تحديات الهندسة المالية اإلسالمية و افاقها المستقبلية :المبحث الرابع
:مطلب 1 تحديات الهندسة المالية اإلسالمية ثمة تحديات تواجه تطبيق الهندسة المالية في المؤسسات المالية اإلسالمية وتتعلق بالجوانب عدة نصنفها كالتالي
التحديات الداخلية 1.
:اإلطار المؤسسي السليم والرأس المالي البشري الكفء إن بناء كيان مؤسسي سليم يعتبر أخطر تحد يواجه تطبيق الهندسة المالية في التمويل اإلسالمي ،فهي تعاني من انعدام الدعم المؤسسي الذي يوظف خصوصا لخدمة حاجاتها H.ولمواجهة هذا التحدي نقترح “منهجا وظيفيا” لبناء هذا الكيان ،ويجب فحص المهام التي تقوم بها المؤسسات الموجودة بطريقة تمكنها من توفير دعم أفضل ،أو إنشاء مؤسسات جديدة حسب الحاجة .ومن التحديات البارزة أيضا الحاجة الملحة إلى موارد رأس المال البشري التي تتميز بالكفاءة ،لسد العجز الذي تعانيه صناعة التمويل اإلسالمي في هذا النطاق .ويرصد محمد إيزانيغني -كبير اإلداريين الماليين في "خزانة ناشونال" -اقتصار التوجه العالمي العام على مجرد تدوير الوظائف بين المؤسسات المالية .وهو ما يتسبب في تنقل المصرفيين اإلسالميين بين عديد من الجهات بدالً من .استمرارهم في وظائف بعينها ،وذلك مرجعه زيادة الطلب عليهم نتيجة انخفاض أعدادهم :اإلطار القانوني المناسب والسياسات الداعمة وضعت قوانين التجارة والمصارف والشركات في معظم البلدان اإلسالمية على النمط الغربي .وتحتوى هذه القوانين أحكاماH تضيق من مدى نشاطات العمل المصرفي وتحصره في حدود تقليدية .وفى حين تستطيع األطراف وضع اتفاقياتها على أساس عقد إسالمي إال أن تنفيذ هذه االتفاقيات في المحاكم يتطلب جهودا وتكاليف إضافية ،وتقتضي هذه الشروط وضع قوانين خاصة إلقامة وممارسة العمل المصرفي اإلسالمي .وتعمل هذه القوانين على تسهيل عمل البنوك اإلسالمية إلى جانب البنوك التقليدية. باإلضافة إلى ذلك هناك حاجة للسماح للمؤسسات المالية بالعمل وفق القواعد اإلسالمية ،وإفساح المجال في األسواق المالية .للمعامالت المالية اإلسالمية :اإلطار اإلشرافي اإلشراف على البنوك اإلسالمية مهم بنفس درجة أهميته للبنوك التقليدية ،وفى الوقت الراهن فإن عدم وجود إطار إشرافي فعال يعتبر أحد نقاط ضعف للنظام القائم ويستحق اهتماما Hجادا .وهناك حاجة لتنسيق وتقوية األدوار التي تضلع بها كل من هيئات الرقابة الشرعية والبنوك المركزية Hفي الدول اإلسالمية التحديات التشغيلية :وهنا تعتبر الهندسة المالية من أهم التحديات التي تواجه المصارف اإلسالمية2. عدم سيولة الموجودات :مشكلة أخرى يسببها انتشار صيغ التمويل القائمة Hعلى أساس الدين ،وهي صعوبة تحويل هذه الصيغ التمويلية إلى أدوات مالية يمكن التفاوض بشأنها .فمجرد إحداث الدين ال يمكن تحويله إلى أي شخص إال بقيمته االسمية .ويجعل ذلك هيكل السوق المالية اإلسالمية غير قابل للتسييل بدرجة عالية .ويمثل ذلك عقبة أساسية في تطوير أسواق األدوات المالية اإلسالمية .حيث أنه ما لم تصبح الصيغ القائمة Hعلى األسهم أكثر شعبية ،أو يتم تطوير أدوات أخرى قابلة للتداول ،فإن السوق المالية اإلسالمية لن تتطور .وهنالك بعض المحاوالت التي تبذل حاليا لتطوير أدوات قابلة للتفاوض على أساس اإلجارة Hوالسلم. إال أنها لم تستخدم بدرجة تذكر حتى اآلن .واألمل الكبير في تطوير أسواق مالية إسالمية ،يكمن من تطبيق أوسع ألدوات التمويل .القائمة على األسهم وتحقيق األمن في تطبيق الصيغ الحالية حشد الودائع وتوظيف األموال محليا :حققت البنوك اإلسالمية نجاحا كبيرا في حشد الودائع في الماضي إال أن األمر يتطلب المزيد من الجهود المضنية للحفاظ على معدل متوسط نسبيا للنمو في المستقبل .كما يجب إدراك أن الكثير من الودائع لدى البنوك اإلسالمية حاليا لم تأت بسبب جاذبية العوائد المرتفعة Hبل بسبب االلتزام الديني للعمالء .فالبنوك والمؤسسات التقليدية تستخدم خبرتها الواسعة في إنشاء أدوات مالية تتفق مع الصيغ اإلسالمية ،فإن المدخرين المسلمين سيسعون وراء بدائل إليداع أموالهم في البنوك اإلسالمية بمعدالت عوائد منخفضة .فالمنافسة من المؤسسات األخرى تظهر تدريجيا وقائع جديدة لصناعة Hالبنوك اإلسالمية .وهنا تظهر أهمية الهندسة المالية اإلسالمية في إنشاء منتجات مالية جديدة متوافقة مع الشريعة اإلسالمية لجذب عدد .أكبر من العمالء حتى لو لم يكن لهم نفس الوازع الديني المنافسة :حتى اآلن احتكرت البنوك اإلسالمية بدرجة كبيرة Hالموارد المالية الخاصة بعمالء ذوي دوافع إسالمية .ولكن هذا الوضع يتغير بسرعة .حيث أن البنوك اإلسالمية تواجه اآلن زيادة مستمرة في المنافسة .والتطور الهام الذي حدث في النظام المصرفي اإلسالمي فى السنوات القليلة هو دخول البنوك التقليدية في هذا السوق .وبالرغم من أنه من الصعوبة بمكان Hتحديد عدد البنوك التقليدية في أنحاء العالم التي تمارس النظام المصرفي اإلسالمي ،فإنه حتى إعداد قائمة قصيرة عشوائية االختيار قد يشمل بعض عمالقة البنوك الدولية مثل ” تشيس مانهاتن ،وسيتى بنك ،وايه إن زد جرنداليز ،ولكين ورت بينسون ،وبنوك أخرى مثل يونيون بنك أوف سويزرالند ،وجيروزنتال أو استراليا وااليه بى سى انترناشيونال .باإلضافة إلى هذه البنوك فإن العديد من البنوك التجارية في الكثير من البلدان اإلسالمية يقدم خدمات مصرفية إسالمية .فبنك مصر في مصر والبنك األهلي التجاري في .السعودية فتحا فروعا إسالمية ،وفي ماليزيا سمح للبنوك التجارية فتح نوافذ إسالمية