Professional Documents
Culture Documents
ﺗﻘﺪﻳﻢ
ذا اﳌدخل تقديم نبذة أولية عن الديداكتيك اﻻلتقائية ) ،(convergente didactiqueوذلك نروم
نظرا ﻷ مية ذه اﳌقار ة تجاوز العديد من اﳌشا ل ال يتخبط ف ا نظامنا ال بوي ،ن يجة النقص اﳌ وظ
التعليمية ع مستوى تدر س اللغة اﻷو )لغة التمدرس( ع باﳌقارنة ب ن اﳌنا عدد الدراسات ال
افة اﻷسﻼك ال بو ة .لطاﳌا ان مش ل "تدر س اللغات" من اﳌشا ل ال ارتباط ا بتدر س اللغات اﻷجن ية،
ﻻزمت غالبية اﻹصﻼحات ال أطلق ا وزارة ال بية الوطنية والت و ن اﳌ ،س ب ضعف الكفايات اللغو ة عند
اﳌتعلم ن ،وعدم تمك م من إتقان اللغات اﻷجن ية عموما ،واللغة الفر سية ع وجه أخص ،إذ رغم الساعات
ُ
الكث ة ال تخصص ل ذه اللغة أو تلك ،ما يزال اﳌتعلم اﳌغر ي عاجزا عن اﻹدماج اﻷمثل للموارد ،عوزه القدرة
ع تحو ل اﳌعارف اﳌك سبة ) (transfert des savoirsمن اللغة اﻷو إ اللغة الثانية أو اللغة الثالثة.
ضمن ذا التصور العام ،إذن ،يأ ي ا شغال الديداكتيك اﻻتقائية ،وال تحاول البحث ضمن مجال
الدراسية ،لتجو د اﳌمارسة ال بو ة ،والرفع من أداء ديالكتيك اللغات نقاط التقاطع واﻻختﻼف ب ن اﳌنا
الفاعل ن ال بو ن ،وذلك اعتمادا ع خلفيات نظر ة ومعرفية متعددة.
-1الﺪﻳﺪاكتيك اﻻلتﻘائية:
رغم أن الدراسات اﻷو اﳌتعلقة بالبحث مسألة اﻻلتقاء ب ن اللغات ترجع باﻷساس إ اﻷبحاث ال
،يمكن اعتبار الديداكتيك اﻻلتقائية ﻗام ا العالم اللغوي ambatchبما أواخر الثمان نات من القرن اﳌا
بمثابة مقار ة جديدة ﻗيد التأس س والبناء بدول شمال إفر قيا وﻻسيما اﳌغرب وتو س ،إذ ما تزال ذه اﳌقارة
شارك ا مجال اﻻشتغال ،كما و ا ال بال سبة تبحث لنفس ا عن م انة ضمن ا قول اﳌعرفية اﻷخرى ال
الوﻗت الرا ن مرتبط عدم ثبات ج ازه للبيداغوجيا واللسانيات .و بدو جليا أن اﳌش ل الذي يكتنفه
بوجود مسميات عديدة تحيل جميع ا ع حقل عينه. اﻻصطﻼ واﳌفا ي ،ذلك أن الدراسات ا الية
واﳌقصود نا ذلك ا قل اﳌعر الذي يدرس مسألة التقارب أو باﻷحرى اﻻندماج اﳌوجود ب ن ديداكتيك اللغات
اﻷو واللغات اﻷجن ية ،محيط أو ب ئة عليمية ما ،باﻻعتماد ع مرجعيات معينة ،و ذه اﳌسميات :
-الديداكتيك اﻻلتقائية أو الديداكتيك التقار ية )(La didactique convergente
-الديداكتيك اﳌندمجة )(la didactique intégrée
-البيداغوجيا اﻻلتقائية(pédagogie convergente) .
بيفالو س )1.(la bivalence -
بداية ﻻ بد من اﻹشارة إ أن مصط اﻻلتقائية ) (convergenceﻻ ع بتاتا أننا بصدد توجيه أو
للمن ية اﳌعتمدة لغة ما تجاه تقر ب ديداكتيك ما نحو أخرى ،كما ﻻ ع أيضا النقل ا ر والسط
أخرى ،ﻷنه ل ل لغة خصائص ا ومنطق ا ا اص .و ذه مسلمة تبدو ثابتة فمن الناحية اللغو ة نجد ،مثﻼ ،أن
اللغة العر ية والفر سية تتواجدان ضمن سق ن لغو ن متباعدين ،كما أ ما تخضعان لثقافت ن مختلفت ن
نحو ا وتر و ا ،مما يجعل درجة التقارب بي ما محدودة.
وأما ع مستوى اﳌمارسات البيداغوجية ،فنﻼحظ أن عليم اللغة الفر سية يندرج ضمن ثقافة تر و ة
أن نتجنب النقل اﳌي اني ي ﻷي أي بلد ،ومن ثم ي ب عليم اللغة العر ية تختلف عن تلك ال نجد ا
من ية.
إننا ش د اليوم نوعا من اﻻستعمال اﳌغلوط للغة العر ية أثناء عليم و علم اللغات اﻷجن ية داخل
الفصل ،سواء من جانب اﳌدرس ن أو التﻼميذ ،استعمال ﻻ مسوغ له إطﻼﻗا ل ونه يقدم صورة مشو ة ،وف ما
خاطئا ،ي نا واﳌقتضيات اﳌعرفية للديداكتيك اﻻلتقائية .إذ ل ست الغاية من ا ديث عن اس ثمار اللغة اﻷو
التعليم السليم والفعال للغات .وإنما الغاية عليم و علم اللغات اﻷجن ية ،الت سيط ا ل واﳌعرﻗل ﳌنا
وضعيات خاصة ،يمكن أن نصط عل ا بوضعيات أن ي أ اﳌدرس أو التلميذ إ اﻻستعانة باللغة اﻷو
مثل ذه الوضعيات يصبح توظيف ا عدام ا ماية اللغو ة ) ،2(situation d’insécurité linguistiqueﻷنه
-1عد اﳌشروع الفر ال از اﳌس بـ ) (bivalenceمن ب ن اﳌشار ع ال بو ة ال حاولت أن ترصد أوجه التقارب القائمة ب ن اللغة ال غالية باعتبار ا
تمثل اللغة اﻷو واللغة الفر سية ال تمثل اللغة اﻷجن ية بال سبة للمتعلم ال از .
-2اﳌقصود بذلك عدم ﻗدرة لغة ما ع حماية ا مولة الدﻻلية واﳌعرفية ال يك س ا اللفظ لغته اﻷصلية.
ربيع الثاني 1438هـ -يناير2017م العدد 20 النداء التربوي
ذ .ﻋﺒد الرحيم سالم 11 مدخل إلى الديداكتيك اﻻلتقائية
ذا اﳌقام اللغة العر ية بمثابة حل تمخض عن وء عفوي وتلقا ي ) .(solution spontanée de refugeو
ل مختلط3. وجب أن ش إ أنه ﻻ ي ب اتخاذ الديداكتيك اﻻلتقائية ذر عة لت ير وﻗبول عليم اللغات ش
س الديداكتيك اﻻلتقائية إ مساعدة اﳌتعلم ع خلق روابط ب ن عدد محدود من اللغات تلك ال
أن نركز ع ما عليم ا ،فبحسب ا و ر الذي تقوم عليه "اﳌقار ات ا ماعية" 4ي ب يروم اﳌ اج الدرا
أن ننطلق من لغة التمدرس للتحكم اللغة اﻷجن ية اﻷو ،وأن ننطلق عرف للتحكم فيما نج ل ،وذلك يق
من ذه اﻷخ ة للدخول إ اللغة اﻷجن ية الثانية ،و كذا دواليك .دون أن غفل اﻵثار الرجعية ل ذا التﻼحم،
ناك لغتان أو أك شتغﻼن ﻻسيما عندما ي ون موضوع التعليم متعلقا باللغات اﻷصلية للتﻼميذ ،بحيث تص
الوﻗت ذاته5.
إن ال دف من الديداكتيك اﻻلتقائية كما يراه ) 6(M.Toumiو مساعدة التﻼميذ ع إعادة اس ثمار
مجال التفك والتدخل ،غية تجاوز اﳌستوى العادي من الكفايات اﳌعرفية )اللغو ة، مك سبا م القبلية
النصية ،ا طابية( ،وضعية عرف إما ازدواجية أو عددية لغو ة ،مع ا رص ع اﻻ تمام ببا الكفايات
إطار اﳌشار ع اﳌمتدة أو اﳌستعرضة )التواصلية ،اﳌن ية ،التكنولوجية ،اﻻس اتيجية ،الثقافية( .وذلك
اﳌنصبة ع البحث اﻻمتدادات ب ن اﳌواد.
فع غرار با الكفايات اﳌستعرضة واﳌركبة بطبيع ا يمكن اعتبار الديداكتيك اﻻلتقائية مقار ة
اﳌعمول به ل س فقط للتخطيط البيداغو وللتدب الصفي ،سمح للمدرس بإعادة تنظيم اﳌ اج الدرا
بالتخطيط لبناء وضعيات تخص عمليات اﳌف مة ) (conceptualisationأو إدماج اﳌوارد ،ولكن أيضا ع توف
وضعيات للتوليف ،ولتحو ل اﳌعارف والقدرات ،انطﻼﻗا من اﳌك سبات السابقة للتﻼميذ ،سواء علق اﻷمر
باﳌادة الواحدة أو باﳌواد اﳌمتدة .وتبعا لذلك ت ون الديداكتيك اﻻلتقائية بمثابة مقار ة ت املية شمولية
3
Toumi et al.« Guide du formateur d’enseignements en Didactique convergente francais /Arabe » Organisation
internationale de francophone, France, 2009, PP. 10-11
-4يقصد باﳌقار ة ا ماعية حسب ) (Candelierل مقار ة تضع حسبا ا أثناء تنفيذ اﻷ شطة مختلف اﳌتغ ات اللسانية والثقافية ،وع ذا النحو
تختلف اﳌقار ة ا ماعية عن اﳌقار ة الفردية ال تحصر ا تمام ا الوحيد لغة أو ثقافة خاصة ،بمعزل عن غ ا من اللغات أو الثقافات اﻷخرى.
انظر:
-Candelier Michel (2008) « Approches plurielles, Didactiques du plurilinguisme : le même et l’autre »les Cahiers de l’Acedle, volume 5, n°1. P. 68
5- Candelier Michel (2012) « les Approches plurielles dans l’enseignement des langues : un entretien avec Michel Candelier » Bellaterra Journal of
وموحدة ،غاي ا الك ى أن تن عند التﻼميذ القدرة ع التفك والتأمل والتفاعل وتحمل مسؤولية علما م
م7. وأفعال
رغم أن الديداكتيك اﻻلتقائية تتما و ا اﳌقار ات البيداغوجية الرائجة اﻷنظمة ال بو ة ،ونخص
بالذكر ما بات عرف نظامنا التعلي بمقارة التدر س بالكفايات ) ،(Compétences Approche parإﻻ أ ا
طر قة اشتغال ا القائمة ع اﳌقارنة ب ن لغت ن تبدو أشد ارتباطا باللسانيات التقابلية ،و تج ذلك
طابية والثقافية8. أ عاد ما اللغو ة وا
-2مﺒادئ دﻳﺪاكتيك اﻻلتﻘائية:
-1إننا ﻻ نتعلم اللغة الثانية ) (L2بالطر قة ذا ا ال نتعلم ا اللغة اﻷو ) ،(L1كما أننا ﻻ نتعلم أيضا
اللغة الثالثة ) (L3ع منوال اللغة الثانية ) (L2وذلك راجع إ أن:
-ل علم جديد يتحقق انطﻼﻗا من خ ات سابقة )تحو ل كفايات محفزة(.
-ل لغة جديدة يتم علم ا اعتمادا ع لغات أخرى معروفة سلفا ،بحيث يتخذ ذا التعلم أوج ا
عض اﻷحياز ) (Zonesﻗد يصل ال شابه إ حد التطابق ،أو التماثل ،أو التداخل ا ز ي .و أحياز مختلفة:
أخرى ي ون ناك اختﻼف ك .
-2ناك حاﻻت ،بحسب اﻷحياز ،ت ون ف ا اللغة الثانية ) (L2ﻗر بة جدا من اللغة الثالثة ) (L3م ا إ
اللغة اﻷو )) (L1ا الة ال تنحدر ف ا اللغتان الثانية والثالثة من العائلة اللغو ة نفس ا( ،ومن ثم ،فالتعلم
علم اللغة الثالثة ،سواء ع مستوى الكفايات أو ع اﳌسبق للغة الثانية ﻗد يفيد ش ل واع ظة البدء
مستوى اﳌماثﻼت اللغو ة.
-التوﻗع :يمكن لتعليم اللغة اﻷو ) (L1أن يم د لتعليم اللغة الثانية ) (L2فالثالثة ) (L3لذلك يجب
علينا أن نحمل التﻼميذ ع ما ي :
علم اللغة الثانية واللغة الثالثة. كفايا م حول اللغة اﻷو غية إعداد م لتوظيف ا -التفك
9 -la didactique convergente « principes de didactique convergente »in page Web :
http://www.sader-oif.org/la-didactique-convergente/
ربيع الثاني 1438هـ -يناير2017م العدد 20 النداء التربوي
ذ .ﻋﺒد الرحيم سالم 13 مدخل إلى الديداكتيك اﻻلتقائية
وظيفة عض اﻷحياز اﳌتعلقة باللغة اﻷو ،وال ت ون إما وضعية تماثل أو تطابق مع -التفك
اللغة الثانية والثالثة ،أو وضعية تباين واختﻼف مطلق.
-التغذية الراجعة :يمكن لتعليم اللغة الثانية ) (L2أو اللغة الثالثة ) (L3أن تحمل التلميذ ع التفك
: ش ل رج
-عليم اللغة اﻷو ) (L1ضوء ما يتم تدر سه اللغت ن الثانية ) (L2والثالثة ).(L3
-عليم اللغة الثانية ) (L2بمراعاة الكفايات اﳌس دفة اللغة اﻷو ) (L1مع ال ك ع نقاط التقارب
ومحاولة بناء جسور حال وجود مسافة ب ن اللغت ن.
-عليم اللغة الثالثة ) (L3بمراعاة الكفايات اﳌس دفة اللغت ن الثانية ) (L2واﻷو ) (L1وا رص ع
اﻻلتقاء ب ن اللغت ن.
إطار ورشة اختصارا ب )(OIF س ،وال العقد اﳌا ان ت اﳌنظمة الدولية للفرن وفونية
عمل انص ت أعمال ا ع ت و ن اﳌ ون ن ،إ حصر اﻷسس اﳌعرفية ال تقوم عل ا ديداكتيك اﻻلتقائية
أر عة أسس أولية ﻗابلة لﻺغناء والتطو ر ،نورد ا نظرا ﻷ مي ا فيما يأ ي:
-اﻷساس اﻷخﻼ
ﻻرب أن الس نحو عز ز ثقافة اﻻلتقاء داخل النظام ال بوي عد مبدأ أخﻼﻗيا بامتياز ،ﻷن من
شر ثقافة تقـوم ع اﻻزدواجية اللغو ـة ) (bilinguismeوالتنوع اللغــوي ) diversité شأن اﳌسا مة
(linguistiqueدفع اﳌتعلم إ أن يقف تجاه لغته اﻷو )اللغة اﳌدرسة( ،و ارتباط ا ببا اللغات اﻷخرى ال
يتواصل مع ا ،موﻗفا ينأى تماما عن ل ترات ية أو رمية للغات ،إذ ﻻ وجود للغة أس من أخرى ح إذا انت
ع ع إجراء ستعمل أعتد الوسائل التكنولوجية ا ديثة .ومن ثم ،فإن تفعيل مثل ذه اﳌقارة بإم انه أن
التصور10 . مقارنات إيجابية ساعد كﻼ من اﳌدرس والتلميذ ع اك ساب القدرة ع
-اﻷساس السوسيو-لسا ي
العملية إن مراعاة اﳌدرسة ﳌسألة اﻻزدواجية اللغو ة أو التعدد اللغوي أصبح ضرورة م ة
التعليمية ،و ذا اﻷمر ع ضرورة تب مقار ة م اجية شاملة فيما يخص عليم اللغات ،وضمن ذا اﻹطار
عز ز ودعم التعا ش ب ن لغت ن ،وذلك لن يتأ ى إﻻ بتوف الوسائل يمكن للمدرسة القيام بدور ام
الديداكتيكية والبيداغوجية اﳌناسبة ،ل س يل عملية اﻻلتقاء الديداكتي ي ،سواء ع مستوى التواصل
اللغوي ،أو ع مستوى التواصل الديداكتي ي.
-اﻷساس السيكو-لسا ي
ستل م الديداكتيك اﻻلتقائية مبدأ بناء التعلمات اﻷساس ،ذا اﳌبدأ الذي يؤكد ع أ مية أن ننطلق
من معارف ومك سبات التلميذ ،وﻷجل ذلك فإن مدرس اللغة الفر سية مدعو عند بدء ا صة إ اﻻعتماد ع
ل اﳌعر والثقا الذي بحوزة اﳌتعلم اللغة العر ية ،ﻷن ما يمتلكه اﳌتعلم من خ ات مضمرة سلفا ال
اللغة الثانية ) ،(l2كما لعملية التعلم عند التلميذ البناء التدر اللغة اﻷو ) (l1بإم ا ا أن سا م
بمقدور ا أيضا أن تقدم دعما للمدرس ن ولواض ال امج التعليمية .فﻼ مراء أن اللغة اﻷو ش ل السند
ستطيع مدرس اللغة الثانية اﻻرت از عل ا أثناء صية اﳌتعلم ،وال ا س-حر ي واﻻنفعا الذي يحدد
س مادته اﳌعرفية11.
تدر
ونظرا ﻷ مية اللغة اﻷو ) (L1دعم الس ورة اﳌعرفية لدى متعلم اللغة الثانية ) (L2ال تمثل ا اللغة
الفر سية بﻼد ا ،يقف ) 12(M.Miledع حقيقة أن اس اتيجية امتﻼك اﳌعرفة تتحقق عند اﳌتعلم اللغة
اﻷو ) ،(L1وأن اﳌرور إ اللغة الثانية ) (L2يتأ ى ع النقل الديداكتي ي الذي يتخذ ش ل ن:
ذا السياق -نقل ديداكتي ي إيجا ي للمعارف والكفايات اﳌك سبة اللغة اﻷو ،و كفي أن نذكر
ف م القضايا اللغة اﻷو ساعده اجية ال يتعرف عل ا اﳌتعلم كيف أن ا طاطة السردية أو ا
اجية اللغة الثانية )الفر سية(. السردية وا
-نقل ديداكتي ي سل ،ناتج عن ك ة اﻷخطاء )ما نجده مجال التداخﻼت اللغو ة عندما يقدم اﳌتعلم
ع إنتاج تراكيب لغو ة فر سية ﻗياسا ع لغته اﻷو (.
-اﻷساس الﺪﻳﺪاكتي ي
11 -Toumi et al, 2009, P. 09-10
12-Miled, Mohamed « Français en contexte multilingue » Commission du monde arabe (Fédération Internationale des Professeurs de
français). Caire. 2007, P .05
ربيع الثاني 1438هـ -يناير2017م العدد 20 النداء التربوي
ذ .ﻋﺒد الرحيم سالم 15 مدخل إلى الديداكتيك اﻻلتقائية
وﻗد ستحضر أيضا معطى آخر مرتبطا با توى الدرا ،إذ نجد أن الظا رة أو اﳌف وم ذاته ﻗد
ُيتطرق له و تم سليط الضوء عليه أك من مادة من اﳌواد اﳌتآخية .ومن نا ،فبإم ان اﳌدرس استجﻼء أوجه
ذلك ال شابه واﻻختﻼف ب ن ال سق ن اللغو ن وا طابي ن ،لﻺحاطة أك بالظوا ر اﳌدروسة ،معتمدا
أفق بطبيعة ا ال ع تحو ل اﳌعارف من لغة ﻷخرى ،ومس ثمرا التداخﻼت اﳌوجودة ب ن اللغت ن ،وذلك
بلورة أفضل ل ذا الن اﻻلتقا ي.
أن يضمن انتقاﻻ أفضل للغة الثانية ،اﻷمر الذي س سا م إن اﻻرت از ع اللغة اﻷو من اﳌر
ا د من الفشل الدرا ،ﻻسيما ا ال ال ت ون ف ا اللغة الثانية وسيلة لتدر س با التخصصات اﻷخرى
بوي13. النظام ال
اﻵونة اﻷخ ة ا شغل الباحثون منذ القدم بمجال عليم و علم اللغات ،وﻗد ازداد ذا اﻻ شغال
س ب الرغبة اﳌ ة للفرد اﻻنفتاح ع عوالم جديدة ،ﻹشباع حاجاته العلمية والثقافية واﻻجتماعية .وﻗد
نتج عن ذلك ظ ور مجموعة من الطرائق ال تكفلت بالبحث عن أفضل السبل لتحقيق التعليم الناجع للغات
اﻷجن ية ،ونذكر من ذه الطرائق:
-طر ﻘة النحو وال جمة :عد من أﻗدم طرق عليم اللغات الثانية و رجع تار خ ظ ور ا أور ا إ
نقل العديد من العلوم واﳌعارف بما ساعد عصر ال ضة ،إذ سا مت اللغتان اليونانية والﻼتي ية
إغناء ال اث اﻹ سا ي الغر ي آنذاك ،اﻷمر الذي لفت اﻷنظار إ ضرورة عليم و علم ات ن اللغت ن ،فاشتد
عليم اللغات الثانية ،و انت الطر قة اﳌعتمدة التدر س تقوم ع " شرح ﻗواعد ا بذلك اﻹﻗبال ع
واﻻنطﻼق من ذه القواعد إ عليم م ارات اللغة اﻷخرى ا اصة بالقراءة وال جمة ،ثم صار تدر س
"14. النحو غاية ذاته حيث نظر إليه ع أنه وسيلة لتنمية مل ات العقل وطرقة التفك
-14طعيمة ،أحمد " عليم اللغة العر ية لغ الناطق ن ا" منا ه وأساليبه ،م شورات اﳌنظمة اﻹسﻼمية لل بية والعلوم والثقافة ،إ س س و ،الراط،
،1989ص127 .
ربيع الثاني 1438هـ -يناير2017م العدد 20 النداء التربوي
ذ .ﻋﺒد الرحيم سالم 16 مدخل إلى الديداكتيك اﻻلتقائية
والواﻗع أن اعتماد ذه الطر قة التدر س القائم ع ترجمة القوالب اللغو ة الش لية من اللغة اﻷو
إ اللغة الثانية جعل الباحث ن ينقسمون ،حول مدى نجاع ا ،ﻗسم ن اثن ن م م اﳌؤ د واﳌعارض .يرى "
اﳌؤ دون أن ال جمة مسألة ضرورة لتحقيق دف الف م تدر س اللغات اﻷجن ية ،ح ن احتج اﳌعارضون
و التداخﻼت اللغو ة " 15ذلك أن ال جمة اللغو ة ب ون ال جمة تورث اﳌتعلم للغات آفات لغو ة سب ا اﻷسا
وا لفية الثقافية للمصط تفرغ اللغة من حمول ا سياﻗات اﻻستعمال والتداول اﻻجتما ال ﻻ ترا
الفكر ة واﳌعرفية عند نقل اﻷلفاظ مـن لغ ا اﻷم إ اللغـة ال ــدف ،ولعـل ذا ما عززه اﳌثـل السائر إن ال جمة
حقيقتـ ا خي ـ ــانـة «La Traduction c’est une Trahison».
-الطر ﻘة اﳌﺒاشرة :انتقدت ذه الطر قة مقار ة النحو وال جمة ،إذ اعت ت أن عليم اللغة
اﻷجن ية ي ب أن يتحقق دون وساطة اللغة اﻷم أو ما س بلغة اﳌ شأ ،أي دون أن ت ون ناك حاجة
ﻹجراء ترجمة ذ نية تدفع اﳌتعلم إ إسقاط نظامه اللغوي اﳌك سب ع الب ية اللغو ة ال يروم علم ا.
يجب ع اﳌتعلم وفق ذه الطر قة أن يتعامل ش ل مباشر مع اللغة اﳌس دفة ،وذلك بأن ير ط العبارات
بمدلول ا لغ ا اﻷصلية .وتوفر الطر قة اﳌباشرة مجموعة من اﻹجراءات اﳌن ية لتفادي مف وم الوساطة
يص اﻷشياء16... س ورة التعليم والتعلم مثل اﻻعتماد ع الصور و
-التحليل التﻘاب :ينطلق التحليل التقاب من فكرة مؤدا ا أن اﳌتعلم عندما يباشر علم اللغة
حال اﻷجن ية فإنه ﻻ يبدأ من الفراغ ،بل ستع ن ب سق لغوي مضمر تزوده ا لغته اﻷم أو اللغة اﻷو
اب ذا التوجه أن إجراء تقابل ب ن ال سق ن اللغو ن ا ديث عن علم اللغة الثانية ،و ناء عليه ،يرى أ
اللذين يحتك ما اﳌتعلم ،سواء ع اﳌستوى الصو ي أو اﳌستوى النحوي أو الصر ،أمر ضروري
للكشف عن دور التداخل اللغوي ارت اب اﻷخطاء ،وﻷجل ذلك " ركزت فرضية التحليل التقاب ع آثار
علم اللغة الثانية وزعمت أن علم اللغة الثانية ل س إﻻ عملية اك ساب ل ل تدخل اللغة اﻷو
"17. الوحدات اللغو ة ا تلفة عن اللغة اﻷو
لقد ا تم رواد التحليل التقاب بدراسة أوجه التقابل واﻻختﻼف ب ن اللغات دف الت بؤ بمناطق
ع ي ف م اﳌتعلم ن مختلف اﳌستو ات التعليمية .و كذا انت ﻻدو " "Ladoإ أنه الس ولة والصعو ة ال
،بدر " عليم اللغة و علم ا مقار ة تواصلية" مجلة علوم ال بية ،العدد الثالث عشر ،مطبعة النجاح ا ديدة ،الدار البيضاء، -15أورده :ابن الرا
،2008ص 09
16 -Puren, Christian « Histoire des Méthodologies de L’enseignement des Langues » Edition originale papier PDF, Paris, 1988. P. 82
-17براون ،دوجﻼس " أسس علم اللغة العر ية و عليم ا" ترجمة عبده الراج وع أحمد شعبان ،دار ال ضة العر ية للطباعة وال شر ،ب وت،1994 ،
ص .201
ربيع الثاني 1438هـ -يناير2017م العدد 20 النداء التربوي
ذ .ﻋﺒد الرحيم سالم 17 مدخل إلى الديداكتيك اﻻلتقائية
من عادة اﳌتعلم أن ينقل تراكيب لغته اﻷصلية إ اللغة اﻷجن ية ،و لما انت ذه ال اكيب م شا ة س لت
عملية التعلم .أما ال اكيب ا تلفة فستصعب التعلم ﻷ ا ﻻ توظف ش ل مرض اللغة اﻷجن ية عندما تنقل
ا18. إل ا ولذلك ﻻبد من غي
-اﳌﻘار ة التواصلية :ركزت اﳌقار ات التواصلية ع البعد الوظيفي للغة حيث أعطت اﻷ مية
عليم و علم اللغات لقواعد اﻻستعمال ع حساب القواعد الش لية ،فلم عد كفاية اﳌتعلم تقاس
ذا بامتﻼكه للكفاية النحو ة وإنما بالقدرة ع التوظيف السليم للغة مقامات تخاطبية متنوعة .وع
اﻷساس انتقد ايمز ) (Hymesنظر ة شومس ي ل و ا لم تم بمﻼءمة النص اﳌنطوق للسياﻗات اﳌقامية
والسوسيوثقافية19.
وت ش ل الكفاية التواصلية عند رواد النحو الوظيفي من خمس طاﻗات )لغو ة ،معرفية ،منطقية،
سياﻗات تواصلية إدراكية ،اجتماعية( ي تج عن التفاعل فيما بي ا إﻗدار اﳌتعلم ع إنتاج عبارات لغو ة
مختلفة .بناء عليه وارتباطا عملية علم اللغات اﻷجن ية يؤكد اﳌنظور الوظيفي أن عمل ذه الطاﻗات ر ن
باحت اك ا باللغة اﳌتعلمة محيط لغوي مناسب ،إذ و فضل عامل التحف تقوم ل طاﻗة بالعمل وفق اﳌبادئ
ا اصة ا ﻷجل تث يت القواعد اﳌرتبطة باللغة اﳌتعلمة ،و تفعل ذلك متفاعلة مع غ ا من الطاﻗات اﳌ ونة
للقدرة التواصلية20.
-الﺪﻳﺪاكتيك اﻻلتﻘائية :مقار ة حديثة س يا دف ا إيجاد روابط ب ن اللغة اﻷو )لغة التمدرس(
و ا اللغات اﻷجن ية ال يتعلم ا التلميذ محيطه اﳌدر ،وذلك ﻷجل عز ز م انة لغة اﻷو من ج ة،
والتمكن من إتقان ا ديث باللغات اﻷجن ية من ج ة أخرى .ذه الروابط شمل ا وانب اﳌعرفية ال
تتعلق أساسا بمحتو ات التدر س ،وا وانب اﳌن ية ال تحيل ع من ية تدر س تلك ا تو ات،
باﻹضافة إ ا وانب اﳌ اجية ال تمثل القيم والكفايات ذات الصلة بانتظارات ا تمع .إن اللغة اﻷو
ش ل ،شأ ا ذلك شأن اللغة اﻷم ،مرجعية أساسية ﻻ يمكن تجا ل ا عملية عليم و علم اللغات ،فﻼ
ذه اللغة خﻼل مشواره الدرا .لذلك فإن التوافق ب ن ما يمكن إغفال مدراك اﳌتعلم وما تحقق لديه
يدرسه اﳌتعلم اللغة اﻷو وما يقدم له اللغات اﻷجن ية ،مسألة ضرورة ل س يل عملية التعلم ،وتجاوز
الكث من الصعو ات اﳌرتبطة بإش الية النقل الديداكتي ي أو غ ا من اﻹش اليات اﻷخرى.
-18أورده :سوزان جاس ،ﻻري سلينكر "اك ساب اللغة الثانية" ترجمة د .ماجد ا مد ،ال شر العل واﳌطا ع ،الر اض ،2009 ،ص .117
-19زا دي ،ا س ن " التواصل نحو مقار ة ت املية للشف " مطبعة أفرقيا الشرق ،الدار البيضاء ،2011 ،ص .29
-20البوشي ،عز الدين" نظر ة النحو الوظيفي و علم اللغات" أعمال ندوة عليم اللغات نظرات ومنا وتطبيقات ،العدد ا امس عشر ،جامعة موﻻي
إسماعيل لية اﻵداب والعلوم اﻹ سانية ،مكناس ،2005 ،ص .131
ربيع الثاني 1438هـ -يناير2017م العدد 20 النداء التربوي
ذ .ﻋﺒد الرحيم سالم 18 مدخل إلى الديداكتيك اﻻلتقائية
خاﺗمة
التعليمية ،ﻻبد من م ومتجا س ي ب ع أساس الت امل ب ن مختلف اﳌنا ضمانا لتعليم م
إرساء اﻵليات الديداكتيكية اﳌﻼئمة لتحقيق جودة التعلمات .ولعل الديداكتيك اﻻلتقائية بما تقدمه من
مفا يم وتصورات ﻗادرة ع اﳌسا مة تفعيل الكث من مقتضيات إصﻼح نظام ال بية والتعليم .خاصة وأ ا
ستجيب ﳌتطلبات واﻗعنا التعلي بأ عاده ال بو ة والثقافية واﻻجتماعية.
،بدر ) " (2008عليم اللغة و علم ا مقارة تواصلية" مجلة علوم ال بية ،العدد الثالث .1ابن الرا
عشر ،مطبعة النجاح ا ديدة ،الدار البيضاء.
وع أحمد .2براون ،دوجﻼس ) " (1994أسس علم اللغة العرية و عليم ا" ترجمة عبده الراج
شعبان ،دار ال ضة العر ية للطباعة وال شر ،ب وت.
.3البوشي ،عز الدين ) " (2005نظرة النحو الوظيفي و علم اللغات" أعمال ندوة عليم اللغات نظر ات
وتطبيقات ،العدد ا امس عشر ،جامعة موﻻي إسماعيل لية اﻵداب والعلوم اﻹ سانية، ومنا
مكناس.
.4زا دي ،ا س ن ) " (2011التواصل نحو مقار ة ت املية للشف " مطبعة أفر قيا الشرق ،الدار
البيضاء.
.5سوزان جاس ،ﻻري سلينكر )" (2009اك ساب اللغة الثانية" ترجمة د .ماجد ا مد ،ال شر العل
واﳌطا ع ،الر اض.
.6طعيمة ،أحمد ) " (1989عليم اللغة العر ية لغ الناطق ن ا" منا ه وأساليبه ،م شورات اﳌنظمة
اﻹسﻼمية لل بية والعلوم والثقافة ،إ س س و ،الر اط.
2. Candelier Michel (2012) « les Approches plurielles dans l’enseignement des langues:
http://www.sader-oif.org/la-didactique-convergente/