Professional Documents
Culture Documents
مدخل إلى التواصل اللغوي
مدخل إلى التواصل اللغوي
وحدة
نظريات اللغة واالتصال
0
المحاضرة األولى
مدخل إلى التواصل اللغوي
هن اك عالق ة وثيق ة بين للغ ة والتواص ل وه ذه العالق ة مه دت لوج ود مفه وم جدي د على
الس احة التربوي ة ه و مفه وم التواص ل اللغ وي ال ذي يقص د ب ه نق ل المع اني بين المرس ل
والمستقبل باستعمال اللغة ،فعندما يتصل اإلنسان بغيره اتصاال لغويا بغية التعبير عن الذات
ونقل المشاعر واألحاسيس ،فهو إما أن يكون متحدثا ،وإ ما أن يكون مستمعا ،وإ ما أن يكون
كاتبا ،إم ا أن يكون قارئ ا ،وفي كل الحاالت يمر اإلنسان بعملي ات عقلية مض مونها ومادتها
اللغة.
وعملي ة الواص ل اللغ وي تتم ع ادة عن طري ق التفاع ل المتب ادل بين ط رفين (مرس ل)
و(مستقبل) وبينهما رسالة لغوية (مكتوبة) أو منطوقة) تسير في قناة تواصل لتؤدي إلى إشباع
حاجات التواصل اللغوي ،كالتعبير ،أو اإلفهام ،أو اإلقناع ،أو التأثير ،باستخدام قدر من الكفاءة
اللغوي ة ل دى ك ل من المتح دث أو المس تمع ،أو الك اتب ،أو الق ارئ عن طري ق اس تخدام مه ارة
لغوية أو أكثر ،وفي إطار مجال من مجاالت التواصل اللغوي (المكتوب) أو (المنطوق).
ونظرا لتعقد الحياة الحديثة وكثرة وسائل االتصال وتنوعها أصبح اإلنسان في أمس
الحاجة إلى امتالك مهارا التواصل اللغوي من فنون شفوية (كاالستماع والتحدث) وفنون
كتابية (كالقراءة والكتابة) حتى يكون قادرا على اإلقناع واالقتناع ،األمر الذي ينبغي معه
العناية بمهارات التواصل اللغوي واإلكثار من التدريب عليها.
كل هذا وذاك يحتم على التربويين ضرورة احتيار المدخل التدريسي المناسب لتعليم
المه ارات اللغوي ة بم ا فيه ا مه ارات التواص ل اللغ وي ،ول ذلك يع د كث ير من المتخصص ين
مدخل التواصل اللغوي مدخال تعليميا وظيفيا يقوم على تعليم اللغة من خالل مواقف حيوية
واقعي ة يس تطيع فيه ا الطالب ممارس ة اللغ ة من خالل فن ون أربع ة هي :االس تماع،
والتحدث ،والقراءة والكتابة سعيا للتفاعل والتواصل من خالل سياق لغوي سليم.
1
ولع ل من أب رز أه داف م دخل التواص ل اللغ وي إكس اب المتعلمين الكف اءة التواص لية
حيث ال يقتصر تدريس الفنون والمهارات اللغوية على تحصيلها فقط ،ولكن يجب اكتس ابها
كأح د أوج ه الكف اءة التواص لية وه ذه الكف اءة تش تمل على أربع ة أبع اد رئيس ة هي الكف اءة
النحوي ة وذل ك فيم ا يتعل ق بص حة األداء النح وي والص رفي ،والكف اءة االجتماعي ة وال تي
تتضمن إدراك السياق اللغوي االجتماعي الذي يحدث فيه التواصل بما في ذلك من األدوار
االجتماعية والمعلومات التي يشارك بها ،وكفاءة الخطاب وهي تشير إلى ترابط المعاني
بين المش اركين في التواص ل ،والكف اءة االس تراتيجية ويقص د به ا إس تراتيجية التكي ف ال تي
يستخدمها المتصلون لبدء التواصل وإ نهائه والحفاظ عليه وإ صالحه وإ عادة توجيهه.
ويمكن تحدي د األه داف ال تي يجب إكس ابها المتعلم من خالل ت دريس اللغ ة باس تخدام
مدخل التواصل اللغوي باآلتي:
-حصول المتعلم على أعلى درجة ممكنة من الكفاءة اللغوية.
-تمييز المتعلم بين الصيغ التي أتقنها كجزء من كفاءته اللغوية والوظ ائف التواصلية
التي تؤديها.
-وعي المتعلم ب المعنى االجتم اعي للص يغ اللغوي ة ،مم ا ي ؤدي إلى االل تزام باس تخدام
الصيغ المقبولة اجتماعيا وتجنب صيغ الهجوم.
-تنمية المهارات واإلستراتيجيات الخاصة باستخدام اللغة إليصال المعنى بفاعلية قدر
اإلمكان في المواقف الواقعية ،واستخدام التغذية الراجعة لتقدير النجاح.
إن هذا االهتمام في تدريس اللغة عبر مدخل التواصل اللغوي القى رواجا كبير في
كثير من النظم التربوية وحظي باهتمام ملموس من مراكز تطوير المناهج والمتخصصين
في تعليم اللغ ات في العالم وذلك ألهميت ه في تمكين المتعلمين من الكفاءة التواصلية والتي
تع د من أهم أه داف تعليم اللغ ة ،كم ا ص احب ذل ك تط ور واض ح في إج راءات ت دريس
مه ارات اللغ ة من خالل الت داخل بين اللغ ة والتواص ل ،ألن تعليم اللغ ة من خالل م دخل
التواصل اللغوي أدى إلى حدوث جودة في تعلم المهارات اللغوية وتنميتها ،وألن التواصل
2
أدى إلى زي ادة وتأكي د الممارس ة والخ برة اللغوي ة ،فبج انب الوص ول إلى المع نى والمف ردة
الص حيحة والقواع د الس ليم زادت الق درة على التخ اطب والتفاع ل بين المتعلمين داخ ل
الفصل وخارجه.
ولع ل من أب رز محاس ن م دخل التواص ل اللغ وي ،وتأكي ده على تحقي ق عملي ات
التواص ل والتفاع ل بج انب إتق ان الص يغ اللغوي ة ،وه ذا ي ؤدي إلى أدوار مختلف ة للمتعلمين
غ ير تل ك الموج ودة في الم داخل التقليدي ة ،حيث يك ون دور المتعلم في ال درس التواص لي
يتس م باإليجابي ة والمش اركة الفاعل ة فه و يش ارك معلم ه في اختي ار ال دروس واألنش طة
التدريس ية ال تي س يقوم به ا إض افة إلى إب داء رأي ه في طرائ ق الت دريس المس تخدمة فه و
يتعاون دائما مع المعلم من أجل الوصول إلى أفضل النتائج.
وي أتي دور المتعلم من خالل التفاع ل بين نفس ه وعملي ة التعلم وموض وع التعلم
ويتفاع ل م ع المش اركين في نط اق اإلج راءات واألنش طة ،والغاي ة بالنس بة ل ه ه و في
مساهمته في توظيف ما اكتسبه وما تعلمه بأسلوب تفاعلي.
ومن هذا المنطلق كان لزاما أن يؤخذ في االعتبار عند وضع برامج تعليم المهارات
اللغوي ة وعن د تدريس ها والت دريب عليه ا حاج ات المتعلمين وق دراتهم ال تي ت ؤهلهم إلرس ال
اللغة واستقبالها ،ويلزم مراعاة تفاعل المتعلمين وإ يجابياتهم أثناء العملية التعليمية ،فالمتعلم
ليس متلقيا سلبيا بل هو متفاعل نشط وإ يجابي يجب إشراكه في الموقف التعليمي إرساال
واس تقباال ،كم ا يل زم مراع اة إم داده ب الحوافز وال دوافع ال تي تس تثيره الكتس اب المه ارات
اللغوية المختلفة والعمل على تدعيمها وتعزيزها لديه بشتى الطرائق واألساليب.
ويمكن القول أن كثيرا من المداخل التقليدية في تعليم اللغة ركزت على التكرار اآللي
للعبارات وعلى الجمل الجافة البعيدة كل البعد عن واقع المتعلم مما أدى إلى افتقاد المتعلم
الق درة على التواص ل بين ه وبين كتاب ه أو بين ه وبين معلم ه إض افة إلى ع دم قدرت ه على
التكي ف م ع الواق ع ال ذي يعيش ه ،نظ را لع دم قدرت ه على توظي ف اللغ ة المتعلم ة إلحساس ه
بالتناقض بين الواقع وبين ما يتعلمه.
3
وبم ا أن الم دخل التواص لي يجع ل المتعلمين يتمكن ون من الق درة على توظي ف اللغ ة
واستخدامها للتواصل الفعال تبدو الحاجة ماسة إلى أن تجعل المؤسسات التربوية المحتوى
التعليمي واألنش طة التعليمي ة م وجهين لتحقي ق ه ذا اله دف بحيث يك ون معي ار اختيارهم ا
وض ع الط الب في مواق ف حيوي ة واقعي ة تتطلب من ه توظي ف اللغ ة لعم ل مهم ة مح ددو
باس تخدام األنش طة التفاعلي ة االجتماعي ة مث ل المحادث ات والمن اظرات والح وارات وغيره ا
من المواقف الوظيفية التي يحتاجها المتعلم في حياته اليومية.
4