You are on page 1of 10

‫‪:‬مـــــــــــــ ـقــــدمــــــــــة‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم ونصلى ونسلم على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى هللا عليه وسلم‬
‫رسولنا الكريم الذي علم األمة‪ ،‬سوف نعرض لكم بحث من أهم األبحاث التي تواجهنا في هذه‬
‫‪.‬األيام‬
‫وهذا البحث مهما تحدثت عنه لن أوفيه حقه‪ ،‬ولكن سنحاول بقدر اإلمكان أن نعرض لكم أهم‬
‫‪.‬الجوانب والمعلومات الخاصة بالبحث “همية إقتصاديات التعليم ‪ ،‬وندعو هللا أن يوفقنا لهذا‬

‫لتعليم جانب اقتصادي ال يقل أهمية عن الجانب العلمي‪ ،‬يتمثل في حاجة المؤسسات التعلمية‬
‫وحاجة المتعلمين للجانب المادي وال غنى للمجتمع عن المخرجات التعليمية ذات الجودة‬
‫والكفاءة كامله‬
‫ويواجه التعليم العديد من التحديات التي تفرضها عليه مجموعة من التحوالت التي يشهدها‬
‫العالم المعاصر من ترسيخ للعولمة ‪ ،‬وتزايد للتكتالت اإلقليمية ‪ ،‬والتطور الهائل في تكنولوجيا‬
‫االتصال والمعلومات وحركات التكامل االقتصادي واالندماج السياسي والتجارة و إيجابا السائد‬
‫لذلك حظي التعليم باهتمام من ً الحرة ‪ ,‬كل هذه التحوالت ال بد لها من أن تنعكس سلبا على‬
‫تطور ونمو التعليم ً السائد لذلك حظي التعليم باهتمام منً العلماء المختصين البارزين في‬
‫االقتصاد أمثال (ادم سميث والفريد مارشال وجون ستيوارت ميل) ‪.‬ويعد التعليم استثمار اتاجيا‬
‫له عائد ً اقتصادي كبير وهو من أنواع االستثمار أعلى وأكثر ايجابية من االستثمار في‬
‫القطاعات األخرى ‪ ،‬ويعد اإلنفاق على التعليم ً استثمارا في رأس المال البشري ؛ إذ أن مقياس‬
‫التقدم في هذا العصر ال يعتمد على حجم ما تملكه الدول من موارد طبيعية ‪ ,‬بل بقدر ما يعتمد‬
‫على ما تملكه من رصيد للثروة البشرية المتعلمة بمختلف مجاالت العلم ‪ ،‬والقادرة على إنتاج‬
‫‪.‬المعارف‬
‫ولم يعد ينظر إلى العملية التعليمية على أنها خدمات اجتماعية فقط بل أصبحت استثمار يهدف‬
‫إلى تحسين مستوى األفراد ودفع عجلة التنمية االقتصادية واالجتماعيه والبشريه للمجتمع ‪،‬‬
‫ومن هنا أصبحت اقتصاديات التعليم فرعا من النظرية االقتصادية وجزءا من مجال العلوم‬
‫االجتماعية ‪ ،‬وقد أثرت هذه المفاهيم وال تزال تؤثر على خيارات الدول المختلفة في مواجهة‬
‫‪.‬المشاكل المتعددة‬
‫وقد اهتمت مؤسسات المحلية بعملية تطوير العملية التعليمية ألنها تعود بالمنفعة الكبيرة ‪.،‬‬
‫وعلى الرغم من ما يواجهه هذا القطاع من عثرات ومشاكل وتحديات تحده من التطور‬
‫والوصول إلى الرقي الحضاري ‪ ,‬لذلك كان التركيز على العملية التعليمة من أجل إخراج قوى‬
‫عاملة تتناسب وتوائم بين مخرجات العملية االقتصادية التربوية ومتطلبات وحاجات سوق‬
‫العمل المحلية ومتطلبات عملية التنمية الشاملة والمستدامة بكل جوانبها المختلفة‪.‬لذا اتجه‬
‫البحث إلى دراسة اقتصاديات التعليم وعالقتها بالنمو االقتصادي والتنمية االقتصادية‬
‫‪.‬واالجتماعية‬

‫‪ :-‬هدف وأهمية البحث‬


‫يهدف البحث إلى التعريف بعلم اقتصاديات‪ J‬التعليم ودوره في إحداث التنمية والنمو‪ J‬االقتصادي‪ J‬في‬
‫المجتمعات المختلفة سواء أكانت النامية منها أو المتقدمة ‪ .‬وتتركز‪ J‬أهمية البحث بقراءة العالقة بين علم‬
‫اقتصاديات‪ J‬التعليم والنمو‪ J‬االقتصادي‪ J‬والتنمية بمجاالتها كافة ‪ ,‬وتسليط الضوء على دور التعليم في تحسين‬
‫‪.‬العملية اإلنتاجية وزيادة إنتاجية العامل ‪ ,‬ورفع دخول الفرد ‪ ,‬وزيادة الدخل القومي اإلجمالي‬

‫اوال‪ :‬ما هو مفهوم اقتصاديات التعليم؟ وماهي نشأته ومراحل تطوره؟‬


‫‪:‬نشأة علم اقتصاديات التعليم‬

‫قد كان للتعليم والتعلم دورا‪ P‬بارزا في تطوير عمل االنسان والتأثير‪ P‬على نتائج عمله وبالتالي‪ P‬التأثير على‬
‫الناحية االقتصادية ألي دولة‪ ،‬لكن لم يتم االعتراف بكون هذه العالقة ذات تأثير مباشر وتبادلي‪ ،‬فكان ينظر‬
‫للتعليم بمعزل عن الناحية االقتصادية‪ ،‬وبدأ االهتمام بهذه العالقة شيئا فشيء لكن لم يتم االعتراف بها كعلم‬
‫وبحثها بشكل دقيق دفعه واحدة فقد مر االهتمام بعالقة التعليم باالقتصاد بمراحل متطورة أدت إلى التوصل‬
‫أخيرا لهذا العلم في الستينات من القرن الماضي على يد علماء االقتصاد‪ P‬الذين اهتموا بتأثير‪ P‬التعليم على النمو‬
‫االقتصادي‪ P،‬مما انتج ما يعرف بعلم اقتصاديات التعليم الذي يمكننا اعتباره من العلوم القديمة‬

‫علم اقتصاديات التعليم‪ :‬مراحل تطوره‬

‫أختلف الكتاب في تقسيمهم لمراحل تطور‪ P‬علم اقتصاديات‪ P‬التعليم‪ ،‬فيقسمها بو طيبه في كتابه الى مرحلتين‪،‬‬
‫‪:‬كما يلي‬
‫لمرحلة األولى‪ :‬المرحلة التمهيدية لعلم اقتصاديات التعليم‬
‫تتميز هذه الفترة بأمرين أساسيين‪ ،‬وهما بداية اإلقرار‪ P‬باألهمية االقتصادية للتعليم واالمر اآلخر هو وجود‬
‫‪.‬المحاوالت الجادة الستخدام ادوات القياس إلبراز أثر التعليم على االقتصاد‬
‫فبداية هذه المرحلة من صدور‪ P‬كتاب "ثروة األمم" عام ‪1776‬م للعالم آدم سميث‪ ،‬الذي يعد من أوائل العلماء‬
‫الذين تطرقوا‪ P‬لألهمية االقتصادية للتعليم في هذه المرحلة‪ ،‬وكانت نظرته للتعليم من منظور اجتماعي‬
‫اقتصادي‪ P‬بحكم مجاله‪ ،‬فهو يشبه العالم المتعلم باآللة المتطورة التي تسهل العمل وتختزل الجهد والوقت‪،‬‬
‫ويرى أن الدول مسؤولة أخالقيا‪ P‬عن ضمان حق الفرد في التعليم‪ ،‬وأن وجود التنافس في المؤسسات التعليمية‬
‫يضمن ارفاع الجودة والكفاءة المقدمة‪ .‬وكان العالم ديفيد هيوم في ذات الوقت متفقا مع العالم آدم سميث إلى‬
‫الحاجة للتمويل الشخصي للتعليم والتخلص من احتكار الكنائس للتعليم‪ .‬ويتفق أيضا العالم جون ستوارت ميل‪،‬‬
‫مع العالم آدم سميث في أن قوة العمل أساس للثروة لكنه يختلف معه في اخضاع التعليم بشكل كامل للقطاع‬
‫الخاص ( بوطيبة‪ ،2016 ،‬ص‪)10-9‬‬

‫‪.‬‬
‫أما العالم روبر مالتوس‪ ،‬فيرى أن التعليم عامل غير مباشر من العوامل المؤثرة على االقتصاد‪ P،‬فالتعليم‬
‫‪.‬أسلوب ناجح لغرس القيم كقيمة تحديد النسل‪ ،‬التي تؤدي لتحقيق الرفاهية للمجتمع ( فلية‪2003 ،‬م‪)25 ،‬‬
‫ويخالفه العالم ماك كولوك‪ ،‬الذي قدر من أهمية التعليم وأن مهارة القوى العاملة ومستوى ثقافتهم‪ P‬جزء ال‬
‫‪.‬يتجزأ من رأس المال القومي‬
‫ويعد العالم آرا ألفرد مارشال‪ P‬نقطة تحول في مجال دراسة القيمة االقتصادية للتعليم‪ ،‬فنقلت آراؤه التعليم من‬
‫‪.‬كونه عامال خارجا في النمو االقتصادي‪ P‬إلى كونه عامل من العوامل المباشرة‬
‫ففي بداية القرن العشرين‪ ،‬بدأت المحاوالت لتحديد القيمة النقدية لمختلف المراحل التعليمية‪ ،‬وتمكن العالم‬
‫‪.‬والتش في عام ‪1935‬م من تقدير أرباح وتكاليف االستثمار‪ P‬في التعليم عن طريق دراسة لعالقة التعليم بالدخل‬
‫وفي عام ‪ 1956‬م قدم روبر سولو نظريته في النمو االقتصادي من خالل دراسته لنمو اإلنتاج الزراعي األمريكي‬
‫‪.‬و دراسته ألسباب تضاعف إنتاجية الفرد في الساعة‪ .‬وفي الدراستين كان التعليم سببا مؤثرا‬
‫وفي عام ‪ 1959‬م‪ ،‬قام اوكروست بعمل دراسة في النرويج عن عوامل زيادة اإلنتاج‪ ،‬ونوصل إلى أن الزيادة في‬
‫رأس المال وكمية العمل تؤدي إلى زيادة اإلنتاجية‪ ،‬بينما تحسين أداء العمال يودي إلى زيادة اإلنتاجية بشكل‬
‫‪.‬اكبر‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬مرحلة ميالد وتطور علم اقتصاديات التعليم‬


‫يؤرخ بلوغ لبداية علم اقتصاد التعليم بتاريخ ‪1960‬م‪ ،‬بعد خطاب تيودور‪ P‬شولتز بمناسبة توليه رئاسة الجمعية‬
‫‪.‬االقتصادية األمريكية‪ ،‬الذي ركز فيه على تأثير الرأسمال البشري‪ P‬في التنمية االقتصادية‬
‫ومنذ ذلك الحين أنصب اهتمام علماء االقتصاد‪ P‬أمثال‪ ،‬تيودور شولنز وجاري بيكر على تطوير‪ P‬نظرية رأس‬
‫المال البشري‪ .‬وظهر‪ P‬العديد من االنتقادات لهذه النظرية وتبع ذلك نظريات متعددة‪ ،‬مثل نظرية االشارة‬
‫لالقتصادي‪ P‬سبنس التي ترى أن صاحب العمل ال يستطيع تحديد مستوى اإلنتاجية المتوقع للفرد الذي سيقوم‬
‫بتوظيفه‪ ،‬فيعتمد‪ P‬على ما يسمى بالمؤشرات التي تساعده على تحديد مستوى اإلنتاجية مثل العمر والجنس‬
‫والتعليم احد هذه المؤشرات‪ ،‬فيعطى‪ P‬الفرد أجرا على التعليم ألنه يعطي دالله على مستوى‪ P‬اإلنتاجية المتوقع‪P‬‬
‫‪.‬‬
‫أما نظرية المصفاة لكنيث آروو‪ P‬التي ترى أن التعليم ليس له أثر مباشر على اإلنتاجية لكنه يوحي بقدرة الفرد‬
‫على أن يكون فعاال في عمله‪ .‬فصاحب العمل يقوم بالدفع للموظف‪ P‬ذو التعليم العالي بشكل أكبر ألن الفرد ذو‬
‫التعليم العالي يمتلك مهارات عالية تساعده على اإلنتاجية بشكل عالي‪ ،‬فيكون التعليم بمثابة المصفاة لألفراد‬
‫‪.‬في سوق العمل‬
‫وظهرت أيضا نظرية أسواق العمل المجزأة التي ترى انه ال يوجد رابط مباشر بين المقدرات اإلنتاجية للعمال‬
‫ومستوى‪ P‬االجور‪ ،‬بل ترجع ذلك لعوامل التنظيم الصناعي والظروف‪ P‬السائدة في سوق العمل‪ .‬وتوسع البحث‬
‫في النمو االقتصادي‪ P‬من منظور‪ P‬كلي‬

‫وفي بداية النصف الثاني من الثمانينيات ظهرت نظرية النمو الداخلي‪ ،‬وتتميز هذه الفترة بزياده اهتمام العلماء‬
‫باألسباب الغير مباشرة التأثير على االقتصاد على المستوى الفردي واالجتماعي‪ ،‬وتوسع‪ P‬الباحثين في دراسة‬
‫‪ ‬القضايا االقتصادية وعالقتها بالتعليم‪ ،‬كالفقر‪ ،‬والجودة‪ ،‬والتمويل‪ P،‬والكلفة‬

‫بينما الرشدان يرى أن مراحل تطور‪ P‬علم اقتصاديات‪ P‬التعليم ثالث مراحل‬

‫‪:‬المرحلة األولى‬

‫بداية االهتمام (القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين‬


‫لم تنل العالقات المتبادلة بين النشاطات‪ P‬االقتصادية النشاطات التعليمة اهتمام المربين فقد كان جُل اهتمامهم‬
‫على الجوانب اإلنسانية والقيمية والنفسية للتعليم‪ ،‬وأول من نبه على هذه العالقة هو المربي السويسري‬
‫بستالوتزي‪ ،‬الذي حاول الربط بين النشاط التعليمي والنشاط‪ P‬اإلنتاجي في العملية التعليمية دون أن يخرج‬
‫بتعميمات‪ .‬فتوجه علماء االقتصاد لدراسة هذا الجانب‪ ،‬ومن أهم الموضوعات التي جذبت االقتصاديين هي‬
‫الموضوعات التي تخص عوامل اإلنتاج ومهارات‪ P‬العاملين نتيجة التعليم‪ ،‬والحظ‪ P‬العلماء ان النشاطات‬
‫‪.‬التعليمية توظف‪ P‬عدد ال يستهان به من األقوى العاملة مستهلكة جزء كبير من رأس المال‬
‫ويعد الفيلسوف االجتماعي واالقتصادي آدم سميث‪ ،‬من أوائل العلماء الذين تطرقوا‪ P‬لألهمية االقتصادية‬
‫للتعليم‪ ،‬فكان يدعو إلى رفع كفاءة المؤسسات التعليمية وفاعليتها‪ P‬كون التعليم حق للفرد البد أن توفره له‬
‫الدولة‪ ،‬لسببين أساسيين األول محاولته لترسيخ مبدأ المنافسة‪ .‬واآلخر محاولته إلضعاف‪ P‬التعصب الديني‪.‬‬
‫وتبعه الفيلسوف الهولندي‪ P‬ديفيد هيوم المتفق معه في الحاجة للتمويل الشخصي للتعليم والتخلص من احتكار‬
‫‪.‬الكنائس للتعليم‬
‫وقام عالم االقتصاد دافيد ريكاردو بمحاولة تحديد دور التعليم في زيادة الرفاهية االقتصادية للمجتمع من خال‬
‫تقييد النمو السكاني‪ ،‬من خالل توعية افراد المجتمع بضرورة تحديد النسل عن طريق التعليم‪ .‬وأتفق معه‬
‫العالم روبر‪ P‬مالتوس‪ .‬ويتفق االقتصادي جون ستوزت‪ P‬ميل‪ ،‬مع مالوتوس وريكارد في أن التعليم وسيلة لغرس‬
‫‪،‬القيم المؤثرة في النظام االقتصادي‬
‫وأتفق أيضا مع آدم سميث في أن قوة العمل أساس للثروة‪ ،‬مؤكدا على أهمية تمويل التعليم سواء من الدولة أو‬
‫‪.‬من أوليا األمور‪P‬‬
‫اما ماك كولوك‪ ،‬فقد قدر من أهمية التعليم وأن مهارة القوى العاملة ومستوى‪ P‬ثقافتهم جزء ال يتجزأ من رأس‬
‫‪.‬المال القومي في حين يرى ريكارد أن تراكم رأس المال القومي يحدد بتراكم النفط فقط‬
‫ويعد آرا ألفرد مارشال نقطة تحول في مجال المعالجات االقتصادية في التعليم‪ ،‬فهو بمثابة نقطة الوصل بين‬
‫‪.‬االقتصاديين األوائل واقتصادي‪ P‬القرن العشرين‬
‫فنقلت آراؤه التعليم من كونه عامال خارجا في النمو االقتصادي إلى كونه عامل من العوامل المباشرة‪ ،‬مؤكدا‬
‫‪.‬على األدوار الوظائف‪ P‬االقتصادية واالجتماعية للتعليم‬

‫‪:‬ويمكننا تحديد أبرز معالم المرحلة األولى بالنقاط التالية‬

‫تصف المحاوالت والدراسات في هذه المرحلة بصفة العمومية واعتماد المنهج التأملي والفلسفي‪ ،‬ولم‪1.‬‬
‫تستخدم الدراسات التجريبية‬
‫عدم اكتمال المعالجات االقتصادية للمسائل االقتصادية في التعليم‪ ،‬فهي مقتصره على بعض جوانب العالقة‪2.‬‬
‫بين التعليم والنمو االقتصادي‪P‬‬

‫‪.‬يغلب الطابع االقتصادي‪ P‬على المعالجات االقتصادية للمسائل االقتصادية في التعليم‪3.‬‬

‫عدم وجود المعالجات اإلحصائية في دراسة العالقة بين التعليم والنمو‪ P‬االقتصادي‪ ،‬مما أدى إلى اقتصار‪4.‬‬
‫‪.‬االحكام على الجوانب التي تحقق التقديرات االقتصادية الكمية‬

‫‪:‬المرحلة الثانية‬

‫تشتمل هذه المرحلة على االهتمام في الموضوعات‪ P‬االقتصادية بالتعليم خالل القرن العشرين‪ ،‬ونمو‪ P‬حركة‬
‫البحث العلمي في هذا المجال بسبب العوامل التالية‬
‫التوجه نحو دراسة المسائل االقتصادية في التعل‪1.‬‬

‫يم بصورة تطبيقية نتيجة تراكم الخبرات النظرية في القرنين الماضية فاتسمت الدراسات بالجانب التطبيقي‬
‫الميداني وتناولها‪ P‬لميادين شمول واتساع أكثر‪2.‬‬

‫ظهور االساليب واالدوات البحثية التي ساعدت الباحثين االقتصاديين في الكشف عن نتائج تفصيلية ودقيقة‬
‫‪.‬نتيجة التطور الذي حصل في مجاالت دراسة االقتصاد‬
‫نمو الدراسات الخاصة بالموضوعات‪ P‬االقتصادية في التعليم بعد الحربين العالمية األولى والثانية‪ ،‬بسبب‪3.‬‬
‫‪.‬زيادة االهتمام بالتخطيط‪ P‬االقتصادي‬

‫ظهور التعليم كنشاط يستهلك حجما كبيرا من القوى العاملة في المجتمع‪ ،‬وألن التعليم يوظف القوى العاملة‪4.‬‬
‫ذات المهارات العالية على حساب التوظيف‪ P‬في القطاعات االنتاجية‪ ،‬ولتجميد فئة من الموارد البشرية المتمثلة‬
‫في الطلبة وهذا ما ادى إلى اهتمام االقتصاديين والتربويين على حد سواء‬

‫تزايد حجم االنفاق على التعليم من قبل االهالي او المؤسسات‪ P‬التعليمة زاد من اهتمام االقتصاديين بدراسة‪5.‬‬
‫هذا المجال‬

‫انتشار حركة البحث العلمي في القرن العشرين‪6.‬‬

‫‪:‬وقد تميزت دراسات هذه الفترة بالخصائص التالية‬

‫*‪.‬اهتمامها بالمعالجات التطبيقية والميدانية لتوكيد العالقة بين النشاطات‪ P‬التعليمة والنشاطات االقتصادية‬
‫التوجه للمعالجات التفصيلية في المجاالت المتنوعة والمحددة من جوانب النشاطات التعليمة رغبة في*‬
‫التوصل لنتائج محددة ولتحقيق‪ P‬التكامل‬

‫‪.‬‬
‫*‪.‬نشاطات التربويين المتزايدة في المجاالت االقتصادية التعليمة‬
‫*‪.‬اعتماد الدراسات االقتصادية في التعليم على ادوات واساليب البحث المتطورة‬
‫نتائج البحوث التي تم إجرائها كانت موضع تشكيك نتيجة البتعادها‪ P‬عن واقع وخاصية النشاطات التربوية*‬

‫‪:‬المرحلة الثالثة‬

‫شهدت هذه الفترة ركود نسبي في مجال الدراسات االقتصادية في التعليم‪ ،‬لكون الدراسات كانت لرغبة البلدان‬
‫المختلفة لمعرفة العالقات المتبادلة رغبة في تحقيق التنمية الشاملة فكان اعتماد الباحثين على معايير ونماذج‬
‫مشتقة من الناحية االنتاجية دون تكييفها مع الطبيعية التربوية‬
‫‪:‬مفهوم اقتصاديات التعليم‪  ‬‬

‫يحتوي المصطلح على شقين‪ ،‬الشق األول هو االقتصاد‪ P‬واآلخر هو التعليم‪ ،‬فاالقتصاد باللغة هو‪ :‬مصدر‬
‫‪.‬اقتصد‪ ،‬ويأتي بمعنى االدخار وعدم التبذير‪ ،‬واالقتصاد هو مظاهر اإلنتاج والتوزيع والتصدير في البالد‬
‫‪ .‬يعرف رشداناالقتصاد بأنه‪ :‬دراسة انتاج وتوزيع‪ P‬جميع الموارد النادرة من سلع أو خدمات غير ملموسة‬
‫ويعرفه راضي بأنه‪ :‬هو علم من العلوم االجتماعية الذي يتوافر‪ P‬على دراسة سلوك األفراد‪ P‬في محاوالتهم على‬
‫توزيع الموارد النادرة ذات االستعماالت البديلة بين األهداف العديدة‪ ،‬وكيفية بذل هذه المحاولة عن طريق‬
‫‪ .‬اجراء عمليات المبادلة في السوق‬
‫‪.‬والتعليم باللغة‪ ،‬هو مصدر‪ P‬علّم‪ ،‬وعلم تعليما فهو‪ P‬معلم والتعليم‪ P‬بمعنى التفهيم أو التدريب‬
‫واصطالحا‪ P:‬توجيه عملية التعلم‪ ،‬وتحفيز للمتعلم واستثمار‪ P‬لقواه العقلية والجسدية‪ ،‬وتهيئة الظروف له لحدوث‬
‫التعلم بكافة اشكاله‬
‫وتعرف االكاديمية العربية البريطانية التعليم‪ :‬عملية منظمة يتم من خاللها إكساب المتعلم األسس البنائية‬
‫‪.‬العامة للمعرفة‪ ،‬بطريقه مقصودة ومنظمة ومحددة األهداف‬

‫‪:‬يعرف اقتصاديات التعليم على أنه‬


‫دراسة لكيفية اختيار األفراد والمجتمع‪ ،‬باستخدام‪ P‬المال أو بدون استخدامه وتوظيف‪ P‬الموارد النادرة إلنتاج‬
‫مختلف أنماط التدريب‪ ،‬وتنمية المهارات والمعرفة واألخالق عن طريق‪ P‬التعليم الرسمي‪ ،‬وتوزيعها‪ P‬في الحال‬
‫‪ .‬أو في المستقبل بين االفراد والجماعات في المجتمع‬

‫يعرفه الشريفات على أنه‪ :‬ذلك العلم الذي يبحث في التعليم من حيث التمويل والنفقات والعوائد‪ P‬والكفاءة‬
‫‪ .‬اإلنتاجية ودور‪ P‬العلم في تحقيق الكفاءة االقتصادية‬
‫ويعرف على أنه‪ :‬علم يدرس أمثل الطرق الستخدام‪ P‬الموارد التعليمية ماليا وبشريا‪ P‬وتكنولوجيا وزمنيا‪ ،‬من‬
‫أجل تكوين البشر بالتعليم‪ P‬والتدريب في المجتمع التي يعيشون بها في الحاضر والمستقبل‪ ،‬لتحقيق أحسن‬
‫‪.‬توزيع ممكن لهذا التكوين‬

‫وعرفه آخرين على أنه‪ :‬أحد فروع علم االقتصاد‪ P‬الذي يسعى لتطبيق‪ P‬الفكر االقتصادي على التربية والتعليم‪P‬‬
‫بهدف ترشيد االنفاق على التعليم واعداد الكوادر البشرية ذات الكفاءة والجودة بأقل كلفة ممكنة‪ ،‬وقياس‪P‬‬
‫‪.‬مساهمة التعليم والتربية والتدريب في تنمية االقتصاد‪P‬‬
‫وعرفته وزارة التعليم بأنه‪ :‬دراسة كيفية اختيار المجتمع وأفراده استخدام‪ P‬الموارد اإلنتاجية إلنتاج مختلف‬
‫أنواع التدريب وتنمية الشخصية من خالل المعرفة والمهارات‪ P‬وغيرها اعتماداً على التعليم خالل فترة زمنية‬
‫‪.‬محددة وكيفية توزيعها بين األفراد والمجموعات في الحاضر‪ P‬والمستقبل‬
‫‪ :-‬أهمية اقتــصــاديـات التــعليــ ـ ــم‪-‬‬
‫تبرز أهمية علم اقتصاديات التعليم بمضمونه علما وال يتحدد مجاله بزمن معين إذ وجد قديما ‪ ُ ً ،‬وحديثا إذ‬
‫أخذت الدراسات العلميه تنتج هذا العلم منذ الستينات من القرن المنصرم على الرغم من جذوره التاريخية التي‬
‫يرجعها البعض إلى عصر أفالطون وما قبله ‪ ،‬ومثله من العلوم األخرى فقد اختلف المتخصصون في هذا‬
‫العلم على تحديد مفهوم واحد له السباب التي ذكرت من اختالف لفلسفة وجهات النظر ‪ ,‬وأصوله وعوامل‬
‫الزمان والمكان ‪...‬الخ‬
‫تبرز الحاجة نتيجة للتقدم الكبير في مجال تكنولوجيا المعلومات ‪ ،‬إذ أدى ذلك إلى حدوث تغييرات جذرية‬
‫واسعة في أساليب الحياة المعاصرة ‪ ،‬وال سيما في طبيعة العالقات االقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬فضال عن‬
‫التعديالت في بعض الجوانب التشريعية واسـتـحـداث بـعـض التغييرات في النظم والمؤسسات الكبرى في‬
‫المجتمعات المتقدمة ‪ ،‬إذ يوصف الجتمع المتقدم بأنه الجتمع الحديث أو مجتمع المعلومات التي تتدفق فيه‬
‫المعلومات بسهولة وغزارة ‪ ،‬بحيث يمكن الحصول‪ J‬عليها من مصادر‪ J‬متعددة ومتنوعة من دون أية‬
‫تكاليف ‪ ،‬وقد‪ J‬أصبحت المعرفة واإلبداع من أهم العوامل المؤثرة والمحددة في هذه المجتمعات التي ال تقنع‬
‫باستخدام المعلومات لفهم واقع الحياة وتفاعالتها واالستفادة منها فــي توجيه مختلف أنماط األنشطة وال سيما‬
‫المجال االقتصادي ‪ ،‬وإنما تعمل فضال عن ذلك على إنتاج المعرفة وتسويقها بحيث تصبح مصدرا اقتصاديا‬
‫رئيسا ‪ ,‬على عكس المجتمعات النامية ‪ ,‬ومن هنا برزت الحاجة واألهمية إلى علم اقتصاديات التعليم‬

‫‪:‬‬ ‫‪      ‬األهداف التي يسعى علم اقتصاديات التعليم لتحقيقها‬


‫‪  -1‬رفع مستوى الكفاية االقتصادية للتعليم ‪ ,‬و ذلك من خالل التوظيف األمثل لإلمكانيات و زيادة الموارد‬
‫المخصصة للتعليم لضمان الجودة ‪.‬‬
‫‪  -2‬إيجاد مستثمرين فاعلين يدخلون كشركاء مع ما تتبناه الدولة من مشاريع و مصاريف في المجال التعليمي ‪.‬‬
‫‪  -3‬التخطيط الجيد لكل البرامج التعليمية و السياسات التربوية ‪ ,‬و التي تسعى لتحقيق اقتصاد استثماري جيد ‪.‬‬
‫‪  -4‬تشجيع المجتمع المحلي على المشاركة الفعالة في كافة المشاريع التربوية التي تتبناها الدولة في االستثمار‬
‫في مجال التعليم ‪.‬‬
‫‪ -5‬نشر ثقافة االقتصاد التعليمي مفهوما ً و عمالً في كافة أجهزة الوزارة و التوعية بأهمية البعد االقتصادي في‬
‫اتخاذ القرار التربوي ‪( .‬‬

‫‪ :-‬عالقة التعليم بالنمو االقتصادي والتنمية االقتصادية واالجتماعية‬


‫يعد التعليم القدرة التي بيد البشر وهو أحد عـوامـل تطوره ‪ ,‬ومن ثم فهو‪ P‬منتج لرأس المال البشري‪ P‬كسلعة‬
‫استثمارية وكأداة للسياسة االجتماعية ‪ ,‬وهو أيضا يخلق اإلمكانات الكتشاف‪ P‬السلع الجديدة والتكنولوجيا‬
‫الحديثة واألدوات الجديدة للسياسة االجتماعية ‪.‬وعلى وفق ذلك التعليم يعد شرطا ضروريا لتحقيق النمو‬
‫والتنمية االقتصادية واالجتماعية ‪ ,‬وقد‪ P‬أكدت ذلك الدراسات التي أجريت على منطقة الشرق‪ P‬األوسط وشمال‬
‫أفريقيا إذ وضعت تفسيرات هذا الصدد وهي إن ضعف العالقة بين التعليم والنمو االقتصادي في هاتين‬
‫المنطقتين ويعود‪ P‬السبب إلى إن مستوى‪ P‬التعليم في المنطقة منخفض جدا إذ أن التعليم ال يسهم في زيادة النمو‬
‫واإلنتاجية ‪ ,‬فضال عن المستوى‪ P‬النسبي ال‬
‫المطلق لناتج العملية التعليمية‬

‫وهو الذي فسر‪ P‬الصلة الضعيفة بين التعليم والنمو‪ P‬االقتصادي‪ P‬في المنطقة ‪ ,‬فمثال االستثمار األجنبي المباشر ‪,‬‬
‫ينجذب إلى الدول التي لديها نواتج تعليمية اقوي‪ P‬وأفضل مقابل التساوي‪ P‬مع العوامل األخرى كافة ‪ ,‬أيضا فأن‬
‫التباين في التحصيل العلمي اكبر في منطقة الشرق األوسط‪ P‬وشمال أفريقيا منه في المناطق األخرى ‪,‬‬
‫وأشارت إلى ذلك بحوث دولية ‪ ,‬إذ بينت إن التوزيع األكثر تساويا‪ P‬للتحصيل العلمي يرتبط‪ P‬بعالقة ايجابية‬
‫لتحقيق معدالت نمو اقتصادي‪ P‬أعلى وبناء على ذلك تعد التنمية والنمو االقتصادي‪ P‬في أي مجتمع ودولة مرتبط‬
‫بفاعلية النظم التعليمية المسئولة عن توجيه وتطوير‪ P‬الطاقات البشرية المتاحة فيها ‪ ,‬وتحسين مهاراتها‬
‫اإلنتاجية‬

‫‪:‬المراجع‬

‫‪.‬راضي‪ ،‬عبدالمنعم‪1984( .‬م)‪ .‬مبادئ علم االقتصاد‬


‫‪.‬بدر‪ ،‬ماجد‪1989(.‬م)‪ .‬اقتصاديات التعليم والتطوير التربوي‪ .‬مجلة المعلم‪2 ،‬‬
‫عبد القادر‪ ،‬على‪2001( .‬م)‪ .‬أسس العالقة بين التعليم وسوق العمل وقياس عوائد االستثمار‬
‫‪ ‬د‪.‬هند األحمد مدخل الى اقتصاديات التعليم‬
‫اقتصاديات التعليم وأثرها في النمو والتنميةـ االقتصادية واالجتماعية‬
‫خاتمة‬
‫حمد هلل تعالى الذي وفقنا في تقديم هذا البحث‪ ،‬وها هي القطرات‪ P‬األخيرة في‬
‫مشوار هذا البحث‪ ،‬وقد كان البحث يتكلم عن (موضوع همية إقتصاديات‬
‫‪.‬التعليم)‪ ،‬وقد بذلنا كل الجهد والبذل لكي يخرج هذا البحث في هذا الشكل‬
‫ونرجو من هللا أن تكون رحلة ممتعة وشيقة‪ ،‬وكذلك نرجو أن تكون قد أرتقت‬
‫بدرجات العقل الفكر‪ ،‬حيث لم يكن هذا الجهد بالجهد اليسير‪ ،‬ونحن ال ندعى‬
‫الكمال فإن الكمال هلل عز وجل فقط‪ ،‬ونحن ق قدمنا كل الجهد لهذا البحث‪ ،‬فإن‬
‫وفقنا فمن هللا عز وجل وإن أخفقنا فمن أنفسنا‪ ،‬وكفانا نحن شرف المحاولة‪P،‬‬
‫‪.‬واخيراً نرجو أن يكون هذا البحث قد نال إعجابكم‬
‫وصل اللهم وسلم وبارك تسليما كثيراً على معلمنا األول وحبيبنا سيدنا محمد‬
‫عليه أفضل الصالة والسالم‬

‫‪.‬‬

You might also like