You are on page 1of 4

‫املحاضرة ألاولى‪ :‬مفهوم ألاسواق املالية‬

‫نشأة السوق املالي‪ :‬تعتبر أسواق السلع منذ القدم املهد ألاول لظهور أسواق العمليات‬
‫املالية‪ ،‬كما أن فكرة تقسيم العمل آلدم سميث هي الي ساهمت أكثر في ظهور أسواق‬
‫متخصصة للعمليات املالية‪ ،‬فلو تتبعنا التاريخ الاقتصادي‪ ،‬وباختصار‪ ،‬لتبين أن املعامالت في‬
‫القدم كانت تتم في أسواق خاصة ببيع وشراء سلع مادية‪ .‬وفي القرون الوسطي نشأت ألاسواق‬
‫الكبرى املوسمية وبدأت فكرة الائتمان تميز نظم معامالتها‪ ،‬وكانت أكثر هذه ألاسواق نشاطا هي‬
‫ألاسواق ألاوربية (أملانيا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬إيطاليا‪ .)...‬ومنذ القرن الخامس عشر طورت التشريعات‬
‫الخاصة هذه ألاسواق‪ ،‬كما ظهر املوثقون لتحرير عقود املعامالت الي تتم بين هؤالء التجار‪،‬‬
‫إضافة إلى قيامهم بسلسلة معامالت دقيقة بغرض تسوية حسابات املتعاملين الي تتم بعمالت‬
‫مختلفة‪ .‬وفي أعقاب هاتة املدة املخصصة لكل سوق يبدأ الصيارفة بمبادلة مختلف النقود‬
‫ويقومون بعمليات املقاصة‪ ،‬والنقل بين مختلف الديون والحقوق وينقلبون إلى مقرضين إذا‬
‫اقتضت ألامور‪ ،‬وبالتالي تندمج حركية تداول البضائع بتداول ألاموال‪ ،‬وأصبح السوق يمثل‬
‫اندماجا بين سوق للسلع وسوق للعمليات املالية ‪ ،‬وتطورت هذه ألاخيرة مع تطور النظم‬
‫الاقتصادية وزيادة الحاجة للتمويل‪ .‬إال أن الدفعة الحقيقية لها كانت في أعقاب الثورة‬
‫الصناعية‪ .‬فمع تطور الفكر الاقتصادي الرأسمالي ظهرت الحاجة إلي موارد مالية ضخمة‬
‫لتمويل النشاط إلانتاجي يعجز املستثمر الفرد عن تقديمها وبالتالي تطور مفهوم الشركات‬
‫املساهمة وأصبحت الشركة ملك لعدد كبير من املساهمين‪ ،‬وذلك عن طريق تعبئة مدخراتهم‬
‫من خالل إصدار أوراق مالية تثبت ملكية حصة من الشركة‪ .‬كما دعمت ثورة الاتصاالت‬
‫تطور أسواق العمليات املالية من خالل مساهمتها في دمج ألاسواق املحلية باألسواق العاملية‪.‬‬

‫إن النظام الذي يعمل به سوق العمليات املالية شهد تغير جذري في الثلث ألاخير من‬
‫القرن املاض ي وذلك باإلنتقال من اقتصاد الاستدانة (نظام الوساطة املالية) إلى اقتصاد‬
‫السوق املالية (نظام الالوساطة املالية)‬

‫يمكن توضيح هذين النظامين تبعا ملصادر تمويل املؤسسات حيث تقسم هذه العملية‬
‫كما هو مبين في الشكل‬
‫تقسيم عملية التمويل‬

‫التمويل‬

‫تمويل ذاتي‬
‫تمويل خارجي‬

‫خارجي غير مباشر‬ ‫خارجي مباشر‬

‫بنوك (وساطة مالية)‬ ‫سوق مالي (الوساطة مالية)‬

‫فالتمويل الداخلي هو مجموعة املوارد التي يمكن الحصول عليها بطريقة ذاتية دون اللجوء إلى‬
‫املصادر الخارجية‪ .‬ويتأتى التمويل الداخلي للمؤسسة املنشأة حديثا من ألاموال الخاصة التي‬
‫يسخرها املالك إلتمام مشاريعهم‪ ،‬ومع مرور الوقت ونمو املؤسسة يتم التمويل الذاتي من‬
‫الاحتياطات وألارباح املحتجزة وما تحوزه املؤسسة في خزينتها من أصول نقدية سائلة وكذا‬
‫الاهتالك‪.‬‬

‫أما التمويل الخارجي فهو اللجوء إلى مصادر خارجية من أجل تغطية الاحتياجات‬
‫املالية للمؤسسة بسبب عدم قدرتها على التمويل الذاتي أو ألسباب أخرى كاالستفادة من مزايا‬
‫الرفع املالي مثال‪.‬‬

‫ينقسم التمويل الخارجي إلى قسمين‪:‬‬

‫التمويل غير املياشر (نظام الوساطة املالية)‪ :‬حيث يتدخل وسيط مالي بين وحدات الفائض‬
‫ووحدات العجز والذي عادة ما يكون البنك فيقوم بجمع املدخرات من وحدات الفائض ثم‬
‫توظيفها لوحدات العجز بأسعار فائدة محددة محققا من وراء قيامه بهذه العملية أرباحا‬

‫و الشكل املوالي يلخص هذه العملية‪:‬‬


‫وحدات الفائض‬ ‫الوسيط املالي‬ ‫وحدات العجز‬

‫توظيف في‬ ‫أعادة توظيف‬


‫توظيفات‬ ‫إقتراض أموال‬
‫االدخار المتوفر‬ ‫مؤسسة‬ ‫ألصحاب‬
‫أصحاب‬ ‫من طرف‬ ‫استثمار مادي‬
‫مالية‬ ‫العجز‬
‫الفائض‬ ‫مؤسسة مالية‬

‫و يمكن إجمال السلبيات التي يتميز بها التمويل الغير مباشر في النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ ‬تكلفة إلاقراض مرتفعة واملتمثلة في الفوائد و العموالت و الرسوم‪.‬‬


‫‪ ‬ضرورة تقديم ضمانات للحصول على قرض‪ ،‬و هو ما يمثل عائقا بالنسبة للعديد من‬
‫ألافراد السيما أصحاب املشاريع املبتدئين‪.‬‬
‫‪ ‬تجنب بعض الناس من املسلمين التعامل مع هذه البنوك بسبب انطوائها على عنصر‬
‫الربا‪.‬‬
‫‪ ‬التضارب بين مصالح املالك الدائنين و املدراء‪.‬‬
‫‪ ‬عدم قدرة البنوك على تمويل التجمعات الصناعية و املالية الكبيرة التي تحتاج إلى‬
‫موارد مالية طويلة ألاجل وبكميات ضخمة‪.‬‬

‫كل هذه ألاسباب جعلت املؤسسات تلجأ إل سوق ألاوراق املالية من أجل الحصول على‬
‫التمويل‪ ،‬او ما يعرف بنظام الالوساطة املالية والذي يعرف على أنه ذلك النظام الذي‬
‫يسود فيه التمويل املباشر‪ ،‬حيث تؤسس عالقة مباشرة بين وحدات العجز ووحدات‬
‫الفائض من خالل السوق املالي‪ ،‬فوحدات العجز تحصل على تمويلها من خالل إصدار‬
‫أوراق مالية تباع في السوق املالي‪ ،‬دون املرور بوساطة البنوك واملؤسسات املالية املختصة‬
‫ألاخرى‪ ،‬ووحدات الفائض تلجأ مباشرة إلى هذا السوق لتوظيف أموالها بواسطة شراء‬
‫ألاوراق املالية املصدرة من طرف وحدات العجز أي دون املرور بوساطة مالية‪ ،‬وعليه‬
‫فإنه من خالل السوق املالي وبواسطة ميكانيزمات العرض والطلب على ألاموال تنشأ‬
‫عالقة مباشرة بين وحدات العجز ووحدات الفائض كما هو مبين في الشكل املوالي‪:‬‬

‫وحدات الفائض‬ ‫وحدات العجز‬

‫االدخار المتوفر‬ ‫شراء أوراق‬


‫إصدار أوراق‬ ‫استثمار مادي‬
‫مالية‬
‫مالية‬
‫من خالل هذا الشكل يتضح أن العالقة بين وحدات العجز ووحدات الفائض تتم‬
‫دون املرور بوساطة البنوك واملؤسسات املالية املختصة ألاخرى‪ .‬إن هذه املؤسسات أصبح‬
‫دورها في ظل هذا النظام ينحصر في ‪:‬‬

‫‪ ‬إصدار أوراق مالية مستحدثة‪ ،‬وتوظيف فوائضها في ألاسواق املالية تحت أشكال‬
‫متعددة؛‬
‫‪ ‬تقديم الاستشارات للمستثمرين واملعلومات املتخصصة والقيام بدراسة املشاريع؛‬
‫‪ ‬املساعدة في تركيب الصفقات املالية املعقدة‪ ،‬التي تميزت بها املالية الحديثة؛‬
‫‪ ‬تسيير الحسابات واملحاف املالية‪.‬‬

You might also like