You are on page 1of 7

‫كارل روجرز‬

‫حياته ‪:‬‬

‫ولد كارل روجرز في عام ‪ 1902‬في والية الينوي بالواليات المتحدة االمريكية وتربى في عائلة‬
‫ص ارمة ج دا أخالقي ا وديني ا ‪ ،‬فوال دا ج دا في نظ رتهم الديني ة واألخالقي ة وهم ا يؤمن ان ب ان ال ش يء يمكن‬
‫الحصول عليه اال بحب العمل والجدية فيه ‪ ،‬واعتبرا العمل خير وسيلة عالجية للضجر والملل فغرسا في‬
‫نفس طفلهما كارل حب العمل والمثابرة‪.‬‬

‫ك ان ه و الطف ل الراب ع في عائل ة مكون ة من س تة اف راد ‪ ،‬وك انت الروابط وثيق ة فيم ا بينهم ‪ ،‬فيما‬
‫كانت عالقاتهم االجتماعية محدودة للغاية ‪ ،‬ولهذا لم تكن لكارل روجرز حياة اجتماعية خارج حدود البيت‬
‫‪ ،‬وق د وص فته زوجت ه ال تي عاش ت مع ه مرحل ة الطفول ة ‪ ،‬بان ه ك ان في طفولت ه خج وال وحساس ا وغ ير‬
‫اجتماعي ‪ ،‬يفضل ان يعيش مع الكتب ومع عالم أحالمه (‪.)H.E.Rogers ، 1965‬‬

‫وحدث ان اشترى والده مزرعة في ريف شيكاغو فانهمك كارل روجرز – وكان في الثانية عشرة‬
‫من عم ره بق راءة الكتب الزراعي ة ‪ ،‬وش جعه وال ده على تربي ة الحيوان ات من اج ل ال ربح الم ادي ‪ ،‬فق ام‬
‫بتربي ة اف راخ ال دجاج والحم ام وغيره ا واخ ذ يتج ول في الغاب ات فاكتش ف نوع ا من العث وق ام بتربيت ه‬
‫ومقارنته بانواع أخرى منه ‪ ،‬فتعلم األساليب التجريبية في العلم وهو في سن مبكرة ‪ ،‬واعتقد بان تجاربه‬
‫ه ذه علمت ه االح ترام ال واعي للعلم والط رق ال تي ينبغي ان تس تخدم في ح ل المش كالت (‪Rogers ،‬‬
‫‪ ، )1965‬وق اده اهتمام ه ه ذا الى ان ي دخل جامع ة وسكنس ن لدراس ة الزراع ة ‪ ،‬غ ير ان ه تح ول عن هدف ه‬
‫ه ذا بع د اق ل من س نتين الى دراس ة ال دين بفع ل ت أثيرات تنش ئته االجتماعي ة في عائلت ه ‪ ،‬ف التحق في معه د‬
‫الاله وت الوح دوي في نيوي ورك ال ذي ك ان ل ه اتج اه لي برالي في ال دين ‪ ،‬ونتيج ة لنش اطه ال ديني اوف د في‬
‫زي ارة الى الص ين وف د طالبي لحض ور م ؤتمر اتح اد الطلب ة المس يحي الع المي ‪ ،‬ف اطلع هن اك على عقائ د‬
‫ديني ة مختلف ة ‪ ،‬وش هد كي ف ان البغض اء ك انت ش ديدة بين االلم ان والفرنس ين رغم انهم من دين واح د ‪،‬‬
‫فكتب الى اهله من هناك بانه قرر ترك دراسة الدين وانه ال يتفق مع الحركة البروتستانتية التي تؤكد على‬
‫ان الكتاب المقدس معصوم من الخطأ ‪ ،‬واخبر والديه بانه من هذه اللحظة قد حرر نفسه من اسلوبهما في‬
‫التفكير وانه يجب على الفرد ان يعتمد أساسا على خبرته الشخصية ‪ ،‬وهي فكرة نجدها تمثل حجر الزاوية‬
‫في نظريته في الشخصية‪.‬‬
‫والتح ق روج رز بكلي ة المعلمين في جامع ة كولومبي ا لدراس ة علم النفس الس ريري (العي ادي) وعلم‬
‫النفس التربوي فشغف كث يرا بالمؤلف ات واألبح اث النفس ية ‪ ،‬واص ل دراس ته فحص ل على شهادة الدكتوراه‬
‫في عام ‪ ، 1931‬وكان في اثناء دراسته األخيرة هذه يعمل في معهد الرشاد األطفال حيث كان العالج فيه‬
‫يتم وف ق األس اليب الفرويدي ة ثم عم ل في مرك ز اخ ر مماث ل غ ير ان العالج النفس ي في ه ك ان يتم باس اليب‬
‫مختلف ة ‪ ،‬مم ا ش جعه على تب ادل اآلراء وحري ة المناقش ات الفكري ة في االرش اد والعالج النفس ي ‪ ،‬واحس‬
‫روج رز بالتن اقض بين األس لوب الفروي دي في الفك ر والتط بيق ‪ ،‬وبين األس لوب الق ائم على المنهج‬
‫االحصائي الذي درسه في كلية المعلمين على يد عالم النفس المعروف ثورندايك‪.‬‬

‫وخالل الف ترة (‪ )1940 -1928‬عم ل روج رز في هيئ ة أس اتذة تع نى بدراس ة الطف ل ‪ ،‬وك ان ل ه‬
‫اهتمام متميز في ذلك ‪ ،‬اذ ان اطروحته للدكتوراه كانت في قياس تكيف الشخصية عند األطفال‪.‬‬

‫وعم ل روج رز أس تاذا لعلم النفس في جامع ة اوه ايو في ع ام ‪ ، 1940‬وبع د س نتين اص در كتاب ه‬
‫المهم في االرش اد والعالج النفس ي (‪ )Rogers ، 1942‬وأوض ح في مؤلف ه ه ذا وجه ة نظ رة في العالج‬
‫النفسي ‪ ،‬بعدها انتقل روجرز ليعمل أستاذا لعلم النفس في جامعة شيكاغو في عام ‪ ، 1945‬ثم انتقل الى‬
‫جامع ة وس كنس ‪ ،‬خالل الف ترة من ع ام (‪ )1963 -1957‬ال تي قض اها كاس تاذ لعلم النفس والطب النفس ي‬
‫في جامع ة وس كنس ‪ ،‬ق اد روج رز مجموع ة من الب احثين الج راء دراس ات مستفيض ة في الفص ام‬
‫(الشيزوفرينيا) وفي عام ‪ 1963‬سافر الى كاليفورنيا ليعمل في معهد للدراسات السلوكية فيها‪.‬‬

‫واضافة الى نشاطاته االكاديمية هذه كان روجرز يكتب العديد من المقاالت واألبحاث والمؤلفات‬
‫فحصل على جائزة لكونه اكثر علماء النفس المنتجين في الكتابة ‪ ،‬كما انه كان قد انتخب في عام ‪1946‬‬
‫رئيسا لجمعية علماء النفس االمريكيين‪.‬‬

‫مفاهيم ومبادئ أساسية ‪:‬‬

‫تقوم نظرية روجرز في االرشاد والعالج النفسي وفي الشخصية على عدد من المبادئ والمفاهيم‬
‫األساسية يمكن ايجازها باالتي ‪:‬‬

‫المجال الظواهري ‪:‬‬

‫الظواهرية او الظاهراتيه ‪ Phenomenology‬هي أس لوب في علم النفس يركز على الكيفية التي‬
‫يدرك بها الشخص ويعبر عن ذاته وعالمه (‪ ، Petvin ، 1980‬ص ‪.)557 :‬‬
‫وعلى ه ذا المب دأ تق وم نظري ة روج رز ‪ ،‬ال ذي يؤك د على ان الن اس يجب ان يفهم وا على أس اس‬
‫الكيفية التي ينظرون بها الى انفسهم والعالم المحيط بهم ( ‪ )Rogers ، 1961‬وطبقا للمواقف الظواهري‬
‫الذي طرحه روجرز منذ عام (‪ )1947‬فان الفرد يدرك ‪ perceive‬العالم بطريقة متفردة ‪ ،‬وتشكل هذه‬
‫المدركات المجال الظواهري للفرد ‪ ، phenomenal field‬وهذا يعني ان الفرد يستجيب للبيئة كما يدركها‬
‫ه و ‪ ،‬وه ذه البيئ ة ق د تتط ابق وق د ال تتط ابق م ع تع اريف التجري بين له ا ‪ ،‬او م ع الواق ع الموض وعي ‪،‬‬
‫والمجال الظواهري للفرد ‪ ،‬طبقا لروجرز يشمل كال من المدركات الشعورية وغير الشعورية ‪ ،‬أي تلك‬
‫ال تي يك ون الف رد عارف ا به ا ‪ ،‬وتل ك ال تي ال يك ون عارف ا به ا ‪ ،‬ولكن المح ددات األك ثر أهمي ة للس لوك ‪،‬‬
‫وخاصة بالنسبة للناس االسوياء هي المدركات الشعورية‪.‬‬

‫هذا يعني ان العالم بالنسبة لروجرز عالم ذاتي ظواهري ‪ ،‬وفكرة ان االدراك شيء ذاتي هي فكرة‬
‫قديمة وليست من مبتكرات روجرز قطعا ‪ ،‬اال ان تأكيده عليها صاغه بالشكل الذي يريد ان يقول فيه بان‬
‫لكل فرد منا عالمه او واقعه الخاص جدا به ‪ ،‬وانه ال يمكن فهم هذا العالم الخاص بالفرد اال بالقدر الذي‬
‫يسمح هو لنا بذلك‪.‬‬

‫ان محتوي ات ه ذا الع الم الخ اص ب الفرد هي مجم وع خبرات ه ‪ ،‬وخبرات ه الحاض رة المباش رة منه ا‬
‫بشكل خاص التي يكون الفرد واعيا بها ‪ ،‬وبالرغم من ان المجال الظواهري هو أساسا عالم خاص بالفرد‬
‫فاننا نستطيع يقول روجرز (‪ )1947‬ان نحاول ادراك هذا العالم كما يبدو للفرد وذلك باألسلوب العيادي‬
‫‪ Clinical‬لنرى بعيني ذلك الفرد المعنى النفسي لعالمه ‪ ،‬وداللته كاطار مرجعي له‪.‬‬

‫وق د علق روجرز في كتابات ه الالحق ة (‪ )1964‬على الظواهري ة كاس اس في الع الم ال ذي ينبغي ان‬
‫يفهم الف رد في ض وئها ‪ ،‬وكطريق ة تس تخدم في تط ور نظري ة الظ اهرة الذاتي ة ‪ ،‬فم يز بين ثالث ة أن واع من‬
‫المعرفة يحصل عليها الباحث في تقييمه لسلوك االفراد هي ‪ :‬التعرف الشخصي (‪ )Interpersonal‬ويعني‬
‫اس تخدام مهاراتن ا لالحس اس بم ا يش عر ب ه االخ رون ‪ ،‬او محاول ة فهم المج ال الظ واهري لش خص اخ ر‬
‫(الشماع ‪ ، 1981 ،‬ص ‪.)50 :‬‬

‫والتع رف الشخص اني ‪ personal‬أي ان نع رف ش يء م ا عن الف رد من خالل اط ار الدالل ة‬


‫الم رجعي ال داخلي ‪ Internal‬والتع رف الموض وعي ‪ Objecti‬وال ذي يع ني ان م ا نعرف ه عن الف رد يج ري‬
‫تدقيقه ومقارنته بمالحظات األخرى(‪ ، pervin ، 1980‬ص ‪.)115 :‬‬
‫وي رى روج رز ان المعرف ة الظواهري ة ج زء ض روري ومش روع في علم النفس ‪ ،‬واك د على‬
‫استعمال األنواع الثالثة أعاله في دراسة سلوك االفراد ‪ ،‬وأشار الى انه ال توجد هناك ما يسمى بطريقة‬
‫علمية توصلنا باطمئنان الى بر األمان (‪ ، Rogers ، 1964‬ص ‪.)113 -110 :‬‬

‫الخبرة ‪:‬‬

‫اشرنا الى ان المجال الظواهري يعني مجموعة الخبرات او المدركات التي يعرفها الشخص نفسه‬
‫وتشكل عالمه الذاتي الخاص به ‪ ،‬والخبرة تشكل مفهوما مركزيا في نظرية روجرز ‪ ،‬ورغم‬

‫انه ا ت دخل ض من المج ال الظ واهري اال انن ا اثرن ا اإلش ارة الى الخ برة بش كل منفص ل لك ون ان‬
‫روجرز يعتبرها هي الموجه لسلوك الفرد ‪ ،‬وهي ذات أهمية بالغة جدا في تشكيل الشخصية ‪ ،‬وال يوجد‬
‫في تشكيل الشخصية من وجهة نظر روجرز عامل مهم كعامل الخبرة فهو يقول ‪ " :‬ان الخبرة بالنس بة الي‬
‫هي السلطة العليا ‪ ،‬ومعيار الصدق هو تجاربي الخاصة " (‪.)Rogers ، 1961‬‬

‫ان خبرات االنسان هي مدركاته الشعورية التي حولها الى صور رمزية ‪ ،‬وهذه المدركات التي‬
‫تحولت الى صور رمزية او قابلة الن تتحول الى ذلك هي المحددات الجوهرية لسلوك الناس االسوياء ‪،‬‬
‫وه ذه نقط ة يختل ف به ا م ع فروي د ال ذي اك د على الخ برات الالش عورية رغم ان روج رز لم ينك ر دور‬
‫الخبرات الشعورية‪.‬‬

‫ويرى روج رز ان ه قد يحص ل تش ويه في الترميز ‪ ،‬فتأخ ذ بعض الخ برات ص ورا رمزي ة مش وهة‬
‫يتصرف الفرد بسببها تصرفا غير مناسب لكنه يحاول عادة التحقق من رموز خبراته بمقابلته ب الواقع ‪ ،‬أي‬
‫انه يجري عليها اختبارا للواقع (‪ )Reality Test‬ليتأكد من مطابقتها للعالم الخارجي (الشماع ‪، 1981 ،‬‬
‫ص ‪.)49 :‬‬

‫ف اذا م ا ح دث خل ل م ا في الخ برات الشخص ية ‪ ،‬أي اذا م ر االنس ان بخ برة معين ة ادت الى س وء‬
‫الواقع عندها يبدأ االدراك بلتوي ضمن اطار الداللة الذي يمتلكه ‪ ،‬فيلتوي اطار الداللة أيضا‪.‬‬

‫وي رى روج رز ان الف رد يوج د في ع الم من الخ برة دائم التغي ير ه و مرك زه ‪ ،‬وان معظم خبراتن ا‬
‫الالشعورية قادرة على ان تصبح شعورية حين تدعو الحاجة الى ذلك ‪ ،‬ويتكون الشعور وفقا لروجرز ما‬
‫يمكن ترميزه (تحويله الى رمز) من المدركات والخبرات‪.‬‬

‫واذا ربطنا الخبرة بالمجال الظواهري نستطيع ان نستنتج بان االنسان يستجيب وفقا لطبيعة خبراته‬
‫التي يحتويه ا محاله االدراكي الظواهري ‪ ،‬وان هذا مجال هو " واق ع " بالنسبة له ‪ ،‬فالواقع عنده هو ما‬
‫يدركه انه الحقيقه بصرف النظر عن ان هذا الواقع هو حقيقة ام ال ‪ ،‬وهذا الواقع الذاتي هو الذي يحدد‬
‫سلوكه وبالتالي فان حسن موقع ممكن لفهم السلوك هو من خالل االطار المرجعي الداخلي للفرد نفسه‪.‬‬

‫الذات ‪:‬‬

‫ي رى روج رز ان هن اك ج زءا من المج ال الظ واهري ينم و ت دريجيا ويتم ايز ليش كل ال ذات ال تي‬
‫يصفها بانه " نمط منظم من المدركات التي تتضمن تلك األجزاء من المجال الظواهري التي ينظر الفرد‬
‫على انها ذات )‪.self " (Rogers ، 1959‬‬

‫ويعرفه ا أيض ا بانه ا " الكش تالت التص ويري الث ابت والمنظم المت ألف من م دركات خاص ة بض مير‬
‫المتكلم بصيغة الفاعل والمفعول (‪ )I and me‬ومدركات عالقاتهما باالخرين وبمظاهر الحياة المختلفة ‪،‬‬
‫والقيم المرتبط ة به ذه الم دركات " (‪ ، Rogers ، 1951‬ص ‪ ، )200 :‬ويص فها أيض ا ب ان ه ذا الج زء‬
‫الجدي د المنفص ل عن المج ال الظ واهري يمكن ان تع بر عن ه بالكلم ات ان ا ولي ونفس ي ‪I , me , and‬‬
‫‪ myself‬فانا (‪ )1‬حين يتكلم الفرد لنفسه عن نفسه ‪ ،‬ونفسي ‪ myself‬عندما يتكلم الفرد عن نفسه لشخص‬
‫اخر وعندما يتكلم الفرد لنفسه فهنا يتكلم (‪ )I‬عن (‪.)me‬‬

‫ان مفهوم الذات له تاريخ طويل في علم النفس واستخدام بطرق مختلفة وقد الحظ هول ولندزي (‬
‫‪ )1978‬ان الذات جرى تعريفها في بعض الحاالت على انها اتجاهات الشخص ومشاعره نحو نفسه ‪ ،‬في‬
‫حين جرى تعريفها في حاالت أخرى على انها مجموعة من العمليات النفسية التي تحكم السلوك ‪ ،‬وواضح‬
‫ان روجرز ينحو منحى االتجاه األول في حين يرتبط االتجاه الثاني بمفهوم فرويد عن االنا‪.‬‬

‫االنسان ‪ ...‬كائن عقالني بناء ‪:‬‬

‫لقد أوضح روجرز وجهة نظره بصراحة بخصوص االنسان ‪ ،‬وهي وجهة نظر تقف بالضد من‬
‫وجه ة نظ ر فروي د ‪ ،‬فلق د نظ ر فروي د الى االنس ان وكم ا م ر بن ا في فص ل س ابق – على ان ه ك ائن غ ير‬
‫عقالني وان ه مزيج من االنسان والحيوان الن ه يش ترك مع الحيوان في نش اطاته الس لوكية المتعلق ة باشباع‬
‫حاجاته التي تحفظ له توازنه وحاجات ه الى الحفاظ على النوع ‪ ،‬وأعطى فروي د األهمية األساسية للدوافع‬
‫الجنسية ولغريزة العدوان واكد على الوراثة من اجل فهم سلوك االنسان‪.‬‬

‫ام ا روج رز فك ان ص ريحا على ان يوض ح رأي ه بص راحة بخص وص االنس ان في العدي د من‬
‫كتاباته ‪ ،‬حيث اعتبر االنسان كائنا عقالنيا ‪ ،‬بناء ‪ Constructive‬وانه يتطور الى االمام في نموه وينطق‬
‫روجرز من فكرة الفرد هي في جوهرها إيجابية وانه لدينا ميل فطري للنمو ولتحقيق وجودنا وشخصيتنا‬
‫وك ل م ا نس تطيع ان نك ون ق ادرين علي ه ‪ ،‬وان ه لش يء ط بيعي ومحت وم على االنس ان ان ينم و ويتق دم الى‬
‫االمام ‪ ،‬ويكون واعيا لذاته ويعمل على تسهيل نموه وتحقيقه‪.‬‬

‫وه ذا يع ني ان روج رز يمتل ك منظ ورا إنس انيا ومتف ائال إزاء االنس ان وه و ي دين فروي د واتباع ه ‪،‬‬
‫حيث ي رى انهم " اظرون ا بص ورة يب دو فيه ا الش خص من خالل اله و ‪ id‬والالش عور وكأن ه مجرم ا " (‬
‫‪ ، Pervin ، 1980‬ص ‪.)113 :‬‬

‫واننا طبقا لفرويد – يقول روجرز – غير متربين اجتماعيا وهدامين او مدمرين لذواتنا ولالخرين‬
‫ويعل ق روج رز على ذل ك بقول ه انن ا ق د نتص رف على ه ذه الش اكله أحيان ا ولكنن ا س نكون في ه ذه الحال ة‬
‫عصابين وليس بشرا متطورين بشكل جيد‪.‬‬

‫ويقول روجرز انه تجري أحيانا مقارنات بين سلوك الحيوانات وسلوك البشر بهدف ابراز أوجه‬
‫شبه بين الصنفين ‪ ،‬ويعلق على ذلك بقوله انه الحظ ان األسود التي ينظر لها على انها حيوانات مفترسة‬
‫تمتلك خصائص مرغوبة فهي ال تقتل اال عندما تكن جائعة وليس سبب طبيعة تدميرية كما يعتقد البعض ‪،‬‬
‫وانها تنمو من حالة عجز وتقاليد الى حالة من االعتماد على النفس وتتحرك من حالى تكون فيها متمركزة‬
‫على ذاته ا في ف ترة الرض اعة الى حال ة من التع اون والحماي ة عن دما تك بر ‪ ،‬وان األس د ه و عض و بن اء‬
‫يستحق الثقة من صنف الحيوانات التي ينتمي اليها‪.)Rogers ، 1961( .‬‬

‫وينتب ه روج رز الى ان نظرت ه ه ذه ق د يص فها البعض بانه ا تفاؤلي ة بدائي ة ‪ ،‬وي رد على ذل ك ب ان‬
‫اس تنتاجاته ه ذه متأتي ه من خ برة خمس وعش رين س نة قض اها في العالج النفس ي (‪، Rogers ، 1961‬‬
‫ص ‪.) 27 :‬‬

‫نظرية‪ -‬روجرز في الشخصية ‪:‬‬

‫لم تكن نظري ة روج رز أص ال نظري ة في الشخص ية ‪ ،‬ب ل ك انت نظري ة في العالج النفس ي وفي‬
‫عملية تغيير السلوك (‪ ، Pervin ، 1980‬ص ‪ ، )108 :‬وان جذور نظريته في الشخصية توجد في روج‬
‫خبرت ه الشخص ية فحين ب دا الول م رة يم ارس العالج النفس ي م ع األطف ال والكب ار في مرك ز التوجي ه في‬
‫روجستر ‪ ،‬كتب حينذاك انه امتلك مدركات او تصورات محدة بخصوص طبيعة الشخصية ( ‪Ryckman‬‬
‫‪ ، ، 1978‬ص ‪ ، )335 :‬فقبل ذلك كانت أفكاره متساومه مع األساليب الفرويديه بحكم انه كان يعمل في‬
‫اثناء دراسته في معهد توجيه األطفال الذي يعتمد األساليب الفرويديه في العالج وبعد ان غادر المعهد هذا‬
‫وج د ان ص ياغات فروي د لم تكن عملي ه فتخاش ى عنه ا واتخ ذ ب دال منه ا توجه ا جدي دا في العالج ‪ ،‬وب دا‬
‫روجرز من هذه المرحلة فترة الثالثينات بصياغة بانه يجري تثمينه من قبل والديه فانه سيشعر بالرضا‬
‫وال يكون بحاجة الى انكار خبراته‬

‫‪ ،‬اما اذا كان ال يحصل على تقدير إيجابي فيؤدي به ذلك الى اإلحباط ‪ ،‬فعندما ال تستحسن االم‬
‫سلوك ابنها فان الطفل سيدرك ذلك على انه عدم استحسان لجميع جوانب شخصية (ذاته)‪.‬‬

‫مفاهيم ه ونظريت ه في مب ادئ وظ ائف الشخص ية ‪ ،‬وم رت ه ذه المف اهيم والمب ادئ ب الكثير من‬
‫التع ديالت س واء عن طري ق الخ برة المتأني ه في العالج النفس ي او البح وث الكث يرة ال تي اجراه ا ه و‬
‫ومساعدوه ونشاطاته وجهوده العلمية في المدارس والصناعة ‪ ،‬ودراساته التي تناولت العالقة بين االجناس‬
‫والحضارات‪.‬‬

‫ولقد تركز اهتمامه في البدء على ثالثة أمور هي ‪ :‬الكيفية التي يدرك بها الناس عالمهم ‪ ،‬والكيفية‬
‫التي يدرك بها الفرد ذاته ‪ ،‬وعملية تغيير السلوك‪.‬‬

‫واذا قارن ا نظريت ه بتوكي دات نظري ة التحلي ل النفس ي لفروي د ال تي اك دت على ال دوافع والغرائ ز‬
‫والالش عور وخفض الت وتر والطفول ة المبك رة ‪ ،‬ف ان نظري ة روج رز تؤك د على الم دركات ‪Perceptions‬‬
‫واالحاسيس او المشاعر والتقرير الذاتي ‪ self – report‬وتحقيق الذات وعملية التغيير‪.‬‬

‫ان هذه المفاهيم ينبغي ان نحملها في الذهن ونحن نتقدم باتجاه فهم نظرية روجرز في الشخصية‪.‬‬

You might also like