You are on page 1of 17

‫‪ :‬المرحلة الرابعة‬

‫تحدث التطورات الرئيسية في اإلحساس بالذات في منتصف العام الثاني تقريبًا‪ .‬يمكن لألطفال‬
‫تشير هذه ‪ (Lewis & Brooks-Gunn ، 1979).‬ألول مرة التعرف على أنفسهم في المرآة‬
‫الذات المرآة إلى أن لدى المرء إحساسًا بجسده ككائن يمكن تمثيله بشكل ما موجود خارج الذات‬
‫‪.‬الذاتية القائمة على الحركية وربما ككائن يمكن لآلخرين رؤيته‬
‫في وقت الحق من السنة الثانية ‪ ،‬يبدأ األطفال في إظهار الوعي بأن اآلخرين لديهم حاالت داخلية‬
‫(أفكار ‪ ،‬ومشاعر ‪ ،‬ورغبات) وأن الحاالت الداخلية لآلخرين قد تختلف أحيانًا عن حالتهم‪ .‬هذا‬
‫بالطبع يمكن األطفال من التعاطف بشكل أكثر دقة مع مشاعر واحتياجات اآلخرين في المواقف‬
‫‪.‬المختلفة ومساعدة اآلخر بشكل أكثر فعالية‬
‫يتضح االنتقال من الضيق شبه األناني إلى الضيق التعاطفي الحقيقي من خالل ديفيد البالغ من‬
‫العمر عامين الذي أحضر دبدوبه الخاص لتهدئة صديق يبكي ‪ ،‬والذي أصيب عن طريق الخطأ‬
‫عندما كان االثنان يناضالن من أجل لعبة‪ .‬عندما لم ينجح األمر ‪ ،‬توقف ديفيد ‪ ،‬ثم ركض إلى‬
‫الغرفة المجاورة وعاد مع دبدوب الصديق ؛ عانقها الصديق وتوقف عن البكاء‪ .‬إن إحضار ديفيد‬
‫دمية دب خاص به هو مثال نموذجي على التعاطف شبه األناني ‪ ،‬لكنه كان قاد ًرا على االستفادة‬
‫من المالحظات التصحيحية (استمر صديقه في البكاء)‪ .‬أفترض أن هذا يعني أن ديفيد كان متقد ًما‬
‫من الناحية المعرفية بما يكفي للتساؤل عن سبب عدم توقف دبدوبه عن بكاء صديقه ‪ ،‬والتفكير‬
‫في المشكلة ‪ ،‬ومن ثم إدراك أن صديقه ‪ ،‬مثل ديفيد نفسه ‪ ،‬يريد دبدوبه الخاص‪ .‬وهذا يعني أن‬
‫ردود الفعل التصحيحية قد تكون حفزت على أخذ األدوار ‪ ،‬ربما بمساعدة ذكرى ديفيد لصديقه‬
‫وهو يلعب بسعادة مع دبدوبه وذكراه عن وجود الدبدوب في الغرفة المجاورة‪ .‬يشير هذا إلى أن‬
‫االنتقال من التعاطف شبه المتمركز إلى التعاطف الحقيقي قد يحدث عندما يكون األطفال جاهزين‬
‫معرفيًا للتعلم من المالحظات التصحيحية بعد ارتكاب أخطاء "متمركزة حول الذات"‪ .‬في‬
‫النهاية ‪ ،‬تصبح التعليقات غير ضرورية (على الرغم من أن البالغين يحتاجون إليها في بعض‬
‫‪.‬األحيان‬
‫في حادثة مماثلة لم تتضمن ردود فعل لكنها أظهرت قدرة طفل صغير على تجاوز الوقت ‪ ،‬كانت‬
‫سارة ‪ ،‬البالغة من العمر سنتان و ‪ 3‬أشهر ‪ ،‬تستقل السيارة مع ابن عمها (بلوم ‪ .)1987 ،‬شعر‬
‫ابن العم بالضيق عندما لم يتمكن من العثور على دبدوبه‪ .‬قال أحدهم إنها كانت في صندوق‬
‫األمتعة ويمكن استعادتها عندما وصلوا إلى المنزل‪ .‬مرت عشر أو خمس عشرة دقيقة وعندما‬
‫اقتربت السيارة من المنزل قالت سارة "اآلن يمكنك الحصول على دبك"‪ .‬نفس سارة ‪ ،‬البالغة من‬
‫العمر ‪ 3‬سنوات ‪ ،‬أظهرت قدرة أكثر إثارة لإلعجاب في التغلب على الوقت عندما أعطت‬
‫‪ Boston‬صديقتها قبعة دونالد داك لالحتفاظ بها "إلى األبد" ؛ كانت القبعة لتحل محل قبعة‬
‫التي فقدتها صديقتها قبل عدة أيام‪ .‬للتلخيص حتى اآلن ‪ ،‬ال يمكن لألطفال في هذه ‪Celtics‬‬
‫ضا أخذ دور الضحية والتفكير في‬‫المرحلة فقط التعاطف مع حقيقة محنة اآلخرين ؛ يمكنهم أي ً‬
‫‪.‬احتياجات الضحية الخاصة في الموقف‬
‫يعتبر التعاطف الحقيقي مرحلة مهمة ألنه ‪ ،‬على عكس المراحل السابقة التي كانت قصيرة العمر‬
‫وتختفي ألنها تفسح المجال لمراحل الحقة ‪ ،‬تحتوي هذه المرحلة على جميع العناصر األساسية‬
‫للتعاطف الناضج وتستمر في النمو والتطور خالل الحياة‪ .‬في شكله المط َّور بالكامل ‪ ،‬ال يمتلك‬
‫األطفال فقط إحساسًا بجسدهم ككائن يمكن تمثيله خارج الذات الذاتية الحركية (المرآة ‪ -‬الذات)‬
‫ض ا يشعرون أن أجسادهم تحتوي على الذات العقلية الداخلية وتسترشد بها‪" ، .‬أنا" الذي‬ ‫ولكنهم أي ً‬
‫يفكر ويشعر ويخطط ويعيد األعضاء‪ .‬تتضمن هذه "الذات االنعكاسية" معرفة أن الشخص‬
‫ضا من حيث الخبرة الداخلية ؛ وهذه الصورة‬ ‫منفصل عن اآلخرين ليس فقط جسديًا ولكن أي ً‬
‫الخارجية هي جانب من جوانب التجربة الداخلية للفرد‪ .‬هذا يجعل من الممكن للفرد أن يدرك أن‬
‫الشيء نفسه ينطبق على اآلخرين‪ :‬صورتهم الخارجية هي الجانب اآلخر من تجربتهم الداخلية‪.‬‬
‫يمكن لألطفال اآلن االنخراط في أخذ األدوار التي تركز على اآلخرين وكذلك التركيز على‬
‫الذات‪ .‬إنهم يعلمون أن اآلخرين لديهم مشاعر وأفكار مستقلة عن مشاعرهم ‪ ،‬وهذه المعرفة تبقى‬
‫معهم وتوفر نقطة انطالق مدى الحياة لتعلم التعاطف مع جميع أنواع المشاعر في مجموعة‬
‫متنوعة مذهلة من المواقف‬
‫في البداية ‪ ،‬تكون المشاعر التي يمكن لألطفال التعاطف معها بسيطة ‪ ،‬مثل تلك الموجودة في‬
‫أمثلة دمية الدب‪ .‬ولكن ‪ ،‬عندما يكتسبون فه ًما لألسباب والعواقب والمشاعر المرتبطة‬
‫بالعواطف ‪ ،‬يمكنهم التعاطف مع مشاعر الضيق المتزايدة التعقيد لدى اآلخرين (خيبة أملهم من‬
‫إفشاء أحد األصدقاء لسر أو في أدائهم السيئ ‪ ،‬أو خوفهم من فقدان ماء الوجه إذا كانوا قبول‬
‫المساعدة)‪ .‬تعطي المراجعة االنتقائية التالية فكرة عن التقدم في فهم المشاعر وبالتالي القدرة على‬
‫التعاطف التي يحققها األطفال من الطفولة المبكرة حتى المراهقة‪ .‬يتم تقديمه بترتيب تنموي‬
‫تقريبي ؛ ما إذا كانت هناك مراحل أو مراحل فرعية تقع في تسلسل منظم هو سؤال للبحث‪ .‬تستند‬
‫‪ Ridgeway‬و ‪ Zahn-Waxler‬و ‪ Fritz‬و ‪ Bretherton‬المراجعة بشكل أساسي على‬
‫‪.‬ما لم يُذكر خالف ذلك ‪(1986) ،‬‬
‫الطفولة المبكرة‪ .‬يبدأ األطفال الصغار في فهم أسباب العواطف وعواقبها وارتباطاتها ‪ ،‬وخاصة‬
‫أن المشاعر يمكن أن تؤثر على تعبيرات وجه الشخص ("كاتي ليست سعيدة ‪ ،‬كاتي حزينة") ؛‬
‫يمكن أن تنجم المشاعر عن أفعال شخص آخر ("أنت حزين يا أمي‪ .‬ما يفعله أبي"‪" .‬أنا أجرح‬
‫مشاعرك ‪ ،‬ألنني كنت لئيما ً معك" "الجدة غاضبة [ألنني] كتبت على الحائط") ؛ ويمكن‬
‫‪.‬للمشاعر أن تثير فعاًل من شخص آخر ("أبكي [لذا] السيدة تحملني وتحملني")‬
‫في سنوات ما قبل المدرسة ‪ ،‬يمكن لألطفال التعبير عن المشاعر الخفية مثل فقدان والدي أحدهم‬
‫("إنه حزين‪ .‬سيكون سعيدًا عندما يعود والده إلى المنزل ‪ "،‬ردًا على صورة في كتاب يظهر‬
‫صبيًا حزينًا)‪ .‬لقد بدأوا يدركون أن نفس الحدث يمكن أن ينتج مشاعر مختلفة لدى أشخاص‬
‫مختلفين‪ .‬إنهم قادرون على مراعاة رغبات شخص آخر في الحكم على المشاعر التي سيشعر بها‬
‫الشخص في موقف معين (‪.)Harris، Johnson، Hutton، Andrews، & Cooks، 1989‬‬
‫ضا أنه يمكن للناس التحكم في تعبيرهم العاطفي ‪ ،‬وأن المشاعر المعروضة قد ال‬ ‫لكنهم يدركون أي ً‬
‫صا ما يمكن أن يكون لديه رغبة حتى لو لم يتصرف وفقًا‬‫تكون بالضرورة‪ x‬محسوسة ‪ ،‬وأن شخ ً‬
‫لها (‪)Astington & Gopnik ، 1991‬‬
‫منتصف الطفولة‪ .‬في عمر ‪ 6‬أو ‪ 7‬سنوات ‪ ،‬يبدأ بعض األطفال في إظهار فهم متطور إلى حد ما‬
‫للصالت بين مشاعرهم ومشاعر اآلخرين‪ .‬إنهم يفهمون أن التعبير عن مشاعرهم يمكن أن يجعل‬
‫ص ا ما يشعر بتحسن ("أنا أعرف ما تشعر به ‪ ،‬كريس‪ .‬عندما بدأت روضة األطفال ‪ ،‬بكيت‬ ‫شخ ً‬
‫في اليوم األول أيضًا ‪ )"/‬يظهرون وعيًا فج ًرا بمعنى الصداقة ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬هؤالء‬
‫األصدقاء من المرجح أن يسامح أي طفيف غير مقصود ("حاولت الصعود إلى جيم للعب معه‬
‫مرة أخرى ‪ ،‬لكنه لن يقترب مني‪ ..‬عندما ال يكون الطفل صديقك حقًا ولكنهم ال يعرفونك لم أقصد‬
‫أن أفعل ذلك لهم‪ )" .‬بالنظر إلى فهم العالقة بين مشاعر المرء ومشاعر اآلخرين ‪ ،‬ال ينبغي أن‬
‫يكون مفاجًئا أن يبدأ األطفال في هذا العمر بإظهار الوعي الذاتي المنعكس والمعرفي للضيق‬
‫التعاطفي في دراسة أجراها ستراير (‪ ، )1993‬أظهرت دراسة أجراها ستراير (‪13 ، 8 ، 7 ، 5‬‬
‫عا ًما) صو ًرا قصيرة مصورة ألطفال في مواقف مؤلمة للغاية (الطفل يعاقب ظلما من قبل‬
‫الوالدين ؛ طفل معاق يتعلم صعود الساللم بعصا ؛ فصل الطفل قسرا من األب أم األسرة)‪ .‬بعد‬
‫ذلك ‪ ،‬سُئل المشاركون عما إذا كانوا قد شعروا بأي شيء أثناء مشاهدة كل المقالة القصيرة ولماذا‬
‫شعروا بهذه الطريقة‪ .‬قال معظم األشخاص الذين يبلغون من العمر ‪ 7‬سنوات وما فوق وبعض‬
‫األطفال في سن ‪ 5‬سنوات إنهم شعروا بالحزن بسبب مشاعر طفل الفيلم أو وضعه ‪ ،‬مما يشير‬
‫إلى أنهم فهموا أن شعورهم بالحزن كان استجابة تعاطفية لما حدث لآلخر طفل‪ .‬يبدو أن األطفال‬
‫الصغار لم يفهموا هذا‪ .‬تشير هذه النتائج إلى أنه قبل ‪ 6‬أو ‪ 7‬سنوات ‪ ،‬قد يستجيب األطفال بضيق‬
‫تعاطف حقيقي ‪ -‬يشعرون بما هو مناسب لوضع اآلخر ‪ -‬لكنهم ال يدركون أن شعورهم بالضيق‬
‫كان بسبب موقف اآلخر ‪ ،‬وأنهم كانوا متعاطفين‪ .‬من المثير لالهتمام أن هذا الوعي الميتاميتي‬
‫يسبق عام أو اثنين من اإلدراك اللغوي لألطفال بأن الكلمات هي عناصر لغوية ومستقلة عن‬
‫األشياء واألحداث التي تشير إليها (ويتستون ‪ .)1977 ،‬قد يكون السبب في ذلك هو أن الوعي‬
‫اللغوي أكثر تجريدًا ويفتقر إلى اإلشارات التجريبية الشخصية للتعاطف‪.‬‬
‫لكن انتظر! يستشهد ‪ Radke-Yarrow‬و ‪ Zahn-Waxler‬و )‪ Chapman (1983‬برسالة‬
‫شخصية من ‪ Lois Murphy‬تتعلق بصبي يبلغ من العمر ‪ 4‬سنوات قال رسميًا ‪ ،‬عند سماعه‬
‫بوفاة والدة صديقه ‪" ،‬كما تعلم ‪ ،‬عندما تكبر بوني ‪ ،‬سيسألها الناس من كانت والدتها وسيتعين‬
‫عليها أن تقول ‪ 1‬ال أعرف ‪ /‬أتعلم ‪ ،‬هذا يجعل الدموع تنهمر في عيني "‪ .‬إذا أخذنا كلمات هذا‬
‫الطفل حرفيًا ‪ ،‬فإنها تشير إلى أن الطفل البالغ من العمر ‪ 4‬سنوات يمكن أن يكون مدر ًكا تما ًما أن‬
‫مصدر محنته يكمن في الموقف المحزن لشخص آخر ‪ ،‬وهو ما يتعارض مع البحث‪ .‬كيف نفسر‬
‫التناقض؟ تتمثل إحدى اإلجابات في أن األطفال الصغار يدركون ما وراء معرفيًا محنتهم‬
‫التعاطفية في وقت مبكر في الحالة الطبيعية مقارنة بالمختبر ‪ ،‬بسبب إشارات الضيق البارزة من‬
‫الضحايا التي سبقت على الفور وتسببت بوضوح في الضيق التعاطفي للضحايا‪ .‬عالوة على‬
‫ذلك ‪ ،‬في هذه الحالة بالذات ‪ ،‬قد يكون الطفل مبكر النضوج في الرابعة من عمره ‪ -‬ليس بعيدًا‬
‫عن عدد قليل من األطفال المتقدمين في سن الخامسة من ستراير‪( .‬لكن انظر أدناه للحصول على‬
‫تفسير آخر لضيق التعاطف ما وراء المعرفي "المبكر")‪.‬‬
‫في عمر ‪ 8‬أو ‪ 9‬سنوات ‪ ،‬يفهم األطفال أن نفس الحدث يمكن أن يسبب‬
‫عارض المشاعر ("لقد كان سعيدًا ألنه حصل على الحاضر ولكنه محبط ألنه لم يكن ما يريده")‬
‫(‪Fischer، Shaver، & Cornochan، 1990‬؛ ‪ - )Gnepp، 1989‬على الرغم من أنهم‬
‫يستطيعون التعرف على المشاعر المتعارضة قبل عام أو عامين عندما يطلب من شخص بالغ‬
‫النظر في رد الفعل العاطفي للشخص تجاه كل مكون من مكونات الصراع (‪Peng، Johnson،‬‬
‫‪ .)Pollock، Glasspool، & Harris، 1992‬يعرف األطفال الذين تتراوح أعمارهم بين‬
‫ثمانية أو تسعة أعوام شيًئا ما عن أسباب وعواقب احترام الذات لدى اآلخرين ‪ ،‬على سبيل المثال‬
‫‪ ،‬يشعر الناس بالسوء إذا فشلوا بسبب نقص القدرة مقارنة بنقص الجهد (وينر ‪ ،‬وغراهام ‪،‬‬
‫وستيرن ‪ ،‬ولوسون ‪( .)1982 ،‬قد يكون هذا صحي ًحا بشكل رئيسي في المجتمعات الموجهة نحو‬
‫الجدارة ‪ ،‬حيث تعد القدرة عامالً رئيسيًا في تقدير الذات)‪.‬‬
‫بحلول الساعة ‪ 9‬أو ‪ ، 10‬وفقًا لدراسة أجراها )‪ ، Gnepp and Gould (1985‬قد تبدأ معرفة‬
‫األطفال بتجربة شخص آخر مؤخ ًرا في التأثير على وعيهم بمشاعره في وضع مماثل‪ .‬ر ُِويت‬
‫الفئات الفرعية ‪ -‬رياض األطفال ‪ ،‬وطالب الصف الثالث والخامس والسابع ‪ -‬قصصًا قصيرة‬
‫عن األطفال (طفل يعض من قبل جربيل وفي اليوم التالي يعلن معلمه أن دوره قد حان إلطعام‬
‫فصل الجربيل)‪.‬‬
‫استخدم حوالي نصف طالب الصف الثالث وثلثي طالب الصف الخامس تجربة الطفل السابقة‬
‫بشكل صحيح (قالوا إنه يخشى إطعام الجربوع في الفصل)‪ .‬هذا ‪ ،‬بالطبع ‪ ،‬يعني أيضًا أن نصف‬
‫طالب الصف الثالث وثلث طالب الصف الخامس لم يتمكنوا من استخدام خبرة الطفل السابقة‬
‫على الرغم من أنها كانت حديثة ‪ ،‬وذات صلة بشكل واضح ‪ ،‬وأبرزها المعلم قبل لحظات من‬
‫إصدار أحكامهم‪ . .‬تشير النتائج إلى أن األطفال يبلغون من العمر ‪ 9‬أو ‪ 10‬سنوات قبل أن يبدأوا‬
‫في إدراك أن مشاعر اآلخرين تتأثر بتجربته أو تجربتها األخيرة‪ .‬يبدو هذا متأخرًا بالنسبة لي ‪،‬‬
‫نظ ًرا لمستوى المعرفة حول المشاعر لدى األطفال الصغار ‪ ،‬كما تمت مناقشته أعاله‪.‬‬
‫قد تكون النتائج التي حصل عليها ‪ Pazer‬و ‪ Slackman‬و )‪ Hoffman (1981‬أقرب قليالً إلى‬
‫العالمة‪ .‬طُلب من األطفال أن يذكروا مدى "جنونهم" إذا تصرف شخص ما بطريقة ضارة‬
‫تجاههم (على سبيل المثال ‪ ،‬سرق قطتهم)‪ .‬ثم تم إعطاء األشخاص التجريبيين معلومات أساسية‬
‫مخففة عن الجاني (على سبيل المثال ‪ ،‬هربت قطته ولم يتمكن والديه من الحصول عليه بواحدة‬
‫أخرى)‪.‬‬
‫قال األشخاص في هذه المجموعة الذين يبلغون من العمر ‪ 8‬سنوات أو أكبر إنهم سيكونون أقل‬
‫جنونًا من األشخاص الضابطة الذين تم إعطاؤهم معلومات أساسية متساوية في طول الكلمة‬
‫ولكن ليس مخففة‪ .‬لم تتأثر الموضوعات األصغر سنًا بالمعلومات األساسية‪ .‬يقودنا هذا إلى ‪8‬‬
‫سنوات باعتباره العمر الذي يبدأ فيه األطفال في التفكير في تجربة اآلخرين السابقة عند الحكم‬
‫على مشاعرهم في موقف ما‪.‬‬
‫ولكن حتى ‪ 8‬سنوات تبدو كثيرًا عندما نفكر في حكاية ‪ Radke-Yarrow‬وآخرون (‪)1983‬‬
‫حول الصبي البالغ من العمر ‪ 4‬سنوات ‪ ،‬المذكورة أعاله‪ :‬إذا كان بإمكان طفل يبلغ من العمر ‪4‬‬
‫سنوات التفكير في مستقبل شخص آخر ‪ ،‬فيمكنه بالتأكيد التفكير آخر‬
‫ماضي‪ .‬لهذا السبب ‪ ،‬وألن هذه الحكاية قد تم االستشهاد بها بشكل غير نقدي على أنها تظهر قدرًا‬
‫أكبر من التطور المعرفي االجتماعي لدى األطفال في سن ‪ 4‬سنوات مما يبرره البحث ‪ -‬وبما أن‬
‫المزيد من التفاصيل غير متوفرة ‪ -‬تستحق الحكاية تمحيصًا دقيقًا‪.‬‬
‫التفسير المحتمل هو أن الصبي ردد شيًئا سمعه بببغاوات‪ :‬مستقبل الفتاة بدون أم هو مجرد نوع‬
‫من األشياء التي قد يتحدث عنها الكبار في جنازة األم‪ .‬من ناحية أخرى ‪ ،‬من غير المرجح أن‬
‫يعتقد الكبار أن مشكلة الفتاة الكبيرة هي عدم معرفة والدتها ؛ هذا يبدو أشبه ببناء الطفل‪.‬‬
‫يبدو من األرجح أن الصبي لم يقتبس كلمات البالغين ‪ ،‬ولكن ‪ ،‬إن لم يكن للمحادثة مع الكبار ‪،‬‬
‫فإن انتباهه ‪ ،‬مثل أي شخص يبلغ من العمر ‪ 4‬سنوات ‪ ،‬سوف يستحوذ على إشارات االستغاثة‬
‫البارزة في الموقف الفوري‪ .‬كان من الممكن أن تؤدي محادثة الكبار حول مستقبل الفتاة بدون أم‬
‫إلى تنشيط مخاوفه بشأن والدته ‪ ،‬ولكن على أي حال يمكن أن يفسر رده الموجه نحو المستقبل‪.‬‬
‫كل األشياء التي تم أخذها في االعتبار ‪ ،‬فإن أفضل تفسير الستجابة الصبي اللفظية ‪ ،‬كما أعتقد ‪،‬‬
‫هو توسع مبكر ‪ ،‬بدائي ‪ ،‬محفز خارجيًا ‪ ،‬وربما مؤقتًا لمنظور الوقت للطفل الصغير‪ - x‬تمهيدًا‬
‫لمنظور الوقت العفوي الناضج الذي يظهر الحقًا في الحياة‪ .‬لم يكن مثل هذا التحفيز الخارجي‬
‫متا ًحا في الدراسات التجريبية الموصوفة سابقًا ‪ ،‬وهو ما قد يفسر سبب تأخر "الكفاءة التجريبية"‬
‫عن "الكفاءة الطبيعية"‪ .‬فيما يتعلق بالبعد المعرفي الظاهر للتعاطف مع الصبي ‪ ،‬كان من الممكن‬
‫أن تؤدي محادثة الكبار حول مستقبل الفتاة إلى الربط بين صورة الفتاة بدون أم والدموع والحزن‬
‫التعاطفي الذي كان يشعر به في ذلك الوقت‪ .‬هذا من شأنه أن يجسد شكاًل بدائيًا مبكرًا ومحف ًزا‬
‫خارجيًا من الضيق التعاطفي وراء المعرفي‪.‬‬
‫مرحلة المراهقة‪ .‬بحلول سن ‪ 12‬أو ‪ 13‬عا ًما ‪ ،‬يمكن لألطفال تعويض التفاوتات بين ما يشعر به‬
‫الشخص في موقف ما والشعور المتوقع عادةً في هذا الموقف‪ .‬إنهم يعرفون ‪ ،‬على سبيل المثال ‪،‬‬
‫أن األشخاص الذين يبدون حزينين عندما يجب أن يكونوا سعداء (على سبيل المثال ‪ ،‬فازوا للتو‬
‫بجائزة) ربما يشعرون بالحزن أكثر من األشخاص الذين يبدون حزينين في المواقف التي يجب‬
‫أن يكونوا حزينين فيها ()‪.Rotenberg & Eisenberg ، (1997‬‬
‫قد ال يرغب األشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة دائ ًما في الحصول على المساعدة‪ .‬في‬
‫الواقع ‪ ،‬أعتقد أن معظم الناس ‪ ،‬على األقل في مجتمعنا الفردي ‪ ،‬مترددون بشأن تلقي المساعدة‬
‫إال عندما يكونون يائسين‪ .‬قد يكون العرق عامالً في هذا التناقض‪ :‬فقد انخفض تقدير الذات لدى‬
‫الرعايا السود عندما حصلوا على مساعدة غير مرغوب فيها من قبل البيض ‪ ،‬ولكن ليس من قبل‬
‫السود ()‪ .Schneider، Major، Luhtanen، & Crocker (1996‬يبدو أن األطفال الصغار‬
‫غافلين عن تناقض اآلخرين‪ .‬حول تلقي المساعدة ‪ ،‬على الرغم من شعورهم بالتردد حيال‬
‫مساعدة أنفسهم‪ُ :‬وجد أن األطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثمانية وعشرة أعوام قلقون بشأن‬
‫فقدان ماء الوجه عندما يساعدهم مدرس أقرانهم (& ‪Depaulo، Dull، Greenberg،‬‬
‫‪ ، )Swain، 1989‬ليس حتى ‪ 16‬عا ًما أو نحو ذلك حتى يفكروا مرتين قبل تقديم المساعدة‬
‫ت اجتماعيًا‬
‫لتجنب وضع اآلخر في وضع غير مؤا ٍ‬
‫(ميدالرسكي وهانا ‪.)1985 ،‬‬
‫مرحلة البلوغ‪ .‬أحيانًا ما يكون الناس متناقضين بشأن التعاطف معهم ‪ ،‬ناهيك عن المساعدة‪ .‬قد‬
‫يحدث هذا بعد مرض طويل أو فترة حداد‪ .‬عندما حدث [الموت في األسرة] صدمت وانزعجت‬
‫للغاية‪ .‬أخذت إجازة لمدة أسبوع من المدرسة ألجمع نفسي‪ .‬وبعد ذلك ‪ ،‬أردت فقط إعادة حياتي‬
‫إلى ما كانت عليه قبل الموت‪ .‬عندما يتصل بي الناس ‪ ،‬كل ما كنت أسمعه هو التعاطف والشفقة‬
‫في أصواتهم‪ .‬لكنني لم أرغب في سماع الحزن والحزن‪ .‬كنت أرغب في االستمرار في حياتي‬
‫ألنني قبلت الموت وكنت مستعدًا للمضي قد ًما‪ .‬لذلك أردت أن أتحدث عن أشياء أخرى وأن‬
‫أضحك لكني لم أستطع ألن اآلخرين كانوا ال يزالون حزينين من حولي ‪ -‬الضحك لم يكن يبدو‬
‫جيدًا‪( .‬الطالب الجامعي(‬

‫‪Hoffman 2008 empathy and prosocial‬‬


‫المرحلة األولى ‪ :‬البكاء التفاعلي (حديثي الوالدة حتى ‪ 6‬شهور )‪1-‬‬
‫استجابة لصوت صرخة شخص آخر عن طريق التنبيه ‪ ،‬محتوى حديثي‬ ‫ً‬ ‫الصرخة المعروفة‬
‫الوالدة ليس مجرد تقليد لصوت البكاء أو رد فعل مؤلم لمثير ضار‪ .‬إنها قوية ومكثفة ومتطابقة‬
‫‪ Simner ،‬؛ ‪ (Sagi & Hoffman ، 1976‬مع الصرخات التلقائية للرضع في ضائقة فعلية‬
‫ضا أن األطفال يبكون بشكل أقل ‪1971).‬‬ ‫وجد مارتن وكالرك (‪ )1982‬نفس الشيء وأي ً‬
‫استجابة لصوت صراخهم (مسجل على شريط كما في بحث البكاء السابق) أو لبكاء الشمبانزي‬ ‫ً‬
‫(الذي يجده الكبار أكثر كر ًها من بكاء األطفال الرضع‪ .) .‬قد يعني هذا أن البكاء هو استجابة‬
‫فطرية متشابهة لصرخة معينة ‪ ،‬والتي يفترض أنها نجت من االنتقاء الطبيعي‪ .‬يمكن أن تكون‬
‫اآللية الكامنة وراء التقليد ‪ ،‬والتي من شأنها‬
‫تشير إلى أن الخاليا العصبية المرآتية موجودة عند الوالدة ؛ أو يمكن أن يكون تكيي ًفا ‪ ،‬يستطيع‬
‫‪ (Blass، Ganchrow، Steiner، 1984).‬المواليد الجدد أي ً‬
‫ضا القيام به‬
‫مهما كان السبب ‪ ،‬يستجيب المواليد الجدد لضيق اآلخرين من خالل الشعور بالضيق‪ .‬يشير‬
‫هذا إلى أن صرخة حديثي الوالدة قد تكون أول مثال على التعاطف دون وعي‪ .‬قد نتوقع أن‬
‫يتم تقويضها بحوالي ‪ 6‬أشهر ‪ ،‬بسبب الوعي الفجر لدى اآلخرين على أنهم منفصلون جسديًا‬
‫عن أنفسهم‪ .‬بالفعل‬
‫أن األطفال في عمر ‪ 6‬أشهر نظروا إلى طفل )‪ Pedersen (1981‬و ‪ Nash‬و ‪ Hay‬وجد‬
‫يبكي دون أن يبكي على الفور‪ .‬ردا على صرخات طويلة ‪ ،‬بدوا حزينين ومررمين شفاههم‬
‫قبل أن يبدؤوا في البكاء‬
‫المرحلة الثانية ‪ :‬الضيق العاطفي المتمركز حول الذات (‪ 12-11‬شهر)‪2-‬‬
‫في عمر ‪ 12-11‬شهرً ا ‪ ،‬يفعل األطفال نفس ما يفعله األطفال البالغون من العمر ‪ 6‬أشهر لـ‬
‫ضا يتذمرون ويراقبون الضحية بصمت ‪Hay et al. (1981) ،‬‬ ‫& ‪ (Radke Yarrow‬لكنهم أي ً‬
‫يتصرف البعض ‪ ،‬لكن يبدو أن أفعالهم مصممة لتقليل محنتهم‪Zahn-Waxler ، 1984). .‬‬
‫رأت ابنة لطالب تبلغ من العمر سنة واحدة صديقة تسقط وتبكي ‪ ،‬وحدقت في صديقتها ‪،‬‬
‫وبدأت في البكاء ‪ ،‬ثم وضعت إبهامها في فمها ودفنت رأسها في حجر والدتها ‪ -‬كما فعلت‬
‫عندما أصيبت نفسها‪ .‬قد يكون التفسير النقدي للبارسي أنه مثل معظم األطفال في سنها ‪ ،‬لم‬
‫تتخرج بشكل كامل من ضائقة تعاطفية عالمية وظلت غير واضحة بشأن الفرق بين شيء‬
‫يحدث لشخص آخر ولها‪ .‬ال تزال إشارات الضيق من اآلخرين تثير ضائقة تعاطفية عالمية ‪-‬‬
‫اندماج المشاعر غير السارة والمحفزات من اآلخر المتصور بشكل خافت ‪ ،‬جسدها ‪،‬‬
‫والموقف‪ .‬شعرت بالضيق وسعت إلى تهدئة نفسها‪ .‬أسمي هذا النوع من رد الفعل "الضيق‬
‫التعاطفي األناني" ‪ ،‬ألنه متمركز حول الذات (هناك دافع لتقليل ضائقة المرء) والتعاطف‬
‫(يتوقف على ضيق اآلخرين)‪ .‬الصدفة هي ما يبرر وصفها بأنها مقدمة لألخالق التعاطفية‬
‫المرحلة الثالة ‪ :‬محنة التعاطف شبه األنانية (بداية الشنة الثانية – ‪ 14‬شهر)‪3-‬‬
‫بعد حوالي شهرين ‪ ،‬ال يزال في بداية السنة الثانية ‪ ،‬يصبح بكاء األطفال العاطفي والنحيب‬
‫والتحديق أقل تكرارا‪ .‬يبدأون في إحراز تقدم مفيد تجاه الضحية (االتصال الجسدي المؤقت‬
‫ً‬
‫تمايزا‪ :‬التقبيل ‪،‬‬ ‫مثل الربتة أو اللمس) ‪ ،‬والتي سرعان ما تفسح المجال لتدخالت إيجابية أكثر‬
‫والعناق ‪ ،‬والحصول على شخص آخر للمساعدة ‪ ،‬والمساعدة الجسدية ‪ ،‬والنصح ‪ ،‬والطمأنينة‪.‬‬
‫استجاب صبي يبلغ من العمر ‪ 14‬شهرً ا لصديق يبكي بنظرة حزينة ‪ ،‬ثم أمسك يد الصديق‬
‫بلطف وأحضره إلى والدته ‪ ،‬على الرغم من وجود والدة الصديق (هوفمان ‪ .)1978 ،‬فتاة‬
‫تبلغ من العمر ‪ 15‬شهرً ا "تراقب طفالً زائرً ا يبكي‪ :‬تراقبه بعناية ‪ ،‬وتتبعه حوله ‪ ،‬وواصلت‬
‫‪" (Radke-Yarrow‬تسليمه األلعاب واألشياء األخرى التي تحبها (قنينة ‪ ،‬سلسلة من الخرز)‬
‫أظهرت هذه اإلجراءات أن األطفال أدركوا اآلن أن اآلخرين كانوا ‪).‬زان واكسلر ‪& 1984 ،‬‬
‫كيانات مادية مستقلة عن أنفسهم ‪ ،‬على الرغم من أنهم لم يدركوا بعد أن اآلخرين لديهم‬
‫حاالتهم الداخلية المستقلة‪ .‬تم توقيع اإلجراءات بوضوح لمساعدة شخص آخر في محنة ‪،‬‬
‫وبالتالي أظهرت ضائقة تعاطفية تعمل كدافع اجتماعي إيجابي‬
‫بداية من الضيق الودي ‪ ،‬ماذا يحدث عندما يدرك األطفال أنه شخص آخر يعاني من الضيق؟‬
‫قد يشعرون باالرتياح واالبتعاد ‪ ،‬لكن الصورةـ الذهنية للضحية قد تظل تغذي حزنهم التعاطفي‪.‬‬
‫على أي حال ‪ ،‬فإن الدليل هو أن األطفال بشكل عام يستمرون في الشعور بالضيق ويقدمون‬
‫المساعدة‪ .‬الجمع بين الشعور بالضيق ‪ ،‬ومعرفة هذا الشعور ناتج عن ضائقة فعلية لشخص‬
‫آخر ‪ ،‬ومحاولة المساعدة توحي لي (هوفمان ‪ )1975 ،‬أن الضيق التعاطفي يتغير من شعور‬
‫يشبه إلى حد ما شعور الضحية إلى شعور متبادل أكثر بالقلق‪ .‬للضحية‪ .‬يتناسب هذا مع ما‬
‫صا في محنة‪ :‬إنهم يشعرون بالضيق ‪ ،‬لكنهم أيضًا‬ ‫يشعر به معظم الناس عندما يرون شخ ً‬
‫يشعرون "بضيق متعاطف" ورغبة في مساعدة الضحية‪ .‬في أي حال ‪ ،‬منذ ذلك الحين وحتى‬
‫الحياة ‪ ،‬قد يشمل الضيق التعاطفي عنصرً ا متعاط ًفا ؛ يريد الناس المساعدة ألنهم يشعرون‬
‫باألسف تجاه الضحية ‪ ،‬وليس فقط للتخفيف من ضائقة التعاطف‪ .‬قد يكون المكون الوجداني‬
‫‪.‬للضيق التعاطفي أول دافع اجتماعي حقيقي للطفل‬
‫يصعب اختبار فرضيات التغيير النوعي مثل هذه‪ .‬في البداية ‪ ،‬كان هناك مجرد دليل متناقل‬
‫(هوفمان ‪ 1975 ،‬أ) ‪ ،‬لكن ثالثة تحقيقات مستقلة قدمت منذ ذلك الحين دعمًا أكثر إقناعًا‪:‬‬
‫تمايز الذات ‪ -‬اآلخر (يقاس بشكل غير مباشر عن طريق التعرف على الذات في المرآة) يسبق‬
‫‪ Zahn-‬؛ جونسون ‪ 1992 ،‬؛‪ (Bischof-Köhler، 1991‬الضيق التعاطفي والمساعدة‬
‫إن شرح العملية األساسية هو أكثر ‪Waxler ، Radke-Yarrow ، & King ، 1979).‬‬
‫صعوبة (انظر هوفمان ‪ ، 2007 ، 1976 ،‬لمحاولة القيام بذلك)‪ .‬على أي حال ‪ ،‬من اآلن‬
‫‪.‬فصاع ًدا في هذا الفصل ‪ ،‬يشير مصطلح "الضيق التعاطفي" إلى الضيق التعاطفي ‪ /‬المتعاطف‬
‫المرحلة الرابعة ‪ ( :‬الضيق اإلمباثي الحقيقي من نهاية السنة الثانية و يستمر حتى الثالثة ‪4-‬‬
‫‪):‬‬
‫التطورات الرئيسية في مفهوم الذات اآلخر تحدث قرب نهاية السنة الثانية وتستمر في السنة‬
‫‪ (Lewis & Brooks-Gunn ، 1979) ،‬الثالثة‪ .‬يتعرف األطفال على أنفسهم في المرآة‬
‫ويكشفون عن اإلحساس بالجسد ككيان مادي موجود خارج الذات الذاتية ويمكن لآلخرين‬
‫ضا أن اآلخرين لديهم حاالت داخلية (أفكار ومشاعر ورغبات) مستقلة‬ ‫رؤيته‪ .‬يدرك األطفال أي ً‬
‫عن حالتهم الخاصة‪ .‬هذا يسمح بمزيد من التعاطف الدقيق وسلوك المساعدة الفعال‪ .‬سارة ‪،‬‬
‫البالغة من العمر عامين و ‪ 3‬أشهر ‪ ،‬كانت تستقل سيارة عندما انزعج ابن عمها من فقدان‬
‫دبدوبه‪ .‬قال أحدهم إنه كان في صندوق السيارة ويمكن أن ينتقل مرة أخرى عندما يصل إلى‬
‫المنزل‪ .‬بعد حوالي ‪ 15-10‬دقيقة ‪ ،‬عندما اقتربت السيارة من المنزل ‪ ،‬قالت سارة ‪" ،‬اآلن‬
‫‪.‬يمكنك الحصول على دبك" (بلوم ‪)1987 ،‬‬
‫يتضح االنتقال من الضيق شبه األناني إلى الضيق التعاطفي الحقيقي من خالل الطفل األصغر‬
‫قليالً ‪ ،‬ديفيد البالغ من العمر عامين ‪ ،‬الذي أحضر دبدوبه الخاص لتهدئة صديق يبكي‪ .‬عندما‬
‫لم ينجح األمر ‪ ،‬توقف ‪ ،‬وركض إلى الغرفة المجاورة ‪ ،‬وعاد مع دبدوب الصديق ؛ عانقها‬
‫الصديق وتوقف عن البكاء‪ .‬أقترح أن ديفيد كان إعال ًنا معرفيًا بما يكفي للتساؤل عن سبب عدم‬
‫توقف دميته عن بكاء صديقه ‪ ،‬وإلدراك أنه يريد دمية خاصة به وكذلك صديقه ‪ ،‬ولتذكر رؤية‬
‫صديقه يلعب بسعادة مع دميته‪ .‬في الغرفة المجاورة‪ .‬قد يُظهر سلوكه كيف يتعلم األطفال‬
‫الجاهزون معرفيًا من األخطاء "شبه األنانية" والتعليقات التصحيحية (في حالة ديفيد ‪ ،‬بكاء‬
‫الصديق المستمر) أن احتياجات اآلخرين قد تختلف في بعض األحيان عن احتياجاتهم ‪،‬‬
‫‪.‬وبالتالي يتقدمون إلى التعاطف الحقيقي‬
‫يمكن لألطفال اآلن التعاطف مع الوعي ‪ ،‬وأخذ وجهات نظر اآلخرين ‪ ،‬والمساعدة بشكل أكثر‬
‫مالءمة‪ .‬يتمتع التعاطف الحقيقي بالسمات األساسية للتعاطف الناضج ‪ ،‬ولكنه يصبح أكثر‬
‫تعقي ًدا مع تقدم العمر‪ .‬يسمح الفهم المتزايد لألسباب والعواقب واالرتباطات بالعواطف للفرد‬
‫ضا مع مشاعر الضيق الخفية‪ :‬يمكن‬ ‫بالتعاطف ليس فقط مع مشاعر الضيق البسيطة ولكن أي ً‬
‫لمرحلة ما قبل المدرسة التعاطف مع اآلباء واألمهات واألطفال األكبر س ًنا بمشاعر مختلطة أو‬
‫خيبة أمل في أداء الفرد‪ .‬يمكن للمراهقين التعاطف مع حاجة اآلخرين لالستقاللية ‪ ،‬وحتى مع‬
‫الخوف من فقدان ماء الوجه بقبول المساعدة‪ .‬عالوة على ذلك ‪ ،‬من سن ‪ 14‬إلى ‪ 20‬عامًا ‪،‬‬
‫يتعرفون على العديد من المشكالت المعقدة والمحددة للغاية ‪ ،‬مثل الفشل في االختبارات المهمة‬
‫‪ (Pasupathi ،‬لمستقبل المرء ‪ ،‬أو طالق الوالدين ‪ ،‬أو تجربة جنسية أقل من أقرانهم‬
‫بصرف النظر عن المحتوى ‪ ،‬يدرك األطفال في ‪Staudinger ، & Baltes ، 2001) .‬‬
‫الوقت المناسب أن لذاتهم الداخلية جزءًا انعكاسيًا ‪" -‬أنا" التي تفكر وتشعر وتخطط وتتذكر ‪-‬‬
‫ضا‪ .‬يتأثر تعاطفهم بمعرفة أن بإمكان الناس إظهار العواطف التي‬ ‫وأن اآلخرين يفعلون ذلك أي ً‬
‫‪.‬لم يشعروا بها والشعور بأن العواطف ال تظهر‬
‫( المرحلة الخامسة ‪ :‬التعاطف المحزن وراء الموقف من‪5-‬‬
‫في مرحلة ما ‪ ،‬بسبب ظهور مفهوم الذات واآلخرين كأشخاص مستمرين لهم تاريخ وهويات‬
‫منفصلة ‪ ،‬يدرك األطفال أن اآلخرين يشعرون بالبهجة والغضبـ والحزن والخوف وقلة التقدير‬
‫ضا في حياتهم‪ .‬األرواح‪.‬ـ وبالتالي ‪ ،‬فهم ال يستجيبون فقط‬ ‫ليس فقط في موقف معين ‪ ،‬ولكن أي ً‬
‫بشكل تعاطفي لمحنة اآلخرين المباشرة ‪ ،‬بل يستجيبون أي ً‬
‫ضا لما يتخيلون أنه حياة اآلخر‬
‫حزينة مزمنة أو غير سارة‪ .‬متى يمكنهم فعل هذا؟ تشير األبحاث المتعلقة بالجنس والهوية‬
‫العرقية إلى أن إحساس األطفال بأنفسهم باعتباره متماس ًكا ومستمرً ا ومستقرً ا يظل ضبابيًا حتى‬
‫‪ (Ruble & Martin ، 1998).‬حوالي ‪ 9-6‬سنوات‬
‫قد نتوقع منهم أن يعرفوا أن اآلخرين لديهم هويات بعد ذلك بوقت قصير‪ .‬يتناسب هذا مع‪e‬‬
‫لقد وصفوا تجربة الطفل السابقة (عضه جربوع أو ‪ Gnepp and Gould (1985):‬بحث‬
‫تمت مكافأته على الغوص الممتاز) ‪ ،‬ثم طلبوا من األشخاص التنبؤ برد فعل الطفل العاطفي‬
‫في حدث الحق ذي صلة (على سبيل المثال ‪ ،‬الطفل الذي تعرض للعض ساب ًقا) أنتقل إلطعام‬
‫فئة الجربيل)‪ .‬استخدم نصف طالب الصف الثاني ومعظم طالب الصف الخامس المعلومات‬
‫السابقة بشكل صحيح (على سبيل المثال ‪ ،‬أدركوا أن الطفل الذي تعرض للعض ساب ًقا سيكون‬
‫خائ ًفا من إطعام الجربوع)‪ .‬يشير هذا إلى أن األعمار من ‪ 7‬إلى ‪ 10‬سنوات قد تكون عندما‬
‫تبدأ معرفة حياة اآلخرين بالتأثير على استجابات الطفل الوجدانية‪ .‬يمكن للطفل بعد ذلك‬
‫التعاطف مع األشخاص المصابين بأمراض مزمنة ‪ ،‬أو المحرومين عاطفيًا ‪ ،‬أو الفقراء بشكل‬
‫ميؤوس منه ‪ -‬بغض النظر عن الحالة المباشرة لآلخرين‪ .‬إذا بدوا حزينين ‪ ،‬فإن معرفة أن‬
‫حياتهم حزينة قد يزيد من توتر الطفل التعاطفي‪ .‬إذا بدوا سعداء ‪ ،‬فإن التناقض قد يمنع الطفل‬
‫من قصره ؛ بدالً من الشعور بالفرح التعاطفي ‪ ،‬قد يدرك أن الحياة الحزينة هي مؤشر أكثر‬
‫‪ (Szporn ، 2001).‬إقنا ًعا للرفاهية واالستجابة بحزن تعاطفي ‪ ،‬أو بمزيج من الفرح والحزن‬
‫وبالتالي ‪ ،‬فإن التعاطف الناضج هو استجابة لشبكة من اإلشارات من سلوك اآلخرين ‪،‬‬
‫والتعبير العاطفي ‪ ،‬والوضعـ الفوري ‪ ،‬وظروف الحياة‬

‫يقترح هوفمان (‪)2008‬‬


‫دورة من ست مراحل لتنمية التعاطف تبدأ في السنة األولى من الحياة‪ .‬يبكي األطفال رداً على‬
‫محنة اآلخرين بينما يتصرف األطفال الصغار بطريقة تقلل من ضائقةهم في مواجهة ضائقة‬
‫اآلخرين‪ .‬بدءًا من عمر عامين ‪ ،‬يحرز األطفال الصغار تقدمًا في تمييز الذات واآلخر وإدراك‬
‫أن اآلخرين يختبرون حاالت داخلية مستقلة عن أنفسهم‪ .‬تستمر هذه المكونات األساسية‬
‫للتعاطف في التطور حتى يتطور فهم تعاطفي ناضج حيث يكون األطفال قادرين على‬
‫‪ .‬التعاطف مع األفراد خارج مواقف محددة باإلضافة إلى مجموعات محددة من الناس‬

‫‪Hoffman,2000‬‬
‫لطالما كان معرو ًفا من قبل طالب الطفولة واألشخاص العاديين على حد سواء أنه عندما يسمع‬
‫األطفال الرضع صرخة طفل آخر يبدأون في البكاء‪ .‬تم إجراء أول دراسة مضبوطة لهذه‬
‫البكاء التفاعلي بواسطة‬
‫الذي وجدها في األطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ‪ 2‬و ‪ 3‬أيام‪ .‬أثبت ‪Simner (1971) ،‬‬
‫ضا أن سبب الصرخة التفاعلية ليس ارتفاع صوت صرخة اآلخر ‪ ،‬حيث ال يبدأ‬ ‫سيمنر أي ً‬
‫األطفال في البكاء عندما يسمعون صو ًتا اصطناعيًا (محاكى بالكمبيوتر) له نفس مستوى‬
‫الصوت‪ .‬تم تكرار النتائج التي توصل إليها سيمنر في األطفال بعمر يوم واحد بواسطة ساغي‬
‫‪.‬وهوفمان (‪ ، )1976‬الذين أفادوا باإلضافة إلى ذلك أن الصرخة التفاعلية ليست بسيطة‬
‫استجابة صوتية مقلدة تفتقر إلى مكون عاطفي‪ .‬بدالً من ذلك ‪ ،‬فهو قوي ومكثف وال يمكن‬
‫تمييزه عن البكاء العفوي لرضيع يشعر بعدم الراحة فعليًا‪ .‬قام مارتن وكالرك (‪)1982‬‬
‫ضا أن األطفال ال يبكون كثيرً ا على صرخة الشمبانزي‬
‫بتكرار هذه النتائج وأظهروا أي ً‬
‫(والتي ‪ ،‬بالمناسبة ‪ ،‬يجد البالغون أكثر كرهًا من صرخات األطفال) ‪ ،‬أو حتى على صوت‬
‫صراخهم‪ . .‬وهكذا يبدو أن هناك شيًئ ا مزعجً ا بشكل فريد حول صوت بكاء رضيع بشري‬
‫يدفع بالمولود إلى حالة من االنزعاج المهتاج‬
‫لماذا هذا؟ التفسير األكثر ترجيحً ا هو أن البكاء التفاعلي لحديثي الوالدة هو استجابة فطرية‬
‫متشابهة لبكاء كائن آخر من نفس النوع ‪ ،‬والذي نجا من االنتقاء الطبيعي وقابل للتكيف‪.‬ـ يمكن‬
‫أن تكون اآللية النفسية األساسية األساسية شكالً من أشكال المحاكاة حيث يقلد المولود تلقائيًا‬
‫صوت صرخة اآلخر ‪ ،‬ويبدأ الصوت الناتج عن صراخه والتغييرات في أنماط عضالت‬
‫الوجه المصاحبة لصراخه في عملية تغذية راجعة تدفعه إلى حالة مضطربة‬
‫‪.‬‬

‫من منظور تنموي ‪ ،‬نتوقع أن تكون صرخة رد الفعل لحديثي الوالدة محصورة في األشهر‬
‫األولى من الحياة وأن تختفي لمدة ‪ 6‬أشهر أو نحو ذلك ‪ ،‬بسبب إدراك األطفال الفجر ألنفسهم‬
‫واآلخرين ككائنات منفصلة‪ .‬يجب أن يتداخل هذا الوعي مع ‪ ،‬أو على األقل يبطئ ‪ ،‬تقليدهم‬
‫ضا أقل عرضة للبكاء‬ ‫التلقائي وتكييف استجاباتهم لصرخة اآلخرين‪ .‬يجب أن يكون األطفال أي ً‬
‫بسبب اهتمامهم المتزايد بأشياء أخرى والقدرة على تنظيم عواطفهم‪ .‬هناك دليل على هذا‬
‫الذين الحظوا ‪ Pedersen (1981) ،‬و ‪ Nash‬و ‪ Hay‬االنخفاض المتوقع في دراسة أجراها‬
‫تفاعل اثني عشر زوجً ا من األطفال الرضع بعمر ‪ 6‬أشهر في غرفة اللعب في المختبر‪ .‬كال‬
‫األمتين كانتا حاضرتين‪.‬ـ كان االكتشاف الرئيسي هو أنه عندما يكون أحد الرضيعينـ حزي ًنا ‪،‬‬
‫كان اآلخر يراقب بشكل عام ولكنه نادرً ا ما يبكي أو يشعر بالضيق‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬كان هناك‬
‫تأثير تراكمي‪:‬ـ بعد عدة حاالت من الضيق على الرضيع ‪ ،‬أصيب الرضيع اآلخر بالضيق وبدأ‬
‫‪.‬في البكاء‬
‫تختلف صرخة الطفل البالغ من العمر ستة أشهر عن صراخ المولود بطريقة أخرى‪ :‬فهي‬
‫ليست فورية ومضطربة‪.‬ـ في عمر ‪ 6‬أشهر ‪ ،‬يبدو الرضيع حزي ًنا في البداية ويجعد شفتيه قبل‬
‫أن يبدأ في البكاء ‪ ،‬تمامًا كما يفعل األطفال في ذلك العمر عندما يكونون في ضائقة فعلية‪ .‬من‬
‫المثير لالهتمام أن تشارلز داروين (‪ ، )1877‬الذي راقب بعناية ردود فعل ابنه على الوجه‬
‫والعاطفة منذ والدته ‪ ،‬ذكر شيًئ ا مشابهًا ‪" -‬ظهر التعاطف بوضوح في ‪ 6‬أشهر و ‪ 11‬يومًا‬
‫من خالل وجهه الحزين ‪ ،‬وزوايا فمه مكتئبة جي ًدا عندما تظاهرت ممرضته بالبكاء "(ص‬
‫‪)293.‬‬
‫يشير االختالف بين الطفل البالغ من العمر ‪ 6‬أشهر والمولودـ إلى أنه عندما يتمايز األطفال عن‬
‫اآلخرين ‪ ،‬يتم تقويض أساس استجابتهم العاطفية العالمية للضيق‪ .‬لم يعودوا يستجيبون تلقائيًا‬
‫لصرخة اآلخر ‪ ،‬ألن اآلخر أصبح اآلن "آخرً ا" حقيقيًا يُنظر إليه ‪ ،‬على األقل بشكل خافت ‪،‬‬
‫على أنه منفصل جسديًا عن نفسه‪ .‬يحتاج األطفال اآلن إلى مزيد من العالمات المطولة لضيق‬
‫شخص آخر قبل أن يشعروا بالضيق‪ .‬عالوة على ذلك ‪ ،‬قد ينشغل األطفال بمشروعاتهم‬
‫ً‬
‫بروزا للصراخ لفترات طويلة لجذب‬ ‫ً‬
‫حافزا أكثر‬ ‫الخاصة ‪ ،‬ولهذا السبب قد يتطلب األمر‬
‫انتباههم بعي ًدا عما يفعلونه‪ .‬وأخيرً ا ‪ ،‬فإن المظهر الحزين والمتجعد في شفاههم قبل البكاء ‪،‬‬
‫ضا عندما يشعرون بالضيق في الواقع ‪ ،‬يعكس على األرجح البداية المبكرة‬ ‫وهو ما يفعلونه أي ً‬
‫لقدرتهم على التحكم في عواطفهم‬
‫‪Second stage :‬‬
‫قرب نهاية السنة األولى ‪ ،‬ال يزال األطفال الرضع يستجيبون لنظيرهم المنهك من خالل النظر‬
‫إلى الحزن ‪ ،‬وتجعيد شفاههم ‪ ،‬ثم البكاء ‪ ،‬لكن صراخهم قد يكون اآلن مصحوبًا باألنين‬
‫‪).‬واكسلر ‪ (Radke-Yarrow & Zahn- 1984 ،‬ومشاهدة األقران المنكوبة بصمت‬
‫يبدأ معظم األطفال ‪ ،‬وبعضهم أسرع من غيرهم ‪ ،‬في االستجابة بشكل أقل سلبية تجاه ضائقة‬
‫‪.‬اآلخرين واالنخراط في سلوك مصمم بشكل واضح لتقليل ضائقةهم‬
‫أفاد ثالثة محققين نفس الشيء‪ :‬عندما رأت ابنة تلميذ تبلغ من العمر ‪ 10‬أشهر صديقة تسقط‬
‫وتبكي ‪ ،‬حدقت في صديقتها ‪ ،‬وبدأت في البكاء ‪ ،‬ثم وضعت إبهامها في فمها ودفنت رأسها في‬
‫حضن والدتها ‪ ،‬تمامًا كما تفعل عندما تتأذى هي نفسها (هوفمان ‪ 1975 ،‬ب)‪ .‬وصف‬
‫العديد من الحاالت المماثلة ‪ ،‬هذه الحالة )‪Radke-Yarrow and Zahn- Waxler (1984‬‬
‫صا يعاني من ألم جسدي ‪،‬‬‫عن طفلة تبلغ من العمر ‪ 11‬شهرً ا‪" :‬ساري ‪ ،‬عندما شاهدت شخ ً‬
‫بدت حزينة ‪ ،‬تجعدت شفتيها ‪ ،‬انفجرت تبكي ‪ ،‬ثم زحفت إلى والدتها لتلتقطها وتعزيها "(ص‬
‫‪ .)89‬الحظ كابالن (‪ ، 1977‬ص ‪ )91‬وجود طفل يبلغ من العمر ‪ 9‬أشهر أظهر بالفعل‬
‫استجابات تعاطفية قوية تجاه ضائقة األطفال اآلخرين‪ .‬بشكل مميز ‪ ،‬لم تبتعد عن مشاهد‬
‫الضيق هذه على الرغم من أنها أثرت على ما يبدو في الشعور بالضيق في نفسها‪ .‬كان األمل‬
‫يحدق باهتمام ‪ ،‬وعيناها تغرقان بالدموع إذا سقط طفل آخر أو جرح نفسه أو بكى‪ .‬في ذلك‬
‫الوقت ‪ ،‬كانت غارقة في مشاعرها‪ .‬سينتهي بها األمر بالبكاء والزحف بسرعة إلى والدتها من‬
‫‪.‬أجل الراحة‬
‫وصف كابالن جدير بالمالحظة ألنه يُظهر في الحال الضائقة الشخصية الشديدة (القائمة على‬
‫‪.‬التعاطف) لدى الطفل ‪ ،‬وإدراكه‬
‫ضا ارتباك بشأن من هو ح ًقا في ضائقة‪ .‬الوضع‬‫لشيء مزعج يحدث لطفل آخر ‪ ،‬ولكن أي ً‬
‫‪.‬محزن لها وهي تسعى للحصول على الراحة بنفس الطريقة التي تطلبها عندما تكون في محنة‬
‫فرضيتي حول سبب استجابة هؤالء األطفال للتعاطف و‬
‫المحنة الفعلية بنفس الطريقة هي أنه على الرغم من أنها تتطور‬
‫‪ ،‬الشعور بالذات ككيان متماسك ومستمر منفصل عن اآلخرين‬
‫ال يزال أمامهم طريق طويل لنقطعه‪ .‬كما أنها تظل مقصورة على‬
‫‪ ،‬آليات االستثارة قبل األلفاظ (التقليد ‪ ،‬التكييف ‪ ،‬االرتباط)‬
‫ويشير سلوكهم إلى أنهم ال يزالون غير واضحين بشأن مصدر ضيقهم العاطفي‪ .‬في بعض‬
‫األحيان يحدقون في الضحية ‪ ،‬مما يعكس درجة من التمايز بين الذات واآلخر‪ .‬في بعض‬
‫ً‬
‫حديثا (الزحف) للتواصل مع األم وللمساعدة‬ ‫األحيان يستخدمون مهاراتهم الحركية المكتشفة‬
‫في تخفيف ضغوطهم العاطفية‪ .‬لكن حقيقة أنهم يفعلون نفس الشيء للتخفيف من ضائقةهم‬
‫العاطفية التي يفعلونها للتخفيف من ضائقةهم الفعلية ُتظهر مدى صعوبة التمييز بين محنتهم‬
‫‪. .‬التعاطفية وضيق الضحية الذي تسبب في ذلك وعن ضائقةهم الفعلية‬
‫التفسير األكثر شحً ا هو أنهم يتصرفون بنفس الطريقة في الضيق التعاطفي ومواقف الضيق‬
‫الفعلية ألنهم غير واضحين بشأن الفرق بينهما ‪ ،‬أي أنهم غير واضحين بشأن الفرق بين شيء‬
‫‪ .‬يحدث لآلخر وشيء يحدث للذات‬
‫‪Third stage :‬‬
‫بعد حوالي شهر أو شهرين ‪ ،‬ال يزال في وقت مبكر من السنة الثانية ‪ ،‬يصبح صراخ األطفال‬
‫المتعاطفين والنشيج والتحديق أقل تواترً ا ويبدأون في تحقيق تقدم مفيد تجاه الضحية‪ .‬سرعان‬
‫ما تفسح التطورات المبكرة ‪ ،‬التي تتضمن اتصااًل جسديًا مؤق ًتا مع الضحية (التربيت ‪،‬‬
‫ً‬
‫تمايزا مثل التقبيل ‪ ،‬والعناق ‪ ،‬وتقديم المساعدة‬ ‫واللمس) ‪ ،‬الطريق لتدخالت إيجابية أكثر‬
‫الجسدية ‪ ،‬والحصول على شخص آخر للمساعدة ‪ ،‬وإعطاء النصيحة والطمأنينة المتعاطفة‬
‫من خالل هذه األفعال ‪ ،‬يكشف األطفال ‪(Radke- Yarrow & Zahn-Waxler ، 1984).‬‬
‫أنه بينما ال يزالون محصورين إلى حد كبير في أنماط إثارة التعاطف السابقة لأللفاظ ‪ ،‬فإنهم‬
‫ً‬
‫ارتباطا معرفيًا بالواقع الخارجي‪ .‬على الرغم من‬ ‫أقل غر ًقا في ذواتهم الحركية والذاتية وأكثر‬
‫أنهم ما زالوا يفتقرون إلى اإلحساس بأجسادهم ككائن يمكن تمثيله خارج ذواتهم الذاتية (ال‬
‫يمكنهم التعرف على صورتهم المرآة حتى ‪ 18‬إلى ‪ 24‬شهرً ا) ‪ ،‬إال أنهم جزء من الطريق‬
‫هناك (يصلون إلى الخلف عندما يظهر كائن متحرك خلفهم في المرآة) ‪ ،‬وهم يعرفون أن‬
‫‪ (Baillargeon ،‬اآلخرين كيانات مادية منفصلة‬
‫؛ لويس وبروكسـ جن ‪ .)1979 ،‬لذلك يمكنهم أن يدركوا أن اآلخر يشعر باأللم أو عدم ‪1987‬‬
‫‪.‬الراحة ‪ ،‬وأن أفعالهم مصممة بوضوح لمساعدة اآلخر‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬تكشف هذه اإلجراءات نفسها عن قيود معرفية مهمة‪ :‬األطفال لديهم حاالت داخلية‬
‫لكنهم ال يدركون أن اآلخرين لديهم حاالتهم الداخلية المستقلة‪ .‬إنهم ال يعرفون أن رغباتهم‬
‫تتعلق بالعالم من حولهم ‪ ،‬ويفترضون أن اآلخرين يرون األشياء بنفس الطريقة التي يرون بها‪.‬‬
‫إنهم يعرفون أن اآلخر في محنة لكنهم ما زالوا متمسكين باألنانية بدرجة كافية الستخدام‬
‫استراتيجيات المساعدة التي يجدونها مريحة‪ .‬استجاب صبي يبلغ من العمر ‪ 14‬شهرً ا لصديق‬
‫يبكي بنظرة حزينة ‪ ،‬ثم أمسك يد الصديق بلطف وأحضره إلى والدته ‪ ،‬على الرغم من وجود‬
‫والدة الصديق (هوفمان ‪ .)1978 ،‬يُظهر هذا السلوك بوضوح أن الضيق التعاطفي يعمل‬
‫ضا عن ارتباك الطفل األناني بين احتياجات صديقه‬ ‫كدافع اجتماعي إيجابي ولكنه يكشف أي ً‬
‫واحتياجاته الخاصة‪ .‬تم اإلبالغ عن سلوك مشابه من قبل فتاة تبلغ من العمر ‪ 15‬شهرً ا من قبل‬
‫تراقب ماري طفالً" ‪ Zahn-Waxler (1984):‬و ‪ Radke-Yarrow‬أم في عينة طولية من‬
‫ضا األشياء‬ ‫زائرً ا يبكي‪ :‬تراقبه بعناية‪ .‬لقد تبعته حولها ‪ ،‬و استمرت في تسليمه األلعاب وأي ً‬
‫األخرى التي كانت ذات قيمة بالنسبة لها ‪ ،‬مثل الزجاجة أو سلسلة الخرز التي تحبها كثيرً ا‬
‫‪(".‬ص ‪)90‬‬
‫للتلخيص ‪ ،‬يدرك األطفال في هذه المرحلة أن اآلخرين منفصلون جسديًا عن أنفسهم ويعرفون‬
‫عندما يكون اآلخر في محنة‪ .‬على الرغم من أنها ال تزال محصورة إلى حد كبير في أنماط ما‬
‫قبل األلفاظ ‪ ،‬إال أنها قادرة على شكل بدائي من أخذ األدوار التي تركز على الذات ولم تعد‬
‫تخلط بين ضائقة التعاطف مع الضحية أو محنتهم الفعلية‪.‬ـ من الواضح أن الضيق التعاطفي هو‬
‫دافع اجتماعي إيجابي في هذه المرحلة ‪ -‬يحاول الطفل المساعدة ‪ ،‬لكن أفعاله مضللة ألنه يفتقر‬
‫إلى البصيرة في الحاالت الداخلية لآلخرين ويفترض أن ما يساعده سيساعد اآلخرين‪ .‬غالبًا ما‬
‫ضا ولكن ال يقتصرون عليه) ‪ ،‬ولكن عندما ال‬ ‫يكون هذا االفتراض صالحً ا (يصنعه البالغون أي ً‬
‫‪.‬يكون صالحً ا ‪ ،‬تظهر حدوده المعرفية األساسية بوضوح‬
‫‪Fourth stage :‬‬
‫يتضح االنتقال من الضيق شبه األناني إلى الضيق التعاطفي الحقيقي من خالل ديفيد البالغ من‬
‫العمر عامين الذي أحضر دبدوبه الخاص لتهدئة صديق يبكي ‪ ،‬والذي أصيب عن طريق‬
‫الخطأ عندما كان االثنان يكافحان من أجل لعبة‪ .‬عندما لم ينجح األمر ‪ ،‬توقف ديفيد ‪ ،‬ثم ركض‬
‫إلى الغرفة المجاورة وعاد مع دبدوب الصديق ؛ عانقها الصديق وتوقف عن البكاء‪ .‬إن‬
‫إحضار ديفيد دمية دب خاص به هو مثال نموذجي على التعاطف شبه األناني ‪ ،‬لكنه كان قادرً ا‬
‫على االستفادة من المالحظات التصحيحية (استمر صديقه في البكاء)‪ .‬أفترض أن هذا يعني أن‬
‫ديفيد كان متقدمًا من الناحية المعرفية بما يكفي للتساؤل عن سبب عدم توقف دبدوبه عن بكاء‬
‫صديقه ‪ ،‬والتفكير في المشكلة ‪ ،‬ومن ثم إدراك أن صديقه ‪ ،‬مثل ديفيد نفسه ‪ ،‬يريد دبدوبه‬
‫الخاص‪ .‬وهذا يعني أن ردود الفعل التصحيحية قد تكون حفزت على أخذ األدوار ‪ ،‬ربما‬
‫بمساعدة ذكرى ديفيد لصديقه وهو يلعب بسعادة مع دبدوبه وذكراه عن وجود الدبدوب في‬
‫الغرفة المجاورة‪ .‬يشير هذا إلى أن االنتقال من التعاطف شبه المركزي إلى التعاطف الحقيقي‬
‫قد يحدث عندما يكون األطفال جاهزين معرفيًا للتعلم من المالحظات التصحيحية بعد ارتكاب‬
‫أخطاء "أنانية"‪ .‬في النهاية ‪ ،‬تصبح التعليقات غير ضرورية (على الرغم من أن البالغين‬
‫‪.‬يحتاجون إليها في بعض األحيان)‬
‫للتلخيص حتى اآلن ‪ ،‬ال يمكن لألطفال في هذه المرحلة فقط التعاطف مع حقيقة محنة اآلخرين‬
‫ضا أخذ دور الضحية والتفكير في احتياجات الضحية الخاصة في الموقف‬ ‫‪.‬؛ يمكنهم أي ً‬
‫يعتبر التعاطف الحقيقي مرحلة مهمة ألنه ‪ ،‬على عكس المراحل السابقة التي كانت قصيرة‬
‫العمر وتختفي ألنها تفسح المجال لمراحل الحقة ‪ ،‬تحتوي هذه المرحلة على جميع العناصر‬
‫المطور‬
‫َّ‬ ‫األساسية للتعاطف الناضج وتستمر في النمو والتطور خالل الحياة‪ .‬في شكله‬
‫بالكامل ‪ ،‬ال يمتلك األطفال فقط إحسا ًسا بجسمهم ككائن يمكن تمثيله خارج الذات الذاتية‬
‫ضا يشعرون أن أجسادهم تحتوي على الذات العقلية‬ ‫الحركية (المرآة ‪ -‬الذات) ولكنهم أي ً‬
‫الداخلية وتسترشد بها‪" ، .‬أنا" الذي يفكر ويشعر ويخطط ويعيد األعضاء‪ .‬تتضمن هذه "الذات‬
‫االنعكاسية" معرفة أن الشخص منفصل عن اآلخرين ليس فقط جسديًا ولكن أيضًا من حيث‬
‫الخبرة الداخلية ؛ وهذه الصورة الخارجية هي جانب من جوانب التجربة الداخلية للفرد‪ .‬هذا‬
‫يجعل من الممكن للفرد أن يدرك أن الشيء نفسه ينطبق على اآلخرين‪ :‬صورتهم الخارجية هي‬
‫الجانب اآلخر من تجربتهم الداخلية‪ .‬يمكن لألطفال اآلن االنخراط في أخذ األدوار التي تركز‬
‫على اآلخرين وكذلك التركيز على الذات‪ .‬إنهم يعلمون أن اآلخرين لديهم مشاعر وأفكار‬
‫مستقلة عن مشاعرهم ‪ ،‬وهذه المعرفة تبقى معهم وتوفر نقطة انطالق مدى الحياة لتعلم‬
‫التعاطف مع جميع أنواع المشاعر في مجموعة متنوعة مذهلة من المواقف‬
‫بالنظر إلى فهم العالقة بين مشاعر المرء ومشاعر اآلخرين ‪ ،‬ال ينبغي أن يكون مفاجًئ ا أن يبدأ‬
‫األطفال في هذا العمر في إظهار الوعي الذاتي المنعكس والمعرفي للضيق التعاطفي الذي‬
‫أعتبره ضروريًا للتعاطف الناضج‪ .‬في دراسة أجراها ستراير (‪ ، )1993‬عُرض على أطفال‬
‫تتراوح أعمارهم بين ‪ 5‬و ‪ 7‬و ‪ 8‬و ‪ 13‬عامًا صورً ا قصيرة مصورة ألطفال في مواقف‬
‫مؤلمة للغاية (طفل يعاقبه الوالدانـ ظلما ً ؛ طفل معاق يتعلم صعود الساللم بعصا‪ .‬؛ فصل‬
‫‪.‬الطفل قسرا عن األسرة)‬
‫بعد ذلك ‪ ،‬سُئل األشخاص عما إذا كانوا قد شعروا بأي شيء أثناء مشاهدة كل المقالة القصيرة‬
‫ولماذا شعروا بهذه الطريقة‪ .‬قال معظم األشخاص الذين يبلغون من العمر ‪ 7‬سنوات فما فوق‬
‫وبعض األطفال في سن ‪ 5‬سنوات إنهم شعروا بالحزن بسبب مشاعر طفل الفيلم أو وضعه ‪،‬‬
‫مما يشير إلى أنهم فهموا أن شعورهم بالحزن كان رد فعل تعاطفي لما حدث لآلخر طفل‪ .‬يبدو‬
‫أن األطفال الصغار لم يفهموا هذا‪ .‬تشير هذه النتائج إلى أنه قبل ‪ 6‬أو ‪ 7‬سنوات ‪ ،‬قد يستجيب‬
‫األطفال بضيق تعاطفي حقيقي ‪ -‬يشعرون بما هو مناسب لوضع اآلخر ‪ -‬لكنهم ال يدركون أن‬
‫شعورهم بالضيق كان بسبب موقف اآلخر ‪ ،‬وأنهم كانوا متعاطفين‪ .‬من المثير لالهتمام أن هذا‬
‫الوعي الميتاميثي يسبق عام أو اثنين من الوعي اللغوي لألطفال‬

You might also like