You are on page 1of 22

‫المظاهر النفسية المرضية للصدمة عند الراشد‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫دائما للتهديد من قبل بيئة الفرد بسبب األحداث أو المواقف الشديدة المفاجئة‪ ،‬باإلضافة إلى التأثير‬
‫تتعرض حياة اإلنسان ً‬
‫النفسي والمادي للكوارث الطبيعية كالفيضانات التي تسببها االمطار و موجات التسونامي‪ ،‬و كذلك الزالزل و البراكين‬
‫و االعاص ير‪ ،‬كله ا ح وادث من ش أنها ان ته دد حي اة االنس ان على االرض و ق د ت ؤدي الى نش وء اض طرابات نفس ية‬
‫مختلف ة ال تي تك ون له ا ع واقب وخيم ة يبقى اإلنس ان ع اجزا حياله ا ومن بين اهم المخلف ات ال تي ح اول الف رد اعطاءه ا‬
‫تفس يرات هي الص دمة النفس ية ال تي تع د موض وع من اك ثر المواض يع ال تي اس تقطبت العدي د من الب احثين خصوص ا في‬
‫العق ود االخ يرة‪ ،‬وال تي س نتطرق إليه ا في ه ذا البحث من خالل تعريفه ا وذك ر اعراض ها المرض ية النفس ية عن د الراش د‬
‫وتشخيصها وفقا ل ـ ‪DSM4.‬‬

‫‪1/‬ماهي الصدمة النفسية ؟‪?What's trauma‬‬


‫الصدمة لغتا‪ :‬من صدم و الصدم ضرب الشيء الصلب بشيء مثله وصدمه صدماً ضربه بجسده‪ ،‬وصادمه فتصادمه‬
‫فتص ادماً و اص طداما وص دمهم أم ر أص ابهم وفي اللغ ات األوربي ة كلم ة ص دمة "‪ Truman" ‬وجمعه ا ص دمات "‬
‫‪ "Trumata‬وتعني باليونانية جرح أو يجرح وهو مصطلح عام يشير إما إلى إصابة جسمية سببتها قوة خارجية مباشرة‬
‫أو إلى إصابة نفسية تسبب فيها هجوم انفعالي متطرف‪( .‬عبد الخالق ‪ ،2006 ،‬ص‪)73‬‬
‫قد يستخدم بعضنا لفظ الصدمة ( ‪ )trauma‬بدال من مفهوم الضغوط (‪ )stresses‬ولفظ صدمي ( ‪ )traumatic‬بدال من‬
‫لفظ حدث ضاغط ‪ )stressful (.‬فإذا كنت تعيش في أحداث الصدمة فسوف نتمكن من معرفة االختالف بين اللفظين ‪،‬‬
‫فمتاعب الحياة اليومية كالسفر اليومي‪ ،‬وصعوبات الحياة مثل مشكالت البطالة يمكن أن تكون أحداثا ضاغطة بينما تمث ل‬
‫األحداث الصدمية مواقف تعمل على تهديد الحياة ونعجز عن مواجهتنا بقدراتنا الخاصة‪ ،‬وتتضمن األحداث الصدمية‪:‬‬
‫‪-‬خبرتك أو مشاهدتك لموقف يمثل تهديدا بزوال حياتك أو الحاق الضرر بك‪.‬‬
‫‪-‬وجود خبرة أو موقف يمثل تهديدا لك أو ألي شخص أخر‪ ،‬ومن شانه أن يهدد سالمتك أو حياتك بالكامل‪.‬‬
‫‪-‬المرور أو التفاعل مع خبرات مخيفة ومرعبة‪( .‬الصبوة‪ ،2019 ،‬ص ‪)43‬‬
‫‪-‬و تعتبر الصدمة النفسية تلك "التجربة الخاصة" تجاه حدث صادم ولكن األحداث الصادمة تختلف في طبيعتها ونوعها‬
‫وق وة تأثيره ا فمنه ا تل ك الص دمات ال تي ته دد حي اة االنس ان ب الخطر أو االص ابات الجس دية‪ ،‬خاص ة المفاج آت الخارق ة‬
‫للع ادة ال تي تجع ل اإلنس ان في مواجه ة الخ وف من الم وت ( كاإلب ادة‪ ،‬اإلي ذاء‪ ،‬الخيان ة‪ ،‬الوق وع في فخ و العج ز ‪،‬األلم‪،‬‬
‫الخسارة)‪ ،‬وقد يتأثر بعض األشخاص الذين يعانون اصال من بعض المشاكل الصحية أو النفسية بشكل أكبر من غيرهم‬
‫حيث تؤدي بهم الصدمة للوفاة‪ ،‬و يواجه االنسان ظواهر باثولوجية على شكل أحداث صادمة و تتراوح ما بين الحادة‬
‫‪ ESA‬ال تي ت دوم من ش هر الى ثالث ة أش هر والمزمن ة ‪ ESPT‬وال تي تس تمر س نوات‪ ,‬كم ا اش ارت دراس ات أن هن اك‬
‫ارتباط ات قوي ة بين الصدمة وغيرها من أش كال الم رض العقلي و االكتئ اب والتفك ك والفص ام‪ ,‬واض طرابات الشخصية‬
‫ألن التع رض لص دمة ش ديدة يمكن أن يس بب ض رر ع اطفي ونفس ي على الم دى الطوي ل‪ .‬كم ا تش ير ه ذه الدراس ات الى‬
‫تأثر االعصاب الطرفية و األجزاء المسؤولة عن التواصل خالل مرور الشخص بخبرة صادمة‪ ،‬و خاصة فيما يتعلق‬
‫بالنطق و فقدان بعض الحواس و انعدام القدرة على الحركة او الشلل الجزئي‪ .‬و هناك بعض المخاطر نتيجة التعرض‬
‫للصدمة‪ ،‬مثل اضطرابات في النوم وتظهر من خالل األرق أو الخوف الليلي أو الكوابيس أو كل هذه العناصر مجتمعة‪،‬‬
‫باإلض افة الى تب دالت في الش هية ت ترجم بفق دان الش هية وبظه ور ع وارض جس دية مثالً‪ :‬المغص ‪،‬االس تفراغ والس يالن‪،‬‬
‫ك ذلك االض طرابات اللغوي ة كاالنقط اع عن الكالم (‪) MUTISME‬باالض افة الى المظ اهر الهس تيرية المباش رة وال تي‬
‫تكون أكثر حدة وعمومية خاصة عند التعرض الى الكوارث الطبيعة ألن المتعرضون لهذه الكوارث يحسون أنهم غير‬
‫ق ادرين على مقاوم ة ع دوان الكارث ة‪ ،‬وه ذا م ا اص طلح العلم اء على تس ميته بالعص اب الص دمي ‪NEVROSE‬‬
‫‪( .TRAUMATIQUE‬الجنابي‪ ،2019 ،‬ص ص ‪)160-159‬‬
‫‪-‬الصدمة النفسية حسب بيار ماري ‪:‬‬
‫الصدمة هي الصدى النفسي العاطفي الذي يظهر أثره على الفرد و يكون ناتج عن وضعية خارجية‪ ،‬و قد تكون ممتدة‬
‫في الزمن أو عن حدث خارجي يأتي ليعرقل التنظيم الشخصي(‪. )Marty , 1979 , p 67‬‬
‫‪-‬و تتمث ل الص دمة النفسية حسب فينيشل (‪ )Fenichel‬في توقف وظائف األن ا‪ ،‬حيث ميز بين ثالثة أنواع من توقف‬
‫لالنا‪: ‬‬
‫‪-‬توقف وظيفة تصفية المحيط‪ Blocage de la fonction filtrage d 'environnement: ‬أي أن الفرد المصدوم‬
‫ال يكترث بما يجري في محيطه ‪.‬‬
‫‪-‬نوقف وظيفة الحضور‪ Blocage de la fonction de présence: ‬أي المصدوم ال يهتم بأعماله السابقة‪.‬‬
‫‪-‬توق ف وظيف ة العالق ة بالموض وع اآلخ ر (التوق ف الع اطفي)‪ Blocage Affectif: ‬أي ع دم الق درة على اس تثمار‬
‫موضوع آخر؛ و عدم القدرة على الحب أو تلقي الحب و لوم اآلخرين‪.‬‬
‫فحسب فينيشل في حالة الصدمة النفسية تتوقف هذه الوظائف بهدف اللجوء للتحكم البدائي‪ .‬وهو عمل أولي لمواجهة‬
‫الوضعية الصدمية لكن تصبح الفرصة ألعراض نكوصية ثقيلة ‪Des manifestations regressivesmasives.‬‬
‫‪-‬كم ا ب رى فينيش ل أن األحالم الصدمية ‪ Les cauchemars‬و إع ادة عيش الحدث في النه ار ‪Les reviviscences‬‬
‫‪traumatique‬يؤدي أيضا إلى نموذج دفاعي قديم ‪ Un mode de défense archaïque‬يعمل على إعادة معايشة ما‬
‫حدث أثناء الحدث في الماضي ‪( .‬النابلسي ‪ ،1991،‬ص ‪)47‬‬
‫‪-‬من وجهة نظر التحليل النفسي‪:‬‬
‫عموما ان مصطلح صدمة نفسية يشير الى للداللة على ظاهرة اختراق و كسر للنفس عن طريق مؤثرات عنيفة وقوية‪،‬‬
‫كما تعمل على خلق تشويه وتغيير في مكونات الشخصية والعالقات العاطفية‪.‬‬
‫تعتبر الصدمة النفسية مصطلح فرويدي فقد بين من خالل دراسات حول الهستيريا على صعيد نظري‪ ،‬أعطى فرويد‬
‫للعامل الصدمي دورا اساسيا في مفهوم الهستريا‪ .‬قدم فرويد رابطا سببيا متبينا بين العامل و االعراض المرضية فكل‬
‫نكسة هستيرية تثير و تحيى طريق الهلوسة‪ .‬بعض عناصر الصدمة او مبعوثها واالثنان يعممان المفهوم المرضي على‬
‫محمل الظاهرات الهستيرية‪ ،‬حتى لو بدت هذه بعيدة جدا في بعض االحيان‪ ،‬ان العالمات او البوادر المتنوعة قد ترتبط‬
‫جميعها بعامل مري صدمي وحيد كأحداث حاصلة في الطفولة أثارت عبر كل السنين التالية ظاهرة مرضية تفاوتت‬
‫خطورتها‪ .‬ويحصل في ذلك نوع من التشبيه بين الهستيريا الطفيفة و بين العصاب الصدمي‪ .‬الى درجة ان هذا مفهوم‬
‫يغطي مجمل عملية توليد العصاب‪) .‬حب اهلل‪ ،2006 ،‬ص ‪(32‬‬
‫ك ل اض طراب يب دأ بالصدمة المرض ية‪ ،‬بغض النظ ر عن االي ذاء الجسدي فالش يء الحاسم ه و انفع ال الفرد و المع اش‬
‫الطارئ الحاصل بسب الصدمة بالذات‪ .‬ففي حالة الهستيريا حسب فرويد قد يحدث ان ال تتحول هذه العوامل الصادمة‬
‫الى صدمة واحدة‪ ،‬بل الى عدة صدمات تتلى و تتابع الى ان تبلغ عتبة الحساسية في الذات‪ ،‬و تخلق فيها انشطار في‬
‫سالسل التداعيات ‪ .‬شدد فرويد على العامل الباعث الذي قد يبدو تافها و متفاوتا مع االعراض المطلقة المبعوثة‪ ،‬ودون‬
‫رابط مع الصدمات السابقة‪ .‬هذه االعراض الغير معقولة ألول وهلة‪ ،‬وغير المنطقية او المسبوقة تفرز في الواقع فئتين‬
‫من الحاالت العيادية وهما فئة الحادثة مثبتة في الذاكرة‪ ،‬التي اسمها الذاكرة المفرطة وااللحاح‪ ،‬وفئة تكون فيها الحادثة‬
‫منسية واسماها ‪Hypermnésie‬و فئة تكون فيها الحادثة منسية و اسماها النسيان او فقد الذاكرة) ‪ Amnésie.‬حب اهلل‪،‬‬
‫‪ ،2006‬ص ‪(33‬‬
‫‪-‬المعنى العيادي للصدمة (إكلينيكية الصدمة)‪:‬‬
‫انطالقا من هذا التم يز األساسي‪ ،‬خصوص ية الطب النفسي الفرنكف وني في مي دان الص دمات النفسية سوف تتط ور في‬
‫ع دة اتجاه ات عيادي ة و س ببية مرض ية عالجي ة‪ ،‬فعلى الص عيد العي ادي س وف نم يز بين ‪ 3‬مراح ل في الم رض النفس و‬
‫صدمي‪ :‬المرحلة الفورية ‪،‬المرحلة ما بعد الفورية‪ ،‬و المرحلة مؤجلة والتي أصبحت مزمنة‪ ،‬وحدها المرحلة الفوري ة أو‬
‫رد الفع ل االنفع الي الفوري هي التي تدوم من عدة س اعات إلى ي وم‪ ،‬وال تي من الممكن تس ميتها الض غط النفس ي ‪ ،‬وإ ذا‬
‫أردن ا إع داد مقارن ة م ع الوص ف (التص نيف) األنغلوساكس وني لألم راض ال تي تم دد حال ة الض غط النفس ي الح اد إلى م ا‬
‫وراء اليوم األول و إلى غاية ‪ 4‬أسابيع‪.‬‬
‫على الصعيد الرمازي ( المتعل ق ب الرموز و اإلشارات)‪ ،‬يمكن كذلك أن يتعلق األمر بضغط نفسي متكي ف مثقل فقط‬
‫بأعراضه المالزمة التي هي متعلقة ‪ ،‬ويمكن كذلك أن يتعلق األمر كذلك بالضغط النفسي المتجاوز في أشكاله الهائجة و‬
‫المتميزة بردود أفعال آلية‪ ،‬وهذا الضغط النفسي المتجاوز ينقذ لكن ليس دائما (ألننا قد رأينا ضغوط نفسية متجاوزة‬
‫تتطور بدون آثار) على تزامن أع راض النفسية الدائمة‪ ،‬لكن بعض الضغوط النفسية التكيفية تظهر بعد ذلك و بصفة‬
‫سرية بأنها صدمية ألنها تخطي تجربة تحطيم معاشة و تؤدي فيما بعد إلى عصاب صدمي‪ ،‬إذن ليس هناك ارتباط دقيق‬
‫بين الضغط النفسي المتكيف و الضغط النفسي المتجاوز و غياب اآلثار ‪ .‬فهذه االعتبارات أظهرت بوضوح التمييز بين‬
‫الض غط النفس ي و الص دمة كمفهوم ان ال يرتبط ان بنفس الس جل‪ ،‬ولج وء األنجلوساكس ونيون بمص طلح الض غط النفس ي‬
‫الصدمي هو اعتراف ضمني بهذا التمييز ومن هنا تظهر األهمية األساسية للمرحلة الثانية أو ما بعد الفورية والتي هي‬
‫مرحلة تطور ومراقبة‪ .‬إما أن نرى ظهور مؤشرات لعصاب صدمي دائم في مرحلة كمون أو وساطة غير صامتة (‬
‫‪. )De clercq, 2001, p p 5-6‬‬
‫‪-‬الصدمة النفسية في‪DSM5: ‬‬
‫هي التعرض الحتمال الموت الفعلي او التهديد بالموت او اصابة خطيرة او العنف الجسدي و أن يكون الشخص قد خبر‬
‫أو شهد أو واجه حادث أو حوادث تضمنت موتا فعليا أو تهديدا بالموت أو أدى خطير‪ ،‬أو تهديد السالمة الجسدية للذات‬
‫أو االخري (‪. )APA, 2013,p 271‬‬

‫‪2/‬أسباب الصدمة النفسية‪:‬‬


‫من بين العوام ل المس ببة للص دمة النفس ية نج د الك وارث الطبيعي ة كالفيض انات‪ ،‬األعاص ير ال براكين‪ ،‬ال زالزل حيت‬
‫أجريت دراسة على الناجين من زالزل أكادير وزالزل فرانسيسكو حيت بينت أن الكوارث الطبيعية تعتبر من مسببات‬
‫الصدمة النفسية وهناك كوارث يتسبب فيها اإلنسان كالتعذيب سواء في المعتقالت أو السجون وحتى عمليات االختطاف‬
‫حيث ك انت ه ذه العوام ل موض وع دراس ات عدي دة في فرنس ا ففي أول م ؤتمر دولي لألم راض المس اجين ‪ 1954‬أع د‬
‫الباحث ‪R.Tragouila‬تقريرا جاء فيه عن تناذر المساجين ‪ Syndrome des dépôts‬يظهر أساس ا في النيوراستينا‬
‫وهو يتكون من أسيتينا عصبية تظهر على أشكال ثالثة مختلفة‪:‬‬
‫‪-‬وهن عضوي‪ :‬أي إعياء تام وتعب يمس الحواس إضافة إلى األعضاء‪.‬‬
‫‪-‬وهن أو تعب نفسي‪ :‬يحس الفرد بالتعب دون القيام بأي مجهود مع وجود اضطرابات في الذاكرة وأوجاع في الرأس‬
‫عند محاولة التركيز أو القيام بمجهود عقلي‪.‬‬
‫‪-‬نقص عاطفي‪ :‬تتمثل في أمراض االكتئ اب والحصر والحزن والتشاؤم والشعور بالعجز والنقص هناك أيضا عامل‬
‫آخ ر ل ه أهمي ة في تش كيل الص دمة كح وادث الم رور والح وادث الجوي ة كتحطيم الط ائرات؛ ك ذلك عام ل االغتص اب‬
‫واالعتداء الجنسي من شأنه أن يتسبب في ظهور الصدمات‪)Barois, 1998, p p 120-122( .‬‬
‫‪-‬كم ا ق د ص نف البروفيس ور ‪ E.Mousseong‬خالل الم ؤتمر ال دولي الث امن للطب النفس ي بأثين ا س نة ‪ 1989‬الص دمة‬
‫من حيث أسبابها كما يلي‪:‬‬
‫‪-‬التهديد من داخل الجسد ‪ :‬وتض م ه ذه الفئ ة معايش ة المريض ش عور إصابته بم رض يهدد الحي اة (القلب‪ ،‬الس رطان‪،‬‬
‫االيدز) حتى ولم يكن مصابا بها فعال فقد يحدث مثل هذه المعايشة بمجرد طلب الفحوصات وهو طلب يترجمه المريض‬
‫على أن ه إص ابة مؤك دة ب المرض‪ ،‬كم ا يتض من ه ذه الفئ ة ص دمات التع رض للعملي ة الجراحي ة أو غيره ا من ص دمات‬
‫المريض الجسدي‪ ،‬كما تضاف إلى هذه الفئة حاالت الخوف من فقدان التكامل العقلي أو الجنون‪.‬‬
‫‪-‬التهديد من خارج الجسد ‪ :‬وتضم هذه الفئة مخاوف األذى االصطناعي (الحرب‪ ،‬الخطف التهديد‪ ،‬القتل)‪ ,‬ومخاوف‬
‫األذى الطبيعي (الزلزال‪ ،‬الفيضانات‪ ،‬البراكين…) ‪ .‬كما تتضمن هذه الفئة مخاوف خارجية تتداخل مع مخاوف الفئة‬
‫األولى فتس اعد على تفجيره ا مث ل فقدان عزي ز أو أحيان ا مج رد م وت ش خص مع روف من قب ل الم ريض بص ورة غير‬
‫منتظر‪( .‬يعقوب‪ ،1999 ،‬ص ‪)04‬‬
‫‪3/‬المظاهر النفسية المرضية للصدمة النفسية عند الراشد‪:‬‬
‫بع د تع رض الف رد لص دمة تظه ر علي ه اع راض متباين ة تختل ف ش دتها و درجته ا على حس ب نوعي ة الص دمة‪ ،‬وال تي‬
‫تنعكس على ع دة ج وانب تمس الف رد منه ا النفس ي‪ ،‬الجس دي‪ ،‬العقلي و غيره ا وال تي من ش أنها ان ت ؤثر في س ير حي اة‬
‫الفرد ومن هذه االعراض نذكر‪:‬‬

‫أ‪ /‬المظاهر النفسية‪:‬‬


‫وهي فائض من االستجابات االنفعالية و العاطفية تعود الى منبهات داخلية او خارجية و متمثلة في‪:‬‬
‫‪-‬االكتئاب‪:‬‬
‫يظهر بطريقة سريعة وهو عبارة عن حزن شديد ينتاب الشخص مع االحساس بالشعور بالذنب‪ ،‬حيث يؤدي هذا الى‬
‫االنطواء نتيجة االنقباضات الحادة المسببة لفقدان االمل باإلضافة الى األسى الموجود في نشاطات الفرد الحادة‪.‬‬
‫‪-‬الحصر‪:‬‬
‫حيث يش عر الف رد المص دوم بقل ق ش ديد و خ وف من ان يجن او يم وت و يعت بر ه ذا القل ق ن وع من ان واعي المخ اوف‬
‫فيبتعد الفرد عن كل المنبهات التي تذكره بالحادث الصادم‪.‬‬
‫‪-‬الفراغ‪:‬‬
‫يسبب ايقاف نشاط االنا فيصبح المصدوم غير مبالي ال تهمه ال حياته وال مستقبله‪.‬‬
‫‪-‬االنهيار‪:‬‬
‫يسبب للفرد المصدوم اضطراب ذهني و نفسي بحيث يكون نظرة سلبية عن نفسه و يتسبب هذا في خمول فكره‪.‬‬
‫‪-‬سرعة االنفعال‪:‬‬
‫فه ذا يم يز رد فع ل المص دوم اتج اه العائل ة و االص دقاء و ك ذلك نح و مص يره‪ ،‬وفي ه ذا الس ياق ان الهيج ان الزائ د ق د‬
‫يترافق بسلوك عنيف غير متوقع حتى لو لم تكن هناك اسباب كافية‪( .‬النابلسي‪ ،1991 ،‬ص‪)63‬‬
‫‪-‬البكاء‪:‬‬
‫يعتبر البكاء و الدموع التعبير العام عن الحزن و االلم الذي يعيشه المصدوم‪.‬‬
‫‪-‬صعوبة النوم‪:‬‬
‫حيث ال يستطيع المصدوم النوم اي يعاني من االرق‪ ،‬كما ان نومه في كثير من االحيان متذبذب‪.‬‬
‫‪-‬موقفه اتجاه ذاته و محيطه‪:‬‬
‫ويتمثل في التوبيخ الذاتي‪ ،‬عجز في التفكير الذاتي‪ ،‬التشاؤم و فقدان االمل‪.‬‬
‫ج‪ /‬المظاهر المعرفية‪:‬‬
‫‪-‬اضطرابات في الذاكرة‪:‬‬
‫حيث يص بح الش خص المصدوم غير ق ادر على اس ترجاع خبرات ه و ذكريات ه الخاص ة خاص ة المتعلق ة بالح ادث الص ادم‬
‫ألنه يريد تناسيها وهذا ما يؤثر على عمل ذاكرته‪.‬‬
‫‪-‬اضطراب في االنتباه‪:‬‬
‫حيث يتميز انتباه المصدوم بتشتت االفكار المحملة باالنفعاالت الشديدة كاألوهام‪ ،‬التخيالت‪ ،‬الوساوس‪.‬‬
‫(‪)Sillamy,1998, p211‬‬
‫‪-‬عدم القدرة على التركيز ‪ :‬حيث يجد الشخص صعوبة في التركيز على المهام اليومية و يشعر بالتشتت‪.‬‬

‫د‪ /‬المظاهر االجتماعية‪:‬‬


‫‪-‬التجنب او التناذر التجنبي‪:‬‬
‫يظهر التجنب مباشرة بعد الحادث او الصدمة و يدل على انتقاله الى وضعيات اخرى متصلة به بعالقة ترابطية‪ ،‬حيث‬
‫ينعكس التهدي د على موض وع او وض عية تس مح بتث بيت القل ق و التجنب يه دف بص فة ش عورية الى تجنب االم اكن‪،‬‬
‫االش خاص او المواض يع المتص لة مباش رة بالح ادث الص ادم فإنه ا يمكن ان تنتش ر فيم ا بع د الى عناص ر بعي دة كاألم اكن‬
‫العمومية و االشخاص ذوي المورفولوجيا المشابهة‪.‬‬
‫‪-‬االنطواء‪:‬‬
‫يحدث نتيج ة االظطراب ات الجسمية‪ ،‬النفسية‪ ،‬المعرفية و الس لوكية‪ ،‬حيث ان المصدوم يهم ل الع الم الخارجي‪ ،‬ليقتضي‬
‫فقط على عالمه الداخلي فيعيش في حالة من الشلل االجتماعي‪ ،‬لينطوي بهذا على نفسه غير مبالي او غير قادر على‬
‫تكوين عالقات و التفاعل مع الغير‪.‬‬
‫‪-‬تعاطي الكحول و المخدرات‪:‬‬
‫تشير االبحاث الى وجود نوع من االرتباط القوي بين اضطراب ما بعد الصدمة و تعاطي السجائر‪ ،‬المهدئات العصبية‪،‬‬
‫المنومات‪.‬‬
‫ه‪ /‬المظاهر الفيزيولوجية‪:‬‬
‫تشمل المظاهر الفيزيولوجية للصدمة النفسية‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬اضطرابات في النوم مثل األرق والكوابيس‪.‬‬
‫‪-‬اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الغثيان واإلسهال والقيء‪.‬‬
‫‪-‬زيادة في معدل نبضات القلب وضغط الدم‪.‬‬
‫‪-‬تغييرات في نسبة السكر في الدم‪.‬‬
‫‪-‬تعرق وصداع ودوخة‪.‬‬
‫‪-‬تعرض للبرد أو الحرارة المفرطة‪.‬‬
‫•تختل ف ه ذه المظ اهر بين األف راد وتعتم د على ع دة عوام ل من بينه ا ن وع الص دمة وم دتها وم دى ق وة االس تجابة‬
‫الفيزيولوجية لها (‪. )APA, 2013 , p 274‬‬
‫ي‪ /‬المظاهر العصبية‪:‬‬
‫تشمل المظاهر العصبية للصدمة النفسية التي يمكن أن يعاني منها الشخص المتعرض للصدمة النفسية‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬زيادة نشاط الجهاز العصبي الودي (الذي يتحكم في تنظيم االستجابة للتوتر) ‪ ،‬مما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات‬
‫القلب وضغط الدم وتسارع التنفس‪.‬‬
‫‪ -‬تغيرات في إفراز الهرمونات العصبية مثل األدرينالين والنورأدرينالين والكورتيزول‪.‬‬
‫‪ -‬تفاعالت بين الدماغ والغدة الكظرية النخامية المسؤولة عن تحفيز الجهاز العصبي الودي‪.‬‬
‫‪-‬تغيرات في نشاط الجهاز العصبي المركزي المسؤول عن العمليات اإلدراكية واالنفعالية‪ ،‬مثل تفاعالت في الدماغ‬
‫والحد األدنى للتواصل بين األجزاء المختلفة من الدماغ‪.‬‬
‫‪-‬يمكن أن تتفاوت المظاهر العصبية للصدمة النفسية بين األفراد‪ ،‬وقد تتأثر بالعوامل البيئية والوراثية والسيكولوجية‪.‬‬
‫(‪)Der Kolk, 2014, p 53‬‬

‫‪ /4‬انواع الصدمات النفسية‪:‬‬


‫‪ -1‬الصدمات الرئيسية‪:‬‬
‫تشمل بدورها الصدمات التالية‪:‬‬
‫‪-‬صدمة الميالد‪:‬‬
‫اول صدمة يعيشها الشخص في حياته هي صدمة الميالد لذا تعتبر صدمة الميالد صدمة عنيفة ولعل اشهر من تحدث‬
‫عنها هو ‪Otto Rank‬في كتابه ‪ Le Traumatisme de la Naissance‬في سنة ‪ 1923‬ان تجربة االنفصال عن األم‬
‫يؤدي الى شعور المولود الجديد بالقلق وقد يكون هذا القلق هو اصل لكل قلق قد يعيشه الحقا في حياته فالطفل يعيش‬
‫الوالدة كصدمة عنيفة‪.‬‬
‫‪-‬صدمة البلوغ ‪ :‬تعد هذه المرحلة صدمة وازمة نفسية وبيولوجية ألن هذه الصدمة تعبر عن معنى ازمة الهوية إن‬
‫البلوغ صدمة ألن الفرد لم يعد طفال وليس راشدا بعد وال يعرف مكانه في المجتمع‪.‬‬
‫‪ -2‬صدمات الحياة‪:‬‬
‫ق د يعيش الف رد اح داثا ض اغطة في حيات ه تش كل ل ه ص دمة وتختل ف ه ذه الص دمات منه ا المباش رة كمعايش ة الح دث‬
‫واخ رى غ ير مباش رة كمش اهدة او س ماع الح دث وهي التج ارب ال تي يم ر به ا الف رد او اح داثا ال تي يتع رض له ا س واء‬
‫كانت بسيطة او عنيفة وان كانت كذلك فتسبب له صدمة نفسية وهي انواع (‪: )Sillamy, 1996, p p211-212‬‬
‫أ ‪-‬صدمة الطفولة‪:‬‬
‫صدمة الطفولة قد تكون احداث مؤلمة منفردة من النوع الذي يستغرق حدوثها وقتا قصيرا كالعملي ات الجراحية التي‬
‫تجرى للطفل او موت احد الوالدين او كليهما فجائيا او اختفاؤه‪.‬‬
‫ب ‪-‬صدمة ناتجة عن معايشة حدث صدمي‪:‬‬
‫وهي نتيجة عن احداث عنيفة طبيعية خارجة عن نطاق الفرد كالفيضانات او الزالزل ومختلف الكوارث الطبيعية كما‬
‫قد يكون بفعل اإلنسان كالحروب وحوادث وغيرها ‪.‬‬
‫ج ‪-‬صدمة المستقبل‪:‬‬
‫تكون نتيجة لإلفراط في االثارة عدم تكيف او تأقلم الفرد بتحقيق التكيف الناجح اال عندما يكون مستوى االثارة معقوال‬
‫وبدون افراط في الزيادة او النقصان فإن افراط في إثارة االحتياجات األمر الذي يؤدي الى انهي ار الجسد فالتقليل من‬
‫االثارة اساس لتحقيق التنمية السليمة) ‪.‬الحنفي‪ ،1996 ،‬ص‪(924‬‬

‫‪ /5‬انواع استجابات الصدمة النفسية‪:‬‬


‫تنقسم استجابات األشخاص للصدمات إلى مايلي‪:‬‬
‫‪-‬االستجابات االنفعالية‪:‬‬
‫وين درج تحته ا‪ :‬ص دمة ع دم التص ديق‪ ،‬الغض ب‪ ،‬الغي ظ‪ ،‬ال رعب‪ ،‬ال ذنب‪ ،‬التهيج‪ ،‬العج ز‪ ،‬القل ق‪ ،‬االكتئ اب‪ ،‬الح زن‬
‫والياس‪ ...‬باإلضافة إلى الحذر من اآلخرين وعدم القدرة على الحب والمزاج المتفجر‪.‬‬
‫‪-‬االستجابات المعرفية‪:‬‬
‫العج ز عن الترك يز‪ ،‬االنتب اه‪ ،‬االختالط‪ ،‬ل وم ال ذات واألفك ار ال تي تقتحم العق ل والتجنب ونقص تق دير ال ذات وانخف اض‬
‫الكف اءة الشخص ية والخ وف المتزايد من فق دان الس يطرة الخ وف من ح دوث الصدمة م رة ثاني ة فض ال عن مش كالت في‬
‫الذاكرة‪.‬‬
‫‪-‬االستجابات البيولوجية‪:‬‬
‫التعب‪ ،‬األرق‪ ،‬الكوابيس‪ ،‬التنبه الزائد‪ ،‬الشكاوي النفسية الجسمية‪ ،‬وقد دلت الدراسات على أنماط النوم لدى الناجين‬
‫من الصدمة على أنهم يمكثون وقتا اقل في النوم العميق وأنهم يستيقظون مرات عديدة زيادة على الحرك ة وكذلك توقف‬
‫التنفس أثناء النوم‪.‬‬
‫‪-‬االستجابات السلوكية‪:‬‬
‫االغتراب‪ ،‬االنسحاب االجتماعي‪ ،‬اضطراب في العالقات مع اآلخرين (العالقة الزوجية طالق أو إعادة الزواج نقص‬
‫الثقة في اآلخرين أو أن يكون حميما معهم)‪ ،‬سوء استخدام المواد ذات التأثير النفسي وسلوك البحث عن اإلثارة والعجز‬
‫في المهن ة والتجنب ال ذي يمكن أن يك ون اس تجابة للمنبه ات المقتحم ة ق د يتخ ذ أش كال متع ددة ‪ :‬تجنب المش اعر‪ ،‬تجنب‬
‫معرفة الحدث‪ ،‬تجنب السلوك (استجابة الخوف الشاذ) وتجنب التواصل فيما يخص بالحدث‪.‬‬
‫‪-‬االستجابات الخاصة بالطباع ‪:‬‬
‫وهي تغ يرات مح ددة في الشخص ية من بينه ا التش وهات في العالق ة وفي الهوي ة‪ .‬ق د يح اول الش خص ال ذي أص يب‬
‫بالصدمة أن يقيم تعويضا زائدا بأن يصبح مولعا بالعمل بشكل غير طبيعي‪.‬‬
‫‪-‬استجابات على شكل أعراض التفكك أو االنفصال‪:‬‬
‫قد يتخذ االنفصال عدة أشكال بما فيها أن الناجي من الحادث الصدمي يعتبر أنه منعزل ومبتعد آليا عن الحادث كما‬
‫حدث‪ ،‬فيرى الناجون هذه الحوادث من بعيد؛ أو أن سيناريو األحداث قد يبدو بطيئا جدا او قد يشعرون بأنهم مستبعدون‬
‫من األح داث تمام ا‪ .‬وينش طر ت أثير الص دمة عن إحساس هم بأنفس هم؛ وذل ك نتيج ة لنقص التكام ل بين األفك ار والمش اعر‬
‫والخبرات في تيار الشعور ويقوم الضحايا بفصل أنفسهم عن كل من الخوف الشامل واأللم والعجز‪ .‬وقد يبدوا االنفصال‬
‫إما على شكل‪ :‬ذهول ودوار‪ ،‬إخالل االنية (يشعر كأنه آلة بالنسبة للعمليات العقلية)‪ ،‬الشعور بالخدر‪ ،‬نسيان األحداث ‪.‬‬
‫(عبد الخالق‪ ،2006،‬ص ص ‪)83-81‬‬

‫‪-‬الشكل أدناه ه و عب ارة عن نموذج لالستجابة اإلنسانية للصدمة حسب الزاروس و فولكمان و سيلي و بيفرلي و سميث‪) .‬عب‪##‬د‬

‫الخالق‪ ،2006 ،‬ص ‪(78‬‬


‫‪6/‬تشخيص الصدمة النفسية حسب‪DSM4:‬‬
‫يتم تشخيص الصدمة النفسية باالعتماد على المعايير الموجودة في ‪ DSM4‬و هي بمثابة المرجع األساسي نعود إليه‬
‫ك ل م رة و نجد هذه المع ايير ضمن اض طرابات القل ق تحت عن وان ‪ Stress Post Traumatique‬ومع ايير تش خيص‬
‫الصدمة النفسية حسب‪DSM4: ‬‬
‫‪A.‬مواجهة الصدمة ‪:‬‬
‫أي تعرض الشخص لحادث صدمي فنجد توفر العنصرين التاليين‪:‬‬
‫‪1-‬الشخص عاش أو شاهد أو واجه حادث أو مجموعة من األحداث كان بإمكانها أن تؤدي بأشخاص إلى الموت أو‬
‫إلى جروح خطيرة أو كانوا مهددين بالموت أو بجروح خطيرة أو أين كانت وحدتهم الفيزيائية أو أجسامهم مهددة‪.‬‬
‫‪ 2-‬استجابة الشخص إزاء هذا الحادث كانت بالخوف الشديد إحساس بعدم القدرة أو الرعب‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬عند األطفال أي سلوك غير منظم أو يتميز بالهيجان يمكن أن يتغير كأحد هذه الظواهر‪.‬‬
‫‪ B.‬تناذر التكرار‪:‬‬
‫أي تكرار معايشة الحدث الصدمي بصورة مستمرة بواحدة أو بعدة طرق من الطرق التالية‪:‬‬
‫‪ 1 -‬ذكريات متكررة واجتياحية للحادث المثير لإلحساس بالضيق تتضمن صورا أفكار؛ أو ادراكات‪.‬‬
‫مالحظ ة‪ :‬عن د األطف ال يمكن أن يك ون هن اك لعب متك رر يع بر عن ج وانب ومواض ع خاص ة بالص دمة أحالم متك ررة‬
‫خاصة المثيرة لإلحساس بالضيق‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬عند األطفال يمكن أن يكون هناك أحالم مخيفة بدون محتوى معين‪.‬‬
‫‪ 2 -‬إحساس أو هيجان كأن الحدث الصدمي سيتكرر مع وجود إحساس إعادة معايشة الحادث ‪ :‬تخيالت‪ ،‬هلوسات‪،‬‬
‫ذكريات غير متسلسلة ‪ Flash-Back‬تحدث عند االستيقاظ أو خالل حالة تسمم‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬إعادة خاصة لبناء الصدمة يمكن أن تحدث‪.‬‬
‫‪3 -‬إحس اس ش ديد بالض يق النفس ي عن د التع رض لص دمات داخلي ة ك انت أم خارجي ة بإمكانه ا أن تث ير أو تش به أح د‬
‫جوانب الحدث الصدمي‪.‬‬
‫‪4 -‬إع ادة النش اط الف يزيولوجي عن د التع رض لص دمات داخلي ة ك انت أم خارجي ة تش ير أو تش به أح د ج وانب الح دث‬
‫الصدمي‪ C. .‬تناذر التجنب‪:‬‬
‫تجنب دائم للمثيرات المتعلقة بالصدمة وضعف النشاط العام لم يكن موجود قبل الصدمة نسجل ‪ 3‬مظاهر على األق ل من‬
‫المظاهر التالية‪:‬‬
‫‪1 -‬بذل جهد من أجل تجنب األفكار‪ ،‬اإلحساسات أو الحوارات المتعلقة بالصدمة‪.‬‬
‫‪2 -‬بذل جهد من أجل تجنب النشاطات األماكن؛ واألشخاص الذين يذكرون الفرد بالصدمة‪.‬‬
‫‪3 -‬عدم القدرة على تذكر جانب مهم من الصدمة‪.‬‬
‫‪4 -‬انخفاض واضح لالهتمام بالنشاطات المهمة أو انخفاض المشاركة في هذه النشاطات‪.‬‬
‫‪5 -‬إحساس باالنفصال عن اآلخرين أو إحساس الفرد بأنه غريب بالنسبة لآلخرين‪.‬‬
‫‪6 -‬انخفاض و قلة العواطف مثال‪ :‬عدم القدرة على إعطاء مشاعر الحنان‪.‬‬
‫‪7 -‬إحس اس ب أن المس تقبل مس دود مثال‪ :‬الف رد يظن أن ه ليس بإمكان ه العم ل ال زواج إنج اب األطف ال أو أن يعيش حي اة‬
‫عادية‪.‬‬
‫‪ D.‬التناذر العصبي اإلعاشي‪:‬‬
‫أي وجود أعراض دائمة تدل على نشاط عصبي إعاشي (لم تكن قبل الصدمة) كما نسجل وجود مظهرين على األقل‬
‫من المظاهر التالية‪:‬‬
‫‪1 -‬صعوبة النوم أو النوم المتقطع‪.‬‬
‫‪2 -‬حدة الطبع أو الغضب السريع‪.‬‬
‫‪3 -‬صعوبات التركيز‪.‬‬
‫‪4 -‬يقظة مفرطة‪.‬‬
‫‪5 -‬استجابات بقفزات مبالغة‪.‬‬
‫‪ E.‬تدوم اضطرابات األعراض ‪ D.C.B‬لمدة أكثر من شهر‪.‬‬
‫‪F.‬ه‪LL‬ذه االض‪LL‬طرابات تح‪LL‬دث معان‪LL‬اة حيادي‪LL‬ة معت‪LL‬برة أو تراج‪LL‬ع في التوظي‪LL‬ف االجتم‪LL‬اعي أو المه‪LL‬ني أو مج‪LL‬االت تك‪LL‬ون‬
‫مهمة‪:‬‬
‫أ‪ -‬يجب تعيين ما إذا كان االضطراب‪:‬‬
‫حاد‪ :‬إذا كانت مدة األعراض أقل من ‪ 3‬أشهر‪.‬‬
‫مزمن‪ :‬إذا كانت مدة االعراض ‪ 3‬أشهر فأكثر‪.‬‬
‫ب‪ -‬يجب تعيين ما إذا كان االضطراب عبارة عن استجابة مؤجلة ‪ .‬تظهر األعراض بعد مرور ‪ 6‬أشهر على األقل‬
‫من وقوع عامل الضاغط أي الحادث الصدمي (‪. )Bovard ,2003 , p p 156-159‬‬

‫‪7/‬انعكاسات الصدمة النفسية حسب ‪ DSM‬و‪CIM10: ‬‬


‫‪-‬أهم االضطرابات المرتبطة بالصدمة النفسية ‪:‬‬
‫عرض ت األنظم ة الوص فية ‪ )DSM‬و (‪ CIM10‬مجموع ة من االض طرابات المرتبط ة بالص دمة النفس ية‪ ،‬حيث وصف‬
‫ال (‪ )DSM4, 1994‬اض طرابين أساس يين أك ثر خصوص ية من حيث ارتباطهم ا بالص دمة النفس ية وهم ا "اض طراب‬
‫الك رب مابع د الرض ح" (‪ )Post-traumatic stress disorder‬و"اض طراب الك رب الح اد (‪Acute Stress‬‬
‫‪" )Disorder‬و باإلضافة لذلك فقد وصفت أيضا اضطرابات أخرى أقل خصوصية كما عرض ال (‪)CIM10, 1992‬‬
‫بدوره ثالث اضطرابات أساسية وهي‪:‬‬
‫"رد الفعل الحاد لعامل ضغط" (‪ )Réaction aigue a un facteur de stress‬وهو مرتبط باالستجابة المباشرة لعامل‬
‫الضغط و حالة ضغط ما بعد الصدمة ( ‪ )Ètat de stress post traumatique‬و"التغير المزمن للشخصية عقب خبرة‬
‫كارثية ‪" )Modification durable de la personnalité après une expérience de catastrophe(.‬‬
‫‪-‬المعايير التشخيصية ل ‪ DSM4‬لالضطرابين المذكورين اعاله‪:‬‬
‫‪1.‬اضطراب الكرب ما بعد الرضح ‪Post-traumatic stress disorder :‬‬
‫‪ A.‬تعرض الشخص لحادث رضحي مع وجود كل مما يلي‪:‬‬
‫(‪1‬أن يكون الشخص خضر أو شهد أو واجه حادث أو حوادث تضمنت موتا فعليا أو تهديدا بالموت أو أذى خطير" أو‬
‫تهديد السالمة الجسدية للذات أو لألخرين‪.‬‬
‫(‪2‬أن تكون استجابة الشخص قد تضمنت الخوف الشديد أو العجز أو الترويع‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬قد يعبر عن ذلك عند األطفال بسلوك مشوش أو سلوك متهيج‪.‬‬
‫‪B.‬استعادة خبرة الحادث الرضحي بشكل مستديم بطريقة (أو أكثر) من الطرق التالية‪:‬‬
‫(‪1‬تذكرات مكربة إقحامية معاودة للحدث بما في ذلك الصور أو األفكار أو اإلدراكات‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬قد يحدث عند األطفال الصغار لعب تكراري يعبر من خالله عن مواضيع أو نواحي الرضح‪.‬‬
‫(‪2‬أحالم مكربة معاودة عن الحادث‬
‫‪ .‬مالحظة‪ :‬عند األطفال؛ قد يكون هناك أحالم مخيفة بدون التعرف على محتواها‪.‬‬
‫(‪3‬التص رف او الش عور كم ا ل و أن الح ادث الرض حي يع اود الح دوث (ويش مل ذل ك الش عور بإع ادة إحي اء الخ برة؛‬
‫واإلخاالت واألهالسات ونوبات تفارقية استعادية؛ بما في ذلك تلك التي تحدث عند االستيقاظ أو عند االنسمام‪(.‬‬
‫مالحظة‪ :‬قد يحدث عند األطفال الصغار إعادة تمثيل خاصة بالرضح‪.‬‬
‫(‪ 4‬ضائقة نفسية شديدة عند التعرض إلشارات داخلية أو خارجية والتي ترمز أو تشابه أحد أوجه الحادث الرضحي‪.‬‬
‫(‪ 5‬عودة الفعالية النفسية عند التعرض إلشارات داخلية أو خارجية ترمز أو تشابه أحد أوجه الحادث الرضحي‪.‬‬
‫‪C.‬تجنب مستديم للمثيرات المصاحبة للرضح وتخدير ‪ Numbing‬االستجابة العامة (غير الموجودة قبل الرضح) كما‬
‫يستدل على ذلك من ثالثة (أو أكثر) من التظاهرات التالية‪:‬‬
‫(‪1‬جهود لتجنب األفكار أو االحساسات أو األحاديث التي صاحبت الرضح‪.‬‬
‫(‪2‬جهود لتجنب األنشطة أو األماكن أو األشخاص الذين يثيرون تذكرات الرضح‪.‬‬
‫(‪3‬العجز عن تذكر جانب هام من الرضح‪.‬‬
‫(‪4‬انخفاض االهتمام أو المشاركة الواضحين في أنشطة مهمة‪.‬‬
‫(‪5‬الشعور باالنفصال أو الغربة عن اآلخرين‪.‬‬
‫(‪6‬تضييق المجال الوجداني (مثل العجز عن امتالك مشاعر محبة‪(.‬‬
‫(‪7‬إحساس بتقاصر المستقبل (مثال‪ :‬ال يتوقع أن يحصل على مهنة أو أن يتزوج أو أن يكون لديه أطفال أو أن يكون‬
‫لديه مدى حياة طبيعي‪(.‬‬
‫‪ D.‬أع راض مس تديمة من ازدي اد اإلث ارة واليقظ ة "‪( "Arousal‬لم تكن موج ودة قب ل الرض ح)‪،‬كم ا يس تدل عليه ا من‬
‫اثنين (أو أكثر) مما يلي‪:‬‬
‫(‪1‬صعوبة الولوج في النوم أو المحافظة عليه‪.‬‬
‫(‪2‬استثارة أو انفجارات غضب‪.‬‬
‫(‪3‬صعوبة التركيز‪.‬‬
‫(‪4‬فرط التيقظ ‪Hyper Vigilance.‬‬
‫(‪5‬استجابة إجفال مبالغ فيها‪.‬‬
‫‪ E.‬مدة االضطراب) األعراض في المعايير (‪B.C.D‬أكثر من شهر‪.‬‬
‫‪ F.‬يس بب االض طراب ض ائقة مهم ة س ريريا أو اختالال في األداء االجتم اعي أو المه ني أو مج االت هام ة أخ رى من‬
‫األداء الوظيفي‪.‬‬
‫حدد إذا كان‪:‬‬
‫حادا‪ :‬إذا كانت مدة األعراض أقل من ‪ 3‬أشهر‪.‬‬
‫مزمنا‪ :‬إذا كانت مدة االعراض أكثر من ثالث أشهر‪.‬‬
‫حدد إذا كان‪:‬‬
‫مع بدء مت أخر‪ :‬إذا بدأت االعراض بعد ‪ 6‬أش هر على األق ل من بعد التعرض للعامل المكرب‪( .‬جمعي ة الطب النفسي‬
‫األمريكية ‪ 2004،‬ص ص ‪(114 - 113‬‬
‫‪2.‬اضطراب الكرب الحاد ‪Acute Stress Disorder:‬‬
‫‪ A.‬تعرض الشخص لحادث رضحي يتواجد فيه كل مما يلي‪:‬‬
‫(‪1‬أن يكون الشخص خبر أو شهد أو واجه حادث أو حوادث تضمنت موتا فعليا أو تهديدا بالموت" أو أذى خطير أو‬
‫تهديد السالمة الجسدية للذات أو لألخرين‪.‬‬
‫(‪2‬أن تكون استجابة الشخص قد تضمنت الخوف الشديد أو العجز أو الترويع‪.‬‬
‫‪B.‬حدث لدى الشخص إما أثناء مروره بالخبرة أو بعد خبرة الحادث المكرب ثالثة (أو أكثر) من األعراض التفارقية‬
‫التالية‪:‬‬
‫(‪1‬االحساس الذاتي بخدر أو انفصال أو غياب االستجابة االنفعالية‪.‬‬
‫(‪2‬انخفاض في وعي المحيط (مثل أن يكون في ذهول (في شدة‪( DAZE(.‬‬
‫(‪3‬تبدد الواقع‪.‬‬
‫(‪4‬تبدد الذات‪.‬‬
‫(‪5‬نساوة تفارقية (أي العجز عن تذكر وجه هام من أوجه الرضح‪(.‬‬
‫‪C.‬اس تعادة خ برة الح ادث الرض حي بش كل مس تديم بطريق ة أو أك ثر من الط رق التالي ة‪ :‬ص ور مع اودة‪ ،‬أفك ار‪ ،‬أحالم‪،‬‬
‫إخاالت‪ ،‬نوبات استعادية أو إحساس بإعادة إحياء الخبرة‪ ،‬أو ضائقة عند التعرض لتذكرات الحادث الرضحي (ما يذكر‬
‫به)‪.‬‬
‫‪D.‬تجنب واض ح للمث يرات ال تي تس تدعي ت ذكرات الرض ح (مث ل األفك ار‪ ،‬المش اعر‪ ،‬األح اديث‪ ،‬األنش طة‪ ،‬األم اكن‪،‬‬
‫الناس‪(.‬‬
‫‪E.‬أعراض واضحة من القلق أو تزايد اليقظة (مثل صعوبة النوم‪ ،‬االستثارة‪ ،‬ضعف التركيز‪ ،‬فرط التيقظ‪ ،‬استجابة‬
‫إجفال مبالغ فيها‪ ،‬زلزال حركي‪(.‬‬
‫‪ F.‬يس بب االض طراب ض ائقة مهم ة س ريريا أو اختالال في األداء االجتم اعي أو المه ني أو مج االت هام ة أخ رى من‬
‫األداء ال وظيفي أو أن االض طراب يخ ل (يض ر) بق درة الف رد على متابعة مهم ة ض رورية‪ ،‬مث ل الحص ول على مس اعدة‬
‫ضرورية أو تعبئة الموارد الشخصية تنقيلها (‪ )Mobilizing‬بإخبار أفراد األسرة عن الخبرة الرضحية‪.‬‬
‫‪G.‬يس تمر االض طراب ي ومين على األق ل و‪ 4‬أس ابيع كح د أقص ى وه و يح دث في غض ون ‪ 4‬أس ابيع من الح ادث‬
‫الرضحي‪.‬‬
‫‪H.‬ال ينجم االضطراب عن تأثيرات فيزيولوجية مباشرة لمادة (مثل‪ :‬سوء استخدام عقار تناول دواء) أوعن حالة طبية‬
‫عامة‪ ،‬وال يعلله اضطراب ذهاني وجيز وهو ليس مجرد تفاقم الضطراب على المحور ‪ I‬أو ‪ II‬موجود سابقا) ‪.‬جمعية‬
‫الطب النفسي األمريكية‪ ،2004 ،‬ص ص ‪(115 -114‬‬
‫‪-‬االض طرابات ال تي وص فت من ط رف منظم ة الص حة العالمي ة (‪ )OSM‬في تص نيفها الع المي العاش ر لألم راض‪(: ‬‬
‫‪ )CIM10‬‬
‫‪1.‬رد الفعل الحاد لعامل ضغط‪Réaction aigue a un facteur de stress: ‬‬
‫ه و اض طراب ع ابر تتظ اهر أعراض ه آني ا في خالل الس اعة ال تي تلي المجابه ة) المعي ار( ‪ ،B‬بعد مجابه ة عام ل ضغط‬
‫نفسي أو جسمي خاص) المعيار (‪A‬وتتوزع االعراض) المعيار (‪C‬على مجموعتين‪:‬‬
‫‪-‬معيار(‪ )1‬تستجيب االعراض للمعايير ‪ B‬و ‪ C‬و ‪ D‬للقلق المعمم ‪)F41.1(.‬‬
‫‪-‬معيار (‪ )2( )a‬انطواء بالنسبة للتفاعالت االجتماعية المنتظرة‪.‬‬
‫‪ )b(-‬ضيق مجال الوعي أو االنتباه‪.‬‬
‫‪ )c(-‬شرود واضح ‪.‬‬
‫‪ )d(-‬غضب او عدوانية لفظية‪.‬‬
‫‪ )e(-‬يأس أو فقدان األمل‪.‬‬
‫‪ )f(-‬ازدياد نشاط عشوائي أو بدون هدف‪.‬‬
‫‪ )g(-‬كرب (‪ )Affiction‬غير متحكم فيه ومجاوز للحد (مع األخذ بعين االعتبار معايير الثقافة) ‪ .‬وباإلمكان تحديد‬
‫شدة رد الفعل الحاد لعامل الضغط باستعمال الرموز‪:‬‬
‫‪43.00‬خفيف‪ :‬يستجيب فقط للمعيار (‪)1‬‬
‫‪43.0‬متوسط‪ :‬يستجيب للمعيار (‪ ،)1‬مع حضور عرضين على األقل من المعيار (‪)2‬‬
‫‪43.02‬شديد‪ :‬سواء يستجيب للمعيار (‪ ،)1‬مع حضور أربع أعراض على األقل من المعيار (‪ ،)2‬أو يستجيب للمعايير‬
‫[‪ ]A,B,C‬لفقدان الوعي التفارقي وهي‪:‬‬
‫‪]A:‬االستجابة للمعايير العامة الضطراب تفارقي [(‪)F44‬‬
‫‪]B:‬تناقض جد مالحظ أو غياب للحركات اإلرادية واللغة وردود الفعل العادية للضوء للضجيج وألمس [‬
‫‪]C:‬المظه ر التنفس؛ والق وة العض لية تبقى عادي ة (وه ذا ينطب ق غالب ا على تنس يق حرك ات عدس ة العين) ‪La‬‬
‫‪coordination [des mouvements oculaire‬‬
‫‪-‬تبدا االع راض في التن اقص في خالل ‪ 8‬س اعات إذا ك ان عام ل الضغط ع ابرا أو باإلمك ان إبطال ه أما إذا بقي نش طا‬
‫فتب دا األع راض في التن اقص في خالل ال ‪ 48‬س اعة) المعي ار (‪ D‬وأخ يرا ينص المعي ار ‪ )E( -‬وه و معي ار مرتب ط‬
‫باستبعاد االضطرابات األخرى من أجل التشخيص‪ -‬على‪:‬‬
‫الغي اب الح الي الي اض طراب عقلي أو س لوكي آخ ر موص وف داخ ل ‪ CIM10‬وخاص ة القل ق المعمم (‪ )F41.1‬أو‬
‫اض طراب الشخص ية (‪ ،)F60‬كم ا ال ينبغي أن ي أتي االض طراب في خالل الثالث أش هر األولى ال تي تلي نهاي ة نوب ة‬
‫اضطراب عقلي أو سلوكي آخر‪.‬‬
‫‪2.‬حالة ضغط ما بعد الصدمة‪État de stress post traumatique: ‬‬
‫‪A.‬مواجه ة قص يرة أو ممت دة لوض عية أو لح ادث ض اغط ذو ط ابع مه دد أو ك ارثي‪ ،‬من ش انه أن يح رض أع راض‬
‫واضحة للكرب لدى أغلبية األشخاص‪.‬‬
‫‪B.‬استرجاع أو إعادة معايشة العامل الضاغط بشكل مستديم؛ كما يشهد على ذلك‪ :‬إعادة المعايشات اإلقحامية‬
‫(‪ ، )Flash-Backs‬تذكرات مكرب ة‪ ،‬أحالم مع اودة (تكراري ة) أو الش عور بالضيق عن دما يتع رض الش خص لوض عيات‬
‫مشابهة للعامل الضاغط أو مرتبطة به ‪.‬‬
‫‪C.‬تجنب أو ميل للتجنب ‪ -‬غير موجود قبل التعرض لعامل الضغط للوضعيات المشابهة لعامل الضغط أو المرتبطة‬
‫به‪.‬‬
‫‪D.‬سواء (‪ )1‬أو‪)2(: ‬‬
‫‪)1(:‬عجز جزئي أو كلي عن تذكر أوجه مهمة من فترة التعرض لعامل الضغط‪.‬‬
‫‪)2(:‬حض ور الع راض مس تديمة تع تر عن ازدي اد اإلث ارة النفس ية وف رط اليقظ ة ‪ -‬غ ير موج ودة قب ل التع رض لعام ل‬
‫الضغط كما يشهد على ذلك حضور تظاهرتين على األقل من التظاهرات التالية‪:‬‬
‫(‪)a‬صعوبة الدخول في النوم أو االستمرار فيه‪.‬‬
‫(‪)b‬تهيج أو نوبات غضب‪.‬‬
‫(‪)c‬صعوبة التركيز‪.‬‬
‫(‪)d‬فرط التيقظ‪.‬‬
‫(‪)e‬استجابة انتفاظ (‪ )Sursaut‬مبالغ فيها‪.‬‬
‫‪E.‬قدوم المعايير ‪ B‬و ‪ C‬و ‪ D‬في خالل الستة أشهر التي تلي العامل الضاغط أو نهاية مرحلة ضغط وباإلمكان هنا‬
‫تض مين ب دء مت أخر ألك ثر من س تة أش هر إذا كن ا نتعقب أه داف خاص ة (في ه ذه الحال ة يجب أن تك ون ه ذه األخ يرة‬
‫واضحة بشكل محدد (‪(. )Vila, 1999, p p 31‬‬
‫‪3.‬التغ ‪LL‬ير الم ‪LL‬زمن للشخص ‪LL‬ية عقب خ ‪LL‬برة كارثي ‪LL‬ة ‪Modification durable de la personnalité après‬‬
‫‪une :expérience de catastrophe‬‬
‫‪A.‬دلي ل ق اطع (باالس تناد إلى الس وابق الشخص ية أو إلى ش هود مهمين) على تغ ير ظ اهر ومس تمر للش خص في ط رق‬
‫إدراكه‪ ،‬عالقاته وتفكيره المرتبطة بنفسه وبالمحيط بعد التعرض لضغط كارثي (مثال‪ :‬خبرة معاشة في معتقل‪ ،‬تعذيب‬
‫كارثة وتعرض ممتد لوضعيات تحمل خطرا حيويا)‪.‬‬
‫‪B.‬يكون التغير في الشخصية مهما ويعرض صفات غير مرنة وسيئة التوافق؛ يعبر عنها من خالل حضور تظاهرتين‬
‫على األقل مما يلي‪:‬‬
‫(‪)1‬تصرف مستديم بعدائية وبحذر اتجاه العالم لدى شخص لم تكن لديه مثل هذه الصفات سابقا‪.‬‬
‫(‪)2‬انسحاب اجتماعي (تجنب التواصل مع أشخاص آخرين غير بعض األقارب الذين يعيش معهم الشخص) غير ناتج‬
‫عن اضطراب عقلي آخر راهن‪ ،‬مثال‪ :‬اضطراب المزاج‪.‬‬
‫(‪)3‬شعور ثابت بالفراغ أو بفقدان األمل غير محصور بنوبة منعزلة الضطراب المزاج‪ ،‬وغائب قبل التعرض لخبرة‬
‫الض غط الك ارثي ‪،‬وق د يك ون ه ذا مص حوبا بتبعي ة مفرط ة لآلخ رين ب العجز عن التعب ير عن مش اعر س لبية أو عدائي ة‬
‫وبمزاج اكتئابي مزمن من دون اضطراب اكتئابي معروف قبل التعرض للضغط الكارثي‪.‬‬
‫(‪)4‬ش عور دائم بكون ه "مع رض لألذى ( ‪ ،" )être sur la brèche‬أو الش عور بالتهدي د دون س بب خ ارجي مؤك د من‬
‫خالل يقظ ة مفرط ة وتهيج (اس تثارة) ل دى ش خص لم تكن لدي ه مث ل ه ذه الص فات س ابقا وق د تك ون ه ذه الحال ة من ف رط‬
‫اليقظ ة الم زمن؛ اإلجه اد ال داخلي والش عور بالتهدي د مص حوبة بمي ل لتعاطي الكح ول بص ورة مج اوزة للحد‪ ،‬أو بتع اطي‬
‫مكونات أخرى من المنشطات النفسية‪.‬‬
‫(‪)5‬ش عور دائم ب التغير أو بكون ه مختل ف عن اآلخ رين (بكون ه غريب ا)‪ ،‬وق د يك ون ه ذا الش عور مص حوبا بخ برة خ در‬
‫انفعالي‪.‬‬
‫‪C.‬يت داخل التغ ير بص ورة هام ة م ع األداء ال وظيفي الشخص ي في الحي اة اليومي ة؛ أو يك ون س ببا للمعان اة الشخص ية أو‬
‫يكون له عواقب وخيمة على المحيط االجتماعي‪.‬‬
‫ط ْؤ ر تغ ير الشخص ية بع د الخ برة الكارثي ة؛ وال ينبغي وج ود س وابق الض طراب‪ ،‬أو تف اقم لص فات الشخص ية‬
‫‪ُD.‬ي َ‬
‫الراشدة‪ ،‬أو اضطراب الشخصية أو النمو في خالل الطفولة أو المراهقة‪ ،‬والتي من شأنها أن تشرح صفات الشخصية‬
‫الراهنة‪.‬‬
‫ض تغير الشخصية على األقل منذ سنتين‪ ،‬وال ينبغي أن يكون مرتبطا بنوبات اضطراب عقلي (وخاصة بحالة‬
‫‪ُE.‬ي ْع َر ُ‬
‫ضغط ما بعد ‪ -‬الصدمة) وال يكون ناجما عن خلل (‪ )Lésion‬أو مرض دماغي‪.‬‬
‫‪F.‬غالب ا م ا يك ون تغ ير الشخص ية ال ذي يس تجيب للمع ايير الم ذكورة أعاله مس بوقا بحال ة ض غط م ا بع د الص دمة (‬
‫‪ ، )F43.1‬وقد تكون أعراض هاتين الحالتين مترابطة‪ ،‬وقد يكون تغير الشخصية نتيجة للتطور المزمن لحالة ضغط ما‬
‫بعد ‪ -‬الصدمة؛ ومع ذلك فتشخيص التغير المزمن للشخصية ال يتم وضعه في هذه الحالة‪ ،‬فعالوة على أن حالة ضغط‬
‫م ا بع د الص دمة تس تمر في خالل ع امين على األق ل‪ ،‬هنال ك ف ترة إض افية وهي ع امين على األق ل لتكتم ل في خالله ا‬
‫المعايير المذكورة اعاله‪.‬‬
‫(‪)Vila, 1999, p p 32-33‬‬

‫‪8/‬آثار وتبعات الصدمة النفسية ‪:‬‬


‫إن تعرض الفرد إلى حدث صدمي مهما كانت طبيعته وشدته يخلف وراءه آثار نفسية وجسدية وعالئقية بالغة األهمية‬
‫ولكون هذا الحادث يتميز بالفجائية والشدة فقد نميز الكثير من األعراض واالضطرابات الناتجة عنه والتي نذكر منها ‪:‬‬

‫أ‪ -‬الحاالت الناقصة‪Les cas incomplets: ‬‬


‫هي الح االت تب دو ظاهري ا أنه ا تعكس تبع ات وآث ار للص دمة النفس ية أين المرض ى يق دمون ج دوال إكلينيكي ا لع رض‬
‫التك رار دون المس اس بشخص ية الف رد المص دوم‪ ،‬حيث ال يظه ر الس لوك التجن بي وال ي تراجع النش اط في ش كله الع ام‬
‫للجهاز العصبي اإلعاشي كأهم مجموعات عرضية في الدليل التشخيصي اإلحصائي ‪DSM4.‬‬
‫ب‪ -‬الحاالت الغير النمطية ‪Les cas Atypiques:‬‬
‫هي الحاالت الصدمية التي ال يظهر على مستواها تناذر الكرار‪ .‬فقد تظهر أعراض أخرى كاألعراض نفسو عصابية‬
‫مستعارة من الجدول اإلكلينيكي الخاص بالهستيريا سيما الحروب؛ إضافة إلى بعض األعراض النفسو جسدية التي تأخذ‬
‫مك ان التعب ير اللغ وي والش فوي للمص ابين ال ذين يفق دون الق درة على التعب ير عن المع اش الص دمي لعج زهم عن التعب ير‬
‫االنفعالي؛ فتتفجر األعراض النفسو جسدية كتفريغ أو كمخرج تعويضي وهذا ما يعرف بالعصابات الجسدية‪.‬‬
‫ج‪ -‬التبعات الذهانية ‪Les séquelles psychotiques:‬‬
‫تظه ر التبع ات الذهاني ة بع د التع رض لح دث ص دمي يتم يز بالفجائي ة في غ الب األحي ان كاس تجابات م ا بع د ص دمية ‪:‬‬
‫كالهذيانات والنفحات الهذيانية قد تفجرها صدمة انفعالية‪ ،‬فهي حاالت قصيرة المدة على عكس حاالت الذهان االستجابية‬
‫المزمن ة وال تي تتعل ق ب ذهان ذاتي المنش أ حيث ال يج د نفس ه مهي أ لفجائي ة الص دمة النفس ية‪ ،‬كواق ع مف روض علي ه فال‬
‫يس تطيع توظي ف ال دفاعات المناس بة في ال وقت المناس ب فيلج ا إلى دفاع ات اس تعجالية من نم ط ذه اني; كاله ذيانات‬
‫والهالوس بأنواعه ا‪ :‬البص رية‪ ،‬الس معية و الس معية البص رية‪ ،‬كس يرورات للتكي ف الم ؤقت لح االت الهل ع وال ذهول التي‬
‫يتعرض له الفرد ‪( .‬مدبولي‪ ،1995 ،‬ص‪)628‬‬
‫د‪ -‬التبعات المؤقتة ‪Les séquelles éphémères:‬‬
‫تضم هذه الحاالت معظم االضطرابات االنتقالية والتي تتمثل في أعراض التكرار حاالت الهروب‪ ،‬اليقظة المفرطة‪،‬‬
‫وكذا صعوبات النوم واالضطرابات الخوافية والتي الحظها ‪ L.Crocq‬بعد عشرات األيام لدى ضحايا اإلرهاب في سنة‬
‫‪ ،1986‬إال أنه ا ال ت دخل ض من الج دول العي ادي للعص اب الزم ني وال في اض طراب الض غوط التالي ة للص دمة لزواله ا‬
‫لمدة قصيرة‪.‬‬
‫ه‪ -‬الحاالت دون تبعات ‪Les cas sans séquelles :‬‬
‫يتعلق األمر بحاالت مرضية ما بعد صدمية قابلة للتحسن والشفاء‪ ،‬تتميز غالبا باستجابات نمطية تسيطر فيها أعراض‬
‫نفس و فيزيولوجي ة‪ :‬كس رعة نبض ات القلب‪ ،‬ش حوب ونوب ات بك اء وغيره ا والتي يمكن تصنيفها كح االت ضغط م ا بعد‬
‫الصدمة في شكلها العيادي(‪. )Crocq , 2000, p p 62-63‬‬

‫‪9/‬التكفل النفسي عقب الصدمة و كيفية عالجها‪:‬‬


‫‪1-‬التكفل النفسي عقب الصدمة ‪:‬‬
‫التكفل النفسي يكون تبعا لمراحل ردود الفعل النفسية عقب الصدمة؛ ويمكن تقسيمها عموما إلى مراحل ‪:‬‬
‫أ‪ /‬المرحلة األولى االستعجالية‪:‬‬
‫وهي مرحلة اإلنذار وحالة االستنفار النفسية مع العلم أن تدخل المختصين النفسانيين لوحده في موقع الكارثة وفي نفس‬
‫الفترة له وزن من ناحية التخفيف من الضغط النفسي لدى المصابين‪ .‬هذه الفترة العصبية تتطلب رابطة اتصال وتبادل‬
‫م ع المص اب‪ ،‬بعض األطب اء النفس انيين ينص حون أيض ا بتق ديم أدوي ة معدل ة للم زاج‪ ،‬عن دما يبل غ القل ق م داه وه ذا مهم‬
‫للتخفيف من حدة االنفعاالت‪.‬‬
‫ب‪ /‬المرحلة قريبة األمد (الشهر األول) ‪:‬‬
‫وهي مرحلة المقاومة بتطوير وسائل دفاعية وتوظيف السلوكات والمعارف المكتسبة وهي مرحلة حاسمة؛ أنه خاللها‬
‫يتمكن الفرد من قهر الضغط النفسي الذي أرغمه ويتكيف مع الواقع؛ وإ ذا لم يتمكن من السيطرة على الضغط النفسي‬
‫ال ذي يتول د من ف ترة إلى أخ رى م ع نف اذ ق وة الوس ائل الدفاعي ة الذاتي ة وتحوله ا إلى عوام ل مدعم ة لديموم ة األع راض‬
‫المضطربة عندما نبدأ الحالة المرضية‪.‬‬
‫ج‪ /‬المرحلة بعيدة األمد (بعد شهر إلى مدة سنوات)‪:‬‬
‫هي مرحلة اإلنهاك نظرا لعدم التكيف وواقع الكارثة ونتائجها الوخيمة المعنوية منها والمادية؛ مما يؤدي إلى استمرار‬
‫معايشة الحدث الصدمي وترسخ الجسم الغريب في النفس؛ فحاالت القلق والضغط النفسي تؤدي إلى اضطرابات نفسية‬
‫مختلفة يمكن أن تصل إلى حد الكآبة واالنتحار أو إلى مرض تستلزم عالج نفسي يشرف عليه األخصائي اإلكلينيكي أو‬
‫الطبيب النفسي‪)Crocq, 1998, p 100( .‬‬
‫‪2-‬عالج الصدمة النفسية‪:‬‬
‫أ‪ /‬العالج بالتنويم بواسطة البانتوتال ‪Pentothal:‬‬
‫استخدم هذا العالج في الحرب العالمية الثانية وهو من مركبات البربيتورات ‪ Barbiturates‬زرقاء في الوريد إلحداث‬
‫التنويم النصفي‪ ،‬أي ما يسمى بالغش التنويمي في معالجة الصدمة النفسية إذ يكون المصاب في حالة بين النوم و اليقظة‬
‫وفي أثن اء ه ذه العملي ة يطلب من المن وم أن يس ترجع ذاكرت ه و وص ف الحادث ة الراهن ة بك ل تفاص يلها أي إع ادة أحي اء‬
‫الحادث ة الراهن ة وم ا رافقه ا من انفع االت ومخ اوف ص احبت التع رض له ا‪ ،‬وتش جيعه على تفريغ انفع االت ه و تخيالت ه‬
‫وأفك اره الحبيس ة بأقص ى م ا يس تطيع؛ وه ذا م ا يس مى ب التفريغ االنفع الي ‪ abréaction‬تحت ت أثير الن وم الب اربيتوري‪,‬‬
‫وثبت أن مثل هذا التفريغ يخفف إلى حد كبير أعراض الصدمة ويلجأ إلى هذا النوع من العالج بوصفه عالجا اسعافيا‬
‫أثناء الحروب‪.‬‬
‫ب‪ /‬إزالة الوصف النفسي بواسطة تحريك العينين‪:‬‬
‫طريق ة حديث ة في العالج بواس طة تحري ك العي نين‪ ،‬تق وم على أن الم رض النفس ي يعط ل آلي ة تمث ل المعلوم ات الراهن ة‬
‫المخزن ة‪ ،‬بحيث ينفي الم رض النفس ي مخزن ا في ش بكة عص بية معين ة بمع زل عن الش بكات العص بية األخ رى‪ ،‬فتح دث‬
‫أعراض المرض النفسي‪ ،‬بواسطة تحريك المفحوص لعينيه وفق طريفة معينة يتم إصالح آلية تمثل المعلومات الراهنة‬
‫(التي تستقبل بالتغيير الطبي) وتعود الشبكة العصبية المعزولة بسرعة في األوساط العالجية النفسية‪( .‬الحجاز‪،2000 ،‬‬
‫ص‪)123‬‬
‫ج‪ /‬العالج السلوكي‪:‬‬
‫وتتخلص افتراضات النظرية في العالج السلوكي في أن استجابة المريض لذكريات الحوادث الصدمية هي التي تنتج‬
‫المظاهر األولية الضطرابات الضغوط التالية للصدمة‪ ،‬كما افترض أن المالمح الثانوية لهذه االضطرابات تسبب شكل‬
‫مباش ر أو غ ير مباش ر في وج ود فع ل الم رض له ذه ال ذكريات ومن ثم ف إن ت ذكر الم ريض للح ادث الص دمي ه و ب ؤرة‬
‫االهتم ام في الم دخل الس لوكي لعالج ه ذا االض طراب‪ ،‬وبالت الي ف إن اس تعادة ذكري ات الص دمية‪ ،‬واس تعادة الش خص‬
‫لمشاعر استجابة وردود أفعاله إزاء تلك األحداث يساعد في تخفيف قلقة وتوتره وتأثره بها‪.‬‬
‫د‪ /‬العالج بالعجز‪:‬‬
‫ويعتمد العالج ب العجز على تقديم تخي ل الح ادث الص دمي ال ذي واج ه الم ريض‪ ،‬ويح دث ذل ك متك رر في الدرج ة ال تي‬
‫يصبح فيها المنظر الصدمي غير مثير لمستويات مرتفعة من القلق و بالتالي يمكن مساعدة المريض على تخيل الحدث‬
‫الصدمي بصورة متكررة حتى يصبح تذكره أو استعادته أمر غير مقلق للمريض و يعتمد هنا العالج على ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬التدريب على االسترخاء‪.‬‬
‫‪-‬التدريب على التخيل السار(المفرح)‪.‬‬
‫ه‪ /‬العالج االنفجاري‪:‬‬
‫و يعتمد على ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬إعادة تحديث الحدث حتى يكتس ب معنى منسقا في هذا العالمي كان نبين للمريض حجم هذا الحدث ومدى تكراره‬
‫وأثاره المفيدة من الجانب األخر ‪.‬‬
‫‪-‬إيجاد معنى فرض في هذه الخبر‪.‬‬
‫‪-‬تغيير سلوك المساعدة الفرد على منع الحادث من أن يعاود الحدوث؛ بان نتحدث معه عن كيفية االستعداد لمثل هذه‬
‫الحوادث و كيفية اتخاذ االحتياطات والتدريبات الالزمة لمواجهة مثل هذه األزمات‪.‬‬
‫‪-‬البحث عن المساندة االجتماعية‪.‬‬
‫و‪ /‬العالج الجماعي‪:‬‬
‫يتض من العالج الجم اعي مجموع ة من المرض ى ال ذين يش تركون في االض طرابات ذات ه باإلض افة إلى المع الج بطبيع ة‬
‫الحال‪ ،‬حيث يتحدث كل فرد عن الحادث وأثره عليه في حضور أقرانه و المعالج النفسي‪ ،‬وفيها مميزات من أهمها أنهم‬
‫يتش اركون بعض هم بعض الخ برات ذاته ا‪ ،‬ويتقاس مون المش كالت عينه ا‪ ،‬ويق دمون س ندا انفعالي ا لبعض هم البعض كم ا‬
‫يستخدم في عالج اضطراب الضغوط التالية للصدمة‪)Crocq, 1998, p 10( .‬‬

‫خالصة ‪:‬‬
‫وختاما نستنتج من بحثن ا ان مظاهر و اعراض الصدمة النفسية تتشكل م ع العديد من االضطرابات المصاحبة و التي‬
‫كما سبق ذكرها قد تكون موجودة اساسا ضمن اضطراب في البنية او قد تكون انتظرت مناسبة الصدمة للظهور ‪ ،‬او‬
‫ان الص دمة ق امت بتح ريض المكون ات‪ ،‬ك ل ه ذا يجع ل من الص عب ض بط الج دول العي ادي له ا س واء بالنس بة للطف ل او‬
‫الراشد و يمكن أن نق ول أن الص دمة النفس ية حادث ة قوي ة تترك لدى الف رد أثارا ال تمحى م دى الحي اة و ذل ك نتيج ة لما‬
‫يتعرض له الفرد من ض غوطات و مشاكل خطيرة تثق ل عاتق ه و تفك يره و ال يستطيع التكي ف و التعامل معه ا و كذلك‬
‫التخلص منها‪ ،‬و هذا ما يجعله يعاني من التوتر و االنفعاالت الزائدة التي تخلف من ورائها عواقب وخيمة تؤدي الى‬
‫اضطرابات مختلفة‪.‬‬
: ‫المراجع العربية‬
.‫ الكويت‬،‫ دار اقرأ‬،‫ الصدمة النفسية‬:)2006( ‫ أحمد محمد عبد الخالق‬1.
.‫ االردن‬،‫ عمان‬،‫ دار اليازوري العلمية‬،‫ االزمة النفسية‬:)2019( ‫الجنابي صاحب عبد مرزوك‬2.
.‫ لبنان‬،‫ بيروت‬،‫ دار النفايس‬،‫ الوجيز في فن العالج السلوكي‬: )2000( ‫الحجاز محمد حمدي‬3.
.‫ مصر‬،‫ القاهرة‬،‫ مكتبة مدبولي‬،4‫ ط‬،‫ المجلد الثالث علم النفس‬: )1996( ‫ الحنفي عبد المنعم‬4.
‫د‬LL‫ا بع‬LL‫رب م‬LL‫طرابات ك‬LL‫ية و اض‬LL‫دمة النفس‬LL‫املي لعالج الص‬LL‫ل علمي تك‬LL‫ دلي‬: )2019( ‫ الص بوة محم د نجيب أحم د‬5.
.‫ مصر‬،‫ القاهرة‬،‫ مكتبة االنجلو المصرية‬،‫الصدمة‬
،‫ ب يروت‬،‫ دار النهض ة العربي ة‬،‫ الصدمة النفسية علم النفس الحروب و الكوارث‬: )1991( ‫ النابلسي محمد أحم د‬6.
.‫لبنان‬
‫ مرجع سريع الى المعايير التشخيصية من الدليل‬:)2004( ‫ ترجمة تيسير حسون‬، ‫ جمعية الطب النفسي االمريكية‬7.
.‫ سوريا‬،‫ دمشق‬،4-‫التشخيصي و اإلحصائي المعدل لالمراض العقلية‬
.‫ لبنان‬،‫ بيروت‬،‫ دار الفرابي‬، ‫ الصدمة النفسية أشكالها العيادية و أبعادها الوجودية‬: )2006( ‫عدنان حب اهلل‬8.
،‫ سيكولوجيا الحروب و الكوارث و دور العالج النفسي اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة‬:)1999( ‫ يعقوب غسان‬9.
.‫ لبنان‬،‫ بيروت‬،‫دار الفرابي‬

:‫المراجع االجنبية‬
1. American Psychiatric Association APA (2013) : Diagnostic and Statistical Manual of
Mental Disorders fifth edition (DSM5) , American Psychiatric Publishing, Washington,
London, England.
2. Barois Claude (1998) : Les névroses traumatique, 2éme éd, Paris, France.
3. L.Crocq (1998) : La cellule d'urgence médico-psychologique.
4. L.Crocq (2000): Aspect National du trauma, n2-3, Algérie .
5. M.Bovard , J.Cottaux (2003): Les Echelles d'évaluations en psychiatrie et en
psychologie pratique et en psychothérapie, 3éme éd, Paris, France.
6. Michel De Clerq, Francois Lebigot (2001): Les traumatismes psychiques, Paris, France.
7. N.Sillamy (1998): Dictionnaire de la psychologie, Bordas, Paris, France.
8. Pierre Marty (1979) : Les mouvements individuels de vie et de mort Essai d'économie
psychosomatique, Paris, France.
9. Van der Kolk, (2014): The body keeps the score: Brain, mind, and body in the healing
of trauma, Penguin Books.
10. Vila.G et autres (1999) : L'enfant victime d'agression état de stress post-traumatique
chez l'enfant et l'adolescent, Paris, France.
‫أعضاء الفوج‪:‬‬
‫‪ -‬بونور سرين‬
‫‪ -‬بومازة نعيمة‬
‫‪ -‬بن جميل نسرين‬
‫‪ -‬مساعدي يوسف إسالم‬

You might also like