Professional Documents
Culture Documents
FPBU, USIM
20-21 OCT.2014
2
الملخص
تقدم هذه الورقة تفاصيل وصفية عن أمهية األسلوب التكاملي يف تعليم مهارات اللغة العربية .إن األخذ
باألسلوب التفريعي يف العملية التعليمية حيدث انفصام وانشراخ بني النظرية والتطبيق ،وبني املعرفة واملهارة،
ويسخر الطاقات بتنمية اجلانب املعريف وإمهال بقية اجلوانب األخرى ،وحيدث جتزئة املعرفة وتقسيمها على
حنو يتعارض م ع تواجدها يف احلياة ،فتصبح املادة يف ظله جمرد مادة ينبغي حفظها واستظهارها الجتياز
االمتحان فقط ،مع عدم االهتمام مبيوالت واهتمامات وحاجات الطالب .وهلذا وجب التأكيد على
تعليم اللغة وفق هذا األسلوب وتوظيفه يف تعليم اللغة العربية سيكون له أثر فعال كما أثبتت الدراسات
السابقة؛ ألن اللغة كل متكامل وال جيرى تقسيمها اىل فروع إال ألغراض تعليمية حبتة .وال ينبغي االنسياق
وراء دعوات التجزئة يف تعليم اللغة ومهاراهتا؛ لكوهنا عملية تكاملية ال ميكن فصل مهارة منها عن األخرى
أو فرع عن آخر .ومن هنا ظهر أمهية حاجة طالبنا املاسة اليوم إىل األسلوب التكاملي يف تعليم املهارات
العربية لتحقيق األهداف من تعلُّم وتعليم اللغة العربية وإتقان املهارات األربع (االستماع والتحدث والقراءة
والكتابة) والربط والتوثيق بني ألوان الدراسات اللغوية مما ينعكس أثره على أداء املتعلم وثقافته وتشكيل
وعيه ف ينمو املتعلم منوا متزنا متكامال متعادال ال تطغى فيه مهارة على أخرى .وعند النظر والتقصي يف
حال املتعلمني يتجلى ضعف الطالب يف مهارات اللغة العربية ،القراءة والكتابة واالستماع والتحدث،
ويكون هذا الضعف أكثر وضوحا يف مهارة الكتابة وذلك من خالل االطالع من قبل الباحث لنماذج
من كتابة الطالب ومن خالل تصحيح الواجبات أثناء تدريسه يف عدد من املعاهد املهتمة بتعليم اللغة
العربية وكذلك هي شكوى كثري من املدرسني يف املعاهد املختلفة واجلامعات .ومن مث تقدم هذه الورقة
تفاصيل وصفية عن أمهية األسلوب التكاملي يف تعليم مهارات اللغة العربية ليكون ذلك اسهاما معرفيا
يف تعليم اللغة العربية للناطقني بلغات أخرى.
مقدمة
إن من أهم ما يعيق تعلم اللغة العربية ومهاراهتا وساعد بكثرة على عدم انتشارها ،هو تبين الطريقة
التقليدية القدمية فقسموا اللغة العربية إىل فروع (األسلوب التفريعي) الذي يقوم على تفتيت اخلربة اللغوية
للمتعلمني واعتبار اللغة مواد متميزة بعضها عن بعض واملهارات متفرقة ومنفصلة :من حنو يصون اللسان
من اللحن وحيفظ القلم من الزلل وصرف يعتين ببينة الكلمة وبالغة حتدد مالمح اجلمال واألسلوب
3
وإمالء وتعبري وقراءة ونصوص وحمفوظات وأن كل مادة تؤدي غرضا وحتقق أهدافا ال ميكن أن تتحقق
إال بدراسة كل فرع من فروع اللغة العربية على حدة (.يونس ،فتحي1981 .م) .إن األخذ هبذا االعتقاد
مهد الطريق إىل قطع الصلة بني مهارات اللغة العربية ومزق أوصاهلا مع ما تتميز به من اتصال يف طبيعتها
ابتداء.
استمر هذا املنهج فرتة من الزمن ومازال يف بعض املعاهد واملدارس حىت يومنا هذا ،بالرغم أن اهلدف
الرئيسي من الربنامج الدراسي – لتعليم العربية للناطقني بغريها – بكل مكوناته هو تقدمي املتعلم إىل
أساسيات اللغة العربية ومساعدته والوقوف جبانبه لكي يصل يف فرتة زمنية حمددة إىل مستوى من اإلتقان
ملهاراهتا األربع – االستماع والتحدث والقراءة والكتابة – يستطيع معه أن يستقل يف تعليم نفسه اللغة،
وأن يتزود مبا يشاء من تراثها دون حاجة إىل االعتماد على درس أو مدرس.
إن هناك شبه إمجاع بني العاملني واملتخصصني بتعليم اللغة العربية للناطقني هبا وللناطقني بغريها أن
األسلوب األفضل لتعليم اللغة العربية إمنا يكون من خالل التكامل بني املهارات وهو ما كشفته وأكدته
البحوث ونتائج معظم الدراسات السابقة وأعمال الندوات واملؤمترات وكتابات املتخصصني.
(معاوية2009،م)؛ (خضر2008.م)؛ (جوهر2006 ،م)؛ (السبع2002 ،م)؛ ( ،سالم 1993م).
حيث أن األسلوب التقليدي يف تعليم اللغة العربية للناطقني هبا والناطقني بغريها قد أثبتا فشال كبريا جعل
أغلب الدارسني يعزفون عن إكمال الدراسة ،أو ال ينجحون يف حتقيق التقدم املرجو من مواصلتها
واالستمرار يف تعلمها( .مدكور ،وهريدي2006 .م) .
قراءة منفصلة ،وال كتابة وحدها ،وإمنا تتكامل هذه الفروع لتكون اللغة ،وتعلم كوحدة ،حىت تتضح
وظائفها اتضاحا كامال ،وكما يقول علماء نفس اجلشتالت ،أن الكل أكرب من جمموع أجزائه ،وأن اجلزء
ال يتضح معناه إال بالنسبة إىل الكل وأنه(اجلزء)يتضح أكثر حني يرد يف مواقف خمتلفة ،ومواضع متعددة
من الكل (.يونس ،فتحي1981 .م).
تقسيم اللغة إلى فروع:
مهد الطريق إىل قطع الصلة بني مهارات اللغة ،مع مابينها من اتصال طبيعي ؛ إن األخذ هبذا االعتقاد ّ
لدرجة أصبح املعلّم واملتعلّم ينظران إىل كل فرٍع لغو ٍي على أنه قائم بذاته ،وليس بالضرورة أن تُرب َ
ط
مهارات كل فرع باآلخر ،فاملعلّم يغذي فكر املتعلّم بأن مراعاة الصحة اللغوية ال تكون إالّ يف درس
قواعد اللغة ،وسالمة اهلجاء ال جمال هلا إالّ يف درس اإلمالء ،وتكوين الذائقة األدبية ليس مكانه خارج
رس يف فرع من فروع أسوار تعليم األدب ،فضالً عن النظرة النفقية ( الضيقة ) إىل أن املهارات اليت تُ ْد ُ
تقمصت كتب تعليم اللغة العربية اللغة ال ختدم سوى الفرع نفسه ،وال ختدم الفروع األخرى ،حىت وإن َّ
– يف اآلونة األخرية – أدوار البطولة يف مل مشل األسرة اللغوية ،غري أن هذا اللّم غالباً ما يكون حرباً على
ورق ،ال يأخذ مكانه إىل أرض الواقع؛ ألن معلّم اللغة مل يهيأ هلذه األدوار ،فهو ال يزال معتقداً بأمهية
ولعل يف ممارسات املعلمني التدريسية ،وتقومي أداء تالميذهم الناتج املعريف ،منصرفاً عن الناتج املهاريّ ،
ما يؤّكد ذلك .يقول عطية العمري( :وقد لوحظ أن املناهج الدراسية -للغة العربية -احلالية سواء
املناهج -،يف الدول العربية أو الدول اإلسالمية واألجنبية -تعاين انفصاماً بني مقرراهتا املختلفة من
ناحية أخرى)(.العمري ،عطية2010.م). ناحية ،وبني النظرية والتطبيق من ٍ
اتجاهات تربوية فعالة وناجحة في تعليم اللغة :
إن إتقان املهارات اللغوية يعكس جناح براجمنا ومناهجنا ونطمئن لسري العملية التعليمية بشكل صحيح
وأهم ما يشيع يف ميدان الرتبية املعاصرة مما خيتص بتعليم املهارات اللغوية اجتاهان:
-1الدعوة إىل ارتفاع مستوى املهارات العقلية واألدائية اليت جيب تعليمها للدارسني على خمتلف املستويات
سواء ىف تعليم اللغة أو غريها وسواء ىف تعليمها للناطقني هبا أو لغري الناطقني هبا .ذلك أن التقدم
التكنولوجي املعاصر مل يعد يناسبه متعلم اقتصر تعليمه وتدريبه على املستويات األدىن من اجملال املعريف
مثال.
5
-2النظرة التكاملية بني املهارات والشمولية ىف تناوهلا .ولقد تعرضت األهداف اإلجرائية السلوكية لتيار
شديد من النقد مصدره اهتام هذه األهداف بالنظرة التجزيئية للسلوك اإلنساين(.طعيمة2011.م).
إن تدريس اللغة العربية ميكن أن يكون أكثر فعالية إذا قام على أساس تناول فنون اللغة (مهارات اللغة)
االستماع ،والكالم ،والقراءة ،والكتابة ،على أهنا وحدات أساسية ،ووسيلة لغاية هامة وهي (االتصال).
ويف احلقيقة حتتاج اللغة العربية اليوم قبل الغد تناوال جديدا ،ونظرة حديثة يف تعليمها وتعلمها ،ونعتقد
أن اللغة باب مهم من األبواب اليت حتتاج إىل تطوير وإصالح مستمرين ،حيث قد عانت اللغة العربية
-وما تزال -من العشوائية ومن االرجتال يف تقدميها سواء إىل أبنائها ،أم إىل غري أبنائها ،حىت وفر يف
ذهن البعض أن اللغة العربية صعبة يف تعلمها ويف السيطرة عليها (.يونس وفتحيي1981.م).
األسلوب التكاملي :هو من أساليب التعليم الفعالة اليت تساعد املتعلمني على التفاعل ،من خالل
تكامل ما لديهم من خربات يف املواقف التعليمية والعملية ،فيؤدي ذلك إىل تنمية مهاراهتم ،وإثراء
عقوهلم ،وحثهم على التفكري العلمي املؤدى إىل اإلبداع واخليال يف عصر املعلومات الذي يتطلب التواصل
وتنمية القدرة على اإلقناع وذلك من خالل ما يكتسبه املتعلم من حقائق ومفاهيم ومعلومات تساعده
على التذكر والفهم واالستنباط والتطبيق ،مما يؤدي باملتعلم إىل التفكري الناقد الذي يعد هدفاً أساسيا
من أهداف الرتبية احلديثة ،اليت تسعى إىل تنمية اجلانب املعريف عن طريق تدريب عقله ،وتزويده مبتطلبات
احلياة من معارف وحقائق ومفاهيم وتعميمات ،خاصة باملواد الدراسية.
ولكي تؤدي املعارف دورها البد أن تكون متكاملة تربط بني اجلانب النظري واجلانب العملي ،ليشعر
املتعلم باإلفادة منها ،ودورها يف مساعدته على مواجهة املواقف املختلفة ،وحل املشكالت اليت تواجهه
بأسلوب علمي ،ومن خالل التفاعل ،يؤدي األسلوب التكاملي دوره يف منو املفاهيم اليت ميكنه من
خالهلا تفسري املواقف وتعديلها كلما تطلب األمر ذلك (مارتون وساجلو1976م) .ويف هذه الورقة يقصد
الباحث باألسلوب التكاملي الرتابط املنتظم بني املهارات اللغوية األربعة عند تدريس مهارة من املهارات
اللغوية ،ويقصد باملهارات األربع هنا( :االستماع و الكالم والقراءة والكتابة).
يقوم األسلوب التكاملي على أحدث متطلبات علم النفس والرتبية ،ألنه يعتمد على نشاط املتعلم نفسه
وحيويته ،فيشعر جبدوى وفائدة ما يتعلمه (حممد مجال الدين ،نوف العمري ،سهام ناصر القحطاين
6
2011م) .فاإلنسان عندما يواجه مشكلة ما يف حياته التعليمية والعملية ،جند أهنا تتسم بالتكامل،
ولذلك حيتاج أن يكون ملماً بأكثر من لون من ألوان املعرفة ،فاملعرفة املتكاملة من السبل اليت تؤدى إىل
تقدم اإلنسان وتطوره ،وقد أصبحت هدفاً أساسيا للرتبية املتقدمة (مارتون وساجلو1976.م).
وتعد الطريقة التكاملية من الطرق الفعالة اليت تساعد املتعلمني على التفاعل ،من خالل تكامل ما لديهم
من خربات يف املواقف التعليمية والعملية ،فيؤدي ذلك إىل تنمية مهاراهتم ،وإثراء عقوهلم ،وحثهم على
التفكري العلمي املؤدى إىل اإلبداع واخليال يف عصر املعلومات الذي يتطلب التواصل وتنمية القدرة على
اإلقناع وذلك من خالل ما يكتسبه املتعلم من حقائق ومفاهيم ومعلومات تساعده على التذكر والفهم
واالستنباط والتطبيق ،مما يؤدي باملتعلم إىل التفكري الناقد الذي يعد هدفاً أساسيا من أهداف الرتبية
احلديثة ،اليت تسعى إىل تنمية اجلانب املعريف عن طريق تدريب عقله ،وتزويده مبتطلبات احلياة من معارف
وحقائق ومفاهيم وتعميمات ،خاصة باملواد الدراسية.
ولكي تؤدي املعارف دورها البد أن تكون متكاملة تربط بني اجلانب النظري واجلانب العملي ،ليشعر
املتعلم باإلفادة منها ،ودورها يف مساعدته على مواجهة املواقف املختلفة ،وحل املشكالت اليت تواجهه
بأسلوب علمي ،ومن خالل التفاعل ،يؤدي األسلوب التكاملي دوره يف منو املفاهيم اليت ميكنه من
خالهلا تفسري املواقف وتعديلها كلما تطلب األمر ذلك.
إن فكرة األسلوب التكاملي ليست وليدة اليوم ،ولكنها فكرة قدمية ازدهرت يف احلياة الثقافية اليونانية،
وأثري حوهلا جدل كبري بني علمائها ،إال أن مفهوم التكامل كأسلوب منظم حملتوى الدرس يعد فكرة
حديثة ،والوصول هلذا األسلوب يف بناء وتنظيم املناهج الدراسية ،سار يف خطوات عدة للتغلب على ما
كان سائدا منذ القدم ،وهو الرتكيز على املعرفة كهدف وغاية يف حد ذاته ،وتقدميها للمتعلمني ،ونظمت
املواد الدراسية منفصلة وأطلق عليها أسلوب املواد الدراسية ،ويف ضوء التغريات ظهرت فكرة التكامل بني
املواد الدراسية كأحد التنظيمات اليت حتقق أهداف الرتبية ،والتغلب على عيوب األسلوب التقليدي الذي
أمهل املتعلم وجوانب منوه املتكاملة .ويقصد بالتكامل مابني املواد الدراسية ،سواء بني مادة وأخرى ،أو
بني املادة نفسها وما تشتمل عليه من فروع وعالقات.
التكامل قديما فكرة التكامل يف تعليم اللغة العربية فكرة قدمية جداً ضاربة يف أعماق ثقافتنا -1
العربية واإلسالمية ،فقد أدرك علماء العربية قدمياً هذه الفكرة حني اختذوا من النص األديب
تتجمع حوله معاجلات لغوية عديدة ؛ من تفسري مفردات النص وشرح عباراته ،وكشف
حموراً ّ
مشتمالته من الصور البالغية واملسائل النحوية ،إىل ما هنالك من إشارات تارخيية ومواقع
جغرافية ،ومايف النص من مؤشرات عن احلياة االجتماعية والثقافية لعصر الشاعر أواألديب،
وما لصاحب النص من مميزات أسلوبية ،ومدى تأثره بغريه وتأثريه يف سواه ،والوقوف على
الظروف اليت قيل فيها النص ومناسبته ،ومواضع تقاطع النص مع نصوص أخرى مشاهبة،
والولوج إىل موسيقى النص ،وإجراء العديد من القراءات.
وقد سلك هذا املنهج يف استنطاق النصوص ،ومعاجلتها يف صورة متكاملة ،اجلاحظ يف البيان والتبيني،
واملربد يف الكامل ،وأبو علي القايل يف األمايل وغريهم ،كما وأن علماء العربية يف العصر العباسي -على
يدرسون اللغة العربية أدباً وبالغة وحنواً وأسلوباً وقراءة وفهماً وحتليالً ونقداً من خالل
سبيل املثال -كانوا ّ
النصوص القرآنية والنصوص األدبية شعراً ونثراً ،ومن خالل اخلطب والرسائل.
ففي الكامل للمربد جتد فيه هذا التكامل مما يوحي بأن هذا املنهج متأصل ويضرب جذوره يف أعماق
تأرخينا وثقافتنا اإلسالمية عند علماء العربية األفذاذ السابقني ففي الكامل يقول املربد يف مقدمته :هذا
كتاب ألَّفناه جيمع ضروبا من اآلداب ،مابني كالم منثور ،وشعر مرصوف ،ومثل سائر ،وموعظة بالغة،
واختيار من خطبة شريفة ،ورسالة بليغة .والنية فيه أن نفسر كل ما وقع يف هذا الكتاب من كالم غريب،
أو معىن مستغلق ،وأن نشرح ما يعرض فيه من اإلعراب شرحا شافيا ،حىت يكون هذا الكتاب بنفسه
رجع إىل أحد يف تفسريه مستغنيا(.املربد ،حممد يزيد1993.م)مكتفيا ،وعن أن يُ َ
التكامل حديثا :ظهر منهج التفتيت والتفريع للغة العربية مما أفقدها هنضتها ،وأصبحت لغة -2
للحفظ فقط .لقد كان سائداً – وما زال – االعتقاد يف جمال تعليم اللغة بأن املتعلّم يتعلّم اللغة بصورة
ترسخ اعتقاد خاطئ بأن أفضل إن مل خيلط املعلمون يف تعليمهم اللغة بني مواد اللغة املختلفة ،ومن مثّ ّ
األداء اللغوي لن يكون سليماً إالّ بدراسة قواعد النحو والصرف ،واألدب والبالغة ،والقراءة ،والكتابة،
من خالل كتب ترّكز على املعرفة اللغوية وحصص مستقلة لكل مادة ،ويف هذا االعتقاد تفتيت اخلربة
8
اللغوية اليت يفرتض أن يكتسبها املتعلّم متكاملة ،وإغفال املهارات اللغوية اليت ينبغي أن يتمثّلها يف تواصله
مع اآلخرين يف مواقف احلياة االجتماعية .
مهد الطريق إىل قطع الصلة بني مهارات اللغة ،مع ما بينها من اتصال طبيعي ؛إن األخذ هبذا االعتقاد ّ
لدرجة أصبح املعلّم واملتعلّم ينظران إىل كل فرٍع لغو ٍي على أنه قائم بذاته ،وليس بالضرورة أن تُرب َ
ط
مهارات كل فرع باآلخر ،فاملعلّم يغذي فكر املتعلّم بأن مراعاة الصحة اللغوية ال تكون إالّ يف درس
قواعد اللغة ،وسالمة اهلجاء ال جمال هلا إالّ يف درس اإلمالء ،وتكوين الذائقة األدبية ليس مكانه خارج
رس يف فرع من فروع أسوار تعليم األدب ،فضالً عن النظرة النفقية ( الضيقة ) إىل أن املهارات اليت تُ ْد ُ
تقمصت كتب تعليم اللغة العربية اللغة ال ختدم سوى الفرع نفسه ،وال ختدم الفروع األخرى ،حىت وإن َّ
– يف اآلونة األخرية – أدوار البطولة يف مل مشل األسرة اللغوية ،غري أن هذا اللّم غالباً ما يكون حرباً على
ورق ،ال يأخذ مكانه إىل أرض ؛ ألن معلّم اللغة مل يهيأ هلذه األدوار ،فهو ال يزال معتقداً بأمهية الناتج
ولعل يف ممارسات املعلمني التدريسية ،وتقومي أداء تالميذهم ما يؤّكد املعريف ،منصرفاً عن الناتج املهاريّ ،
ذلك .
يقول عطية العمري" :وقد لوحظ أن املناهج الدراسية -للغة العربية -احلالية سواء املناهج -،يف الدول
العربية أو الدول اإلسالمية واألجنبية -تعاين انفصاماً بني مقرراهتا املختلفة من ناحية ،وبني النظرية
ناحية أخرى"(.العمري ،عطية2010.م).والتطبيق من ٍ
وينظر الكثري من الرتبويني إىل التعليم التكاملي كمنقذ هلذه املعضلة ،فقد برز االهتمام يف العصر احلاضر
بفكرة التكامل يف تعليم اللغة العربية منهجا وطريقا يف املعاهد واملدارس يف كثري من الدول العربية واإلسالمية
واألجنبية كـ :السعودية ،ومصر ،ولبنان ،واليمن ،وعمان ،واإلمارات وماليزيا ،واندونيسيا وغريها.
ذكرت الدكتورة أمل بنت عبد اهلل البوسعيدية أن ما يتعلق ببداية دخول مفهوم (املنهج التكاملي) يف
اخلطاب الرتبوي بالسلطنة -عمان -فإن ذلك يعود ،إىل أواسط تسعينيات القرن املاضي ،فقد نادت
به الدراسة االستشارية اليت أعدهتا وزارة الرتبية والتعليم بالتعاون مع مكتب اخلدمات االستشارية الرتبوية
الكندي عام (1995م) ،وهي الدراسة اليت بُين عليها نظام التعليم األساسي املطور واملطبق يف السلطنة
اعتباراً من العام الدراسي ( ،)1999/1998حيث الحظت الدراسة أن اخلطة الدراسية للصفوف الدنيا
من التعليم املدرسي حينذاك مزدمحة باملواد الدراسية املنفصلة ،األمر الذي يتعارض مع ترابط املعرفة
9
وطريقة تعلم الصغار ،فأوصوا بتبين املدخل التكاملي ،وقد جاءت توصيتهم حتت بند بعنوان (التكامل)
على النحو اآليت (نقالً عن اللغة اإلجنليزية)":يوصى بتحقيق قدر أكرب من التكامل يف تصميم برنامج
التعليم األساسي ويف هناية املطاف يعمل املنهج املتكامل على االستغناء عن الدراسة املستقلة لصاحل
الدراسات العامة...
كما اهتمت العديد من دول شرق آسيا وخاصة املسماة بالنمور السبعة بتدريس طالهبا املهارات األساسية
يف سنوات تعليمهم األوىل من خالل املنهج التكاملي .أما بالنسبة للدول العربية فتعترب جتربة الرتبية
الشمولية يف لبنان من التجارب الرائدة يف تركيز نظامها التعليمي على تدريس هذه املهارات حتت مظلة
املنهاج الشمويل ،الذي يركز على كلية التلميذ ومنوه وذلك بدمج املواد الدراسية املتقاربة يف مادة واحدة
كاللغة العربية والدراسات االجتماعية والعلوم .ويف سلطنة ُعمان سعت وزارة الرتبية والتعليم من خالل
مشروع تطوير التعليم إىل تدريس هذه املهارات يف صفوف احللقة األوىل من التعليم األساسي بطريقة
شبه تكاملية من خالل مناهج اجملال الدراسي.
وذلك عمالً بتوصيات الدراسة االستشارية لتطوير التعليم العام عام ،1995على أن تلك الدراسة تشري
إىل أن األسلوب الرتبوي السليم هو تدريس املواد الدراسية يف الصفوف الدنيا بطريقة تكاملية وليس شبه
تكاملية .وعلى كل حال فإن مفهوم (املنهج التكاملي) يف األدبيات الرتبوية يعود إىل عقود عديدة قبل
10
تطبيق الرتبية الشمولية يف لبنان ،فعلى سبيل املثال تشري بعض األدبيات إىل أن بريسنت هو من أوائل من
نادوا هبذا املفهوم يف كتابه (حول تصنيف وتأطري املعرفة الرتبوية) الصادر عام (1971م) ،وبعد هذا
التاريخ بدأت دول عديدة على مستوى العامل تتبين مدخل املناهج التكاملية (.البو سعيدية ،أمل بنت
عبداهلل2011 .م)
ويقصد بالتكامل مابني املواد الدراسية ،سواء بني مادة وأخرى ،أو بني املادة وما تشتمل عليه من فروع
من عالقات ،أو بني املهارات املرجوة من التعليم وقد ظهر للتكامل أشكال كثرية منها:
أشكال التكامل
-التكامل العرضي :وهذا النوع يقوم على أساس العشوائية ،دون التنظيم املسبق له ،أو التخطيط،
ولكنه يهدف إىل إ براز مابني املواد الدراسية من روابط وعالقات جتمع بني فروع املادة الواحدة أو بني
املادتني أو بني املواد الدراسية ،ويشار إليها من خالل املعلمني القائمني بالتدريس ،ومن أمثلة ذلك
التكامل بني فروع اللغة العربية من النحو والصرف وألدب والبالغة وحنوها.
-التكامل المنظم :وهو تكامل مقصود هادف ،خمطط له من قبل القائمني بالتدريس طبقا خلطة معينة
يسريون مبقتضاها ،ويتم إما عن طريق التكامل بني موضوعات معينة متفق عليها من املعلمني يشارك كل
منهم بطريقته ،على أن تظل كل مادة دراسية قائمة بذاهتا ،ومن أمثلة ذلك التكامل بني اللغة العربية
والدراسات االجتماعية ،من خالل خطة خاصة يتم تنظيم املوضوعات حبيث تدرس كل مادة يف تناسق
واتصال ،ويتعرف التالميذ على ما بينها من عالقات عند دراسة تلك املوضوعات ،وقد يدور التكامل
حول موضوعات عامة أو مشكالت مرتبطة حبياة املتعلمني ،مث يقومون بوضع اخلطط لدراستها
مستخدمني يف ذلك املواد الدراسية املختلفة يف صور مرتابطة ،وقد وجه النقد هلذا النوع ألنه حيتاج إىل
مدرسني معدين إعداداً خاصا ،كما أن التكامل مل يتم بالطريقة أو باألسلوب الذي يقضي على ما بني
املواد الدراسية من انفصال.
مث ظهر أسلوب الدمج للتغلب على النقد املوجه للتكامل املنظم ،وإزالة الفواصل بني املواد الدراسية
وتكدسها ،سواء كانت هذه املواد تنتمي إىل جمال واحد أو إىل أكثر من جمال ،فظهرت مسميات
للمقررات الدراسية اليت تندمج حتت جمال واحد على سبيل املثال اللغة العربية جلميع فروعها ،والدراسات
االجتماعية (التاريخ ،واجلغرافيا ،الرتبية الوطنية) وقد سار أسلوب الدمج بعدة خطوات .الدمج بني
احملتويات املتقاربة واملتشاهبة اليت تنتمي إىل جمال واحد وإىل مادة دراسية واحدة ،إال أن عملية الدمج مل
11
تساعد يف حتقيق التكامل بني املعرفة ،ومت بطريقة شكلية ،مث اجته الدمج حنو حمتويات جمموعة غري متقاربة،
فيتم الدمج بني حمتويات مادتني أو أكثر ويتم تدريسه من قبل مدرس واحد ،إال أن احلواجز بني املواد
الدراسية مازالت كما هي ،كما أن عملية الدمج ال تؤدي إىل التعمق يف حمتوى املادة الدراسية ،وحيتاج
إىل مدرسني مؤهلني ،إضافة إىل عدم توفري حرية االشرتاك يف اختيار املوضوعات أو املشكالت للتالميذ،
وذلك ال يراعى ميوهلم واجتاهاهتم ،فظهر أسلوب التكامل( .مارتون وساجلو1976م).
وأسلوب التكامل خيتلف عن األساليب السابقة ،ألنه يهدف أساساً ألحداث النمو املتكامل للتلميذ،
مع احملافظة على تكامل شخصيته من خالل ،ما يقدم له من أنشطة ومعارف تربوية متعددة ،وجعل
التلميذ هو حمور العملية التعليمية .ويعد التكامل أحد األساليب اليت تؤدي إىل إشباع حاجات الفرد،
وهو أسلوب يؤدي إىل التفاعل والتوافق بني اإلنسان وبيئته .كما يعترب مرحلة متوسطة بني أسلوب الدمج
واملواد الدراسية املنفصلة ،ويؤدي هذا األسلوب إىل تدريس املواد الدراسية بتجاهل احلدود والفواصل
بينها ،أثناء عملية التدريس مما يؤدي إىل حصول املتعلم على املعارف واملعلومات واملفاهيم من خالل
قراءاهتم ،واكتساهبم للقيم وتوجيه امليول ومراعاة االجتاهات ،مما يؤدي إىل شخصية متكاملة من خالل
ما يقدم من املعارف املتكاملة ،وما يكتسب من مهارات متنوعة ،وهذا األسلوب ال يهمل املواد الدراسية
بل يقدمها بأسلوب وظيفي للمتعلمني أثناء عملية التدريس( .مارتون وساجلو1976م).
يف هذا النموذج يتم حتديد موضوع بعينه ليستخدم يف تنظيم مفاهيم و أفكار من جماالت
متعددة ،تستخدم لوصف وتفسري ظواهر حمددة ،وحيث أن املفاهيم واألفكار اليت يتم ترتيبها يف
بناء متكامل غالباً ما تكون معقدة ،فأنة يلزم لدراستها وضوح مفاهيم بعينها ،مثل :الثقافة،
واالنتماء ،والوقت ،و اجملتمع ،وتسمى هذه املفاهيم خبيوط التكامل.
اجتياز وعبور جماالت املعرفة املختلفة( .آمال الشدي و هيفاء العتييب ومرمي العمري ومرضية املالكي ونوف
العمري وسهام ناصر القحطاين وسهام سعيد القحطاين أستاذيت املقرر :د .هتاين الروؤساء و د .نوال
الربيعان.د.ت)
-زيادة تفاعل املتعلم مع نفسه ،وتأكيد أمهية تعاونه مع اآلخرين ،إذ يقوم العمل من خالل هذا املدخل
على أساس فردي أو مجعي على حد سواء.
-تعكس املهمة أهدافا حقيقية ،تتطلب معاجلة حياتية أو عملية واقعية ،بدال من الرتكيز على أهداف
ومهية قد ال تتحقق أبدا ،أو االهتمام بأهداف تقوم على أساس حتقيق مهارات بسيطة ومنفصلة.
-استخدام أدوات متعددة للتعلم ،مثل :الكتب واملراجع ،واحلاسبات اآللية ،والتقنيات الرتبوية.
-يقوم العمل على أساس ،التعاون حيث يشرتك جمموعه من املتعلمني يف تنفيذ املهمة.
د -التكامل باستخدام المدخل الوظيفي.
حيث يتحقق التكامل يف احملتوى على أساس عرض املادة العلمية يف صورة وظيفية ،هلا صلة وثيقة بالواقع
احليايت للمتعلم ،مما يشجعه على ممارسة أساليب حل املشكالت يف التعلم .أيضا يؤكد هذا املدخل أمهية
وضرورة التعلم القائم على التعاون ،وبذلك تكون البيئة احمللية واجملتمع بالنسبة للمتعلم كمخترب للتعلم،
وذلك يتيح الفرص املناسبة للتخطيط املشرتك بني املعلم واملتعلم.
ه -المهارات كمدخل لمنهج تربوي متكامل.
حيث يتم اختيار املهارات األكثر عمومية ليصاغ حوهلا احملتوى ،وتكمن أمهية استخدام املهارات كمدخل
لتخطيط وبناء منهج تربوي متكامل يف إكساب املتعلم خربات مباشرة نتيجة االحتكاك والتفاعل املباشرين
باآلخرين وباألشياء والظواهر اليت ميوج هبا اجملتمع من حوله .وكذلك تكمن أمهية استخدام املهارات يف
إعطاء التعلم معىن ،إذ يكمل املتعلم بني ما يدرسه داخل الفصل وما يواجهه من ظواهر وأحداث خارجية
يف اجملتمع ،وذلك يكسب املتعلم خربات تتسم بالوضوح والواقعية .ومن املهارات اليت ميكن استخدامها
كمدخل لتخطيط وبناء منهج تربوي متكامل ،فتتمثل يف مهارات الدراسة ومهارات اختاذ القرار واملهارات
االجتماعية واملهارات العقلية واملهارات احلياتية.
التكامل على مستوى التعليم
حيث يكون للمعلم دورا كبريا يف حتقيق عملية التكامل ،عن طريق استخدام طرائق وأساليب التدريس
اليت تساعد على حتقيق ذلك اهلدف ،وتتمثل أهم االسرتاتيجيات والتقنيات اليت ميكن استخدامها يف
تعليم املنهج يف اآليت:
حيث يكون الفرد عضوا يف جمموعة ،تكون مسئولة عن اجناز مهمة أو حتقيق هدف ،أو دراسة موضوع
معني مشرتك بينهم ،وخيتلف أسلوب التقدمي من موقف تعليمي إىل أخر .أيضا يتعلم عن طريق األداءات
واملمارسات والتكليفات اليت يقوم بتحقيقها وعن طريق احلوارات واملناقشات اليت تتم بينه وبني أفراد
اجملموعة اليت ينتمي إليها ،لذلك يكون التعلم مبثابة جهد فردي ومجاعي آنيا.
ويشجع التعلم التكاملي املتعلم على االتصال واملشاركة واختبار الفروض وتبىن معرفة مشرتكة لذلك يسهم
هذا النمط من التعلم يف:
-اجناز األهداف اجلماعية اليت يصعب حتقيقها على املستوى الفردي فقط.
-براعة اختيار موضوع التعلم ،مبا يتوافق وقدرات املتعلم الذهنية ،يف ضوء منظومة أسلوب العمل الذي
تنتهجه اجملموعة اليت ينتمي إليها.
-الكفاءة يف القيام جبمع املعلومات اليت تتصل مبوضوع التعلم.
ب -توظيف التقنيات المتقدمة
حيث ميكن تفعيل العملية التعليمية والتعلمية عن طريق دمج األنواع املتعددة للوسائط مع الكمبيوتر،
وبذلك ميكن إخراج برامج متكاملة لتعلم املواد الدراسية يف املراحل التعليمية املختلفة ،حيث يستطيع
إدارة هذه الربامج ،وأحيانا االشرتاك يف تصميمها.
أيضا ميكن توظيف الوسائط الفائقة ( ) Hypermediaاليت تسهم يف تصميم برنامج خللق أو ابتكار
بيئة تربوية متكاملة لالتصال التعليمي.
وبعامة ميكن أن تزود الوسائط الفائقة املتعلم بقاعدة بيانات ومعلومات غنية ،تساعد على عملية صنع
املعىن ،وجتعله يتحكم يف تعلمه اخلاص ،ويستكشف وينظم ما يريد أن يتعلمه ،وبذلك يتم إثراء التعلم
وجعله أكثر فعالية.
خالصة القول :تسهم التقنيات املتقدمة الفائقة يف زيادة الفهم واكتساب املفاهيم ،وتنمية مهارات التفكري
التباعدي ،وتؤكد االجتاهات االجيابية حنو استخدام هذه الوسائط.
ه -التعلم التبادلي)Reciprocal Teaching( .
ويقوم على حوار بني املعلم واملتعلم بشان بعض املواقف التعليمية ،وخالل هذا احلوار يتم تناوب تبادل
األدوار ،حيث يقوم املعلم أحيانا بقيادة احلوار ،ويف أحيان أخرى يقوم املتعلم بتمثيل دور املعلم يف قيادة
17
احلوار ،وبذلك يتحقق النشاط والتفاعل بالنسبة ملهمة استحضار املعىن املقصود من احلوار .ويؤثر التعليم
التباديل اجيابيا يف حتسني الفهم وتنمية مهارات القراءة ،شأنه يف ذلك شأن اسرتاجتيات ما وراء املعرفة.
وينظم احلوار باستخدام األساليب األربعة اآلتية:
-التلخيص حيث يعيد املتعلم صياغة ما قرأه بأسلوبه اخلاص ،ويربز النقاط ذات األمهية اخلاصة
يف النص يف شكل مجل أو عبارات.
-التساؤل (توليد األسئلة) :وهو يؤكد عملية التلخيص السابقة ،كما ينقل املتعلم خطوة لألمام
يف النشاط املعريف ،عن طريق حتقيق اخلطوات التالية:
متييز املعلومات املهمة يف النص.
أ -توجيه أسئلة ذات عالقة مباشرة هبذه املعلومات.
ب -حماولة املتعلم اإلجابة عن هذه األسئلة بأسلوبه اخلاص ،عن طريق اسرتجاعه املعلومات.
-التوضيح واالستيضاح حيث يبيح املتعلم عن أسباب صعوبة فهم النص (مفردات غري مألوفة،
كلمات غري واضحة املعىن أو الصياغة ،مفاهيم غريبة أو أعجمية) .وبانتفاء األسباب السابقة،
يستطيع املتعلم فهم النص فهما جيدا.
-التوقع (التنبؤ) :حيث يتوقع املتعلم ما سيناقش يف اجلزء التايل من النص.
و -التعلم البنائي االجتماعي)Social Constructivist Learning( .
وهو أحد تطبيقات النظرية البنائية :لذلك يؤكد الدور النشط للمتعلم أثناء التعلم وأمهية أن تكون مهام
التعلم أو مشكالته هلا وجود حقيقي ومساعدة املتعلم على استخدام املعرفة يف حل املشكالت احلياتية
الفعلية والتعلم له وظيفة اجتماعية ،لذا من املهم تكامل املواقف التعليمية والتعلمية باجملتمع وحبياة املتعلم،
من خالل ادوار اجيابية ونشطة .ويقوم منوذج التعلم البنائي االجتماعي ،على أساس حتقيق اإلجراءات
خمتلفة منها التمهيد أو املبادأة االستكشاف واألنشطة التعاونية وإتاحة الفرص اليت تربط املدرسة باجملتمع
والتقومي الذايت.
مبررات التكامل بين المناهج المختلفة
يشهد العامل اآلن تطوراً هائالً ،يف مجيع امليادين واجملاالت املختلفة ؛ ونتيجة بذلك تداخلت وتشابكت
عناصر الثقافات املختلفة ،حبيث أصبح اآلن من الصعب عزل أي فرع من فروع العلم عن باقي الفروع
األخرى ،كذلك أصبح العامل اآلن يشمل شقني متالزمني ال ميكن فصل أحدامها عن اآلخر ،ومها :املعرفة
18
وطرق التفكري ،وهذا بالطبع ينعكس آثاره على املسئولني عن بناء املناهج ،فيحملهم مسئولية تطوير
املناهج ،لتساير التطور السريع الذي حيدث يف مجيع مظاهر احلياة ،ولتكون وسيلة لربط املدرسة بالبيئة
املوجودة فيها ،ولتصبح طريقة فعالة تساعد على تنمية االجتاهات العلمية واملهارات لدى الطالب ،كل
ذلك يستوجب األخذ باالجتاه التكاملي يف بناء املناهج.
وتستند الدعوة إىل ذلك على دعائم قوية ،ميكن تلخيصها فيما يلي:
-1وضع احلواجز بني املواد الدراسية املختلفة أصبح غري مرغوب فيه ،يف عصر تداخلت فيه آفاق الثقافة
العامة
إذا يبدو من املستحيل يف ظل التسلسل اهلرمي للعلوم – وخاصة اليوم – عزل أي فرع من فروع العلم
عن النظام الكلي للمعرفة العلمية ،فاستقالل أي علم هو استقالل نسيب ،وتبدو الصلة بني العلوم مطلقة،
ولو أن طبيعة وتركيب هذه الصلة تتغري من حال ألخر ،وقد شرح ف .جاكوب جوهر هذا النوع الصلة
يف العلوم الطبيعية -وخاصة بني البيولوجيا والفيزياء – شرحاً جيداً مبا أفاد أنه ال ميكن اختزال البيولوجيا
إىل الفيزياء ،كما أهنا ال ميكن االستغناء عنها.
ويف واقع األمر إن انفصال العلوم بعضها عن بعض انفصال مصطنع ،أوجدته ضرورة التخصص واحلاجة
إىل التعمق ،بينما هو ال يستند إىل سند طبيعي.
-2اخلربة كل متكامل تندمج يف تيار اخلربة اإلنسانية للفرد اإلنساين ،لتصبح جزءً منه ،وهي تعتمد على
ذكاء الفرد وتفكريه للتكامل بني أجزائها املختلفة.
-3تكامل املناهج يتيح الفرصة ألن ترتبط املناهج بالبيئة ،فيتعرف الطالب على مشكالت جمتمعهم،
مثل -:الطعام ،الكساء ،السكن ،املواصالت...إخل ،فيسهمون يف حلها ،وهذا جيعل املدرسة مؤسسة
مهمة من مؤسسات اجملتمع ،ومن ناحية آخرى ارتباط املناهج بالبيئة حيفز الطالب ويزيد ميله إىل دراستها،
مما ينمي ميوله العلمية ،وهذا ما تسعى إىل حتقيقه املدرسة.
-4يدرس الطالب املناهج املتكاملة بفاعلية ويتقبلها بإجيابية ،ويؤيد ذلك الفيلسوف هوايتد فيقول :إن
نتيجة تدريس أجزاء صغرية من عدد كبري من املواد الدراسية ،هي تقبلنا السليب ألفكار غري متصل بعضها
بالبعض اآلخر ،فلنجعل األفكار الرئيسية اليت ندخلها يف تربية الطفل قليلة ومهمة ،ولنربطها سوياً بقدر
اإلمكان.
19
-5يواجه الطالب املشكالت يف حياته داخل املدرسة وخارجها ،وحيتاج حلل هذه املشكالت إىل تضافر
جهود أكثر من مادة علمية ،وهنا تربز أمهية املناهج املتكاملة ،إذ تكون أكثر واقعية وارتباطا باحلياة.
-6متتاز املناهج املتكاملة بعدم التكرار الذي يكون غالباً مسة املناهج املنفصلة ،وعلى ذلك فإن تدريس
املناهج املتكاملة لن يضيع وقت الطالب ،وال يثري مللهم ،كما إنه يكون أكثر اقتصادا يف اجلهد واملال
؛بسبب توفري عدد املدرسني الالزمني واملعامل والكتب ووسائل التقومي.
-7املناهج املتكاملة تعمل على رفع املستوى العلمي للمدرسني ،إذ جيد املدرس نفسه مضطراً الن يطور
نفسه ليكون على مستوى طيب يف كافة التخصصات اليت يشملها املنهج املتكامل( .آمال الشدي
وآخرون.د.ت).
مزايا األسلوب التكاملي
مالئم لطبيعة املتعلمني يف املراحل التعليمية املختلفة. -1
يشبع حاجات املتعلمني ،ويراعى مطالب منوهم وميوهلم. -2
يؤدي إىل وحدة املعرفة ،فيكسب املتعلم النظرة املوحدة للحياة والعامل من حوله فيحقق تعلماً -3
أفضل.
-4تكامل اخلربة وشعور املتعلم بأمهيتها يف حياته فيوفر الكثري من جهد املعلمني.
-5حيقق العديد من األهداف املعرفية والوجدانية فينمي التكامل يف شخصية التلميذ والقدرة على
اختاذ القرار.
يؤدي إىل تعلم التالميذ الكثري من احلقائق واملعارف املتكاملة مع اكساهبم القيم واالجتاهات واملفاهيم
اليت تفيدهم يف حياهتم نظراً لتكامل املعرفة واخلربات.
المقترحات الخاتمة
احلرص على توضيح العالقات بني أجزاء املعرفة من خالل املوضوعات اليت يدرسها الطالب. -1
توضيح العالقة بني احملتوى التعليمي واملتعلم ،أي تكامل املادة حبياة املتعلمني. -2
توضيح العالقة بني احملتوى التعليمي واملدرسة واجملتمع. -3
البدء بوضع املعايري واألهداف بالتعاون مع املعلمني اآلخرين إلجياد أسلوب متماسك قوي. -4
مناقشة الطالب بدءا من التخطيط للتعلم مرورا بالتدريس وصوال إىل التقومي داخل غرفة الصف. -5
20
-6البدء مع املعلمني اآلخرين بتطوير مفاهيم احملتويات وتكاملها للصول إىل املوضوعات املتكاملة
كبدائل للموضوعات املنفصلة.
-7طلب مشاركة أشخاص من اجملتمع احمللي يف العمل.
-8مناقشة اسرتاتيجيات التقييم اجلديدة ،اليت تعكس إجنازات الطالب ،باستخدام االختبارات
معيارية املرجع،وحبيث يصبح للتقييم معىن يف حياة الطالب ،ويتحقق النجاح لألسلوب.
إن الرتابطات بني مهارات الكتابة تتعزز بصورة متكررة .وحالياً أوجدت األحباث يف العالقات بني مهارات
الكتابة دوراً للفهم املسبق يف بعضها .اآلن ميكن وصف كل مهارات الكتابة على أهنما التفاعل بني
اخلربات السابقة واخلربة احلالية واملعلومات املستقاة من خالل املطبوعات واملصادر األخرى يف سياق
اجتماعي حمدد والذي يركز على تكوين معىن.
والمراجع:
.1أبو سكينة ،نادية1986(.م) أثر استخدام املنهج التكاملي يف تدريس اللغة العربية على
حتصيل طالب الصف األول الثانوي(.رسالة ماجستري) .مصر جامعة طنطا.
.2البو سعيدية ،أمل بنت عبداهلل2011م .مقالة بعنوان :مفهوم املنهج التكاملي متجذر يف
األدبيات وبداية تطبيقه يف السلطنةُ .عمان.
.3جوهر ،نصر الدين إدريس.)2006(.تعليم اللغة العربية على املستوى احلامعي يف إندونيسيا يف
ضوء مناهج تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها دراسة حتليلية تقوميية(.رسالة دكتوراه) .السودان،
جامعة النيلني.
.4خضر نصرة صاحل 2009 .م .أثر استخدام وحدة لغوية قائمة على املدخل التكاملي يف تنمية
مهارات األداء اللغوي لطالب الصف األول الثانوي( .رسالة دكتوراه) .جامعة أم القرى.
.5السبع ،سعاد سامل2002(.م) منهج لتعليم النحو باستخدام املدخل التكاملي يف تعليم اللغة
العربية ،لتالميذ احللقة األخرية من املرحلة األساسية(.رسالة دكتوراه) .مصر جامعة عني مشس.
.6سيت معاوية2009(.م).إعداد وحدة تعليمية من الكتب الرتاثية لتنمية مهارة القراءة(.رسالة
ماجستري) .ماالنج -إندونيسيا اجلامعة اإلسالمية اإلندونيسية.
21
.7سالم ،علي عبد العظيم1993(.م) .أثر تكامل منهج اللغة العربية على األداء اللغوي لتالميذ
الصف األول إعدادي(.رسالة دكتوراه)
.8العمري ،عطية2010 .م .ورقة بعنوان :التعليم التكاملي بني النظرية والتطبيق .غزة :فلسطني:
مركز القطان.
.9املربد ،حممد يزيد1993 .م .الكامل .بريوت ،لبنان مؤسسة الرسالة.
حممد مجال الدين ،نوف العمري ،سهام ناصر القحطاين2011،م سهام سعيد .10
القحطاين مسار معلمة الصفوف األولية مقرر اسرتاتيجيات تدريس العلوم وتقييمها.
مدكور ،علي أمحد2006 .م .تدريس فنون اللغة العربية .مصر ،القاهرة :دار الفكر .11
العريب.
مدكور ،علي أمحد ،وهريدي ،إميان أمحد2006 .م .تعليم اللغة العربية لغري الناطقني .12
هبا -النظرية والتطبيق .مصر،القاهرة :دار الفكر العريب.
موسى ،حممد حممود2012 .م .الوايف يف طرق تدريس اللغة العربية .مصر ،القاهرة :دار .13
ابن اجلوزي.
يونس ،فتحيي علي .1981 .أساسيات تعليم اللغة العربية والرتبية الدينية .القاهرة دار .14
الثقافة للطباعة والنشر.
حممد مجال الدين ،نوف العمري ،سهام ناصر القحطاين2011،م سهام سعيد .15
القحطاين مسار معلمة الصفوف األولية مقرر اسرتاتيجيات تدريس العلوم وتقييمها.
16. Marton. F.. & Saljo. R. 1976. On Qualitative Differences in Learning – I-
Outcome and Process. British Journal of Educational Psychology. 46. 4-11.