Professional Documents
Culture Documents
9 2019 03 22!11 36 01 PM
9 2019 03 22!11 36 01 PM
لقد قام المجتمع بإيجاد المدرسة لتسهم في اعداد الناشئة لذلك من الض روري
ان تنعكس فلسفته ونظمه السياسية واالقتصادية على المنهج المدرسي .أي ان يك ون
المنهج قائمًا على أسس الفلسفة التربوية لذلك المجتمع.
فالتربية والفلسفة وجهان لعملة واحدة فالوجه األول (الفلسفة) يمثل النظريات
التربوية والوجه الثاني (التربية) يمثل التطبيقات العملية التي تحق ق تل ك الفلس فة أي
المناهج والكتب التي تمثل األداة العملية المحققة للقيم والمثل وتطبيقاتها.
وتتحكم الفلس فة التربوي ة في كاف ة ج وانب العملي ة التربوي ة في المدرس ة
والمناهج وطرائق التدريس واإلدارة والعالقات اإلنسانية.
ومن الفلسفات التي اثرت على المناهج المدرسية:
أ-الفلس فة التقليدي ة :وهي الفلس فة ال تي تق وم على ت دريس األساس يات المتمثل ة في
التراث الثقافي وهي تدعم المنهج القديم التقليدي ،وهي الفلسفة التي تعد عقل الطالب
إناء يصب فيه المعلم المواد الدراسية الموج ودة في الكتب وكلم ا ك انت ه ذه الم واد
كثيرة كان افضل وبتراكم هذه المواد يستفيد منه الطالب الستدعائه عند الحاجة.
سيطرت هذه الفلسفة على المنهج سنوات عديدة والى ال وقت الحاض ر احيان ًا
على الرغم من ظه ور اتجاه ات فلس فية أخ رى .ولكن الدراس ة العلمي ة اثبتت ع دم
صالحية اثر هذه الفلسفة على المنهج .اذ أك دت على ج انب واح د من ج وانب نم و
الطالب وهو الجانب العقلي (المعرفي) ف أهتمت بتنميت ة متخ ذة من الم واد الدراس ية
هدفًا وسيلة لها بغض النظر عن م دى مالءمته ا لطبيع ة الط الب أو م دى ارتباطه ا
بواقع حيات ه .وك انت طريقته ا لتحقي ق ذل ك االلق اء والتس ميع م ع اس تخدام العق اب
الجسمي لغرس االتجاهات التي يؤكد عليها التراث الثقافي.
ب-الفلسفة التقديمة :ظه رت في النص ف األول من الق رن العش رين ك رد فع ل على
الفلسفة التقليدية واهتمت بالمتعلم ككائن له ميوله وحاجاته ودوافعه وفرديته وحريت ه
واهتمت بتشجيعه على التفكر الفعال القائم على التحليل والنقد والتفك ير ال ذي يمكن ه
من التكيف في البيئته التي يتفاعل معها.
وأكدت هذه الفلسفة على أهمية جع ل البيئ ة المدرس ية بيئ ة ديمقراطي ة ته يئ
للمتعلم فرص ًا مس تمرة لتعلم الحي اة والمس ؤولية باالس تخدام الحي وي للخ برات
االجتماعية الواعية عن طريق األنشطة التعليمي ة التعاوني ة الجماعي ة وتخض ع ه ذه
األنشطة للتقييم المستمر لتغييرها وتجديدها لبناء المجتمع.
وبين بعض الفالسفة انه من الممكن التوفيق بين الفلسفات التقليدي ة والتقدمي ة
ألن المتعلم اثناء تدرجه في النمو يحتاج الى الخبرات تراثه الثقافي على ان تق دم ل ه
وفق مراحل نموه وحسب ادراكه ,كما يمكن االهتمام بنفس ال وقت بميول ه وقدرات ه.
فالفلسفة التربوية المالئمة هي فلسفة تجم ع بين فص ائل الفلس فتين :تض م االتجاه ان
المهمة الجديدة في العلوم والفن ون واآلداب والتربي ة وان تك ون النظ رة الى التربي ة
كأداة رئيسية في حل المشكالت وتق ييم وتنمي ة األنم اط الس لوكية وإيج اد مؤسس ات
تربوية مشبعة لمطالب الطلبة في مجتمع متغير متطور في كافة مجاالت الحياة.