Professional Documents
Culture Documents
Binder 62
Binder 62
(دراسة و تقويم)
اإلهـــــداء
إلى من علمني الصبر واإلخالص ...أبي
إلى التي لم تبخل في تربيتي و تشجيعي
الود والحنان
المرأة التي سكنت ربوع قلبي إلى منبع ّ
إلى من حملتنا وهنا على وهن وعلّمتنا أن نشكر اهلل دائما على فضله ...أمي
إلى من تقاسمت معهم معيشة الحياة ...إخوتي
وفاء ،ياسمين ،سمية ،محمد عدنان
إلى البرعمين الصغيرين ياسر و رهام.
إلى المثل األعلى األستاذ الفاضل ...لطروش الشارف حفظه اهلل و رعاه
إلى كل األقارب و األحباب من بعيد ومن قريب بدون استثناء.
إلى كل األصدقاء و الصديقات
إلى كل أساتذة القسم اللغة العربية و آدابها.
إلى كل من علمني حرفا وأنار لي دربا من اإلبتدائي إلى الجامعي
أسأل اهلل عز وجل أن يوفقنا لما فيه الخير و الصالح و أنه نعم المولى و نعم النصير.
الفهرس
ص العنوان
اإلهداء
أ المقدمة
المدخل
5 أوال :مفهوم اللغة
6 ثانيا :العملية التعليمية
6 ثالثا :مفهوم التعليمية
8 رابعا :مفهوم التعلم
01 خامسا :مفهوم التعليم
00 سادسا :مفهوم المنهج
01 سابعا :مفهوم االتصال
08 ثامنا :مفهوم التواصل
الفصل األول أهم المناهج الحديثة في تعليمية اللغات
32 المبحث األول :آليات بناء المنهج
32 مناهج تعليمية اللغات -0
35 طرائق تعليم اللغات -3
32 األهداف التربوية و المنهج -2
21 عناصر بناء المنهج وتقويمه -1
11 المبحث الثاني :ما بين المنهج القديم التقليدي و المنهج الحديث
11 المنهج القديم -0
11 المنهج الحديث -3
الفصل الثاني :استراتيجيات و نماذج المنهج االتصالي
51 تمهيد
51 المبحث األول :استراتيجيات تعليم اللغات وفق المدخل االتصالي
51 - 0المنهج االتصالي
50 – 3مفهوم الطريقة التواصلية ومميزاتها
52 – 2نظرية االتصال النشأة والموضوع
51 – 1النظرية االتصالية أو المنهج االتصالي في تعليمية اللغات ) ،القواعد التي قامت
عليها النظرية(
56 - 5تطبيق المنهج االتصالي
60 المبحث الثاني :عناصر االتصال التربوي و نماذجه
60 -0عناصر عملية االتصال
01 -3معوقات االتصال التعليمي
02 -2أثر وسائل االتصال لعملية التعليم و التعلم
05 -1مهارات وطرق تحسين االتصال التربوي
02 -5شروط نجاح عملية االتصال
83 خاتمة
85 قائمة المصادر و المراجع
الفهرس
مقدمـة
بسم اهلل الرحمن الرحيــم
مقدمــة:
نبيه المختار .أما
السالم على ّ
الصالة و ّ
حق حمده و ّ
الحمد هلل رب العالمين المتفضل على عباده بالنعم ّ
بعد :
من المعروف أن هناك عدة طرق لتعليم اللغات ومداخلها ،و لعل من أحدث ما ظهر في ميدان تعليم
اللغات المنهج االتصالي ،وهو مدخل انبثق من طبيعة اللغة نفسها ،أي بوصفها وسيلة االتصال أو
التواصل بين البشر ،وهذه الميزة هي التي ميزت هذا المنهج عن غيره من المناهج التي طبقت في تعليم
اللغات وتعلّمها.
انبثق المنهج أو المدخل االتصال اللغوي بعد أن أجمع معظم علماء المناهج طرائق تدريس اللغات
المختلفة ،على أن هذا المدخل هو الذي وفق بين كل المداخل السابقة ،ألنه أخد من كل مدخل مايميزه
فهو يعتمد على االستخدام الوظيفي للغة على أساس من التدرج ،ويركز على تعليم اللغة من خالل مواقف
حياتية اجتماعية ،كما يهتم بفنون اللغة بشكل متكامل و متوازن.
ويسعى هذا الموضوع إلى تقديم صورة واضحة عن المنهج االتصالي و دوره في تعليم اللغات ،فالهدف
من هذا البحث هو الكشف عن النقاط اآلتية :
-االستفادة من المناهج التربويه بأنواعها المختلفة وتطبيقها في تعليم اللغات.
-المزج بين مسالك القدماء و المحدثين في التعامل مع دراسة الظواهر اللغوية.
-التعرف على األبعاد الوظيفية التي تربط بين النظام اللغوي وكيفية توظيف هذا النظام .وهذا بهدف
االستفادة منه في عملية التواصل بصفة عامة والتواصل بين المعلم والمتعلم بصفة خاصة.
ولألسباب السابقة ،ارتأينا أن يكون موضوع دراستنا هذه ،والتي أسميناها بـ "المنهج االتصالي في
تعليمية اللغات"
أما األسئلة التي تثيرها إشكالية البحث فهي :ما أهم المناهج الحديثة في تعليمية اللغات وماهي آلياتها ؟
وماهي المفاهيم التي تدور حولها (المناهج الحديثة) ؟ وهل تكفي هذه اآلليات لتحقيق نجاح العملية
التعليمية ؟ وماهي استراتيجيات تعليم اللغات اتصاليا ؟ وهل يساهم المنهج اإلتصالي في تحقيق النجاح
المنشوذ في تعليمية اللغات ؟.
وقد جاءت خطة بحثنا ،في مدخل وفصلين و خاتمة،
تضمن المدخل عدة مفاهيم أساسية تتعلق بالموضوع منها )مفهوم اللغة ،العملية التعليمية ،التعليمية،
التعلم ،التعليم ،االتصال ،التواصل( ،أما الفصل األول فكان ألهم المناهج الحديثة ،وجاء فيه مبحثين،
المبحث األول عنوناه بـ "آليات بناء المنهج" بينا فيه العناصر اآلتية :مناهج وطرق تعليم اللغات ،األهداف
التربوية ،عناصر بناء المنهج وتقويمه ،أما المبحث الثاني عنوناه بـ"ما بين المنهج القديم )التقليدي(
والمنهج الحديث ،وبينا فيه )المفهوم ،والخصائص ،والميزات ،والعيوب(
أما الفصل الثاني فقد عنوناه بـ "استراتيجيات ونماذج المدخل االتصالي" ،تناولنا فيه مبحثين ،المبحث
األول عنوناه بـ "استراتيجيات تعليم اللغات وفق المنهج االتصالي" ،تناول المنهج االتصالي )مفهومه
وتأسيسه( ،ومفهوم الطريقة التواصلية ومميزاتها ،نظرية االتصال النشأة والموضوع ،كما عمل على
توضيح النظرية االتصالية أو المنهج االتصالي في تعليمية اللغات وتطبيقه ،أما المبحث الثاني عنوناه بـ
"عناصر االتصال التربوي ونماذجه" ،عالج عناصر عملية االتصال ومعوقات االتصال التعليمي ،كما
عمل على توضيح أثر وسائل االتصال عملية التعليم والتعلم ،مبر از مهارات وطرق تحسين االتصال
توصلنا
ّ التربوي ،وفي األخير تناول شروط نجاح عملية االتصال ،أما الخاتمة فهي مجموعة من نتائج
إليها ،وفرضت علينا طبيعة الموضوع انتهاج المنهج اإلستقرائي،الذي يعتمد على آليتي الوصف والتحليل،
فاألول ما هو إال عملية مسح وجمع المعارف ،وذلك من خالل األداة التي استعملتها والمتمثلة في
المالحظة ،وهذا لنالحظ كيف يقوم المعلم بتقديم الدرس معتمدا على المنهج االتصالي ،وتحليل النتائج
أما الثاني فاستخدمناه للموازنة بين المنهج القديم و المنهج الحديث.
التي توصلنا إليهاّ ،
ومن أهم المراجع التي استفدت منها أذكر :لطفي بوقربة "محاضرات في اللسانيات التطبيقية" ،ربحي
مصطفى عليان وزميله "وسائل اإلتصال وتكنولوجيا التعليم" ،توفيق أحمد مرعي ،محمد محمود الوسيلة
الحيلة "المناهج التربوية الحديثة ،مفاهيمها وعناصرها وأسسها وعملياتها" ،رشدي أحمد طعيمة ،محمد
كامل الناقة "تعليم اللغة اتصاليا بين المناهج و اإلستراتيجيات ".
وال ننكر و نحن نسير على هذه الخطى استوقفتنا مجموعة من الصعوبات و العراقيل ،جدة الموضوع
وقلة البحوث فيه ،لكن بفضل اهلل وتحث إشراف األستاذ "لطروش الشارف" استطعنا أن نتجاوزها.
وفي األخير ال يسعني إال أن أتقدم بالشكر الجزيل واالمتنان إلى األستاذ الفاضل الدكتور "لطروش
الشارف" الذي أشرف على هذه الدراسة ،والذي كان نعم المشرف والموجه ،فلك مني فائق اإلحترام
أثر كبي ار في إثراء
والتقدير ،كما أشكر السادة أعضاء لجنة المناقشة الذين ستكون توجيهاتهم ومالحظاتهم ا
هذه الدراسة ،إلى كل أساتذة ودكاترة جامعة مستغانم ،والى كل من حفّزني إلتمام هذا العمل سواء بالدعاء
أو النصيحة أو الكلمة الطيبة.
المدخـــل
مفاهيم أساسية
-1أبو فتح عثمان بن جني ،الخصائص ،ط ،3دار النشر ،دار الكتب المصرية ،سنة ، 0202ص .22
-2محمود فهمي الحجازي ،علم اللغة العربية ،ط ، 0وكالة المطبوعات ،الكويت ،سنة ،0202ص .01-2
-3ينظر شفيقة العلوي ،دروس في المدارس اللسانية الحديثة ،المنهج واإلجراء ،ط ، 3102ص .03
ثانيا :العملية التعليمية
كل إنسان يولد يحمل استعدادات على الفعل اللغوي ثم يكتسب عادات وعمليات وصيغ ومهارات عملية
تمكنه من تعليم اللغة واستعمالها وفق مقتضيات التواصل المختلفة وعلم تعليم اللغات علم تطبيق يهدف
إلى تعليم اللغات سواء كانت هذه اللغات من منشأ الفرد أو مما يكتسبه من اللغات األجنبية فبعدما كان
4
التدريس يهتم بتعليم اللغات المكتوبة والمكتوب سعيا وراء ذلك إلى التحصيل الجيد للغة.
ثالثا :مفهوم التعليمية
لغة :في ترجمة لكلمة يونانية تعني في األصل ديداكتيك التي اشتقت من "ديداكتوس" و التي كانت تطلق
على ضرب من الشعر الذي يتناول بالشرح معارف عملية وتقنية ،كلمة التعليمية في اللغة العربية مصدر
صناعي لكلمة تعليم ،وهي األخيرة في علم أي وضع عالمة أو امارة لتدل على الشيء لكي ينوب عنه،
تيكا ،ونعني بها األسلوب التيسير في والديداكتيك :هو لفظ معجمي مركب من لفظين اثنين :ديداك
5
مجال التعليم.
اصطالحا :لهذا المفهوم عدة تعريفات نقتصر على البعض منها :
"الديداكتيك didactiqueفي الدراسة العلمية لتنظيم وضعيات التعلم التي يعيشها المتعلم لبلوغ هدف
6
عقلي (معرفة ،علم) أو وجداني (قيم ،موافق) أو حس حركي (كمختلف الرياضيات ،الرقص .")...
كما يعرف "سميث" التعليمية على انها " :فرع من فروع التربية ،موضوعها خالصة المكونات
7
والعالقات بين الوضعيات التربوية ،وموضوعاتها ووسائلها ،وكل ذلك في إطار وضعية بيداغوجية ".
فأول ما ظهر مصطلح الديداكتيك كان في فرنسا سنة 0551م ،واستعمل ليقدم الوصف المنهجي لكل
ما هو معروض بوضوح أما في المجال التربوي وظف هذا المصطلح سنة 0660كمرادف لفن التعليم
والتعليمية أو الديداكتيك أو علم التدريس او المنهجية في علم الموضوع دراسة الطرائق وتقنيات التعليم ،أو
هي مجموعة النشاطات والمعارف التي نلجأ إليها إلعداد وتنظيم وتقييم وتحسين موافق التعليم من خالل
تداخل الميادين العلمية ،وتعتمد على مجموعة من الطرائق الناشطة وتسخرها في الفهم الكامل والمتكامل
-4لطفي بوقرية ،محاضرات في اللسانيات التطبيقية ،مكلف بالدروس ،معهد األدب واللغة ،جامعة بشار ،ص .2-8
-5محمد صالح حثروابي ،الدليل البيداغوجي لمرحلة التعليم االبتدائي وفق النصوص المرجعية والمناهج ،ط ،0دار النشر
والتوزيع ،مجلة الجزائر ،ص .036
-6سامية جباري ،اللسانيات التطبيقية وتعليمية اللغات ،د.ط ،جامعة الجزائر ،د .سنة النشر ،ص .20
-7التعليم العام وعلم النفس ،وحدة اللغة العربية ،و ازرة التربية ،مديرية التكوين ،االرسال ،0سنة ، 0222ص 2-3
في فهم الظواهر الطبيعية واالجتماعية وموضوع التعلم وعلى مفهوم حل المشكالت ،وعلى العقد التربوية،
والوضعية المشكلة وعلى االنطالق من تصورات المتعلمين وعلى التعلم من الخطأ فإن كل تعليمية أو
مادة تعليمية ،فإنها تدعو إلى االكتساب والكفايات ،وتبقى الكفايات قاصرة على بلوغ األهداف وال يمكن
أن تكسب الكفايات الصحيحة والعلمية إال إذا استندت على محور العملية التعليمية والتعلمية والى
مجموعة المفاهيم التي قامت عليها العلية التعليمية واذا بنيت على التعرف إلى المكونات والتمييز على
8
العمل واتقانه.
ومن خالل هذا التعريف يمكن أن نصوغ استنتاجا بأن التعليمية نظام من األحكام المتعلقة بنظام
التعليم متعلقة بعملية التعليم والتعلم ،فهي علم من علوم التربية مبني على قواعد ونظريات مرتبطة بالمواد
الدراسية من حيث محتواها وكيفية التخطيط لها اعتمادا على الحاجات واألهداف والوسائل المعدة لها
وأساليب تبليغها للمتعلمين ووسائل تعويضها وتعديلها.
ويستخلص مما سبق أن التعليمية" :علم حديث النشأة ينصب عمله على التخطيط للمادة الدراسية
وتنظيمها وتعديلها ،حيث تبحث عن العالقات بين المعلم و المتعلم ،وهكذا فالموضوع األساسي للديداكتيك
9
هو بالضبط دراسة الظروف المحيطة بمواقف التعلّم".
رابعا :مفهوم التعلم
ش َهادَ ِة﴾ و قال تعالى ﴿ العالم ،قال عزوجل ﴿ َعالِ ُم ا ْل َغ ْي ِ
ب َوال َّ لغة :علم من صفات اهلل عزوجل العليم و ّ
ب﴾
َع ََّّل ُم ا ْل ُغ ُيو ِ
َعلّم :روى األزهري عن سعد بن زيد عن أبي عبد الرحمن المقري في قوله تعالىَ ﴿ :وإِ َّن ُه َل ُذو عِ ْل ٍم لِّ َما
َعلَّ ْم َناهُ ﴾
علمت الشيء أعلمه = عرفته
وعلّمه العلم و اعلمه إياه فتعلمه.
الدجال :تعلّموا أن ربكم ليس بأعور :أي أعلموا قال ابن
أعلَم ،وفي الحديث ّ
يقال تعلّم في موضع ْ
أن فالنا خارج بمنزلة :علمت ،علم األمر وتعلّمه :أتقنه.10
السكية :تعلّمت ّ
-8ينظر ،محمد صالح حثروبي ،الدليل البداغوجي لمرحلة التعليم االبتدائي وفق النصوص لمرجعية والمناهج الرسمية،
ص .036
-9محمد الدريج ،مدخل إلى علم التدريس "تحليل العملية التعليمية" ،العين دار الكتاب ،البليدة ،ط ،3111ص .15
-10ابن المنظور محمد ،لسان العرب ،مادة ( ع.ل.م) ،ط ،2دار الفكر ،بيروت ،سنة ،0221ص .185 – 181
اصطالحا :الشك أن التعليم من المفاهيم الرئيسية في علم النفس وفي تعليمية اللغة وتدريسها وفي علوم
التربية ،ظ ّل هذا المفهوم يحظى باهتمام العلماء المفكرين ورجال التربية في كل زمان ومكان حيث جاء
مفهوم التعلم بـأنه" :تغير ثبت نسبيا ،في الحصيلة السلوكية للكائن الحي نتيجة الخبرة ،ويتفق علماء
النفس عامة على أن التغيرات السلوكية الثابتة نسبيا تندرج تحت عنوان التغيرات المتعلمة ،ومعنى ذلك أن
التغيرات المئقتة في السلوك ال يمكن اعتبارها دليال على حدوث التعلم ...وتمر عملية التعليم في ثالث
مراحل وهي :االكتساب ،واالختزان ،واالستعداد".11
فالتعلم يعني" :إحداث تعديل في سلوك المتعلم نتيجة التدريس والتعليم والتدريس والممارسة والخبرة وهو
يربط بالعملية التعليمية التي تعمل على تحقيقه من خالل المنهج والمعلم بما في ذلك كفاية األكاديمية
12
والتدريسية ".
يعرف ودورث " wood worthالتعلّم هو النشاط الذي يمارسه الشخص والذي يؤثر على سلوكه
13
مستقبال ".
وهذا يعني أن التعلّم يقوم أساسا على ايجابيات الفرد وتفاعله مع البيئة التي يعيش فيها ،وعن طريق ها
التفاعل يتوصل اإلنسان إلى طرق جديدة.
"فالتعلم هو تغيير شبه دائم في أداء الفرد ،يحدث نتيجة تعرضه لظروف الخبرة او الممارسة أو
التدريب ،لذا يجب أن يعالج المتغيرات النفسية كاالنتباه والدافعية واالستعداد".14
يتفق معظم الباحثين في ميدان التعلم على أن التعلم تغيي ار شبه دائم إلى درجة ما في السلوك وال يغرى
هذا التغيي ر إلى عوامل النمو ،أو عوامل تحدث تأثيرات مؤقتة نسبيا ،أو عوامل دورية مؤقتة مثل
المخدرات أو اإلجهاد ،فالطفل الذي يبني بيتا من قطع الليجو يتعلم أن يعطي طرق تكديس هذه القطع
15
تكون أكثر نجاحا في بناء البيت من طرق أخرى.
-11توفيق أحمد مرعي ،محمد الحيلة ،طرائق التدريس العام ،ط ،8دار الفكر للنشر ،سنة ،3106ص .33
-12سهيلة محسن كاظم الفتالوي ،مدخل إلى التدريس ،دار الشروق للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،ط ،0سنة ،3112
ص .21 – 32
-13رمضان القذافي ،نظريات التعلم والتعليم ،الدار العربية للكتاب ،ليبيا ،تونس ،ط ، 3سنة ، 0280ص .02 – 03
-14تيسير مفلح كوافحة ،علم النفس التربوي وتطبيقاته في مجال التربية ،دار المسيرة ،عمان ،سنة ،3111ص .58
-15المرجع نفسه ،ص .35
نستنتج مما سبق ذرك هان التعلّم هو سلوك شخصي يقوم به الفرد لكسب المعلومات والخبرات
والمعرفة ،فيستطيع من خاللها أداء عمل ما ،فالتعلم هنا هدفه هو التعلّم ذلك عن طريق البحث عن
األدوات المناسبة إلى تحقيق المعلومات من خالل المدارس والمعاهد والكتب واالنترنت و غيرها من
الوسائل التعليمية.
خامسا :مفهوم التعليم
للتعليم دور مهم في تطور حركة المجتمع من خالل تنمية العامل البشري الذي يعبر أساس كل تطور
وتنمية وتعتبر األسرة المدرسة األولى للطفل ،وينعكس تأثير التنشئة الوالدية على العملية التعليمية في
16
مختلف المراحل العمرية وترتبط بها قضيتي التفوق والتأخر المدرسي.
ولذلك التعليم هو " :عملية مقصودة أو غير مقصودة ،مخططة أو غير مخططة ،تتم داخل المدرسة أو
غير المدرسة ،في زمن محدد أو غير محدد ،ويقوم بها المعلم أو غير المعلم يقصد مساعدة الفرد على
17
التعلّم و اكتساب الخبرات".
فكلمة التعليم مرتبطة بتنظيم البيئة الخارجية التي تحدث فيها عملية التعلّم ،كما انه يهتم بدراسة طرق
18
التعليم تقنياته وتنظيم مواقف التعلّم التي يتفاعل معها الطلبة من اجل تحقيق أهداف منشودة.
وقال يحي محمد نبهان في تعريف التعليم" :إن التعليم هو توفير الشروط المادية والنفسية التي تساعد
على تفاعل النشاط مع عناصر البيئة التعليمية في الموقف التعليمي واكتساب الخبرة والمعارف والمهارات
19
واالتجاهات والقيم التي يحتاج إليها المتعلم وتناسبه".
بوصف التعليم نشاطا اجتماعيا وانسانيا تتباين فيه اآلراء ،مما أفرز تعريفات عدة سبق ذكرها ومنها:
أن التعليم هو النشاط الذي يسهم به كل من المعلم والمتعلم بحيث تعليم المعارف من قبل المعلم
20
واستيعابها وتعلمها من قبل المتعلم.
-16خالف اهلل أحمد محمد عربي ،مجلة علوم إنسانية ،مجلة دورية محكمة تعنى بالعلوم اإلنسانية ،العدد ،11سنة
،3101ص .12
-17صالح الدين عرفة محمود ،تعليم وتعلم مهارات التدريس في عصر المعلومات ،ط ،0عالم الكتب ،القاهرة ،سنة
،3115ص .18
-18ينظر ،تيسير مفلح كوافخة ،علم النفس التربوي وتطبيقاته في نجال التربية تطبيقاته في مجال التربية ،ص .50
-19يحي محمد نبهان ،العصف الدهني وحل المشكالت ،ط ،0دار البازوري ،عمان ،األردن ،سنة ،3118ص .20
20
-ينظر ،المرجع نفسه ،ص 28
يتم ذلك بصيغة آنية متوازنة إال أن نشاط المعلم ال يقتصر فقط على إيصال المعارف والمعلومات ،بل
يتعداه إلى تنظيم العمل المستقل للمتعلمين وتوجيهه واإلشراف والتقويم وتدريس القدرات العقلية واألخالقية
توجه كل
والجمالية الحسية ،في حين تذهب الدكتورة سهيلة محسن كاظم الفتالوي إلى القول" :التعليم هو ّ
موقف تدريبي نحو المتعلم ،فالتدريب مهنة ذات نشاط إنساني واجتماعي لها أصولها ،وقواعدها ومبادئها
21
ومهاراتها األدائية ووسائل ايصالهما ومسؤوليتها التي تستهدف التعليم والتعلم".
فعملية التعليم تقودنا دائما إلى تحقيق األهداف بمثابة اإلطار العام الذي تنتهي إليه كل العمليات
التعليمية والنتيجة هي واحدة وهي تنمية مجموع الخبرات المتوفرة لدى لشخص وتوسع مداركه وزيادة قابلية
للتصرف في الظروف المشابهة للموقف التعليمي.
سادسا :مفهوم المنهج
لغة :جاء في لسان العرب تعريفه للمنهج ،حيث قال ابن منظور (ت 000هـ ـ) " :طريق نهج بين واضح
وهو النهج ...وأنهج الطريق :وضح واستبان وصار نهجا بين واضحا" ،22وفي كالم العرب :إنه رجل
ينهج أي يربو من السمن ويلهث وانهجت الدابة :صارت كذلك ،و ضربه حتى أنهج أي ابسط ،وقيل
بكى :ونهج الثوب ونهج فهو نهج وانهج :بلى ولم يشقق وانهجه البلى فهو منهج.
وقال أبو األعرابي :
أعيا على ذي الجيلة الصانع كالثوب أ َْنهَج فيه البلى
وال يقال َنهَج الثوب ،ولكن َنهَ َج ،و انهجت الثوب فهو منهج أي أخلفته قال أبو عبيدة ابن المثنى (ت
312ه ـ) :الثوب المنهج الذي أسرع فيه البلى.
واضافة إلى تعريف ابن منظور لمادة نهج ،الفراهيدي يعرفها على النحو التالي:
ريق نهج :واسع واضح ،وطرق نهجة ،ونهج األمر وأنهج لغتان أي واضح ومنهج الطريق :وضحه
والمنهاج :الطريق الواضح.
امضي على سنة منه قال احدهم :وأن أغور بنور استضىء به
ومنهاج والنهجة ،الربو يعلو االنسان والدابة ولم اسمع منه فعال ،يقال للثوب ادا أبلى ولم يتشقق قد
نهج وانهج و نهجه البلى ،قال أحدهم وكيف رجاني حد الناهج البلى ،وقال العجاج :من ظلل كاالتحمي
انهجا.
-21سهيلة محسن كاظم الفتالوي ،مدخل إلى التدريس ،ص .20 – 21
-22ابن منظور محمد ،لسان العرب ،مج ،3مادة نهج ،ص 01
23
قديما فلو كتبته لتحرما . وقال آخر :إذا ما أديم القوم أنههَ َجه البلى
ويقول الجوهري :أنهج الثوب و الجسم إذا بلى ،وانهجه إذا أخلقه ،ويقول األزهري :نهج اإلنسان والكلب
الدابة حتى نهجت ،فهي ناهج في شدة نفسها
إذا ربا و انبهر ،ينهج نهجا وقال ابن بزرج :طردت ّ
24
فتكاد جل التعارف الحر وقد نهج نهجة.
وانهجتها أنا قهي منهجة ،قال ابن شميل إن الكلب لينهج من ّ
تنصب في المفهوم نفسه.
ومما سبق نفهم أن المنهج يعني الطريق ،أو مجموعة اإلجراءات التي تتخذ للوصول إلى شيء محدد
كأن نتخذ خطوات تحلل بها الكلمة صرفيا ،ذلك أن المنهج والمنهاج يرد في العربية على معنى الطريق
الواضح ،والمنهاج :الخطة المرسومة (محدثة) ،ومنه منهاج الدراسة او منهاج التعليم ونحوها ...المنهج
25
المنهاج ،الجمع مناهج.
فحديثا ظهرت نظريات متعددة في المنهج فأصبح ينطق من معطيات نظرية فمثال عند ديكارت
descartesنالحظ أنه ركز على التحليل والتركيب الذين يهدفان إلى إبراز الخطوات العملية التي يقوم
بها الباحث بهدف الكشف عن الحقيقة والبرهان.
اصطالحا :للمنهج تعريفات كثيرة متعددة ،وذلك وفق رؤية الفالسفة التربوية التي اختلفت وتباينت في
26
موقفها عند بناء المنهج ،ومن تعريفات المنهج عندنا:
* -المنهج هو ذا الشيء الذي يتعلم في المدرسة
* -المنهج هو محتوى
* -المنهج هو برنامج للدراسات
* -المنهج هو مجموعة مواد
* -المنهج هو سلسلة من المقررات الدراسية
* -المنهج هو مجموعة أهداف مؤداة .
-23الخليل بن أحمد الفراهيدي ،معجم العين ،بغداد ،ط ،0280 ،0دار الرشيد للنشر ،بغداد العراق ،ج ،2ص .2
-24المرجع نفسه ،ص 1
-25محمد عبد العززي عبد الدايم ،النظرية اللغوية في التراث العربي ،ط ،0مصر ،3116دار السالم للنشر والتوزيع،
ص .31
-26ماهر اسماعيل الجعفري ،المناهج الدراسية ،فلسفتها ،بناؤها تطورها ،ط ،0دار اليازوري للنشر والتوزيع ،األردن،
،3101ص .000
فهو بوجه عام" ،وسيلة محددة توصل إلى غاية معينة ...المنهج العلمي خطة منظمة لعدة عمليات
ذهنية أو حسية بغية الوصول إلى كشف حقيقة أو البرهنة عليها".27
ومن تعريفات المنهج المتعددة نذكر منها البعض األكثر شعبية وهي" :المنهج هو مخطط تربوي
يتضمن عناصر مكونة من أهداف ومحتوى وخبرات تعليمية ،وتدريس وتقويم مشتقة من أسس فلسفية
واجتماعية ونفسية ومعرفية ،مرتبطة بالمتعلم ومجتمعه ومطبقة في مواقف تعليمية داخل المدرسة
وخارجها ،وتحت إشراف منها يقصد االسهام وتحقيق النمو المتكامل لشخصية المتعلم بجوانبها العقلية
28
،كما ذكر أيضا عادل أبو الغر والوجدانية و الجسمية ،وتقوم على مدى تحقق ذلك كله لدى المعلم"
سالمة في كتابه أن المنهج هو" :خطة عمل أو وثيقة مكتوبة تتضمن استراتيجيات لتحقيق الغايات
واألغراض التربوية المرغوبة ،واشتهر بهذا التعريف رالف تايلر RAF TAYLERوهيلداتابا ،وهو يمثل
وجهة نظر خطبة في المنهج وتتابع خطوات المخططين الواحد تلوى اآلخر ،وتكون محددة سلفا لكل
خطة بداية نهاية وعمليات بشكل عام بأنه يتعامل مع خبرات وهذه النظرة تعتبر كل شيء يمر به الطفل
29
حتى خارج أسوار المدرسة".
ومن هنا نستنتج أن المنهج عبارة عن خطة أو نسق من الخبرات التروية المتالحقة وهذه الخبرات تسير
وفق خطوات متسلسلة بشكل جماعي او فردي ،كما جاء في تعريف جالف سايلور بأن المنهج هو" :خطة
توفر مجموعة من الغرض التعلم األشخاص المتعلمين" .30وتتسع هذه الخبرات لتشمل اهداف ومحتوى
المنهج ،واالستراتيجيات المتبعة في التدريس.
سابعا :مفهوم االتصال
لغة :يرى ابن منظور في كتابه (لسان العرب) ،أن االتصال من فعل وصل وصالً ووصوالً ،واتصاالً:
"وصل وصلت الشيء وصالً وصلة ،والوصل ضد الهجرات ابن سيده :الوصل خالف الفصل وصل
الشيء بالشيء يصله وصال وصلة وصلة ،األخيرة عن ابن جني قال :ال أدري أمطرد هو أم غير مطرد
؟ قال :وأظنه مطردا ،كأنهم يجعلون الضمة مشعرة بأن المحذوف إنما هي الفاء التي هي الواو ،وقال أبو
-27مجمع اللغة العربية ،المعجم الوسيط ،مجموعة ،3مادة " نهج" ،ط ،1مكتبة الشروق الدولية ،سنة 3111
-28ينظر ،توفيق أحمد مرعي ،محمد محمود الحبلة ،المناهج التربوية الحديثة ،مفاهيمها وعناصرها واسسها عملياتها،
ط ،0دار النشر والتوزيع ،األردن ،سنة ،3111ص .21
-29ينظر ،عادل أبو العز سالمة ،تخطيط المناهج المعاصرة ،ط ،0دار النشر و التوزيع ،سنة ،3118ص .50
-30المرجع نفسه ،ص 50
علي الضمة في الصلة ضمة الواو المحذوفة من الوصلة ،والحذف والنقل في الضمة شاذ كشذوذ حذف
الواو في يجد ،ووصله كالهما المه ،وفي التنزيل العزيز ولقد وصلنا لهم القول أي وصلنا ذكر األنبياء
وأقاصيص من مضي بعضها ببعض لعلهم يعتبرون واتصل الشيء بالشيء :لم ينقطع وقوله انشده ابن
جني:
قام بها ينشد كل منشد واتصلت بمثل ضوء الغرقد.
إنما أراد اتصلت فأبدل من التاء األولى باء كراهة للتشديد وقوله أنشده ابن األعرابي :
مدافع ثغبان أصر بها الوصل سحي ار وأعناق المطي كأنها
معناه :أضر بها فقدان الوصل ،وذلك أن ينقطع الثغب فال يجري وال يتصل ،والثغب :مسيل دقيق شبه
االبل في مدها أعناقها إذا جهدها السير بالثغب الذي يخده السيل في الوادي ووصل الشيء إلى الشيء
وصوال وتوصل إليه :انتهى إليه وبلغه ،قال أبو ذؤيب:
حوار ويغشيها األمان ربابها توصل بالركبان حينا وتؤلف
وفي الحديث :كان اسم نبله عليه السالم المتوصلة سميت بها تفاؤال بوصولها إلى العدو والمتوصلة
لغة قريش فإنها ال تدعم هذه الواو واشباهها في التاء ،فيقول موتصل وموتفق وموبعد ونحو ذلك وغيرهم
يدعم فيقول متصل ومتغق ومتعد وأوصله غيره وصل :بمعنى اتصل أي دعا دعوى الجاهلية وهو أن
يقول :يال فالن وفي التنزيل العزيز "إلى الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق ،أي يتصلون المعنى
اقتلوهم وال تتخذوا منهم أولياء وال من اتصل بقوم بينكم وبينهم ميثاق واعتزوا إليهم ،واتصل الرجل:
انتسب ،وهو من ذلك قال األعش:
وبكم سبتها و األنوف رواغم إذا اتصلت قال لبكر بن وائل
31
أّي إذا انتسبت وقال ابن األعرابي في قوله :اال الذين يصلون إلى قوم إلى ينتسبون.
اصطالحا :قبل نشأة االتصال كعلم ،حظي االتصال االنساني باهتمام العلماء والمفكرين منذ قرون طويلة
من اجل ذلك تعددت النظرة إلى االتصال وتنوعت التعاريف بتعدد الباحثين وبتنوع اهتماماتهم
وتخصصاتهم.
عرف عبد الرحمن عبد الهاشمي االتصال في كتابه بأنه" :عملية يجري بمقتضاها نقل فكرة أو معلومة
إلى أفراد أو مجموعة من األفراد أو من فرد إلى فرد ،ويشترط فيها توافر عناصر مهمة مثل :المرسل
-31ابن منظور ،لسان العرب ،حرف الواو ،وصل ،الجزء ،05ص 06
والمستقبل والرسالة والوسيلة ،وقد تكون بالكلمات اللفظية أو المنطوقة ،أو بالكتابات أو بالمراسالت أو
المخططات أ و الرسوم البيانية أو غير ذلك من الوسائل ،وهو أيضا أسلوب متبادل المعنى بين األشخاص
32
بنظام متعارف عليه أو بإشارات محدودة ".
ومن هنا يمكن القول مما سبق ذكره أن عملية االتصال هي إيصال المعلومات وذلك بغرض إيجاد
التغيير المطلوب في سلوك اآلخرين ،فهي عملية تتكون على األقل من مرسل واحد ومستقبل واحد،
فترسل المعلومات والفهم من المرسل إلى المستقبل ،ثم رد إلى المرسل المعرفة بما أحدثته من أثر في
المستقبل.
وفي مفهوم آخر لالتصال أنه" :عملية يشترك فيها طرفان بفكرة أو مفهوم أو شعور أو اتجاه وممارسة
33
علمية ،وقد يكون الظرفان شخص وآخر أو شخصا وآخرين ،أو شخص وآلة أو آلة وآلة "...
"هو العملية التي يتم عن طريقها انتقال المعرفة من شخص آلخر حتى تصبح مشاعا بينها وتؤدي إلى
التفاهم بين هذين الشخصين أو أكثر ،وبذلك يصبح لهذه العملية عناصر ومكونات واتجاه تسير فيه،
وهدف تسعى إلى تحقيقه ومجال تعمل فيه ويؤثر فيها مما يخضعها للمالحظة والبحث والتجريب والدراسية
34
العملية بوجه عام".
ويعرفه محمد عبد الحافظ سالمة أيضا بأنه" :عملية تفاعل مشتركة بين طرفين (شخصين أو
جماعتين) التبادل فكرة او خبرة معينة عن طريق وسيلة" .35
وفي تعرف آخر هو" :عملية نقل أو توصيل فكرة أو مفهوم أو إحساس أو مهارة من شخص إلى
شخص آخر ( )...وعلى هذا فاالتصال له طرفان إما فرد -فرد أو فرد – جماعة أو جماعة – جماعة،
ويهدف االتصال عادة إلى أن يؤثر أحد الطرفين في الطرف اآلخر ليحدث تغيي ار مرغوبا فيه في سلوك
36
ذلك اآلخر".
-32عبد الرحمن الهاشمي ،طه علي حسين الدليمي ،استراتيجيات حديثة في فن التدريس ،ط ،0دار الشروق ،عمان،
األردن ،سنة ،3118ص .30
-33محسن علي عطيه ،تكنولوجيا االتصال في التعليم الفعال ،ط ،0دار المناهج ،األردن ،سنة ،3118ص .53
-34حسين حمدي الطويجي ،وسائل االتصال والتكنولوجيا في التعليم ،ط ،0دار القلم ،الكويت ،سنة ،3110ص 26
-35محمد عبد الحافظ سالمة ،االتصال وتكنولوجيا التعليم ،دار الياروزي لعلمية ،عمان ،األردن ،ط ،3113 ،0ص .01
-36مصطفى عبد السميع محمد وآخرون ،االتصال والوسائل التعليمية ،قراءات أساسية للطالب المعلم ،مركز الكتاب
للنشر ،القاهرة ،مصر ،ط ،3سنة ،3112ص .32
فمن خالل هذه التعريفات ،يتبين لنا أن االتصال هو عملية أو سلوك أو ميكانيزم أو وسيلة لنقل
األفكار والمشاعر واآلراء لآلخرين عن طريق وسيلة ما شفوية كانت أو مكتوبة ،حيث يحدث التآلف
والتفاعل بين المتواصلين لنجاح هذه العملية ،وقد يكون المتواصلون فردا أو جماعة ،وقد يتم االتصال
بشكل مباشر أو غير مباشر ،كما أن هناك من ذهب إلى اعتبار صوت الطبول ،واشارات النحل اتصاال
له داللته الخاصة مادا م يؤدي غرضا معين ،لكن هناك من خصص تعريف االتصال اللفظي ،مفردا إياه
عن بقيه عن بقية أنواع االتصاالت ،وهو كما يلي:
"االتصال اللفظي هو االتصال الذي يستخدم العالمات اللغوية وسيطا له ،ويجعل تسوونسكي من
العالمان اللفظية :نظم العالمات التي تمكن من نقل المعلومات بمساعدة عالمات لفظية ،كالقوالب
الحسابية أو الرياضية ،وعالمات األعالم ولغة الصم ،وهي عالمات تستثمر اللغة اللفظية اإلنسانية وربما
بدت هذه المسألة خالفية ألن العالمات المستخدمة في القوالب الرياضية مثال ليست كتلك العالمات
اللغوية ذات الوحدات واألنماط البنائية التي نعرفها ،بما فيها من ميزات اشتقاقية وتركيبية ،يرجع إلى أن
القوالب الرياضية ونحوها ال تدخل في نوع آخر من أنواع العالمات التي تعرفها قنوات االتصال األخرى
37
المختلفة".
وهذا التعريف ينفصل عن بقية تعريفات االتصال ألنه أنفرد بتبيان خاصية العالمات اللغوية التي يتم
االتصال بواسطتها ،ولم يقصد بها الحروف اللغوية فقط وانما اللغوية فقط وانما أضاف إليها العالمات
الحسابية والرياضية ألنه ال يمكن تصنيف هذه األخيرة ضمن أي نظام عالمات أخرى سوى اللغة ،كما
ذهب إلى ذلك الباحث ذاته.
ثامنا :مفهوم التواصل
التواصل يعني :الطريق أو األسلوب لتبادل المعلومات بين األفراد أما االتصال ،يعني توجيه رسالة من
طرف آلخر دون تلقي أي رد عليها كما هو الحال في المحاضرات التي ال يشارك فيها أحد من
المستمعين أو خطب األئمة للمصلين ،أو خطب الرؤساء للجماهير ،بينما التواصل يعني الرد على
38
المحاضرين واألئمة والرؤساء.
كما عرفه الكاتب في كتابه "استراتيجيات الحديثة في فن التدريب" بأنه" :عملية تبادل األفكار واآلراء
والمشاعر بين األفراد ،لنظام مشترك ومتعارف عليه من العادات والتقاليد والرموز اللغوية ،وهو عالقة
-37محمد العبد ،العبارة واالشارة ،دراسة في نظرية االتصال ،مكتبة اآلداب ،القاهرة ،مصر ،ط ،3سنة ،3110ص .12
38
-عبد الرحمن عبد الهاشمي ،طه علي حسين الدليمي ،استراتيجيا الحديثة في فن التدريب ،ص 33
اجتماعية بين األفراد تستخدم فيه اللغة القومية في إطار مجموعة من المعايير والقواعد إلنجاز أهداف
39
وأنشطة مقصودة".
وفي ضوء المفهوم المتقدم لالتصال والتواصل ،يمكن القول أن عملية التدريب هي عملية اتصال
طرافها المدرسة والطلبة ،وهي عملية دائرية بين المدرس والطالب ألن عملية االتصال تقتضي طرفين
مرسال ومستقبال ،وال يكون الطالب مستقبال فقط بل يمارس كل منهما الدورين ،دور المرسل ودور
المستقبل.
40
الشكل اآلتي يوضح سير عملية االتصال التعليمي
عملية االتصال
في التعليم
فالشكل يوضح أن عملية االتصال عملية دائرية ،وهذا يعني أنها عملية مستمرة منذ بدايتها وحتى
تحقيق غاياتها ،وهذا ما تشدد عليه االتجاهات الحديثة في التدريس إذ تدعو إلى أن يكون التدريس عمال
تفاعلي ،وأن يكون المتعلم عنص ار ايجابيا نشطا فيه ،وال يقتصر دوره على التلقي وتشدد على التغذية
الراجعة في التدريس ،وما رسالة الطالب إلى المدرس إال تغذية راجعة للمدرس لكي يكون على بينة من
أثر رسالته في الطالب ،ثم يرد على رسالة الطالب وهكذا تستمر العملية أما في ضوء المفهوم التقليدي
41
للتدريس فإن عملية االتصال تسير باتجاه واحد تبدأ من المدرس وتنتهي بالطالب.
فالتواصل هو" :عملية تبادل األفكار واآلراء والمشاعر بين األفراد من ذالل نظام مشترك ومتعارف
عليه من العادات والتقاليد والرموز اللغوية ،وهو عالقة اجتماعية بين األفراد تستخدم فيها اللغة القومية في
-42حسن شحاتة وزينب النجار ،معجم المصطلحات التربوية والنفسية ،الدار المصرية اللسانية ،ط ،0سنة ،3112ص
.052
-43ربحي مصطفى عليان ،محمد عبد الدبس ،وسائل االتصال وتكنولوجيا التعلين ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان،
األردن ،ط ،3سنة ،3112ص .33
الفصل األول
أهم المناهج الحديثة في تعليمية اللغات
تمهيد
-44مجلة التبيين ،يونارد بلومفيلد :تدريس اللغات ،ترجمة محمد صالح بكوش ،ص .51
-45صالح بلعيد ،دروس في اللسانيات التطبيقية ،ط ،0دار هومة بوزريعة ،الجزائر ،3112 ،ص .21
-46عبد اإلله الصانع ،النقد الحديث وخطاب التنظير ،ط ،0مركز عبادي للدراسات والنشر ،سنة ،3111ص .12
فا لبنية أهمية كبيرة ال يمكن تجاهلها إذا كانت وليدة الفكر اللساني الذي يعد نقلة كبيرة في اللغويات
العالمية.
" فالمنهج البنيوي أو التركيبي هو مجموعة من طرائق تعليم اللغات األجنبية ظهرت في العقد الثالث من
القرن العشرين نتيجة أربع عوامل وهي :
رفض طريقة القواعد والترجمة التي أولت العناية كلها للجوانب المعياري على حساب -0
االستعمال الحياتي للغة.
ظهور علم اللسانيات الوصفي أو البنيوي. -3
ظهور علم النفس السلوكي و نظريات التعلم المنبثقة منه والقائلة بأن تعلم اللغة سلوك. -2
47
تزايد الحاجة إلى تعلم اللغات األجنبية الحية وبصورة خاصة االنجليزية". -1
" فالمنهج البنيوي منهج أي غير إبداعي يخضع اإلنسان إلى أوضاع مكيفة ومحددة في التواصل فإذا
48
وضع المتعلم في أوضاع أخرى مغايرة جزئيا فإن المتعلم ال تكون له االستجابة اللغوية الصحيحة".
-3المنهج االتصالي :
يعد المنهج االتصال أحدث مناهج تعليم اللغات و قد استخدم هذا المنهج استخداما واسعا ،ويعد في
جانب واسع منه رد فعل على االعتقاد بأن تعلم قواعد اللغة (نحو اللغة) ،يتيح القدرة على استعمالها تبنى
التجارب االتصالية هناك على أساس النظر إلى وظائف اللغة يوصفها واجبة الوكيد أكثر مما ينبغي أن
تؤكد صيغ اللغة ( أي البنية النحوية الصحيحة و البنية الفونولوجية الصحيحة).
يتميز هذا المنهج بالدروس الموجهة إلى مفاهيم مثل" :السؤال في األشياء" في سياقات اجتماعية مختلفة
على نحو أقوى من تميزه بدروس عن "صيغ الزمن الماضي" في جمل مختلفة .
يرتبط عن صيغ المنهج أيضا بمحاوالت عرض مواد أقوى مناسبة لتعليم اللغة األمر تعليما ذا غاية بعينها
49
(مثل تعليم االنجليزية لألغراض الطبية او تعليم اليابانية لرجال األعمال).
-50عبد المنعم سيد عبد العالي ،طرق تدريس اللغة العربية ،مكتبة دار الغريب ،القاهرة ،ط ،0222ص .30
-51صالح عبد العزيز ،التربية وطرق التدريس ،ج ، 0دار المعارف ،مصر ،ط ،0د.ت ،ص .315
-52عبد المنعم سيد عبد العال ،طرق تدريس اللغة العربية ،ص .38
الطريقة القياسية : -2
من المسلم به أن المتعلم يجب أن يدرس قوانين و حقائق عامة كأن تعطى له قاعدة مضطردة أو
حقيقة عامة يقيس عليها بأمثلة تؤيد هذه الحقيقة أو القاعدة المضطردة ،وهذه الطريقة إن امتازت بشيء
فإنها تمتاز بسهولتها ،أي أنها ال تحتاج إلى مجهود عقلي عظيم واستخدامها في مرحلة التعلم االبتدائي
غير مناسب لقصور تفكير األطفال في هذه الناحية القياسية ،والواجب على المدرس أن يشرك المتعلم
إشراكا فعليا في الدرس ،قد تبدو هذه الطريقة ألول وهلة انها أفضل من الطريقة االستنباطية التي
تتلخص في تزويد األطفال بالمعلومات ،ثم تتركهم ليستنتجوا القوانين بأنفسهم ،وقد ثبت بالتجربة أن
53
الطريقة التي يسلكها التلميذ للوصول إلى القانون بنفسه يكون لها أثر هام في إدراكه.
-3الطريقة االستقرائية:
54
، تمتاز هذه الطريقة بعرض األمثلة أو النماذج على التالميذ لتفحص وتقارن ثم تستنبط القاعدة
تجعل هذه الطريقة المتعلم يستق أر الحقيقة وهي طريقة تبدأ بالجزئيات لتصل إلى القواعد العامة ،تستعمل
كثي ار هذه الطريقة في المرحلة األساسية ،حيث ينطلق المتعلم من التفكير في الجزئيات للوصول إلى العام
وعن طريق ذلك يتعود المتعلم من التفكير السليم المنطقي واالعتماد على النفس في الكشف عن الحلول
55
وكذلك حب البحث.
-4الطريقة الجمعية:
وهي طريقة تجمع بين طريقتين االستقرائية والقياسية ،ففي تدريس القواعد مثال نبدأ بأمثلة يجيء بها
المتعلمين أو يعرضها المعلم شريطة أن تكون في مستوى عقولهم وتجاربهم ،ثم توجه أنظارهم إليها والى
ما فيها من مميزات وتندرج حتى يصل المتعلمين بأنفسهم ،ويمحونه المعلم وارشاده إلى قاعدة كلية ثم
تعود بهذه القاعدة فتطبقها بالطريقة القياسية على أمثلة أخرى ،أما البدء بالقاعدة فليس فيه فائدة عقلية
56
كبيرة.
57
-صالح بلعيد ،دروس في اللسانيات التطبيقية ،ص .36
-58صالح بلعيد ،دروس في اللسانيات التطبيقية ،ص .60
59
ثالثا :األهداف التربوية و المنهج
األهداف التربوية هي العنصر األول من عناصر المنهاج وهي هامة جدا ففي ضوئها تحدد المحتوى
واألنشطة والتقويم وتقوم المخرجات ،وهم هنا المتعلمون بهذا المنهاج بداللة األهداف ،كما أن األهداف
التربوية للمنهاج تحدد المدخالت المطلوب توفيرها.
فالهدف لغة هو الغاية البعيدة التي توجه النشاط وتدفع السلوك ،فالهدف التربوي هو" :التغير المرغوب
الذي تسعى العملية التعليمية إلى تحقيقه في سلوك التالميذ ،وهو وصف للنتاج التعليمي الحادث في
سلوك المتعلم (وصف لما سيكون عليه المتعلم بعد مروره بخبرة تعليمية ،وهو وصف لنمط من أنماط
60
السلوك ينتظر حدوثه في شخصية المتعلم نتيجة مروره بخبرة تعليمية او موقف تعليمي".
بناء األهداف التربوية :
تبنى األهداف التربوية في ضوء إتباع الخطوات اآلتية :
* -تحديد أهداف المجتمع أو الدولة ،وتحويلها إلى أهداف تربوية عامة.
* -تحديد أهداف كل مرحلة من مراحل التعليمية على أن تؤسس أهداف المرحلة السابقة ألهداف المرحلة
الالحقة.
* -تحديد أهداف كل مادة من المواد الدراسية التي تدرس في المرحلة الدراسية.
* -تحديد كل مادة من المواد الدراسية في كل صف ضمن المرحلة.
61
* -تحديد أهداف موضوع في كل مادة دراسية ،في كل صف ضمن المرحلة الدراسية.
هذه الخطوات المذكورة أعاله ،هي إضافة لدى المتعلمين من معارف أو تطوير أساليب تفكيرهم ،أو
أدائهم لمهارات لم يكون قادرين على أدائها ،واكتساب ميول واتجاهات أقصى ما تسمح به قدراتهم.
رابعا :عناصر بناء المنهج
62
األهداف السلوكية : -1
يأتي تحديد األهداف في مقدمة اهتمام واضعي المناهج ،وتعد الخطوة األساسية التي تم البدء بها عند
التفكير في بناء منهج دراسي" ،إذ يساعد تحديد األهداف على وضوح الغابات وتركيز الجهود في العملية
-59أحمد مهدي عبد الحليم ،المنهج المدرسي المعاصر ،ط ،0دار الميسر عمان ،سنة ، 3118ص .022
-60سهيلة محسن كاظم الفتالوي ،المنهج التعليمي والتدريس الفعال ،ص .00
61
أحمد مهيدي عبد الحليم ،المنهج المدرسي المعاصر ،ص .021
-62عاصم النمر ،تيسير الكوفحي ،مناهج و أساليب التدريس في التربية والتربية الخاصة ،ط ،0دار الكتب ،سنة
،3101ص .60
التعليمية ويساعد المدرسين في تحديد التغيرات السلوكية التي يرومون إلى إحداثها عند الطلبة كما
يساعدهم في تنظيم سير عملية التدريس واختيار المناسب من األساليب ،واألنشطة والمادة التعليمية
63
وطريقة التعلم وقياس نواتج التعلم بسهولة".
ولكي تنتج عملية بناء المنهج البد من مراعاة أسس وشروط صياغة األهداف صياغة سلوكية من هذه
األسس الشروط أن :
* -يكون الهدف محددا وواضحا
* -نستطيع مالحظة في ذاته أو في نتائجه
* -نستطيع قياسه و وتقديره بشكل دقيق
* -يذكر على أساس مستوى الطالب
* -يرد في عبارة الهدف ما يعرف باسم الحد األدنى لألداء
* -تشمل عبارة الهدف على فعل سلوكي يشير إلى نوع السلوك اللغوي
* -تشكل جوانب السلوك المعرفي و المهاري و الوجداني
* -يكسب الهدف طبقا للمكونات التالية :
أن +فعل سلوكي +الطالب +مصطلح من المادة +الحد األدنى األداء +مثل :أن يضع الطالب خطا
تحت الفاعل في نص من أربعة أسطر في ثالث دقائق ،أن يق أر الطالب نصا من خمسة أسطر قراءة
64
جهرية في دقيقتين دون خطأ في اإلعراب.
يرى تايلر taylerأن األهداف تشتق في العادة من مجموعة من المصادر من أهمها:
-0األهداف التي تتعلق بمطالب وحاجات الطلبة أنفسهم قدراتهم معلوماتهم ومهاراتهم ،ميولهم،
اتجاهاتهم ،حاجاتهم.
األهداف التي تتعلق بمطلب وحاجات المجتمع مثل :معرفة القيم وتثبيتها والتخصصات -3
المختلفة وتنمية بين أفراد المجتمع.
-63رشدي أحمد طعمية ،محمود كامل الناقة ،تعليم اللغة اتصاليا بين المناهج واالستراتيجيات ،ط ،0المملكة المغربية،
سنة ،3116ص .030 – 031
- 64المرجع نفسه ،ص .030
األهداف التي تتعلق بمطالب التخصص وهي معلومات المتخصصين في مختلف ميادين -2
بمطالب التخصص وهي معلومات المتخصصين في مختلف ميادين المعرفة كالرياضيات
65
والعلوم والطب والهندسة.
فالتخطيط الجيد للدرس نفسيا وسيكولوجيا وذهنيا وكتابيا تساعد وتهيئ للمعلم والمتعلم لبيئة المناسبة
لعملية التعليم والتعلم.
وقد حدد تايلر المصادر العامة للمعرفة التي ينبغي اعتمادها عند بناء المنهج هي :
أ -حقائق ومعلومات تتعلق بالمجتمع :
وتتضمن حقائق بأنظمة المجتمع والقوى المؤثرة فيه والسيطرة عليه والمستويات االقتصادية واالجتماعية
والثقافية وما يسوده عناصر ثقافية مختلفة لها تأثيرات مختلفة وكثيرة على الطلبة ومجمل تأثير هذه
العناصر االجتماعية في تكيف الطلبة.
ب -مهارات ومهن المجتمع :
بحيث تشمل جميع المهن االجتماعية السائدة في المجتمع وتختلف هذه المهن من مجتمع وآخر و
66
لتوزع األفراد بين هذه المهن.
67
-2األساليب و األنشطة :
أساليب وطرق التدريس هي الجزء الواضح في عناصر المنهج عند التطبيق العملي في المؤسسة
التعليمية ،فأهمية األسلوب تحدد مدى تحقيق الهدف وتحصيله.
تمثل طريقة التدريس عنص ار مهما من عناصر المنهج فإذا انتهينا من اختيار المحتوى وتنظيمه علينا
أن نتسائل :ما طرق التدريس واستراتيجياته وفنياته واجراءاته الالزمة لتدريس هذا المحتوى؟
وهنا البد على واضعي المنهج أن يقوموا بتحديد أنسب الطرق واالستراتيجيات التدريسية المناسبة
لتدريس المحتوى ،ومن ثم البد أن يدرك المتخصصون أن هناك موجهات الختيار أنسب الطرق
68
واالستراتيجيات منها:
-65عاصم النمر ،تيسير الكوفجي ،مناهج وأساليب التدريس في التربية والتربية الخاصة ،ص .63
66
المرجع النفسه ،ص .61 – 62
-67المرجع نفسه ،ص .66
-68رشي أحمد طعيمة ،محمود كامل الناقة ،تعليم اللغة اتصاليا بين المناهج و االستراتيجيات ،ص .032
-0األهداف :فأهداف المنهج يمكن أن تمثل موجها أساسيا الختيار الطرق والوسائل واألساليب
التدريسية المناسبة لتحقيق هذه األهداف.
-3المحتوى :نقول في علم التربية إن المحتوى والطريقة وجهان لعملة واحدة ،فالمحتوى يحدد ما يناسبه
من طرق تدريس وسائل وأنشطة ،وأيضا طرق تدريس واجراءاته وفنياته يمكن أن تحدد شكل المحتوى،
ومن ثم يعتبر المحتوى موجها الختبار ما يناسبه من طرق تدريس.
-2إدراك المعلم لخبرات الدارسين ومستوياتهم ودوافعهم والفروق الفردية بينهم.
-1إدراك المعلم لطبيعة اللغة العربية وخصائصها وصعوبات تعلمها.
-5إدراك المعلم ومعرفته بمختلف مصادر تعليم اللغة العربية وأنشطتها.
-6إدراك المعلن للعالقة بين الطريقة والوسيلة والنشاط.
69
-3المحتوى أو المدخالت السلوكية
يشمل المحتوى على كل الخبرات التي تحقق النمو الشامل المتكامل الديناميكي المتطور للفرد.
يقصد بمحتوى المنهج" :نوعية الخبرات التعليمية ،الحقائق والمفاهيم والتعليمات والنظريات والمهارات
والوجدانيات التي يتم اختبارها وتنظيمها على نمط معين لتحقيق أهداف المنهج التي تم تحديدها من
70
قبل".
71
-1اختبار المحتوى :
بعدما ذكرت مفهوم المحتوى لبناء المنهاج التربوي سأتحدث اآلن عن االتجاهات واألساليب المختلفة
في اختبار محتوى المنهاج وتحديد مقدار ما يجب تقديمه منها إلى المنهج يتمثل في:
* -أراء الخبراء والمختصين في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وفي الدراسات اللغوية والدراسات
72
النفسية وأيضا الخبراء في الثقافة العربية اإلسالمية.
* -اختيار المحتوى العلمي المناسب للطلبة ،وأعمارهم الزمنية والعقلية واعاقاتهم ،فتقديم المعرفة للطالب
العادي غير األصم أو المكفوف أو المعوق عقليا ،و المجتمع و التقدم العلمي.
- 69تيسير الكوفحي ،مناهج وأساليب التدريس في التربية والتربية الخاصة ،ص .05
-70ضياء عويد حربي العرنوسي ،المناهج وتحليل الكتب ،د.ط ،د.ت ،ص .30
-71عاصم النمر ـ تيسير الكوفحي ،مناهج وأساليب التدريس في التربية والتربية الخاصة ،ص 06
-72رشدي أحمد طعيمة ،محمود كامل الناقة ،تعليم اللغة اتصاليا بين المنهاج و االستراتيجيات ،ص .036
ويراعي حاجات البيئة المحيطة وهنا يشترك مجموعة من الخبراء والمختصين في اختبار المحتوى وهو
األنسب.
* -مناسبة المحتوى األهداف المحددة للمنهج ،وهذا االتجاه يعني اختبار المعارف العلمية والمعلومات
دون مراعاة الطلبة او احتياجات المجتمع وهذا ما كان سائدا في المجتمعات القديمة وهو ممثل المنهج
73
القديم.
إن اختبارنا للمحتوى ال يعني أننا بينا محتوى نستطيع تدريسه و يمكن التالميذ من تعلمه لكن يلزم
األمر أن نتناول هذا المحتوى بالتنظيم .
74
-2كيف يتم تنظيم المحتوى ؟:
يمكننا تنظيم المحتوى بأساليب مختلفة يمكن أجملها باآلتي :
75
* -التنظيم المنطقي حسب تسلسل المعرفة،
" يعد هذا التنظيم من أقدم التنظيمات المنهجية ،وهو يعني تنظيم خبرات محتوى المنهج واألنشطة ،وفقا
76
لطبيعة المادة الدراسية من القديم إلى الحديث ،من الجزء إلى الكل ".
77
ويسمى أيضا باألسلوب المنطقي و الذي يتناسب مع خصائص النمو للمتعلمين
78
* -التنظيم السيكولوجي حسب قدرات وحاجات وخصائص الكلية.
نقصد بالتنظيم السيكولوجي للمحتوى ،هو وضع خبرات محتوى المنهج وترتيبها وفقا لخصائص نمو
التالميذ وميولهم وحاجاتهم وقدراتهم واستعداداتهم ،فالمحور األساسي الذي يدور حول هذا التنظيم هو
الفرد المتعلم ،ومن ثم فخبرات المحتوى وفق هذا التنظيم ال تفرض على التالميذ فرضا من قبل الكبار
79
وأصحاب إنما تختار في ضوء ميول التالميذ حاجاتهم وخصائص نموهم.
* -التنظيم الرأسي و الذي ينظم محتوى المنهج على امتداد األعوام الدراسية المختلفة.
* -التنظيم األفقي الذي يهتم بالترابط و التماسك بين وحدات المنهج.
-73عاصم النمر ـ تيسير الكوفحي ،مناهج وأساليب التدريس في التربية والتربية الخاصة ،ص .06
-74عاصم النمر ـ تيسير الكوفحي ،مناهج وأساليب التدريس في التربية والتربية الخاصة ،ص .81
-75المرجع نفسه ،ص .81
-76د .مؤلف ،مناهج أسسها ،عناصرها ،تنظيماتها ،د.ط ،د.ت ،ص .80
-77ضياء عويد حربي العرنوسي ،المناهج وتحليل الكتب ،ص .32
-78عاصم النمر ـ تيسير الكوفحي ،مناهج وأساليب التدريس في التربية و التربية الخاصة ،ص .81
-79ضياء عويد حربي العرنوسي ،المناهج وتحليل الكتب ،ص .32
ففي عملية تنظيم المحتوى يجب إتباع هذه األساليب ودمجها ببعضها إلنتاج محتوى يجب اتباع هذه
األساليب ودمجها ببعضها البعض إلنتاج محتوى جيد يلبي تطلعاتنا تجاهه.
80
- 4التقويم التربوي :
اتسع التقويم نطاق التخطيط في عالمنا المعاصر ليشمل جميع مناحي الحياة وكل النشاطات البشرية
والفكرية والثقافية واالقتصادية واالجتماعية تقريبا" ،يعتبر التقويم بمعناه الصحيح اتجاها جديدا في التربية
وقد يظن الكثيرون أن اختبارات واالمتحانات ما هي إال جزء منه فقط ،وهي مرادفات للتقويم ،مع أنه
أشمل وأعم من ذلك فاالمتحانات ما هي إال جزء منه فقط ،وال يقيس إال نواح من تحصيل التلميذ أو
81
قدراته او مهاراته الخاصة ".
فالتقويم التربوي هو" :عملية منهجية منظمة مخططة ،تتضمن إصدار األحكام على السلوك (أو الفكر
أو الوجدان) أو الواقع المعيش ،وذلك بعد موازنة المواصفات والحقائق لذلك السلوك أو الواقع التي تم
82
التوصل إليها عن طريق القياس مع معيار جرى تحديده بدقة ووضوح ".
يعد التقويم العنصر الرابع من عناصر المنهج يتبادل التأثير والتأثر بالعناصر األخرى من األهداف
والمحتوى ،وأنشطة التعليم ،فهو عملية منهجية تقم على أسس علمية.
" فالتقويم هو عملية تتأسس على القياس فهي تستخدم نتائج القياس والمعلومات التي يتم الحصول عليها
83
في إصدار أحكام حول سمات المتعلم ،أو أي جانب من جوانب المنهج".
84
أ -أهداف التقويم :
يعد التقويم ركنا أساسيا من أركان اإلدارة والتربوية فقد يرمي التقويم إلى تحقيق أهداف تربوية في
العملية التعليمية ومن هذه األهداف عندنا :
* -تحديد مدى ومركزية نمو التلميذ نحو بلوغ األغراض أو األهداف التي تسعى المدرسة إلى تحقيقها.
* -تشخيص نواحي القوة والضعف في عملية التعلم ،مما يساعد المدرس على االستمرار أو التعديل في
85
،فالتقويم طريقته وتخطيط عمله وما يصعب ذلك من نشاط تعليمي حتى تتحقق النتائج المرغوبة
-80عاصم النمر ـ تيسير الكوفحي ،مناهج وأساليب التدريس في التربية والتربية الخاصة ،ص .82
-81رشدي ليب ،جابر عبد الحميد جابر و آخرون ،األسس العامة للتدريس ،ط ، 0دار النهضة ،بيروت ،سنة 0202
،ص .055
-82محمد محمود الحيلة ،التصميم التعليمي نظرية وممارسة ،ط ، 0دار المسيرة ،عمان ،سنة ، 0222ص .113
-83محسن علي عطية ،الجودة الشاملة والمنهج ،ص .306
-84رشدي لبيب ،جابر عبد الحميد جابر و آخرون ،األسس العامة للتدريس ،ص .056
عملية تشخيصية ،وقائمة عالجية تعطي المعلم تغذية راجعة عن أدائه التعليمي التعلمي ،وفاعلية تدريسية
وبهذا يتم تعزيز عناصر القوة في العملية التدريسية واقرارها ومكافأتها ،ويتم معالجة عناصر الضعف فيها
86
لتحسين التدريس ورفع سويته ونوعيته.
* -مساعدة التلميذ على فهم نفسه ،من حيث التحصيل ومدى إمكانياته حتى يتسنى له ولمدرسته كشف
نواحي الضعف وقوته ،مما يساعد القائمين على التعليم للوقوف على مدى نجاح المتعلمين وتربيتهم،
87
ويساعد على عملية تعلمه ونموه الفردي.
* -تحديد مقدار ما تحقق من األهداف التعليمية والتربوية المنشودة أو المرسومة سواء بسواء.
* -يقدم التقويم مخرجات مهمة ألغراض لبحث والتقصي في تعليم المواد الدراسية ومناهجها بحثا
وتخطيطا وتعديال ،وتطوي ار سواء بسواء.
* -التقويم أعم وأشمل من التقييم ،فالتقييم assessmentهو تلك النشاطات التي تصمم لقياس تعلك
الطلبة والذي يأتي كنتيجة للموقف التعليمي التعلمي ،أما التقويم évaluationفهو مجموعة النشاطات
88
والتي تصمم لقياس فاعلية النظام التعليمي التعلمي ككل.
89
ب -األسس التي يقوم عليها التقويم التربوي :
لنجاح عملية التقويم التربوي البد من توفر بعض األسس الهامة من أجل أن يحقق التقويم التربوي اهافه
90
ويمكن تحديد أهم أسس التقويم التربوي وهي :
عملية التقويم ،عملية شخصية وقائمة عالجية تشمل جانبين أساسيين مترابطين عما :
-0الجانب الشخصي :ويتضمن محاولة المعلم كشف نواحي الضعف والقوة في تعلم الطلبة مثله في
ذلك مثل ما يفعله الطبيب في تشخيص األمراض واألوبئة المرضية .
-3الجانب العالجي :يتطلب من المعلم اقتراح بعض النشاطات العلمية والمواقف التعليمية وتنفيذها،
والتجارب المخبرية التي تساعد الطلبة في تصحيح أخطاء التعلم.
-91ينظر ،سعيد جاسم األسدي ،مروان عبد المجيد ابراهيم ،اإلشراف التربوي ،ص .68
-92جبرائيل بشارة ،المنهج التعليمي ،ط ، 0دار العربية ،بيروت ،لبنان ،0282 ،ص .12
-93ينظر ،محسن علي عطية ،الجودة الشاملة والمنهج ،ص .058 – 050
في المنهج القديم كان يعتمد على الحشو والتلقين وتكديس المعلومات للتالميذ يركز على المادة
الدراسية ،كما أنه يركز على االكتساب والحفظ دون التطبيق ،ذكر أيضا جبرائيل بشارة قائال" :المنهج
القديم اهتم بالمادة الدراسية من ناحية طبيعتها وحجمها ووظيفتها ،دون اهتمام بالمتعلم وطبيعة التعلم،
وهكذا أدا ة لحفظ المعلومات ،مما يتنافى مع حاجات المتعلم وطبيعة التعلم ،وهكذا كان التالميذ في معظم
الحاالت يقومون بحفظ الماد دون رغبة ،ويعانون من صعوبة االستيعاب المعارف التي سكبت فيها وبعدها
94
عن خبراتهم واهتماماتهم ومشكالتهم".
ومن هنا نستنتج مما سبق بأن المنهج القديم أو التقليدي هو المادة الدراسية التي تتناول أكبر قدر من
المعرفة والمعلومات والحقائق ،مما أدى هذا التركيز إلى إهمال الجوانب العلمية التربوية التي تلعب دو ار
هاما في خدمة العملية التعليمية التعلمية.
95
أ-خصائص المنهج التقليدي أو القديم :يمكن تحديد أبرز خصائص المنهج القديم بما يلي :
-0التشديد على المعلومات بوصفها هدفا بحد ذاته
-3إن العملية التعليمية على وفق هذا المنهج ترتبط ارتباطا وثيقا بالمعلومات التي يتضمنها الكتاب
المدرسي ويعد الكتاب المدرسي المصدر األساسي لتزويد الطلبة بالمعلومات
-2إن دور المعلم في ظل المفهوم التقليدي للمنهج يقتصر على شرح المعلومات وتوضيحها وتفسيرها
والتعليق عليها
-1إن دور الطالب في ظل هذا المفهوم هو فهم المعلومات وحفظها واسترجاعها
-5التشديد على أن يكون المعلمون متخصصين في المادة الدراسية متعمقين قادرين على توصيلها بشتى
الطرق إلى المتعلمين
-6تقتضي نوعا من االمتحانات التي تقيس كمية المعلومات التي استوعبها الطلبة.
وفي منظور آخر لخصائص المنهج التقليدي ،إن المعرفة هي بؤرة االهتمام في المناهج الدراسية حيث
أنها حصيلة التراث الثقافي واالجتماعي والخبرة مع ضرورة الحفاظ عليها ،فمهمة المعلم في المنهج القديم،
هي التلقين ونقل المعلومات ،والشرح والتفسير والتوضيح والتلخيص والتكرار وغير ذلك.
فالمنهج التقليدي هو" :عبارة عن المقررات الدراسية الموضوعية في صورة مواد دراسية يراد من الطلبة
96
دراستها في مرحلة معينة من مراحل الدراسة".
-100توفيق أحمد مرعي ،محمد محمود الحيلة ،المناهج التربوية الحديثة ،ص .38
-101سهيلة محسن كاظم ،المنهاج التعليمي والتدريس الفعال ،ص .28
-102محمد غزة عبد الموجود و آخرون ،أساسيات لمنهج و تنظيماته ،ط ،0دار الثقافة القاهرة ،مصر ،سنة ،0202ص
.00
-103اسحاق فرحات و آخرون ،المنهاج التربوي بين األصالة والمعاصرة ،ط ،1دار الفرقان ،عمان ،سنة ،0222ص
.06
-104عبد السالم عبد الرحمن حامل ،أساسيات المنهاج التعليمية وأساليب تطويرها ،ط ،3دار المناهج ،عمان ،سنة
،3113ص .36
تعدد مصادر المعرفة يهتم المفهوم الحديث بتعدد مصادر المعرفة ،وال يقتصر على محتوى المقرر
الدراسي أو الكتاب المدرسي والمدرس.
فالمنهج الحديث يهتم بالتكامل بين الجانب النظري والتطبيقي ،ويشدد على اكتساب الخبرات المباشرة
وغير المباشرة واستخدامها ،كما يربط بين الخبرات التي يقدمها الواقع فيكون التعليم فيه ذا معنى وفائدة
توفر للمتعلم إشباع حاجاته ،يشدد أيضا على التعليم الذاتي كما يشدد على دور كل عنصر من عناصر
المنهج في العملية التعليمية ،ويشدد على ايجابية المعلم ونشاطه وتفاعله.
تتسم عملية التقويم في المنهج الحديث بأنها متنوعة وشاملة ومستمرة ،بجعل حاجات المتعلم والمجتمع
وتلبيتها هدفا رئيسيا فضال عن المادة الدراسية ،ويجعل المعلم محو ار في العملية التقليدية ،ويوفر فرصة
لمراعاة الفروق الفردية ،جاء المنهج الحديث عكس المنهج التقليدي ،فالمادة الدراسية فيه تتمثل جزءا من
المنهج غرضها تعديل سلوك المتعلم ،وبيئة التعليم في المنهج الحديث ال تقتصر على غرفة الدراسة ،إنما
تشكل البيئة الدراسية وموجوداتها وربط العملية التعليمية بالبيئة االجتماعية ،ودور المعلم يكون منظم
وموجه عكس دور المعلم في المنهج التقليدي ،ففي المنهج الحديث يكون دوره مهم جدا للموقف التعليمي
105
ولم يعد المصدر الوحيد للمعرفة.
ب-مبررات المنهج الحديث :
في ضوء ما تقدم من مفهوم المنهج الحديث وخصائصه يمكن تحديد الميزات اآلتية للمنهج في ضوء
المفاهيم والتي تميزه عن المنهاج التقليدي :
" -يساعد المنهاج التربوي الحديث الطلبة على تقبل التغيرات التي تحدث في المجتمع تكييف أنفسهم مع
متطلباتها.
-ينوع المعلم في طرق التدريس ويختار أكثرها والمتناسبة ،ألن من شأن ذلك أن يجعل التعليم محسوسا
والتعلم أكثر ثباتا.
-تمثل المادة المدرسية جزءا من المنهاج ،وينظر إليها على أنها وسائل وعمليات لتعديل سلوك المتعلم
وتقويمه من خالل الخبرات التي تتضمنها ويقوم دور المعلم في المنهاج التربوي الحديث ،على تنظيم تعلم
106
الطلبة وليس على التلقين أو التعليم المباشر ".
" -يوفر نمو شامال متوازنا لشخصية المتعلم.
-110علي آيت أوسان ،اللسانيات والبيداغوجيا.نمودج النحو الوظيفي "األسس المعرفية والديداكتيكية" ،ط ،0الدار البيضاء،
سنة ،0228ص .22 – 28
111
-علي آيت أوسان ،اللسانيات و البيداغوجيا ،ص .22
-112العربية :مجلة علمية محكمة ،يصدرها مخبر علم تعليم العربية بالمدرسة العليا لألساتدة "بوزريعة"
ثانيا :تعريف الطريقة التواصلية : communicat approche
تسمى أيضا هذه الطريقة بالطريقة التواصلية لتدريس اللغات عامة واللغة االنجليزية بصفة خاصة أو
الطريقة الوظيفية هي نسخة بريطانية المنشأ ،وبدأت كحركة في بداية الستينات كرد فعل على النظرية
البنيوية والسلوكية behaviorisme theoryالمجسدة في اللغويات والصوتيات lingual method
،audioالطريقة التواصلية هي مجموعة من المبادئ حول طرق التدريس وتحوي أيضا توصيات حول
أصول التدريس والمناهج والتي ينصب التركيز فيها على التواصل في المعنى وليس التركيب واالستخدام
113
األصم لقواعد اللغة ودراستها أو التحدث عنها فقط.
فالطريقة التواصلية في األصل والنوايا تعتمد كليا على التطور الوظيفي في اللغة وليس التطور
التركيبي ،ويتم من خالله منح المتعلمين المهام إلنجازها بأنفسهم ،وذلك عن طريق استخدام اللغة وليس
دراستها أو التحدث عنها وعن مكوناتها ،فالطريقة الوظيفية جوهريا ستكون بالتالي بديال للطريقة التركيبية،
كما يستند هذا المنهج في المقام األول على التطوير الوظيفي الحي للغة وليس التطوير الهيكلي لذلك
أصبح الصف الدراسي أكثر مركزية للمتعلم منه لكون المتعلم يقوم بإنجاز جميع المهام اللغوية مع زمالئه
بينما المعلم يأخذ دور المشاهد ،أو المساعد ،أو الناصح ،أو الصديق ،أو المصدر اللغوي ،او المسهل
والمبسط لألمور الذي يهتم بتقييم األداء اللغوي لطالبه بإعطاء التغذية الراجعة ،feed backعند الحاجة
114
أ -مميزات الطريقة التواصلية لذلك نرى أن دور المعلم ازداد أهمية وخطورة من ذي قبل.
تقوم الطريقة التواصلية بالتركيز على المعنى بشكل كبير ،والهدف المنشود هي الكفاءة التواصلية
وتركز أيضا على مركزية المتعلم ،إعطاء المتعلم الفرصة الكافية للتفاعل مع اآلخرين سواء في الممارسة
اللغوية مع مجموعة أو التفاعل مع المثيل أو الجليس من طالب صفه ،فالطالقة في الهدف المنشود فإذا
ما استخدمت الحوارات تتمحور حول الوظائف التواصلية في اللغة ،والدوافع الذاتية أو الحاجات التي
تكمن في أذهان المتعلمين خالل األداء اللغوي ،أيضا المحفزات الجوهرية تقفز إلى االهتمام بما تم إنجازه
عن طريق
التواصل اللغوي.
115
فالمنهج التواصلي يتصف بكونه مبني على المهام والواجبات وانجازها بشكل حقيقي حي.
-113عبد الرزاق عودة الغالبي ،التواصل في عملية تعلم اللغة االنجليزية ،د.ط ،د.ت ،ص 06
-114المرجع نفسه ،ص .06
115
-عبد الرزاق عودة الغالبي ،التواصل في عملية تعلم اللغة االنكليزية ،ص .00 – 06
ثالثا :نظرية االتصال )النشأة و الموضوع( :
انطلقت الدراسات والبحوث المتخصصة في نظرية التواصل في الواليات المتحدة في األربعينيات من
القرن العشرين ،وقد ساهمت أبحاث متنوعة ،وفي اختصاصات محددة ،الفيزياء والرياضيات ،في بلورة
نظرية حول األنظمة اإلتصالية ...وبعد المحاوالت التمهيدية تمكنت نظرية االتصال من تحديد
موضوعها وتأسيس منظوراتها الجديدة.
وقد شكل التواصل اللساني فرع من الفروع المدروسة في نظرية االتصال ،وتمت في هذا اإلطار
عمليات تحديد دقيقة لمفاهيم عدة وحدود كثيرة ،ومن هنا تبلورت األعمال المهمة حديثا بفضل اشتراك
علماء الرياضيات ومهندسي التواصل ،حيث تم تحديد موضوع نظرية االتصال باعتبارها بحيث تأملنا في
116
المميزات الخاصة في كل نظام من العالمات مستعمل بين كائنين يهدف إلى غايات اتصالية.
ظهرت نظرية االتصال على يد الرياضيين "كلورشانون "clochanonو "أربن ويفر "erban wefer
سنة 0212م في كتاب لهما شرح هذه النظرية مستندين فيها إلى نموذج األخبار عبر التلغراف بتجريد
نظرية (النظرية الرياضية للتواصل) ،وكان المنطلق من التلغراف والى التواصل البشري عبر اللغة والخط
والموسيقى والرقص ...وهكذا كان لنظرية التواصل تأثي ار كبي ار في العلوم اإلنسانية حين ارتبطت باللغة
على يد العالم اللغوي "جاكبسون" الذي طبقها ضمنا مفاهيم وظائف اللغة الست ،عندما عرض القضايا
الشعرية وقال :ما ال ّذي يجعل من رسالة لغوية عمال قيما ،ويتعلق هذا بأن الباث يرسل رسالة إلى المتلقي
والرسالة تتطلب سياقا تحيل إليه ويستطيع المتلقي إدراكه ،وهو سياق لغوي أو يقرب منه ،والرسالة تستند
إلى شفرة مشتركة بين الباث والمتلقي ،فيصبح المرسل مركب شفرة والمتلقي مفككها ،والى جانب هذه
البد أن يكون بين الباث والمتلقي قناة ترابط مادي أو نفسي تمكنها من إقامة التواصل ،وهكذا
العناصر ّ
استفاد جاكستون من نظرية التواصل "شانون" وحاول تعميمها على وسائل التواصل بين البشر سواء عن
117
طريق اللغة أو غيرها من أدوات التعبير والتالقي.
116
-عبد القادر الغزالي ،اللسانيات ونظرية التواصل ،رومان جاكوبسون نموذجا ،ط ،0دار الحوار للنشر ،3112 ،ص
.32
117
-صالح بلعيد ،دروس في اللسانيات التطبيقية ،ص .11 – 12
رابعا :النظرية االتصالية او المنهج االتصالي في تعليم اللغة " لدال هايمز"
أسسها
هناك من اعتبره نظرية وهناك من اعتبره منهجا ولكنه في الحقيقة عبارة عن نظرية قعد و ّ
dell.hymesوطبقها كمنهج من مناهج تعلّم وتعليم اللغات ،ارتبط المنهج التواصلي في نشأته بتغيير
استراتيجي شمل:
* -النظرة إلى اللغة ذاتها والطريقة التي تصفها.
* -أساليب التعليم واألسس التي تحكمها.
118
* -محتوى التعليم .
اقترح هايمز hymesفي منتصف اللسانيات نموذجا وظيفيا هو في جوهره رد فعل للنحو التوليدي
الذي يعزل اللغة عن شروط استعمالها ،وتوقفه عند ثنائية تشومسكي "القدرة واإلنجاز" ورأى أن تعريف
"تشومسكي" للقدرة اللغوية zacometence linguistiqueتعريف ضيق ال يتناسب مع الطبيعة
la competence االجتماعية للّغة ،ومن ثم اقترح استبدال القدرة اللّغوية بالقدرة التواصلية
communicativeفلم تعد القدرة تقتصر على معرفة قواعد اللغة ،وتوليد عدد المتناه من الجمل ،فبعد
أن كان "تشومسكسي" يبحث عما يكون القدرة اللغوية حاول "هايمز" وغيره من اللغويين والوظيفيين البحث
عن قواعد القدرة التواصلية والتي تتجاوز القواعد اللغوية إلى استعمال اللغة في المجتمع ،فقد تبين أن
النحو التوليدي التحويلي قد وصل إلى مستوى من التجريد النظري ،جعله قاص ار على دراسة ما يمكن قوله
باللغة دون أن يرقى إلى ربط ذلك بشروط االستعمال ( التداول) ،الزمان ،المكان ،المتكلم ،المخاطب،
119
الوضع االجتماعي.
120
أما القواعد التي قامت عليها نظرية "دال هايمز" فهي :
-0تقوم على النظريات المعرفية ألن اكتساب اللغة عملية معقدة تتم من خالل عمليات داخلية لدى
المتعلم ،حيث يقول" :هوانج "hwangاإلنسان كائن منظم لذاته بطبعه واقعا على الدوام تحت رحمة
العوامل والمثيرات الخارجية ).
-3ملكة التواصل باللغة األجنبية هي ملكة اجتماعية.
-123عبد الرزاق عودة الغالبي ،التواصل في عملية تعلم اللغة االنجليزية ،ص .00
لذلك أصبح دور المعلم أقل هيمنة من ذي قبل ولكنه أكثر أهمية على سبيل المثال فإن دور المعلم
كمشارك مستقل ضمن مجموعة التعلم التعليمية يرتبط بدوره كناشط تواصلي وهذه األدوار تتضمن
مجموعة ثانوية من الدوار التالية له:
أوال :منظم للمواد كمورد
ثانيا :دليل ومدير األنشطة
وهناك دور ثالث :
هو باحث ومتعلم مع المساهمة الكبيرة له في مجال المعرفة المالئمة للقدرات والتجربة الفعلية في
طبيعة التعلم لذلك يأخذ المعلم األشكال التالية في الصف:
* -صديق ،موجه ،مصدر معلومات ،مساعد ومعين ،مسهل ومبسط للصعوبات ،ناصح وموجه ،مدير
124
لجميع األنشطة ،معلم لذلك أصبح عمله أوسع وأخطر عن السابق.
ج -دور المتعلم studen’t role
يحتاج المتعلمين قد ار كبي ار من التدريب لكون األداء في المنهج التواصلي هو الهدف ،لهذا السبب
ينبغي أن يتمركز دور المتعلم في األداء .وهنا يأخذ المعلم خطوة إلى الوراء ويبدأ بالمشاهدة والمالحظة
حول تطور المستوى المعرفي اليومي للمتعلم وتقييمه ،وفي ذلك بعض األحيان يتصرف المعلم كحكم أو
مراقب ،يظهر الفصل الدرامي خالل النشاط التواصلي أبعد ما يكون عن الهدوء ،مع ذلك فالمتعلمين
يفعلوا أنشطة أكث من الكالم ،وكثي ار ما كان مشهد الفصل الد ارسي نشاط خالل عملية التواصل بالرغم
من أن المتعلمين أحيان يتركوا مقاعدهم والتنقل داخل الفصل الدراسي إلكمال مهامهم مع زمالئهم بسبب
زيادة المسؤولية في المشاركة لذلك يجد المتعلمون أنهم قد اكتسبوا الثقة في استخدام اللغة األجنبية المراد
125
تعلمها بشكل ،عام وأصبحوا هم أنفسهم من يدير عملية تعلمهم و ليس المعلم.
د -الدقة مقابل الطالقة accuracy vafluency
ليس هناك من ينكر حقيقة أن كال من الدقة والطاقة تكون ضرورة ملحة في تعلم أي لغة ومع ذلك
نجد األسلوب النحوي والدقة هو أكثر انتشا ار أو أهمية من الطالقة في عملية تعلم اللغات بصفة عامة،
وتعلم اللغة االنجليزية بصفة خاصة التي تهيمن عليها الطرق البنيوية القديمة المعروفة مع ذلك المجتمع
الحديث بحاجة لمن يتقن قراءة االنجليزية بشكل جيد و التحدث بها بطالقة ،ومع ذلك فالدقة ال تعني أن
-124عبد الرزاق عودة الغالبي ،التواصل في عملية تعلم اللغة االنجليزية ،ص .08
-125عبد الرزاق عودة الغالبي ،التواصل في عملية تعلم اللغة االنجليزية ،ص .08
اللغة ستكون خالية فترات ممارسة اللغة فإن الرقابة المشددة ستحقق درجة عالية من الدقة بالنسبة
للمبتدئين ولكن من المتوقع أن يقع التالعب في نظام اللغة بعفوية وبمرونة ممكنة.
بطبيعة الحال فالطالقة في تعلم اللغة يذهب أبعد من ذلك فبعد وقت قصير من اتقان الطالب ألشكال
اللغة ،يجب أن تزودهم بتمارين مكثفة عن الطالقة ،بعد ذلك سيتم سحب السيطرة تدريجيا لتمكين
المتعلمين من استخدام اللغة على نحو أكثر حرية وأقل درجة من الخوف.
في هذه المرحلة ينبغي التسامح من األخطاء وعلى المعلم التأكيد على أن الخطأ في جميع األحوال
ليس بالشيء المشين أكثر من كونه نتيجة طبيعية لممارسة اللغة ،أما بالنسبة للعلمين فعليهم تقييم أداء
المتعلمين في نهاية كل ممارسة للطاقة بحيث يتمكنون من نقاط الضعف ليصبحوا أكثر وعيا من
126
وبهذه الطريقة تمارس الدقة والطاقة في آن واحد وخالصة األمر فإن الدقة والطاقة صفتان أخطائهم.
متالزمتان ال يستبعد بعضها عن البعض يمارسها المتعلم في وقت واحد مع الميل األكثر لصفة الطالقة
في تطبيق الطريقة التواصلية.
د -الكفاءة اللغوية مقابل الكفاءة التواصلية
إن العالقة بين الكفاءة اللغوية والتواصلية مهمة جدا خصوصا في المرحلة األساسية ،حيث تكون
الكفاءة اللغوية عفوية ومرنة بحيث أنها تصحح التالعب بنظام اللغة ،أما الكفاءة التواصلية تنطوي على
مبادئ مناسبة من االستعداد واللباقة من جانب المتعلم الستخدام االستراتيجيات ذات الصلة في التعامل
127
مع حاالت معينة في اللغة.
الكفاءة اللغوية إذن تعتبر أساس للكفاءة التواصلية ،حيث لم يكن هنالك من وجود للكفاءة التواصلية
بدون الكفاءة اللغوية مع ذلك فالكفاءة التواصلية لم تكن تلقائيا ناتجة عن الكفاءة اللغوية.
إن أشكال النشاطات الصيفية مثل لعب األدوار والمحاكاة والتعامل مع واقع الحياة يجب أن يستغل
بأكبر قدر ممكن من جهة المتعلمين لتطوير الكفاءة التواصلية مع ممارسة الكفاءة اللغوية في وقت
128
واحد.
126
-المرجع نفسه ،ص .02 – 08
-127عبد الرزاق عودة الغالبي ،التواصل في عملية تعلم اللغة االنكليزية ،ص .02
-128المرجع نفسه ،ص .02
المبحث الثاني :عناصر االتصال التربوي و نماذجه
أوال :عناصر عملية االتصال
لقد صنفت عملية التواصل عدة تصنيفات حسب رغبة الباحث ،إال أن أشهر تصنيف كان للباحث
الذي قسم عناصر عملية االتصال إلى ستة وبين ذلك عنصر وظيفته اللغوية فكان التقسيم كالتالي :
129
الشكل رقم : 11
السياق
الرسالة
قناة االتصال
لشفرة
فالمرسل في نظره هو أول أطراف عملية االتصال له وظيفة خاصة به لدى الوظيفة التعبيرية أو
االنفعالية وتهدف للتعبير عن موقفه ،ووظيفة المرسل إليه في الوظيفة االيعازية أو الندائية ،أما المرجع
فوظيفته مرجعية تدل على السياق الذي كتبت أو لفظت فيه الرسالة والقناة وظيفتها إقامة االتصال ،ألنها
وسيلة التي يصل الكالم بفضلها إلى كال الطرفين ،أما السنن وهو" :مجموعة العالمات التي تتشكل منها
130
فوظيفته ما الرسالة ،وكذلك نظام تأليفها التركيب وشرطها أن تكون مشتركة ليفهمها طرف الرسالة".
فوق اللغة أو ما وراء اللغة أو ما يسمى الميثالغة ،وأما الرسالة وهي الكالم أو الكتابة المتبادلة بين طرفي
االتصال فوظيفتها شعرية.
وهناك من ذهب إلى اعتبار عدد عناصر عملية التواصل أربعة وهي :المرسل والمستقبل والرسالة وقناة
االتصال ،وهي عناصر أساسية يضاف إليها عنصران متغيران وهما :التغذية الراجعة والتشويش والمؤثرات
129
-محمد العبد ،العبارة و اإلشارة ،دراسة في نظرية االتصال ،ص15
130
-عبد الهادي بن ظام الشهري ،استراتيجيات الخطاب ،مقارنة لغوية تداولية ،دار الكتاب الجديد ،المتجدة بيروت،
لبنان ،ط ، 0سنة ،3111ص .02
األخرى ،فكان هذا التقسيم دقيق ما يعترض عملية االتصال سواء من ناحية التفاعل بين المرسل
والمستقبل أو من ناحية ما يعترض لرسالة من حذف أو زيادة او تدخل خارجي أو عدم فهم المستقبل
ليقصد المرسل.
131
الشكل رقم ( :2عناصر عملية االتصال و مكوناتها).
والمؤثرات في البيئة المحيطة التشويش
التغذية الراجعة
-1المرسل :
هو الطرف األول في عملية االتصال وباعث الرسالة والمتلفظ األول ،صاحب الهدف والقصد محاوال
التأثير في األخريين من خالل األفكار التي يحملها أو إبالغهم خب ار معينا ،وقد يكون المرسل فردا أو
جماعة ،فالمعلم في الصف هو المرسل وهو محور عملية التواصل يقدم الدري ويحاول إيصال وتوضيح
األفكار وتثبيت الفهم في األذهان باستخدام اللغة أو اإلشارات ومالمح الوجه المعبرة واالستعانة بغيرها من
الوسائل.
وذهب بعضهم إلى اعتبار اآللة كالكمبيوتر والتلفاز والكتاب مرسال ،إال أن هناك من قد مثل هذا الرأي
باعتبار كل ما سلف وسائل والمرسل الحقيقي هو اإلنسان الذي اخترع اآللة وبرمجها ألغراض معينة
ولضمان فاعلية وكفاءة المرسل أجمع بعض الباحثين على ضرورتها وحصرها في أربعة صفات:
-0المعرفة :فإذا كان المرسل معلما وجب عليه االطالع إال في على الدراسات و البحوث والمطالعة
الدائمة ملما بكل ما هو جديد وليستطيع اإلجابة على أي سؤال قد يخطر على ذهن المتعلم.
-2الخبرة والتجارب العلمية :قد ال ترتبط الخبرة بسن معينة ولكنها ضرورية لمعرفة الحياة وتعريفها لمن
هو جاهل بها ،فالخبرة في ميدان معين يوجد به المرسل واجبة عليه حتى يتمكن من التصرف إزاء بعض
-131ربحي مصطفى عليان و زميله ،وسائل االتصال و تكنولوجيا التعليم ,ص 21
المواقف خصوصا الجديدة منها ،ألنه ثمرت على مواجهتها أو مواجهة مواقف شبيهة بها ،وكلما مر
المرسل بخبرات معينة كلما زادت فاعليته وكفاءته.
-3الدوافع :ال نجاح للمرسل في ميدان عمله دون دوافع داخلي حقيقي يحفزه للعمل واالجتهاد أكثر،
132
فالدافع هو طريق النجاح والتقدم.
-4االتجاهات :ويقصد بها اتجاهات المرسل نحو المستفيدين وعملية االتصال ككل ورغبة في إيصال
133
ما هو نافع ومثير.
وهناك بعض الصفات الفرعية الثانوية التي تميز المرسل منها المصداقية في الحديث ودرجة الثقة التي
يتمتع بها من طرف المستفيدين والكفاءة والقوة والسلطة التي تميزه والقيم والمبادئ التي يتجلى بها والتماثل
بينه وبين المستقبلين وتحسيسهم أنه كان مثلهم في يوم ما ،أو أنه يشبههم في بعض الصفات ،وأخي ار
الدينامية وهي المرونة إزاء مختلف المواقف وغيرها من الصفات التي تساهم في تعزيز صورة المرسل
وشخصه لدى المستقبل.
-2الرسالة :
هي الكلمات والمعاني التي يحاول المرسل إيصالها إلى المستقبل و "الرسالة هي النتاج المادي والفعلي
للمصير الذي يصنع فكره في رموز ) (codeمعينة فحينما نتحدث يكون الحديث هو الرسالة وحينما نكتب
فالكتابة هي الرسالة وحينما نرسم فالرسم أو الصورة هي الرسالة ،وحينما نلوح بأيدينا فإن حركات ذراعنا
134
في الرسالة"
كما أن هناك ثالث خطوات مهمة مرتبطة بالرسالة وتعتمد عليها التواصلية وهي:
أ -الترميز ( الشفرة) :وهي العملية التي يقوم بها المرسل ة تشمل وضع الفكرة في شكل رسالة ،أي
صياغة الكلمات والصور والرموز في شكل يمكن بثه.
ب -بث الرسالة :وهو العملية التي يقوم بها المرسل وتعني إرسال الرسالة االتصالية إلى المستقبل (فرد
أو جماعة أو جمهور) سواء بطريقة شخصية أم باستخدام وسائل اتصالية.
-132ربحي مصطفى عليان و زميله ,وسائل االتصال و تكنولوجيا التعليم ,ص 20
133
-المرجع نفسه ،ص .20
134
-ربحي مصطفى عليان و زميله ,وسائل االتصال و تكنولوجيا التعليم ،ص 11
ج -استقبال الرسالة :وهي العملية التي تتم في عقل المستقبل أو الجمهور المستقبلين وتتمثل في تلقي
135
الرسالة وتفسيرها وفهمها.
فالرسالة إذا تعتمد بالدرجة األولى على المرسل الذي يتولى مهمة صياغتها تزويدها بما يمكن المستقبل
من فهمها واستعابها والتأثر والتفاعل معها ،لذا وجب عليه صياغة أفكاره بوضوح وال يدع مجاال للخطأ أو
الشك أو عدم الفهم من طرف المستقبل ،حتى تنجح عملية االتصال والنموذج التالي يوضح ست صفات
تميز الرسالة وتجعلها مقبولة من طرف المستقبلين :
نظيفة
مؤدبة كاملة
الرسالة واضحة
مختصرة
صحيحة
فبالنسبة للمعلم و مجموعة من المتعلمين ،فإن الرسائل التي يوجهها المعلم وجب عليها أن تحمل هذه
الصفات ،كذلك الرسائل التي يحملها الكتاب المدرسي باعتباره الوسيلة المثلى لحمل القيم واألفكار
والصور المتنوعة مع ضرورة شرح المعلم لها مع ما يتوافق وقدرات المتعلم وخبراته ،وعلى المتعلم بدوره
أن يستعد ويدرب الستبدال مثل هذه الرسائل مجاراتها هو اآلخر والتفاعل نعها حتى يتمكن من اإلجابة
136
وانشاء رسائل شفوية أو مكتوبة تشبهها حتى تتم عملية التواصل بنجاح تام.
137
-3قناة االتصال :
-138ربحي مصطفى عليان وزمياه ،وسال االتصال وتكنولوجيا التعليم ،ص .18
-139المرجع نفسه ،ص .18
-140مصطفى عبد السميع محمد و اآلخرون ،تكنولوجيا التعليم مفاهيم وتطبيقات ،ط ،0عمان ،األردن ،سنة ،3111
ص.52
- 0اللغة المشتركة والمفهومة بين كل من المرسل والمستقبل سواء أكان ذلك بالنسبة إلى اللغة القومية
المشتركة كاللغة العربية ،أم المصطلحات اللغوية المستخدمة في اللغة الواحدة.
- 3درجة االنسجام والتجانس بين المرسل والمستقبل وشعور االحترام والود والثقة الموجودة بينهما،
فالمرسل ال يجد عناء كبي ار في إيصال أفكاره إلى المستقبل مادامت مشاعرهما ايجابية.
- 2ثقافة المستقبل وخبرته ومعرفته بالموضوع الذي يقوم باستقبال معلومات لتسهيل العملية.
- 1مؤثرات اجتماعية ايجابية أو سلبية تربط المرسل بالمستقبل يكون لها أثر كبير في فهم واستيعاب
الرسالة.
وعليه نستنتج أن ا التصال عملية مشتركة بين طرفين ويمكن تبادل األدوار خاللها ،فالمرسل قد يصبح
مستقبال والمستقبل بدوره يصح مرسال ،وهذا ما يسمى بالتفاعل داخل أطراف الدائرة التواصلية ونجاح هذه
العملية تكمن في مدى استيعاب كل من المرسل والمستقبل للرسالة الموجهة والمستقبلية.
142
-5التغذية الراجعة :
يمكن النظر إلى التغذية الراجعة على أنها عنصر من عناصر عملية التواصل فهي" :عملية تزويد
المتعلم بمعلومات حول استجاباته بشكل منظم ومستمر من أجل مساعدته في تعديل االستجابات التي
143
تكون بحاجة إلى تعديل وتثبيت االستجابات التي تكون صحيحة".
فالتغذية الراجعة إذا هي ردة فعل المستقبل على رسالة المرسل وتكون هذه الردة بالسلب أو اإليجاب
على موضوع الرسالة ،وتتم بذلك عملية التواصل بشكل طبيعي بين طرفين يتبادالن األدوار وله أهمية
طبقا في مجال التعليم كما هو األمر داخل المجتمع "إذ يعطي المربون والمدرسون وعلماء االجتماع
ورجال السياسة أهمية خاصة لموضوع التغذية الراجعة في هذا العصر ،وذلك لماله من تأثير على افراد
المجتمع وكسب تأييدهم توليد القناعات المطلوبة عندهم ثم التصرف ايجابيا في المجتمع في ضوء تلك
144
القناعات".
141
-ربحي مصطفى عليان وزمياه ،وسال االتصال وتكنولوجيا التعليم ،ص .53
-142ربحي مصطفى عليان وزمياه ،وسال االتصال وتكنولوجيا التعليم ،ص .53
143
-توفيق أحمد مرعي ،محمد محمود الوسيلة الحيلة ،المناهج التربوية الحديثة ،مفاهيمها وعناصرها وأسسها وعملياتها،
ص .013
144
-ربحي مصطفى عليان وزمياه ،وسال االتصال وتكنولوجيا التعليم ،ص .51
فالطفل على حداثة سنة يحتاج إلى تعليمة فن الكالم والحوار ،خصوصا مع الكبار لذلك يعتبر سنة
هذا أفضل سن لتعليمه التواصل وأهميته داخل المجتمع ككل وليس داخل حجرة الدرس فقط ،حتى تبنى
شخصيته بشكل سليم ،فالتواصل ال يعلمه لغته فحسب ،بل يتعداها إلى فهم مقاصد اآلخرين وفهم
عقلياتهم الخاصة وكيفية إدارة الحديث دون طعام مع غيره على المواقف االجتماعية المتنوعة وتقاليد
مجتمعه الكالمية واالجتماعية والثقافية ،وحتى اإلشارات واإليماءات وما تحمله من دالالت مختلفة.
-6التشويش و المؤثرات األخرى :
وهو كل ما يط أر على الرسالة من تغيير وتحريف ،سواء كان ذلك من طرف كل من الرسل والمستقبل،
أم من طرف الرسالة أو قناة االتصال ،وتكون هذه المؤثرات داخلية أو خارجية ،حسب نوعها وقد اعتمد
كل من "شانون" و "ويفر" نموذجا هذا التشويش وهو كالتالي :
145
الشكل رقم 14
ويقسم الباحث " ربحي مصطفى) وزميله التشويش إلى نوعين هما :
أ -التشويش المكاني أو الداللي :
ويشمل أي تداخل فني يط أر على إرسال الرسالة من المرسل إلى المستقبل كأن تمر سيارة أو أي
صوت آخر مزعج يشوش أفكار المرسل أو يؤدي إلى عدم استماع المرسل إليه جيدا لفحوى الرسالة أو
إلى نسيان الفكرة المقصودة فتتأثر الرسالة بذلك تؤث ار واضحا وتفقد بعض من صفاتها ،فال تكون واضحة
أو كاملة أو صحيحة.
ب -التشويش الداللي أو اللفظي :
ويحدث داخل الفرد حينما ال يفهم كل من المرسل والمستقبل بعضهما البعض ألي سبب من األسباب
146
غير األسباب الميكانيكية.
فالتشويش إذن من العوامل المعيقة في عملية االتصال نستطيع القول إن الرسائل في اغلبها غير
مكتملة أو واضحة ألنها البد من أن تتعرض إلى تشويشات لذلك يقال إن المستقبل ال يستقبل رسالة
-145ربحي مصطفى عليان وزمياه ،وسال االتصال وتكنولوجيا التعليم ،ص .55
146
-المرجع نفسه ،ص .55
المرسل كاملة كما أنتجها ،بل حتى المرسل نغمة قد ال يتمكن من إنتاج رسالة كاملة كما أراد لها أن
تكون ،فقد تغيب عنه بعض األلفاظ التي تناسب أفكاره التي فكر بها ،فال يستطيع التعبير عنها تعبي ار
واضحا وصريخا ويقل وضوح الرسالة كلما كبرت الهوة بين الطرفين وبعدت المسافات ،وكثرت الوسائل
فقارئ النص مثال ال يمكنه إدراك المعاني أراد له كاتبها ،إذ يفهمها حسب درجة ثقافة ونوعيتها ،والدالالت
المتوفرة لديه وحسب طبيعة المجتمع الذي نشأ فيه ،واذا أخذنا معلم الطور األول االبتدائي كمثال لذلك
وجب عليه أن يقدم رسائل مختصرة وواضحة قدر اإلمكان حتى يتمكن المتعلم من استيعابها كما هي
وينوع في طرح الماثلة وتشجيع المتعلم على إعطاء أخرى حتى يتضح معنى النص المقروء.
147
ثانيا :معوقات االتصال التعليمي
إن الحديث ع ن مثل هذا العنوان واسع اتساع البيئات االتصالية واختالف المرسل و المستقبل وقناة
االتصال ،لذلك فإن أي حديث يكون ناقصا إذا اختلفت عناصر االتصال ،ولكن مهما تكن هذه
الصعوبات في تحديد مثل هذه المشكالت ،إال أن هناك مشكالت ومعوقات مشتركة في المجال التعليمي
148
داخل حجرة الصف ،ومن هذه العوائق عندنا :
-1المعوقات الحسية :من المعروف أن الرسائل التعليمية تخاطب حواس المتعلم وتعتبر هذه الحواس
المنافذ التي توصل محتوى الرسالة إلى ذهن المتعلم وعندما تكون هناك معوقات حسية ناجمة عن قصور
حواس التعلم لدى المستقبل كضعف البصر أو ضعف السمع فإن هذه المعوقات تنتسب في عرقلة وصول
الرسالة كما ينبغي ،وقد يكون هذا القصور عضويا وقد يكون ناجما عن قصور في تدريب حواس على
التلقي واالستقبال وهذا األخير يوجب على المدرس أو المعلم تدريب حواس المتعلم وتنمية مهارات
االستقبال لديه ،اما القصور العضوية فيتطلب من المعلم مراعاة ذلك عن طريق تكييف طريق اإلرسال
وتوفير الظروف التي تمكن المستقبل من استالم الرسالة أو تغيير الوسيلة.
أ -العوامل الداخلية :وهي كل ما يسبب الشرود الذهني لدى المستقبل كالقضايا الطارئة التي قد يتعرض
لها هو أو أحد زمالئه ،أو ذويه ،وقد يتسبب الشروذ الذهني عن طريق اإلرسال والعرض خاصة عندما
تكون الرسالة في صورة محاضرة إلقائية تفتقر إلى عنصر التشويق.
-149محسن علي عطية ،تكنولوجيا االتصال في التعليم الفعال ،ص .65 – 61
-150المرجع نفسه ،ص .65
-151صالح الدين عرفة محمود ،تعليم وتعلم مهارات التدريس في عصر المعلومات ،ط ،0عمان االردن ،سنة ،3115
ص .331 – 332
الوضع أن يجيد المعلم استعمال اللغة خالل تدريسه ،وأن تتميز لغته بالبساطة والوضوح ،والتحديد ،والبعد
عن المجردات والعموميات بدرجة كبيرة ،فقد يتغير معنى الكلمة من خالل طريقة وصوت المعلم و سماع
152
التالميذ لها ،من خالل الكلمات التالية يمكن مالحظة الفارق الكبير في المعاني التي تعطيها للمستمع.
إلقائها بسخرية إلقائها بمعنى مرغوب الكلمة
طفل الشباب و الحيوية أنت شاب صغير
قديم األفكار ناضج أنت رجل كبير
يأخذ ماله و مال غيره ناجح في عمله فالح
لذلك يقدم انتباه المعلم بقوله وطريقة وعدم إدراكه لما قد يستنتجه اآلخرون من كالمه ،واهماله الحذر
والحيطة وانتقاء ألفاظه يجعله يقبل على خطأين هما; الفشل في مساعدة التالميذ على فهم ما يريد لهم أن
يفهموم ،واكتساب اتجاها سلبيا منهم نحو المعلم ،والتوتر في العالقات المتبادلة بين األعضاء،
وحساسيات وخالفات ،ماكانت لتحدث لوال سذاجة وسوء تقديره.
وكم من المرات التي يساء فيها فهم الكالم من المعلم و تالميذه مما يولد كرها و إحباطا أو فوضى
153
وارتباك.
ثالثا :أثر وسائل االتصال في عملية التعليم والتعلم
نقصد بعملية االتصال والتعليم جميع أطرافها ،معلم ،متعلم ،وتعلم ،وتعليم ،وأثر وسائل االتصال على
مجمل هذه العملية وعالقة عملية االتصال بها.
توج
تطورت وسائل االتصال في عصرنا تطو ار ملحوظا نتيجة لجهود اإلنسان في هذا المجال حيث ّ
جهوده في تطوير عمليات االتصال باختراع االتصاالت الفضائي التي جعلت من الكرة األرضية بأبعادها
حي از صغي ار ينهل منها اإلنسان ،الثقافة والفكر و المعرفة والخبر فور وقوعه.
المترامية األطرافّ ،
ونتيجة حتمية لهذا التطور في وسائل االتصال ان تخضع هذه التقنيات لعملية التعلم والتعليم ذلك أن
154
عملية التعليم والتعلم هي عملية اتصال في حد ذاتها.
-152ينظر ،صالح الدين عرفة محمود ،تعليم وتعلم مهارات التدريس في عصر المعلومات ،ص 331
-153صالح الدين عرفة محمود ،تعليم وتعلم مهارات التدريس في عصر المعلومات ،ص .335
-154عبد الحافظ محمد سالمة ،وسائل االتصال و التكنولوجيا في التعليم ،ط ،3دارالفكر للنشر و التوزيع ،سنة ،0228
ص .10
قدمت إمكانيات عظيمة إلى مجاالت التربية والتعليم ولو أحسن
وهذا يعني أن وسائل االتصال المختلفة ّ
استخدام هذه اإلمكانيات واالستفادة منها لساهمت مساهمة فعالة في رفع مستوى تحصيل التلميذ ،وفي
تحسين العملية التربوية ومعالجة الكثير من مشاكل التعليم.
وقد أبدت ذلك نتائج البحوث الكثيرة التي أجريت في هذا المجال و على سبيل المثل فقد ثبت أن
التعليم عن طريق األفالم المتحركة يؤدي إلى زيادة تحصيل التلميذ للحقائق والمعلومات زيادة كبيرة
واالحتفاظ بها لمدة أطول ،كما يكون أقدر على استخدام هذه المعلومات وتطبيقها في مواقف الحياة
العملية ،وقد أثار المدرسون في كثير من الدراسات التي اجريت أن استخدام وسائل االتصال تساعدهم
على اختصار الوقت الالزم لتدريس كثير من الموضوعات وذلك بالمقارنة بالطرق التقليدية التي تعتمد
على اإللقاء واستخدام السبورة .وفي مجال اللغات مثال ثبت أن حصيلة التلميذ من األلفاظ اللغوية تزداد
نتيجة لتعليم عن طريق وسائل االتصال(الوسائل التعليمية) ،كما يزداد شغفه للقراءة واستمرار البحث و
اإلطالع ،ويظهر ذلك في الموضوعات التي استعان في تعلمها بمشاهدة األفالم او القيام بالرحالت أو
155
إجراء التجارب أو غير ذلك من وسائل اإلتصال.
حتى ندرك أهمية عملية االتصال في التعليم ودور الوسائل التعليمية فيها ينبغي أن نتعرض لمفهوم
االتصال ومكوناته وقد تعرضنا في وحدة سابقة لهذا كله و لكن البأس من اإلشارة إلى أنه يتم في عملية
االتصال نقل المعرفة بانواعها و المعلومات المختلفة من شخص آلخر او من نقطة ألخرى.
وتتخذ لها مسا ار يبدأ من المصدر التي تنبع منها إلى الجهة التي تستقبلها ثم يرتد ثانية إلى المصدر
وهكذا.
ومن هنا نجد أن عملية االتصال ال تسير في اتجاه واحد بل هي عملية دائرية تحدث داخل مجال
أوسع و أشمل يضم كل الظروف واإلمكانيات التي تحيط بعملية االتصال وتؤثر فيها وتسمى بالبيئة
التعليمية أو المجال ،وبناء على هذا الفهم لعملية االتصال يمكننا تطبيقها على العملية التعليمية حيث
المدرس والتلميذ ،وان العوامل الطبيعية
تكون حجرة الدراسة أحد المجاالت التي يتم فيها االتصال بين ّ
156
والنفسية التي تتصل بهذا المجال تؤثر في عملية االتصال.
ومن هنا نستخلص مما سبق أن التدريس هو جزء من عمليات االتصال التعليمية بمعناها الواسع التي
تتم في حجرة الدراسة أو خارجها بين التلميذ ورفاقه أو بين التلميذ والمدرسة او بين التلميذ والكتاب أو
-155ينظر ،عبد الحافظ محمد سالمة ،وسائل االتصال و التكنولوجيا في التعليم ،ص 10
-156ينظر ،عبد الحافظ محمد سالمة ،وسائل االتصال والتكنولوجيا التعليم ،ص .18
بيئته و بين وسائل االتصال المختلفة ،وان وسائل االتصال تسهم في رفع مستوى تحصيل التالميذ و
تحسين عملية التدريس كما تقوم بحل الكثير من المشكالت التعليم مثل ازداحم الصفوف و قلة المدرسين
المؤهلين ...الخ.
كما أثرت وسائل االتصال في المتعلم(التلميذ) حيث اصبح دوره محو ار للعملية التربوية وذلك بتبادل
المدرس ،فلم يعد مستقبال فقط بل مرسال ومستقبال في آن واحد وأصبحت حالته النفسية
األدوار مع ّ
والصحية تؤخذ بعين االعتبار في ظل نماذج االتصال الرتبوي.
أثرت وسائل االتصال في المعلم حين يتغير دوره من مرسل وملقن فقط إلى مصمم للبيئة التعليمية
ومخطط ألسلوب العمل و قائد ومحرك للمناقشات الصعبة والموجه التربوي.
رابعا :مهارات االتصال التربوي
تعرف مهارات االتصال التربوي نظريا بأنها" :العملية أو الطريقة التي يتم بها نقل المعرفة من شخص
157
آلخر حتى تصبح مشاعة بينهما وينتج عنها قدرة من التفاهم بينهما".
ومن التعريف السابق يمكن مالحظة أن عملية االتصال لها مكونات وعناصر واتجاها تسير فيه،
وهدفا تسعى لتحقيقه ،ومجاال تعمل فيه ويؤثر فيها مما يخضعها بالتالي للمالحظة والبحث والتجريب
والدراسة العملية وجه عام.
158
المهارات األساسية لالتصال اللغوي أربعة هي :
االستماع listening
الكالم speating
القراءة reading
الكتابة writing
وبين هذه المهارات عالقات متبادلة يوضحها الرسم التالي
-157صالح الدين عرفة محمود ،تعليم وتعلم مهارات التدريس في عصر المعلومات ،ص .305
-158رشدي أحمد طعيمة ،محمد كامل الناقة ،تعليم اللغة اتصاليا بين المناهج و االستراتيجيات ،ص 20
159
الشكل رقم : 10
استماع
0
3
كالم
قراءة
6
4
كتابة
فاالستماع والكالم يجمعهما الصوت ،إذ يمثالن كالهما المهارات الصوتية التي يحتاج اليها الفرد عند
االتصال المباشر مع اآلخرين .بينما تجمع الصفحة المطبوعة بين القراءة والكتابة ) ،(3ويستعان بهما
لتخطي حدود الزمان وأبعاد المكان عند االتصال باآلخرين ،وبين االستماع و القراءة ) (2صالت من
أهمها أنها مصدر للخبرات ،إذ هما مهارة استقبال receptiveال خيار للفرد أمامها في بناء المادة
اللغوية أو حتى في االتصال بها أحيانا ،ومن هنا يبرر بعض الخبراء وصفهم لهاتين المهارتين بأنهما
مهارتان سلبيتان والحق غير ذلك.
والفرد في كلتا المهارتين يفك الرموز decodeبينما هو من المهارتين اآلخريين :الكالم والكتابة )(1
يركب الرموز ،incodeكما أنه فيهما "الكالم و الكتابة" يبعث رسالة ومن هنا تسميان مهارتا إنتاج أو
إبداع productive or creativeوالمرء في المهارتين اآلخريين مؤثر على غيره (مستمع أو قارئ)،
والرصيد اللغوي للفرد فيهما أقل من رصيده في المهارتين األوليين ،االستماع والقراءة ،وان منطقة الفهم
160
ويوضح الرسم التالي هذه العالقة : عند الفرد أوسع من منطقة االستخدام.
ما يستخدمه
العقل
ونستخلص مما سبق أن مهارات االتصال ال يمكن حصرها مع مالحظة الفروق الفردية في إتقان هذه
المهارات من مدرس إلى آخر ،ومدى انتهاء المدرس لمهنته.
إضافة إلى مهارات المستقبل في االستماع والقراءة وفهم الرسالة وتفسيرها و التفاعل الصفي ...الخ.
ومن طرق تحسين مهارات االتصال التربوي ،ينبغي تدريس علم االتصال التربوي لطالب كليات
المجتمع وكليات التربية والتي تهتم بتخرج المعلمين نظريا و عمليا من خالل برامج التربية العملية ،ألن
التدريس على مهارات التصال من العوامل الهامة التي تساعد على فعالية االتصال وتحقيق أهدافه ،واهم
162
هذه المهارات ما يلي :
-0تدريب الطالب على فن الحديث حتى يكون الحديث الصادر عنه جادا وموضوعيا ،وعن طريق هذا
التدريب يستطيع الطالب عرض موضوعه أو مادة حديثه بشكل واضح وبلغة سليمة ال تحتمل تأويال او
غموضا ،ألن غموض الرسالة يؤخر إنجازها.
-3تدريب الطالب على االنصات الجيد وااليجابي وكيفية تحقيقه فهذه المهارة من مهارات االتصال
الهامة وتحقيقها ،يؤدي إلى اتصال جيد وقد يعتقد البعض أن اإلنصات عملية تلقائية ال تحتاج إلى تدريب
وهذا خطأ ،ذلك أن االتصاالت ال يتم إال بتركيز المتصل به لكالم المتصل ألن اإلنصات مثله مثل
الحديث لموضوعي يقضي على اللبس والغموض والتأويل والفهم ،إضافة إلى أن اإلنصات الجيد يجعل
المتصل يستوحي المعنى من تغيرات وجه المتكلم وحركاته إضافة إلى كلماته.
-163براون ،دوجالس ،مبادئ تعلم و تعليم اللغة ـ ترجمة ابراهيم بن أحمد وآخر ،الرياض ،مكتب التربية العربية لدول
الخليج ،0221 ،ص .261
-164أحمد حساني ،دراسات في اللسانيات التطبيقية ،حقل تعليمية اللغات ،ص .00
االتصال التربوي ينصب على العوامل التي تؤثر فيه وتجعله ناجحا بالدرجة األولى ،وهذه العوامل أو
الشروط األساسية تتفاعل مع بعضها البعض.
خاتمة :
من خالل بحثنا نخلص إلى مجموعة من النتائج يمكن إنجازها في أهم النقاط التالية:
* -مفهوم االتصال من وجهة نظر العلماء بأنه عملية يتم نقل المعارف بأنواعها والخبرات المختلفة عن
المعلم للتلميذ ،وعملية االتصال ال تسير في اتجاه واحد بل هي عملية ديناميكية متعددة االتجاهات (
مصدر ،رسالة ،مستقبل ...الخ) .فهي تحدث داخل بيئة الصف الدراسي و التي تضم كل الظروف
التي تحيط بعملية االتصال وتؤثر فيها.
* -ربط العلماء بالمنهج باالتصال لمدى أهميتها في العملية التعليمية ،فال يختلف اإلثنين في أن
االتصال واالنضباط لقواعد تنظيم والترتيب والوضوح في المنطوق والمكتوب واإلشاري ال ينفكان.
* -كل فعل تواصلي ن اجح مرهون بمدى إتقان الطرفين لداخليين فيه لقواعد التواصل الثقافية و اللغوية
واألخالقية والسيكولوجية واالجتماعية.
* -المنهج االتصالي له مكونات وعناصر واتجاهات يسير فيها و أهداف يسعى لتحقيقها ومجاالت
يعمل فيها وتؤثر فيه ،مما تخضعه بالتالي للمالحظة والبحث والدراسة العملية بوجه عام.
* -يعرف المنهج بأنه الطريق الواضح البين و المنظم.
* -ال نجاح ألي عملية اتصالية عشوائية وال فالح ألي فعل تواصلي يسير من دون قواعد مضبوطة
أو إستراتجية معينة إذ في غياب المنهج االتصالي يمكن أن نتحدث عن وقوع عملية اتصالية عن
نجاحها.
* -مدار علم االتصال كله حول تطوير تقنيات واستراتيجيات عالية في الدقة المنهجية بغية اإلقناع أو
التأثير أو التمويه لتحقيق عملية تعليم اللغات.
* -المنهج بمفهومه السابق و االتصال شريكان ال ينفصالن ،ومن هنا ظهر العلم الحديث ( المنهج
االتصالي) وهو تلك الطرق العلمية لحل مشاكل العملية االتصالية في وضعيات مختلفة عامة وفي تعليم
اللغات بشكل خاص.
قائمة المصادر و المراجع
القرآن الكريم :رواية حفص عن عاصم
أوال :المصادر
ابن منظور محمد ،لسان العرب ،ط ،2دار الفكر بيروت ،مج ،3سنة 0221
أبو فتح عثمان بن جني ،الخصائص ،ط ،3دار النشر ،دار الكتب المصرية ،سنة 0202
الخليل بن أحمد الفراهيدي ،معجم العين ،بغداد ،ط ،0280 ،0دار الرشيد للنشر ،بغداد العراق،
ج.2
ثانيا :المراجع
مجمع اللغة العربية ،المعجم الوسيط ،ط ،1مكتبة الشروق الدولية ،سنة 3111
محمد عبد العزيز عبد الدايم ،النظرية اللغوية في التراث العربي ،ط ،0دار السالم للنشر والتوزيع،
مصر 3116
ماهر اسماعيل الجعفري ،المناهج الدراسية ،فلسفتها ،بناؤها تطورها ،ط ،0دار اليازوري للنشر
والتوزيع ،األردن.3101 ،
توفيق أحمد مرعي ،محمد محمود الحيلة ،المناهج التربوية الحديثة ،مفاهيمها وعناصرها واسسها
عملياتها ،ط ،0دار النشر والتوزيع ،األردن ،سنة .3111
صالح الدين عرفة محمود ،تعليم و تعلم مهارات التدريس في عصر المعلومات ،ط ،0عالم
الكتب القاهرة ،سنة 3115
عادل أبو العز سالمة ،تخطيط المناهج المعاصرة ،ط ،0دار النشر والتوزيع ،سنة .3118
عبد الرحمن الهاشمي ،طه علي حسين الدليمي ،استراتيجيات حديثة في فن التدريس ،ط ،0دار
الشروق ،عمان ،األردن ،سنة .3118
حسين حمدي الطويجي ،وسائل االتصال والتكنولوجيا في التعليم ،ط ،0دار القلم ،الكويت،
سنة.3110
محمد عبد الحافظ سالمة ،االتصال وتكنولوجيا التعليم ،دار الياروزي لعلمية ،عمان ،األردن،
ط.3113 ،0
مصطفى عبد السميع محمد وآخرون ،االتصال والوسائل التعليمية ،قراءات أساسية للطالب
المعلم ،ط 3مركز الكتاب للنشر ،القاهرة ،مصر ،سنة .3112
محمد العبد ،العبارة واالشارة ،دراسة في نظرية االتصال ،ط ،3مكتبة اآلداب ،القاهرة ،مصر،
سنة .3110
محمود فهمي الحجازي ،علم اللغة العربية ،ط ،0وكالة المطبوعات ،الكويت ،سنة 0202
محسن علي عطية ،تكنولوجيا االتصال في عملية التعليم الفعال ،ط ،0دار المناهج للنشر
والتوزيع ،األردن .سنة ،3118
حسن شحاتة وزينب النجار ،معجم المصطلحات التربوية والنفسية ،الدار المصرية اللسانية ،ط،0
سنة .3112
ربحي مصطفى عليان ،محمد عبد الدبس ،وسائل االتصال وتكنولوجيا التعلين ،دار صفاء للنشر
والتوزيع ،عمان ،األردن ،ط ،3سنة .3112
صالح بلعيد ،دروس في اللسانيات التطبيقية ،ط ،0دار هومة بوزريعة ،الجزائر.3112 ،
عبد اإلله الصانع ،النقد الحديث وخطاب التنظير ،ط ،0مركز عبادي للدراسات والنشر ،سنة
.3111
صالح عبد العزيز ،التربية وطرق التدريس،ج ،0ط ،0دار المعارف ،مصر ،د .ت.
أحمد مهدي عبد الحليم ،المنهج المدرسي المعاصر ،ط ،0دار الميسر عمان ،سنة 3118
سهيلة محسن كاظم الفتالوي ،المنهج التعليمي والتدريس الفعال ،ط ،0دار النشر والتوزيع ،عمان،
سنة .3116
عاصم النمر ،تيسير الكوفحي ،مناهج و أساليب التدريس في التربية والتربية الخاصة ،ط ،0دار
الكتب ،سنة .3101
رشدي أحمد طعمية ،محمود كامل الناقة ،تعليم اللغة اتصاليا بين المناهج واالستراتيجيات ،ط،0
المملكة المغربية ،سنة .3116
ضياء عويد حربي العرنوسي ،المناهج وتحليل الكتب ،د.ط ،د.ت .
د .مؤلف ،مناهج أسسها ،عناصرها ،تنظيماتها ،د.ط ،د.ت .
رشدي ليب ،جابر عبد الحميد جابر و آخرون ،األسس العامة للتدريس ،ط ،0دار النهضة،
بيروت ،سنة .0202
محمد محمود الحيلة ،التصميم التعليمي نظرية وممارسة ،ط ،0دار المسيرة ،عمان ،سنة
.0222
سعيد جاسم األسدي ،مروان عبد المجيد ابراهيم ،ااالشراف التربوي ،ط ،0دار الثقافة عمان،
األردن ،سنة .3112
جبرائيل بشارة ،المنهج التعليمي ،ط ،0دار العربية ،بيروت ،لبنان.0282 ،
هاشم السامرائي و آخرون ،المناهج أسسها و تطويرها ونظرياتها ،ط ،0دار األمل للنشر
والتوزيع ،سنة . 0225
محمد غزة عبد الموجود و آخرون ،أساسيات لمنهج و تنظيماته ،ط ،0دار الثقافة القاهرة ،مصر،
سنة .0202
إسحاق فرحات و آخرون ،المنهاج التربوي بين األصالة والمعاصرة ،ط ،1دار الفرقان ،عمان،
سنة .0222
عبد السالم عبد الرحمن حامل ،أساسيات المنهاج التعليمية وأساليب تطويرها ،ط ،3دار المناهج،
عمان ،سنة .3113
علي آيت أوسان ،اللسانيات والبيداغوجيا.نمودج النحو الوظيفي "األسس المعرفية والديداكتيكية"،
ط ،0الدار البيضاء ،سنة .0228
عبد الرزاق عودة الغالبي ،التواصل في عملية تعلم اللغة االنجليزية ،د.ط ،د.ت
شفيقة العلوي ،دروس في المدارس اللسانية الحديثة المنهج واإلجراء ،ط 3102
محمد الدريج ،مدخل الى علم التدريس تحليل العملية التعليمية ،العين.دار الكتاب الجامعي
للنشر ،ط 3112
رمضان القدافي ،نظريات التعلم و التغليم ،ط ،3دار العربية للكتاب ،ليبيا ،سنة 0280
تيسير مفلح كوافحلة ،علم النفس التربوي و تطبيقاته في مجال التربية ،ط ،0عمان3111 ،
يحي محمد نبهان ،العصف الدهني و حل المشكالت ،دار اليازوري عمان .األردن ،سنة 3118
أحمد حساني ،دراسات في اللسانيات التطبيقية "حقل تعليم اللغات" ،ط ،0ديوان المطبوعات
الجامعية الجزائرية ،سنة 3111
محسن عطية ،الجودة الشاملة المنهج ،دار المناهج اللغة العربية للنشر ،ط 3105
محمد العبد ،النص و الخطاب في االتصال األكاديمي الحديثة ،ط ،3األكاديمية الحديثة للكتاب
الجامعي ،سنة 3101
عبد المنعم سيد عبد العالي ،طرق تدريس اللغة العربية ،دار الغريب ،القاهرة ،ط 0222
عبد القادر الغزالي ،اللسانيات ونظرية التواصل "رومان جاكبسون أنموذجا" ،ط ،0دار الحوتء
للنشر ،سنة 3112
عبد الحافظ محمد سالمة ،وسائل االتصال و التكنولوجيا في التعليم ،ط ،3دار الفكر للنشر و
التوزيع ،سنة 0228
براون دوجالس ،مبادىء تعلم و تعليم اللغة ،ترجمة ابراهيم بن أحمد و آخر ،مكتبة العربية لدولة
الخليج ،الرياض ،ط 0221
ثالثا :المقاالت
سامية جباري ،اللسانيات التطبيقية وتعليمية اللغات ،د.ط ،جامعة الجزائر ،د .ت.
محمد صالح حثروابي ،الدليل البيداغوجي لمرحلة التعليم االبتدائي ،ط ،0دار النشر والتوزيع،
مجلة الجزائر
التعليم العام و علم النفس ،وحدة اللغة العربية ،و ازرة التربية مديرية التكوين ،االرسال ، 0سنة
0220
خالف اهلل أحمد محمد عربي ،مجلة علوم إنسانية "مجلة دورية محكمة تعنى بالعلوم االنسانية"،
العدد ،11سنة 3101
مجلة التبين ،يونارن بلومفيلد :تدريس اللغات ،ترجمة محمد صالح
العربية ،مجلة علمية محكمة ،يصدرها مخبر علم تعليم العربية بالمدرسة العليا لألساتذة "بوزريعة"