التعليمية هبذا املعىن ف علم الرتبية أول مرة عام ‪ 1613‬ف‬

‫حبث حول نشاطات التعليمية للرتبية‪ :‬راتيش وعنوان هذا البحث – تقرير خمتصر ف الديداكتيكا أو فن التعليم عند‬

‫راتيش‪–.‬‬

‫ف سنة ‪ 1657‬استخدم كومينوس هذا ملصطلح بنفس املعىن ف كتابه – الديداكتيكا الكربى – حيث يقول‬

‫عنه إنه "فن لتعليم اجلميع خمتلف املواد التعليمية "ويضيف"أبهنا ليست فنا للتعليم فقط بل للرتبية أيضا"‪.‬‬

‫• من فن التعليم إىل نظ رية التعليم‪ :‬ف أوائل القرن التاسع عشر للميالد وضع العامل األملان هربرت األسس‬

‫العلمية التعليمية كنظرية للتعليم تستهدف تربية الفرد‪ ،‬فهي نظرية ختص النشاطات املتعلقة ابلتعليم فقط‬

‫أي كل ما يقوم به املعلم من نشاط‪.‬‬

‫• من التعليم إىل التعلم‪ :‬ف القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ظهر تيار جديد ف الرتبية بزعامة جون‬

‫‪ 1952‬أعطى األمهية لنشاط التعلم ف العملية التعليمية واعترب التعليمية ‪ /‬ديوي ‪ 1859‬نظرية للتعلم ال‬

‫‪3‬‬
‫للتعليم مستبدال املفاهيم اهلرابتية بتطوير النشاطات اخلاصة ابملتعلمني واحنصرت وظيفة التعليمية ف حتليل‬

‫نشاطات املتعلم‪ ،‬وأن التعلم وظيفة من وظائف التعليم‪.‬‬

‫• التفاعل بني التعليم والتعلم‪ :‬نتيجة لتطور البحث ف الرتبية أثناء القرن العشرين اتضح أن النظرة األحادية‬

‫ملفهوم التعليمية عند كل من هربرت‪ ،‬وجون ديوي كانت نظرة قاصرة ألهنما فصال التعليم عن التعلم وأكدت‬

‫تلك الدراسات أن نشاطات كل طرف ف العملية التعليم ية يربطها التفاعل النطقي مع لطرف اآلخر‪.‬‬

‫ومن مثة فإن هذا الفهم اجلديد للعملية التعليمية أدى إىل اعتبار التعليمية نظاما من األحكام والفرضيات‬

‫املصححة واحملققة ونظاما من أساليب حتليل وتوجيه الظواهر املتعلقة بعملييت التعليم والتعلم‪ .‬واخلالصة‪ ،‬فإن التع‬

‫ليمية هي أسلوب حبث ف التفاعل القائم بني املعرف واملعلم واملتعلم‪ ،‬وهي عند البعض مقاربة لظواهر التعليم وحتليلها‬

‫ودراستها دراسة علمية موضوعها األساسي البحث ف شروط تنظيم وإعداد الوضعيات التعليمية ‪ /‬التعلمية‬

‫اثنيا‪ :‬ق راءة يف مفهوم التعليمية‬

‫منذ تطور العلوم وتقدم الصناعات‪ ،‬أصبح االهتمام ابلنوعية وحتسني املردود صناعيا كان أم تربواي من اهتمام‬

‫الباحثني ف خمتلف اجملاالت‪ ،‬و أتثر قطاع الرتبية كمثيله من القطاعات األخرى (االقتصادية و الصناعية …)‬

‫مبفاهيم جديدة مسايرة للعصرنة‪ ،‬مع الرتكيز على الفعالية و العلمية و املوضوعية‪ ،‬فأصبح ينظر لقطاع التعليم على‬

‫أنه مؤسسة الستثمار و إنتاج العنصر البشري ‪ ،‬و بدأ االهتمام ينصب على كيف ن ّكون تالميذ فعالني؟ وكيف‬

‫نطبق أحسن الطرق و الوسائل من أجل هذا التلميذ الفعال؟ و كيف حنقق الغاايت و األهداف؟‬

‫ففي جمال الرتبية أصبح االهتمام ينصب ليس على شحن األذهان ابملعلومات واملعارف وتكوين تالميذ‬

‫"موسوعة" ‪ ،‬بل بدأ الرتكيز على كيفية جتاوز هذا اجلانب إىل متكني املتعلم من التفكري وحل املشكالت‪ ،‬وهذا األمر‬

‫جعله شخصا نشطا ف الفعل الرتبوي‪ ،‬من هنا بدأت القفزة النوعية اليت عرفتها جماالت الرتبية‪ ،‬وتطورت املفاهيم‬

‫‪4‬‬
‫لتصبح أكثر دقة وعلمية‪ ،‬فمن الرتبية العامة إىل الرتبية اخلاصة‪،‬ومن الرتبية )‪ (Education‬إىل علوم الرتبية‬

‫)‪(Science de l’éducation‬ومنها إىل البيداغوجيا احلديثة ‪ ،‬اليت جعلت من التلميذ حمور اهتمامها وركزت‬

‫على نشاطه لتسهل التعلم (أنظر املدرسة الفعالة أو النشيطة‪(l école active) (1).‬‬

‫فتغري نظرتنا ملرحلة الطفولة قد أثر على الطريقة اليت يتبعها املعلم ف تصميمه للمرافق التعليمية داخل الفصل‬

‫الدراسي‪.‬و كمثال لذلك فإن اعرتافنا ابلفروق الفردية و أبمهيتها‪ ،‬قد أدى إىل إدراك أمهية تقدمي املساعدة الفردية‬

‫للتالميذ كأحد البدائل اليت ميكن استخدامها ف التدريس‪ ،‬كما أن تغري نظرتنا لنمو األطفال و تغري اجتاهاتنا حنو‬

‫الصغار‪ ،‬قد أدى إىل ظهور طرق جديدة ف التعلم ‪.‬‬

‫فلم يعد التلميذ كائنا سلبيا متلقيا للمعلومات‪ ،‬بل أنه أصبح إجيابيا مشاركا ف عمليات التعلم‪.‬‬

‫وبني هذا وذاك استعملت عدة اصطالحات تداوهلا املربون واملختصون ف علم النفس وعلوم الرتبية‪ ،‬ومن‬

‫هذه املصطلحات جند مصطلح التعليمية ) ‪ (Didactique‬الذي أصبحنا ال نقرأ مقاال عن الرتبية أو التعليم إال‬

‫وجنده ضمن املفاهيم األساسية واملتداولة‪ .‬فما معىن مصطلح التعليمية؟ ما هو الفرق بينه وبني البيداغوجيا ؟ ما هي‬

‫أهم املفاهيم اليت تستعملها التعليمية؟‬

‫الديداكتيك (التعليمية) تطرح مشاكل معرفية (ابستمولوجية)(‪ )2‬منها ما يرتبط بداللة املصطلح‪ ،‬بينما يعود‬

‫بعضها اآلخر إىل املنزلة اليت حتتلها أو اليت ينبغي أن حتتلها ف حقل املعرفة الرتبوية‪.‬‬

‫فقد عرب غاليسون )‪ (Galisson‬ف قاموسه ‪ 1976‬عن وضعية التعليمية بقوله‪ :‬من بني مجيع املصطلحات‬

‫اخلاصة ابلتعليم‪ ،‬تعد التعليمية )‪ (La didactique‬األكثر غموضا وإاثرة اجلدل‪.‬‬

‫وهذا الوصف للوضعية الغامضة لعلم التدريس ‪ Didactique‬ينطبق أساسا على فرنسا‪ ،‬فإذا ما رجعنا إىل‬

‫صنافة ميالدي )‪ (Mialaret‬جند أن هناك غياب هلذا التخصص‪ ،‬أو على األقل هتميشه‪ ،‬وهو غياب يشمل‬

‫‪5‬‬
‫التقليد الرتبوي الفرنسي برمته‪ ،‬وال يظهر ف األدبيات الرتبوية إال ابعتباره صفة دون أن يكون مصطلحا للداللة على‬

‫علم مستقل‪ ،‬ف حني أن الديداكتيك ف البالد األخرى مثل البلدان اجلرمانية واألجنلوسكسونية على وجه اخلصوص‬

‫حظي مبنزلة متميزة ضمن اهلياكل التعليمية اجلامعية‪ ،‬وضمن اإلنتاج العلمي ‪.‬‬

‫هكذا فإن الديداكتيك حسب دوالنشري )‪(Delandsheere‬تعين ابلنسبة ملعظم املربني الفرنسيني طريقة‬

‫ف التدريس‪ ،‬وعلى وجه التحديد الطريقة اخلاصة بتدريس مادة معينة أو جمموعة من املواد املتقاربة‪ ،‬مثل ديداكتيك‬

‫اللغات احلية‪.‬‬

‫وميكن أن نالحظ نفس الوضعية املركبة هلذا العلم ف العديد من الدول العربية‪ ،‬أو على األقل غياب الوعي‬

‫ابستقالله ووحدة موضوعه‪ ،‬فهو إما موضوع ضمن مقرر الرتبية العامة‪ ،‬أويتم اختزاله إما ف "طرق التدريس" أو ف‬

‫"أصوله"‪ ،‬كما هو األمر ف السودان ومصر والسعودية على سبيل املثال‪( .‬حممد الدريج‪ ،2000 ،‬ص‪.‬ص‪-21‬‬

‫‪.)23‬‬

‫هبذا ميكن أن نلخص ما سبق‪ ،‬ونقول أن الغموض الذي تعرتيه التعليمية يرجع‪:‬‬

‫أوال ‪:‬ألن املصطلح قليل الشيوع ف فرنسا ‪ ،‬بينما جنده شائعا ف البلدان اجملاورة هلا ‪ ،‬وف كندا جنده مبعان خمتلفة‬

‫مما يساهم ف تشويش حمتوايته‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬ألن التعليمية تدعو إىل إنشاء ختصص جديد ‪ ،‬وتبحث عن حصر ملوضوعه ف نقطة تقع بني التخصصات‬

‫ـط بعلم النفس وعلم اللغة (إيطاليا‪-‬سويسرا) ‪،‬‬


‫واجملاالت املعروفة ‪ ،‬وف بعض الدول تعترب التعليمية مرادفا ملادة ترتب‬

‫وف دول أخرى ‪ ،‬فإننا ال منيز بني التعليمية والبيداغوجيا ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫اثلثا‪ :‬الفرق بني البيداغوجيا والتعليمية‪:‬‬

‫• مفهوم البيداغوجيا‪ :‬إن مصطلح بيداغوجيا من أصل يوانن مكون من كلمتني ‪ PED‬وتعين الطفل‬

‫‪AGOGIE‬وتعين القيادة والتوجيه ‪.‬‬

‫• وظيفة البيداغوجيا‪ :‬كان املريب ف عهد اإلغريق هو الشخص – وف أغلب األحيان – هو اخلادم الذي‬

‫يرافق الطفل ف طريقه إىل املعلمني‪ ،‬فلم يكن البيداغوجي معلما إمنا كان مربيا فهو الذي يسهر على رعاية‬

‫الطفل واألخذ بيده وهو الذي خيتار له املعلم ونوع التعليم الذي يراه مالئما حسب تصوره‪.‬‬

‫كان البيداغوجي ف األصل مربيا وقد ارتبطت الرتبية بتهذيب اخللق ابملعىن الواسع‪ ،‬أما التعليم فقد ارتبط‬

‫ابلتحصيل املعرف ابملعىن الضيق‪.‬‬

‫ومبرور الوقت حتول البيداغوجي ألسباب عدة من املريب ابملفهوم الواسع إىل املعلم انقل املعرفة دون التساؤل‬

‫عن منط املواطن الذي يسعى إىل تكوينه وبذلك حتولت البيداغوجيا من معناها األصلي املرتبط إبشباع القيم الرتبوية‬

‫إىل منهجية ف تقدمي املعرفة وارتبط ذلك مبا يعرف بفن التدريس وانصب االهتمام على اقرتاح الطرائق املختلفة‬

‫للتعليم وظهرت بيداغوجيات كثرية عرفت أبصحاهبا هربرت ومنتسوري ومل تتمكن البيداغوجيا من بناء نظرية موحدة‬

‫لتحليل وضعيات التدريس أو القسم فخلت بذلك من البعد العلمي‪.‬‬

‫أما التعليمية فإهنا هتدف إىل التأسيس العقالن ملدرسة شاملة قادرة على حتقيق النجاح ف كل التخصصات‬

‫جلميع املتعلمني إبضافة البعد العلمي الذي تفتقده البيداغوجيا وتسعى إىل عقلنة الفعل التعليمي من خالل اإلجابة‬

‫عن التساؤالت املتعلقة بكيف نعلم حمتوى تعليميا معينا؟ فهي ف األصل تفكري منهجي‪.‬‬

‫الفرق الذي يفصل بني البحث الديداكتيكي والبحث البيداغوجي‬

‫‪7‬‬
‫غري أن السؤال الذي ال يزال يعرتيه بعض الغموض واللبس‪ ،‬وهو حباجة إىل إجابة دقيقة متمثل ف الفرق‬

‫الذي يفصل بني البحث الديداكتيكي والبحث البيداغوجي‪ ،‬ذلك أن هذين التخصصني جيمعهما مثلث ديداكتيكي‬

‫حبثي واحد الشامل لعناصر املعرفة‪ ،‬والتلميذ‪ ،‬واملعلم‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬فإن منوذج النظام البيداغوجي والنموذج الديداكتيكي منوذجان متماثالن من حيث حماور البحث‬

‫العامة‪ ،‬ويبقى الفاصل الذي يفصل بينهما متمثال ف طرق تناول هذه املواضيع أو احملاور الكربى‪ ،‬حيث تركز‬

‫الديداكتيكية ف أحباثها على السريورات أي سريورات التعليم‪ ،‬و سريورات التعلم‪ ،‬و سريورات التكوين‪ ،‬اليت حتكم‬

‫املوقف التعليمي‪ ،‬مستعينة ف ذلك بتصميم مناذج تعليمية تتسم ابلتطبيق ف تفسري أبعاد العراقيل الكامنة وراء‬

‫األخطاء وانتشار ظاهرة الفشل املدرسي‪.‬‬

‫ف حني‪ ،‬ال يزال البحث البيداغوجي ينقصه كثريا البعد املباشر والبعد التطبيقي ف دراساته‪ ،‬وابلتايل ال يزال‬

‫اجلانب النظري يطغى على دراساته‪ ،‬مما يدفعنا إىل القول‪:‬‬

‫أن النماذج البيداغوجية مل ترق إىل مستوى النماذج الديداكتيكية ف تشخيص موطن اخللل وتوضيحه وشرحه‬

‫ابلطريقة العلمية الدقيقة اليت توصلت إليها التعليمية ف أحباثها ودراساهتا واليت ساعدت املعلم بشكل كبري ف فهم‬

‫أسباب اخلطأ وكيفية جتاوزه‪.‬‬

‫إن البحث ف جمال الديداكتيكية يتطور بشكل متجدد ومتواصل مركزا ف أحباثه على خمتلف الطرق اليت‬

‫يواجه هبا املتعلم تلقي املعارف واملعلومات أثناء خضوعه لعملية التعليم والتعلم‪ .‬يفهم من هذا ‪ ،‬أن الديداكتيكية ال‬

‫تركز ‪-‬كما هو احلال مع البيداغوجيا‪ -‬على تفاعل املعلم ابملتعلم فقط‪ ،‬بل تتجاوز ذلك إىل الرتكيز على مسألة‬

‫الطرق التعليمية املتباينة املستعملة من قبل كل متعلم ف عملية التعلم ‪،‬جاعلة أمام نصب أعينها املتعلم املسؤول األول‬

‫ف معركة التعلم أو عدم تعلم أي مادة تعليمية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫كما ميتاز البحث الديداكتيكي بتكيفه السريع واملتجدد السيما ف ظل االنفجار املعرف العلمي الذي تشهده‬

‫الساحة العلمية ف كل جماالت ختصصاهتا العديدة كل يوم‪ ،‬مما يربهن اكثر على مدى القدرة العلمية الفائقة اليت‬

‫ميتاز هبا اخلرباء الديداكتيكيني ف قراءة هذا الرصيد العلمي املعرف اهلائل‪ ،‬واستغالله بشكل حمكم ف أحباثه والذي‬

‫انعكس بشكل إجيايب على التطوير املستمر للمتناوالت البحثية التطبيقية‪ ،‬وكذا ف التصميم اجليد والفعال للنماذج‬

‫الديداكتيكية فيما خيص كل عنصر من عناصر املادة التعليمية سواء تعلق األمر مبضموهنا أو تطبيقها ف أي وضع‬

‫تعليمي بيداغوجي حمدد مستعملة ف ذلك طرق ووسائل تقنية ساعدت املعلمني بشكل مباشر ف حل املشكالت‬

‫اليت يعانون منها ف التعليم‪ ،‬ويعود سبب ذلك إىل انطالق التعليمية من القسم مباشرة ‪ ،‬وكذا معايشتها امليدانية‬

‫للمشاكل ف حميطها الطبيعي‪ .‬وهبذا فإن االسرتاتي جية املتبناة من قبل الديداكتيكية يقوم أساسها على اسرتاتيجية‬

‫التغيري املستمر لألهداف والطرق واحملتوايت‪ ،‬وذلك قصد جتديدها حسب متطلبات البحث العلمي من جهة‪،‬‬

‫وحاجات اجملتمعات من جهة أخرى‪ ،‬منتهجة ف أسلوب تغيريها األسلوب املباشر ف الفعل‪.‬‬

‫انطالقا من التجديدات املستحدثة من قبل الديداكتيكية منذ نشوئها إىل وقتنا الراهن‪ ،‬ميكن استخالص أن‬

‫هذا التخصص الفيت قد استطاع بفضل جهود خربائه الباحثني الذين ينتمون إىل ختصصات متباينة ومتكاملة فيما‬

‫بينها‪ ،‬أن يؤسسوا ابلفعل نظرية عامة للديداكتيكية ف جماهلا النظري التطبيقي اليت مسحت هلذا احلقل البحثي أن‬

‫يفرض نفسه كتخصص جديد ف علوم الرتبية‪ ،‬السيما بعد النجاح املتميز الذي حققه هذا التخصص ف االختيار‬

‫الدقيق سواء للموضوع أو منهج دراسته‪.‬‬

‫وبتحقيق الديداكتيكية هذه املرامي املنهجية والنظرية‪ ،‬ميكن لنا من هذه الزاوية أتييد رأي الديداكتيكيني املؤيد‬

‫الستقاللية هذا التخصص بذاته عن ختصصات علوم الرتبية األخرى‪ ،‬وابلتايل القول ف هناية مطاف هذا البحث أن‬

‫الديداكتيكية علم قائم حبد ذاته ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫رابعا‪ :‬أوجه االختالف بني التعليمية والبيداغوجيا‪:‬‬

‫التعليمية البيداغوجيا‬

‫‪ -‬هتتم ابجلانب املنهجي لتوصيل املعرفة مع مراعات خصوصيتها ف عملييت التعليم والتعلم‬

‫‪ -‬تتناول منطق التعلم انطالقا من منطق املعرفة‬

‫‪ -‬يتم الرتكيز على شروط اكتساب املتعلم للمعرفة‪.‬‬

‫‪ -‬هتتم ابلعقد التعليمي من منظور العالقة التعليمية (تفاعل املعرفة ‪ /‬املعلم‪ /‬املتعلم) – ‪.‬‬

‫‪ -‬ال هتتم بدراسة وضعيات التعليم والتعلم من زاوية خصوصية احملتوى‪ ،‬بل هتتم ابلبعد املعرف للتعلم وأببعاد‬

‫أخرى نفسية اجتماعية‪.‬‬

‫‪ -‬تتناول منطق التعلم من منطق القسم (معلم ‪ /‬متعلم)‪.‬‬

‫‪ -‬يتم الرتكيز على املمارسة املهنية وتنفيذ االختيارات التعليمية اليت تسمح بقيادة القسم ف أبعاده املختلفة‪.‬‬

‫‪ -‬هتتم ابلعالقة لرتبوية من منظور التفاعل داخل القسم (معلم ‪ /‬متعلم)‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬أمهية اهداف والتعليمية‬

‫أمهية التعليمية‬

‫شامال ومتوازًان‪ ،‬وذلك من خالل إكسابه املعارف‬


‫إعدادا ً‬
‫تتمثل أمهية التعليمية ف أهنا هتدف إىل إعداد الفرد ً‬
‫فاعال ف اجملتمع‪ .‬وتساهم التعليمية ف حتقيق العديد من األهداف‪ ،‬منها‪:‬‬
‫عضوا ً‬
‫واملهارات والقيم اليت حيتاجها ليكون ً‬

‫تنمية القدرات العقلية للطالب ‪:‬تساعد التعليمية على تنمية القدرات العقلية للطالب‪ ،‬مثل التفكري‬ ‫•‬

‫والتحليل واالبتكار‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫اكتساب املعارف واملهارات ‪:‬تساعد التعليمية على اكتساب الطالب للمعارف واملهارات اليت حيتاجوهنا ف‬ ‫•‬

‫حياهتم العملية‪.‬‬

‫تنمية القيم واألخالق ‪:‬تساعد التعليمية على تنمية القيم واألخالق لدى الطالب‪ ،‬مثل املسؤولية واالحرتام‬ ‫•‬

‫والعدالة‪.‬‬

‫إعداد الطالب للحياة العملية ‪:‬تساعد التعليمية على إعداد الطالب للحياة العملية‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫•‬

‫تزويدهم ابملهارات الالزمة لاللتحاق بسوق العمل‪.‬‬

‫املسامهة ف التنمية اجملتمعية ‪:‬تساعد التعليمية ف التنمية اجملتمعية‪ ،‬وذلك من خالل إعداد أفراد قادرين على‬ ‫•‬

‫املسامهة ف بناء اجملتمع‪.‬‬

‫أهداف التعليمية‬

‫ختتلف أهداف التعليمية ابختالف املستوايت التعليمية‪ ،‬ولكن ميكن إمجاهلا ف األهداف التالية‪:‬‬

‫أهداف تعليمية عامة ‪ :‬وهي األهداف اليت هتدف إىل حتقيق التنمية الشاملة للطالب‪ ،‬مثل تنمية القدرات‬ ‫•‬

‫العقلية واملهارات والقيم‪.‬‬

‫أهداف تعليمية حمددة ‪ :‬وهي األهداف اليت هتدف إىل حتقيق مهارات أو معارف معينة‪ ،‬مثل تعلم القراءة‬ ‫•‬

‫والكتابة أو تعلم مادة الرايضيات‪.‬‬

‫أهداف تعليمية سلوكية ‪ :‬وهي األهداف اليت هتدف إىل حتقيق سلوك معني‪ ،‬مثل مساعدة اآلخرين أو‬ ‫•‬

‫احرتام اآلخرين‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫سادسا‪ :‬مفاهيم املرتبطة التعليمية‬

‫مفهوم ال رتبية ‪L’éducation‬‬ ‫‪-1‬‬

‫الرتبية صريورة تستهدف النمو واالكتمال التدرجييني لوظيفة أو جمموعة من الوظائف عن طريق املمارسة‪،‬‬

‫وتنتج هذه الصريورة إما عن الفعل املمارس من طرف األخر‪ ،‬وإما عن الفعل الذي ميارسه الشخص‬

‫على ذاته‪ .‬وتفيد الرتبية مبعىن أكثر حتليال‪ :‬سلسلة من العمليات يدرب من خالهلا الراشدون الصغار‬

‫من نفس نوعهم ويسهلون لديهم منو بعض االجتاهات والعوائد‬

‫كما جند أن الرتبية عند ‪ Legendre‬هي مبثابة عملية تنمية متكاملة ودينامية‪ ،‬تستهدف جمموع‬

‫إمكانيات الفرد البشري الوجدانية واألخالقية والعقلية والروحية واجلسدية‪.‬أما ‪ Leang‬فيعتربها نشاط‬

‫قصدي يهدف إىل تسهيل منو الشخص اإلنسان وإدماجه ف احلياة واجملتمع‪.‬والرتبية ابلنسبة ل ‪leif‬‬

‫هي عبارة عن استعمال وسائل خاصة لتكوين وتنمية الطفل أو مراهق جسداي ووجدانيا وعقليا‬

‫واجتماعيا وأخالقيا من خالل استغالل إمكاانته وتوجيهها وتقوميها‪.‬أما بياجي ‪ Piaget‬فيقول‪ :‬أن‬

‫نريب معناه تكييف الطفل مع الوسط االجتماعي للراشد‪،‬أي حتويل املكوانت النفسية و البيولوجية‬

‫للفرد وفق جممل احلقائق املشرتكة اليت يعطيها الوعي اجلمعي قيمة ما ‪.‬وعليه ‪ ،‬فإن العالقة ابلرتبية‬

‫حيكمها معطيان ‪ :‬الفرد وهو صريورة النمو من جهة ‪،‬والقيم االجتماعية والثقافية واألخالقية اليت على‬

‫املريب إيصاهلا هلذا الفرد‪،‬‬

‫وابلنسبة لبياجي‪ ،‬الميكن أن نفهم الرتبية (وخصوصا اجلديدة ) من حيث طرقها وتطبيقاهتا إال إذا‬

‫اعتنينا ابلتحليل الدقيق ملبادئها‪ ،‬وفحص صالحيتها السيكولوجية من خالل أربع نقط على األقل‪:‬‬

‫مدلول الطفولة‪ ،‬بنية فكر الطفل‪ ،‬قوانني النمو‪ ،‬وآلية احلياة االجتماعية للطفولة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫البيداغوجيا ‪: La pédagogie‬‬ ‫‪-2‬‬

‫غالبا ف استعماالتنا الرتمونولوجية املتداولة‪ ،‬ما يتم اخللط أو عدم التمييز بني مفهوم الرتبية ومفهوم‬

‫البيداغوجيا‪ ،‬وملالمسة الفرق الداليل بينهما‪ ،‬إليكم بعض التعاريف ملفهوم البيداغوجيا‪ :‬يعترب‬

‫‪ Harion‬البيداغوجيا علم للرتبية سواء كانت جسدية أ و عقلية أو أخالقية‪ ،‬ويرى أن عليها أن‬

‫تستفيد من معطيات حقول معرفية أخرى هتتم ابلطفل ‪.(Lalande R, 1972).‬أما‬

‫‪Foulquié‬فريى أن البيداغوجيا أو علم الرتبية ذات بعد نظري ‪ ،‬وهتدف إىل حتقيق تراكم معرف ‪،‬‬

‫أي جتميع احلقائق حول املناهج والتقنيات والظواهر الرتبوية ؛ أما الرتبية فتحدد على املستوى التطبيقي‬

‫ألهنا هتتم ‪ ،‬قبل كل شيء ‪ ،‬ابلنشاط العملي الذي يهدف إىل تنشئة األطفال وتكوينهم ‪( .‬الدريج‪،‬‬

‫‪ .)1990‬ومفهوم البيداغوجيا‪ ،‬يشري غالبا إىل معنيني‪ :‬تستعمل للداللة على احلقل املعرف الذي يهتم‬

‫ابملمارسة الرتبوية ف أبعادها املتنوعة…وهبذا املعىن نتحدث عن البيداغوجيا النظرية أو البيداغوجيا‬

‫التطبيقية أو البيداغوجيا التجريبية… وتستعمل لإلشارة إىل توجه ‪ orientation‬أوإىل نظرية بذاهتا‪،‬‬

‫هتتم ابلرتبية من الناحية املعيارية ‪ normative‬ومن الناحية التطبيقية‪ ،‬وذلك ابقرتاح تقنيات و طرق‬

‫للعمل الرتبوي‪ ،‬وهبذا املعىن نستعمل املفاهيم التالية‪:‬البيداغوجيا املؤسساتية‪ ،‬البيداغوجيا الالتوجيهية…‬

‫)ف طرق وتقنيات التعليم‪.)1992،‬وميكننا أن نضيف كذالك‪ ،‬للتميز بني الرتبية والبيداغوجيا‪ ،‬أن‬

‫البيداغوجيا حسب اغلب تعريفاهتا حبث نظري‪ ،‬أما الرتبية فهي ممارسة وتطبيق‪.‬‬

‫الديداكتيك‪La didactique‬‬ ‫‪-3‬‬

‫الديداكتيك هي شق من البيداغوجيا موضوعه التدريس )‪ ( 1972Lalande .A,‬وإهنا‪،‬كذلك‬

‫هنج ‪،‬أو مبعىن أدق ‪،‬أسلوب معني لتحليل الظواهر التعليمية‪ (Lacombe .D.1968).‬أما ابلنسبة‬

‫ل ‪ B.JASMIN‬فهي ابألساس تفكري ف املادة الدراسية بغية تدريسها ‪ ،‬فهي تواجه نوعني من‬

‫‪13‬‬
‫املشكالت ‪ :‬مشكالت تتعلق ابملادة الدراسي ( وبنيتها ومنطقها …ومشاكل ترتبط ابلفرد ف وضعية‬

‫التعلم‪ ،‬وهي مشاكل منطقية وسيكولوجية ) ‪ …(JASMIN.B1973‬وميكن تعريف الديداكتيك‬

‫أيضا حسب ‪ REUCHLIN‬كمجموع الطرائق والتقنيات والوسائل اليت تساعد على تدريس‬

‫مادة معينة )‪( Reuchlin.M.1974‬وجيب التميز ف تعريفنا للديداكتيك‪،‬‬

‫حسب ‪.Legendre‬بني ثالث مستوايت ‪* :‬الديداكتيك العامة‪ :‬وهي اليت تسعى إىل تطبيق مبادئها‬

‫وخالصة نتائجها على جمموع املواد التعليمية وتنقسم إىل قسمني‪:‬القسم األول يهتم ابلوضعية‬

‫البيداغوجية‪ ،‬حيت تقدم املعطيات القاعدية اليت تعترب أساسية لتخطيط كل موضوع وكل وسيلة تعليمية‬

‫جملموع التالميذ؛ والقسم الثان يهتم ابلديداكتيك اليت تدرس القوانني العامة للتدريس‪ ،‬بغض النظر عن‬

‫حمتوى خمتلف مواد التدريس‪*.‬الديداكتيك اخلاصة‪ :‬وهي اليت هتتم بتخطيط عملية التدريس أو التعلم‬

‫ملادة دراسية معينة‪*.‬الديداكتيك األساسية ‪: Didactique.Fondamentale.‬وهي جزءمن‬

‫الديداكتيك‪ ،‬يتضمن جمموع النقط النظرية واألسس العامة اليت تتعلق بتخطيط الوضعيات البيداغوجية‬

‫دون أي اعتبار ضروري ملمارسات تطبيقية خاصة‪ .‬وتقاابها عبارة الديداكتيك‬

‫النظرية)‪(Legendre.R.1988‬‬

‫سابعا‪ :‬مكوانت التعليمية‬

‫تنقسم املكوانت التعليمية إىل أربعة أنواع رئيسية‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ - 1‬الطالب‪ :‬الطالب هم العنصر األساسي ف العملية التعليمية‪ ،‬وهم الذين يتلقون التعليم‪ .‬وخيتلف الطالب‬

‫من حيث قدراهتم واحتياجاهتم واهتماماهتم‪ ،‬لذلك جيب أن يكون املعلم على دراية هبذه االختالفات عند‬

‫تصميم التعليم‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ - 2‬املعلمون‪ :‬املعلمون هم املسؤولون عن تقدمي التعليم للطالب‪ ،‬وجيب أن يكونوا على درجة عالية من الكفاءة‬

‫واخلربة‪ .‬ويشمل دور املعلم ما يلي‪:‬‬

‫جيدا للتعليم الذي سيقدمه للطالب‪ ،‬وذلك من خالل حتديد‬


‫‪ -‬ختطيط التعليم ‪:‬جيب على املعلم أن خيطط ً‬

‫أهداف التعليم‪ ،‬واختيار احملتوى التعليمي‪ ،‬وحتديد طرق التدريس‪ ،‬واألنشطة التعليمية‪.‬‬

‫‪ -‬تنفيذ التعليم ‪ :‬جيب على املعلم أن ينفذ التعليم بطريقة فعالة وفعالة‪ ،‬وذلك من خالل استخدام طرق‬

‫التدريس املناسبة‪ ،‬واألنشطة التعليمية اليت تثري اهتمام الطالب‪ ،‬وتوفري التغذية الراجعة للطالب‪.‬‬

‫‪ -‬تقييم التعليم ‪:‬جيب على املعلم أن يقيم التعليم الذي يقدمه للطالب‪ ،‬وذلك من خالل استخدام أساليب‬

‫التقييم املناسبة‪.‬‬

‫‪ - 3‬احملتوى التعليمي‪ :‬احملتوى التعليمي هو املادة اليت يتم تدريسها للطالب‪ ،‬وجيب أن يكون حمتوى تعليميًا عايل‬

‫اجلودة ومناسبًا ملستوى الطالب‪ .‬ويشمل احملتوى التعليمي ما يلي‪:‬‬

‫شامال جلميع املوضوعات التعليمية اليت حيتاج‬


‫‪ -‬املوضوعات التعليمية ‪:‬جيب أن يكون احملتوى التعليمي ً‬

‫الطالب إىل تعلمها‪.‬‬

‫‪ -‬املستوى التعليمي ‪:‬جيب أن يكون احملتوى التعليمي مناسبًا ملستوى الطالب‪ ،‬حبيث ال يكون صعبًا عليهم‬

‫جدا‪.‬‬
‫سهال ً‬
‫وال ً‬

‫‪ -‬الدقة العلمية ‪:‬جيب أن يكون احملتوى التعليمي دقي ًقا من الناحية العلمية‪ ،‬حبيث يساهم ف بناء املعرفة‬

‫الصحيحة لدى الطالب‪.‬‬

‫‪ - 4‬البيئة التعليمية‪ :‬البيئة التعليمية هي املكان الذي يتم فيه التدريس والتعلم‪ ،‬وجيب أن تكون بيئة تعليمية‬

‫مناسبة وحمفزة‪ .‬ويشمل البيئة التعليمية ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬التجهيزات التعليمية ‪:‬جيب أن تكون البيئة التعليمية جمهزة ابملعدات والوسائل التعليمية الالزمة للتعليم‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -‬التنظيم والرتتيب ‪:‬جيب أن تكون البيئة التعليمية منظمة ومرتب‪ ،‬حبيث توفر بيئة تعليمية مرحية للطالب‪.‬‬

‫‪ -‬اجلو اإلجيايب ‪ :‬جيب أن تكون البيئة التعليمية إجيابية وحمفزة‪ ،‬حبيث تساهم ف إحداث التعلم لدى‬

‫الطالب‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫خامتة‬

‫اعتربت التعليمية وال زالت كفن التدريس‪ ،‬وهذا املفهوم حيمل ف طياته كثري من املعان واألفكار والتصورات‬

‫اليت حناول تلخيصها فيما يلي‪:‬‬

‫ليست التعليمية طريقة أو منهج واحد وموحد للتدريس ولكن له طرق خاصة اتبعة لصاحبها ويعين هذا أن‬

‫لكل معلم أسلوبه اخلاص ف أتديته للعمل التعليمي شريطة أن يكون هذا العمل مكلل ابلنجاح يعين أن هذا "الفن‬

‫التعليمي" يكون معرتف به من خالل نتائجه لدى التلميذ وأتثريه العميق واملثمر على تفكريه وسلوكه‪.‬‬

‫تكاد أن تبىن التعليمية على قدراهتا للربوز بعالقة تربوية انجحة بني املعلم والتلميذ بفضل وسائل مدروسة‬

‫وليس ‪-‬كما هو منتظر منها عادة‪ -‬قواعد منطقية ومقننة متعلقة أساسا بتلقني املعارف للنشئ الصاعد ونشري ف‬

‫هذا الصدد ما هي أمهية اجلانب الالمنطقي والالشعوري ف العالقة الرتبوية كما هو عادي ف كل الفنون اليت يلعب‬

‫فيها اجلانب العاطفي واحملسوس دورا حامسا‪.‬‬

‫فيحتمل أن تكون للتعليمية كفن‪-‬عند بعض االختصاصيني‪-‬طرق ووسائل خاصة لتلقني املعارف أو‬

‫املعلومات واليت ينصح استعماهلا لنجاح عملية التدريس حسب املنوال التايل‪:‬‬

‫‪ -‬خلق لدى التلميذ حاجة ماسة للتعلم بفضل حوافز خمتلفة وجذابة‪.‬‬
‫‪ -‬ربط املعلومات اجلديدة ابملعلومات القدمية أو السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬االطالع على اجلديد والتعمق فيه‪.‬‬
‫‪ -‬استيعاب اجلديد عن طريق التكرار واالستظهار‪.‬‬
‫‪ -‬استعمال اجلديد ف أعمال تطبيقية متنوعة‪.‬‬
‫‪ -‬فتح جماالت متعددة وفرص خمتلفة السرتجاع ما هو حمفوظ‪.‬‬
‫رغم استعمال هذه التقنيات كلها تبقى التعليمية كفن مرهونة بشخصية املعلم وابلكيفية اليت يطبق هبا املعلومات‬

‫وابختيار الوقت املناسب الستعماهلا‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫قائمة املصادر وامل راجع‬

‫‪ -‬أمحد حسان‪ ،‬دراسات ف اللسانيات التطبيقية ‪ -‬حقل تعليمية اللغات – ديوان ‪.131-‬املطبوعات‬

‫اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪.2000 ،‬‬

‫‪ -‬أنطوان صياح‪ ،‬تعلمية اللغة العربية‪ ،‬اجلزء األول‪،‬ط ‪ ،1‬دار النهضة العربية‪ ،‬بريوت‪. 2006،‬‬

‫‪ -‬وزارة الرتبية الوطنية‪ ،‬التعليمية العامة وعلم النفس‪ ،‬اجلزائر‪.1999 ،‬‬

‫‪ -‬خالد لبصيص‪ ،‬التدريس العلمي والفين الشفاف مبقاربة الكفاءات واألهداف‪ ،‬دار ‪.‬التنوير‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬

‫‪.2004‬‬

‫‪ -‬بشري إبرير‪ ،‬تعليمية النصوص‪ ،‬عامل الكتب احلديث ‪،1‬اجل ا زئر‪. 2008 ،‬‬

‫‪ -‬تعلمية اللغة العربية‪ ،‬اجلزء الثان دار النهضة العربية‪،‬ط ‪،1‬بريوت‪. 2008 ،‬‬

‫‪ -‬علي آيت أوشان‪ ،‬اللسانيات والديداكتيك‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬ص ‪ ،1‬الدار البيضاء‪2005 ،‬‬

‫‪ -‬عبد هللا قلي‪ ،‬التعليمية العامة والتعليمية اخلاصة‪ ،‬عن جملة املربز‪ ،‬العدد ‪. 2002، 16‬‬

‫‪18‬‬

You might also like