‫أخطاء ذهنية تقتل إنتاجيتك ‪5 -‬‬

‫إليك هذا المقال! الذي يتحدث عن أخطاء تقتل اإلنتاجية في العمل‪ .‬لو ساورك‬
‫شعور باإلحباط وخيبة األمل حيال ضعف إنجازاتك أثناء يوم العمل‪ ،‬فاعلم‬
‫أنك لست وحيداً‪ .‬تشير األبحاث إلى‪ ‬أن ‪ %26‬فقط من الناس يغادرون‬
‫مكاتبهم وقد أنجزوا المهام الموكلة إليهم‪ .‬ومن الشائع أن تشعر وكأنك كنت‬
‫مشغوالً‪ ،‬لكنك لم تنجز شيئا ً يُذكر‪ .‬فالحياة ليست بطبيعة الحال تتعلق في‬
‫جوهرها بعملك وكأنك إنسان آليّ تختص بزيادة اإلنتاجية‪ ،‬وكل ثانية يجب أن‬
‫ترتقي فيها بإنتاجيتك‪ .‬لكن السواد األعظم منا يود أن يشعر بأنه منظم وعلى‬
‫درجة عالية من الكفاءة في مسعاه وراء أهدافه األساسية وحل المشكالت‬
‫‪.‬العويصة‬
‫اكتشف أكبر محتوى عربي على اإلنترنت لتطوير ذاتك وتحسين مهاراتك‬
‫وجودة حياتك وتحقيق طموحاتك في أسرع وقت‪ ،‬استكشف باقات االشتراك‬
‫‪.‬في مجرة‬

‫أخطاء تقتل اإلنتاجية‬

‫تتعلق الخطوة األولى السديدة على هذا الدرب بفهم أخطاء تقتل اإلنتاجية في‬
‫العمل وتمنعنا عادة من التركيز على إنجاز العمل الهادف‪ .‬فيما يلي خمس‬
‫‪:‬خطوات منها‬
‫‪.‬المبالغة في مقدار الوقت الذي يتعين عليك التركيز فيه خالل اليوم العادي‪1. ‬‬
‫تتطلب المشروعات طويلة األجل والتفكير االستراتيجي وبناء المهارات‬
‫والعالقات قدراً كبيراً من تركيز االنتباه‪ .‬فمن السهل أن تحسب متفائالً أن‬
‫لديك اليوم بطوله‪ ،‬أو حتى عدة ساعات‪ ،‬لهذا النوع من العمل‪ ،‬وبالتالي فإنك‬
‫تحدد أولوياتك بناء على هذه الفرضية‪ .‬ولكن‪ ،‬بالنسبة لكثير منا‪ ،‬تستنزف‬
‫)‪" (Slack‬االجتماعات ورسائل البريد اإللكترونية وبرنامج "سالك‬
‫والمكالمات الهاتفية و"األسئلة السريعة" حيزاً كبيراً من وقتنا في المكتب‪.‬‬
 ‫إلى أن‪ (RescueTime) ‬وتشير البيانات! المجمعة من‪ ‬تطبيق تتبع الوقت‬
‫‪.‬الوقت المتصل المتاح الناس طوال يومهم ال يتعدى ساعة واثني عشرة دقيقة‬
‫إذا اعترفت بالوقت المحدود الذي سيتاح لك إلنجاز عمل بتركيز‪ ،‬فسيكون‬
‫بوسعك اختيار األولوية القصوى المطلقة لديك‪ ،‬وحماية نفسك من الملهيات‬
‫لفترات محددة‪ .‬عندما تتاح لديك فسحة زمنية تتراوح ما بين ‪ 60‬و‪ 90‬دقيقة‪،‬‬
‫حاول التركيز على أهدافك األكبر (مهما بدا لك التركيز على أعمال روتينية‬
‫متأثرة بعامل الوقت مغرياً)‪ .‬وتذكر أيضا ً أنه حتى المشروعات المعقدة‬
‫والمهمة تنطوي عادة على مهام إدارية ترتبط بها وال تقتضي تركيزاً شديداً أو‬
‫إبداعا ً (على سبيل المثال‪ ،‬البحث! عن مرجع عند تأليف كتاب)‪ .‬وللتحايل على‬
‫الوقت المحدود المتاح لالضطالع بالعمل األكثر مشقة‪ ،‬حدد تلك المهام‬
‫وخصص لها الخمسة عشر دقيقة المتاحة لديك بين االجتماعات أو فترات‬
‫‪.‬الفراغ األطول التي تعتقد أن أحدهم سيقاطعك خاللها‬
‫تجاهل األساليب المثبتة والمستدامة التي تبدو باعثة على الضجر وبسيطة أكثر من‪2. ‬‬
‫‪.‬الالزم‬
‫إذا كنت تطلع على الكثير من مراجع مساعدة الذات في التغلب على أخطاء‬
‫تقتل اإلنتاجية في العمل‪ ،‬فاألرجح أنك على دراية بكثير من المبادئ األساسية‬
‫المُستخلصة من علم النفس اإلدراكي السلوكي‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬إذا وضعت‬
‫"نوايا للتنفيذ"‪ ،‬فاألرجح أن تكمل عملك إلى النهاية‪ .‬وتشمل هذه النوايا توقيت‬
‫ومكان إنجاز مهمة ما‪ ‬وكيفية التغلب على‪ ‬العقبات التي ستواجهك‪ .‬وبالمثل‪،‬‬
‫فلعلك قرأت عن أن تقليص عدد القرارات التي تتخذها في اليوم الواحد سيحد‬
‫من إرهاقك الذهني ويحسن قوة إرادتك‪ .‬ولعلك تعلم أنك كلما سهَّلت مهمة‪،‬‬
‫بأن تضمن مثالً أن لديك المواد الضرورية بين يديك‪ ،‬فمن األرجح أن تشرع‬
‫فيها‪ .‬ولكن‪ ،‬ما أن تتناهى إلى مسامعنا هذه المبادئ‪ ،‬غالبا ً ما نتجاهلها!‬
‫‪.‬بوصفها "أخبار قديمة"‪ ،‬حتى لو لم ننفذها بالكامل أو لم نجربها بالمرة‬
‫لكل مشروع من مشروعاتك بالغة األهمية‪ ،‬حدد‪ ‬اإلجراء التالي‪ ،‬واحرص‬
‫على أن يكون كل ما تحتاج إليه الستكماله جاهزاً بين يديك‪ .‬على سبيل‬
‫المثال‪ ،‬إذا أردت أن تصوّ ر مقطع فيديو لنفسك استعداداً لكلمة مهمة ستلقيها‪،‬‬
‫فجهز المكان المزمع استخدامه‪ ،‬وأجر اختباراً للتسجيل لدقيقة واحدة‪،‬‬
‫واحرص على أن تتاح لديك مساحة خالية على جهاز التسجيل‪ .‬إذا نحيت‬
 ‫جانبا ً المعوقات العملية التي تعترض طريق البدء‪ ،‬فلن تستنزف وقتك‬
‫‪.‬تركيزك‬
‫وإذا أردت أن ترى نفسك إنسانا ً متفرداً له خصوصيته‪ ،‬فلعلك تجد أن الحلول‬
‫البسيطة ال تتماشى مع رغبتك هذه‪ ،‬طالما أنك ال تريد أن ترى نفسك كبقية‬
‫الناس‪ .‬اعلم أن هذا فخ‪ .‬احرص على أن تضع استراتيجيات مملة ولكن سهلة‬
‫ومثبتة قدر استطاعتك‪ .‬واحرص على أن تبدع وتبتكر أكثر‪ ،‬بتطبيق أفكار‬
‫‪.‬بسيطة بدالً من البحث! عن أخرى معقدة‬
‫‪".‬التفكير في التغيير بطريقة "إما التغيير الشامل أو ال تغيير بالمرة‪3. ‬‬
‫غالبا ً ما نعتقد أن تغييراً محدداً في العادات سيساعدنا على االرتقاء بإنتاجيتنا‪،‬‬
‫لكننا نشعر بمقاومة اإلقدام عليه نفسياً‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬لعلك تعتقد أن نيل‬
‫قسط أكبر من النوم سيساعدك على االرتقاء بإنتاجيتك‪ !،‬لكنك عاشق للسهر‪،‬‬
‫وتنفر من النصائح التي ُتسدى إليك بشأن الخلود إلى النوم مبكراً‪ .‬وبدالً من‬
‫أن تتشبث بما تشعر بمقاومة تجاهه‪ ،‬ابحث عن التغييرات التي ترغب في‬
‫إنجازها وال تشعر أنها تمثل مشكلة كبيرة‪ .‬قد تساعدك‪ ‬أتمتة‪ ‬مصابيح البيت‬
‫بحيث تنطفئ (أو تتحول إلى اللون األحمر)‪ ،‬واستخدام مرشحات للون‬
‫األزرق على أجهزتك‪ ،‬أو تخصيص نصف ساعة من يوم عملك للتخطيط‬
‫لليوم التالي (خلق مرحلة انتقالية)‪ ،‬وقد يساعدك بأقل مجهود يُذكر تبكير‬
‫الوقت الذي‪ ‬تريد‪ ‬فيه الخلود إلى النوم بواقع ‪ 15-10‬دقيقة‪ .‬ولكن‪ ،‬إذا كنت‬
‫تعتقد أن عليك تغيير موعد نومك بواقع ساعتين وإال لن تفعل‪ ،‬أو لو انصب‬
‫تركيزك فقط على حقيقة أنك ال تريد النوم بمنأى عن هاتفك‪ ،‬فلن تنجز أي‬
‫تغييرات على اإلطالق‪ .‬احصد االنتصارات! السهلة التي ال تستنفر مقاومتك‬
‫النفسية‪ .‬وعندما تتمكن من إنجاز تغيير محدود بنجاح‪ !،‬من المحتمل أن يزداد‬
‫‪.‬استعدادك إلنجاز تغييرات أخرى بطبيعة الحال!‬
‫‪.‬نسيان كيفية إنجاز مهام متواترة ولكنها نادرة‪4. ‬‬
‫إذا كنت تنجز مهمة يومية‪ ،‬فاألرجح أن لديك عملية فعالة إلنجازها‪ .‬وإذا كنت‬
‫تقوم بها مرة واحدة أو مرات قالئل سنوياً‪ ،‬فمن المستبعد أن تكون لديك عملية‬
‫‪" (The Healthy Mind Toolkit)،‬مثيلة‪ .‬في كتاب‪" ‬عدة العقل السليم‬
‫تناولت كيف أنني كنت أمضى على األقل ‪ 10‬دقائق‪ ،‬كلما كنت بحاجة إلى‬
 ‫تنظيف أسطوانة طابعتي‪ ،‬بحثا ً عن التعليمات المتعلقة بكيفية تنظيفها على‬
‫شبكة اإلنترنت‪ .‬واآلن‪ ،‬لدي هذه التعليمات! محفوظة في رسالة بريد إلكترونية‬
‫أرسلتها لنفسي بعنوان "كيف تنظف أسطوانة الطابعة"‪ ،‬بحيث ال يتعين علي‬
‫الخوض في جميع خطوات إيجاد رقم طراز الطابعة والبحث عنه على موقع‬
‫‪.‬جوجل‬
‫بعد أن تنتهي من أي عملية تحتاج إلى تكرارها مستقبالً‪ ،‬دوِّ ن لنفسك تعليمات‬
‫الطريقة األكثر كفاءة إلنجازها‪ ،‬واحفظ تلك التعليمات في مكان يسهل البحث‬
‫‪.‬فيه‬
‫‪.‬التقليل من قيمة اإلهدار المحدود للوقت‪ /‬المجهود‪5. ‬‬
‫إن تمضية وقت محدود غالبية األيام على مشروعاتك األكبر‪ ‬المهمة ال‬
‫العاجلة‪ ‬أو تحسين مهاراتك غالبا ً ما يكون كافيا ً لالرتقاء بنتائجك الكلية بقدر‬
‫كبير مقارنة بعدم تخصيص وقت بالمرة لها‪ .‬على الجانب اآلخر‪ ،‬يمكن أن‬
‫يكون للهدر البسيط في الوقت والمجهود أثر سلبي أكبر مما يتخيل الناس‪.‬‬
‫فالدقائق العشرة التي تنفقها على البحث عن المفاتيح أو الرد على رسالة بريد‬
‫إلكترونية لم تكن تتطلب رداً فوريا ً ال قيمة لها بحد ذاتها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬كثير من‬
‫هذه الحاالت! يمكن أن يعطل سير عملك‪ ،‬ويعزز إحساسك السلبي بهويتك‪،‬‬
‫ويستنزف طاقتك عموماً‪ .‬عندما تنشئ ُنظما ً (على سبيل المثال‪ !،‬الحد من‬
‫القرارات غير الضرورية‪ ،‬أو تبسيط المهام وضمان سالستها‪ ،‬أو تقسيم العمل‬
‫على ُدفعات أو‪ ‬األتمتة‪ ‬أو االستعانة بمصادر خارجية أو وضع قوائم مراجعة)‬
‫غايتها معالجة حاالت إهدار الوقت‪ /‬المجهود‪ ،‬فستشعر بمزايا الصفاء! الذهني‬
‫‪.‬التي تفوق بكثير الوفر في الوقت‬
‫وعلى الرغم من أن النصائح الواردة في هذه المقالة التي تتحدث عن فهم‬
‫أخطاء تقتل اإلنتاجية في العمل‪ ،‬لن تحل جميع مشكالتك‪ ،‬فبإمكانها أن تتيح‬
‫‪.‬لك فرصة أفضل إلنجاز أهم المهام التي بين يديك‬