You are on page 1of 5

‫الحصة الثالثة‬

‫وحدة تطور اللغة عند المعاق سمعيا‬


‫‪.‬نظرية النمو والتفسير التكويني للغة‬
‫لقد اعتمد بياجي علي مقاربة ثنائية الكتساب المعارف من خالل تتبع مراحلها وأطوارها وسيرورة تكوينهما عند الطف ل‬
‫فعملي ة نم اء المع ارف تتم ع بر نموه ا وانتقاله ا من مس توياتها ال دنيا إلي مس توياتها لعلي ا ‪ ،‬غنم ا س يرورة نمائي ة تب دأ‬
‫بالعمليات القائمة علي الفعل الحركي وتنتهي بالعمليات القائمة علي المعرفة المجردة ‪ ،‬حيث يقوم الطفل بدور نشط في‬
‫إن رغب ة بي اجي في تحدي ده للب ني‬ ‫تفاعل ه م ع المحي ط ‪ ،‬وذل ك عن طري ق ميكنرم ات عام ة داخلي ة ‪.‬‬
‫الفكرية العامة والشمولية جعلته يعتمد علي نظرية المراحل واألطوار‪ ،‬فكل مرحلة هي ضرورية لتهيئ المرحلة أالحقة‬
‫وتتميم المرحلة السابقة ‪ ،‬وإ ذا كان الطفل حسب هذا التصور يشارك بفعالية في بناء معارفه الخاصة ‪ .‬فإن النمو دورا‬
‫مهما في ضبط حدود اللغوية ويؤكد بياجبه أيضا دور كل من العوامل البيئية والفطرية في تطور اللغة عند األفراد إذ‬
‫ي ري أن اكتس اب اللغ ة هي بمثاب ة عملي ة وظيفي ة إبداعي ة تتوق ف علي ق درة الف رد علي التفاع ل م ع الخ برات البيئي ة‬
‫المتعددة ‪ ،‬فهو يري أن األفراد لديهم نزعة داخلية للتعامل مع الرموز اللغوي ة وتنظيمها في البناء المعرفي عندهم (‬
‫لقد ميز ياجي بين الكفاءة اللغوي ة واألداء‬ ‫‪1998‬‬
‫اللغوي ‪ ،‬حيث يمثل األداء أشكال التركيب اللغوية التي لم تستقر بعد في حصيلة الطفل اللغوي والتي قد تكون استجابة‬
‫محاك ات فوري ة لألص وات ال تي يس معها في بيت ه ‪ .‬أم ا الكف اءة فهي تمث ل الق درة علي اص دار الكالم وإ نت اج ال تراكيب‬
‫وات‪.‬‬ ‫ذه األص‬ ‫رد علي ه‬ ‫ا الف‬ ‫تي يجربه‬ ‫ة ال‬ ‫ات الداخلي‬ ‫ا للتنظيم‬ ‫أ وفق‬ ‫تي تنش‬ ‫ة ال‬ ‫اللغوي‬
‫ويري ياجبيه أن النمو اللغوي يسير عبر مراحل تربط بالنمو المعرفي لدي األفراد ‪ ،‬حيث يبدأ الطفل باستخدام الكالم‬
‫المتمركز حول ذاته وينتقل تدريجيا ألي استخدام اللغة ذات الطابع االجتماعي ‪ ،‬وتكون لغته في البداية بسيطة تع بر عن‬
‫الحاجات األساسية أوترتبط باألشياء المادية ثم تحول تدريجيا لتصبح أكثر تعقيدا وتأخذ الطابع الرمزي المعنوي وبهذا‬
‫نالح ظ أن لغ ة الطف ل ت زداد كم ا ونوع ا أثن اء التق دم ب العمر وتص بح أك ثر ش موال وتنظيم ا‪.‬‬
‫هن اك العدي د من‬ ‫‪ – 4‬وظ ائف اللغ ة‪.‬‬
‫) علي النحو اآلتي‪:‬‬ ‫الوظائف اللغوية التي يمكن أن تضطلع بها اللغة البشرية ولقد لخصها (هاليداي‬

‫‪ - 1‬الوظيفة النفعية‪:‬‬

‫تلعب اللغة دورا في إشباع حاجات الفرد منذ طفولته األولي وحتى المراحل العمرية المتأخرة ‪ ،‬فهي وسيلة للتعبير‬
‫عن الرغبات والمنافع من البيئة االجتماعية المحيطة‬
‫‪ - 2‬الوظيفة التنظيمية ‪:‬‬

‫وتتمث ل في عملي ة التحكم في س لوك اآلخ رين من خالل الطلب ات واألوام ر والتعليم ات أي وظيف ة الفع ل أو التوجي ه‬
‫العملي المباشرلالخرين‪.‬‬

‫‪ 3‬الوظيفةالتفاعلية‪:‬‬

‫تمثل اللغة أداة التفاعل والتواصل االجتماعي ‪ ،‬فهي تلعب وظيفة األنا وأنت ونحن ‪..‬الخ في الناسبات والمواقف‬
‫االجتماعية المتعددة ‪.‬‬

‫‪ – 4‬الوظيفة الشخصية‪ :‬تمثل اللغة أداة إثبات الهوية والثبات الشخصي لدي األفراد فهي أداة التعبير عن‬
‫المشاعر واالتجاهات واآلراء واألفكار والمعتقدات نحو المواضع والمواقف المختلفة ‪.‬‬
‫‪ -5‬الوظيفة االستكشافية ‪ :‬تلعب اللغة دورا بارزا في عملية الكتساب والتعلم ‪ ،‬فمن خاللها يستطيع األفراد اكتساب‬
‫المعارف والخبرات وتحقيق الفهم ‪ ،‬وهذا مايعرف بالوظيفة االستفهامية التي تطرح األسئلة واالستفهام حول األشياء‬
‫والمواقف المتعددة‬

‫‪ – 6‬الوظيفة الرمزية ‪ :‬تشكل اللغة أداة للتعبير عن الرموز والموضوعات المادية وغير المادية في هذا العالم فهي‬
‫تشكل إحدى أدوات الفكر الهامة في الحياة البشرية‪.‬‬

‫‪ – 5‬مراحل التطور اللغوي‪:‬‬

‫يمر النمو اللغوي عند األفراد في عدة مراحل متسلسلة علي النحو االتي‪:‬‬

‫‪ – 1‬مرحلة ماقبل الكالم‪:‬‬

‫يولد الطفل وهو مزدود باألجهزة اإلدراكية الصوتية ولكن هذه األ جهزة ألتكون قادرة علي إصدار الكالم بسبب‬
‫عدم اكتمال النضج ‪ ،‬وهذه األجهزة مبرمجة بشكل تام للقيام بهذه المهمة في حالة نضج الجهاز العصبي المركزي‬
‫وتوفر الخبرات البيئية المناسبة ويطلق الطفل في هذه المرحلة بعض األصوات التي تأخذ الطابع الصراخ‪.‬‬
‫يبدأ األطفال بتمييز‬ ‫‪ – 2‬مرحلة إدراك األصوات وإ صدارها ‪:‬‬
‫األصوات في الشهر األول ‪ ،‬حيث يميزون األصوات البشرية عن غيرها من األصوات ‪ ،‬وفي الشهر الثاني يبدأا لطفل‬
‫باالستجابة يشكل مختلف لصوت أمه عن استجابة األصوات االناث غير المألوفة له ‪.‬ثم يبدأ بإصدار أصوات في‬
‫منتصف الشهر الثاني ولكن هذه األصوات اليكتسب معانيها إال في نهاية السنة األولي ‪ ،‬وتمتاز هذه المرحلة لغويا‬
‫‪ -‬الصياح والصراخ‬ ‫ب‪:‬‬

‫‪ -‬الهديل‬
‫‪ -‬المناغاة‬

‫‪ -‬الكالم المشكل أو المنمط‬

‫‪ – 3‬مرحلة الكلمة الواحدة ‪:‬‬

‫يبدأ الطفل بنطق الكلمة األولي بين الشهر العاشر والشهر الثالث عشر بحيث تسمي بالجمل ذات الكلمة الواحدة‬
‫وتربط الكلمات التي ينطقها الطفل في هذه المرحلة بالحاجات األساسية لديه أوربما تتعلق باألشياء واألفعال أو وظائف‬
‫"‬ ‫أخري ‪ ،‬ويميل الطفل إلي التعميم في هذه المرحلة ‪ ،‬أن يستخدم الكلمة الواحدة علي عدة أشياء ‪ ،‬كأن يقول كلمة‬
‫ميو " لجميع الحيوانات ‪.‬‬

‫‪ – 4‬مرحلة الكلمتين ‪:‬‬

‫يبدأ الطفل في تشكيل الجمل التي تتألف من كلمتين في منتصف السنة الثانية من العمر ويمتد ذلك حتى نهايتها ‪،‬‬
‫ويستخدم الطفل اللغة في هذه المرحلة للتغيير عن الملكية الخاصة به ‪ ،‬وباآلخرين إضافة ألي التغيير عن رغباته‬
‫وحاجته الخاصة‪ ،‬وتسمي لغة الطفل في هذه المرحلة بلغة التلغراف ألنها تمتاز باإليجاز ز واالختصار وتعبر بالوقت‬
‫نفسه عن معني كبير‪ .‬فعلي سبيل المثال عندما يقول الطفل ( ماما ‪ ،‬مم ) فإنه يشير إلي حاجاته إلي الطعام أو اإلشارة‬
‫إلي وجود الطعام ‪ .‬واليمكن فهم لغة هنا إال من خالل السباق الذي نحدث فيه ‪ ،‬فقد يقول الطفل ( بابا سيارة) فمثل هذ‬
‫ه الجملة قد تحمل أكثر من معني مثل اإلشارة إلي سيارة والده ‪ ،‬أو اإلشارة لوجود سيارة‪...‬إلخ ‪.‬‬

‫‪ – 5‬مرحلة شبه الجملة والجملة التامة ‪:‬‬

‫تبدأ في سن الثالثة من العمر وقد تمد إلي السنوات الالحقة ‪ ،‬حيث يصبح الطفل في هذه المرحلة قادرا علي تكوين‬
‫أشباه الجمل‪ ،‬وتنطوي أيضا علي فهم لقواعد اللغة وتركيبها وآلالتها ‪ ،‬والطفل في هذه المرحلة يستطيع استخدام جمال‬
‫تتألف من ثالث كلمات أو أكثر في حديثه وتواصله مع اآلخرين ‪ ،‬او في التفسير عن حاجاته واألشياء األخرى ‪،‬‬
‫ويصبح الطفل أيضا قادرا علي تصريف الكالم حسب الجنس والعدد والزمن بحيث يستخدم قواعد الصرف الخاصة‬
‫بجنس المتكلم أو الغائب والعدد (مفرد ‪ ،‬مثني‪ ،‬جمع) وزمن الفعل ( ماض ‪ ،‬حاضر‪ ،‬مستقبل ) وتزداد أيضا قدرة‬
‫الطفل علي التنظيم للمفردات اللغوية واالبتكار اللغوي ‪ .‬حيث يستطيع توليد العبارات غير المألوفة وتزداد عباراته‬
‫وتتنوع كما وكيفا‪ ،‬كما ينجح في الحديث أو الكالم لفترة أطول في تواصله وتفاعله مع اآلخرين أوفي التفسير عن‬
‫الحاجات و األشياء والموضوعات الخارجية‪.‬‬
‫‪ – 6‬دراسة اللغة ‪:‬‬

‫اختلفت اآلراء حول كيفية التي من خاللها يجب ان ندرس اللغة وذلك نظرا الختالف االهتمامات واإلفتراضات التي‬
‫ينطلق منها الدارسون ‪ ،‬وعموما فقد تم بحث موضوع اللغة ضمن ثالثة أبعاد هي‪:‬‬
‫‪ – 1‬دراسة أصوات اللغة‪.‬‬

‫أكد المهتمون بعلم األصوات أهمية دراسة األصوات كونها تشكل وحدات خاصة مجردة ومنعزلة في السياق الصوتي‬
‫ال ذي ت رد في ه ‪ ،‬واهتم ه ؤالء بدراس ة جه از النط ق عن د اإلنس ان والحرك ات العض وية المص احبة للنط ق إض افة إلي‬
‫اهتمامهم بالوظيفة التي تؤديها مثل هذه األصوات أي اهتموا بوظيفة األصوات في البيئة اللغوية تشتمل اللغة علي عدد‬
‫محدود من األصوات األولية وهي ماتسمي بالفونيمات التي شكل أساس اللغة ‪ ،‬ويختلف عدد الفونيمات من لغة أخري‪،‬‬
‫علي عدد‬ ‫حيث تشمل بعض اللغات علي ‪ 15‬فونيم أما البعض اآلخر يشتمل علي ‪ 85‬فونيما ‪.‬وهناك لغات تشتمل‬
‫من الفونيمات يقع ضمن هذا المدي ‪.‬إن مثل هذه الفومينات هي التي تحدد المالمح النطقية والسمعية المطلوبة لنطق‬
‫ة‪.‬‬ ‫المنطوق‬ ‫ة‬ ‫دات اللغ‬ ‫غر وح‬ ‫ل أص‬ ‫ا تمث‬ ‫وات كونه‬ ‫األص‬
‫‪ – 2‬دراسة المعني الدلي ( الفهم) ‪.‬‬

‫تش مل عملي ة فهم المع ني ال دالي للغ ة العملي ة الفعلي ة ال تي من خالله ا يلج أ إليه ا المس تمع من أج ل تمي يز األص وات‬
‫المس موعة لتفس يرها يعتق د أن المتكلم يري د نقل ه إلي ه ‪ ،‬فهي تتض من عملي ة اش تقاق المع اني وال دالالت من األص وات‬
‫ا‪:‬‬ ‫يتين هم‬ ‫تين أساس‬ ‫من عملي‬ ‫ة إدراك الكالم تتض‬ ‫ة فعملي‬ ‫المنطوق‬
‫* عملية الصياغة‪ :‬وتعني بالطريقة التي يصوغ بها المستمعون التفسير للجمل المقدمة من المتكلم في شكل كلمات ‪،‬‬
‫وه ذا ينط وي علي تحدي د البن اء الس طحي للجم ل ومن ثم التفس ير ال ذي يتم من خالل عملي ة التض مين ‪.‬‬
‫* عملي ة التوظي ف ‪ :‬وتع ني بعملي ة التظي ف المس تمعين للتفس ير المتض من في الجم ل والكلم ات المس موعة في ش كل‬
‫ا‪.‬‬ ‫ر وغيره‬ ‫اع أوام‬ ‫ئلة أواتب‬ ‫ة أس‬ ‫دة أو إجاب‬ ‫ات جدي‬ ‫جيل معلوم‬ ‫تس‬
‫وعلي ه فعملي ة فهم المع ني ( المع ني ال داللي) تتطلب معالج ة مع اني الكلم ات المف ردة والجم ل والنص وص واألح اديث‬
‫بحيث يتم تحقي ق المع ني عن طري ق فحص المعجم العقلي ال ذي تخ تزن في ه المع اني ‪ ،‬ويش تمل ه ذا المعجم علي الش فر‬
‫الصوتية للكلمات والبناء المورقيمي والفنة التركيبية ومعانيه‪.‬‬

‫‪ – 3‬دراسة النحو والصرف والتراكيب‪:‬‬

‫يؤكد أصحاب هذا االتجاه أن النحو هو الذي يجعل من اللغة البشرية ذات الطابع خاص ومميز عن األصوات التي‬
‫تصدرها الحيوانات أآلخري ‪ ،‬فهو الذي يجعل من األصوات والتراكيب البشرية ذات معني ومغزى ‪ .‬لذا يهتم أصحاب‬
‫هذا االتجاه بعمليتين الصرف والتراكيب‪ ،‬إذ أن الصرف يختص بالكلمات المستقلة عن بعضها البعض في الجمل وال تي‬
‫تشكل أجزاء الكالم ‪ ،‬في حين التراكيب تعني بعملية تأليف الكلمات في الجمل فالنحو هو العملية التي تختص بدراسة‬
‫القواعد التي تحكم بناء الجملة وتركيبها والضوابط التي تضبط كل جزء منها ‪ .‬وعالقة هذه األجزاء بعضها ببعض‬
‫وطريقة ربط الجمل معا ويمكن تلخيص اهتمام هذا االتجاه في دراسة اللغة من حيث األمور التالية‪:‬‬

‫‪ -‬العالقات بين أنواع الجمل‬

‫‪ -‬الدقة النحوية‬

‫‪ -‬عملية معالجة الجمل‬

‫‪ -‬البنية السطحية والبنية العميقة للجمل‬

You might also like