Professional Documents
Culture Documents
Pubdoc 10 11172 870
Pubdoc 10 11172 870
ظه ر ه ذا المنهج نتيج ة لالنتق ادات العدي دة ال تي وجهت لمنهج الم واد المنفص لة بقص د
تحس ينه ،والفك رة ال تي ب نى عليه ا المنهج هي الرب ط بين بعض الم واد ال تي يتض منها المنهج ،
ويقصد بالربط إظهار العالقات التي تتوافر بين مادتين أو أكثر من المواد الدراسية ؛ سواء أكانت
هذه المواد تنتمى إلى مجال دراسي واحد أو إلى عدة مجاالت أخرى .
-1الربط العرضي.
أ .قص ر ك ل معلم إطالع ه على الم ادة ال تي يق وم بتدريس ها فق ط ،ومن ثم أص بحت معلومات ه
عن المواد التي تبعد عن تخصصه الدقيق ضحلة وغير كافية ،مما جعله غير قادر على
القيام بعملية الربط بالصورة المطلوبة .
ب .تضخمت المواد الدراسية تدريجيا ،وذلك لتضخم التراث الثقافي من ناحية وكثرة عملي ات
اإلض افة على المقررات الدراسية من جهة أخرى ،وفي الوقت نفس ه لم تحدث أى زيادة
في ع دد الس اعات المخصص ة لك ل م ادة دراس ية ،مم ا جع ل ال وقت المخص ص له ا غ ير
كاف ،وبالتالي ليس هناك أمام المعلم متسع من الوقت لكى يقوم بعملية الربط المطلوبة.
يختلف هذا الربط عن سابقة في أنه أكثر تخطيطا وتنظيما وفقا لتخطيط جماعي يشترك
في ه الموج ه الف نى والمعلم ون ،وك انت تص ل إلى الم دارس في بداي ة الع ام الدراس ى مجموع ة من
النشرات تبين أجزاء بعض المواد الدراسية التي يمكن ربطها ،وكانت االجتماعات تعقد من وقت
ألخ ر بين الموج ه والمعلمين لدراس ة أنس ب الط رق واألس اليب للقي ام بعملي ة الرب ط .ويعت بر ه ذا
النوع من الربط أفضل من النوع السابق .
الرب ط بين بعض أج زاء الم واد المتش ابهة ال تي ت درس في الع ام نفس ه مث ل اللغ ة العربي ة
والعل وم الش رعية والجغرافي ا والت اريخ ،الطبيع ة ،والكيمي اء ،واالقتص اد واالجتم اع ،والج بر
والهندسة .
وعلى سبيل المثال يمكن تدريس قناة السويس وفكرة حفرها وموقعها الجغرافي والبحار
ال تي ترب ط بينه ا الواقع ة على ض فافها ( جغرافي ا ) وفي ال وقت نفس ه ي درس التلمي ذ الحم االت
العسكرية التي حاولت غزو مصر عن طريق السويس ( تاريخ ) .
الرب ط بين أج زاء م واد غ ير متش ابهة مث ل رب ط األدب بالت اريخ أو علم النفس بالت اريخ أو الش عر
بالموسيقى أو الجغرافيا بالجيولوجيا .
على سبيل المثال يمكن دراسة فترة من فترات التاريخ لبد من البلدان ولتكن مصر في عهد
االحتالل االنجل يزى ،وفي الف ترة نفس ها ت درس الحرك ات األدبي ة واإلنت اج األدبى لبعض األدب اء
والشعراء الذين عاشوا فيها مثل محمود سامى البارودى وحافظ إبراهيم وأحمد شوقى .
ويمكنن ا الق ول أن الرب ط ال ذى ك ان يه دف إلي ه ه ذا المنهج ل ك يتم بالش كل المطل وب ،إذ
خرج إلى حيز الوجود هشا ضعيفا ،فلم ينجح في سداد الثغرات في تحقيق الهدف المنشود منه .
يختل ف منهج الم واد المترابط ة عن منهج الم واد المنفص لة في نقط ة واح دة ،وهي أن ه
يحاول الربط بين بعض المواد أو باألحرى بين أجزاء بعض المواد التي يدرسها التالميذ في العام
الدراسة نفسه ،ولكن عملية الربط هذه لم يكتب لها النجاح المطلوب ؛ ألن إعداد المعلم لم يسمح له
بالقيام بالربط الذى تكلمنا عنه .
ويتفق منهج المواد المترابطة مع منهج المواد المنفصلة في بقية الخصائص ،وبالتالى ف إن
العي وب ال تي ذكرناه ا لمنهج الم واد المنفص لة هي العي وب نفس ها ال تي يمكن ذكره ا لمنهج الم واد
المترابط ة باس تثناء نقط ة الفص ل بين الم واد ،وتتلخص ه ذه العي وب في ترك يز ه ذا المنهج على
الجانب المعرفي وإ همال جوانب النمو األخرى ،وكذلك إهماله للتلميذ والبيئة والمجتمع ،كما أنه
لم يهتم باألنشطة ولم يراعى الفروق الفردية بين التالميذ .
مفهومه :
ظه ر ه ذا المنهج كخط وة متقدم ة أو أك ثر تق دما من منهج الم واد الدراس ية المترابط ة نح و
تحقيق مبدأ تكامل المعرفة ،وهو محاولة من المحاوالت المتعددة التي بذلت لتطوير منهج المواد
الدراسية المترابط ة .حيث لم تنجح فكرة الربط التي قام عليها منهج المواد المترابط ة على النحو
المقصود كما رأينا ،وبالتالى فقد ظل منهج المواد يتلقى االنتقادات العنيفة التي كان لها أثر كبير
في ظهور منهج المجاالت الواسعة .
ويقص د بمنهج المج االت الواس عة تجمي ع تجمي ع الم واد الدراس ية المتش ابهة ومزجه ا في
مج ال واح د ،بحيث ت زول الح واجز بينه ا تمام ا وبه ذا يمث ل ه ذا المنهج محاول ة لتكام ل الم واد
الدراسية .
وعلى هذا األساس يتكون المنهج من عدة مجاالت ،ومن هنا اشتق اسمه المعروف بمنهج
المجاالت الواسعة ،وأهم المجاالت التي يتكون منها ما يلى :
مجال اللغات ويشمل :جميع فروع اللغة من تعبير وقواعد وأدب ونصوص ومطالعة ونقد وبالغة
وإ مالء ,خط .
مج ال (العل وم الش رعية )التربي ة الديني ة اإلس المية ويش مل :الق رآن والفق ه والح ديث والس يرة
والتوحيد .
وق د اس تخدم منهج المج االت الواس عة في نط اق كب ير في الص فوف األخ يرة من المرحل ة
االبتدائية و اإلعدادية ،وذلك ألن هاتين المرحلتين ال تحتاجان إلى تعمق كبير في المواد الدراسية
،أم ا في المرحل ة الثانوي ة فق د نظم النهج في ص ورة مش كالت ،وس وف نتكلم عنه ا بالتفص يل عن د
التعرض لدراسة الوحدات الدراسية .
والمفروض أن يحدث دمج مواد المجال الواحد وتزول الحواجز بينها نهائيا ،ولكن عند
تط بيق ه ذا المنهج ظه رت مجموع ة من المش كالت والعقوب ات ،جعلت من الص عب على
التخصصين في المناهج القيام بعملية الدمج بالصورة المطلوبة ،ولذلك لم تنجح الجهود التي بذلت
إلزال ة الح واجز بين م واد المج ال الواح د إزال ة تام ة ،فظه رت مجموع ة من المج االت خاص ة
ب العلوم والم واد االجتماعي ة ...ول و فحص نا محتوي ات ك ل مج ال منه ا لوج دناه يتك ون بطريق ة
مناقص ة للفلس فة ال تي ب نى عليه ا منهج المج االت إذ إن مج ال منه ا ظه ر في ص ورة إط ار يجم ع
اجزاء مختلفة من المواد التي يتضمنها هذا المجال ولكل جزء صفاته الخاصة التي هي في حقيقة
األم ر ص فات الم ادة المقتط ف منه ا ،وه ذه الص فات تم يزه تمي يزا قاطع ا عن ص فات األج زاء
األخرى المقتطفة من مواد أخرى وهكذا .
وحيث إن كل جزء من هذه األجزاء منفصل تماما عن األجزاء األخرى ،فمعنى ذلك أنه
لم يحث مطلق ا أى ن وع من أن واع ال دمج بين م واد المج ال الواح د ،وك ل ال ذى ح دث ه و تغي ير في
عالف الكت اب فأص بح يحم ل اس م ،العل وم العام ة ،أم ا م ا يحتوي ه ه ذا الكت اب فه و تجمي ع ألربع ة
أجزاء من أربع مواد منفصلة عن بعضها تمام االنفصال .
يمثل هذا المنهج في الواقع حلقة من حلقات تطوير منهج المواد الدراسية ،الذى ظهر في
ب ادئ األم ر في ص ورة م واد منفص لة ،ثم ج اءت فك رة الرب ط بين بعض ه ذه الم واد ،ون الت ه ذه
الفكرة تأييد وتدعيم الكثير من رجال التربية ،ومن بعض هذه المواد المترابطة ،وبمرور الزمن
اتضح أن الربط في حد ذاته غير كاف ،فظهرت فكرة دمج المواد مع بعض وإ زالة الحواجز التي
تفص ل بينه ا إزال ة تام ة .وق د أدى ذل ك إلى ظه ور منهج المج االت الواس عة ،وله ذا كغ يره من
التنظيمات المنهجية مزايا وعيوب نوجزها فيما يلى :
ي ؤدى منهج المج االت الواس عة إلى تكام ل الم واد الدراس ية إلى ح د م ا بم واد أخ رى الى
التكام ل بين ج وانب المعروف ة المختلف ة .والمع روف أن مفه وم التكام ل ل ه دور ب الغ األهمي ة ليس
فق ط في مج ال المن اهج وإ نم ا أيض ا في كاف ة مج االت الحي اة مث ل المج ال االقتص ادي واالجتم اعي
والصحي ...الخ.
تقديم المواد في صورة مجاالت تذوب فيها الفواصل نهائيا بين مواد المجال الواحد يتشابه
إلى حد كبير مع الصورة ،التي تظهر بها المشكالت التي تواجه الفرد والمجتمع ،وبالتالى فإن
تق ديم الم واد في ص ورة مج االت يس اعد على فهم طبيع ة المش كالت ودراس تها ،كم ا يس اعد أيض ا
على إتاحة الفرص أمام التالميذ ورجال التربية في إيجاد الحلول المناسبة لهذه المشكالت .
دمج بعض الم واد في مج ال واح د يس اعد على إظه ار العالق ات بين ج وانب المعرف ة
المختلفة ويعمل على ربطها بالحياة ،وهذا يساعد بدوره على إظهار الدور الوظيفي للمعرفة .
يعم ل ه ذا المنهج على إيج اد ن وع من الرب ط بين المدرس ة والمجتم ع ،وذل ك من خالل
التعرض لدراسة المشكالت ،وقد سبق أن ذكرنا أن منهج المواد المنفصلة وكذلك منهج المترابطة
لم يهتم ا ب المرة برب ط المدرس ة ب المجتمع ،م ع أن المدرس ة مؤسس ة اجتماعي ة من الط راز األول ،
وعلى ه ذا األس اس ف إن منهج المج االت الواس عة يعت بر أول منهج من التنظيم ات المنهجي ة يح اول
ربط المدرسة بالمجتمع ...بدأت فكرة ربط المدرسة بالمجتمع تظهر إلى حيز الوجود .
تتنظم المن اهج تنظيم ا وظيفي ا يس اعد على مواجه ة المش كالت ال تي تظه ر في حي اة الف رد
والمجتمع ؛مما يساعد التلميذ على فهم طبيعة المشكالت ومحاولة حلها من خالل بحثه عن الحلول
السليمة والمناسبة .
إن عملي ة دمج بعض الم واد في مج ال واح د ليس ت عملي ة س هلة كم ا يتص ورها البعض ،
وإ نما هي عملية في منتهي الصعوبة والتعقيد وتحتاج إلى الخبراء والمتخصصين ،وهم مازلوا قلة
اآلن ،ولهذا السبب فإن عملية دمج المواد ظهرت في معظم الدول النامية بطريقة سطحية صورية
ال تحقق الهدف المنشود منها .وقد سبق أن ذكرنا بأن الدمج الذى تم لم يظهر إال في غالف الكتب
فقط ،أما المحتويات فبقيت كما كانت عليه من قبل ،كل جزء منها يمثل مادة دراسية وكل مادة
منفصلة عن بقية المواد األخرى .
ولكى ينجح هذا المنهج في تحقيق رسالته فالبد من توافر عاملين أساسين .
الع دد الك افي من الخ براء الق ادرين على ص ياغة المق ررات الدراس ية في ص ورة مج االت ت ذوب
الفروق تماما بين مواد المجال الواحد .
العدد الكافي من المعلمين المؤهلين والمدربين على تنفيذ هذا النوع من المناهج على النحو
المطلوب وبالطريقة السليمة .
-2مازال هذا المنهج يركز على المعرفة أكثر من تكيزه على الجوانب األخرى ،ومعنى ذلك أن
هن اك أه دافا تربوي ة في منتهي األهمي ة ال تحظى من ج انب ه ذا المنهج بالقس ط ال وافر من العناي ة
مثل التنمية الشاملة للتلميذ ،وتكوين العادات واالتجاهات .
أن ه ذا التنظيم المنهجى يص لح فق ط لإللم ام بأساس يات المعرف ة ،وال يس مح بال دخول في
التفصيالت ،وبالتالى فهو يناسب فقط المرحلتين االبتدائية والمتوسطة ،بينما ال يناسب المرحلة
الثانوية ،ألنها تحتاج إلى نوع من التخصص العميق في المواد الدراسية .
وخالص ة الق ول أن ه ذا المنهج يس مح للتلمي ذ بالتزوي د بأساس يات المعرف ة ،دون ال دخول في
التفصيالت .
ال يتيح الفرصة أمام التالميذ للقيام باألنشطة التربوية الالزمة ؛ مما يؤدى إلى سلبيتهم في
معظم المواقف ،ولهذا أثره السئ على العملية التعليمية والتربوية .
ق د يفص ل الم درس م ادة دراس ية عن غيره ا من الم واد المتض منة في منهج المج االت
الواسعة مما يجعل باقى المواد تبدو ثانوية عنده وعند التالميذ .