Professional Documents
Culture Documents
بسم هللا الرحمن الرحيم ونصلى ونسلم على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى هللا عليه وسلم
رسولنا الكريم الذي علم األمة ،سوف نعرض لكم بحث من أهم األبحاث التي تواجهنا في هذه
.األيام
وهذا البحث مهما تحدثت عنه لن أوفيه حقه ،ولكن سنحاول بقدر اإلمكان أن نعرض لكم أهم
.الجوانب والمعلومات الخاصة بالبحث “همية إقتصاديات التعليم ،وندعو هللا أن يوفقنا لهذا
لتعليم جانب اقتصادي ال يقل أهمية عن الجانب العلمي ،يتمثل في حاجة المؤسسات التعلمية
وحاجة المتعلمين للجانب المادي وال غنى للمجتمع عن المخرجات التعليمية ذات الجودة
والكفاءة كامله
ويواجه التعليم العديد من التحديات التي تفرضها عليه مجموعة من التحوالت التي يشهدها
العالم المعاصر من ترسيخ للعولمة ،وتزايد للتكتالت اإلقليمية ،والتطور الهائل في تكنولوجيا
االتصال والمعلومات وحركات التكامل االقتصادي واالندماج السياسي والتجارة و إيجابا السائد
لذلك حظي التعليم باهتمام من ً الحرة ,كل هذه التحوالت ال بد لها من أن تنعكس سلبا على
تطور ونمو التعليم ً السائد لذلك حظي التعليم باهتمام منً العلماء المختصين البارزين في
االقتصاد أمثال (ادم سميث والفريد مارشال وجون ستيوارت ميل) .ويعد التعليم استثمار اتاجيا
له عائد ً اقتصادي كبير وهو من أنواع االستثمار أعلى وأكثر ايجابية من االستثمار في
القطاعات األخرى ،ويعد اإلنفاق على التعليم ً استثمارا في رأس المال البشري ؛ إذ أن مقياس
التقدم في هذا العصر ال يعتمد على حجم ما تملكه الدول من موارد طبيعية ,بل بقدر ما يعتمد
على ما تملكه من رصيد للثروة البشرية المتعلمة بمختلف مجاالت العلم ،والقادرة على إنتاج
.المعارف
ولم يعد ينظر إلى العملية التعليمية على أنها خدمات اجتماعية فقط بل أصبحت استثمار يهدف
إلى تحسين مستوى األفراد ودفع عجلة التنمية االقتصادية واالجتماعيه والبشريه للمجتمع ،
ومن هنا أصبحت اقتصاديات التعليم فرعا من النظرية االقتصادية وجزءا من مجال العلوم
االجتماعية ،وقد أثرت هذه المفاهيم وال تزال تؤثر على خيارات الدول المختلفة في مواجهة
.المشاكل المتعددة
وقد اهتمت مؤسسات المحلية بعملية تطوير العملية التعليمية ألنها تعود بالمنفعة الكبيرة .،
وعلى الرغم من ما يواجهه هذا القطاع من عثرات ومشاكل وتحديات تحده من التطور
والوصول إلى الرقي الحضاري ,لذلك كان التركيز على العملية التعليمة من أجل إخراج قوى
عاملة تتناسب وتوائم بين مخرجات العملية االقتصادية التربوية ومتطلبات وحاجات سوق
العمل المحلية ومتطلبات عملية التنمية الشاملة والمستدامة بكل جوانبها المختلفة.لذا اتجه
البحث إلى دراسة اقتصاديات التعليم وعالقتها بالنمو االقتصادي والتنمية االقتصادية
.واالجتماعية
قد كان للتعليم والتعلم دورا Pبارزا في تطوير عمل االنسان والتأثير Pعلى نتائج عمله وبالتالي Pالتأثير على
الناحية االقتصادية ألي دولة ،لكن لم يتم االعتراف بكون هذه العالقة ذات تأثير مباشر وتبادلي ،فكان ينظر
للتعليم بمعزل عن الناحية االقتصادية ،وبدأ االهتمام بهذه العالقة شيئا فشيء لكن لم يتم االعتراف بها كعلم
وبحثها بشكل دقيق دفعه واحدة فقد مر االهتمام بعالقة التعليم باالقتصاد بمراحل متطورة أدت إلى التوصل
أخيرا لهذا العلم في الستينات من القرن الماضي على يد علماء االقتصاد Pالذين اهتموا بتأثير Pالتعليم على النمو
االقتصادي P،مما انتج ما يعرف بعلم اقتصاديات التعليم الذي يمكننا اعتباره من العلوم القديمة
أختلف الكتاب في تقسيمهم لمراحل تطور Pعلم اقتصاديات Pالتعليم ،فيقسمها بو طيبه في كتابه الى مرحلتين،
:كما يلي
لمرحلة األولى :المرحلة التمهيدية لعلم اقتصاديات التعليم
تتميز هذه الفترة بأمرين أساسيين ،وهما بداية اإلقرار Pباألهمية االقتصادية للتعليم واالمر اآلخر هو وجود
.المحاوالت الجادة الستخدام ادوات القياس إلبراز أثر التعليم على االقتصاد
فبداية هذه المرحلة من صدور Pكتاب "ثروة األمم" عام 1776م للعالم آدم سميث ،الذي يعد من أوائل العلماء
الذين تطرقوا Pلألهمية االقتصادية للتعليم في هذه المرحلة ،وكانت نظرته للتعليم من منظور اجتماعي
اقتصادي Pبحكم مجاله ،فهو يشبه العالم المتعلم باآللة المتطورة التي تسهل العمل وتختزل الجهد والوقت،
ويرى أن الدول مسؤولة أخالقيا Pعن ضمان حق الفرد في التعليم ،وأن وجود التنافس في المؤسسات التعليمية
يضمن ارفاع الجودة والكفاءة المقدمة .وكان العالم ديفيد هيوم في ذات الوقت متفقا مع العالم آدم سميث إلى
الحاجة للتمويل الشخصي للتعليم والتخلص من احتكار الكنائس للتعليم .ويتفق أيضا العالم جون ستوارت ميل،
مع العالم آدم سميث في أن قوة العمل أساس للثروة لكنه يختلف معه في اخضاع التعليم بشكل كامل للقطاع
الخاص ( بوطيبة ،2016 ،ص)10-9
.
أما العالم روبر مالتوس ،فيرى أن التعليم عامل غير مباشر من العوامل المؤثرة على االقتصاد P،فالتعليم
.أسلوب ناجح لغرس القيم كقيمة تحديد النسل ،التي تؤدي لتحقيق الرفاهية للمجتمع ( فلية2003 ،م)25 ،
ويخالفه العالم ماك كولوك ،الذي قدر من أهمية التعليم وأن مهارة القوى العاملة ومستوى ثقافتهم Pجزء ال
.يتجزأ من رأس المال القومي
ويعد العالم آرا ألفرد مارشال Pنقطة تحول في مجال دراسة القيمة االقتصادية للتعليم ،فنقلت آراؤه التعليم من
.كونه عامال خارجا في النمو االقتصادي Pإلى كونه عامل من العوامل المباشرة
ففي بداية القرن العشرين ،بدأت المحاوالت لتحديد القيمة النقدية لمختلف المراحل التعليمية ،وتمكن العالم
.والتش في عام 1935م من تقدير أرباح وتكاليف االستثمار Pفي التعليم عن طريق دراسة لعالقة التعليم بالدخل
وفي عام 1956م قدم روبر سولو نظريته في النمو االقتصادي من خالل دراسته لنمو اإلنتاج الزراعي األمريكي
.و دراسته ألسباب تضاعف إنتاجية الفرد في الساعة .وفي الدراستين كان التعليم سببا مؤثرا
وفي عام 1959م ،قام اوكروست بعمل دراسة في النرويج عن عوامل زيادة اإلنتاج ،ونوصل إلى أن الزيادة في
رأس المال وكمية العمل تؤدي إلى زيادة اإلنتاجية ،بينما تحسين أداء العمال يودي إلى زيادة اإلنتاجية بشكل
.اكبر
وفي بداية النصف الثاني من الثمانينيات ظهرت نظرية النمو الداخلي ،وتتميز هذه الفترة بزياده اهتمام العلماء
باألسباب الغير مباشرة التأثير على االقتصاد على المستوى الفردي واالجتماعي ،وتوسع Pالباحثين في دراسة
القضايا االقتصادية وعالقتها بالتعليم ،كالفقر ،والجودة ،والتمويل P،والكلفة
بينما الرشدان يرى أن مراحل تطور Pعلم اقتصاديات Pالتعليم ثالث مراحل
:المرحلة األولى
تصف المحاوالت والدراسات في هذه المرحلة بصفة العمومية واعتماد المنهج التأملي والفلسفي ،ولم1.
تستخدم الدراسات التجريبية
عدم اكتمال المعالجات االقتصادية للمسائل االقتصادية في التعليم ،فهي مقتصره على بعض جوانب العالقة2.
بين التعليم والنمو االقتصاديP
عدم وجود المعالجات اإلحصائية في دراسة العالقة بين التعليم والنمو Pاالقتصادي ،مما أدى إلى اقتصار4.
.االحكام على الجوانب التي تحقق التقديرات االقتصادية الكمية
:المرحلة الثانية
تشتمل هذه المرحلة على االهتمام في الموضوعات Pاالقتصادية بالتعليم خالل القرن العشرين ،ونمو Pحركة
البحث العلمي في هذا المجال بسبب العوامل التالية
التوجه نحو دراسة المسائل االقتصادية في التعل1.
يم بصورة تطبيقية نتيجة تراكم الخبرات النظرية في القرنين الماضية فاتسمت الدراسات بالجانب التطبيقي
الميداني وتناولها Pلميادين شمول واتساع أكثر2.
ظهور االساليب واالدوات البحثية التي ساعدت الباحثين االقتصاديين في الكشف عن نتائج تفصيلية ودقيقة
.نتيجة التطور الذي حصل في مجاالت دراسة االقتصاد
نمو الدراسات الخاصة بالموضوعات Pاالقتصادية في التعليم بعد الحربين العالمية األولى والثانية ،بسبب3.
.زيادة االهتمام بالتخطيط Pاالقتصادي
ظهور التعليم كنشاط يستهلك حجما كبيرا من القوى العاملة في المجتمع ،وألن التعليم يوظف القوى العاملة4.
ذات المهارات العالية على حساب التوظيف Pفي القطاعات االنتاجية ،ولتجميد فئة من الموارد البشرية المتمثلة
في الطلبة وهذا ما ادى إلى اهتمام االقتصاديين والتربويين على حد سواء
تزايد حجم االنفاق على التعليم من قبل االهالي او المؤسسات Pالتعليمة زاد من اهتمام االقتصاديين بدراسة5.
هذا المجال
*.اهتمامها بالمعالجات التطبيقية والميدانية لتوكيد العالقة بين النشاطات Pالتعليمة والنشاطات االقتصادية
التوجه للمعالجات التفصيلية في المجاالت المتنوعة والمحددة من جوانب النشاطات التعليمة رغبة في*
التوصل لنتائج محددة ولتحقيق Pالتكامل
.
*.نشاطات التربويين المتزايدة في المجاالت االقتصادية التعليمة
*.اعتماد الدراسات االقتصادية في التعليم على ادوات واساليب البحث المتطورة
نتائج البحوث التي تم إجرائها كانت موضع تشكيك نتيجة البتعادها Pعن واقع وخاصية النشاطات التربوية*
:المرحلة الثالثة
شهدت هذه الفترة ركود نسبي في مجال الدراسات االقتصادية في التعليم ،لكون الدراسات كانت لرغبة البلدان
المختلفة لمعرفة العالقات المتبادلة رغبة في تحقيق التنمية الشاملة فكان اعتماد الباحثين على معايير ونماذج
مشتقة من الناحية االنتاجية دون تكييفها مع الطبيعية التربوية
:مفهوم اقتصاديات التعليم
يحتوي المصطلح على شقين ،الشق األول هو االقتصاد Pواآلخر هو التعليم ،فاالقتصاد باللغة هو :مصدر
.اقتصد ،ويأتي بمعنى االدخار وعدم التبذير ،واالقتصاد هو مظاهر اإلنتاج والتوزيع والتصدير في البالد
.يعرف رشداناالقتصاد بأنه :دراسة انتاج وتوزيع Pجميع الموارد النادرة من سلع أو خدمات غير ملموسة
ويعرفه راضي بأنه :هو علم من العلوم االجتماعية الذي يتوافر Pعلى دراسة سلوك األفراد Pفي محاوالتهم على
توزيع الموارد النادرة ذات االستعماالت البديلة بين األهداف العديدة ،وكيفية بذل هذه المحاولة عن طريق
.اجراء عمليات المبادلة في السوق
.والتعليم باللغة ،هو مصدر Pعلّم ،وعلم تعليما فهو Pمعلم والتعليم Pبمعنى التفهيم أو التدريب
واصطالحا P:توجيه عملية التعلم ،وتحفيز للمتعلم واستثمار Pلقواه العقلية والجسدية ،وتهيئة الظروف له لحدوث
التعلم بكافة اشكاله
وتعرف االكاديمية العربية البريطانية التعليم :عملية منظمة يتم من خاللها إكساب المتعلم األسس البنائية
.العامة للمعرفة ،بطريقه مقصودة ومنظمة ومحددة األهداف
يعرفه الشريفات على أنه :ذلك العلم الذي يبحث في التعليم من حيث التمويل والنفقات والعوائد Pوالكفاءة
.اإلنتاجية ودور Pالعلم في تحقيق الكفاءة االقتصادية
ويعرف على أنه :علم يدرس أمثل الطرق الستخدام Pالموارد التعليمية ماليا وبشريا Pوتكنولوجيا وزمنيا ،من
أجل تكوين البشر بالتعليم Pوالتدريب في المجتمع التي يعيشون بها في الحاضر والمستقبل ،لتحقيق أحسن
.توزيع ممكن لهذا التكوين
وعرفه آخرين على أنه :أحد فروع علم االقتصاد Pالذي يسعى لتطبيق Pالفكر االقتصادي على التربية والتعليمP
بهدف ترشيد االنفاق على التعليم واعداد الكوادر البشرية ذات الكفاءة والجودة بأقل كلفة ممكنة ،وقياسP
.مساهمة التعليم والتربية والتدريب في تنمية االقتصادP
وعرفته وزارة التعليم بأنه :دراسة كيفية اختيار المجتمع وأفراده استخدام Pالموارد اإلنتاجية إلنتاج مختلف
أنواع التدريب وتنمية الشخصية من خالل المعرفة والمهارات Pوغيرها اعتماداً على التعليم خالل فترة زمنية
.محددة وكيفية توزيعها بين األفراد والمجموعات في الحاضر Pوالمستقبل
:-أهمية اقتــصــاديـات التــعليــ ـ ــم-
تبرز أهمية علم اقتصاديات التعليم بمضمونه علما وال يتحدد مجاله بزمن معين إذ وجد قديما ُ ً ،وحديثا إذ
أخذت الدراسات العلميه تنتج هذا العلم منذ الستينات من القرن المنصرم على الرغم من جذوره التاريخية التي
يرجعها البعض إلى عصر أفالطون وما قبله ،ومثله من العلوم األخرى فقد اختلف المتخصصون في هذا
العلم على تحديد مفهوم واحد له السباب التي ذكرت من اختالف لفلسفة وجهات النظر ,وأصوله وعوامل
الزمان والمكان ...الخ
تبرز الحاجة نتيجة للتقدم الكبير في مجال تكنولوجيا المعلومات ،إذ أدى ذلك إلى حدوث تغييرات جذرية
واسعة في أساليب الحياة المعاصرة ،وال سيما في طبيعة العالقات االقتصادية واالجتماعية ،فضال عن
التعديالت في بعض الجوانب التشريعية واسـتـحـداث بـعـض التغييرات في النظم والمؤسسات الكبرى في
المجتمعات المتقدمة ،إذ يوصف الجتمع المتقدم بأنه الجتمع الحديث أو مجتمع المعلومات التي تتدفق فيه
المعلومات بسهولة وغزارة ،بحيث يمكن الحصول Jعليها من مصادر Jمتعددة ومتنوعة من دون أية
تكاليف ،وقد Jأصبحت المعرفة واإلبداع من أهم العوامل المؤثرة والمحددة في هذه المجتمعات التي ال تقنع
باستخدام المعلومات لفهم واقع الحياة وتفاعالتها واالستفادة منها فــي توجيه مختلف أنماط األنشطة وال سيما
المجال االقتصادي ،وإنما تعمل فضال عن ذلك على إنتاج المعرفة وتسويقها بحيث تصبح مصدرا اقتصاديا
رئيسا ,على عكس المجتمعات النامية ,ومن هنا برزت الحاجة واألهمية إلى علم اقتصاديات التعليم
وهو الذي فسر Pالصلة الضعيفة بين التعليم والنمو Pاالقتصادي Pفي المنطقة ,فمثال االستثمار األجنبي المباشر ,
ينجذب إلى الدول التي لديها نواتج تعليمية اقوي Pوأفضل مقابل التساوي Pمع العوامل األخرى كافة ,أيضا فأن
التباين في التحصيل العلمي اكبر في منطقة الشرق األوسط Pوشمال أفريقيا منه في المناطق األخرى ,
وأشارت إلى ذلك بحوث دولية ,إذ بينت إن التوزيع األكثر تساويا Pللتحصيل العلمي يرتبط Pبعالقة ايجابية
لتحقيق معدالت نمو اقتصادي Pأعلى وبناء على ذلك تعد التنمية والنمو االقتصادي Pفي أي مجتمع ودولة مرتبط
بفاعلية النظم التعليمية المسئولة عن توجيه وتطوير Pالطاقات البشرية المتاحة فيها ,وتحسين مهاراتها
اإلنتاجية
:المراجع
.