Professional Documents
Culture Documents
الملخص:
إ ّن إن إعمال الفكر يف احملتوى اللغوي الذي يتم انتقاؤه ألغراض التعليم والتعلم أو ما يدعى يف أجبديات تعليمية اللغات
بالتكريس التعليميايت) ، (Didactisationصار حتمية ال يليق التغاضي عنها كما أ ّن إعادة تعريف الصلة بني النّظريّة اللّغويّة
َّم ،وذلك لتكوين فكرة دقيقة عن وجه تواجد اللّغة املعنية بتعليمها حنويًّا ودالليًّا .فالفكرة القائلة إ ّن األمر
فرض مقد ٌ
و“تعليميّة اللّغات” ٌ
مبادة ليست كثريا عن غريها من املواد التعليميّة هي يف آن واحد فكرة شائعة وخاطئة :ال ميكن أن يتعلّق األمر ّ مادة ال ختتلف ًيتعلّق بتعليم ّ
ملدة ثالث سنوات، تقرر يف املناهج التعليميّة لظرف سنة فحسب أو على أكثر تقدير ّ خاصة وإالّ صارت كغريها ّ
جديرة بأن حتظى بنظريّة ّ
طبعا .اللّغة هي اليت حتظى بالقدر الكبري من اهتمام املعلمني واملتعلّمني وواضعي عامة ،واحلال إ ّن األمر ليس كذلك ً مع مناهج تعليم ّ
املناهج الدراسيّة وخمطّطي الربامج التعليميّة .غري أن تواجد اللغة يف النصوص املقررة أمر البد أنه خاضع لضوابط جيب أن تراعى أثناء
اختيار احملتوى اللغوي كنموذج لغوي مستهدف بالتعليم والتعلم .وإنه جلدير بالتذكري أن األخصائيني يف جمال تعليمية اللغات قد أمجعوا
مات علمية دقيقة وصارمة؛ وهي عديدة ونوعية، على وظيفية هذا النموذج وهو أقل ما ميكن االنطالق منه إلحاطة شأن االنتقاء مبَعلَ ٍ
ْ
مرة (مكان ،تاريخ ،إيديولوجية .).. كرسها ّأول ّونشري ههنا إىل أعمها ،على غرار :ضرورة تعديل املفاهيم املنتقاة ضمن احلقل الذي ّ
كرس فيه املفاهيم املنتقاة ِمن جديد والذي ُختضع يف إطاره الختبار اجلدوى والقيمة .وكذلك وتلك الشروط السائدة يف احلقل الذي تُ َّ
ويهمنا النظر يف وجاهة تلك الضوابط وهذه املعلمات ـ مدى تناغم املفاهيم املنتقاة مع غريها ِمن املفاهيم َّ
املفعلة يف احلقل اجلديدّ .
والسيما يف شأن احملتوى اللغوي العاكس لواقع اللغة العربية ـ موضوعاً نبادر إىل قرتاحه للمعاجلة ضمن هذا املقال.
الكلمات المفتاحية :املنهاج؛ ضوابط االنتقاء؛ التدرج؛ اللغة املستهدفة؛ احملتوى؛ اللغة؛ الثقافة؛ الكتاب املدرسي؛ التكييف؛
النقلة التعليمية؛
Summary: The realization of thought in the linguistic content chosen for the purposes of
teaching and learning, or what is called in the language of teaching languages, has become
inevitable and should not be overlooked. The redefinition of the link between linguistic theory and
"language learning" An accurate idea of the face of the language in question, both grammatically
and numerically. The idea that teaching a material is not very different from other educational
materials is both a common and wrong idea: it can not be a matter that is not worthy of a special
theory, otherwise it will be decided in the curriculum for a year or more Three years, with public
education curricula, and that is not the case, of course. It is the language that receives the greatest
attention from teachers, learners, curriculum designers and educational program planners. However,
the presence of language in the prescribed texts must be subject to controls which must be taken
into consideration when selecting linguistic content as a language model targeted at teaching and
learning. It is worth mentioning that specialists in the field of language education have unanimously
agreed on the function of this model, which is the least possible to start with the selection of precise
and rigorous scientific parameters; they are numerous and qualitative, and we refer here to the
generalities, such as the need to modify the concepts selected within the field dedicated by the first
يوسف مقران 27
ردمد2011-0101 : المجلد 6العدد - 2جوان 2102 التعليمية
Time (place, history, ideology ..). And those conditions prevailing in the field where new concepts
are re-established and under which the feasibility and value test are being tested. As well as the
compatibility of selected concepts with other concepts in the new field. And it is important to
consider the relevance of these controls and these parameters, especially with regard to the
linguistic content reflective of the reality of the Arabic language is a subject we initiate the proposal
for treatment in this article.
;Keywords: curriculum; selection controls; gradient; target language; content; language
;culture; textbook; adaptation
مقدمة:
تضع هذا املقال موضع الفحص والنقد كيفيّة إدماج الكتاب املدرسي للمحتوى اللغوي مبختلف خلفياته املعرفية
العَرضية املضغوطة أساسا يف قالب ما يسمى " النص املدرسي " .وتسعى ـ باملوازاة ـ إىل الوقوف واألدائية ـ اجلوهرية منها و َ
ممارسة سواء من حيث إرساء ملكة عند اإلمكانات اليت يتيحها ذلك الكتاب لالستثمار يف الكفايات اللغوية استيعاباً و ً
منطي التعبري (الشفاهي والكتايب)؛ وذلك ـ مبدئيّاً ـ يف سبيل تيسري بنائها لدى الفهم (اللغوي) أو على مستوى ترسيخ ْ
املتعلم املعين واملستهدف بالعملية التعليمية ،وبالتايل تأطري رصيده اللغوي الذي يقع حتصيله مث تأديته يف ظروف احلياة
اليومية .وتتك ّفل املقال أيضا بقياس حجم استنفار الكتاب املدرسي احمللَّل لركيزة النص اللغة املنتقل إليها مبدئياً يف كتب
اجليل الثاين.
الكلمات المفتاحية :الكتاب املدرسي؛
يهم التعامل مع املفاهيم التعليمياتية (نسبة إىل التعليميات) من النقلة التعليمية ويف هذا السياق ّ
) (Transposition didactiqueعلى اخلصوص ،وكذا املثلث التعليمي والتعاقد التعليمي اللذين ال يعدمان
تحرى يف مثل
اتصاهلما باجلوانب البيداغوجية نظرا لتعلّق األمر بالفرد يف هناية املطاف؛ ذلك أن احملتوى اللغوي الذي يُ ّ
توجه به إىل متعلِّم تكون مالحمه قد حت ّددت سلفا .وعليه ـ وملقتضيات منهجية ـ شئنا
هذا السند البيداغوجي احملدود إمنا يُ َّ
ملداخلتنا أن تنقسم إىل ثالثة أجزاء حمورية هي .1 :الكتاب املدرسي (التعريف والغاية والوظيفة واخلاصيات) .2 ،احملتوى
اللغوي (التعريف والضوابط) .3 ،الدراسة التقوميية (التحليل واخلالصات).
.1الكتاب المدرسي
1.1تحديد الماهية
لقد تعددت التعاريف املقدَّمة للكتاب املدرسي حىت تعارضت بعضها لكثرة الشركاء املشاركني يف تصميمه،
وختصصها .وليس هذا املقام مبالئم لعرضها بالتفصيل .بيد إنه ميكن انتقاء ما يناسب سياق
وتوسع جماالت استعماله ّ
ّ
املقال بالقول اختصاراً شديداً إنه " َسنَد بيداغوجي تعليميايت يتم به تنفيذ املنهاج باعتماد طريقة تعليم معيّنة ،1وذو
ويصمم وفق أشكال وجيهة وذات دالالت مدروسة َّ حمتوى متعدد األبعاد (معرفية ثقافية لغوية نفسية ذهنية حركية)،
سلفا من حيث التخريج ومجاله (األحرف /الصور /األلوان ..اخل) ".
وإذا سلّمنا هبذا املفهوم الدينامي ،فيجدر االنطالق يف اعتماده من حتديد ما ينطوي عليه من قطبني متجاذبني
املكون أساساً
على اختالف مستوياهتما التكوينية ،ومها 1 :ـ املصممون 2 ،ـ املؤولون .وباعتبار القطب الثاين ـ أوالً ـ و َّ
من ثنائية املعلم واملتعلم (كلٌّ يف مقابل اآلخر أي يف ضوئه) نرى أنه إذا كان الكتاب املدرسي بالنسبة للمعلم أداة عمل
يوسف مقران 28
ردمد2011-0101 : المجلد 6العدد - 2جوان 2102 التعليمية
وإجراءات ضرورية يف إدارة صفِّه املدرسي بانتظام ،فهو بالنسبة للمتعلم املصدر األساسي من حيث ينطلق يف التزود
الصف أو خارجه .ذلك أنّه على الرغم من كونه يقدم قدراً مشرتكاً من املعلومات
ّ باملعرفة املستهدفة بالتعليم داخل ذلك
كل من هؤالء يفاملتفوق ،املتوسط " ،الضعيف ") فسرعان ما ينطلق ٌ يلم هبا مجيع التالميذ ( ِّ
واحلقائق اليت جيب أن ّ
خترجه .وبقدر ما يتي ٍ
االجتاه الذي ميثل ميوله ويعكس اجتاهات من شأهنا أن تصو مالم خروجه وتطبع رصيد ّ
للمعلم استخدام العديد من اسرتاتيجيات التعليم ( قراءة فقرة من الكتاب ـ استنباط بعض احلقائق ـ تلخيص ـ مقارنات ـ
إحياءات وإحاالت ..اخل) ،مين للتالميذ فرصة التدرب على مهارات القراءة والتأمل يف النصوص الواردة فيه واالستئناس
مبستويات اللغة وأصعدهتا اليت يتم التدرج يف عرضها والتنسيق يف بنائها حىت أنه يرتك فيه بصمات طيلة حياته.
هكذا ،وعلى الرغم من بعد هوة االختالف بني املعلم واملتعلم من حيث االهتمام بالكتاب املدرسي وكيفية
التعامل معه واألهداف اليت سنأيت على ذكر بعضها احلاسم ـ وهي اهلوة املؤدية إىل اخلالف حينما يقع جتاهلها ،فإن
التفاعل يف ضوء الكتاب املدرسي والتقاطع هو الذي من شأنه أن حيدد مدى توفيق القطب األول يف انتقاء احملتوى
املدرسي (اللغوي) أو عدمه.
من هنا نعرف اآلن أن هناك شركاء يقبعون وراء الستار يعود الفضل إليهم يف إعداد عناصر لغوية ميكن أن يُطلق
املصممون العاكفون على هذه عليها نسبيا تسمية (احملتوى اللغوي) ،وذلك وفق ضوابط حمددة ـ وهم القطب األول أي ِّ
مسخرة لفائدة توصيل املعلومة وتبليغها للمتعلِّم
جمرد أداة َّاملهمة الشائكة؛ والسيما إذا علمنا أن الكتاب املدرسي ليس ّ
انطالقا من مصممي املنهاج عرب واسطة املعلِّم ـ على الرغم من أمهية هذه القيود التعريفية املضبوطة يف الكلمات املفاتي
اآلتيةَ :سنَد بيداغوجي ـ تنفيذ منهاج ـ طريقة ـ معلم ـ وبالتايل " املعلومات ".
1.1غائية الكتاب المدرسي
ذلك أن الغاية من تسخري الكتاب املدرسي هي التأثري يف هذا املتعلم إجيابيّاً وحتفيزه وتنشيطه وتبسيط تعلُّماته
عالوة على إمداده مبعطيات صرحية ومقدَّرة ومرَّكزة غري أهنا قابلة للبسط والتبسيط .كما يسعى الكتاب املدرسي إىل
الصف املدرسي اندماجا لغويا ومعرفيا وسلوكيا .ويتفاوت الكتاب املدرسي حبسب أهدافه ّ حتقيق االندماج يف
البيداغوجية ،انطالقا من تركيزه على تعليم تقنيات الفهم املكتسبة ضمنياً وعن وع ٍي ٍ
كامل عرب حصص القراءة املتعدِّدة
الكل يعي أ ّن حتقيق هذه األهداف يتوقّف على وجاهة الكتاب املدرسيُّ واملتواصلة عرب املشوار الدراسي ،إىل أن يصب
يف أداء وظيفته كمعيار من املعايري اليت حيتك هبا املتعلِّم يف إطار نشاطات تعلّم الفهم والتعبري .2وعلى الرغم من طابع
الكتاب املدرسي االختزايل فهو يهدف عالوة على جتنيد املتعلمني وتفعيل النشاط والتفاعل داخل الصف املدرسي ،إىل
متكني املتعلم من االستقاللية يف التعلم .ذلك أنه ال ميكن جحود ما للجانب الفردي من تأثري على وترية التعلّم وهو
األمر الذي لفت انتباه بعض البيداغوجيني فأخذوا يدرسونه عن كثب على غرار فيليب مرييو (Philippe
) Merieuالذي ألف كتابا يف هذا الشأن أمساه " متعة التعلّم " ).(Le plaisir d'apprendre
1.1.1وظيفة تبليغية
تتطلب هذه الوظيفة اختيار املعلومات يف مادة دراسية معينة ويف موضوع حمدد ،حيث حيدث إكساهبا املتعلم
تدرجييا عرب السنوات املتتالية للمسار الدراسي ،كما ينبغي أيضا غربلة هذه املعلومات وتبسيطها جلعلها يف متناول تالميذ
5
أمام
موحدة .و َ
ييسر كثرياً عملية نقل املعرفة بطريقة َّ
املستوى الدراسي املعني .ذلك أ ّن تع ّدد مقامات التعليم وتع ّقدها ال ِّ
هذه التحديات تظهر وجاهة اعتبار الوظيفة التبليغية الصرحية على الرغم من هامشيتها يف بعض األحيان اليت تستدعيها
خاصية املرونة.
1.1.1وظيفة هيكلية تنظيمية
يعد الكتاب املدرسي دليالً تنظَّم بوساطته التعلمات اليت تُقرتح على املتعلِّم وفق نوع من التوزيع والتسلسل
للوحدات التعليمية إلكساب املعارف وهو بذلك يهيكل التعليم وينظمه تنظيما بيداغوجيا ،وفق املستوى املعريف و العقلي
للمتعلِّمني بعدة طرائق نذكر منها:
من التجربة العلمية للمتعلِّم إىل النظرية :أي من اخلربة الذاتية العلمية للمتعلِّم إىل صياغة النظرية.
من النظرية إىل التمارين التطبيقية واختيار املكتسبات.
من التمارين التطبيقية إىل اإلعداد النظري.
1.1.1وظيفة توجيهية (تحفيزية)
يلعب الكتاب املدرسي دورا هاما يف توجيه تعلم املتعلِّم يف عملية التلقي والتحصيل ،وكذا يف تدبر املعارف
املكتسبة بطرائق خمتلفة قصد التحكم يف اخلربات اخلاصة للمتعلِّم وذلك بإحدى الطريقتني:
البحث والتدبر والتأمل
االحتكاك بالنماذج املقدمة وتقليد األمثلة ومتثّلها
مبا أ ّن الكتاب املدرسي جيعل التالميذ أكثر استعداداً وتشوقاً لتعلم املادة.
وكذلك يقدم حقائق ومعلومات منقولة ومصفاة حبسب (الدراسات االجتماعية) من وجهات نظر متنوعة ،واليت تُعد
أساساً ملا يكتسبه التالميذ فيما بعد ،فإنّه يؤدي دوراً مزدوجاً يف املدرسة واملنزل ،حيث يساعد املتعلم على مراجعة ما
شرحه املعلم وحل التمارين.
1.1خاصيات الكتاب المدرسي
ميكن سرد بعض هذه اخلاصيات بسرعة .ويف هذا السياق ميكن متييز الكتاب املدرسي إىل ما يتحلّى منها:
املتغري ،وتنضوي حتته ثنائية التعميم والتخصيص .1 .التعميم :وفق اجلغرافية واإلثنية أولا :من ز ْ
اوييت الثابت و ِّ
والتاريخ والدين ..وهذه اخلاصية مبثابة ما هو ثابت يف الكتاب املدرسي .تتح ّدد وف َقه مشموالت وأساسيات الكتاب
متغري)
املدرسي .2 .التخصيص :حسب الفئة املتعلمة (ميثّل ما هو ِّ
ثانيا :االنسجام /إ ّن هذه اخلاصية هامة ج ّداً ذلك أ ّهنا متلي ما ميكن للمعلِّم أن ّ
يتدخل بوساطته للتعليق على ما
قد جيده يف الكتاب املدرسي غري منسجم مع الواقع (اجملتمعي خاصة).
للرتويض لسانه وذهنه ونفسيته عليها كي يستقطبها ويستوعبها ويشملها ويندمج فيها .والضغط يكفله ـ أوال ـ ضرورة
االستجابة ملقولة " :أننا نعرف أكثر مما ميكن أن نقول" :ما يعين أيضاً :إمكانية اختيار نصوص يُطبَّق عليها عدد كبري
تدخالت املعلِّم ّ
بتدخالته املصبَّة يف جمموعها على من املوضوعات النحوية والصرفية .وذلك بتصور ما ميكن من رقابة ّ
مشاهدة مدى االنسجام أو العكس عن طريق صياغة مجلة من تساؤالت تكون متبوعة بصيغ استعمال ذلك احملتوى
الذي مت اختزاله .وكذلك تتعلق املعرفة الضمنية باملهارات واليت هي يف حقيقة األمر توجد يف داخل عقل وقلب كل فرد
املصممني أن يكثِّفوا
واليت من غري السهولة نقلها أو حتويلها لآلخرين .وقد تكون تلك املعرفة فنية أو إدراكية .وعلى ِّ
قل مراعاهتا ،لتفادي االعتماد على شحذ آلية التخزين .كما تتمثّل يف جهودهم حنو خدمة هذه احلقيقة ،أو على األ ّ َ
احملتويات املعرفيّة واللغوية اليت ال يسلم إمها ُهلا مهما تكن اجتهادات املعلِّم ّ
الرامية إىل استكماهلا مبعطيات تكون املعرفة
داغوجي ثاقب .وباعتماد أصالً اخللفيات اليت يقدم
ّ وحس بي
املصممني وبنظرة حصيفة ٍّالضمنيّة قد أملتها وسطّرهتا بعناية ِّ
الكتاب املدرسي من خالهلا حقائق ومعلومات خمتارة بعناية وعلى أساس علمي ،ويتم تنظيمها بطريقة مالئمة للمعلم
والتالميذ .حبيث يقدم إطاراً عاماً للمقرر الدراسي مبا حيقق األهداف الرتبوية املرغوب فيها .ويتم حتديد االختيارات بناءً
مؤداه :ما هي األهداف املسطرة من وضع كتاب مدرسي ؟ على األهداف .وهنا جيدر دوما إعادة طرح سؤال ّ
ويأيت على رأس األجوبة على هذا التساؤل :مترير التوصيات العامة اليت تكون اهليئة الوصية قد تداولتها بعد
مشاورة اخلرباء .وكذا النمذجة املعرفية واللغوية .وذلك بتطبيق مبدأ التعميم والتخصيص وكذا تأطري املمارسات الصفيّة أو
الفوجيّة .كما توحي هذه الكلمة وبإضفاء طابع املرونة الذي ينبغي على منجزي الكتاب املدرسي أن يراعوه ،وكذلك
التدرج يف اختيار النصوص واختصارها (تكييفها) بتقدير درجات التعقيد ،حسب مقتضيات املعجم ،والرتاكيب .ذلك ّ
معني وخطاب علمي متّ نسجه وله بنية خاصة ولنقله إىل سياق أن املعرفة اللغوية مبثابة لغة واصفة مبنية مسبقاً وفق منطق ّ
نوع آخر من اخلطاب يقوم على الشرح والتفسري والتبسيط .وحيتاج يف ذلك إىل كتاب مدرسي تعليمي حيتاج املعلم إىل ٍ
يرتكب من عدة عناصر تشويقية ومضمونية وتقوميية وذوقية .علما أن التقومي الذي يتضمنه الكتاب املدرسي يندرج ضمن
هم تكوين املتعلم أكثر من جمرد احلكم عليه.
وليس أقل بداهة يف هذه احلالة أن حتويل املعارف إىل مواد تعليمية إمنا تستم ّد مادهتا من ٍ
علوم معيّنة وجتد أجهزة ّ ّ
ترسم بواسطة تسميات مثل (Transposition اهتماما ّ
ً اخلاصة بسريورة التعليم قد صار
تعليميّة ترتِّب مجيع القضايا ّ
) didactiqueو) .6(Didactisationما جيعل املوضوع التعليمي يأخذ مساراً وفق هذه القناة التعليمية "
يتم بناؤه يف
كل موضوع ّ التعليمياتية " ينطلق ِمن البناء وصوالً إىل االستعراض ،املسار الذي قد يطول أو يقصر ،ذلك أ ّن َّ
معترب املتعلِّم الذي جيب أن يدخل يف دائرة احلسابات حينما يقع استعراض ذلك املوضوع يف طبعته ٍ
تعليمي ،مثّة َ
ٍّ سياق
التّعليميّة .فالتفاعل بني عنصرين حيدث دائماً بفضل عنصر ثالث .ذلك أ ّن التأكيد على أن كل كفاية يتم بناؤها وتقوميها
الصف
ّ قرتح للمعاجلة داخلانطالقا من جمموعة من الوضعيات -املشكالت اليت هلا عالقة وطيدة باملوضوع الذي يُ َ
املدرسي .من هنا فمفهوم النُّقلة التعليمية )ّ ،(Transposition didactique
يتضمن معاين التكييف والتطبيع
املتخصصة املنبثِقة من ِ
رحم علوم اللّغات (النحو ،فقه اللغة، ِّ والتطبيق ،فبالتايل يع ِرض على اللّغات قضيّة حتويل املعا ِرف
أصول النحو ،اللسانيات مبختلف مدارسها ومناهجها ونظرياهتا ..اخل) إىل اهلموم التعليميّة وطرائق نقلها إىل املتعلِّم حبيث
تيسر له عمليّة تعلّم اللّغة املقصودة (انشغاالت اللغة الواصفة وتيسري النحو).
ِّ
1.1.1شركاء العملية النتقائية
إن حتديد احملتوى اللغوي من صالحيات املتخصصني يف اللغة دراسة ووصفا وكذلك تعليما .وهو ما يفضي للوهلة
األوىل إىل تواجد مصراعني يف هذه العملية االنتقائية ،مها املصراع الوصفي واملصراع التعليمي (املعياري يف الغالب) .قد
يستقل أحد املصراعني عن اآلخر .كما ميكن أن جيتمعا ويتداخال عند فرد واحد أو مجاعة من املشتغلني يف اجملالني.
وكذلك يسهم البيداغوجيون واملمارسون لشأن تعليم اللغة بعرض وصفات تتعلق أساسا بالصعوبات والعراقيل
واالضطرابات اليت قد حتول دون حتقيق املأمول من الكفايات اللغوية املتوقعة.
ويتكئ هذا اللجوء إىل اللسانيني بالدرجة األوىل ،على حجة مؤداها أن التك ّفل كما ينبغي باملعضالت اليت
تعرتض متلّك اللّغة أو اضطرابات استعماهلا ال ميكن إذا مل يكن الرتبويون ومصممو املناهج التعليمية قد جنحوا يف تناول
7
األم واللّغة الثانية إالّ على ٍ
أصل من الوصف اللّساين. ّ لغة تستهدف اليت التحديدات تقوم وال . موما
طبيعة اللّغة ولو ع ً
بيد إن لتعليم حمتوى لغوي ما عالقة مباشرة باستعماالته ،ما يفرض استدعاء النزعة االستشرافية املمعنة يف جس نبض
الواقع مث مواصلة العمل على املستوى التخطيطي.
فيمكن أن نضع جراء هذا التعدد االختصاصي ثالثة أقطاب ضمن شبة عالقات النتقاء احملتوى اللغوي املعين
بالتعليم حبسب األطوار واملستويات ،هي النموذج اللغوي املوصوف لسانيا وكيفيات استعماله وصعوبات تعليمه.
هلذا فأقرب اللسانيني إىل ميدان االستشارة يف هذا اخلصوص أولئك املتخصصون يف اللسانيات االجتماعية يف
بُعديها التعليمي والتداويل؛ ذلك أن الطابع العريف للغة يقضي بااللتفات إىل اجملتمع من أجل ضبط تواجده العالئقي
الذي يتجلى ضمن زمر معينة وللحصول على املعطيات املتعلقة باالستعماالت املسكوكة ،وكذلك لتفادي االنطباع
بالتعويل على املعيارية اليت يعاين منها كلٌّ من معلمي اللغة ومتعلِّميها؛ وذلك نظرا لطابعها املتعايل املفروض ،والسيما يف
إطار ما ساد املدرسة من التطبيقات النحوية اليت ما هي يف هناية املطاف سوى اجرتار قواعد نظرية منطقية حبيث تقدَّم يف
الغالب وهي خالية من روح التواصل االجتماعي الوظيفي.
من هنا ميكن اجلزم مبدئيا بأن اجلانب املعين بالتعليم من الركام والسدمي اللغوي املمكن استقراؤه من لدن التحريات
اللسانية االجتماعية (الثقافية) هو ذلك املتصل مبا يدعى امللكة التواصلية (La compétence
)communicative؛ وباخلصوص حينما تكون تلك التحريات يف مستوى متطلّبات تلقني تلك اللّغة ويف إطار عل ٍم
املهتمني بتعلّمها،
يعرف ماذا ينتقي من اجملاالت اللّسانية املختلفة وكيف يضعه يف خدمة القائمني على تعليم اللّغات و ّ
مع ختصيص هامش يتناول كيفيّة انكباب املطبِقني واملمارسني عليه.
رتجم يف هذا تتدخل تعليميّة اللّغات ساعي ًة إىل اقرتاح ما ُ
جيدر أن يُ َ يف هذا اجلو من التداخل االختصاصي ّ
يلخصهاُ ،مغالني يف تقدير مقام اللِّسانيات السياق إىل ملكة التّداول اللّغوية اليت ِمن ِ
املؤسف ج ّداً أن جند البعض ِّ ّ
غوي الذي طاملا غيِّب هو اآلخر من ساحة الدراسات اللّغويّة ـ والسيّما
طبعاً ،يف امللكة اللّغويّة البحتة يف مقابل األداء اللّ ّ
إذا علمنا أ ّن التعبري أداء (صنو التداول) ـ هذا ما عابه أحد الباحثني وهو هاميز ـ كما أشرنا أعاله ـ على تشومسكي
املف ِرط يف التجريد الذي يقصي العوامل االجتماعية ،وجلحوده لدورها يف تدعيم ما كان سبّاقاً ،على ّ
الرغم من ذلك ،إىل
8
التوليدي على اخلصوص يف تفصيله يف قضيّة املعىن وعدم املعىن :إذ هو ّ النحو شهرة مع وذلك . تسميته امللكة اللّغويّة
الة ـ لسياق احلال بدوِره .لكن امتداد جذور هذا النحو إىل النحو ِ
الشامل كما ٍ
ستنجد ـ ال َحم َ تفصيل مرتبِط بالتّفسري امل
ُ ٌ
يتعني االحتفاظ به. ِ ِ ِ
بتصور الفالسفة واملناطقة هو ما ّ ح ّدده تشومسكي واملرتبط ّ
خيص جعل امللكة تتقوقع ّ الرغم ِمن القصور الذي أحملنا إليه أعاله يف شأن نظريّة تشومسكي 9وفيما لكن ،وعلى َّ
َ ِ
مهمة وصف جمرد استظهار القواعد الضمنيّة ،ليس من احلكمة إنكار أمهيّة لسانيّات تشومسكي فيما تنهض به من ّ يف ّ
السلوكيّة اللِّسانيّة ،فال ذاهتا وما يتجلّى فيها ِمن ِ
املظاهر ُّ حد ِمعني ،ال تِلك املتعلِّقة بِاللُّغات يف ِّ امللَكة اللُّغوية اخلاصة بِ ٍ
فرد
ُ ّ ّ ّ َ
ِ
متتد نظرا ُهتم إىل ُحماولة تَفسري سبب الواقعة اللُّغويّة الّيت حتدث ،قبل
وصف اللُّغات فحسب ،بل ُّ ني ي
ِّ ليدوالت ند يكفي ِ
ع
ُ ّ
ِ ٍ
أي ُجتيب عن أسئلة من جنس :ملاذا ؟ (مثّ) كيف ؟ اخلوض يف الكيفيّة؛ ْ
1ضوابط انتقاء المحتوى اللغوي
1.1ضوابط انتقاء المحتوى اللغوي العامة
بوصف االنتقاء عملية تكييفية وحتويلية فالضوابط ال خترج عن دواليب هذه العملية التعليمياتية اليت تكفلها
خاصة هبا ومفاهيم َمنقولة
النقلة التعليمية املشار إليها أعاله .ذلك أن املواد التّعليمية مبختلف أنواعها تقوم على مفاهيم ّ
تتزود املدرسة
التخصصيّة اليت تكون قد نشأت يف أحضاهنا بينما ّ ّ املادة
من غريها .أي تُبىن املواد التعليميّة بناءً على ّ
التخصص وكذلك مبعيّة تلك املعرفة اليت تتبلور بفضل خربة املعلِّمني وميدانيّة ظل ذلكم
الناشئة هي األخرى يف ِّ باملعارف ِ
ّ
10
(Savoirs أي عملهم ،وهي املدعوة (املعرفة التجريبيّة أو اخلرباتيّة) وفق تسميّة )(J.-C. Beacco
) .d’expérience professionnelle ou de l’expertise propre à l’enseignantوذلك يف
املعممة ،املعرفة التجريبيّة أو اخلرباتيّة وأخرياً املعرفة املألوفة يف
صدد تقسيمه للمعارف إىل أربعة أنواع :املعرفة العاملة ،املعرفة َّ
األوساط االجتماعية .وختضع هذه العملية التكييفية حتويلية النقلية لشروط قد ذكرها كلٌّ ِمن جان بيار كوك وإزابيل
كروكا ،11Jean-Pierre Cuq & Isabelle Grucaوهي اآلتية:
مرة (مكان ،تاريخ ،إيديولوجية ).. أ .شروط إنتاج املفاهيم املستجلَبة ضمن احلقل الذي ّ
كرسها ّأول ّ
كرس فيه املفاهيم املستجلَبة ِمن جديد والذي ُختضع يف إطاره الختبار
ب .الشروط السائدة يف احلقل الذي تُ َّ
اجلدوى والقيمة.
ج .مدى تناغم املفاهيم املستجلَبة مع غريها ِمن املفاهيم املفعَّلة يف احلقل اجلديد.
اخلاصة بالتعليميات ،على غرار مفهوم اللّغة، ٍ
بأس به من املفاهيم األساسيّة ّ من هنا وقف الباحثان عند عدد ال َ
اليت ليست تابِعة هلا بفرادة .إالّ ّأهنما ّ
فضال إلقاء النظرة عليها من الزاوية التعليميّة.
طبعا .اللّغة هي اليت حتظى بالقدر الكبري من اهتمام املعلمني واملتعلّمني وواضعي املناهج الدراسيّة
األمر ليس كذلك ً
وخمطّطي الربامج التعليميّة .غري أن تواجد اللغة يف النصوص املقررة أمر البد أنه خاضع لضوابط جيب أن تراعى أثناء
اختيار احملتوى اللغوي كنموذج لغوي مستهدف بالتعليم والتعلم .وإنه جلدير بالتذكري أن األخصائيني يف جمال تعليمية
اللغات قد أمجعوا على وظيفية هذا النموذج وهو أقل ما ميكن االنطالق منه إلحاطة شأن االنتقاء مبَعلَ ٍ
مات علمية ْ
دقيقة وصارمة؛ وهي عديدة ونوعية ،ونشري ههنا إىل أعمها ،على غرار :ضرورة تعديل املفاهيم املنتقاة ضمن احلقل
كرس فيه املفاهيممرة (مكان ،تاريخ ،إيديولوجية .)..وتلك الشروط السائدة يف احلقل الذي تُ َّ كرسها ّأول ّ
الذي ّ
املنتقاة ِمن جديد والذي ُختضع يف إطاره الختبار اجلدوى والقيمة .وكذلك مدى تناغم املفاهيم املنتقاة مع غريها ِمن
ويهم نا النظر يف وجاهة تلك الضوابط وهذه املعلمات ـ والسيما يف شأن احملتوى املفعلة يف احلقل اجلديدّ .املفاهيم َّ
اللغوي العاكس لواقع اللغة العربية ـ موضوعاً نبادر إىل قرتاحه للمشاركة به يف يومكم الدراسي الذي نتمىن له أن
يكلل بالنجاح.
مقتضب للكتاب
1.1وصف َ
يقوم الكتاب على مقاطع ،واملقطع مصطل تعليميايت يعد مقابال للمصطل الفرنسي ) .(Séquenceوهو
مر صفحات الكتاب يتجسد وظيفيا ـ كما رأينا ـ على ّ
املفهوم الذي ينص بتحقيب مسار التعلم /التعليم وهيكلته وهو ّ
املدرسي فيما يتشكل منه كل مقطع من املطالب ،وهي مربزة ومرتبة يف متعدد األبعاد (عموديا وأفقيا) كما اآليت:
1.1.1الديباجة الهيكلية:
تقوم هذه الديباجة على األركان والزوايا اآلتية:
صورة خلفية
عنوان املقطع ورقمه
حموطة)
حتديد الكفاءة اخلتامية للمقطع ( َّ
امليادين ووضعيات التعليم (مهيكلة يف جدول)
حموطة)حتديد الكفاءة الشاملة ( َّ
تعليمة اقرأ النص (مرفقة برسم ميثل كتابا مفتوح الدفتني)
هدف = فهم املكتوب (مرصوص أفقيا)
تذكري املعلم قراءة مشروحة (مرصوص أفقيا)
1.1.1المساحة الستقرائية:
تقوم هذه املساحة على األركان والزوايا اآلتية:
النص (مقتطف) حيوي املقطع مثانية نصوص
عنوانه (خبط عريض)
مؤلفه (مرفق بصورة له وأحيانا بعنوان املؤلَّف الذي اقتبس منه النص وكذا دار النشر واملكان والتاريخ)
ّ
الثورة الجز ّ ًّ ّ
املتعلم ًّ
ائرية بطوليا عن شهيد من شهداء نصا ينتج
ّ
وطنية ،يجمع فيه بين ض ّم ُن ُه ّ
قيما ُ َ
املجيدة ،بلغة سليمة ،ي ِّ
ّ ّ
السرد والوصف ،موظفا :النعت وأسماء إلاشارة وألاسماء
ّ
املوصولة والفاعل والتشبيه والجناس.
1.1.1.1مالحظات أولية:
ومفصل .غري أنه من الواجب الوعي بأنه ما دام على هذه الصورة َّ إن هذا النص على هذه الصورة دقيق وواض
موجه إىل املعلِّم ألنه جاء يف مادة لغوية خام .وهو األمر املستسا يف كتاب مدرسي يقوم على التنويع ولضرورات فهو َّ
كل حماولة ترمي إىل قسر املتعلم على االلتزام بتعليماته " الصارمة " قبل أن يتم
االختصار واالقتصاد ـ كما أسلفنا .ولكن ّ
تكييفه شفاهيا من شأنه أن يعطِّل جوانب كثرية من جدوى وروده على رأس الصفحة خبط لونه أسود الصق على خلفية
بيضاء حماطة بلون أخضر :وهو ما ينذر خبطورة الرسالة طبعا .ويتمثل ورود الكفاءة اخلتامية هذه مبادة لغوية خام يف
املؤشرات اآلتية:
النص حمشو مبصطلحية حنوية وبالغية (النّعت وأمساء اإلشارة واألمساء املوصولة والفاعل والتّشبيه واجلناس) :وهذه
ٍ
بشكل تقرييب فيظل
املصطلحية يتح ّكم فيها املعلم؛ أما إدراكها من قبل املتعلم ـ وهو األمر الذي يفرتض أنه قائم إجيابيا ـ ّ
مهما فر إليه املقطع وأيا يكن مستوى مكتسباته السابقة.
تعليمة اجلمع بني السرد والوصف :قد يكون نصيب املعرفة املطلوبة لفهم اآلليتني متوفر لدى املتعلم ،ولكن
ممارسته هلما فقري جدا يف هذا الطور .وعليه على املعلم أن يتحسس مواطن األخطاء مسبقا لكي يعرف تشخيصها.
ذلك أن إنتاج النص كفاءة (مهارة لغوية) تتطلّب التدريب والتمرين ..اخل .ونعلم أن التمييز بينهما حىت نظريا ال يزال أمراً
مستعصيا .ونضع هذه املالحظة تذكرياً باملبدأ التعليميايت القائل بوجوب وضوح التعليمة حىت ولو وردت ضمنيا كما هي
احلال يف هذا السياق .ذلك أن تعليل الفروق بينهما بربط السرد باألحداث وربط الوصف باملشاهد والشخوص قد
يكفي نظريا ولكن ال حيل مشكالت عملية يرجع إليها عدم جتاوب املتعلم مع التعليمة املنصوص عليها صراحة أو
ضمنيا.
وكذلك يالحظ صياغة التعليمات وفق صيغة فعل مضارع منصرف إىل ضمري املتكلم وليس فعل األمر كما جرت
العادة يف املاضي .الحظ :تعليمة = أفهم النص /تعليمة = أعود إىل قاموسي /تعليمة = أفهم كلمايت /تعليمة =
أشرح كلمايت.
يدل على انتقال نسق التعليم من التلقني حنو نسق البناء واختاذ وهذا من باب االلتماس ـ أوالً ـ كما أن هذا ّ
املصممون قد قصدوها بتجسيدها يف ترجي صيغة املضارع املبادرات والتعلم الذايت ،وهي املفاهيم اليت من اجلل ّي أن ِّ
اللغوي ويسجل نقطة التقاء عدة ختصصات لتحضري مادته جمال تعليميايت
اللغوية املبثوثة فيه تفاعلي وغائي
X وبراغمايت وأدايت = .2يستند احملتوى اللغوي إىل عمليّة النقلة التعليمية
ليس مهه عزل املتعلم واالستجالب املعريف ِّ
امليسر لعمليّة املفهمة
X عن حميطه بل متكينه .3يعمد الكتاب إىل خلق هامش لإلبداعيّة اليت تنم عن
صلته بالواقع من االندماج فيه
X .4يتح ّكم الكتاب يف فنيات حتصيل امللكة التواصلية اليت والسيما تواصليا
ستدرج إليها املتعلِّم
يُ َ
X .5توفر الكتاب على عالمات تشري إىل اهتمامه مبسار التعلم
وليس بالنتائج فحسب ،على غرار الوعي باللغة الواصفة
X .1إتاحة فرص متثّل القاعدة النحوية املبثوثة يف املقطع عن .1أداتية الكتاب
طريق التفاعل (النشط) وليس التلقني (السليب) املدرسي يف ترسيخ
X احملتوى اللغوي (سنَد .2إتاحة فرص التدريب على املهارات والكفاءات اللغوية
املقصودة باحملتوى اللغوي املتضمن فيه مدعم له)
X .3إتاحة فرص اسرتجاع املكتسبات القبلية املتصلة باحملتوى
اللغوي
X .4الكتاب قناة وهدف إذ حيمل قيمة رمزية يف ذاته جديرة
بأن ختلق عروة وثقى بني املتعلم ولغته
X .5معت َقد الكتاب هو أن تعليم اللغة وتعلمها بالقواعد
X معتقد الكتاب هو أن تعليم القواعد وتعلمها باللغة (أي
َ .6
)
(X احملتوى اللغوي متطلِّع إىل املثالية ونازع حنو النمذجة .1
)
اللغوي
X االعتدال يف تبين املنحى الوصفي يف عرض احملتوى اللغوي .7
املقامات
X .6اندماج الثقافة يف اللغة مبعية انعكاساهتا ومتثّالهتا
االجتماعية واحمللية
X إدماج القواعد اللغوية للممارسات العرفية والثقافية (احمللية) .7
X يعد الكتاب املدرسي دليالً تنظَّم بوساطته التعلمات .1 .7وظيفة اهليكلة
والبَـْنـيَـنَة بغرض التمثّل (احملتوى اللغوي) اليت تُقرتح على املتعلِّم
X .1الربط بني االستقراء واالستنتاج والتطبيق والتنظري واملمارسة
الفعلية للكفاءة املستهدفة من خالل احملتوى اللغوي املصطفى
X وجاهة املقاربة املوضوعاتية املعتمدة يف الكتاب .1
اللغوي
X .17االنطالق من التجربة العلمية للمتعلِّم إىل النظرية :أي
من اخلربة الذاتية العلمية للمتعلِّم إىل صياغة النظرية.
X .18التعريج من النظرية إىل التمارين التطبيقية واختيار
املكتسبات.
يوسف مقران 43
ردمد2011-0101 : المجلد 6العدد - 2جوان 2102 التعليمية
X احلث على البحث والتدبر والتأمل والتأويل .1 وظيفة التوجيه .8
X اإلخراج مجيل ومثري لالهتمام وحمفز على العمل واملثابرة .1 والتحفيز بغرض
X .1اإلخراج مجيل ولكنه يلهي املتعلم لفرط زينته وقد يشغله التكيّف
عن الرتكيز
X احة
.1االندماج يف عملية تعلم احملتوى اللغوي املقدَّم صر ً
واملوحى به ضمنيّا (جتنيد الكفاءة /الوضعية االندماجية)
X .1ورود احملتوى يف قالب ينم عن تكرار املألوف واجرتار
املعهود
X .6ورود احملتوى يف قالب حديث يساعد على متلّك اللغة
ويدعو إىل توظيفها بوجاهة
X املطورة
.7الكتاب املدرسي خزان وافر من التطبيقات اللغوية ِّ
مللكة املتعلم التواصلية
ليس في حوزتنا معطيات تنبئ االحتكاك بالنماذج املقدمة وتقليد األمثلة ومتثّلها .8
بذلك
X أسئلة الكتاب وأنشطته وتطبيقاته هي من منط التقومي .1 ختصيص الكتاب .9
بذلك بل موضع االلتزام بالواجبات ،وإصدار األحكام ،واختاذ املدرسي يف قدرته
يُستقطَبون من خمتلف االجتاهات وينهلون من شىت املصادر كعلماء النفس والعصبيات املخربين إحصائيا عن قدرات
املتعلم ـ من مستوى معني ـ على ختزين الكلمات مثال.
املفرتض
ويكمن املؤشِّر احلاسم والدال على املنحى التع ّددي يف تصميم الكتاب املدرسي يف استناد احملتوى اللغوي َ
امليسر لعمليّة املفهمة .وكلما مت ّكن الكتاب ِمن خلق هامش لإلبداعيّة
إىل عمليّة النقلة التعليمية واالستجالب املعريف ِّ
ف قيمته الرباغماتية
تستش ّ
فسر ذلك بكونه ذا صلة متينة بالواقع :ال ننسى أن الكتاب املدرسي نتاج اجتماعي .وكذلك َ ِّ
ستدرج إليها املتعلِّم .وهو األمر الذي حيتاج إىل تضافر اجلهود بني
عرب حت ّكمه يف فنيات حتصيل امللكة التواصلية اليت يُ َ
عدة عمالء يف جماالت خمتلفة كاللسانيات االجتماعية املرِّكزة على بعد اللغة االجتماعي ،واللسانيات النفسية املعتربة
لفردانية املتعلم يف تعامله مع احملتوى اللغوي املصطفى ،واللسانيات االستعرافية املضطلعة بصورنة اللغة ـ هذا إذا استكفينا
باجلانب اللساين املؤطِّر لعمليات انتقاء احملتوى اللغوي املنشود .ونستشعر مدى توفيق الكتاب يف تقدير ِّ
مصمميه
للمنحى التعددي توفره على عالمات تشري إىل اهتمامه مبسار التعلم وإجراءاته وآلياته (Processus et
) mécanismes de l'apprentissageوليس بالنتائج فحسب ،وذلك على غرار الوعي باللغة الواصفة وما
يكمن وراءها من العالقات (االعتباطية أو التعليلية).
1.1الحتكام إلى قيد أداتية الكتاب المدرسي في ترسيخ المحتوى اللغوي وكونه سنَدا مدعما للمنهاج
المقدِّر لخطوطه العريضة
وهذا الضابط مشتق من السابق ويعترب القيد اجلوهري ملفهوم الكتاب املدرسي .بيد إنه أحرى جبعله مستقالًّ نظراً
ملا الحظناه من تغييبه يف أحيان على الرغم من بداهته أو رمبا نظراً هلذه الصفة الالصقة به ،حبيث كثرياً ما يناله اجلحود
بفضلها .واحلال ـ كما سنرى يف مجلة املؤشرات اليت تتفاضل يف حق هذه الصفة الراسخة ـ فأمهيته العملية ليست أقل من
بريقه النظري .فاعتبار األداتية هو ما يكفل إتاحة فرص متثّل القاعدة النحوية املبثوثة يف كل مقطع من الكتاب .ويتم
يعزز صفة الوسيط الناجع واملثري لالهتمام والرتكيز.التمثّل عن طريق التفاعل (النشط) وليس التلقني (السليب) ،وهو ما ّ
كل قيمة تفرتض مقياساً ومقارنة " ،فيجدر التساؤل دائما يف مثل وال يكفي هذا إذ ـ كما ال خيفى على أحد ـ فإن " ّ
هذا السياق :هل يستوحي املعلم من الكتاب نصوصاً (مجال وكلمات وعبارات مسكوكة ..اخل) لتدعيم اختياراته أو
املعول عليه لكونه استقطب أمثل االستعماالت اللغوية بعض اختيارات املتعلمني أثناء املناقشة ـ بوصفه املالذ والتصميم َّ
لتحتك به الفئة التعليمية (العمرية) املعنية ؟ كما ُحيتاج يف تقومي أداتية الكتاب املدرسي إىل النظر يف
ّ املتاحة يف العربية
مدى إتاحته للمتعلم فرص التدريب على املهارات والكفاءات اللغوية املقصودة باحملتوى اللغوي املتضمن فيه .وليس هذا
فحسب ،بل ينقَّب فيه عن مواضع إتاحته هلذا املتعلم فرص اسرتجاع مكتسباته القبلية املتصلة باحملتوى اللغوي .وكذلك
املصممني لعالقة النحو باللغة بوصف الكتاب قنا ًة وهدفاً إذ حيمل قيمة رمزية يف ذاته جديرة بأن
يقدم فرصة معرفة تصور ِّ
وحيَرص أثناء الربجمة يف ضوء هذا الضابط حتديد حمل إعراب احملتوى اللغوي من معادلة ختلق عروة وثقى بني املتعلم ولغتهُ .
منصب يف كون تعليم اللغة وتعلمها إمنا يتم بالقواعد أم أن تعليم القواعد وتعلمها هو
ٌّ مصممي الكتاب أهو أو معت َقد ِّ
الذي يقع بفضل اللغة (أي باستعماهلا " االنغماس اللغوي") .كما أن األداتية النبيهة تفرض توفر الكتاب على عالمات
تشري إىل اهتمامه مبسار التعلم وليس بالنتائج فحسب ،على غرار الوعي باللغة الواصفة اليت يعلق أمهية بالغة عليها مع ما
رأيناه من رميه التخفيف من حدة املصطلحية النحوية املعقدة.12
1.1تكييف المحتوى اللغوي وتكريسه تعليمياتيا )(Didactisation
ولصلة هذا الضابط بسالفه األول أيضا ـ وهو ما يبدو يف اشرتاط حتويل املعرفة اللغوية من عدة اختصاصات ـ
أهم شغل جيب أن جيب أن حيصل التكييف وفق خطة واضحة املعامل حبيث تعكس بنود املنهاج وجتد ضالتها يف ّ
يستهدفه التكييف وهو التخفيف من ح ّدة استعمال املصطلحية النحوية املع ّقدة وهو ما يدعى بتيسري النحو العريب القائم
على ربط االنتقاء حباجات املتعلم ،وليس ما قد يظنه بعض الصفويني من إسقاط النحو العريب وتقويض قواعده .استمد
الكتاب احملتوى اللغوي مراعيا النظريات اللسانية املشهورة يف جمال تعليمية اللغة على غرار تطبيق حموري االنتقاء والتأليف
(االستبدال والرتكيب) أو التوزيعية والوظيفية .استمد الكتاب احملتوى اللغوي مراعيا طبيعة املتعلم يف طوره ومرحتله العملية
وانتسابه االجتماعي وتنشئته االجتماعية .وقع التكييف باعتبار دور املعلم كواسطة بني الكتاب املدرسي وبني املتعلم
والعكس بالعكس أي بوصف الكتاب هو الواسطة من جهة ثانية وبعد نيل هدف االستقاللية .أتاح الكتاب املدرسي
للمعلم عناصر يستوحي منها طريقة إدارة صفه املدرسي .يركز الكتاب املدرسي على املعيار أكثر من االستعمال .يكرتث
الكتاب املدرسي على االستعمال يف حدود ضيقة جدا نظرا هلدف النمذجة املسطر من قبل املنهاج .يتوفر الكتاب على
ترتيبات صرحية وضمنية من شأهنا أن تدفع املتعلم إىل مواصلة مشوار التعلّم الفردي خارج أسوار الصف املدرسي.
إن تكييف احملتوى اللغوي عملية شديدة التعقيد لذلك يعمل التعليمياتيون على رسم خطط واضحة املعامل.
املخل يف قضية اإلخراج إذ بينما حتصل مؤشر (اإلخراج مجيل ومثري لالهتمام وحمفز على العمل ّ نالحظ التفاوت
واملثابرة) على تقدير " جيّد " وقع وجهه املعاكس (اإلخراج مجيل ولكنه يلهي املتعلم لفرط زينته وقد يشغله عن الرتكيز)
يشرف املخرِج ـ إذ بني اجليد واحلسن ملتناقضني مسافة ضئيلة .ويعود ذلك إىل نوعية احلرف املختار لرسم فريس تقدير ال ِّ
كلمات الكتاب .فاجملال الفين التشكيلي الطاغي على احلرف أفسد فائدة التعلم حلساب قيمة التمتع اليت نعرف ضرورهتا
ولكن من األحرى تعليميا أن ُجت َعل مبقدار معتدل تتقامسه مع واجب بذل اجلهد بتنشيط مهارة الكتابة قياسا على حرف
يُزهد يف رمسه فنيا وإال سار األمر وصار إىل التعقيد .ولنا هنا تعليق يتصل باملوضوع يتمثل يف إسراف بعض البيداغوجيني
والرتبوبيني يف خصوص إدراج الوسائط الرقمية يف جمال التعليم الذي نعرف أن هذا اهلوس يرجع إىل عهد انتقال وسيلة
التعليم من التلقني عرب الكلمة إىل األخذ من خالل املرئي والتعاطي مع الصورة ،غري أن اخلطاب التعليمي يظل قائما
على الرغم من نشكالته النامجة عن خاصية اخلطية .فهو مهمة قاهرة من حيث هذا الوضع .غري أن االهتمام بالشكل
ليس أمرا خادما للمحتوى اللغوي دائما .ذلك أ ّن الكتاب املدرسي إذا كان مرتبطاً ـ من جهة ـ كغريه من األدوات
والسندات بل التكنولوجيات هبدف تقدمي التسهيالت والتمتّع والتمتيع (والرتفيه أحياناً) وتنويع املنظورات (التبئري) .لذا
فهو يقوم على ما يدعى وسائط متع ّددة األبعاد .فهو مقيد ـ من جهة ثانية ـ بشأن التّعليم كمسار وبوصفه شأناً خطيّاً
التدرج ،اإلبداعيّة والروح النّقدية ..وميقت) اخلمول الذهين(حيتك أكثر إىل منطية اخلطاب التّعليمي وطواعيته املاثلة يف ُّ
ويتناقض معه بل حياربه
ذلك أنه يف الوقت الذي ميثل فيه التعلّم نشاطا فإن التقانة واهلندسة الطاغية على الكتاب املدرسي تُس ِهم يف تغيري
الشكل والسرعة وحيتاج املعلم إىل التكوين يف جماله من أجل تكثيف املمارسات اجلديدة ملواجهة مشهد التعليم من حيث ّ
العادات القدمية املرتتبة على رتابة مملة.
إن االهتمام بالشكل يؤثِّر يف املضمون على مستوى تنسيق املعرفة ويستدعي إدماج التشكيلة اجلديدة من
االصطالحات اليت فرضتها على املتعاملني هبا ،يف ظل اإلصالحات اليت عرفها الكتاب يف صيغته املدعوة اجليل الثاين.
التضخم كان من وراء التّشويش على بعض املفاهيم اليت كانت واضحة ُّ وهذا قد يؤدي إىل التضخم .وجزءٌ كبريٌ من هذا
يف عهد اخلطيّة ) .. (Linéaritéوال سيما إذا غيب املعلم هذا الطابع أو البعد.
░ على خطأ ما يعتقده البعض:
░ فإ ّن تسخري التكنولوجيا من قبل األستاذ لفائدة الطالب ،يع ّد عبآً مضافاً إىل أعبائه التّعليميّة ..
بالرسكلة مدى حياته .. ░ وباسم تلك التقانة صار حمكوماً عليه ّ
مؤسساتيّاً ..
فكر يف تأطريه ّ ░ وهو ما أحوجه إىل تدبُّر أمره شخصيّاً قبل أن يُ َّ
░ واحتاج كذلك إىل املزيد من الوقت لتكريسه يف البحث يف مصادر املعلومات واملقارنة بينها ومتحيصها
وفحصها ..
░ نظراً للحشو والتناص والتخرجيات اليت شغلت عامل الشابكة املتدفِّقة املواقع ..
بشكل ينسجم والوسيط احلديث. ٍ وهذا ال يعين أيضاً أن التلميذ يتس ّكع وال ينشط بإعمال فكره
1.1مرجعية الكتاب المدرسي في خصوص تكريس المحتوى اللغوي المنشود
جيسد الكتاب املدرسي األبواب النحوية املنصوص عليها يف املنهاج بطابعها التعليمي .ويتصف هذا التجسيد ِّ
مبواصفات تعترب مؤشرات هي على التوايل :النسبية واالنتقائية واملثالية يف عرض احملتوى اللغوي ،ذلك أ ّن هذا األخري
مبدأي املرحلية العمرية والتبييئ
ْ يستهدف فئة تتطلب نسبة حمددة من ذلك احملتوى حبسب
) ،13(Contextualisationوذات جناعة يف انتقائها ،ومتطلِّعة إىل املثالية ونازعة حنو النمذجة .ومن دون أن تنفي
مرجعية الكتاب املدرسي الدور الذي يلعبه كجسر رابط بني املتعلم والسندات التعليمية احملتمل تسخريها يف تدعيم
احملتوى اللغوي وترسيخه ،كالقواميس والنصوص اإلعالمية والكتابات الروائية والقصصية ـ مثالً.
1.1مراعاة األبعاد التعليمية للمحتوى اللغوي
من نافلة القول إ ّن من مؤشرات هذا الضابط هو طغيان املنحى التعليمي والتعلميايت والبيداغوجي يف عرض
احملتوى اللغوي حيث يتم املزاوجة بني البيداغوجية والتعليميات بصورة علمية عملية اقتداء مبقولة إميل دوركامي رغم
مفارقتها " البيداغوجية نظرية عملية ،"La pédagogie est une théorie pratiqueوهي احلكمة اليت تشري
املتخصص يف البيداغوجيا فيليب مرييو (Philippe ِّ إىل " حدسية الفنان وروح املنهجية العلمية " ـ كما يشرحها لنا
).Meirieu
وتقوم هذه املزاوجة على أبعاد تعليمية مشهورة كالتبسيط والتدرج يف عرض احملتوى اللغوي .بيد إ ّن هذين البعدين
ال يتعارضان مع مبدأ الوجاهة الذي تقتضيه لتفادي السقوط يف السطحية ،أي إمكان حتقيق التعميق والتدقيق يف آن
واحد .وكذ لك يرتبط جتسيد هذه الوجاهة التعليمية مبؤشر انعدام املنحى املعياري يف عرض احملتوى اللغوي ،وذلك من
أجل االنتقال من املعيارية املستشرية يف النحو إىل البعد الوظيفي أي الوصف من منطلق املقتضيات التواصلية اليت تتجسد
لكل من املقاربة املوضوعاتية واملقاربة النصية واملقاربة بالكفاءات.
يف خلفيات يكون الكتاب املدرسي قد راعاها بتسخريه ٍّ
وهو ما يعين ضرورة االعتدال يف تبين املنحى الوصفي يف عرض احملتوى اللغوي ألن جمال تعليم اللغة (تدريسها) ليس
كل ظاهرة أو قاعدة جمال دراستها بالوصف االستقصائي املمكن والشامل للمسائل الرئيسية والفرعية املتمح ِورة حول ِّ
لغوية .وهو اإلجراء الذي قد يعيق عملية تعلّمها من حيث التوظيف بسبب ما يتيحه من أسباب تعلق املتعلم بالتفاصيل
النظرية على حساب التطبيقات النوعية اليت كان على املعلِّم أن ِّ
يفعلها ولو بإعمال االرجتال املفيد أثناء التواصل والتفاعل
مع املتعلم املتجا ِوب بالضرورة مع أمثلته ،من هنا يرى بعض األخصائيني املوالني ألمهية الوصفية والبعد التفسريي يف
عملية تعليم اللغة ،أن يشتغل املعلِّم على وصف كيفية عمل اللغة )(Le fonctionnement de la langue
وليس من أجل فهم طبيعتها فحسب ،بل لغرض التوصل إىل حسن استعماهلا بشكل وظيفي وناجع .وعليه أن حييط
علما بأهم املراجع اليت جنحت يف عملية تيسري النحو اليت تعد من العمليات التحويلية التكييفية اليت تندرج يف صلب
النُّقلة التعليمية.14
وهو كذلك ما يعين االحنراف عن اهلدف اللساين املتخذ من دراسة اللغة يف ذاهتا ولذاهتا إىل اهلدف التعليمي
املتخذ من وصفها ـ السياقي ـ لغرض تعلمها .غري أن رمي التقليل من ح ّدة الوصفية لصاحل السياقية ليس مشواراً سهالً،
إذ قد يودي باملعلم إىل الوقوع يف اخلطر الذي كان قد رغب يف جتنبه وهو االستطراد واالسرتسال ،ما يفرض ظهور مؤشِّر
كل عملية تعليمية وتعلمية يدعى االقتصاد اخلادم للتخزين املعلومايت بشكل وظيفي .وعليه يرتبط جناح املعلم يف
فعال يف ِّ
ذلك مبقدار حت ّكمه يف مؤشِّر طواعية الطريقة اليت تستدعي منه التوسل بوسائل بيداغوجية تعليمياتية على غرار بعض
األنشطة اليت يتوقَّع أن ينطوي عليها الكتاب بوصفها أنشطة استدراجية (متويهية) يف شكل ألعاب بيداغوجية (تروحيية
ِّري مرونة الكتاب املدرسي
وترويضية ) على غرار " :الكلمات املتقاطعة واألغاين واألناشيد " .وذلك إذن مع التقيّد مبؤش ْ
املقرتح بوسائل شرح صفية أو خارج صفية أو بني صفية .وهو ما يتيحه التعلم وطواعيته يف شأن تدعيم احملتوى اللغوي َ
الرقمي وعن بعد .غري أن بالنظر إىل (وضعنا عالمة (حسن) وهو ما يدل على الوسطية اإلجيابية ألن املقطع يركز على
املسائل الرتكيبية كالربط واملطابقة والتبعية يف غياب املسائل املتعلق بالصرف .وهذا الفصل يوحي بعدم اتقان املصممني
لعملية مترير احملتوى اللغوي بصورة ضمنية وقد أتيحت هلم فرص عديدة للتفريق بني احلال والتعت على أركان جدول
الصرف مبراعاة العالقات االستبدالية اليت أصبحت من أجبديات
6.1وظيفة التبليغ الحصيف بغرض اإلدماج والندماج
إن املؤشرات األساسية اليت ميكن إفادهتا من الضابط السابق كاالقتصاد والطواعية واملرونة تقضي بتحديد وظائف
الكتاب املدرسي املنسجمة وطبيعة هذه الضوابط احلكيمة .ويأيت على رأس تلك الوظائف وظيفة التبليغ اليت جيدر
حتكيمها من أول الوهلة ،وذلك ما دامت اللغة تؤدي هذه الوظيفة بامتياز وهو ما ينبغي تسجيله ال حمالة .واملؤشر
الواض الذي ي نبغي رصده هو مدى تبليغ املعرفة اللغوية املقصودة بشكل صري وإال غاب التعليم وأمهل شأن حتقيبه .مث
يتبعه املؤشِّر القاضي بتبليغ املعرفة اللغوية املقصودة دائما ولكن بشكل ضمين هذه املرةِّ .
ويشكل هذا األخري أحد مظاهر
انفراد الكتاب املدرسي نظرا لتوفّره على معلمات خليقة بتمرير احملتوى اللغوي ضمنيا .ويع ّد النص سندا ممتاز يف هذا
حيني ظرفيا هو ما
الشأن لكونه قيمة متميِّزة يف ح ّد ذاته من حيث الشكل واملضمون معا .وتبعاً حلقيقة أن " ما ميكن أن َّ
يكمن فيه ضمنيا " (Ce qui se réalise circontiellement est bien ce qui existe
) .potentiellementوكذلك باعتبار أن هذا الشيء ذا الوجود الكموين حاضر عند املتعلِّم ولدى النص
املستحضر والذي مت حتضريه خصيصاً كس ٍ
ند بيداغوجي وتعليمي .وهو ما يكفل تبليغ املعرفة اللغوية بشكل تواصلي وما َ ّ َ
يعين أيضا ضرورة االحتكام إىل إجراء انتقاء احملتوى التواصلي املشرتط باالستعمال والسياق ومنطق املمارسة .لذا فإن
املعلم مطالب بأن يستوحي من الكتاب مظاهر احلوار والنقاش ومتون ذات دالالت من شأهنا أن يصنع بوساطتها عناصر
طريقة يتبنّاها يف تعليم ذلك احملتوى اللغوي .وبالتايل يرِّكز اهتمامه على الرصيد اللغوي الذي ميكن أن يعيِّنه حبسب
املخصص حبسب املقامات واملرحلة العمرية .بيد إنه على املعلم أن يعرف كيف يوفِّق بني َّ وظيفيّته من حيث املعجم
استمداده للمعطيات التليغية اليت حيشد هبا الكتاب ومهمة اندماج الثقافة يف احملتوى اللغوي املصطفى لغرض التبليغ
وتعليم كيفية التواصل االجتماعي .أي مبعية انعكاساهتا ومتثّالهتا االجتماعية واحمللي .وهي املفارقة اليت عليه أن يعي سبل
حلحلتها إذ يراد بالقواعد اللغوية املنصوص عليها منهاجيا أن تُ ِ
دمج املمارسات العرفية والثقافية (احمللية) .وهذا بفعل
تطبيق عمليّ ْيت اإلدماج واالندماج السلوكيتني والبنائيتني.
7.1وظيفة الهيكلة والبَـ ْنـيَـنَة ) (Structurationبغرض التمثّل
يعد الكتاب املدرسي دليالً تنظيميا بوصفه وسيطاً ينظّم به التعلمات (احملتوى اللغوي) اليت تُقرتح على املتعلِّم.
هلذا فهو خيضع آلليات يرمى ترسيخها عند هذا األخري ،وذلك كالربط بني االستقراء واالستنتاج والتطبيق والتنظري
واملمارسة الفعلية للكفاءة املستهدفة من خالل احملتوى اللغوي املصطفى .وجتد هذه اآلليات وجاهتها كلما استعان
الكتاب خبلفيات أو تصورات أو مقاربات هي مؤشرات على فالح املصممني يف البَنيَنة من ذلك املقاربة املوضوعاتية
يعول يفاملعتمدة يف الكتاب واليت تدل عليها معلمات حمددة على غرار حتقيب التعليم وفق مقاطع موضوعاتية .كما َّ
ذلك على وجاهة املقاربة النصية املعتمدة يف الكتاب لغرض تضمني احملتوى اللغوي وترسيخه آليا بالدرجة األوىل أي من
غري اإلشعار املسبق .وال ميكن حتقيق هذا الغرض إال يف إطار املقاربة بالكفاءات اليت تكمن وجاهتها يف الكتاب مبعية
كل حلظة من حلظات إدارته الصفية .وبالنّظر إىل فاعلية املقاربة النسقية طريقة املعلم الذي يتكم إىل فلسفتها يف ّ
واملنظومية يف تنظيم تعلّمات املتعلِّم اللغوية فيجدر التنويه بفضلها كعامل تفاضل تلك اآللية والدينامية اليت تكفلها املقاربة
بالكفاءات يف الكتاب .وعلى الرغم مما يثار من جدل باطل حول إنكار فضل بيداغوجية األهداف يف انتقاء احملتوى
اللغوي على األقل فال ميكن إغفاهلا كمؤشِّر قار يف تقدير نسبة نظامية الكتاب .ولتخصيص أوجه تنفيذ هذه اخللفيات
والتصورات واملقاربات التنظيمية يعتد مبؤشرات دقيقة على غرار :مدى االنتقال من االستقراء إىل االستنتاج .وكذا
االنتقال من الكل إىل اجلزء .والنظر يف سيادة احلركة الدورية بني الكل واجلزء .وكذلك اعتماد التدرج احللزوين الذي أصب
يوسف مقران 50
ردمد2011-0101 : المجلد 6العدد - 2جوان 2102 التعليمية
من أجبديات تعليمية املادة .واعتبار مدى االنتقال من التلقي حنو اإلنتاج أو املراوحة بني التلقي واإلنتاج .والتساؤل هل
مندمج يف الكتاب املدرسي بشكل يضمن املناقشة العمودية أم أنه ِ ٍ احملتوى اللغوي ِ
مندمج يف الكتاب املدرسي ومنظَّم
بشكل يستدعي املناقشة األفقية أم كالمها حاصل ؟ وهل يتوفر الكتاب على عناصر البناء املعريف املتعلق باحملتوى ٍ ومنظَّم
موجه منطلِقاً من التجربة العلمية للمتعلِّم إىل النظرية :أي من اخلربة الذاتية العلمية للمتعلِّم
اللغوي .هل مسار التعلم هو َّ
املعزز بالتمارين التطبيقية واختيار
إىل صياغة النظرية أم أن التعريج كفيل احلدوث يف اجتاه من النظري حنو امليداين ّ
املكتسبات .مث ما جدوى التعريج من التمارين التطبيقية إىل اإلعداد النظري والبناء املعريف الدال على تنمية معرفته اللغوية
مرة أخرى أثناء متحيصنا لضابط الصرحية .وما شأن تنظيم احملتوى ضمن عالقات مرجعيّة ضمنية ؟ وعليه فقد وقفنا ّ
حتريه هلذا الضابط فقد التوازن وع ّكر سالمة التوزيع اخلاص باحملتوى اللغوي. اهليكلة والبنينة عند خلل ّ
مؤداه أن املقطع يف ّ
حيث من السهولة أن يشاهد املرء املفارقة الناجتة عن استيفائه ملؤشِّر (االنتقال من االستقراء إىل االستنتاج) وخيبة الظن
فيما يتعلّق مبؤشِّر (من التمارين التطبيقية إىل اإلعداد النظري والبناء املعريف الدال على تنمية معرفته اللغوية الصرحية) إذ
حتول املدرسة اجلزائرية من نسق التلقني املباشر الذي يستهدف التحفيظ فلم يعد من جماالت التناقض مع على الرغم من ّ
مبجرد رمي هيكلة ذهن املتعلم بقاعدة لغوية ستمن له الحقا فرصة ربط اللغة باملنطق مث بالفكر وحنن نعرف هذا املنعرج ّ
العناية اليت أوالها النحو العريب هلذا املساق.
8.1وظيفة التوجيه والتحفيز بغرض التكيّف
يعد الكتاب املدرسي دليالً توجيهيّاً بوصفه وسيطاً يُرشد به املتعلم إىل الكفايات واألهداف املتضمنة حتما يف
ومتغرية يف آن .وأهم املؤشرات على ضابط التوجيه الذي على الكتاب أن ينهض به هو حثه على البحث أشكال ثابتة ِّ
املسخر يف سبيل إثارة االهتمام لدى
والتدبر والتأمل والتأويل؛ وذلك انطالقا مما ينطوي إخراجه من آيات اجلمال والتميز َّ
املصمم يف
يكمم ويكيَّف لكي ال يقع ِّ املتعلِّم وحتفيزه على النشاط والعمل واملثابرة .غري أن اإلخراج اجلميل جيب أن َّ
نقض هذا اهلدف التعليمي املنشود حبيث يصب هذا التميّز عامالً من عوامل تشتيت ذهن املتعلم وإهلائه نظرا لفرط زينته
وهو ما قد يشغله عن الرتكيز .بينما يستحسن أن يتوفر الكتاب على ما من شأنه أن حيمل املتعلم على أن يندمج يف
احة واملوحى به ضمنيّا (جتنيد الكفاءة /الوضعية االندماجية) .ولنيل هذا املسعى
عملية تعلم احملتوى اللغوي املقدَّم صر ً
ينص بعدم ورود احملتوى يف قالب ينم عن تكرار املألوف واجرتار املعهود .بل جيب وروده (احملتوى) يف قالب حديث
يساعد على متلّك اللغة ويدعو إىل توظيفها بوجاهة .كما جيب التفكري يف حتويل الكتاب املدرسي إىل خزان وافر من
املطورة مللكة املتعلم التواصلية .وهلذا الغرض يراد التوصل إىل إقناعه بضرورة االحتكاك بالنماذج املقدمة
التطبيقات اللغوية ِّ
وتقليد أمثلتها ومتثّلها.
9.1تخصيص الكتاب المدرسي مساحات للسعي التقويمي البناء
يكرسها حبيث يتضمن يف
إن للتقومي كعملية تندرج يف مشوار التكوين أمهية بالغة جيب على الكتاب املدرسي أن ِّ
حمتواه اللغوي املصطفى أسئلة وأنشطة وتطبيقات ومتارين هي من منط التقومي التكويين الذي يتضمنه الكتاب على شكل
هم التنشيط والتيسري
مقومات التصحي الذايت .كما جيدر أن تندرج فلسفة التكليف والتقومي املعتمدة يف الكتاب ضمن ّ
حس اليقظة .وكذلك جيب أن يتوفّر الكتاب على ما يوحي بأنه يهتم بنمط التقومي التشخيصي .وال والتدعيم وبعث ّ
تعدم أسئلة الكتاب وأنشطته وتطبيقاته أن تكون من منط التقومي التحصيلي الذي يتطلب املتابعة والتصحي على إثر ما
كل فرد متعلِّم من
املسجلة يف خصوص ّ
َّ سجل التنقيط اخلاص باملعلِّم من التقديرات واالنطباعات واملالحظات
ّ يكشفه
الصف املدرسي.
11.1أصالة الكتاب المدرسي في قدرته على إحداث المفاجآت وفتح آفاق جديدة وقابليته للعصرنة
جيب أن ينطلق املتعلم يف نظره إىل الكتاب املدرسي على أنه حامل حلقائق يقينية يف حمتواه اللغوي .وهذا ما
تتنزه تعليماته عن احلث على
يفرضه التعاقد التعليمي الذي ينبع عنه هذا السند البيداغوجي التعليميات .لذلك ينبغي أن ّ
إدماجية وذات صياغات
ً جمرد االستجابة اآللية املعروفة يف التطبيقات الكالسيكية .قبدل أن تكون كذلك فعليها أن ترد
حس املتعلم إلجناز مشاريعه .وكذلك جيب أن تكون تعليمات الكتاب كفيلة بأن حتمل املتعلمسليمة قادرة على بعث ّ
على التعرف على نقاط ضعفه وعلى استيعاب مسارات تعلمه على إثر مراجعتها .وتكمن أصالة الكتاب املدرسي على
صعيد حمتواه اللغوي يف كون تعليماته قمينة بتعزيز روح املسؤولية وتقوية امليل إىل االستقاللية لدى املتعلم .ومع ذلك فهو
جدير بأن يّقر باالستثناءات والشواذ ويشمل ما ميكن أن يوقع فيه من التحريفات األسلوبية وأنواع العدول أثناء التعبري
وذلك بطريقة ضمنة إحالية معتربة.
وميكن التساؤل يف هناية املطاف :ماهي املعايري اليت ميكن اعتمادها يف تقرير ما هو مستج ّد وما هو غري ذلك ؟
يتم التنبؤ مبا هو قابل للتغيري ـ من جهة أخرى ؟ وقبل ذلك كله جيدر التساؤل :ما هي الدواعي امللحة وكذلك كيف ّ
على التجديد ؟ هل وقع ذلك سرياً وراء التيار (املوضة) ..؟ أم أل ّن احمليط يتطلّب ذلك ..؟ أم لكون األداتية
كل األماكن والسيما باجلزائر ..؟ أم بسبب إحلاح الفئة املستهدفة ،وذلك البيداغوجية والتعليمياتية متواجدة يف ّ
مبختلف السلوكات وبعد دراستها ..؟
باملفهوم السابق للتكييف ،يكون املعلم أول عامل له حبيث يقوم بعملية تنسيب املعرفة املراد بناؤها إىل املرجعيات
اليت استقيت منها لتصا يف مشموالت الكتاب املدرسي .وعليه ،جند املعيار األول يف العصرنة (واملعاصرة) وهو ما
نستشفه من املضاف إليه (العصر) ذلك أنّه ميكن القول إ ّن معيار احلقيقة متفاوت ،بيد إن لكل جمتمع نظمه ومؤسساته
جيب على الكتاب املدرسي أن يتمثّلها كما هي منشَّطة يف زمن تداول ذلك الكتاب املدرسي .وكذلك مبراعاة املتعلم
ختصص له مساحات بيِّنة يف ذلكم الكتاب ومستواه وحاجاته ،وهبدف تنمية الدافعية لدى هذا املتعلم الذي البد أن َّ
احملني الذي ينعم من جهة أخرى برعاية القائمني عليه.
املدرسي َّ
ملحق 1رابط المدونة المحللة (المقطع /https://etuddz.com/blog :)1
ملحق :1كتاب الجيل الثاني وتفعيله للمثلث التعليمي
ّ
/ التعليمية ّ : املعرفة
املادة
ّ ّ
املعلم
ِّ املتعلم
ِّ
هوامش ومراجع
) املركز اجلامعي مرسلي عبد اهلل ـ تيبازة (اجلزائر/ أستاذ اللسانيات والتعليميات واملصطلحيات ومدير خمرب املمارسات الثقافية والتعليمية والتعلمية يف اجلزائر
. مع العلم أ ّن الطّريقة جتسيد واقعي للمنهاج الذي حييل إىل املنهجية دون الطريقة اليت ترتبط باملعلِّم أكثر1
Jacques Laverrière, Monique Santucci & Renée Simonet, Formation à l’expression écrite et : يُنظَر2
orale (100 fiches pour enrichir vos formations, construire des programmes sur mesure), Ed.
d’Organisation, Paris, 2004, p.11.
3
تفاعل:ّغوي
ّ (النظريّة اللّغويّة والمحتوى الل4 حماضرة رقم،2113 ، اجلزائر، دار كنوز احلكمة، مدخل يف اللسانيات التعليمية، يوسف مقران:ينظر
. 216 ـ161. ص،)النظريات
Geoffrey Hugh Harper, « Textbooks: an under-used Source », History of Education Society : يُنظَر4
Alain Choppin, « Le manuel scolaire, une fausse évidence : نقالً عنBulletin, 25, 1980, p. 31
historique », Histoire de l’éducation [En ligne], 117 | 2008, mis en ligne le 01 janvier 2013, consulté
le 08 juin 2017. URL : http://histoire-education.revues.org/565 ; DOI : 10.4000/histoire-
education.565
Philippe Perrenoud, Développer la pratique réflexive dans le métier d'enseignant : : يُنظَر5
professionnalisation et raison pédagogique, Ed. ESF, Paris, 2001.
Jean-Pierre Cuq & alii, Dictionnaire de didactique du français langue : يُنظَر يف شأن هذين املصطلحني6
étrangère et seconde, ASDIFLE, Ed. CLE international, Paris, 2003, p.240-241.
Denise Sadek-Khalil, apport de la LINGUSTIQUE à la PEDAGOGIE : et apport de la : يُنظَر7
PEDAGOGIE à la LINGUISTIQUE, Ed. Papyrus, Montreuil, France, 1997, p.02.
D. H. Hymes, Vers la compétence de communication, Trad. de l’Anglais par France Mugler, : يُنظَر8
Coll. Langues et apprentissage des langues, CREDIF, Ed. Hatier, Paris, 1984, p.131-132.
يوسف مقران 53
ردمد2011-0101 : المجلد 6العدد - 2جوان 2102 التعليمية
9
الرئيس Syntactic structuresقد ترمجه يوسف عزيز من اإلجنليزية إىل العربيّة؛ يُنظَر :نعوم نُعيد إىل األذهان يف هذا السياق أ ّن مؤلَّف تشومسكي ّ
تشومسكي ،البىن النحوية ...كما جاء عند أمحد خمتار عمر عنوان (التراكيب النحويّة) ،يُنظَر :أمحد خمتار عمر ،حماضرات يف علم اللّغة احلديث ،ط ،1.عامل
ِ ِ
الكتب ،القاهرة ،1995 ،ص161.؛ وكذلك ترمجه ـ أو فصوالً منه ـ عبد الرزاق دوراري (باحث جزائري) ،حامالً عنوان (البنى التّر ّ
كيبية).
10يُنظَرJean-Claude Beacco, La didactique de la grammaire dans l'enseignement du français et des :
langues, Ed. Didier, Paris, 2010, p.21-30.
Jean-Pierre Cuq & Isabelle Gruca, Quelques concepts organisateurs en didactique des langues, in 11
Cours de didactique du français langues étrangère et seconde, Ed. PUG, Grenoble, 2005, (p.77-88),
p.78-79.
12فما بلك بقضايا التعليل مثالً .ونتذكر دوما مقولة ابن سالم اجلمحي واصفا ابن إسحاق احلضرمي بأنه " أول من بعج النحو وم ّد القياس والعلل " .ينظر،
ابن سالم اجلمحي ،طبقات فحول الشعراء ،ج ،1.حتقيق حممود حممد شاكر ،دار املدين ،جدة اململكة العربية السعودية) ،د.ـ ،ص.14.
حبد كب ٍري من االستقالليّة النسبيّة .يُنظَرMichel Fabre, L’école peut-elle encore : كل مادة تعليمية البد أهنا تتمتّع ٍّ
هذا ،مع العلم أن ّ
13
former l’esprit ?, Revue française de pédagogie, n°143 (Philosophie & éducation), Ed. Ecole Normale
Supérieure de Lyon, avril-juin 2003, (p.07-15), p.12.
14
حمشوة
ويف هذا السياق جيب التأكيد على « أ ّن النحاة احملدثني مل يتحرروا إىل اليوم من هذا التقليد؛ حيث مازلنا نالحظ أ ّن كتب النحو ال تزال ّ
مبصطلحات ال صلة هلا بالواقع اللغوي ،ومن مثة ال ميكن أن حتقق أغراضها التعليمية املنشودة » .ينظر :أمحد حساين ،النظام النحوي العريب بني اخلطاب
باحلامة ،منشورات اجمللس األعلى للّغة
الفلسفي واخلطاب التعليمي ،ضمن أعمال ندوة تيسري النحو (املنعقدة يف 23ـ 24أفريل 2111باملكتبة الوطنيّة ّ
العربيّة ،اجلزائر( ،2111 ،ص 382.ـ ،)416ص .387.ذلك أن الدعوة إىل تيسري النحو ليست بدعة؛ بل ترجع إرهاصاهتا األوىل إىل بداية ظهور
املختصرات من أمثال "مقدمة خلف األمحر (ت181.ه)" ،و :خمتصر الكسائي " لصاحبه الكسائي (ت189.ه) ،و كتاب "خمتصر يف النحو" أليب حممد
السراج (ت 316ه) ،و " اجلمل " للزجاجي (ت 337ه) ،و " األمنوذج يف النحو " للزخمشري (ت538.ه) ،مثّ اليزيدي (ت212.ه) ،و" املوجز " البن ّ
تعاقبت املختصرات عرب عقود وقرون ،وتلتها املنظومات التعليمية املشهورة كألفية "ابن معطي" (ت 628ه) ،و ألفية "ابن مالك" (ت672.ه) ،وغريمها .غري
أ ّن هذه الفكرة بدأت تتبلور وتتض مع الثورة اليت أطلقها "ابن مضاء القرطيب" (ت 592ه) يف كتابه "الرد على النحاة" الذي عاتب فيه النحاة على تعقيدهم
الدرس النحوي ودعا إىل إلغاء القياس ،والعامل والعلل القياسية واجلدلية ،وغري ذلك مما رآه سببا يف تعقيد الدرس النحوي .وميكن القول إنّه منذ ذلك الوقت
أصب بإمكاننا التمييز بني توجهني متمايزين يف الدرس النحوي العريب ؛ ومها .1 :توجه تقليدي حمافظ يدعو إىل ضرورة االلتزام بالرتاث النحوي الذي تركه النحاة
األوائل ،ويأىب اخلروج عليه وميضي يف التزامه بل تقديسه ؛ .2توجه جتديدي يدعو إىل ضرورة تبسيط التنظري النحوي وتيسريه بكيفية جتعله يف متناول املتعلم ـ
عربيا كان أم غري عريب ـ الذي يستهدف متلك اللغة العربية كنظام واستعمال .