You are on page 1of 12

‫مختصر الجمع والضم فً مسؤلة الشرف من األم (ٕ)‬

‫بواسطة الشرٌف محمد الصمدانً‬

‫الخمٌس ٘ٔ شوال ‪ ٕٔٗ1‬هـ‬

‫ٌواصل الباحث فً هذا الجزء الثانً واألخٌر بحث مسؤلة الشرف من األم‬
‫‪ ،‬و كان قد تقدم نشر الجزء األول فً تارٌخ سابق ‪..‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬أصل المسؤلة من جهة الشرع ‪:‬‬

‫إذا نظرت إلى أصل الشرع وقانون الفقه فً أصل هذه المسؤلة ‪ ،‬تجد أن‬
‫القاعدة عند الفقهاء ‪ " :‬أن المولود ٌتبع أحد والدٌه فً شًء دون شًء " ‪،‬‬
‫ومن صور ذلك ‪":‬‬
‫ٔ‪ -‬النسب ‪ٌ :‬تبع فٌه المولود أباه ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬الدٌن ‪ٌ :‬تبع المولود فٌه خٌرهما دٌنا ‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬الحرٌة والرق ‪ٌ :‬تبع فٌه األم ‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬السبً ‪ٌ :‬تبع فٌه سابٌه فً االسالم ‪ ،‬إذا سبً وحده ‪. ]٘٘[ " .‬‬
‫وتلك القاعدة محكمة لها أدلة كثٌرة فً الشرع ‪ ،‬خاصة مسؤلة النسب منها‬
‫‪ ،‬فإنه ال ٌعرف خالف عند الفقهاء أن االبن ٌتبع أباه فً النسب ‪ ،‬إال فً‬
‫مسؤلَتًْ المرأة الزانٌة والمالعنة ‪ ،‬فإن الولد ٌُنسبُ إلٌهما ‪ ،‬و على هذا‬
‫جادة كتب المذاهب الفقهٌة المشهورة ‪.‬‬
‫و أصل ذلك من الكتاب و السنة و اإلجماع ‪.‬‬
‫أما الكتاب فمن محكمه فً أصل هذه المسؤلة قوله تعالى ‪ ":‬ادعوهم آلبائهم‬
‫هو أقسط عند هللا " ( األحزاب ‪ :‬آٌة رقم٘) ‪ .‬و قوله تعالى ‪ ":‬و على‬
‫المولود له رزقهن" ‪.‬‬
‫و أما السنة النبوٌة فؤدلتها كثٌرة فً هذا الشؤن ‪ .‬منها حدٌث ‪ ":‬ملعون من‬
‫انتسب إلى غٌر أبٌه ‪ . " ..‬و حدٌث ‪ ":‬لٌس من رجل ادعى لغٌر أبٌه وهو‬
‫ٌعلمه إال كفر باهلل ‪ ،‬ومن ادعى قوما لٌس له فٌهم نسب فلٌتبوأ مقعده من‬
‫النار " رواه البخاري ‪ .‬و حدٌث ‪ ":‬من انتسب إلى غٌر أبٌه و هو ٌعلمه‬
‫فالجنة علٌه حرام " رواه مسلم ‪ .‬و غٌر ذلك من محكم الحدٌث النبوي ‪.‬‬
‫و أما اإلجماع على تبعٌة االبن ألبٌه فً حمل النسب ‪ ،‬فقد حكاه غٌر‬
‫واحد‪ .‬منهم ‪:‬‬
‫ٔ – ابن عبدالسالم المالكً [‪. ]٘ٙ‬‬
‫ٕ – و ابن مفلح الحنبلً [‪. ]٘5‬‬
‫وقال خٌر الدٌن الرملً الحنفً ‪ ":‬قد استفاض النقل بؤن النسب لآلباء دون‬
‫األمهات بحٌث ٌُعْ ِجز نقله الكتبة ‪ ،‬و إن أجهدوا أنفسهم ! " أهـ‪.‬‬
‫بل نقل اإلمام العالمة ابن القٌم اتفاق المسلمٌن على ذلك ‪ ،‬فقال ‪ …" :‬اتفق‬
‫المسلمون على أن النسب لؤلب ‪ ،‬كما اتفقوا على أنه ٌتبع األم فً الحرٌة و‬
‫الرق ‪ ،‬و هذا هو الذي تقتضٌه حكمة هللا شرعا و قدرا ؛ فإن األب هو‬
‫المولود له‪ ،‬و األم وعاء و إن تكون فٌها ‪ ،‬و هللا سبحانه جعل الولد خلٌفة‬
‫أبٌه و شجنته‪ ،‬و القائم مقامه ‪ ،‬و وضع األنساب بٌن عباده ‪ ،‬فٌقال ‪ :‬فالن‬
‫ابن فالن ‪ ،‬و ال تتم مصالحهم و تعارفهم و معامالتهم إال بذلك ‪ ،‬كما قال‬
‫تعالى ‪ٌ ":‬ا أٌها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل‬
‫لتعارفوا " ‪ ،‬فلوال ثبوت األنساب من قبل اآلباء لما حصل التعارف ‪ ،‬و‬
‫لفسد نظام العباد ‪ ،‬فإن النساء محتجبات مستورات عن العٌون ‪ ،‬فال ٌمكن‬
‫فً الغالب أن تعرف عٌن األم ‪ ،‬فٌشهد على نسب الولد منها ‪ ،‬فلو جعلت‬
‫األنساب لؤلمهات لضاعت و فسدت‪ ،‬و كان ذلك مناقضا للحكمة و الرحمة‬
‫و المصلحة ‪ ،‬و لهذا إنما ٌدعى الناس ٌوم القٌامة بآبائهم ال بؤمهاتهم ‪ .‬قال‬
‫البخاري فً صحٌحه ‪ :‬باب ٌدعى الناس بآبائهم ٌوم القٌامة ‪ ،‬ثم ذكر‬
‫حدٌث ‪ ":‬لكل غادر لواء ٌوم القٌامة عند إسته بقدر غدرته ‪ٌ ،‬قال ‪ :‬هذه‬
‫غدرة فالن ابن فالن " ‪.‬‬
‫فكان من تمام الحكمة أن جعل الحرٌة و الرق تبعا لؤلم ‪ ،‬و النسب تبعا‬
‫لؤلب … " أهـ [‪.]٘1‬‬
‫وقال ابن مفلح ‪ ":‬و تبعٌة النسب لؤلب ( ع ) ما لم ٌنتف منه ‪ ،‬كابن‬
‫مالعنة‪ ،‬فول ُد قرشً من غٌر قرشٌة ‪ :‬قرشً ‪ ،‬ال عكسه ‪ .‬و تبعٌة حرٌة و‬
‫رق ألم (ع) إال من عذر للعٌب أو غرور … ‪ ،‬و ٌتبع خٌرهما دٌنا ‪.‬‬
‫وقاله شٌخنا‪ ".‬أهـ[‪.]٘5‬‬
‫وقال ابن القٌم رحمة هللا علٌه أٌضا ‪ … ":‬فإن النسب فً األصل لؤلب ‪،‬‬
‫فإذا انقطع من جهته صار لؤلم ‪ ،‬كما أن الوآلء فً األصل لمعتق األب ‪،‬‬
‫فإذا كان األب رقٌقا ‪ ،‬كان لمعتق األم ‪ .‬فلو أعتق األب بعد هذا ‪ ،‬انجر‬
‫كذب‬‫الوآلء من موالً األم إلٌه ‪ ،‬ورجع إلى أصله ‪ ،‬وهو نظٌر ما إذا ّ‬
‫المالعن نفسه ‪ ،‬واستلحق الولد ‪ ،‬رجع النسب والتعصٌب من األم‬
‫وعصبتها إلٌه ‪ ،‬فهذا محض القٌاس وموجب األحادٌث واآلثار ‪ ،‬وهو‬
‫مذهب حبر األمة وعالمها عبدهللا بن مسعود ‪ ،‬ومذهب إمامً أهل األرض‬
‫فً زمانهما ‪ ،‬أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوٌه ‪ ،‬وعلٌه ٌدل القران‬
‫بؤلطف إٌماء وأحسنه ‪ ،‬فإن هللا سبحانه جعل عٌسى من ذرٌة ابراهٌم‬
‫بواسطة مرٌم أمه‪ ،‬وهً من صمٌم ذرٌة ابراهٌم… " أهـ [ٓ‪.]ٙ‬‬
‫ومن المسلم به عند الفقهاء أن النسب ال ٌقبل النقل ‪ ،‬و لهذا قالوا‪ " :‬النسب‬
‫ال ٌقبل النقل "[ٔ‪ .]ٙ‬و قال ابن بطال ‪ ":‬أجمع العلماء على أنه ال ٌجوز‬
‫تحوٌل النسب …"[ٕ‪ .]ٙ‬و قال القرطبً – عن حدٌث " نهى عن بٌع‬
‫الوالء … " ‪ " :‬و وجه الداللة ‪ :‬أنه أمر وجودي ‪ ،‬ال ٌتؤتى االنفكاك عنه‬
‫كالنسب ‪ ،‬فكما ال تنتقل األبوة و الجدودة ‪ ،‬فكذلك ال ٌنتقل الوالء … "‬
‫[ٖ‪. ]ٙ‬‬
‫وتصوٌر المسؤلة بذلك الشكل المتقدم ‪ ،‬و إثبات الشرف و النسب من‬
‫خاللها بإطالق ‪ٌ ،‬عارض هذه المسلمة المقررة فً كالم الفقهاء ‪.‬‬
‫وإذا كان األمر كذلك عند الفقهاء ‪ ،‬فما هً حجة من قال باستثناء ولد‬
‫الشرٌفة ‪ ،‬وهل عنده ما ٌقاوم تلك األدلة المحكمة والقواعد المستقرة فً‬
‫الشرع أم ال؟‬
‫قبل اإلجابة عن ذلك ‪ٌ ،‬نبغً التفرٌق بٌن مسؤلتٌن قد تختلط على البعض‬
‫وهً‪ :‬مسؤلة حمل عمود النسب ‪ ،‬ومسؤلة الدخول فً الذرٌة والنسل‬
‫والعقب ‪ ،‬فإن بٌنهما عموما وخصوصا وجهً ‪ ،‬ومن لم ٌفرق بٌنهما ال‬
‫ٌطرد له قول ‪ .‬ولهذا ٌتجاذب أصل هذه المسؤلة عدة أبواب وفروع فقهٌة ‪،‬‬
‫مثل مسآئل ‪ :‬الوقف والوصٌة لؤلوالد ‪ ،‬وأوالد األوالد ‪ :‬هل ٌدخل فٌهم‬
‫أوالد البنات أم ال ؟ وهً مسؤلة مشهورة عند الفقهاء ‪ ،‬وأرباب الفتوى ‪ ،‬ال‬
‫ٌكاد أن ٌخلو كتاب فقه من االشارة إلٌها ‪.‬‬
‫وكثٌر من األدلة التً قد ٌسوقها بعضهم لالنتصار للشرف من األم وثبوته‬
‫صلَ ِ‬
‫ب األدلة ‪،‬‬ ‫‪ ،‬ال ٌوجد كبٌر فآئدة من مناقشتها وتتبعها ‪ ،‬ألنها لٌست من ُ‬
‫وهً غٌر صرٌحة فً المسؤلة ‪ ،‬فهً أدلة تثبت شٌئا من الشرف و المتات‬
‫‪ ،‬والصلة والرحم ؛ والنسبُ شًء ورآء ذلك ‪.‬‬
‫وفً حقٌقة األمر ‪ ،‬فإن الشرف المتنازع فً إثباته بٌن الفقهاء الخائضٌن‬
‫فً المسؤلة لم ٌحرر المراد به ‪ .‬و لهذا قال الشٌخ أبو عبدهللا الشرٌف‬
‫المالكً فً هذه المسؤلة لما سئل عنها‪ " :‬ال أعلم فً المسؤلة نصا للمتقدمٌن‬
‫من أصحابنا المالكٌة ‪ ،‬و ال للمتؤخرٌن ‪ ،‬إال ما وقفت علٌه للتونسٌٌن ‪،‬‬
‫القاضً أبً إسحاق ابن عبدالرفٌع ‪ ،‬و هو ٌذهب إلى أن الشرف ال ٌثبت‬
‫من جهة األم ‪ ،‬و رئٌس البجائٌٌن الشٌخ أبو علً ناصر الدٌن ‪ ،‬و هو‬
‫ٌذهب إلى أن الشرف ٌثبت من جهة األم ‪.‬‬
‫وكالم الفرٌقٌن لم ٌتحقق فٌه معنى الشرف المتنازع فٌه نفٌا و إثباتا ‪ ،‬لكن‬
‫المفهوم من كالم أبً إسحاق أن الشرف هو النسب ‪ ،‬و المفهوم من كالم‬
‫الشٌخ أبً علً أن الشرف هو الفضٌلة على الغٌر ‪ ،‬و كؤن الشٌخ أبا علً‬
‫راعى فً ذلك الوضع اللغوي ‪.]ٙٗ[ " … ،‬‬
‫أقول ‪ :‬و لكن أبا علً ومن نحى منحاه ٌقول بإثبات النسب أٌضا !‬
‫ومن جملة أدلتهم ‪ :‬استداللهم بآٌة األنعام و ما فٌها من ذكر أن عٌسى علٌه‬
‫السالم من ذرٌة ابراهٌم علٌه الصالة والسالم ‪ ،‬وستؤتً مناقشة ابن القٌم‬
‫لها عند عرض كالمه فً المسؤلة ‪.‬‬
‫واستدل بعضهم بحدٌث ‪ ":‬ابن أخت القوم منهم " [٘‪ . ]ٙ‬وهذا الحدٌث –‬
‫كما ٌقول الحافظ ابن حجر – ‪ ":‬لٌس على عمومه ‪ ،‬إذ لو كان على‬
‫عمومه ‪ ،‬لجاز أن ٌنسب إلى خاله مثال ‪ ،‬وكان معارضا لحدٌث ‪ ":‬من‬
‫ادعى إلى غٌر أبٌه … " المصرح بالوعٌد الشدٌد لمن فعل ذلك ‪ ،‬فعرف‬
‫أنه خاص ‪ ،‬والمراد به ‪ :‬أنه منهم فً الشفقة والبر والمعاونة ‪ ،‬ونحو ذلك‬
‫" أهـ[‪. ]ٙٙ‬‬
‫ومما ٌبٌن أن هذا الحدٌث لٌس المراد به أمر النسب ‪ :‬استدالل من استدل‬
‫به فً مسؤلة ذوي األرحام هل ٌرثون كما ٌرث العصبات أم ال ؟! والذي‬
‫ٌبٌن ذلك‪ " :‬أنه لو صح االستدالل بقوله ‪ ":‬ابن أخت القوم منهم " على‬
‫إرادة المٌراث لصح االستدالل به على أن العتٌق ٌرث ممن أعتقه لورود‬
‫مثله فً حقه ‪ ،‬فدل على أن المراد بقوله ‪ ":‬من أنفسهم " وكذا ‪ ":‬منهم "‬
‫فً المعاونة واالنتصار والبر والشفقة ‪ ،‬ونحو ذلك ال فً المٌراث"‪.‬‬
‫أهـ[‪.]ٙ5‬‬
‫وتكون الحكمة – وهللا أعلم – فً إٌراد هذا الحدٌث ‪ ":‬إبطال ما كانوا‬
‫علٌه فً الجاهلٌة من عدم االلتفات إلى أوالد البنات فضال عن أوالد‬
‫األخوات حتى قال قائلهم ‪:‬‬
‫بنونا بنو أبنائنا وبناتنا بنوهن بنو الرجال األباعد‬
‫فؤراد بهذا الكالم التحرٌض على األلفة بٌن األقارب " أهـ[‪. ]ٙ1‬‬
‫قال الحافظ ابن حجر رحمه هللا تعالى ‪ ":‬قلت ‪ :‬وأما القول فً الموالً ‪،‬‬
‫فالحكمة فٌه ما تقدم ذكره من جواز نسبة العبد إلى مواله ال بلفظ البنوة ‪،‬‬
‫لما سٌؤتً قرٌبا من الوعٌد الثابت لمن انتسب إلى غٌر أبٌه ‪ ،‬وجواز نسبته‬
‫إلى نسب مواله بلفظ النسبة ‪ ،‬وفً ذلك جمع بٌن األدلة ‪ ،‬وباهلل التوفٌق "‬
‫أهـ[‪. ]ٙ5‬‬
‫المحاجـة بٌن القولٌن عند اإلمام ابن القٌم‬
‫أجرى المحاجة بٌن القولٌن باختصار ابن القٌم فً " جالء األفهام " ‪ ،‬فقال‬
‫رحمه هللا تعالى‪… " :‬الذرٌ ُة ‪ :‬األوال ُد وأوالدهم ‪،‬وهل ٌدخل فٌها أوالد‬
‫البنات ؟ فٌه قوالن للعلماء ‪ ،‬هما رواٌتان عن أحمد ‪ .‬إحداهما ‪ٌ :‬دخلون ‪،‬‬
‫وهو مذهب الشافعً ‪ .‬والثانٌة ‪ :‬ال ٌدخلون ‪ ،‬وهو مذهب أبً حنٌفة ‪.‬‬
‫واحتج من قال بدخولهم ‪ :‬بؤن المسلمٌن مجمعون على دخول أوالد فاطمة‬
‫رضً هللا عنها فً ذرٌة النبً صلى هللا علٌه وسلم المطلوب لهم من هللا‬
‫الصالة ؛ ألن أحدا من بناته لم ٌعقب غٌرها ؛ فمن انتسب إلٌه صلى هللا‬
‫علٌه وسلم من أوالد ابنته ‪ ،‬فإنما هو من جهة فاطمة رضً هللا عنها‬
‫خاصة ‪ ،‬ولهذا قال النبً صلى هللا علٌه وسلم فً الحسن ابن ابنته ‪ ":‬إن‬
‫ابنً هذا سٌد " ‪ ،‬فسماه ابنه ‪ ،‬ولما أنزل هللا سبحانه وتعالى آٌة المباهلة ‪":‬‬
‫فمن حاجك فٌه من بعد ما جآءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبنآءكم "‬
‫اآلٌة ‪ .‬دعا النبً صلى هللا علٌه وسلم فاطمة وحسنا وحسٌنا ‪ ،‬وخرج‬
‫للمباهلة ‪ .‬قالوا ‪ :‬وأٌضا فقد قال تعالى فً حق ابراهٌم ‪ ":‬ومن ذرٌته داود‬
‫وسلٌمان واٌوب وٌوسف وهارون وكذلك نجزي المحسنٌن ‪ .‬وزكرٌا‬
‫وٌحٌى وعٌسى"‪ ،‬ومعلوم أن عٌسى لم ٌنتسب إلى ابراهٌم إال من جهة أمه‬
‫مرٌم علٌها السالم‪.‬‬
‫وأما من قال بعدم دخولهم ‪ :‬فحجته أن ولد البنات إنما ٌنتسبون إلى آبائهم‬
‫حقٌقة ‪ .‬ولهذا إذا ولد الهذلً أو التٌمً أو العدوي هاشمٌة لم ٌكن ولدها‬
‫هاشمٌا ‪ ،‬فإن الولد فً النسب ٌتبع أباه ‪ ،‬وفً الحرٌة والرق أمه ‪ ،‬وفً‬
‫الدٌن خٌرهما دٌنا ‪ ،‬ولهذا قال الشاعر ‪:‬‬
‫بنونا بنـو أبناءنـا وبناتنـا بنوهن أبناء الرجال األباعد‬
‫ولو وصى أو وقف على قبٌلة لم ٌدخل فٌها أوالد بناتها من غٌرها ‪ .‬قالوا ‪:‬‬
‫وأما دخول فاطمة رضً هللا عنها فً ذرٌة النبً صلى هللا علٌه وسلم ‪،‬‬
‫فلشرف هذا األصل العظٌم والوالد الكرٌم ‪ ،‬الذي الٌدانٌه أحد من العالمٌن‬
‫‪ ،‬سرى ونفذ إلى أوالد البنات لقوته وجاللته وعظم قدره ‪ ،‬ونحن نرى من‬
‫ال نسبة له إلى هذا الجناب العظٌم من العظماء والملوك وغٌرهم تسري‬
‫حرمة إٌالدهم وأبوتهم إلى أوالد بناتهم ‪ ،‬فتلحظهم العٌون بلحظ أبنائهم ‪،‬‬
‫وٌكادون ٌضربون عن ذكر آبائهم صفحا ‪ ،‬فما الظن بهذا االٌالد العظٌم‬
‫قدره ‪ ،‬الجلٌل خطره ؟!‬
‫قالوا ‪ :‬وأما تمسككم بدخول المسٌح فً ذرٌة ابراهٌم ‪ ،‬فالحجة لكم فٌه ‪.‬‬
‫فإن المسٌح لم ٌكن له أب ‪ ،‬فنسبه من جهة األب مستحٌل ‪ ،‬فقامت أمه مقام‬
‫أبٌه ‪ ،‬وهكذا كل من انقطع نسبه من جهة األب ‪ ،‬إما لعان أو غٌره ‪ ،‬قامت‬
‫أمه فً النسب مقام أبٌه ‪ ،‬ولهذا تكون فً هذا الحال عصبة فً أصح‬
‫األقوال… " ‪ .‬انتهى كالم ابن القٌم [ٓ‪.]5‬‬
‫وبالجملة ‪ ،‬فمن التفت إلى التفرٌق بٌن مسؤلة حمل النسب ‪ ،‬ومسؤلة الذرٌة‬
‫والعقب ‪ ،‬وبان له الفرق بٌنهما ‪ ،‬انحل عنده اشكال مسؤلة ‪ ":‬أوالد البنات‬
‫" ودخولهم فً الوقف والوصٌة وغٌرها من المسآئل ‪ .‬وبه ٌظهر الراجح‬
‫فً مسؤلة " الشرف من األم " ‪ ،‬وهللا تعالى أعلم ‪.‬‬
‫وممن قال من األئمة والفقهاء أن الرجل الٌحمل نسب آل البٌت األشراف‬
‫إنْ لم ٌكن أبوه كذلك جمع من محققً المذاهب الفقهٌة األربعة ‪:‬‬
‫• فقهاء الحنفٌة ‪:‬‬
‫قال بهذا القول العالمة ابن عابدٌن الحنفً خاتمة محققً الحنفٌة فً حاشٌته‬
‫‪ ،‬المشتهرة باسم "حاشٌة ابن عابدٌن " [ٔ‪ .]5‬وقد صرّ ح رحمة هللا علٌه‬
‫فً الفتاوى الحامدٌة بؤن ‪ ":‬ولد الشرٌفة لٌس بشرٌف " [ٕ‪.]5‬‬
‫• فقهاء المالكٌة ‪:‬‬
‫فً شرح الزرقانً على " خلٌل " ‪ ":‬و أما ابن الشرٌفة ‪ :‬فذهب ابن عرفة‬
‫و من وافقه إلى أن له شرفا دون من أبوه شرٌف ؛ و خالفه جمع من‬
‫محققً المشاٌخ التلمسانٌٌن ‪ ،‬و ذهبوا إلى أنه شرٌف مثله " [ٖ‪ . ]5‬و‬
‫منهم ‪ :‬محمد بن عرفة الدسوقً المالكً فً حاشٌته على " الشرح الكبٌر "‬
‫[ٗ‪.]5‬‬
‫• قول الشافعٌة ‪:‬‬
‫جعل السٌوطً رحمه هللا هذا القول مما جرى علٌه السلف والخلف ‪ ،‬فقال‬
‫فً " الحاوي للفتاوى " ‪ ":‬ولهذا جرى عمل السلف والخلف على أن ابن‬
‫الشرٌفة ال ٌكون شرٌفا " أهـ[٘‪.]5‬‬
‫وفً " الفتاوى الحدٌثٌة " البن حجر الهٌتمً ‪ … ":‬ولهذا جرى الخلف‬
‫كالسلف على ان ابن الشرٌفة من غٌر الشرٌف غٌر شرٌف ‪ ،‬ولو عمّت‬
‫الخصوصٌة أن " ابن كل شرٌفة شرٌف " ‪ :‬تحر ُم علٌه الصدقة ‪ ،‬ولٌس‬
‫كذلك…" أهـ[‪.]5ٙ‬‬
‫• قول الحنابلة ‪:‬‬
‫قٌاس المذهب عندهم عدم إثبات النسب الشرٌف من جهة األم ‪ .‬و قد تقدم‬
‫قول ابن حمٌد الحنبلً فً تضعٌفه للقول بهذه المسؤلة ‪ ،‬و هو أحد متؤخرة‬
‫الحنابلة ‪ ،‬و هللا أعلم ‪.‬‬
‫و هذا القول ‪ ،‬وهللا أعلم ‪ ،‬هو الراجح ‪ ،‬وٌتؤٌد ذلك بعدة أمور أخرى غٌر‬
‫ما ذكر‪:‬‬
‫منها ‪ :‬أن القول بؤن ولد الشرٌفة شرٌف قد جرّ إلى ادعاء النسب الشرٌف‪،‬‬
‫وتعرض فاعل ذلك لكبٌرة من كبائر االثم ‪ ،‬وذلك أن ٌدعً الرجل غٌر‬
‫أبٌه ‪ ،‬كما فً الحدٌث ‪ ":‬لٌس من رجل ادعى لغٌر أبٌه وهو ٌعلمه إال كفر‬
‫باهلل ‪ ،‬ومن ادعى قوما لٌس له فٌهم نسب فلٌتبوأ مقعده من النار " رواه‬
‫البخاري ‪.‬‬
‫ومن قاعدة الشرع سده للذرائع ‪ ،‬وقد أصبح القول بهذه المسؤلة سببا‬
‫الدعاء النسب وحمله على غٌر المعروف عند النسابٌن ‪ ،‬ولهذا ٌجب سد‬
‫هذا الباب ‪.‬‬
‫وقد وصل الحال فً بعض العصور إلى أن ٌتسنم نقابة األشراف من ال‬
‫ٌحمل نسبهم ‪ ،‬بل قد ٌُطرد عنها صاحب النسب الثابت لٌتولى أمرها من‬
‫ثبت شرفه من جهة األم ؟! و من ذلك أٌضا تسلم الشٌخ محمد بن أحمد بن‬
‫محمد المعروف بـ " الدواخلً " الشافعً للنقابة بعد موت محمد بن وفا ‪،‬‬
‫وكان ٌقال للدواخلً ‪ ":‬السٌد " ‪ ،‬وذلك ‪ ":‬ألن أباه تزوج بفاطمة بنت السٌد‬
‫عبدالوهاب البردٌنً ‪ ،‬فولد له المترجم منها ‪ ،‬ومنها جاءه الشرف ‪ ،‬وهم‬
‫من محلة الداخل بالغربٌة " أهـ [‪.]55‬‬
‫ومنها ‪ :‬أن طرد هذا القول ٌشغب على أصول مستقرة ثابتة فً أبواب الفقه‬
‫ومسائل الشرع ‪ ،‬مثل مسائل الوقف ‪ ،‬والوصاٌا ‪ ،‬والموارٌث ‪ ،‬وسهم‬
‫ذوي القربى ‪ ،‬وتحرٌم الزكاة على اآلل المحمدي ‪ ،‬وغٌر ذلك من المسائل‬
‫والفروع ‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬أن إطالق لقب " الشرٌف " أو " السٌد " أصبح فً العرف‬
‫مقصورا على " ذرٌة الحسنٌٌن" ‪ ،‬أو أحدهما دون اآلخر ‪ ،‬أو أن المراد‬
‫به " كل آل البٌت " على خالف طوٌل فً ذلك ‪ ،‬ال طائل شرعً من‬
‫تحقٌق المراد به ‪ ،‬فالقول بهذه المسؤلة مما ٌزٌد النزاع فً ذلك المصطلح‬
‫وٌوسعه ‪ ،‬و ٌغٌر األعراف شبه المستقرة ‪ ،‬و ال ٌخفى ما فً هذا من‬
‫محاذٌر ‪.‬‬
‫كل ذلك مما ٌتؤٌد به المنع من حمل النسب الشرٌف عبر تلك المسؤلة ‪.‬‬
‫وأما من قال من األئمة و الفقهاء بؤن ‪ ":‬الشرف ٌثبت لمن كانت أمه شرٌفة‬
‫" ؛ فٌقال ‪ :‬نعم ‪ٌ ،‬حصل الشرف لمن حصل له االٌالد من جهة اآلل‬
‫المحمدي لوجود الصلة والرحم بالنبً صلى هللا علٌه وسلم ‪ ،‬والرٌب أن‬
‫فً هذا شرفا لصاحبه ‪ ،‬كما تقدم ذكره فً كالم ابن القٌم رحمه هللا تعالى ‪،‬‬
‫لكن هذا ال ٌسوغ له شرعا أن ٌخاطب ب‪ ":‬الحسنً " ‪ ،‬أو " الحسٌنً " ‪،‬‬
‫أو حتى ‪ ":‬الشرٌف " ‪.‬‬
‫و أنت خبٌر بما تقدم ‪ ،‬أن هناك فرقا بٌن حمل عمود النسب الشرٌف ‪،‬‬
‫ومسؤلة الشرف ‪ ،‬وأن ذلك مطرد فً الشرع والقدر ‪ .‬فإثبات نوع من‬
‫الشرف لمن حصل له ذلك االٌالد الكرٌم ‪ ،‬موجود فً كالم من منع من‬
‫حمل عمود النسب الشرٌف ‪ ،‬فقد صرح ابن عابدٌن رحمه هللا تعالى‬
‫وغٌره بؤن الشرف ٌحصل له ‪ ،‬ولكن ٌمنع صاحبه من حمل نسب‬
‫غٌره[‪ . ]51‬ولهذا مضت عادة بعض من ٌترجم ألخبار الناس وسٌرهم أن‬
‫ٌقول فً ترجمة بعض من حصل له ذلك الشرف ‪ ":‬ابن الشرٌفة " [‪،]55‬‬
‫وال ٌقول فٌه‪ " :‬الشرٌف " ‪ ،‬وهللا تعالى أعلم ‪.‬‬
‫خاتمة المختصر‬
‫ما ٌتعلق بآل البٌت ‪ ،‬سوآء فً اآلحكام الشرعٌة أو المسائل العقدٌة أو‬
‫الحدٌث عن الفرق المنتسبة إلٌهم أو المتمسحة بعتبات أبوابهم ‪ ،‬أو الكالم‬
‫فً ما ٌتعلق بتوارٌخهم و أنسابهم … كل ذلك و غٌره ٌحتاج إلى بحث‬
‫علمً طوٌل بعٌد عن الغرض و الهوى ‪ ،‬و أناس كآل محمد ال ٌلٌق بهم‬
‫أن تبحث المسائل المتعلقة بهم على أي وجه كان ‪ ،‬بل البد من التحقٌق و‬
‫الجمع و استنطاق نصوص الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح من‬
‫الصحابة والتابعٌن ‪ ،‬و تحرٌر المسائل تحرٌرا ٌلٌق بمثل هذا البٌت‬
‫الشرٌف الذي ال ٌوجد على ظهر األرض بٌت ٌوزاٌه أو ٌقاربه فً نسبه و‬
‫منزلته ‪.‬‬
‫و أرجو من هللا تعالى أن ٌكون فً هذا المختصر هدى لمن شاء هللا رحمته‬
‫من العباد ‪ ،‬و بالغا للحاضر و الباد ‪ ،‬و تنبٌها لمن ٌشتغل بنسب آل البٌت‬
‫على غٌر وجه مرضً ‪ ،‬فإن ‪ … ":‬النعام فً القرى " ‪.‬‬
‫إذا كان أث ُل الواد ٌجمع بٌننا فغٌرُ خفً شٌحُ ُه من ُخ َزامِه‬

‫———————————————————‬

‫[٘٘] إعالم الموقعٌن ( ٕ ‪ ، ) 5ٓ-ٙ٘ /‬و األشباه و النظائر للسبكً ( ‪) /‬‬


‫‪ .‬و حاشٌة ابن عابدٌن ( ٕ ‪-ٗٗٙ / ٗ ( ، ) ٔ5ٔ ، ٔٗ / ٖ ( ، ) ٖ5ٗ /‬‬
‫‪. ) ٗٗ5‬‬
‫[‪ ]٘ٙ‬منهم ‪ :‬ابن عبدالسالم انظر ‪ " :‬المعٌار المعرب (ٕٔ ‪ ، ) /‬و ابن‬
‫مفلح فً " الفروع ‪ " ٕ٘5 / ٘ :‬فقد رمز للمسؤلة بـ ( ع ) و ٌعنً بها أنها‬
‫محل إجماع كما نص على ذلك فً أول كتابه ‪ .‬انظر ‪ :‬الفروع ( ٔ ‪ٙٗ /‬‬
‫)‪.‬‬
‫[‪ ]٘5‬انظر ‪ " :‬الفروع ‪ " ٕ٘5 / ٘ :‬فقد رمز للمسؤلة بـ ( ع ) و ٌعنً بها‬
‫أنها محل إجماع كما نص على ذلك فً أول كتابه ‪ .‬انظر ‪ :‬الفروع ( ٔ ‪/‬‬
‫ٗ‪. ) ٙ‬‬
‫[‪ ]٘1‬إعالم الموقعٌن ( ٕ ‪. ) ٙ5 -ٙٙ /‬‬
‫[‪ ]٘5‬الفروع ( ٘ ‪ ، ) ٖ٘ٓ – ٕ٘5 /‬و انظر ‪ :‬نٌل المآرب فً شرح‬
‫دلٌل الطالب البن أبً تغلب ( ٕ ‪. )ٕ5ٓ /‬‬
‫[ٓ‪ ]ٙ‬زاد المعاد ( ٘‪. ) ٗٓٔ -ٗٓٓ /‬‬
‫[ٔ‪ ]ٙ‬تحفة المحتاج ( ٘ ‪ . ) ٗٓٔ /‬و هً قاعدة تتابع علٌها الفقهاء ‪.‬‬
‫[ٕ‪ ]ٙ‬الفتح ( ٕٔ ‪) ٕٗ /‬‬
‫[ٖ‪ ]ٙ‬الفتح ( ٕٔ ‪. ) ٗ٘ /‬‬
‫[ٗ‪ ]ٙ‬المعٌار المعرب ( ٕٔ ‪. ) ٕٔٔ /‬‬
‫[٘‪ ]ٙ‬رواه البخاري ( رقمٕ‪. ) ٙ5ٙ‬الفتح ( ٕٔ ‪. ) ٗ1 /‬‬
‫[‪ ]ٙٙ‬الفتح ( ٕٔ ‪. ) ٘٘ /‬‬
‫[‪ ]ٙ5‬الفتح ( ٕٔ ‪ . ) ٗ5 /‬و انظر أٌضا ‪ :‬فٌض القدٌر ( ٔ ‪ . ) 11/‬و‬
‫لهذا قال اإلمام أحمد فً حدٌث " موالً القوم من أنفسهم " ‪ ":‬هذا فً‬
‫الصدقة ‪ ،‬ال فً النكاح " ‪ .‬قال ابن قدامة ‪ ، … ":‬و لهذا ال ٌساوونهم فً‬
‫استحقاق الخمس ‪ ،‬و ال فً اإلمامة ‪ ،‬و ال فً الشرف " ‪ .‬أهـ ‪ .‬انظر ‪:‬‬
‫المغنً ( ‪. ) ٖ5ٙ / 5‬‬
‫[‪ ]ٙ1‬الفتح ( ٕٔ ‪. ) ٗ5/‬‬
‫[‪ ]ٙ5‬الفتح (ٕٔ ‪. ) ٗ5 /‬‬
‫[ٓ‪ ]5‬جالء األفهام البن القٌم (ص ٖٕٓ‪)ٕٓ٘-‬تحقٌق ‪ :‬محً الدٌن مٌستو‪.‬‬
‫[ٔ‪ ]5‬حاشٌة ابن عابدٌن ( ٖ ‪. ) ٔ5ٔ ، ٔٗ /‬‬
‫[ٕ‪ ]5‬انظر ‪ :‬الفتاوى الحامدٌة ( ٔ‪. ) ٔ5/‬‬
‫[ٖ‪.)ٔٓ٘ / ٙ ( ]5‬‬
‫[ٗ‪ ]5‬حاشٌة الدسوقً ( ٗ‪. ) ٖٕٔ /‬‬
‫[٘‪ ]5‬الحاوي للفتاوى ( ٕ‪ ، ) ٖٕ/‬وانظر ‪ :‬فٌض القدٌر للمناوي ( ٘‪ٔ5/‬‬
‫)‪.‬‬
‫[‪ ]5ٙ‬الفتاوى الحدٌثٌة (صٕٔٔ)‬
‫[‪ ]55‬تارٌخ الجبرتً ( ٖ ‪. ) ٘15 /‬‬
‫[‪ ]51‬انظر ‪ :‬تنقٌح الفتاوى الحامدٌة ( ٔ ‪ . ) ٔ5 /‬و قال فً " رد المحتار‬
‫" عند مسؤلة " عدم اعتبار التفاوت فً قرٌش فً الكفاءة " ‪ ":‬من هذا ‪ :‬أن‬
‫من كانت أمها علوٌة مثال ‪ ،‬و أبوها عجمً ‪ٌ ،‬كون العجمً كفإا لها ‪ ،‬و‬
‫إن كان لها شرف ‪ ،‬ألن النسب لآلباء ‪ ،‬و لهذا جاز دفع الزكاة إلٌها ‪ ،‬فال‬
‫ٌعتبر التفاوت بٌنهما من جهة شرف األم ‪ ،‬و لم أر من صرح بهذا ‪ ،‬و هللا‬
‫أعلم " ‪ .‬أهـ ‪. ) ٖٔ5 / ٕ (.‬‬
‫[‪ ]55‬الضوء الالمع (ٕ‪. ) ٕٕٓ/‬‬
‫رابط المقالة‬
‫‪http://alalbayt.com/?p=3419‬‬

You might also like