Professional Documents
Culture Documents
Untitled
Untitled
تحدث التطورات الرئيسية في اإلحساس بالذات في منتصف العام الثاني تقريبًا .يمكن لألطفال
تشير هذه (Lewis & Brooks-Gunn ، 1979).ألول مرة التعرف على أنفسهم في المرآة
الذات المرآة إلى أن لدى المرء إحساسًا بجسده ككائن يمكن تمثيله بشكل ما موجود خارج الذات
.الذاتية القائمة على الحركية وربما ككائن يمكن لآلخرين رؤيته
في وقت الحق من السنة الثانية ،يبدأ األطفال في إظهار الوعي بأن اآلخرين لديهم حاالت داخلية
(أفكار ،ومشاعر ،ورغبات) وأن الحاالت الداخلية لآلخرين قد تختلف أحيانًا عن حالتهم .هذا
بالطبع يمكن األطفال من التعاطف بشكل أكثر دقة مع مشاعر واحتياجات اآلخرين في المواقف
.المختلفة ومساعدة اآلخر بشكل أكثر فعالية
يتضح االنتقال من الضيق شبه األناني إلى الضيق التعاطفي الحقيقي من خالل ديفيد البالغ من
العمر عامين الذي أحضر دبدوبه الخاص لتهدئة صديق يبكي ،والذي أصيب عن طريق الخطأ
عندما كان االثنان يناضالن من أجل لعبة .عندما لم ينجح األمر ،توقف ديفيد ،ثم ركض إلى
الغرفة المجاورة وعاد مع دبدوب الصديق ؛ عانقها الصديق وتوقف عن البكاء .إن إحضار ديفيد
دمية دب خاص به هو مثال نموذجي على التعاطف شبه األناني ،لكنه كان قاد ًرا على االستفادة
من المالحظات التصحيحية (استمر صديقه في البكاء) .أفترض أن هذا يعني أن ديفيد كان متقد ًما
من الناحية المعرفية بما يكفي للتساؤل عن سبب عدم توقف دبدوبه عن بكاء صديقه ،والتفكير
في المشكلة ،ومن ثم إدراك أن صديقه ،مثل ديفيد نفسه ،يريد دبدوبه الخاص .وهذا يعني أن
ردود الفعل التصحيحية قد تكون حفزت على أخذ األدوار ،ربما بمساعدة ذكرى ديفيد لصديقه
وهو يلعب بسعادة مع دبدوبه وذكراه عن وجود الدبدوب في الغرفة المجاورة .يشير هذا إلى أن
االنتقال من التعاطف شبه المتمركز إلى التعاطف الحقيقي قد يحدث عندما يكون األطفال جاهزين
معرفيًا للتعلم من المالحظات التصحيحية بعد ارتكاب أخطاء "متمركزة حول الذات" .في
النهاية ،تصبح التعليقات غير ضرورية (على الرغم من أن البالغين يحتاجون إليها في بعض
.األحيان
في حادثة مماثلة لم تتضمن ردود فعل لكنها أظهرت قدرة طفل صغير على تجاوز الوقت ،كانت
سارة ،البالغة من العمر سنتان و 3أشهر ،تستقل السيارة مع ابن عمها (بلوم .)1987 ،شعر
ابن العم بالضيق عندما لم يتمكن من العثور على دبدوبه .قال أحدهم إنها كانت في صندوق
األمتعة ويمكن استعادتها عندما وصلوا إلى المنزل .مرت عشر أو خمس عشرة دقيقة وعندما
اقتربت السيارة من المنزل قالت سارة "اآلن يمكنك الحصول على دبك" .نفس سارة ،البالغة من
العمر 3سنوات ،أظهرت قدرة أكثر إثارة لإلعجاب في التغلب على الوقت عندما أعطت
Bostonصديقتها قبعة دونالد داك لالحتفاظ بها "إلى األبد" ؛ كانت القبعة لتحل محل قبعة
التي فقدتها صديقتها قبل عدة أيام .للتلخيص حتى اآلن ،ال يمكن لألطفال في هذه Celtics
ضا أخذ دور الضحية والتفكير فيالمرحلة فقط التعاطف مع حقيقة محنة اآلخرين ؛ يمكنهم أي ً
.احتياجات الضحية الخاصة في الموقف
يعتبر التعاطف الحقيقي مرحلة مهمة ألنه ،على عكس المراحل السابقة التي كانت قصيرة العمر
وتختفي ألنها تفسح المجال لمراحل الحقة ،تحتوي هذه المرحلة على جميع العناصر األساسية
للتعاطف الناضج وتستمر في النمو والتطور خالل الحياة .في شكله المط َّور بالكامل ،ال يمتلك
األطفال فقط إحساسًا بجسدهم ككائن يمكن تمثيله خارج الذات الذاتية الحركية (المرآة -الذات)
ض ا يشعرون أن أجسادهم تحتوي على الذات العقلية الداخلية وتسترشد بها" ، .أنا" الذي ولكنهم أي ً
يفكر ويشعر ويخطط ويعيد األعضاء .تتضمن هذه "الذات االنعكاسية" معرفة أن الشخص
ضا من حيث الخبرة الداخلية ؛ وهذه الصورة منفصل عن اآلخرين ليس فقط جسديًا ولكن أي ً
الخارجية هي جانب من جوانب التجربة الداخلية للفرد .هذا يجعل من الممكن للفرد أن يدرك أن
الشيء نفسه ينطبق على اآلخرين :صورتهم الخارجية هي الجانب اآلخر من تجربتهم الداخلية.
يمكن لألطفال اآلن االنخراط في أخذ األدوار التي تركز على اآلخرين وكذلك التركيز على
الذات .إنهم يعلمون أن اآلخرين لديهم مشاعر وأفكار مستقلة عن مشاعرهم ،وهذه المعرفة تبقى
معهم وتوفر نقطة انطالق مدى الحياة لتعلم التعاطف مع جميع أنواع المشاعر في مجموعة
متنوعة مذهلة من المواقف
في البداية ،تكون المشاعر التي يمكن لألطفال التعاطف معها بسيطة ،مثل تلك الموجودة في
أمثلة دمية الدب .ولكن ،عندما يكتسبون فه ًما لألسباب والعواقب والمشاعر المرتبطة
بالعواطف ،يمكنهم التعاطف مع مشاعر الضيق المتزايدة التعقيد لدى اآلخرين (خيبة أملهم من
إفشاء أحد األصدقاء لسر أو في أدائهم السيئ ،أو خوفهم من فقدان ماء الوجه إذا كانوا قبول
المساعدة) .تعطي المراجعة االنتقائية التالية فكرة عن التقدم في فهم المشاعر وبالتالي القدرة على
التعاطف التي يحققها األطفال من الطفولة المبكرة حتى المراهقة .يتم تقديمه بترتيب تنموي
تقريبي ؛ ما إذا كانت هناك مراحل أو مراحل فرعية تقع في تسلسل منظم هو سؤال للبحث .تستند
Ridgewayو Zahn-Waxlerو Fritzو Brethertonالمراجعة بشكل أساسي على
.ما لم يُذكر خالف ذلك (1986) ،
الطفولة المبكرة .يبدأ األطفال الصغار في فهم أسباب العواطف وعواقبها وارتباطاتها ،وخاصة
أن المشاعر يمكن أن تؤثر على تعبيرات وجه الشخص ("كاتي ليست سعيدة ،كاتي حزينة") ؛
يمكن أن تنجم المشاعر عن أفعال شخص آخر ("أنت حزين يا أمي .ما يفعله أبي"" .أنا أجرح
مشاعرك ،ألنني كنت لئيما ً معك" "الجدة غاضبة [ألنني] كتبت على الحائط") ؛ ويمكن
.للمشاعر أن تثير فعاًل من شخص آخر ("أبكي [لذا] السيدة تحملني وتحملني")
في سنوات ما قبل المدرسة ،يمكن لألطفال التعبير عن المشاعر الخفية مثل فقدان والدي أحدهم
("إنه حزين .سيكون سعيدًا عندما يعود والده إلى المنزل "،ردًا على صورة في كتاب يظهر
صبيًا حزينًا) .لقد بدأوا يدركون أن نفس الحدث يمكن أن ينتج مشاعر مختلفة لدى أشخاص
مختلفين .إنهم قادرون على مراعاة رغبات شخص آخر في الحكم على المشاعر التي سيشعر بها
الشخص في موقف معين (.)Harris، Johnson، Hutton، Andrews، & Cooks، 1989
ضا أنه يمكن للناس التحكم في تعبيرهم العاطفي ،وأن المشاعر المعروضة قد ال لكنهم يدركون أي ً
صا ما يمكن أن يكون لديه رغبة حتى لو لم يتصرف وفقًاتكون بالضرورة xمحسوسة ،وأن شخ ً
لها ()Astington & Gopnik ، 1991
منتصف الطفولة .في عمر 6أو 7سنوات ،يبدأ بعض األطفال في إظهار فهم متطور إلى حد ما
للصالت بين مشاعرهم ومشاعر اآلخرين .إنهم يفهمون أن التعبير عن مشاعرهم يمكن أن يجعل
ص ا ما يشعر بتحسن ("أنا أعرف ما تشعر به ،كريس .عندما بدأت روضة األطفال ،بكيت شخ ً
في اليوم األول أيضًا )"/يظهرون وعيًا فج ًرا بمعنى الصداقة ،على سبيل المثال ،هؤالء
األصدقاء من المرجح أن يسامح أي طفيف غير مقصود ("حاولت الصعود إلى جيم للعب معه
مرة أخرى ،لكنه لن يقترب مني ..عندما ال يكون الطفل صديقك حقًا ولكنهم ال يعرفونك لم أقصد
أن أفعل ذلك لهم )" .بالنظر إلى فهم العالقة بين مشاعر المرء ومشاعر اآلخرين ،ال ينبغي أن
يكون مفاجًئا أن يبدأ األطفال في هذا العمر بإظهار الوعي الذاتي المنعكس والمعرفي للضيق
التعاطفي في دراسة أجراها ستراير ( ، )1993أظهرت دراسة أجراها ستراير (13 ، 8 ، 7 ، 5
عا ًما) صو ًرا قصيرة مصورة ألطفال في مواقف مؤلمة للغاية (الطفل يعاقب ظلما من قبل
الوالدين ؛ طفل معاق يتعلم صعود الساللم بعصا ؛ فصل الطفل قسرا من األب أم األسرة) .بعد
ذلك ،سُئل المشاركون عما إذا كانوا قد شعروا بأي شيء أثناء مشاهدة كل المقالة القصيرة ولماذا
شعروا بهذه الطريقة .قال معظم األشخاص الذين يبلغون من العمر 7سنوات وما فوق وبعض
األطفال في سن 5سنوات إنهم شعروا بالحزن بسبب مشاعر طفل الفيلم أو وضعه ،مما يشير
إلى أنهم فهموا أن شعورهم بالحزن كان استجابة تعاطفية لما حدث لآلخر طفل .يبدو أن األطفال
الصغار لم يفهموا هذا .تشير هذه النتائج إلى أنه قبل 6أو 7سنوات ،قد يستجيب األطفال بضيق
تعاطف حقيقي -يشعرون بما هو مناسب لوضع اآلخر -لكنهم ال يدركون أن شعورهم بالضيق
كان بسبب موقف اآلخر ،وأنهم كانوا متعاطفين .من المثير لالهتمام أن هذا الوعي الميتاميتي
يسبق عام أو اثنين من اإلدراك اللغوي لألطفال بأن الكلمات هي عناصر لغوية ومستقلة عن
األشياء واألحداث التي تشير إليها (ويتستون .)1977 ،قد يكون السبب في ذلك هو أن الوعي
اللغوي أكثر تجريدًا ويفتقر إلى اإلشارات التجريبية الشخصية للتعاطف.
لكن انتظر! يستشهد Radke-Yarrowو Zahn-Waxlerو ) Chapman (1983برسالة
شخصية من Lois Murphyتتعلق بصبي يبلغ من العمر 4سنوات قال رسميًا ،عند سماعه
بوفاة والدة صديقه " ،كما تعلم ،عندما تكبر بوني ،سيسألها الناس من كانت والدتها وسيتعين
عليها أن تقول 1ال أعرف /أتعلم ،هذا يجعل الدموع تنهمر في عيني " .إذا أخذنا كلمات هذا
الطفل حرفيًا ،فإنها تشير إلى أن الطفل البالغ من العمر 4سنوات يمكن أن يكون مدر ًكا تما ًما أن
مصدر محنته يكمن في الموقف المحزن لشخص آخر ،وهو ما يتعارض مع البحث .كيف نفسر
التناقض؟ تتمثل إحدى اإلجابات في أن األطفال الصغار يدركون ما وراء معرفيًا محنتهم
التعاطفية في وقت مبكر في الحالة الطبيعية مقارنة بالمختبر ،بسبب إشارات الضيق البارزة من
الضحايا التي سبقت على الفور وتسببت بوضوح في الضيق التعاطفي للضحايا .عالوة على
ذلك ،في هذه الحالة بالذات ،قد يكون الطفل مبكر النضوج في الرابعة من عمره -ليس بعيدًا
عن عدد قليل من األطفال المتقدمين في سن الخامسة من ستراير( .لكن انظر أدناه للحصول على
تفسير آخر لضيق التعاطف ما وراء المعرفي "المبكر").
في عمر 8أو 9سنوات ،يفهم األطفال أن نفس الحدث يمكن أن يسبب
عارض المشاعر ("لقد كان سعيدًا ألنه حصل على الحاضر ولكنه محبط ألنه لم يكن ما يريده")
(Fischer، Shaver، & Cornochan، 1990؛ - )Gnepp، 1989على الرغم من أنهم
يستطيعون التعرف على المشاعر المتعارضة قبل عام أو عامين عندما يطلب من شخص بالغ
النظر في رد الفعل العاطفي للشخص تجاه كل مكون من مكونات الصراع (Peng، Johnson،
.)Pollock، Glasspool، & Harris، 1992يعرف األطفال الذين تتراوح أعمارهم بين
ثمانية أو تسعة أعوام شيًئا ما عن أسباب وعواقب احترام الذات لدى اآلخرين ،على سبيل المثال
،يشعر الناس بالسوء إذا فشلوا بسبب نقص القدرة مقارنة بنقص الجهد (وينر ،وغراهام ،
وستيرن ،ولوسون ( .)1982 ،قد يكون هذا صحي ًحا بشكل رئيسي في المجتمعات الموجهة نحو
الجدارة ،حيث تعد القدرة عامالً رئيسيًا في تقدير الذات).
بحلول الساعة 9أو ، 10وفقًا لدراسة أجراها ) ، Gnepp and Gould (1985قد تبدأ معرفة
األطفال بتجربة شخص آخر مؤخ ًرا في التأثير على وعيهم بمشاعره في وضع مماثل .ر ُِويت
الفئات الفرعية -رياض األطفال ،وطالب الصف الثالث والخامس والسابع -قصصًا قصيرة
عن األطفال (طفل يعض من قبل جربيل وفي اليوم التالي يعلن معلمه أن دوره قد حان إلطعام
فصل الجربيل).
استخدم حوالي نصف طالب الصف الثالث وثلثي طالب الصف الخامس تجربة الطفل السابقة
بشكل صحيح (قالوا إنه يخشى إطعام الجربوع في الفصل) .هذا ،بالطبع ،يعني أيضًا أن نصف
طالب الصف الثالث وثلث طالب الصف الخامس لم يتمكنوا من استخدام خبرة الطفل السابقة
على الرغم من أنها كانت حديثة ،وذات صلة بشكل واضح ،وأبرزها المعلم قبل لحظات من
إصدار أحكامهم . .تشير النتائج إلى أن األطفال يبلغون من العمر 9أو 10سنوات قبل أن يبدأوا
في إدراك أن مشاعر اآلخرين تتأثر بتجربته أو تجربتها األخيرة .يبدو هذا متأخرًا بالنسبة لي ،
نظ ًرا لمستوى المعرفة حول المشاعر لدى األطفال الصغار ،كما تمت مناقشته أعاله.
قد تكون النتائج التي حصل عليها Pazerو Slackmanو ) Hoffman (1981أقرب قليالً إلى
العالمة .طُلب من األطفال أن يذكروا مدى "جنونهم" إذا تصرف شخص ما بطريقة ضارة
تجاههم (على سبيل المثال ،سرق قطتهم) .ثم تم إعطاء األشخاص التجريبيين معلومات أساسية
مخففة عن الجاني (على سبيل المثال ،هربت قطته ولم يتمكن والديه من الحصول عليه بواحدة
أخرى).
قال األشخاص في هذه المجموعة الذين يبلغون من العمر 8سنوات أو أكبر إنهم سيكونون أقل
جنونًا من األشخاص الضابطة الذين تم إعطاؤهم معلومات أساسية متساوية في طول الكلمة
ولكن ليس مخففة .لم تتأثر الموضوعات األصغر سنًا بالمعلومات األساسية .يقودنا هذا إلى 8
سنوات باعتباره العمر الذي يبدأ فيه األطفال في التفكير في تجربة اآلخرين السابقة عند الحكم
على مشاعرهم في موقف ما.
ولكن حتى 8سنوات تبدو كثيرًا عندما نفكر في حكاية Radke-Yarrowوآخرون ()1983
حول الصبي البالغ من العمر 4سنوات ،المذكورة أعاله :إذا كان بإمكان طفل يبلغ من العمر 4
سنوات التفكير في مستقبل شخص آخر ،فيمكنه بالتأكيد التفكير آخر
ماضي .لهذا السبب ،وألن هذه الحكاية قد تم االستشهاد بها بشكل غير نقدي على أنها تظهر قدرًا
أكبر من التطور المعرفي االجتماعي لدى األطفال في سن 4سنوات مما يبرره البحث -وبما أن
المزيد من التفاصيل غير متوفرة -تستحق الحكاية تمحيصًا دقيقًا.
التفسير المحتمل هو أن الصبي ردد شيًئا سمعه بببغاوات :مستقبل الفتاة بدون أم هو مجرد نوع
من األشياء التي قد يتحدث عنها الكبار في جنازة األم .من ناحية أخرى ،من غير المرجح أن
يعتقد الكبار أن مشكلة الفتاة الكبيرة هي عدم معرفة والدتها ؛ هذا يبدو أشبه ببناء الطفل.
يبدو من األرجح أن الصبي لم يقتبس كلمات البالغين ،ولكن ،إن لم يكن للمحادثة مع الكبار ،
فإن انتباهه ،مثل أي شخص يبلغ من العمر 4سنوات ،سوف يستحوذ على إشارات االستغاثة
البارزة في الموقف الفوري .كان من الممكن أن تؤدي محادثة الكبار حول مستقبل الفتاة بدون أم
إلى تنشيط مخاوفه بشأن والدته ،ولكن على أي حال يمكن أن يفسر رده الموجه نحو المستقبل.
كل األشياء التي تم أخذها في االعتبار ،فإن أفضل تفسير الستجابة الصبي اللفظية ،كما أعتقد ،
هو توسع مبكر ،بدائي ،محفز خارجيًا ،وربما مؤقتًا لمنظور الوقت للطفل الصغير - xتمهيدًا
لمنظور الوقت العفوي الناضج الذي يظهر الحقًا في الحياة .لم يكن مثل هذا التحفيز الخارجي
متا ًحا في الدراسات التجريبية الموصوفة سابقًا ،وهو ما قد يفسر سبب تأخر "الكفاءة التجريبية"
عن "الكفاءة الطبيعية" .فيما يتعلق بالبعد المعرفي الظاهر للتعاطف مع الصبي ،كان من الممكن
أن تؤدي محادثة الكبار حول مستقبل الفتاة إلى الربط بين صورة الفتاة بدون أم والدموع والحزن
التعاطفي الذي كان يشعر به في ذلك الوقت .هذا من شأنه أن يجسد شكاًل بدائيًا مبكرًا ومحف ًزا
خارجيًا من الضيق التعاطفي وراء المعرفي.
مرحلة المراهقة .بحلول سن 12أو 13عا ًما ،يمكن لألطفال تعويض التفاوتات بين ما يشعر به
الشخص في موقف ما والشعور المتوقع عادةً في هذا الموقف .إنهم يعرفون ،على سبيل المثال ،
أن األشخاص الذين يبدون حزينين عندما يجب أن يكونوا سعداء (على سبيل المثال ،فازوا للتو
بجائزة) ربما يشعرون بالحزن أكثر من األشخاص الذين يبدون حزينين في المواقف التي يجب
أن يكونوا حزينين فيها ().Rotenberg & Eisenberg ، (1997
قد ال يرغب األشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة دائ ًما في الحصول على المساعدة .في
الواقع ،أعتقد أن معظم الناس ،على األقل في مجتمعنا الفردي ،مترددون بشأن تلقي المساعدة
إال عندما يكونون يائسين .قد يكون العرق عامالً في هذا التناقض :فقد انخفض تقدير الذات لدى
الرعايا السود عندما حصلوا على مساعدة غير مرغوب فيها من قبل البيض ،ولكن ليس من قبل
السود () .Schneider، Major، Luhtanen، & Crocker (1996يبدو أن األطفال الصغار
غافلين عن تناقض اآلخرين .حول تلقي المساعدة ،على الرغم من شعورهم بالتردد حيال
مساعدة أنفسهمُ :وجد أن األطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثمانية وعشرة أعوام قلقون بشأن
فقدان ماء الوجه عندما يساعدهم مدرس أقرانهم (& Depaulo، Dull، Greenberg،
، )Swain، 1989ليس حتى 16عا ًما أو نحو ذلك حتى يفكروا مرتين قبل تقديم المساعدة
ت اجتماعيًا
لتجنب وضع اآلخر في وضع غير مؤا ٍ
(ميدالرسكي وهانا .)1985 ،
مرحلة البلوغ .أحيانًا ما يكون الناس متناقضين بشأن التعاطف معهم ،ناهيك عن المساعدة .قد
يحدث هذا بعد مرض طويل أو فترة حداد .عندما حدث [الموت في األسرة] صدمت وانزعجت
للغاية .أخذت إجازة لمدة أسبوع من المدرسة ألجمع نفسي .وبعد ذلك ،أردت فقط إعادة حياتي
إلى ما كانت عليه قبل الموت .عندما يتصل بي الناس ،كل ما كنت أسمعه هو التعاطف والشفقة
في أصواتهم .لكنني لم أرغب في سماع الحزن والحزن .كنت أرغب في االستمرار في حياتي
ألنني قبلت الموت وكنت مستعدًا للمضي قد ًما .لذلك أردت أن أتحدث عن أشياء أخرى وأن
أضحك لكني لم أستطع ألن اآلخرين كانوا ال يزالون حزينين من حولي -الضحك لم يكن يبدو
جيدًا( .الطالب الجامعي(
Hoffman,2000
لطالما كان معرو ًفا من قبل طالب الطفولة واألشخاص العاديين على حد سواء أنه عندما يسمع
األطفال الرضع صرخة طفل آخر يبدأون في البكاء .تم إجراء أول دراسة مضبوطة لهذه
البكاء التفاعلي بواسطة
الذي وجدها في األطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2و 3أيام .أثبت Simner (1971) ،
ضا أن سبب الصرخة التفاعلية ليس ارتفاع صوت صرخة اآلخر ،حيث ال يبدأ سيمنر أي ً
األطفال في البكاء عندما يسمعون صو ًتا اصطناعيًا (محاكى بالكمبيوتر) له نفس مستوى
الصوت .تم تكرار النتائج التي توصل إليها سيمنر في األطفال بعمر يوم واحد بواسطة ساغي
.وهوفمان ( ، )1976الذين أفادوا باإلضافة إلى ذلك أن الصرخة التفاعلية ليست بسيطة
استجابة صوتية مقلدة تفتقر إلى مكون عاطفي .بدالً من ذلك ،فهو قوي ومكثف وال يمكن
تمييزه عن البكاء العفوي لرضيع يشعر بعدم الراحة فعليًا .قام مارتن وكالرك ()1982
ضا أن األطفال ال يبكون كثيرً ا على صرخة الشمبانزي
بتكرار هذه النتائج وأظهروا أي ً
(والتي ،بالمناسبة ،يجد البالغون أكثر كرهًا من صرخات األطفال) ،أو حتى على صوت
صراخهم . .وهكذا يبدو أن هناك شيًئ ا مزعجً ا بشكل فريد حول صوت بكاء رضيع بشري
يدفع بالمولود إلى حالة من االنزعاج المهتاج
لماذا هذا؟ التفسير األكثر ترجيحً ا هو أن البكاء التفاعلي لحديثي الوالدة هو استجابة فطرية
متشابهة لبكاء كائن آخر من نفس النوع ،والذي نجا من االنتقاء الطبيعي وقابل للتكيف.ـ يمكن
أن تكون اآللية النفسية األساسية األساسية شكالً من أشكال المحاكاة حيث يقلد المولود تلقائيًا
صوت صرخة اآلخر ،ويبدأ الصوت الناتج عن صراخه والتغييرات في أنماط عضالت
الوجه المصاحبة لصراخه في عملية تغذية راجعة تدفعه إلى حالة مضطربة
.
من منظور تنموي ،نتوقع أن تكون صرخة رد الفعل لحديثي الوالدة محصورة في األشهر
األولى من الحياة وأن تختفي لمدة 6أشهر أو نحو ذلك ،بسبب إدراك األطفال الفجر ألنفسهم
واآلخرين ككائنات منفصلة .يجب أن يتداخل هذا الوعي مع ،أو على األقل يبطئ ،تقليدهم
ضا أقل عرضة للبكاء التلقائي وتكييف استجاباتهم لصرخة اآلخرين .يجب أن يكون األطفال أي ً
بسبب اهتمامهم المتزايد بأشياء أخرى والقدرة على تنظيم عواطفهم .هناك دليل على هذا
الذين الحظوا Pedersen (1981) ،و Nashو Hayاالنخفاض المتوقع في دراسة أجراها
تفاعل اثني عشر زوجً ا من األطفال الرضع بعمر 6أشهر في غرفة اللعب في المختبر .كال
األمتين كانتا حاضرتين.ـ كان االكتشاف الرئيسي هو أنه عندما يكون أحد الرضيعينـ حزي ًنا ،
كان اآلخر يراقب بشكل عام ولكنه نادرً ا ما يبكي أو يشعر بالضيق .ومع ذلك ،كان هناك
تأثير تراكمي:ـ بعد عدة حاالت من الضيق على الرضيع ،أصيب الرضيع اآلخر بالضيق وبدأ
.في البكاء
تختلف صرخة الطفل البالغ من العمر ستة أشهر عن صراخ المولود بطريقة أخرى :فهي
ليست فورية ومضطربة.ـ في عمر 6أشهر ،يبدو الرضيع حزي ًنا في البداية ويجعد شفتيه قبل
أن يبدأ في البكاء ،تمامًا كما يفعل األطفال في ذلك العمر عندما يكونون في ضائقة فعلية .من
المثير لالهتمام أن تشارلز داروين ( ، )1877الذي راقب بعناية ردود فعل ابنه على الوجه
والعاطفة منذ والدته ،ذكر شيًئ ا مشابهًا " -ظهر التعاطف بوضوح في 6أشهر و 11يومًا
من خالل وجهه الحزين ،وزوايا فمه مكتئبة جي ًدا عندما تظاهرت ممرضته بالبكاء "(ص
)293.
يشير االختالف بين الطفل البالغ من العمر 6أشهر والمولودـ إلى أنه عندما يتمايز األطفال عن
اآلخرين ،يتم تقويض أساس استجابتهم العاطفية العالمية للضيق .لم يعودوا يستجيبون تلقائيًا
لصرخة اآلخر ،ألن اآلخر أصبح اآلن "آخرً ا" حقيقيًا يُنظر إليه ،على األقل بشكل خافت ،
على أنه منفصل جسديًا عن نفسه .يحتاج األطفال اآلن إلى مزيد من العالمات المطولة لضيق
شخص آخر قبل أن يشعروا بالضيق .عالوة على ذلك ،قد ينشغل األطفال بمشروعاتهم
ً
بروزا للصراخ لفترات طويلة لجذب ً
حافزا أكثر الخاصة ،ولهذا السبب قد يتطلب األمر
انتباههم بعي ًدا عما يفعلونه .وأخيرً ا ،فإن المظهر الحزين والمتجعد في شفاههم قبل البكاء ،
ضا عندما يشعرون بالضيق في الواقع ،يعكس على األرجح البداية المبكرة وهو ما يفعلونه أي ً
لقدرتهم على التحكم في عواطفهم
Second stage :
قرب نهاية السنة األولى ،ال يزال األطفال الرضع يستجيبون لنظيرهم المنهك من خالل النظر
إلى الحزن ،وتجعيد شفاههم ،ثم البكاء ،لكن صراخهم قد يكون اآلن مصحوبًا باألنين
).واكسلر (Radke-Yarrow & Zahn- 1984 ،ومشاهدة األقران المنكوبة بصمت
يبدأ معظم األطفال ،وبعضهم أسرع من غيرهم ،في االستجابة بشكل أقل سلبية تجاه ضائقة
.اآلخرين واالنخراط في سلوك مصمم بشكل واضح لتقليل ضائقةهم
أفاد ثالثة محققين نفس الشيء :عندما رأت ابنة تلميذ تبلغ من العمر 10أشهر صديقة تسقط
وتبكي ،حدقت في صديقتها ،وبدأت في البكاء ،ثم وضعت إبهامها في فمها ودفنت رأسها في
حضن والدتها ،تمامًا كما تفعل عندما تتأذى هي نفسها (هوفمان 1975 ،ب) .وصف
العديد من الحاالت المماثلة ،هذه الحالة )Radke-Yarrow and Zahn- Waxler (1984
صا يعاني من ألم جسدي ،عن طفلة تبلغ من العمر 11شهرً ا" :ساري ،عندما شاهدت شخ ً
بدت حزينة ،تجعدت شفتيها ،انفجرت تبكي ،ثم زحفت إلى والدتها لتلتقطها وتعزيها "(ص
.)89الحظ كابالن ( ، 1977ص )91وجود طفل يبلغ من العمر 9أشهر أظهر بالفعل
استجابات تعاطفية قوية تجاه ضائقة األطفال اآلخرين .بشكل مميز ،لم تبتعد عن مشاهد
الضيق هذه على الرغم من أنها أثرت على ما يبدو في الشعور بالضيق في نفسها .كان األمل
يحدق باهتمام ،وعيناها تغرقان بالدموع إذا سقط طفل آخر أو جرح نفسه أو بكى .في ذلك
الوقت ،كانت غارقة في مشاعرها .سينتهي بها األمر بالبكاء والزحف بسرعة إلى والدتها من
.أجل الراحة
وصف كابالن جدير بالمالحظة ألنه يُظهر في الحال الضائقة الشخصية الشديدة (القائمة على
.التعاطف) لدى الطفل ،وإدراكه
ضا ارتباك بشأن من هو ح ًقا في ضائقة .الوضعلشيء مزعج يحدث لطفل آخر ،ولكن أي ً
.محزن لها وهي تسعى للحصول على الراحة بنفس الطريقة التي تطلبها عندما تكون في محنة
فرضيتي حول سبب استجابة هؤالء األطفال للتعاطف و
المحنة الفعلية بنفس الطريقة هي أنه على الرغم من أنها تتطور
،الشعور بالذات ككيان متماسك ومستمر منفصل عن اآلخرين
ال يزال أمامهم طريق طويل لنقطعه .كما أنها تظل مقصورة على
،آليات االستثارة قبل األلفاظ (التقليد ،التكييف ،االرتباط)
ويشير سلوكهم إلى أنهم ال يزالون غير واضحين بشأن مصدر ضيقهم العاطفي .في بعض
األحيان يحدقون في الضحية ،مما يعكس درجة من التمايز بين الذات واآلخر .في بعض
ً
حديثا (الزحف) للتواصل مع األم وللمساعدة األحيان يستخدمون مهاراتهم الحركية المكتشفة
في تخفيف ضغوطهم العاطفية .لكن حقيقة أنهم يفعلون نفس الشيء للتخفيف من ضائقةهم
العاطفية التي يفعلونها للتخفيف من ضائقةهم الفعلية ُتظهر مدى صعوبة التمييز بين محنتهم
. .التعاطفية وضيق الضحية الذي تسبب في ذلك وعن ضائقةهم الفعلية
التفسير األكثر شحً ا هو أنهم يتصرفون بنفس الطريقة في الضيق التعاطفي ومواقف الضيق
الفعلية ألنهم غير واضحين بشأن الفرق بينهما ،أي أنهم غير واضحين بشأن الفرق بين شيء
.يحدث لآلخر وشيء يحدث للذات
Third stage :
بعد حوالي شهر أو شهرين ،ال يزال في وقت مبكر من السنة الثانية ،يصبح صراخ األطفال
المتعاطفين والنشيج والتحديق أقل تواترً ا ويبدأون في تحقيق تقدم مفيد تجاه الضحية .سرعان
ما تفسح التطورات المبكرة ،التي تتضمن اتصااًل جسديًا مؤق ًتا مع الضحية (التربيت ،
ً
تمايزا مثل التقبيل ،والعناق ،وتقديم المساعدة واللمس) ،الطريق لتدخالت إيجابية أكثر
الجسدية ،والحصول على شخص آخر للمساعدة ،وإعطاء النصيحة والطمأنينة المتعاطفة
من خالل هذه األفعال ،يكشف األطفال (Radke- Yarrow & Zahn-Waxler ، 1984).
أنه بينما ال يزالون محصورين إلى حد كبير في أنماط إثارة التعاطف السابقة لأللفاظ ،فإنهم
ً
ارتباطا معرفيًا بالواقع الخارجي .على الرغم من أقل غر ًقا في ذواتهم الحركية والذاتية وأكثر
أنهم ما زالوا يفتقرون إلى اإلحساس بأجسادهم ككائن يمكن تمثيله خارج ذواتهم الذاتية (ال
يمكنهم التعرف على صورتهم المرآة حتى 18إلى 24شهرً ا) ،إال أنهم جزء من الطريق
هناك (يصلون إلى الخلف عندما يظهر كائن متحرك خلفهم في المرآة) ،وهم يعرفون أن
(Baillargeon ،اآلخرين كيانات مادية منفصلة
؛ لويس وبروكسـ جن .)1979 ،لذلك يمكنهم أن يدركوا أن اآلخر يشعر باأللم أو عدم 1987
.الراحة ،وأن أفعالهم مصممة بوضوح لمساعدة اآلخر
ومع ذلك ،تكشف هذه اإلجراءات نفسها عن قيود معرفية مهمة :األطفال لديهم حاالت داخلية
لكنهم ال يدركون أن اآلخرين لديهم حاالتهم الداخلية المستقلة .إنهم ال يعرفون أن رغباتهم
تتعلق بالعالم من حولهم ،ويفترضون أن اآلخرين يرون األشياء بنفس الطريقة التي يرون بها.
إنهم يعرفون أن اآلخر في محنة لكنهم ما زالوا متمسكين باألنانية بدرجة كافية الستخدام
استراتيجيات المساعدة التي يجدونها مريحة .استجاب صبي يبلغ من العمر 14شهرً ا لصديق
يبكي بنظرة حزينة ،ثم أمسك يد الصديق بلطف وأحضره إلى والدته ،على الرغم من وجود
والدة الصديق (هوفمان .)1978 ،يُظهر هذا السلوك بوضوح أن الضيق التعاطفي يعمل
ضا عن ارتباك الطفل األناني بين احتياجات صديقه كدافع اجتماعي إيجابي ولكنه يكشف أي ً
واحتياجاته الخاصة .تم اإلبالغ عن سلوك مشابه من قبل فتاة تبلغ من العمر 15شهرً ا من قبل
تراقب ماري طفالً" Zahn-Waxler (1984):و Radke-Yarrowأم في عينة طولية من
ضا األشياء زائرً ا يبكي :تراقبه بعناية .لقد تبعته حولها ،و استمرت في تسليمه األلعاب وأي ً
األخرى التي كانت ذات قيمة بالنسبة لها ،مثل الزجاجة أو سلسلة الخرز التي تحبها كثيرً ا
(".ص )90
للتلخيص ،يدرك األطفال في هذه المرحلة أن اآلخرين منفصلون جسديًا عن أنفسهم ويعرفون
عندما يكون اآلخر في محنة .على الرغم من أنها ال تزال محصورة إلى حد كبير في أنماط ما
قبل األلفاظ ،إال أنها قادرة على شكل بدائي من أخذ األدوار التي تركز على الذات ولم تعد
تخلط بين ضائقة التعاطف مع الضحية أو محنتهم الفعلية.ـ من الواضح أن الضيق التعاطفي هو
دافع اجتماعي إيجابي في هذه المرحلة -يحاول الطفل المساعدة ،لكن أفعاله مضللة ألنه يفتقر
إلى البصيرة في الحاالت الداخلية لآلخرين ويفترض أن ما يساعده سيساعد اآلخرين .غالبًا ما
ضا ولكن ال يقتصرون عليه) ،ولكن عندما ال يكون هذا االفتراض صالحً ا (يصنعه البالغون أي ً
.يكون صالحً ا ،تظهر حدوده المعرفية األساسية بوضوح
Fourth stage :
يتضح االنتقال من الضيق شبه األناني إلى الضيق التعاطفي الحقيقي من خالل ديفيد البالغ من
العمر عامين الذي أحضر دبدوبه الخاص لتهدئة صديق يبكي ،والذي أصيب عن طريق
الخطأ عندما كان االثنان يكافحان من أجل لعبة .عندما لم ينجح األمر ،توقف ديفيد ،ثم ركض
إلى الغرفة المجاورة وعاد مع دبدوب الصديق ؛ عانقها الصديق وتوقف عن البكاء .إن
إحضار ديفيد دمية دب خاص به هو مثال نموذجي على التعاطف شبه األناني ،لكنه كان قادرً ا
على االستفادة من المالحظات التصحيحية (استمر صديقه في البكاء) .أفترض أن هذا يعني أن
ديفيد كان متقدمًا من الناحية المعرفية بما يكفي للتساؤل عن سبب عدم توقف دبدوبه عن بكاء
صديقه ،والتفكير في المشكلة ،ومن ثم إدراك أن صديقه ،مثل ديفيد نفسه ،يريد دبدوبه
الخاص .وهذا يعني أن ردود الفعل التصحيحية قد تكون حفزت على أخذ األدوار ،ربما
بمساعدة ذكرى ديفيد لصديقه وهو يلعب بسعادة مع دبدوبه وذكراه عن وجود الدبدوب في
الغرفة المجاورة .يشير هذا إلى أن االنتقال من التعاطف شبه المركزي إلى التعاطف الحقيقي
قد يحدث عندما يكون األطفال جاهزين معرفيًا للتعلم من المالحظات التصحيحية بعد ارتكاب
أخطاء "أنانية" .في النهاية ،تصبح التعليقات غير ضرورية (على الرغم من أن البالغين
.يحتاجون إليها في بعض األحيان)
للتلخيص حتى اآلن ،ال يمكن لألطفال في هذه المرحلة فقط التعاطف مع حقيقة محنة اآلخرين
ضا أخذ دور الضحية والتفكير في احتياجات الضحية الخاصة في الموقف .؛ يمكنهم أي ً
يعتبر التعاطف الحقيقي مرحلة مهمة ألنه ،على عكس المراحل السابقة التي كانت قصيرة
العمر وتختفي ألنها تفسح المجال لمراحل الحقة ،تحتوي هذه المرحلة على جميع العناصر
المطور
َّ األساسية للتعاطف الناضج وتستمر في النمو والتطور خالل الحياة .في شكله
بالكامل ،ال يمتلك األطفال فقط إحسا ًسا بجسمهم ككائن يمكن تمثيله خارج الذات الذاتية
ضا يشعرون أن أجسادهم تحتوي على الذات العقلية الحركية (المرآة -الذات) ولكنهم أي ً
الداخلية وتسترشد بها" ، .أنا" الذي يفكر ويشعر ويخطط ويعيد األعضاء .تتضمن هذه "الذات
االنعكاسية" معرفة أن الشخص منفصل عن اآلخرين ليس فقط جسديًا ولكن أيضًا من حيث
الخبرة الداخلية ؛ وهذه الصورة الخارجية هي جانب من جوانب التجربة الداخلية للفرد .هذا
يجعل من الممكن للفرد أن يدرك أن الشيء نفسه ينطبق على اآلخرين :صورتهم الخارجية هي
الجانب اآلخر من تجربتهم الداخلية .يمكن لألطفال اآلن االنخراط في أخذ األدوار التي تركز
على اآلخرين وكذلك التركيز على الذات .إنهم يعلمون أن اآلخرين لديهم مشاعر وأفكار
مستقلة عن مشاعرهم ،وهذه المعرفة تبقى معهم وتوفر نقطة انطالق مدى الحياة لتعلم
التعاطف مع جميع أنواع المشاعر في مجموعة متنوعة مذهلة من المواقف
بالنظر إلى فهم العالقة بين مشاعر المرء ومشاعر اآلخرين ،ال ينبغي أن يكون مفاجًئ ا أن يبدأ
األطفال في هذا العمر في إظهار الوعي الذاتي المنعكس والمعرفي للضيق التعاطفي الذي
أعتبره ضروريًا للتعاطف الناضج .في دراسة أجراها ستراير ( ، )1993عُرض على أطفال
تتراوح أعمارهم بين 5و 7و 8و 13عامًا صورً ا قصيرة مصورة ألطفال في مواقف
مؤلمة للغاية (طفل يعاقبه الوالدانـ ظلما ً ؛ طفل معاق يتعلم صعود الساللم بعصا .؛ فصل
.الطفل قسرا عن األسرة)
بعد ذلك ،سُئل األشخاص عما إذا كانوا قد شعروا بأي شيء أثناء مشاهدة كل المقالة القصيرة
ولماذا شعروا بهذه الطريقة .قال معظم األشخاص الذين يبلغون من العمر 7سنوات فما فوق
وبعض األطفال في سن 5سنوات إنهم شعروا بالحزن بسبب مشاعر طفل الفيلم أو وضعه ،
مما يشير إلى أنهم فهموا أن شعورهم بالحزن كان رد فعل تعاطفي لما حدث لآلخر طفل .يبدو
أن األطفال الصغار لم يفهموا هذا .تشير هذه النتائج إلى أنه قبل 6أو 7سنوات ،قد يستجيب
األطفال بضيق تعاطفي حقيقي -يشعرون بما هو مناسب لوضع اآلخر -لكنهم ال يدركون أن
شعورهم بالضيق كان بسبب موقف اآلخر ،وأنهم كانوا متعاطفين .من المثير لالهتمام أن هذا
الوعي الميتاميثي يسبق عام أو اثنين من الوعي اللغوي لألطفال