Professional Documents
Culture Documents
1
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
جامعة البليدة 2
قسم اللغة العربية و آدابها كلية اآلداب و اللغات
2
مقدمة :
هذه مجموعة دروس تطبيقية في مقياس اللسانيات الحديثة و املعاصرة ،موجهة لفائدة
طلبة السنة األولى ماستر ،شعبة الدراسات اللغوية ،تخصص تعليمية اللغات .
و هي تتضمن مجموعة من النصوص املختارة بعناية معدة للتحليل و النقاش ،تماشيا
مع البرنامج املسطر في املحاضرة و في مفردات البرنامج الرسمي الذي تم إنشاؤه لهذا التخصص
في مرحلة التدرج .
و كما هو معلوم فإن هذا التخصص يمتاز بالدقة و الضبط في القضايا التي تعرض على
الطلبة ،بما يتالءم مع تطور املفاهيم التعليمية ،و تشعب نظرياتها ،و تعدد مشاربها العلمية
و املنهجية ،و تداخلها مع عدة مجاالت أخرى السيما علوم التربية و علم النفس و مستجدات
ميدان التنمية البشرية و نظريات تطوير الكفاءات و الذكاء البشري .
لذلك اجتهدنا في تقص ي النصوص التي تلم بهذه الجوانب و كلنا أمل في أن يستفيد منها
طلبتنا األعزاء ،و يعمل زمالؤنا األكارم على تطويرها و نقدها البناء بما يعود بالنفع علينا و على
جميع املهتمين و املتخصصين في املجال .
و شكرا .
3
النص األول :
4
ونشير هنا إلى أنه قد اختلف في تصنيف املناهج بين الدارسين وذلك حسب الحقول املعرفية
التي درست فيها .وكذلك بسبب كون بعض الدارسين قد نظروا إلى بعض املناهج على أنها
أساسية نموذجية واعتبروا أخرى جزئية متفرعة عن األولى ،مما قلص من أهميتها مقارنة مع
الرئيسية .فقد اقترح فريد األنصاري أربعة مناهج للبحث في مجال العلوم الشرعية ،مراعيا في
ذلك طبيعة الدراسات اإلسالمية ،وخصوصياتها وهي :املنهج الوصفي واملنهج الحواري واملنهج
التوفيقي واملنهج التحليلي
وحينما كانت الدراسات اللسانية حقال من الحقول املعرفية املندرجة ضمن ما يسمى
بالعلوم اإلنسانية ،فهي لتفصح في نظرتها عن هذا األمر وتؤكده .فاللسانيات لم تتعدد مذهبا
ونظرية إال ألنها تعـددت منهجا .وهو ما سنحاول توضيحه من خالل هذه الدراسة بحول للا
وقوته .إال أنــه سنبــدأ من اللسانيات التاريخية وذلك استجابة ملطلب التأصيل الذي يستدعي
االنطالق من األسس األولى التي تنبني عليها املعرفة .فكان علينا بذلك أن ننطلق من املناهج
املعتمدة في اللسانيات التاريخية الــتي مهدت الطريق للسانيات الحديثة ،وجعلتها علما قائما
بذاته على الصورة التي هي عليها اليوم .فما هي إذا املناهج التي تمثل اللسانيات التاريخية ؟.
- 1مناهج اللسانيات التاريخية: historical linguistics
تطلق تسمية اللسانيات التاريخية على الدراسات اللغوية التي ظهرت في أوروبا في القرن
التاسع عشر امليالدي ،وتختلف الدراسات التاريخية على الدراسات النحوية التقليدية
القديمة ،وكذلك عن اللسانيات الحديثة التي ظهرت مع مطلع القرن العشرين من حيث املنهج
والتصور وتعمل هذه اللسانيات على دراسة اللغة الواحدة في تطورها عبر املراحل املختلفة منذ
نشأتها إلى يوم الدراسة قصد تبين تاريخها ،مع رصد ما وقع فيها من تغيرات صوتية ومعجمية
ونحوية وداللية ،وبيان األسباب الكامنة وراء ذلك.وقد سماها سوسير باللسانيات التطورية
(linguistique diachronique ) .و الدراسات التاريخية للغة كانت مرفوضة وغير مرغوب فيها
بتاتا عند اللسانيين .إذ لم يتقبلوها إال في أواخر القرن الثامن عشر امليالدي .وذلك راجع إلى
كون التاريخ في نظرهم ال يدرس األشياء والظواهر اللغوية ،وإنما يدرس حياة األمم السالفة
وتتطلب هذه اللسانيات جهدا أكبر إذ يتعين على اللساني معرفة اللغة األم ،وجميع اللغات
املتفرعة عنها قديمة كانت أم حديثة .إنه حسب ماريو باي عمل شبيه بعمل الشرطة السرية
5
املتمثل في التقاط املفاتيح وجمع الجزئيات وربط بعضها ببعض .أما فيما يخص املناهج
املعتمدة في هذه اللسانيات ،فقد أقصرها معظم الباحثين على منهجين هما :املنهج املقارن ،
ومنهج إعادة التركيب اللغوي (منهج إعادة التركيب الداخلي ) .ورأى بعضهم أنها ثالث مناهج ،
ومن هؤالء ميلوسكي الذي أضاف إلى املنهجين السابقين املنهج الفيلولوجي ،يقول " :إن
اللسانيات التاريخية استعملت ثالت مناهج العادة بناء اللغات ،املنهج الفيلولوجي ،و منهج
إعادة التركيب الداخلي ،واملنهج املقارن.
مناهج اللسانيات الحديثة
حسن إدريس ي
املناقشة :ابحث بعمق عن مفاهيم املناهج التي مثلت اللسانيات التاريخية
املعالجة :
_1_ 1املنهج املقارن: the comparalive méthode
ويهدف إلى الكشف عن القرابة املوجودة بين اللغات وتحديد األصل الذي تنحدر منه ،أو
كـما قال أحمد مومن :يكشف " عن القرابة املوجودة بين اللغات ومعرفة نسبها الجيني بصورة
دقي ــقة للغاية ".واللساني املتوسل بهذا املنهج يأخذ عينات لغوية من اللغة موضع البحث ثم
يقارنها بلــغة أخرى ليتوصل بذلك إلى العالقة والصلة التي تجمع بينهما .فإذا وجد العينات
اللغوية املأخــوذة من اللغتين متماثلتين بشكل جلي ،يتأكد حينها أن اللغتين تنحدران من أصل
واحد ؛ أي أنهما تنتميان إلى لغة أم واحدة.
وفي هذه املرحلة بالذات من الضروري توخي الحيطة و الحذر من مسألة ما يسمى باالقتراض
اللغـوي إذ ال يسمح للغوي مثال أن يقيم مقارنة بين كلمة internentفي اللغة الفرنسية وكل ــمة "
إنترنيت " في اللغة العربية فيحكم عليهما بناء على التشابه القائم بينهــما باالنتماء إلى أصل واحد
أو لغة أم واحدة .ألن هذا التشابه راجع إلى قضية االقتراض ،إذ ثم اقت ـراض كلمة Internet
من اللغة الفرنسية من طرف اللغة العربية بالشكل الذي هي عليه من دون أدنى تعديل النعدام
وجود مقابل لها في اللغة العربية.
6
إن اللساني في هذا الصدد يقوم بمقارنة صيغ لغوية للغتين أو أكثر ويحدد العالقة التي تجمع
بينهما .وبعد أن ينتهي من جمع املعطيات الخاصة بتلك الصيغ اللغوية يحاول أن يفترض صيغة
أولية لها ويتخذها كصيغة أصل تفرعت عنها مختلف الصيغ األخرى ،وقد تكون هذه الصيغة
األولية مستنبطة من لغة غير موجودة على أرض الواقع ؛كاللغة الهندوأوروبية مثال .ولتوضيح
هذه املسألة نقدم املثال الذي قدمه الهمان ( )Lehmannفي هذا الصدد حيث قال " :إذا أردنا
أن نعرف صيغة فعل الكينونة ( )tobeفي الطراز البدئي الهندوأوروبي ،فيمكن أن نقارنها في
بعض اللغات كالسنسكريتية ، astiواللثوانية ،estiواإلغريقية ،éstiوبعد هذا يمكن التوصل
إلى وضع الصيغة األصلية التالية ."ésti :وحتى يصل اللساني املقارن إلى الصيغة األصلية يتوجب
عليه االنطالق من أمثلة وصيغ عديدة كي تتم عملية املقارنة بكيفية منطقية وسليمة،
وللتوضيح أكثر نقدم جدوال يرصد أوجه االختالف واإلتالف بين اللغة العربية وبعض اللغات
األوروبية األخرى كالفرنسية واإليطالية واإلسبانية ،واإلنجليزية واألملانية .
_2_1منهج إعادة التركيب للغوي أو الداخلي:themethod of internal reconstruction
إن هذا املنهج حسب أحمد مومن يهدف إلى " إعادة البناء دون اللجوء إلى املقارنة .إذ أنه
يستعمل عندما تتعذر املقارنة بسبب انعدام اللغات املدونة .ويركز على العناصر املختلفة
داخل اللغة الواحـدة ،ويرمي إلى تمييز العناصر اللغوية العتيقة أو املهجورة من العناصر
اللغوية الجديدة "وفي هـذا تأكيد على أن هذا املنهج يرمي إلى تحديد االختالفات الداخلية للغة
من اللغات بغية تمييز العناصر القـديمة من الحديثة .إنه يعيد بناء اللغات بعيدا عن املقارنة
ألنها غير مدونة .وهو حسب ميلوسكي يتخـذ ثالث أشكال:
أ -يستخلص االستنتاجات على أساس التغيرات الفيلولوجية.
ب_ إنه في حالة كون صيغتان تمتلكان نفس الداللة ،على سبيل املثال ؛ إحداهما مطابقة
للن ــظام املورفولوجي العام ،واألخرى استثنائية ،ينظر إلى الصيغة االستثنائية منها على أنها
األقدم ألنها تنتمي إلى نظام لغوي قديم وهو ما أطلق عليه ميلوسكي منهج االستثنائية.
7
ج_ وفي شكله الثالث يتناول الصيغ السائرة في طريق االنقراض ،ويعتبرها األقدم إذا وجدت
صحبة أخرى في طريق التطور .وفي هذه النقطة قدم لنا مثاال مؤداه ) (thouو)(youأولهما سائرة
في طريق االنقراض ،واألخرى في طريق الحيوية ،ومنه فالصيغة األولى ) (thouهي األقدم .
وعلى العموم فهذا املنهج قد قدم نتائج جيدة ومقنعة للغاية ،ما يبرر ذلك ما قدمه من فرضيات
تأكدت من طرف الحفريات الحديثة فيما بعد.
3--1املنهج الفيلولوجي:the philological method
يعمل هذا املنهج على مقارنة النصوص املكتوبة داخل لغة من اللغات ،وذلك عبر مراحل
زمـنية مختلفة ،فهو يهدف إلى " :مقارنة النصوص املكتوبة داخل اللغة الواحدة عبر مراحلها
الت ــاريخية املختـلفة ".وفي هذا املنهج يعمل اللساني على مقارنة العناصر اللغوية التي تقوم
بنفس الوظـيفة اللغوية في جميع مراحل هذه اللغة ( قديمة ،متوسطة ،أم حديثة ) ،ويسجل
بدقة كل التغيرات الواقعة بطريقة تدريجية .ونمثل لذلك بمثال من اللغة البولونية ،مفاده أن
مقارنة تصريف األسماء في نصـوص هذه اللغة في القرن الرابع عشر امليالدي ،والخامس عشر
امليالدي ،مكنت من إرساء التطــور العام لألشكال البولونية خالل القرون الستة األخيرة .
وخالصة الكالم فعلى الرغم من أننا قد تعهدنا بالحديث عن مناهج اللسانيات الحديثة
فمسألة التأصيل فرضت علينا الرجوع إلى هذه املناهج ألنه لوالها ملا قامت للسانيات الحديثة
قائمة أصــال ،وعموما فهي مناهج علمية أثبتت جدارتها في املجال اللساني .إذ لقيت قبوال حتى
من لدن اللسانيات الحديثة ألنها تنسجم مع العلوم التجريبية .
8
النص الثاني :
اللسانيات البنوية
ّ
اللسانيات؛ ّ
داخلي ضمن علم يتنزل ضمن مستويين متفاعلين :مستوى اللسانيات علم ّ
ّ
ّ ّ ّ يتعلق ّ ّ
النظريات الجديدة انطالقا من املآزق التي اللسانية فتولد النظريات واملدار س بتطور
تمثل نقدا للسابق وإضافة جديدة ال تقطع ّ ّ ّ ّ ّ
نهائيا مع النظريات القديمة ،فكل نظرية تصل إليها
ّ ّ ّ ما قبلها من ّ
اللسانيات وسائر جي يتعلق بوجود صلة بين تصوراتّ .أما املستوى الثاني فخار
ّ ّ
ّ
اللسانيات تتأثر بما يحدث في الفلسفة العلوم املجاورة وقوامها عالقة تأثر وتأثير بينهما .ذلك ّأن
ّ ّ
اإلنسانية من نقد وعلم النفس وعلم االجتماع وغيرها وهي في نفس الوقت تؤثر في سائر العلوم
ّ
وإنشائية وأنتروبولوجيا.
ّ
للبنيوية. ضمن هذين املستويين يمكن أن ندرس آراء دي سوسير ّ
املؤسسة
ّ
البنيوية: ّ
اللسانيات ّ
والعلمية لظهور ّ
الفكرية ّ
الخلفيات-1
ّ األلسنية ّ
ّ بالعودة إلى كتاب سوسير ّ
العامة" يمكن أن نالحظ وجود مؤثرات املؤسس "دروس في
ّ ّ
اللسانية قبله .وبما كان يسود في عصره مختلفة تتعلق من جهة أولى بما كان سائدا في الدراسات
من مناهج ومفاهيم في سائر العلوم.
أ -نقد املنهج التاريخي املقارن:
باللسانيات التار ّ
يخية املقارنة .والسبب في ذلك هو ّ ّ
اللسانيات في عصر دي سوسير توسم كانت
ّ
الهندية ما ّ
توصل إليه القاض ي البريطاني السير وليامز جون من وجود تشابه صوتي بين اللغة
ّ
األروبية ( ، )1786وقد ّأدى هذا االكتشاف إلى تخلصّ ّ
السنسكريتية) واللغات القديمة (
اللسانيات من ارتباطها بالبعد الديني إلى نزعة ّ
علمية تعتمد املقارنة بين اللغات وتعتمد جملة ّ
من الخصائص يمكن إيجازها في العناصر التالية:
- 1االعتماد على منهج املقارنة بين اللغات .وقد هيمن هذااملنهج في القرن التاسع عشر و كان
منطلقه مع أعمال بروب(1816 Franz Bopp).
9
تمثل الجانب ّ ّ ّ ّ
املادي املحسوس من اللغة. الصوتي .واألصوات اللغوية - 2االهتمام بالجانب
ّ
الصوتية ّ
الصوتيات والوصول إلى جملة من القوانين تطور علموقد ّأدى هذا االهتمام إلى ّ
ّ ّ
العلمية ّ
املهمة .املتحكمة في انتقال الصوت من لسان إلى لسان .من ذلك مثال قانون غريم
ّ ّ بكي ّ ّ
يتعلق ّ
الجرمانية وفق اللغوية بين اللغات فية انتقال األصوات )(Grimm 1785-1863الذي
ضوابط ّ
علمية.
تطور الصوت اللغو ّي تار ّ
يخيا عبر الزمن ّ
وتتبع املسار الزمني الذي - 3التركيز على البحث في ّ
ّ
صرفية إلى صيغة جديدة . يقود إلى تغيير الكلمة من صيغة
ري فحسب يغفل جانبا ّ
مهما من اللغة ّ
التطو ّ لقد اعتبر دي سوسير ّأن االكتفاء بالجانب
تطور القيمة ّومثل لذلك بمفهوم القيمة؛ فمثلما نستطيع البحث في ّ ّ
املالية لقطعة وهو النظام.
أ ض واختالفها من من إلى آخر ،يمكن كذلك أن ّ
نحدد تلك القيمة اآلن بمعزل عن تاريخ ز ر
كل عنصر داخل النظام تطورها .وكذلك اللغة يمكن البحث عن نظامها الحالي (بنيتها) وقيمة ّّ
بصرف النظر عن املساار الزمني الذي قطعه ذلك النظام أو تاريخ التغيير الحاصل في قيمة ّ
كل
لكن دي سوسير لم يجعل املنهج اآلني بديال ّ
وضدا ينفي املنهج الزماني الزمانية)ّ .
ّ عنصرّ ( .
اآلنية‡
ّ
بل هو منهج يوازيه فاملنهج اآلني هو اقتطاع لنقطة ضمن خط الزمان.
ّ ّ
الوضعية في فلسفة العلوم: ب – التأثربالنزعة
ّ
املوضوعية في دراسة ّ
العلمية املطلقة ومبدأ ّ
الوضعية ) (positivismeالصرامة تعني النزعة
الظواهر .وقد ظهرت في فلسفة العلوم في القرن التاسع عشر على يد أوغيست كونط Auguste
ّ ّ ّ
والدينية في الدراسة الذاتية ))Comte 1798-1857وهي تقتض ي التخلص من كل االعتقادات
كل ما هو نفس ّي ّ
املوضوعية الصارمة واستبعاد ّ ّ
العلمي عن طريق ّ
العلمية والتركيز على الجانب
ّ
واإلنسانية جميعها قائمة ّ
العلمية أو حدس ّي أو غير قابل للمالحظة .وتعني كذلك ّأن الظواهر
ّ
الحتمية .ومن نتائج هذه النزعة وجود ّ
والتطور علمية صارمة مثل ّ
اآللية تطورها على قوانين ّ في ّ
املاركسية التي تربط ربطا ّ
حتميا بين البنية ّ ّ
املنهجية مثل الفلسفة ّ
نظريات تقوم على هذه املبادئ
ّ
الداروينية القائمة ّ
الفوقية (اإلنتاج الثقافي) .ومنها ّ
الطبقي) والبنية ّ
التحتية للمجتمع (الصراع
10
ّ ّ ّ
الحتمي لألجناس والكائنات .وقد أثرت هذه النزعة كذلك في أعمال دوركايم في علم التطور على
ّ
االجتماع وهو أحد املؤثرين في أفكار دي سوسير.
ّ ّ ّ ّ
العلمي الصارم وامتدادا لهذا للسانيات في طابعها الفعلية مثل منهج فرانس بروب البداية
الدينية ودراسة ّ
تطور اللغات واملقارنة بينها .ويمكن ّ ّ
العلمي من خالل استبعاد االعتقادات املنزع
ّ ّ ّ
املوضوعية الصارمة العلمي الذي يبحث عن أن نعتبر آراء دي سوسير امتدادا لهذا الخط
تصوره للغة تختلف لكن صرامة دي سوسير في ّ كل االعتقادات واألحكام املعيارّيةّ .واستبعاد ّ
ّ
التطور الزماني وعلى ّ
اللسانيات قبله فهي قائمة على مفهوم البنية ال عن النمط السائد في
الشكل ال ّ
املادة.
النظرية في العلوم املجاورة ّلل ّ
ّ ّ
سانيات: ج -التأثرباملفاهيم
ّ
انطلق دي سوسير في أفكاره من مفاهيم تعكس تأثره بالعلوم املجاورة له ،ويمكن أن ّنتخذ
مثالين لالستدالل على وجود هذا االقتباس:
- 1مفهوم القيمة في االقتصاد:
ّ
الشكلي من اللغة .وهو مفهوم اعتمد دي سوسير على مفهوم القيمة في ّ
تصوره للجانب
مقتبس من علم االقتصاد .فالقيمة في االقتصاد تعني مردود الش يء الذي يقاس بثمن معلوم.
األجنبية ّ
القوية مثل الدوالر ّ فمثال يقاس الدينار التونس ي بمقدار معلوم من الذهب أو العمالت
أهميته ودوره ضمن نظام اللغة؛ فمثال قيمة أو األوروّ .أما عند دي سوسير فتعني قيمة العنصر ّ
ألنها ال تلعب الدور نفسه .كما ّأن الصوتين
صوت الباء تختلف بين هاتين الكلمتين[ :بيت][ ،بين] ّ
ّ
التونسية إذ ال فرق في املعنى بين من يستعمل عبارة [قال] [ق] و[ڨ] لهما نفس القيمة في اللهجة
وعبارة [ﭬال].
ّ
األلسنية كما هو الشأن في ميدان االقتصاد السياس ّي تجابه يقول دي سوسير " :وذلك ّأن
ّ
مفهوم القيمة ،ففي هذين العلمين يتعلق األمر بنظام من املوافقات بين أشياء من أضرب
مختلفة أي في ّ
األول بين العمل واألجر وفي الثاني بين املدلول والدال"[ .دي سوسير ،ص]127
ّ
- 2البعد االجتماعي للغة:
11
ّ
اجتماعي وهذا هو املقصود يعتبر دي سوسير اللغة ّ
مؤسسة تتجاوز الفرد فهي نظام ذو بعد
االجتماعية .فاللغة عنده مجموعة من املواضعات التي ّتتفق حولها مجموعة من
ّ ّ
باملؤسسة
ّ ّ
تتكلم نفس اللسان .يقول دي سوسير ّ
اجتماعي معرفا اللغة "" :فهي في اآلن نفسه نتاج الناس
ّ ّ مللكة الكالم ،ومجموعة من املواضعات ّ
االجتماعي ليتمكن األفراد من ممارسة يتبناها الكيان
هذه امللكة" [دي سوسير ،ص.]29
ّ
الشكلي يعكس نزعة التجريد في الفلسفة والعلوم الصحيحة: - 3الجانب
ّ
اللسانيات علما ّ
مهتما بالشكل تصور دي سوسير للغة اعتبار أهم املبادئ التي قام عليها ّ
من ّ
ّي ّ
يمثل نقلة كبيرة في ّ التصور ّ ّ ّ اللغو ّي ال ّ
تصور املجرد لعناصر النظام اللغو الصوتية .هذا باملادة
ّ
التجريبية من أصوات وكلمات ّ
اللسانيات مرتبطا فقط بالوقائع ّ
اللساني فلم يعد موضوع العلم
ّ ّ بل صار مرتكزا على البعد ّ
املجرد تأثرا بمقولة الشكل املجرد لنظام اللغة .ويعكس هذا البعد
ّ التي سبقت إلى الفلسفة ّ
خاصة عند إيمانويل كانط ( .)1724-1804ويعكس كذلك التأثر بنزعة
التجريد والترييض في العلوم الصحيحة.
ّ ّ
اللسانيات بمختلف العلوم: - 4اتصال
ّ
اللسانيات مع سائر العلوم. سوسير في دروسه جملة من الصالت التي تعقدها ّ أحص ى دي
لأللسنية عالقات وثيقة ّ
جدا بعلوم أخرى، ّ باللسانيات .يقول "ذلك ّأن
ّ ّ
وسماها العلوم املقترنة
ّ
وهذه العلوم تقتبس منها بعض املعطيات تارة وتوفر لها بعض املعطيات تارة أخرى .والحدود
التي تفصلها عن تلك العلوم ال تظهر دائما بوضوح"[ .دي سوسير ،ص ]25وكان مشروع دي
ّ
اللسانيات عن هذه االختصاصات .ويمكن أن الكيفية التي يمكن أن ّ
يميز من خاللها ّ سوسير
نحص ي اعتمادا على ما ورد في دروسه جملة من الصال مع العلوم التالية :اإلتنوغرافيا (دراسة
ّ
الثقافية) ،علم االجتماع ،علم النفس، طريقة حياة الشعوب) ،األنتربولوجيا (دراسة الظواهر
الفيزيولوجيا ،الفيلولوجيا (دراسة اللغة انطالقا من املخطوطات واآلثار التار ّ
يخية املكتوبة).
ّ ّ ّ ّ ّ
داخلية مستقلة لسانيات اللسانيات: وقد أحص ى ديسوسير في ضوء هذا االتصال ضربين من
متصلة بها.جية ّ
ولسانيات خار ّ
ّ عن سائر العلوم
12
السؤال :قدم عرضا تتناول فيه على ضوء النص خصائص البنية في اللسانيات و مفهوم املهج
الوصفي السوسيري
املناقشة :
ّ
اللسانيات: - 1خصائص مفهوم البنية في
اللساني بفضل أفكار دي سوسير وانتقل إلى سائر العلومّ نشأت مفهوم البنية في التفكير
اللسانيات في النصف ّ
ّ ّ ّ
األول من اإلنسانية بعد أن تبنته مجموعة من املدارس .ولذلك توسم
بأنها ّ
بنيوية نسبة إلى هذا املفهوم .فما ذا نعني بالبنية؟ القرن العشرين ّ
ّ البنية نظام من العناصر ّ
الداخلي بينها والترابط ولذلك ينظر إليه في كل ّيته
ّ يتميز باالنسجام
ّ ال في أجزائهّ ،
ألن ّ
أي عنصر فيه ال يمكن أن ننظر إليه مستقال بنفسه ذلك ما ذكره دي سوسير
ّ
اللغوية وما تحمله من ترابط بين الدال واملدلول. في ّ
تصوره مثال للعالمة
ّ ألي عنصر إال من خالل ما ينسجه من عالقات مع ّ و ال قيمة ّ
بقية العناصر .وتمثل تلك
مادة ذلكاملهم هو ّ
شكليا قابال للوصف في شكل قواعد وتعميمات ،فليس ّ ّ العالقات جانبا
ّ
سوسيريا قائما على اعتبار اللغة شكال ال النظام بل الشكل الذي ُب ِني عليه .ويترجم ذلك مبدأ
ّ
مادة.
مستقل بذاته عن العوامل الخار ّ
جية يكتفي بنفسه .وهو قائم على جملة من القواعد ّ النظام
ّ ّ ّ
الداخلية اللسانيات التي تنظم العالقات بين العناصر .ويرتبط ذلك بحديث دي سوسير عن
اللغوية في ّ
حدذاتها وفق منهج ّ
آني. ّ ّ
بالتطور التاريخي واملقارنة بل ببنية الظواهر التي ال ّ
تهتم
د اسة البنية يمكن أن ّ
تتحقق في مستويات مختلفة :التركيب ،األصوات ،الداللة ...وقد ر
ّ ّ
اهتم دي سوسير بهذه املستويات وإن ركز على الكلمة دون الجملة وعلى الطابع الشكلي بدل
ّ
فاهتم بالعالقة بين الدال واملدلول وبالجانب الشكلي من الصوت وبالعالقات ّ
الداللي. الجانب
ّ
السياقية داخل الجملة.
ّ
يمكن أن نمثل ملفهوم البنية بلعبة الشطرنج :فهذه اللعبة عبارة عن مجموعة عناصر
الي عنصر إال من خالل دوره ووظيفته في اللعبة .وليس ّ
مهما أن تكون اللعبة مترابطة ال قيمة ّ
13
ّ
األساسية تكمن في العالقات أي ّ
مادة أخرى بل القيمة صنعت من الخشب أو البالستيك أو ّ
ّ
الشكلية بين العناصر .كذلك اللغة يمكن اعتبارها ظاهرة قائمة على مفهوم البنية فالكلمة
ّ والنص جميعها ظواهر ّ
ّ
لغوية قائمة على عناصر مترابطة .وهذه الفكرة تمثل خروجا والجملة
ّ
والداللي واملقارنة بين اللغات. ّ
الصوتي ّ
التطور ّ
اللغوية بمقاييس ّ
مهما عن ربط الظواهر
ّ
البنيوية ّ
اللسانيات و قد كان ملبادئ دي سوسير املنشورة في كتابه تأثير عظيم ّ
خاصة في
ّ ّ
األروبية .وقد لخص جورج مونان عظم تأثير أفكار دي سوسير في عبارة "أخيرا جاء دي سوسير"
ّ
اإلنسانية "ثورة ّ
اللسانيات والعلوم حد اعتبار ما أحدثه دي سوسير من تأثير في بل ذهب إلى ّ
شك اعتبار هذا التأثير الذي أحدثته آراء دي سوسير حدثا بما ّأنه ّ
غير كويرنيكية" .ويمكن بال ّ
ّ
نلخص ّ ّ ّ ّ ّ
أهم الدواعي اإلنسانية .ويمكن أن اللسانيات وجعلها علما مؤثرا في سائر العلوم وجه
التي تجعل من آراء دي سوسير حدثا في العناصر التالية.
- 2نشأة املنهج الوصفي بديل عن املقارنة والتأريخ:
ّ ّ
اإلنسانية بأفكار دي سوسير ،وكان من ثمار ذلك بروز املنهج الوصفي الذي ينظر تأثر ت العلوم
اللسانية على ّأنها بناء متكامل بين عناصر ومجموعة وظائف ّ
ّ
موزعة بينها وال قيمة إلى الظواهر
ّ ّ ّ
وامتد هذا املنهج إلى األدب واألنتروبولوجيا وسائر ألي عنصر إال من خالل وظيفته الشكلية.
ّ
البنيوية بين تلك اإلنسانية :فكل ظاهرة هي بنية مترابطة وال ّبد من وصف العالقات
ّ العلوم
يهمنا منه الظروف التار ّ
يخية األدبي ال ّ
ّ ّ
النص العناصر .بصرف النظر عن تاريخ الظاهرة .فمثال
ّ
النص بنية مترابطة تفسر اختيارات كاتبه بل ّ
يهمنا اعتبار النفسية التي ّ
ّ لنشأته وال الجوانب
النص وقيمته في ذاته ال في عالقته بتاريخ الكاتب أو ّ
نفسيته. ّ ذات عناصر متشابكة فننظر إلى
14
النص الثالث :
15
ّ
فردي؛ ثانيا ما هو اجتماعي ّ
عما ما هو ّ عن اللفظ (الكالم) نفصل في اآلن نفسهّ :أوال ما هو
عما هو ثانو ّي وعرض ّي بدرجة من الدرجات [ ." :دي سوسير ،ص]34
جوهر ّي ّ
أهمهاّ :
ثنائية اللغوية عند دي سوسير بجملة من الخصائص ّ ّ - 3العلمةاللغويةّ :
تتميز العالمة
ّ
اعتباطيةالعالقة بين الدال واملدلولّ .أما املبدأ
ّ ّ
للدال ومبدأ الدال واملدلول ،الطابع الخطي
ّ ّ
للدال فيرتبط بالطابع السمعي للعالمة فحين نقول "كتاب" أو "طاولة" الثاني فهو الطابع الخطي
ّ
من املستحيل أن ننطق بكل األصوات في نفس اللحظة فال ّبد أن يتتابع النطق بشكل خطي صوتا
ّ
الخطي نجده مثال عندما ّ
نغير ترتيب األصوات (أمل) إلى بعد صوت .والدليل على هذا البعد
سمعية ّ
ّ ّ
فإنه يجري في الزمن وحده وله بالتالي (ألم) يقول دي سوسير ":ملا كان الدال ذا طبيعة
ّ ّ
خصائص الزمنفهو يمثل امتدادا ويمكن أن نقيس هذا االمتداد من حيث بعد واحد هو الخط".
ّ
السمعية للكلمة التي يلتقطها السامع(دال) تعني ّ
ثنائية الدال واملدلول االرتباط بين الصورة
ّ
الصوتية ّ
الذهنية التي يلتقطها السامع ويربطها بتلك األصوات(مدلول) فمثال الصورة والصورة
ّ
الثنائية .لكن لو (أمل) ترتبط بذلك الشعور بالتفاؤل كما نفهمه .فكل عالمة قائمة على هذه
ّ ْ
تصورنا كلمة (مأل) فهذا اللفظ ال يدل على ّأيمعنى ولذلك ال يمكن اعتباره داال وال يمكن أن
ّ
لغويةّ .أما املبدأ الثالث فهو عدم وجود عالقة ضرورّية بين الدال واملدلول
يتحول إلى عالمة ّ
ّ
فاملجموعة اتفقت بمحض الصدفة على اعتبار األلفاظ (أمل) ّ
تدل على الشعور بالتفاؤل
تل على الشعور بالوجع .لكن كان يمكن أن يكون األمر بالعكس ألن الصورة واأللفاظ (ألم) ّ
ّ
الذهنية وبال منطق ضروري يجعل تلك ّ
اعتباطيا بالصورة ّ
السمعية) مرتبطة ّ
األكوستيكية (
الصورة الصوتية ملتحمة باملعنى والدليل على ّ
ذلكأننا يمكن أن نجد نفس الصورة الصوتية
ّ
تمثل داال يرتبط بمعنى " ّ
األجلية" في مرتبطة بدليلين مختلفين بين لغتين :مثال كلمة » « car
ّ
االنجليزية. ّ
الفرنسية ومعنى "السيارة" في
- 4اللسانيات الداخلية و للسانيات الخارجيةّ :
يميز دي سوسير بين دراسة اللغة في ذاتها
ّ
اللسانيات التي تدرس فقط آني وبين دراسة اللغة في عالقتها بسائر الظواهر . ولذاتها بمنهج ّ
ّ
اللسانيات التي تدرس اللغة في عالقتها بسائر داخليةّ .أما
ّ يسميها لسانياتموضوع اللغة ّ
افية اللغات ّ
جية مثل جغر ّاللسانيات الخار ّ
ّ ّ
وتوزعها بين البشر فيسميها الظواهر الخارجة عنها
ّ ّ ّ ّ
االجتماعية. اللسانيات النفسية أو اللسانيات أو
16
السياقية :في دراسة تركيب الجملة يالحظ دي سوسير ّأن
ّ - 5العلقات الجدولية والعلقات
كل كلمة ّإما أن ّ
تعوض بكلمات أخرى لها نفس الدور أو أن تكون مرتبطة بما قبلها وما بعدها ّ
من كلمات .فمثال هذه الجملة" :كتب الشاعر قصيدة".
جدولية مع كلمات أخرى يمكن أن ّ
تعوضها: ّ ّ
كل كلمة ترتبط بعالقات
كل كلمة مع ما قبلها وما بعدها من كلمات .فكلمة ّ
السياقية فتعني عالقة ّ ّأما العالقات
سياقيا بالفعل (كتب) وباالسم (قصيدة) وهذا السياق هو الذي ّ
يحدد معناها. ّ الشاعر ترتبط
ّ
السياقية بسياق بنيويا إذا قارّنا هذه العالقات
يمكننا أن ندرك الفرق بين قيمة الفعل كتب ّ
آخر مختلف في مثل هذه الجملة املختلفة (كتب للا عليكم الصيام) حيث تختلف عالقات
السياقية ّ
فتؤدي إلى معنى جديد. ّ الفعل
السؤال :بين أثر املبادئ السوسيرية في اللسانيات األوروبية و املدارس التي نشأت عن ذلك
املناقشة :
من املالحظ ّأن دي سوسير لم يستعمل مصطلح "البنية" فلم يشر إلى هذا املفهوم باسمه
ّ
التصور مثل الشكل والنظام والعالقات ّ
تصب دالالتها في نفس بل استعمل مصطلحات أخرى
واآلنية .وهذا ما دفع جورج مونان إلى القول إلى ّأن دي سوسير"بنيو ّي دون أن يعلم ّأنه كذلك".
ّ
أسست ّ
كل املبادئ لكن ذلك ال ينقص من فضل دي سوسير شيئا فمن الثابت ّأن دروسه ّ
ّ
ومنهجيا في مجال العلوم الضرورّية ووضعت األسس الضرورّية ملفهوم البنية وكانت حدثا ّ
علميا
ّ
البنيوية اإلنسانية ّ
تسبب في نشأة الكثير من املدارس .ويمكن أن نالحظ ارتباط أكثر املدارس ّ
ّ
األروبية بتفصيل مبادئ دي سوسير .ونحص ي مثال ّ
أهم هذه املدارس:
ّ
التمييزية عند دي اهتمت بمبدأ اعتبار اللغة شكال ال ّ
مادة وبمفهوم القيمة - 1مدرسة براغّ :
ّ
املهتم ّ
الصوتمية ّ
الشكلي من األصوات سببا في تأسيس علم سوسير .فكان تركيزها على الجانب
ّ
التمييزية. ّ
الصوتمية والقيمة بمفاهيم الصوتم والسمات
كل عنصر داخل نظاماهتمت بوظيفة التواصل في اللغة وبوظيفة ّ ّ
الوظائفيةّ : - 2املدرسة
ّ
الثنائي(.لفاظم وصواتم). ّ
واهتمت بنظام الجملة الشكلي القائم على التقطيع اللغة.
17
اهتمت بتمييز ديسوسير بين الشكل ّ
واملادة وبين الدال واملدلول - 3مدرسة الغلوسيماتيكّ :
ّ
اللغوية فأعادت صياغته في مبادئ شبه ر ّ ّ ّ
ياضية. الشكلي من العالمة وركزت على الجانب
ّ
وبكيفية ّ
اللغوية ّ
الذهني من العالمة ّ
النظامي اهتمت بالجانب ّ
النظاميةّ : ّ
النفسية - 4املدرسة
خاصة ّ
ثنائيتي الدال/املدلول واللغة والكالم. تحققه في الكالم .فاستحضرت ّّ
ّ
البنيوية بين مختلف العناصر في الجملة ّ
السياقية - 5النحو البنيو ّي عند تنيارّ :
اهتم بالعالقات
نحوية و عالقات ّ
بنيوية ّ
داللية. بنيوية ّ
واستخلص وجود ضربين :عالقات ّ
ّ ّ هذه املنزلة التي ّ
للسانيات الحديثة ينبغي أن ال تحجب عنا جملة من تبوأها وجعلته أبا
االحترازات ّ
أهمها:
لكنه لم يكن يقصد هذا التأسيس ،فقد ّ للبنيوية ّ
ّ املؤسس ّ
ألول يمثل دي سوسير ّ ّ
عبر عن آرائه -
ّ
ولعله لم يكن ّ
يقدر ما أحدثته من تأثير عظيم .فهو لم في شكل دروس نشرها تالمذته بعد وفاته
ّ يستعمل مصطلح البنية ّ
وإنما ّ
األساسية .هذا ما دفع جورج مونان إلى مهد له بجملة من املبادئ
القول " ّإن دي سوسير بنيو ّي دون أن يعلم ّأنه كذلك".
ّ
تمثل ّ األروبيةّ ،
ّ ّ ّ
نظرية متكاملة أو مدرسة لكنها ال للبنيوية -تمثل مبادئ دي سوسير أساسا متينا
علمي ّ ولعل تلك اآلراء كانت نتيجة ّ
بديهية لسياق ّ ّ
مستقلةّ .
مهد ألفكاره ،ولذلك يرى جورج مونان
اللسانيات ّأنه لم يكن وحيدا في صحراء .بل امتدادا لنزعة تستعيد مشروع نحو
ّ في كتابه تاريخ
بورويال في تأسيس قوانين ّ
عامة للغات.
18
النص الرابع :
19
ّ
الركنية” ،ويقصد يسمى بـ”محور التوزيع” أو “العالقات ّ
ويتصل بهذا املبدأ ش يء آخر هو ما ّ
ّ
العملية بها تنظيم ،وتوزيع األلفاظ املختارة وفق قوانين اللغة ،وما تسمح به من ّ
تصرف ،وهذه
هي التي ّ
يسميها جاكبسون :إسقاط محور االختيار على محور التوزيع.
العدول
سماه ابن ّ
جن ّي قديما ،أو كما ّ
سماه جاكبسون “خيبة ّ
ويسمى “االنزياح” ،أو “االنحراف” كما ّ
حتى ّ
سماه بعضهم “علم االنحرافات” خاصة في علم األسلوب ّ
أهم ّية ّ
االنتظار” ،ولهذا املبدأ ّ
20
ّ ّ االتجاه يعنى ّ ّ ّ ّ
النص ،ويبني اللغوية في بالكم ،وإحصاء الظواهر اإلحصائية :وهذا األسلوبية -3
األدبي ّ
ّ تفرد ّ ّ
االتجاه إذا ّ أحكامه بناء على نتائج هذا اإلحصاءّ .
حقه فإنه ال يفي الجانب ولكن هذا
ّ األدبيّ ،
ّ ّ ّ ّ
وإنما يحسن هذا االتجاه إذا والتفرد في العمل الخاص، ألنه ال يستطيع وصف الطابع
ّ
األسلوبية األخرى . كان ّ
مكمال للمناهج
ّ
ّ
الذاتية في النقد، ّ
العلمية ،ويتحاش ى يتحرى الدقةاإلحصائي أسهل طريق ملن ّ
ّ ويبقى ّأن املنهج
ّ
موضوعية الناقد أي بعد أن فيجب أن يستخدم هذا املنهج كوسيلة لإلثبات ،واالستدالل على
ّ
النص. النص باملناهج األخرى التي تبرز جوانب ّ
التميز في ّ نتعامل مع
ّ
األدبي على ثالث مراحل هي: ّ
الفيلوجية :وهو منهج يقوم بدراسة العمل - 4منهج الدائرة
تتكرر حتى يعثر على سمة ّ
معينة في األسلوب ّ مرة ّ
مرة بعد ّ ّ
النص ّ األولى :أن يقرأ الناقد
ّ
مستمرة. بصفة
السيكلوجية التي ّ
تفسر هذه السمة. ّ ّ
الخاص ّية الثانية :يحاول الناقد أن يكتشف
ّ
العقلية. لينقب عن مظاهر أخرى لبعض الخصائص النص ّ
ّ الثالثة :يعود ّ
مرة أخرى إلى
مرة ّ ّ
ويعد سبتزرّ ،أول من مرة بعد ّ ّ
النص ّ فهذه املراحل الثالث تشكل في هيئتها الدوران حول
ّ
طبق هذا املنهج على أعمال ديدرو ورواية شارل لويس.
ويعرف ّ
العاديةّ ، ّ
األسلوبية عن اللغة ّ
أسلوبية االنزياح :وهي تقوم على مبدأ انزياح اللغة -5
الجيد هو الذياألسلوب على ّأنه انزياح عن املعيار املتعارف عليه ،فهم يعتقدون ّأن األسلوب ّ
ّ
االعتيادية على اختالفهم في مدى هذا االنحراف ،واالنزياح ّ
األصلية ،وطريقتها ينحرف عن اللغة
طبقه أهل الحداثة في أدبهم ،واملعتدلكل قواعد اللغة ،وهذا ما ّ فمنهم من يدعو إلى الخروج عن ّ
منهم يقولّ :إن االنزياح يكون في حدود قواعد اللغة حيث يكون اإلبداع بسلوك طرق جديدة
ّ
ويسميها كوهمين “االنتهاك” حيث لكنها ال تخالف قواعد اللغة أي النحو ، غفل عنها اآلخرونّ ،
ّ
املثالي في اللغة وانتهاكه. ّإن املبدع يعتمد في إبداعه على اختراق املستوى
ّ
واملضموني ،ويسعى ّ
الشكلي، ّ
األدبي بجانبيه ّ
األدبية :وهي تعنى بدراسة األسلوب ّ
األسلوبية -6
ّ
االتجاه إلى اكتشاف الوظيفة ّ
ّ
األدبي ،وذلك عن طريق التكامل ّ
النص الفن ّية للغة أصحاب هذا
21
ّ
اللساني .وهذا هو الوصفي اللغو ّي
ّ الجمالي الذي ّ
يهتم به الناقد ،والجانب ّ ّ
األدبي بين الجانب
يهتم باملعنىّ ، ّ
االتجاه اللغو ّي الذي ال ّ ّ الذي ّ
وإنما بالشكل والصياغة. يميز هذا االتجاه عن
ّ ّ
االتجاه على ّ ّ ّ ّ
النص عليه املتلقي ،وقياس تأثيرات وينصب اهتمام هذا التأثرية : األسلوبية -7
ّ
النص من خالل الحق في توسيع دالالت من خالل استجابته ،وردود فعله ،حيث ّإن ّ
املتلقي له ّ
تجربته هو].[34
ّ
األسلوبية والبلغة :
هناك أوجه ّاتفاق كثيرة بين علم األسلوب ،وعلم البالغة كما توجد أوجه اختالفّ ،
ولعل
ّ
الوقوف على هذه الفروق يوضح لنا ويجلي مدى العالقة ،واالتصال بين علم األسلوب والبالغة.
ّ ّ
فأما أوجه االتفاق فهي كما يأتي :
ًّ
ّ - 1إن كال منهما نشأ منبثقا من علم اللغة وارتبط به.
ّ - 2إن مجالهما واحد وهو اللغة واألدب.
- 3علم األسلوب استفاد كثيرا من مباحث البالغة مثل علم املعاني ،واملجاز ،والبديع ،وما
ّ
الفردية. ّيتصل باملوازنات بين الشعراء وأساليبهم
ّ
األسلوبية هما :العدول واالختيار. - 4كما ّأنهما يلتقيان في ّ
أهم مبدأين في
ّ
األسلوبية مع البالغة ّ
األسلوبية وريثة البالغة ،وهي أصل لها ،و تلتقي - 5يرى بعض ّ
النقاد ّأن
النص ال ّ
يتجزأ. ّ نظرية النظم ،حيث ال فصل بين الشكل ،واملضمون كما ّأن مع ّ
ّ
واألسلوبية تعتمد على “املوقف” ،وواضح ما بين - 6البالغة تقوم على “مراعاة مقتض ى الحال”،
املصطلحين من تقارب.
ّأما أوجه االختالف فهي على النحو اآلتي:
-1علم البالغة علم لغو ّي قديمّ ،أما علم األسلوب فحديث.
األسلوبية ّ
فإنها تدرس مسائلها بطريقتين: ّ -2البالغة تدرس مسائلها بعيدا عن الزمن والبيئةّ ،أما
أ -طريقة ّ
أفقية :أي عالقات الظواهر بعضها ببعض في زمن واحد.
22
تطور الظاهرة الواحدة على ّ
مر العصور. أسية :أي ّ
ب -طريقة ر ّ
ّ
النص املدروس فإنها تحاول أن تكشف مدى نجاح النص ّ
الفن ّية ّ ّ - 3عندما تدرس البالغة قيمة
األسلوبية ّ
فإنها ّ التقييمية ّ ،أما
ّ في تحقيق القيمة املنشودة ،وترمي إلى إيجاد اإلبداع بوصاياها
النص ّّ ّ ّ ّ
املميزة له. خواص اإلبداعية بعد إثبات وجودها وإبراز تعلل الظاهرة
توقفت عند الجملتين ّ ّ - 4من حيث ّ
كحد أقص ى في دراستها للنصوص، املادة املدروسة فالبالغة
ّ
الجزئية مرتبطة ّ
األسلوبية فتنظر إلى الوحدة ّ
وتجزئهاّ .أما كما ّأنها تنتقي الشواهد ّ
الجيدة
ّ ّ ّ ّ
النص كامال. بالنص الكل ّي ،وتحلل
ّ
األسلوبية فغايتها التشخيص ،والوصف تعليمية ترتكز على التقويمّ ،أما
ّ - 5البالغة غايتها
للظواهر ّ
الفن ّية.
ّ
األسلوبية واألسلوبية ّيتضح لنا ّأنه ال تعا ض بينهماّ ،
وأن ّ وبعد هذه املقارنة بين البالغة
ر
ّ
ولكنها ّ
تقدمت إال على أكتاف البالغةّ ، ّ
األسلوبية لم تنهض استفادت من البالغة كثيرا ،بل ّإن
التقدم ال يصعب على البالغة أن تحوزه إذا ما عليها في مجال علم اللغة الحديث ،ولو ّأن هذا ّ
ّ
األلسنية عموما، استفادت من مبادئ ،وإجراءات علم اللغة الحديث ،وعلم األسلوب ،واملناهج
علمية ثابتة ،وقواعد راسخة ،وما بذله لها علماء البالغة بل ّإن البالغة ،وبما تملكه من إمكانات ّ
ّ
النظريات السابقة إذ ما التزمت ّ
متطورة تفوق ّ
كل قديما وحديثا قادرة على خلق ّ
نظرية حديثة
ّ
الجرجاني قدمه عبد القاهر العلمي الحديث ،ويظهر هذا في ما ّ
ّ ّ
التطور بأساسها ،واستفادت من
بنظريته املشهورة التي قفزت بالبالغة إلى درجات لم تصل إليها اللغات األخرى ّ للبالغة من ّ
تطور
ّ ّ
إال في هذا العصر ،فلو وجدت البالغة من يكمل املسير الذي سار عليه عبد القاهر ملا تأخرت
ّ العربية وأهلهاّ .
وإن ّ ّ
أي علم يتخلف عن في هذا العصر ،وبقيت تحت مرمى سهام الحاقدين على
وتقدمها ّ
تطور العلومّ ،مواكبة ّ
فإنه يتقادم ،ويذبل أمام بهرجة الحديث ،وإغرائه خصوصا إذا
ّ وجد من ّ
يتبناه من الباحثين ،والعلماء املتمكنين.
د سهام طالب علي
ّ ّ
األسلوبية مبادئ واتجاهات
23
السؤال :قد تقييما لألسلوبية على ضوء النص
املناقشة :
ّ
األسلوبية، ّ
وسلبيات ،وهذا ينطبق أيضا على ّ
إيجابيات ّ
نقدي لكل منهجال غرو أن يكون ّ
ّ
األدبي قراءة ّ
النص ّ
وبنيوية ،يمكن استثمارها في دراسة ّ
شكلية ّ
منهجية باعتبارها مقاربة
األسلوبية ّأنها بالغة جديدة ،تمتح مفاهيمها
ّ ّ
إيجابيات واستكشافا واستجالء .ومن ث َّم ،فمن
ّ
والتداوليات ،والبالغة ،والنقد ّ
والشعرية، ّ
اللسانيات، ّ
التطبيقية ،من ّ
النظرية ،وتستعير ّ
آلياتها
ّ ّ األدبي كما ّ
الشكلي والبنيو ّي.
ّ لسانية ،تتسم بطابعها منهجية ّ
نقدية ّ ّ
األسلوبية تعد ّ
ّ ّ ّ ّ ّ
األسلوبية وأهم ما تتسم به املوضوعية بشكل من األشكال. العلمية ومن ث ّم ،فهي تميل إلى
النقدية األخرى ّأنها تدرس األسلوب بنية ،وداللة ،ووظيفة ،وتعنى ّ
بأدبية ّ باملقارنة مع املناهج
بتنوعها .كما تصف واإلبداعية ّ
ّ ّ
اللغوية ّ
األدبي ،وتصف األساليب بآليات التجنيس وتهتم ّ
النصّ ، ّ
ّ
تداولية. تركيبية ،أم ّ
داللية ،أم ّ ّ
صرفية ،أم ّ
صوتية ،أم ّ
األسلوبية البارزة ،سواء أكانت الظواهر
ّ
والنص ،والقارئ املنهجية على األسلوب فقط ،بل ّ
تهتم بالكاتب، ّ ّ
األسلوبية في مقاربتها وال تقتصر
األدبي ،في ضوء معطيات ّ ّ
للنص ّ
اللساني األسلوبية هي الوصف ّ حد سواء .ومن هناّ ،
فإن على ّ
يخي ،قد انتقلت من األسلوبية ،في مسارها التار ّّ وشكلية .أضف إلى ذلكّ ،أن ّ ّ
ولسانية، ّ
بنيوية،
ّ ّ ّ ّ
واستقالليته ،وانسجامه، األدبي في فرادته النص املؤلف ،واملبدع إلى دراسة التركيز على ِ
املوضوعية ( ّ ّ ّ ّ ّ
النص( ،ومن الطابع النفس ّي، املؤلف( إلى ِ ( ة الذاتي من انتقلت :أي . ساقه وات
ّ
والبنيوية. ّ
والسيميائية، ّ
واإلحصائية، ّ
اللسانية، بخصوصياته ّ ّ
العلمي والتعبير ّي إلى الطابع
ّ
يتوضح مجالها ّ يتحدد بدقة ،ولم ّ األسلوبية ّأن موضوعها لم ّ ّ
سلبيات ب ْيد ّأن من ّ
أهم
ّ
اللسانيات، األسلوبية مع مجموعة من املعارف ،مثل: ّ كاف؛ نظرا إلى تداخل التخصص ّي بشكل ٍ ّ
ّ
األسلوبية لم األدبي… ويعني هذا ّأن ّ ّ
والسيميائيات ،والنقد ّ
والشعرية، ّ
والتداوليات، والبالغة،
ّ ّ ّ ّ ّ
األسلوبية. الخاصة في التعامل مع الظواهر ومنهجيتها تحدد بدقة موضوعها ،ومجال اكتمالها،
تؤرقها ،هي املواضيع نفسها التي ويضاف إلى هذاّ ،أن املفاهيم التي تشتغل عليها ،واملواضيع التي ّ
ّ
والتخصصات األخرى. تناولتها العلوم
24
ّ
وقضية االنزياح ،والحقيقة ّ
األدبية، ّ
األدبية ،وتقعيد األجناس ّ
قضية وإذا أخذنا ،مثال،
ّ
والبنيوية ّ
الشعرية، البالغية ،فهي االهتمامات نفسها التي ّ
اهتمت بها ّ واملجاز ،والصور
ًّ
لسانيا ّ
والتداوليات… عالوة على هذا ،فالتركيز كثيرا على األسلوب ّ
والسيميائيات، ّ
اللسانية،
ّ
االنطباعية، ّ
وشكلية ،تخلو من املتعة وكم ّية، يحول الدراسة إلى وثيقة ّ
علميةّ ، وإحصائيا ّ
ًّ
ّ
األولوية لألسلوب على حساب الداللة ّ
الذوقية .ومن جهة أخرى ،تعطي ّ
الجمالية وتفتقر إلى
واملرجع.
ّ
ويخصصه ًّ
أسلوبيا، ّ
النص عما ّ
يميز نظرية وتطبيق ،والهدف منها هو البحث ّ األسلوبية ّ
ّ إن
ّ
األسلوبية ،وتبيان طبيعة ّ
النص تهتم باستكشاف خصائص ّ
ألسلوبية ّ وجماليا .بمعنى ّأن
ًّ ّ
فن ّيا
مكونات هذه األساليب فهما ،وتفسيرا ،وتأويال .أي :ربط النص ،وتحديد ّ ّ األساليب املوظفة في
وجماليا ،مع تحديد رؤية الكاتب إلى العالم في ضوء ًّ ًّ
وفكريا، ًّ
نفسيا، األسلوب بآثا ه في ّ
املتلقي ر
مكونات الكالم من :أصوات، األسلوبية تسعى إلى دراسة ّ ّ أسلوبه .ويضاف إلى هذا ّأن املقاربة
ومقاطع ،وكلمات ،وجمل ،وعبارات ،وربطها بمجموعة من املقصديات املباكرة وغير املباكرة.
النص بالكاتب نفسه طبق مقولة بوفون“ :األسلوب هو ّ كما ّأن الهدف منها هو ربط أسلوب
ّ
والشعرية، باللسانيات ،والبالغة، ّ الكاتب نفسه” .وفي هذا الصدد ،يمكن االستعانة
ًّ
أسلوبيا. ّ
األدبي ّ
النص وجمالية ّ
التلقي ،في مقاربة ّ ّ
والتداوليات، ّ
والسيميائيات،
ّ
ّ
املتميزة التي ّ
التقنية الخاصةّ ،
وآلياته ّ األدبي يمتلك أساليبه ّ ّ
النص ويعني هذا كله ّأن
ّ
تخصصه عن النصوص األخرى .ومن ث َّم ،فهناك حاجة ماسة إلى تبيان تلك األساليب املوظفة،
الفن ّية .عالوة على ذلك ،يمكن دراسة ّ
املكونات جمالياتها ّ
ّ وتحديد خصوصياتها ،واستكشاف
النص كما يرى ذلك رومان جاكبسون ،وال يقتصر األمر على دراسة ّ
املكونات ّ ّ
االستبدالية في
والتركيبية فقط ،بل ال ّبد من دراسة البعد
ّ ّ
الداللية التركيبية كما يرى ريفاتير دراسة ّ
املكونات ّ
النص في ّ
املتلقي أو ّ ّ
األسلوبية التي يحدثها ّ
الوجداني الذي يحمله األسلوب ،أو استخالص اآلثار
القارئ.
ّ ّ ّ ّ
النص املنهجية التي تتمثل في قراءة األسلوبية على مجموعة من الخطوات وعليه ،تعتمد
ّ
الشعرية التي تنبني على محوري ّ
الجمالية ،أو بنية ،وداللة ،وسياقا ،مع استكشاف الوظيفة
ّ
االستبدال )الداللة) ،واملجاورة )التركيب ،أو النحو( ،وجرد العديد من األساليب التي يوظفها
25
الخاصة التي ّميز
ّ ومقصدية ،والبحث عن األساليب ّ املبدع ،أو الكاتب بنية ،وتركيبا ،وداللة،
ثم وصف ّ
باللسانيات تارة ،واإلحصاء تارة أخرىّ ، الكاتب عن باقي ّ
الكتاب اآلخرين ،مع االستعانة
ّ ّ ّ ّ
األسلوبية ،والبحث عن بنياته االستبدالية األدبي في كشف خصوصياته النص ،أو املؤلف
ّ
األسلوبية ّ
والتداولية .كما تتخطى ّ
والداللية ّ
اللسانية ّ
والتركيبية ،وتبيان مختلف وظائفها
األدبي إلى استكشاف النفس ،والحياة ،والعالم، ّ االستقراء البنيو ّي الداخلي للنص أو املؤلف
واللساني إلى الخارج النفس ّي،
ّ األسلوبية قد تنتقل من الداخل البنيو ّي،
ّ واإليديولوجيا .بمعنى ّأن
السيكولوجية ،أو االجتماع ّية.
ّ ّ
باألسلوبية واالجتماعي ،ضمن ما ّ
يسمى ّ
26
ّ
املتعددة في ويمكن د اسة بنية الزمن ترتيباّ ،
ومدة ،وتواترا .ونرصد أيضا وجهات النظر ر
ّ عالقتها بوظائف الراوي ،مع تحديد ّ
مكونات الوصف من خالل التوقف عند مجموعة من
ّ
السردية. الصور
ّ
النص ،أو العمل الدر ّ ّ ّ
امي ،مع املتعددة املوظفة في وعلى مستوى املسرح ،ندرس األساليب
ّ
سجالتها تنضيدا ،وتهجينا ،وأسلبة ،دون أن ننس ى ّ
عمليات تحديد طبيعة اللغة ،وذكر أنواع
ّ
التواصلي ،وطبيعة ّ
العاملية ،والنظام ّ
الرشحية ،والبنية اجية ،أو ّ
التلفظ ،واإلشارات اإلخر ّ
ّ
والحجاجية… ّ
البالغية ّ
املسرحي ،والصور التركيب
ّ ّ
ّ
هيرومنطقية )الشرح، األسلوبية هي دراسة كل ّية من جهة ،ودراسة
ّ ويتبين لنا من هذا كله ّأن
ّ
ّ
وداللية. األسلوبية مقاربة ّ
شكلية، ّ والتفسير ،والتأويل) من جهة أخرى ،تبحث عن املعنى .أيّ :إن
ّ
اللسانيات ّ
التخصصات ،كمفاهيم ّ
األسلوبية مفاهيم مجموعة من وبصفة ّ
عامة ،تستثمر
ّ
النص – التجنيس)، أدبية ّ
الشعرية ) ّ )الصوت – الصرف – املعجم _ التركيب( ،ومفاهيم
النص املوازي )عتبات الداخل والخارج(، ّ التداوليات) ّ
نظرية أفعال الكالم( ،ومفاهيم ّ ومفاهيم
ّ
البديعية(…. ّ
واملحسنات ّ
البالغية، ومفاهيم البالغة )الصور
ّ
األسلوبية، أهم مجال للدراسةاملنهجي ،يقول صالح فضل“ :أحسب ّأن ّ ّ وفي هذا السياق
ّ
ّ
األدبي، ّ
املتخيل األدبية ،ال ّبد من أن يتعلق ببناء شبكة
ّ عندما تنصب على تحليل خواص اللغة
التخييلية املستغرقة للنصوصّ عبر تحليل أشكال املجاز ،وأنساق الصور ،وتكوينهما للبنى
ّ
التصو ّرية الكل ّية لألعمال
ّ النوعي لت ّ
قنيات التعبير ،وتوليدها لألبنية ّ بأكملها ،فمثل هذا التحليل
األدبية ،ومحاولة اإلمساك بالطوابع ّ الجزئية في النصوصّ األدبية ،هو الكفيل بتجاوز الخواص ّ
ّ ّ وعندئذ تصبح ّ ّ ّ
املتعددة ّ
مجرد األسلوبية عمليات التقاط الظواهر ٍ املميزة ألساليبها الكل ّية،
ّ ّ ّ خطوة إجر ّ
املتعددة، النقدي الكفيل بالربط بين مستويات التعبير ائية ،ال تكتمل إال بالتحليل
ّ ّ ّ وسنرى فيما بعد ّأن الدراسة ّ
تصورا كل ًّيا ملا يطلق عليه بمكعب التداولية التي وضعت النص ّية
ّ ّ ّ
األسلوبية في نسق التحليل الكل ّي للنصوص النص ّية ،تفسح مجاال واضحا للبحوث البنية
األسلوبية إلى دراسة النصوص ،والخطابات ،واألعمال ّ األدبية .]37 [”.وعليه ،تستند املقاربة ّ
ّ ّ ّ ّ
واملقصدية ،مع استثمار األدبية بالتوقف عند ثالث محطات رئيسة هي :البنية ،والداللة،
27
ّ
الصرفي ،واملستوى ّ
واإليقاعي ،واملستوى ّ
الصوتي، ّ
التحليلية ،كاملستوى مجموعة من املستويات
ّ
املناص ّي، ّ
التناص ّي ،واملستوى ّ
التداولي ،واملستوى ّ
الداللي ،واملستوى ّ
التركيبي ،واملستوى
ّ
املرجعي… الوصفي ،واملستوى املعمار ّي ،واملستوى
ّ واملستوى
ّ
الغربية منذ أواخر القرن التاسع ّ
األسلوبية قد ظهرت في الثقافة مما سبق ذكرهّ ،أن ّ
تبين لناّ ،
بتعدد مدارسها وفروعها ،والهدف من ذلك هو وصف الخصائص اللسانيات ّ
ّ عشر ،قبل ظهور
ّ
والجمالية ،وتبيان مميزاته ّ
الفن ّية، اإلبداعي ،باستكشاف ّ
ّ ّ
النص ّ
األدبي ،أو ّ
األسلوبية داخل األثر
ّ
األسلوبية من معطف البالغة ووجدانيا .ومن ث َّم ،فقد خرجت
ًّ ّ
املتلقي ًّ
ذهنيا، أثر ذلك في
ّ
والسيميائيات… ومن ث َّم، ّ
والتداوليات، ّ
والشعرية، ّ
اللسانيات، ًّ
منهجيا مع املعيارّية لتتشابك
ّ
الغربية بمراحل أربع: ّ
األسلوبية فقد ّ
مرت
ّ
األسلوبية مرت ّ
النص ،ومرحلة القارئ ،ومرحلة السياق .في حينّ ، مرحلة الكاتب ،ومرحلة
ّ
العربية بمجموعة من املراحل املتداخلة ،واملتشابكة التي يمكن تحديدها في مرحلة البيان،
ومرحلة املعاني ،ومرحلة البديع ،ومرحلة النظم ،ومرحلة املحاكاة والتخييل… ومن هنا،
ّ
الهيرمونيطيقي .أي: فاألسلوبية ال تقتصر على الشكل فقط ،بل ّ
تتعداه إلى الفهم ،والتفسير ّ
تجمع بين الشكل واملعنى.
28
النص الخامس
29
-3التكلم معبرا عن األفكار واملشاعر عند الحديث.
-4رسم اللغة املعبرة عن األفكار والخواطر كتابة
إن تعليم اللغة ينبغي له أن يستند إلى أساس وظيفتها في الحياة ،فاللغة منطوقة أو مكتوبة
لها وظيفة أساسية هي تيسير عملية االتصال بين أفراد املجتمع اإلنساني ،والبداية األولى في
ّ
اتجاه تعليم اللغة وظيفيا هي تحديد أهداف كل نشاط يتعلق باللغة على أن يكون ذا ٍ
صلة
بالغايات االربع أعاله ،والخطوة الثانية :هي التخطيط بعناية لتحقيق تلك االهداف ،والخطوة
الثالثة هي التطبيق العملي أي التدريس الفعلي
يمثل التعليم في املراحل األولى ركنا أساسيا من أركان إعداد املتعلم للحياة ،وتأهيله للتعامل
شك في أن أي خطة دراسية ال مع البيئة بصورة تسمح له باكتساب خبراتها ومعارفها .وليس من ٍ
ّ
يمكن لها أن تحظى بالنجاح إال بإعداد الوسائل العملية الواضحة،التي من شأنها أن تفي
بأغراض هذه الخطة ،وأن يتمكن املتعلم من االملام بما تضمنته جوانبها من ألوان املعرفة
املختلفة ،وتقع اللغة من هذه الوسائل موقعا فريدا ،فاللغة في املراحل األولى من التعليم ليست
مادة دراسية فحسب ولكنها الوسيلة األساسية لدراسة املواد األخرى واستيعابها.
إبراهيم خليل عباس
التعلم الوظيفي للغة
السؤال :ابحث عن خصائص الوظيفية في اللسانيات و تقسيماتها
املناقشة :
خصائص الوظيفية في اللسانيات :
-1تعد النظرية الوظيفية اللغة وسيلة للتواصل أي نسقا رمزيا يؤدي مجموعة من الوظائف
أبرزها وظيفة التواصل.
ُ
-2القدرة عند الوظيفيين هي معرفة املتكلم بالقواعد التي تمكنه من تحقيق االغراض
التواصلية بواسطة اللغة.
ّ
هذه
-3تعتمد النظرية الوظيفية أن بنية اللغة الطبيعية ال ترصد خصائصها إال إذا ربطت ِ
البنية بوظيفة التواصل.
30
ّ
-4يفرد الوظيفيون للغة وظائف متعددة ،لخصها ( جاكوبسون) في ست وظائف هي:
-1الوظيفة املرجعية.
-2الوظيفة االنفعالية.
-3الوظيفة الطلبية.
-4الوظيفة الشعرية.
-5الوظيفة التنبيهية.
-6الوظيفة اللغوية الواصفة
واللغة العربية إحدى اللغات الحية في العالم والتي تستند في أصالتها بوصفها لغة القرآن
الكريم ،كذلك هي لغة فريدة في أصواتها وتراكيبها ،إن تعليم اللغة العربية يرتبط بصورة
أساسية بموضوعاتها ،وكيفية استعمالها من الم تعلمين لها في الحياة اليومية في مختلف
املستويات والبيئات ،ويلحظ أن هناك قصورا في الواقع التعليمي في التعامل مع هذه
االشكاليات ،حيث سعة املادة العلمية وغزارتها دون تحقيق األثر املرجو عند املتعلم ،وضعف
ّ
مواكبة املادة العلمية لواقع الحياة املحيطة باملتعلم ،وقد لخص االستاذ عبد الرحمن الحاج
صالح هذه االشكالية في:
-1العناية والتركيز على الخطابات اليومية ،واللغة الشفوية كون املتعلم يعاني ضعفا في القدرة
سته لذلك التعبير في الواقع التربوي اليومي.
على التعبير الشفاهي نتيجة ضعف ممار ِ
-2العناية بحاجات املتعلم وذلك باالعتماد على حوارات ونصوص واقعية من البيئة التي يعيش
فيها .
بوصفه يولي الوظيفة التواصلية للغة
ِ لذلك تتأتى أهمية االتجاه الوظيفي في النحو العربي،
عناية كبيرة ،ويربط ذلك بالواقع االجتماعي ،مما يجعل دراسة اللغة دراسة حية وعملية ،ويعد
ُ
النحو الوظيفي من أهم االنحاء التي تعنى بالجانب الوظيفي لقواعد اللغة العربية.
31
النص السادس
32
أفكاره مؤثرة في نشأة مدرسة براغ نشاط بارز في هذه املناقشة .وقد عبر ماثيوس عن أفكاره في
شكل ثنائيات متمايزة تتعلق بالطرفين األساسيين للجملة ،وتأثير كيفية ترتيبهما في الوظيفة التي
تؤديها الجملة .وهذه الثنائيات هي ثنائية املوضوع ، topicوالتعليق ، commentأو البؤرة focus
ّ
وثنائية املتقدم ، themeواملتأخر ، rhemeوثنائية املسلمة ، givenواإلضافة new.فاملتقدم هو
الش يء املتحدث عنه الذي يفترض املتكلم معرفة املخاطب له ،واملتأخر هو الجزء املتمم للجملة
ّ
الذي يضيف إلى معلومات املخاطب السابقة معلومات جديدة تتصل باملتقدم ،واملسلمة هي ما
يقدمه املتكلم من معلومات يدركها السامع من مصدر ما في املحيط (أي املقام ،أو النص
السابق) ،واإلضافة ما يقدمه املتكلم من معلومات ال يدركها السامع من مصادر أخرى،ففي
الجملتين:
)(1مؤسس الدولة األموية هو معاوية بن أبي سفيان
)(2معاوية بن أبي سفيان هو مؤسس الدولة األموية
ّ
والبالغيون) واحد فيهما، نجد أن املعنى اإلسنادي (أو النسبة الخارجية كما يقول املناطقة،
إذ كالهما يفيد أن تأسيس الدولة األموية كان على يد معاوية بن أبي سفيان ،وبناء على ذلك
فهما مترادفان تقريبا ،ولكن من الواضح أنهما يستعمالن في سياقيين مختلفين ،واختالف
السياقين يفسر بما يعتقده املتكلم بشأن ما يعرفه املخاطب حول موضوع الجملتين ،فكل جملة
من الجملتين تفترض أن أحد الطرفين يعرفه املخاطب ،وهوتأسيس الدولة األموية في الجملة
األولى ،ومعاوية بن أبي سفيان في الثانية ،وأن الطرف الثاني غير معروف ،وهو من أسس الدولة
األموية في الجملة األولى؟ ،ومن هو معاوية بن أبي سفيان في الجملة الثانية؟ فاملعلومات التي
ّ
يفترض املتكلم أن املخاطب يعرفها تسمى مسلمة ، given informationواملعلومات التي يضيفها
تسمى إضافة ،أو معلومة جديدة new information.وكما هو واضح فإن بنية كل جملة من
الجملتين السابقتين محكوم بالوظيفة التي يريد املتكلم أن يؤديها خطابه ،ففي ( )1كانت
الوظيفة (أي الغرض اإلبالغي) هي اإلعالم بمن أسس الدولة األموية ،وفي ( )2كانت الوظيفة هي
التعريف بمعاوية بن أبي سفيان .إن الفرق األساس ي في معالجة البنيويين ،والوظيفيين لهذه
ّ
الجملة يتمثل في أن البنيويين يصفونها كما هي في حين أن الوظيفيين يتساءلون عن سبب كونها
كذلك؛ أي أن البنيويين يحاولون اإلجابة عن كيف ،أو ماذا ،وأن الوظيفيين يحاولون اإلجابة
عن ملاذا.
33
وتختلف اللغات في مدى حرية املتكلم في ترتيب املسند إليه ،واملسند ،فبينما تتيح العربية
مثال احتماالت مختلفة بسبب وجود قرينة اإلعراب التي بها نستطيع أن نميز املعلومات املسلمة
من املعلومات الجديدة ،تعد اإلنجليزية من اللغات التي تكون فيها الرتبة مقيدة إلى حد كبير؛
ولذا فهي تلجأ إلى قرينة التنغيم أكثر من غيرها في تحديد املعلومات املسلمة ،واملعلومات
الجديدة ،وقد تلجأ أيضا إلى استخدام صيغة املجهول الذي تتضمن األداة byكما في
The rat was eaten by the cat.
وهو األسلوب الذي يترجم خطأ في العربية بـ الجرذ أكل من قبل القط ،وترجمته الصحيحة
هي الجرذ أكله القط؛ ألن هذه الترجمة تؤدي الوظيفة (أو الغرض البالغي) التي يقصدها املتكلم،
وهي إظهار العناية بالجرذ ،وليس بالقط ألنه هو موضوع الحديث ،وفي الوقت ذاته تحافظ على
البنية املألوفة في العربية دون اللجوء إلى بنية غريبة مستوردة (وهي "من قبل" في السياق
املذكور).
وإضافة إلى اإلعراب تؤدي قرينة املطابقة في اللغة العربية ،وكذلك اللغة التشيكية مهمة
التمييز بين الفاعل ،واملفعول ،وهو ما يتيح للمتكلم اختيار من يقدم أوال الفاعل ،أو املفعول
حتى عند غياب قرينة اإلعراب ،وذلك كما في املثال اآلتي:
ضربت عيس ى يسرى
ومن العناصر اللغوية األخرى التي تحدد القديم من الجديد من املعلومات أداة التعريف( كـ
ال في العربية ،و theفي اإلنجليزية) ،حيث يشير العنصر املرتبط بها إلى ش يء يعرفه املخاطب،
أما غيابها ،أو وجود أداة التنكير( كالتنوين في العربية ،و aفي اإلنجليزية )فيفيد أن العنصر
املرتبط بها ال يعرفه املخاطب .ومن األمثلة التي يمكن ذكرها هنا قوله تعالى:
"ولقد أرسلنا إلى فرعون رسوال ،فعص ى فرعون الرسول"( .القرآن الكريم ،املزمل .)73 :16
فقد أشارت كلمة "رسوال" الخالية من أداة التعريف إلى مرجع غير معروف في حين كان دخول
ال على كلمة رسول الثانية سببا في تحديد املقصود بالرسول.
املخاطب هو الذي يقرر أي من املعلومات ينبغي أن يعد من
ِ ويرى اللسانيون الوظيفيون أن
املسلمات ،وأيها ينبغي أن يعد جديدا ،وقد أكد هاليدي Hallidayهذه الحقيقة عندما ذهب إلى
القول بأن "الذي يحدد وضع املعلومة ليس بنية الخطاب بل املتكلم" ومن الوسائل املعينة
34
قولة ما هو أن نجعل القولة جوابا لسؤال
ملعرفة املعلومة املسلمة من املعلومة الجديدة في ٍ
نسأله بعد النظر في محتواها الداللي ،انظر كيف يمكن أن نعرف املعلومة الجديدة من خالل
طرح األسئلة في القوالت اآلتية:
س -1ماذا فعل القط؟
ج -1لقد أكل الجرذ.
س -2ماذا حدث للجرذ؟
ج -2لقد أكله القط.
س -3هل الكلب أكل الجرذ؟
ج -3ال ،بل القط هو الذي أكل الجرذ.
س -4هل القط أكل الجرذ؟
ج -4ال ،بل الجرذ هو الذي أكله القط.
الحظ أن املعلومة املسلمة يشار إليها بالضمير كما في الجواب رقم ( )1حيث أشير إلى القط
بالضمير املستتر في "أكل".
ويقسم الوظيفيون ما تعورف عليه باملتقدم ثالثة أقسام :املتقدم املوضوعي topical
،themeواملتقدم الشخص ي ، interpersonal themeواملتقدم النص ي textual themeفمثال
املتقدم املوضوعي القط في نحو "القط أكل الجرذ" ،ومثال املتقدم الشخص ي بصراحة في نحو
"بصراحة ،أداؤك ال يعجبني" ،ومثال املتقدم النص ي على أية حال في نحو "على أية حال ،حاول
أن تعيد النظر في أدائك ،وسترى".
- 2الدراسات الصياتية والصرفية:
كان للوظيفيين اهتمام كبير بدراسة األصوات فاق أي اهتمام آخر ،وكان لهم الفضل في
التمييز بين علم األصوات ،وعلم الصياتة ،وهذا التركيز على الدراسات الصياتية لم يقتصر على
أتباع مدرسة براغ بل ينطبق أيضا على مدرسة فيرث ،والسيما في مراحلها املبكرة .
35
ولعل من الجدير بالذكر هنا أنه باستثناء اإلسهامات التي قامت بها مدرسة براغ في مجالي
النظرة الوظيفية للجملة ،ونظرية املوضوع ،والتعليق املشار إليهما سابقا فإن أفكارهم النحوية،
والداللية تجاوزتها التطورات التي قام بها اللسانيون األمريكيون ،أما إسهاماتهم في الصياتة فال
تزال مؤثرة في اللسانيات األمريكية املعاصرة .ويعود تطوير النظرية الصياتية إلى رومان
ياكبسون ) Roman Jakobson) (1896-1982الذي صاغ فكرة العموميات ، universalsتلك
الفكرة التي استفاد منه التوليديون في علم الصياتة التوليدي generative phonology.وفي
صوغه لفكرة العموميات يعارض ياكبسون دوسوسو ،وبواس في زعمهما بوجود نسبية بين
اللغات ،وأن كل لغة لها نظامها الخاص ،فقد ذهب إلى القول بوجود اثنتي عشرة سمة مميزة
موجودة في جميع اللغات .وسنرى في الحديث عن املدرسة التوليدية أن إنكار النسبية ،والقول
بالعموميات يوافق األسس التي تقول بها املدرسة التوليدية.
وتحدث ياكبسون أيضا عن ضوابط عامة منتظمة تتصل بكيفية اكتساب الطفل بعض
األصوات ،وكيفية فقدها عند اإلصابة بمرض الحبسة aphasiaالذي يؤدي إلى العجز عن نطق
األصوات ،ومن بين ما يذكره ياكبسون في هذا املجال أن التمييز بين الصوامت االنفجارية،
ّ
واللثوية ، (/b/و /t/مثال )يسبق التمييز بين الصوامت اللهوية ،واللثوية ، (/k/و /t/مثال) ،وهوِ
ما يفسر املشكلة التي يعاني منها الطفل في نطق الكاف /k/حين يحرفه إلى تاء /t/.ويتعلم
األطفال الصفات االنفجارية قبل االحتكاكية أما آخر الصوامت التي يميز بينها الطفل فهما الراء
،/r/والالم /l/.وعندما يفقد اإلنسان القدرة على النطق على نحو تدريجي تكون التمييزات
األخيرة في تدرج النمو اللغوي عند الطفل أول ما يفقده ،فإذا استعاد قدرته على النطق مرة
أخرى كان ترتيب استعادة النطق معاكسا لترتيب الفقدان ،وموافقا للطريقة التي يكتسب بها
الطفل القدرة على التمييز بين األصوات ابتداء.
محمد محمد يونس علي
املدارس اللسانية
السؤال :اختر نموذجا من أعمال رواد املدرسة الوظيفية و تحدث عن مفاهيمه بعمق
املناقشة :
36
وربما كان من أهم إنجازات مدرسة براغ في مجال الدراسات الصياتية ما يسميه اللساني
الروس ي نيكوالي تروبتسكوي ) Nikolai Trubetzkoy (1890-1938بالسمات املميزة
distinctive features.وعلى الرغم من أن تروبتسكوي ،وأتباعه في مدرسة براغ طبقوها على
التحليل الصياتي phonological analysisفقد طبقها جاكبسون على علم الصرف ،وأفاد منها
النحاة التوليديون ،والتحويليون إلى حد كبير ،كما أفاد منها علماء الداللة ،والسيما في نظرية
الحقول الداللية. semantic fields.
كان تروبتسكوي عضوا في حلقة براغ اللسانية ،وعد كتابه مبادئ الصياتة Principles of
Phonologyالذي أكمله قبل وفاته بقليل املصدر األساس ي إليضاح منهجه الوظيفي في دراسة
األصوات.
وأولى تروبتسكوي اهتماما كبيرا بالعالقات االستبدالية بين الصيتات ،فوازن بينها معتمدا في
تمييز بعضها من بعض على السمات التي تميز إحداها من األخرى .وأشار إلى أنواع من التقابالت
التي تقع بين الصيتات نذكر منها:
)(1التقابل الخاص ، private oppositionوذلك حين يكون املميز بين الصيتتين سمة واحدة
كما في التقابل بين التاء ،والدال اللذين نقول في التمييز بينهما أن الدال /د /مجهورة ،والتاء /ت/
مهموسة.
)(2التقابل التدرجي ، gradual oppositionوذلك حين يكون االختالف بين الصيتات ناشئا عن
سمة التدرج كما في الفرق بين الصيتة القصيرة الكسرة العربية ،ومقابلتها األطول ياء املد.
)(3التقابل املتكافئ ، equivalent oppositionوذلك حين يكون للصيتة سمة مميزة ليست في
الصيتات األخرى ،كما في التاء /ت ،/والكاف /ك/.
لم تكن الوظيفة التمييزية distinctive functionالوظيفة الوحيدة التي اكتشفها
تروبتسكوي ،وأتباعه ،بل ثمة أيضا الوظيفة ّ
املحددة demarcative functionالتي تبين الحدود
ِ
بين مبنى لغوي ،وآخر في السلسلة الكالمية ،وتعزز التماسك في املبنى اللغوي الواحد كي يبدو
موحدا .وإذا كانت الوظيفة التمييزية تنشأ عن مقابلة الصيتات بعضها ببعض ،فإن الوظيفة
املحددة تنشأ عن استخدام السمات فوق املقطعية suprasegmental featuresالتي تتعلق
بسلسلة صياتية مكونة من صيتتين فأكثر ،وذلك كالنبر ، stressوالنغمة ، toneوالطول length
37
فالنبر مثال يميز بين صيغة االسم في الكلمة اإلنجليزية ، importوصيغتها الفعلية ( importحيث
يكون النبر في االسم على املقطع األول ،وفي الفعل على املقطع الثاني) .وهناك سببان العتبار هذه
السمة فوق مقطعية ،أو عروضية ( prosodicكما يحلو للبعض أن يسميها) :أوال :أن النبر
مسألة تتعلق بطغيان (أو إبراز لـ) مقطع على املقاطع األخرى التي تشترك معه في املبنى نفسه ،أو
في املباني املصاحبة له .وثانيا :أن التحقق الصوتي للنبر ال يمكن أن يوصف بأنه سابق ،أو الحق
من الناحية الزمانية للتحقق الصوتي ملا يحاذيه من عناصر صياتية أخرى ،وفي هذا يختلف عن
السمات املقطعية التي يمكن أن نقول فيها ذلك .ومن القواعد فوق املقطعية في العربية التي
يمكن أن تذكر هنا أن املقطع ال يبدأ إال بصامت ،وأنه ال يبدأ بصامتين متواليين ،وأن النبر يقع
على نهاية املقطع في الكلمات املكونة من مقطع واحد ،وعلى نهاية املقطع الثاني في الكلمات املكونة
من مقطعين .
وإذا كان التقابل بين الصيتات يعبر عن اختالفها ،واختالف معاني الكلمات بناء على ذلك ،فإن
التقابل بين بعض ّ
التنوعات الصوتية allophonesللصية الواحدة قد يكون له وظيفة تعبيرية
.expressive functionفكلما ضاقت فتحة الصائتين /au/في لهجة لندن عبر ذلك عن تدني
مكانة املتكلم االجتماعية ،وكذا فإن نطق الضاد داال عند النساء في مصر (كما في كلمة
" ّ
تفضل") يعبر عن جنس املتكلم.
38
النص السابع ( نص مساعد ) :
39
نالحظ أن هذا املثال يحتوي على أربع مونيمات متتابعة ،ويسمى معنى كل لفظة مدلوال،
وصيغتها الصوتية داال ،وهي وحدات دنيا يستحيل تحليلها إلى وحدات دالة أصغر منها ،ويمكن
استبدالها بوحدات أخرى ضمن قائمة مفتوحة.
ب -/التقطيع الثاني:
يمكن تقطيع املونيمات إلى وحدات صغرى مجردة من كل داللة ولكنها مميزة تسمى
بالفونيمات وهي محصورة في كل لسان( ) .مثال :
كتب عمر درسه
ك ت ب /ع ُ مـ ر ُ /د ر سـ ُـه
انطالقا من هذا يكون التقطيع املزدوج قانونا أساسيا من قوانين اللغة البشرية( ).
يقول مارتيني" :املونيمات :هذا التعبير الصوتي ينبني بدوره على وحدات تمييزية ومتتابعة
هي الفونيمات ،وعدد الفونيمات محدود في كل لسان ،وهي تختلف أيضا من حيث النوع
والعالقات املتبادلة فيما بينها من لسان إلى آخر"( ).
اعتمد مارتيني على مبادئ مدرسة براغ ،فساهم في تطور اللسانيات في أوروبا عموما ،وفي
فرنسا بصفة خاصة ،وقد ركز على الوظيفة التواصلية للغة ،واعتبر الفونيمات وحدات
تمييزية ،عددها محدود في كل لسان ،وهي تختلف من حيث النوع وطبيعة العالقات املتبادلة
فيما بينها من لسان آلخر كما أنها بمثابة وحدات صغرى يتكون منها املونيم.
د أمال بناصر
الل ّّ
سانية محاضرات في املدارس
40
النص الثامن ( نص مساعد ) :
اللسانيات األمريكية
تابع علماء بعض املدارس األمريكية اللغوية ما توصلت إليه املدارس األوربية البنيوية،
وأضافوا إليها وأيدوا وعارضوا ،وجاء "سابير" رائد البنيوية األمريكية ومعلم األجيال من علماء
اللغة األمريكيين وتلميذ من تالمذة "بواز" ،وكان واسع الثقافة له اهتمامات علمية وكثيرة
ومتنوعة .ويبدو أنه قد بدأ دراسته للغة بعيده عن أفكار "سوسير" ولكن فكرة النماذج اللغوية
التي نادى بها ال تبعد كثيرا عن التفرقة التي وضعها "سوسير" بين اللغة والكالم .وفكرة النماذج
اللغوية :هي أن كل إنسان يحمل في داخله املالمح األساسية لنظام لغته ؛ أي :إن جميع النماذج
الفعلية التي تقدمها اللغة لتأكيد عملية االتصال ،هي نماذج ثابتة ،وهي الخليقة بالدراسة؛ ألنها
األهم واألكثر حيوية في حياة اللغة .وذلك مقابل االستخدام الفعلي للغة املتمثل في املادة اللغوية
املنطوقة.
أما بلومفيلد 1949م Bloomfieldفيعد علما من أعالم الدراسات اللغوية في أمريكا ،وكتابه
"اللغة" يعدونه هناك "إنجيل علم اللغة" ؛ إذ إن البحث اللغوي األمريكي ـ مهما تعددت اتجاهاته
ومناهجه ـ يدين بالفضل لهذا العالم ومبادئه ،سواء أكان ذلك باالتفاق معه أو بمعارضته .وقد
أفاد "بلومفيلد" من املعين السويسري؛ إذ تأثر به و أخذ عنه فكرتين مهمتين:
الفكرة األولى :النظرة السنكرونية في التعامل مع اللغة.
واألخرى :الفكرة البنيوية للغة في عموم معناها.
والبنيوية عند "بلومفيد" وأتباعه بنيوية من نوع خاص ،وهي في الوقت نفسه مبدأ من
منظومة من املبادئ التي تكون منهجا عاما ؛ ال يمكن فهمه أو التعرف عليه بوجه مقبول إال
بالنظر في جملة هذه املبادئ بصورة ما ،فلقد التزم "بلومفيلد" باملنهج البنيوي الوصفي ولكن
بطريقة خاصة أصبحت علما عليه وعلى مدرسته.
ومما سبق يمكننا القول أن البنيوية التقليدية مرت بثالث مراحل يمكن تمييز بعضها عن
بعض على النحو اآلتي :
41
املرحلة األولى :مرحلة دي سوسير واألوروبيين في عمومهم ،وكان جل اهتمامهم باللغة ال
بالكالم ،وبيان العالقات الداخلية بين وحدات الجملة ،تلك العالقات التي تعد النواة للمعنى
التام للجملة.
املرحلة الثانية :بنيوية"بلو مفيلد "وأتباعه الخلص ،وهي تهتم بالكالم ال باللغة ،وتحصر عملها
في البنيية السطحية على أساس من النظر الشكلي ،دون االهتمام باملعنى.
املرحلة الثالثة" :بنيوية " أمريكية موزعة سارت على جملة من مبادئ "بلومفيلد" ،ولكنها
أدخلت الوظيفة أو املعنى في الحسبان .وجاءت بعد أو مواكبة للمرحلة الثالثة نظرات "زليج
هاريس" ؛ وهي ذات سمية "بنيوية" ونظرات "بايك".
42
النص التاسع :
44
واقترح أن تكون إحدى مهام اللسانيات معرفة هذا الجهاز ،وماهي القيود التي يضعها على
مجموعة محتملة من اللغات.
كما تقوم مقاربة املبادئ والوسائط في محاضراته عن (الربط العاملي) بجعل املبادئ النحوية
التي تحدد اللغة فطرية وثابتة ،واالختالف بين لغات العالم من املمكن أن يوصف من خالل
وسائط موجودة بالضبط في الدماغ (مثل عامل الحذف أثناء النطق والذي يشير اذا كان
موضوع ما مطلوب دوما) ،ويجادل أصحاب هذا الرأي بأن الوقت التي يتعلم فيه الطفل اللغة
سريع بنحو غير قابل للتفسير ،مالم يملك األطفال قدرة فطرية لتعلم اللغة ،وأنه يحتاج فقط
لخصائص معينة ومحدودة من لغته األم ،ويسمى هذا املضمون الفطري للمعرفة اللغوية
بالنحو الكلي ،كما أن تتبع خطوات مشابهة من قبل األطفال حول العالم حين يتعلمون اللغة،
وحقيقة وقوع األطفال في أخطاء محددة أثناء تعلمهم لغتهم األولى ،كلها من مؤشرات الفطرية
في اكتساب اللغة.
وكان ألفكار تشومسكي تأثير قوي على البحوث املتعلقة باكتساب اللغة عند األطفال ،على
الرغم من أن الكثير من الباحثين في هذا املجال عارضوا بشدة نظرياته مثل اليزابيث بيتس
ومايكل توماسيلو ،حيث بدال من ذلك دعوا إلى نظريات التوالد أو االتصالية والتي تقوم على
شرح اللغة من خالل عدد من اآلليات في الدماغ التي تتفاعل مع البيئة االجتماعية الواسعة
ُ ُ
واملعقدة التي تستخدم فيها اللغة وتعلم.
- 4البنية السطحية ، surface structureوالبنية العميقةDeep structure :
املستوى السطحي هو الذي يحدد شكل الجمل وينظمها كظاهرة مادية ،أما البنية العمية فهي
التي تعنى بالداللة ،وتحتوي على عدد من الجمل النواة األساسية القابلة للتحويل.
- 5التمييز بين الكفاءة اللغوية ،: Competenceواألداء الكالمي : Performance:
الكفاءة مصطلح يعني نظام اللغة الكلي في ذهن أبنائها جميعا ،ويتمثله األفراد جزئيا أو ضمنيا،
وهي ملكة خاصة يمتلكها أبناء اللغة الذين نشأوا وتربوا عليها ،أما األداء الكالمي فيعني طريقة
تنفيذ الفرد واستعماله للغة كهدف للتواصل في املواقف املختلفة ،وبمعنى آخر فإن الكفاءة
تجسيد كامل لنظام اللغة عند جميع (مجموع) أفراد الجماعة اللغوية ،واألداء الكالمي هو
مجموعة الجمل التي ينطقها األفراد تبعا لظروف االتصال اليومية.
45
ُ
- 6الكليات اللغوية :وهي أطر هيكلية لبناء القوانين التي تخضع لها قواعد اللغات عامة،
وتتضمن الشروط التي يجب توافرها لصياغة قواعد اللغات.
وتتحدى لسانيات تشومسكي اللسانيات البنيوية وتمثل مقدمة للنحو التحويلي ،وهذا التوجه
يأخذ الكالم باعتباره متميزا بالنحو الشكلي ،وخصوصا في النحو ذي السياق املستقل املمتد مع
قواعد تحويلية ،ومساهمته األكثر تأثيرا في هذا املجال هو فرضية أن نمذجة معرفة اللغة
باستخدام النحو الشكلي محسوبة لصالح إنتاجية وإبداع اللغة ،وبعبارة أخرى ،فالنحو
الشكلي للغة ما يمكن أن يشرح قدرة السامع واملتحدث إلنتاج وتفسير عدد ال حصر له من
الحديث – بما في ذلك الحديث الروائي -مع مجموعة محدودة من قواعد اللغة واملصطلحات .
السؤال :ابحث عن أهم املالحظات التي وجهت إلى تيار تشومسكي في اللسانيات
املناقشة :
كان لنظريات تشومسكي تأثير كبير في مجال اللسانيات ولكنه تعرض للنقد كذلك ،ومن
االنتقادات املتكررة لتشومسكي بخصوص التنوع في نظرية النحو التوليدي هي أنها باألصل
أوروبية املركز أو أنجلو ساسكونية املركز ،فقد كان عمل علماء اللسانيات في مجال النحو الكلي
مبنيا على أساس عينة صغيرة من اللغات وأحيانا قد تكون واحدة.
بداية كان التمركز األوروبي واضحا في التركيز املفرط على دراسة اللغة اإلنجليزية إلى وقت
ليس بالبعيد ،واآلن حصلت املئات من اللغات املختلفة على االهتمام ،على األقل من قبل تحليل
تشومسكي اللغوي ،وعلى الرغم من تنوع اللغات التي تم دراستها من قبل اشتقاقات النحو
الكلي ،إال أن النقاد استمروا في الجدال حول أساس نظرية تشومسكي ذات التوجه
األنجلوساكسوني ،ولن تفلح في تفسير كثير من خصائص اللغات التي تختلف بطبيعتها عن
اللغة اإلنجليزية ،ولذلك انتقد نهج تشومسكي كشكل من أشكال االستعمارية اللغوية ،إضافة
لذلك تعتمد لسانيات تشومسكي بشكل كبير على فطرة املتحدثين بلغتهم األم بخصوص الجمل
انتقدت على أساس منهجي عام ،وعارضه بعض علماء هي ذات التركيب الجيد ،وهذه املما سة ُ
ر
النفس وعلماء اللسانيات النفسية – رغم من تعاطفهم مع برنامجه العام – بأن لسانياته تولي
اهتماما للمعطيات التجريبية ملعالجة اللغة ،رغم أن نتائج تلك النظريات ليست مقنعة نفسيا،
وتسائل نقاد آخرون :ما إذا كان ضروريا أن نفترض وجود نحو كلي لشرح اكتس ـ ـ ـ ـ ـ ـاب األطفال
للغة .
46
النص العاشر :
اللسانيات التداولية
إن املتتبع لتطور البحث اللساني الحديث يمكن له أن يالحظ أن العديد من التساؤالت التي
كان يطرحها الباحثون اللسانيون و فالسفة اللغة ،على أنفسهم ،لم تتمكن النظريات البنيوية
)(Structuralesمن اإلجابة عنها ،و قد استطاعت هذه التساؤالت أن تجد سبيلها في اتجاه
جديد ،هو أصال مجموعة من األفكار واملالحظات اللسانية و الفلسفية ،صادرة هنا و هناك،
كانت الغاية منها اإلجابة عن مجموعة األسئلة من نمط :من يتكلم؟ من يقع عليه الكالم؟ ماذا
نفعل حينما نتكلم؟ ما هي قيود الحديث؟ ملاذا التلميح أبلغ من التصريح؟ ملاذا نقول أشياء
ونصرح مباشرة بعدم قولها؟ متى يكون إقناعا؟...
و قد دفع ذلك بعض النقاد و اللغويين إلى إطالق تسمية ) (Poubelle Espagnoleعليها،
ألنها استطاعت أن تحتوي على مجموعة كبيرة من األفكار و التصورات ذات مستويات و مشارب
مختلفة و متفاوتة .و في سبيل ذلك استعانتها و توسلها ملختلف العلوم االجتماعية و اإلنسانية
األخرى ،و هو أمر أنجر عنه اتساع أفقها املعرفي و النظري ،و جعلها قادرة على تناول مختلف
الخطابات الصادرة عن اإلنسان ،دون أن يشكل ذلك عائق للخروج بنتائج معتبرة.
يعتبر تحديد( شارل موريس ) Charles Morrisأول محاولة لضبط ماهية التداولية ،و قد
حصرها ضمن مجال السيمائية و أسند إليها دراسة العالقة بين العالمات و مستعملي هذه
العالمات و ذلك بعدما بين أن تفاعل العالمات فيما بينها يشكل ما نسميه علم التراكيب ،و
تفاعل العالمة بما تل عليه يفض ي إلى علم الداللة.
فالتداولية إذن هي دراسة للجانب اإلستعمالي للغة .و هنا تحدد( أوركيوني )Orecchioni
وظيفة التداولية "في استخالص العمليات التي تمكن الكالم من التجذر في إطاره الذي يشكل
الثالثية اآلتية :املرسل – املتلقي – الوضعية التبليغية .إن أي تحليل تداولي يستلزم بالضرورة
التحديد الضمني للسياق التي تؤول فيه الجملة 1.و هنا يتجلى العنصر الرابط بين مختلف
النظريات والتوجهات التي شكلت ما نسميه التداولية ،و هو السياق Contexte.فاختالف
الزاوية التي ينظر من خاللها إلى السياق ،هو الذي جعل تلك النظريات تختلف فيما بينها في
تحديد ماهية التداولية .فمنهم من يرى أنها هي األقوال التي تتحول إلى أفعال ذات صبغة و
امتداد اجتماعيين ،بمجرد التلفظ بها وفق سياقات محددة و منهم من يلخص التداولية في
47
دراسة اآلثار التي تظهر في الخطاب ،و يدرس هؤالء أثر الذاتية في الخطاب من خالل الضمائر
و الظروف املبهمة (Déictiques).و منهم من يلخصها في مجموعة من قوانين الخطاب Lois du
discoursأو أحكام املخاطبة Maximes contersationnellesعلى حد تعبير الفيلسوف جرايس
– التي تضفي على الخطاب صيغة ضمنية أو تلميحية و ذلك من خالل دراسة األقوال الضمنية
Les énonces implicitésكاالفتراضات املسبقة Présupposesو األقوال املضمرة.
إن التداوليين ينظرون إلى اللغة على أنها لعبة ، Jeux de langageو يقصد بها الصبغة
املؤسساتية للغة أثناء االستعمال .فعندما يتكلم اإلنسان ،فقد يخضع أقوله ملجموعة من
القواعد الضمنية تجعله يميز بين الكالم "السوي" و غيره ،مثلما هو الحال بالنسبة لالعب
الشطرنج ،و هذا ما يفسر استخدام مصطلح إستراتيجيات الخطاب .و قد اختصر منقونو
)(Mainguneauالتداولية وفق هذا التصور في أنماط ثالثة :القانون و املسرح و اللعبة .إن
الكالم باعتباره فعال متحققا ال ينفصل عن املؤسسة إذ مجرد التلفظ باألمر ،يضفي على املتكلم
مرتبة األمر ،فيضع غيره في مرتبة املأمور ،و هذا قابل للتحقيق وفق شروط تحددها أعراف كل
لغة .و هذا يجرنا إلى الحديث عن التعاقد الذي يمكن املتكلمين من التعارف على الصيغ الكالمية
املناسبة لكل حال من أحوال الخطاب.
و نشير هنا إلى أن النمط القانوني للغة هو ذو صبغة ضمنية ،فالذين ال يحترمون هذه
القوانين لن يتعرضوا للسجن ،إنما العقاب يكون ضمنيا ،كأن نجيب شخصا قد تجاوز حدود
الحديث :لم نرع الغنم معا ،احترم نفسك حينما تتحدث معي ...إلى غيرها من اإلجابات التي
يسعى املخاطب إلى إعادة مخاطبه إلى صوابه "اللغوي".
و بالنسبة للقانون ،يقول منقونو 2إنه من السهل االنتقال من النسق القانوني إلى "الدور "
)(Rôleذلك أن املسرح هو صورة مصغرة للعالم و الحياة ،حيث توزع األدوار على كل شخص،
و بالتالي فإن خطاب املمثلين و الشخصيات املسرحية هو نفسه خطاب املتكلمين في الواقع.
فاملؤلف أو املخرج املسرحي ال يخرج إال نادرا عن األعراف الخطابية و اإلجتماعية للغة التي يكتب
فيها.
السؤال :التداولية اللسانية درجات ،ابحث عنها و اشرحها
املناقشة :
48
الدرجات الثلث للتداولية
أشرنا أعاله إلى الدور األساس ي للسياق في تحقيق النمط التداولي للغة ،فقد أضحى هو
العامل املشترك بين مختلف النظريات املشكلة للتداولية ،إال أن درجة تدخل السياق في كل
نظرية هو الذي يحدد ميزات كل منها ،و أضحى هذا التصور الخطوة األولى في تنظيم و هيكلة
النظريات التداولية .و يعد "الهوالندي هانسون" أول من جرب التوحيد بطريقة نظامية و تجزئة
مختلف املكونات التي تطورت لحد اآلن بطريقة مستقلة
أ -التداولية من الدرجة األولى أو نظرية الحديث
إن أشهر من نظر لهذه النظرية العالم اللغوي الفرنس ي إميل بنفنسيت )(E.Benveniste
الذي أكد على ضرورة التمييز بين اللغة كسجل من األدلة ونظام تتركب فيه هذه األدلة و اللغة
كنشاط يتحقق من خالل وقائع الخطاب التي تخصصها عالمات خاصة ،تلك العالمات التي
يسميها بنفنيست "املؤشرات" ،يكمن دورها في تصيير اللغة خطابا فعليا .هذا التعبير يسميه
الحديث Enonciationوهو إجراء اللغة و تحقيقها من خالل فعل كالمي فردي.
و يعكف الدارسون في هذا املستوى على دراسة البصمات التي تشير إلى عنصر الذاتية في اللغة.
ب -التداولية من الدرجة الثانية أو نظرية قوانين الخطاب
و هي تتضمن دراسة األسلوب الذي يرتبط بقضية مطروحة ،حيث تكون هذه األخيرة متباينة
عن الداللة الحقيقية للقول ،و هي تدرس كيفية انتقال الداللة من املستوى الصريح إلى مستوى
التلميح ،بالسعي وراء استنباط و معرفة العمليات املتسببة في ذلك فهذه النظرية تنظر إلى اللغة
باعتبارها مجموعة من االقتراحات املسبقة و من األقوال املضمرة و االحتجاج...
ج -التداولية من الدرجة الثالثة أو نظرية أفعال الكلم La théorie des actes du langage
تنطلق هذه النظرية من مسلمة مفادها أن األقوال الصادرة عن املتكلمين ،ضمن وضعيات
محددة ،تتحول إلى أفعال ذات أبعاد اجتماعية.
و ترجع هذه النظرية في أول عهدها إلى الفالسفة التحليليين اإلنجليز أمثال أوستين
)(Austinو تلميذه سيرل اللذان بينا أن اللغة ليت بنى و دالالت فقط ،بل هي أيضا أفعال كالمية
ينجزها املتكلم ليؤدي بها أغراضا ،فهو عمل يطمح املتكلم من خالله إلى إحداث تغيير معين في
49
سلوك املخاطب بالفعل أو بالكالم .تقول أوركيوني في هذا اإلطار " :إن الكالم هو بدون شك،
تبادل للمعلومات ،ولكنه أيضا إنجاز ألفعال مسيرة وفق مجموعة من القواعد (بعضها كلية،
حسب هابرماس ) (Habermasمن شأنها تغيير وضعية املتلقي و تغيير منظومة معتقداته و/أو
وضعه السلوكي ،و ينجز عن ذلك أن فهم الكالم و إدراكه يعني تشخيص مضمونه اإلخباري و
تحديد غرضه التداولي ،أي قيمته و قوته اإلنجازية"4
و يتكون الفعل الكالمي ،حسب أوستين ،من:
فعل لغوي acte locutoire :ال تدخن
فعل إنجازي acte illocutoire :و هو النهي في املثال السابق
الفعل التأثيري acte perlocutoire :و يتمثل في رد فعل املخاطب باالستجابة أو الرفض.
و قد وسع نظرية سيرل نظرية أفعال الكالم ،فأوضح لكل فعل شروط إنجازه ،ووضع
مجموعة من القواعد تتحول بها األفعال الكالمية املباشرة إلى أفعال غير املباشرة إضافة إلى
هذه التقسيمات الثالثة ،هناك أخيرا ،مجموعة من التحليالت اللغوية تندرج ضمن الدراسات
التداولية و تهتم بالخطاب بصفته نصا تحدده قواعد معينة سواء أكنا نهتم باملحادثة أو
باملحاجة أو بالنصوص بمختلف أنواعها ،حيث تطورت منذ سنوات قليلة دراسات يمكن
إدراجها فيما يسمى اليوم اللسانيات النصية (.)La linguistique textuelle
50
النص الحادي عشر :
51
استعمالها ،فإنها تتجنب دراسة إحداها في غياب األخرى[ :إنها] تهتم بالتعالق بين النص و
استعماالته املمكنة".
و هذا يخالف النحو التوليدي التحويلي الذي يعتبر من جهة ،أن هناك استقالال بين وصف
اللغة و األوضاع التي تنجز فيها ،و يركز من جهة أخرى على أن دراسة القدرة لها أسبقية منطقية
و منهجية على دراسة االنجاز.
– 3االكتساب اللغوي و الكليات اللغوية :درج النحو التوليدي التحويلي على اعتبار أن الطفل
يكتسب اللغة من محيطه اللغوي غير املتجانس و غير املثالي ،عبر توسله للخصائص الفطرية
املوجودة في دماغه .يرتبط هذا االعتبار بالقول بفطرية الكليات اللغوية .أما بالنسبة للطرح
الوظيفي ،فإن االكتساب اللغوي يتم عبر سلسلة من االكتشافات التي يقوم بها الطفل،
ليؤسس في النهاية نسق لغته األم بذلك تتحدد الكليات اللغوية وفقا لهذا املنظور من خالل:
أ – أهداف التواصل االجتماعي.
ب – التكوين النفس ي و البيولوجي ملستعملي اللغة الطبيعية.
ج – األوضاع التي تستعمل فيها العبارات اللغوية.
– 4العالقة بين التركيب و الداللة و التداول :يلح تشومسكي في العديد من أعماله على استقالل
التركيب ،في حين يقدم النحو الوظيفي نفسه بوصفه دراسة للتركيب و الداللة من منظور
تداولي ،و ذلك سعيا إلى تحقيق ثالثة أنواع من الكفاية:
أ – الكفاية النمطية :عبر وصفه للخصائص البنيوية للغات االطبيعية من منظور وظيفي .يقول
ديك(1977 : 26):
"تعتبر نظرية ما لقسم من التراكيب كافية نمطيا ،في حدود سماحها بوصف التراكيب املالئمة
في لغات متباينة االختالف نمطيا ،و ذلك بواسطة نفس املبادئ األساسية بدون أن تنحاز للغات
ذات نمط خاص".
ب – الكفاية النفسية :و ذلك بحرسه على مطابقة النماذج النفسية للقدرة اللغوية و السلوك
اللغوي .تندرج النماذج النفسية ضمن نماذج اإلنتاج التي تحدد الكيفية التي يصوغ بها املتكلم
52
العبارات اللغوية ،و نماذج الفهم التي تضبط الكيفية التي يؤول بها السامع هذه العبارات
اللغوية .يقول املتوكل(1986 : 10):
"في إطار السعي إلى تحقيق الكفاية النفسية ،يحاول النحو الوظيفي أن يكون قدر اإلمكان
مطابقا للنماذج النفسية سواء منها نماذج اإلتاج أو نماذج الفهم".
ج – الكفاية التداولية :بتحديده للقدرة التداولية ،إذ قدرة املتكلم هي قدرته على فهم القواعد
التداولية املتحكمة في إنتاج أنماط جملية تتنوع بتنوع أنماط املقامات ،و بتركيزه على كيفية
توظيف هذه القدرة في عملية التفاعل االجتماعي.
يقول ديك : (1977 : 26):يعتبر النحو كافيا تداوليا في حدود كشفه لخصائص العبارات
اللغوية املالئمة للكيفية التي استعملت بها ،و ذلك بشكل تترابط فيه هذه الخصائص و القواعد
املتحكمة في التفاعل الكالمي".
ينص ديك ( )12 : 1989على أنه لتحقيق الكفاية التداولية ،ينبغي وضع النحو الوظيفي ضمن
نظرية أوسع للتفاعل الكالمي ،التي هي مكون من مكونات نظرية مستعمل اللغة الطبيعية(ن م
ل ط).
تشكل هذه االختالفات في نوع اإلجابات نقاط التمايز التي تفصل النموذج الوظيفي عن
النموذج غير الوظيفي .تحدد هذه اإلجابات الفرضيات األساسية التي ينطلق منها كل نموذج و
التي تشكل فلسفته الخاصة.
يرتبط تحقيق األنواع الثالثة من الكفايات (الكفاية التداولية -الكفاية النفسية -الكفاية
النمطية) بالجهد الذي تبذله األنحاء لالبتعاد عن الحسية املفرطة أو التجريد الزائد .لتفادي
النقيصة األخيرة يضع النحو الوظيفي جملة من القيود ،يجملها سيمون ديك ( )1989كالتالي:
– 1تجنب التحويالت أي العمليات املغيرة للبنية عبر نزع أو استبدال أو إبدال.
– 2تفادي آليات التصفية ،أي استراتيجيات الوصف التي تعمد بعد تخصيصها للعبارات
اللغوية املتواجدة داخل عبارات لغوية أخرى إلى حذف كل ما ليس له عالقة بالعبارات اللغوية
املخصصة.
53
- 3تجنب املحموالت الداللية املجردة أي تحليل الزمر املعجمية بتوسل مجموعة مستقلة من
املحموالت الداللية التوليدية .
ربيعة العربي
الرتبة بين التركيب و التداول
السؤال :قدم نموذجا لتحليل عبارات لغوية وفق نظرية النحو الوظيفي ،ثم حدد اإلضافات
التي قدمته هذه الرؤية اللسانية .
املناقشة :
ينطلق النحو الوظيفي في تحليله للعبارات اللغوية من بناء الحمول ،استنادا على األساس
fundالذي يضم املحموالت و الحدود .يصوغ ديك ( )54 : 1989بخصوص املحموالت
الفرضيات التالية:
-تحلل كل الزمر املعجمية باعتبارها محموالت.
-نقيم تمييزا بين مختلف مقوالت املحموالت و املقوالت الفرعية للمحموالت ،انطالقا من
خصائصها الصورية و الوظيفية .تبعا لهذا نميز بين املحموالت الفعلية و املحموالت االسمية و
املحموالت الصفية.
-تشير املحموالت دالليا إلى خاصية أو عالقة.
-تنقسم املحموالت إلى محموالت أصول و محموالت مشتقة.
-توجد املحموالت األصول على شكل قوائم في املعجم ،في حين أن املحموالت املشتقة تشتق
بواسطة قواعد تكوين املحموالت.
-ال تشتق املحموالت األصول بواسطة قواعد إنتاجية.
-ليست املحموالت عناصر معزولة ،و إنما هي بنيات تسمى أطراحملية يستلزم بناء الحمول
االنطالق منها .يضطلع اإلطار الحملي بتحديد صفات املحمول الداللية و التركيبية ،و ذلك عبر
تحديد:
أ – صورة املحمول.
54
ب -مقولته التركيبية :فعل -اسم – صفة – ظرف.
ج – محالت الحدود و يرمز إليها باملتغيرات (س ،1س ... 2س ن).
د – الوظائف الداللية :منفذ -متقبل -مستقبل -مستفيد...
هـ – قيود االنتقاء التي ال تفرض إال على الحدود املوضوعات.
تمثيال لإلطار الحملي يقدم املتوكل ( )11 : 1986اإلطار الحملي للفعل " شرب " و اإلطار
الحملي للصفة " فرح" ،و ذلك في 12أ و 12ب على التوالي:
- 12أ – شرب (س: 1حي(س ))1منف (س : 2مشروب (س ))2متق.
ب – فرح ص (س :1حي (س.))1
يرتبط اإلطار األصلي في املعجم بعدد من مسلمات املعنى meaning postulatesتربط
املحمول إلى غيره من املحموالت في اللغة .تصبح مسلمات املعنى هاته " تحديدات" املعنى
،meaning definitionsإذا استعملت في عملية تخصيص معنى املحموالت .أما املحموالت
املشتقة ،فيتم تخصيصها في قاعدة تكوين املحموالت نفسها.
-تتأسس املحموالت املشتقة انطالقا من أطر حملية (مشتقة) ،و ذلك بواسطة قواعد تكوين
املحموالت.
-األطر الحملية غير مرتبة ،إذ الرتبة التي تقدم بها هي محض اصطالحية.
الحدود :يخضع ديك ( )55: 1989الحدود للفرضيات األساسية التالية:
-تحلل كل العبارات اللغوية املستعملة لإلحالة إلى الوحدات باعتبارها حدودا.
-ترتب الحدود من الزمر األبسط فاألعقد.
-نقيم تمييزا بين البنيات الحدية األصلية التي يفترض معرفتها معرفة مسبقة و البنيات
الحدية املشتقة التي نشتقها عبر توسل قواعد إنتاجية تسمى قواعد تكوين الحدود.
-تتخذ قواعد تكوين الحدود الصورة التالية:
– Ω-;---;-- 13س أ( Ф-;---;--س أ( ): Ф-;---;--2س أ):...: Ф-;---;--ن(س أ).
55
حيث ( Ω-;---;--س أ)= "حمل مفتوح في س أ" يعمل مقيدا لقيم س أ املمكنة.
إذن ،لبناء الحمول ننطلق من األساس الذي يضم محموالت و حدود .يقدم املحمول في صورة
إطار حملي يضم محموال و عددا من املوضوعات .عند ملء مواقع هذه املوضوعات نحصل على
حمل نووي.
نخصص هذا الحمل بإضافة عوامل و لواحق املستوى ،1حيث تخصص عوامل املحمول
(تام -غير تام )....التنظيم الزمني الداخلي للواقعة ،في حين تخصص لواحقه الكيفية و األداة...
بإضافة عوامل املحمول و لواحقه (املنتمية إلى املستوى )1إلى الحمل النووي نحصل على
حمل مركزي الذي يمثله ديك ( )57 : 1989كالتالي:
– 14ع أ [ :حمل مركزي] (ع أ).
ينعت ديك ( )57 : 1989الشكل ( )14ب "حمل مدمج" و يتم تخصيص هذا الحمل بتوسل
نمطين من العناصر هي:
-عوامل الحمل املنتمية إلى املستوى ،2و هي عبارة عن وسائل نحوية تتوسل إلحالل الواقعة في
األنساق الزمنية و املكانية و املعرفية ،ف " مص " عامل زمني يقوم بإحالل الواقعة في زمن سابق
لزمن التكلم زه و مم (ممكن) عامل معرفي يقوم بإحالل الواقعة في مجال معرفي بوصفها واقعة
يمكن حدوثها في عالم معين.
-لواحق الحمل املنضوية في إطار املستوى :2هي عبارة عن وسائل معجمية يمكن بواسطتها
إحالل الواقعة في األنساق املذكورة أعاله ،مثال :البارحة ،الحق زمني يحل الواقعة في زمن سابق
لزمن التكلم و "الكلية" الحق مكاني يحل الواقعة في مكان محدد.
بإضافة هذه التخصيصات (أي عوامل الحمل و لواحقه ذات املستوى الثاني 2ننتقل إلى
الحمل املوسع extended predicationالذي يصوغه ديك ( )57 : 1989كالتالي:
- Π-;---;--2 15ع أ [[:حمل مركزي]]( ]) (σ-;---;--2ع أ).
حيث يرمز Π-;---;--2إلى عامل (أو عوامل) الحمل و يرمز σ-;---;--2إلى لواحق املستوى 2
مثال:
56
– 16أ -مم مض ع أ [[:أرضع(األم) )(الطفل)] (ع أ)
ب – أرضعت األم الطفل.
اإلضافات التي حققتها نظرية النحو الوظيفي :
تحدد الصورة العامة التي قدمناها للنحو الوظيفي جملة من املبادئ األساسية التي اتخذها هذا
النموذج سندا يرتكز عليه في مجمل التحليالت التي قدمها للظواهر اللغوية .و قد حصر املتوكل
( )127 – 126 :1989هذه املبادئ في:
أ – تعتبر اللغة بنية تركيبية – صرفية و داللية تنحصر وظيفتها األساسية في التواصل.
ب -تقوم الخصائص الوظيفية للغات الطبيعية بالدور األول في تحديد الخصائص البنيوية.
ج – تتفاعل الخصائص الداللية و الخصائص التركيبية و الخصائص التداولية في تشكيل
البنية التركيبية الصرفية.
د – تقوم بين مكونات الجملة ثالثة أنماط من العالقات عالقات داللية و عالقات تركيبية و
عالقات تداولية.
هـ -العالقات الداللية و العالقات التداولية عالقات " كلية" ،بمعنى أنها واردة في وصف جميع
اللغات الطبيعية على النقيض من العالقات "الوجهية" التي قد ال يحتاجها وصف بعض اللغات.
و – الوظائف التركيبية و الوظائف الداللية و الوظائف التداولية مفاهيم "أولى" و ليست
مفاهيم مشتقة
ز – ال يتم االنتقال من البنية الداللية إلى البنية الصرفية – التركيبية إال عبر توسل نسق قواعد
التعبير.
ك – تشتق الجملة بدءا بالبنية الداللية و انتهاء بالبنية الصرفية التركيبية ال العكس.
ل – ألغيت قواعد التحويل من جهاز النحو الوظيفي لعدم مالءمتها ملبدأ الكفاية النفسية.
م – يمثل ملحتوى املفردات ال باللجوء إلى نسق مجرد ،و إنما باللجوء إلى اللغة موضوع
الدراسة.
ت – البنية املنطلق منها في عملية اشتقاق الجملة بنية غير مرتبة.
57
تؤطر هذه املبادئ العامة املشروع التأسيس ي للنحو الوظيفي الذي يروم بلورة نموذج
مستعمل اللغة الطبيعية من خالل ضبط أنواع القوالب املشكلة لهذا النموذج و تحديد نمط
العالقات القائمة بين هذه القوالب ،و بالتالي حصر االستراتيجيات اإلجرائية الالزمة ملقاربة
اإلنجاز التواصلي ملستعملي اللغات الطبيعية.
إنجازا لهذا املشروع يتخطى النحو الوظيفي في (ديك )1989حدود االنشغال بالقدرة اللغوية
ليهتم بأنماط من القدرات األخرى التي يحتم بناء نموذج مستعمل اللغة الطبيعية (ن م ل ط )
منحها قسطا وافرا من االهتمام .تتلخص هذه القدرات فيما يلي:
– 1القدرة اللغوية :التي تجعل مستعمل اللغة الطبيعية (م ل ط ) قادرا على إنتاج و تأويل
العبارات اللغوية مهما بلغت درجة تعقيدها و مهما تعددت األوضاع التواصلية التي يمكن أن
تنجز فيها.
– 2القدرة االبستيمية :تمكن (م ل ط ) من أن يبني و يكشف األساس املعرفي املنظم إلنتاج
العبارات اللغوية و من أن يشتق معرفة انطالقا من هذه العبارات و من أن يوظف هذه املعرفة
في إنتاج و تأويل عبارات أخرى.
– 3القدرة املنطقية :تؤهل (م ل ط ) ألن يشتق انطالقا من أجزاء معينة من املعرفة أجزاء
أخرى ،و ذلك عبر توسل قواعد التعليل التي ترصدها مبادئ املنطق االستنتاجي و االحتمالي.
– 4القدرة االجتماعية :تجعل (م ل ط ) مدركا ملا يقول و ملا يبغيه من إنجاز ما يقوله في مختلف
السياقات التواصلية.
58
النص الثاني عشر
59
– 1 – 2مفهوم االستقامة:
يميز “سيبويه” في الكتاب بين السالمة الراجعة إلى اللفظ ،والسالمة الخاصة باملعنى ،كما
ّ
يميز أيضا بين السالمة التي يقتضيها القياس (أي النظام العام الذي يميز لغة من لغة أخرى)
والسالمة التي يفرضها االستعمال الحقيقي للناطقين ،وذلك في قوله في باب “االستقامة من
الكالم واإلحالة” » :فمنه مستقيم حسن ،ومحال ،ومستقيم كذب ،ومستقيم قبيح ،وما هو
محال كذب ،فأما املستقيم الحسن فقولك :أتيتك أمس ،وسآتيك غدا ،وأما املحال فأن تنقض
ْ
أول كالمك بآخره فتقول :أتيتك غدا ،وسآتيك أمس .وأما املستقيم الكذب فقولك :حمل ُت
وشربت ماء البحر ونحوه ،وأما املستقيم القبيح فأن تضع اللفظ في غير موضعه نحوُ الجبل،
قولك :قد زيدا رأيت ،وكي زيد يأتيك وأشباه هذا .وأما املحال الكذب فأن تقول :سوف أشرب ماء
البحر أمس .
فواضح من هذا الكالم أن “سيبويه” يحدد مفهوم السالمة وعالقتها باللفظ واملعنى من
ناحية ،والقياس واالستعمال من ناحية أخرى .فهناك املستقيم الحسن ،واملستقيم القبيح،
واملستقيم املحال ،ويمكن صياغة هذه املعاني بشكل آخر أكثر وضوحا:
–فاملستقيم الحسن = السليم في القياس واالستعمال جميعا.
–واملستقيم القبيح = السليم في القياس وغير السليم في االستعمال.
–وأما املستقيم املحال = سليم في القياس واالستعمال ،غير سليم من حيث املعنى.
ومن ثم جاء التمييز املطلق بين اللفظ واملعنى ،ومعنى ذلك أن اللفظ إذا حدد أو ّ
فسر
باللجوء إلى اعتبارات تخص املعنى فالتحليل هو تحليل معنوي ،أما إذا حصل التحديد والتفسير
على اللفظ دون أي اعتبار للمعنى فهو تحليل نحوي ،والخلط بينهما – كما يقول الدكتور عبد
الرحمن الحاج صالح – يعتبر خطأ وتقصيرا »وقد بنى على ذلك النحاة أن اللفظ هو األول ،ألن
هو املتبادر إلى الذهن أوال ثم يفهم منه املعنى ،ويترتب على ذلك أن االنطالق في التحليل يجب
أن يكون من اللفظ في أبسط أحواله وهو االنفراد .
– 2 – 2مفهوم االنفراد:
60
ينطلق النحاة األوائل في تحليلهم للغة من “االسم املفرد” باعتباره النواة أو األصل الذي
تفرع عنه أشياء أخرى .وقد أطلق “الخليل” على هذا املفهوم مصطلح “االسم املظهر املضمر)،
كما أطلق عليه “ابن يعيش” و”الرض ي اإلسترباذي” مصطلح اللفظة.
واللفظة في اللسانيات الخليلية عمادها الوقف واالبتداء ،فهي أقل ما ُي ُ
نطق به مما ينفصل
ُفيسكت عنده وال يلحق به ش يء .أو ي ْبت ِدئ فال يسبقه ش يء .فما ينفرد وينطلق ،أو ما ينفصل
ويبتدئ هو صفة االنفراد .ومما تجدر اإلشارة إليه ،أن كل وحدة لغوية قابلة لالنفصال عما
قبلها أو ما بعدها من الوحدات؛ بمعنى أن كل وحدة لغوية يمكن االبتداء بها والوقوف عليها
حسب موقعها في الكالم.
فمن األلفاظ ما ينفصل ويبتدئ مثل“ :الرئيس” في نحو قولنا“ :جاء الرئيس” و”الرئيس جاء”.
ومنها ما ينفصل وال يبتدئ مثل ضمير “تاء الفاعل” و”نا املضاف إليه في نحو قولنا“ :خر ْج ُت”
و” ُ
كتابنا” .ومنها ما يبتدئ وال ينفصل مثل حرف الجر في نحو قولنا“ :في التأني السالمة”.
ويحمل النحاة “اللفظة” على غيرها من املثل والنماذج فتفرع إلى لفظات هي نظائر للنواة،
ولكنها أوسع منها ،من خالل تعاقب زيادات قبلية وبعدية عليها دون أن تفقد وحدتها أو تنفرد
فيها أجزاؤها ،فال تخرج عن كونها لفظة (أي قطعة واحدة) .وسمى النحاة هذه القابلية للزيادة
يمينا ويسارا “التمكن” والحظوا أن لهذا التمكن درجات تترتب كاآلتي:
أ – املتمكن األمكن ،الذي يحمل معناه بداخله وال يحتاج إلى غيره ،ويتمثل في اسم الجنس
املنصرف كرجل وفرس وشجرة.
ب – املتمكن غير األمكن ،ويتمثل في املمنوع من الصرف.
جـ – غير املتمكن وال أمكن ،ويتمثل في االسم املبني.
محمد صاري
املفاهيم األساسية للنظرية الخليلية الحديثة
السؤال :تطرق النص لبعض مفاهيم النظرية الخليلية الحديثة ،أثر النص بمفاهيم أخرى
املناقشة :
مفهوم األصل والفرع:
61
مما ال شك فيه أن املفهوم الذي ينبني عليه ال النحو العربي فحسب ،بل علوم العربية
كلها هو مفهوم األصل والفرع .وقد جعل “الخليل” و”سيبويه” النظام اللغوي كله أصوال
وفروعا ،والفرع هو األصل مع زيادة ،أي مع ش يء من التحويل ،ويحصل ذلك بتفريع بعض
العبارات عن عبارات أخرى تعتبر أبسط منها وبالتالي أصوال لها .ويبين ذلك النحاة العرب
باللجوء إلى منهج علمي هو ما يسمونه حمل الش يء على الش يء أو إجرائه عليه بغية اكتشاف
الجامع الذي يجمعها ،وهو البنية التي تجمع بين األنواع الكثيرة من الجمل ،كما توضحها
املتتاليات من الجمل التي أوردها سيبويه في كتابه :
وذاهب.
ٍ اكب
برجل ر ٍ
مررت ٍ
فذاهب.
ٍ اكب
برجل ر ٍ
مررت ٍ
ذاهب.
اكب ثم ٍ
برجل ر ٍ
مررت ٍ
ساجد (بمنزلة إما وإما…).
ٍ اكع أو
برجل ر ٍ
مررت ٍ
اكع ال ساجد (إما غلط فاستدرك وإما نس ي فتذكر)…الخ.
برجل ر ٍ
مررت ٍ
وينطلقون في ذلك من أبسطها وهي التي تتكون من عنصرين؛ “زيد منطلق” ،فيحملون عليها
جمال أخرى تكون فيها زيادة بالنسبة إلى الجملة البسيطة ،بحيث تظهر بذلك كيفية ّ
تحول النواة
بالزوائد ،وهي في الحقيقة مقارنة بنوية أساسها تطبيق مجموعة على مجموعات أخرى طردا
ّ
واملكبر أصل وعكسا .فاملذكر مثال أصل واملؤنث فرع ،واملفرد أصل واملثنى والجمع فرع عليه،
ّ
واملصغر فرع عليه ،والجملة املبنية للفاعل أصل للجملة املبنية للمفعول .وقد اعتبر شومسكي
الجملة املبنية للفاعل نواة ومنطلقا للتفريع.
واألصل عند األئمة النحاة هو ما ُبني عليه ولم يبن على غيره ،وال يحتاج إلى عالمة ليتميز بها
عن فروعه فله العالمة العدمية
والنحو العربي العلمي ،ال التعليمي أو الفلسفي ،هو مجموع املثل والقواعد التي يمكن أن
تفرع بها وعليها جميع اإلمكانات التعبيرية الخاصة بالوضع العربي .فهذا الجانب الديناميكي للغة
تجهله اللسانيات البنوية التقليدية ألنها تركز كل اهتمامها على تشخيص الوحدات في ذاتها
وباالعتماد على تقابل الصفات الذاتية التي تميزها عن غيرها.
62
مفهوم الحركة:
مفهوم غامض في أذهان كثير من املستشرقين واللغويين العرب الذين لم يتجردوا بعد
من التصورات التي ورثها الغربيون عن الحضارة اليونانية .ووجه الغموض في هذا املفهوم راجع
إلى عدم تمييز هؤالء بين الحركة كصوت مسموع( أي مصوت )=voyelleال يقوم مقام الحرف
ولكنه من جنسه ،ولذلك سميت حروفا صغيرة ،والحركة التي تمكن من إخراج الحرف ووصله
بغيره ،والخروج منه إلى حرف آخر .وهذا هو املفهوم الذي يقصده القدماء من الحركة .قال
الرماني في شرحه لكتاب “سيبويه” » :الحركة تمكن من إخراج الحرف ،والسكون ال يمكن من
ذلك« وقال أيضا » :وإذا تحرك الحرف اقتض ى الخروج منه إلى حرف آخ ،ومعنى ذلك أن الحرف
ال يحدث إال في مدرج صوتي ،أي في سياق متسلسل .
ْ
وقال ابن جني …» :ألن أصل اإلدراج للمتحرك إذ كانت الحركة سببا له وعونا عليه .وعلى
هذا األساس ،فإن الحركة عند العلماء األوائل هي الدفعة والنقلة العضوية والهوائية التي تيهئ
املتكلم ملا بعدها ،إذ يحتاج إليها لالنتقال من مخرج حرف إلى مخرج حرف آخر ،وكذلك من كلمة
إلى كلمة أخرى ،فهي إطالق بعد حبس ،عكس السكون الذي هو وقف ال يستلزم االنتقال إلى
حرف آخر.
مفهوم العامل:
يعد العامل ،أو العمل النحوي الفكرة الجوهرية التي تتأسس عليها نظرية النحاة
العرب ،ويعني القدماء بالعامل العنصر اللغوي الذي يؤثر لفظا ومعنى على غيره كجميع األفعال
العربية وما يقوم مقامها ،فهو معقول من منقول .فكل حركة من الحركات اإلعرابية التي تظهر
على أواخر الكلم ،وكذلك كل تغيير يحدث في املبنى واملعنى إنما يجيء تبعا لعامل في التركيب ،فال
ّ
يكون
نجد معموال إال وتصور له العلماء األوائل عنصرا لفظيا أو معنويا هاما هو العامل الذي ِ
مع معموله زوجا مرتبا (couple ordonné).وههنا ينطلق النحاة من العمليات الحملية اإلجرائية
(حمل الش يء على الش يء) فيحملون مثال أقل الكالم مما هو أكثر من لفظة وينطلقون من
الجملة التي تتكون من عنصرين ،كما سبق وأن أشرنا ،نحو :زيد منطلق ،ثم يشرعون في تحويلها
بالزيادة مع إبقاء النواة (كما فعلوا باللفظة) للبحث عن العناصر املتكافئة ،أي البنية التي تجمع
ّ
وتشترك فيها األنواع الكثيرة بل الالمتناهية من الجمل
63
هذا ويصرح “سيبويه” في “الكتاب” أن عنصرين اثنين ال تكاد تخلو منهما أبدا البنية اللفظية
للجملة ،وهما العامل واملعمول األول
64
فهرس املوضوعات
الصفحة الدرس عنوان الدرس
3 مقدمة
4 مناهج ما قبل اللسانيات 1
9 اللسانيات البنوية 2
15 مبادئ فرديناند دو سوسير اللسانية 3
19 األسلوبية ( شارل بالي ) 4
29 االتجاه الوظيفي في اللسانيات 5
32 املدارس اللسانية الوظيفية 6
39 التقطيع املزدوج ألندري مارتيني 7
41 اللسانيات األمريكية 8
43 اللسانيات التوليدية التحويلية و جهود نوام تشومسكي 9
47 10اللسانيات التداولية
51 11النحو الوظيفي عند سيمون ديك
59 12النظرية الخليلية الحديثة
65