Professional Documents
Culture Documents
حماضرات يف
تعليمية اللسانيات
بسم هللا ،والحمد هلل ،وأزكى الصالة والسالم على خاتم األنبياء واملرسلين ،وعلى آله وصحبه ومن وااله،
وبعد؛
يسعى التعليم العالي في كل أمة إلى تحقيق الجودة الشاملة في العملية التعليمية ،وذلك يكون بضمان
تعليم نوعي ومفيد يحقق الكفاية التعليمية الضرورية لضمان تعليم ناجح في ضوء األهداف العامة
والخاصة للتعليم العالي ،وهذا الهدف الطموح ي ّ
حتم االعتناء الجاد والحقيقي بأطراف العملية
التعليمية كلها (املعلم ،املتعلم ،البرامج التعليمية) وتعهدها بالتحسين والتطوير في كل حين وفي كل
مرحلة من مراحل التعليم .ويرى املختصون في البيداغوجيا أن البرامج التعليمية وصياغتها بشكل
يخدم أهداف التعليم املسطرة ،يظل الشغل الشاغل والهاجس األكبر للمشرفين على التسيير العلمي
والبيداغوجي في مؤسسات التعليم العالي.
وحين الحديث عن تحقيق تعليم صحيح ومفيد في التخصصات اللسانية التي تعددت وكثرت موادها
بعد االنفتاح على مختلف التخصصات الذي عرفته الجامعة الجزائرية بتطبيقها لنظام ال ـ (لـ م د)،
تواجهنا مشكلة توفر املواد اللسانية الضرورية في جامعاتنا بصياغة برمجية صحيحة وتوفيرها
لالنسجام بين مفرداتها ،وتكون موافقة لكل املراحل التكوينية ومناسبة لها ،مما يسمح في األخير من
تحقيق كفاية تعليمية لسانية لطلبتنا املقبلين على هذه التخصصات التي ال يعرفون عنها شيئا قبل
ولوجهم للجامعة.
ولذلك فإنه من املفيد أن تبرمج لطلبة اللسانيات في مراحل املاستر مادة تتحدث عن واقع تعليم
اللسانيات في الجامعة الجزائرية تقدم بصبغة نقدية وتقييمية ،ولقد ّ
تحقق هذا التصور بوضع
املشرفين على البرامج اللسانية في الجامعة الجزائرية مادة تدعى "تعليمية اللسانيات" ،وهي مادة
مستجدة في مسار الدراسة اللسانية ولم لم تحظ ببرنامج محدد وواضح يمكن األستاذ من تقديمها
أحسن تقديم ،كما أنه لم تتوفر مفرداتها في مختلف املصادر واملراجع ليتمكن الطلبة من الرجوع إليها
وإثراء معلوماتهم ومعارفهم حولها.
1
وفي ضوء االنشغال السابق أضع بين يدي طلبتي في مرحلة املاستر في التخصصات اللسانية هذه
املطبوعة املتواضعة ملحاضرات في مادة "تعليمية اللسانيات" ،وظفت فيها تجربتي املتواضعة في تدريس
املواد اللسانية طيلة 15سنة ،حاولت فيها أن ّ
أقدم تقييما ألهم البرامج اللسانية املدرجة في البرنامج
العالم لطلبة ميدان اللغة واألدب العربي في مرحلة الليسانس وفي التخصصات اللسانية ملرحلة
املاستر .وذلك من حيث توفر املواد اللسانية في كل تخصص ،ومن جهة صالحية كل برنامج على حدة
ومناسبته للتخصص املدرج فيه ،كما أنني أخذت جوانب أخرى بيداغوجية وعلمية في الحسبان أثناء
التقييم ،وقد عرضت لكل هذه املسائل في منهجية تخدم خصوصية هذه املادة وضوابطها العلمية
واملنهجية .ولست أدعي في هذه املطبوعة اإلحاطة بكل جوانب املوضوع ،ولكن حاولت جهدي أن أقدم
مادة مفيدة لطلبتنا ولزمالئي األساتذة في هذا امليدان .ومن هللا نستمد العون والتوفيق ،إنه ولي ذلك
والقادر عليه.
2
احملاضرة رقم :01التبريف مبادة تبلةمةة اللسانةات
يتبادر إلينا من الوهلة األولى ،ونحن نسمع أو نقرأ عنوان هذه املادة أنه مركب من مصطلحين شائعين بين
املشتغلين بالدرس اللساني اليوم ،وهما مصطلحا :التعليمية ،واللسانيات .وعلينا أن نتطرق إلى توضيح مفهوم
التعليمية أوال ،ثم نجمع بينها وبين مصطلح اللسانيات ،لنرى ماذا سنحصل من هذا التركيب.
مفهوم التعليمية أو الديداكتيك :اختلفت تعريفات "التعليمية" بحسب اختالف وتعدد مشارب العلماء
واملختصين فيها.
فمن حيث اشتقاق اللفظة وعمقها اإليتمولوجي؛ يشير قاموس hachetteالفرنس ي أن مصطلح الديداكتيك
( )Didactiqueظهر في النصف الثاني من القرن العشرين ،ويعود اشتقاق هذه الكلمة إلى األصل اليوناني
Didactikosالذي جاء من األصل اليوناني Didaskeinوهوي يدل على فعل التعلم Enseignement
والتكوين(.)1
ومن حيث تعريفها ،فيعرفها لجوندر ( )LEGENDREعلى أنها :علم إنساني موضوعه إعداد وتجريب وتقويم
وتصحيح االستراتيجيات البيداغوجية التي تتيح بلوغ أالهداف العامة والنوعية لألنظمة التربوية( .)2ويعرفها
آلير ( )Allaireومـارتينند ) )martinandبأنها :وجهة نظر لتعليم مترابط مع النظريات واملعرفة والعلوم
التحضيرية (تحضير املحتوى) ،حيث إنها ترتبط بإعادة البناء من أجل الحصول على معرفة تحليلية
تحويلية(.)3
ّ
فهدف التعليمية عند هذين املختصين هو دراسة املعرفة التحليلية التحويلية ،أي تلك التي يستطيع املعلم
أن ينقلها لتالميذه (تحويلية) ،والتي يمكن للتالميذ تحليلها واستعيابها (تحليلية) ،وبعبارة اخرى فالتعليمية
حسبهما تهدف إلى تحليل عملية اكتساب املعرفة أو عدمه ،وحسن أدائها ،قصد التعرف على الصعوبات التي
قد تواجهها ،وتعيين طبيعتها وأطرافها وذلك من خالل دراستها لألداف واملحتويات والطرائق التدريسية عبر
املثلث الديداكتيكي (املعلم ،التلميذ ،املعرفة).
ويعرف أستولفي ( )Jean-Astolfتعليمية العلوم بأنها حقل األبحاث املتطورة التي تناقش سلسلة األعمال
املعمقة الخاصة بأهداف التعليم العلمية ،كتطوير املناهج ،وتحسين شروط التعلم من أجل تالميذ مواكبين
3
ّ ()1
لنموهم الفكري .فهذا املفهوم يعني أن التعليمية كل متكامل يشمل األطراف الثالثة لعملية التعلمِّ :
املعلم
والتلميذ واملحتوى ،متفاعلة في ذلك مع األهداف املخطط لها.
ّ ّ
وعرفها "محمد الدريج بأنها :الدراسة العلمية لطرق التدريس وتقنياته وألشكال تنظيم مواقف التعلم ،التي
يخضع لها التلميذ قصد بلوغ األهداف املنشودة سواء على املستوى العقلي أو على املستوى الوجداني أو على
املستوى الحس ي الحركي(.)2
إن التعريف السابق يعد مفهوما جديدا للتعليمية حيث عدها نظاما من األحكام واألساليب املتداخلة
واملتفاعلة ،تعنى بتحليل الظواهر واملشكالت التي تخص عملية التعليم والتعلم ،فهي بذلك أسلوب بحث في
التفاعل الحاصل بين األقطاب الثالثة (املعلم والتلميذ واملعرفة) .وهذا يعني أن املوضوع األساس ي للتعليمية
ُّ
دراسة الشروط الالزم توفرها في الوضعيات التعليمية-التعلمية دراسة علمية.
و"الديداكتيك" عند "عبد اللطيف الفارابي" هي :استراتيجية تفكر في املادة ،أو املواد ،وبنيتها املعرفية؛ حيث
إن ديداكتيك املادة الدراسية تفرض تأمال في املادة التعليمية ،وصياغة فرضياتها الخاصة انطالقا مما توفره
السيكولوجيا والسوسيولوجيا والبيداغوجيا ،وتفرض أيضا الدراسة النظرية والتطبيقية للفعل البيداغوجي
في تعليم املادة(.)3
عناصر التعليمية :تتكون العملية التعليمية من ثالث عناصر؛ املعلم ،والطالب وهو املتعلم ،واملنهج .ونجاح
أي عملية تعليمية مرهون بمدى تفاعل هذه العناصر الثالثة ،وفيما يلي توضيح وتحديد لكل دور منها:
-01املعلم (األستاذ) :يحتل املعلم ركيزة أساسية في نجاح العملية التعليمية ،باعتباره موجها ومرشدا ومالكا
للقدرات والكفايات التي تؤهله لتأدية رسالته ،ورغم التحول الذي شهده دوره واختالفه بشكل ملحوظ بين
يحفز على الجهد واالبتكار ،بعد أن كان مجرد املاض ي والحاضر ،إذ أصبح في املقاربة الجديدة منشطا ومنظما ّ
حد بعيدحامل وملقن للمعارف واملعلومات ،فإن تحديد فاعلية تعلم أي مادة وتعليمها ونجاحها متوقف إلى ّ
على جملة من الخصائص املعرفية والشخصية ،التي ال بد أن يتوفر عليها املعلم ،وفي ذلك يقول "عبد العليم
إبراهيم" :املقومات األساسية للتدريس إنما هي تلك املهارة التي تبدو في موقف املدرس وحسن اتصاله
بالتالميذ وحديثه إليهم ،واستماعه لهم ،وتصرفه في إجابتهم وبراعته في استهوائهم والنفاذ إلى قلوبهم...إلى غير
ذلك من مظاهر العملية التعليمية الناجحة(.)4
(Jean pierre Astolfie et autre, (1998): Mots clés De la Didactique De Science (repères, définitions, bibliographies) , de boeck, )1
2eme ed, paris, p5. ( 16
( )2مدخل إلى علم التدريس ( تحليل العملية التعليمية) ،الدريج محمد ،قصر الكتاب ،البليدة -الجزائر ،2000 ،ص.13
( )3معجم علوم التربية ،مصطلحات البيداغوجيا والديداكتيك ،عبد اللطيف الفارابي وآخرون ،سلسلة علوم التربية ،عدد 9و،10
مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء-املغرب ،1994 ،ص.69
(ّ )4
املوجه الفني ملدرس ي اللغةالعربية ،إبراهيم عبد العليم ،دار املعارف ،ط ،5القاهرة ،1985 ،ص.25
4
ومن أدوار املعلم(:)1
( )1رؤية إعداد املعلمين وتأهيلهم وفق متطلبات أنظمة الجودة" كخطوة أساسية للصالح املدرس ي ،كنعان أحمد علي ،بحث مقدم ملؤتمر
اإلصالح املدرس ي :تحديات وطموحات ،دبي ،في الفترة 18-17أبريل ،2007 ،ص.8
5
قراءة في كتب لسانيات النص وتحليل الخطاب (اختيار عرض وتقييم لبرنامج مادة لسانيات النص
11
نموذج .)01 وتحليل الخطاب.
قراءة في كتب لسانيات النص وتحليل الخطاب (اختيار عرض وتقييم لبرنامج مادة لسانيات النص
12
نموذج .)02 وتحليل الخطاب (تابع)
قراءة في كتب لسانيات النص وتحليل الخطاب (اختيار عرض وتقييم لبرنامج مادة لسانيات النص
13
نموذج .)03 وتحليل الخطاب (تابع)
قراءة في كتب لسانيات النص وتحليل الخطاب (اختيار عرض وتقييم لبرنامج مادة لسانيات النص
14
نموذج .)04 وتحليل الخطاب (تابع)
كةفةة ترقةةم املادة:
احملاضرة :امتحان مبرمج في نهاية السداس ي.
األعمال املوجهة :تقيم مستمر على طول السداس ي عن طريق األسئلة املباشرة ومراقبة الحضور واالنضباط
والتفاعل أثناء الحصة.
أهم املصادر واملراجع املبتمدة يف تدريس املادة:
7
-32املرسوم التنفيذي رقم 165-08املؤرخ في 17شعبان عام 1429هـ املوافق 19غشت سنة 2008م
واملتضمن نظام الدراسات للحصول على شهادة الليسانس وشهادة املاستر وشهادة الدكتوراه.
-33القرار رقم 136املؤرخ في 26جمادى الثانية عام 1430هـ املوافق 20جوان سنة 2009م املحدد للقواعد
املشتركة للتنظيم والتسيير البيداغوجيين للدراسات الجامعية لنيل شهادة الليسانس وشهادة املاستر.
-34القرار رقم 504املؤرخ في 15جويلية 2014الذي يحدد مدونة الفروع مليدان لغة وأدب عربي لنيل
شهادة الليسانس وشهادة املاستر.
-35القرار رقم 616املؤرخ في 24جويلية 2014الذي يحدد برنامج التعليم للسنة الثانية لنيل شهادة
ليسانس في ميدان لغة وأدب عربي فرع دراسات لغوية.
-36محضر اجتماع رؤساء اللجان البيداغوجية الوطنية للميادين املوسع لألمناء الدائمين للندوات الجهوية
املتضمن إنشاء مرجع االختصاصات في الليسانس املنعقد بجامعة سيدي بلعباس بتاريخ 04-03ديسمبر
.2014
-37محضر اجتماع اللجنة البيداغوجية الوطنية مليدان لغة وأدب عربي املتضمن إعداد مرجع تخصصات
الليسانس املنعقد بجامعة تبسة بتاريخ 08-07جانفي .2015
-38محضر اجتماع اللجنة البيداغوجية الوطنية مليدان لغة وأدب عربي املتضمن دراسة مطابقة تكوينات
الليسانس املعروضة من طرف املؤسسات الجامعية مع مرجع اللجنة البيداغوجية الوطنية للميدان ،املنعقد
بجامعة الجزائر ،2بتاريخ 22جوان .2015
يقتض ي تصحيح مسار اللسانيات العربية إعادة النظر في الوضع التعليمي لهذا املجال املعرفي الهام؛ وال سيما
في املراحل الجامعية (ليسانس ،ماستر ،دكتوراه) بالنظر إلى العالقة الوثيقة بين البحث العلمي في اللسانيات
وتدريسها .واملالحظات الواردة في هذا الفصل هي نوع من التقويم الذاتي .وهي ليست بأي حال من األحوال
حكما على الكفاءات املهنية ملدرس ي اللسانيات وأساتذتها في العالم العربي بقدر ما هي محاولة تسعى إلى أن
تبين أن بعض العوائق املنهجية التي أشرنا إليها في الفصول السابقة من هذا الكتاب تتغذى من الوضع
التعليمي الذي تعرفه اللسانيات في الجامعات العربية .وال غرو في ذلك فجميع جامعات العالم الحديث منار
مشروعة لنشر األفكار العلمية والدفاع عنها في اللسانيات وفي غيرها من مجااللت املعرفة العلمية واإلنسانية.
وما يهمنا في القمام األول هو األبعاد املنهجية والنظرية الثاوية في الكيفية التي تدرس بها اللسانيات في
الجامعات املغربية (والعربية بصفة عامة) وتحديدا في شعب (أقسام) اللغة العربية؛ والنتائج الفكرية
والتصورية املترتبة على هذا التلقين وعالقة ذلك بـ:
-01الخطاب التربوي (إذا افترضنا أن هناك بيداغوجية جامعية).
-02الخطاب اللساني العام.
-03الخطاب العلمي.
ومعلوم أن العالقة بين العلم وتدريسه عالقة معقدة تطرح أكثر من إشكال:
-01من ُي َد ّ ِّرس؟
ُ
-02من ن َد ّ ِّرس؟
8
س؟ -03ماذا ُن َد ّر ْ
ِّ
ُ
-04كيف ن َد ِّرس؟
ّ
هذه بعض التساؤالت التي يمكن اإلجابة عنها انطالقا من معطيات عملية وواقعية تهم تدريس اللسانيات في
شعب اللغة العربية بكليات اآلداب بالجامعة املغربية .ونتصور أن هذا الوضع ال يختلف عن باقي املعاهد
واملؤسسات الجامعية في العالم العربي كثير االختالف .نعتبر عملية تدريس اللسانيات في مستواها الجامعي
حالة من حااللت التواصل بمعناه العام التي تعكس جملة من أركان التواصل ودعائمه نقتصر منها على ثالثة
أركان ،هي:
-01الباث (األستاذ).
-02املتلقي (الطالب).
-03الرسالة (اللسانيات أو علم اللغة أو املعرفة اللغوية إجماال).
الباث :بالنسبة للباث أو املرسل ،وهو االستاذ مصدر املعرفة اللسانية يطرح علينا اسئلة من قبيل:
-01ما مستوى تكوينه اللساني واملعرفي والعلمي؟
-02ما تجربته الجامعية؟والبث مدرس اللسانيات أستاذ جامعي يفترض فيه أن يكون متخصصا في
اللسانيات بتلقيه دروسا فيها في تعليمه الجامعي األولي واملتقدم؛ أي في مستوى الدراسات العليا عبى أيد
أساتذة متخصصين عرب أو أجانب أو هما معا ،وقام فيها بإنجاز دراسات وبحوث أكاديمية .وقد يكون مدرس
اللسانيات منتخصصا في علوم اللغة العربية( نحوها ومعجمها وبالغتها وفقهها) ،وليس له إملام دقيق
باللسانيات ،وإنما قرأ عنها بلغة أجنبية أو ما ترجم منها إلى اللغة العربية في إطار ثقافته اللغوية العامة ،وقد
ُّ
وجد هذا املدرس نفسه ألسباب مهنية مضطرا إلكمال حصته االسبوعية (ساعات التدريس) ،فك ِّلف بتدريس
اللسانيات على الرغم من أنه ليس من ذوي االختصاص فيها أحيانا كثيرة.
بذل هؤالء االساتذة املدرسون ،متخصصون في اللسانيات وغير متخصصين فيها ،مجهودا جبارا كان له تأثير
إيجابي كبير ،ال يمكن إنكاره على أجيال عديدة من الطلبة ،بملء الفراغ الذي كانت تعاني منه كلياتنا في
بداية الثمانينات من القرن العشرين ،وهي الفترة التي أصبحت فيها اللسانيات تخصصا قائما بذاته (-1983
)1984كما أصبحت تدرس في عدة سنوات من اإلجازة في األدب العربي(.)1
املدرس املفعم بالحماسة الفكرية يلقي الدروس في علوم اللغة أو اللسانيات دون أي تخطيط نظري كان هذا ّ
مسبق .لقد كان الهدف األول هو توصيل هذه املعرفة للمتلقي نظرا إلى املكانة التي كانت تحظى بها اللسانيات
وفروعها في الثقافة العربية عامة( ،)2وفي الثقافة املغربية بصفة خاصة بوصفها مدخال للحداثة الفكرية واداة
إجرائية في التحليل األدبي.
( )1اللسانيات العربية أسئلة املنهج ،مصطفى غلفان ،دار ورد األردنية ،ط ،1عمان-األردن ،2013 ،ص.253-252
( )2بالنسبة لهذا املوضوع ينظر كتاب توفيق الزيدي :أثر اللسانيات في النقد العربي الحديث ،الدار العربية للكتاب ،تونس ،وكذلك:
اللسانيات العربية الحديثة ،منشورات كلية اآلداب ،الدار البيضاءن ،1998واللسانيات في الثقافة العربية الحديثة (حفريات النشأة
والتكوين) ،مكتبة املدارس للنشر والتوزيع ،الدار البيضاء.2006 ،
9
احملاضرة رقم 02التبريف باللسانةات وموضوعها ومنهجها
العتبارات منهجية وموضوعية ،يتطلب التعامل مع أي مادة لسانية نروم تدريسها في الجامعة القيام بـ :تحديد
وتوضيح طبيعة التحليل اللساني ،وبسط ملنطلقات النظرية واملنهجية الجوهرية في اللسانيات .وسنعرض فيما
يلي للتعريف باللسانيات في تقديم عام.
ّإن ّ
التغير في االتجاه الذي حدث في بداية القرن العشرين هو ّ
تحول من اللسانيات التاريخية التي تهدف إلى
معرفة طبيعة تاريخ اللغات ،والكشف عن أواصر العالقات املوجودة بينها ،وإعادة بناء اللغات األولى املنقرضة
إلى ما أصبح يعرف اليوم باللسانيات اآلنية ،التي تعنى بوصف اللغات وتحليلها كما هي موجودة في نقطة
ّ
معينة من الزمن وبالخصوص في الزمن الحاضر .وكان ّأول من نظر لهذا املنهج الجديد السوسيري فرديناند
دي سوسير.
-1فرديناند دي سوسير حياته ومؤلفاته :ينحدر الباحث فردينان دي سوسور امللقب بأب اللسانيات من
عائلة فرنسية عريقة من الطبقة األرستقراطية التي كان فيها البحث العلمي عادة متوارثة .ولد فردناند
دوسوسور عام 1857بجنيف نظرا لهجرة عائلته للوزان بسويسرا مع ظهور الحرب ّ
الدينية الفرنسية نهاية
القرن ،16وشاءت األقدار أن يولد بعد عام واحد من مولد سيجموند فرويد مؤسس علم النفس الحديث
وقبل عام من والدة دوركايم مؤسس علم االجتماع ،فكان لهذا الثالثي شأن كبير في توجيه مسار العلوم
إفنسانية ،وإحداث ثورة كوبرنيكية على املفاهيم القديمة واملناهج الكالسيكية(.)1
ولقد تخصص دي سوسير في سنواته األولى عام 1875في دراسة الفيزياء و الكيمياء مع أنه كان يشعر في
باختبار ّأو ٍلي حول العادات اللسانية للقرن 18و
ٍ الوقت ذاته إلى مليه لدراسة اللسانيات ،و في عام 1876قام
عالقتها بأصل اللغة آنذاك ،و في نفس السنة انتقل من جنيف إلى برلين حيث أقام هناك ّ
ملدة أربعة سنوات
َ
إلى غاية 1878ولقد سمح له ذلك السفر باقتحام عالم اللسانيات ،و في عام 1880تمكن دي سوسير من
إعطاء مكانة السمه في عالم اللسانيات في سن ال يتجاوز 21سنة بعد ما أنجز أطروحة الدكتوراه املوسومة
بـ ،le système primitif des voyelles dans les langues indo-européennes :النظام البدائي لحروف ّ
العلة
في اللغات الهندو أوروبية ،و في نفس العام عاد دي سوسير إلى فرنسا حيث تابع دروس قواعد اللغة املقارنة
ُ
للباحث Michel Bréalبمعهد الدراسات العليا و التي تعنى بدراسة تاريخ و تطور اللغات ليتحول بعد ذلك إلى
محاضر عام ،1881ولقد تمكن دي سوسور في تلك املرحلة من تحقيق نجاحات باهرة جراء املقاالت
ٍ أستاذ
ٍ
التي كان يعمل على نشرها باإلضافة إلى النقاط البارزة في كل املذكرات املتعلقة بمجتمع اللسانيات التي كان
يشرف عليها ،ليتحول بعد ذلك من أستاذ محاضر إلى نائب كاتب secrétaire adjointعام .1882
( )1اللسانيات النشأة والتطور ،أحمد مومن ،ديوان املطبوعات الجامعية ،قسنطينة ط ،2015 ،5ص.118
10
وفي عام 1891عاد الباحث فردينان إلى مسقط رأسه حيث تولى تدريس le sanskrit et la grammaire
( comparéeالسنسكريتية و القواعد اللغوية املقارنة) بجامعة جنيف ،و في عام 1907طرح الباحث فردينان
دي سوسير السؤال الرئيس ألسس األلسنيات العامة املتضمنة في كل أعماله السابقة لكنه لم يجب على هذا
األخير حيث ّأنه لم يعد ّ
يقدم أية تأمالت حول املوضوع.
ّ
فبعد كل اإلنجازات التي قام بها دي سوسير في حياته عرف في نهاية مطافه نوعا من اإلحباط ،حيث أنه لم
يعد قادرا على كتابة أي ش يء في مجال اللسانيات و منذ ذلك الحين توقف اإلنتاج املعرفي ّ
القيم ألب
السيميولوجيا فردناند دي سوسير إلى أن وافته املنية سنة 1913عن عمر يناهز 56سنة.
وبعد ثالثة سنوات من وفاته عمل طلبته على تدوين كل املعارف التي تلقوها من أستاذهم فردنان دي
سوسور في كتاب ّ
تم إصداره عام 1916حمل عنوان دروس في األلسنية العامة كما ذكرنا سالفا ،ولقد عمل
على ذلك كل من بالي وسيشهاي(.)1
أهم مؤلفاته( :)2ال تزال اإلصدارات املتعلقة بالباحث فردينانند دي سوسير دائما في خدمة البحث العلمي
ومن أبرزها:
-أطروحة الدكتوراه الصادرة تحت عنوان النظام البدائي لحروف ّ
العلة في اللغات الهندو أوروبية.
11
الطابع
ِّ إضفاء
ِّ ُ
تحرص على عناصره ،كما
ِّ ٌ
مسيطر على ٌ
نظام البنيوية تؤسس إلى ّأن النظام اللغو ّي
ّ املدرسة
ُ
تخضع لها اللغة(.)1 املستجدات التي
ِّ ات و
ملختلف التغير ِّ
ِّ العضو ّي
عناصره ُ
تجزئته و عز ُل عموما ُيمكننا أن نستنتج َّأن اللغة عند دي سوسور هي كيان مستقل ،من الصعوبة
ِّ
ّ
تاريخية تحوالت لتقلبات و ُ
يخضع سبر أغوار هذه العناصر و البحث عنها في عزلتها ،فكل عنصر لغوي
ٍ ٍ ومن ثم ِّ
ّ يوسمه الباحثونُ ٌ ٌ ّ ٌ
بشرطية متفرد و ليس منتميا وهذا ما عنصر التعامل معه على أنه من الخطأ النظر إليه أو
اللغة عند دي سوسير .
أسس اللسانةات عند دي سوسري :مما ال شك فيه ّأن كتاب دي سوسير "محاضرات في اللسانيات العامة" قد
بلغ قيمة علمية كبيرة ال تضاهيها أية قيمة أخرى في اللسانيات الحديثة قبل هذا العصر .فقد ساعد على
تحديد مجرى لسانيات القرن العشرين واالبتعاد بها كليا عن مناهج اللسانيات التاريخية.
ّ
ومن األمور التي اشتهر بها "دي سوسير" استخدامه لظاهرة ملفتة لالنتباه تمثلت فيما يسمى بالثنائيات .ومن
ّ
تأثر بالنظرية الكالسيكية القائلة ّ جدا أن يكون هذا ّ املمكن ّ
بأن ثمة وجهين مختلفين لكل ش يء في الرجل قد
هذا الكون كالهما يكمل اآلخر .وقد ظهرت هذه الفكرة من قبل عند أرسطو وديكارت ،واستعملها دي سوسير
ّ
من جديد في شكل دعائم مزدوجة أو تفرعات ثنائية .وباإلضافة إلى هذا فقد أكد على أهمية دراسة الكالم
عوض النصوص املكتوبة ،وعلى تحليل النظام الباطني للغة بدال من املقارنات املعجمية والنحوية ،وعلى وضع
( )1التفكير اللغوي بين القديم والجديد ،كمال بشر ،مكتبة الشباب ،دط ،دت ،ص.102
( )2علم اللغة العام ،فردينان دي سوسور ،تعريب يوئيل يوسف عزيز ،دار آفاق ّ
عربية ،بغداد ،ط ،1985 ،1ص.3
( )3ينظر :سوسير أو أصول البنيوية ،جورج مونان ،تر :جواد بنيس ،مؤسسة الرحاب ،لبنان ،دط ،2015 ،ص.77
12
اللغة في وسطها االجتماعي بدال من النظر إليها جملة من السمات الفيزيائية .وبشكل عام فقد ّ
تطرق دي
سوسير إلى ّ
عدة مسائل نظرية ال يمكن للدارس املبتدئ االستغناء عنها أبدا(.)1
*كتاب محاضرات في اللسانيات العامة :لقد بات معوفا ّأن دي سوسير لم يشتهر بما كتبه من بحوث مقارنة
ّ
في رسالتين عن احرف العلة في اللغات الهندوأوروبية ،وعن حالة الجر املطلق في اللغة السنسكريتية ،إنما
اشتهر بكتاب لم يكتبه هو :محاضرات في اللسانيا العامة ،cour de linguistique generaleفقد قام اثنان من
تالميذه في جنيف بإعداد هذا الكتاب معتمدين في ذلك على أمليات سجلها زمالؤهم .والتلميذان هما "بالي"
و"سيشهاي" ،وصدر عام 1916م ،أي بعد وفاة املؤلف بثالث سنوات .ومع ّأن الظروف التي ظهر فيها الكتاب
لكن ما في الكتاب لم ّ
يقدر لم تكن مالئمة بسبب الحرب العاملية األولىّ ،
فإن الكتاب لقي الكثير من االهتمامّ .
ّ ّ
حق قدره إال بعد عام ،1963والسيما عام 1967الذي شهد انتشارا واسعا ألفكار دي سوسير ،فقد تجاوز
ّ صحة ما ّالكثير من الدارسين تلك التحفظات التي أثيرت حول ّ
تقدمه األمليات من فكر املعلم بعد جدال
ِّ
ونقاش طويلين(.)2
يقع الكتاب في مقدمة وخمسة أجزاء ،وهو في حوالي مئتين وثمانين صفحة من القطع الصغير ،ترجم الكتاب
مرات منها ترجمة "يوسف غازي ومجيد النصر" عام ،1984وترجمه "صالح القرمادي ومحمد إلى العربية ّ
عدة ّ
عجينة ومحمد الشاوش عام ،1980وصدر في تونس بعنوان "دروس في األلسنية العامة" وترجمه "يوئيل
يوسف عزيز" عام ،1985وصدر ببغداد بعنوان "علم اللغة العام" وترجمه عن اإلنجليزية "أحمد نعيم
الكراعين" ،ونشرته دار املعرفة الجامعية باإلسكندرية من دون تاريخ.
ثنائةات دي سوسري:
ّ
/1اللسان/اللغة/الكالم :يرى "دي سوسير" ّأن الظاهرة اللغوية تتمثل في ثالث مصطلحات أساسية :اللسان
،LE LANGAGEواللغة LA LANGUEوالكالم ، LA PAROLEوقد اكتسبت هذه املصطلحات صبغة عاملية في
اللسانيات الحديثة ،واستعملت كما هي دون ترجمة خاصة في اللغات األوروبية ،ويدل اللسان على النظام
ّ ّ
ويضم كل ما يتعلق بكالم البشر ،وهو بكل بساطة لسان أي قوم من األقوام ،ويتكون من العام للغة،
ظاهرتين مختلفتين :اللغة والكالم(.)3
ّ
وفي هذا الصدد يقول دي سوسير" :ال ينبغي الخلط بين اللغة واللسان ،فما اللغة إال جزء محدد منه ،بل
عنصر اساس ي ،وهي في الوقت نفسه نتاج اجتماعي مللكة اللسان ،ومجموعة من التواضعات الضرورية التي
ّ
والتطور ،ص.121 ( )1اللسانيات النشأة
( )2مبادئ اللسانيات ،أحمد محمد قدور ،دار الفكر املعاصر ،بيروت لبنان،ط،1999-1419 ،2ص.17
( )3اللسانيات النشأة والتطور ،ص.124
13
تبناها الجسم االجتماعي لتمكين األفراد من ممارسة هذه امللكة .وإذا نظرنا إلى اللسان ككل ،فإننا نجده
ّ
متعدد الجوانب ومتغاير الخواص ،وألنه يمتد في غير اتساق إلى أصعدة مختلفة في آن واحد منها الفيزياء
ّ والفيزيولوجية والسيكولوجيةّ ،
فغنه ينتمي في الوقت نفسه إلى الفرد وإلى املجتمع ،وألنه ليس بإمكاننا
ّ
البشرية"(.)1 اكتشاف وحدته ،فال نستطيع إذن تصنيفه في ّأية فئة من الوقائع
واللغة في نظر دي سوسير ،واقعة اجتماعية ،وخصوصياتها ليست مجردة بل متواجدة بالفعل في عقول
الناس .وبعبارة أخرى ،فهي مجموع كلي متكامل كامن ليس في عقل واحد ،بل في عقول جميع األفراد الناطقين
بلسان معين .ونالحظه يشبه اللغة بالقاموس الذي يمثل في األصل الذاكرة الجماعية ملا يحتويه من عالمات ال
"إن اللغة توجد على شكل مجموعة من البصمات يطيق الفرد الواحد أن يختزنها في دماغه وذلك بقولهّ :
املستودعة في دماغ كل عضو من أعضاء الجماعة على شكل معجم تقريبا ،حيث تكون النسخ املتماثلة
ّ
موزعة بين جميع األفراد وهي ال تتأثر بإرادة املودعين ،ويمكن صياغة نمط وجودها بهذا الشكل
( 1=...1+1+1+1نموذج جمعي)(.)2
ّإن اللغة كنز اجتماعي من الوحدات والقوانين يمثل نظاما عاما ال يمكن للفرد أن يحيد عنه .فإذا طلبنا من
ّ أيذ إنسان متعلم أن ّ
يصرف الفعل "كتب" مع جميع الضمائر في املاض ي أو املضارع ،فإنه يحاول جاهدا أن
ّيتبع قواعد التصريف املتعارف عليها دون إلحاق أي تغيير بالنظام العام .لذا ّ
فإن موضوع اللسانيات هو اللغة
بكل جوانبها النحوية والصوتية واملعجمية املترسمة في عقول جميع الناس عن لغتهم وليس ما يتفوهون به.
ومهما يكن من أمر فإن التأثر الشديد بالنظرية االجتماعية لدوركايم قد ّأدى بدي سوسير إلى املبالغة في
الطابع الفو-شخص ي أو االجتماعي للغة .خاصة إذا ما علمنا ّانه يعترف ّ
بأن التغيرات التي تطرأ على اللغة
تنطلق من التغيرات التي يحدثها الفراد في الكالم(.)3
ّ
أما الكالم ،فإنه فعل كالمي ملموسن ونشاط شخص ي مراقب ،يمكن مالحظته من خالل كالم األفراد أو
ّ كتاباتهم ،فهو مطابق ملفهوم األداء الذي وضعه تشومسكي ،وقد ّ
عرفه دي سوسير قائال" :إنه مجموع ما يقوله
األفراد ويشمل:
( )1محاضرات في اللسانيات العامة ،دي سوسير ،تر :يوسف غازي ،مطبعة املؤسسة الجزائرية ،الجزائر ،1986 ،ص.21
( )2محاضرات في اللسانيات العامة ،دي سوسير ،تر :يوسف غازي ،ص.21
ّ
والتطور ،ص.124 ( )3اللسانيات النشأة
14
ب-أفعاال فونولوجية إرادية أيضا وضرورية لتنفيذ هذه األنساق .إنه ليس وسيلة جمعية ،وتكون مظاهره
ّ
فردية ووجيزة للغاية ،وال توجد فيه إال مجموع األفعال الخاصة كما في الصيغة التالية(.)1()...1+1+1+1
ومن الناحية العلمية ،يمكننا أن نصل إلى لغة جماعة ما عندما نأخذ بعين االعتبار عددا كبيرا من مظاهر
كالم األفراد .وعليه فإن الكالم ال يكتس ي أهمية كبيرة بالنسبة للساني ألن موضوع اللسان هو اللغة في
مجموعها الكلي ،ولكن دراسة الكالم تفيد كثيرا في بعض الحاالت كالحبسة وتحليل األسلوب ،واألمراض
العقلية والنفسية .وبما ّأن اللغة في نظر دي سوسير نظام من العالمات بدال من نظام من الجمل ،فهذا ّ
يدل
على ّأن التركيب قضية خاصة بالكالم وليس باللغة .وقد انتقد "سامبسون" هذا املوقف بقولهّ :إن النحو
ّ
مسألة اصطالح وتواضع ،وما على األفراد إال اتقان التراكيب النحوية للتمكن من صياغة أنواع الجمل
املختلفة .ثم أردف قائال :مادام دي سوسير يرى أن اللغة نظام من العالمات فإن وصف اللهجات الفردية ّ
يعد
بالنسبة إليه شيئا معقوال ولكن ال يوجد في الواقع فرد متضلع يتقن مجموع العالقات الداللية التي تحدد
معاني املفردات التي يستعملها .وقد ّأدت هذه النظرة السوسيرية باملدارس اللسانية األوروبية إلى تجاهل أو
عدم التركيز بين اللغة والكالم له أهمية كبيرة في اللسانيات وفي الفروع املعرفية األخرى وعلى ّ
كل علم من هذه
العلوم أن يتناول بالبحث والدراسة الوجهة التي تتماش ى واملبادئ العامة التي ُبني عليها(.)2
الدال/املدلول(العالمة اللغوية)
*اعتباطية العالمة
*القيمة اللغوية
التزامنية/التعاقبية
15
احملاضرة رقم :03مسار اعتماد الربامج التبلةمةة يف اجلامبة اجلزائرية
تمثل الجامعة في مختلف املجتمعات املحور األساس ي التي تهتم بنقل وتوصيل املعرفة بمجاليها النظري
والتطبيقي والتراث الثقافي ،وتدعيم املجتمع بالطاقة املؤهلة التي تمكنه من تنميته في مختلف امليادين ،ويرى
Alain Touraineأن للتعليم العالي ثالث وظائف أساسية مرتكزة على ثالث مستويات متعلقة بوظائف
املجتمع ،وهي البحث ،نشر املعرفة ،وتنشئة الشباب وبهذا فهي تعمل على اإلنتاج،التكيف وإعادة اإلنتاج
والتي تعبر في مجملها على الوظيفة االجتماعية للجامعة:
أ-اإلنتاج :تكتمل الوظيفة اإلنتاجية للجامعة بالبحث الذي تعطي له بعض الجامعات ميزانية هامة باعتباره
الثروة األساسية لخدمة الجهاز االقتصادي ،السياس ي ،واالجتماعي .وغيرها.
ب-التكيف :يعتبر التكيف دورا بديهيا للجامعة لكنه أقل وضوحا في التطبيق فالجامعة تحضر مناصب عمل
مستقبلية إضافة إلى إعادة التحديد والتعريف الدائم لجدول التكوينات املهنية ،فهي أداة تكيف املجتمع
حسب التغيرات تتكون فيها أنماط العالقات االجتماعية ،االتصال...ومن الصعب عزل النتائج الخاصة بعدم
تكيف الجامعة وتأخرها في مجال العصرنة ،أو عدم قدرتها على إنتاج بعض أنماط العالقات االجتماعية
واالعتبارات الثقافية عن باقي املجتمع.
ج-إعادة اإلنتاج :تقوم به الجامعة بوعي منها لتكوين النخبة االجتماعية مسؤولة عن قيادة املجتمع ،وانطالقا
من هذه الوظيفة تعتبر الجامعة أداة مباشرة للدفاع عن النخبة االجتماعية التي تتحمل هذه املسؤولية عند
مباشرتها العمل.
وهكذا نؤكد أنه ومنذ نشوء الجامعات وهي تقوم بوظيفتين قارتين هما التعليم والبحث ال انعزال ألحدهما
عن األخر ،فالجامعة ال تعتبر معهدا للبحث فقط بل هي أيضا هيئة بحث وهذا ما يقره ويؤكده مختلف
العلماء باعتبار أن وظيفتها ال تقتصر على تعليم أكبر عدد ممكن من طلبة العلوم املوجودة ،لكن تتعدى
ذلك للمساهمة في إنشاء العلوم التي هي في طور االنجاز وفكرة الجامعة مرتبطة حتميا بوجوب بحث رئيس ي
ونزيه.
ّ
ويعد البحث العلمي أحد الوظائف الثالث التي يستند عليها التعليم الجامعي في مفهومه املعاصر ،فاملتوقع من
الجامعة أن تقوم بتوليد املعرفة واالختراعات املطلوبة عن طريق متابعة البحث والتعمق العلمي واإلسهام في
تقدم املعرفة العلمية لوضعها في خدمة اإلنسان واملجتمع عن طريق تشخيص مشكالته االجتماعية
واالقتصادية .عالوة على كونه رافدا من روافد التنمية االقتصادية واالجتماعية مما يؤدي إلى رفع مؤشرات
التنمية البشرية في عمر متوقع ودخل الفرد ،ومعدالت التعليم في املستويات املختلفة ،وتحسين اإلنتاجية
16
،األمر الذي يؤدي في نهاية املطاف إلى ازدهار التنمية االجتماعية ،وزيادة معدالتها وإيجاد الحلول املناسبة
للتحديات التي يواجهها املجتمع املحلي والعالمي ،وتتجسد هذه الوظيفة خاصة في البلدان املصنعة في
البحوث األساسية والتطبيقية التي تربط العلم بالتقنية والصناعة إذ أن "البحوث األولى مو جهة نحو تنقيب
إبداع واستيعاب معرف علمية جديدة ،وهي تساعد على تحديد حدود وإمكانيات البحوث الثانية التي يجب
عليها أن تمرر نتائج البحوث األولى (البحوث األساسية) في مجال اإلنجاز والتطبيق.
قبل الحديث عن اعتماد البرامج الجامعية الجزائرية يستحسن بنا أن ّ
نعرف بنظام التعليم فيها ليمكننا ذلك
من أخذ فكرة واضحة عن مراحل اعتماد البرامج الجامعية ومسارها الكلي.
عرفت الجامعة الجزائرية إصالحات عديدة في مسارها منذ االستقالل ،وآخرها هو اعتماد نظام الـ :لـ م د.
والذي هو مهيكل ضمن ثالث أطوار تعليمية هي:
-01الطور األول :وهو عبارة عن طور يسمح بالتعرف على الحياة الجامعية والتكييف معها وكذا اكتشاف
التخصصات املتاحة ويمتد لسداسيين (السنة األولى) وهو يخص جميع طلبة الشعبة (نفس الوحدات
التعليمية واملواد لجميع طلبة الشعبة.
-02الطور الثاني :وهو طور يسمح بتعميق املعارف باإلضافة إلى التوجيه التدريجي ويمتد كذلك لسداسيين
(السنة الثانية) وينقسم إلى مسارات مختلفة ،بحيث يمكن للطالب االنتماء ألي مسار تعليمي ،علما أن
التكوين مشترك ما بين مختلف املسارات بنسبة %80ومميز أو خاص بنسبة %20وهو ما يتيح فتح املعابر
فيما بين املسارات.
-03الطور الثالث :ويتمثل في طور التخصص باعتباره يمكن الطالب من اكتساب املعارف واملهارات في
التخصص املختار ضمن مسار محدد ويمتد هو اآلخر لسداسيين (السنة الثالثة) ويعد التكوين فيه متخصصا
بنسبة %80ومشتركا بنسبة %20في إطار تخصصات املسار وفتحا أيضا للمعابر فيما بين تخصصات املسار
املعني.
ونظام ل ـ ـ م د هو مراجعة للتعليم العالي تسعى لتطبيقه كل الدول الحريصة على نموها اإلقتصادي ،وهذا ما
فعلته الدول األوروبية وفق برنامج بولون الذي كان تكملة لبرنامج إيراسموس ماندوس ،هذا األخير ظهر في
1987يسمح لثالث جامعات أوروبية باالتحاد من أجل تحضير شهادة ماستر مشتركة يتم اقتراحها على طلبة
جامعة أربعة غير أوربية و املاستر املمنوح يفتح املجال لالعتراف به في البلدان األعضاء.
يعرفه الفضاء األوربي للتعليم العالي :هو عبارة عن تنظيم الدراسات الجامعية في ثالث مراحل:
17
الليسانس :تحضر في ثالث سنوات بعد الحصول على البكالوريا.
الدكتواره :وتحض في ثالث سنوات وهذا بعد الحصول على شهادة املاستر.
الدرارسة في طور اليسانس واملاستر تكون منظمة على شكل سداسيات ،وكل سداس ي يحتوي على مجموعة
من الوحدات التعليمية حيث توجد من وحدتين إلى ثالث وحدات في كل مسار ويوجد هذا النظام في مسارات
دراسية تقودنا إلى أحد االختيارين:
وتعرفه و زارة التعليم العالي والبحث العلمي على أنه :هندسة جديدة للتعليم العالي متصلة بثالث مستويات
للتكوين ليسانس ،ماستر ،دكتوراه ،والدراسة في نظام ل م د تكون على شكل ميادين ،وامليدان عبارة عن
مجموعة من التخصصات والفروع املرتبطة واملتشابهة .تحت ميدان واحد.
من خالل التعريفات يتضح أن و زارة التعليم العالي والبحث العلمي تبنت هذه الهيكلة التعليمية الجديدة كأحد
مست النظام التعليمي الجامعي موضحة املدة الزمنية لكل اإلصالحات املنتهجة لتصحيح االختالالت التي ّ
مستوى من مستويات التكوين كما أن الدراسة تكون منظمة على شكل ميادين أي التحام مجموعة من الفروع
والتخصصات التي تكون متشابهة فيما بينها في ميدان واحد.
نظام تعليمي ّ
تم استحداثه في الجامعة الجزائرية يهدف إلى تقديم تكوينا علميا للطالب على أساس الطلب
االجتماعي وتأهيلهم ليتمكنوا من خدمة مجتمعهم ،كما يسعى إلعطاء البعد الدولي للنظام التعليمي والشهادة
الجامعية تكون الدراسة فيه على شكل سداسيات وكل سداس ي يحتوي على مجموعة من الوحدات التعليمية
كما ّأن املدة الزمنية :ليسانس ثالث 03سنوات ،ماستر 02سنتين ،دكتوراه 03ثالث سنوات والدراسة تكون
ّإما بحثية أو مهنية ،وسيتم التطرق فيها النظام إلى أربع متغيرات أساسية ملعرفة واقعها في الجامعة الجزائرية
البرامج التعليمية،املرافقة البيداغوجية،البحث العلمي،تدويل الشهادة الجامعية.
18
ويتميز نظام الليسانس واملاستر والدكتوراه ب ـ :نظام التعليم العالي الوطني(ليسانس وماسترودكتوراه) بـ:
مسار التكوين:
تتهيكل املسارات الجامعية وفق مسارات تكوين متنوعة ّ
ومكيفة.
مكيف حسب أهداف ّ
محددة .حيث عد مسار التكوين تركيب منسجم لوحدات التعليم وفق منطق للتدرج ّو ُي ّ
تسمح هذه التركيبات داخل امليدان ،بمنح اختيار مسا ات ّ
متعددة باالنتقال من منطق املسارات املفروضة ر
ّ
ومتعددة التخصصات ،ذات إلى منطق مسا ات أكثر مرونة ،بحضور متميز للطالب ،تدمج مقاربات م ّ
تعدية ر
طابع منهي.
التوجيه التدريجي للطالب حسب مشروعه املنهي أو الشخص ي من خالل نظام املعابر ما بين مختلف
املسارات .ثم وضع نظام للمعابر ما بين مختلف مسارات التكوين ،لتمكين الطالب من بناء مسار فردي عن
طريق التوجيه وإعادة التوجيه ،أين يمكنه تثمين مكاسبه ومن ثمة االستفادة من تدرج مرن في دراساته.
في البداية يتم يصمم عرض التكوين ،حسب أهداف أكاديمية مع األخذ بعين االعتبار احتياجات الجامعات
و/أو حسب أهداف مهنية مع مراعاة التكفل باحتياجات القطاع االجتماعي واالقتصادي.
ُ ّ
تتكفل فرقة التكوين املشكلة من أساتذة جامعيين ومهنيي القطاع االجتماعي واالقتصادي ،لعرض التكوين.
19
يكتس ي عرض التكوين في الليسانس ّإما طابعا "أكاديميا" أو طابعا "مهنيا ".ويؤدي الطابع األكاديمي ،بالدرجة
األولى ،إلى مسار منهي في التعليم والبحث ،بينما يؤدي الطابع املنهي ،بالدرجة األولى ،إلى الحياة املهنية.
ويرتكز عرض املاستر بشكل قوي على مخابر البحث في الجامعة ويتفرع بدوره إلى غايتين :إما غاية "البحث
"أو غاية " مهنية ".
يصمم عرض التكوين من طرف فرقة التكوين ويقترح من قبل املؤسسة على شكل دفتر شروط ،وتخضع
دفاتر الشروط إلجراء التقييم والتأهيل:
على املستوى الجهوي :فحص وتقييم من طرف اللجان الجهوية للتقييم ،ثم املصادقة عليها من طرف
الندوات الجهوية.
على املستوى الوطني :فحص وتقييم من طرف اللجان البيداغوجية الوطنية للميدان ،ثم املصادقة عليه أو
تأهيلها من طرف اللجنة الوطنية للتأهيل.
وقبل مرور مسارات التكوين إللى املستوى الجهوي أو الوطني فإنها تعتمد على املجلس العلمي للكلية ،الذي من
مهامه(:)1
()1
ينظر :املرسوم التنفيذي رقم 279-03املؤرخ في 24أوت 2003واملعدل و املتمم باملرسوم التنفيذي رقم 343-06املؤرخ في 27
سبتمبر ،2006والذي يحدد مهام الجامعة و القواعد الخاصة بتنظيمها وكذا تشكيلة ومهام املجلس العلمي للكلية .والقرار الوزاري
املؤرخ في 05مايو 2004والذي يحدد كيفيات سير املجلس العلمي للكلية.
20
-اقتراحات فتح شعب ما بعد التدرج وتمديدها و/أو غلقها وتحديد عدد املناصب املطلوب شغلها.
-دراسة حصائل النشاطات البيداغوجية و العلمية للكلية التي يرسلها عميد الكلية إلى مدير الجامعة مرفقة
بآراء املجلس وتوصياته.
أما املجلس العلمي للجامعة ،فمن مهامه :القيام بإصدار توصيات وآراء حول :املخططات الفصلية والسنوية
واملتعددة السنوات للبرامج التعليمية وخطط البحث.
21
احملاضرة رقم 04تبلةمةة مادّة "اللسانةات البامّة"
-)01أهمةة مادة "اللسانةات البامّة" يف مسار الدراسة لطلية قسم اللغة واألدب البربي :لقد أدرك واضعوا
البرامج الدراسية في ميدان اللغة واألدب العربي أهمية "مادة اللسانيات العامة" لطلبة ميدان اللغة واألدب
العربي فأدرجوها ضمن البرنامج العام لليسانس في اللغة واألدب العربي في الطور الثاني (السنة الثانية)،
وتحديدا في السداس ي الثالث منه أي في مرحلة الجذع املشترك ،فهي موجهة لجميع الفروع الثالثة املتوفرة في
مرحلة الليسانس ،والتي تتمثل في :فرع دراسات لغوية ،وفرع دراسات أدبية ،وفرع دراسات نقدية ،كما هو
مبين في الوثيقة أدناه .فكل الفروع الثالثة معنية بهذه املادة وليس فقط فرع دراسات لغوية.
ولقد أدرجت مادة "اللسانيات العامة ،ضمن الوحدة األساسية ،وخصص لها 04أرصدة و 02في املعامل .كما
أنها معززة بحصتين خالل األسبوع؛ حصة بساعة ونصف للدروس النظرية ،وأخرى بساعة ونصف لألعمال
املوجة.
ّ
العامة" القيمة نفسها في النظام التعليمي السابق في مرحلة وجدير بالذكر أنه قد كان ملادة "اللسانيات
الكالسيكي (قبل ،)2010فقد كانت تدرس في السنة الثانية من التعليم الجامعي لطلبة الليسانس في اللغة
واألدب العربي ،وقد رصد لها معامل مرتفع يعكس أهميتها ،كما أنها كانت تحظى بحصتين واحدة للمحاضرات
بحجم ساعة ونصف تقدم فيها الدروس النظرية ،وأخرى لألعمال املوجة في ساعة ونصف كذلك لتقدم فيها
بحوث لتعميق املعارف النظرية .مع العلم أن اللسانيات العامة هي ّ
املادة اللسانية األولى أو الوحيدة التي كان
يتلقاها الطلبة الجامعيون في مقرراتهم الدراسية حينما ادرجت املواد اللسانية في املقررات التعليمية
الجامعية ،ربما كان ذلك في بداية التسعينات.
22
-)2اخللفةة البلمةة واملنهجةة ملادة "اللسانةات البامة" :ال يمكن التوغل في موضوعات اللسانيات وفروعها
والتعمق في مفاهيمها دون أن يحصل الطالب الجامعي على أهم املفاهيم واملصطلحات الضرورية في مادة
اللسانيات ،ولذلك وضع علماء اللسانيات ومدرسوها في الجامعات منواال أطلقوا عليه عنوان" :اللسانيات
العامة" ،فكما هو معتمد في جميع العلوم التي تدرس في الجامعة ّ
يقدم للطلبة في سنتهم األولى مدخال في
بدايات العلوم ،مثل :مدخل إلى االقتصاد لطلبة االقتصاد ،ومدخل للعلوم القانونية لطلبة القانون ،ومدخل
للعلوم االجتماعية وهكذا.
ومن شأن هذه املناويل التمهيدية أنها تمهد للعلم املدروس ،حيث يتوفر فيها مواد عن تاريخ العلم؛ نشأته
وتطوره ،ويتعرف فيه على أهم رواد هذا العلم وأهم التصانيف املؤلفة فيه ،ثم يتطرق فيه ملوضوع العلم
املدروس ،كما أنه يقدم فيه أهم اتجاهات وتيارات هذا املنوال العلمي.
ولذلك فإن لهذه املناويل أهمية قصوى في مسار العلم الذي نحن بصدده ،فال يمكن للطالب أن يتعمق في
مضامين العلم ،دون أن يلم بأهم جوانبه ومصطلحاته وتياراته وأفكاره .ولذلك فإن املناويل التمهيدية حقها
أن تكون في صدارة املواد الدراسية من حيث الزمن ،أي يجب أن تبرمج في السنة األولى أو على أقص ى تقدير
في السنة الثانية من املسار الدراس ي ،كما أنها يجب أن تحظى بحجم ساعي هام وكاف من شأنه أن يحقق
23
االستفاء الكامل للبرنامج املخصص ،كما انه يجب أن يسند هذا املنوال ألكثر األساتذة إحاطة به وتخصصا
فيه.
َّ
الفرنسية أو وإذا جئنا ملنوال "اللسانيات ّ
العامة" ،والتي تقابل في الترجمة عبارة Linguistique Généraleفي
َّ
اإلنجليزية ،فإنه منوال يستمد موضوعاته من كتاب سوسير املشهور "محاضرات في General Linguisticsفي
اللسانيات العامة" ،الذي هو في األصل عبارة عن أمليات كان يلقيها سوسير على طلبته في الجامعة قبل وفاته
سنة ،1913حيث قام بعض طلبته بجمعها وتنسيقها ليخرجوها للنور سنة .1916
ولقد أصبح مستقرا لدى الد اسين للسانيات أن اللسانيات العامة ّ
تقدم فيها املوضوعات التالية في شكل ر
محاضرات قد يخصص لعنصر منها عدة حصص من الحصص املبرمجة للسانيات:
-01تقييم البرنامج من حيث التحديد الزمني :من خالل الوثيقة السابقة ،ومن خالل ما قلناه في بداية هذه
املحاضرة ،فإن اللسانيات العامة كمادة قد برمجت في السنة الثانية لجميع طلبة ميدان اللغة واألدب العربي
في السداس ي الثالث (في مرحلة الجذع املشترك) ،وهذا اعتراف بأهميتها لجميع التخصصات فحتى طلبة النقد
والدراسات األدبية هو بحاجة للتعرف على اللسانيات ،فال يخفى على أحد أن االتجاهات النقدية املعاصرة
قد استمدت من اللسانيات الكثير من املفاهيم واملصطلحات.
فبرمجة اللسانيات العامة في هذه الفترة من مسار الدراسة فيه كثير من الداللة ،ويحظى بكثير من التوفيق،
فالطالب وهو مستجد في حياته الدراسية بالجامعة يحتاج للتعرف على اللسانيات التي أصبحت تهيمن على
جميع األنساق املعرفية املعاصرة.
-02تقييم البرنامج من حيث االعتمادات البيداغوجية املرصدة له :من املؤشرات على أهمية مادة اللسانيات
العامة ضمن البرنامج العام لطلبة اللغة واألدب العربي أنها مهيكلة ضمن الوحدة األساسية ،وهذا ما يعكس
تقديرها بمعامل جيد ( ،)02ورصيد مهم ( .)04كما أنها معززة بحصص لألعمال املوجهة لتعزيز قدرة الفهم
واإلدراك واالستيعاب ملضمون املادة.
25
-من حةث استةفائه لبناصر املوضوع :نالحظ أن البرنامج قد شمل أهم عناصر مادة اللسانيات العامة ،التي
تتوفر عليها الكتب التمهيدية في اللسانيات والتي تمثل موارد لهذا املوضوع ،مثل كتاب محاضرات في
اللسانيات العامة لدي سوسير وترجماته املختلفة للعربية ،وكتاب املدخل إلى علم اللغة لرمضان عبد التواب،
وكتاب علم اللغة العام لعبد الصبور شاهين ،وكتاب مدخل في اللسانيات لصالح الكشو ،وكتاب اللسانيات
النشأة والتطور ألحمد مومن ،وكذلك كتاب مبادئ اللسانيات ألحمد محمد قدور ،وغيرها.
فقد قدم هذا البرنامج ملادة "اللسانيات العامة" بمدخل عن تاريخ الفكر اللغوي وخصص لها حصتين ،وهذا
أمر مهم جدا ومفيد للمتعلم ،وتحدث عن موضوع اللسانيات في حصتين ،إال أن املالحظ أنه أعطى ملوضوع
مستويات التحليل اللساني (أغلب الحصص بـ 05حصص) ،وهذا يؤدي إلى استحواذ موضوع معين على
مساحة البرنامج كلها ،وهذه من سلبيات البرنامج ،ألن هذا التمدد لبعض املفردات سيكون على حساب
عناصر أخرى مثل :األبعاد االجتماعية والنفسية والسيميولوجية للغة مثال التي لم يتطرق إليها البرنامج .فهذا
البرنامج عرف حشوا زائدا كان ينبغي التخلص منه ،كما أنه عرف نقصا في بعض عناصره كان ينبغي
استكماله.
-من حةث التزامه بالتسلسل الزمين واملنطرقي يف ييراد لبناصر املوضوع :لقد احترم برنامج اللسانيات العامة
املذكور أعاله فلسفة التسلسل الزمني واملنطقي لعناصره ،حيث ابتدر البرنامج بمدخل عام عن الجهود
اللغوية لألمم القديمة ولألوروبيين في القرنين الثامن والتاسع عشر ،وهذا األمر له أهميته حيث سيؤدي إلى
إقامة مقارنة بين منهج اللسانيات املناهج القديمة حتى يتعرف الطالب على هذا املنوال الجديد ،فال يمكن
للطالب أن نتعرف على الجديد وذهنه خال من التصورات السابقة وما كان سائدا قبل هذا التحول في
الدرس اللغوي .ثم بعد ذلك يخلص البرنامج إلى التعرف على موضوع اللسانيات ومفاهيمها في العناصر الثالثة
املوالية ،ثم ينتقل ملعرفة إجراءات التحليل اللساني من خالل عنصر مستويات التحليل اللساني .إن االلتزام
بالتسلسل الزمني واملنطقي للعناصر في أي مادة تعليمية سيؤدي إلى تحقيق االنسجام واالتساق بين عناصر
البرنامج ،وهذا كله سيثمر في األخير في تحقيق الفهم واإلدراك ملوضوع املادة قيد التعليم.
-من حةث استمرارية املادة وتكررها ضمن املسار الدراسي :لقد برمجت ّ
مادة "اللسانيات العامة" مرة واحدة
خالل املسار الدراس ي لطلبة ميدان اللغة واألدب العربي في مرحلة الليسانس وفي مرحلة املاستر ،وليس لها
امتداد في هاتين املرحلتين كذلك ،وهذا أمر مفهوم وله ما يبرره ،حيث إن املواد التمهيدية ومقدمات العلوم
في جميع التخصصات ال ترد إال مرة واحدة خالل املسار الدراس ي ،وإنما األمر الذي يحدث هو أنه يتم تفجير
عناصر البرنامج في هذه املواد لتصبح مواد جديدة تحظى ببرنامج دراس ي هي األخرى.
26
احملاضرة رقم 05تبلةمةة مادّة "املدارس اللسانةة"
-)01أهمةة مادة "املدارس اللسانةة" يف مسار الدراسة لطلية مةدان اللغة واألدب البربي :تحظى مادة "املدارس
اللسانية" بمكانة هامة ضمن مسار الدراسة لطلبة ميدان اللغة واألدب العربي سواء في مرحلة الليسانس أو
في مرحلة املاستر ،فكما هو مبين في الجدولين أدناه ،فقد برمجت هذه املادة في السداس ي الرابع في مرحلة
الليسانس ،أي في مرحلة التخصص بعد الجذع املشترك ،فالسداس ي الرابع هو السداس ي الذي يتفرع فيه
امليدان إلى التخصصات الثالثة املعروفة (لسانيات تطبيقية ،دراسات أدبية ،دراسات نقدية) ،وتعد املرحلة
التي تشمل السداس ي الثالث مع الرابع مرحلة تعميق املعارف األساسية املتعلقة بالتخصص املختار وترسيخ
املعارف والتوجيه التدريجي.
وقد أعيد برمجة مادة "املدارس اللسانية" مرة أخرى في مرحلة التخصص لطلبة اللسانيات التطبيقية ،وربما
لتخصصات أخرى في الجامعات الجزائرية املختلفة .مما يعني أن جميع طلبة ميدان اللغة واألدب العربي قد
تعرفوا على موضوعها.
ويالحظ أن هذه املادة قد أدرجت في مرحلة الليسانس في وحدة التعليم املنهجية ،وهي الوحدة التي تأتي في
املرتبة الثانية من حيث األهمية بعد وحدة التعليم األساسية ،فقد حظيت فيه مادة "املدارس اللسانية"
بمعامل 02ورصيد ،03كما أن هذه املادة معززة بحصص لألعمال املوجة لتثبيت وترسيخ املعارف التي
حصل عليها الطالب في حصص املحاضرات.
أما في مرحلة املاستر لطلبة تخصص لسانيات تطبيقية ،فكما هو مبين في الجدول الثاني أدناه ،فقد أدرجت
ضمن وحدة التعليم األساسية من السداس ي الثالث ،ولقد حظيت بمعامل مرتفع ( )03ورصيد عالي (.)05
وقد عززت هي األخرى بحصص للمحاضرات وأخرى لألعمال املوجهة.
ويجدر الذكر أن مادة "املدارس اللسانية" كانت مبرمجة في السنة الرابعة لطلبة اللغة واألدب العربي في النظام
الكالسيكي قبل اعتماد نظام ( ل م د) الجديد سنة .2008
فمما سبق ذكره عن مواصفات "مادة املدارس اللسانية" في الجامعة الجزائرية ،يتبين لنا أهمية هذه املادة في
مسار الدراسة لطلبة ميدان اللغة واألدب العربي في الجامعة الجزائرية.
27
مرحلة املاستر :تخصص لسانيات تطبيقية.
-السداس ي الثالث:
الحجم
الساعي
نوع التقييم الحجم الساعي األسبوعي
السدا
املعام الرص سي
وحدة التعليم
يد ل أعما
امتح متوا أعمال محاضر ل 16-14
ان صل أخرى موج ة أسبوع
هة
وحدات التعليم األساسية
09 و ت أ ( 1إج)
× × 05 03 3:00 1:30 1:30 48 املادة :1املدارس اللسانية
× × 04 02 1:30 1:30 1:30 48 املادة :2املدارس النحوية
09 و ت أ ( 2إج)
املادة :1علم املفردات وصناعة
× × 05 03 3:00 1:30 1:30 48
املعاجم
× × 04 02 1:30 1:30 1:30 48 املادة :2النحو النسقي (الوظيفة
28
والنسق والبنية)
وحدات التعليم املنهجية
09 و ت م (إج)
× × 03 02 1:30 1:30 1:30 48 املادة :1علم األطالس اللغوية
× × 03 02 1:30 1:30 1:30 48 املادة :2فنيات البحث والكتابة03
× × 03 02 1:30 1:30 24 املادة :3تحقيق النص اللغوي
وحدات التعليم اإلسكتشافية
02 و ت إ (إج)
× × 01 01 1:30 1:30 24 املادة :1الترجمة اللسانية
× × 01 01 1:30 1:30 24 املادة :2النظريات اللسانية
وحدة التعليم األفقية
01 و ت أ ف (إج)
× 01 01 1:30 1:30 24 املادة :1أخالقيات املهنة
13:3
30 19 18:00 10:30 384 مجموع السداس ي 3
0
-)2اخللفةة البلمةة واملنهجةة ملادة "املدارس اللسانةة":
نعني بمادة "املدارس اللسانية" ذلك املنوال العلمي والدراس ي الذي يعرض للمراكز العلمية للسانيات
التي نشأت في أوروبا وأمريكا خالل القرن العشرين وبعده ،والتي ظهرت أساسا نتيجة ألفكار "دي
سوسير" مؤسس اللسانيات ،وتهدف هذه املادة إلى تقديم عرض مفيد وكاف عن مختلف الجهود
اللسانية واتجاهاتها في عرض متناسق منطقيا وزمنيا بما يسهم في تتبع الخريطة الفكرية للسنيات
والكشف عن تطور النظريات والفكر اللساني بأسلوب علمي دقيق.
ولقد شهدت اللسانيات في القرن العشرين وفي بداية القرن الحالي تطورا عجيبا ،إذا تعاقبت النظريات
وتباينت االتجاهات يحدو أصحابها الطموح إلى الفوز بمنهج علمي يمكن من وصف نظم األلسن
ووصفها علميا باالعتماد على منهج علمي يضاهي منهج العلوم البحتة ضبطا ودقة وموضوعية ،ويسمح
من ّ
ثم باستنباط قوانين وكليات تتوافر في كل األلسن مهما كانت الفصائل اللغوية التي تنتمي إليها .ولقد
تعاقبت النظريات ابتداء من تلك التي تقص ي كل ما يعتبر حائال دون تحقيق صرامة املنهج العلمي من
معنى ومقام ،وكل مالبسات االستعمال مرورا بالتي تأخذ املعنى باالعتبار ،إلى التي تعير كل االهتمام إلى
املقام وسائر مالبسات الخطاب التي تبحث عن عالقة النشاط اللغوي بالذهن.
وتمثل مادة "املدارس اللسانية" مظهرا من مظاهر "علم تاريخ اللسانيات" بوصفها جزءا مهما من العلم
في ذاته ،وبوصفه مكونا له قيمته في املسار الدراس ي لطلبة الدراسات اللغوية في الجامعة ،ولقد
29
أصبحت لها مكانتها في املناهج الدراسية في مراحل الجذع املشترك ومراحل الدراسات العليا في كثير من
الجامعات األوروبية واألمريكية ،وأماكن اخرى ،أما في بريطانيا فقد خصص منصب رسمي ألستاذ
محاضر في تاريخ علم اللغة(.)1
ويمكن تقدير تزايد االهتمام بهذه املادة الدراسية باعتبارها رصد لتاريخ أفكار وتصورات ومذاهب
واتجاهات اللسانيات في هذه الفترة املهمة من تحوالته وازدهاره ،ولذلك ظهرت في هذا السياق وازدهرت
الجمعيات العلمية التي غايتها خدمة تاريخ اللسانيات وعلم اللغة عموما ،فمنذ 1978يعقد كل ثالث
ّ
سنوات املؤتمر الدولي حول تاريخ علوم اللغة ،ثم تنشر أبحاثه بعد ذلك ،كما أن جمعية تاريخ علوم
اللغة ونظرية معرفتها التي تأسست عام 1978أيضا تعقد حلقات دراسية وندوات منتظمة ،وتنشر
األبحاث املقدمة فيها بعد ذلك.
ُّ
مع التأكيد على أنه مهما أ ِّلف من مؤلفات ومصنفات لرصد حركة الفكر اللساني من خالل مادة
"املدارس اللسانية" أو مادة "نظريات لسانية" أو مادة "تاريخ علم اللغة" أو مادة "االتجاهات اللسانية
املعاصرة" مثال ،وغيرها ،فإنه ال يمكن اإلملام في مادة دراسية منها بكل حيثيات وكل تفاصيل الدرس
اللساني الحاصل في العالم املعاصر ،فاملجال الزمني املخصص لهذه املادة ضمن الحجم الساعي
للبرنامج لن يتسع إال لذكر عدد محدود من اإلنجازات والنظريات واألعمال ،بل إن املساحة ال تتسع حتى
إلعطاء حقها من البحث واإليضاح.
ولذلك يكون من املهم واملفيد تخصيص عدة برامج في املسار الدراس ي الجامعي تصب في تاريخ
اللسانيات عساها تفي برصد أهم منجزاتها وتعرف بأهم أعالمها ونظرياتها في العالم املعاصر.
-)03ترقةةم برنامج مادة"املدارس اللسانةة" يف اجلامبة اجلزائرية :سنقوم بتقييم برنامج مادة "املدارس
اللسانية" في مرحلتي الليسانس واملاستر.
( )1ينظر :موجز تاريخ علم اللغة عند الغرب ،ر.هـ روبنز ،ترجمة :أحمد عوض ،سلسلة عالم املعرفة ،املجلس الوطني
للثقافة والفنون واآلداب بالكويت ،نوفمبر ،1997ص.13
30
الرابع وتطبيق
مفردات األعمال املوجهة مفردات املحاضرة
مدخل املدرسة/الحلقة/النظرية 01
كتاب محاضرات في اللسانيات العامة لسانيات دو سوسير 02
ياكوبسون حلقة موسكو 03
تروبوتسكوي مدرسة براغ 1 04
بنفينيست مدرسة براغ 2 05
هيلمسليف مدرسة كوبنهاغن 06
مارتيني ّ
الوظيفية الفرنسية املدرسة 07
فيرث املدرسة السياقية 08
بلومفيلد/هاريس ّ
التوزيعية املدرسة 09
تشومسكي املدرسة التوليدية التحويلية 1 10
كاتس /فودور املدرسة التوليدية التحويلية 2 11
سيمون ديك/أحمد املتوكل ّ
الوظيفية األمريكية املدرسة 12
أوستين /سيرل مدرسة أوكسفورد 13
عبد الرحمن الحاج صالح ّ
الخليلية املدرسة 14
طريقة التقييم :يجري تقييم املحاضرات عن طريق امتحان في نهاية السداس ي ،بينما يكون تقييم األعمال
املوجهة متواصال طوال السداس ي.
-01ترقةةم برنامج مادة "املدارس اللسانةة" يف مرحلة اللةسانس من حةث الربجمة الزمنةة :برمجت مادة
"املدارس اللسانية" في السنة الثانية من مرحلة الليسانس وتحديدا في السداس ي الرابع منها ،وهذه املرحلة هي
مرحلة التفرع إلى الشعب ،حيث إنه بداية من السداس ي الثالث يتفرع الطلبة في ميدان اللغة واألدب العربي
إلى الفروع الثالثة املعتمدة من اللجنة الوطنية مليدان اللغة واألدب العربي ،وهذه الفروع هي :الدراسات
اللغوية ،والدراسات األدبية ،والدراسات النقدية ،لكن املالحظ هو أنه جميع الطلبة في الفروع الثالثة يتلقون
دروسا في املدارس اللسانية ،وهي يعكس أهمية مادة "املدارس اللسانية" في مسار الدراسة لطلبة ميدان اللغة
واألدب العربي ،كما أشرنا إلى ذلك من قبل.
ويمكننا أن نقول إن اختيار السداس ي الرابع للحصول على هذه املادة هو مناسب جدا لها ،وهذا ألن الحصول
على مادة "املدارس اللسانية" كان بعد أن تحصل الطلبة على مادة "اللسانيات العامة" في السداس ي الثالث،
31
فاملؤكد هنا أن واضع البرنامج قد أخذ في االعتبار التدرج املرحلي لعناصر العلم (اللسانيات) .فال يمكن أن
يكون الحصول على "املدارس اللسانية" قبل أخذ منوال "اللسانيات العامة".
-02ترقةةم برنامج مادة "املدارس اللسانةة" يف مرحلة اللةسانس من حةث االعتمادات اليةداغوجةة املرصدة له:
من خالل الجدول الذي يصف برنامج مادة "املدارس اللسانية" ،ومن خالل الجدول العام لبرنامج السداس ي
ال رابع مليدان اللغة واألدب العربي ،يتضح جليا أن هذه املادة تحظى بأهمية ضمن البرنامج العام مليدان اللغة
واألدب العربي ،وهذا من عدة جهات:
-بالرغم من أنها لم تدرج ضمن وحدة التعليم األساسية ،إال أنها تبقى لها أهميتها حينما أدرجت ضمن وحدة
التعليم املنهجية ،فهي تحظى بمعامل 02ورصيد هام وهو .03
-كما أنها عززت بحصص لألعمال املوجهة بغرض تعميق الدروس النظرية وتثبيتها ،وهذا يعني أنها ذات
تقييم مستمر خالل حصص األعمال املوجهة ،كما أن تتوج بامتحان في نهاية السداس ي.
-من حةث استةفائه لبناصر املوضوع :خصص ملادة "املدارس اللسانية" أربعة عشر حصة خالل السداس ي ،وهي
في ذلك ال تختلف عن باقي املواد ،ففي نظام الدراس ي الجديد الذي هو نظام السداسيات ،وفي كل سداس ي
عدد 14حصة ،ولذلك فواضع البرنامج عليه أن يقوم بانتقاء أهم أربعة محاضرة مهمة لتكون برنامجا لهذه
املادة .وحيث إن مادة "املدارس اللسانية" هي مادة لتاريخ اللسانيات ،فإن على واضع البرنامج أن يختار أهم
االتجاهات واملراكز واألعمال اللسانية لتكون في هذا البرنامج ،ويكون بذلك متأكدا أنها عناصر مفيدة للدارس
العام واملتخصص.
-ونالحظ في هذا البرنامج أنه شرع فيه بمحاضرة أولية لبعض املصطلحات املهمة للتفريق بين الحلقة
واملدرسة والنظرية ،وكأنه يريد أن يبين للدارس ماذا نعني بلفظ املدارس ،وملاذا تم اختيار هذا اللفظ ليكون
في عنوان املادة ،مع العلم أنه يوجد في املسار الدراس ي مادة مشابهة لها وهي مادة "النظريات اللسانية" ،وال
شك فإن بينهما فرق دقيق .فالبد دائما في كل مادة من محاضرة افتتاحية يعرف فيها األستاذ للطلبة بهذه
املادة ويبين أهميتها لهم في مسارهم الدراس ي ويجري الفرق بينها وبين املواد املقاربة لها.
-والجميل في هذا البرنامج أنه خصص الحصة الثانية منه للتذكير بموضوع اللسانيات ،من خالل التعريج
على أفكار دي سوسير ومبادئه وهي التي أرست األرضية الحقيقة للسانيات وألهمت اللسانيين الذين جاؤوا
32
بعده مما ساهم في بناء هيكل اللسانيات وازدهارها .وهذا ملمح جيد الن الطالب في هذه املرحلة الدراسية
بحاجة دائما لترسيخ معارفه اللسانية في مفاهيمها ومصطلحاتها األساسية.
-كما نالحظ أن هذا البرنامج قد استغرق أهم املدارس اللسانية املعاصرة املشهورة واملؤثرة ،فلقد تطرق أوال
ملدرسة براغ في حصتين ،وهذا أمر مهم؛ فال شك أن حلقة براغ لها تأثير كبير في ازدهار اللسانيات وتعاظم
أهميتها في القرن العشرين بعد سوسير ،وقد زودتها بالكثير من النظريات واملصطلحات واملفاهيم املهمة ،كما
أن لها رواد وأتباع في مختلف املراكز الفكرية اللسانية في العالم .وقد تطرق البرنامج للمدرسة الوظيفية،
واملدرسة الغلوسيماتيكية (مدرسة كوبنهاغن) ،والسياقية ،والتوزيعية ،ثم املدرسة التوليدية التحويلية،
وأضاف إليها مدرسة أكسفورد ويعني بها االتجاه التداولي في اللسانيات.
-ويالحظ أيضا أن بعض املدارس خصص لها أكثر من حصة ،وهذا ملمح ذكي من واضع البرنامج ألنه أدرك
أن بعض املدارس لها زخم كبير أكثر من غيرها ولها تأثير كبير ،وذلك مثل املدرسة التوليدية التحويلية ،وحلقة
براغ ،ولذلك خصص حصصا زائدة في البرنامج حتى يتم استيفاء أهم أعمال هذه املدرسة أو تلك ،ولتجنب
االنتقاص من ذكر أعمال هذه املدارس املهمة.
-ومن النقد الذي يمكن توجيهه لهذا البرنامج أنه أدرج في ذيله حصة للمدرسة الخليلية ،واملقصود بها تلك
النظرية التي تعزى للساني الجزائري عبد الرحمن حاج صالح ،ورأينا أن هذه نظرية لم يلتف حولها علماء
وأتباع يعملون على تعميق البحث والدراسة في هذه النظرية قصد تطويرها وتوسيعا ،وبذلك فهي لم ترق إلى
مصاف املدرسة اللسانية الحقيقة ،فإدراج هذه العنصر في برنامج املدارس اللسانية يوهم الطالب بأن هناك
مدرسة حقيقية تسمى املدرسة الخليلية لها أعالم ورواد ،والحقيقة هي عكس ذلك.
ولذلك فيجب أن يحكم واضع البرنامج واألستاذ املدرس لهذه املادة الفرق والعالقة بين املدارس اللسانية
والنظريات اللسانية .ونرى أن محل النظرية الخليلية هو ضمن منوال آخر يدعى "النظريات اللسانية".
ونحن هنا نتفهم توجه واضع البرنامج في أنه أراد أن يخصص مساحة للتعريف باللسانيات العربية وجهود
علمائها وإسهامهم في بناء صرح اللسانيات ،فقد أصبحت اللسانيات منواال عامليا يرصد كل جهد يعطي
تصورا مفيدا عن اللغة البشرية ،ولكن في الحقيقة إن هذه النظرية محلها كما قلنا في مادة أخرى تدعى
بـ"النظريات اللسانية".
-من حةث التزامه بالتسلسل الزمين واملنطرقي يف ييراد لبناصر املوضوع :لقد التزم واضع برنامج مادة "املدارس
اللسانية" بالتسلسل الزمني واملنطقي لعناصر املادة ،فاحترام التسلسل الزمني واملنطقي في تاريخ العلم له
أهميته ،ألنه يفيد في تلقي هذه املعارف واستيعابها فهي مادة تحكي وتسرد تاريخ علم اللسانيات ،ولذلك فإنه
33
علينا تعقب ظهور املدارس والنظريات واالتجاهات عبر الزمن .إال أنه يجب على األستاذ أال يكتفي هنا فقط
بسرد الوقائع واألعمال اللسانية في تعاقبها الزمني ،بل عليه أن يقدم مجهودا إضافيا ليبين تأثير بعض
املدارس اللسانية على البعض اآلخر ،وأن يظهر الفروقات بينها ،واألهم من ذلك أن يحترز من أن يقدم مادة
"املدارس اللسانية" بالكيفية التي تقدم بها مادة "النظريات اللسانية" ،ففي األلى تقدم املدارس على أنها مراكز
لها رواد واعالم واتباع ونظريات أو جهود ،بينما في الثانية فيكون التركيز فقط على تقديم النظريات اللسانية
والتطرق إلى التحليل اللساني في ضوئها.
-من حةث استمرارية املادة وتكررها ضمن املسار الدراسي :برمجت مادة "املدارس اللسانية" مرة واحدة في
مرحلة الليسانس ،ثم أعيد برمجتها مرة أخرى في مرحلة املاستر لطلبة "اللسانيات التطبيقية" ،وهذا مؤشر
آخر على أهميتها ضمن مسار اللسانيات ،وسننعرض في العنصر القادم للشكل والكيفية التي تم بها تكرار هذه
املادة؛ فهل هو استمرار ملادة بعناصر أخرى ،أم إنه تكرار لعناصر هذه املادة مرة أخرى.
-01ترقةةم برنامج مادة "املدارس اللسانةة" يف مرحلة املاسرت من حةث الربجمة الزمنةة :كثيرا ما نجد في بعض
املسارات التعليمية بالجامعة الجزائرية إعادة ملواد في مرحلة املاستر كانت مبرمجة من قبل في مرحلة
الليسانس ،وفي هذه اإلعادة أمران :إما أن تعاد املادة بحذافرها ،وهذا يعني أن هذه املادة لها أهمية قصوى
في املسار التعليمي في هذا امليدان التعليمي ،ولذلك يتم إعادتها بهذا الشكل طلبا ملراجعة املادة أو تثبيتها
وترسيخ محتواها لدى الطالب ،أو يمكن إعادتها بحيث يتم استمرارها بعناصر أخرى جديدة ،وهذا يفيد أن
البرنامج األول لم يكتمل بعد ،وحان أوان استكماله نظرا ملا استجد من نظريات ومعارف جيدة في هذا
املوضوع.
وعن مادة "املدارس اللسانية" التي تم إعادة برمجتها في مرحلة املاستر بعدما كانت مبرمجة من قبل في مرحلة
املاستر فهذا له داللته عند واضعي البرامج اللسانية في ميدان اللغة واألدب العربي في الجامعة الجزائرية ،فهو
يعني أن املادة له أهمية عند طلبة مرحلة املاستر للسانيات التطبيقية ،فهم بحاجة إلى ترسيخ املعلومات في
هذه املادة ،أو أن هناك مستجدات عرفتها هذه املادة ،باعتبار أنها مادة تاريخ العلم ،فهي في تواصل مستمر
ولذلك فيجب برمجتها من جديد للحاق بهذه املستجدة الحاصلة في مجال االتجاهات اللسانية ونظرياتها.
-02ترقةةم برنامج مادة "املدارس اللسانةة" يف مرحلة املاسرت من حةث االعتمادات اليةداغوجةة املرصدة له :من
خالل الجدول أعاله ،الذي يصف برنامج مادة "املدارس اللسانية" في مرحلة املاستر ،ومن خالل الجدول
العام لبرنامج السداس ي الثالث لتخصص ماستر لسانيات تطبيقية ،يتضح جليا أن هذه املادة تحظى بأهمية
ضمن هذا البرنامج العام للماستر ،وهذا من عدة جهات:
-فهي تدرج ضمن وحدة التعليم األساسية ،ولذلك فهي تحظى بمعامل هام ( )03ورصيد معتبر (.)05
-كما أنها عززت بحصص لألعمال املوجهة بغرض تعميق الدروس النظرية وتثبيتها ،وهذا يعني أنها ذات
تقييم مستمر خالل حصص األعمال املوجهة ،كما أن تتوج بامتحان في نهاية السداس ي.
-03ترقةةم برنامج مادة "املدارس اللسانةة" يف مرحلة املاسرت من حةث املضمون :إذا جئنا ملضمون برنامج مادة
"املدارس اللسانية" في مرحلة املاستر ،فمن خالل الجدول أعاله نرى أن مفرداته ال عالقة لها أبدا باملدارس
اللسانية املعاصرة ،وإنما مفردات ملادة أخرى قد نجعل لها عنوانا" :الجهود اللغوية العربية قديما وحديثا"،
حيث تضمن جهود الخليل ،ثم جهود الجاحظ ،والكسائي والجرجاني ،وجعلها في شكل محاور بحسب
35
املوضوعات اللغوية الكبرى (لغة وبيان وبالغة) ،فليس هو امتداد ملادة املدارس اللسانية في مرحلة الليسانس،
وال هو تكرار لها .هذا حتى وإن تضمن هذا البرنامج مفردات للمدرسة الخليلة التي تعزى لعبد الرحمن حاج
صالح ،وأخرى عن املدارس السانية الغربية في آخره.
فهذا البرنامج يعرف خالل كبيرا وخطيرا ملضمون مادة "املدارس السانية املعاصرة" يوقع الطالب في تضليل
وهم كبير .حيث إنه يعكس االضطراب والبلبلة املنهجية واملعرفية الكبيرة التي مازال يتخبط فيها بعض
املنتسبين للسانيات ،حيث إن الفهم الواعي للمنهج اللساني الحديث يمكننا من إقامة الفروقات املنهجية بين
الدراسات اللغوية قبل سوسير وغيرها التي جاءت بعد سوسير والتي اصطلح على تسميتها اليوم باللسانيات.
فواضع هذا البرنامج من الذين يعتقدون أن أي دراسة للغة تصب في ما يسمى باللسانيات ،وهذا غير صحيح
فحتى اللسانيين الغربيين ال يطلقون مصطلح "اللسانيات" على الدراسات التي سادت العالم قبل أن تتبلور
اللسانيات على يد سوسير ومن جاء بعده .فالقضية ليست قضية مصطلح بل هي قضية منهج ومفاهيم
أصبحت مستقرة اليوم في الدرس اللساني .فهذا البرنامج ال يصلح أن نطلق عليه حتى عنوان "اللسانيات
العربية".
إن برنامج مادة "املدارس اللسانية" في مرحلة املاستر يعكس بكل وضوح األزمة املنهجية واملعرفية التي تعرفها
اللسانيات العربية والتي كانت بدايتها في منتصف القرن العشرين ،وما زلنا لم نتجاوزها إلى اليوم بعد ،ولذلك
فهي ال تزال ماثلة اليوم لتنعكس سلبا في صياغة البرامج الدراسية الجامعية.
36
احملاضرة رقم 06تبلةمةة مادّة "اللسانةات التطيةرقةة"
-)01أهمةة مادة "اللسانةات التطيةرقةة" يف مسار الدراسة لطلية مةدان اللغة واألدب البربي :تحظى مادة
"اللسانيات التطبيقية" ،اليوم ،بمكانة هامة ضمن مسار الدراسة لطلبة ميدان اللغة واألدب العربي سواء في
مرحلة الليسانس أو في مرحلة املاستر ،فكما هو مبين في الجداول األول أدناه ،فقد برمجت هذه املادة في
السداس ي الرابع في مرحلة الليسانس ،أي في مرحلة التخصص بعد الجذع املشترك ،فالسداس ي الرابع هو
السداس ي الذي يتفرع فيه امليدان إلى التخصصات الثالثة املعروفة (لسانيات تطبيقية ،دراسات أدبية،
دراسات نقدية) ،وتعد املرحلة التي تشمل السداس ي الثالث مع الرابع مرحلة تعميق املعارف األساسية
املتعلقة بالتخصص املختار وترسيخ املعارف والتوجيه التدريجي.
وقد أعيد برمجة مادة "اللسانيات التطبيقية" مرة أخرى في مرحلة التخصص لطلبة اللسانيات التطبيقية،
وربما لتخصصات أخرى في الجامعات الجزائرية املختلفة .وهذا يعني أن جميع طلبة ميدان اللغة واألدب
العربي قد تعرفوا جيدا على موضوعها.
ويالحظ أن هذه املادة قد أدرجت في مرحلة الليسانس في وحدة التعليم األساسية ،فقد حظيت فيه مادة
"اللسانيات التطبيقية" بمعامل 02ورصيد ،04كما أن هذه املادة معززة بحصص لألعمال املوجة لتثبيت
وترسيخ املعارف التي حصل عليها الطالب في حصص املحاضرات.
أما في مرحلة املاستر لطلبة تخصص لسانيات تطبيقية ،فكما هو مبين في الجدولين األخيرين أدناه ،فقد
أدرجت ضمن وحدة التعليم األساسية من السداس ي األول ،وحظيت بمعامل مرتفع ( )03ورصيد عال (.)05
ّ
ثم برمجت مرة أخرى في السداس ي الثاني ،وحظيت فيه كذلك بمعامل مرتفع ( )03ورصيد عال (.)05
كما نؤكد على أن مادة "اللسانيات التطبيقية" وفي كل مرة برمجت فيها قد تعززت بحصص للمحاضرات
وأخرى لألعمال املوجهة بغرض تأكيد املعارف املتحصلة في املحاضرات وتعميقها وترسيخها.
ويجدر الذكر أن مادة "اللسانيات التطبيقية" كانت مبرمجة في السنة الثالثة لطلبة اللغة واألدب العربي في
النظام الكالسيكي قبل اعتماد نظام ( ل م د) الجديد سنة .2008
فمما سبق ذكره عن مواصفات "مادة اللسانيات التطبيقية" في الجامعة الجزائرية ،يتبين لنا تبوء هذه املادة،
قديما وحديثا ،أهمية كبيرة في مسار الدراسة لطلبة ميدان اللغة واألدب العربي في الجامعة الجزائرية.
37
عنوان املاستر :لسانيات تطبيقية.
السداس ي :األول.
الحجم
نوع التقييم الساعي الحجم الساعي األسبوعي
املعامل األرصدة السداس ي وحدة التعليم
أعمال أعمال 16-14
متواصل امتحان محاضرة
موجهة أخرى أسبوع
وحدات التعليم
األساسية
09 و ت أ ( 1إج)
املادة :1التركيب
× × 05 03 3:00 1:30 1:30 48
الوظيفي
× × 04 02 1:30 1:30 1:30 48 املادة :2التحليل
38
التوليدي
09 و ت أ ( 2إج)
املادة :1اللسانيات
× × 05 03 3:00 1:30 1:30 48
التطبيقية
املادة :2اللسانيات
× × 04 02 1:30 1:30 1:30 48
التعليمية
وحدات التعليم
املنهجية
09 و ت م (إج)
املادة :1املبادئ
× × 03 02 1:30 1:30 1:30 48 املنهجية للتحليل
اللساني
املادة :2فنيات
× × 03 02 1:30 1:30 1:30 48
البحث والكتابة 01
املادة :3املنهج
× × 03 02 1:30 1:30 24
واملنهجية
وحدات التعليم
االستكشافية
02 و ت إ (إج)
املادة :1الترجمة
× × 01 01 1:30 1:30 24
اللسانية
املادة :2النظريات
× × 01 01 1:30 1:30 24
اللسانية
وحدة التعليم
األفقية
01 و ت أ ف (إج)
املادة :1لغة
× × 01 01 1:30 1:30 24
أجنبية
30 19 18:00 15:00 09:00 384 مجموع السداس ي 1
39
الحجم
نوع التقييم الساعي الحجم الساعي األسبوعي
املعامل األرصدة السداس ي وحدة التعليم
أعمال أعمال 16-14
متواصل امتحان محاضرة
موجهة أخرى أسبوع
وحدات التعليم األساسية ( 18رصيدا)
املادة :1لسانيات
× × 05 03 3:00 1:30 1:30 48
التراث
املادة :2اللسانيات
× × 04 02 1:30 1:30 1:30 48
التمهيدية
املادة :1اللسانيات
× × 05 03 3:00 1:30 1:30 48
التطبيقية
املادة :2تعليمية
× × 04 02 1:30 1:30 1:30 48
اللسانيات
وحدات التعليم املنهجية ( 08أرصدة)
املادة :1املبادئ
× × 03 02 1:30 1:30 1:30 48 املنهجية للتحليل
اللساني
املادة :2فنيات
× × 03 02 1:30 1:30 1:30 48
البحث والكتابة 2
املادة :3فنيات
× × 03 02 1:30 1:30 X 24
البحث اللغوي
وحدات التعليم االستكشافية ( 02رصيد)
املادة :1علم النفس
× × 01 01 1:30 1:30 / 24
اللغوي
املادة :2تعليمية
× × 01 01 1:30 1:30 / 24
النحو العربي
وحدة التعليم األفقية ( 01رصيد)
/ × 01 01 1:30 1:30 / 24 املادة :1إعالم آلي
30 19 18:00 13:30 09:00 384 مجموع السداس ي 2
40
-)02اخللفةة البلمةة واملنهجةة ملادة "اللسانةات التطيةرقةة" :خالل فترة التسعينيات عرفت الجامعة
الجزائرية في ميادين اللغات واآلداب ،ومن ضمنها ميدان اللغة العربية وآدابها مساقا دراسيا يدعى
بـ"اللسانيات التطبيقية" ،ولئن كان دخوله إلى الجامعة في بداية األمر محتشما ،إال أنه ،وبمرور السنوات ،بدأ
يعرف توسعا ويلقى اهتماما ،حتى أصبحت "اللسانيات التطبيقية" تخصصا كامال يوجه إليه الطالب في
مراحل التخصص املختلفة سواء في الليسانس أو في مرحلة املاستر أو مرحلة املاجيستير أو مرحلة الدكتوراه.
يقدم في بدايته اعتماده في شكل منوال دراس ي مخصوصا بحصة محاضرة أو أعمال موجهة ،فإن في ولئن كان ّ
عدة ومختلفة بحسب مجاالت وموضوعات التي أقرها له تفجرت موضوعاته ليتعدد إلى مواد ّاملراحل املتأخرة ّ
باحثوه ودارسوه.
يدرس فيمر على ظهورها كمادة وتخصص لساني ّ بيد أن اللسانيات التطبيقية على الرغم من أنه قد ّ
الجامعة ،وصدرت في موضوعه العديد من األبحاث والدراسات ،وتأسست له العديد من الجمعيات
واملنظمات التي تعنى بقضايا ومباحثه ألكثر من نصف قرن من الزمن ،فهو ال يزال وإلى اليوم يعرف عدة
إشكاالت في موضوعه ومنهجه وفي عالقته باللسانيات النظرية التي سبقته في التحديد والظهور .وهذا األمر
يتسبب في خلق مشكالت منهجية وعلمية ،يواجهها األساتذة والطالب بكثير من الحذر والتوجس حين التعاطي
ملوضوعاته .فال يزال الباحثون مختلفون بشأنه ،فليس ثمة اتفاق على تحديد قاطع ملعناه ،وال لطبيعته؛ يظهر
ذلك في أمرين :مجاالت العلم ،واملصطلح الذي استقر عليه(.)1
فمن الناحية االيبستيمية ،وبما أن هذه املادة تتخذ لها عنوانا تطبيقيا ،فإن الجانب التطبيقي ألي علم
يتبدى في حالتين :إحداهما :إخضاع املعطيات العلمية النظرية للتجربة واالختبار ،واألخرى :استعمال القوانين
والنتائج العلمية في ميادين أخرى من أجل اإلفادة منها .فلكل العلوم تطبيقات معينة على صعيد املمارسة
التقنية .فالرياضيات والفيزياء ،شأنهما شأن الكيمياء ،قد وجدنا تطبيقاتهما في حل املشكالت الشخصية التي
تفرض نفسها على االنسان العامل HOMO FABERخالل عمله في املادة انطالقا من قوانين عامة ،هي مار
تجربة وتفكر االنسان العاقل HOMO SAPIENSفاملهندس الذي ينش يء جسرا إنما يطبق القوانين التي
وضعها عالم الفيزياء وعالم الرياضيات كما أن الطبيب الذي يمارس مهنة الطب يستنجد باملعطيات التي
خلص إليها عالم البيولوجيا وعالم الكيمياء.
وبناء على هذا التصور ملفهوم التطبيق العلمي ،فيفترض أن اللسانيات التطبيقية ،ستقوم بتطبيق ما تجود
به اللسانيات من نظريات على أرض الواقع ،ولذلك يذهب الكثير من الباحثين إلى تعريف اللسانيات
التطبيقية بأنها" :استثمار للمعطيات العلمية للنظرية اللسانية واستخدامها استخداما واعيا في حقول معرفية
( )1ينظر :علم اللغة التطبيقي وتعليم العربية ،عبده الراجحي ،دار املعرفة الجامعية ،اإلسكندرية-مصر ،1995 ،ص.9
41
مختلفة ،أهمها حقل تعليمية اللغات ،وذلك بترقية العملية البيداغوجية وتطوير طرائق تعليم اللغة للناطقين
بها ولغير الناطقين بها(.)1
ويفهم من التعريف السابق أن اللسانيات التطبيقية ستقوم بتنزيل بعض التنظير في اللسانيات النظرية
لتقوم بتوظيفه في مجال تعليمية اللغة .وهذا أمر مفهوم من حيث إن تعليمية اللغات هي من أقدم
موضوعات اللسانيات التطبيقية ،فال تكاد تنفصل عنه في أذهان الكثير ،فالكثير ال يفهم اللسانيات
التطبيقية إال من حيث إنها موضوعات تعليم اللغات للناطقين بها ولغير الناطقين بها .ومن جهة أخرى قد
أسهمت بعض النظريات اللسانية في توفير األدوات العلمية لنظرية تعليمية اللغات .يقول "ستيفن بيت كوردر
)2("Stephen Pit Corderفي هذا الشأن" :إن بين أيدينا اليوم زادا ضخما من املعارف املتعلقة بطبيعة الظاهرة
اللغوية ،وبوظائفها لدى الفرد والجماعة ،وبأنماط اكتساب اإلنسان لها...وعلى معلم اللغات أن يستنير بما
تمده به اللسانيات من معارف علمية حول طبيعة الظاهرة اللغوية"(.)3
ويرى "أحمد حساني" أن استثمار النظرية اللسانية العامة في مجال تعليمية اللغات ينتج عنه بالضرورة
تقاطع منهجي بين النظرية اللسانية وعلم النفس التربوي من ناحية ،وطرائق التبليغ البيداغوجي من ناحية
أخرى ،وفي رحاب هذا التقاطع املنهجي يتحدد اإلطار العملي للسانيات التطبيقية التي يتمركز مبحثها حول
ثالثة عناصر أساسية في العملية البيداغوجية ،وهي املعلم ،واملتعلم ،وطريقة التعليم(.)4
إن اللسانيات التطبيقية ،بناء على ما سبق هي في عالقة ّ
تبعية مع اللسانيات النظرية شأنها شأن تقنيات
املهندس والطبيب في عالقاتها مع معطيات العلوم األساسية التي يقوم عملها عليها .لكن تجربتهما الخاصة عن
طريق نوع من رد الفعل ،تسيطر على معطيات العلوم األساسية التي تستند إليها ،أو تدحضها ،وتساهم في
التطوير النظري لهذه العلوم.
وعلى هذا فإن تطبيق معطيات اللسانيات النظرية على املشكالت العملية التي تتصدى لحلها خليق بأن يرفد
األسس املعرفية للسانيات النظرية ،ويجددها
ولكن الواقع أنه لم تتحقق حتى اآلن حالة من التوازن بين العلم النظري وتطبيقاته العملية ،فإذا كانت
اللسانيات نقطة التقاء جميع علوم االنسان ،بمعنى أنها تناول االنسان في جوهره إنسان ناطق ،فإن
42
تطبيقات معطياتها على املشكالت النوعية لهذا االنسان الناطق تبين أن مسارها على الصعيد البراغماتي ال
يزال غامضا في أكثر األحيان.
وكل ما هناك فإن اللسانيات التطبيقية ما هي مجال تلتقي فيه اللغة مع مشكلة من مشكالت الحياة ،أو مع
علم من العلوم في ظل العالقات البينية بين العلوم املختلفة وتالش ي الحدود بينها ،التي بدأت تعرف تفاقما
وتعقدا مع االنفجار العلمي والتكنولوجي في الوقت الراهن.
ولهذا فإن املوضوعات واملجاالت التي تشملها اللسانيات التطبيقية تزداد توسعا وتعداد ،بل أصبحت بعص
املجاالت علوما مستقلة اليوم ،مثل تعليمية اللغات ،التي أصبحت يطلق عليها اللسانيات التعليمية،
واللسانيات االجتماعية ،واللسانيات النفسية ،وغيرها.
وملزيد من الفهم للمعضلة املنهجية وااليبستمية للسانيات التطبيقية ،يجدر بنا أن ننظر في املراحل التي مرت
بها خالل نصف قرن من الزمن ،فقد قام "دنيال كوست )1("Daniel Costeبتقديم خالصة للمحطات
التاريخية التي مرت بها اللسانيات التطبيقية ،وعمل على تحديد خصائص كل مرحلة إبستيميا ،فوجدها ال
تخرج عن خمس ،وأعطى لكل واحدة منها عنوانا ،وحددها بتواريخ ،وفق تعاقب زمني ،ارتأينا إعادة تقديم
أهم معامله ههنا ،العتقادنا بأهمية التوصيف الذي أعده في تجلية التطورات التي شهدها هذا الحقل إلى أن
وصل إلى ما وصل إليه ،على الرغم من وقوفه عند نهاية ثمانينيات القرن املاض ي ،تاريخ نشر املقال ،ألننا نرى
ّ
صدوره أن هذه املرحلة بما تحمله من مواصفات لم تنته بعد ،إذ نلحظ في الكتابات التي جاءت بعد تاريخ
بأكثر من عقدين تأكيدا لهذه املعاينة.
فقد كتب أحد الدارسين سنة 2016أن اللسانيات التطبيقية قد عرفت في العقدين األخيرين تحوالت عميقة
في موضوعاتها ّوتحرياتها ،والتي ترسخت بقوة في إشكاليات اكتساب اللغة ،وكيفية اشتمال التفاعالت
املدرسية ،كما عرفت حديثا انفتاحا على الخطابات املهنية ،وبصورة أعم على حقل تحليل العمل ،وأن هذا
ّ
اآل ّ
نموذج ( )Paradigmeاآلنجلو ساكسوني مما في التقليد الفرنكفوني. التحول أكثر معاينة في
-01اللسانيات التطبيقية علم دقيق وتكنولوجيا فائقة (من الخمسينيات إلى بداية الستينيات (:وتميزت
بالصرامة العلمية ،عبر االستعارة مما يعرف بالعلوم الصلبة كالرياضيات والتقنيات كعمليات التكميم،
( )1دانيال كوست ( :)...-1940لساني ،مختص في تعليمية اللغات ،أستاذ مبرز في علوم اللغة وتعليمية اللغات ،ومدير مركز بحوث ودراسات
نشر اللغة الفرنسية ( ( Centre de recherches et d'études pour la diffusion du français - CREDIFالذي كان منتسبوه في نهاية
الستينيات من القرن املاض ي من أوائل الداعين إلى استقاللية التعليمية عن اللسانيات التطبيقية ،وخبير لدى املجلس األوروبي.
()2
Voir : Daniel Coste. Elans et aléa de la linguistique appliquée. Artp.Cit. pp.117-125.
43
والتعداد ،واإلحصاء واملعالجة اآللية ،واملقاربات القائمة على التجارب ،والدراسات اإلمبريقية ،واملراقبة
والقياسات.
-02اللسانيات التطبيقية واللسانيات العامة (خالل فترة الستينيات) :وتميزها حالة البحث عن إعادة
املفهمة والتوازن ،في عشرية هيمنت عليها البنيوية بصرامتها ،وبفضل هذا التيار املعرفي أضحت اللسانيات
علما قطبا بين العلوم اإلنسانية ،ومن ثمة بحثت اللسانيات التطبيقية عن التكامل ضمن حركية بحث عن
الشرعية العلمية ،واعتبر كوست هذه الفترة بالعصر الذهبي لهذه األخيرة ،والذي شهدت فيه توجه االهتمام
نحو مواقع وموضوعات وأغراض أخرى .ومما اختصت به هذه الحقبة أيضا هو بداية بروز تعليم اللغات
بوصفه ميدانا تطبيقيا ،وبداية التساؤل عن الجدوى من بقائه منزويا تحت لواء اللسانيات التطبيقية ،من
قبل بعض املختصين في تعليم اللمة الفرنسية لغة أجنبية على وجه الخصوص.
-03اللسانيات التطبيقية ومناهج تعليم اللغات (نهاية الستينيات وبداية السبعينيات) :ونعتها الباحث
بمرحلة التوسع واكتشاف مناطق بحثية غير تلك التي غزتها سابقا ،وهي تدين بالفضل ،في علميتها ال إلى
اللسانيات العامة فقط ،وإنما إلى علمي النفس واالجتماع أيضا ،اللذين اتخذت منهما مرجعية لها ،بعدما
شاهد التطبيقيون بداية تزحزح البنوية عن عليائها.
-04من اللسانيات التطبيقية إلى تعليمية اللغات (من بداية السبعينيات إلى نهاية الثمانينيات) :وتتميز
بسعي أنصار تعليم اللغات إلى الخروج من دائرة التخصصات الفرعية إلى االنفصال ،واتخاذ عنوان لهم بديال
عن اللسانيات التطبيقية ،وكان املعين على البحث عن االستقاللية هو تململ املختصين في تعليمية اللغات في
مراكز أكاديمية راقية وخاصة في فرنسا ،وهو ما حفزهم على الجرأة على التصريح بالفكرة التي أضحت في
بعض جوانبها ولو مؤقتا واقعا معاينا.
-05إعادة تحيين اللسانيات التطبيقية (من نهاية الثمانينيات إلى يومنا هذا) :وخاصية هذه الفترة أن
اللسانيات التطبيقية حافظت على ديناميتها ،وأثبتت أنه ال يمكن لها أن تتالش ى ،أو أن تتراجع عن أي موقع
اقتحمتهّ ،وكذا انفتاحها على كل املجاالت التي يكون موضوعها التواصل بكل أشكاله اللغو ّي ،من مثل
إسهامات الوقائع اللسانية في تشكل ُّ
الهويات املهنية ،وصيغ الكتابة املهنية ،واشتمال اللمة معجميا وتركيبيا
في الصيغ اللغوية في مواقع العمل ،ووظيفة اللغة في اتخاذ القرارات املهنية ،ودراسات خطابات األعمال،
ّ
املظهر اللغوي في املوضوع املعالج ،ممثال في الكفاءات اللغوية بحيث تتجه املقاربة اللسانية التطبيقية إلى
املجندة .ألجل ما سبق فإنه يتعين على الباحث والدراس ملجاالت اللسانيات التطبيقية أن يضع في الحسبان َّ
مشكالتها االيبستيمية ،وأن يكون عارفا بمراحل تطورها ْ
ليح ِّكم العالقة بين اللسانيات النظرية واللسانيات
التطبيقية من جهة أخرى .وليحدد بنجاح مجاالتها وموضوعاتها.
44
وإذا كنا قد خصصنا بالحديث السابق الدارس والباحث في اللسانيات التطبيقية ،فإننا حين نخص بالحديث
واضع البرنامج املالئم ملسارات التعلمية لهذه املادة في الجامعة واملدرس لهذه املادة في الجامعة فإن األمر يزداد
خطورة وتعقيدا ،ونحن على قناعة تامة بأن كال من األستاذ والطالب ال يزال يشعر بغموض هذا املنوال
الدراس ي في جامعاتنا ،وهذا ما تعكسه فعال برنامج هذه املادة في مختلف املراحل واملستويات ،وفي مختلف
مجاالت اللسانيات التطبيقية.
ولكن طلبا للخروج من املأزق املنهجي واالبستيمي ملادة "اللسانيات التطبيقية" وسعيا إلى تقديم وصف مفيد
ملادتها حتى نضمن برمجة جيدة ملوادها ومفرداتها في املسارات التعليمية الجامعية ،فإنه علينا أن نعاملها
بكونها حقال من حقول الدراسات البينية للعلوم ،ال بوصفها مجرد نسق تحكمه ضوابط داخلية ،كانت محل
دراسات معمقة ،وخاصة مع الطروحات التي جاء بها تشومسكي ،في الدراسات اللسانية النظرية ،بل بوصفها
رصيدا إنسانيا ّ
مفعال في استعماالت اجتماعية متنوعة كاملحادثات الثنائية والخطابات املهنية واإلعالمية،
ولغات التخصص املختلفة ،ومن ثمة كانت ملتقى لجملة تخصصات تتعاون فيما بينها ،وتتقاطع وتتكامل ،في
ّ
ينجر عن توظيفاتها من مالبسات ،وسوء تدبير .وهو ما يعني أن البين تخصصية تبرز لنا فهمها ،وما قد
األهمية املركزية التي توليها للسهامات املعرفية املسترفدة من تخصصات مختلفة .ومرد ذلك أن البين
تخصصية ال تمتلك مبررات وجودها إال في إطار تخصصات علمية متفاعلة فيما بينها ومن ثمة كانت الحاجة
إلى تعاضد االختصاصات ،وتكاملها في التصدي ملسألة اللغة ،بغية استثمار النتائج املتوصل إليها في ترقية
املناهج واألدوات التي من شأنها مقاربة املوضوع وفق رؤية بين تخصصية.
45
احملاضرة رقم 07تبلةمةة مادّة "اللسانةات التطيةرقةة" (تابع)
أوال) -ترقةةم برنامج مادة "اللسانةات التطيةرقةة" يف مرحلة اللةسانس :يرجى النظر في الجدول التالي.
السداس ي :الرابع
عنوان الليسانس :اللسانيات التطبيقية.
ّ الل ّ ّ
التطبيقية سانيات املادة:
محتوى املادة:
ّ الل ّ ّ ّ
الرصيد4 : املعامل2 : السداس ي :الرابع التطبيقية/محاضرة وتطبيق سانيات املادة:
الرقم
مفردات التطبيق مفردات املحاضرة
ّ الل ّ ّ
نصوص مختارة :شارل بوتون /املسدي/ التطبيقية :1املفهوم والنشأة سانيات -مدخل إلى
ّ 01
احمد حساني والتطور.
ّ الل ّ ّ
نصوص مختارة :مازن الوعر/ميشال التطبيقية : 2املجاالت واملرجعية سانيات مدخل إلى
02
زكرياء املعرفية واملنهجية
ّ ّ الل ّّ
نصوص مختارة :محمد عيد... غوية 1فهم اللغة ،إنشاء اللغة امللكات 03
نصوص مختارة :عبد الرحمن الحاج الل ّ ّ
غوية 2الكتابة ،القراءة امللكات 04
صالح...
ّ ّ ّ
/ االرتباطية السلوكية، نظريات التعلم :1 05
ّ
/ نظريات التعلم :2النظرية البيولوجية 06
ّ ّ
/ نظريات التعلم :3النظرية املعرفية 07
ّ
/ التقليدي .املنهج البنو ّي
ّ مناهج تعليم اللغات :1املنهج 08
ّ ّ
/ التواصلي. مناهج تعليم اللغات :2املنهج 09
/ االزدواجية ،والثنائية والتعدد اللغوي 10
/ التخطيط اللغوي 11
/ أمراض الكالم وعيوبه 12
/ اللغة واالتصال 13
/ الترجمة اآللية 14
طريقة التقييم :يجري تقييم املحاضرات عن طريق امتحان في نهاية السداس ي ،بينما يكون تقييم األعمال
املوجهة متواصال طوال السداس ي.
46
-01ترقةةم برنامج مادة "اللسانةات التطيةرقةة" يف مرحلة اللةسانس من حةث الربجمة الزمنةة :برمجت مادة
"اللسانيات" في السنة الثانية من مرحلة الليسانس وتحديدا في السداس ي الرابع منها ،وهذه املرحلة هي مرحلة
التفرع إلى الشعب ،حيث إنه بداية من السداس ي الثالث يتفرع الطلبة في ميدان اللغة واألدب العربي إلى
الفروع الثالثة املعتمدة من اللجنة الوطنية مليدان اللغة واألدب العربي ،وهذه الفروع هي :الدراسات اللغوية،
والدراسات األدبية ،والدراسات النقدية ،لكن املالحظ هو أنه جميع الطلبة في الفروع الثالثة يتلقون دروسا
في مادة "اللسانيات التطبيقية" ،وهي يعكس أهمية مادة "اللسانيات التطبيقية" في مسار الدراسة لطلبة
ميدان اللغة واألدب العربي ،كما أشرنا إلى ذلك من قبل.
ويمكننا أن نقول إن اختيار السداس ي الرابع للحصول على هذه املادة هو مناسب جدا لها ،وهذا ألن الحصول
على مادة "اللسانيات التطب يقية" كان بعد أن تحصل الطلبة على مادة "اللسانيات العامة" في السداس ي
الثالث ،فاملؤكد هنا أن واضع البرنامج قد أخذ في االعتبار التدرج املرحلي لعناصر العلم (اللسانيات) .فال
يمكن أن يكون الحصول على "اللسانيات التطبيقية" قبل أخذ منوال "اللسانيات العامة".
-02ترقة ةم برنامج مادة "اللسانةات التطيةرقةة" يف مرحلة اللةسانس من حةث االعتمادات اليةداغوجةة املرصدة
له :من خالل الجدول الذي يصف برنامج مادة "اللسانيات التطبيقية" ،ومن خالل الجدول العام لبرنامج
السداس ي الرابع مليدان اللغة واألدب العربي ،يتضح جليا أن هذه املادة تحظى بأهمية ضمن البرنامج العام
مليدان اللغة واألدب العربي ،وهذا من عدة جهات:
-أدرجت ضمن وحدة التعليم األساسية ،فهي بذلك تحظى بأهمية قصوى ،وهذا ما يؤهلها لتحصل على
اعتمادات بيداغوجية هامة ضمن خريطة املواد التعليمية في السداس ي ،فقد حظيت بمعامل جيد 02
ورصيد معتبر .04
-كما أنها عززت بحصص لألعمال املوجهة بغرض تعميق الدروس النظرية وتثبيتها ،وهذا يعني أنها ذات
تقييم مستمر خالل حصص األعمال املوجهة ،كما أن تتوج بامتحان في نهاية السداس ي.
-من حيث استيفاؤه لعناصر املوضوع :نالحظ في مفردات برنامج مادة "اللسانيات التطبيقية" ملرحلة
الليسانس أنه في عمومه كان غير متوازن ،فقد أعطى حصصا كثيرة لقضايا التعلم وتعليم اللغة ،في حين أنه
أهمل الكثير من موضوعات اللسانيات التطبيقية ،وهي املجاالت املشهورة لها ،من مثل :اللسانيات
االجتماعية ،واللسانيات النفسية ،واللسانيات الحاسوبية ،ولم يزد على املواد التعليمية إال بعض املجاالت
47
األخرى للسانيات التطبيقية وهي :االزدواجية ،والثنائية والتعدد اللغوي ،والتخطيط اللغوي ،وأمراض الكالم
وعيوبه ،واللغة واالتصال ،والترجمة اآللية.
فواضع هذا البرنامج كان انتقائيا في اختيار ما يشاء من مفردات ليضعها في البرنامج دونما مسوغ إجرائي أو
علمي .ولعل ّ
مرد هذا االختالل في نظرنا إلى ما تلقيه الوضعية االيببستيمية واملنهجية ملادة "اللسانيات
التطبيقية" في ّ
حد ذاتها من مشكالت أمام برمجة مفرداتها ،فهي لم تنفك عن موضوعات التعليمية في أذهان
الكثيرين ،كما أن مجاالتها متعددة ال تكاد تنهي ،وهي في ازدياد مع مرور األيام ،فهي مرهونة باالنفجار العلمي
وتضافر الوشائج والعالئق بين اللغة ومجالت الحياة ومشكالتها .وهذا األمر قد فصلنا الحديث فيه في عنصر
الخلف ية العلمية واملنهجية ملادة "اللسانيات التطبيقية" .ولذك لم يستطع واضع البرنامج من أن يستوفي كل
مجالتها في هذا البرنامج ،كما أنه كان رازحا تحت وطأة التعليمية.
وال مناص من الخروج من هذه املعضلة سوى أن ّ
يمد في برنامج ّ
مادة "اللسانيات التطبيقية" لعدة سداسيات
لنستوفي أهم مجالتها ،ثم لتكون هناك فسحة سانحة للحديث عن القضايا االيبستيمية واملنهجية للسانيات
التطبيقية .ورب قائل أن يقول ليس الوقت مناسب اآلن أن نشغل بال طلبتنا وهم في هذه املرحلة بالقضايا
االيبستيمية واملنهجية لهذه املادة ،حيث يكون من الصعوبة بمكان أن يفهمها وهو في هذه املرحلة من
التكوين .وقد يكون هذا الرأي صائبا في جانب منه ،ولكن هذه املادة تعرف أزمة ما ينبغي لنا توضيحها
ّ
العامة" .ففي اعتقادي أنه بإمكانه أن والوقوف عندها ،كما أن الطالب قد تعرف على مادة "اللسانيات
يستوعب الكثير من هذه املسائل.
-من حيث الت زامه بالتسلسل الزمني واملنطقي في إيراده لعناصر املوضوع :بالنسبة لهذا العنصر ،فليست
هناك من منهجية تستند على أساس منطقي أو منهجي في إدراج مفردات البرنامج وترتيبها ،سوى أن نأخذ
باألشهر من هذه املجاالت فندرجه أوال ثم نتبعها باألقل شهرة وهكذا ،أو أن نبدأ بما هو أصيل منها ولصيق بها
مثل التعليمية ،ثم نتبعها باملجاالت املستحدثة منها ،وهكذا .ولقد كان هذا البرنامج موفقا في املحاضرتين
األوليتين ،التي خصصهما للتعريف باللسانيات التطبيقية في مفهومها ،وموضوعها ،وقد أجاد حين خصص
حصتين لهما.
-من حيث استمرارية املادة وتكررها ضمن املسار الدراس ي :لقد عرفت مادة "اللسانيات التطبيقية" تكرارا في
برمجتها في مراحل املاستر لطلبة "اللسانيات التطبيقية" ولغيرهم ،بل كانت أكثر املواد تكررا من غيرها ،وهذا
ما سنتطرق إليه حين نصل إلى عنصر تقييم البرنامج في مرحلة املاستر.
إال أن هذا التكرار له فلسفته في بيداغوجيا املناهج ،فهل تكون اإلعادة تكرار للمفردات وهذا له مسوغه ،أو
أن يكون امتدادا واستمرار للمادة في مفردات أخرى ،وهذا له مسوغه البيداغوجي أيضا.
48
ثانةا) -ترقةةم برنامج مادة"اللسانةات التطيةرقةة" يف مرحلة املاسرت :يرجى النظر في الجدولين اآلتيين.
49
طريقة التقييم :يجري تقييم املحاضرات عن طريق امتحان في نهاية السداس ي ،بينما يكون تقييم األعمال
املوجهة متواصال طوال السداس ي.
السداس ي :الثاني
اسم الوحدة :األساسية
اسم املادة :اللسانيات التطبيقية (محاضرة +أعمال موجهة)
الرصيد05 :
املعامل03 :
محتوى املادة:
الرصيد05 : املعامل03 : مادة :اللسانيات التطبيقية وحدة التعليم األساسية
50
التعليم العالي
طريقة التقييم :يجري تقييم املحاضرات عن طريق امتحان في نهاية السداس ي ،بينما يكون تقييم األعمال
املوجهة متواصال طوال السداس ي.
-01ترقةةم برنامج مادة "اللسانةات التطيةرقةة" يف مرحلة املاسرت من حةث الربجمة الزمنةة :يالحظ من الجدول
الذي يبين البرنامج العام للسداسين األول والثاني ملرحلة املاستر لتخصص لسانيات التطبيقية ،أن ّ
مادة
"اللسانيات التطبيقية" قد برمجت مرتين متتاليتين وفي بداية املرحلة ،أي في السداسيين األول والثاني ،وهذه
البرمجة بهذا الشكل لها ما يبررها ،فهذه املادة تحمل عنوان التخصص العام تخصص "اللسانيات
التطبيقية" كذلك.
-02ترقةةم برنامج مادة "اللسانةات التطيةرقةة" يف مرحلة املاسرت من حةث االعتمادات اليةداغوجةة املرصدة له:
من خالل الجدولين السابقين الذين يصفان برنامج مادة "اللسانيات التطبيقية" في مرحلة املاستر للسداسيين
األول والثاني ،ومن خالل الجدولين العامين لهما ،يتضح جليا أن هذه املادة تحظى بأهمية ضمن البرنامج
العام لتخصص "لسنيات تطبيقية" ،وهذا من عدة جهات:
-أدرجت مادة "اللسانيات التطبيقية" ضمن وحدة التعليم األساسية ،في كال السداسيين ،فهي بذلك تحظى
بأهمية قصوى ،وهذا ما يؤهلها لتحصل على اعتمادات بيداغوجية هامة ضمن خريطة املواد التعليمية في
السداسيين ،فقد حظيت بمعامل جيد ،3وهو أعلى معامل معتمد ،ورصيد معتبر ،05وهو كذلك أعلى
األرصدة املعتمدة.
-كما أنها عززت بحصص لألعمال املوجهة بغرض تعميق الدروس النظرية وتثبيتها ،وهذا يعني أنها ذات
تقييم مستمر خالل حصص األعمال املوجهة ،كما أن تتوج بامتحان في نهاية السداس ي.
-من حيث استيفاؤه لعناصر املوضوع :نالحظ في مفردات برنامج مادة "اللسانيات التطبيقية" ملرحلة املاستر
أنه كان احسن من برنامج مادة "اللسانيات التطبيقية" في مرحلة الليسانس ،فقد حاول اإلحاطة بأهم
مجاالت اللسانيات التطبيقية ،وحافظ على قدر مهم من التوازن فيما بينها ،فقد تعرض ملجاالت :علم
الترجمة ،علم التربية ،علم االجتماع اللغوي ،علم النفس اللغوي ،تعليمية اللغة ،الوسائل التعليمية ،اللغة
واملجتمع ،اللغة واللهجات العربية .ثم تطرق لقضايا اللسانيات التطبيقية حين أدرج عنصرا لعالقة
اللسانيات التطبيقية واللسانيات العامة ،وتعرض لرواد اللسانيات التطبيقية ،وتدريس اللسانيات التطبيقية
في برامج التعليم العالي .فأرى أن هذا البرنامج موفق ّ
لحد كبير في اإلحاطة بأهم مجاالت وقضايا اللسانيات
التطبيقية ،إال أنه بحاجة إلى مواصلة واستمرار في البرمجة حتى يتاح بذلك التعرض ملزيد من مجاالت
51
اللسانيات التطبيقية التي باتت تعرف تزايدا وتعاضما مع مرور الزمن .حيث يغيب عن هذا البرنامج مجال
اللسانيات الحاسوبية مثال ،وصناعة املعاجم ،واللغات املهنية ،ولغات التخصص مثال ،وهكذا.
-من حيث التزامه بالتسلسل الزمني واملنطقي في إيراده لعناصر املوضوع :بالنسبة لهذا العنصر ،فكما تطرقنا
له في عنصر تقييم املادة في مرحلة الليسانس ،فليست هناك من منهجية تستند على أساس منطقي أو منهجي
في إدراج مفردات البرنامج وترتيبها ،سوى أن نأخذ باألشهر من هذه املجاالت فندرجه أوال ثم نتبعها باألقل
شهرة وهكذا ،أو أن نبدأ بما هو أصيل منها ولصيق بها مثل التعليمية ،ثم نتبعها باملجاالت املستحدثة منها،
وهكذا .ولقد كان هذا البرنامج موفقا في املحاضرتين األوليتين ،التي خصصهما للتعريف باللسانيات التطبيقية
في مفهومها ،وموضوعها ،وقد أجاد حين خصص حصتين لهما.
-من حيث استمرارية املادة وتكررها ضمن املسار الدراس ي :لقد عرفت مادة "اللسانيات التطبيقية" تكرارا في
برمجتها في مراحل املاستر تخصص "اللسانيات التطبيقية" ،فقد برمجت ملرتين في سداسيين متتالين ،وهذا
أمر جيد ،حيث يفهم من ذلك أنها هي بحاجة لالستمرار في موادها ،نظرا لكثرة موضوعاتها ومجاالتها.
ولغيرهم ،ولكن هذا التكرار في السداس ي الثاني هو مجرد صورة طبق األصل عن مفردات السداس ي األول،
كما مبين في الجدول الثاني ،وهذا في الحقيقة يعد عيبا في البرمجة ،وقد كان هذا التكرار فرصة للحاطة بكل
مجاالت وميادين اللسانيات التطبيقية ،ولكن هذا لم يحدث ،بل هذا التكرار يؤدي فقط للملل .ولقد أشرنا
فيما سبق أن التكرار في املواد الدراسية من مرحلة إلى مرحلة له فلسفته في بيداغوجيا املناهج ،ولكن يبدو ّأن
برنامج اللسانيات التطبيقية قد تم وضعه بعيدا عن كل رؤية وتصور علمي أو منهجي أو بيداغوجي .ونرجو أن
يستدرك هذا األمر في عمليات التعديل التي ستمس هذه البرامج مستقبال.
52
احملاضرة رقم :08تبلةمةة مادّة "النظريات اللسانةة"
-)01أهمةة مادة "النظريات اللسانةة" يف املسار الدراسي لطلية مةدان اللغة واألدب البربي :يحتاج الطلبة في
مسارهم الدراس ي أن يتعرفوا على بعض املساقات الدراسية التي تكون قريبة من تخصصهم العام ،والتي لن
تكون مادة هامة في دراستهم ،كما هو الحال مع املواد األساسية واملواد املنهجية ،وتوصف هذه املواد بأنها
مواد استكشافية تعمل على توسيع معارف الطالب وتفتح له آفاق جديدة في حالة إعادة توجيهه ،كما أنها
تهدف لتمكين الطالب من االنفتاح على مواد قريبة من تخصصه األساس ي.
ووحدات التعليم االستكشافية ال تحظى بمعامل وال برصيد هام ،كما أنها ال تقدم في شكل محاضرات ،بل هي
حصص لألعمال املوجهة ،فطريقة تقديمها تختلف بذلك عن تقديم املحاضرات .وبما أن هذه املادة تقدم في
شكل أعمال موجهة فتقييم عمل الطالب فيها يكون مستمرا طيلة الفصل الدراس ي ،وذلك من خالله التزامه
بالحضور في الحصص وتحليه االنضباط فيها ،وتقديمه لبحوثه وغيرها.
ومن هذه املواد االستكشافية في مسارات طلبة اللسانيات نتطرق في هذه املحاضرة إلى مادة "النظريات
اللسانية" التي برمجت لطلبة ماستر تخصص "اللسانيات التطبيقية" ،حيث لم تكن قد برمجت فيما سبق في
مرحلة الليسانس ،فهي مادة ثانوية كما يبدو .وهي تشبه في مضمونها إلى حد بعيد مادة "املدارس اللسانية"،
التي سبق وأن تطرقنا إلى تعليميتها في املحاضرة رقم .09حيث يتعرف الطالب على أهم النظريات اللسانية
التي ظهرت عند الغرب ،في القرن العشرين والقرن الواحد والعشرين .عن طريق البحوث أو أعمال أخرى
يقترحها األستاذ املوجه لهذه املادة.
وجدير بالذكر أنه تم برمجة مادة "نظريات لسانية" لطلبة ماستر لسانيات التطبيقية ملرتين؛ خالل السداس ي
األول ،وخالل السداس ي الثالث ،كما هو مبين في جدولين العامين للسداس ي األول والثالث أدناه.
الحجم
الساعي الحجم الساعي
نوع التقييم
األرصد األسبوعي السدا
املعامل وحدة التعليم
ة سي
امتحا متوا 16-14محاض أعمال
ن صل موجهة رة أسبوع
53
وحدات التعليم األساسية ( 18رصيدا)
× × 05 03 1:30 1:30 48 املادة :1التركيب الوظيفي
× × 04 02 1:30 1:30 48 املادة :2التحليل التوليدي
× × 05 03 1:30 1:30 48 املادة :1اللسانيات التطبيقية
× × 04 02 1:30 1:30 48 املادة :2اللسانيات التعليمية
وحدات التعليم املنهجية ( 09أرصدة)
املادة :1املبادئ املنهجية للتحليل
× × 03 02 1:30 1:30 48
اللساني
× × 03 02 1:30 1:30 املادة :2فنيات البحث والكتابة 48 01
× × 03 02 1:30 × 24 املادة :3املنهج واملنهجية
وحدات التعليم االستكشافية ( 02رصيد)
× × 01 01 1:30 × 24 املادة :1الترجمة اللسانية
× × 01 01 1:30 × 24 املادة :2النظريات اللسانية
وحدة التعليم األفقية ( 01رصيد)
× × 01 01 1:30 × 24 املادة :1لغة أجنبية
30 19 15:00 09:00 384 مجموع السداس ي 1
54
عنوان املاستر :اللسانيات التطبيقية
السداس ي :الثالث
الحجم
الساعي الحجم الساعي
نوع التقييم
األرصد األسبوعي السداس
املعامل وحدة التعليم
ة ي
امتحا متوا 16-14محاض أعمال
ن صل موجهة رة أسبوع
وحدات التعليم األساسية ( 18رصيدا)
× × 05 03 1:30 1:30 48 املادة :1املدارس اللسانية
× × 04 02 1:30 1:30 48 املادة :2املدارس النحوية
املادة :1علم املفردات وصناعة
× × 05 03 1:30 1:30 48
املعاجم
× × 04 02 1:30 1:30 48 املادة :2النحو النسقي
وحدات التعليم املنهجية ( 09أرصدة)
× × 03 02 1:30 1:30 48 املادة :1علم األطالس اللغوية
املادة :2فنيات البحث والكتابة
× × 03 02 1:30 1:30 48
03
× × 03 02 1:30 24 املادة :3تحقيق النص اللغوي
وحدات التعليم اإلسكتشافية ( 02رصيد)
× × 01 01 1:30 × 24 املادة :1الترجمة اللسانية
× × 01 01 1:30 × 24 املادة :2النظريات اللسانية
وحدة التعليم األفقية ( 01رصيد)
× 01 01 × 1:30 24 املادة :1أخالقيات املهنة
30 19 13:30 10:30 384 مجموع السداس ي 3
-)2اخللفةة البلمةة واملنهجةة ملادة "النظريات اللسانةة" :نعني بمادة "النظريات اللسانية" ذلك املنوال
العلمي والدراس ي الذي يعرض ألهم النظريات اللسانية التي قدمها علماء مختصون في اللسانيات،
واملقصود بها حصرا تلك النظريات التي ظهرت بعد نشأة اللسانيات الحديثة بعد ظهور "سوسير"
مؤسس اللسانيات ،ونتيجة ألفكاره التي انتشرت في العالم الغربي وغيره.
55
وتهدف هذه املادة إلى تقديم عرض مفيد وكاف عن مختلف النظريات اللسانية ملختلف االتجاهات
اللسانية في عرض متناسق منطقيا وزمنيا بما يسهم في اإلحاطة بأهم أعمال الفكر اللساني في العصر
الراهن بأسلوب علمي دقيق.
ولقد شهدت اللسانيات في القرن العشرين وفي القرن الحالي تطورا عجيبا ،إذا تعاقبت النظريات
وتباينت االتجاهات يحدو أصحابها الطموح إلى الفوز بمنهج علمي يمكن من وصف نظم األلسن
ووصفها علميا باالعتماد على منهج علمي يضاهي منهج العلوم البحتة ضبطا ودقة وموضوعية ،ويسمح
من ّ
ثم باستنباط قوانين وكليات تتوافر في كل األلسن مهما كانت الفصائل اللغوية التي تنتمي إليها .ولقد
تعاقبت النظريات ابتداء من تلك التي تقص ي كل ما يعتبر حائال دون تحقيق صرامة املنهج العلمي من
معنى ومقام ،وكل مالبسات االستعمال مرورا بالتي تأخذ املعنى باالعتبار ،إلى التي تعير كل االهتمام إلى
املقام وسائر مالبسات الخطاب التي تبحث عن عالقة النشاط اللغوي بالذهن.
وتمثل مادة "النظريات اللسانية" ،بوجه آخر ،رصدا لتاريخ أفكار وتصورات ومذاهب واتجاهات
اللسانيات في فترة القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين ،هذا التاريخ الذي ال يمكن اإلحاطة
بكل عطاءاته ،ولذك فال يمكن ملادة "النظريات اللسانية" اإلملام بكل النظريات اللسانية في مساق
واحد ،بل ال بد من توفير عدة مساقات لعلها تفي بتقديم أهم هذه النظريات اللسانية ،سواء تلك التي
تقدم وصفا ملختلف مستويات الدرس اللساني (الصوتي ،والتركيبي ،والداللي ،والتداولي ،والنص ي) ،أو
تلك التي تتحدث عن طبيعة اللغة أو تعطي تفسيرا لحدوث اللغة وتشكلها كالنظريات واالجتماعية أو
العقلية للغة ،أو كالنظريات التواصلية .والعرفنية ،أو تلك النظريات التي تخص تعليمية اللغة ،وغيرها.
-)03ترقةةم برنامج مادة"النظريات اللسانةة" يف اجلامبة اجلزائرية :يرجى النظر في الجدولين التاليين:
56
وجوه االئتالف واالختالف بين النظريات اللسانية 03
النظريات الوظيفية 04
التداوليات في فلسفة اللغة العادية 05
التداوليات في النماذج اللغوية 06
نظريات التعلم 07
نظريات التعليم وعالقتها باللسانيات 08
نماذج من نظريات اللسانيات وعالقتها بالتعليميات 09
النظريات اللسانية في برامج التعليم جامعي بالجزائر 10
املدرسة التصنيفية وعالقتها بالنظريات اللسانية 11
املدرسة البنيوية وعالقتها باللسانيات 12
النحو التوليدي التحويلي 13
النظريات اللسانية في مذكرات التخرج 14
57
النظريات اللسانية في برامج التعليم الجامعي بالجزائر 10
املدرسة التصنيفية وعالقتها بالنظريات اللسانية 11
املدرسة البنيوية وعالقتها باللسانيات 12
النحو التوليدي التحويلي 13
النظريات اللسانية في مذكرات التخرج 14
طريقة التقييم :تقييم األعمال املوجهة يكون متواصال طوال السداس ي.
-01ترقةةم برنامج مادة "النظريات اللسانةة" من حةث الربجمة الزمنةة :يالحظ من الجدولين العامين
للسداسين األول والثالث ملرحلة املاستر لتخصص لسانيات التطبيقية ،أن ّ
مادة "النظريات اللسانية" قد
برمجت مرتين متتاليتين ،املرة األولى خالل السداس ي األول ،واملرة الثانية خالل السداس ي الثالث ،كما أنها
أدرجت ضمن الوحدة االستكشافية في كال السداسين ،فهي بذلك ليست مدرجة ضمن املواد األساسية لهذا
التخصص.
-02ترقةةم برنامج مادة "النظريات اللسانةة" من حةث االعتمادات اليةداغوجةة املرصدة له :من خالل
الجدولين السابقين الذين يصفان برنامج مادة "اللسانيات التطبيقية" في مرحلة املاستر للسداسيين األول
والثالث ،ومن خالل الجدولين العامين لهما ،يتضح جليا أن هذه املادة ال تحظى بأهمية كبيرة ضمن البرنامج
العام لتخصص "لسنيات تطبيقية" ،وهذا من عدة جهات:
-أدرجت مادة "النظريات اللسانية" ضمن وحدة التعليم االستكشافية ،في كال السداسيين ،فهي بذلك ليست
ذات أهمية في هذ ا البرنامج ،وهذا ما انعكس على اعتماداتها البيداغوجية ،فقد خصص لها معامل واحد
فقط ،ورصيد واحد كذلك.
-كما أنها تقدم في شكل أعمال موجهة فقط ،وليس لها محاضرات نظرية ،وكأن واضع البرنامج يرمي إلى
تقديمها داخل الحصة بشكل عملي وتطبيقي .ويعني تقديمها في شكل أعمال موجهة أنها ذات تقييم مستمر
ومتواصل خالل حصص األعمال املوجهة.
-من حيث استيفاؤه لعناصر املوضوع :من خالل الجدولين السابقين ،نالحظ وقوع برنامج مادة "النظريات
اللسانية" ملرحلة املاستر ،في عيب النقص واالضطراب والخلل ،فقد افتقر لذكر للكثير من النظريات اللسانية
وإدراجها في ترتيب زمني أو منطقي.
58
فهناك العديد من النظريات اللسانية املشهورة كان ينبغي إدراجها كمفردات في هذا البرنامج ،مثل :نظرية
التواصل اللساني ،نظرية الفونيم ،نظرية التقطيع املزدوج ،نظرية الغلوسيماتيك ،نظرية الحقول الداللية،
النظرية السياقية ،نظرية التحليل املؤلفاتي ،النظرية التوزيعية ،النظرية التوليدية التحويلية ،نظرية أفعال
الكالم ،نظرية النص ،وغيرها.
وكان في اإلمكان تقسيمها إلى محاور بحسب املوضوع أو االتجاه ،وغير ذلك من التقسيمات املنهجية والعلمية،
مثل نظريات وظيفية نظريات تعليمية ،نظريات موضوعية ،وغيرها .وترتب ترتيبا زمنيا كذلك.
وكان يستحسن كذلك التقديم للمحاضرات بمحاضرتين عن موضوع اللسانيات ومفاهيمها والتمييز بين
اللسانيات الحديثة واملناهج اللغوية السابقة ،وهو أمر مهم في أنه يؤسس لطبيعة النظريات التي ينبغي تناولها
على انها نظريات لسانية ،وهذا يعني أننا ال نتعرض لتلك النظريات التي عرفتها الدراسات اللغوية في القرون
السابقة قبل ظهور اللسانيات.
-من حيث التزامه بالتسلسل الزمني واملنطقي في إيراده لعناصر املوضوع :هذا العنصر يرتكز أساسا على
العنصر السابق ،وحيث إن مفردات برنامج "النظريات اللسانية" عرف خلال واضطرابا ونقصا في مفرداته،
فإن عنصر الترتيب الزمني أو املنطقي سيتأثر هو اآلخر بهذا االضطراب والخلل.
وواضح من الجدولين السابقين أنه لم يعتمد في وضع مفرداته وترتيبها على أساس منطقي أو منهجي ،بل كان
وضعه وضعا عشوائيا .فلقد تحدث في البداية عن النظرية التداولية ،ثم عاد ليتحدث في األخير عن النظرية
التوليدية التحويلية ،ونحن نعلم أن النظرية التوليدية التحويلية هي أسبق في الوجود من التداولية.
-من حيث استمرارية املادة وتكررها ضمن املسار الدراس ي :لقد عرفت مادة "النظريات اللسانية" تكرارا في
برمجتها في مراحل املاستر تخصص "اللسانيات التطبيقية" ،فقد برمجت ملرتين في سداسيين مختلفين،
السداس ي األول والسداس ي الثالث ،وهذا أمر جيد ،حيث يفهم من ذلك أنها هي بحاجة لالستمرار في موادها،
نظرا لكثرة موضوعاتها ومجاالتها .ولغيرهم ،ولكن هذا التكرار في السداس ي الثالث هو مجرد صورة طبق
األصل عن مفردات السداس ي األول ،كما مبين في الجدول الثاني ،وهذا في الحقيقة يعد عيبا في البرمجة ،وقد
كان هذا التكرار فرصة للحاطة بكل النظريات اللسانية ،ولكن هذا لم يحدث ،بل هذا التكرار يؤدي فقط
للملل .ولقد أشرنا فيما سبق أن التكرار في املواد الدراسية من مرحلة إلى مرحلة له فلسفته في بيداغوجيا
املناهج ،ولكن يبدو ّأن برنامج النظريات اللسانية تم وضعه بعيدا عن كل رؤية وتصور علمي أو منهجي أو
بيداغوجي .ونرجو أن يستدرك هذا األمر في عمليات التعديل التي ستمس هذه البرامج مستقبال.
59
احملاضرة رقم :09تبلةمةة مادّة "لسنةات الرتاث"
-)01أهمةة مادة "لسانةات الرتاث" يف املسار الدراسي لطلية مةدان اللغة واألدب البربي :منذ أن بدأت
اللسانيات الحديثة الوصول إلى الثقافة العربية في بداية القرن العشرين ،والعرب يحاولون أن يتفاعلوا مع
هذا املنوال الجديد بشتى الوسائل والكيفيات .ولذلك زخرت الثقافة العربية الحديثة بالعديد من البحوث
واملؤلفات والدراسات التي تعكس مدى التعاطي مع اللسانيات ،مما نتج عنه نوع من الدراسات أصبحت تدعى
باللسانيات العربية ،وهذه األخيرة هي ذات أشكال عديدة ومتنوعة .فلقد عرفت الساحة اللسانية العربية
ظهور العديد من الباحثين والعلماء املتخصصين في هذا العلم بمختلف فروعه ،وظهرت مصنفات ذات قيمة
عالية ،كما كثرت البحوث والدراسات والرسائل الجامعية في املوضوعات اللسانية ،لذا فقد أصبح من
الضروري أن تأخذ اللسانيات العربية بمختلف اتجاهاتها مكانتها في الدرس الجامعي ليتعرف الطلبة على
اتجاهاتها ،وروادها ،ومصنفاتها ،وأهميتها وقيمتها العلمية ونحوه.
ولقد حاول بعض الباحثين املعاصرين أن يرصدوا مختلف اتجاهات الدراسات اللسانية العربية ،في شكل من
أشكال التأريخ لها وتقييمها ونقدها ،فظهرت دراسات ّ
قيمة علميا ومنهجيا ،وخدمت بذلك اللسانيات العربية،
حيث كرست العديد من املفاهيم واملصطلحات التي أصبحت تفيد كثيرا الثقافة اللسانية العربية ،ومن هؤالء
الباحثان اللسانيان املغربيان "مصطفى غلفان" و"حافظ اسماعيلي علوي" ،فقد بذال جهدا محمودا في سبيل
لذلك.
ويكون من املفيد اليوم ،أن تتوفر مواد دراسية عن اللسانيات العربية َّ
تقدم لطلبة الدراسات اللسانية في
مختلف مراحل التعليم الجامعي ،لعلها تفيد الطالب والباحث في معرفة االتجاهات اللسانية العربية الحديثة
وتنوعاتها وقطاعاتها.
وتحقيقا لهذا املسعى ،وحيث إن طلبة ماستر تخصص "لسانيات تطبيقية" ينحدرون من ميدان اللغة واألدب
العربي ،فيكون من املفيد لهم أن يتعرفوا على هذا املنوال الدراس ي .ولذلك فقد برمجت لهم ّ
مادة تدعى
"لسانيات التراث" في السداس ي الثاني من املسار الدراس ي لهذه املرحلة .وهي مادة تسمح ملتعلميها بالتعرف على
نموذج من الكتابة اللسانية العربية .كما أنها حظيت بتقدير مهم في معاملها ورصيدها ،فقد أدرجت لهم
ضمن الوحدة األساسية (ينظر الجدول أدناه).
ولئن كان أمر برمجة هذه املادة وغيرها في مراحل التعليم الجامعي لطلبة اللسانيات أمر يبعث على التقدير
واإلشادة ،إال أن املالحظ حين النظر للوهلة األولى في البرامج اللسانية ملختلف التخصصات في برامج تعليم
اللسانيات بالجامعة الجزائرية يصطدم ببعض الحقائق عن سوء تقدير املواد التعلمية وسوء برمجتها .فقد
تم برمجة مادة "لسانيات التراث" للطلبة املتخصصين في "اللسانيات التطبيقية" ،في حين غابت عن طلبة
تخصص "لسانيات عربية" ،وهذا بالرغم من أن مادة "لسانيات التراث" هي ألصق بتخصصات "اللسانيات
60
العربية" منها بتخصص "اللسانيات التطبيقية" .فهذه البرمجة تعكس غياب بعض الوعي لدى واضعي البرامج
التعليمية اللسانية بمضامين وحدود وأهمية املواد ومناسبتها لكل تخصص على حدة.
الحجم
الساعي الحجم الساعي
نوع التقييم
األرصد األسبوعي السدا
املعامل وحدات التعليم
ة سي
16-14محاض أعمال
متواصل امتحان
موجهة رة أسبوع
وحدات التعليم األساسية ( 18رصيد)
× × 05 03 1:30 1:30 48 املادة :1لسانيات التراث
املادة :2اللسانيات
× × 04 02 1:30 1:30 48
التمهيدية
املادة :1اللسانيات
× × 05 03 1:30 1:30 48
التطبيقية
املادة :2تعليمية
× × 04 02 1:30 1:30 48
اللسانيات
وحدات التعليم املنهجية ( 06رصيد)
املادة :1املبادئ املنهجية
× × 03 02 1:30 1:30 48
للتحليل اللساني
املادة :2فنيات البحث
× × 03 02 1:30 1:30 48
والكتابة 2
املادة :3فنيات البحث
× × 03 02 1:30 24
اللغوي
وحدات التعليم االستكشافية ( 02رصيد)
املادة :1علم النفس
× × 01 01 1:30 24
اللغوي
املادة :2تعليمية النحو
× × 01 01 1:30 24
العربي
61
وحدة التعليم األفقية ( 01رصيد)
× 01 01 1:30 24 املادة :1إعالم آلي
30 19 13:30 09:00 384 مجموع السداس ي 2
-)2اخللفةة البلمةة واملنهجةة ملادة "لسانةات الرتاث" :نعني بلسانيات التراث ذلك النوع من الكتابة اللسانية
العربية الذي يسعى للتوفيق بين مضامين التراث اللغوي العربي وما تقدمه اللسانيات الحديثة من نظريات
ونماذج وأدوات إجرائية وطرق تحليل .فمن القضايا األساسية التي تمحور حولها البحث اللساني العربي
املعاصر عالقة التراث اللغوي العربي بالنظريات اللسانية الحديثة .ولقد استوى هذا النمط من القراءة للتراث
اللغوي العربي وربطه بالنظريات اللسانية الحديثة حتى أصبح اتجاها قائم الذات .والبحث في هذه القضية
ّ
مرتبط في العمق بإشكالية األصالة واملعاصرة في الفكر العربي الحديث ،كما نظر لها املفكر محمد عابد
الجابري(.)1
وتتنزل قراءة التراث اللغوي العربي في ضوء اللسانيات منزلة ذات بعد حضاري ،تقوم على أساس استرداد هذا
التراث لبريقه بحمله على املنظور الجديد في محاولة جادة لتأسيس الحاضر واملستقبل على أصول املاض ي،
وتأصيل البحث اللساني املعاصر في الظاهرة اللغوية العرية ،أو بعبارة أخرى البحث في أصول الفكر العربي
وإقامة "لجينالوجيا" هذا الفكر .وبهذا املعنى وحده يبرز االهتمام بالتراث ،وبه يصبح التراث معاصرا لنا(.)2
"املسدي" أن القراءة التي تقدمها لسانيات التراث ال تخرج عن الرغبة في مواكبة مقتضيات ّ حيث يرى
الحداثة ،بذلك فهي موقف حضاري غايته إبراز مظاهر املعاصرة في التراث اللغوي العربي ،ثم تحقيق
التواصل بالنسبة إلى العرب بين املاض ي والحاضر(.)3
مادة "لسانيات التراث" من أهم موضوعات اللسانيات العربية ،حيث تمثل ما نسبته 80باملائة من وتعد ّ
حجم الكتابات ال لسانية العربية ،كما أنها تهيمن على أغلب البحوث والرسائل الجامعية في أقسام اللسانيات
يعد "مصطفى غلفان" ،في اعتقادنا ،أول من وضع مصطلح "لسانيات التراث" وكان ذلك في بحثه العربية .و ّ
"بين لسانيات التراث ولسانيات األداة" في جريدة أنوال ،عدد ،1986/42كما أنه من الباحثين األوائل الذين
()1
ينظر :اللسانيات العربية أسئلة املنهج ،مصطفى غلفان ،دار ورد للنشر والتوزيع ،عمان-األردن ،ط ،2013 ،1ص .183وينظر :الخطاب
العربي املعاصر –دراسة تحليلية نقدية ،-محمد عابد الجابري ،مركز دراسات الوحدة العربية ،ط ،5بيروت-لبنان ،1994 ،ص.11
"التراث اللغوي وإشكالية املناهج الوصفية الحديثة"ُ ،منية الحمامي ،ص ،20-07والنص الذي تحيل عليه لعبد السالم بنعبد العالي،
()2
"التراث والهوية" ،سلسلة املعرفة الفلسفية .ونشير هنا إلى بعض املراجع التي وجهتنا في هذا الفصل:
-مصطفى غلفان ،اللسانيات العربية الحديثة.
-ألفة يوسف ،املساجلة بين فقه اللغة واللسانيات عند بعض اللغويين العرب املعاصرين.
ّ
املسدي ،ص.12 ( )3التفكير اللساني في الحضارة العربية ،عبد السالم
62
قدموا نقدا وتقييما للكتابات اللسانية التراثية العربية في مجموعة من مؤلفاته في إطار مشروعه الهام
"اللسانيات العربية" في قراءته لخطابها ،وتتبع اتجاهاتها.
ويتخذ هذا الصنف من الكتابة اللسانية التراث اللغوي العربي القديم في شموليته موضوعا لدراسته
املتنوعة .أما املنهج الذي يصدر عنه أصحاب هذه الكتابة فهو ما يعرف عادة بمنهج القراءة أو إعادة القراءة.
ومن غايات لسانيات التراث وأهدافها قراءة التصورات اللغوية القديمة وتأويلها وفق ما وصل إليه البحث
اللساني الحديث والتوفيق بين نتائج الفكر اللغوي القديم والنظريات اللسانية الحديثة ،وبالتالي إخراجها في
حلة جديدة تبين قيمتها الحضارية"(.)1
ويستع مل لسانيو التراث شتى الوسائل املعرفية لتحقيق هذا املسعى في إطار ما عرف بقراءة أو إعادة قراءة
التراث .كما أن أصحاب هذه الكتابة القرائية ال يشكلون اتجاها موحدا أو مدرسة متجانسة كليا ،بل هم
مجموعة من وجهات النظر واملواقف الفردية املتباينة في التعامل مع التراث اللغوي العربي ،ويمكن تصنيف
اتجاهات لسانيات التراث في ضوء معايير :املوضوع واملنهج والغاية(.)2
وتستمد لسانيات التراث مسوغاتها ومشروعيتها عند أصحابها من عدة عوامل ،منها :أن حتى اللسانيات
املعاصرة لم تكن لتبلغ ما بلغته من درجات التقدم لوال أنها لم تعتمد على منطلقات تراثية ،فقد "جاء كتاب
"األلسنية الديكارتية" لتشومسكي ليكون مثاال حيا على اهتمام العلماء اللغويين املحدثين بضرورة العودة إلى
التراث اللغوي ،من أجل إظهار مواضع التقارب بين بعض جوانبه املهملة ،وبين املفاهيم اللغوية الحديثة .لقد
استطاع تشومسكي في هذا الكتاب أن يقف على عديد من العناصر التي تمثل التقاء واتفاقا بين معطيات
نظريته التوليدية التحويلية وبين القواعد التي أرساها "ديكارت" فيما يعرف باسم قواعد بورت روايال"(.)3
وال ينحصر الربط بين القديم والحديث في ما جاء به تشومسكي وحده ،بل يشمل هذا الربط لسانيين آخرين
"ربطوا بين الفكر اللغوي القديم ،ونظريات البحث اللغوي الحديث والذين أرخوا له ،من منطلق اهتمامهم
بهذا الجانب ،نذكر كال من لورا ( ،)M.Leoryوليبتش ي ( ،)G. C. Lepschyوكذلك جورج مونان (،)G. Mounin
وكريستيفا ( ،)J. Kristevaوروبنز (.)4(")R. M.Robins
63
ويمكن لنا أن نميز في لسانيات التراث بين ثالث اتجاهات أو مراتب من القراءة؛ القراءة الشمولية ،والقراءة
القطاعية ،وقراءة النموذج الواحد(.)1
لم تتجاوز منذ انطالق مشروعها الحضاري حدود صناعة خطاب لغوي منمق أسند للتراث اللغوي -
العربي هوية نظرية متعددة األشكال واأللوان؛ غريبة عنها من حيث الجذور واألصول ،وهي هوية
هجينة جمعت في آن واحد بين مختلف املكونات واالتجاهات التي رسمت مالمح اللسانيات في أوروبا.
لقد تحول البحث في لسانيات التراث إلى تأسيس بالغة االنقضاض على منجزات اللسانيات عبر أوهى -
الوشائج وأضعف الروابط بينها وبين التراث اللغوي العربي.
تكشف لسانيات التراث نوعا من الجفاء النظري واملنهجي حتى ال نقول عداء بينا للسانيات القائمة -
على تحليل البنيات اللغوية في مختلف مستوياتها.
إن لسانيات التراث ال تقدم خطابا علميا يندرج في إطار نظري ومنهجي محدد قائم على املناولة -
املوضوعية في الكشف عن بنيات اللغة العربية وصفا أو تفسيرا أو هما معا ،بل هي مجرد إيديولوجية
تراهن على رد االعتبار لعقل عربي تخلف كثيرا عن ركب الحضارة العلمية املعاصرة.
-)03ترقةةم برنامج مادة "لسانةات الرتاث" يف اجلامبة اجلزائرية :يرجى النظر في الجدول التالي:
الرصيد05 : املعامل03 : مادة :لسانيات التراث وحدة التعليم األساسية
الرق
مفردات األعمال املوجهة مفردات املحاضرة
م
مصطلحات ومفاهيم لسانيات التراث ومسوغات القراءة 01
أهمية التراث في حقل الدراسات اللسانية 02السبق التاريخي للعرب في الدراسات اللغوية
أهميتها وأثرها في الدراسات اللغوية األصول التراثية للسانيات 03
قراءة في العناوين وخطاب ّ
املقدمات لسانيات التراث وأهداف القراءة 04
القراءة الشمولية لسانيات التراث وتجليات التقريب 05
دراسات تطبيقية أصول بنيوية في التراث اللغوي العربي 06
( )1ينظر :اللسانيات العربية أسئلة املنهج ،مصطفى غلفان ،دار ورد للنشر والتوزيع ،ط ،1عمان-األردن ،2013 ،ص.185
( )2نفسه ،ص.221-217
64
واقع التراث في الدرس اللغوي املعاصر أصول توليدية في التراث اللغوي العربي 07
األصول االبستيمولوجية القراءة القطاعية 08
دراسات تطبيقية التعريف بموضوع لسانيات التراث 09
تطبيقات لغوية على النصوص فروع لسانيات التراث 10
تطبيقات لغوية على نصوص مختارة دراسات صوتية 11
تطبيقات لغوية على نصوص مختارة دراسات تركيبية 12
تطبيقات داللية على نصوص مختارة دراسات داللية 13
تطبيقات للكشف عن واقع البحث اللساني اليوم أهمية التراث في اللساني املعاصر 14
طريقة التقييم املادة :يجري تقييم املحاضرات عن طريق امتحان في نهاية السداس ي ،بينما يكون تقييم
األعمال املوجهة متواصال طوال السداس ي.
-01ترقةةم برنامج مادة "لسانةات الرتاث" من حةث الربجمة الزمنةة :يتضح لنا من الجدول السابق الذي ّ
يقدم
برنامج مادة "لسانيات التراث" لطلبة املاستر تخصص لسانيات تطبيقية في الجامعة الجزائرية ،أن هذه ّ
املادة
لم تبرمج إال في مرحلة املاستر وهي من مراحل التخصص العلمي للمسار الدراس ي ،فهي غير مبرمجة في مرحلة
الليسانس ،وهذا أمر يكون مفهوما حيث إنها مادة تأتي بعد أن يكون الطالب قد تشرب كثيرا من املعارف
اللسانية األساسية في التعليم القاعدي في مرحلة الليسانس ،كما تجدر املالحظة أنها برمجت في السداس ي
الثاني وليست في السداس ي األول ،وهذا أمر له داللته ،فهذه البرمجة تأتي في منتصف املسار الدراس ي أو في
أتم التشبع بأهم املواد في اللسانيات التطبيقية التي تمت بصلة كبيرة نهايته بعد أن يكون الطالب قد ّ
بتخصصه في هذه املرحلة.
والجدير بمالحظته ،كما أومأنا له من قبل ،أن ّ
مادة "لسانيات التراث" لم يتم برمجتها لتخصص "اللسانيات
العربية" ،وهذا األمر فيه من الغرابة ما ال يخفى على أدنى متخصص في اللسانيات ،فمادة "لسانيات التراث"
لصيقة باللسانيات العربية أكثر من تخصص "لسانيات تطبيقية" ،فهذا األمر هو من عيوب برمجة املواد
التعليمية في جامعاتنا ،وكان الواجب أن يتم التنسيق بين هذه التخصصات حين وضع هذه البرامج.
-02ترقةةم برنامج مادة "لسانةات الرتاث" من حةث االعتمادات اليةداغوجةة املرصدة له :من الجدول أعاله
يتبين لنا املكانة الهامة التي تتبوؤها مادة "لسانيات التراث" ضمن البرنامج العام لطلبة لسانيات تطبيقية في
السداس ي الثاني ،فقد أدرجت ضمن الوحدة األساسية التي تقدم رصيدا معتبرا ومعامال هاما ملوادها ،فلقد
حظيت هذه املادة بمعامل 03ورصيد .05كما أنها عززت بحصص لألعمال املوجة لتطبيق املعارف النظرية
املحصل عليها في الدروس.
65
وفي الحقيقة ال نجد تناسبا كبيرا بين تقدير مادة "لسانيات التراث" في هذا البرنامج مع عنوان هذا التخصص،
فقد كان يكفي أن تدرج هذه املادة ضمن الوحدة االستكشافية ،ألنه في نظرنا فإن مادة "لسانيات التراث" ال
يجدر بها أن تحظى بهذا التقدير لتكون مادة أساسية لتخصص "لسانيات تطبيقية" ،وكان األولى أن تحظى
بهذا التقدير مادة "نظريات لسانية" مثال.
وإذا كانت مادة "لسانيات التراث" قد حظيت بهذه االعتمادات البيداغوجية وهذا التقدير واالعتبار في
تخصص "لسانيات تطبيقية" ،فإنها قد غابت من البرمجة لتخصص "لسانيات عربية" ،وهذا األمر فيه من
املفارقة والتناقض ما يدعو للحيرة والعجب .فنرجو أن يتدارك واضعوا هذه البرامج هذا الخطأ في البرمجة
مستقبالـ
-من حيث استيفاؤه لعناصر املوضوع :من القراءة األولية ملفردات برنامج مادة "لسانيات التراث" ،يتضح لنا
أنها مادة مستوفية ألهم عناصرها ،ففعال عندما نريد أن نسلط الضوء على النوع من القراءة والكتابة
اللسانية العربية ،فإننا ينبغي أن نحيط بجميع اتجاهاتها ،واألسباب والدوافع التي أدت إلى ظهورها
ومقيمة لها .وهذا أمر قد وفت به مفردات البرنامج إلى ّ
حد ومسوغاتها ،كما أنه ينبغي أن تدرج مفردات ناقدة ّ
بعيد ،إال أنه كان ينبغي أن ندرج مفردات تغطي قطاعات أخرى تمسها لسانيات التراث ،مثل "لسانيات
النص" والتداوليات ،فهي مما استجد في الدرس اللساني الحديث ،وهناك بعض اللسانيين العرب من قام
بمقاربة هذه املوضوعات في التراث العربي .ولكننا نراها غائبة عن هذا البرنامج فقد توقف عند حدود الدرس
الداللي .وتكفي العودة لكتب الباحثين "مصطفى غلفان" و"حافظ اسماعيلي علوي" لنستمد منها برنامجا
مفيدا لهذه املادة.
-من حيث تحقق التسلسل الزمني واملنطقي ملفرداته :إذا كنا قد دللنا فيما يبق على استيفاء برنامج مادة
حد بعيد لعناصره ومفرداته ،فإنه قد أخفق قليال في ترتيب لعناصره ،واملالحظ يرى أن"لسانيات التراث" إلى ّ
التعريف بلسانيات التراث قد أدرج في العنصر التاسع أي تقريبا في منتصف البرنامج ،في حين كان األولى به أن
يكون في بداية البرمجة ليتمكن الطالب من التعرف على ماهية املوضوع أوال ،ثم ننطلق به ليتعرف على
جوانبه األخرى.
-من حيث استمرارية املادة وتكررها ضمن املسار الدراس ي :مادة "لسانيات التراث" هي من املواد التخصصية،
وليست مادة قاعدية ،كما أن ها ليست من صلب اختصاص "لسانيات تطبيقية" ،ولذلك فلن نعثر لها على
برمجة أخرى غير التي وردت في الجدول السابق .أما بالنسبة لطلبة تخصص لسانيات عربية ،فإنه ينبغي أن
66
يستدرك هذا األمر فيتم برمجتها في أحد السداسيات ،ثم يعاد برمجتها مرة في شكل امتداد ليتم تغطية كل
حيثيات وجوانب هذا املوضوع الهام للسانيات العربية.
67
احملاضرة رقم :10تبلةمةة مادّة "اللسانةات التمهةدية"
-)1أهمةة مادة "اللسانةات التمهةدية" يف املسار الدراسي لطلية مةدان اللغة واألدب البربي :منذ أن بدأت
اللسانيات الحديثة الوصول إلى الثقافة العربية في بداية القرن العشرين ،والعرب يحاولون أن يتعرفوا على
هذا املنوال الجديد في الدراسات اللغوية بشتى الوسائل والكيفيات .ولذلك زخرت الثقافة العربية الحديثة
بالعديد من البحوث واملؤلفات والدراسات التي تعكس مدى التعاطي مع اللسانيات ،مما نتج عنه نوع من
الدراسات أصبحت تدعى باللسانيات العربية ،وهذه األخيرة هي ذات أشكال عديدة ومتنوعة .فلقد عرفت
الساحة اللسانية العربية ظهور العديد من الباحثين والعلماء املتخصصين في هذا العلم بمختلف فروعه،
وظهرت مصنفات ذات قيمة عالية ،كما كثرت البحوث والدراسات والرسائل الجامعية في املوضوعات
اللسانية ،لذا فقد أصبح من الضروري أن تأخذ اللسانيات العربية بمختلف اتجاهاتها مكانتها في الدرس
الجامعي ليتعرف الطلبة على اتجاهاتها ،وروادها ،ومصنفاتها ،وأهميتها وقيمتها العلمية ونحوه.
ولقد حاول بعض الباحثين املعاصرين أن يرصدوا مختلف اتجاهات الدراسات اللسانية العربية ،في شكل من
أشكال التأريخ لها وتقييمها ونقدها ،فظهرت دراسات ّ
قيمة علميا ومنهجيا ،وخدمت بذلك اللسانيات العربية،
حيث كرست العديد من املفاهيم واملصطلحات التي أصبحت تفيد كثيرا الثقافة اللسانية العربية ،ومن هؤالء
الباحثان اللسانيان املغربيان "مصطفى غلفان" و"حافظ اسماعيلي علوي" ،فقد بذال جهدا محمودا في سبيل
لذلك.
ويكون من املفيد اليوم ،أن تتوفر مواد دراسية عن اللسانيات العربية َّ
تقدم لطلبة الدراسات اللسانية في
مختلف مراحل التعليم الجامعي ،لعلها تفيد الطالب والباحث في معرفة االتجاهات اللسانية العربية الحديثة
وتنوعاتها وقطاعاتها.
وتحقيقا لهذا املسعى ،وحيث إن طلبة التخصصات اللسانية ينحدرون من ميدان اللغة واألدب العربي،
فيكون من املفيد لهم أن يتعرفوا على هذا املنوال الدراس ي .ولذلك فقد برمجت لهم ّ
مادة تدعى "اللسانيات
التمهيدية" في السداس ي الثاني من املسار الدراس ي لهذه املرحلة .وهي مادة تسمح ملتعلميها بالتعرف على نموذج
من الكتابة اللسانية العربية ،وتسمح لهم بالتعرف على األعالم اللسانيين العرب ومؤلفاتهم التمهيدية التي
تحاول أن تقدم اللسانيات الغربية للطلبة العرب إما بتبسيط مفاهيمها وشرحها شرحا مباشرا أو عن طريق
ترجمة املؤلفات اللسانية الغربية إلى العربية.
ولئن كان أمر برمجة هذه املادة وغيرها في مراحل التعليم الجامعي لطلبة اللسانيات أمر يبعث على التقدير
واإلشادة ،إال أن املالحظ حين النظر للوهلة األولى في البرامج اللسانية ملختلف التخصصات في برامج تعليم
اللسانيات بالجامعة الجزائرية يصطدم ببعض الحقائق عن سوء تقدير املواد التعلمية وسوء برمجتها .فقد
68
تم برمجة مادة "اللسانيات التمهيدية" للطلبة املتخصصين في "اللسانيات التطبيقية" ،في حين غابت عن
طلبة تخصص "لسانيات عربية" ،وهذا بالرغم من أن مادة "اللسانيات التمهيدية" هي ألصق بتخصصات
"اللسانيات العربية" منها بتخصص "اللسانيات التطبيقية" .فهذه البرمجة تعكس غياب بعض الوعي لدى
واضعي البرامج التعليمية اللسانية بمضامين وحدود وأهمية املواد ومناسبتها لكل تخصص على حدة.
-)2اخللفةة البلمةة واملنهجةة ملادة "اللسانةات التمهةدية" :الكتابة التمهيدية أو التيسيرية طريقة في التأليف
ال ي مكن ألي علم أن يذيع أو ينتشر بدونها؛ لذلك من الطبيعي أن يشكل هذا النوع من التأليف أحد
االهتمامات األساسية لنشر العلوم وتقريبها على القراء.
ولم تكن اللسانيات بعيدة عن هذه الكتابات التمهيدية ،فقلد عرفت الثقافة اللسانية الغربية هذا النوع من
التأليف في وقت مبكر من القرن العشرين ،بغرض التعريف باللسانيات وشرح قضاياها وتسهيل مفاهيمهما
على املبتدئين ،ولقد ظهرت هذه الكتابات إلى الوجود منذ ظهر كتاب "سوسير " محاضرات في اللسانيات
العامة إلى الوجود ،ومنذ أن بدأت األبحاث والدراسات اللسانية الوصفية باالزدهار ،فكلها كانت ترمي إلى
تعريف الباحثين الشداة بهذا املنهج الجديد في دراسة اللغة وتوضيح أدواته في التحليل ،خاصة بعد أن بدأت
النظريات اللسانية في الظهور التي باتت تمس جميع مستويات الدرس اللساني من أصوات وتركيب وداللة
وإلى غاية ظهور النحو التوليدي التحويلي وظهور االتجاه التداولي والنص ي.
ونذكر من هذه الكتابات التمهيدية عند الغربيين على سبيل املثال ما يلي :على سبيل املثالintroduction à :
la sémantique, Ecrits de linguistique générale Clefs pour la sémiologie, Clefs pour la linguistique,
Linguistique générale : une introduction, Essais de sémantique, Course in modern linguistics,
Introduction à la psycholinguistique, An introduction to Descriptive Linguistics,
وكما هو واضح من عناوين هذه الكتب التمهيدية فهي تلتزم بالجانب التعليمي التبسيطي ،وبإعطاء القارئ
املبتدئ املفاتيح التي تمكنه من فك مستغلقات اللسانيات ،وتمكينه من مبادئها ،وهذا ما تنطق به عناوينها
وخطاب مقدماتها .فالغاية التعليمية هي الهدف الذي تروم تحقيقه اللسانيات التمهيدية ،وهذا يستوجب أن
يكون كل مؤلف من املؤلفات اللسانية التمهيدية بنية خطابية متكاملة علميا ومنهجيا ،بداء بعنوان الكتاب،
مرورا بمقدمته ،وعناوين أقسامه ،وأبوابه ،وفصوله ،وصوال إلى خاتمته(.)1
( )1اللسانيات في الثقافة العربية املعاصرة ،حافظ إسماعيلي علوي ،دار الكتاب الجديد املتحدة ،ط ،1بيروت-لبنان ،2009 ،ص.99
69
وإذا جئنا للثقافة اللسانية العربية ،فقد عرفت هذه الثقافة وتعرف العديد من املؤلفات التي تسعى للتعريف
باللسانيات للقارئ العربي ،منذ أن بدأ املد اللساني الغربي يصل إلى العرب في بداية القرن العشرين ،ونذكر
من ذلك على سبيل املثال ال الحصر:
علم اللغة لعبد الواحد وافي ،اللسانيات وأسسها املعرفية لعبد السالم املسدي ،التعريف بعلم اللغة ألنطوان
مايي ترجمة حلمي خليل ،املدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي لرمضان عبد التواب ،في علم اللغة
العام لعبد الصبور شاهين ،مدخل إلى علم اللغة ملحمود فهمي حجازي ،مدخل للسانيات سوسير ملبارك
حنون ،مفاتيح األلسنية لجورج مونان ترجمة الطيب البكوش ،علم اللغة العام لتوفيق محمد شاهين .علم
اللغة مقدمة للقارئ العربي ملحمود السعران ،اللسانيات التوليدية التحويلية لعادل فاخورين األلسنية (علم
اللغة الحديث) املبادئ واألعالم مليشال زكريا ،مدخل في اللسانيات لصالح الكشو ،مدخل إلى علم اللغة
ملحمد علي الخولي ،مدخل للصواتة التوليدية إدريس السغروشني ،مقدمة في علوم اللغة للبدراوي زهران،
مقدمة في اللسانيات لعاطف فضل ،مقدمة في اللسانيات لعيس ى برهومة ،مبادئ اللسانيات ألحمد محمد
قدور ،مبادئ اللسانيات لخولة طالب اإلبراهيمي ،مبادئ اللسانيات البنيوية لطيب دبة ،اللسانيات الوظيفية
مدخل نظري ألحمد املتوكل ،مقدمة في اللسانيات لعيس ى برهومة ،اللسانيات البنيوية منهجيات واتجاهات،
وكتاب في اللسانيات العامة ملصطفى غلفان ،التعريف بعلم اللغة لكريستل دافيد ترجمة حلمي خليل ،مدخل
لفهم اللسانيات لروبير مارتن ترجمة عبد القادر مهيري ،اللسانيات النشأة والتطور ألحمد مومن ،أسس علم
اللغة ملاريو باي ترجمة أحمد مختار عمر ،االتجاهات األساسية في علم اللغة لرومان جاكوبسون ترجمة علي
حاكم صالح وحسن ناظم ،الوصفية مفهومها ونظامها في النظريات اللسانية لرفيق بن حمودة ،اتجاهات
البحث اللساني مليلكا إفيتش ترجمة سعد مصلوح ووفاء كامل .مبادئ في علم الداللة لروالن بارث ترجمة
محمد البكري ،البنيوية ألوزياس وآخرين ترجمة ميخائيل فغول ،البنيوية لجان بياجيه ترجمة عارف منيمنة
وبشير أومني .باإلضافة إلى الترجمات املختلفة لكتاب "سوسير" :محاضرات في اللسانيات العامة.
فكما هو واضح من هذه العناوين لهذه الكتب ،سواء كانت كتاب أصيلة بالعربية أو كانت ترجمة ملؤلفات
غربية ،فتبدو الغاية التعليمية واضحة ومتجلية منها ،ألنها تضع في العناوين الكلمات الداللية الدالة عن كل
تيسير وتقديم وتوطئة ومدخل ومبادئ للسانيات .فيجب أن يعير املؤلف بعنوان كتابه ليستقطب القراء الذين
يهدف للتواصل معهم من خالل مؤلفه ،فالعنوان ،فبالنظر إلى أنه كونه الثريا التي تض يء النص وتقود إلى
استكشاف أغواره ،فيكون بذلك ضرورة كتابية تساعد على اقتحام عوالم النص ،ألن املتلقي يدخل إلى
العمل من بوابة العنوان مؤوال له(.)1
( )1العنوان وسيميوطيقا االتصال األدبي ،محمد فكري الجزار ،املصرية العامة للكتاب ،القاهرة-مصر ،1998 ،ص.19
70
ويكون دراسة هذه املادة "اللسانيات التمهيدية" من خالل نقد عناوين الكتب التي تمثل اللسانيات التمهيدية،
ونقد مقدماتها ،ثم التوجه إلى مضامينها ،ثم الئحة املصادر واملراجع فيها .فلقد ظهرت في اآلونة األخيرة العديد
من الكتابات اللسانية العربية التي تجعل من الكتابات اللسانية التمهيدية العربية محل نقد وتقييم ،وتقوم
بذلك من حيث التعرض إلى نقد مقدماتها ومضمونها والتعليق على عنواناتها ،وهذا كله بهدف النهوض
بالكتابة اللسانية التمهيدية العربية .هادفة إلى اإلجابة عن سؤال :هل نجحت الكتابة اللسانية التمهيدية
العربية في تقريب اللسانيات إلى القارئ العربي؟
ولقد قام الباحث "حافظ إسماعيلي علوي" بنقد وتقييم للكتابة اللسانية التمهيدية في الثقافة العربية،
مستفيدا من اإلجراءات التي يقدمها "علم العتبات" ،الذي يدرس النصوص ونصوصها املوازية في ضوء علم
النص والسيميوطيقا .ونقصد بالنصوص املوازية عناوين النصوص ومقدماتها ما عدا املضمون .وقد استطاع
هذا الباحث أن يخرج بدراسة جيدة لعتبات الكتابة اللسانية التمهيدية العربية سمحت بتقديم تقييم مفيد
لها والخروج بنتائج جيدة عنها.
وقد نجم عن دراسته هذه أن عناوين الكتابة اللسانية التمهيدية العربية فقد حققت وظائف عدة منها؛
التواصلية ،والتأثيرية ،واملرجعية ،واإليديولوجية ،وفيما تفصيل في أهم هذه الوظائف:
-الوظيفة التواصلية :وهي وظيفة محققة بال أدنى برهنة ،فكل كتاب يرمي به صاحبه أن يقيم به تواصال مع
قارئه.
-الوظيفة التأث يرية أو االنفعالية أو اإلغرائية :ولقد تحققت هذه الوظيفة في عناوين الكتابة اللسانية
التمهيدية العربية ألنها تضمنت كلمات تفيد في إثارة انتباه وفضول القارئ واملتلقي عموما ،ألنها تركز على
كلمة مفتاح تشكل بؤرة العنوان وهدف الكتاب األسمى ،ومن هذه الكلمات املفاتيح :مدخل ،املدخل ،مبادئ،
ُ
مقدمة ،توطئة ،دروس في .فالكلمات املبئرة للعنوان تظهر بوضوح الرغبة في التأثير والتسهيل وخلق نوع من
التجاذب بين القارئ والنص.
الوظيفة املرجعية أو اإلحالية :وهدفها تعيين موضوع الكتاب وتحديد غاياته ،فتشكل هذه الوظيفة بذلك
نوعا من التعاقد بين املؤلف والقارئ ،وتؤدي عناوين الكتابة اللسانية التمهيدية هذه الوظيفة بطرائق
مختلفة:
-اإلحالة على اللسانيات بطريقة عامة ،وذلك مثل :مدخل إلى علم اللغة ،مدخل إلى األلسنية ،توطئة
في علم اللغة ،مبادئ في اللسانيات ،مبادئ في علم اللسانيات الحديثة.
-اإلحالة على مدرسة لسانية محددة ،وذلك مثل :اللسانيات البنيوية ،اللسانيات الوظيفية ،اللسانيات
التوليدية التحويلية.
71
اإلحالة على قطاع خاص من قطاعات اللسانيات ،وذلك مثل :علم األصوات ،علو الداللة، -
السيميائيات.
اإلحالة على فرع داخل قطاع معين ،وذلك مثل :مدخل للصواتة التوليدية ،مدخل إلى السيميائيات -
السردية.
التعريف بإسهامات علم من أعالم اللسانيات ،وذلك مثل :مدخل للسانيات سوسير ،النظرية -
األمريكية في اللغة :تشومسكي.
اإلحالة على تاريخ اللسانيات وتطوره ،وذلك مثل :تاريخ علم اللغة الحديث ،اللسانيات النشأة -
والتطور.
اإلحالة على االتجاهات األساسية في اللسانيات ،وذلك مثل :االتجاهات األساسية في علم اللغة، -
اتجاهات البحث اللساني.
أما مقدمات كتب اللسانيات التمهيدية ،فهي تشير إلى الوظيفة التعليمية التبسيطية باعتبارها وظيفة في
غايتها تقديم اللسانيات إلى القارئ املبتدئ ،بالتركيز على املفاهيم ،فاملقدمة بمثابة العتبة أو املدخل الذي يلج
منه املتلقي إلى دهاليز النص أو الكتاب ليمسك بخيوطه األولية واألساسية ليتحاور معه(.)1
ومن املنطلق السابق تلح مقدمات املؤلفات اللسانية التمهيدية على الجانب التعليمي ،وتوليه ما يستحقه من
اهتمام ،خصوصا أن هذه املقدمات هي أول ما يقرأ ،ولذا فمن البديهي أن تعلن كل الكتابات التمهيدية عن
هذا الهدف بشكل صريح في املقدمة ،فمن ذلك قول أحد الباحثين اللسانيين" :هدفنا الوحيد الجدوى
التربوية واإلبالغ التعليمي ،وبهذا الصنيع يغدو الكتاب أداة تثقيفية إذ بوسعه أن يمكن القارئ العادي من
االسترسال مع صفحاته متتبعا قصة اللسانيات في يسر ،وعلى غير تراكب فني"(.)2
وبعد أن تحدثنا عن أهم عناصر الكتابة اللسانية التمهيدية العربية من خالل العناوين واملقدمات ،يبقى
الباب مفتوحا أمام قراءة املضمون ،فهل املضمون في عالقة وطيدة مع عنوان الكتاب ومقدمته؟ وإذا تعمقنا
كثيرا في هذه املضامين فإننا سنجد الكثير من العيوب واألخطاء التي وقعت فيه هذه الكتابات ،فمنها عدم
تحقق االنسجام بين العناوين واملقدمات واملضامين ،كما أن الكتابات اللسانية التمهيدية العربية في أغلبها
تعرف ارتباكا واضحا في تحديد موضوعاتها ومعالجتها ،بل إنها أحيانا تعرف خلطا منهجيا في موضوع
اللسانيات مما يسبب اضطرابا وخلطا في ذهن املتلقين.
عنوان املاسرت :اللسانةات التطيةرقةة
السداسي :الثاني
( )1دينامية النص ،محمد مفتاح ،املركز الثقافي العربي ،الدار البيضاء-املغرب ،1987 ،ص.72
ّ
املسدي ،الدار التونسية للنشر ،تونس ،1986 ،ص.6 ( )2اللسانيات من خالل النصوص ،عبد السالم
72
الحجم
الحجم الساعي
نوع التقييم الساعي
األسبوعي
السداس ي
املعامل األرصدة وحدة التعليم
أعمال
16-14
متواصل امتحان محاضرة
أسبوع
موجهة
وحدات التعليم األساسية ( 18رصيدا)
× × 05 03 1:30 1:30 48 املادة :1لسانيات التراث
املادة :2اللسانيات
× × 04 02 1:30 1:30 48
التمهيدية
املادة :1اللسانيات
× × 05 03 1:30 1:30 48
التطبيقية
املادة :2تعليمية
× × 04 02 1:30 1:30 48
اللسانيات
وحدات التعليم املنهجية ( 09أرصدة)
املادة :1املبادئ
× × 03 02 1:30 1:30 48 املنهجية للتحليل
اللساني
املادة :2فنيات البحث
× × 03 02 1:30 1:30 48
والكتابة 2
املادة :3فنيات البحث
× × 03 02 1:30 24
اللغوي
وحدات التعليم االستكشافية ( 02رصيد)
املادة :1علم النفس
× × 01 01 1:30 × 24
اللغوي
املادة :2تعليمية النحو
× × 01 01 1:30 × 24
العربي
وحدة التعليم األفقية ( 01رصيد)
× 01 01 1:30 24 املادة :1إعالم آلي
30 19 13:30 09:00 384 مجموع السداس ي 2
-)03ترقةةم برنامج مادة "اللسانةات التمهةدية" يف اجلامبة اجلزائرية :يرجى النظر في الجدول التالي:
73
حمتوى مادة اللسانةات التمهةدية
-01ترقةةم برنامج مادة "اللسانةات التمهةدية" من حةث الربجمة الزمنةة :يتضح لنا من الجدول السابق الذي
يقدم برنامج مادة "اللسانيات التمهيدية" لطلبة املاستر تخصص لسانيات تطبيقية في الجامعة الجزائرية ،أنّ
هذه ّ
املادة لم تبرمج إال في مرحلة املاستر وهي من مراحل التخصص العلمي للمسار الدراس ي ،فهي غير مبرمجة
في مرحلة الليسانس ،وهذا أمر يكون مفهوما حيث إنها مادة تأتي بعد أن يكون الطالب قد تشرب كثيرا من
املعارف اللسانية األساسية في التعليم القاعدي في مرحلة الليسانس ،كما تجدر املالحظة أنها برمجت في
السداس ي الثاني وليست في السداس ي األول ،وهذا أمر له داللته ،فهذه البرمجة تأتي في منتصف املسار
الدراس ي أو في نهايته بعد أن يكون الطالب قد ّ
أتم التشبع بأهم املواد في اللسانيات التطبيقية التي تمت بصلة
كبيرة بتخصصه في هذه املرحلة.
74
والجدير بمالحظته ،كما أومأنا له من قبل ،أن ّ
مادة "اللسانيات التمهيدية" لم يتم برمجتها لتخصص
"اللسانيات العربية" ،وهذا األمر فيه من الغرابة ما ال يخفى على أدنى متخصص في اللسانيات ،فمادة
"اللسانيات التمهيدية" لصيقة باللسانيات العربية أكثر من تخصص "لسانيات تطبيقية" ،فهذا األمر هو من
عيوب برمجة املواد التعليمية في جامعاتنا ،وكان الواجب أن يتم التنسيق بين هذه التخصصات حين وضع
هذه البرامج.
-02ترقةةم برنامج مادة "اللسانةات التمهةدية" من حةث االعتمادات اليةداغوجةة املرصدة له :من الجدول
أعاله يتبين لنا املكانة اله امة التي تتبوأها مادة "اللسانيات التمهيدية" ضمن البرنامج العام لطلبة لسانيات
تطبيقية في السداس ي الثاني ،فقد أدرجت ضمن الوحدة األساسية التي تقدم رصيدا معتبرا ومعامال هاما
ملوادها ،فلقد حظيت هذه املادة بمعامل 02ورصيد .04كما أنها عززت بحصص لألعمال املوجة لتطبيق
املعارف النظرية املحصل عليها في الدروس.
وفي الحقيقة ال نجد تناسبا كبيرا بين تقدير مادة "اللسانيات التمهيدية" في هذا البرنامج مع عنوان هذا
التخصص ،فقد كان يكفي أن تدرج هذه املادة ضمن الوحدة االستكشافية ،ألنه في نظرنا فإن مادة
"اللسانيات التمهيدية" ال يجدر بها أن تحظى بهذا التقدير لتكون مادة أساسية لتخصص "لسانيات
تطبيقية" ،وكان األولى أن تحظى بهذا التقدير مادة "نظريات لسانية" مثال.
وإذا كانت مادة "اللسانيات التمهيدية" قد حظيت بهذه االعتمادات البيداغوجية وهذا التقدير واالعتبار في
تخصص "لسانيات تطبيقية" ،ف إنها قد غابت من البرمجة لتخصص "لسانيات عربية" ،وهذا األمر فيه من
املفارقة والتناقض ما يدعو للحيرة والعجب .فنرجو أن يتدارك واضعوا هذه البرامج هذا الخطأ في البرمجة
مستقبالـ
-من حيث استيفاؤه لعناصر املوضوع :من القراءة األولية ملفردات برنامج مادة "اللسانيات التمهيدية" ،يتضح
لنا أنها مادة مستقاة من الكتب التي نظرت للسانيات التمهيدية ،وخاصة كتاب الباحث "حافظ إسماعيلي
علوي" في كتابه "اللسانيات في الثقافة العربية املعاصرة" من صفحة 97إلى ص .128وقد يكون ضروريا أن
يلجأ واضع هذا البرنامج إلى كتاب مهم في موضوع املادة ويستقي منه برنامجا دراسيا ،ولكن يستحسن في ذلك
أن يتدخل الواضع ويضفي شيئا من التعديل عليه بما يناسب املادة الدراسية .ألنه ليس مادة "اللسانيات
التمهيدية لنقد العتبات واملقدمات في كتب اللسانيات التمهيدية العربية وحسب ،ولكن من املفيد أيضا أن
يخصص عناصر للتعريف بأهم هؤالء األعالم اللسانيين العرب والتعريف بمؤلفاتهم القيمة ،وكان في اإلمكان
أن نميز بينها تمييزا موضوعيا بأن نجعل محورا للكتب األصيلة ومحورا للكتب املترجمة مثال.
75
كما يالحظ في هذا البرنامج غياب مدخل تعريفي باملادة أو تعريفي باللسانيات العربية ،أو مدخال للتعريف
باللسانيات عموما ،وما أحوج طلبتنا اليوم أن نعرفهم دائما باللسانيات ونعرفهم بمنهجها وموضوعها ،وهذا
املدخل ضروري ألن هناك مشكالت في الكتابة اللسانية التمهيدية في مضمونها له عالقة بهذا املدخل.
-من حيث تحقق التسلسل الزمني واملنطقي ملفرداته :إذا سلمنا مبدئيا بصحة البرنامج السابق في اللسانيات
التمهيدية ،فإن هذا البرنامج هو موفق من حيث الترتيب الزمني واملنطقي ملفرداته ،ألنه شرع في نقد عتبات
العنوان ،وتطرق لوظائفه املختلفة ،ثم انتقل للحديث عن املقدمات ووظائفها ،ثم ختم بالحديث عن
مشكالت التلقي في اللسانيات التمهيدية العربية وإشكاالتها املنهجية واملوضوعية.
-من حيث استمرارية املادة وتكررها ضمن املسار الدراس ي :مادة "اللسانيات التمهيدية" هي من املواد
التخصصية ،وليست مادة قاعدية ،كما أنها ليست من صلب اختصاص "لسانيات تطبيقية" ،ولذلك فلن
نعثر لها على برمجة أخرى غير التي وردت في الجدول السابق .أما بالنسبة لطلبة تخصص لسانيات عربية،
فإنه ينبغي أن يستدرك هذا األمر فيتم برمجتها في أحد السداسيات ،ثم يعاد برمجتها مرة في شكل امتداد
ليتم تغطية كل حيثيات وجوانب هذا املوضوع الهام للسانيات العربية.
76
احملاضرة رقم :11تبلةمةة مادّة "لسانةات النص وحتلةل اخلطاب"
-)1اخللفةة البلمةة واملنهجةة ملادة "لسانةات النص وحتلةل اخلطاب" :تطور الدرس اللساني في القرن العشرين
وبداية القرن الواحد والعشرين تطورا ملحوظا ،ومن أحدث املوضوعات التي تتخذ منها اللسانيات موضوعا
لها اليوم ،هو "النص" و"الخطاب" ،فلقد ظهرت في العقود القليلة األخيرة مراجع غزيرة تهتم على نحو علمي
طورت فرعا ناشئا من اللسانيات ،يسمى "لسانيات النص وتحليل الخطاب" ،وأحيانا" ،لسانيات بالنصوصّ ،
النص" ،وأحيانا أخرى "علم النص" أو "نحو النص" أو "نظرية النص".
وقبل "لسانيات النص" ،كانت الجملة أقص ى ما يدرسه النحويون ،لقولهمّ » :إن الجملة هي أكبر وحدة ْ
مستقلة» ،إال أنه وجد من العلماء من يرفض هذا القيد املقتصر على دراسة الجملة ،ويسعى إلى دراسة
الوحدة املمثلة لتتابعات من الجمل والتي عرفت فيما بعد بـ( :النص .)Text
-)1مفهوم لسانيات النص ،نشأتها وتطورها ودوافعها :لقد تعددت تعريفات علماء اللسانيات ملفهوم هذا
املصطلح ،وجميعها ال تخرج عن األشكال اللغوية التي تحكم بناء كل أشكال النص ،ويمكن تحديد مفهوم
مصطلح "لسانيات النص" على أنه» :العلم الذي يبحث في سمات النصوص وأنواعها وصور الترابط
واالنسجام داخلها ،ويهدف إلى تحليلها في أدق صورة تمكننا من فهمها وتصنيفها ووضع نحو خاص لها؛ مما
يسهم في إنجاح عملية التواصل التي يسعى إليها منتج النص ويشترك فيها متلقيه»(.)1
فلسانيات النص هو ذلك الفرع من فروع علم اللغة الذي يهتم بدراسة النص من حيث كونه الوحدة اللغوية
الكبرى ،وذلك بدراسة جوانب عديدة أهمها الترابط أو التماسك ووسائله وأنواعه واإلحالة أو املرجعية
( )Referenceوأنواعها والسياق النص ي ( )Text Contextودور املشاركين في النص (املرسل واملستقبل) ،وهذه
الدراسة تتضمن النص املنطوق واملكتوب على حد سواء(.)2
وتحدد "لسانيات النص" لنفسها هدفا يتمثل في تحديد املالمح والسمات املشتركة بين النصوص ووصفها ّ
وتحليلها استنادا إلى معايير مختلفة ،والكشف عن أوجه االختالف والفروق الدقيقة بينها(.)3
ّ
يشكل محور ارتكاز عدة علوم ،ويتأثر دون وأهم ملمح في لسانيات النص أنه علم غني متداخل االختصاصات ِّ
شك بالدوافع ووجهات النظر واملناهج واألدوات واملقوالت التي تقوم عليها العلوم .فبعدما أضحى االعتماد على
األبنية اللغوية وحدها عاجزا عن تفسير النص بدقة ،ظهرت الحاجة لالستعانة بعناصر خارجية غير لغوية لم
ّ
فمهمة هذا يكن التحليل القائم على الجملة يعرفها ،كربط النص بالسياق االتصال وتأثيره في املتلقي ،لذا
ّ
ويوضحها ،كما تحلل في العلم هي» :أن يصف الجوانب املختلفة ألشكال االستعمال اللغوي ،وأشكال االتصال
77
العلوم املختلفة في ترابطها الداخلي والخارجي...والكشف عن الخصائص املشتركة وسمات األبنية
والوظائف»(.)1
ّ ويشير ّ
مؤرخو اللسانيات( )2إلى أن االتجاه إلى لسانيات النص قد بدأ يعرف وجوده مع بداية النصف الثاني
من القرن العشرين ،وذلك حين نشر "زيليغ هاريس "Zellig Harrisدراستين اكتسبتا أهمية منهجية في
اللسانيات الحديثة تحت عنوان (تحليل الخطاب سنة ،)1952وكان هدفه من هذه الدراسة اكتشاف بنية
النص .وقد أطلق "هاريس" على نمط هذه الدراسة "النهج املجاوز للجملة" ،الذي اهتم فيه بتوزيع العناصر
اللغوية في النصوص ،كما اهتم بالربط " "Linkبين النص وسياقه االجتماعي.
عد "تون فان دايك ،"T.A.Van Dijkمن بين أشهر اللسانيين الذين أرسوا دعائم لسانيات النص ،فلقد بدأ ُوي ُّ
"فان دايك" ببيان أوجه عدم كفاية نحو الجملة لوصف ظواهر تتجاوز حدود الجملة ،وذلك في كتابه " Some
"Aspects of Text Grammarسنة ،1972ودعا إلى اتباع طرق جديدة في تحليل املستويات الصوتية
والتركيبية والداللية للنص ،منها الوقوف على ما يعتريه من إضافة أو حذف أو ذكر أو استبدال .وبهذا يكون
"فاندايك" قد خرج بالنحو من االنكفاء على دراسة البنية الصغرى ممثلة في الجملة ،إلى العناية ببنية أكبر هي
النص(.)3
وأفاد "دايك" من جل املالحظات السريعة ،واآلراء املتفرقة التي لم توضع في نسق منهجي يحدد لنا طبيعة
الدور الذي يقوم به النحو في هذا النوع من الدرس النقدي ،في كتابه الثاني" :النص والسياق Text and
"Contextسنة ،1977الذي أوضح فيه مقاصد اللسانيات بصفة عامة( ،)4كما اهتم فيه بشكل خاص
بالسياق .فـ"فان دايك" وقد حاول أن يضع فيه نظرية لسانية للخطاب ،تستطيع أن تحليل وتفسر كثيرا من
املظاهر الخطابية التي تقف لسانيات الجملة عاجزة أمامها ،من هذه املظاهر" :موضوع الخطاب"،
و"االنسجام" ،و"البنية الكلية" .وإن شئنا الدقة قلنا االهتمام بهذه املظاهر في مستويي الداللة والتداول.
وطور "فان ديك" في مؤلفه املذكور أعاله آراءه وأطروحاته التي سيقت صياغتها في مؤلف سابق بعنوان: ّ
"بعض مظاهر النص" ( )Some aspects of Text Grammarsالصادر سنة ،1972والهدف األساس من وضع
املؤلف الثاني هو "إنشاء مقاربة أكثر وضوحا وتنظيما لدراسة الخطاب" ،وينقسم هذا الكتاب إلى قسمين
رئيسيين :القسم األول داللي والثاني تداولي(.)5
78
وبإمكاننا أن نعرض املظاهر املندرجة تحت هذين القسمين على شكل خطاطة كالتالي(:)1
الخطاب
التداول
الداللة
األفعال
الكالمية تداوليات السياق
البنيات
الخطاب واألفعال االنسجام الترابط
الكلية الكلية
الكالمية
ثم تتابعت اهتمامات علماء اللغة والعلوم بأبحاثهم ودراساتهم في تأكيد هوية "لسانيات النص" وبيان
رسخ مفاهيمخصائصه ونظرياته وأهدافه ،وقد ّتوج ذلك على يد "هاليداي "Hallidayسنة ،1973الذي َّ
ِّ
َ َ
لسانيات النص في اللسانيات البريطانية ،ثم ظهر كثير من الباحثين الذين عنوا بهذا االتجاه عناية فائقة،
ّ َّ
فقدموا دراسات وأبحاثا ّأدت إلى تطور هذا العلم بحيث إنه ال يقتصر على دراسة النص ( )Texteفحسب ،بل
يسعى إلى د اسة بيئته والثقافات ّ
املتصلة به ومعارفه املختلفة ،وإلى غير ذلك من العلوم املتصلة بالنص(.)2 ر
ّ
اللسانية ّ ولقد ّأدت دوافع عديدة ومختلفة إلى تبلور هذا االتجاه الجديد من ّ
فثمة أسباب من الدراسات
النص؛ حيث يوجد عدد كبير من الظواهر اللغوية ُف ّ
ض َل أن َّ
يوضح داخل املوضوع من جانب ،لفتت النظر إلى ّ
ِّ
نحوها مقتصرا على الجملة فقط (مثل اختيار األداة ،ووضع عنصر الجملة ،وأوجه اإلضمار ،وأوجه الظرفية
البديلة ،ونحو ذلك) ،في حين ّأن البشر عندما يتواصلون لغويا ال يمارسون ذلك في جمل مفردة منعزلة بل في
تتابعات مجاوزة للجملة مترابطة (متماسكة) .وال تدرك النصوص في ذلك أساسا بوصفها أفعال تواصل
كل تحليلفردية ،بل بوصفها نتائج تفاعالت متجاوزة اإلفراد (أبنية منطوقة بين الذوات) .ويعني هذا ّأن ّ
لغوي يجب أن ينطلق من النص ،لكونه مجال الدرس ،وهذا ما دعا إليه "فاينريش "Veinrichسنة .)3(1967
ّ
ومن جانب آخر كانت هناك متطلبات من خارج علم اللغة (وبخاصة من مجاالت تطبيقية ،مثل املعالجة
اآللية للغات طبيعية ،وتدريس اللغة ،وآلية عمليات الترجمة ،وتثقيف الوسطاء اللغويين ،ومعالجة املعلومات
والتوثيق...إلخ) تؤثر أو حتى تقتض ي هذا التوجه إلى النص .فقد نشأت فرضية أال ّ
تعد الجملة ،كما هي الحال ِّ
()4 ّ
في الغالب إلى اآلن ،بل النص أعلى وحدة لغوية ،ألن النص يقع في صدارة األنظمة اللغوية الجزئية .
( )1لسانيات النص ،مدخل إلى انسجام الخطاب ،محمد خطابي ،املركز الثقافي العربي ،ط ،3الدار البيضاء-املغرب ،2012 ،ص.27
( )2ينظر :علم لغة النص ،البحيري ،ص.19
( )3ينظر :مدخل إلى علم النص ،أورزينياك ،ترجمة :سعيد حسن البحيري ،ص.22
( )4ينظر :تطور علم اللغة منذ ،1970هلبش ،ترجمة :سعيد حسن البحيري ،ص.228
79
وترتبط نشأة لسانيات النص باتجاهات تطور عامة للسانيات ،وبخاصة مع االتجاه البراجماتي-التواصلي،
تحول مالحظ عامليا عن لسانيات نظاميةالذي بدا يتبلور منذ سنة 1970تقريبا ،في اللسانيات ،أي مع ّ
ّ
محضة ،وتوسيع مرتبط بالتوجه إلى التواصل ملجال موضوع اللسانيات ،لم يتجل في االشتمال على ظواهر
خارج النظام فحسب ،بل في نشوء تلك الفروع الجديدة أيضا مثل اللسانيات االجتماعية ،واللسانيات
النفسية ،ولسانيات النص ،ونظرية الفعل الكالمي(.)1
إن ذلك التغير في توجه اللسانيات يوافق الوظيفة الطبيعة للغة ،ويناسبها مناسبة شديدة للغاية ،إن اللغة
َ
الوعي األكثر ليست غاية لذاتها ،بل هي أداة للتواصل االجتماعي .وقد بعث في التوجه إلى النص بصورة زائدة
إصرارا باللغة بوصفها وسيلة اتصال اجتماعية ،إذ ال ينجز التواصل ،حين يكون لغويا ،دائما إال في نصوص،
ّ ّ ّ
وليس في جمل أو في مفردات مستقلة .ومن املؤكد ّأن اللسانيات قد عثرت من خالل ذلك على نقاط بحثية
جديدة لدراسة الحاالت التي لم يكن من املمكن وصفها على مستوى الجملة ،ومع ذلك ال يجوز أن يستنتج
ُ من الفرضية العامة جدا ّ
بأن يحل النص محل الجملة بوصفه أعلى وحدة لغوية َّأن نحو الجملة قد استب ِّعد
كلية ،وكذلك ال يجوز أن يستنتج من ذلك أن الجملة والنص يمكن أن يلحقا بعضهما ببعض على املستوى ّ
ذاته نحو الكلمة والجملة مثال(.)2
-)2موضوع لسانيات النص :تسعى لسانيات النص إلى دراسة النص املنجز فعال من حيث هو بنية ّ
كلية
موضوعة في مقام ما أو سياق ما ،لذا فقضيته الكبرى هو تحديد القواعد الكبرى التي تعترف للنص بنصيته.
ولقد اتجهت لسانيات النص في أبحاثها نحو وضع قوانين عامة تحكم النص بوجه عام ،والنص األدبي بوجه
خ ّ
اص ،وفيما يلي أهم العناصر التي تهتم بها لسانيات النص:
ٍ
فإن لسانيات النص تبدأ أوال في إثبات نصية نص ما من أي تحليل نص يّ ، ّ
-1إثبات نصية النص :قبل ِّ
عدمها ،فهي تفيدنا في التفريق بين ما هو نص ُيعتمد في الدراسة والوصف والتحليل وما هو ليس بنص،
فعليها أن تكشف مد ى ترابط النص والتحام أجزائه وتعالق وحداته لتشكل وحدة كلية شاملة ،أو يبين عدم
ّ
األهم الترابط وااللتحام بين هذه األجزاء والوحدات ،حيث يرى "دي بوغراند ّ "De Beaugrandأن العمل
النصية من حيث هو عامل ناتج عن اإلجراءات االتصالية ّ
املتخذة من أجل ّ للسانيات النص هو دراسة مفهوم
استعمال النص( .)3ولقد أجمل "دي بوغراند" خصائص النص في تعريفه حيث قالَّ :إنه حدث تواصلي يلزم
َّ َّ َّ لكونه َّ
للنصية مجتمعة ،ويزول عنه هذا الوصف إذا تخلف واحد من هذه نصا أن تتوفر له سبعة معايير
املعايير( ،)4وهذه املعايير هي :السبك ( )Cohesionأو الربط النحوي ،والحبك ( )Coherenceأو التماسك الداللي
حسان بـ :االلتحام) ،والقصد ( ،)Intentionalityأي الهدف ،والقبول أو املقبولية (وترجمها َّتمام َّ
( )1ينظر :تطور علم اللغة منذ ،1970هلبش ،ترجمة :سعيد حسن البحيري ،ص.231
( )2ينظر :علم لغة النص ،البحيري ،ص.133
حسان ،ص.95 ( )3ينظر :النص والخطاب واإلجراء ،دي بوغراند ،ترجمة :تمام ّ
( )4يرى "سعيد البحيري" أنه ال يشترط أن تتوفر جميع هذه املعايير السبعة في النص حتى تثبت للنص نصيته ،ولكن يتحقق االكتمال
النص ي بتوفرها ،وأحيانا تتشكل نصوص بأقل قدر منها( .ينظر :علم لغة النص ،ص.)146
80
ُّ ( ،)Acceptabilityوتتعلق بموقف املتلقي من قبول َّ
النص ،واإلخبارية أو اإلعالمية ( ،)Informativityأي توقع
َّ
وتتعلق بمناسبة َّ
النص للموقف ،والتناص املعلومات الواردة فيه وعدمه ،واملقامية (،)Situationality
(.)1()Intertextuality
تؤدي إلى تماسك النص وانسجامه، -2التماسك النص ي :تسعى لسانيات النص إلى تحليل الخواص التي ّ
وتعطي عرضا ملكوناته التنظيمية النصية ،ولهذا فقد حظي الترابط ووسائله بكثير من االهتمام في حقل
الدرس اللساني املعاصر .وينشأ التماسك في النص من خالل ثالث عناصر أساسية ّ
تؤدي ،بتوفرها ،إلى اتساق
النص وتالحمه ،ذكرها "دي بو غراند" ،وتتمثل في :الربط الرصفي ،والربط املفهومي ،والربط التداولي ،وفيما
يلي توضيح لهذه العناصر(:)2
ّ
و"رقية حسن" من بين أشهر من اضطلع بهذا النوع من الربط في -الربط الرصفيّ :
ويعد اللسانيان "هاليداي"
كتابهما املشترك "االتساق في اللغة اإلنجليزية"( ،)3ويقصد به تلك الوسائل النحوية والصرفية واملعجمية ،التي
الرصفي من خالل :االستبدال ،والحذف تساهم في تحقيق وحدة النص وإعطائه نسيجه ،وينتج الترابط ّ
والوصل ،واإلحالة بنوعيها ،السابقة ،والالحقة ،وتتمثل كذلك في االتساق املعجمي (ويشمل التكرار والتالزم
اللفظي) ،وغيرها.
الداللي للنص :وينتج عن اتحاد السمات الداللية في الوحدات النصية املختلفة بوصفها -الربط املفهومي أو َّ
عناصر النص املتحاولة (املشتركة في اإلحالة) ،وينتج عن عالقات التناظر بين وحدات املعنى املفردة ،وفضال
عن ذلك من خالل تطابق اإلحالة (بوصفه حالة خاصة لالنسجام الداللي) ،و/أو من خالل عالقات شبه
منطقية ،وكذلك من خالل موضوع مشترك (بوصفه تحديدا لتماسك النص) .ومن خالل التماسك الداللي
تفترق نصوص عن بضع أشباه النصوص (مثل املعجمات ومجموعات االقتباس) ،ومن الصعوبة بمكان
اإلحساس بأن نصوصا بال تماسك داللي صحيحة ،ولكن التماسك الداللي ليس إال شرطا ضروريا غير أنه غير
كاف لتكوين النص(.)4
عبر عنه "دي بوغراند" بالخطط، -الربط التداولي للنص :وهو األساس البراغماتي-التواصلي ،وهو ما ّ
واألعمال ،واألغراض( ،)5وهو يمثل ما يكون ثاويا فيما وراء اللغة ،وهذا العنصر هو اآلخر من األهمية بمكان،
يوضح نحويا ودالليا فحسب ،بل البد من توافر الربط التداولي ،وذلك ألنألن تماسك نص ما ال يمكن أن َّ
حسان ،ص.105-103( )1ينظر :النص والخطاب واإلجراء ،دي بوغراند ،ترجمة :تمام ّ
حسان ،ص.86( )2ينظر :النص والخطاب واإلجراء ،دي بوغراند ،ترجمة :تمام ّ
(Halliday & Hasan, Cohision in english.)3
( )4ينظر :تطور علم اللغة منذ ،1970هلبش ،ترجمة :البحيري ،ص.244-243
حسان ،ص.86 ( )5ينظر :النص والخطاب واإلجراء ،دي بوغراند ،ترجمة :تمام ّ
81
التفسير الداللي لجملة ما في مواقف تواصلية يتوقف على املعرفة التجريبية وفروض مسبقة مشتركة
ومعلومات إضافية (غير لغوية) أخرى لشركاء التواصل(.)1
وعموما تسعى لسانيات النص وتحليل الخطاب إلى تقديم وصف كاف لكل نوع من أنواع الخطاب ،وإلى
صياغة نموذج موحد للتحليل والوصف .فلقد طبقت اللسانيات النصية مجموعة من املقاييس لتحليل
النصوص والخطابات وتفسيرها ،سواء أكانت تلك النصوص والخطابات شفوية أم كتابية ،عادية كانت أم
تخييلية ،مثل :االتساق ،واالنسجام ،واإلحالة ،والتركيب ،والتناص ،والسياق ،واملقصدية ،واالرتباط،
والدينامية ،والتأويل ،والتفاعل ،والذكاء االصطناعي ،والتوليد ،والتحويل ،والزمن ،والفضاء ،والبؤرة،
والعنونة ،والتشاكل ،والنسيج النص ي ،والحوارية ،والتناسل ،والصراع ،والبناء النص ي ،والبنية الداللية
العامة ،واملوضوع الداللي ،والتغريض ،والنص املركزي ،والنص الفرعي ،وتنميط النصوص ...فضال عن
تطبيق قواعد الجملة وتوسيعها لتشمل النصوص كقواعد :الحذف واإلضمار ،واالستبدال ،والزيادة،
والترتيب ،والتقديم والتأخير ،واالستطراد ،والتكرار ،واإلحالة ،وربط السابق بالالحق ،والتعريف والتنكير،
والتضام ،واإلسناد ،والتعدية ،واإلضافة ،وغيرها(.)2
بهذا التحديد ملوضوعات اللسانيات النصية ومفاهيمها وإطارها يرى "روبرت ديبوغراند" أن اللسانيات مطالبة
بضرورة متابعة األنشطة اإلنسانية في التخاطب إذ إن جوهر اللغة الطبيعية هو النشاط اإلنساني ليكون
مفهوما ومقبوال من لدن اآلخر في اتصال مزدوج .وفي هذا السياق يعد الدارسون اللسانيات النصية حلقة من
حلقات التطور املوضوعي واملنهجي في اللسانيات الحديثة وصيغ التعامل مع الظاهرة اللسانية في الوضع
واالستعمال(.)3
لقد أصبحت اللسانيات النصية تحظى اليوم بأهمية كبيرة في الدرس اللساني ،على الرغم من حداثة
ظهروها ،فقد كثر املختصون فيها ،وأثريت مفاهيمها بالدرس والبحث والتحليل والتطبيق في مختلف
النصوص والخطابات ،وأسست املراكز واملخابر البحثية وأنشئت لها كراسيها العلمية في الجامعات وأصبحت
تدرس في الجامعات وتفتح فيها التخصصات في مراحل املاستر والدكتوراه ،وصدرت لها العديد من الدوريات
املختصة في موضوعها ،بل وأصبحت أغلب موضوعات البحوث في الرسائل األكاديمية والدوريات العلمية في
موضوعات لسانيات النص وتحليل الخطاب.
( )1ينظر :تطور علم اللغة منذ ،1970هلبش ،ترجمة :البحيري ،ص.244
( )2لسانيات النص وتحليل الخطاب بين النظرية والتطبيق ،جميل حمداوي ،ط ،2019 ،1ص.08
( )3ينظر :النص والخطاب واإلجراء ،دي بوغراند ،ترجمة :تمام ّ
حسان ،ص ،126وينظر ص.582-581
82
احملاضرة رقم :12تبلةمةة مادّة "لسانةات النص وحتلةل اخلطاب" (تابع)
الكتابات التمهيدية للسانيات النص وتحليل الخطاب :إذا تحدثنا عن التلقي العربية للسانيات النصية
وتحليل الخطاب ،فإن العرب لم يتأخروا كثيرا في االنخراط والتفاعل مع هذه املقاربة الجديدة للسانيات
النص وتحليل الخطاب ،ونعتقد أن اللسانيات النصية هي أحسن حاال في الكتابة العربية من غيرها من أنواع
الكتابات اللسانية األخرى النظرية والتطبيقية.
فمنذ أواخر الثمانيات وبداية التسعينيات بدأنا نشهد ظهورا للعديد من املؤلفات التي تقدم هذه املقاربة
الجديدة للقارئ العربي ،بتقديم املفاهيم األساسية لهذا العلم أو محاولة تطبيق قواعده وإجراءاته على
نصوص عربية ،أو تقوم بالبحث في التراث العربي عن ممارسات نصية في ضوء لسانيات النص وتحليل
الخطاب.
وهذه املؤلفات التمهيدية للسانيات النصية في الثاقفة اللسانية العربية تنقسم على نوعين ،إما أن تكون
ترجمة ملؤلف هام للسانيات النص وتحليل ،ومنها ما يكون عمال أصيال يشرح فيه صاحبه املباحث الكبرى
لهذا العلم ،ويبسط مفاهيمه الجديدة ،ومنها ما يكون دراسة تحليلية تطبيقية ،حيث يقوم بتطبيق مبادئ
هذا العلم على النصوص والخطابات العربية ،كالقرآن والشعر ،والحديث ،والعمل السردي ،بل وجميع أنواع
النصوص والخطابات ،كالخطاب اإلشهاري ،والخطاب اإلعالمي ،والخطاب السياس ي وغيرها .ومنها ما يكون
دراسات لسانية في ضوء لسانيات التراث ،حيث يسعى إلى تقديم دراسات نصية لسانية في التراث العربي،
عند البالغيين والنقاد ،وعند علماء القرآن وتفسيره ،وعند علماء اإلعجاز وغيرهم.
فمن الكتب التم هيدية ،التي يمكن أن نستلهم منها برامج تعليمية في مادة لسانيات النص وتحليل الخطاب،
نجد:
-01لسانيات النص (مدخل إلى انسجام الخطاب) ،ملحمد خطابي ،صدر في طبعته األولى سنة ،1991عن
املركز الثقافي العربي بالدار البيضاء باملغرب ،وهو من أوائل ما صنف في مفاهيم لسانيات النص وتحليل
الخطاب في الثقافة اللسانية العربية ،وعالج في هذا الكتاب قضايا االتساق واالنسجام في النص والخطاب
باعتبراهما من أهم موضوعاته ،وقد هدف الكاتب في مؤلفه إلى إيجاد مساهمات عربية في التراث العربي
ملفاهيم لسانيات وتحليل الخطاب تحاكي ماهي عليه عند الغربيين ،ولذلك فقد اهتم فيه بقضايا البالغة
والنقد األدبي وعلوم القرآن والتفسير .وبهدف اختباره للمفاهيم النصية التي اقترحها الغربيون لوصف
انسجام النص/الخطاب قام بتطبيق دراسته بتحليله لنص شعري حديث .فهذا الكتاب نعده من أهم
املؤلفات اللسانية النصية العربية ،والتي يمكن أن نستقي منها برنامجا نظريا وتطبيقيا تعليميا.
83
-02كتاب "عتبات النص (البنية والداللة)" لصاحبه عبد الفتاح الحجمري ،والذي صدر سنة ،1996عن
شركة الرابطة بالدار البيضاء-املغرب ،وهو كتاب تطبيقي تحليل في عتبات النصوص والخدمات (العناوين،
املقدمات ،النصوص املوازية األخرى ،يستفاد منه في وضع برامج األعمال التوجيهية والتطبيقية.
-03بالغة الخطاب وعلم النص لصالح فضل صدر سنة 1992ضمن سلسة عالم املعرفة التي يصدرها
املجلس الوطني للثقافة الكويتي ،وهو من الكتب املتقدمة في الكتابة التمهيدية للسانيت النص وتحليل
الخطاب ،وهو وإن بدا للوهلة األولى أنه كتاب مخصص للحديث عن البالغة الجديدة وقضايا وتحول
األنساق املعرفية املؤدية إليها ،إال أنه يخصص (من الصفحة 211إلى ص )251فصال قيما للحديث عن
لسانيات النص ،فتعرض فيه للتعريف مطوال بالنص عن املنظرين له ،ليصل للحديث عن علم النص في
مقارباته ومختلف قضاياه ،ثم ليبلغ موضوع األبنية النصية (االبنية الكبرى واألبنية الصغرى) .مقدما أمثلة
ونماذج من اللغة العربية ،في كل تحليالته ملظاهر التماسك النص ي الذي هو أهم موضوعات لسانيات النص،
مما يعني أن هذا الكتاب يصلح ليكون مرجعا مهما للدراسات النصية ووضع البرامج التعليمية فيها.
-04علم لغة النص (املفاهيم واالتجاهات) لسعيد حسن بحيري ،صدر عن دار لونغمان بمصر سنة ،1997
وكما هو واضح من العنوان وكلماته الداللية ،فإن هذا الكتاب يعد مدخال مهما للسانيات النصية خاصة في
الفترة التي صدر فيها ،ويبدو أن "البحيري" قد استفاد كثيرا من معرفته باللغة األملانية التي ترجم منها العديد
من كتب لسانيات النص ،فالكثير ممن نظر في هذا العلم هم من العلماء األملان ،وقد وظف الكاتب هذه
الثقافة الراسخة لديه ليؤلف هذا الكتاب فجمع فيه أهم املفاهيم املتعددة للسانيات النص واتجاهاتها
املختلفة ،حيث قدم فيه مدخال تاريخيا نقديا ركز فيه على العالقة بين لسانيات النص والعلوم األخرى،
وتحدث فيع عن مفاهيم النص وأشكاله وتعريفاته عند املختصين فيه ،وجعل فصال أخيرا ألهم االتجاهات
في التحليل النص ي .فهذا الكتاب مهم جدا ألي باحث مستجد يريد التخصص في لسانيات النص وتحليل
الخطاب.
-05نحو أجرومية للنص الشعري (دراسة في قصيدة جاهلية) ،مقال لسعد مصلوح ،صدر بمجلة فصول
املجلد العاشر ،العددان 1و ،2سنة ،1991وهي كما نرى بحث متقدم قدم فيه الكاتب تعريفا بنحو النص
وقضاياه ومفاهيمه ونبذة تاريخية عن نشأته ،ثم طبق هذه املفاهيم في قصيدة من الشعر الجاهلي ،فهو بحث
ّ
قيم في التمهيد للسانيات النص.
-06العربية من نحو الجملة إلى نحو النص ،لسعد مصلوح ،ضمن الكتاب التذكاري لعبد السالم هرون
بجامعة الكويت ،1990-1989 ،وهو أيضا بحث متقدم في الزمن ومن الوثائق املهمة في التنظير لنحو النص في
الثقافة اللسانية العربية ،قدم فيه الكاتب على ما يقرب من 30صفحة ،تعريفا بنحو النص وقضاياه
ومفاهيمهة ونبذة تاريخية عن نشأته ،ثم سعى إلى تقديم نقد للتراث العربي في ضوء نحو النص.
-07كتاب نسيج النص (بحث فيما يكون به امللفوظ نصا) للكاتب األزهر الزناد ،صدر عن املركز الثقافي العربي
قيم ومفيد في التنظير ملفاهيم وقضايا لسانيات النص ،قدم بالدار البيضاء باملغرب ،سنة ،1993وهو كتاب ّ
84
فيه على مدار 200صفحة كل قضايا النص ووسائل ترابطه وانسجامه ،وهو عمل تطبيقي تحليلي مباشر في
تناول لقضايا النص.
-08كتاب تحليل الخطاب الشعري (استراتيجية التناص) ملحمد مفتاح صدر عن املركز الثقافي العربي بالدار
البيضاء باملغرب ،في طبعة األولى سنة ،1985يهدف منه كاتبه إلى تحليل الخطاب الشعري ،وهو يحتوي على
قسين ،أولهما :يضم جملة فصول تشتمل على عدة عناصر نظرية ،وتدور على عدة محاور ،أبرزها :تحديد
املفاهيم ،وتبني القصدية في األصوات واملعجم ،والتركيب النحوي ،وإبراز مقصدية االقناع باألدوات البالغية
والتناصية واألفعال الكالمية .فهو كتاب يمزج بين التنظير والتطبيق ملفاهيم النص واتساقه خاصة من خالل
التناص.
-09نحو النص (اتجاه جديد في الدرس النحوي) لصاحبه أحمد عفيفي صدر سنة 2001عن مكتبة زهراء
الشرق بالقاهرة-مصر ،وهو كتاب فريد من نوعه ألنه أخلص ملضوعات نحو النص ،صهر فيه جميع األفكار
والجهود في لسانيات النص التي سبقته في سنوات التسعينات ،وبلورها في قالب جيد ومفيد ،وتحدث فيه
بكل منهجية وووضوح لقضيا النص ووسئال التماسك النص ي ،وقدم فيه جميع تعريفات النص املمكنة
املمثلة لكل اتجاهاتها ،باإلضافة إلى النبذة التاريخية لنشأة وتطور لسانيات النص ،كما أنه حين حديثه عن
وسائل الترابط النص أتى بجملة من الألمثلة من النصوص العربية ملزيد من التوضيح والشرح ،فهو مرجع
مفيد في صياغة برامج لنحو النص.
-10في لسانيات النص وتحليل الخطاب (نحو قراءة لسانية في البناء النص ي للقرآن الكريم) ،عبد الرحمن
بودرع ،بحث مقدم للمؤتمر الدولي لتطوير الدراسات القرآنية ،من تنظيم كرس ي القرآن الكريم وعلومه،
املنعقد في ،2013/02/16بجامعة امللك سعود ،اململكة العربية السعودية.
-11كتاب لسانيات الخطاب (مباحث في التأسيس واإلجراء) ،لصاحبه بوقرة نعمان ،صادر عن دار الكتب
العلمية بيروت-لبنان سنة ،2012وهي دراسة توصيفية تأصيلية للمفاهيم املؤطرة لنحو النص باعتباره
معرفة لسانية ،فهي دراسة تجمع بين اإلطار النظري التمهيدي والبعد اإلجرائي تهدف إلى تحديد تصور عام
وكلي لنظرية نحو النص ضمن التطور املعرفي واملنهجي للسانيات الغربية ،كما أنها ترصد التطور النظري
لدراسة الظاهرة اللسانية بدءا من الجملة ووصوال عند عتبات النص والخطاب .وتحاول استثمار اإلطار
النظري ملقاربة نماذج من الخطاب األدبي العربي.
-12بحث "علم اللغة النص بين النظرية والتطبيق (الخطابة النبوية نموذجا)" ،هو مقال بمجلة علوم اللغة،
املجلد ،9العدد ،2006 ،2وكما هو موضح من عنوان املقال فهو عمل تطبيقي لقضايا لسانيات النص في
الخطابة النبوية.
-13املصطلحات األساسية في لسانيات النص وتحليل الخطاب (دراسة معجمية) ،لنعمان بوقرة ،الصادر عن
دار عالم الكتب الحديث ،ودار جدار الكتاب العالمي ،ط ،1عمان-األردن2009 ،م :وهو معجم يعرض ألهم
85
املصطلحات لتحليل الخطاب ولسانيات النص ،يسهم في التعريف بما جد من اصطالحات لسانية في ميدان
النظرية النصية املعاصرة ،فقد تجذرت الدراسة النصية في الفترة الالحقة لظهور اللسانيات التوليدية،
فالوقوف عند أهم املصطلحات ّ
يعد مفتاحا مهما إلدراك قيمة اآلراء قيمة النصية وإمكانية االستفادة منها في
مقاربة الخطاب العربي في تجلياته املختلفة وأشكاله املتنوعة .إن هذه املحاولة ال ترمي إلى حصر كل
املصطلحات ،بل الغرض تجميع طائفة منها يكثر تداولها ،وتوظيفها في البحث العلمي الجامعي بشكل خاص،
وفي أشهر الدراسات النصية واللسانية العربية.
ومن الكتب التمهيدية للسانيات النص في الثاقفة اللسانية العرية ،والتي تمثل مترجمة ألهم وأمهات كتب
لسانيات النص وتحليل الخطاب في اللغات الغربية ،نذكر:
-14كتاب علم النص ،جوليا كريستيفا ،صدر سنة ،1969وترجمه فريد الزاهي سنة ،1991صدر عن دار
توبقال بالدار البيضاء باملغرب ،وهو من الكتب األوائل املهمة يستمد أهميته من مؤلفته كريستفيا التي لها
باع كبير في علم النص والنقد األدبي ،وهو من أقدم ما ترجم إلى اللسانيةالنصية العربية في موضوع علم
النص ،وهذا الكتاب على الرغم من صغر حجمه ،فهو ال يتجاوز الـ 90صفحة ،إال أنه غني باملصطلحات
واملفاهيم النصية ،ففي مدخل الكتاب مفنتحة على كل املقاربات النصية الفلسفية ،والتحليل االجتماعي
والنفس ي والسيميائي ،وهو يمثل مرحلة عبور الدراسات النصية من املقاربات غير اللسانية إلى املرحلة
الدراسة النصية اللسانية.
-15كتاب مدخل إلى علم اللغة النص ي من تأليف :فلفغانغ هاينه من وديتر فيهفيجر ،وترجمة :فالح بن شبيب
العجمي ،طبع بمطبعة النشر العلمي لجامعة امللك سعود باململكة العربية السعودية سنة 1419ه1996-م،
ويعد هذا الكتاب الذي صدر في أصله في بداية سنوات التسعينيات من الكتب التي تقدم عمال مهما في
التطبيق في قضايا لسانيات النص ،فقد خصص املؤلفان الباب األول ليكون مدخال للمشكالت األساسية
للسانيات النص ،وخصصا الباب الثاني إلسهامهما الهيكلي في لسانيات النص ،وأخلصا الباب الثالث
مل شكالت تصنيف النصوص ،ثم الباب الرابع لتحليل املحادثات في ضوء لسانيات النص ،والباب الخامس
لالتصال الكتابي ،وقدما في الباب السادس بعض املجاالت التطبيقية في علم اللغة النص ي .فهذا الكتاب
قيمة لتحليل مختلف النصوص في ضوء لسانيات النص. يحوي مادة ّ
-16النص والخطاب واإلجراء ،لروبرت دي بوغراند ،وترجمه تمام حسان ،صدر عن دار عالم الكتب،
بالقاهرة-مصر سنة ،1998كتاب مهم جدا في التنظير للسانيات النص ،فهو يخصص فصوال عديدة للتأسيس
لنحو النص وقضاياه ،فجعل فضال للقضايا واملفاهيم األساسية للسانيات النص ،وخصص فصال للترابط
الرصفي ،وفصال آخر للترباط املفهومي ،وثالث للكفاءة النصية ،وجعل فصوال أخرى لقضايا أخرى متفرقة لها
عالقة بلسانيات النص وإشعاعاتها ،أن كتاب ديبوغراند هو حقا كتاب مفيد في التنظير والتطبيق لنحو
النص ،يمكن أن يتخذ من محتواه برنامجا لهذا العلم.
86
-17مدخل إلى علم لغة النص (تطبيقات لنظرية روبرت ديبوغراند وفولفغانغ دريسلر) ،تأليف إلهام أبو
غزالة وعلي خليل حمد ،صدر عن الهيئة املصرية العامة للكتاب بالقاهرة سنة ،1999يقدم هذا الكتاب
عرضا لعلم لغة النص كما شرحه روبرت ديبوجراند وولفجانج دريسلر ،ضمن إطار تطبيقي بنصوص عربية
تبلغ مائتي نص من مراحل زمنية مختلفة ،قديمة وحديثة ،مطبقا النظرية بجميع جوانبها لنص من القرآن
الكريم مع مقارنة بتحليل عبد القاهر الجرجاني للنص ذاته .كما يتحدث الكتاب في مقدمته عن معايير علم
لغة النص ،وعن التطور التاريخي لهذا العلم ،كما تناول الكتاب شرح املدخل اإلجرائي الذي عليه هذا العلم.
فهذا الكتاب من الكتب التمهيدية للسانيات النص وتحليل الخطاب ،يحتاج إليه كل دارس لهذا العلم،
ويصلح أن يتخذ منه برنامجا مفيدا لتعليم املادة بالجامعة.
87
احملاضرة رقم :13تبلةمةة مادّة "لسانةات النص وحتلةل اخلطاب" (تابع)
-)2مكانة مادة "لسانةات النص وحتلةل اخلطاب" يف املسار الدراسي لطلية مةدان اللغة واألدب البربي :بعد
العرض السابق للخلفية العلمية ملادة "لسانيات النص وتحليل الخطاب" ،وتبين لها مكانتها في الدرس اللساني
اليوم ،إذ هي تعد تطورا ومرحلة أخرى من مراحل اللسانيات ،أصبح حقيق بها أن تكون حاضرة كمنوال
دراس ي في البرامج الجامعية ،ليتعرف عليها الطالب ويقوموا بإنجاز بحوثهم في موضوعاتها ،ولهذا فإننا في هذا
العنصر سنخصص الحديث عن فلسفة تعليمها في الجامعة الجزائرية في مختلف تخصصات اللسانيات في
مرحلة املاستر.
لم تعرف لسانيات النص برمجة لها في الجامعات الجزائرية إال بعد سنة 2000م ،وهذا بالرغم من أن
لسانيات النص كان قد مض ى على ظهورها آنذاك أكثر من ثالثين سنة ،فهذا املساق التعليمي عرف وصوال
متأخرا إلى الجامعة الجزائرية .ولقد برمجت هذه املادة أول ما برمجت لطلبة السنة الرابعة ملرحلة الليسانس
في النظام الكالسيكي في ميدان اللغة واألدب العربي وكان عنوانها مادة "لسانيات النص وتحليل الخطاب".
وباستحداث نظام الـ (لـ م د) في الجامعة الجزائرية ،وكما هو موضح في الجداول املوضوعة في أدنى هذا
العنصر ،فقد افتتحت التخصصات اللسانية على مصراعيها ،ووضعت البرامج التعليمية لتدريس مختلف
فروعها وخاصة في مراحل املاستر ،وعلى إثر ذلك أصبحنا نعرف مواد للسانيات النص وتحليل الخطاب
بمختلف أشكالها ،مثل" :لسانيات النص"" ،لسانيات الخطاب"" ،تحليل الخطاب"" ،نحو النص"" ،التحليل
اللساني للخطاب"" ،البالغة الجديدة ونحو النص"" ،منهجية تحليل الخطاب" ،وغيرها.
إن الهدف من وراء تدريس مادة "لسانيات النص وتحليل الخطاب" بمختلف أشكالها ،تعريف الطالب بمجال
جديد من الدراسة اللسانيات يتجاوز الجملة وينفتح على أشكال خطابات جديدة أساسها الداللة والسياق،
وتكوين قاعدة معرفية تؤهل الطالب لتحصيل معرفة نظرية وعملية حول الظاهرة النصية بوصفها ممارسة
لسانية ،حيث يتم التعرف على النص بنية ووظيفة؛ باإلضافة إلى تمكين الطالب من فهم ظواهر الترابط النص ي
في بعدية التركيبي والداللي.
واملالحظ في البرامج اللسانية التعليمية أن مادة "لسانيات النص وتحليل الخطاب" ومختلف فروعها لم تبرمج
في مرحلة الليسانس في النظام الجديد ،وإنما تم برمجتها في مرحلة املاستر كما هو واضح في الجداول أدناه،
وهذا يعني أنه على الطالب أن يكون له معارف سابقة بمسار تطور الدرس اللسان وبأهم خصوصياته،
وخاصة ما تعلق منها بالجملة على وجه الخصوص ،ومما يتطلبه تعلم هذه املادة معرفة الطالب املسبقة
بمفاهيم البالغة وتحليل الخطاب ونظرية النحو الوظيفي ،وأهم النظريات الدائرة في لسانيات ما بعد الجملة،
باإلضافة إلى معرفته النظرية والعملية بمستويات التحليل النحوي والبالغي .فأبحاث لسانيات الجملة بنحوها
88
وبالغتها تمهيد ضروري للسانيات النص .وهذه املعارف يتحصل عليها الطالب في مرحلة التكوين القاعدي أي
في مرحلة الليسانس.
وقد برمجت مادة "لسانيات النص" ومختلف فروعها في عدة جامعات جزائرية في مختلف التخصصات
املفتوحة ،وكانت أحيانا تفتح كتخصص كامل يدعى بتخصص "تحليل الخطاب" ،مثل ما نجده في جامعة
موالي الطاهر بسعيدة ،وجامعة 20أوت 1955بسكيكدة ،وجامعة ابن خلدون بتيارت ،وجامعة وهران ،قد
برمجت أغلب التخصصات اللسانية في مرحلة املاستر موادا للسانيات النص وتحليل الخطاب .كما نجد في
تخصص "لسانيات عامة" في جامعة الوادي الذي برمجت فيه مادة "لسانيات النص" ،وكذلك جامعة سعيدة
في تخصص "لسانيات عامة" الذي برمجت مادة "نحو النص" ،وجامعة بجاية في تخصص "لسانيات عربية"
الذي برمجت فيه مادة "تحليل الخطاب".
وهذا يعني أن هذه املادة وفروعها تحظى بمكانة مرموقة ضمن شبكة البرامج للمواد اللسانية مليدان اللغة
واألدب العربي ،بحيث ال يمكن للطالب أن يتخرج من الجامعة في مرحلة الليسانس ومرحلة املاستر في
التخصصات اللسانية دون أن يتعرف على موضوعات في لسانيات النص وتحليل الخطاب ،ولكننا ومع تنويهنا
بأهمية هذه املادة إال أننا نجد تخصصات للسانيات خلت من برمجة هذه املادة في برامجها التعليمية ،وهذا
ما نجده في جامعة تلمسان في تخصصات لسانيات تطبيقية ولسانيات عربية ،وفي املركز الجامعي مغنية في
تخصص لسانيات تطبيقية.
وإذا جئنا إلى محتويات برامج ملواد "لسانيات النص وتحليل الخطاب" في الجامعة الجزائرية ،فإن أي برنامج
لتعليم هذه امل ادة يجب أن يأخذ بعين االعتبار اتجاهاتها املختلفة التي استقرت عند املختصين فيها ،التي
بدأت تتكشف مع مرور الزمن في العقدين األخيرين ،حيث أصبحنا نرى أبحاث لسانيات النص وتحليل
الخطاب من خالل مناويل مختلفة منها :بين "نحو النص"" ،تحليل الخطاب"" ،لسانيات النص"" ،األسلوبية
والبالغة الجديدة" ،وهكذا ،فإلى أي مدى تكون هذه العنونة صححية؟ ولذلك فمن املناسب أن نجلي أوال
العالقة بين لسانيات النص من جهة و"تحليل الخطاب" من جهة أخرى؛ فهل هما موضوعان مختلفان
وبالتالي تختلف إجراءات التحليل والدراسة لكال املوضوعين ،أو إنهما شيئا واحدا ،واالختالف فقط في
التسمية واملصطلح؟
فالحقيقة ّأن "لسانيات النص" غالبا ما يرد مرافقا لـ"تحليل الخطاب" أو "لسانيات الخطاب" ،ولذلك عنوانا
هذه املادة بعنوان "لسانيات النص وتحليل الخطاب" ،وغالبا ما يعالج لسانيو النص قضايا الخطاب بنفس
اإلجراءات ومبادئ التحليل ،واألمر عندهم أن الفرق بين النص والخطابّ ،أن الخطاب يشمل الكالم واملنجز
أثناء االتصال ،فهو ذو إنتاج ذو طبيعية شفهية عادة ما يرد في االتصال وفي االستعمال ،أما النص فأغلبه هو
املنجز كتابيا وينسحب بشكل رئيس ي إلى النص األدبي املنجز ضمن عملية إبداعية .وال يختص الخطاب عن
النص إال بأشكال الخطابات املنجزة ،فلقد أصبحنا نحص ي أنواعا متعددة من الخطاب؛ الخطاب العلمي،
89
الخطاب األدبي ،الخطاب السردي ،الخطاب الحجاجي ،الخطاب الديني ،الخطاب السياس ي ،الخطاب
اإلعالمي...وغيرها.
فعلى الرغم من الفرق املوجود بين النص والخطاب ،إال أن هذا الفرق لم يدفع اللسانيين إلى إقامة أي تمييز
بين "لسانيات النص" من جهة وبين "لسنيات الخطاب" من جهة أخرى ،بل يردان معا في كعلم واحد ،ولذلك
فالعاملان "براون" و"يول" صاحبا كتاب" :تحليل الخطاب" لم يرتكزا في دراستهما على إقامة الفرق بين النص
والخطاب ،فهما عندما يتحدثان عن النص يسحبان كالمهما على الخطاب ،فأدوات التحليل النص ي عندهما
هي نفسها أدوات تحليل الخطاب( .)1وحتى "ديبوغراند" الذي صنف مؤلفا مهما في هذا العلم عنونه بـ"النص
والخطاب واإلجراء" ال نجده يقيم أي فرق بين النص والخطاب أثناء التحليل(.)2
وعلينا أن نأخذ بعين االعتبار عامل الزمن في برمجة مادة "لسانيات النص وتحليل الخطاب" في البرامج
التعليمية الجامعية في الجامعات الجزائرية ،فعامل الزمن له أثره في توجيه البرامج التعليمية في الجامعة
والتحكم فيها ،إذ إنه ال يمكن أن يغطي سداس ي يتألف من 14حصة كل موضوعات لسانيات النص وتحليل
الخطاب ،فعلى واضع البرنامج أن يختار واحدا من املساقات املذكورة أعاله ،أو أن يبرمج في كل مرة واحدا
منها ،حيث يكون للسداس ي األول مثال للسانيات النص ،وفي السداس ي الثاني للسانيات الخطاب ،وفي الثالث
لنحو النص ،وهكذا يمكن اإلملام بكل جوانب التحليل النص ي والخطابي .وهذا ما رأيناه في البرامج املحددة في
الجداول أدناه ،حيث تفطن واضعوا برامج املاستر في مختلف التخصصات اللسانية في الجامعية الجزائرية
لهذه املعضلة ،فلجأوا إلى التفريق بين لسانيات النص وتحليل الخطاب في البرمجة ،أو أنهم لجأوا إلى تمديد
البرنامج في سداسيات متعددة ،فنجد مثال لسانيات النص تبرمج مرة في السداس ي األول ومرة أخرى في
السداس ي الثاني .ونعتقد أن "نحو النص" هو أفضل املساقات في لسانيات النص وتحليل الخطاب ،وأكثرها
وضوحا وتحديا في برامجه ومقارباته .ونقترح لهذه املادة البرنامج التالي:
( )1ينظر :تحليل الخطاب ،براون ويول ،ترجمة :محمد لطفي الزلطيني ،ومنير التريكي ،جامعة امللك سعود ،ط ،الرياض-السعودية،
،1997صفحات الفهرس.
( )2ينظر :النص والخطاب واإلجراء ،روبرت دي بوغراند ،ترجمة تمام حسان ،علم الكتب ،ط ،1القاهرة-مصر( ،1998 ،ص :أ-ج).
90
-10الترابط النص ي ،أشكال ووسائله.2
-11الترابط النص ي ،أشكال ووسائله.3
ّ
-12األصول التراثية للسنيات النصية (علماء البالغة واإلعجاز).
-13األصول التراثية للسانيات النصية (علماء القرآن).
-14التلقي العربي للسانيات النص.1
وإذا كان ال بد من برمجة مادة تدعى بـ"تحليل الخطاب" فإننا نقترح ملادة "لسانيات الخطاب" أو "تحليل
الخطاب" البرنامج التالي املستلهم في غالبيته من كتاببي "النص والسياق" لـ"فان دايك" ،و"تحليل الخطاب"
ل ـ"براون" و"يول":
91
بطاقات التنظةم للسداسةات يف مواد لسانةات النص وحتلةل اخلطاب
92
املؤسسة :جامعة تيارت /عنوان املاستر :تعليمية اللغات /السنة الجامعية -2016
/2017السداس ي األول
الحجم
الحجم الساعي
نوع التقييم الساعي
األسبوعي
السداس ي
أعمال املعامل األرصدة وحدات التعليم
موجهة 16-14
متواصل امتحان محاضرة
أو أسبوع
تطبيقية
وحدة التعليم األساسية (مجموع األرصدة )18
تعليمية اللغة
X X 05 03 1:30 1:30 48سا
العربية
X X 04 02 1:30 1:30 48سا لسانيات عامة
X X 05 03 1:30 1:30 48سا مناهج تربوية
X X 04 02 1:30 1:30 تجديد النحو العربي 48سا
وحدة التعليم املنهجية (مجموع األرصدة )09
X X 03 02 1:30 1:30 48سا بيداغوجيا
X X 03 02 1:30 / 24سا البحث الوثائقي
X X 03 02 1:30 1:30 48سا املصطلح التربوي
وحدة التعليم االستكشافية (مجموع األرصدة )02
X X 01 01 1:30 / 24سا لسانيات الخطاب
X X 01 01 1:30 / 24سا علم النفس اللغوي
وحدة التعليم األفقية (مجموع األرصدة )01
X X 01 01 1:30 / 24سا انجليزية
/ / 30 19 مجموع السداس ي384 1سا 13:30 10:30
93
املؤسسة :جامعة سعيدة /عنوان املاستر :لسانيات عامة /السنة الجامعية /2017-2016السداس ي
الثاني
الحجم
الحجم الساعي
نوع التقييم الساعي
األسبوعي
السداس ي
أعمال املعامل األرصدة وحدات التعليم
موجهة 16-14
متواصل امتحان محاضرة
أو أسبوع
تطبيقية
وحدة التعليم األساسية (مجموع األرصدة )18
X X 05 03 1:30 1:30 48سا نحو النص
X X 04 02 1:30 1:30 48سا نظرية النظم
نحو اللغة العربية الوظيفي
X X 05 03 1:30 1:30 48سا
02
X X 04 02 1:30 1:30 48سا لسانيات النص
وحدة التعليم املنهجية (مجموع األرصدة )09
X X 03 02 1:30 1:30 48سا مستويات التحليل النحوي
املعاجمية واملصطلحية
X X 03 02 1:30 1:30 48سا
التطبيقية
X X 03 02 1:30 / 24سا الدراسة اللغوية واإلعجاز
وحدة التعليم االستكشافية (مجموع األرصدة )02
X X 01 01 1:30 / 24سا البالغة واألسلوبية
X X 01 01 1:30 / 24سا علم النفس التربوي
وحدة التعليم األفقية (مجموع األرصدة )01
/ X 01 01 1:30 / 24سا إعالم آلي
/ / 30 19 384سا 15:30 09:00 مجموع السداس ي2
94
املؤسسة :جامعة تيارت /عنوان املاستر :تعليمية اللغات /السنة الجامعية /2017-2016السداس ي
الثالث
الحجم
الحجم الساعي
نوع التقييم الساعي
األسبوعي
السداس ي
أعمال املعامل األرصدة وحدات التعليم
موجهة 16-14
متواصل امتحان محاضرة
أو أسبوع
تطبيقية
وحدة التعليم األساسية (مجموع األرصدة )18
X X 05 03 1:30 1:30 48سا التقويم والقياس
X X 04 02 1:30 1:30 48سا لسانيات النص
X X 05 03 1:30 1:30 48سا التدريس بالكفاءات
X X 04 02 1:30 1:30 48سا مدارس لسانية
وحدة التعليم املنهجية (مجموع األرصدة )09
X X 03 02 1:30 1:30 48سا تقنيات التعبير
X X 03 02 1:30 1:30 48سا أدب حديث
X X 03 02 1:30 / 24سا دراسات تداولية
وحدة التعليم االستكشافية (مجموع األرصدة )02
X X 01 01 1:30 / 24سا علم الترجمة
X X 01 01 1:30 / 24سا إعالم آلي
وحدة التعليم األفقية (مجموع األرصدة )01
X / 01 01 / 1:30 24سا أخالقيات املهنة
/ / 30 19 384سا 13:30 10:30 مجموع السداس ي3
95
املؤسسة :جامعة سكيكدة /عنوان املاستر :لسانيات الخطاب /السنة الجامعية /2017-2016السداس ي
األول
الحجم
الحجم الساعي
نوع التقييم الساعي
األسبوعي
السداس ي
أعمال املعامل األرصدة وحدات التعليم
موجهة 16-14
متواصل امتحان محاضرة
أو أسبوع
تطبيقية
وحدة التعليم األساسية (مجموع األرصدة )18
مدخل للتحليل اللساني
X X 05 03 1:30 1:30 48سا
للخطاب
X X 04 02 1:30 1:30 48سا الشعريات
X X 05 03 1:30 1:30 48سا لسانيات النص2
X X 04 02 1:30 1:30 48سا اللسانيات االجتماعية
وحدة التعليم املنهجية (مجموع األرصدة )09
X X 03 02 1:30 1:30 48سا علم صناعة املعاجم
X X 03 02 1:30 1:30 48سا املنهجية
X X 03 02 1:30 / 24سا تقنيات االتصال
وحدة التعليم االستكشافية (مجموع األرصدة )02
X X 01 01 / 1:30 24سا علم املكتبات
X X 01 01 1:30 / 24سا بيبليوغرافيا التخصص
وحدة التعليم األفقية (مجموع األرصدة )01
X X 01 01 1:30 / 24سا لغة فرنسية
/ / 30 19 384سا 15:00 09:30 مجموع السداس ي1
96
املؤسسة :جامعة سكيكدة /عنوان املاستر :لسانيات الخطاب /السنة الجامعية /2017-2016السداس ي
الثاني
الحجم
الحجم الساعي
نوع التقييم الساعي
األسبوعي
السداس ي
أعمال املعامل األرصدة وحدات التعليم
موجهة 16-14
متواصل امتحان محاضرة
أو أسبوع
تطبيقية
وحدة التعليم األساسية (مجموع األرصدة )18
مدخل للتحليل اللساني
X X 05 03 1:30 1:30 48سا
للخطاب
X X 04 02 1:30 1:30 48سا الشعريات
X X 05 03 1:30 1:30 48سا لسانيات النص2
X X 04 02 1:30 1:30 48سا اللسانيات النفسية
وحدة التعليم املنهجية (مجموع األرصدة )09
X X 03 02 1:30 1:30 48سا علم صناعة املعاجم
X X 03 02 1:30 1:30 48سا املنهجية
X X 03 02 1:30 / 24سا تقنيات االتصال
وحدة التعليم االستكشافية (مجموع األرصدة )02
X X 01 01 / 1:30 24سا علم املكتبات
X X 01 01 1:30 / 24سا بيبليوغرافيا التخصص
وحدة التعليم األفقية (مجموع األرصدة )01
/ X 01 01 1:30 / 24سا إعالم آلي
/ / 30 19 384سا 15:00 09:00 مجموع السداس ي2
97
احملاضرة رقم :14تبلةمةة مادّة "لسانةات النص وحتلةل اخلطاب" (تابع)
تقدم برامج مختلفة -01ترقةةم الربنامج من حةث الربجمة الزمنةة :يتضح لنا من الجداول السابقة الذي ّ
ملادة "النص وتحليل الخطاب" لطلبة املاستر مليدان اللغة واألدب العربي في التخصصات اللسانية متعددة في
بعض الجامعات الجزائرية ،أن هذه ّ
املادة لم تبرمج إال في مرحلة املاستر وهي مرحلة التخصص العلمي للمسار
الدراس ي ،فهي غير مبرمجة في مرحلة الليسانس ،وهذا أمر يكون مفهوما حيث إنها مادة تأتي بعد أن يكون
الطالب قد تشرب كثيرا من املعارف اللسانية األساسية في التعليم القاعدي في مرحلة الليسانس ،فكما أشرنا
في العنصر السابق ،يجب أن يكون الطالب على معرفة مسبقة بمسار تطور الدرس اللسان وبأهم
خصوصياته ،وخاصة ما تعلق منها بالجملة على وجه الخصوص ،والتشبع بمفاهيم البالغة وتحليل الخطاب
ونظرية النحو الوظيفي ،وأهم النظريات الدائرة في لسانيات ما بعد الجملة ،باإلضافة إلى معرفته النظرية
والعملية بمستويات التحليل النحوي والبالغي .فأبحاث لسانيات الجملة بنحوها وبالغتها تمهيد ضروري
للسانيات النص .وهذه املعارف يتحصل عليها الطالب في مرحلة التكوين القاعدي أي في مرحلة الليسانس.
وهذا البعد قد أخذ بعين االعتبار حتى في البرمجة القديمة في النظام الكالسيكي ،فقد برمجت مادة "لسانيات
النص وتحليل الخطاب" لطلبة السنة الرابعة ،أي بعد أن يكون الطالب قد حظي بتكوين مهم في املواد
اللسانية في السنوات الثالثة األولى.
-02ترقةةم برنامج مادة "لسانةات النص وحتلةل اخلطاب" من حةث االعتمادات اليةداغوجةة املرصدة له :من
الجداول أعاله يتبين لنا املكانة الهامة التي تتبوءها مادة "لسانيات النص وتحليل الخطاب" وفروعها ضمن
البرنامج العام ملسار املاستر في التخصصات اللسانية عبر الجامعات الجزائرية.
فقد عنونت كثير من التخصصات اللسانية في مرحلة املاستر بعنوانات للسانيات النص وتحليل الخطاب،
وهذا في العديد من الجامعات ،فجامعة سعيدة اختارت لها تخصصا في املوسوم الجامعي 2017/2016يدعى
"لسانيات الخطاب" ،وهذا ما نجده في جامعة 20أوت 1955بسكيكدة ،فقد اختارت هذا التخصص أيضا
للموسوم الجامعي ذاته .وفي جامعة جيجل وجامعة وهران وغيرها.
وفي هذا االختيار داللة هامة على املزيد من االنفتاح على هذا املنوال الدراس ي املستجد واالنخراط فيه ،وإن
وصل متأخرا للجامعات الجزائرية.
وما يؤشر على أهمية هذه املادة في الجامعات الجزائرية ،كذلك ،أنها ال تكاد يخلو منها أي برنامج ألي تخصص
لساني في الجامعة الجزائرية ،فأغلب التخصصات قد أدرجت هذه مادة "لسانيات النص وتحليل الخطاب"
بأشكالها املختلفة ،ففي جامعة الوادي برمج لتخصص ماستر "لسانيات عامة" مادة "لسانيات النص" في
98
السداس ي األول للموسم الجامعي ،2017/2016وفي جامعة سعيدة وفي تخصص ماستر "لسانيات عامة"
برمجت للسداس ي الثاني للموسم الجامعي ،2017/2016مادة "نحو النص" ،وفي جامعة تيارت برمج
لتخصص ماستر "تعليمية اللغات" في السداس ي األول للسنة الجامعية ،2017/2016مادة "لسانيات
الخطاب" ،وفي السداس ي الثالث "لسانيات النص" .ولجامعة بجاية برمج ملاستر "لسانيات عربية" مادة "تحليل
الخطاب" للسداس ي الثالث من هذا املسار.
ولكن مع هذا االهتمام واالحتفاء بهذه املادة في الكثير من الجامعات وفي أغلب التخصصات اللسانية ،إال أننا
نسجل بغرابة خلو بعض التخصصات اللسانية في جامعة أخرى من هذه املادة ،وهذا ما نجده في جامعة
تلمسان في تخصصاتها املفتوحة "لسانيات عربية" واللسانيات التطبيقية" ،وتبعها في ذلك املركز الجامعي
مغنية .ففي هاتين الجامعتين يتخرج الطلبة في هذه التخصصات وهو ال يدري شيئا عن هذه املادة وال عن
فروعها.
ونجد هذه املادة تحظى في أغلب األحيان برصيد ومعامل هام ضمن املواد املختلفة في السداس ي الواحد،
ويزيد اعتبار هذه املادة حينما تكون هي عنوان التخصص؛ ففي تخصص ماستر "لسانيات الخطاب" لجامعة
سكيكدة نجد مادة "مدخل للتحليل اللساني للخطاب" في الوحدة األساسية للسداس ي األول والثاني ،وهذا
يؤهلها للحصول على رصيد مرتفع ،05ومعامل جيد ،03ونجد مادة "لسانيات النص" أدرجت في الوحدة
األساسية كذلك ،وقد حظيت برصيد 04وبمعامل ،02وهذا في كال السداسين املذكورين .وقد حظيت مادة
"لسانيات النص" في جامعة تيارت لتخصص ماستر "لسانيات تعليمية" بمكانة مهمة فيه ،حيث أدرجت ضمن
الوحدة االساسية للسداس ي الثالث وحظيت بذلك برصيد 04ومعامل .02وحظيت مادة "نحو النص"
بجامعة سعيدة في تخصص ماستر "لسانيات عامة" بتقدير جيد في هذا التخصص فقد برمجت ضمن
الوحدة األساسية من السداس ي الثاني وحظيت بذلك برصيد مهم 05وبمعامل مرتفع .03وفي تخصص
لسانيات عربية بجامعة بجاية أدرجت مادة "تحليل الخطاب" بمكانة هامة في هذا التخصص ،فقد أدرجت
ضمن الوحدة األساسية للسداس ي الثالث ،وأرصد لها 02في املعامل و 04في الرصيد .وهذا االعتبار ملواد
لسانيات النص نجده أيضا قائما في جامعة ابن خلدون ،ففي تخصص ماستر "تعليمية اللغات" أدرجت مادة
"لسانيات النص" في الوحدة األساسية للسداس ي الثالث فحظيت بمعامل 02وبرصيد عال .04
ومن املؤشرات على أهمية مادة "لسانيات النص وتحليل الخطاب" وفروعها في البرامج اللسانية مليدان اللغة
العربية وآدابها هذه املادة وفروعها أنها عززت بحصص األعمال املوجهة إلى جانب حصص املحاضرات ،وهذا
بهدف تعميق الدروس والتمثيل لنظرياتها وترسيخ مفاهيمها.
99
وبالرغم من األهمية التي حظيت بها مادة "لسانيات النص وتحليل الخطاب" في أغلب التخصصات اللسانية
بالجامعة الجزائرية ،إال أننا نجدها لم تعامل بهذا التقدير في بعض التخصصات ،فمثال قد أرجت مادة
"لسانيات الخطاب" في الوحدة االستكشافية للسداس ي األول لتخصص "تعليمية اللغات" بجامعة تيارت،
وهذا يعني أنها لن تحصل إال على معامل 01ورصيد .01وهذا األمر مفهوم ألن مادة "لسانيات النص وتحليل
الخطاب" ليست مهمة بشكل أ ساس ي في هذا التخصص .ولكن الغريب أن تخلو تخصصات لسانية تماما من
مادة "لسانيات النص وتحليل الخطاب" أو بأحد من أنواعها (نحو النص ،نحو الخطاب ،تحليل الخطاب،)...
وهذا مثل ما نجده في جامعة تلمسان واملركز الجامعي مغنية في تخصصات "لسانيات عربية" و"لسانيات
تطبيقية" .حيث لن نعثر على هذه املادة حتى في الوحدات املنهجية أو االستكشافية أو األفقية ،في حين
برمجت مواد أخرى تبعد كثيرا عن هذه التخصصات .وهذا يعد خلال خطيرا في البرمجة لهذه التخصصات،
فنرجو أن يعاد النظر في برمجة مواد التخصصات اللسانية ،بتدارك النقص الوارد فيها ،وتفادي الحشو الذي
طالها ،خاصة وأنه قد ّ
مر على إقرارها أكثر من أربع سنوات.
-03ترقةةم برنامج مادة "لسانةات النص وحتلةل اخلطاب" من حةث املضمون :أول ما نالحظه في جداول مواد
"لسانيات النص وتحليل الخطاب" أنها متعددة ،ما يعني التعدد في أشكال ومظاهر هذه املادة ،وهذا يعني أن
واضعي برامج "لسانيات النص وتحليل الخطاب" في الجامعات الجزائرية ال يملكون تصورا واحدا موحدا ،ال
من حيث عنونة املواد وال من حيث محتويات برامجها ،وهذا االختالف في التصور راجع ،في اعتقادنا ،إلى
املنطلقات العلمية لهذه املادة واملصادر التي تستقى منها مفاهيمها ومصطلحاتها وموضوعاتها ،فهذه املصادر في
حد ذاتها تعرف اختالفا بين مؤلفيها كما رأينا في عنصر الخلفية العلمية ملادة "لسانيات النص وتحليل
الخطاب" ،وهذا يعود بدوره لكون هذا العلم ما يزال قيد التأسيس وفي طور النمو والتوسع ،فال يزال لم
ّ
يشكل محور ارتكازيستقر على أرضية علمية واضحة خاصة إذا علمنا أنه مدخل غني متداخل االختصاصات ِّ
عدة علوم ،ويتأثر دون شك بالدوافع ووجهات النظر واملناهج واألدوات واملقوالت التي تقوم عليها العلوم .فبعد
ما أضحى االعتماد على األبنية اللغوية وحدها عاجزا عن تفسير النص بدقة ،ظهرت الحاجة لالستعانة
بعناصر خارجية غير لغوية لم يكن التحليل القائم على الجملة يعرفها ،كربط النص بالسياق االتصال وتأثيره
في املتلقي .وكل هذا يجعل من يصعب من عملية تحديد موضوع هذا العلم وحدوده وإجراءاته .وفيما يلي
تقييم ملواد "لسانيات النص وتحليل الخطاب" في مفرداتها.
وإذا كان ال بد من نقد ملضامين هذه املواد املبرمجة في "لسانيات وتحليل الخطاب" للتخصصات اللسانية في
مرحلة املاستر بالجامعة الجزائرية ،فيستحسن بنا أن نقوم بذلك بالتطرق لكل مادة على حدة.
100
ماستر لسانيات عامة/السداس ي الثاني/جامعة سعيدة
ينبغي أن نشير إلى أننا لم نعثر إال على برمجة واحدة ملادة "نحو النص" في الجامعات الجزائرية ،وهي البرمجة
املقدمة في ماستر "لسانيات عامة" في السداس ي الثاني لجامعة موالي الطاهر بسعيدة ،وبالرغم من عنوان
التخصص هو "لسانيات عامة" إال أن هذه املادة قد حظيت بمكانة هامة فيه ،فقد أدرجت ضمن الوحدة
األساسية ،وهذا ما جعلها تحظى بمعامل جيد هو ،03ورصيد مرتفع هو .05
وعن مفردات هذه املادة ،فمن الجدول أعاله ،نظن أن واضعي هذه املادة قد وفقوا إلى ّ
حد بعيد في وضع
برنامج ها ،فقد استوفوا فيها أهم مفرداتها ،وأحاطوا بجميع عناصرها ،ونظن أنهم اعتمدوا في وضعه على أهم
مصدر من مصادرها في اللسانيات التمهيدية النصية العربية وهو كتاب "نحو النص" ألحمد عفيفي ،الذي
نراه نجح ووفق في اإلحاطة بموضوعه ،كما أن هناك عامل آخر وراء هذا النجاح في البرمجة وهو أن "نحو
101
النص " Text Grammarيعد أوضح منوال للسانيات النص ،فقد أسهمت بحوث "فان دايك" ،وأعمال
"هاليداي" و"رقية حسن" ،وأعمال "ديوغراند" في إرساء موضوعه .ولذلك نوص ي بأن يعتمد برنامج "نحو
النص" في البرامج اللسانية وأن يكون املمثل الوحيد ملوضوعات "لسانيات النص".
فمصطلح "نحو النص" واحد من املصطلحات التي حددت لنفسها هدفا واحدا وهو الوصف والدراسة
اللغوية لألبنية النصية ،وتحليل املظاهر املتنوعة ألشكال التواصل النص ي ،وقد اشترك مع مصطلح نحو
النص في تحقيق هذا الهدف بعض املصطلحات التي تعنى بذلك أيضا وهي "علم النص" ،و"لسانيات النص"،
يعد أكثر هذه املصطلحات وأهمها في تحقيق الهدف وتوضيح صور و"نظرية النص" .إال أن "نحو النص" ّ
التماسك والترابط النص ي ،حيث يرى "فان دايك" أن "لسانيات النص" ،وظيفتها األولى دراسة نحو النص
وذلك ضمن منهجه العام القائم على شرح معايير بناء النص ،وجوانب االستخدام اللغوي املهمة ،وبخاصة
إنتاج النص من خالل قواعد وشروط وأهداف مغايرة لعلم اللغة النظامي ،مما جعله في طريقه لالستقالل
عن العلوم األخرى ،وتأتي "لسانيات النص" مرتبطة بعلم النص الذي يدخل في حساباته دراسة النص من
جوانب كثيرة ،بعضها لغوي ،وكثير منها غير لغوي(.)1
وهذا ما جعل "أحمد عفيفي" أن "لسانيات النص" مستغرقة في "نحو النص" ،حيث قال" :على أننا نؤمن
بالفصل بين لسانيات النص من جهة وعلوم أخرى تدرس النص من جهة ثانية ،وهذا ما ذهب إليه بعض
املحدثين ،وعلى هذا تكون لسانيات النص تعني نحو النص"(.)2
وعودة إلى برنامج مادة "نحو النص" في الجدول أعاله ،فيمكننا أن نحكم أيضا على هذا البرنامج بالنجاح في
ُ
البرنامج مفرداته بمدخل خصصه ملفهوم تحقيق الترتيب التسلسلي واملنطقي في إيراده ملفرداته ،فقد ابتدر
نحو النص ونشأته ،ثم تدرج في تحديد عناصر هذا العلم بالحديث عن مسوغاته والتطرق للفرق بينه وبين
نحو الجملة ،وفي العمق نجد ذكرا لحدود املوضوع وعناصره ،ووسائله في التحليل ،ليختمه بالحديث عن نحو
النص في التراث العربي وتطبيقات من القرآن وغيره .وهذا كله ترتيب سلسل ومتدرج من العام إلى الخاص،
فهو مفيد يسهم في استيعاب هذا العلم وفهمه لدى املتعلمين.
إال أننا ال نرى لهذا املادة استمرارا وال تكررا في السداسيات الالحقة له ،بل إننا ،وكما أسلفنا ،ال نعثر إال على
برمجة واحدة لهذه املادة في الجامعات الجزائرية .وإذا كان هذا األمر قد يكون مقبوال في التخصصات غير
املعنونة بلسانيات النص وتحليل الخطاب ،إال أن هذا األمر غير مقبول في تخصصات لسانيات النص ،فليس
من املعقول أال تتوفر تخصصات "لسانيات النص" على مادة "نحو النص".
( )1ينظر :علم لغة النص املفاهيم واالتجاهات ،سعيد حسن البحيري ،لونجمان ،القاهرة-مصر ،1997 ،الهامش رقم ،49ص.311
( )2نحو النص اتجاه جديد في الدرس النحوي ،أحمد عفيفي ،مكتبة زهراء الشرق ،ط ،1القاهرة-مصر ،2001 ،ص.32
102
-/2مضمون مادة "لسانيات النص" :يرجى النظر في الجداول الثالثة التالية:
الرصيد04 : مادة :لسانيات النص املعامل02 : وحدة التعليم األساسية
مفردات األعمال املوجهة مفردات املحاضرة الرقم
نصوص مختارة مقاربة مصطلحية (النص ،لسانيات النص ،نحو 01
103
النص)....
// 02نظرية التلفظ ،،منطلقاتها النظرية وتعميقاتها املنهجية
// لسانيات النص ،املصطلح واملفهوم ،املوضوع واملنهج 03
// اإلرهاصات القديمة للسانيات النص غربيا وعربيا 04
اإلطار النظري ملقولتي النص والخطاب ،االئتالف
// 05
واالختالف
// بين لسانيات النص وتحليل الخطاب 06
// اتجاهات لسانيات النص 07
// املدرسة الفرنسية (اللسانيات املعرفية ج.م .آدام) 08
// املدرسة األمريكية (اللسانيات النسقية م .هاليداي) 09
// أنموذج النص واستراتيجيات الفهم والتأويل 10
// النصية وشروط فهم الخطاب 11
// االتساق ،مظاهره ووظيفته 12
// االنسجام ،مبادئه وعملياته 13
// الصنافة اللسانية 14
طريقة التقييم :يجري تقييم املحاضرات عن طريق امتحان في نهاية السداس ي ،بينما يكون تقييم األعمال
املوجهة متواصال طوال السداس ي.
104
الجدول :3ماستر تعليمية اللغات/السداس ي الثالث/جامعة تيارت
من الجداول الثالثة السابقة التي تقدم مفردات مادة "لسانيات النص" في ثالث جامعات جزائرية (سكيكدة،
سعيدة ،تيارت) ،يتبين وللوهلة األولى ،تعدد مضمون هذه املادة بين هذه الجامعات وعدم اتفاق واضعيها ولو
اتفاقا تقريبيا ،وهذا االختالف له ما يبرره علميا ،حيث إن مادة "لسانيات النص" غير محددة املوضوع حتى
بين علمائها واملختصين فيها .ولكن ال بد لواضعي هذه البرامج أن يبذلوا مزيدا من الجهد ليستقوا برنامجا
مفيدا لهذه املادة من كتب لسانيات النص وتحليل الخطاب الكثيرة التي تعرفها الساحة العلمية اليوم.
ومما نؤاخذه به البرنامجين األول والثاني ،أنهما برنامجان فضفاضان ،يغلب عليهما الحشو ويفتقران إلى
التركيز .فأغلب املفردات فيهما تدور حول اإلرهاصات واملقدمات التاريخية واملفاهيمية ،وذكر االتجاهات
105
املختلفة للموضوع ،وهذا كان على حساب املفردات التي تتطرق بشكل مباشر ملوضوعات لسانيات النص،
ليتحول البرنامج إلى برنامجا تمهيديا للمادة وليس برنامجا في صلب املادة ،وهذا يعني أنه برنامج محشوا
بمفردات ال أهمية لها ،وكذلك مفتقر للمفردات األساسية للموضوع.
ولو كانت هذه املادة ستعرف مواصلة واستمرار في السداسين القادمين ،بحيث تبرمج مفردات أخرى لتكمل
موضوعات املادة ،فهذا سيكون مفيدا ،ولكن هذا لم يحدث مع هذه املادة .نقول هذا بالرغم من أن جامعة
سكيكدة (في الجدول األول) في تخصص لسنيات الخطاب ،قد أولت هذه املادة مكانة هامة ،بحيث برمجت
هذه املادة في السداسيين األول والثاني ،وأدرجتها في املرتين ضمن الوحدة األساسية ،ولكنها برمجة مكررة دون
طائل منها ،فقد برمجت هذه املادة بمفرداتها في السداس ي الثاني ،فهي بذلك ليست برمجة استمرارية
وتواصلية تهدف إلى إكمال برنامج املادة واإلحاطة بكل جوانبه ،بل هو مكرر بكل مفرداته مما يسبب امللل
واالحباط لدى طرفي عملية التعليم؛ األستاذ املدرس واملتعلم في آن واحد ،وال ندري ملاذا يلجأ واضعو البرامج
إلى هذه املنهجية عديمة الجدوى.
ونستثني من التقييم السابق برنامج مادة "لسانيات النص" لجامعة تيارت لتخصص تعليمية اللغات
(الجدول ،)3الذي أورد عناصر عميقة ملوضوعات لسانيات النص ،وقد وفق إلى حد بعيد في التغلغل إلى
صلب املوضوع.
كما أن البرامج الثالثة املذكورة أعاله شابهما الخلط االضطراب بسبب عدم اعتماد ترتيب منطقي أو منهجي
أو زمني في إيراد مفردات املادة ،فمثال ،في الجدول الثالث ،نجد العنصر السادس والسابع ملفردات عن
االتساق واالنسجام في النص ،وهما من موضوعات لسانيات النص وأدواتها في التحليل ،ثم يعود املبرمج
بعدها لخصائص النص وقضاياه في العناصر 8و 9و 10و ،11وهي من املسائل األولية في هذا البرنامج ،ثم
يعود املبرمج مجددا في العناصر 12و 13وما بعدها للحديث مجددا عن الروابط بين الجمل وغيرها وهي من
أدوات االتساق واالنسجام كما نعلم.
الرصيد01 : املعامل01 : مادة :لسانيات الخطاب وحدة التعليم االستكشافية
مفردات األعمال املوجهة الرقم
البحث عن نحو النص في مقابل نحو الجملة (مسوغاته) الخطاب والنص 01
مواصفات الخطاب االدبي 02
تحليل الخطاب السردي –تحليل الخطاب الشعري :تركيبية ،أسلوبية ،بنيوية ،سيميائية 03
التحليل البنيوي للخطاب السردي :املستويات االنطباعية والتركيبية والداللية 04
106
تقطيع النص :عناصر أسلوبية في الخطاب السردي (إيقاع ،تراكيب ،صور)... 05
الزمن -التنافر الزمني -املدة-التواتر-البنية السردية في الخطاب الشعري 06
الصيغة املسافة (قصة األحداث وقصة األقوال) –البنية العامة 07
التطور :التبئير (يحبذ إدراجه في مباحث الصوت السردي) 08
الصوت –زمن السرد –التفاعل النص ي :أنواعه ومستوياته 09
املستويات السردية وعالقتها بالحكاية 10
وظائف السرد –البنية العميقة :السيمات –التشاكل السيميائي –التشاكل الداللي -املربع
11
السيميائي
التحليل السيميائي للخطاب السردي( .املزج بين النظري والتطبيقي في التحليل من خالل
12
التطبيق)
املكون السردي :الحالة والتحول ،النموذج العاملي ،البرامج السردية 13
املكون الخطابي :الصور ،املسارات ،النموذج العاملي ،البرامج السردية 14
الفضاء والزمن ،األندار الغرضية 15
طريقة التقييم :تقويم مستمر ينتهي بامتحان كتابي.
بين أيدينا اآلن برنامج ملادة "لسانيات الخطاب" معتمدة في البرنامج العام ملاستر "تعليمية اللغات" بجامعة
تيارت ،وهي املادة الوحيدة كذلك التي عثرنا عليها في الجامعات الجزائرية التي تحمل هذا العنوان ،ويبدو من
الوهلة ،ونحن بصدد تقييمها ،أنها لم تحظ بأهمية ضمن البرنامج العام ملاستر "تعليمية اللغات" ،وندلل على
ذلك من عدة جهات:
-أنها مادة أدرجت ضمن الوحدة االستكشافية ،وهذا ما انعكس على اعتماداتها البيداغوجية ،فقد خصص
لها معامل واحد فقط ،ورصيد واحد كذلك .واملراد بالوحدة االستكشافية أنها تشمل مواد التعليم التي تمكن
من توسيع معارف الطالب وتفتح له آفاق جديدة في حالة إعادة توجيهه.
-كما أنها مادة تقدم في شكل أعمال موجهة فقط ،وليس لها محاضرات نظرية ،وكأن واضع البرنامج يرمي إلى
تقديمها داخل الحصة بشكل عملي وتطبيقي .ويعني تقديمها في شكل أعمال موجهة أنها ذات تقييم مستمر
ومتواصل خالل حصص األعمال املوجهة .وهذا التقدير املتواضع لهذه املادة في هذا التخصص هو أمر
مفهوم ،ألن مادة لسانيات الخطاب ليست ضرورية لتخصص "تعليمية اللغات" ،ولكن يمكن تكييف برنامج
في تحليل خطاب إجرائي يكون مفيدا في تعليمية اللغات يجاري تخصص تعليمية اللغات هذا .ولقد وضع
107
"روبرت ديبوغراند" في كتابه "النص والخطاب واإلجراء" مبحثا خاصا عن تعليمية اللغات األجنبية في ضوء
لسانيات النص وتحليل الخطاب ،ليكون تعليم هذه اللغات في ضوء تصور قائم على املواقف االتصالية(.)1
أما من حيث مضمون هذه املادة ،فحيث إن هذه املادة ذات طابع توجيهي وتطبيقي ،فسيغلب عليها الطابع
التحليلي ،أي تحليل نماذج في ضوء لسانيات الخطاب ،وهذا يتطلب قاعدة تنظيرية ،أي إنه ينبغي أن يتوفر
في املنهاج مادة نظرية عن لسانيات النص وتحليل الخطاب تسبق كل عمل تطبيقي ،حيث ال يمكن للطالب أن
يقوم أو أن يدرك تحجليل النصوص املختلفة في ضوء لسانيات النص وهو ال يعرف شيئا عن تاريخها وال عن
مفاهيمها وال عن نظرياتها وال عن وسائلها في التحليل ،خاصة وأن هذه املادة قد برمجت في السداس ي األول
كما هو مبين في عنوان الجدول السابق .ولكن الغريب أننا سنجد مادة معنونة بـ"لسانيات النص" برمجت في
السداس ي الثالث لهذا التخصص ،كما رأينا في الجدول ،3فقد سبق التطبيق التنظير ،وهذا من الخلل املنهجي
املسجل في وضع هذه البرامج التعليمية ملواد اللسانيات في الجامعة.
هذا في تقييم مادة "لسانيات الخطاب" من الناحية املنهجية ،أما من الناحية املوضوعية ،فينبغي أن يتوفر
أي برنامج ملادة تحليل الخطاب في ضوء اللسانيات على مقاربات ونماذج لنصوص وخطابات مختلفة،
سردية ،أدبية ،ويجب أن تتعدد أدوات ومناهج التحليل ،مثل التحليل السيميائي والبنيوي ،وغيرها ،وهذا
البرنامج يتوفر على أهم هذا العناصر .إال أنه قد اقتصر على تحليل الخطاب السردي دون غيره من
الخطابات.
( )1ينظر :النص والخطاب واإلجراء ،روبرت دي بوغراند ،ترجمة تمام حسان ،ص.575-573
108