You are on page 1of 81

‫اضطراب ما بعد الصدمة‬

‫اضطراب ما بعد الصدمة ‪ PTSD‬هو اضطراب قلق ينجم عن التعرض‬


‫لحدث صادم ‪ .‬ويتعرض قسم كبير من الفلسطينيين ألحداث صادمة يصل‬
‫بعضها إلى حدد تهديد الحياة ‪ ،‬وقد تشمل هذه األحداث اعتداءات‪ :‬إرهابية ‪،‬‬
‫وحوادث سيارات ‪ ،‬أو اعتداءات‪ :‬عنيفة ‪ ،‬أو اعتداءات جنسية أو مرض‬
‫يصيب احد أفراد األسرة وكثير غيرها ‪ ,‬فالمرور بوضع كهذا أو مشاهدته‬
‫ينكشف من خطوط جانبية يخلق في العديد منا مشاعر خوف وعجز‬
‫وغضب أحيانا ضد العالم ‪ ،‬ألنه يصبح فجأة خطراً على الحياة وال يوقف له‬
‫على حال‪.‬‬

‫وفي معظم الحاالت يواصل الحدث العيش في وعينا بعض الوقت ‪ ،‬لكن‬
‫بمساعدة األسرة واألصدقاء ‪ ،‬ينجح معظم الناس في معالجة الحدث‬
‫ويستطيعون العودة لتأدية وظائفهم اليومية المعتادة‪.‬‬
‫غير أن عدداً ال يستهان به سيعانون من أعراض ما بعد الصدمة ‪ .‬ويتطور‬
‫لديهم اضطراب ما بعد الصدمة ‪ PTSD‬ويمر الناس الذين يعانون من‬
‫‪ PTSD‬بصعوبة عظيمة في أعقاب الحدث الصادم ‪ ،‬الذي يواصل التأثير‬
‫على حياتهم اليومية بعد فترة طويلة من انقضاء الحدث‪.‬‬
‫وفي العديد من الحاالت‪ :‬يشعر من يعانون من ‪ PTSD‬بأعراض كثيرة‬
‫تعرقل سير الحياة العادية‪ .‬وقد يجرب هؤالء الرجوع إلى الحدث ويشعرون‬
‫بأنه يتكرر المرة تلو األخرى‪ .‬وتُعتبر الكوابيس وصعوبة التركيز والقلق‬
‫المستمر أعراضا إضافية لهذا االضطراب‪.‬‬
‫يسبب اضطراب ما بعد الصدمة ‪ PTSD‬كربا ً عظيما ً وصعوبة للشخص‬
‫الذي يعاني منه ولمن يعيشون معه أيضا ‪ ،‬ويكون األمر كأن الشخص‬
‫المصاب يستيقظ كل صباح على نفس اليوم الصادم – ويّكرر باستمرار‬
‫نفس الحدث الصادم كل ساعة من ساعات النهار‪ .‬لذا فان معرفة األعراض‬
‫المتنوعة لـ ‪ PTSD‬يمكن أن يساعدك في تحديد ما إذا كنت أنت ‪ ،‬أو‬
‫شخص مقرب إليك يعاني من ‪ .PTSD‬يوجد عالج ثبتت نجاعته لهذا‬
‫االضطراب وال داعي لمواصلة المعاناة منه وحدك‪.‬‬
‫أعراض اضطراب ما بعد شدّة صادمة‬
‫يمكن تقسيم األعراض التي تمي ّز اضطراب ما بعد الصدمة إلى ثالث فئات‬
‫رئيسية‪:‬‬

‫‪ .1‬التجربة من جديد‬
‫‪ .2‬التجنب‬
‫‪ .3‬إثارة مفرطة‬

‫ال يجرب جميع ضحايا الصدمات مدى األعراض المفصلة أدناه ‪ ,‬لقد‬
‫أدرجنا في الصفحة قائمة مستوفاه من األعراض ‪ ،‬لكن من المهم أن نتذ ّكر‬
‫دائما ً بان الشخص الذي مر بصدمة قد يعاني حتى ولو كانت تظهر عليه‬
‫أعراض قليلة فقط‪ .‬وقد قدمنا امتحانا ً ذاتيا ً ألعراض ما بعد الصدمة ‪،‬‬
‫ألولئك الذين يرغبون باختبار أنفسهم أو اختبار شخص مقرب إليهم كان‬
‫تعرض لحدث صادم‪.‬‬

‫فيما يلي قائمة باألعراض الرئيسية الضطراب ما بعد الصدمة (‪:)PTSD‬‬

‫التجربة من جديد‬

‫* ذكريات غازية عن الصدمة‬


‫‪ -‬صور وأفكار تتعلق بالحدث ‪ ،‬تعاود الظهور المرة تلو األخرى وتسبب‬
‫كربا ً عظيماً‪.‬‬
‫* كوابيس متكررة‬
‫‪ -‬تتصل بالصدمة وتتكرر على مدى ليال عديدة‪.‬‬
‫* رجعات إلى السابق‬
‫‪ -‬شعور متواصل ودائم يراود الشخص بان الحدث الصادم لم ينته وانه‬
‫عالق فيه‪.‬‬
‫* مشاعر بالضغط والقلق‬
‫– عند التعرض الثارات أو محفزات لها عالقة بالصدمة أو ترمز إليها‪.‬‬
‫التجنب‬

‫* تجنب األفكار أو المحادثات أو المشاعر المتصلة بالصدمة‪.‬‬


‫* تجنب أماكن وفعاليات وأناس يذكرون بالصدمة‪.‬‬
‫* فقدان االهتمام بالفعاليات‪ :‬التي كانت تعتبر مسلية‪.‬‬
‫* الشعور بالغربة والنفور من اآلخرين ‪.‬‬
‫* صعوبة في اإلحساس والتعبير عن عاطفة ايجابية ‪ -‬كالسعادة والحب‪.‬‬
‫* انعدام الرغبة في التعامل مع المستقبل ‪ -‬أو الحديث عنه‪.‬‬

‫إثارة مفرطة‬

‫* مشاكل في النوم‪.‬‬
‫* ضيق الصدر ونوبات غضب‪.‬‬
‫* صعوبة في التركيز والدراسة‪.‬‬
‫* شعور دائم بالتأهب واالستنفار‪.‬‬
‫* رد فعل مبالغ فيه على الضوضاء العالية والحركات المفاجئة‪.‬‬

‫مشاعر متكررة بالذنب متصلة بنتائج الصدمة او بسلوك الضحية أثناء‬


‫الحدث‪.‬‬
‫تعامل وسواسي مع الحدث الصادم‬
‫أفكار ال تنقطع عن الصدمة ‪ ،‬مجاالت االهتمام تضيق إلى مواضيع تتعلق‬
‫فقط بالصدمة ‪ ،‬وتصرفات تعيد أحياء الحدث الصادم بصورة متكررة‪.‬‬

‫االنسالخ‬

‫* نسيان أجزاء ها ّمة من الحدث‪.‬‬


‫* الشعور باالنسالخ عن الذات‪ .‬شعور بان "هذا لست انا حقاً"‪.‬‬

‫الصدمة النفسية‬
‫يمكن أن تكون المواجهة بعد حدث صادم مهمة صعبة ومضنية ‪ ،‬فالروتين‬
‫اليومي يبدو فجأة مروعا ً ويحمل في طياته الخطر ويجد العديد من الناس‬
‫صعوبة في أداء حتى ابسط المه ّمات‪ .‬وال يؤثر هذا الوضع على الشخص‬
‫الذي تعرض مباشرة للصدمة فقط‪ ,‬بل يؤثر أيضا على المحيطين بمن نجا‬
‫من الحدث‪ :‬كأفراد العائلة واألصدقاء وزمالء العمل‪ .‬على هذه الصفحة‬
‫سنقدم بعض النصائح التي ستساعدك على المواجهة خالل األيام القليلة‬
‫التالية واألسابيع التي تتلو الصدمة ‪ ،‬كما تساعدك على العودة إلى مسار‬
‫حياتك‪ .‬وبالمساعدة والدعم من األحبة ‪ ،‬يتعافى معظم الناجين من الصدمات‬
‫دون الحاجة إلى مساعدة مهنية‪.‬‬

‫العناية بالذات في أعقاب الصدمة‬

‫* اسأل نفسك إن كنت بحاجة إلى مساعدة مهنية‬


‫األعراض المتنوعة كالخوف والكوابيس واألفكار المتكررة عن‬
‫الصدمة والشكاوي من آالم جسدية‪ ,‬كلها أعراض طبيعية تظهر عادة في‬
‫الفترة التي تعقب الصدمة ‪ ،‬غير انه إذا استمرت هذه األعراض في الظهور‬
‫لفترة تزيد عن بضعة أسابيع وازدادت شدتها ‪ ،‬أو إذا أحدثت كربا ً كثيراً‬
‫يشوش على أداء الوظائف اليومية ‪ ،‬فاطلب مساعدة مهنية‬
‫* تكلم مع العائلة واألصدقاء‬
‫لقد ثبت بان دعم العائلة واألصدقاء له أثر هائل على المؤازرة في‬
‫مواجهة الصدمات‪ ، :‬ومن المهم أن تتقاسم األفكار و المشاعر مع األحبة‬
‫واألصدقاء‪ .‬وبعد ذلك ‪ ،‬إذا حاول آخرون الحديث عن الصدمة التي مرت‬
‫عليك لكنك ال تجد رغبة في الحديث عنها ‪ ،‬فان لك كل الحق في رفض‬
‫التحدث معهم‪ ,‬وعبر عن رفضك بصورة لبقة‪.‬‬

‫* تعلموا أن تكونوا خبراء في الصدمات‬


‫إن واحدة من أهم أدوات التعامل مع الصدمات‪ :‬هي المعرفة عن‬
‫الموضوع‪ .‬فكلما زادت معرفتك عن الصدمات‪ :‬وعواقبها وأساليب التغلب‬
‫عليها ‪ ،‬يكون من األرجح أن تستطيع معالجة ما تمر به ‪ .‬واحد السبل التي‬
‫نوصي بها لعمل ذلك هو قراءة كتب ومواقع انترنت حول الموضوع‪.‬‬
‫* حافظ على نمط حياة سليم‬
‫حاول أن تحافظ على روتين هادئ وآمن‪ .‬تناول طعاما ً صحيا ً ‪،‬‬
‫ووجبات منتظمة واحرص على ممارسة تمارين رياضية كافية‪.‬‬
‫* تمارين االسترخاء‬
‫االسترخاء اليومي يمكن أن يساعدك على التعامل مع الضغط والضيق‬
‫اللذين تواجههما في الحياة اليومية‪ .‬فكلما زادت ممارستك لتمارين‬
‫االسترخاء ‪ ،‬كلما أصبح جسمك أكثر استرخاء واتزانا ً ‪ ،‬وسيكون لهذا اثر‬
‫مباشر على مزاجك وهدوئك الداخلي‪ .‬حاول أن تمارس التمارين مرة أو‬
‫مرتين يوميا ً ‪ ،‬لبضع دقائق كل مرة‬
‫* تجنب الحكم على الذات‬
‫في معظم حاالت الصدمات ‪ ،‬ال يكون الناجي من الصدمة هو المسئول‬
‫عن الوضع الذي وجد نفسه فيه‪ .‬فال تغضب من نفسك وال تلُم نفسك ع ّما‬
‫حدث لك أو عن تصرفك أثناء وبعد الحدث الصادم ‪ ،‬فحتى ردود الفعل‬
‫كالغضب والقلق واالكتئاب إنما هي أمور طبيعية تماما ً بعد الصدمة ‪ ،‬ولذا‬
‫فان القائك اللوم على نفسك سيزيد األمور صعوبة بالنسبة لك‪ .‬وفي حالة‬
‫شعورك بالذنب او الغضب او األسى ‪ ،‬فتقاسم هذا الشعور مع غيرك ألن‬
‫هذا قد يساعدك على اكتساب وجهة نظر اخرى حول الوضع لديك‪ .‬وعلى‬
‫الرغم من هذا ‪ ،‬فاذا ما زلت تشعر بان تصرفك يخرج عن نطاق سيطرتك‬
‫او انه يتجاوز حدود ما يعتبر عاديا ً (مثل السلوك العنيف الذي يؤذيك‬
‫ويؤذي غيرك ‪ ،‬افكار انتحارية او استخدام الكحول والمخدرات)‪ .‬عندئذ‬
‫ينبغي ان تطلب مساعدة مهنية فورية‪.‬‬
‫* تجنب اتخاذ قرارات هامة‬
‫في األيام واألسابيع التي تعقب الحدث الصادم قد تمر بعواطف سلبية‬
‫عديدة‪ .‬لكن ستمر هذه المشاعر مع الزمن لتفسح المجال لعواطف اكثر‬
‫ايجابية والعودة الى حياة طبيعية‪ .‬لهذا السبب ‪ ،‬فان من المهم ان تتجنب‬
‫اتخاذ قرارات هامة خالل االسابيع التي تعقب الحدث الصادم ‪ ،‬فتندم على‬
‫اتخاذها فيما بعد‪ .‬ذ ّكر نفسك بان المشاعر التي تتملكك االن ‪ ،‬مهما كانت‬
‫شدتها ‪ ،‬فانها قد تكون زائلة ولهذا فان من الممكن تماما ً بأن ينُظر للقرارات‬
‫التي تتخذها نظرة خاطئة بعد بضعة اسابيع من اتخاذها‪ .‬تشاور مع االهل‬
‫واالصدقاء ‪ ،‬وحاول ان ترى الصورة بشكل شمولي وواسع لكي تتجنب‬
‫الندم فيما بعد‪.‬‬

‫مساعدة مهنية – "مداخل ومخارج" في اللجوء الى طلب مساعدة‬

‫* مقدمة‬
‫عندما تتواصل األعراض الصادمة بعد الحدث او تشتد فمن المهم‬
‫اللجوء الى طلب مساعدة مهنية ‪ ،‬ويواجه من يسعون الى العالج غالبا ً‬
‫العديد من االسئلة ومنها انواع العالج المتوفر وطوله وتكلفة العالج ‪،‬‬
‫وكيفية أختار المعالج‪ .‬نأمل في ان نجيب على العديد من هذه االسئلة على‬
‫هذه الصفحة‪.‬‬
‫* صعوبة طلب مساعدة‪" :‬هل انا بحاجة الى عالج؟!"‬
‫ان اشجع خطوة يجب ان نتخذها هي ‪ ،‬في الغالب ‪ ،‬االعتراف النفسنا‬
‫بأننا بحاجة الى مساعدة مهنية ‪ .‬ويحدث هذا عادة عندما تتدخل تجربة‬
‫صادمة تدخالً كبيراً لعرقلة اداء وظائفنا اليومية‪ ...‬واسهل الطرق لمعرفة ما‬
‫اذا كنت بحاجة الى مساعدة مهنية هي تعبئة "استبيان اختبر نفسك" الذي‬
‫يستعرض االعراض المختلفة التي ترتبط بعواقب التعرض الحداث‬
‫صادمة‪ .‬يتردد الناس ‪ ،‬في حاالت كثيرة‪ ،‬في اللجوء الى طلب المساعدة‬
‫النهم يخشون رد فعل المجتمع وهذا امر طبيعي ومفهوم ‪ ،‬لكنه اصبح من‬
‫المقبول في ايامنا هذه ان نتعامل مع أخصائي في الصحة النفسية كما كنا‬
‫ي أخصائي في الطب‪ .‬وكما اننا ال نشعر بالعيب اذا انتابنا ألم‬ ‫نتعامل مع ا ّ‬
‫في اجسامنا ‪ ،‬فال عيب ايضا ً في طلب المساعدة عندما يل ّم االلم بروحنا‪ .‬ان‬
‫طلب مساعدة بعد تجربة صادمة ليس مؤشراً على مرض عقلي او ضعف ‪،‬‬
‫لكنه استجابة صحية لحدث بالغ الصعوبة‪.‬‬
‫* طول مدة العالج‬
‫يُعتبر طول مدة العالج وعدد اللقاءات‪ :‬التي تنطوي عليها معالجة‬
‫الصدمات مرنة وتتغير تبعا ً للشخص والمشاكل التي يواجهها ونوع العالج‬
‫المطلوب‪ .‬وبعد هذا القول ‪ ،‬فأن عالج اضطراب ما بعد الصدمة قصير‬
‫االمد عادة وتنتهي معظم العالجات بنجاح بعد بضعة اشهر من العالج‪ .‬وفي‬
‫الحاالت االكثر ش ّدة ‪ ،‬قد تعقد اللقاءات‪ :‬بضع مرات في االسبوع وتر ّكز‬
‫على العودة الى تأدية الوظائف اليومية‪ .‬اضافة الى ذلك ‪ ،‬فان حاالت‬
‫الصدمة االكثر تعقيداً والممتدة على مدى فترة زمنية (وهي ما نجده عادة‬
‫في حاالت اساءة معاملة االطفال او االعتداء الجنسي) او التعرض الكثر‬
‫من حدث صادم واحد يتطلب غالبا ً عالج اطول ‪ ،‬يمتد احيانا ً على مدى‬
‫بضع سنوات‪.‬‬
‫* التكلفة‬
‫تعتمد التكلفة على نوع العالج والمنظمة التي تز ّود العالج ومبلغ‬
‫المساعدة المالية التي يتلقاها الضحية من الحكومة (عن طريق التأمين‬
‫االجتماعي او صناديق اخرى)‪ .‬ويستحق العديد من ضحايا الصدمات ‪،‬‬
‫وخاصة ضحايا الهجمات‪ :‬العدائية ‪ ،‬معونة مالية من التأمين االجتماعي‬
‫لهدف العالج النفسي‪ .‬اضافة الى ذلك ‪ ،‬توجد منظمات مهنية تقدم المعالجة‬
‫برسوم مخفضة (مدعومة) لضحايا‪ :‬االرهاب‪ .‬ومن المهم ان تحدد أستحقاقك‬
‫للمساعدة المالية وتحدد مكان العالج الذي يالئمك اكثر من غيره بتكلفة‬
‫يمكنك ان تتحملها‪ .‬قد تجد المعلومات التي تحتاجها على صفحة اعرف‬
‫حقوقك‪.‬‬
‫* اختيار معالج‬
‫اثناء العالج يصبح المعالج شخصا ً مهما جداً في حياتك ‪ ،‬ولهذا السبب‬
‫فمن المهم ان تكون حريصا في اختيار المعالج‪ .‬تحدث اليه سلفا ً ‪ ،‬واسأله‪/‬ها‬
‫عن العالج التي يقدمها وعن خبرته في التعامل مع الصدمات‪ .‬وكما هو‬
‫الحال في كل عالقة بين البشر ‪ ،‬هناك حاالت يتم فيها اتصال فوري بين‬
‫المعالج والمريض ‪ ،‬وهناك حاالت اخرى ال يتم فيها اي اتصال بينهما‪.‬‬
‫ويواصل كثير من الناس العالج مع معالج ال يستمتعون بصحبته او‬
‫يشعرون بأنه ال يساعدهم‪ ,‬وذلك لشعورهم بعدم الراحة أزاء انهاء العالج ‪.‬‬
‫وينبغي ان يكون العالج تجربة هامة وصحية ولهذا فمن المهم ان تشعر‬
‫بالراحة مع معالجك‪ .‬واذا شعرت لسبب من االسباب انك غير مرتاح مع‬
‫معالجك بعد بضع جلسات‪ ،‬فال تتردد في بحث الموضوع معه وانك تنظر‬
‫في مسألة االنتقال الى معالج آخر‪.‬‬
‫دعم ومعالجة الصدمات‬
‫هناك ثالث مراحل للعمل عبر اضطرابات‪ :‬ما بعد الصدمة‪:‬‬
‫‪ .1‬تثبيت الشخص الذي يسعى للعالج‪.‬‬
‫‪ .2‬العمل عبر الخبرة الصادمة‪.‬‬
‫‪ .3‬إعادة إنشاء الصالت‪ :‬االجتماعية وقدرة الشخص على ممارسة الحياة‬
‫اليومية‪.‬‬

‫إن الهدف النهائي للمعالجة هو المساعدة في تحرير الفرد من قيود الصدمة‬


‫ومساعدته على العيش في الحاضر‪ :‬االن ‪ ،‬على اساس شعور بالسيطرة‬
‫والمسؤولية الشخصية‪ .‬ولتحقيق هذا الهدف تم تطوير عدة اساليب عالج‬
‫يالئم كل منها شخصية الفرد والوضع الذي يعيش فيه‪ .‬على هذه الصفحة‬
‫سنلقي نظرة شاملة على االساليب التي وجُد بانها انجع االساليب في معالجة‬
‫اضطرابات ما بعد الصدمة‪.‬‬

‫( عالج سلوكي معرفي ‪)CBT‬‬


‫كما يوحي االسم ‪ ،‬تعالج هذه الطريقة أفكار ومعتقدات الشخص كما تتعامل‬
‫أيضا مع أنماط سلوكهم‪ .‬وتقوم هذه الطريقة على أسلوبين فنيين رئيسيين‪:‬‬

‫* عالج معرفي – تر ّكز هذه الطريقة على األفكار والمعتقدات كما‬


‫تركز على التصرفات الناجمة عنها‪ ...‬كلنا لدينا أنماط فكر تلقائي ال نعيها‬
‫عادة‪ ...‬وقد تتدخل هذه األنماط لعرقلة قدرتنا على رؤية الواقع بوضوح‬
‫وبذا فانها تسبب لنا الكرب‪ .‬فمثال‪ :‬يخشى كثير من الناس ممن لحقهم اذى‬
‫في حوادث مرور من سياقة سيارة مرة اخرى ‪ ،‬بسبب احساسهم بأن‬
‫الحادث "سيقع لي مرة اخرى بالتأكيد"‪ .‬عندما نحلل هذا الشعور ‪ ،‬يتضح‬
‫بأنه في حالة ما اذا كان السائق حريصا ً ‪ ،‬فأن فرص وقوع الحادث‪ :‬مرة‬
‫اخرى فرص ضئيلة‪ .‬يُعيّن العالج المعرفي هذه االنماط الفكرية ‪ ،‬ويحللها‬
‫ويقدم طرق تفكير بديلة تكون اكثر واقعية وايجابية‪ .‬في هذا المثال ‪ ،‬يدرك‬
‫المصاب في هذا الحادث‪ :‬عدم احتمال السيناريو الذي خلقه ومن ث َّم يستطيع‬
‫اعادة بناء تقدير اكثر واقعية للمجازفة‪.‬‬
‫* التعرض‪ :‬االسلوب الثاني المستخدم في ‪ CBT‬هو التعرض ‪ ...‬فتتم‬
‫مواجهة شجاعة ومباشرة مع الصدمة عن طريق التعرض لها‪ .‬يتصور‬
‫الشخص الحدث ويتكلم عنه ويعّرض نفسه بالتدريج لمثيرات تذكره‬
‫بالصدمة‪ .‬يتكرر هذا االجراء بضع مرات تحت اشراف المعالج وفي محيط‬
‫آمن‪ .‬وسيثير هذا االجراء مبدئيا ً عواطف قوية لكن في مرحلة معينة‬
‫سيصبح الشخص "معتاداً" على هذه االفكار وبالتالي فانها تفقد سلطتها‬
‫عليه‪ .‬وعند هذا الح ّد تصبح الذاكرة الصادمة ‪ ،‬التي كانت مر ّوعة في رؤية‬
‫العالج ‪ ،‬ذاكرة منتظمة‪ ...‬وكلنا نعرف هذه الظاهرة في حياتنا اليومية‬
‫عندما نحتاج الى اجتياز اختبار او مقابلة‪ .‬وخالل المرتين االولى والثانية قد‬
‫نكون متلهفين وخائفين‪ ،‬لكن مع مرور الوقت – وكلما ازددنا خبرة بهذا –‬
‫نكتشف ان االمر ليس سيئا كما نظن ويمكننا التعامل مع هذه الخبرة دون‬
‫خوف‪ .‬والفرق بين طريقة التعرض وظاهرة الذكريات المتكررة الموجودة‬
‫في اضطرابات ما بعد الصدمة هو درجة السيطرة‪ ...‬ففي اثناء التعريض‬
‫يكون الشخص هو المبادر الى تذ ّكر الحدث المؤلم ‪ ،‬وبهذه الطريقة يتم‬
‫استبدال العجز بالسيطرة في الذاكرة نفسها‪.‬‬

‫‪EMDR‬‬
‫إعادة التدرب على ابطال حساسية حركة العين – يشعر العديد من الناس ‪،‬‬
‫عند تذ ّكر حدث صادم‪ ،‬وكأن الحدث يقع مرة اخرى امام اعينهم‪ .‬ويشعر‬
‫هؤالء بأنهم يقعون باستمرار في شرك تلك اللحظة وال يستطيعون االفالت‬
‫والتحرر من ذلك الشرك‪ .‬تستخدم ‪ EMDR‬حركات العينين (او غيرها من‬
‫المؤثرات التي تؤثر على كال جانبي الكرة الدماغية) لمساعدة الشخص في‬
‫استعمال العالج الطبيعي وآليات االسترخاء المتوفرة بالدماغ يطلب الى‬
‫الشخص التفكير في صورة او عاطفة او فكرة تتعلق بالصدمة‪ ،‬وفي الوقت‬
‫ذاته يراقب اصبع المعالج التي تتحرك جيئة وذهابا ً امام عينيه‪ .‬ومن‬
‫الصعب تحديد العامل المسؤول عن نجاعة هذه الطريقة ‪ ،‬لكن يبدو بأن‬
‫حركات العين تثير او تنشط عملية معالجة المعلومات التي تحدث بصورة‬
‫طبيعية اثناء النوم ‪ ،‬وت ّشغل آليات الذاكرة المسؤولة عن الطريقة التي نعالج‬
‫بها الصدمة‪ .‬وقد اثبتت هذه الطريقة بانها فعّالة وكفؤ للتعامل مع ذكريات‬
‫صادمة‪.‬‬

‫‪( SE‬خبرة جسدية)‬


‫تعيش الحيوانات‪ :‬في الطبيعة تحت تهديد الضواري الدائم ‪ ،‬لكن على الرغم‬
‫من هذا التهديد المستمر فان هذه الحيوانات ال تجرب ردود فعل صادمة‪.‬‬
‫وربما تستخدم هذه الحيوانات آليات داخلية لمراقبة واطالق مستويات عالية‬
‫من االثارة ناجمة عن تصرفات مثل الهرب من الوحوش الضارية او‬
‫الصيادين‪ .‬وتزود هذه اآلليات الحيوان بمناعة طبيعية ضد الصدمات وتتيح‬
‫للحيوان العودة الى حالة من االتزان‪.‬‬
‫وبموجب هذا النهج ‪ ،‬يولد االنسان ايضا ً بمثل هذه االليات لكن تردعها‬
‫عمليات تفكير متنوعة‪ ..‬ويمنع هذا الوضع االطالق الكامل لطاقات‪ :‬البقاء‬
‫بعد حدث صادم وبذا فانه يمنع العودة الى حالة االتزان‪ .‬فتظل الطاقة في‬
‫الجسم و "يعلق" الشخص في وضع البقاء‪ ،‬وتكون النتيجة الحتمية هي‬
‫تطوير اعراض ما بعد الصدمة والتي يتم التعبير عنها باعادة المرور في‬
‫التجربة الصادمة‪.‬‬
‫وتركز طريقة التجربة الجسدية على تنمية وعي جديد اعمق لمشاعر الجسد‬
‫‪ ،‬وباستخدام هذا الوعي ‪ ،‬وبناء موارد عضوية والتركيز على احاسيس‬
‫الجسم االكثر رقة ‪ ،‬يستطيع الشخص اعادة االتصال مع جهاز المناعة‬
‫الداخلي ومن ثم اطالق الطاقات المتراكمة بداخله بصورة تدريجية وتحت‬
‫اشرافه ‪ ،‬وتوفر هذه العملية راحة كبيرة من االعراض وتتيح شعوراً افضل‬
‫خالل فترة قصيرة نسبياً‪.‬‬

‫معالجة طبية‬
‫لم يتم حتى االن اكتشاف دواء واحد يمكنه معالجة جميع اعراض‬
‫اضطرابات ما بعد الصدمة‪ ...‬وهناك عدة ادوية تعالج اعراضا ً محددة من‬
‫االضطراب ‪ ،‬كاالكتئاب او القلق او اضطرابات‪ :‬النوم ‪.‬‬

‫عالج جماعي‬
‫يوفر العالج الجماعي الدعم والتشجيع الشخاص مر ّوا بتجارب مماثلة‪...‬‬
‫وتشعر احيانا ً كأن المجتمع ال يستطيع ان يفهم ما جربناه ‪ ،‬وبذا فان مجرد‬
‫تواجدنا مع اشخاص مر ّوا بتجارب مشابهة وجربوا وضعنا يمكن ان يكون‬
‫مريحا ً ‪ ،‬ويخفف من الشعور بالوحدة التي يشعر بها بعضنا‪ .‬وهناك‬
‫مجموعات تعالج الصدمات مباشرة‪ .‬وفي هذه المجموعات يعالج كل فرد‬
‫قصته الشخصية مع المجموعة‪ .‬وهناك مجموعات اخرى ال تتعامل مع‬
‫الصدمات بصورة مباشرة ‪ ،‬بل تر ّكز على منح اعضائها الدعم وطرق‬
‫المواجهة بعواقب الصدمة‪.‬‬

‫اساليب ادارة الضغط‬


‫بعد الصدمة ‪ ،‬يشعر العديد من الناس بالضغط باستمرار‪ .‬ويعبّر بعضنا عن‬
‫هذا الشعور بالقلق الغامر ‪ ،‬كما يعبر عنه قسم آخر بنوبات غضب التفه‬
‫االسباب‪ :،‬ويمكن كذلك التعبير عن الضغط جسدياً‪ :‬كأوجاع العضالت ‪،‬‬
‫والتعب المزمن ‪ ،‬والنبض السريع واليقظة العالية وهذه كلها بعض‬
‫االعراض التي نجربها‪ .‬وقد يتعلم المريض ‪ ،‬اثناء معالجة تر ّكز على ادارة‬
‫الضغط طرقا ً مثل االسترخاء او الخيال الموجه ‪ ،‬لكي يحسّن قدرته على‬
‫ت ّدبر الضغط واالحاسيس الجسدية الخطيرة‪.‬‬
‫ان الهدف من هذه الطرق هو استعادة االتزان في الحياة اليومية ‪ ،‬واتاحة‬
‫الفرصة للجسد والروح السترداد القوة ‪ .‬وعلى العموم ‪ ،‬فان اساليب ادارة‬
‫الضغط قد تكون نافعة ‪ ،‬لكنها غير كافية لمساعدة الناجي من الصدمة في‬
‫معالجة الخبرة الصادمة والتغلب على اعراض ما بعد الصدمة‪ .‬وتستخدم‬
‫هذه االساليب عموما ً كملحق اضافي لبعض عالجات صدمات اكثر تحديداً‬
‫ومدرجة على هذه الصفحة‪.‬‬

‫كيف يمكنك أن تساعد شخصا ً يهّمك أمره بعد صدمة؟‬

‫ان التعامل مع تجربة صادمة يمكن ان يكون صعبا ً على الشخص الذي ّمر‬
‫بالصدمة وللمقربين منه ايضاً‪ ...‬فافراد العائلة واالصدقاء يريدون‬
‫المساعدة‪ ،‬لكن يشعرون في الغالب‪ :‬انهم ال يعرفون كيف يقدمون المساعدة‪.‬‬
‫فيما يلي بضع اقتراحات عملية قد يجدها افراد العائلة واالصدقاء مفيدة في‬
‫مساعدة شخص يهمهم امره وقد ّمر بتجربة صادمة‪:‬‬

‫* كن مستمعا ً متعاطفا ً‬
‫اذا اراد الشخص الذي م ّر بالصدمة ان يتحدث ع ّما جرى له‪ ،‬فاستمع‬
‫اليه وأشعره بانك هناك لمؤازرته‪ ...‬فدعم العائلة واالصدقاء له اثر هائل‬
‫على قدرة احبائك في التصدي للصدمة وهنا يمكن ان تكون ذا نفع عظيم‪.‬‬
‫ففي الغالب‪ :‬يود المصابون بالصدمة تكرار حكايتهم‪ ...‬ولهذا فمن المهم جداً‬
‫اتاحة الفرصة لهم لسرد حكاياتهم‪ ،‬حتى لو كنت قد عرفت كل تفاصيل‬
‫الحدث‪ ،‬وبدا بأنهم قد تمادوا في سرد القصة‪ .‬ان تكرار القصة هو احد اهم‬
‫السبل التي يبدأ الناجون من الصدمة ادراك ما ّمر بهم‪ .‬ومن جهة اخرى‪ ،‬اذا‬
‫لم يرد الناجون من الصدمة التحدث‪ ،‬فليس من الحكمة ممارسة ضغط‬
‫عليهم او حملهم على التحدث عنها‪ ،‬الن ذلك من شأنه ان يفاقم مشاعر‬
‫الغضب والعجز التي يشعرون بها في تلك اللحظة‪ .‬ويحتاج بعض الناس الى‬
‫فترة زمنية حتى يستطيعوا سرد حكايتهم‪ ،‬ففي وضع كهذا دعهم يعرفون‬
‫انك على استعداد لالصغاء عندما يكونوا مستعدين للتحدث‪.‬‬
‫* توفير بيئة آمنة وهادئة‬
‫حاول ان امكن توفير بيئة آمنة وهادئة مع تقديم وجبات منتظمة‬
‫وصحية ورياضة بدنية كافيه‪ ،‬فالعودة الى الرتابة المنتظمة ومنها الذهاب‬
‫الى العمل او الى المدرسة مهمة جداً في عملية التعافي‪.‬‬
‫* تجنب ان تكون مصدرا لألحكام‬
‫من المهم ان ال تغضب من الشخص الذي م ّر بالصدمة وان ال تلقي‬
‫بالالئمة عليهم او على سلوكهم في اعقاب الصدمة‪ ،‬اذ يتعين عليك ان تدرك‬
‫بان مشاعر الغضب او القلق او االكتئاب ال يمكن السيطرة عليها‪ ،‬ولذا ال‬
‫فائدة تر ّجى من القاء اللوم عليهم خاصة عندما يكون الوضع صعبا ً عليهم‪.‬‬
‫وحاول في اوضاع كهذه ان تكون متفها ً ومسانداً‪ .‬لكن اذا اظهر الشخص‬
‫الذي م ّر بالصدمة تصرفا ً عنيفا ً تجاه غيره او تجاه نفسه فان من المهم ان‬
‫تلجأ الى طلب مساعدة مهنية مهنية ساعده ‪.‬‬
‫* انتبه للتصرفات‪ :‬غير السويّة‬
‫فمثالً الحظ اشارات اساءة استخدام الكحول او تعاطي مخدرات او‬
‫ي من هذه‬ ‫التحدث عن االنتحار او االقدام على تصرف انتحاري‪ .‬في ا ّ‬
‫الحاالت‪ :،‬اطلب مساعدة مهنية فوراً‪.‬‬
‫* راقب مستويات الكرب – ان االعراض المتنوعة كالمخاوف‬
‫والكوابيس واالفكار عن الحدث الصادم والشكاوي من الم عضوي فهي‬
‫اعراض س ّوية تظهر خالل االسابيع التي تعقب الحدث‪ .‬غير انه اذا‬
‫استمرت هذه االعراض الكثر من بضعة اسابيع بعد الصدمة وبدأت في‬
‫التفاقم او عرقلة اداء الوظائف اليومية للشخص‪ ،‬فوجه الى مساعدة مهنية‬
‫>مهنية – مساعدة‪.‬‬
‫* كن خبيراً في الصدمات‬
‫ان احدى االدوات التي يمكن ان تساعدك في معالجة الصدمة هي‬
‫التعليم عن هذا الموضوع‪ .‬فكلما زادت معرفتك عن الصدمة وعواقبها كلما‬
‫زادت كفاءتك في مواجهتها خالل االسابيع واالشهر التي تلي الحدث‬
‫الصادم‪ .‬ان قراءة الكتب والبحث في االنترنت عن معلومات حول‬
‫الموضوع هي احدى سبل الوصول الى هذه المعلومات‪.‬‬
‫اقتراحات عملية للوالدين‬
‫اقتراحات عملية للوالدين‬
‫مساعدة ابنك بعد حدث صادم‬
‫يتعرض العديد من األطفال ألحداث صادمة في أثناء مسار طفولتهم‪ ،‬وليس‬
‫من الضروري أن يكون التعرض مباشراً لكي يؤثر على طفلك‪ .‬ففي حاالت‬
‫كثيرة يمكن أن تكون مشاهدة تقرير تلفزيوني من موقع اعتداء إرهابي‬
‫تجربة مك ّدرة لألطفال وقد تسبب لهم أعراضا صادمة في فترة ما بعد‬
‫الحدث وقد يشعر األطفال بأنهم مستضعفون ومعرضون للخطر في عالم ال‬
‫يفهمونه تماما ً وقد تشمل عواقب مثل هذا التعرض الخوف والكوابيس‬
‫والسلوك االنتكاسي مثل التبول بالفراش عند أطفال كانوا قد ت ّدربوا على‬
‫استعمال المرحاض ‪ ،‬وزيادة السلوك العدواني‪.‬‬
‫تعتمد طريقة رد فعل الطفل على حدث صادم‪ :‬على عدد من العوامل منها‪:‬‬
‫السن ‪ ،‬والشخصية وشدة وقرب الحدث الصادم ومستوى الدعم الذي يتلقاه‬
‫الطفل من العائلة واألصدقاء‪ .‬وانتم ‪ ،‬أيها الوالدين ‪ ،‬أهم مورد فرد لمواجهة‬
‫طفلكم أثناء وبعد التعرض للصدمة‪ .‬وسيسترد معظم األطفال عافيتهم من‬
‫التعرض لصدمة بدون مساعدة نفسية مهنية وذلك بمساعدة المقربين إليه‪.‬‬
‫ولهذا السبب فان من المهم أن تبقوا انتم كآباء حسّاسين اللتقاط إشارات‬
‫الكرب التي يبثها طفلكم لتكونوا عونا ً وسنداً له أثناء هذه الفترة العصيبة‬
‫بوجه خاص‪.‬‬

‫نقدم أدناه عدداً من االقتراحات العملية التي ستساعدكم وأطفالكم على‬


‫مواجهة هذا النوع من األزمات‪:‬‬

‫* كن واعيا ً لردود فعلك أنت على الحدث – يتدبر األطفال أمر رد فعلهم‬
‫على وضع بمشاهدة ردود فعل الكبار ذات المعنى حولهم (كالوالدين‬
‫والمعلمين)‪ .‬ولهذا ‪ ،‬حاول ‪ ،‬قدر اإلمكان ‪ ،‬أن تتصرف بهدوء وسكينة‬
‫ولكي تفعل هذا ‪ ،‬فانك قد ترغب في مشاطرة أفكارك ومشاعرك مع‬
‫أصدقائك أو أفراد عائلتك قبل التحدث مع طفلك‪.‬‬

‫* كرّس اهتماما ً أكثر لطفلك ‪ -‬إن االهتمام اإلضافي من جانبك ‪،‬‬


‫وخاصة في األوضاع العسيرة‪ ،‬يعطي لطفلك الفرصة للتعبير عن تجاوبه‬
‫والشعور باألمان ‪ ،‬فإذا أراد طفلك أن يتحدث عن المشاعر ‪ ،‬فكن له سنداً‬
‫ومشجعا ً ‪ ،‬أظهر له تفهمك وتقبلك لهذه المشاعر عن طريق الشرح بان‬
‫مشاعر كالخوف والغضب والذنب كلها ردود فعل اعتيادية لحدث "غير‬
‫اعتيادي" كهذا‪.‬‬
‫* كن حساسا ً لمستوى فهم طفلك ‪ -‬وجه المعلومات التي تزود بها الطفل‬
‫بحيث تتالءم مع سنّه ومستوى نضجه‪ ..‬فالفائض من المعلومات قد يربك‬
‫األطفال الصغار ويسبب لهم مزيداً من الخوف وعدم االطمئنان ‪ ،‬غير أن‬
‫معلومات إضافية يمكن غالبا ً أن تزيل التصورات المغلوطة ‪ .‬ومن المهم‬
‫تشجيع المحادثة ‪ ،‬لكن إذا لم يظهر الطفل اهتماما ً بالحديث ‪ ،‬فال تقحمه‬
‫عليه‪ .‬وعلى اية حال ‪ ،‬فان من المهم عدم إثارة تكهنات ال أساس لها من‬
‫الصحة او تقديم معلومات غير صحيحة عن ما حادث‪ .‬لمزيد من المعلومات‬
‫عن كيف تتحدث مع طفلك‬
‫* ح ّدد تعريض طفلك لوسائل اإلعالم ‪ -‬تجنب تعريض طفلك للتقارير‬
‫المصورة والمنقولة مباشرة من مكان األحداث الصادمة كالتفجيرات‪:‬‬
‫اإلرهابية‪ .‬وهذا األمر مهم جداً خاصة في المجموعات العمرية لرياض‬
‫األطفال والمدارس االبتدائية‪ ...‬وغالبا ً ما يكون األهل أنفسهم منهمكين‬
‫(مستغرقين) في الدراما التي يعرضها التلفزيون لدرجة أنهم ال يعون بان‬
‫أبناءهم قد يتعرضون لشريط تلفزيوني يسبب لهم فيما بعد كوابيس وأفكارا‬
‫ُمك َّدره‪.‬‬
‫* حاول المحافظة على روتين اعتيادي ‪ ،‬وز ّود طفلك برسائل ُمطمئنة‬
‫وواقعية عن سالمته‪ .‬تحدث مع طفلك عن كيفية تجنب األوضاع الصادمة‬
‫والم ّكدرة في المستقبل‪ ,‬الن من شأن هذا الحديث معهم أن يعزز إحساسهم‬
‫بالسالمة والسيطرة على الوضع ‪ ،‬ثم إن تشجيع العودة إلى الروتين اليومي‬
‫مطمئن جداً لألطفال ويحمل معه رسالة قوية عن السالمة بطريقة غير‬
‫شفوية لكنها مباشرة‪.‬‬
‫* كن منتبها ً لتصرفات‪ :‬تدل على كرب ‪ -‬انتبه ألنماط اللعب التي تعيد‬
‫تمثيل الدراما المرة بعد األخرى وانتبه أيضا للشكاوي من "أحالم مزعجة"‪.‬‬
‫فهذه تصرفات‪ :‬طبيعية بعد حدث صادم ‪ ،‬وهي الطريقة التي يواجه بها‬
‫الطفل الصدمة‪ .‬أما إذا لم يطرأ تغيير على شدة وتكرار هذه التصرفات‪ :‬بعد‬
‫شهر أو إذا ازدادت ح ّدة فال بد من النظر في طلب مساعد مهنية‪.‬‬
‫* كن منتبها ً بشكل خاص لمراهقين يبدون إشارات كرب ‪ :‬يجب أن‬
‫نكرس رعاية وانتباها ً خاصين للحديث عن أو التفكير في االنتحار وإساءة‬
‫ي‬‫استعمال المخدرات واضطرابات األكل والنوم وإظهار غضب غير عاد ّ‬
‫عند المراهقين ‪ .‬يجب معالجة هذه األعراض فوراً ‪ ،‬ألنها ال تختفي عموما ً‬
‫من تلقاء ذاتها بدون معالجة مهنية ‪.‬‬
‫* انتبه لوضعك العاطفي أنت ‪ -‬كونك الدعامة الرئيسية التي يعتمد عليها‬
‫طفلك يحتم عليك أن تعتني بنفسك عناية الئقة ‪ .‬ابق على اتصال مع العائلة‬
‫واألصدقاء وشارك غيرك من الكبار في مشاعرك وخاصة أولئك الذين‬
‫مرّوا بتجارب مماثلة لما تمر به أنت ‪ .‬حاول أن تأكل طعاما ً متوازنا ً ‪ ،‬وخذ‬
‫قسطا ً كافيا ً من النوم وأضف تمارين بدنية وغيرها من فعاليات‪ :‬التسلية الى‬
‫روتين حياتك ‪ .‬ومرة أخرى – ال تتردد في اللجوء إلى طلب مساعدة نفسية‬
‫صدمة نفسية نتيجة حادث طرق‬
‫أحد األسباب المؤدية للموت والجرح في العالم كله هو حوادث الطرق‪ .‬نحو‬
‫‪ %10‬من األشخاص الذين حصل لهم حادث طرق صعب يطورون‬
‫متالزمة ما بعد الصدمة‪ .‬توصلت رابطة األطباء النفسيين األمريكية (‬
‫‪ )APA‬إلى أن حوادث الطرق هي العامل الرائد لمتالزمة ما بعد الصدمة‬
‫لدى الرجال والعامل الثاني لدى النساء‪.‬‬
‫ما هي أعراض متالزمة ما بعد الصدمة الناجمة عن حادث طرق؟‬
‫أحيانا كثيرة يشعرون بأعراض متالزمة ما بعد الصدمة بعد حادث طرق‪.‬‬
‫من بين األعراض األكثر انتشارا بعد الحادث‪ ،‬يمكن أن نذكر فرط اليقظة‬
‫وتجدد الشعور بالحادث‪ .‬أعراض االمتناع قد تظهر هي أيضا لدى‬
‫األشخاص الذين أصيبوا بحادث طرق وتتمثل أحيانا كثيرة بثالث طرق‪:‬‬
‫مخاوف من السياقة‪ ،‬قيود على السياقة وسلوك قلق كمسافرين‪.‬‬
‫ما هي عوامل خطر تطوير متالزمة ما بعد الصدمة بعد حادث طرق؟‬

‫*‬
‫حادث طرق صعب‬
‫*‬
‫موت أو إصابات بالغة للمشاركين بالحادث‬
‫*‬
‫شعور بخطر على الحياة‬
‫*‬
‫ذاكرة اجتياحية حاال بعد الحادث‪( :‬فالشباك)‬
‫*‬
‫صعوبة السياقة أو السفر بسيارة إثر الحادث‬
‫*‬
‫سج ّل من األحداث الصادمة السابقة‬
‫*‬
‫سج ّل من االضطراب النفسي بالخلفية‬
‫*‬
‫مداولة قضائية طويلة‬

‫ما هو عالج متالزمة ما بعد الصدمة الناتجة عن حادث طرق؟‬


‫قد يشعر كثير من الناس الذين ُأصيبوا بحادث طرق ببعض األعراض‬
‫الموصوفة أعاله‪ .‬هذه الردود‪ ،‬لفترة زمنية قصيرة بعد الحادث‪ ،‬تكون‬
‫طبيعية ويمكن االستعانة بالقراءة عن طرق مواجهة الصدمة‪ .‬إذا استمرت‬
‫هذه األعراض ومست جودة الحياة‪ :،‬هنالك أنواع عالج تتركز بالصدمة‬
‫ويمكن إجراؤها‪.‬‬
‫متيف مركز معالجة أزمات‪ ،‬يقترح على مصابي الصدمة النفسية بأعقاب‬
‫حادث طرق أن يتوجهوا لمقابلة استشارة وتقدير حول وضعهم‪ .‬إذا اقتضى‬
‫األمر ستقدم نصيحة لمواصلة العالج‪ .‬بحاالت توجد بها دعوى تأمين‪ ،‬هناك‬
‫إمكانية لتأجيل الدفع مقابل العالج حتى انتهاء الدعوى‪.‬‬
‫– أسئلة متكررة عن اضطراب ما بعد الصدمة (‪)PTSD‬‬
‫ما هو اضطراب ما بعد الصدمة؟‬
‫اضطراب ما بعد الصدمة (‪ )PTSD‬هو رد فعل شديد على الحادث‬
‫الصادم‪ ،‬ويتميز رد الفعل هذا بثالثة أصناف كبرى من األعراض‬

‫* أحياء التجربة – أي الشعور بان الصدمة يتكرر حدوثها المرة تلو‬


‫األخرى‪ ،‬وتكون مصحوبة بكوابيس متكررة وذكريات مزعجة تتعلق‬
‫بالصدمة‪.‬‬
‫* التحاشي – حافز قوي لتجنب كل ما يتعلق بالتجربة الصادمة‪.‬‬
‫* إثارة مفرطة – إحساس مستمر بالتأهب والعصبية وصعوبة التركيز‪.‬‬
‫وبسبب هذا الوضع عادة اضطرابات‪ :‬أثناء النوم وصعوبة في الخلود إلى‬
‫النوم‪.‬‬

‫وتخلق هذه االعراض صعوبات في تأدية الوظائف اليومية‪ ،‬وتعيق بصورة‬


‫خطيرة روتين حياة من ينجو من الصدمة وحياة من حوله‪ ..‬غير ان هذه‬
‫االعراض هي اعراض طبيعية تماما ً في الفترة التي تعقب الحدث الصادم‬
‫مباشرة‪ .‬وهي اعراض تتالشى بالتدريج عادة خالل االسابيع واالشهر التي‬
‫تلي الحدث‪ .‬ويع ّرف الشخص بأنه يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة اذا‬
‫توفرت فيه بضعة اصناف االعراض (كما يحددها ‪ - DSM‬دليل‬
‫التشخيص االحصائي) بعد مرور بضعة اسابيع على الصدمة‪ ،‬واذا كانت‬
‫االعراض تزداد شدة بدال من ان تتناقص مع مرور الزمن‪.‬‬

‫متى يكون رد الفعل على الصدمة عاديا ً ومتى يكون اضطراباً؟‬


‫في االسابيع واالشهر التي تلي الحدث الصادم تنتاب معظم الناس مشاعر‬
‫خوف وذكريات مزعجة‪ ،‬واحاسيس جسدية مستنكرة‪ ،‬واضطرابات بالنوم‬
‫وغيرها‪ .‬هذا الوضع طبيعي ويختفي في معظم الحاالت بدون مساعدة‬
‫مهنية‪ .‬اما اذا استمر الوضع وتجاوز عدة اسابيع‪ ،‬بل وازداد سوءاً‪ ،‬فاننا‬
‫نوصي بالسعي الى طلب مساعدة مهنية >مساعدة مهنية‪ .‬والمعايير‬
‫الرئيسية التخاذ قرار بشأن السعي الى طلب المساعدة هي مستوى اختالل‬
‫ي‬‫الحياة اليومية ومقدار الكرب الذي يعيشه الناجي من الصدمة‪ .‬وفي ا ّ‬
‫وضع يشعر فيه الشخص بان االضطراب يشوش حياته ويعيقه عن تأدية‬
‫وظائفه بصورة طبيعية‪ ،‬فاننا نوصي بالتوجه الى طلب مساعدة مهنية‬
‫>مساعدة مهنية ‪.‬‬

‫من يصاب بـ ‪PTSD‬؟ هل يمكن الي شخص ان يصاب باالضطراب؟‬


‫تدل البحوث على ان العوامل الرئيسية التي تحدد ما اذا كان شخص سيعافي‬
‫من اضطراب ما بعد الصدمة‪ ،‬هي نوع الصدمة التي يمر بها الشخص‬
‫وحدتها‪ ،‬وطول وقت تعرضه لها والتاريخ الشخصي السابق للناجي من‬
‫ي شخص في الواقع يمكن ان يصاب بهذا‬ ‫الصدمة‪ .‬وتوحي هذه النتائج بأن ا ّ‬
‫النوع من االضطراب اذا تعرض لصدمة حادة‪ ،‬لكن هنالك بضعة عوامل‬
‫محددة تؤثر على تطّور ‪ , PTSD‬ومنها استعداد الشخص الذهني للصدمة‬
‫المحددة‪ ،‬ومقدار التحكم الذي م ّر به اثناء الحدث الصادم‪ ،‬والمشاكل النفسية‬
‫السابقة‪ ،‬ومقدار الدعم البيئي >مساعدة ‪ < .HTML.ARB‬الذي يتلقاه بعد‬
‫الصدمة‪.‬‬

‫كيف يمكنني مواجهة ‪ PTSD‬؟‬


‫االعراض التي تظهر على الشخص مباشرة بعد تعرضه لصدمة تتالشى‬
‫عموما ً خالل االسابيع التالية على الحدث‪ .‬وأحد العوامل الهامة في مساعدة‬
‫الناجين من الصدمة اثناء االسابيع التي تعقب الحدث الصادم هو الدعم الذي‬
‫يتلقاه من االصدقاء والعائلة‪ .‬وهنالك بضعة اشياء يتعين على او يستطيع‬
‫الناجي من الصدمة ان يفعلها لمساعدة نفسه‪ .‬كذلك‪ ...‬وتشمل هذه االشياء‪،‬‬
‫اخذ قسط كاف من النوم‪ ،‬المحافظة على الروتين اليومي‪ ،‬ومشاطرة االفكار‬
‫والمشاعر مع من يرغب وغير ذلك‪ .‬واضافة الى ذلك يمكن ان تكون‬
‫ممارسة تمارين االسترخاء ذات نفع كبير اثناء مرحلة التعافي‪ .‬وفي حالة‬
‫عدم تالشي االعراض خالل بضعة اسابيع‪ ،‬تكون معالجة معالجين مهنيين‬
‫تدربوا خصيصاً‪ :‬على ذلك هي السبيل الصحيح‪ .‬واذا ما رسخ اضطراب ما‬
‫بعد الصدمة‪ ،‬فمن غير المرجح ان "يختفي"‪ :‬او "يتحسن" من تلقاء نفسه‪.‬‬

‫هل تتوفر عالجات‪ :‬لــ ‪PTSD‬؟‬


‫تتوفر بضع عالجات مختلفة لـ‪ PTSD‬وقد ثبتت فعاليتها‪ .‬وتستطيع هذه‬
‫العالجات ان تحسن كثيراً نوعية حياة اولئك الذي يعانون من اعراض ما‬
‫بعد الصدمة‪ .‬ويشمل العالج‪ ،‬الذي يتم عموما ً على يد أخصائي نفسي مؤهل‬
‫او على يد عامل اجتماعي‪ ،‬طمأنه نفس الناجي‪ :،‬ومعالجة التجربة الصادمة‬
‫والتركيز على العودة الى تأدية الوظائف بصورة طبيعية‪ .‬ونظراً لخطورة‬
‫االضطراب وفعالية المعالجة‪ :،‬فان من المهم عدم تأخير العالج‪ :،‬وعندما‬
‫تدعو الحاجة السعي الى طلب مساعدة مهنية بالسرعة الممكنة‪.‬‬

‫هل تتوفر ادوية يمكنها معالجة ‪PTSD‬؟‬


‫تتوفر بضعة ادوية فعّالة في معالجة اعراض محددة لالضطراب مثل انعدام‬
‫النوم‪ ,‬الذعر او االلم‪ .‬لكن ليس هناك دواء واحد يعالج بفعالية المدى الكامل‬
‫لالعراض‪ .‬ولهذا السبب‪ ،‬يمكن لالدوية ان تسهل المواجهة اثناء العالج‬
‫النفسي‪ ،‬لكنها ال تستبدل العالج النفسي‪.‬‬

‫ماذا يمكنني ان اعمل لمساعدة نفسي؟‬


‫العادة حياتك الى مسارها ومنع الوضع من التفاقم‪ :،‬فيما يلي بضع خطوات‬
‫يمكن ان تتخذها خالل الساعات وااليام التي تعقب الصدمة‪ ،‬والتي قد تسّهل‬
‫االمور‪:‬‬
‫‌أ‪ -‬مشاطرة مشاعرك مع اناس تكترث بهم – التحدث مع اصدقاء وافراد‬
‫العائلة سوف يساعدك في تخفيف بعض العبء النفسي الذي يثقل كاهلك‪.‬‬
‫‌ب‪ -‬المحافظة على نمط حياة صحّي – من السهل جداً ان نهمل حالتنا‬
‫الصحية خاصة في اوقات مضطربة كهذه‪...‬فحالتنا الصحية تؤثر على‬
‫حالتنا العقلية ولهذا السبب فان من المهم في اوقات كهذه ان نأكل طعاما ً‬
‫صحياً‪ ،‬وان نمارس تمارين رياضية ونضيف نشاطات ترفيهية الى برنامج‬
‫يومنا‪ ،‬كما ان تمارين استرخاء يمكن ان تكون مفيدة‪.‬‬
‫‌ج‪ -‬اوجد مصادر دعم وراحة – يستمد العديد من الناس الراحة والتشجيع‬
‫من أطر دينية‪ ،‬ويستمدها غيرهم من منظمات مجتمعية‪ .‬ففي بعض‬
‫المجتمعات توجد جماعات مساندة الناس م ّروا بصدمات مشابهة‪ ..‬وتتيح لنا‬
‫هذه االطر المنوعة البدء في فهم تجاربنا وايجاد مغزى لها‪ ,‬كما انها تقّوينا‪.‬‬

‫لمن يمكن ان الجأ لطلب مساعدة؟‬


‫هناك منظمات عديدة تساعد ضحايا‪ :‬الصدمات‪ .‬وتنقسم هذه المنظمات الى‬
‫ثالثة اصناف تقريباً‪:‬‬
‫‌أ‪ -‬منظمات حكومية – تقدم التعويض والدعم المالي‪.‬‬
‫‌ب‪ -‬منظمات مهنية – مثل مراكز معالجة الناجين من الصدمات‪ :،‬وتهدف‬
‫هذه المنظمات الى تقديم مساعدة مهنية وعالج‬
‫‌ج‪ -‬منظمات تطوعية – تقدم الدعم المالي والنفسي واالجتماعي‪.‬‬
‫اختبر نفسك‬

‫اختبر نفسك‪ :‬هل تعاني من شدة ما بعد الصدمة؟‬

‫القصد من هذه الصفحة هو اعطاء الناجين من الصمات وعائالتهم‬


‫معلومات ‪ ،‬واتاحة فرصة لهم لتقييم وضعهم ليقرروا ما اذا كانوا بحاجة‬
‫الى مساعدة مهنية ‪ .‬وفي االسابيع التي تعقب الصدمة يجرب العديد من‬
‫الناجين اعراضا ً تميّز اضطراب ما بعد الصدمة (‪ .)ptsd‬وتتناقص هذه‬
‫االعراض او تختفي تماما ً عند معظم الناس على م ّر الزمن ‪ ،‬وتُستبدل‬
‫بتصرفات مواجهة وبالعودة الى الروتين اليومي وهذه عملية عادية تماماً‪.‬‬
‫غير ان هذه االعراض لدي بعض الناس تستمر وقد تصبح اقوى‪ .‬عندئذ‬
‫نوصي باللجوء الى مساعدة مهنية لمعالجة الوضع‪.‬‬

‫واهم قاعدة لمعالجة اعراض ما بعد الصدمة هي قاعدة بسيطة‪:‬‬

‫* اذا ما ش ّوشت المشاعر التي تشعر بها على حياتك اليومية واداء‬
‫وظائفك اليومية او على حياة المحيطين بك لفترة زمنية ممتدة – فاطلب‬
‫المساعدة‪.‬‬
‫* اذا ما شعرت بان االفكار والمشاعر المتصلة بالصدمة تمأل يومك‬
‫وتؤثر على قدرتك على االستمتاع بنفسك وبسعادتك – فاطلب المساعدة‪.‬‬
‫* اذا ما شعرت بمزيد من االنفصال عن اشياء كنت تجدها مفيدة في‬
‫الماضي ‪ ،‬كاصدقاء وفعاليات ومعتقدات منوعة – فاطلب المساعدة‪.‬‬
‫وتمثل خصائص اضطراب ما بعد الصدمة ‪ ،‬المفصلة ادناه ‪ ،‬المدى الواسع‬
‫من االعراض لهذا االضطراب‪ .‬ويجرب معظم الناجين من الصدمات بعض‬
‫هذه االعراض في االيام التي تعقب الصدمة ‪ ،‬وقد يجربونها احيانا ً حتى‬
‫خالل االسابيع التالية على الصدمة‪ .‬فاذا جربت انت او المقربون اليك عدداً‬
‫من االعراض المفصلة ادناه خالل فترة طويلة من الزمن ‪ ،‬فافحص كيف‬
‫يمكنك ان تساعد نفسك او اطلب مساعدة مهنية‬
‫افحص األعراض التالية لترى أيُّها ينطبق عليك‪:‬‬

‫أ‪ .‬إعادة التجربة‬

‫هل‪:‬‬
‫* تشعر بأنك تعيد التجربة باستمرار ‪ -‬في تشويش االفكار او الصور‬
‫او المشاعر المتعلقة بالصدمة؟‬
‫* تعاني من الكوابيس ‪ -‬التي لها عالقة بالصدمة؟‬
‫* عودة الى السابق – ويتكرر شعورك بعودتك الى الصدمة‪.‬‬
‫* تشعر بالضغط والكرب والقلق ‪ -‬عندما تتعرض الشياء لها عالقة‬
‫بالصدمة التي مررت بها؟‬

‫ب‪ .‬التجنب‬
‫هل‪:‬‬
‫* تتجنب االفكار او األحاديث اوالمشاعر ‪ -‬المتعلقة بالحدث؟‬
‫* تتجنب اماكن او فعاليات او اشخاص ‪ -‬يذ ّكرونك بالصدمة؟‬
‫* يقل اهتمامك باشياء كنت تستمتع بها فيما مضى؟‬
‫* تشعر بانك ال تستطيع الشعور بالسعادة والمرح والحب ‪ -‬وغيرها‬
‫من المشاعر االيجابية؟‬
‫* تجد صعوبة في ّ‬
‫تخيل المستقبل؟‬

‫ج‪ .‬أثارة مفرطة‬


‫هل‪:‬‬
‫* تجد صعوبة في النوم؟‬
‫* تشعر بالضيق – وتغضب لسبب غير واضح؟‬
‫* تجد صعوبة في التركيز والدراسة؟‬
‫* تشعر بتوتر كل الوقت – دون معرفة السبب؟‬
‫* تجفل عند كل ضجيج عال او حركة مفاجئة؟‬
‫د‪ .‬إدمان‬

‫هل‪:‬‬
‫* بدأت بشرب الكحول – بعد الصدمة ‪ ،‬لكي تريح نفسك من االفكار‬
‫والمشاعر المزعجة؟‬
‫* استخدمت مخدرات – لكي تتوقف عن الشعور بالضيق بعد حدث‬
‫صادم؟‬

‫هـ‪ .‬مشاعر بالذنب‬

‫هل‪:‬‬
‫* تشعر بالذنب لنجاتك من الحدث الصادم؟‬
‫* تشعر بالذنب حول الطريقة التي تصرفت بها اثناء الحدث الصادم؟‬

‫و‪ .‬انفصال‬

‫هل‪:‬‬
‫* تجد نفسك أحيانا منفصال عن نفسك – وال يمكنك أن تتذكر ما فعلت‬
‫بالدقائق أو حتى بالساعات القليلة الماضية؟‬
‫* تشعر بأنك "لست أنت نفسك" – وأنت تراقب نفسك من بعيد؟‬

‫اذا كنت تعاني من واحد او اكثر من هذه االعراض لفترة متطاولة من‬
‫الزمن ‪ ،‬وتشعر بأن هذه االعراض ال تتحسن ‪ ،‬بل انها في الواقع تزداد‬
‫سوءاً ‪ ،‬فاننا نوصي بان تلجأ الى مساعدة مهنية في واحد من المراكز‬
‫العديدة التي تعالج الناجين من الصدمات‪ .‬وهناك بضعة انواع مختلفة من‬
‫عالج الصدمات المتاحة ‪ ،‬ومعظم هذه العالجات ناجعة وتقدم عونا ً بارزاً‬
‫للناجين من الصدمات‪ .‬واذا كنت تشعر بأنك تسير على الطريق الى الشفاء‬
‫‪ ،‬ومع انك قد تجرب بعض اعراض ما بعد الصدمة ‪ ،‬فانك تشعر بأنك‬
‫تحرز تقدما ً وتعود الى حياتك اليومية ‪ ،‬فقد تجد معلومات مفيدة هنا ‪.‬‬
‫ما هي الصدمة النفسية؟‬
‫المعنى االصلي للكلمة اليونانية "تراوما"( ‪ )trauma‬هو جرح ‪ ،‬أو‬
‫ضرر يلحق بانسجة الجسم‪ .‬واليوم نستعمل العبارة "صدمة نفسية"‬
‫لوصف وضع يجرب فيه الشخص حدثا ً صعبا ً جرح نفسه‪ .‬وهناك في‬
‫االونة االخيرة وعي متزايد بحقيقة ان االشخاص الذين يتعرضون الحداث‬
‫ى نفسي‬ ‫كالهجمات االرهابية ال يصابون جسديا ً فحسب ‪ ،‬بل يلحقهم اذ ّ‬
‫كذلك‪ .‬وهؤالء هم ضحايا الصدمات الذين نسمع عنهم غالبا ً بعد هجمات‬
‫ارهابية‪ .‬واالمثلة االخرى على احداث صادمة قد تسبب صدمات نفسية‬
‫كذلك هي االصابات التي تسببها حوادث السيارات واالعتداءات الجنسية‬
‫او االمراض الخطيرة‪.‬‬
‫هناك عامالن يجعالن الحدث حدثا ً صادما‪:‬‬
‫أ‪ .‬تهديد بالموت او اصابة خطيرة تلحق بنا او بشخص آخر‪.‬‬
‫ب‪ .‬شعور قوي بالخوف والعجز‪.‬‬
‫والحدث الصادم عادة حدث ال يُوقفُ له على حال وال يمكن التحكم به وهو‬
‫يحطّم احساسنا باالمن ويتركنا عرضة لالصابة وفي حالة مضطربة‪ .‬وال‬
‫داعي الن يكون الحدث حدثا يتعرض له الشخص بصورة مباشرة ‪ ،‬فنبأ‬
‫وفاة مقّرب الينا احيانا ً او مشاهدة اعتداء ارهابي على شاشة التلفزيون‬
‫يمكن ان يكون حدثا ً صادماً‪.‬‬
‫يتعافي معظم من يتعرضون لحادث صادم بعد بضعة اشهر دون ان‬
‫يحتاجوا مساعدة مهنية‪ .‬فالعقل ‪ ،‬كالجسم ‪ ،‬يعرف كيف يتعافى من‬
‫االصابات وكيف يتغلب عليها‪.‬‬
‫وتحتاج اقلية من المصابين بالصدمة الى مساعدة مهنية ‪ .‬ولحسن الحظ ‪،‬‬
‫توجد عالجات نفسية فعالة محدودة المدى ‪ .‬وتهدف هذه العالجات الى‬
‫مساعدة العقل على استعادة قواه الشافية الطبيعية‪.‬‬
‫كيف تواجه مخاوف االطفال في اوقات الشك‬
‫كيف يكون رد فعل االطفال على الصدمة؟‬
‫اقتراحات عملية للوالدين‬
‫كيف تساعد االطفال في سنّ المدرسة على تنمية القدرة على االسترداد‪:‬‬
‫مواجهة المخاوف ؟‬

‫ما هي االزمة‬
‫‪ .1‬ما هي االزمة؟‬
‫كلنا نمر في صعود وهبوط في حياتنا‪ .‬ونستطيع عادة التغلب على هذه‬
‫التقلبات وحدنا‪ .‬لكن‪ ،‬في اعقاب حدث او تغيير دراماتيكي في حياتنا‪،‬‬
‫يصعب علينا ان نواجهها‪ .‬فاالزمة هي حالة عاطفية مؤقتة (قد تستمر‬
‫بضعة اسابيع) من االضطراب وفقدان االتزان‪ ،‬التي تنجم عن حدث او‬
‫تغيير في حياتنا نجد صعوبة في التعامل معه‪ .‬وندرك بأن الحالة أزمة‬
‫عندما يستعصي حلها على آليات معالجة االزمات العادية وتفشل كل‬
‫المحاوالت لحلها بالوسائل التي استخدمناها بالماضي‪ .‬ويصعب علينا احيانا‬
‫ان نتذكر كيف عالجنا حاالت صعبة كهذه في الماضي‪ .‬وتبدو الحياة اليومية‬
‫فجأة مخيفة ومروعة‪ .‬لدرجة اننا ال نفهم‪ ،‬في حاالت كثيرة‪ ،‬كيف يحدث لنا‬
‫هذا ونتساءل ان كنا نحن مذنبين في ذلك‪ .‬واالمثلة على االحداث التي‬
‫تفضي الى االزمة هي‪ :‬موت انسان قريب‪ ،‬مرض مستعص‪ ،‬أزمة في‬
‫العالقات‪ :،‬الفصل من العمل‪ ،‬والتعرض المباشر او غير المباشر لحادث‬
‫مأساوي كعملية ارهابية‪ ،‬او حادث طرق او التعرض العتداء جسدي او‬
‫جنسي وغير ذلك‪ .‬وكذلك التغير المستحب في الحياة كالزواج واالنجاب‬
‫وتغيير مكان السكن‪.‬‬

‫‪ .2‬كيف تحدث االزمة؟‬


‫ال تنشأ االزمة فقط من الحدث نفسه‪ ،‬بل انها تتأتى ايضا من الشكل الذي‬
‫نتصورها فيه‪ .‬ومن المهم ان ندرك ان الناس هم الذين يولون اهمية‬
‫لالحداث ويعرفونها‪ ...‬ولهذا فان الحدث الذي يمكن ان يتغلب عليه شخص‬
‫قد يشكل ازمة لدى شخص آخر‪ .‬بل ان الشخص نفسه يتعامل مع الحدث‬
‫نفسه بطرق مختلفة في فترات مختلفة ‪.‬ويجب التأكيد على ان كل حدث قد‬
‫يصبح أزمة اذا وقع لنا فجأة بانفعال شديد‪ .‬فالحدث‪ :‬او التغيير سيؤديان الى‬
‫نشوب أزمة اذا اخال بالتوازن الداخلي لدينا‪ ،‬واثرا على قدرتنا على‬
‫مواجهتهما‪ .‬فاذا استعدنا السيطرة والنظام الى حياتنا فستزول االزمة ايضا‪.‬‬

‫‪ .3‬اعراض االزمة‪ :‬كيف تعرف انك في أزمة؟‬

‫أ‪ .‬اعراض جسدية‪ :‬يصحب االزمة غالبا شعور سيء مصحوب بفقدان‬
‫الشهية واالرق‪ .‬وفي حاالت اخرى تكون االزمة مصحوبة بنهم شديد لالكل‬
‫او بعدم الرغبة في النهوض من الفراش‪ .‬واحيانا يحس الجسم باالزمة‬
‫ويعبر عن ذلك باالم في البطن‪ ،‬ااضطراب‪ :،‬شعور بالتوتر‪ ،‬صداع‪ ،‬تعرق‬
‫زائد وتقيؤات‪.‬‬

‫ب‪ .‬التفكير الذي ال ينقطع‪ :‬من المميزات الرئيسية لالزمة هي عدم القدرة‬
‫على الكف عن التفكير‪ .‬ال يمكننا التفكير سوى باالزمة التي نحن بصددها‬
‫وشعورنا تجاهها‪ .‬االنشغال المستمر في االزمة يضيف الى احساسنا‬
‫بالضائقة ويصعب علينا ايجاد حلول للوضع‪.‬‬

‫جـ‪ .‬الشعور بفقدان االمل‪ :‬من المشاعر التي ترافق االزمة هي التشاؤم‪،‬‬
‫وعدم االيمان بأن الوضع سيتحسن يوما ما‪ .‬وفي احيان كثيرة تكون هناك‬
‫صعوبة في التخطيط للمستقبل‪.‬‬

‫د‪ .‬صعوبة التركيز‪ :‬في حاالت عديدة يصحب االزمة صعوبة في التركيز‬
‫على ما يقوله االخرون ‪،‬او لحل مشاكل تحتاج الى تركيز وتفكير عميق‪.‬‬

‫هـ‪ .‬عزلة اجتماعية‪ :‬اثناء االزمة نميل الى ان نشعر بأن ليس هناك من يقف‬
‫معنا وان الناس ال يفهموننا‪ .‬ويسبب لنا هذا االنزواء وتفاقم الوضع‪ .‬في هذه‬
‫الحالة‪ ،‬يكون االنفتاح على شخص ما هو الخطوة االولى لتجاوز االزمة‪.‬‬

‫واالختبار االحسن هو ما تشعر به‪ :‬اذا كنت تشعر بالحزن‪ ،‬والتوتر او‬
‫الغضب‪ ،‬او العجز بشكل يثقل عليكم في تأدية وظائفكم اليومية او يعرقل‬
‫سير حياتكم الهانئة‪ ،‬فان هذا هو الوقت لطلب المساعدة‬
‫الثكل عند المراهقين‬
‫مقدمة‬
‫اثناء اوقات الثكل ي ُخبر المراهقون وقتا ً عصيبا ً بوجه خاص‪ ،‬فهم يتعاملون‬
‫مع الخسارة في الوقت الذي يمرون فيه عبر مشقة االنتقال الى مرحلة‬
‫المراهقة‪ ،‬التي تتسم في الغالب‪ :‬بتطور مربك ومرهق‪ .‬فعندما يحزن‬
‫المراهقون يكون حزنهم عميقا ً ‪ ،‬لكنهم في الغالب يستثمرون جهوداً كبيره‬
‫في اخفاء مشاعرهم ع ّمن حولهم ‪ ،‬وبذا فانهم سيشعرون بأنهم اقل تأثراً‬
‫بالحدث ‪ ،‬ويجد االوالد ‪ ،‬بوجه خاص ‪ ،‬صعوبة في اظهار عواطهفم‬
‫الحقيقية‪ .‬ويتلوى المراهقون في اغلب االحيان دور راعي العائلة وبذا فانهم‬
‫يكبتون حزنهم وألمهم الشخصي ‪ ،‬او يستبعدونه من بؤرة التركيز‪.‬‬

‫المراهقة وقت عبور خط رفيع بين الطفولة وحالة البلوغ‪ ...‬وتتمير ردود‬
‫فعل المراهقين على الفقد بعناصر من كال هذين العالمين‪ ..‬فمشاعر االلم‬
‫والحداد تشبه تلك المشاعر التي يحسّ بها الكبار مع ان المراهقين قد‬
‫يعبرون عن غضب اكبر ويتصرفون تصرفات متطرفة او حتى خطيرة‪.‬‬
‫ومن ناحية معرفية ‪ ،‬يستطيع المراهقون فهم معنى وحتمية الموت ‪ ،‬لكنهم‬
‫غالبا ً غير قادرين عاطفيا ً على مواجهة هذا الحدث‪ .‬وقد يكون شعورنا‬
‫كبالغين تجاه المراهقين المفجوعين شعوراً بالعجز وانعدام السيطرة‪ .‬اذ على‬
‫العكس من االطفال الصغار ‪ ،‬يكون المراهقون اكثر استقالال ‪ ،‬فيشعر‬
‫الكبار غالبا ً ان ال نفوذ لهم على المراهقين‪ ..‬ويمتد هذا الى مدى الوقت الذي‬
‫يقضونه خارج البيت ‪ ،‬والى الرفاق الذين يعاشرونهم والى ما يتعرضون‬
‫اليه من خالل وسائل االعالم االلكترونية‪ .‬ونحن ال ندري في الغالب ا ّ‬
‫ي‬
‫شبكات دعم تتوفر لهم وربما نشعر بأنهم يرفضون محاوالتنا للتقرب اليهم‬
‫واالتصال بهم‪ .‬فكيف يمكننا ان نواجه هذا الوضع؟ الخطوة االولى هي فهم‬
‫خصائص الحزن التي يتفرد بها المراهقون‪ .‬وعندئذ فقط يمكننا ان نقدم لهم‬
‫العون للخروج مما هم فيه‪.‬‬
‫خصائص المراهقين المحزونين‬

‫‪ .1‬تساؤل وشكوك‪:‬‬
‫المراهقون‪ ،‬كالكبار‪ ،‬يفهمون حتمة الموت‪ ...‬وهم في سن يتساءلون فيها‬
‫عن القيم واالفكار التي ّرباهم اهلهم عليها منذ الطفولة ‪ ...‬ويحدث الموت‬
‫كحدث غير عادي يدفعهم الى التساؤل عن اعراف اجتماعية كطقوس‬
‫الحداد‪ ،‬او قد يثيرون اسئلة فاحصة عن العدالة ومعنى الحياة وعن الموت‬
‫نفسه‪ .‬ولذا فمن المهم فهم هذه الحاجة وابداء الصبر‪ ...‬ويتعين ان نسمح‬
‫للمراهق بتشكيل ارائه الخاصة حتى ولو كانت تلك االراء غير مالئمة او‬
‫تتعارض مع آرائنا‪ .‬حاول ان تستمع الى وجهة نظر المراهقين وعبّر عن‬
‫رأيك باحترام‪ .‬ففتح حوار ‪ ،‬بصرف النظر عن موضوع ذلك الحوار ‪ ،‬هو‬
‫في حد ذاته مهم للغاية‪.‬‬

‫‪ .2‬االنسحاب‪:‬‬
‫بعد االصابة بفجيعة ‪ ،‬قد تبدأ في االحساس بأن ابنك المراهق اخذ ينأى عنك‬
‫‪ ...‬فقد ينزوي في غرفته المغلقة ‪ ،‬وال يكاد يتكلم معك ‪ ،‬وقد يقضي وقتا ً‬
‫ي تماما ً وهو‬‫طويالً خارج البيت‪ .‬هذا السلوك هو في الحقيقة سلوك سو ّ‬
‫معهود في مراهقين استبدلوا آباءهم بأقرانهم كمصدر نفوذ رئيسي عليهم‪.‬‬
‫فالمراهق عادة يؤثر الحديث مع اصدقائه على الحديث معك انت كوالد ‪،‬‬
‫وقد ي ّرد حتى بغضب على محاوالتك ل ّجره مما هو فيه ‪ ،‬مدعيا ً بانك ال‬
‫تفهمه ‪ ،‬ولهذا فان من المهم ان توضح له بأنك رهن اشارته اذا رغب ‪،‬‬
‫وتريد ان تتحدث معه ال ان تمارس عليه الضغط‪ .‬جرّب ان تتأكد من ان له‬
‫صديقا ً او شخصا ً ينفتح عليه ويشاطره مشاعره‪.‬‬

‫‪ .3‬تصرف فيه مجازفه‪:‬‬


‫سيلجأ المراهقون الذين تفجرهم العواطف الى سلوك عنيف احيانا ً او‬
‫يتصرفون تصرفا ً غير مسؤول او حتى خطيراً‪ .‬ويقوم المراهقون غالبا ً بهذا‬
‫النوع من النشاط لكي يثبتوا النفسهم بأنهم ال يُقهرون وان الموت ال يستطيع‬
‫ان ي ّمسهم‪.‬‬

‫‪ .4‬اساءة استخدام مواد محظورة‪:‬‬


‫قد يلجأ المراهقون عندما تغمرهم عواطف مؤلمة الى المخدرات‬
‫والكحول‪ ...‬وقد تتحول تلك العواطف احيانا ً الى غضب يصبه على الفقيد‬
‫وعلى االسرة او على العالم عامة‪ .‬وقد توفر له المخدرات او الكحول راحة‬
‫مؤقتة من هذه المشاعر الصعبة لكنها على المدى البعيد تعرقل عملية‬
‫التشافي وتمنع الشاب من ان يتعلم كيف يواجه حزنه ويضطلع به‪.‬‬

‫‪ .5‬وسواس الموت‪:‬‬
‫يستحوذ وسواس الموت على العديد من المراهقين في اعقاب احداث‬
‫ُمخيفة‪ ...‬ويمكن مالحظة هذا الوسواس بالمالبس والماكياج الذي يضعونه‬
‫او بالموسيقى التي يستمعون اليها‪ .‬وقد تكون هذه هي طريقتهم في مواجهة‬
‫مفهوم الموت المروع بدمجه في حياتهم اليومية‪ ...‬اضافة الى ذلك ‪ ،‬قد‬
‫يُفصح المراهقون إ ّما لك او الصدقائهم عن افكار عن الموت او االنتحار او‬
‫عدم جدوى حياتهم‪ .‬فاذا تحدث المراهق عن انتحار ‪ ،‬فيتحتم على الكبار ان‬
‫يأخذوا االمر مأخذ الجد وان يطلبوا حاال مساعدة مهنية‪ .‬للحيلولة دون‬
‫وقوع مأساة‪.‬‬
‫خسارة صادمة‬
‫تقع الفاجعة الصادمة عندما يموت شخص عزيز فجأة او بصورة غير‬
‫متوقعة ‪ ،‬ويمكن ان ينجم ذلك عن حادث سيارة ‪ ،‬او مرض مفاجئ او‬
‫اعتداء ارهابي او انتحار او جريمة عنف ‪ ،‬فتقلب الفاجعة عالم من بقوا بعد‬
‫الفقيد رأسا ً على عقب‪ .‬فالخسارة عديمة المعنى وغير منصفة ‪ ،‬وال يعود‬
‫العالم مكانا ً تشعر فيه باالمان ‪ ،‬وقد يشعر افراد االسرة واالصدقاء‬
‫المقربون بشعور من الذنب ألنهم بقوا احياء وقد يشعرون بأنهم هم الذين‬
‫كان ينبغي ان يموتوا‪ ...‬وقد تكون الفاجعة الصادمة اكثر تعقيداً وتدوم فترة‬
‫اطول من فقدان في اعقاب فاجعة غير صادمة ‪ ،‬وقد تدوم فترة الصدمة‬
‫االولية اكثر من بضعة ايام وغالبا ً ما تكون المساعدة المهنية ضرورية‪.‬‬

‫اضافة الى عملية الفقدان ‪ ،‬يمر العديد من الناس باعراض صادمة‬


‫كالكوابيس وومضات ذاكرة قوية والذعر ومشاعر اللوم والخوف ‪ ،‬واحيانا ً‬
‫قد تزيد عوامل اضافية عملية الحداد تركيبا ً كاالوضاع التي ال تتأكد فيه‬
‫الوفاة ‪ ،‬كأن ال يُعثر على الجثة او ال يمكن التعرف عليها ‪ .‬كل هذه امور‬
‫تزيد من صعوبة تقبل حقيقة وقوع الموت ‪.‬‬

‫وعندما نستوعب هذه الحقيقة فقط يمكننا ان نبدأ عملية الحداد‪ ...‬وتكون‬
‫هناك احيانا ً نواح مالية وقانونية معقدة تتعلق بالوفاة (كما في حالة وقوع‬
‫جريمة قتل) التي تزيد عملية الفقدان تعقيداً وتعيد الى الذهن ذكريات‬
‫الفاجعة المرة تلو االخرى‪.‬‬
‫ولما كانت الفاجعة الصادمة تتألف من عوامل تت ّميز بها الصدمة والخسارة‬
‫كالهما ‪ ،‬فان من المهم االنتباه للناحيتين كليهما‪.‬‬

‫الخسارة والثكل في الطفولة المبكرة‬


‫االطفالـ الصغار والثكل‬
‫يختلف رد فعل االطفال الصغار الذين تتراوح اعمارهم بين صفر – ‪6‬‬
‫سنوات‪ ،‬على الثكل‪ ،‬اختالفا كبيرا عن رد فعل الكبار ازاءه‪ ،‬فالرضع الذين‬
‫ال تتجاوز اعمارهم بضعة اشهر يستطيعون االحساس بوجود خلل ما وان‬
‫احد الوالدين يمر في شدة ونكد‪ .‬وفي العديد من الحاالت يرد الرضيع‬
‫باشارات كرب خاصة به مثل البكاء المتزايد واضطرابات النوم‪ ،‬او فقدان‬
‫الشهية‪ ،‬ويقول الخبراء‪ :‬يستطيع الرضع من سن ثالثة اشهر ان يشعروا‬
‫باالنفعاالت كالحزن والخسارة‪.‬‬
‫ترك الموت اثرا عميقا على احساس الطفل باالمن‪ ،‬خاصة في حالة فقدان‬
‫قريب‪ ،‬كأحد الوالدين مثال‪ .‬وفي مثل هذه الحاالت‪ :‬قد يطغى على الطفل‬
‫خوف من فقدان الوالد االخر فجأة او الخوف حتى من ان يموتوا هم انفسهم‪.‬‬
‫ففي هذه السن ينصب تفكير االطفال على انفسهم وعلى كيفية تأثير الموت‬
‫عليهم‪ ،‬وال يقتصر الحداد على الفقيد فحسب‪ ،‬بل يشمل التغيرات الفجائية‬
‫في بيئة الطفل وروتينه واحساسه باالمان‪.‬‬
‫وخالفا لما عليه الكبار‪ ،‬الذين يحزنون فترة مستمرة بعد المرور بخسارة‪،‬‬
‫ويستطيعون في الغالب الوصول الى نوع من القرار‪ :،‬فان عملية الحداد عند‬
‫االطفال دورية‪ .‬ففي كل مرحلة نمو جديد قد يمر الطفل خالل تجربة‬
‫الخسارة والثكل بطريقة جديدة ومختلفة‪ .‬فموت حبيب عندما كان الطفل في‬
‫سن الثانية سيتخذ مرة اخرى معنى جديدا وال يقل صعوبة في سن السادسة‪،‬‬
‫عندما يدرك ان الخسارة نهائية‪ .‬وعند نقاط بارزة من االنتقال قد تكون‬
‫الخسارة ملموسة بحدة‪ ،‬وتعيد فتح عملية الحزن‪ .‬ولهذا يجب ان نكون‬
‫منفتحين المكانية ان فقدان فرد بارز من العائلة‪ ،‬وبخاصة أحد الوالدين‪،‬‬
‫يظل مؤلما تماما مع مرور الزمن‪ .‬ومن المهم ان تعي هذا وان تتنبأ باهتمام‬
‫الطفل مجددا بالموت عامة‪ ،‬وبفقدان الحبيب خاصة‪ ،‬في أوقات منوعة على‬
‫مدى سنوات نمو الطفل‪.‬‬

‫كيف يختلف حداد طفل صغير عن حداد الكبير؟‬


‫* اللغة‬
‫ال يكون تطور المهارات‪ :‬الشفوية قد اكتمل عند االطفال الصغار ولهذا‬
‫قد يجدون مشقة في وصف احزانهم بكلمات تكفي للتعبير عن مشاعرهم‬
‫وطلب المساعدة‪ ،‬وقد يكون هذا شعورا محبطا جدا للطفل وللكبير على‬
‫السواء‪ .‬وقد يحاول الكبار تقديم منافذ بديلة عن الكالم‪ ،‬مثل الرسم وااللعاب‬
‫والنشاط البدني‪.‬‬
‫* االدراك‬
‫يجد االطفال‪ ،‬وخاصة صغار السن منهم‪ ،‬صعوبة في ادراك حتمية‬
‫الموت؛ وهم يفهمونها عموما كشيء مؤقت او قابل لقلب مساره الى ان‬
‫يبلغوا السادسة من العمر‪ .‬اضافة الى ذلك‪ ،‬يقيم االطفال غالبا صالت‬
‫منطقية لكنها خاطئة بين المسبب واالثر‪ ،‬فمثال‪ ،‬اذا كان المتوفى قد ادخل‬
‫المستشفى اوال‪ ،‬فقد يظن الطفل الصغير بأن السفر الى المستشفى كان سبب‬
‫الوفاة‪ ،‬وقد يصدر الطفل تعميما على هذا ويخاف الذهاب الى الطبيب او‬
‫المستشفى‪.‬‬
‫* دعم‬
‫نعرف نحن الكبار كيف ومتى نطلب المساعدة عندما نحتاجها‪ .‬اما‬
‫االطفال الصغار فهم غير قادرين على االتكال على انفسهم وال بد لهم من‬
‫االتكال على اي دعم يقدم لهم‪ .‬وقد يكون الكبار في محيط الطفل الصغير‬
‫منغمسين في احزانهم لدرجة ال تبقي لديهم سوى القليل من الموارد لتقديمها‬
‫الطفالهم‪ .‬ولهذا فان من المهم للكبار‪ ،‬وأفراد العائلة او هيئة العاملين‬
‫بالمدرسة‪ ،‬ان يكونوا على وفاق مع احتياجات الطفل‪ ،‬واالستماع له‪،‬‬
‫وقضاء وقت كبير في التحدث اليه واللعب معه‪.‬‬
‫* االستمرارية‬
‫ال يستطيع االطفال‪ :،‬على العكس من الكبار‪ ،‬االستمرار فترات طويلة‬
‫في البكاء والحزن ويتراوحون عادة بين الحزن والروتين في خالل بضع‬
‫دقائق فقط‪ .‬وقد يبدو هذا احيانا وكأن الطفل يكبت حزنه‪ ،‬او ال يفهمه‪ ،‬لكن‬
‫ليس االمر كذلك بالضرورة‪ .‬بل انه ببساطة سبيل الطفل الصغير للمواجهة‬
‫وهو يتناسب مع قدرته العاطفية والتطورية‪.‬‬

‫خصائص االطفال من سن صفر – ‪3‬‬


‫يجد االطفال في هذه السن صعوبة في فهم معنى الموت‪ :‬فهم يرون فيه‬
‫انفصاال او هجرا‪ ،‬لكنهم ال يستطيعون تصور قطعيته وحتميته؛ أو تصور‬
‫حقيقة ان المتوفى لن يعود ابدا‪ .‬ولهذا السبب قد ال يبدو االطفال الصغار‬
‫منزعجين كاالطفال االكبر منهم سنا‪ ،‬مع انهم يستطيعون االحساس بأن من‬
‫حولهم متكدرين‪ .‬والعامل االكثر نفوذا على الطفل في هذه المرحلة هو‬
‫كيفية رد أحد الوالدين‪ .‬أو من يعتني بالطفل‪ ،‬فاذا تمت المحافظة على‬
‫احساس بالروتين والسالمة فان هذا يمكن ان يساعد الطفل على المواجهة‬
‫الى حد كبير‪ .‬اما اذا فقد هذا االحساس االساسي باالمن‪ ،‬فقد يعاني الطفل‬
‫الصغير من مشاكل كاضطرابات النوم‪ ،‬وقلق االنفصال عن الكبار‪ ،‬وقابلية‬
‫التهيج‪ ،‬والسلوك االنتكاسي كالتبول بالفراش‪ ،‬ومص االبهام‪ ،‬وفقدان‬
‫الشهية‪.‬‬

‫خصائص االطفال من سن ‪6 – 3‬‬


‫ما يزال االطفال في بداية هذه المرحلة ال يملكون القدرة على ادراك ان‬
‫الموت نهائي؛ بل يرون ان الموت مؤقت وقابل لقلب مساره‪ .‬ويبدأ االدراك‬
‫في الحلول فقط في نهاية هذه المرحلة‪ .‬ويبدأ االطفال في هذه السن‬
‫باستخالص استنتاجات منطقية ومعرفة سبب الوفاة‪ .‬وال تكون هذه‬
‫االستنتاجات‪ :‬دائما هي الصحيحة الن االطفال في هذه السن يميلون الى‬
‫التفكير بعبارات سحرية ويقتنعون بأن افكارهم يمكن ان تؤثر على‬
‫المحصلة وتغير االحداث‪ .‬وقد يسبب هذا مشاعر بالذنب لدى االطفال النهم‬
‫قد يكونون على يقين من ان افكارهم او غضبهم تجاه المتوفى هي التي‬
‫سببت الوفاة‪ .‬وقد يظن االطفال احيانا حتى بأن حسن سلوكهم قد يعيد‬
‫المتوفى الى الحياة‪ .‬ومن المهم للكبار الحساسين المحيطين بالطفل ان يعوا‬
‫هذا‪ ،‬وان يسمحوا بمناقشة هذه المشاعر‪ .‬وفي هذه السن قد يحدث انتكاس‬
‫الى تصرفات سابقة مثل مص االبهام والتبول بالفراش‪ .‬وفي بعض الحاالت‬
‫قد يبلغ االطفال عن مشاهدة او سماع صوت المتوفى‪.‬‬
‫يميل االطفال في هذه السن الى االخذ حرفيا بتفسيرات مثل "جدك اخلد لنوم‬
‫ابدي" ويعجب االطفال ان كانوا هم ايضا سيموتون عندما يخلدون الى‬
‫النوم‪ ،‬ومن المهم ان نعي ان اقواال مثل "نام" أو "رفعه هللا اليه" يمكن ان‬
‫تكون مفزعة اكثر من الحقيقة‪ .‬اذ قد يخاف الطفل من الذهاب الى النوم او‬
‫يخشى من ان هللا قد ينتزعه‪ .‬ومن المهم ايضا ان تشرح الحقيقة بهدوء‬
‫وبطريقة تتناسب مع سن الطفل‪ ،‬وان نكون مستعدين لتكرار الشرح مرة‬
‫اخرى وثالثة‪ .‬ثم ان السماح للطفل بتوجيه اسئلة‪ ،‬ليس فقط عقب الخسارة‬
‫مباشرة‪ ،‬بل على مدى فترة طويلة‪ ،‬امر بالغ االهمية‪ .‬ويعتبر الموت في‬
‫متمعنا في الغالب موضوعا محرما‪ ،‬وقد يحس الطفل ان الموت شيء ال‬
‫يجوز للمرء ان يتحدث عنه‪ .‬وطمأنة طفلك بأنك مستعد للحديث عن الموت‬
‫ولالجابة على اية اسئلة‪ ،‬يمكن ان يكون مطمئنا للغاية اثناء فترة الشك هذه‪.‬‬

‫الثكل عند المراهقين‬


‫يمر المراهقون اثناء فترات الثكل بوقت صعب بوجه خاص؛ فهم يتعاملون‬
‫مع الخسارة ويعبرون‪ ،‬في الوقت نفسه‪ ،‬عتبات المراهقة التي تعتبر غالبا‬
‫مرحلة تطور محير ومضن‪ .‬وعندما يحزن المراهقون يتميز حزنهم‬
‫وتفجعهم بالعمق لكنهم في الغالب يبذلون جهودا كبيرة في اخفاء مشاعرهم‬
‫عمن حولهم لكي يكونوا اقل عرضة للنقد‪ ،‬ويصعب على االوالد بوجه‬
‫خاص اظهار عواطفهم الحقيقية‪ ...‬وغالبا ما نجد أن المراهقين قد اخذوا‬
‫على عاتقهم القيام بدور الراعي للعائلة‪ ،‬وبذا فانهم يكبتون حزنهم وألمهم‬
‫الشخصي أو يزيلونه من مركز تركيزهم‪.‬‬
‫المراهقة هي وقت عبور خط دقيق يفصل بين الطفولة والبلوغ‪ ،‬ولهذا فان‬
‫ردود فعل المراهقين على الخسارة تتميز بعناصر من كال هذين العالمين‪،‬‬
‫الطفولة والبلوغ‪ ،‬وتشبه مشاعر االلم والحداد لدى المراهقين نظيرتها لدى‬
‫البالغين‪ ،‬اال ان المراهقين يمكن ان يعبروا عن غضب اكثر وينغمسوا في‬
‫سلوك متطرف‪ ،‬او حتى خطير‪ .‬والمراهقون معرفيا‪ ،‬قادرون على فهم‬
‫معنى وحتمية الموت لكنهم ال يستطيعون عاطفيا مواجهة هذا الحدث‪.‬‬
‫قد يكون شعورنا نحن البالغين تجاه المراهقين المحزونين شعورا بالعجز‬
‫وعدم السيطرة‪ .‬وخالفا لما هو عليه الحال‪ :‬مع االطفال الصغار‪ :،‬يكون‬
‫المراهقون اكثر استقالال ويشعر الكبار غالبا ان نفوذهم ضئيل على‬
‫المراهقين‪ .‬ويمتد هذا ليشمل مقدار الوقت الذي يقضونه خارج البيت‪،‬‬
‫واالشخاص الذين يعاشرونهم‪ ،‬وما الذي يتعرضون اليه من خالل وسائل‬
‫االعالم االلكترونية ونحن ال ندري في الغالب انواع شبكات الدعم المتاحة‬
‫لهم‪ ،‬وربما نشعر وكأنهم يرفضون محاوالتنا للتقرب منهم واالتصال بهم‪.‬‬
‫فكيف نستطيع معالجة هذا الوضع؟ الخطوة االولى هي فهم خصائص‬
‫الحزن الذي يتفرد به المراهقون‪ .‬وعندئذ فقط تستطيع تقديم المساعدة لهم‪.‬‬

‫خصائص مراهقين يمرون بحزن‪:‬‬

‫* استفسار وشكوك‬
‫يدرك المراهقون‪ ،‬مثلما يدرك الكبار‪ ،‬حتمية الموت‪ ...‬وهم االن في‬
‫مرحلة يلقون فيها ظالال من الشك حول القيم واالفكار التي رباهم عليها‬
‫الوالدان منذ الطفولة‪ .‬ويقع الموت كحدث غير طبيعي يدفعهم الى الشك في‬
‫صحة االعراف االجتماعية كطقوس الحداد‪ ،‬او يدفعهم الى اثارة اسئلة حول‬
‫العدالة ومعنى الحياة والموت نفسه‪ .‬من المهم ان نتفهم هذه الحاجة ونتحلى‬
‫بالصبر‪ .‬ويتعين علينا ان نسمح للمراهق بأن يشكل اراءه حتى لو بدت تلك‬
‫االراء غير مناسبة او تتعارض مع ارائنا‪ .‬حاول ان تستمع الى وجهة‬
‫نظرهم وعبر عن رأيك باحترام‪ ،‬ففتح حوار مع المراهق‪ ،‬بغض النظر عن‬
‫موضوع الحوار‪ :،‬هو في حد ذاته بالغ االهمية‪.‬‬
‫* االنسحاب‬
‫بعد التعرض لخسارة كبيرة‪ ،‬قد تبدأ باالحساس بأن ابنك المراهق يبتعد‬
‫عنك‪ ...‬فقد يحبس نفسه في غرفته‪ ،‬وال يكاد يكلمك‪ ،‬وقد يقضي وقتا كثيرا‬
‫بعيدا عن البيت‪ .‬ان مثل هذا السلوك في الحقيقة عادي تماما‪ ،‬وهو سلوك‬
‫انموذج لمراهقين حل اقرانهم محل والديهم كمصدر نفوذ رئيسي لهم‪.‬‬
‫وسيفضل المراهق عادة صديقه على محادثة معك‪ ،‬أنت الوالد‪ .‬وقد يستجيب‬
‫حتى بغضب لمحاوالتك اخراجه مما هو فيه‪ ،‬مدعيا أنك ال تتفهمه‪ .‬ولذا فان‬
‫من المهم فعال ان توضح له بأنك متاح لمساعدته اذا رغب في ذلك‪ ،‬ويريد‬
‫التحدث‪ ،‬لكن ال تمارس عليه الضغط‪ .‬حاول ان تحرص على ان يكون له‬
‫صديق او شخص يمكن ان ينفتح عليه ويشاطره مشاعره‪.‬‬
‫* سلوك ينطوي على مجازفة‬
‫يلجأ المراهقون الذين تغمرهم العواطف احيانا الى سلوك عنيف أو‬
‫غير مسؤول‪ ،‬او حتى الى القيام بافعال خطرة؛ ويقوم المراهقون غالبا بمثل‬
‫هذا النشاط ليثبتوا النفسهم انهم ال يقهرون وان الموت لن يطالهم‪.‬‬
‫* اساءة استعمال مواد محظورة‬
‫عندما تطغى عواطف مؤلمة على المراهقين‪ ،‬فانهم قد يلجأون الى‬
‫المخدرات والكحول‪ .‬وتتحول هذه العواطف احيانا الى غضب موجه نحو‬
‫الفقيد‪ ،‬أو العائلة أو العالم عموما‪ .‬وقد يجد المراهق في المخدرات والكحول‬
‫استراحة مؤقتة من هذه المشاعر الصعبة‪ ،‬لكنها على المدى البعيد تعيق‬
‫عملية التشافي وتمنع الشاب من تعلم كيفية مواجهة حزنه في الواقع‪.‬‬
‫* وسواس الموت‬
‫يستحوذ وسواس الموت على كثير من المراهقين عقب فقدان عزيز‪...‬‬
‫ويمكن مالحظة هذا االمر من خالل المالبس التي يرتدونها والماكياج الذي‬
‫يضعونه او من خالل الموسيقى التي يستمعون اليها‪ ...‬وقد يكون هذا هو‬
‫اسلوبهم في مواجهة مفهوم الموت المروع‪ ،‬وذلك بدمجه في حياتهم اليومية‪.‬‬
‫اضافة الى ذلك‪ ،‬قد يعبر المراهقون اما لك او الصدقائهم‪ ،‬عن افكار تتعلق‬
‫بالموت واالنتحار او عبثية حياتهم‪ .‬فاذا تحدث المراهق عن االنتحار‪،‬‬
‫فيجب على الكبار ان يحملوا حديثه محمل الجد‪ ،‬وينبغي ان يسعوا فورا الى‬
‫طلب المساعدة المهنية من تفاديا لوقوع مأساة اخرى‪.‬‬

‫مساعدة المراهقين أثناء فترات الحزن‪:‬‬

‫* كن صبورا‬
‫عند عرض المساعدة‪ ،‬اعرضها بلطف وحرص وبالتدريج‪ .‬ال تحاول‬
‫ممارسة ضغط على الشاب لكي يتحدث معك عن مشاعره‪ ،‬الن هذا قد‬
‫يسبب انطواءه على نفسه‪ ،‬وان ينأى بنفسه عنك‪ .‬اوضح له انك رهن‬
‫اشارته دائما اذا ومتى اختار ان يتحدث اليك‪.‬‬
‫* أظهر االحترام‬
‫حتى لو كانت اراء المراهق تسيء اليك او تسيء الى الفقيد‪ ،‬حاول ان‬
‫ال تكون مقررا‪ ،‬أظهر دائما االحترام آلراء ابنك المراهق‪ ،‬وحاول ان‬
‫تتحدث معه حتى لو اختلفت وجهات نظريكما‪.‬‬
‫* خصص وقتا لتكونا معا‬
‫ال يستطيع الشباب‪ ،‬حتى أكثرهم استقالال‪ ،‬المواجهة بدون مساعدتك –‬
‫فمن المهم ان تخصص وقتا مناسبا الجراء حديث طيب فعال معه‪ .‬قد يكون‬
‫من العسير على الشباب ان يبادروا الى اجراء حديث معك‪ ،‬وقد يشعرون‬
‫أنك قد ال تتفهمهم‪ .‬ال تنتظر حتى يلجأوا اليك‪ ،‬خصص وقتا للجلوس معهم‬
‫او اصحبهم الى مكان تتناوالن فيه القهوة وتتجاذبا اطراف الحديث‪ .‬ابدأ‬
‫الحديث بالتكلم عن مشاعرك انت وعن مشاطرة افكارك‪ .‬وسيظهر لهم هذا‬
‫بأنك تثمن مدخلهم ورأيهم وانك ال تخشى االنكشاف عليهم‪ .‬فقد تكافأ‬
‫محادثتك التمهيدية هذه باستجابة متبادلة‪.‬‬
‫* انصح باستعمال مواقع ويب‪ ،‬ندوات ومجموعات دعم حول‬
‫الموضوع‬
‫ان أحد اشق اوجه الحزن للمراهق هو االحساس بالوحدة والشعور بأن‬
‫ال احد يفهم ما يمرون به‪ .‬والمشاركة في مجموعة دعم ان ندوة على الخط‪،‬‬
‫تتيح للمراهقين فرصة تقاسم مشاعرهم مع امثالهم ممن مروا بتجارب‬
‫مشابهة‪ ،‬ليقدم كل منهم الدعم لالخر‪ ،‬ومن المواقع التي يوصى بها كثيرا‬
‫والتي تتيح للشباب فرصة الدردشة واالنضمام الى ندوات خاصة هي‪:‬‬
‫الصفحة الرئيسية "سحر" ‪http://www.sahar.org.il‬‬
‫للحصول على قائمة بمجموعات الدعم‪ ،‬ومواقع الويب وندوات على‬
‫الخط‬
‫* الجأ الى طلب مساعدة مهنية اذا لزم االمر‬
‫ان من المهم السعي للحصول على مساعدة مهنية في الحاالت‪ :‬التالية‪:‬‬
‫* اذا شعرت بأن المراهق غير قادر على التعامل مع العبء‪ :‬العاطفي‬
‫الذي القاه الحزن على كاهله‪.‬‬
‫* ال يملك المراهق شبكة دعم اجتماعية خارج البيت‪ ،‬ويرفض‬
‫االنفتاح على أحد‪.‬‬
‫* تسبب الخسارة صعوبات خطيرة في مجاالت اداء الوظائف اليومية‪،‬‬
‫مثل انحطاط االداء المدرسي‪ ،‬واالبتعاد عن االصدقاء والغرق في الخمول‪.‬‬
‫* تشك في أن المراهق يستعمل المخدرات والكحول‪.‬‬
‫* يعبر الشاب عن افكار القنوط ويلمح لالنتحار‪ .‬فأي تعليق كهذا انما‬
‫هو دعوة للمساعدة ويجب ان يؤخذ حاال مأخذ الجد‪.‬‬

‫الحزن والحداد والفقدان‬


‫ما هو الحداد؟‬
‫الحداد هو احد اصعب التجارب‪ :‬التي يحتمل ان نمر بها واكثرها ايالما‬
‫واستنزافا‪ .‬فهي انفصال نهائي ال رجعة فيه عن شخص مقرب الينا‪ .‬وقد‬
‫تشعر في وضع كهذا بأن عالمنا بأسره قد تداعى حولنا؛ فيتحول الوجود‬
‫فجأة الى وجود فارغ حزين‪ ،‬ينقصه الهدف ونترك نحن في حالة من الحيرة‬
‫والعجز‪ .‬ويفهم الحزن عموما على انه رد الفعل الذاتي على الفقدان‪ ،‬بينما‬
‫الحداد هو محاولتنا مواجهة الفقدان‪ .‬وتستخدم هذه العبارات في الغالب‪:‬‬
‫بصورة متبادلة‪ ...‬ونفكر نحن بالموت عموما على انه السبب الرئيسي‬
‫للحزن‪ ،‬لكن احداثا اخرى كاالنفصال عن الزوج‪ ،‬او الفصل‪ :‬من العمل‬
‫تتركنا مع احساس بالخسارة‪ .‬ويعتمد مدى الحزن على درجة القرب من‬
‫الشخص‪ ،‬مع انه يمكن ربطه ايضا باستعدادنا لوقوع الحدث‪ ،‬وبمواردنا‬
‫العاطفية‪ ،‬وبمقدار الدعم الذي نحصل عليه من حولنا‪ .‬ومن المهم ان نتذكر‬
‫بأن الحداد رد فعل طبيعي وعادي على الخسارة‪ .‬وهو عملية طويلة جدا‬
‫يمكن ان تستمر شهورا او سنوات‪ .‬وبينما يتجاوز معظم الناس هذه الفترة‬
‫الصعبة من حياتهم بنجاح ويستطيعون متابعة حياتهم فانهم لن ينسوا الفقيد‬
‫وسيواصلون الشعور بفقدانه‪.‬‬

‫مراحل الحداد‪:‬‬
‫قد تستغرق عملية الحداد زمنا طويال يمتد في الغالب من ستة شهور الى‬
‫بضع سنوات‪ ،‬وتتغير عادة المشاعر التي يمر بها الشخص مع مرور‬
‫الزمن‪ ،‬ويشعر كل فرد بالحزن بطريقة مختلفة ويتفجع على الفقيد بطريقته‬
‫الخاصة‪ ،‬مع ان هناك مراحل معتادة تتميز بها العملية بمجملها‪ .‬ويمكن‬
‫لالطالع على هذه المراحل ان يساعد في معرفة ما نتوقعه خالل االشهر‬
‫والسنوات التي ستعقب الخسارة‪ .‬ويمكن للشعور بأننا لسنا وحدنا في هذا‬
‫الوضع وبأن ما نمر به شيء عادي تماما‪ ،‬يمكن ان يفيد عملية التعافي‪.‬‬

‫تنقسم عملية الحزن عموما الى اربع مراحل او فترات زمنية‪:‬‬

‫‪ .1‬صدمة‪ ،‬تبلد االحساسيس وعدم التصديق – قد نجد‪ ،‬خالل هذه الفترة‬


‫الزمنية‪ ،‬صعوبة في تقبل الخبر السيء‪ ،‬وقد تستمر هذه المشاعر بضع‬
‫ساعات او اياما‪ ،‬وقد تدوم حتى فترة اطول من حين الى آخر‪ ،‬وتتميز هذه‬
‫الفترة بفورات بكاء وذعر وغضب‪ .‬يصف العديد من الناس انهم يشعرون‬
‫كالروبوت او "رومبي" (ميت تحركه اعمال سحرية)‪ ،‬وكأنهم ال وجود‬
‫لهم‪ ،‬اال على "قائد اوتوماتيكي"‪ .‬ويتشبث آخرون بروتينهم المنتظم‬
‫ويتصرفون وكأن شيئا لم يحدث‪ .‬وتهدف الصدمة التي نمر بها الى حمايتنا‬
‫من طغيان الشعور بالخسارة‪ ،‬وبدون هذه الصدمة االولية سيكون من‬
‫المستحيل احتمال االلم‪.‬‬

‫‪ .2‬الحنين الى الفقيد‬


‫يتميز هذا الوقت بالتفكير المستمر بالفقيد وبمشاعر االشتياق الشديدة له‪.‬‬
‫وتكون هذه االفكار والمشاعر غالبا على حساب االهتمام بمن حولنا‪ .‬واثناء‬
‫هذه الفترة قد نبكي عند التفكير او الكالم عن الراحل‪ :،‬وقد نشعر بقدر كبير‬
‫من التوتر والحيرة والغضب‪ .‬وينصب الغضب غالبا على العالم‪ ،‬وعلى‬
‫انفسنا او حتى على الراحل‪ .‬وقد يكون هذا الوقت وقت المشاعر المحيرة‪،‬‬
‫الذي تحس فيه بالعجز والهجران‪.‬‬

‫اضافة الى ذلك‪ ،‬قد يكون الشعور بالذنب هو الشعور المهيمن في هذا‬
‫الوقت‪ .‬اذ يشعر العديد من الناس بالذنب على اشياء قالوها او فعلوها او‬
‫على اشياء ربما فشلوا في ادائها‪ .‬ويعاني العديد من الناس في هذا الوقت من‬
‫اعراض عضوية مثل اضطرابات النوم‪ ،‬واالعياء وانعدام التركيز‬
‫وتغييرات في عادات االكل‪ .‬ويفيد آخرون بأنهم سمعوا او شاهدوا المتوفى‬
‫كما يحلم به غيرهم ايضا‪ .‬كل ردود الفعل هذه طبيعية تماما وتمثل آليات‬
‫يستخدمها الجسد والروح كالهما لمواجهة الخسارة‪.‬‬

‫‪ .3‬انعدام التنظيم واليأس‬


‫نبدأ تدريجيا بتقبل حقيقة ان الخسارة نهائية واننا لن نكون ابدا كما كنا؛ وقد‬
‫ندرك االن انه يتعين علينا بناء هوية جديدة بدون الراحل‪ .‬ويكون هذا االمر‬
‫صعبا بوجه خاص عندما يكون المتوفى شخصية مركزية في حياتنا‪ ،‬كزوج‬
‫او طفل‪ .‬وقد تتميز هذه الفترة الزمنية بمشاعر الفراغ او الالمباالة او‬
‫االكتئاب‪.‬‬

‫‪ .4‬اعادة التنظيم‬
‫نبدأ في المرحلة االخيرة ببناء حياتنا مجددا بعد الخسارة‪ ،‬بينما نعود ببطء‬
‫الى ممارسة وظائفنا اليومية‪ ،‬ان هدف اعادة التنظيم ليس محو االلم او‬
‫الذكريات بل خلق وضع ال تكون فيه الخسارة هي المحور المركزي في‬
‫تجربتنا‪ .‬وتدمج الذكريات في الحياة الجديدة التي بنيناها‪ .‬وما تزال هناك‪،‬‬
‫في هذه الفترة الزمنية‪ ،‬لحظات واوقات واحداث صعبة‪ .‬وتكون الذكريات‬
‫السنوية للموت والعطل واعياد الميالد لدى العديد من الناس اوقاتا يحتمل‬
‫بوجه خاص ان تثير الذكريات والمشاعر المؤلمة والحنين‪.‬‬

‫اقتراحات عملية لمساعدة األطفال في أعقاب فقدان‬


‫استمع‬
‫ان من المهم جداً ان تجعل ابناءك يعلمون انك تهتم بهم وانك متاح لهم اذا‬
‫ارادوا التحدث عن مشاعرهم‪ ...‬واحيانا ً ال يعرف الطفل من اين يبدأ ‪ ،‬ولهذا‬
‫حاول ان تشجع االطفال عن طريق توجيه اسئلة ذات عالقة بالموضوع‬
‫دون ان يبدو االمر وكأنه استجواب‪ .‬وقد تحاول ايضا ً ان تكون قدوة لهم‬
‫عن طريق مشاطرتهم مشاعرك الخاصة من اجل بدء محادثة‪ .‬قراءة كتب‬
‫معهم عن اطفال اصيبوا بفقدان يمكن ان تكون محفزاً للنقاش مع االطفال‪.‬‬

‫استخدم وسائل أتصال غير شفوية‬


‫يجد العديد من االطفال صعوبة في التعبير عن انفسهم شفوياً‪ .‬حاول‬
‫المبادرة الى اجراء‪" :‬محادثة" عن طريق العاب او رسومات او ألعاب دمى‪،‬‬
‫عندئذ يستطيع الطفل التعبير عن نفسه اثناء وجودك بجانبه‪ ،‬وقد تكون عناق‬
‫واحد احيانا ً ابلغ من حديث مطّول‪.‬‬

‫كن صبوراً‬
‫يواجه االطفال الفقدان بطريقة تختلف عن طريقة مواجهة الكبار لها‪ ،‬فهم ال‬
‫يستطيعون تدبر امورهم في فترات حداد ممتدة‪ ،‬بل يفضلون التنقل بين‬
‫الحزن والحياة الروتينية‪...‬حاول االمتناع عن اصدار حكم عندما يريد طفلك‬
‫مشاهدة افالم كرتون ضوضائية او استقبال اصدقاء بالبيت ‪ ،‬وال تنسى ان‬
‫هذا ال يعني بان طفلك ال يشعر بالفقدان‪ ..‬بل هذه هي وسيلته لمواجهة‬
‫الموقف ‪ ،‬ويمكن ان تكون هذه الوسيلة مختلفة عن وسيلتك في المواجهة‪.‬‬

‫تذكر الفقيد‬ ‫ساعد الطفل على ّ‬


‫قد يخشى االطفال‪ ،‬شأنهم في ذلك شأن الكبار‪ ،‬من ان الفقيد سيتالشى من‬
‫الذاكرة‪ّ ..‬كرس وقتا ً كافيا ً للتحدث عن الفقيد وتذكاره‪ .‬انظروا الى صوره‬
‫معا ً ‪ ،‬تقاسموا ذكريات حلوه‪ ،‬وارسموا صوراً‪ .‬ضع مع طفلك خطة لتخليد‬
‫ذكرى الفقيد بحيث تتالءم الخطة من عمره واهتمامه‪.‬‬

‫اوضح بجالء تام بان الوفاه لم تكن بسبب خطأ من الطفل بأية حال‬
‫يعتقد االطفال غالبا ً بأنهم مسؤولون بطريقة ما عن وفاة الشخص نتيجة‬
‫لشيء قالوه او فعلوه‪ ...‬ومع ان هذا قد يبدو ضربا ً من العبث في نظر‬
‫الكبار‪ ،‬فان من الواجب ان نوضح للطفل بأن الوفاة لم تكن بسبب خطأ‬
‫ارتكبه هو‪ .‬كن حساسا ً لتعبيرات الشعور بالذنب‪ ،‬وافهم بان هذه المشاعر‬
‫تسير يداً بيد مع الحزن‪ .‬ال تتردد في ان تشرح المرة تلو االخرى سبب‬
‫الوفاة لطفلك‪ ،‬والظروف التي ادت الى الوفاة‪ ،‬اذا كنت تشعر بان طفلك ما‬
‫زال يفكر في ذلك‪.‬‬

‫اقبل المساعدة من العائلة واالصدقاء‬


‫في الفترة التي تعقب الفقدان قد تجد مشقة قاهرة في العناية بطفلك او اطفالك‬
‫وبنفسك كذلك‪ .‬ال تتردد في الطلب من العائلة ومن اصدقاء مقربين‬
‫مساعدتك في العناية باألطفال ونقلهم الى المدرسة او الى اية فعاليات‪ :‬اخرى‬
‫تشعر بأنها مناسبة‪.‬‬

‫قلّص التعرض لصور مزعجة في وسائل االعالم‬


‫اذا كانت الوفاة قد نجمت عن اعتداء ارهابي او حادث او اي حدث اخر‬
‫تغطيه وسائل االعالم ‪ ،‬فحاول ان ت ّحد من تعريض الطفل لمثل تلك التغطية‬
‫االعالمية‪ ...‬فالصور والعناصر البصرية المفزعة موجهة للكبار‪ ..‬اما‬
‫تعريض الطفل بدون رقابة وتوجيه الوالدين فيمكن ان يكون ضاراً بطفلك‬
‫وقد يثير لديه ردوداً عاطفية قوية‪.‬‬

‫ح ّدد ان كان طفلك يحتاج الى مساعدة مهنية‬


‫خالل االسابيع واالشهر التالية للفقدان قد تظهر على طفلك انماط سلوك‬
‫غير مألوفة كالبكاء المتكرر‪ ،‬واالنعزال‪ ،‬وتدني تحصيله المدرسي والتبول‬
‫في الفراش‪ .‬يواجه غالبية االطفال الفقدان بدون مساعدة مهنية‪ .‬غير انه اذا‬
‫رأيت بان طفلك ما زال يجد صعوبة في تأدية وظائفه اليومية العادية بعد‬
‫بضعة اسابيع‪ ،‬وانه ما زالت تغمره حالة من الكرب ويعبر عن القنوط‪ ،‬فال‬
‫تتردد في طلب مساعدة مهنية‪ .‬وقد يكون المستشار الموجه في المدرسة‬
‫مورداً جيداً يرشدك الى نوع العناية المالئمة‪.‬‬

‫كيف يمكن ان نساعد طفال ثاكال؟‬


‫اسئلة يتكرر توجيهها‬

‫ما الذي سأقوله لطفلي عما حدث؟‬


‫يخشى العديد من الكبار من انهم قد يخيفون اطفالهم اذا اخبروهم بما حدث‬
‫فعال‪ .‬غير ان االفكار التي تكون لدى االطفال‪ ،‬في حاالت كثيرة‪ ،‬عن‬
‫االحداث تكون مرعبة اكثر مما حدث في الواقع‪ ،‬ولذا فمن المهم ان تخبر‬
‫الطفل بالحقائق الصحيحة المتعلقة بالحدث‪ ،‬ويمكنك ان تقرر كم من‬
‫التفاصيل التي يحسن ان تتقاسمها مع طفلك‪ ،‬لكن احرص على ان يكون ما‬
‫تقوله له صحيحا‪ .‬وقد ال تكون لديك اجوبة على جميع االسئلة المطروحة‪،‬‬
‫لكن يجد الطفل راحة كبرى في مجرد طرح السؤال في الغالب‪ ،‬واذا كان‬
‫هناك سؤال لست واثقا من االجابة عليه‪ ،‬فيمكنك دائما ان تقول لطفلك انك‬
‫تريد وقتا للتفكير فيه‪ ،‬واحرص على العودة الى الطفل باجابة خالل فترة‬
‫زمنية معقولة‪.‬‬

‫كيف ينبغي ان اصيغ ما حدث بعد الوفاة؟‬


‫ال يمكن ايجاد اجابة على هذا السؤال في كتب‪ ،‬بل تنبع االجابة عليه من‬
‫اعماق كل فرد‪ .‬أطلع طفلك على افكارك الشخصية وأكد على حقيقة انه قد‬
‫يصوغ افكارا خاصة به‪ .‬واذا كنت تظن بأن ابالغ الطفل عن االخرة او‬
‫الجنة سيسهل االمر على الطفل‪ ،‬فاستخدم ذلك الشرح اذن‪ ،‬وتجنب‬
‫شروحات تؤكد على قطعية وجود الشخص‪.‬‬

‫هل يجوز السماح لالطفال بحضور الجنازات؟‪:‬‬


‫يعتمد هذا في الواقع على سن الطفل‪ ،‬وظروف الوفاة‪ ،‬والعالقة بين الطفل‬
‫والمتوفى‪ .‬حاول اشراك الطفل في اتخاذ القرار‪ .‬أطلعه على ما يحدث في‬
‫الجنازة؛ وما الذي يمكن ان يتوقعه‪ ،‬عمليا وعاطفيا‪ ،‬وقررا انتما معا ان كان‬
‫سيحضر الجنازة‪ ،‬يمكن ان تكون الجنازة تجربة مكدرة جدا عاطفيا من‬
‫جهة‪ ،‬ومن جهة اخرى‪ ،‬فان ترك االطفال وحدهم‪ ،‬يمكن ان يثير نفس‬
‫المشاعر او مشاعر اصعب منها‪ .‬ان تخلف الطفل عنوة عن حضور‬
‫الجنازة قد يخلق لديه االنطباع بأن الموت شيء مروع ال يمكن مواجهته‪،‬‬
‫وعلى اية حال‪ ،‬ال تمارس الضغط على طفلك‪ ،‬الختيار هذا الطريق او ذاك‬
‫او تجبره على عمل شيء ضد ارادته‪ .‬فاذا كان الطفل يخطط لحضور‬
‫الجنازة فاتخذ ترتيبات تجعل شخصا من المقربين اليك يظل قريبا منه ويقوم‬
‫برعايته‪ .‬وسيكون باستطاعة هذا الشخص مساعدة الطفل على فهم ما‬
‫يجري‪.‬‬

‫كيف استطيع ان اشرح ما ستكون عليه الحياة من االن فصاعدا؟‬


‫جهز الطفل للحياة بعد الخسارة‪ :‬اسأله عما تعتقد انه سيحدث وشجعه على‬
‫توجيه اسئلة‪ .‬اجب على االسئلة بامانة واذا لم يكن لديك جواب – فقل ذلك‪.‬‬
‫فاالطفال‪ ،‬وخاصة الصغار منهم‪ ،‬لديهم تصور قليل عادة عن الموت ولذا‬
‫فمن المهم ان نفهم افكارهم واهتماماتهم‪ .‬وقد تكون بعض االفكار التي‬
‫يطرحونها غالبا مروعة اكثر من الواقع؛ ولكي تكون تفسيراتك ملموسة‬
‫وواقعية اكثر‪ ،‬استخدم الدمى‪ ،‬وااليضاحات والقصص خاصة الموجهة‬
‫لالطفال‪ .‬اكد لهم المرة تلو االخرى بأنهم آمنون‪ ،‬وتعرف على ما يحتاجون‬
‫لتحسين مشاعرهم‪.‬‬

‫هل يجوز ان اسمح لطفلي بأن يراني أبكي؟‬


‫نعم مدوية!‬
‫عندما تعرض حزنك وتبكي امام طفلك فانك بذلك تؤكد له بأن هذه المشاعر‬
‫مشروعة وان بامكانه ان يشاطرك اياها‪ .‬وسيسهل هذا على الطفل التعبير‬
‫عن مشاعره ايضا‪ .‬ومن المهم ان تشرح سبب تكدرك وتحرص على ان‬
‫يفهم بأن االمر ليس نتيجة خطأ منه‪ .‬واذا كنت تشعر بأن هذه القضايا‪:‬‬
‫تتجاوز مدى ادراكه‪ ،‬فحاول تكييف شرح يمكن ان تستخدمه في عبارات‬
‫يفهمها‪.‬‬

‫هل يجوز ان اسمح للطفل بالسهر حتى ساعة متأخرة؟‬


‫بقدر ما في االمر من صعوبة‪ ،‬حاول ان تتمسك بالروتين اليومي الذي كان‬
‫سائدا قبل الحدث‪ ،‬مثل وقت النوم المنتظم‪ ،‬والذهاب للمدرسة والمشاركة‬
‫في فعاليات غير منهجية‪ .‬وسيعطي هذا الروتين للطفل احساسا بالنظام‬
‫واالمان اثناء فترة محيرة جدا‪ ،‬وبطبيعة الحال‪ ،‬فكما في كل روتين‪ ،‬قد‬
‫يكون قدر معين من المرونة امرا مرغوبا فيه كذلك‪ .‬استعمل حكمك في‬
‫تقرير متى ستكون تلك المرونة مطلوبة‪.‬‬

‫هل ينبغي ابالغ الهيئة التدريسية في المدرسة او في دار الرعاية النهارية‬


‫بما حدث؟‬
‫يجب ابالغهم بكل تأكيد! يجب ابالغ معلمة الروضة او مربية الصف او‬
‫المستشار بالمدرسة بما حدث‪ .‬فباطالع هؤالء االشخاص البارزين في‬
‫محيط طفلك على خسارتك‪ ،‬فانهم سيكونون اكثر حساسية لطفلك في هذا‬
‫الوقت الصعب‪ ،‬والسماح بنقاش مناسب واظهار سلوك مريح من جانب‬
‫زمالء الطفل في الصف‪ ،‬ويمكن لمعلمي طفلك وللقيمين عليه ان يكونوا‬
‫متيقظين الية اشارات كرب او مشاكل قد يظهرها الطفل‪ ،‬ليخبروك عنها اذا‬
‫حدث شيء‪.‬‬

‫كيف لي ان اعرف ان كان طفلي بحاجة الى مساعدة مهنية؟‬


‫اثناء االسابيع واالشهر القليلة االولى بعد الخسارة‪ ،‬يكون طفلك قابال‬
‫الظهار سلوك لم يكن من خصائصه‪ .‬فقد يبكي الطفل او ينسحب او يبول‬
‫في فراشه او يبتعد عن االصدقاء‪ ،‬او يتخلف عن عمله المدرسي‪ ،‬وينجح‬
‫معظم االطفال في العودة الى اداء وظائفهم الطبيعية خالل بضعة اشهر‬
‫بدون مساعدة مهنية‪ ،‬غير انه‪ ،‬اذا رأيت بأن طفلك يعاني من مشكلة في‬
‫ادائه الوظيفي اليومي او انه شارد الذهن وقانط وغير قادر على تحمل‬
‫العبء‪ ،‬فال تتردد في طلب مساعدة مهنية‪ .‬وقد يكون ان المصادر المرجعية‬
‫الجيدة هو المستشار المدرسي الذي يمكن ان يحولك الى المهني المناسب‪.‬‬

‫أثناء اإلرهاب والحرب‬


‫تضع الحرب أمامنا جميعا تحديات كثيرة‪ .‬الضغط‪ ،‬القلق‪ :،‬العصبية والتعب‬
‫هي حاالت شائعة في هذا الوضع المتوتر جدا‪ .‬بهذه الحالة‪ :،‬نحس أحيانا أن‬
‫مخازن قوتنا تفرغ‪ ،‬ويتمثل األمر بالدراسة والعمل والبيت‪ .‬هدف هذه‬
‫الصفحات‪ :‬هو تزويدكم بأدوات لمواجهة الوضع والتغلب عليه‪ .‬من الواضح‬
‫أن هذه األدوات ال يمكنها تغيير الواقع السياسي‪ ،‬لكنها يمكن أن تغير‬
‫واقعكم الشخصي‪ ،‬وتساعدكم على تجاوز الحرب‪ :‬بسالم‪.‬‬

‫كيف تتحدث مع االطفال عن الحرب؟‬


‫يحتاج االطفال في هذا الوقت الذي يسوده الشك والضغط الضغط الى‬
‫معلومات موثوقة ومساعدة في تنظيم كتلة االفكار والمعلومات المحيّره‪.‬‬
‫وفي العديد من الحاالت‪ :‬يكون التعرض ذاته الى كلمات وافكار ال يدركون‬
‫معناها‪ ,‬مثل "اسلحة كيماوية وبيولوجية" او "صواريخ" او "كمامات‪:‬‬
‫واقية"‪ ،‬هو في حد ذاته مثيراً للقلق‪ .‬فالمعلومات‪ :‬المستقاه من مصادر غير‬
‫موثوقة كاالصدقاء او الزمالء قد يزيد هذه المشاعر حّدة‪ .‬ولهذا فان من‬
‫واجبنا كبالغين ان نزود اطفالنا‪ :‬بمعلومات موثوقة ومسؤولة بلغة يستطيعون‬
‫فهمها‪ .‬ويجب ان نكون منفتحين لهم ايضاً‪ .‬لكي يعبروا عن مشاعرهم‬
‫ومخاوفهم طفولة – مخاوف بحرية‪ .‬فيما يلي ستجد بعض النصائح حول‬
‫التحدث مع ابنائك عن الحرب‪:.‬‬

‫حاول ان تصغي وتستجيب بدون االستئثار بالحديث او توجيهه‬

‫* قُصّ على طفلك معلومات عن الوضع كما يستدعي الوضع وطبقا ً‬


‫لمستوى االهتمام الذي يظهره الطفل‪ ،‬واحرص على تزويده بمعلومات‬
‫تتناسب مع قدراته المعرفية والنفسية‪.‬‬
‫* حاول ان تجيب على اسئلة طفلك حتى ولو كانت صعبة او مزعجة‬
‫لك‪ .‬كذلك ال تف ّوت اسئلة او مواضيع بالقول‪" :‬ذلك غير مهم"‪ ،‬او "دعنا ال‬
‫نتكلم عن ذلك"‪ .‬اذا طرح طفلك السؤال‪ .‬فانه يستحق اجابة‪.‬‬
‫* حاول ان تتحاشى االوصاف المفرطة باالثارة او باالسهاب عن‬
‫احداث صعبة‪ ,‬مثل اثار االسلحة غير التقليدية‪ .‬ال تنسى ان دورك هو تهدئة‬
‫اطفالك‪.‬‬

‫أع ّد طفلك لروتين زمن الحرب‬

‫* اشرح لطفلك ما ينبغي عمله اذا سمعت صفارة االنذار بالبيت او‬
‫بالروضة او بالمدرسة‪ .‬راجع هذه المعلومات معه للتأكد من انه قد فهمها‪،‬‬
‫اذ ستعطيه هذه المعلومات احساسا ً بالفهم وبالسيطرة على الوضع‪.‬‬
‫* كلّفه بمهام بسيطة يكون مسؤوال عنها في حالة الطوارئ‪ .‬فمثالً‪ ,‬عند‬
‫سماع صفارة االنذار سيكون الطفل مسؤوالً عن تشغيل التلفزيون في الملجأ‬
‫او في الغرفة المختومة‪ .‬وبهذه الطريقة يمكنه ان يشعر بأنه غير عاجز بل‬
‫يؤدي دوراً في العائلة‪.‬‬
‫* استخدم روح الدعابة لديك‪ ...‬ف ّكر مع الطفل بحيوانات مسلّية لها شكل‬
‫الكمامة واخترع اسماءها‪ .‬واكتبوا معا ً اغاني ونكات عن الغرفة المحكمة‬
‫األغالق او عن روتين الملجأ‪ .‬فالدعابة تساعد على تخفيف التوتر وتعطي‬
‫للروتين مرحا ً اكثر وتقلل من ناحيته الخطرة‪.‬‬

‫وضح الطفالك بان مشاعر كالخوف والغضب مشاعر مقبولة وس ّوية‬

‫* ال تحكم على هذه المشاعر او تنتقدها‪ .‬بل ا ّكد‪ ,‬بدال من ذلك‪ ,‬على‬
‫حقيقة ان هذه المشاعر طبيعية وليس فيها ما يعيب‪.‬‬
‫* اشرح لطفلك بان غيره يخافون ايضاً‪ ...‬واضرب للطفل امثلة على‬
‫اناس لهم معنى لديه مثلك ومثل اجداده او اصدقائه الذين يشعرون احيانا ً‬
‫بالخوف او الغضب‪.‬‬
‫* اوضح لطفلك انه يستطيع ان يلجأ اليك اذا راودته مشاعر غير ساره‪,‬‬
‫وانك مستعد دائما ً للتحدث عنها معه‪.‬‬

‫كن امينا ً‬

‫* ال تخجل من قول انك ال تعرف الجواب على سؤال سأله طفلك‪.‬‬


‫* كن واعيا ً لمشاعرك‪ .‬ال تخف مخاوفك؛ لكن ال تغمر طفلك بمشاعر‬
‫تطغى عليه‪ .‬اعتن بنسك أوال وقبل كل شيء‪ .‬تحدث مع بالغ آخر‪ ،‬وبعدما‬
‫تكون قد هدأت نفسك وتشعر بأنك تسيطر على الوضع‪ ,‬تحدث مع طفلك‪.‬‬

‫استخدم اتصاالت‪ :‬غير شفوية كذلك‬

‫* احيانا ً تكون ض ّمة هي افضل طريقة تبين فيها لطفلك انك تبالي به‪.‬‬
‫اظهر اهتمامك به ومحبتك له بطرق غير شفوية‪ ..‬وال يقل ذلك اهمية عند‬
‫شرح مطول ومفصل‪.‬‬

‫قلّص تعرض طفلك لمعلومات تز ّوده بها وسائل االعالم‬

‫* معظم المعلومات التي تعرضها البرامج االخبارية على التلفزيون‬


‫والتحديثات ال تناسب االطفال الصغار‪ .‬ولذا يتعين على الوالدين مراقبة‬
‫مشاهدة الطفل للتلفزيون‪ ..‬حاول مشاهدة التلفزيون مع ابنائك لكي تستطيع‬
‫ان تناقش معهم ما شاهدتموه معاً‪ .‬وتشرح لهم اشياء لم يفهموها‪.‬‬

‫كن مستعداً لتكرار الشرح‬

‫* تكرار هذه الشروحات يساعد االطفال على تحقيق شعور بالسالمة‪.‬‬


‫وفي حاالت كثيرة سيطلب منك ابناؤك تكرار شروحات سمعوها منك‪ .‬كن‬
‫صبوراً على سماع طلباتهم وكرر الشرح!‬
‫ال تنسوا‪ :‬انكم كوالدين‪ ،‬فانكم المصدر الرئيسي لسالمة اطفالكم‪.‬‬
‫كيف تقومون بتهدئة أوالدكم في وقت الحرب‬
‫فترة الحرب هي فترة توترشديد وضغط كبير‪ .‬حياة بعضنا اليومية تغيرت‬
‫بشكل ملحوظ‪ .‬كثيرون منا قلقون على اعزائنا الموجودين في أماكن‬
‫عرضة للتهديد او في جبهة القتال‪ .‬هذا الضغط يمكنه أن يؤدي الى تحولنا‬
‫لعديمي الصبر‪ ,‬متوترين‪ ,‬وعرضة لحاالت مزاجية وللبكاء وحتى الى‬
‫تفجرات سخط وغضب‪ .‬كل هذا يؤثر على أوالدنا‪ .‬من المهم ان نحاول‬
‫تهدئة أنفسنا وأوالدنا‪ .‬يمكن ايجاد طرق متنوعة للتهدئة في موقعنا‪ .‬جربوا‬
‫بعض التمارين لتجدوا ما يناسبكم‪.‬‬

‫تمرين تنفس لك ولولدك‬


‫تمرين بسيط يمكن ممارسته مع االوالد هو تمرين التنفس‪:‬‬
‫خذوا نفسا عميقا‪ ,‬تنفسوا عبر األنف واخرجوا الهواء عن طريق الفم‪ .‬وانتم‬
‫تزفرون الهواء ببطء الى الخارج‪ :,‬أغمضوا عيونكم واشعروا كيف‬
‫تشرعون بالهدوء‪ .‬خذوا استراحة قصيرة بين كل نفس ونفس وواصلوا‬
‫التنفس بهذا الشكل‪ .‬انتبهوا الى أنفاسكم‪ .‬يمكنكم خالل كل عملية تنفس ‪ ,‬أن‬
‫تتخيلوا وبرقة كلمة "هدوء"‪ .‬ابقوا عيونكم مغمضة وواصلوا التمرين لعدة‬
‫دقائق‪ .‬بعد ذلك حاولوا القيام بالتمرين مع أوالدكم‪.‬‬

‫طرق تهدئة أخرى‬

‫* النشاط البدني يمكنه تحرير التوترات‪ .‬والرقص على أنغام موسيقى‬


‫ايقاعية يمكنه أن يكون ممتعا ومحررا للتوترات ايضا‪.‬‬
‫* قصص معروفة‪ ,‬حاجيات‪ :‬معروفة‪ ,‬الموسيقى والصالة ‪ ,‬كلها يمكنها‬
‫ان تكون مهدئة‪ .‬من المهم أن تشخصوا مع كل ولد االمور التي تساعده‬
‫وتؤثر على تهدئته‪.‬‬
‫* التعبير عن المشاعر وبطرق ابداعية يمكنه أن يكون عامال مهدئا‬
‫بالنسبة لالوالد‪ .‬من المهم تمكين الولد من التعبير عما يشعر به من أحاسيس‬
‫‪ ,‬بما في ذلك الخوف‪ ,‬الهلع وعدم اليقين‪ .‬الرسم هو طريقة جيدة بالنسبة‬
‫لكثير من االوالد‪.‬‬
‫* سوية مع التعبير عن المشاعر المؤلمة ‪ ,‬من المهم ايجاد مكان للتعبير‬
‫عن مشاعر ايجابية ملؤها األمل‪.‬‬
‫* الكتابة هي وسيلة جيدة للتعبير العاطفي المتنوع‪ .‬يمكنكم مساعدة‬
‫اوالدكم على كتابة قصة‪ ,‬يوميات او رسائل الى اقارب العائلة او الى‬
‫أصدقاء‪.‬‬

‫وبالنسبة لكم الوالدين‬


‫رد فعل الوالدين هو أمر في غاية االهمية‪ ,‬اذ ان االوالد ينظرون ويتعلمون‬
‫ردود الفعل المناسبة عن طريق تأمل ومراقبة الوالدين‪ .‬من المهم ايجاد‬
‫طرق تساعكم كوالدين وكبالغين على المواجهة‪.‬‬

‫سبل نجاتك الشخصية‪ :‬كيف تنجو من الحرب‪ :‬بأمان؟‬


‫تطرح الحرب امامنا جميعا ً تحديات عديدة ‪ ،‬فالضغط والقلق والمزاج الحاد‬
‫والتعب كلها احوال شائعة في وضع ضاغط كهذا‪ .‬وقد نشعر بأن مخزون‬
‫قوتنا قد اخذ ينضب ‪ ،‬وقد يؤثر هذا بالتالي على دراساتنا ‪ ،‬وعلى عملنا‬
‫وعلينا بالبيت‪ .‬ولهذا فان الهدف من هذه الصفحة هو تزويدك بادوات‬
‫للتعامل مع هذا الوضع الضاغط بصورة ناجحة‪ .‬ومن الواضح بان هذه‬
‫االدوات ال تستطيع تغيير الواقع السياسي ‪ ،‬لكنها تستطيع ان تغير واقعك‬
‫الشخصي وتساعدك على تجاوز الحرب او غيرها من الشدائد بأمان ‪،‬‬
‫وتهدف هذه االدوات الى مساعدتك على ان تصبح اهدأ وأص ّح واقوى‪.‬‬

‫التزم بالروتين اليومي‬


‫يخلق الروتين جزيرة امان في بحر من فقدان الطمأنينة ‪ ،‬والحفاظ على‬
‫ي وقادر على االسترداد ‪ ،‬وهو‬‫الروتين يظهر لك ولمن حولك بانك قو ّ‬
‫بمثابة اعالن منك لمن حولك ولنفسك بانك مستمر في العيش وفي االمل ‪،‬‬
‫رغم العقبات‪ :‬التي تعترض سبيلك‪.‬‬

‫احرص على تناول غذاء صحي ‪ ،‬وعلى ممارسة الرياضة البدنية‬


‫والحصول على قدر كاف من النوم‬
‫فالجسم السليم هو االساس للروح السليمة‪ .‬حافظ على صحتك حتى يتمكن‬
‫جسمك من مساعدتك في معالجة الوضع ‪ ،‬حتى ال يكون عبئا ً آخر على‬
‫كاهلك يتعين ان تعالجه‪.‬‬

‫مارس االسترخاء‬
‫االسترخاء اليومي يمكن ان يساعدك في معالجة ضغط الحياة اليومية ‪...‬‬
‫وكلما زادت ممارستك لالسترخاء ‪ ،‬كلما ازداد جسمك هدوءاً واتزاناً‪...‬‬
‫وسيكون لهذا اثر مباشر على مزاجك وعلى صفاء‪ :‬ذهنك‪ .‬حاول ان تمارس‬
‫التمارين مرة او مرتين في اليوم ‪ ،‬مدة بضع دقائق كل مرة‪.‬‬

‫تحدث عن عواطفك مع اشخاص تعتبرهم مهمين لك‬


‫العواطف ‪ ،‬كالسجاد ‪ ،‬تحتاج الى اخراجها‪ :‬وتعريضها للجو بين الحين‬
‫واالخر‪ ...‬وعندما تتقاسم مشاعرك وافكارك مع غيرك ‪ ،‬لن تضطر الى‬
‫حمل هذا العبء بمفردك وستتمكن بتقاسم العبء من اكتساب نظرات ثاقبة‬
‫جديدة من اولئك الناس‪ .‬اضافة الى ذلك ‪ ،‬فانك قد تفاجأ عندما تعلم بان‬
‫اولئك الناس يشعرون بما تشعر به ايضاً‪.‬‬
‫ساعد االخرين‬
‫قد يكون هؤالء االخرون هم اهلك او ابناؤك او اصدقاؤك الذين يحتاجون‬
‫الى قليل من التشجيع او الدعم‪ .‬اضافة الى ذلك ‪ ،‬يمكنك ان تتطوع للعمل‬
‫مع منظمة تناسب وضعك‪ .‬ومن بين احدى النتائج المباركة التي تحصل‬
‫عليها من مساعدة االخرين هي الشعور الطيب الذي تولده لديك هذه‬
‫الفعالية‪ .‬وبهذه الطريقة فانك ستذ ّكر نفسك ايضا ً بأنك ال تملك القدرة على‬
‫معالجة هذا الوضع فحسب ‪ ،‬بل انك تساعد االخرين على معالجته ايضاً‪.‬‬

‫كرس وقتا ً لممارسة هواية‬


‫خصص وقتا ً اثناء النهار للقيام بفعالية تستمتع بممارستها‪ :‬كالرياضة او‬
‫الفن او الموسيقى او القراءة او النزهه مثل‪,‬اً من اجل تصفية ذهنك‪ .‬وسوف‬
‫يساعد هذا على تذكيرك بأنه حتى في احلك االوقات اليومية توجد لحظات‬
‫سرور تستحق منا مواصلة الحياة لالستمتاع بها‪.‬‬

‫كن خبيراً‬
‫ان اسوأ انواع الخوف هو الخوف من المجهول‪ ..‬عندما تعرف ما هو‬
‫الوضع ‪ ،‬يصبح من األسهل علينا ان نخطط كيفية معالجته ‪ ،‬عندئذ يمكن‬
‫استبدال المخاوف الغامضة باهداف محددة‪ .‬ويجد العديد من الناس ان‬
‫مواكبة تطور االحداث عبر التلفاز او الصحف او االنترنت يعود علينا‬
‫بالفائدة‪ .‬لكن هناك من يجد ايضا ً بان متابعة مجريات االمور في وسائل‬
‫األعالم يستنزف ويهدر قدراً كبيراً من الطاقة التي تحتاجها‪ .‬ومهما كان‬
‫القرار الذي تتخذه ‪ ،‬فمن المهم ان ال يغيب عن بالك ‪ ،‬هنا ايضا ً ‪ ،‬بان كل‬
‫شيء يجب ان نفعله باعتدال واتزان‪.‬‬

‫المواجهة في أوقات الحرب واإلرهاب‬


‫* حافظوا على الروتين اليومي الذي اعتدتم عليه‬
‫يخلق الروتين جزيرة من األمن في انعدام الثقة الذي نتواجد فيه جميعا‪.‬‬
‫هذه طريقتكم الوحيدة لتبينوا للعالم وألنفسكم أنه ال شيء ينجح بكسركم أو‬
‫إخافتكم‪ .‬هذا تصريح لمحيطكم وألنفسكم أنكم تواصلون العيش واألمل‬
‫كالعادة‪ ،‬رغم العقبات في الطريق‪.‬‬
‫* احرصوا على التغذية السليمة‪ ،‬النشاط البدني والنوم الكافي‬
‫الجسم السليم هو األساس للعقل السليم‪ .‬حافظوا على صحتكم لكي‬
‫يساعدكم جسمكم على مواجهة الوضع‪ ،‬وال يصبح عقبة أخرى‪.‬‬
‫* تمرنوا على االسترخاء‬
‫قد يساعدكم االسترخاء اليومي على مواجهة الضغط والتوتر في الحياة‬
‫اليومية‪ .‬كلما تمرنتم أكثر كلما كان جسمكم أكثر هدوءا وتوازنا‪ .‬وهذا‬
‫يعكس تأثيرا مباشرا على مزاجكم وطمأنينتكم النفسية‪ .‬حاولوا التمرن مرة‬
‫أو مرتين في اليوم‪ ،‬كل مرة لمدة عدة دقائق‪.‬‬
‫* تحدثوا عن شعوركم مع الناس المهمين لكم‬
‫األفكار مثل السجاد بحاجة أحيانا إلخراجها ونفضها‪ .‬وبهذا الشكل‪ ،‬لن‬
‫تكونوا ملزمين أن تحملوا وحدكم عبء شكوكم‪ ،‬أفكاركم ومخاوفكم‪،‬‬
‫ويمكنكم النظر إليها من زاوية جديدة‪ ،‬إلنسان آخر‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪،‬‬
‫سوف يدهشكم أن تكتشفوا أن أشخاصا آخرين يشعرون مثلكم – تحمل‬
‫العبء معا أسهل دائما‪.‬‬
‫* ساعدوا اآلخرين المحتاجين لكم‬
‫قد يكون هؤالء والديكم‪ ،‬أوالدكم أو أصدقاءكم المحتاجين إلى القليل‬
‫من التشجيع أو الدعم‪ .‬كما أنه يمكن التطوع بأطر مختلفة بحاجة لمتطوعين‬
‫بالذات في ساعات الطوارئ‪ .‬يوجد في غالبية السلطات المحلية مركز‬
‫متطوعين يوفر المعلومات حول األماكن المحتاجة لهم‪ .‬من النتائج المباركة‬
‫لمساعدة الغير هو الشعور الحسن الذي يمنحهم هذا النشاط‪ .‬بذلك تذكروا‬
‫أنفسكم أيضا‪ :،‬بأن لديكم القوة ليس فقط لمواجهة الوضع‪ ،‬بل أيضا لمساعدة‬
‫اآلخرين على مواجهته‪.‬‬
‫* كرسوا وقتا لهواية‬
‫فرغوا وقتا في اليوم لشيء تستمتعون بعمله‪ :‬رياضة‪ ،‬فنون‪ ،‬موسيقى‪،‬‬
‫مطالعة‪ ،‬رحالت وما إلى ذلك‪ ،‬لكي تنظفوا الرأس قليال‪ .‬هذا األمر يساعدكم‬
‫أن تتذكروا‪ ،‬أنه حتى بالروتين اليومي الصعب هناك نقاط من الضوء‪،‬‬
‫تستحق المواصلة ألجلها‪.‬‬
‫* كونوا خبراء بمجالكم‬
‫أشد الخوف هو الخوف من المجهول‪ .‬فعندما نعرف ما هي الحالة‪،‬‬
‫أسهل علينا بكثير أن نخطط كيف نواجهه‪ .‬بهذه الحالة‪ ،‬يخلي الخوف غير‬
‫الملموس مكانه ألهداف واضحة نصبو إليها‪ .‬لذا‪ ،‬اهتموا باالطالع على‬
‫آخر المستجدات من التلفزيون أو الصحف أو اإلنترنت بالنسبة لتقدم‬
‫األحداث‪ .‬مع ذلك‪ ،‬بحالة رأيتم أن األمر يفاقم من مخاوفكم‪ ،‬حاولوا تنظيم‬
‫استهالك المعلومات من وسائل اإلعالم‪ .‬هنا أيضا‪ ،‬من المهم أن نذكر أن‬
‫كل شيء يجب أن يكون بالقدر المناسب‪.‬‬
‫أخبار التلفزيون – دليل مشاهدة ذكية‬
‫التلفزيون والضغط‬
‫احدث التقدم والتطورات في وسائل االعالم الجماهيرية مؤخراً تغييرات‬
‫جذرية في عاداتنا لمشاهدة التلفزيون‪ .‬ويالحظ هذا بوجه خاص اثناء وقوع‬
‫هجمات ارهابية او زمن الحرب‪ :.‬وتجلب الينا التكنولوجيا المتقدمة تغطية‬
‫مباشرة الحداث تتكشف امامنا في غرف جلوسنا رأسا ً ‪ ،‬وقد تجعلنا هذه‬
‫المشاهدة الحيّة نشعر بمشاركة عاطفية اكبر مع هذه االحداث‪ .‬ولم تعد‬
‫المسألة مجرد عمود في جريدة او تعليق اذاعي ‪ ،‬فقد اصبحت الهجمات‪:‬‬
‫االرهابية والحروب تنقل الينا مفعمة بالحياة والواقعية لتغزو بيوتنا‪ .‬وقد‬
‫يشعر المشاهدون احيانا ً ‪ ،‬كما لو كانوا في الحدث ذاته الى جانب من‬
‫يشاركون فيه‪ .‬ان هذا االنشغال باالخبار قد يزيد مشاعر التوتر وقابلية‬
‫االنفعال ‪ ،‬ويؤدي الى الضغط والجهد‪ .‬ومع مرور الوقت ‪ ،‬قد يترك هذه‬
‫الضغط اثره فيسبب الصداع والقلق وضعف جهاز المناعة واعراض‬
‫جسدية واضافية‪ .‬وبذا فقد يكون من المهم تنظيم عادات مشاهدتنا للتلفزيون‬
‫لتقليص هذه االثار الى الحد االدنى‪.‬‬
‫كيف لي ان اعرف ان كنت افرط في مشاهدة اخبار التلفزيون؟‬
‫يشعر العديد من الناس وكأنهم مدمنون على مشاهدة التلفزيون ‪ ،‬فهم يعكفون‬
‫على مشاهدة االخبار والنشرات المباشرة ساعات متواصلة حتى ولو لم يكن‬
‫هناك جديد في االخبار ‪ ،‬وال يستطيع هؤالء االشخاص انتزاع انفسهم عن‬
‫اجهزة التلفاز‪ :‬اذا توقفوا عن مشاهدة التلفزيون ‪ ،‬فسينتابهم القلق من ان‬
‫شيئا ً هاما ً قد فاتهم‪ .‬ويواصلون مشاهدة التلفزيون احيانا ً حتى وان كان هذا‬
‫يسبب لهم انزعاجا ً شديداً ويعرقل روتين عملهم اليومي ويشوش على‬
‫حياتهم العائلية‪.‬‬
‫والجواب على السؤال ‪" ،‬هل افرط في مشاهدة التلفزيون؟" بسيط جداً‪:‬‬
‫اذا كنت تشعر بأنك غير قادر على انتزاع نفسك عن الشاشة ‪ ،‬حتى وانت‬
‫تعرف بان مشاهدة التلفزيون تزعجك ‪ ،‬فقد يكون هذا مؤشراً بان مشاهدتك‬
‫للتلفزيون خارجة عن نطاق سيطرتك عليها‪ .‬واذا كنت تقضي ساعات امام‬
‫التلفزيون ‪ ،‬مع ان هذا السلوك يشوش على حياتك اليومية ‪ ،‬فقد يكون آن لك‬
‫ان تغيّر عادات مشاهدتك‪ .‬وفي حين قد يكون هذا التغيير صعبا ً في البداية ‪،‬‬
‫ويصحبه غالبا ً توتر وعدم ارتياح ‪ ،‬فان هذه المشاعر ستتالشى بعد حين ‪،‬‬
‫وستبدأ تشعر بأن حياتك قد استصلحت‪ :‬حياتك واستعدت السيطرة على‬
‫عادات مشاهدتك للتلفزيون‪.‬‬
‫دليل لمشاهدة ذكية‬
‫تذكر انه ال توجد اصالحات او نهايات سريعة ‪ :‬عندما تشاهد فيلما ً او‬ ‫‪ّ .1‬‬
‫عرضا ً تلفزيونيا ً تعلم انك اذا شاهدته حتى النهاية فستجد ما حدث‪ .‬اما الواقع‬
‫فهو قصة اخرى‪ :‬انك حتى لو شاهدت االخبار ساعات طويلة متتالية فمن‬
‫غير المرجح ان ترى خاتمة القصة او تتوصل الى حل‪ ..‬ولذا فمن االفضل‬
‫ان تغلق التلفزيون ‪ ،‬حتى ولو بدا لك بأنك تقطع االشياء من وسطها‪ .‬واغلب‬
‫الظن بان تجد االخبار متصلة عندما تفتح التلفزيون مرة اخرى ‪ ،‬وانه لم‬
‫يفتك اال القليل منها‪.‬‬
‫‪ .2‬اغلق االخبار قبل وقت من ذهابك للنوم ‪ :‬استرخ مع كتاب جيد ‪ ،‬او‬
‫عرض تلفزيوني ُمسّل ‪ ،‬او حديث مع مقرب اليك ‪ ...‬حاول ان ال تشاهد‬
‫االخبار في وقت متأخر من الليل‪ ...‬فتخفيف التوتر وتقليصه يجب ان يكون‬
‫هدفا ً عند النوم ‪ ،‬اما مشاهدة االخبار فتزيد التوتر ‪ ،‬وقد تش ّوش على النوم‬
‫الهانئ‪.‬‬
‫‪ .3‬شاهد بحيطة وتحفظ ‪ :‬هناك عادة جانبان لكل قصة‪ ...‬اما اخبار‬
‫التلفزيون فهي تقدم غالبا ً االخبار باسلوب البُعد االحادي‪ ...‬ويص ّح هذا بوجه‬
‫خاص على تقارير الحوادث الم ّروعه او المخيفه بوجه خاص‪ ،‬فالمراسلون‬
‫المرتاعون هم انفسهم في الغالب‪ :‬قد يع ّدون قصصاً‪ :‬اخبارية تحاول بث‬
‫الرعب في نفس المشاهد‪ .‬حاول ان تشاهد هذه التقارير بعين ُم ّميزة واحم‬
‫نفسك من الجو المشحون بالذعر الذي تشجعه هذه التقارير‪.‬‬
‫‪ .4‬راقب تعرض طفلك للتقارير االخبارية ‪ :‬تبث التقارير االخبارية‬
‫صوراً واضحة ال تناسب االطفال‪ ...‬ومن االفضل بحث االمور مع طفلك‬
‫بعبارات يستيطع فهمها وان تستمع الى اسئلة الطفل ومخاوفه‪ .‬وبينما قد ال‬
‫يفهم الصغار التقارير االخبارية فهما ً تاما ً ‪ ،‬اال انهم شديدو الحساسية‬
‫للصور البصرية التي قد تربكهم وتبعث فيهم الخوف والكرب العام‪.‬‬
‫‪ .5‬القاعدة االهم هي القاعدة االسهل ‪ :‬اذا كانت مشاهدة االخبار تهدئ‬
‫من روعك وتشعرك بالراحة – فتابع مشاهدتها‪ .‬ومن جهة اخرى ‪ ،‬اذا‬
‫شعرت بان مشاهدة االخبار تسبب لك التوتر وتعرقل اداء وظائفك‬
‫اليومية ‪ ...‬فاغلق التلفزيون‪.‬‬
‫كرب ما بعد الصدمة ‪PTSD‬‬
‫لدى أطفال فلسطين ‪ :‬آفاق التشخيص والوقاية والعالج‬
‫الكاتب‪ :‬د‪ .‬محمد المهدي‬
‫حين نسمع كلمة طفل تتوارد إلى الذهن صور ومعاني البراءة والعذوبة‬
‫والمرح واللعب والتلقائية والسرير الدافئ والحاجة للرعاية والحماية‬
‫واألمان في حضن أم وأب هما نفسهما ينعمان باألمان والسالم والطمأنينة‪،‬‬
‫وفي بيئة تخلو من األخطار ‪.‬أما حين يقال طفل فلسطيني فإن الصورة تتغير‬
‫تماما ً وتضطرب اضطرابا ً شديداً‪ ،‬وعلى الرغم من وجود الكثير من‬
‫الهيئات والجمعيات الحكومية وغير الحكومية والمواثيق التي ترعى وتدافع‬
‫عن حقوق الطفل في العالم كله‪ ...‬إال أن كل هؤالء جميعا ً يصيبهم الخرس‬
‫حين يكون المعتدي إسرائيليا ً أمريكيا والمعتدى عليه فلسطينياً‪.‬‬

‫تأثير األحداث الصادمة على نفسية الطفل الفلسطيني‪:‬‬


‫الطفل ليست لديه القدرات المعرفية الكافية لكي يستوعب تلك الخبرات‬
‫الصادمة ويعطيها معنى مفهوما‪ .‬لذا يصبح هضم هذه الخبرات‪ :‬صعبا‪،‬‬
‫يضاف إلى ذلك عدم قدرته على التعبير اللفظي عن معاناته لذلك تحدث‬
‫اضطرابات كثيرة في دائرتي المشاعر والسلوك‪ .‬فالطفل الفلسطيني يواجه‬
‫كما ً هائالً ومتزايداً من العنف المباشر وغير المباشر بشكل يومي وهو ال‬
‫يعرف لماذا يحدث وإذا عرف ال يفهم مغزى األحداث كما يفهمها الكبار‪.‬‬

‫وحين يتعرض أي طفل لخطر فإنه يحتمي بأمه أو أبيه أو يلوذ بالفرار نحو‬
‫بيته ليجد فيه األمان‪ ،‬أما في حالة الطفل الفلسطيني فال يوجد مصدر للحماية‬
‫وال يوجد مالذ آمن فاألب واألم حياتهما مستباحة والبيت حرمته منتهكة‪،‬‬
‫وقوات الشرطة الفلسطينية مطاردة‪ .‬أي أن الطفل الفلسطيني حين يداهمه‬
‫الخطر فإنه يفتقد إلى أي غطاء لألمان ويفتقد إلى الحماية والرعاية بل قد‬
‫عار تماما ً من‬
‫يواجه الصواريخ والدبابات والمدافع والرشاشات بجسد ٍ‬
‫وسائل الحماية‪ .‬وهذا وضع متفرد ال يكاد يوجد مثيله في العالم كله‪ ،‬إذن‬
‫فنحن أمام خبرات صادمة وأخطار هائلة وهذه الخبرات مستمرة ومتصاعدة‬
‫ومفرطة وغير إنسانية وغير منطقية‪ ،‬يتعرض لها أطفال صغار يفتقدون‬
‫للمأوى والمالذ والحماية‪ ،‬وهذا يجعلنا نقترب من الصورة الكارثية للحالة‬
‫النفسية لهؤالء األطفال‪.‬‬

‫ما هو اضطراب كرب ما بعد الصدمة ؟‬


‫إن السمة المرضية (‪ )Psychopathology‬األساسية في هذا االضطراب‬
‫هي"الذاكرة الصدمية" (‪ )Traumatic Memory‬وهذا ينعكس في‬
‫أعراض نفسية محددة وردت في الدليل التشخيصي واإلحصائي الرابع‬
‫لألمراض النفسية (‪ )DSM IV 1994‬كما يأتي‪:‬‬
‫أ) تعرض الشخص لحادث‪ :‬صدمي (مؤذي) وحدث التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬مر الشخص بخبرة أو شاهد أو واجه حدثا أو أحداثا تضمنت موتا حقيقيا‬
‫أو تهديدا بالموت أو إصابة بالغة أو تهديدا شديدا لسالمة الشخص أو‬
‫اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -2‬تتضمن استجابة الشخص خوفا شديدا وإحساسا بالعجز والرعب‪ ،‬وفي‬
‫األطفال يظهر هذا في صورة سلوك مضطرب أو هيجان‪.‬‬
‫ب) تتم إعادة معايشة الحدث ألصدمي بطريقة أو بأخرى من الطرق التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬تذكر الحدث بشكل متكرر ومقتحم وضاغط وذلك يتضمن صورا ذهنية‬
‫أو أفكارا أو مدركات‪.‬‬
‫‪ -2‬استعادة الحدث بشكل متكرر وضاغط في األحالم‪.‬‬
‫‪ -3‬التصرف أو الشعور وكأن الحدث ألصدمي (المؤذي) عائد‪.‬‬
‫‪ -4‬انضغاط نفسي شديد عند التعرض لمثيرات داخلية أو خارجية ترمز إلى‬
‫أو تشبه بعض جوانب الحدث ألصدمي‪.‬‬
‫‪ -5‬استجابات‪ :‬فسيولوجية تحدث عند التعرض للمثيرات سابقة الذكر‪.‬‬
‫ج) التجنب المستمر‪:‬‬
‫‪ -1‬ألي مثيرات مرتبطة بالحدث‬
‫‪ -2‬إضافة إلى خدر عام في االستجابات‪:.‬‬
‫‪ -3‬التجنب لالماكن واألشكال والصور‬
‫د) أعراض زيادة االستثارة بشكل دائم‪.‬‬
‫هـ) األعراض مستمرة لمدة شهر على األقل (أما إذا كانت أقل من شهر‬
‫فيطلق عليها اضطراب الكرب الحاد)‪.‬‬
‫و) يسبب هذا االضطراب انضغاطا ً إكلينيكيا واضحا ً أو يؤدي إلى تدهور‬
‫في األنشطة االجتماعية أو الوظيفية أو جوانب أخرى هامة‪.‬‬
‫وفي األطفال ربما ال نجد عملية استعادة الحدث بالشكل المألوف لدى الكبار‬
‫وإنما نجد عملية تمثيل الحدث أثناء اللعب‪ ،‬أو نجد أحالما مفزعة ال يستطيع‬
‫الطفل ذكر محتواها‪.‬‬

‫التقدير النفسي للحدث عند الطفل ‪:‬‬

‫يتأثر تقدير الشخص للحدث الصادم بعوامل ثقافية ودينية تعطي للحدث‬
‫معنى معينا ً يترتب عليه حجم ونوعية التأثر به‪ ،‬يحدث هذا في األشخاص‬
‫الراشدين أما في األطفال فإن البناء المعرفي لم يكتمل بعد ولذلك يبدو‬
‫التقدير النفسي للحدث غامضا ً وبالتالي يفتح الباب أمام كل االحتماالت‪،‬‬
‫ولكن على أي فإن الحدث الصادم (أو الضاغط أو األذوي) يدهم شخصية لم‬
‫تنضج بعد معرفيا ً ووجدانيا ً وروحيا ً وبالتالي نتوقع إحداث تشوهات نمائية‬
‫متعددة وعميقة تحتاج للعديد من الدراسات الطولية الممتدة عبر األجيال‬
‫لتقديرها‪.‬‬

‫تأثير الحدث الصدمى على المعتقدات األساسية لدى الطفل ‪:‬‬

‫من خالل تعامل الطفل مع أسرته ومع عالمه الصغير تتكون لديه صورة‬
‫بسيطة عن نفسه وعن الحياة (تسمى افتراضات‪ :‬أساسية) تتلخص في‪:‬‬
‫‪ -1‬أنه شيء محبوب من المحيطين به‪.‬‬
‫‪ -2‬أنهم يقومون بحمايته ورعايته وال يعرضونه للخطر‪ ،‬وهم قادرون على‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬أن هناك منطقا يحكم العالم وهو أن الخير دائما ً ينتصر ألن هللا يحب‬
‫األخيار ويحميهم ويساعدهم‪.‬‬

‫وعند تعرض هذا الطفل للحدث الصادم فإن هذه االفتراضات أو القناعات‬
‫األساسية تتزلزل وتتهدم في لحظة االعتداء على الطفل أو ذويه حيث يرى‬
‫كل شيء يتغير أمام عينيه فتهتز كل ثوابته ويتعرض للتناثر والتشتت‬
‫وتتعرض صورته عن نفسه وعن العالم للتشوه‪ .‬وبما أن تكوينه المعرفي‬
‫والوجداني لم ينضج بعد لذلك تكون اآلثار عميقة ومؤثرة بشكل أكثر من‬
‫الكبار‪.‬‬
‫وقد يقول قائل‪" :‬إن الطفل لديه قدرة كبيرة على التأقلم مع األحداث ربما‬
‫تفوق قدرة الكبار وذلك بسبب عدم وجود تصورات جاهزة كثيرة عن العالم‬
‫لديه وبالتالي فهو أكثر تقبالً للتصورات واألنماط الواقعة فعالً دون مقارنتها‬
‫بنمط قياس"؟‪.‬‬

‫وهذا القول صحيح من ناحية ولكنه من ناحية يعني أن التأقلم حين يحدث في‬
‫هذه الظروف فإنه يؤدي إلى تثبيت أفكار واتجاهات‪ :‬العدوان واالنتقام وعدم‬
‫الثقة في أي شيء‪.‬‬

‫وبما أن الوضع في األراضي الفلسطينية متفرد حيث الخبرات الصادمة‬


‫متكررة ومتصاعدة وحيث المجتمع كله تحت التهديد والخطر وحيث انعدام‬
‫مصادر الدعم والمساندة‪ ،‬فإننا نتوقع اختالف حالة األطفال الذين يعانون من‬
‫مثل هذا االضطراب واختالف المسار والمآل الضطراب كرب ما بعد‬
‫الصدمة لدى األطفال الفلسطينيين فنحن هنا ال نصل إلى حالة "ما بعد‬
‫الصدمة" ألن الصدمات متتالية ومستمرة بل ومتصاعدة وقد دفع هذا بعض‬
‫القائمين على برنامج الصحة النفسية لمجتمع غزة (فإن إينويك والمصري‬
‫وأبو طواحينا ‪ )1992‬إلى اقتراح ما يسمى بـ (زملة غزة) والتي تتميز‬
‫بعالمات إكلينيكية خاصة مثل وجود ضالالت وأفكار اقتحامية وسواسية‬
‫والضالالت هنا تختلف عن مثيالتها في االضطرابات الضاللية المعهودة‬
‫في أن المريض يدرك أنها غير طبيعية‪.‬‬

‫ومن خالل تعاملي الشخصي المباشر مع بعض هذه الحاالت التي حضرت‬
‫إلى مصر للعالج وجدت بعض األعراض التحولية (مثل‪:‬الشلل الهستيري‬
‫أو البكم الهستيري أو غيرها) واالنشقاقية (مثل‪ :‬فقد الذاكرة الهستيري أو‬
‫النفسي وازدواج الشخصية) والتبول الليلي الالإرادي واضطرابات التأقلم‬
‫وتأخر النضج النفسي جنبا ً إلى جنب مع أعراض اضطرابات كرب ما بعد‬
‫الصدمة‪.‬‬

‫إذن فنحن أمام صورة غير نمطية لهذا االضطراب (‪Atypical form of‬‬
‫‪ )PTSD‬نتجت عن طبيعة الخبرات الصادمة وغياب األمن وغياب‬
‫مصادر الدعم والمساندة بشكل مزمن ومتصاعد‪.‬‬
‫الغضب غير المنصرف (الحنق)‪Unresolved anger (:‬‬
‫‪) resentment‬‬

‫يقصد به اختزان الغضب والعنف وانتظار لحظة االنتقام‪ .‬وهذا الغضب‬


‫الكامن يؤذي النفس ويؤذي الغير‪ ،‬أما عن إيذائه لنفس الطفل فهو يرسب‬
‫حالة من التوتر المستمر واضطرابات النوم واالكتئاب ومشاعر الكره‬
‫والعنف‪ ،‬وأما عن إيذائه للغير فذلك يرجع إلى إمكانية إطالق دفعات الكره‬
‫والعنف إلى المعتدي أو إلى أي شخص آخر يثير هذه المشاعر‪.‬‬
‫وبتعدد تعرض الطفل الفلسطيني لألحداث الصادمة تتراكم مشاعر الغضب‪:‬‬
‫المكتوم وما يترتب عليها من آثار نفسية وكل هذا يعزز السلوكيات العنيفة‬
‫لدى الطفل في الحاضر‪ :‬والمستقبل‪.‬‬

‫أثر العوامل االجتماعية والدينية ‪:‬‬

‫في المجتمعات العربية واإلسالمية غالبا ً ما يتلقى الناس الصدمات‪ :‬بشكل‬


‫جماعي وليس بشكل فردي‪ ،‬فمازال هناك ترابط داخل األسرة النووية‬
‫(المكونة من أب وأم وأطفال) ومازال هناك نظام األسرة الممتدة (بمعنى‬
‫وجود عائلة كبيرة في بيت واحد) أو وظيفيا ً (بمعنى ارتباط األسرة النووية‬
‫بالعائلة الكبيرة من خالل الزيارات‪ :‬واالتصاالت بشكل دائم)‪ ،‬ومازال هناك‬
‫الترابط االجتماعي على مستوى القرية أو الحي أو المدينة‪ .‬ولدور العبادة‬
‫( المساجد والكنائس ) دورا هاما في المحافظة على تماسك المجتمع‬
‫وتدعيمه خاصة في أوقات األزمات الشديدة‪ .‬وهذه العوامل تخفف كثيراً من‬
‫وقع الصدمات على األفراد ألنها تشكل شبكة من الدعم والمساندة تمتص‬
‫جزءاً هاما ً من الصدمات وتساعد على مواجهة آثارها‪.‬‬

‫المسار والمآل ‪:‬‬

‫في بعض األحيان يأخذ كرب ما بعد الصدمة بعض الوقت كي تظهر‬
‫أعراضه‪ ،‬وهذا الوقت يتفاوت فيقصر في بعض الحاالت إلى أسبوع‬
‫ويطول في حاالت أخرى ليصل إلى ثالثين سنة (‪Kaplan and Sadock‬‬
‫‪) 1994‬تتفاوت شدة األعراض من وقت آلخر ولكنها تبلغ ذروتها في‬
‫أوقات االنضغاط النفسي‪ .‬وقد تبين من الدراسات التي أجريت على الحاالت‬
‫النمطية من كرب ما بعد الصدمة أن ‪ %30‬من الحاالت‪ :‬يتم شفاؤها تماما و‬
‫‪ %40‬يستمرون في المعاناة من بعض األعراض البسيطة‪ ,‬و‪ %20‬يعانون‬
‫من أعراض متوسطة الشدة‪ ,‬في حين يبقى ‪ %10‬كما هم أو يتدهورون‬
‫أكثر‪.‬‬

‫وهناك عالمات تشير إلى توقع تحسن الحالة منها‪ :‬ظهور األعراض بعد‬
‫وقت قصير من وقوع الحدث‪ ,‬قصر مدة األعراض ( أقل من ستة شهور )‪,‬‬
‫كفاءة أداء الشخصية قبل المرض‪ ,‬وجود تدعيم اجتماعي جيد‪ ,‬وأخيرا عدم‬
‫وجود اضطرابات‪ :‬نفسية أخرى مصاحبة للحالة (‪Kaplan and Sadock‬‬
‫‪ .) 1994‬وقد وجد بشكل عام أن المآل يصبح أسوأ في األطفال وكبار السن‬
‫مقارنة بمتوسطي العمر ربما الفتقاد هاتين الفئتين لقدرات المواجهة‬
‫ومهارات التكيف‪.‬‬

‫والسؤال اآلن ‪:‬‬

‫هل تكرار الخبرات الصادمة نتيجة االعتداءات واالختراقات المستمرة‬


‫للجيش اإلسرائيلي ضد شعب أعزل يؤدي إلى تراكم خبرات صدمية لدى‬
‫األطفال أم يؤدي إلى تقليل الحساسية لديهم نحو هذه األخطار واعتبارها‬
‫جزءا من الحياة اليومية لهم؟‪ .‬وإذا كانت هذه الخبرات الرضحية ستتراكم‬
‫فما هو تأثيرها على بناء شخصية هؤالء األطفال على المدى الطويل؟‪ .‬هذه‬
‫وغيرها تساؤالت تحتاج لدراسات تتبعية طولية لإلجابة عليها‪ ,‬ولكن‬
‫الدراسات السابقة على الحاالت‪ :‬النمطية لكرب ما بعد الصدمة توصلت إلى‬
‫وجود آثار ضارة على النمو النفسي لألطفال الذين تعرضوا لهذه الخبرة‬
‫الرضحية وأن هذه اآلثار تمتد إلى سن الرشد وتؤدي إلى تغير نوعي في‬
‫الشخصية (‪Freud and Burilngham 1943, Brander 1841,‬‬
‫‪)Bunsdon 1941, Fraser 1974‬‬

‫العـــالج ‪:‬‬

‫سنتحدث عن وسائل العالج المختلفة الالزمة الضطراب كرب ما بعد‬


‫الصدمة ثم نشير إلى الصعوبات الموجودة في المجتمع الفلسطيني والتي‬
‫ربما تعوق الكثير من هذه الوسائل العالجية في النهاية‪ ،‬ونقترح بعض‬
‫الحلول المتاحة للتغلب على هذه الصعوبات (أو بعضها) كلما أمكن ذلك‪.‬‬
‫أ ) احتياجات‪ :‬الزمة للعالج ‪:‬‬

‫‪ -1‬استعادة األمان‪ :‬وذلك بنقل الطفل إلى مكان يشعر فيه باألمان والطمأنينة‬
‫بعيداً عن مكان الحادث (وإن كان هذا غير متاح في كثير من األحيان)‪.‬‬
‫‪ -2‬استعادة القدرة على التعامل مع عواقب الحدث الصادم‪ :‬من خالل‬
‫مساعدته على معرفة ما حدث له وألسرته بشكل يحتمله وعيه مع إيجاد‬
‫بدائل مناسبة إلقامته ورعايته وعودته إلى مدرسته‪.‬‬
‫‪ -3‬استعادة شبكة الدعم والمساندة‪ :‬من خالل إحاطته بمن تبقى من أفراد‬
‫أسرته وأقاربه‪ ،‬وجمعيات الدعم والمساندة في المجتمع‪.‬‬
‫‪ -4‬إمكانية استيعاب الخبرة الصادمة‪ :‬في البناء المعرفي البسيط للطفل من‬
‫خالل إعطاء تفسير ومعنى لما حدث‪.‬‬

‫ب) العالج الدوائي ‪:‬‬

‫هناك بعض األدوية التي ثبتت فاعليتها في عالج هذا االضطراب ومنها‬
‫مضادات االكتئاب ثالثية الحلقات‪ :‬مثل اإلميبرامين (تفرانيل)‬
‫واألميتريبتيلين (تريبتزول) ونبدأ بجرعات صغيرة منها لألطفال‪:‬‬
‫‪1‬مجم‪/‬كجم من وزن الطفل ونزيد بالتدريج حتى تتحسن الحالة مع مراعاة‬
‫أن ال نتجاوز ‪3‬مجم‪/‬كجم من وزن الطفل يومياً‪ .‬ويراعى في استخدام هذه‬
‫األدوية االطمئنان على قلب الطفل بواسطة الفحص اإلكلينيكي وعمل رسم‬
‫القلب خاصة إذا زادت الجرعة‪ ،‬وهناك مجموعة من األدوية األحدث وهي‬
‫مانعات استرداد السيروتونين االنتقائية (ماسا) (‪ )SSRIS‬مثل الفلوكستين‬
‫والسيتالوبرام والسيرترالين والباروكستين والفلوفوكسامين وغيرهما‪ ،‬وهذه‬
‫المجموعة تتميز بأن أعراضها الجانبية أقل وتقبلها أفضل‪.‬‬

‫وتوجد بعض األدوية المساعدة نذكر منها مضادات القلق مثل ألبرازوالم‬
‫(زاناكس) ومضادات الصرع مثل كاربامازيبين (تيجريتول) وفالبروات‬
‫الصوديوم (ديباكين) (‪ ،)Kaplan & Sadock 1994‬ويمكن استخدام‬
‫البروبرانولول (إندرال) بجرعات بسيطة في حالة زيادة ضربات القلب أو‬
‫وجود المظاهر الجسمانية للقلق (التعرق والرعشة وعدم االستقرار)‪ ،‬وهذا‬
‫يجعلنا نطالب الهيئات الدولية بتوفير مثل هذه األدوية لهذا االضطراب الذي‬
‫يكاد يصيب كل األطفال في فلسطين‪ ,‬إضافة إلى توفير الخبرات الالزمة‬
‫لتشخيصه وعالجه سواء من الداخل أو الخارج‪:.‬‬
‫ج) العالج النفسي ‪:‬‬

‫الفكرة األساسية في العالج النفسي تتلخص في إزالة الضغط النفسي الواقع‬


‫على الطفل (وذلك بإبعاده عن مصادر الخطر والتهديد بقدر اإلمكان) ثم‬
‫مساعدته على التنفيس عما تراكم بداخله من مشاعر وذكريات أثناء وقوع‬
‫الحدث‪ ،‬ويتم هذا بشكل تدريجي في جو آمن ومدعم حتى يستطيع الطفل في‬
‫النهاية استيعاب آثار الصدمة وتجاوزها‪ .‬ويلي ذلك تعليم الطفل مهارات‬
‫مواجهة األحداث حتى تزداد مناعته في مواجهة أحداث مماثلة‪ .‬ويمكن أن‬
‫يتم ذلك من خالل جلسات عالج فردي للطفل أو عالج أسري يضم أفراد‬
‫األسرة الموجودين مع الطفل أو عالج جمعي يضم الطفل المصاب‪ :‬مع‬
‫أطفال آخرين واجهوا أحداثا مشابهة أو عالج جمعي يضم أسر األطفال‬
‫المصابين‪ ...‬وهكذا‪.‬‬

‫والعالج النفسي (الفردي أو العائلي أو الجمعي) غالبا ً ما يأخذ الوجهة‬


‫التدعيمية للطفل وألسرته ويقوم على أساس العالج المعرفي السلوكي الذي‬
‫يساعد على استيعاب الحدث في البناء المعرفي من خالل إعطائه معنى لما‬
‫حدث ثم التغلب على اآلثار السلوكية الناتجة من خالل تمارين االسترخاء أو‬
‫التعرض التدريجي لمثيرات القلق مع تقليل الحساسية أو التعرض الفيضاني‪:‬‬
‫في وجود دعم ومساندة‪.‬‬

‫د) العالج االجتماعي والديني ‪:‬‬

‫وذلك بتنشيط شبكة الدعم االجتماعي (أو ما تبقى منها) بد ًء باألسرة (أو‬
‫بعض أفرادها الموجودين) ثم العائلة الكبيرة ثم المدرسة ثم المسجد أو‬
‫الكنيسة ثم جمعيات المساندة األهلية‪ .‬وقد ثبت من األحداث دور الرموز‬
‫والقيادات الدينية في مساعدة الصغار والكبار على استيعاب األحداث‬
‫الدامية والتعامل معها بشكل تكيفي من خالل إعطاء المعنى اإليجابي لها من‬
‫وجهة النظر الدينية األعمق إضافة إلى أثر المفاهيم واألخالقيات‬
‫والممارسات الدينية على تماسك األسرة والعائلة والمجتمع تحت مظلة‬
‫التكافل االجتماعي والتراحم والتالحم‪.‬‬

‫هـ) العالج الدولي ‪:‬‬


‫محاولة تنشيط دور الهيئات الدولية ذات الصلة بالطفولة مثل اليونيسيف‬
‫ومنظمة الصحة العالمية والهالل األحمر والصليب األحمر ومنظمات‬
‫حقوق الطفل وحقوق اإلنسان‪ ،‬بهدف توفير الحماية والدعم والعالج في‬
‫األوقات التي يعجز المجتمع الفلسطيني فيها (والمجتمع العربي أيضا) عن‬
‫تقديم مثل هذه األشياء بسبب السحق اإلسرائيلي المستمر إلمكانات هذا‬
‫الشعب األعزل إضافة إلى التهديد األمريكي المستمر لكل من تسول له نفسه‬
‫تقديم يد المساعدة للشعب الفلسطيني خاصة من األثرياء العرب‪.‬‬

‫و)البرامج التدريبية ‪:‬‬


‫نظراً لنقص الخدمات الطبية عموما ً والنفسية بوجه خاص في المجتمع‬
‫الفلسطيني ونقص الكوادر المدربة على التعامل مع مثل هذه الحاالت‪ :‬رغم‬
‫كثرتها في األطفال والكبار فإن ذلك يستلزم تدريب عدد كاف من األطباء‬
‫واألخصائيين النفسيين واالجتماعيين وأعضاء هيئة التمريض والمدرسين‬
‫والمرشدين الدينيين على اكتشاف هذه الحاالت والتعامل معها بشكل جيد ‪.‬‬
‫ويمكن تحقيق هذا الهدف من خالل عدد من المحاضرات وورش العمل‬
‫حول هذا االضطراب المنتشر في المجتمع الفلسطيني ‪ .‬كما يمكن طباعة‬
‫كتيبات مبسطة توزع على المستشفيات والمدارس ودور العبادة تبين كيفية‬
‫مساعدة من تعرضوا لألحداث الصادمة وتأثروا بها (وهم كثير) ‪.‬‬

‫كما يمكن أن تقوم النقابات‪ :‬الطبية في العالم العربي وفي العالم بشكل عام‬
‫بدور إيجابي في ذلك األمر مستعينة بمستشارين في الطب النفسي والعالج‬
‫النفسي وبمنظمة أطباء بال حدود وبمنظمة الصحة العالمية ومنظمة‬
‫اليونيسيف وذلك لخرق الحصار‪ :‬الصهيوني األمريكي حول الشعب‬
‫الفلسطيني وتوصيل الخدمات النفسية والصحية الضرورية له في هذه‬
‫الظروف شديدة القسوة‪.‬‬

‫ي) العون اإللكتروني ‪:‬‬

‫في حالة استمرار الحصار‪ :‬اإلسرائيلي (المدعوم أمريكيا ً والمسكوت عنه‬


‫عالمياً) للشعب الفلسطيني وفي حالة استحالة توصيل الخدمات الصحية‬
‫والنفسية المشار إليها سابقا ً (وهو أمر وارد وقائم فعال) فإنه يبقى أن تتم‬
‫المساعدة من خالل وسائل االتصال الحديثة وعلى رأسها اإلنترنت وذلك‬
‫لمساعدة أطباء الرعاية األساسية وهيئات التمريض واألخصائيين النفسيين‬
‫واالجتماعيين على تشخيص مثل هذه الحاالت‪ :‬وعالجها ورعايتها وأيضا ً‬
‫لمساعدة األطفال وأسرهم من خالل تقديم العون والمشورة من متخصصين‬
‫مقيمين خارج الحدود ويمكن أيضا ً عمل خطوط تليفون ساخنة تعمل على‬
‫مدار الساعة لتقديم الدعم والمساعدة لألطفال المصابين وأسرهم‪ .‬أو تقديم‬
‫البرامج التدريبية عن بعد للمتعاملين مع هذه الحاالت‪ :‬وخاصة اآلباء‬
‫والمدرسين وأطباء الرعاية األساسية‪.‬‬

‫ل) العالج اإلنساني ‪:‬‬

‫إذا كان ما يحدث لألطفال في فلسطين كل يوم يمثل جريمة بشعة وغير‬
‫مسبوقة تقوم بها وتتستر عليها مجموعة من العنصريين المتطرفين فإن ذلك‬
‫يستوجب وقوف حكماء العالم وقفة شريفة ونبيلة في وجههم قبل فوات‬
‫األوان‪ ,‬ألن ما يحدث –كما بينا– يزرع بذورا هائلة للعنف والكراهية‬
‫والتطرف ال يعلم مداها أحد ‪ ,‬وربما يدفع العالم في حالة سكوته ثمنا باهظا‬
‫مثل الثمن الذي دفعته اإلنسانية جراء السكوت على عنصرية هتلر وفاشية‬
‫موسوليني‪ .‬فالحركة الصهيونية حالة مرضية أصابت العالم المعاصر‬
‫كفيروس تغلغل في مراكز القوة والتأثير فجعلها تتجه نحو التدمير الذاتي‬
‫للكيان البشري‪ ،‬ومن هنا وجبت وقفة العقالء من البشر من كل األجناس‬
‫(وهم موجودون والحمد هلل) وقفة موضوعية متحررة من النزعات‬
‫العنصرية واالنتهازية السياسية لمجموعة المتطرفين والمغامرين المؤيدين‬
‫للكيان اإلسرائيلي العنصري المتطرف والساكتين على انتهاكاته لكل‬
‫الحقوق واألعراف والقوانين‪ .‬وإلى أن يحدث هذا فال أقل من أن يمد كل‬
‫الخيرين في العالم أيديهم الرحيمة ليمسحوا دمعة الطفل الفلسطيني ويعيدوا‬
‫إليه اإلحساس باألمن والسالم في حضن أسرته ومجتمعه كبقية أطفال‬
‫العالم‪.‬‬

‫‪References‬‬

‫• ‪Qouta , S. and El-Sarraj E. (2001) . Trauma and PTSD.‬‬


‫‪In : Images in Psychiatry : An Arab Perspective , Edited‬‬
‫‪by Ahmed Okasha and Mario Maj, WPA Series, pages‬‬
‫‪. 136-141‬‬
Van Eenwyk , J. , El-Masri, M and Abu Tawahina, A •
(1992). Adaptation Disorder: The Gaza syndrome ,
. Unpublished article
Freud, A. and Burlingham, D (1943) . War and children •
. . New York : Medica War Books , Ernest Willard
Dunsdon, M (1941) A Psychologist’s Contribution to •
. Air Raid problems Mental Health, 2,3 7041
Brander, T. (1841) . Kinder Psychiatrics he •
Beobachtungen Waehrend des krieges in Finland 1939-
. 1940 Zeitschrift fur kinder Psychiatric, 7, 177-187
Fraser, M (1974) . Children in Conflict. Middleset, •
. England : Penguin
American Psychiatric Association (1994) . Diagnostic •
.criteria from DSM IV. Washington DC
Kaplan, H and Sadock, B (1994) . PTSD, in Synopsis •
of Psychiatry, seventh edition, Williams and Wilkins,
. Middle East Edition, Cairo

‫االسترداد – سر المواجهة واالضطالع‬

‫ ما هو االسترداد؟‬.1
‫االسترداد هو قدرة الشخص على المواجهة واالضطالع بصعوبات وشدائد‬
ً ‫ بعد ان يكون قد تعلّم شيئا‬، ‫ والخروج منها وهو اقوى من ذي قبل‬، ‫الحياة‬
‫ وتشير العبارة ايضا ً الى قدرة الشخص على العودة الى‬.‫من هذه الخبرة‬
.‫وضعه السابق بعد ان يكون قد م ّر بفترة طويلة من الحرمان او الشدة‬
‫ وهو كجهاز المناعة في الجسم يتأثر بمزاجنا‬، ‫واالسترداد ليس سمة فطرية‬
، ً ‫ ويشبه جهاز المناعة لدينا ايضا‬،‫وبمقدار المساعدة التي نتلقاها من الغير‬
‫ ويواجه استردادنا الطبيعي‬، ‫من حيث ان له ايضا ً فترات صعود وهبوط‬
‫ تحديات اكثر من‬، ‫ اثناء فترات متطاولة من االوقات العصيبة‬، ً ‫احيانا‬
.‫المعتاد‬

‫ ما هو الطارئ بعيد االمد؟‬.2


‫الطارئ طويل االمد ينطوي على تضارب في العبارات‪ :...‬فالحاالت‪:‬‬
‫الطارية عادة قصيرة االجل وتعّبأ فيها جميع الموارد ‪ ،‬العضوية والعقلية‬
‫كليهما ‪ ،‬لمساعدة في مهمة البقاء الفورية‪ .‬ففي وضع طارئ طويل االمد‪.‬‬
‫كالوضع الذي تجد اسرائيل نفسها فيه اليوم ‪ ،‬يتعرض المجتمع باسره يوميا ً‬
‫لتهديد مستمر ومتواصل لبقائنا الشخصي اما عن طريق خبرة شخصية‬
‫مباشرة او من خالل وسائل االعالم‪ .‬ويؤثر وضع التهديد المستمر هذا على‬
‫جميع مجاالت الحياة‪ :‬كالذهاب الى المدرسة او الى العمل او الخروج الى‬
‫امسية او حتى مجرد المشي في الشارع‪ ...‬ويخشى كثير من الناس على‬
‫سالمتهم وسالمة ابنائهم حتى اثناء فعاليات كانت تتم كل يوم ‪ ،‬كقضاء‬
‫بعض الوقت مع اصدقاء‪ .‬وعندما تعّبأ موارد الجسم لفترات طويلة من‬
‫الوقت ‪ ،‬فانها تبدأ في البلى‪ ...‬ويمكن خبرة هذا من خالل االعراض ‪،‬‬
‫كاألنهاك او االكتئاب او انعدام االهتمام ومستويات طاقة متدنية‪.‬‬

‫لكن لحسن الحظ ان جسم االنسان مبنّي بشكل يستطيع معه االضطالع‬
‫بكفاءة بفترات شدة طويلة ‪ ،‬فيسعى الجسم بسرعة ‪ ،‬رغم الخطر الظاهر ‪،‬‬
‫للعودة الى هدوء روتيني آمن‪ .‬وال تُعتبر هذه العملية طبيعية فحسب ‪ ،‬بل‬
‫انها مرغوب فيها‪ .‬ان احد اهداف االضطالع باوضاع طارئة طويلة االمد‬
‫هو استعادة الشعور بالسالمة في حياتنا اليومية رغم االخطار الخارجية‪.‬‬
‫وقد يجد كل شخص مستوى مريحا ً من السالمة يكون ذاتيا ً وله وحده‪ .‬وفي‬
‫اطار منطقة السالمة الشخصية هذه ‪ ،‬تمضي الحياة بروتينها المعتاد‪.‬‬

‫‪ .3‬اهمية االمل‬
‫االمل احد االدوات االكثر نجاعة والمتاحة لنا‪ .‬وقد اظهرت دراسات عديدة‬
‫بان االشخاص الذين واصلوا االيمان بمستقبل افضل ‪ ،‬نجحوا في التعامل‬
‫بفعالية اكثر مع االوضاع الصعبة‪ .‬االمل هو الضوء في طرف النفق وهو‬
‫الذي يرينا الطريق لمواصلة المسيرة واالصرار على اننا مدينون النفسنا‬
‫بذلك‪ .‬والشقيقة التوأم "لالمل" هي "المعنى"‪ .‬فالمعنى او المغزى‬
‫هوالمعرفة الواضحة بان هناك سببا ً لوجودنا والضطرارنا الى مواجهة كل‬
‫هذه المصاعب‪ :.‬والمعرفة بان للمعاناة حتى معنى هي التي تعطينا السبب‬
‫لمواصلة الكفاح للتغلب على المشاق‪ .‬وقد ال يكون هذا المعنى واحداً‬
‫للجميع‪ .‬ويتعين على كل فرد ان يجد معنى ومغزى خاصاً‪ :‬به في الحياة‪.‬‬
‫فيجد بعض الناس معنى في موقف سياسي او ايديولوجي‪ .‬ويجد غيرهم‬
‫معنى في الدين ‪ ،‬ويجده آخرون في رغبتهم بتوفير حياة آمن لهم البنائهم‪.‬‬
‫معنى وأمل – لماذا انا هنا ‪ ،‬وكيف اريد ان اكون هنا في المستقبل ‪ ،‬هما‬
‫اهّم اداتين لتحقيق االسترداد‪.‬‬

‫الضغط– ما هو وكيف نواجهه؟‬


‫الفرق بين الضغط والصدمة‬
‫اختبر نفسك‪ :‬ما مدى قدرتك على االسترداد ؟‬
‫تحسين وتطوير قدرة االسترداد‬
‫اساليب استرخاء‬

‫الضغط– ما هو وكيف نواجهه؟‬

‫كلنا نمر بضغوطات في حياتنا اليومية‪ ...‬وهي حاضرة معنا باستمرار‪.‬‬


‫فهناك األلتزامات‪ :‬المادية الذي يتعين علينا ان ندفعها ‪ ،‬وهناك وظيفة‬
‫انقضى امد تقديمها ‪ ،‬او عندنا طفل اصابته وعكة فجأة ويحتاج الى رعاية‪.‬‬
‫وعلى الرغم من حقيقة اننا كلنا نشعر بالضغط فاننا ال نكف عن التفكير في‬
‫ماهية الضغط وكيف يؤثر علينا وما الذي يمكننا عمله لتخفيف اثره الى‬
‫الحد االدنى‪ .‬فيما يلي ستجد بعض المعلومات المفيدة عن الضغط وكيفية‬
‫مواجهته‪.‬‬

‫ما هو الضغط ؟‬
‫الضغط هو شعور باالنزعاج نعاني منه عندما نتصور بأننا في وضع‬
‫يتهددنا بالخطر ‪ ،‬وال داعي الن يكون التهديد حقيقيا ً لكي يثير ردود فعل‬
‫اجسامنا على الضغط ‪ .‬اذ يكفينا احيانا ً ان نتصور وجوده فقط‪ .‬ويمكن ان‬
‫تكون ردود الفعل على الضغط قصيرة االمد او يمكن ان تمتد فترة من‬
‫الزمن‪ ,‬ويتعلق ذلك بالوضع‪ .‬ويُنظ ُر عادة الى الضغط نظرة سلبية ‪ ،‬أذ‬
‫يرتبط باحداث غير سعيدة كالمرض واألجهاد او البطالة ‪ ،‬غير ان الضغط‬
‫يمكن ان يرتبط باحداث ايجابية كذلك‪ :‬كوالدة طفل او زواج او االنتقال الى‬
‫بيت جديد او الحصول على وظيفة جديدة‪.‬‬

‫اعراض الضغط‬
‫نحن نشعر بالضغط على ثالثة اصعدة‪ :‬جسدية وذهنية ونفسية‪.‬‬
‫* الضغط على الصعيد الجسدي‬
‫عندما نمر في وضع ينطوي على تهديد او ضغط ‪ ،‬يدخل جسمنا في‬
‫وضع طارئ‪ ،‬وهذه آلية تطورية تتوفر في االنسان بهدف حمايته‪ :‬فتسرع‬
‫دقات القلب‪ ، :‬ويرتفع ضغط دمنا ‪ ،‬وتتوتر عضالتنا ويسرع تنفسنا‪ .‬ويعتبر‬
‫هذا االستعداد قي ّما ً جداً بالنسبة لوضع نضطر فيه ‪ ،‬مثالً‪ ،‬الى تجنب سيارة‬
‫انحرفت عن مسارها‪ .‬اما في اوضاع اخرى كمقابلة لوظيفة ‪ ،‬فقد يعرقلنا‬
‫رد الفعل هذا بدالً من ان يساعدنا‪.‬‬
‫* الضغط على الصعيد الذهني‬
‫عندما نتعرض لضغط او ينتابنا قلق على شيء ‪ ،‬فاننا نميل الى التفكير‬
‫بطريقة سلبية والى تخيل أسوأ السيناريوهات‪ ،‬فيزيدنا هذا قلقا ً وضغطا ً ‪،‬‬
‫وبالتالي يدفعنا الى تأدية وظائفنا بفعالية اقل ‪ ،‬وبذا يكون هناك مبررات‬
‫لمخاوفنا‪ ..‬ويخلق هذا اساسا ً للنبوءة التي تحقق ذاتها‪.‬‬
‫* الضغط على الصعيد النفسي‬
‫عندما نتعرض لضغط فاننا نجرب شعوراً مستمراً بالقلق‪ .‬وال يمكننا‬
‫دائما ً تحديد سبب ما نشعر به من ضغط تحديداً دقيقا ً ‪ ،‬بل اننا نشعر بوجود‬
‫الضغط فحسب‪ .‬وقد يؤثر ذلك على قدرتنا على التركيز فنصبح سريعي‬
‫القلق او االنزعاج‪ .‬ويح ّد هذا من قدرتنا على اداء وظائفنا بصورة فعالة‪.‬‬

‫عوامل تؤثر على الضغط‬

‫* الوضع‬
‫كلما ازداد الوضع الذي نواجهه صعوبة وتهديداً ‪ ،‬يزداد رد فعلنا على‬
‫الضغط قوة‪ .‬وقد تكون االحداث شديدة عندما‪:‬‬
‫‪ .1‬تؤثر على جانب هام من جوابب حياتنا‪.‬‬
‫‪ .2‬تستمر فترة طويلة من الزمن‪.‬‬
‫‪ .3‬تحدث بالتزامن مع احداث ضاغطة اخرى‪.‬‬
‫* الطريقة التي تتصور فيها الوضع‬
‫ان الطريقة التي نتصور فيها الوضع ذات أثر بالغ على ما اذا كنا‬
‫سنشعر بالضغط ام ال ‪ .‬فعندما ننظر الى الوضع باعتباره وضعا ً ينطوي‬
‫على التهديد وانه وضع غير قابل للحل ‪ ،‬فاننا نميل الى الشعور بالقلق ‪.‬‬
‫ومن جهة اخرى ‪ ،‬اذا استطعنا ان نرى الوضع كتحد لنا يتعين علينا التغلب‬
‫عليه ‪ ،‬فقد نبقى هادئين ونتعامل مع الوضع بنجاعة اكبر‪ .‬واحد ابرز‬
‫العوامل في الطريقة التي نتصور فيها الوضع هو مقدار سيطرتنا عليه‪.‬‬
‫فعندما نشعر بأننا نسيطر على الوضع ‪ ،‬فمن المحتمل ان يكون اداؤنا افضل‬
‫وان نشعر بضغط اقل‪.‬‬
‫* موارد خارجية ودعم اجتماعي‬
‫ان العالقات االيجابية مع المقربين الينا تساعد على تخفيف الضغط‬
‫كثيراً ‪ ،‬وذلك عن طريق تمكيننا من نقل افكارنا ومشاعرنا‪ ,‬وبذا نخفف‬
‫الضغط الذي نشعر به‪ .‬وقد سجلت دراسات متنوعة فوائد نظام دعم‬
‫اجتماعي قويّ‪ .‬فقد افادت الدراسات ‪ ،‬مثالً‪ ،‬بان من يعانون من مرض‬
‫خطير ويحيط بهم افراد اسرة داعمين ومحبين لهم ‪ ،‬يستردون عافيتهم‬
‫باسرع مما يستردها مرضى ال ينعمون بدعم عائالتهم‪ .‬كما ان معدل‬
‫التعافي بين المرضى المدعومين اعلى منه بين المرضى الذين ال يتلقون‬
‫الدعم من اسرهم‪.‬‬

‫آثار الضغط‬
‫ان قدراً معقوالً من الضغط ليس باالمر السيئ ابداً ‪ ،‬والحقيقة ان العكس‬
‫هوالصحيح‪ .‬فالضغط يحفزنا على االنجاز واحداث تغييرات وعلى النجاح‪.‬‬
‫فالطالب الذين افادوا بأنهم شعروا بقدر قليل من الضغط قبل أداء االمتحان‬
‫كانت نتيجتهم افضل من نتيجة الطالب الذي شعروا بضغط عالي او لم‬
‫يشعروا بضغط ابدا‪.‬‬
‫لكن مستويات الضغط العالي غير محمودة ايضا ً ويمكن ان تسبب لنا االذى‬
‫جسمانيا ً وذهنياً‪ .‬فعندما نمر بمستويات ضغط عالية فانها تعيق قدرتنا على‬
‫اداء وظائفنا وعلى حكمنا على االشياء‪ :‬وقد نصبح ضيّقي الخلق ‪ ،‬او‬
‫مكروبين او مشتتي الخاطر ‪ ،‬وقد يكون هذا غير سار لنا ولمن حولنا‪...‬‬
‫اضافة الى ذلك ‪ ،‬فقد اكتُشف بان الضغط الذي يستمر فترات طويلة يترك‬
‫اثراً سلبيا ً على صحتنا وعلى جهاز المناعة لدينا‪.‬‬

‫اساليب المواجهة – كيف نقلص الضغط الى ح ّده االدنى؟‬


‫ان القدرة على معالجة الضغط بفعالية تتعلق بموارد االنسان الشخصية‬
‫وبقدرته على االسترداد‪ .‬وهل ينظر الفرد الى الوضع كأزمة وتحد وفرصة‬
‫للنمو والتطور ام يعتبره مجرد شيء مزعج؟ وكما اسلفنا ‪ ،‬فان اثنين من‬
‫اهم عوامل التعامل مع الضغط هما تصورنا للوضع ومقدار الدعم الخارجي‪:‬‬
‫الذي نتلقاه‪ .‬وتمارين االسترخاء وسيلة ممتازة لمعالجة الضغط ‪.‬‬
‫لمزيد من المعلومات عن تطوير قدرة االسترداد‬
‫صفحات ذات عالقة‪:‬‬
‫الضغط مقابل الصدمة – ما الفرق بينهما‬
‫قدرة االسترداد – ما هي؟‬
‫تطوير قدرة االسترداد‬
‫امتحان األسترداد‪ :‬ما هو مستوى استردادك؟؟‬
‫الفرق بين الضغط والصدمة‬

‫يميل العديد منا الى الخلط بين عبارتي " ضغط " و "صدمة"‪ .‬وعلى الرغم‬
‫من اوجه الشبه بينهما‪ ،‬االّ ان هناك فوارق هامة بين العبارتين‪ .‬وفيما يلي‬
‫ستجد شرحا ً لهذه الفوارق‪.‬‬

‫* الوضع ذاته‬
‫الصدمة حدث مفاجئ يتفجر بصورة حادة في حياتنا اليومية ويغيّر‬
‫الطريقة التي نرى العالم على ضوئها‪ .‬والحدث الصادم غالبا ً ينطوي على‬
‫تهديد للحياة‪ ...‬وتشمل االمثلة على االحداث الصادمة االعتداءات االرهابية‬
‫ومرض احد افراد االسرة او وقوع حادث سيارة‪ .‬وفي مقابل ذلك فان‬
‫الضغط هي رد فعل على احداث اقل اثارة وتحدث في الغالب‪ :‬كل يوم‬
‫ونخيلها تنطوي على تهديد مثل المقابلة لوظيفة ‪ ،‬مصاعب مادية‪ ,‬او الهموم‬
‫التي تتعلق بالوضع االمني‪.‬‬
‫* الشعور بالسيطرة‬
‫نظراً لشدة الحدث الصادم ‪ ،‬فان الناس الذين جربوا الصدمات مرات‬
‫عديدة يشعرون بفقدان السيطرة‪ .‬وهم يمرون بأعراض وذكريات متكررة‬
‫عن الحدث ويشعرون غالبا ً انهم ال يستطيعون السيطرة على افكارهم‪...‬‬
‫وينبعث الحدث الصادم مرة تلو االخرى حيّا في خيالهم واحالمهم ‪ ،‬ويعيق‬
‫قدرتهم على ان يعيشوا حياتهم الطبيعية‪ .‬وبالمقابل فان الناس الذين يجربون‬
‫الضغط يحافظون على شعور بالسيطرة على حياتهم الى درجة معينة‪.‬‬
‫وعلى الرغم من ان الذين يتعرضون للضغط يتصفون بضيق الصدر او‬
‫الغم ‪ ،‬فانهم ينجحون رغم ذلك في اداء وظائفهم وال يشعرون بفقدان‬
‫السيطرة تماماً‪.‬‬
‫* االستراحة‬
‫يفيد ضحايا الصدمات انهم ال يشعرون باالستراحة من االفكار‬
‫المزعجة والعواطف غير السارة‪ ،‬فهي تبتليهم باستمرار‪ .‬ومن جهة اخرى‬
‫فأن من يعانون من الضغط يستطيعون عادة االنفصال عن افكارهم رغم‬
‫همومهم ‪ ،‬واالنشغال في فعاليات‪ :‬استراحة ممتعة مثل مشاهدة التلفزيون ‪،‬‬
‫او قضاء وقت مع عائالتهم او في القراءة‪.‬‬
‫ونتيجة للتعرض الحداث صادمة ‪ ،‬تنشأ عند بعض الناس اعراض ما‬
‫بعد الصدمة ويمضى بعضهم الى تطوير اضطراب ما بعد الصدمة و‬
‫‪ PTSD‬هي رد فعل ضغط قاسية على حدث صادم متطرف وخطير‪.‬‬

‫وبالمقابل‪ :‬فان الشعور بالضغط الذي نجربه جميعنا الى حد معين في حياتنا‬
‫اليومية ‪ ،‬نتيجة للوضع االمني الراهن بوجه خاص ‪ ،‬يكون رد فعل معتدل‬
‫لواقع غير آمن يتعين علينا كلنا مجابهته على اساس يومي‪ .‬وقد يكون الفرق‬
‫بين الوضعين ‪ ،‬وهما الضغط والصدمة ‪ ،‬مشابها ً للفرق بين الشعور بالحزن‬
‫واالكتئاب الشديد‪ .‬كال الوضعين غير سار ونشعر باالنزعاج في كال‬
‫الوضعين‪ ..‬لكن الحزن جزء ال يمكن تجنبه من الحياة وهو شبيه بالضغط ‪،‬‬
‫بينما االكتئاب يعرقل بشدة قدرتنا على اداء وظائف حياتنا اليومية ‪ ،‬وهو‬
‫يشبه في هذا التعرض لحدث صادم‪.‬‬
‫وبينما يتحسن وضع معظم الناس الذين ي ّمرون بحدث صادم بصورة طبيعية‬
‫‪ ،‬فان العديد من الناس قد يجدون منفعة في اللجوء الى مساعدة مهنية‪.‬‬
‫تساعدهم على عملية التشافي من الصدمة‪.‬‬
‫اختبر نفسك‪ :‬ما مدى قدرتك على االسترداد ؟‬

‫ما مدى قدرتك على االسترداد؟‬


‫دلت االبحاث على وجود عدد من الخصائص والصفات التي تتيح للشخص‬
‫قدراً اكبر من االسترداد عندما يواجه اوضاع حياة ضاغطة ‪ ،‬وهي تساعد‬
‫الشخص ايضا ً على التعافي من وضع سلبي مثل الضغط او الصدمة‪،‬‬
‫والغرض من هذا االمتحان هو معرفة ا ّ‬
‫ي من هذه الخصائص تتوفر لديك‪.‬‬
‫وكلما زاد عدد االسئلة التي اجبت عليها بـ "نعم"‪ ،‬كلما زادت فرصك في‬
‫التعامل بفعالية مع اوضاع ضاغطة وتجاوزها‪.‬‬

‫ليست هناك اجابات‪ :‬صح او خطأ في هذا االمتحان ‪ ،‬والهدف منه هو ان‬
‫يتيح لك معرفة نفسك بشكل افضل ‪ ،‬والتعرف على نقاط القوة والضعف‬
‫لديك في التعامل مع اوضاع حياة صعبة‪ .‬يتألف االمتحان من قسمين‪:‬‬

‫القسم االول – يعالج اوضاعا ً في حياتك تساهم في تعزيز قدرة االسترداد‪.‬‬


‫القسم الثاني – يعالج صفات شخصية تتيح لك التعامل مع اوضاع ضاغطة‬
‫وأوضاع محزنة‪.‬‬

‫القسم االول ‪ -‬اوضاع حياتية تطور وتعزز قدرة االسترداد‬


‫اجب على المقوالت التالية بنعم او ال‪ ,‬ثم احسب عدد المرات التي اجبت‬
‫فيها بـ "نعم"‬

‫‪ .1‬انتباه ودعم‬

‫* لديك عائلة واصدقاء يعتبرونك مهما ً بالنسبة لهم‪ ،‬وسيوفرون لك‬


‫المساعدة عندما تحتاجها منهم‪.‬‬
‫* انت جزء من مجموعة تقدرك وتعطيك شعوراً بأنك تنتمي اليهم‬
‫(مثال‪ :‬المدرسة ‪ ،‬العمل‪ ،‬المجتمع الديني)‪.‬‬

‫‪ .2‬التصور الذاتي‬

‫* يؤمن المقربون منك بك ويحرصون على ان تعرف انت ذلك‪.‬‬


‫* معظم الوقت‪ ،‬انت تؤمن بنفسك وبقدرتك على تحقيق االهداف التي‬
‫حددتها‪ ،‬على الرغم من الصعوبات‪.‬‬

‫‪ .3‬التعبير الشخصي‬

‫* انت تكرس وقتا ً للهوايات والفعاليات‪ :‬التي تستمتع بها‪.‬‬


‫* تتطوع في مكان ما لقضية تؤمن بها‪.‬‬

‫‪ .4‬عالقات ايجابية‬

‫* انت تشعر بالقرب من االشخاص الذين تعمل او تدرس معهم‪.‬‬


‫* عالقاتك مع عائلتك واصدقائك ال ترهقك‪ .‬بل تمنحك عادة قوة‬
‫وطاقة‪.‬‬

‫‪ .5‬حدود واضحة‬
‫* اصدقاؤك وعائلتك يحترمون خصوصيتك‪.‬‬
‫* من الواضح لك ما هي التوقعات في المكان الذي تعمل او تدرس فيه‪.‬‬
‫* انت تعرف كيف تدافع عن نفسك وال تسمح لغيرك باستغاللك‪.‬‬

‫احسب عدد المرات‪ :‬التي اجبت فيها بـ "نعم"‪_______:‬من ‪.11‬‬


‫ان البيئة الداعمة التي تشعر بأنك مهم فيها والتي تشعر باالنتماء اليها يمكن‬
‫ان تكون هي اساس قدرتك على التعامل مع االحداث الصعبة في حياتك‬
‫ومواجهتها‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬سمات شخصية تحسّن وتطور من قدرة االسترداد‬


‫في القسم االول من هذا االمتحان ‪ ،‬نظرنا الى كيف يُق ّدم لك الناس من‬
‫حولك بيئة داعمة ‪ ،‬وكيف تتفاعل معهم‪ .‬وفي هذا القسم ‪ ،‬سوف تتعرف‬
‫على نقاط قوتك الداخلية‪ :‬السمات الشخصية التي تساعدك على معالجة‬
‫اوضاع صعبة بنجاح‪ .‬ضع عالمة ‪ +‬الى جانب االوضاع التي تجد انها‬
‫مفيدة بصورة خاصة في التعامل مع اوضاع ضاغطة او صعبة‪.‬‬
‫□ عالقات‪ :‬القدرة على ان تكون قريبا من االخرين وتشاطرهم مشاعرك‪.‬‬
‫□ سـيطـرة‪ :‬القدرة على توجيه حياتك باالتجاه الذي تريده وتغيّر اوضاعا ً‬
‫غير سارة‪.‬‬
‫□ التفاؤل واألصرار‪ :‬التوقعات لمستقبل أفضل والقدرة على األصرار في‬
‫عدم التنازل‪.‬‬
‫□ المـرونة‪ :‬القدرة على التكيف مع التغييرات في الوضع‪.‬‬
‫□ المقدرة والقيمة الذاتية‪ :‬أنت تعي بأنك "جيد ومناسب لشيئ أو عمل ما"‪.‬‬
‫□ العـقيـدة‪ :‬دينية ام ايديولوجية‪.‬‬
‫□ دعـابـة‪ :‬القدرة على رؤية الجانب المضحك او الظريف من االشياء‪.‬‬
‫□ االبداع‪ :‬التعبير عن الذات عن طريق الفنون ‪ ،‬الرياضه ‪ ،‬الهوايات او‬
‫الحرف‪.‬‬

‫احسب عدد المرات‪ :‬التي وضعت فيها عالمة ‪__________:+‬‬


‫يشير معظم الناس الى بضع سمات شخصية تساعدهم وقت االزمات‪ .‬وهذه‬
‫السمات هي مصادر قوتك‪ :‬دعائم يمكنك االتكاء عليها اثناء اوقات الكرب‬
‫او الصعوبات‪ .‬وتساعدك هذه السمات على تحديد هويتك وعلى معرفة‬
‫االدوات واألمكانيات الموجودة تحت تصرفك‪.‬‬
‫االسترداد ليس سمة فطرية ‪ ،‬بل يمكنك ان تكتسب االسترداد من خالل‬
‫الوعي والجهد ‪ ،‬وبذا يمكنك ان تحسّن نوعية حياتك الى مدى ال ح ّد له ‪.‬‬

‫تحسين وتطوير قدرة االسترداد‬

‫هناك عدة عوامل تساعدنا على مواجهة اوضاع شديدة وصادمة بصورة‬
‫اكثر فعالية‪ ...‬وتحسّن هذه العوامل قدرتنا الطبيعية على االسترداد وتساعدنا‬
‫على تحويل ما كان من شأنه ان يكون وضعا ً يبعث على الكرب والكآبة الى‬
‫وضع من النمو والتطور الشخصي‪.‬‬

‫على هذه الصفحة ستجد بعض النصائح التي قد تساعدك في تحسين‬


‫وتطوير قدرة استردادك الطبيعي في وجه احداث صعبة‪ .‬ونأمل ان تجد‬
‫المنفعة في هذه النصائح‪.‬‬

‫* كرّس وقتا ً للعالقات‬


‫فاالشخاص الذين تربطهم عالقات وثيقة ونافعة مع االسرة واالصدقاء‬
‫يميلون الى المواجهة بصورة افضل اثناء فترات الكرب‪ .‬وقضاء وقت مع‬
‫االسرة واالصدقاء يخلق احساسا ً باالنتماء والتبادلية كما يخلق شبكة داعمة‬
‫في االوقات العصيبة‪.‬‬
‫* اكتسب معرفة عن الوضع‬
‫فالمعرفة الدقيقة الدارجة عن الوضع الذي تجد نفسك فيه ستساعدك‬
‫على اتخاذ قرارات اكثر الماماً‪ .‬ويمكن ان تساعد هذه المعرفة ايضا ً على‬
‫تحييد المخاوف المبالغ فيها التي تنبع في الغالب من المجهول‪.‬‬
‫* تحدث عن مشاعرك مع مقربين اليك‬
‫اذ يشعر كل واحد منا احياناً‪ :‬بالحاجة الى تخفيف بعض الضغط التي‬
‫تتراكم اثناء االوقات الشاقة‪ .‬كما ان فرص التحدث عن المشاعر التي نمر‬
‫بها تتيح لنا "التنفيس عن انفسنا" والعودة الى اداء وظائفنا بصورة عادية‪.‬‬
‫اضافة الى ذلك ‪ ،‬قد نفاجأ عندما نكتشف بان غيرنا تساوره مشاعر مماثلة ‪،‬‬
‫ويسمح لنا هذا االكتشاف بان نتقاسم عبء االفكار والشكوك مع شخص‬
‫مقرب منا‪.‬‬
‫* حافظ على صحة بدنية‬
‫هناك صلة مؤكدة بين التغذية ‪ ،‬والوضع الجسدي والضغط‪ .‬فاالوضاع‬
‫الضاغطة تلقي على اجسامنا مطالب مرهقة وتستنزف بالتدريح مواردنا‬
‫الجسدية‪ .‬ويتمخض هذا كما هو معهود عن إعياء واوجاع واالم بدنية‪ .‬ان‬
‫تحمل المسؤولية عن اجسامنا – بتغذية صحية ‪ ،‬وتمارين رياضية والنوم‬
‫الكافي – يتيح للجسم فرصة تجديد موارده واصالح االضرار الناجمة عن‬
‫الضغط‪.‬‬
‫* تمارين استرخاء‬
‫ان ممارسة تمارين استرخاء يوميا ً يمكن ان يساعد على مواجهة‬
‫الضغوط والضغط التي تسببها الحياة اليومية‪ .‬وكلما مارست التمارين‬
‫بانتظام ‪ ،‬كلما تعلم جسمك االستراخاء بيسر والمحافظة على توازن طبيعي‬
‫وسيؤثر هذا بصورة مباشرة على مزاجك وهدوء نفسك ‪ .‬حاول ممارسة‬
‫التمارين مرة او مرتين في اليوم لمدة بضع دقائق كل مرة‪.‬‬
‫* حافظ على روتين يومي‬
‫فالمحافظة على روتين يومي هي طريقة ترمي لنفسك والعالم‬
‫بواسطتها بان ال شيء يمكن ان يكسرك او يخيفك‪ .‬والمحافظة على الروتين‬
‫بيان شجاع لالعالن عن انك تواصل العيش واالمل كالمعتاد ‪ ،‬بغض النظر‬
‫عن العقبات التي تعترض سبيلك‪.‬‬
‫* استخدم روح الدعابة لديك‬
‫فالضحك يتيح لنا ان نرى الجانب المشرق من الواقع ‪ ،‬ويساعدنا في‬
‫الخروج من اوضاع يعتريها القلق او الضغط‪ .‬وتحسّن روح الدعابة ايضا ً‬
‫صحتك البدنية وتسمح لك بايجاد حلول خالّقة للصعوبات‪:.‬‬
‫* ساعد من هم في حاجة‬
‫جد سبال تتطوع فيها لعمل شيء للغير‪ .‬ويدل قدر كبير من البحوث‬
‫النفسية على ان من يتطوعون من انفسهم يشعرون بسيطرة اكبر ‪ ،‬ويكونون‬
‫اقدر على مواجهة ا وضاع ضاغطة ومواجهتها بصورة افضل‪ .‬ان مجرد‬
‫المعرفة بأننا نترك اثراً على شخص آخر يعتبر حافزاً على عدم االستسالم‬
‫والخنوع لليأس‪.‬‬
‫* كرّس وقتا ً لممارسة هواية‬
‫خصص وقتا ً كل يوم للقيام بشيء تستمتع بعمله ‪ :‬كالرياضة او الفن او‬
‫التنزه او اي شيء آخر تختاره لكي تستريح ‪ ،‬وال تنسى انه حتى في‬
‫الروتين اليومي الصعب ‪ ،‬توجد نقاط ساطعة تجعل للعيش معنى جديراً‬
‫بالتمسك به‪.‬‬
‫* االمل والتفاؤل‬
‫اعمل باستمرار على رؤية الجانب المشرق من االشياء ورؤية الضوء‬
‫في نهاية النفق‪ .‬ففي كل وضع مظلم ‪ ،‬هناك لحظات من االنسانية المشرقة ‪،‬‬
‫حاول ان تجد تلك اللحظات واكتنزها‪.‬‬

‫اساليب استرخاء‬

‫مقدمة‬
‫ان الهدف من تمارين االسترخاء هو تهدئة الجسم والعقل ‪ ...‬وهي اساليب‬
‫سهلة الممارسة وتساعد على تقليص التوتر والضغط ‪ ،‬وقد اثبت عدد كبير‬
‫من ااألبحاث‪ :‬االثار المفيدة لممارسة تمارين االسترخاء بصورة منتظمة ‪،‬‬
‫وتشمل هذ الفوائد تخفيض ضغط الدم ‪ ،‬وزيادة التركيز ‪ ،‬وزيادة الطاقة ‪،‬‬
‫وخلق شعور عام بحسن الحال‪ ، :‬ونحن نقدم على هذه الصفحات‪ :‬عدداً من‬
‫التمارين المختلفة ‪ ...‬وال توجد هناك طريقة واحدة "صحيحة" لالسترخاء‪.‬‬
‫ي واحد‬‫جرّب عدداً من هذه التمارين مرة واحدة على االقل قبل ان تقرر ا ّ‬
‫تفضل منها‪ .‬ونوصي بان تجرب ما ال يزيد عن تمرين واحد او اثنين‬
‫مختلفين باليوم الواحد‪.‬‬

‫كيف نبدأ‬
‫بالنسبة لمعظم التمارين يكون الجلوس على كرسي منتصبا ً ومسترخيا ً ايضا ً‬
‫‪ ,‬وهي الطريقة التي نبدأ بها ‪ ...‬ضع قدميك على االرض وأرح يديك على‬
‫فخديك ‪ ..‬يتيح هذا الوضع للجسم كله ان يسترخي بطريقة انجع‪ ...‬أما اذا‬
‫وجدت بان هذا الوضع غير مريح لك‪ ،‬فاجلس او استلق بأية طريقة تجد‬
‫انها االكثر راحة لك‪ .‬يمكنك ان تواصل أيّا ً من هذه التمارين طالما رغبت‬
‫او يمكنك ضبط ساعة منبه على الوقت الذي تريده‪ ...‬حاول ان تؤدي كل‬
‫تمرين على االقل لمدة خمس دقائق‪ ،‬بحيث يبلغ مجموع الوقت الذي تقضيه‬
‫في ممارسة التمارين ثالثين دقيقة او اكثر اذا شئت‪ .‬ولكي تنهي كل‬
‫تمرين ‪ ،‬ابدأ ببطء ولطف تحريك يديك وقدميك‪ ...‬خذ خمس شهقات عميقة‬
‫وافتح عينيك‪ ..‬اذ من المهم ان تُنهي كل تمرين بلطف وهدوء لكي تحمل‬
‫معك أثر االسترخاء بقية اليوم‪.‬‬

‫تمارين‬

‫* تمرين رقم ‪1‬‬


‫ُخذ نفسا ً عميقاً‪ ...‬أدخل النفس من خالل االنف واخرجه من خالل‬
‫الفم‪ ..‬واثناء اخراج النفس ببطء‪ ،‬اغمض عينيك واشعر كيف تبدأ‬
‫باالسترخاء ‪ ..‬خذ استراحة قصيرة بين النفسين ‪ ،‬وواصل التنفس بهذه‬
‫الطريقة ‪ ...‬انتبه لعمليات التنفس‪ ...‬يمكنك ان تتخيل بلطف كلمة "هدوء"‬
‫في كل مرة تخرج فيها نفساً‪ .‬ابق عينيك مغمضتين وواصل التمرين بضع‬
‫دقائق‪.‬‬
‫* تمرين رقم ‪2‬‬
‫في هذا التمرين يمكنك ان تجرب بنفسك الفرق بين التوتر‬
‫واالسترخاء‪ .‬اغمض عينيك‪ .‬ر ّكز انتباهك على يديك ‪ .‬اقبض يدك اليسرى‬
‫واحن مرفقك للداخل قدر االمكان لكي تالمس قبضة يدك كتفك االيسر‪.‬‬
‫تحسس التوتر في ذراعك وحافظ على هذا الوضع بضع ثوان‪ .‬استرخ ‪،‬‬
‫ودع يدك تعود الى وضعها على فخدك‪ .‬انتبه للفرق بين التوتر واالسترخاء‪.‬‬
‫كرر تمرين التوتر واالسترخاء برجليك وفخديك ومعدتك‪.‬‬
‫واالن ‪ ،‬ر ّكز انتباهك على رأسك ‪ ،‬قطّب عينيك وجبينك وانفك وفمك‬
‫وابق هذا الوضع بضع ثوان‪ .‬استرخ ‪ ،‬كرر هذا العمل مرة اخرى لكن هذه‬
‫المرة إرخ نصف وجهك فقط‪ .‬ابق هذا الوضع بضع ثوان ثم استرخ تماماً‪.‬‬
‫اقبض جميع عضالت جسمك‪ :‬ابدأ بقدميك ‪ ،‬واتركهما مطبقتين واطبق‬
‫قصبة الساقين والفخدين والوركين والمعدة والكتفين واليدين واخيراً رأسك‪,‬‬
‫حتى تطبق جميع عضالت جسمك‪ .‬تنفس بعمق ‪ ،‬وابق هذا الوضع‪ .‬إرخ‬
‫التوتر كله مرة واحدة والحظ كيف يفارق التوتر جسمك‪.‬‬
‫* تمرين رقم ‪3‬‬
‫استلق على كنبة او سرير‪...‬اغمض عينيك ور ّكز ببطء على كل جزء‬
‫من جسمك بالدور بدءا بقدميك صعوداً ببطء الى رأسك‪ .‬تخيّل كيف يصبح‬
‫كل جزء ثقيالً ودافئا ً ومسترخياً‪ .‬بعد ان تنتهي ‪ ،‬جرّب ان تخلي ذهنك من‬
‫كل االفكار‪ .‬واذا طرأت لك فكرة غير مرغوب فيها‪ ،‬الحظها ودعها تمر‪.‬‬
‫أشعر بجسمك ‪ ،‬دافئ وثقيل‪ .‬ر َّكز على تنفسك واشعر بكل نفس يدخل‬
‫ويخرج من جسمك‪.‬‬
‫* تمرين رقم ‪4‬‬
‫اغمض عينيك وتخيّل ا ّحب مكان اليك ‪ ،‬او اجمل مكان واكثرها راحة‬
‫يمكن ان تتخيله‪ ...‬يمكن ان يكون هذا المكان في الخارج كشاطئ او غابة او‬
‫غروب شمس ‪ ،‬او يكون مكانا ً خاصا ً ببيتك‪ .‬ويمكن ان يكون مكانا ً زرته او‬
‫تخيلّته‪ ,‬او يكون مكانا ً رأيته في صورة‪ .‬انظر حولك‪ ...‬ماذا ترى؟ ماذا‬
‫ي روائح تشم؟ ادرس المكان‪ ,‬انظر لحظة الى السماء وشاهد كيف‬ ‫تسمع؟ ا ّ‬
‫تتحرك السحب واشعر بالنسيم يداعب وجهك‪ .‬أبقى في هذا المكان لفترة‪.‬‬
‫تنفس بعمق‪ .‬استمتع باالحاسيس‪ .‬ببطء ‪ ،‬افتح عينيك وابق في االحساس‬
‫الهادئ الذي تشعره‪ .‬اتبع افكارك ‪ ،‬واسمح لنفسك بان تستمتع بالسالم‬
‫والهدوء‪.‬‬
‫* تمرين رقم ‪5‬‬
‫في هذا التمرين ستتعلم كيف تخرج التوتر من جسمك بالزفير‪ ...‬ر ّكز‬
‫على قدميك وعلى كل االحاسيس التي تلمسها منهما‪ :‬المطاط المرن في‬
‫جواربك ‪ ،‬ملمس حذائك ‪ ،‬ضغط االرضية على اجزاء معينة من نعليك‬
‫ي احساس آخر تختاره – االن – خذ نفسا ً عميقا ً ‪ ،‬استنشق كل هذه‬ ‫وا ّ‬
‫االحاسيس في رئتيك ثم اخرجها‪ .‬كرر هذه العملية ابتداء من قصبتي ساقيك‬
‫‪ ،‬الى فخديك ووركيك ومعدتك وصدرك ويديك ورقبتك وعينيك وفمك‬
‫وجبينك‪ .‬ولكل طرف من اطرافك‪ .‬ر ّكز على االحاسيس‪ :‬استنشقها في‬
‫رئتيك ثم ازفرها (اخرجها)‪ .‬عندما تنتهي من ذلك ‪ ،‬حاول ان ترى ان كانت‬
‫ي مكان من جسمك ‪ .‬استنشق هذه ايضا ً ثم‬ ‫هناك أية آثار للتوتر في ا ّ‬
‫اخرجها من جسمك‪.‬‬
‫* تمرين رقم ‪6‬‬
‫يمكنك ان تصل الى حالة من االسترخاء العميق من خالل تنفس‬
‫متعادل ‪ ،‬يكون فيه كل شهيق وكل زفير طويلين ويساوي كل منهما االخر‬
‫في الطول‪ .‬اغمض عينيك ‪ ،‬واستنشق وانت تع ّد الى ‪ 4‬ثم اخرج النفس‬
‫وانت تعد الى ‪ 4‬مرة اخرى‪ .‬كرر هذه العملية بضع دقائق ‪ ...‬ومع الوقت‬
‫ستالحظ بان طول الزفير يصبح ضعف طول الشهيق‪ :‬وهذا رائع النه يدل‬
‫على ان جسمك قد دخل في حالة استرخاء اعمق‪ .‬الحظ بان الهواء الذي‬
‫تستنشقه ابرد من الهواء الذي تزفره والذي يكون دافئاً‪ .‬ر ّكز على هذه‬
‫المشاعر واستمر بها‪.‬‬
‫* تمرين رقم ‪7‬‬
‫الدفء واالسترخاء يسيران يداً بيد‪ .‬الطريقة االخرى للشعور‬
‫باالسترخاء هي ان تشعر بالدفء‪ ...‬استلق على كنبة او سرير ‪ ،‬وتخيّل انك‬
‫تستلقي على شرشف ناعم مريح‪ ...‬تخيّل بطانية ثقيلة دافئة تغطي قدميك‪.‬‬
‫المس الدفء الذي تُز ّودك به ‪ ...‬تخيّل بان البطانية تتفتح لالعلى فتغطي‬
‫االن رجليك ‪ ،‬ثم معدتك ‪ ،‬ثم صدرك ‪ ...‬أشعر كيف يسري الدفء وينتشر‬
‫في جميع اطرافك ‪ ،‬ليساعدك على الشعور بمزيد من االسترخاء‪.‬‬
‫* تمرين رقم ‪8‬‬
‫تخيّل بان الهدوء سائل كثيف صاف ‪ ،‬تحسس انه ينسكب ويمأل رأسك‬
‫بالسالم والسكينة‪ .‬تخيّله ينصب ببطء نازالً على رقبتك وظهرك ويديك‬
‫ليمألك بسائل صاف متأللئ الى ان تشعر وكأنك كرة سائل مرنة‪ .‬أبقى في‬
‫هذا الوضع لبضع دقائق‪.‬‬

‫نصائح‬
‫اختر االسلوب او االساليب التي تشعر معها بالراحة اكثر من غيرها‬
‫وحاول ان تمارسها مرة او حتى مرتين باليوم‪ ،‬لبضع دقائق كل مرة‪ .‬وقد‬
‫يساعدك ان تسجل التعليمات لكي تستطيع االستماع اليها اثناء تأديتك‬
‫للتمارين‪.‬‬

‫تمت تهيئة هذه التمارين من مادة مستقاة من مركز تدريب التغذية الجسدية‬
‫المرتدة في جامعة والية كنساس‪.‬‬
‫اعرف حقوقك‬
‫القصد من هذه الصفحة هو توفير معلومات واضحة تتعلق بحقوق ضحايا‪:‬‬
‫االرهاب او عائالتهم بوجه خاص والناجين من الصدمة بوجه عام‪.. .‬‬
‫وبينما تتوفر مساعدة كثيرة ‪ ،‬من وكاالت حكومية وغير حكومية على‬
‫السواء‪ ،‬فان المواجهة بالنظام يمكن ان يكون محبطا ً ويستغرق قدراً كبيراً‬
‫من الوقت ‪ ...‬ويتعلم الناجون وعائالتهم مواجهة واقع الحياة الجديدة بعد‬
‫الحدث الصادم‪ .‬ومع ذلك يتحتم عليهم التعامل مع بيروقراطية نظام الحكم‬
‫لكي يتلقوا المعونة الطبية والمالية وكذلك الدعم لعملية التأهيل‪ .‬وتكون‬
‫المساعدة التي تتلقاها‪ :‬الضحية من الحكومة غير كافية في بعض الحاالت ‪،‬‬
‫او قد يستغرق الحصول عليها وقتا ً طويالً‪ .‬ولذا فمن الضروري اللجوء الى‬
‫منظمات تطوعية تسّد الفجوات‪ .‬نأمل ان توجز لك هذه الصفحة المساعدة‬
‫المتاحة التي تعينك على اجتياز طريقك الى التعافي‪.‬‬

‫تأهيل مهنيين‬
‫الهدف الرئيس لدائرة التأهيل في المركز هو الربط بين آخر مستجدات‬
‫المعرفة اإلكلينيكية بموضوع عالج الصدمة النفسية وبين االحتياجات‬
‫الميدانية‪ ،‬سواء لمصابي الصدمة النفسية أو المعالجين لهم‪.‬مات تطوعية‬
‫نشأت المركز‬
‫أقيم المركز االسرائيلي للصدمة النفسية عام ‪1989‬كأحد مشاريع مستشفى‬
‫"هرتصوج"‪ -‬مركز لطنر في القدس‪.‬‬
‫وتم تأسيسه على يد خبراء مقدمين في هذا المجال ;وكان الهدف من المركز‬
‫تطوير الخدمات المتاحة والمقدمة لمن يعانون من صدمات نفسية في‬
‫اسرائيل‪ .‬واصبح المركز اليوم احد ابرز مراكز المعالجة والتدريب‬
‫المعترف بها في اسرائيل‪ .‬كما يعتبر المركز بمثابة مصدر وطني ودولي‬
‫للمعلومات لدى جمهور المهنيين وغير المهنيين في مجال الصدمات‬
‫النفسية‪ .‬وقد بادر المركز‪ ،‬مع االتحاد اليهودي في نيويورك‪ ،‬الى تأسيس‬
‫ائتالف معالجة الصدمات في اسرائيل‪ ،‬الذي يهدف الى التوفيق بين مختلف‬
‫المؤسسات التي تتعامل مع الصدمات في اسرئيل‪ ،‬وتشجيع جهود هذه‬
‫المؤسسات للتعاون في مجالي البحث والممارسة‪.‬‬

‫اضطراب ما بعد الصدمة‬

‫من الدروس الرئيسة المستقاة أن العالج الناجع لتجارب الصدمات يجب أن‬
‫يشمل تطرقا عالجيا مباشرا للحدث ونتائجه‪ .‬في حاالت كثيرة‪ ،‬سواء‬
‫مصابو الصدمة النفسية أو المعالجون يخشون من الصعوبة من هذا التطرق‬
‫ويتجنبونه‪ .‬من هنا األهمية لتأهيل خاص بعالج مركز بالصدمة النفسية‪.‬‬
‫قد تستخدم األدوات المدروسة بعملية التأهيل لعالج أشخاص يتوجهون‬
‫بأعقاب اضطراب ما بعد الصدمة‪ ،‬ولكن ليس هذه الحاالت‪ :‬فقط‪.‬‬
‫الصدمة النفسية هي حدث شائع في حياتنا‪ .‬كثير ممن يتوجهون للعالج‬
‫يقومون بذلك بعد أن مروا بحدث صعب‪ ،‬وكثيرا ال يكون موضوع الصدمة‬
‫النفسية السبب المعلن للتوجه‪.‬‬
‫المعالجون الذين تأهلوا لعالج الصدمة النفسية أكثر مهارة بتشخيص‬
‫عالمات الضائقة ما بعد الصدمة ويمكنهم توسيع العالج وأن يواجهوا أيضا‬
‫مصاعب من هذا النوع تظهر خالل العالج ‪ ,‬باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬يدرك‬
‫هؤالء المعالجون مدى تأثير عملهم بالصدمة عليهم أنفسهم ‪ ،‬ولديهم أدوات‬
‫لعالج ردود فعل الضغط والتآكل الذي يمكن أن يسببه هذا العمل‪.‬‬
‫مختصون بمعالجة الصدمات‬
‫انفرد األخصائيون النفسيون طوروا اساليب فعالة لمعالجة اعراض ما بعد‬
‫الصدمة الناجمة عن حوادث طرق‪ ,‬اعمال عنف منزلي‪ ،‬اعمال عنف‬
‫بالمدارس‪ ،‬كوارث طبيعية‪ ،‬هجمات ارهابية وحروب وغير ذلك ‪ ,‬يتم‬
‫العالج بنا ًء على نموذج سلوكي‪ -‬عقلي‪ -‬معرفي وتتضمن عناصر من‬
‫العالج بالتعريض واالختيار الجسدي كليهما‪.‬‬

‫تنصب نشاطات المركز على اربعة مجاالت رئيسة وهي‬


‫تدريب على معالجة الصدمات‬
‫قام العاملون بالمركز بتطوير دورات (مساقات)‪ :‬للمهنيين في مجال الصحة‬
‫النفسية بجميع ارجاء‪ :‬البالد‪ ،‬حيث يتم تعليم المهنيين احدث االساليب‬
‫لمعالجة اعراض ما بعد الصدمة (‪ )PTSD‬وما يصحبها من اضطرابات‪:،‬‬
‫وقد قدمت خالل العام الماضي دورات للعاملين في مراكز الصحة النفسية‪،‬‬
‫دوائر الخدمة االجتماعية واألخصائيين النفسيين بالمدارس‪ .‬كما تقام ايضا ً‬
‫دورة مدتها عام كامل عن الصدمة ومعالجة الصدمة للمهنيين في الصحة‬
‫النفسية الذين يرغبون في توسيع قاعدة معرفتهم ومهارتهم في هذا المجال‪:.‬‬

‫وحدة األسترداد والمواجهة‬


‫ط ّور هذا الجناح‪ :‬من المركز برنامج تدريب اثناء العمل للمعلمين‬
‫واألخصائيين النفسين والمستشارين بهدف التعلم عن االسترداد (‬
‫‪ )Resilience‬وعن كيفية التفاعل مع الضغوطات والتعرض للصدمات‬
‫بصورة مستمرة‪ .‬وتؤكد هذه البرامج على تعليم المهارات‪ :‬للمعلمين‬
‫وللطالب لمساعدتهم في تنمية موارد لمواجهة اوضاع ضاغطة طويلة‬
‫االمد‪.‬‬

‫متيف ‪METIV‬‬
‫مركز ازمات يسهل الدخول اليه ‪ ,‬وهو المركز االول من نوعه في‬
‫اسرائيل‪ ،‬ويقدم مركز االزمات هذا مساعدة فورية في حاالت حدوث‬
‫ازمات شخصية او عائلية في اعقاب هجمات ارهابية‪ ،‬طالق‪ ،‬اساءة معاملة‬
‫او حوادث طرق‪..‬الخ‪ ،‬ويعمل في مركز االزمات هذا مهنيون ومتطوعون‬
‫وتقدم الخدمة فيه مجانا ً وبدون مقابل‪ .‬اما ساعات العمل في المركز فهي من‬
‫الساعة ‪ 8:30‬صباحاً‪ :‬حتى الساعة ‪ 9:00‬مساء كل يوم‪.‬‬
‫لمزيد من المعلومات‪ :،‬الرجاء االتصال بهاتف‪.02-6449666:‬‬

‫تطوير أبحاث وطرق للعالج‬


‫ط ّور المركز ادوات للكشف عن طالب يعانون من اعراض ما بعد‬
‫الصدمة‪ ،‬ويعمل المركز بالتعاون مع مجلس خدمات العائلة والطفل‬
‫اليهودي في نيويورك حول هذا المشروع‪ .‬أضافة ألى ذلك‪ ،‬انخرط المركز‬
‫في تطوير برنامج عالج جماعي محدود المدى‪ ,‬أذ يتخذ من المدرسة قاعدة‬
‫له من اجل الطالب الذين اظهر الكشف لديهم اعراضا عالية ألضطراب‬
‫بعد الصدمة‪ ،‬او الطالب الذين يظهرون كربا شديداً بعد الصدمة‪ ،‬وقد ابتكر‬
‫المركز منتدى دوليا ً للمعالجين في مجال االطفال والصدمة‪ ،‬ويجتمع‬
‫المنتدى مرة كل شهر لدراسة وتطوير برامج معاً‪.‬‬

‫مركز معالجة الصدمات النفسية في اسرائيل هو جزء من مستشفى‬


‫هيرتصوغ‪ ،‬وهو مستشفى لمعالجة األمراض النفسية وخاص بالشيخوخة‬
‫في القدس‪ .‬وقد اسس هذا المستشفى عام ‪ 1895‬وكان اول مستشفى للعالج‬
‫النفسي في الشرق االوسط‪ .‬ومنذ ذلك التاريخ اصبح مركزاً للعمل والبحوث‬
‫االكلينيكية‪/‬العالجية في مواضيع الزهايمر‪ ،‬االكتئاب وانفصام الشخصية‪.‬‬

‫مركز معالجة ازمات متيف‬

‫متيف‪ ،‬مركز معالجة أزمات‪ ،‬وهو االول من نوعه في اسرائيل وقد بدأ‬
‫العمل في ابريل‪ /‬نيسان ‪ 2003‬كجزء من المركز االسرائيلي لمعالجة‬
‫الصدمات النفسية في مستشفى هرتصوغ‪.‬‬

‫يقدم متيف الدعم الشخاص يمرون بأزمة وتتجاوز أعمارهم ‪ 17‬سنة‪،‬‬


‫ويجدون صعوبة في مواجهة أحداث وتغييرات يحتمل ان تسبب أزمات‬
‫كهذه ومنها االنفصال عن شريك أو فسخ عالقة‪ ،‬او ثكل أو صعوبات مالية‬
‫او حادث أو فقدان وظيفة‪ ،‬او هجمات ارهابية او مضايقة جنسية‪ .‬يقدم‬
‫متيف المساعدة فورا‪ ،‬وتكون مركزة وقصيرة االجل‪ .‬وال داعي للتحويل‬
‫من قبل طبيب‪ .‬تكلفة المعالجة في حدها االدنى وتنخفض تدريجيا‪.‬‬

‫تهدف المعالجة في متيف الى مساعدة الشخص على االتكال على موارده‬
‫الشخصية والمواجهة مع دعم من العائلة والمجتمع‪ ،‬والهدف هو ان يعود‬
‫الشخص الى مستويات ادائه الوظيفي السابقة‪ .‬واذا دعت الحاجة فسيحول‬
‫الشخص الى خدمات مجتمعية مناسبة لتلقي المزيد من المعالجة‪ ،‬تضم هيئة‬
‫موظفي متيف علماء نفس وعاملين اجتماعيين تلقوا تدريبا محددا للتدخل في‬
‫حل االزمات ومعالجة الصدمات‪ .‬والهيئة مستعدة ايضا للتعامل مع الحاالت‪:‬‬
‫الطارئة مثل الهجمات االرهابية والكوارث متعددة الضحايا‪.‬‬

You might also like