Professional Documents
Culture Documents
ملخص:
تعد اللغة العربية واحدة من اللغات التي ساهمت في مرحلة من التاريخ في هذه
التراكمية العلمية ،وال تزال تساهم رغم ضعف أهلها من ثم فهي مدعوة إلى أن تواكب
التراكم العلمي الرهيب الذي شهدته البشرية في العصر الحديث في ظل التدفق املعرفي
الغزير ،أين تجنح كل لغات البشرية التي يساهم أهلها في نهضة علمية حديثة إلى
التخصص ،هذه اللغة العلمية املتخصصة تقتض ي وسائل إبالغية تواصلية تسد رمق
املتعلم املتعطش إلى املعرفة بأكثر السبل دقة و إيجازا وإيضاحا ،فوضع املصطلحات
العلمية املتخصصة في أي علم من العلوم وسيلة لنقلها(العلوم و املعار )،
فاملصطلحات مفاتيح العلوم على حد قول الخوارزمي بل ثمارها القصوى ،فهي مجمع
حقائقها العلمية وعنوان ما يتميز به كل واحد عما سواه ،وهي ضرورية الزمة للمنهج
العلمي إذ ال يستقيم منهج إال إذا بني على مصطلحات دقيقة متخصصة ،وازدادت
أهميته وتعاظم دوره ،إال أن تعدده و اختالفه شكل أزمة أبعدته عن ميدان
التخصص -ولعل اللسانيات من العلوم التي لم تسلم من هذه ألازمة-و باعتبار اللغة
املتخصصة تمثل الشق الثاني للبحث املصطلحي و الامتداد الطبيعي و املنطقي له ،من
هذا املنطلق ارتأينا أن تكون إشكاليات بحثنا الرئيسية تتمحور حول:
-هل اللغة العربية في حالتها الراهنة تشكل لغة تخصص وهي بعيدة عن الكثير من
القطاعات العلمية و املعرفية و البحثية؟
-ما العالقة الرابطة بينها (لغة التخصص) وبين املصطلحية؟
-إلى أي مدى تساهم لغة التخصص في تجاوز املأزق املصطلحي وضبط آلياته وتوحيده؟
كل هذه ألاسئلة وغيرها هي ما تحاول هذه املداخلة إلاجابة عنها وبسطها.
Résumé :
L’ Arabe est considérée comme l’une des langues qui ont participé dans une
période de l’Histoire dans cette scientifique cumulative, et malgré la faiblesse de ses
partisans, elle participe encore, en effet , elle est obligée d’accompagner cet
accumulation scientifique dans notre époque moderne et ses développements
scientifiques qui emploient des termes de plusieurs langues et par conséquent elles
participent à la renaissance scientifique moderne et spécialisée. Cette langue
scientifique spécialisée a besoin des moyens communicatifs qui servent à faciliter la
tache des apprenants avec une méthode breve, exacte et plus claire ; en effet, les
termes scientifiques spéciaux sont un moyen de transporter une langue et ils sont les
clés et les fruits des sciences. Comme dit « El khawarizmi », en outre, ces termes
sont indispensables dans la méthodologie scientifique qui ne se construit pas
correctement qu’à travers des expressions exactes.la linguistique aussi a été touchée
par cette crise car la langue spécialisée constitue la deuxième partie dans la
recherche terminologique et l’extension naturelle de cette méthodologie ; à partir de
tout cela, on a classé les problématiques de notre recherche comme suit :
-Est-ce que la langue Arabe dans son état actuel constitue-t-elle une langue de
spécialité en tant qu’elle est loin des domaines scientifiques ? Quelle est la
relation entre la langue de spécialité et la terminologie ? dans quelle mesure la
langue de spécialité participe – telle pour surmonter ce problème terminologique
et déterminer ses automatismes et l’unifier ?
On va essayer de répondre à toutes ses questions à travers ce travail modeste.
MOTS-CLES :LANGUE ARABE - LA LANGUE DE SPECIALISATION -LANGUE
SCIETIFIQUE –TERME-FONCTION DE NOTIFICATION
:مقدمة
إن مواكبة اللغة العربية لكل التطورات التي يشهدها العالم في مختلف املجاالت
يقتض ي تطوير اللغة العربية وتطويعها لكي تنخرط،الحياتية والتكنولوجية والعلمية
واتساع، وتفرع جزئياتها، فمع تطور العلوم وتشعبها، بشكل فعال في عصر الرقمنة
ميادين البحث فيها أصبح من الضروري البحث عن سبل تنظيمها وضبط تفرعاتها بغية
فلم تكن هذه الوسيلة إال مصطلحاتها،تيسر وتسهيل ألامر على الباحثين والدارسين
املتخصصة(العلمية) فال مجال للحديث عن التخصص في ميدان أو حقل علمي دون
.و مفتاح كل علم مصطلحا ته، التمكن من مفاتيحه
املصطلح عصب العلوم وقوامه مفاهيمه ،بل عد روح النص العلمي الذي ال
يتحقق تطوره إال بتحديد داللته في مجال تخصصه وتوحيده ،فوضع املصطلحات
العلمية املتخصصة في أي علم من العلوم وسيلة لنقلها (املعار والعلوم) وتشكل لغات
التخصص وعائها ،فلطاملا كان الاصطالح الوسيلة املثلي في تنمية اللغات وتطويرها ،وقد
ازدادت أهميته مع الحاجة امللحة ملواكبة التطورات والسير قدما في مضمار العلوم ،
فبتعددها(العلوم) وتشعبها تعدد ملصطلحاتها هذا التعدد الذي يشكل أزمة –تبعده عن
ميدان التخصص -تعصف بالدرس العربي ،حيث أصبح هاجس التوحيد حلما
يراود واضعي املصطلح وأهل التخصص في خضم هذا الزخم املعلوماتي املصطلحي،
وبناءا على ما تقدم تسعى هذه الدراسة إلى الكشف عن العالقة القائمة بين لغات
التخصص وامليدان املصطلحي ،وتبيان دورها الفعال(لغة التخصص) في تجاوز املأزق
املصطلحي وتوحيده.
إن وضع اللغة العربية في مرحلتها الراهنة تستوجب من جميع القائمين عنها
واملشتغلين بها ،حرصا مضاعفا ،ووعيا متواصال بالتحديات التي تعترضها ،وبالغد الذي
ينتظرها إن اجتهدوا في خدمتها ،فاللغة العربية التي يجنح أهلها إلى التخصص ،رهينة
بقدرة مستعمليها واستعداداتهم لنهوض والرقي بها إلى مصا اللغات العلمية العاملية
،وإلحاقها بالركب الحضاري.
-1لغات التخصص
– 1-1ماهية لغة التخصص :تعددت التسميات التي نعتت بها لغة التخصص بين :
اللغات الخاصة*spéciales langues
اللغات املتخصصة*Langues spécialisées
لغات التخصص*Langues de spécialités
لغة ذات ألاغراض الخاصة *purposes Langues for specials
وهي في مجموعها أوصا مترادفة تحمل الداللة نفسها وهو اختصاص هذه اللغات
بمجاالت علمية محددة:كاللغة إلاعالم ،و الاقتصاد.....
تعر عربية التخصص أيضا بالعربية املتخصصة واللغة العربية ذات ألاغراض
الخاصة ،وقد تعددت مفاهيمها وتباينت تعار يفها و سنحاول تسليط الضوء على أهمها.
يعر "هيربرت بيشن و" جينفر دراسكا"اللغة املتخصصة قائلين ":ضرب مقنن
ومنمط من ضروب اللغة يستعمل ألغراض خاصة وفي سياق حقيقي ،أي يوظف
إليصال معلومات ذات طابع تخصص ي في أي مستوى من املستويات بل على أكثرها
تعقيدا إلى أقلها تعقيدا بهد نشر املعرفة بين املهتمين ،وذلك بأكثر السبل إيجاز ودقة
1
ووضوحا".
إن اللغة املتخصصة خاضعة لنواميس و ضوابط ألنها مرتبطة بتخصص معين
ومستوى محدد ،والهد واحد وهو إيصال املعرفة بأكثر السبل إفادة :إلايجاز والدقة
والوضوح.
و اللغة املتخصصة ما هي إال لغة طبيعية تخصصت معارفها في مجاالت مختلفة
:كاللغة الطب ،واللغة الاقتصادية إذ نجد لكل منها مصطلحاتها التي تميزها عن الحقول
العلمية ألاخرى.
وقد عدت مدرسة براغ لغات التخصص أسلوب تابع للنظام اللغوي العام ،إذ تتسم
لغات التخصص بصفة عامة بمصطلحها املحددة و بتركيبها الواضحة البسيطة ،ومن
2
هذا الجانب فهي-في رأيهم-أسلوب خاص من أساليب اللغة وهو ألاسلوب الوظيفي().....
فاللغة التخصص بهذا املعنى جزء من اللغة العامة تتميز بأسلوب خاص تتضمن
مصطلحات خاصة تميزها عن الاستعمال اللغوي العام الذي هو وسيلة تواصل بين
جميع الناطقين بها.
كما عرفها الديداوي قائال...":لغة العلوم التي تشكل املصطلحات والقوالب
املصطلحية ،الدعامة الرئيسية لها باملفاهيم ودقائق املعاني التي تحملها" 3فاملصطلحات
جزء أساس ي في كل لغات التخصص على اختالفها سواء أكانت في املجال العلمي أم
املجال املنهي ،ومن هنا تبرز أهمية املصطلحات في املجال التخصص ي ـ ففي الغالب ألاعم
تستعمل ألفاظ و عبارات تتداول بين الناس في تخصص معين تتعار فيما بينهم
تكتس ي دالالت اصطالحية دقيقة توظف في اللغة العلمية.
وقد عر الدارسون املصطلح التخصص بأنه ذلك املنهج الذي حددت مواد مقرراته
بصفة رئيسية وفق تحليل للحاجات إلابداعية للمتعلم 4وبهذا ندرك أن العربية
املتخصصة تضع حاجات الدارس وأغراضه في املحك الرئيس في تصميم اللغة الخاصة
و مقررتها ،وعليه فإن لغة التخصص منهج مدروس ملادة علمية معرفية تقتض ي وسائل
إبال غية تسد رمق املتعطش إلى املعرفة ،وبهذا فهي تكسبه وظيفة تبليغية بالدرجة
ألاولى
ال شك أن وضع اللغة العربية اليوم يتطلب مقررا يلبي أغراض متعلميها
فالدبلوماس ي يبحث عن العربية ألغراض سياسية ،ورجل إلاعالم يبحث عن العربية
ألغراض إعالمية وهكذا....
-2اللغة املتخصصة واللغة العامة :إن الحديث عن اللغة الخاصة يستدعى الحديث
عن اللغة العامة ويتم ذلك بتحديد خصائص كل لغة مقابل اللغة ألاخرى حتى تتحدد
املناهج و ألاهدا ووسائل التعبير والتواصل الخطابي يقصد باللغة العامة ألالفاظ التي
يستعملها الناطقون في خطابهم التواصلي اليومي،بحيث تحمل تلك ألالفاظ الدالالت
الاصطالحية املتعار عليها عند كل الناطقين بلغة ما،وما يقابلها اللغة الخاصة وهي
مجموعة املصطلحات التي تستخدمها فئة من املختصيين مثل املصطلحات الطبية أو
الفالحية أو السياسية....الخ ونجد اللغة املختصة في املعجمات املتخصصة ()leixique
أما اللغة العامة تتوفر مادتها في القواميس اللغوية (ألاحادية أو الثنائية)(.)dictionnaire
كما تعتبر لغات التخصص مجموعة فرعية من اللغة العامة وتتقاسم معها معظم
الخصائص وترى ماريا كابري أنه رغم الاختال فإنهما يتقاسمان الكثير من العناصر
فكالهما وظيفة اتصالية تجانب وظائف مكملة 5وحسبها اللغة الخاصة والعامة من
النظم التواصلية التي تستعمل عند عامة الناس وخاصتهم في مختلف ألاحوال الخطابية
التواصلية في الحياة اليومية أو املعامالت الرسمية(الخاصة).
من املعلوم أن لجميع العلوم لغتها الخاصة وهي ترجع في ألاصل جميعها إلى اللغة
اليومية(العامة) كمصدر ونقطة انطالق ،فها ته اللغة منها ننطلق وإليها نعود....
تتفرد لغة املتخصص ببعض الخصائص التي تميزها عن اللغة العامة ،فهي لغة يتم
اعتمادها في مواقف اتصالية ذات أغراض خاصة تستعملها فئة من الناس يتسم
منهجها بالحدودية والخصوصية بعكس اللغة العامة التي يتسم منهجها بالعموم
والاتساع.
العامة ولغات التخصص الشكل 6 : 1العوامل التداولية التي تسمح بالتميز بين اللغة ّ
-3خصائص اللغة املتخصصة:
تهد لغات التخصص إلى تحقيق الدقة والداللة املباشرة بعيدا عن إلايحاء والعموم
،وهي سمات للمصطلحات العلمية و التقنية إذ ينبغي أن تكون املصطلحات دقيقة
ومباشرة في دالالتها ،بعيدة عن اللغز والغموض كما تكتسب الكلمات التي تنتقل من
اللغة العامة إلى لغة التخصص استخداما جديد ذو داللة خاصة ومحددة ،فتشحن
بداللة اصطالحية بعيدة عن تلك تحملها في الاستعمال العام 7وبإضافة إلى املصطلحات
املحددة املميزة للغات التخصص فإنها تتسم بتراكيب واضحة بسيطة تخدم هدفا لغويا
محددا ،ومن هذا املنطلق تتحدث عن ألاسلوب الوظيفي ،8ونستشف من هذه املقولة
الخصائص التالية
*امليل إلى الدقة :تبرز في اختيار وانتقاء ألالفاظ الدقيقة للتعبير عن املفاهيم
العلمية(تخصيص املفهوم العلمي الواحد للمصطلح الواحد)
*الوضوح يجلي الحقائق ويساعد على الفهم و يتم بتوظيف ألالفاظ الواضحة التي
تبتعد عن الغرابة والوحشية وعن كل الاستعماالت ألادبية من محسنات بديعية وصور
بيانية.
*البساطة :باستعمال اللغة الواضحة البسيطة التي تتصف بالعلمية ،كقصر الجمل
ووضوحها وابتعادها عن التعقيد و الال مألوفية.
*إلايجاز أو ما يصطلح علية باختزال تتم عن طريق إبالغ املحتوى املعرفي والعلمي بأقصر
ألالفاظ والعبارات و أوجزها ،ويعدها أحد الباحثين من أوضح خصائص اللغة الخاصة
و أقربها إلى التحقيق.
*اعتمادها ألاسلوب الوظيفي وابتعادها عن ألاسلوب ألادبي.
*الداللة إلايحائية :ونعني بها ذاتية وفردية الداللة املصطلحية و أحاديتها وخصوصيتها في
الحقل املفهومي التخصص ي الذي ينتمي إليه التي يميزها عن املفردة (املصطلح ) في
النظام اللغوي العام.
بإضافة إلى :
*تكتس ي اللغة املتخصصة خصائص تداولية تستعمل في الوضعيات التواصلية
التبليغية ملختلف أحوال الخطاب الخاصة بفئة الناطقين بها.
*املهمة املنوطة باللغة املتخصصة تتمثل بالدرجة ألاولى بالوظيفة التبليغية التي تسعى
من ورائها إلى إيصال املعار واملعلومات ونشرها بين مستعمليها.
*تفرد نصوصها املتخصصة بأسلوب تقني علمي يميزها عن ألاسلوب ألادبي إلابداعي.
املصطلحات جزء أساس ي من لغات التخصص لذا كان لزاما أن نقدم مفاهيم نظرية
حولها باعتبار الدعامة الرئيسة لها(للغات التخصص).
-4مفاهيم نظرية للمصطلح
-1-4ماهية املصطلح لغة:
كلمة املصطلح في اللغة تدل على زوال الفساد وحصول الاتفاق والوئام ففي لسان
العرب"إلاصالح ضد الفساد...والصلح تصالح القوم بينهم وقد اصطلحوا وصالحوا"
9ويقال اصطلح القوم زال ما بينهم من خال واصطلحوا ألامر تعارفوا عليه وتفقوا
والاصطالح مصدر اصطلح ،والاصطالح اتفاق طائفة على ش يء مخصوص ولكل علم
11
اصطالحاته"
ومن هنا عرفت لفظة اصطالح بأنها اتفاق الناس على وضع لفظة خاصة لش يء
خاص ،فتكسب اللفظة معنى جديد خاص يرتبط بمعناه العام.
وألاساس في املصطلح أن يتفق عليه أصحاب الاختصاص وأن يستعمل في علم أو فن
بعينه ليكون واضح الداللة مؤديا املعنى الذي يريده الواضعون.
من نافلة القول أن ضبط ألالفاظ وتحديدها في أي علم من العلوم يؤدي إلى تماسك
بنيان العلم وخلق لغة مشتركة بين الباحثين في حقولها املتخصصة ،إذ أن أي تطور في
العلوم يتبعه تطور في مصطلحاته فهي ":وسيلة لتطور العلوم وآلاداب والفنون كما
15
يساعد على تطوير اللغة التي هي أداة توصيل هذه املعار والتفاعل معها".
يتضح مما سبق أن الاتفاق ضروري في امليدان الاستعمالي املصطلحي إذ يحمي من
الوقوع في الفوض ى املصطلحية التي تحيل دون الوصول إلى املعنى (املصطلح)املراد
التعبير عنه وبتالي تشكل صعوبة التفاهم والتواصل.
2-4علم املصطلح :ومن أهم التعاريف التي يمكن أن نعرضها حول هذا العلم
-9علم املصطلح هو العلم الذي يبحث في العالقة بين املفاهيم العلمية وألالفاظ
16
اللغوية التي تعبرعنها"
-2يعرفه ألاستاذ عمار ساس ي بأن« :علم املصطلح هو بحث علمي وتقني يهتم بدراسة
املصطلحات العلمية والتقنية دراسة علمية دقيقة ومعمقة حيث تضبط فيه املفاهيم
وتسميتها وتقيميها " 17علم املصطلح هو العلم الذي تحتاجه كل العلوم في كل ألازمنة
ألنه يمدنا باملادة العلمية املعمقة الدقيقة.
ولعلم املصطلح ثالث مرتكزات أساسية وضعها عبد السالم ملسدي 18وهي
-9الثوابت املعرفية:ويقصد بها طبيعة العالقة املعقودة بين كل علم من العلوم
ومنظومته الاصطالحية ،وهي كعالقة الدال بمدلوله ووجه الدرهم بمظهره.
-2النواميس اللغوية:وهي اقتضاء تحديد نوعية اللغة التي تتحدث عن قضية املصطلح
ضمن دائرتها وما تختص به من فروق تنعكس على آليات صياغة ألالفاظ ضمنها
،فاللغة العربية مثال ليست كاللغة الفرنسية في آليات إنتاج مصطلحاتها.
-3املسالك النوعية :ويقصد بها مجال الاختصاص املعرفي فالكل حقل معرفي
خصوصيته في إنتاج الجهاز املصطلحي فليس النقد كالطب وليس كالهندسة.........
لكل مصطلح من املصطلحات خصوصية يكتسبها من طبيعة الحقل املعرفي الذي
ينتمي إليه ،هذا املصطلح الذي يستعمله (يوظفه)املختصون للتعبير عن مفاهيم علمية
يتواضعون عليا بقصد أداء دال لته بكل دقة ووضوح.
-6اللغة العربية املتخصصة :إن اللغة العربية املتخصصة وسيلة نقل املعار والعلوم
العلمية والتقنية ونشرها على نطاق واسع في ميادين معرفية مختلفة بهد التواصل
بهذه املعرفة بين الجماعات العلمية املختصة .ولكن السؤال املطروح هنا :هل
هذه اللغة ونقصد العربية وفي حالتها الراهنة تشكل لغة تخصص وهي بعيدة عن
الكثير من القطاعات العلمية واملعرفية والبحثية؟
هل الخصائص التي تتميز بها اللغة العربية كفيلة أن تجعل منها لغة علمية
متخصصة؟
إن أصابع الاتهام كثيرة موجهة من جميع الجهات من قبل أعداء العربية تالفي
قدرة العربية على مسايرة ألالفاظ الحضارية واحتوائها املصطلحات العلمية ،فهي في
تصورهم ليس لغة علوم ،قاصرة بل عاجزة عن التعبير عن ألالفاظ والحقائق العلمية
الدقيقة":فهناك شبهات عديدة أثيرت حول اللغة العربية وتقصيرها عن استيعاب
العلوم ومفاد هذه الشبهات أن العربية لغة غير علمية أي أنها عاجزة عن الوفاء
11
بمتطلبات التعبير عن العلم الحديث".
لقد تعرضت اللغة العربية لكثير من الهجمات بإدعائها أنها لغة غير علمية وال ترقى
11
ملصا اللغات العلمية العاملية وحجتهم في ذلك
*افتقارها إلى املصطلحات الكافية للتعبير عن املبتكرات الحديثة في العلوم املختلفة.
*عجز بنيتها ومعجمها وأساليبها التعبيرية عن الاستجابة الذاتية للتطورات العلمية
واملبتكرات الحديثة...
*يضا إلى عجزها عن استعمال الرموز والاختصارات وهي امليزة التي تتمتع بها اللغة
العلمية وهذا بسبب ادعاء صعوبة الكتابة العربية وتعقيدها،وبالتالي فهناك من اقتراح
استعمال الحرو الال تينية
كما يؤكد الديداوي ويبرز استبعاد اللغة العربية عن امليدان العلمي قائال ":إن تأخر
التعريب وغياب خطاب علمي مضبوط باللغة العربية ،وقلة البحوث العلمية في
الدوريات ألاجنبية وحتى العربية وامتناع الكثير من ألاساتذة عن التدريس باللغة
العربية ،ضف إلى ذلك عدم توحيد املصطلح ونشره حالت دون تأسس تقاليد علمية
13
باللغة العربية".
إن النظرة القاصرة والدونية من أبناء العربية لها ،وإحراجهم أثناء استعمالها
وتداولها في املرافق املخصصة لها
وتهافتهم على اللغات ألاجنبية ونظرتهم التقديسية والاجاللية لها وتهافتهم على
استعمالها جعلت اللغة العربية تبتعد عن امليادين النابضة بالحياة وبالتالي ابتعادها عن
امليادين العلمية .يضا إليها ألازمة املصطلحية التي حالت دون تحقيق منهجية
تأسيسية لضبط املصطلح العلمي وتوحيده بسبب غياب التنسيق في وضعه واستعماله.
ونظرا لطبيعة اللغة العربية الترادفية وغناها باأللفاظ الوصفية والحسية فإنها
تضطلع أن تواكب املصطلحات العلمية ،ويرى الكثير من الباحثين أن املنهاج العلمي قد
انطلق أول ما انطلق باللغة العربية ويؤكد هذا الزعم قولهم":أن أعظم حدث في تاريخ
العلم هو بدون شك اكتشا العرب للمنهج العلمي ،فقد عرفوا العناصر ألاساسية لهذا
املنهج وهي الاستقراء والتجربة واملالحظة وورثوا ألاجيال الالحقة أصول البحث العلمي
والطريقة العلمية".14إذ للعرب فضل السبق في احتكارهم املؤلفات العلمية ونشرها
واكتشافهم املنهج العلمي.
اللغة العربية هي املرأة العاكسة ملدى تقدمنا العلمي والحضاري وهي رهينة بقدرة
مستعمليها الناطقين بها واستعداداتهم لتطويرها كما كانت من ذي قبل ":فلقد
استعمل هؤالء العرب فعال املعرفة العلمية في لغة مرنة أدت املدارك الكونية واستحقت
أن تنقل إلى اللغة أالتينية" 15حملت املشعل ومازالت ستحمل ....إنها ألمانة في أعناقنا
نحن أبنائها للنهوض و الرقي بها إلى مصا اللغات العلمية العاملية.
إن تطور ألامم-العربية منها-و ازدهارها الفكري والثقافي والحضاري مرتبط أشد ارتباط
بنمو لغتها وازدهارها في مختلف املجاالت الحياتية والتكنولوجية والعلمية ،فال حياة ألمة
بدون لغة تعبر عنها وضعا واستعماال تعمل على تطوير مفاهيمها ومصطلحاتها العلمية
تجنح إلى التخصص،تسهم في نصيب كبير من إلانتاج العلمي الحضاري.
-7آليات وضع املصطلح :ال يسعنا املقام للحديث عن آلاليات بتفصيل ،لذا حاولنا
التركيز على أهميتها من حيث طريقة توليد املصطلحات وإنتاجها.
من املعلوم أن الغربيين في اللحظة الحضارية آلانية يستنبتون العلم بلغاتهم
ويخترعون املخترعات ،ويمطرون العالم يوميا بمئات املصطلحات وألالفاظ الجديدة
وأمام هذا الوضع ،تجد اللغة العربية نفسها مضطرة إلى مواكبة هذا التطور العلمي ،
وهذه املبتكرات اللغوية مصطلحيا ،إذ إنها مطالبة باللحاق بالركب الحضاري الغربي
،وبمسايرة زحمه املصطلحي في شتى امليادين املعرفية والعلمية ،ولن يتحقق هذا ألامر إال
بقيام أعالم هذه اللغة بتوليد املصطلحات ،أو ما يسمى "الوضع املصطلحي" 16ويتم
بطرق واليات متنوعة ومتعددة من أهمها
9-7الاشتقاقLA DERIVATION
يعر الاشتقاق بأنه« :أخذ صيغة من أخرى مع اتفاقهما معنى ومادة أصلية وهيئة
تركيب لها ليدل بالثانية على معنى ألاصل مع زيادة مفيدة ألجلها اختلفت بعض حروفها
أو حركتها أو هما معا" 17وهذا املفهوم يستوجب توفر عنصرين أصل يشتق منه وفرع
مشتق وهو نوعان احدهما مألو هو الاشتقاق الصغيرpetite derivationأو ألاصغر
ويعد من أكثرها استعماال في اللغة العربية ،وقد قدم لنا السيوطي طريقة ملعرفته:
«تقليب تصاريف الكلمة حتى يرجع منها إلى صيغة داللة اطرادا أو حروفا غالبا كضرب
ضارب و مضروب ،ويضرب واضرب فكلها أكثر داللة وأكثر حروفا ،وضرب املاض ي
18
...وكلها مشتركة في (ض ر ب) وفي هيئة تركيبها"
والثاني ما أطلق علية الاشتقاق الكبير grande derivationأو ألاكبر وهو من ابتكار ابن
جني الذي عرفه كاألتي:أما الاشتقاق ألاكبر فهو أن تأخذ أصال من ألاصول الثالثية
،فتعقد عليه وعلى تقالبيه الستة معنى واحد أو ما يتصر من كل واحد منها
عليه19"..فاالشتقاق ألاكبر يقوم على قلب أصل ثالثة حرو للحصول على صيغ جديدة
أو بعبارة أخرى على جذور مختلفة املستعمل منها واملهمل.
ويزعم علي القاسمي أن الاشتقاق الصغير هو« :ألاكثر إنتاجية وفاعلية في النمو
املصطلحي لدى العرب".
يعد الاشتقاق من أكبر آلاليات وإن لم نقل أكثرها إطالقا املعتمدة في توليد
املصطلح في اللغة العربية بوصفها لغة اشتقاقية بامتياز ،فهو يسهم بشكل كبير في
تطوير هذه اللغة وفي إثرائها بترسانة مصطلحية حاجة إليها للتعبير عن املفهومات
الجديدة.
2-7النحتla reducation
يعد النحت جنس من الاختصار (الاقتصاد اللغوي) وهو انتزاع الحرو من كلمتين أو
أكثر لتكوين كلمة منحوتة مع ضرورة توافق وتناسب بينها في قواعد محددة ،كقولهم
عيشمي من عبد شمس ،بسمل من باسم هللا......
وقد اختلف وجهات النظر حول اعتمادهم على هذه آلالية لتطوير اللغة العربية
مصطلحيا ،فمنهم من رأى أنها آلية مهمة وضرورية .....أصحاب الرأي ألاول من الدارسين
كثر ينادون بعدم التوسع فيه في وضع املصطلحات العربية الجديدة ألنه ":يتنافى مع
31
الذوق العربي ألن املنحوت يطمس معنى املنحوت منه".
3-7املجازla figuration
ويقصد به استعمال اللفظ في غير ما وضع له في ألاصل مع توفر عالقة بين املعنى
ألاصلي للكلمة ومعناها الجديد إذ يشير املجاز إلى استخدام اللفظ الجديد للداللة على
مفهوم جديد وفي هذا السياق يقول مصطفى التهاني« :البد لنا من الرجوع إلى املجاز في
وضع عدد كبير من مصطلحات العلوم واملخترعات الحديثة ،وكلنا نعر أن بعضها
ألفاظ مجازية وضعت حديثا كالقطار ،القاطرة ،والسيارة ،واملدرعة ـوالغواصة
31
والباخرة".
املجاز من أهم آليات وطرق صناعة ووضع املصطلح إلثراء اللغة العربية ،املجاز ما
أنفك يشكل إحدى أهم هذه الوسائل التي تعتمد في تنمية املفهومات الجديدة يقول
جميل املالئكة ":أما مجال توسيع معنى اللفظ العربي بالخروج من الحقيقة ،فكان
31
ومازال من أوسع ألابواب في أغناء اللغة العربية".
فهذه آلالية التي تكسب ألالفاظ معاني جديدة وتسمح بوضع تسميات ملخترعات
حديثة ،وسيلة ال غنى عنها لتطوير اللغة وتنميتها.
-4-7التعريبl arabisation
هو إحالل اللفظ العربي محل اللفظ ألاجنبي وإخضاعه ألوزان العربية لنظامها
الصوتي والصرفي...
إن التعريب ظاهرة لغوية قديمة تعد من منطلقات وأساسيات النهضة الثقافية
والحضارية جاءت نتيجة التبادل الثقافي واللغوي بين مختلف الشعوب ،وهو من أنجع
السبل لتنمية اللغة العربية ،و آلية مهمة من آليات الوضع املصطلحي وألهميته البارزة
قيل ":ومما ال ريب فيه أن التعريب في الوقت الحاضر أهميته عظمى ،وذلك بأنه يسهم
في توحيد كلمة ألامة العربية وإقامة جسر بين املاض ي والحاضر واملستقبل ،وتأكيد
الهوية الحضارية لهذه ألامة....وبناء على هذا ،يتفق املثقفون العرب-اليوم -على أن
.33
التعريب ضرورة ملحة"
-5-7الترجمة traduction
لغة يراد بها التفسير وإلايضاح ،نقول ترجم كالمه إذ فسره بلسان غيره أما في
الاصطالح وبالضبط ما يهمنا في هذا املقام «ترجمة املصطلح" هي« :تعويض(إبدال)
مصطلح(تمثيل) من نص ينتمي إلى لغة ما بمصلح آخر (معادل أو مقابل)من لغة أخرى"
34ويقصد بها في الثقافة العربية« :نقل املصطلح ألاجنبي إلى اللغة العربية بمعناه ال
35
بلفظه ،فيتخير املترجم من ألالفاظ العربية ما يقابل معنى املصطلح ألاجنبي".
ال شك أن الترجمة إحدى الوسائل املهمة في وضع ونقل املصطلح العربي العلمي
،وذلك أن الترجمة املباشرة العادية تختلف عن ترجمة املصطلحات العلمية
املتخصصة ،وهذا يترتب عليه اختال الترجمة العامة عن الاصطالحية التي تستوجب
الدق وألامانة أثناء نقل املصطلح املكافئ.
كانت هذه أهم آليات الوضع املصطلحي في اللغة العربية والتي عدت من الوسائل
الرئيسية املعتمدة في وضع املصطلحات عامة والعلمية املتخصصة منها خاصة.
-8جهود املجامع اللغوية لحل ألزمة املصطلح وتوحيده
إن املشكالت التي نجمت عن الجهود املتفرقة وخصوصا الفردية منها ،نادت بضرورة
إنشاء هيئات متخصصة تعمل على تقويمها ،وكذا توحيدها للحصول على ترجمة
سليمة واختيار مصطلح واحد مناسب ملصطلح أجنبي واحد للحد من الازدواج
املصطلحي.
وفي الحقيقة إن مشكلة توحيد املصطلحات العلمية واللغوية كجزء منها ال تقتصر
على العالم العربي فحسب ،بل هي مشكلة عاملية مما جعل الدول تولي عناية لهذا ألامر
وقد قادها غلة تأسيس منظمة خاصة وهي املنظمة العاملية للتوحيد املعياري التي يقوم
إصدار توصياتها الخاصة بتوحيد املبادئ املصطلحانية واملعجمية التي يحتاجها العاملون
"36
في حقل املصطلحات
لقد أدى هذا التعدد والاختال املراد به درجة من الاضطراب في شتى مجاالت
البحث العلمي واللغوي إلى حاجتنا إلى مصطلحات مضبوطة و في هذا السياق يقول
الدكتور عبد الرحمن الحاج صالح« :غير أنه ال بد أن نالحظ فيما يخص العربية أن
37
الذي أكد عليه علماؤنا بإلحاح هو احتياجها إلى مصطلحات علمية"
ومن أجل حل هذه املشكلة تأسست املجامع اللغوية والهيئات العلمية التي تضطلع
بمهمة رصد املصطلحات املتعددة واختيار انسبها وفق املقاييس املعمول بها باعتبارها
املؤسسات الوحيدة التي تساهم وتساعد على توحيد املصطلح العلمي العربي وإذاعته
،ونشره فلكل مجمع منها لجانه املتخصصة التي تعقد لقاءات دورية وقد صدر عن هذه
38
املجامع لجانه من املصطلحات العلمية في كل مجال على حده
1-8مجمع اللغة العربية بالقاهرة :في سنة 9132صدر مرسوم بإنشاء هذا املجمع من
أغراضه الذي أولى عناية خاصة باملصطلحات سواء من ناحية الوضع أو التوحيد ،فقد
توسع نشاط املجمع في نشر املصطلحات فتوزعت لجانه العلمية التي تزيد عن عشرين
لجنة مختلفة العلوم ،وانكبت على وضع املصطلحات العلمية وتحقيق بعض املعاجم
،وقد أقر املجمع سنة9191نهجا علميا في ترجمة وتعريب املصطلحات العلمية شعارا له
،وحتى يعيد العرب وحدتهم.39
1-8مجمع العلمي العراقي :لقد مهد تأسيس مجمع دمشق السبيل إلى تأسيس مجامع
لغوية علمية في أقطار عربية أخرى وكانت في العراق أول محاولة لتأسيس مجمع علمي
41
سنة9129ووضع هذا املجمع قواعد أساسية في بناء املصطلحات أبرزها
-9تفضيل املصطلح العربي على املعرب وعدم اللجوء إلى تعريب املصطلح إال إذا تعذر
وجود مصطلح عربي.
-2أن يستفاد من ألالفاظ العربية القديمة لوضع املصطلحات شرط أال يكون املصطلح
من ألالفاظ املتداولة املعروفة حتى ال يقع اللبس بين املصطلح اللغوي وداللته
الاصطالحية.
-3إدراج مصطلح واحد فقط مقابل كل مصطلح أجنبي ذو مفهوم واحد
-4تجنب استعمال اللفظ العربي الواحد ألاكثر من داللة اصطالحية.
-5تجنب النحت ألنه ليس من طبيعة العربية وال يوحي بداللته للسامع كما أنه ال يخضع
لقواعد ثابتة.
3-8مكتب تنسيق التعريب :تأسس املكتب الدائم لتنسيق التعريب في الوطن العربي
ليكون مقره الرباط ،وتشر عليه املنظمة العربية للترجمة والثقافة والعلوم ،41يضطلع
أساسا بمهنة تنسيق املصطلح وتنحصر منهجيته في
-9جرد مجمع املصطلحات املقترحة املدلول الواحد والواردة في املصادر واملؤلفات
العربية
-2إدراج املصطلحات العلمية والتقنية بثالث لغات العربية والانجليزية والفرنسية
-3إصدار مشاريع املعاجم املنسقة في جزء خاص من مجلة (اللسان العربي) وهي طبعات
مستقلة وهذا لعرضها أوال على الخبراء واملختصين في الدول العربية وهذا بهد الاتفاق
عليها وإقرارها والعمل بها،وهذا بعد موافقة املنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم
-4عقد مؤتمرات التعريب كل سنتين.
ال تختلف أهدا املجامع فهي تعمل متحدة للحفاظ على أصالة اللغة وإحياء تراثها
القديم وإعطاء صيغة جديدة وكذا الاهتمام بمصطلحات مختلف العلوم وتعريبها
":...فبالرغم من الجهود العظيمة املبذولة التي قامت به هذه املجامع في سبيل وضع
املصطلحات وتوحيدها ـ،إال أنها لم تستطيع أن توفي بجميع الشروط الالزمة لصياغة
املصطلح املناسب وهذا ربما راجع إلى غياب الجانب التطبيقي واعتمادها للنظري
فحسب ،وهذا ما يؤيده الدكتور "محمد علي الزركان" في هذا الشأن يقول« :هذا وأن
الجهد العظيم الذي قامت وتقوم به املجامع اللغوية والعلمية واملؤسسات ألاخرى في
وضع املصطلحات وتعريبها سيؤول إلى الضياع إذ ظلت هذه املصطلحات حبيسة ألاوراق
41
واملجلدات دون أن تتداولها ألالسن وألاقالم".....
إن تعدد املساعي والجهود املبذولة من قبل املجامع والهيئات العلمية ال تكلل بالنجاح
إذ بقيت هذه املصطلحات حبيسة الدفاتر واملجلدات ألن« :الاستعمال الفعلي هو الذي
يرسخ املصطلح العلمي إذ ال يكفي استنباطه مع تداوله ،وهنا تكمن أهميته إعداد
43
املراجع والبحوث العلمية العربية ومجاراة اللغات في هذا املسعى"
إن املشكلة تكمن إذن في عدم توحيد الجهود في سبيل النهوض باللغة العربية والعمل
على ترقيتها والوصول بها حيث اللغات ألاخرى.
خاتمة:
بعد دراسة العالقة القائمة بين اللغة املتخصصة وامليدان املصطلحي ،وتبيان أهمية
هذا ألاخير(املصطلح )في التأسيس العلمي التخصص ي ،وفي املقابل الكشف عن الدور
الفعال الذي تسهم به لغات التخصص في الضبط املصطلحي ،نخلص إلى النتائج التي
أفضت إليها الدراسة وهي
*مفهوم اللغة املتخصصة يتم أكثر عن الطابع التداولي وهي لغة طبيعية ينظر إليها
بصفتها ناقل للمعار املتخصصة.
* تشكل املصطلحات الدعامة الرئيسية للغة العلوم وهي جزء أساس ي من لغات
التخصص على اختالفها.
*ضرورة توفر املصطلح على داللة إيحائية ونعني تفرعها بخصوصية في الحقل املفهومي
التخصص ي يميزها عن النظام اللغوي العام.
اللغة املتخصصة هي أوال لغة في مقام استعمالي احترافي لغة داخل التخصص ،وهي في
خدمة وظيفة رئيسية تتمثل بالدرجة ألاولى في الوظيفة التبليغية التواصلية التي تسعى
من ورائها إلى نقل املعار وإيصالها ونشرها بين مستعملها.
*املصطلح العلمي العربي املتخصص هو دعامة اللغة العربية املوحدة.
*املصطلح ركيزة أساسية تعتمد عليها العلوم املتخصصة ،به تتحدد معاملها وتكتسب
شرعيتها ،تراعي فيها الدقة والداللة والوضوح لتحقيق تواصل أفضل.
*تعددت الجهود املبذولة من قبل املجامع اللغوية ومكاتب التنسيق من أجل الحد من
هذه املعضلة إال أنها لم تتمكن من وقف زحف هذا املشكل كون جهودها تتوقف عند
الحدود النظرية.
*يعود اضطراب املصطلح إلى تعددية املناهج املتبعة في اصطناعه ،فهناك من يصوغه
باالعتماد على الترجمة ومن يعربه ،وآخرون يعتمدون على الاشتقاق أو التوليد أو
النحت وهذا بطبيعة الحال يجعل اللغة العربية تعج باملصطلحات قد تتفق وقد
تتعارض ،مما يجعل منها عائقا عوض أن يكون حافزا ومؤسسا للعلم وضوابطه.
* فرض أهل الاختصاص لسلطة على القائمين على وضع املصطلح تتضمن مبادئ
التقييس والتنميط للتوحيد في وضعه فكثرة املصطلحات واملقاالت العلمية التي تنشر
،والترجمة غير مراقبة ،والنزعة الفردية والتعصب حال دون الوصول إلى وضع
مصطلحات علمية متخصصة موحد.
هوامش البحث:
-1هيربرت يبشن،وجينفر دراسكاو ،مقدمة في املصطلحية ،ترجمة محمد محمد حلمي
هليل ،مجلس النشر العلمي،الكويت 2111ص.95
-2محمود فهمي حجازي،ألاسس اللغوية لعلم املصطلح ،مكتبة غريب القاهرة (د –
ت)ص95
-3الديداوي محمد ،الترجمة والتواصل ،الدار البيضاء ،املركز الثقافي العربي ،ص.45
-4أحمد عشاري ،تعاليم العربية ألغراض محددة ،املجلة العربية للدارسات اللغوية
املنظمة العربية ،معهد الخرطوم الدولي ،املجلد9العدد2فبراير9193ص.991
Cabre Marid .Teresa .la terminologie theorie.methode et app licqtion les presses de
-7 -محمود فهمي حجاري ،ألاسس اللغوية لعلم املصطلح ،دار غريب للنشر
والطباعة والقاهرة 9113ص.92-99
-9املرجع نفسه ص95
-1ابن منظور ،لسان العرب ،مادة "صلح" دار صادر بيروت 92-379-
-91مجمع اللغة العربية بالقاهرة ،املعجم الوسيط املكتبة إلاسالمية للطباعة والنشر
والتوزيع –استنبول –تركيا ،د ط ،د ت،ج،9ص.521
-99لعبيدي أبو عبد هللا ،مدخل إلى علم املصطلح واملصطلحية،دار ألامل للطباعة
والنشر املدينة الجديدة ،تبزي وزو،الجزائر،ص.99
-92محمود فهمي حجازي ،ألاسس اللغوية لعلم املصطلح ،ص.92-99
-93محمد العربي ولد خليفة ،من املفهوم إلى املصطلح،مجلة اللغة العربية املجلس
ألاعلى للغة العربية الجزائر 2115ع-94ص.997-991
-94ندوة إقرار منهجية موحدة لوضع املصطلح العلمي العربي ،وسبيل توحيده وإشاعته
مجلة مجمع اللغة العربية 9429ه2111-مج 5ج4ص . 9139
-95حامد كساب عياط،املصطلح النقدي العربي الحديث املشكالت والحلول ،مجلة
الناص ع(5-4د-ط) الجزائر 2115ص.39
-91علي القاسمي ،مقدمة في علم املصطلح ،مكتبة النهضة املصرية،ط،2،9197ص.19
-97عمار ساس ي،املصطلح في اللسان العربي ،عالم الكتب الحديث ألاردن ،ط9،2112
،ص.911
-99عبد السالم املسدي،املصطلح النقدي ،مؤسسة عبد الكريم بن عبد هللا ،للنشر
والتوزيع ،تونس(د-ط)9114ص.91
-91محمود فهمي حجازي،املرجع السابق ،ص.91-94
-21محمود فهمي حجازي علم املصطلح،ص،53نقال عن مصطفى طاهر الحيادرة ،من
قضايا املصطلح اللغوي العربي ،عالم الكتب الحديث ،ألاردن ،د ط،2113،ص.91
-29العناني وليد،اللغة العربية وأسئلة العصر ،دار الشروق ،الجزائر
،2117،ط،9ص.997
-29املرجع نفسه ص.232
-25الصيادي محمد املنجي ،التعريب وتنسيقه في الوطن العربي ،مركز دراسات الوحدة
العربية ،بيروت ،ط،2ص.91
-21فريد أمعضشو ،آليات الوضع املصطلحي في اللغة العربية عن
www.antinlernational-org/forums/showthread-phpt.20/01/2015ص2موقع
-27علي القاسمي،علم املصطلح أسسه النظرية وتطبيقاته العلمية ،مكتبة لبنان
ناشرون ،بيروت ،ط2119، 9ص.399
-29السيوطي جالل الدين،املزهر في علوم اللغة وأنواعها ،دار الكتب العلمية
،ط9،،9119ص.347-341
-21ابن جني ابو الفتح عثمان ،الخصائص تح:محمد علي النجار ،دار الكتب العلمية
،د،ط ص.934
-31علي القاسمي ،مقدمة في علم املصطلح ،ص.913
-39زهرة عبد الباقي،املرجع السابق،ص.94
-32ينظر يحي خبر مقال الاصطالح مصادره ومشاكله وطرق توليده ،اللسان العربي
ع31،،9112ص.959
-33ينظر:لفريد أمعضشو مقالة "املسألة التعريبية في الوطن العربي ،مجلة
"املنهل"ع514ـمج 2114-1يناير ،2115ص.997-991
—43Dictionary of language and linguistics Hartmanstoke d .amstrdam.1972.713.
-35مقدمة في علم املصطلح ص.919
-31مصطفى طاهر الحيادرة ،من قضايا املصطلح اللغوي نظرة في توحيد املصطلح
استخدام التقنيات الحديثة لتطوير العربي الكتاب الثاني عالم الكتب الحديث ،ص.13
-37عبد الرحمن الحاج صالح،البحث اللغوي وأصالته الفكر العربي ،مجلة الفكر العربي
،مجلة الثقافة ،ع.9175-21
-39ينظر يوسف عبد هللا الجوارنة ،أزمة توحيد املصطلحات العلمية العربية،جامعة
الزرقاء ألاردن ،مجلة الجامعة إلاسالمية للبحوث إلانسانية ع 2مج،29ص2193.،94
-31شوقي ضيف ،مجمع اللغة العربية في خمسين عاما ،9194-9134مصر
،9194،ط9ص.934
-41محمد عي الزركان ،الجهود اللغوية في املصطلح العلمي الحديث ،منشورات اتحاد
الكتاب العربي ،دمشق ،د –ط ،9119،ص973وعلم املصطلح لعلي القاسمي ص.251
-49ينظر :بلعيد صالح ،محاضرات في قضايا اللغة العربية ،مطبوعات جامعة منتوري
دار الهدى عين مليلة الجزائر،دط،دتا ،و الديداوي ،علم الترجمة بين النظرية والتطبيق
،ص.227نقال عن واضح سليمة أليات وضع املصطلح العلمي املصطلح الجغرافي
انموذجا ،مذكرة ماجستير .2191
-42محمد علي الزركان ،املرجع نفسه ،ص.917
-43الديداوي ،م علم الترجمة بين النظرية والتطبيق ،دار املعار ،تونس
،9112،ط،9ص .21نقال عن واضح سليمة مرجع سابق.