You are on page 1of 10

‫‪ISSN: 2335-1756‬‬ ‫مجلة مقاربات‬

‫‪NDL/BNA/4949-2013‬‬ ‫‪2020 01‬‬ ‫عدد‪:‬‬ ‫مجلد‪06 :‬‬

‫االستراتيجيات التواصلية في تعلم اللغة الثانية‬

‫امللخص‬
‫جيتهد الباحثون يف العقود األخرية يف دراسة اسرتاتيجيات تعلم اللغة الثانية ابلرتكيز على بعدها التواصلي لالستفادة‬
‫منها يف توفري اسرتاتيجيات ومناهج مناسبة لتعليم اللغات األجنبية‪ .‬بعد تعريف اللغة الثانية أو األجنبية والتمييز بينها‬
‫وبني اللغة األوىل يف جمال تعليمية اللغات‪ ،‬تعرضنا إىل مفهوم التواصل وأمهيته يف بناء املعىن بني املتفاعلني‪ ،‬وإىل حتديد‬
‫االسرتاتيجيات ال ي ينتهجها هلالء املتفاعلون خاصة بني املتدديني بلغتهم األوىل ومتعلمي تل اللغة على أاها لغتهم‬
‫الثانية‪ .‬كما بينا تصنيفات الباحثني لتل االسرتاتيجيات بني جمموعتني أساسيتني‪ :‬االسرتاتيجيات ال ي يعتمد عليها‬
‫املتعلم للتهرب واجتناب مواصلة احلديث ابللغة الثانية‪ ،‬واالسرتاتيجيات ال ي تساعده على متابعة تواصله وإجناحه بتل‬
‫اللغة‪ ،‬وبينهما اسرتاتيجيات فرعية لتعويض النقص احلاصل يف عملية التواصل‪ .‬وخلصنا إىل ضرورة االعتماد على هذه‬
‫االسرتاتيجيات يف تدريسنا للغات األجنبية واالستفادة منها أيضا يف تدريسنا للغة العربية يف بالدان‪.‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪In recent decades, researchers have been working on the study of second-language strategies by‬‬
‫‪focusing on their communicative dimension to use them to provide appropriate strategies and‬‬
‫‪curricula for teaching foreign languages. After the definition of the second language or foreign‬‬
‫‪language and the distinction between them and the first language in the field of language education,‬‬
‫‪we introduced to the concept of communication and its importance in building the meaning among‬‬
‫‪the participants, and to identify the strategies adopted by these operators, especially among speakers‬‬
‫'‪in their first language and learners of that language as their second language. The researchers‬‬
‫‪classification of these strategies also showed two main groups: the strategies on which the learner‬‬
‫‪relies on evasion, the avoidance of continuing the second language, the strategies that help him to‬‬
‫‪pursue his success in that language, and the sub-strategies to compensate for the lack of‬‬
‫‪communication. We concluded that these strategies should be used in teaching foreign languages and‬‬
‫‪also in teaching Arabic in our country.‬‬

‫إن دراسة االسرتاتيجيات التواصلية متكن الباحثني من الكشف عن املساعي اإلجيابية ال ي يبذهلا املتعلمون يف تعلم اللغة‬
‫الثانية لضمان السري احلسن لعملية التواصل داخل أقسام خمتلطة جنبا إىل جنب مع الناطقني هبا‪ ،‬ومن مث يقوم املدرس‬
‫بتشكيل أفواج داخل القسم وميندهم أنشطة مالئمة مع اسرتاتيجياهتم وأساليبهم املفضلة‪ ،‬كما جتعله على وعي مبنهجيته يف‬
‫عملية التعليم‪ ،‬وتدفعه إىل تكييف منهجيته مع اسرتاتيجيات املتعلمني حىت تنجح تل العملية‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫‪ISSN: 2335-1756‬‬ ‫مجلة مقاربات‬
‫‪NDL/BNA/4949-2013‬‬ ‫‪2020 01‬‬ ‫عدد‪:‬‬ ‫مجلد‪06 :‬‬

‫تعريف اللغة الثانية‬ ‫‪1‬‬


‫اللغة الثانية أو األجنبية يف ميدان التعليمية هي اللغة ال ي تعاجل على أاها موضوع لساين يتناوله التعليم‪-‬التعلم‪ ،‬فتتقابل‬
‫ابلتايل مع اللغة األوىل أو لغة املنشأ ال ي يتم تعلمها آليا يف فرتة االكتساب لدى الطفل‪ .‬تكون لغة ما لغة أجنبية لفئتني من‬
‫درسها ملتعلمني‬
‫األشخاص‪ :‬شخص ال يعرتف هبا على أاها لغة منشئه‪ ،‬وشخص قد تكون لغة منشئه أو ال تكون ويريد أن ي ّ‬
‫غري انطقني هبا)‪ .(1‬من املالحظ أن وصف اللغات ال ي يتعلمها الفرد بعد اكتسابه للغته األوىل أباها لغات يو ٍان ذات رتب‬
‫خمتلفة أفضل من وصفها ابألجنبية ألنه مهما كانت اللغات ال ي يتعلمها الفرد سواء أكانت أوىل أو يواين فهي جزء من ملكته‬
‫اللسانية وليست خارجة عنها حىت نعتربها أجنبية)‪.(2‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬تعليم اللغة الثانية يشكل ختصصا دقيقا ضمن تعليمية اللغات‪ ،‬وهو خيتلف عن تعليمية املواد‬
‫األخرى يف أاها حتتوي على مادة مستقلة عن وسيلتها التعليمية (موضوع العلوم مثال مستقل عن وسائله التعليمية) خبالف‬
‫تعليمية اللغات ال ي ال حتتوي على مادة مدرسية‪ ،‬ولكنها تتضمن تعلّم سلوكات لغوية ويقافة مرتبطة هبا‪ ،‬وابلتايل‪ ،‬تتميز‬
‫تعليمية اللغات عن نظرياهتا أباها تساير عملية طبيعية هي عملية اكتساب اللغة‪ .‬موضوع تعليمية اللغات إذن هو دراسة‬
‫الشروط واألمناط اخلاصة بتعليم‪-‬تعلم اللغات يف حميط مدرسي‪ ،‬ويكمن دور املعلم يف توجيه املتعلمني أيناء عملية اكتساب‬
‫اللغة ويقافتها)‪. (3‬‬
‫ابلنسبة للغة العربية فإاها تدرس ابعتبارها لغة أوىل يف اجلزائر‪ ،‬لكن الواقع أاها تشكل لغة اثنية حىت ابلنسبة‬
‫للمتدديني هبا لكواها مباينة للغة منشئهم وهي العربية اللهجية أو الدارجة ال ي اكتسبوها سليقة‪ ،‬وإن كانت تبدو قريبة جدا‬
‫منها‪ .‬وقد الحظ النداة قدميا هذا التباين بني اللغة العربية الفصيدة وال ي كانت ال تزال تنقل عرب األجيال ابالكتساب وليس‬
‫ابلتعلم فقط وبني األشكال اللهجية للعربية آنذاك‪ ،‬وهو الذي يعربون عنه ابللدن مما أدى هبم إىل وضع مناهج تعليمية‬
‫لتدارك ذل ‪ .‬لكن الالفت يف األمر أن تل األشكال اللهجية للعربية انتشرت واحنصرت العربية الفصيدة ابلتايل عن أن‬
‫تكون لغة اكتساب سليقي وتواصل يومي‪.‬‬
‫لذل يبدو من الضروري‪ ،‬حىت يف تعليم اللغة العربية يف بالدان‪ ،‬االستفادة من دراسة االسرتاتيجيات التواصلية إذ أن‬
‫الرتكيز أو االقتصار على اسرتاتيجيات احلفظ والتذكر يف تعليم اللغة العربية ال يوجد متعلمني يتميزون ابإلبداع واألصالة‬
‫واالبتكار‪.‬‬
‫وبناء على ما سبق‪ ،‬سنتناول يف هذه السطور االسرتاتيجيات التواصلية املتبعة يف تعلم اللغة الثانية‪ .‬هذه‬
‫االسرتاتي جيات تنطلق من أن التواصل ليس جمرد بث للمعلومات من مرسل إىل مستقبل‪ ،‬وإمنا هو عملية تفاعلية أين يتم‬
‫ضبط العالقات بني األفراد بطرائق متعددة لتدقيق أهداف يعتمد فيها كل طرف على اآلخر‪ .‬واللغة يف هذه العملية هي‬
‫الوسيلة ال ي تتدقق من خالهلا مقاصد املتكلم يف ردود أفعال املخاطب‪ ،‬وهي وسيلة لتبادل املهارات وتقامسها‪ .‬ما مييز هذه‬
‫العملية أاها تتطلب الكثري من احليطة واليقظة من قبل املتفاعلني‪ ،‬كما أاها تقتضي تركيزا مزدوجا لالنتباه ملعاجلة مشكل‬
‫التفاهم‪:‬‬
‫‪ -‬تركيز مسلط على موضوع التواصل وأهدافه‪ ،‬وعلى ما يريد املتفاعلون حتقيقه سوية من هذه العملية‪.‬‬
‫‪138‬‬
‫‪ISSN: 2335-1756‬‬ ‫مجلة مقاربات‬
‫‪NDL/BNA/4949-2013‬‬ ‫‪2020 01‬‬ ‫عدد‪:‬‬ ‫مجلد‪06 :‬‬

‫‪ -‬تركيز مسلط على املشاكل الصورية ال ي ميكن أن تظهر أيناء عملي ي الفهم واإلنتاج حيث يتخذ املتفاعلون حيطة خاصة‬
‫تظهر يف تنبه تدرجيي لتأمني البنية اللغوية املتوقعة‪.‬‬
‫يتجلى ذل االحتياط الذي يبديه املتعلم عند استخدامه للغة الثانية يف إجراءات حتكم ذاتية (تصديح ذايت مثال)‪،‬‬
‫أو إجراءات حتكم تفاعلية (سالسل الصياغات املعادة‪ ،‬طلب توضيح)‪ ،‬هذه اإلجراءات تساهم يف أتمني التنسيق بني‬
‫املتفاعلني من أجل بناء املعىن‪ ،‬وهذه من بني االسرتاتيجيات التواصلية كما سنرى)‪.(4‬‬
‫قبل عرض االسرتاتيجيات التواصلية املنتهجة يف تعلم اللغة الثانية سنتطرق أوال إىل تعريف التعلم واسرتاتيجياته ألن‬
‫املتعلم حيتاج إىل الوعي بسريورات التعلم عامة وخمتلف االسرتاتيجيات ال ي ميكن أن يستفيد منها حىت يتم اكتسابه للغة‬
‫بنجاح‪.‬‬
‫‪ 2‬االسرتاتيجيات التواصلية يف التعلم‬
‫إن التعلم فعل إدراكي مي ِّّكن املتعلم من اكتساب معارف وتطوير ملهالت ومهارات وقيم وبناء متثيالت مفسرة‬
‫ومتناسقة مع الواقع الذي يعيش فيه‪ ،‬كما يساعده على إقامة التفاعل بني املعطيات اخلارجية وبني وعيه الشخصي‪ .‬وعليه‪،‬‬
‫فإن اهلدف من التعلم ليس حتصيل املعرفة يف حد ذاهتا‪ ،‬ولكن اهلدف األساسي هو تطوير سلوكات املتعلم ومهاراته من أجل‬
‫حتسني ظروفه وحل مشاكله يف العمل وسائر جماالت احلياة‪ .‬لذل ‪ ،‬جيب أن تكون هذه العملية ذات مغزى ومعىن أي جيب‬
‫أن جتري يف إطار شبكة من األشياء املدركة واملعايشة من قبل املتعلم الذي يتبع يف ذل اسرتاتيجيات معينة)‪.(5‬‬
‫أما مصطلح "اسرتاتيجية" فيدل على « جمموعة اإلجراءات واملمارسات ال ي يتبعها املعلم داخل القسم للوصول إىل‬
‫خمرجات يف ضوء األهداف ال ي وضعها‪ ،‬وهي تتضمن جمموعة من األساليب والوسائل واألنشطة وأساليب التقومي ال ي تساعد‬
‫على حتقيق األهداف»‪ .‬كما تعرف أباها « فن استخدام اإلمكاانت والوسائل املتاحة بطريقة مثلى لتدقيق األهداف املرجوة‬
‫على أفضل وجه ممكن»)‪.(6‬‬
‫من جهتها‪ ،‬تشكل اسرتاتيجيات التعلم خمتلف العمليات املستخدمة من قبل املتعلمني على أاها طرق تلدي إىل‬
‫حتقيق أهدافهم التعلمية‪ ،‬كفهم املعاين واستعماالت الكلمات وتوظيف القواعد الندوية وخمتلف جوانب اللغة ال ي يقومون‬
‫بتعلمها‪ .‬فعند تعلم اللغة األوىل يطبق الطفل اسرتاتيجيات تتميز أباها ال إرادية وال واعية‪ ،‬أما عند تعلم اللغة الثانية فإن املتعلم‬
‫يقوم بتطبيق اسرتاتيجيات عن وعي وإرادة منه‪.‬‬
‫هناك عدة أنواع من االسرتاتيجيا ت ال ي يتبعها املتعلم أيناء تعلمه للغة الثانية‪ :‬اسرتاتيجيات معرفية تتعلق بتدليل هذه‬
‫اللغة واملقارنة بني املعطيات ال ي تصادفه يف تعلم اللغة الثانية وبني تل املعروفة سلفا يف لغته األوىل؛ اسرتاتيجيات معرفية‬
‫واصفة تتمثل يف وعي املتعلم بتعلمه‪ ،‬وصياغة خمطط هلذه العملية‪ ،‬ومراقبة سريورهتا؛ اسرتاتيجيات اجتماعية حتيل إىل اجلهد‬
‫الذي يبذله املتعلم يف التفاعل مع زمالئه املتعلمني‪ ،‬ويف إدارة انفعاالته املصاحبة لتعلمه)‪.(7‬‬
‫واسرتاتيجيات تواصلية تقوم على الرتكيز على اجلانب التواصلي يف عملية التعلم‪ .‬ففي أتسيسه حلقل مساه إينوغرافيا‬
‫التواصل‪ ،‬وضع هاميس ‪ Hymes‬مالحظة نقدية مفادها أن املتكلمني ابللغة الثانية الذين مبقدورهم إنتاج مجل صديدة‬
‫حنوية ‪-‬والذين يتمتعون بكفاءة لسانية حسب تعبري تشومسكي ‪ -Chomsky‬سيجدون أنفسهم دون متييز حباجة إىل‬
‫‪139‬‬
‫‪ISSN: 2335-1756‬‬ ‫مجلة مقاربات‬
‫‪NDL/BNA/4949-2013‬‬ ‫‪2020 01‬‬ ‫عدد‪:‬‬ ‫مجلد‪06 :‬‬

‫مساعدة أيناء حماولتهم لفعل ذل ‪ .‬إن كفاءة التواصل عنده تشمل‪ ،‬زايدة على استعمال األشكال اللسانية‪ ،‬احرتام األعراف‬
‫االجتماعية املالحظة أيناء استعمال هذه األشكال اللسانية؛ إذ ال يكفي أن يتزود الفرد ابملعارف اللسانية للغة الثانية حىت‬
‫يستطيع أن يتواصل مع ابقي األفراد داخل العشرية اللغوية‪ ،‬فهو حيتاج إىل معارف ختص استخدامات اللغة يف سياقها‬
‫االجتماعي كما يتعارف عليها أفراد تل العشرية)‪.(8‬‬
‫وابلتايل‪ ،‬فإن تعلم لغة اثنية يتطلب اكتساب خمتلف مكوانت الكفاءة التواصلية‪ ،‬أال وهي‪:‬‬
‫‪ -‬املكونة اللسانية ‪ :‬القدرة على صياغة مجل صديدة حنواي وأتويلها‪ ،‬وتركيب كلمات وإعطائها معانيها كما تعارف‬
‫عليه الناطقون بتل اللغة‪.‬‬
‫‪ -‬املكونة اللسانية‪-‬االجتماعية ‪ :‬الوعي بكيفية اختيار أمناط التعبري يف تل اللغة حبسب عوامل احمليط‪ ،‬العالقات بني‬
‫املتفاعلني‪ ،‬أغراض التواصل‪...‬‬
‫‪ -‬املكونة املقالية‪ :‬القدرة على االستعانة ابسرتاتيجيات مالئمة لدى صياغة النصوص وأتويلها‪.‬‬
‫‪ -‬املكونة االجتماعية‪-‬الثقافية ‪ :‬هذه مكونة ضرورية لالستخدام الصديح واملناسب للغة الثانية‪ ،‬وشرط المتداد التواصل‬
‫عند املتعلم خارج حدود عشريته اللغوية)‪.(9‬‬
‫وعليه‪ ،‬ويف تعريفهما األويل‪ ،‬بني كنال وسواين ‪ Canale et Swain‬أن الكفاءة االسرتاتيجية متكن من‬
‫تعويض انقطاعات ال تواصل الناجتة عن استخدام غري انجز للغة أو عن معرفة انقصة بتل اللغة‪ ،‬مما يعين أبن الكفاءة‬
‫االسرتاتيجية متنح صاحبها القدرة على دخول اسرتاتيجيات التواصل لتشغيلها حىت يتسىن له جتاوز يغراته اللسانية (الندوية)‬
‫أو التداولية (االجتماعية‪-‬اللسانية)‪ .‬تتجلى هذه االسرتاتيجيات يف إجراءات كالمية (مجل شارحة) متزامنة أو غري متزامنة مع‬
‫سلوكات للمتعلم هتدف إىل ضمان استمرارية عملية التفاعل)‪.(10‬‬
‫إن هذه االسرتاتيجيات التواصلية ميكن معاجلتها حسب اترون ‪ Tarone‬على اعتبارها جهودا متبادلة بني‬
‫املتفاعلني لرفع سوء الفهم‪ ،‬وإلقامة سبل التواصل بينهم‪ ،‬وللدفاظ على حسن سري عملية التفاعل الكالمي‪ .‬معرفة‬
‫اسرتاتيجيات التواصل‪ ،‬حسبه دائما‪ ،‬مهمة جدا ابلنسبة ملتعلم اللغة الثانية املبتدئ الذي يريد وحيتاج أن يشارك يف أنشطة‬
‫احملادي ة‪ ،‬هذه االسرتاتيجيات تسمح ابستمرارية التفاعل إذا واجهت املتعلم مشكلة العجز اللغوي‪ ،‬كما أاها تزوده ابلكثري من‬
‫املدخالت واملمارسات والفرص ليتعاون مع شريكه يف بناء املعىن)‪.(11‬‬
‫بينما يعتربها ابحثون آخرون عمليات معرفية جيريها املتعلم ملواجهة الصعوبة اآلنية للتواصل‪ ،‬وتتجلى هذه العمليات‬
‫يف ما يقوم به من أفعال تلقائية وعفوية أيناء تفاعله عن قصد منه لتدارك الفاصل املستشكل بني ما يقتضيه التواصل احلايل‬
‫وبني إمكاانته يف التبادل اللغوي‪ .‬تشكل اسرتاتيجيات التواصل من هذا املنظور املساعي الشخصية ال ي يتبناها املتعلم حلل‬
‫مشاكله أيناء تواصله ابللغة الثانية)‪.(12‬‬
‫واملالحظ أن هذه االسرتاتيجيات أو املساعي ال يبذهلا املتعلم عند إنتاجه للعبارات فقط بل حىت يف فهم وأتويل‬
‫اخلطاب الصادر عن من يتفاعل معه‪ .‬وتتجلى يف ظواهر التعويض ال ي تعكس التدخل املباشر للمتعلم وإبراز خواصه‬
‫النفسية‪-‬االجتماعية يف توليد اخلطاابت وأتويلها)‪.(13‬‬
‫‪140‬‬
‫‪ISSN: 2335-1756‬‬ ‫مجلة مقاربات‬
‫‪NDL/BNA/4949-2013‬‬ ‫‪2020 01‬‬ ‫عدد‪:‬‬ ‫مجلد‪06 :‬‬

‫تصنيف اسرتاتيجيات التواصل‬ ‫‪3‬‬


‫عدة جهود سامهت يف حتديد اسرتاتيجيات متنوعة لالتصال خاصة يف سياقات متعددة اللغات‪ ،‬ولكن الباحثني‬
‫صنفوا تل االسرتاتيجيات بطريق متباينة‪.‬‬
‫‪ ‬تصنيف فايرتش وكاسرب ‪Færch et Kasper‬‬
‫أقام هذان الباحثان حتديدمها وتصنيفهما السرتاتيجيات التواصل عند متعلمي اللغة الثانية انطالقا من سريورات‬
‫نفسية‪-‬لسانية‪ ،‬فهي عندمها خمططات واعية احتماليا ملواجهة مشكل يعرض للفرد أمام حتقيق هدفه التواصلي)‪ .(14‬لقد بيّنا‬
‫أن املتعلم يقوم بعمليتني لبلوغ أهدافه التوا صلية أو حلل مشاكله املرتتبة عن هذه العملية أو لتدارك اهلوة املوجودة بني حاجاته‬
‫التواصلية وبني خمزونه اللغوي‪ ،‬مها‪ :‬اإلعداد والتخطيط مث اإلجناز‪.‬‬
‫يف املرحلة األوىل يقرر املتعلم اخلطط املناسبة ملواجهة املشكل‪ ،‬فيغرتف من نظامه اللساين العناصر املوافقة لسياق‬
‫التواصل‪ ،‬مث ينظمها حىت يستعملها يف املرحلة املوالية‪ .‬ويف املرحلة الثانية‪ ،‬اخلاصة ابإلجناز‪ ،‬مير املتعلم إىل الفعل املتوقع حلل‬
‫املشكل‪.‬‬
‫يتجاوز املتعلم مشكل التواصل حسب هذين الباحثني عرب طريقتني‪ :‬إما أن يقرر مواصلة تفاعله حىت بلوغ هدفه (يف‬
‫حالة النجاح)‪ ،‬وإما أن يراجع هدفه ابستخدام وسائل لسانية أخرى كاالقرتاض من اللغة األوىل‪ ،‬أو توظيف اجلمل الشارحة‪،‬‬
‫أو االنتقال إىل لغة أخرى (اسرتاتيجية اهلروب أو االجتناب)) ‪.(15‬‬
‫لذل ‪ ،‬فإن الباحثني يصنفان اسرتاتيجيات التواصل إىل يالية أصناف‪:‬‬
‫أ) اسرتاتيجيات االختزال الصوري املستخدمة عندما خيتار املتعلم التواصل معتمدا على نظام خمتزل حيث يتجنب إنتاج‬
‫ملفوظات طويلة أو غري صديدة نتيجة لعدم حتكمه يف بعض قواعد اللغة الثانية‪ .‬الذي حيدث أن املتعلم خالل‬
‫وضعية تواصلية خاصة يتفادى استخدام ما هو مناسب عادة عند املتكلم الناطق ابللغة لبلوغ هدف تواصلي حمدد‪،‬‬
‫ويكتفي ابالعتماد على جمموعة بسيطة من القواعد أو العناصر‪ .‬هذا االختزال يشمل جوانب النظام الفونولوجية‬
‫والصرفية والرتكيبية واملعجمية)‪.(16‬‬
‫هذه االسرتاتيجيات وال ي تتمثل يف اختزال كثري من القواعد جندها ابنتظام عند متعلمي اللغة العربية كاإلعراب‬
‫واالشتقاق وأشكال اجلملة وترتيب عناصرها وأساليب التعبري عن الزمان واملكان وغريها من القواعد ال ي ليس هلا نظري يف‬
‫لغتهم األوىل‪.‬‬
‫ب) اسرتاتيجيات االختزال الوظيفي ويلجأ إليها املتعلم عندما يصطدم مبشكل يف مرحلة التخطيط نتيجة لعدم تزوده مبا‬
‫يكفي من املوارد اللسانية أو يف مرحلة اإلجناز (مشكل التعويض)‪ ،‬وحينما يندو إىل الكف والتهرب بدال من إمتام‬
‫تواصله‪ .‬بتبين اسرتاتيجيات االختزال الوظيفي يعدل املتعلم عن حتقيق هدفه التواصلي من أجل تفادي الوقوع يف‬
‫املشكل‪ .‬يطال هذا االختزال مكوانت اهلدف التواصلي وال ي هي‪ :‬أفعال ومضمون الكالم)‪.(17‬‬
‫ج) اس رتاتيجيات اإلجناز أو اإلمتام وتظهر عندما حياول املتعلم حل مشكل بتوسيع موارده التواصلية‪ ،‬فقد يلجأ إىل تغيري‬
‫اللغة (مبا يف ذل اقرتاضه للمفردات من لغته األوىل أو من لغة أخرى)‪ ،‬الرتمجة احلرفية‪ ،‬التعميمات‪ ،‬توظيف اجلمل‬
‫‪141‬‬
‫‪ISSN: 2335-1756‬‬ ‫مجلة مقاربات‬
‫‪NDL/BNA/4949-2013‬‬ ‫‪2020 01‬‬ ‫عدد‪:‬‬ ‫مجلد‪06 :‬‬

‫املرتادفة‪ ،‬توليد مفردات جديدة‪ ،‬إعادة البناء‪،‬اسرتاتيجيات التعاون‪ ،‬اسرتاتيجيات غري لغوية (حركات‪ ،‬حماكاة‬
‫األصوات))‪.(18‬‬
‫رغم أمهية هذه االسرتاتيجيات يف تعلم اللغة الثانية‪ ،‬غالبا ما جند معلمي اللغة العربية ال يشجعون املتعلمني‬
‫عند استخدام عبارات أو ألفاظ من لغة منشئهم أو من أي لغة أخرى عندما حيتاجون إىل ذل إلجناح عملية‬
‫التواصل‪ ،‬بل يستخدمون التعنيف اللفظي أحياان‪ ،‬ولعل هذا التعامل من بني أسباب إضعاف تعلمهم للغة العربية‪.‬‬
‫‪ ‬تصنيف ريلي ‪Riley‬‬
‫يقسم اسرتاتيجيات التواصل إىل جمموعتني رئيسيتني‪ :‬اسرتاتيجيات االختزال واسرتاتيجيات التعويض أو اإلجناز‪ .‬ال‬
‫ختتلف اجملموعة األوىل عن التصنيف السابق السرتاتيجيات االختزال‪ .‬أما اجملموعة الثانية فتتمثل يف جمموعة اجلهود ال ي يبذهلا‬
‫املتعلم لتعويض النقص اللساين حىت لو أدى ذل إىل ارتكابه ألخطاء‪ ،‬وتنقسم هي أيضا إىل قسمني‪:‬‬
‫أ) اسرتاتيجيات التعويض الذايت‪ :‬حيث يستعمل املتعلم طرقا حلل مشاكله التواصلية ذاتيا ومن أبرزها‪:‬‬
‫‪ ‬التناوب اللساين‪ ،‬وذل عندما يقوم بتضمني كلمات أو عبارات من لغته األوىل أيناء حديثه ابللغة الثانية‪.‬‬
‫‪ ‬التغريب‪ ،‬ويتمثل يف النطق بكلمات اللغة الثانية أو عباراهتا كما تنطق نظرياهتا يف اللغة األوىل‪.‬‬
‫‪ ‬الرتمجة احلرفية‪ :‬وهنا أيخذ املتكلم كلمات من لغته األوىل ويرتمجها حرفيا إىل اللغة الثانية‪.‬‬
‫‪ ‬االخرتاع املعجمي‪ :‬يقوم ابخرتاع كلمات جديدة سواء ابالعتماد على لغته األوىل أو على معرفته ابللغة الثانية‪.‬‬
‫‪ ‬املفردات العامة‪ :‬هو استخدام بعض املفردات اإلشارية العامة الداللة عوضا عن املفردات املناسبة جلهله هبا يف‬
‫اللغة الثانية‪ ،‬وهذه املفردات املستخدمة العامة تستمد معناها من السياق كما نقول يف الدارجة‪ :‬شيء أو حاجة‬
‫أو حية‪ ...‬عندما ال نعرف اسم املشار إليه‪.‬‬
‫‪ ‬التقريب‪ :‬عندما يستعمل كلمة أو عبارة مع علمه أباها غري مناسبة لكن يستطيع املخاطب فهمها لقرهبا الداليل‬
‫من الكلمة أو العبارة الصديدة‪.‬‬
‫معرفة وليس بلفظه املوضوع له يف اللغة‬ ‫‪ ‬اجلمل الشارحة‪ :‬عندما يعرب املتعلم عن املعىن بعبارات شارحة أو ِّّ‬
‫املستهدفة‪.‬‬
‫‪ ‬التواصل غري اللفظي‪ :‬حماكاة‪ ،‬إمياءة‪ ،‬مالمح الوجه‪ ،‬ضجيج‪ ...‬ابإلضافة إىل تعابري التعجب والتنغيم‪.‬‬
‫ب) اسرتاتيجيات التعاون‪ :‬عندم ا يستعني املتعلم مبخاطبه األكثر منه كفاءة يف تيسري عمليته التواصلية أو حل مشاكلها‪.‬‬
‫االسرتاتيجيات املعروفة هي‪:‬‬
‫‪ ‬إيبات هويته األجنبية‪ :‬عندما يبني لآلخرين أبنه أجنيب‪ ،‬أو أنه ال حيسن التكلم هبذه اللغة‪ ،‬أو أن لغته األجنبية‬
‫ضعيفة‪...‬‬
‫‪ ‬النداءات‪ :‬حيث يدعو املتعلم نظريه إىل احلديث ببطء‪ ،‬تكرار أو شرح ما قاله‪ ،‬قد تتجلى تل النداءات أحياان‬
‫يف إمياءات املتعلم‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫‪ISSN: 2335-1756‬‬ ‫مجلة مقاربات‬
‫‪NDL/BNA/4949-2013‬‬ ‫‪2020 01‬‬ ‫عدد‪:‬‬ ‫مجلد‪06 :‬‬

‫‪ ‬طلب املساعدة أو االستيضاح لرتمجة كلمة إىل اللغة املستهدفة أو لتصديح كلمة أو إلجياد الكلمة أو العبارة‬
‫املناسبة‪.‬‬
‫‪ ‬التثبت‪ :‬وهو التأكد من حصول التفاهم بني الطرفني عرب طرح أسئلة على خماطبه للتدقق من فهمه جلمل‬
‫املتعلم)‪.(19‬‬
‫‪ ‬تصنيف جياكومي وهرييداي ‪Giacomi et Heredia‬‬
‫يعترب هذان الباحثان اسرتاتيجيات التواصل جمموعة من اإلجراءات التفاعلية ال ي يقوم هبا املسامهون يف عملية‬
‫التبادل‪ ،‬ويفرقان بني نوعني من االسرتاتيجيات يف السياق املزدوج اللغة‪:‬‬
‫أ) االسرتاتيجيات االحتياطية‪ :‬هي جمموعة املبادئ ال ي تنظم التخاطب‪ ،‬وهي تلير على عملية التواصل حبيث يستبق‬
‫الطرفان إمكانية حصول مشكل يف التواصل‪ ،‬وابلتايل يعمالن على تدبري سري التبادالت بينهما‪ .‬وهي تشمل ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ ‬اسرتاتيجيات التيسري أو حديث األجنيب حيث يعمل املتكلم الناطق ابللغة على تبسيط معجمه ليسهل على‬
‫املتعلم فهمه‪ ،‬فقد حيذف بعض عناصر اجلملة‪ ،‬أو ينطق بطريقة متأنية‪ ،‬أو يبدي حسن اإلصغاء واملوافقة قوال‬
‫أو إمياء‪.‬‬
‫‪ ‬اسرتاتيجيات جتنب الفشل يف عملية التواصل‪ :‬انطالقا من رغبته يف احملافظة على سري احملادية‪ ،‬قد يساير املتعلم‬
‫حماوره الناطق ابللغة حىت لو مل يستوعب كل مضمون احلوار‪.‬‬
‫‪ ‬التصديدات الذاتية‪ :‬تتضمن هذه االسرتاتيجيات تدخل أحد طريف التفاعل يف تقومي أو إعادة صياغة خطابه‬
‫اخلاص قبل أن أيخذ الطرف املقابل الكلمة‪ .‬هلذه االسرتاتيجيات ميزة مزدوجة إذ إاها تستبق انقطاع التواصل‬
‫وحتافظ على استمرارية موضوعه‪ .‬يقوم املتعلم‪ ،‬إلصالح خطئه ذاتيا‪ ،‬ابلبدث عن الكلمة املناسبة أو إبعادة‬
‫الصياغة الرتكيبية‪ ،‬ويكون هذا النشاط عفواي أو مفتعال أيناء التفاعل‪.‬‬
‫ب) اسرتاتيجيات التسيري‪ :‬هي جمموعة إجراءات التدبري ال ي يلجأ إليها املتكلم حملاولة حل مشكل التواصل الذي يهدد‬
‫استمراريته الفورية‪ ،‬وتظهر بعد اخلطاب ألاها حتيل إىل ما قد قيل من قبل‪ ،‬وهي تشمل‪:‬‬
‫‪ ‬التفاوض ومسائل اإليضاح‪ :‬وتتجلى يف التدقق من حصول الفهم‪ ،‬ومساعي التفسري واإلضاءات‪ .‬تتميز هذه‬
‫االسرتاتيجيات ابحنراف املتفاعلني عن مسرية التواصل العادية إىل االهتمام ابلنشاط امليتالساين عند حبثهم عن‬
‫الشرح والتأكد من الفهم‪ .‬ميكن أن يطلبها أحد املتفاعلني قوال أو إمياء بسبب عدم التفاهم أو سوء الفهم‪،‬‬
‫فيقوم الطرف املقابل بتسليط الضوء على شكل ومعىن الكلمات أو العبارات املستخدمة يف ذل السياق‪ ،‬حىت‬
‫يعود التفاعل إىل وضعه الطبيعي‪.‬‬
‫‪ ‬إعادة الصياغة‪ :‬هي ممارسة اتصالية تتضمن صياغة األفكار بطريقة واضدة ال تبدث فيها عن إقناع املخاطب‬
‫وال عن اإلطناب يف الكالم‪ ،‬هي شبيهة بسلوك أتكيدي‪ .‬هذه املمارسة كثرية التداول أيناء العملية التعليمية يف‬

‫‪143‬‬
‫‪ISSN: 2335-1756‬‬ ‫مجلة مقاربات‬
‫‪NDL/BNA/4949-2013‬‬ ‫‪2020 01‬‬ ‫عدد‪:‬‬ ‫مجلد‪06 :‬‬

‫مجيع املستوايت حيث يقوم املعلم ببناء خطاابته املتعددة الصياغة حسب ما يراه مناسبا لتسيري عملية التفاهم‬
‫املتبادلة بني املتعلمني حىت يتم نقل املعارف اللغوية بطريقة جيدة‪.‬‬
‫‪ ‬التعريف‪ :‬بسبب عدم التمايل اللغوي واالختالف الثقايف‪ ،‬يلجأ املتداوران‪ :‬املتكلم الناطق ابللغة واملتعلم األجنيب‬
‫عادة إىل التعريف مبضمون احلديث حلل املشاكل ال ي ميكن أن تصادفهما يف الفهم)‪.(20‬‬
‫‪ ‬تصنيف ابنج ‪Bange‬‬
‫تندصر اسرتاتيجيات التواصل عند هذا الباحث يف حماولة حل املشاكل ال ي يصادفها املتفاعلون من أجل بناء‬
‫تفاعلي للمعىن بسبب وجود اختالل بني ما يقتضيه مقام التواصل وبني مهارة املتعلم املتفاعل يف اللغة املستهدفة‪ .‬وقد استفاد‬
‫هذا الباحث من أعمال سابقيه يف تقسيم اسرتاتيجيات التواصل إىل يالث جمموعات كربى‪ :‬اسرتاتيجيات االجتناب ألهداف‬
‫التواصل‪ ،‬واسرتاتيجيات إجناز أهداف التواصل‪ ،‬ويضيف إليها اسرتاتيجيات االستبدال‪.‬‬
‫يتجلى النوع األول عند حماولة املتعلم االبتعاد عن مشاكل التواصل من خالل احلذف واالختزال‪ .‬وعلى نقيض‬
‫ذل ‪ ،‬يتجلى النوع الثاين يف مساعي املتعلم للتدكم يف مشكل التواصل ومواصلة أهدافه‪ .‬ميثل هذا النوع اسرتاتيجيات قبول‬
‫املخاطر املمكنة واالستعانة ابملتكلم الناطق ابللغة‪ .‬أما النوع األخري فيتضمن حماوالت املتعلم لتعويض نقائصه ابلرجوع إىل لغته‬
‫األوىل أو ابإلمياءات‪ .‬هذه االسرتاتيجيات تقع وسطا بني النوعني األولني وقد متيل إىل أحدمها ملواصلة التواصل أو مقاطعته‪.‬‬
‫هذه االسرتاتيجيات يف رأي هذا الباحث تتخذ أشكاال معقدة‪ ،‬وميكن أن تستمر على حمور ميتد من االسرتاتيجيات‬
‫األقل تفضيال يف التفاعل ابلنسبة للمتددث بلغته األوىل إىل أكثرها تفضيال لديه‪ ،‬ومن األضعف إبداعا يف األنشطة املعرفية‬
‫عند متعلم اللغة الثانية إىل أقواها إبداعا عنده)‪.(21‬‬
‫خامتة‬
‫إن دراسة االسرتاتيجيات التواصلية لدى متعلمي اللغة الثانية تفرض علينا أن نعيد النظر يف اسرتاتيجيات تعليم‬
‫اللغات األجنبية‪ ،‬وأن نتجاوز تل االسرتاتيجيات ال ي تقوم على حفظ القواعد وقوائم املفردات‪ ،‬وعلى دفع املتعلمني إىل‬
‫احلديث ابللغة الثانية وكأاها لغتهم األوىل‪ ،‬وأن منيل إىل االسرتاتيجيات التواصلية‪ ،‬املختلفة األصناف كما رأينا‪ ،‬وال ي تركز على‬
‫البعد التفاعلي وهتتم بتشجيع املتعلمني على تبادل أفكارهم وإيصال أغراضهم‪ .‬كل ذل من أجل توفري تعليم مناسب حيسن‬
‫من ظروف التعلم ويعطي نتائج أفضل على مستوى تنمية كفاءات املتعلمني وحيقق األهداف املرجوة‪ ،‬كما ال ننسى أن هذه‬
‫االسرتاتيجيات ميكن أن نستفيد منها أيضا يف تعليم للغة العربية يف اجلزائر سواء ابلنسبة للناطقني ابلدارجة والعربية اللهجية أو‬
‫ابلنسبة للناطقني مبختلف التنوعات األمازيغية‪.‬‬
‫املراجع‬
‫‪ .1‬شداتة ح‪ .‬والنجار ز‪ .‬معجم املصطلدات الرتبوية والنفسية‪ ،‬القاهرة‪ :‬الدار املصرية اللبنانية‪ ،‬ط‪.2003 ،1‬‬
‫‪2. Bange P. « À propos de la communication et de l’apprentissage de L2 (notamment dans ses formes‬‬
‫‪institutionnelles) », Acquisition et interaction en langue étrangère [En ligne], 1 | 1992, mis en‬‬
‫‪ligne le 06 février 2012, URL : http://journals.openedition.org/aile/4875.‬‬

‫‪144‬‬
ISSN: 2335-1756 ‫مجلة مقاربات‬
NDL/BNA/4949-2013 2020 01 :‫عدد‬ 06 :‫مجلد‬

3. Bange P. « Considérations Sur Le Rôle De L’interaction Dans L’acquisition D’une Langue


Etrangère », Les Carnets du Cediscor [En ligne], 4 | 1996, mis en ligne le 24 juillet 2009, URL :
http://cediscor.revues.org/443.
4. Cuq J.-P. Dictionnaire de didactique du français langue étrangère et seconde, Paris : Clé
International, 2003.
5. Elimam A. L’exception linguistique en didactique, Oran : Dar El Gharb, 2e éd., 2006.
6. Færch C. & Kasper G., «Processes and strategies in foreign language learning and
communication», Interlanguage Studies Bulletin Utretch, Vol.5, N°1, 1980.
7. Giacomi A. et De Héredia Chr. « Réussites et échecs dans la communication linguistique entre
locuteurs francophones et locuteurs immigrés », Langages, N°84, 1986.
8. Legendre, R. Dictionnaire actuel de l’éducation. Montréal :Guérin, 3e éd., 2005.
9. Little D. et al. Stratégies dans l’apprentissage et l’usage des langues, éd. du conseil de l’Europe,
1996.
10. Richards J. C. and Schmidt R. Longman Dictionary of Language Teaching and applied
Linguistics. Great Britain: Pearson Education, 4th edition, 2010.
11. Riley, P. « Strategy: conflict or collaboration ? », Mélanges pédagogiques, CRAPEL, N°16,
Université de Nancy, 1985.
12. Saville-Troike M. Introducing Second Language Acquisition, New York: Cambridge University
Press, 2nd edition, 2012.
13. Tijani, M-A. Difficultés de communication orale : enquête sur les stratégies de communication
des apprenants nigérians de français en situation exolingue. Thèse de doctorat. Université de
Franche-Comté, 2006.
14. Valenzuela V. « La didactique des langues étrangères et les processus
d’enseignement/apprentissage », Synergies, N°6, Chili, 2010.

( 1 ) Cuq J.-P. Dictionnaire de didactique du français langue étrangère et seconde, Paris : Clé
International, 2003, p. 43.
(2) Elimam A. L’exception linguistique en didactique, Oran : Dar El Gharb, 2e éd., 2006, p. 21.
( 3 ) Valenzuela V. « La didactique des langues étrangères et les processus
d’enseignement/apprentissage », Synergies, N°6, Chili, 2010, p. 72.
( 4 ) Bange P. « Considérations Sur Le Rôle De L’interaction Dans L’acquisition D’une Langue
Etrangère », Les Carnets du Cediscor [En ligne], 4 | 1996, mis en ligne le 24 juillet 2009, URL :
http://cediscor.revues.org/443.
(5) Legendre, R. Dictionnaire actuel de l’éducation. Montréal :Guérin, 3e éd., 2005, p. 88.
.39 .‫ ص‬،2003 ،1‫ ط‬،‫ الدار المصرية اللبنانية‬:‫ القاهرة‬،‫ معجم المصطلحات التربوية والنفسية‬.‫ والنجار ز‬.‫( شحاتة ح‬6)
7
( ) Richards J. C. and Schmidt R. Longman Dictionary of Language Teaching and applied Linguistics.
Great Britain: Pearson Education, 4th edition, 2010, p. 331.
(8) Saville-Troike M. Introducing Second Language Acquisition, New York: Cambridge University
Press, 2nd edition, 2012, p. 106.
(9) Little D. et al. Stratégies dans l’apprentissage et l’usage des langues, éd. du conseil de l’Europe,
1996, pp. 12-13.
(10) Ibid., p. 15.
(11) Saville-Troike M. Introducing Second Language Acquisition, op.cit., p. 178.

145
ISSN: 2335-1756 ‫مجلة مقاربات‬
NDL/BNA/4949-2013 2020 01 :‫عدد‬ 06 :‫مجلد‬

(12) Bange P. « À propos de la communication et de l’apprentissage de L2 (notamment dans ses formes


institutionnelles) », Acquisition et interaction en langue étrangère [En ligne], 1 | 1992, mis en ligne le
06 février 2012, URL : http://journals.openedition.org/aile/4875.
(13) Tijani, M-A. Difficultés de communication orale : enquête sur les stratégies de communication des
apprenants nigérians de français en situation exolingue. Thèse de doctorat. Université de Franche-
Comté, 2006, p. 123.
( 14 ) Færch C. & Kasper G., «Processes and strategies in foreign language learning and
communication», Interlanguage Studies Bulletin Utretch, Vol.5, N°1, 1980, p. 81.
(15) Tijani, M-A. Difficultés de communication orale : enquête sur les stratégies de communication des
apprenants nigérians de français en situation exolingue, op.cit., pp. 124-125.
( 16 ) Færch C. & Kasper G., «Processes and strategies in foreign language learning and
communication», 1980, p. 85.
(17) Ibid., p. 90.
(18) Tijani, M-A. Difficultés de communication orale : enquête sur les stratégies de communication des
apprenants nigérians de français en situation exolingue, op.cit., pp. 126.
( 19 ) Riley, P. « Strategy: conflict or collaboration ? », Mélanges pédagogiques, CRAPEL, N°16,
Université de Nancy, 1985, pp. 106-108.
(20) Giacomi A. et De Héredia Chr. « Réussites et échecs dans la communication linguistique entre
locuteurs francophones et locuteurs immigrés », Langages, N°84, 1986, pp. 15-23.
(21) Bange P. (1992) « À propos de la communication et de l’apprentissage de L2 (notamment dans ses
formes institutionnelles) », Acquisition et interaction en langue étrangère [En ligne], 1 | 1992, mis en
ligne le 06 février 2012, URL : http://journals.openedition.org/aile/4875.

146

You might also like