Professional Documents
Culture Documents
المنافسة الضريبية المضرة
المنافسة الضريبية المضرة
خربقة %إسكندر
طغان مروان
السنة الجامعية2022/2023
خطة البحث:
مقدمة%
خاتمة
مقدمة:
أحدثت احلركة املتسارعة لتدفقات عوامل اإلنتاج بني األقاليم يف العامل وكثافة حركة املبادالت التجارية بني األقطار إىل ظهور
العديد من الظواهر واملشاكل النامجة عن هذه التحوالت ،من بينها تلك املتعلقة بالضريبة ،فنجد أن التنافس بني الدول
احملفزات الضريبية
الستقطاب رؤوس األموال وزيادة حجم االستثمارات مل يقتصر على تكاليف عوامل اإلنتاج بل امتد بتقدمي ّ
املغرية ،مما قلّص بشكل حمسوس من إيرادات اجلباية العادية لدى هذه الدول وأدى إىل تآكل أوعيتها الضريبية وزيادة نفقاهتا
الضريبية.
المطلب األول :مفهوم المنافسة الضريبية %
تعين املنافسة الضريبية جممل اإلجراءات الضريبية اليت تتخذها احلكومات من جانب أحادي من أجل تشجيع االستثمار أو توسيع
الوعاء الضرييب ،بتخفيض معدالت الضريبة أو منح اإلعفاءات الضريبية .ومتاثل سياسة املنافسة الضريبية سياسة احلماية أو الدعم
اليت تقوم هبا الدولة حلماية أو دعم صادراهتا ،دون مراعاة للسياسات املضادة اليت ميكن أن تقوم هبا الدول املنافسة هلا.
مفهوم %المنافسة الضريبية 1:أنتج االهتمام الواسع واملتزايد من قبل الباحثني هبذا املوضوع العديد من التعاريف نذكر البعض منها
فيما يلي:
تعري%%ف : Janeba.Eهي اإلج vvراء الض vvرييب ال vvذي تق vvوم ب vvه الدول vvة من ج vvانب واح vvد لتش vvجيع االس vvتثمار أو توس vvيع
تعري%%ف : philippe Diderهي نتيجvvة لظvvاهرة العوملة وتعvvرب عن العالقvvة بني الدولvvة واملسvvتثمرين ،خاصvvة يف ظvvل
التبvvادل التجvvاري احلر الvvذي يتم خvvارج احلدود اإلقليميvvة للvvدول ،مبا ميكن من حتريvvر حركvvة رؤوس األمvvوال ،ومن مث فهي
تعري%%ف : Marini philippeهي الفvvوارق املوجvvودة بني األنظمvvة الضvvريبية للvvدول نتيجvvة تنvvامي ظvvاهرة التنافسvvية
الضvvريبية بينهvvا ،من أجvvل السvvيطرة على مvvورد عvvاملي مهم متمثvvل يف تvvدفق رأس املال األجنvvيب ألي دولvvة ،مما خيلvvق تباينvvا يف
أداء هvvذه الvvدول من اجلانب الضvvرييب وفvvق التنvvافس الضvvرييب احلاصvvل بينهvvا ،ويvvؤدي إىل الصvvراع من أجvvل البقvvاء ،ويهvvدد
الدول اليت ال متلك مؤهالت وإمكانات البقاء ،فتنسحب من السوق ،وهذا ما حدث يف دول أوربا".
2
المطلب الثاني:%أنواع المنافسة الضريبية
1د .زواق احلواس،حماضرات يف النظم الضريبية الدولية ،جامعة حممد بوضياف املسيلة ،2021 ،ص .67،68
2بن عبد الفتاح دمحان و من معه ،التنافسية اجلبائية وآثارها على مناذج من اقتصاديات الدول املغاربية ،يف :جملة دفاتر السياسة و القانون ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ،العدد،5جوان ،2011ص
283،284
تعددت معايري تصنيف املنافسة الضريبية ،غري أن املهم هو رب التصنيف مبا يرتتب عنها من اجيابيات أو سلبيات ،وعلى هذا
المنافسة الضريبية الضارة :تدعى أيضا باملنافسة الضريبية غري املشروعة ،نتيجة الضرر الذي تسببه للدول املضيفة )1
لالستثمار أو الدول املشاركة يف السوق على السواء .ويتجلى هذا الضرر بالنسبة للدول األوىل يف التضحية جبزء من
مواردها ألجل جذب االستثمار األجنيب دون االنتباه إىل املخاطر اليت قد ترتتب عن تلك التضحية ،فيما يتعرض
الصنف الثاين من الدول إىل أضرار معتربة نتيجة عدم استقطاهبا لالستثمار األجنيب من ذلك ضياع فرص االستفادة من
التكنولوجيا املتقدمة املرافقة لالستثمارات األجنبية ،وحرماهنا من التدفقات املالية بالعملة الصعبة.
المنافسة الضريبية غير الضارة :تدعى املنافسة الضريبية املشروعة ،وتستمد مشروعيتها من عدم تسببها يف أضرار )2
للدول املعنية هبا ،فهي حتقق منافعا للدول املستقبلة لالستثمار والدول املستثمرة على السواء .فهي متكن من جذب
االستثمار األجنيب وإقامة الشراكة يف جمال االستثمار وغريها ،وما يتبع ذلك من توفري مناصب الشغل وغريها.
3
المطلب الثالث :أسباب %المنافسة الضريبية%
هناك عدة أسباب جعلت كثري من الدول تقبل على هذه اإلجراءات الضريبية أمهها:
منح املستثمر االختيار بني أفضل احلوافز املشجعة لالستثمار ،مما جيرب العديد من احلكومات على التخلي عن كثري من
أدى تسارع عوملة املبادالت واالستثمار إىل تغيري وتعديل النظام الضرييب الوطين.
إلغاء احلواجز غري الضريبية على املبادالت الدولية واالستثمار الدويل وتكامل االقتصاديات الوطنية ،أدى إىل اعتماد
إصالحات جبائية مركزة على توسيع الوعاء الضرييب وختفيض املعدالت الضريبية .مما انعكس على ختفيض إىل أقصى
3األستاذ بن حيي ناجي ،املنافسة الضريبية الضارة،جامعة زيان عاشور اجللفة ،2019،ص.1
قيام املؤسسات الدولية النقدية املتمثلة أساسا يف البنك العاملي وصندوق النقد الدويل ،بتشجيع البلدان على تقومي
أنظمتها الضريبية ونفقاهتا العمومية بغرض القيام بتصحيحات إذا اقتضى احلال وحتسني املناخ الضرييب لالستثمار.
ساعدت زيادة حركة رأس املال يف انتعاش األسواق املالية بشكل عام مما شجع البلدان على ختفيض احلواجز الضريبية
أمام حركة رؤوس األموال وتطوير أنظمتها الضريبية للتجاوب مع هذه الظواهر...
4
المطلب الرابع :آثار المنافسة الضريبية
إن اإلجراءات الضريبية اليت تتخذها احلكومات من جانب أحادي حتدث آثارا سلبية عديدة على النظم الضريبية لدول أخرى،
وهذا
رغم ما توفره للدولة اليت تصدر هذه اإلجراءات من استقطاب لرؤوس األموال وانتعاش اقتصادي v،حيث يف احلقيقة عبارة عن
سرقة
لألوعية الضريبية هلذه الدول ،ومن أهم اآلثار السلبية احملتملة للمنافسة الضريبية بني الدول جند:
تدمري تكامل وعدالة اهلياكل الضريبية ،حيث أن السلطات الضريبية الوطنية تكون عاجزة عن فرض ضرائب على .1
رؤوس
األموال سريعة احلركة ،وينتج عن ذلك إعادة توزيع العبء الضرييب من رؤوس األموال القابلة لالنتقال إىل رؤوس
األموال األقل قدرة االنتقال ،أو من الشركات املتعددة اجلنسيات إىل الشركات الوطنية ،وهذا فإن األقل قدرة مطلوب
التأثري على السيادة الضريبية للدولة ،حيث أن انتهاج سياسة ضريبية توسعية قد يؤدي إىل هروب االستثمارات األجنبية .2
إىل
دول أخرى ذات أنظمة ضريبية مفضلة وضغط ضرييب منخفض ،مما يكلفها خسارة مالية ناجتة عن فقدان املنافع اليت
كانت تقدمها هذه االستثمارات من خدمات ومناصب عمل ،وضياع جزء من اإليرادات الضريبية اليت كانت تدفع من
4مفتاح فاطمة ،النظم الضريبية الدولية ،جامعة ابن خلدون تيارت ،2019،ص .72
هذه االستثمارات ،وعلى هذا األساس فإن اصدر أي إجراء ضرييب من قبل دولة ما يكون باألخذ بعني االعتبار واقع
إحلاق أضرار وخيمة على البلد األصلي حيث أن املستثمرين بإمكاهنم ا استغالل أمواهلم يف دول ذات أنظمة ضريبية .3
مفضلة لتقليل الضغط الضرييب الذي يقع على عاتقهم يف بلدهم األصلي فهؤالء املكلفون هم يف احلقيقية راحبون بدون
مقابل حبيث يستمتعون بالنفقات العامة يف بلدهم األصلي دون أن يسامهوا يف متويلها.
إفساد اهليكل اجلبائي للدول املتنافسة ضريبيا ،حيث أن قدرة الشركات دولية النشاط على التهرب الضرييب له تداعياته .4
الكبرية على اهليكل الضرييب للدول ،نظرا ملا قد حيدثه التهرب الضرييب من عجز يف امليزانية أو خفض يف النفقات العامة.
املنافسة اجلبائية املضرة تعين تسابق الدول يف منح املزيد من االمتيازات اجلبائية لرؤوس األموال األجنيب هبدف جذب االستثمارات
األجنبية حنوها ،مما يلحق أضرارا كبرية حبصيلة الضرائب للدول األصلية هلذه االستثمارات اليت كانت هذه االستثمارات
تستخدمها مقرا عاديا هلا ،وكذا حلصيلة الضرائب للدول املستفيدة من هذه االستثمارات ألهنا ضحت جبزء من إيراداهتا الضريبية
أ -المعايير %المرتبطة بالحوافز الضريبية %:أبرز معايري حتديد املمارسات الضريبية يف هذا اجملال هي:
-مدى منح املزايا الضريبية إىل غري املقيمني أو إىل معامالت تتم مع غري املقيمني؛
-مدى فصل و عزل السوق احمللي حىت ال يستفيد غري املقيمني من املزايا املمنوحة؛
-مدى شفافية منح املزايا الضريبية ،وما إذا كان انعدام الشفافية الضريبية ناتج من كون القواعد القانونية املعمول هبا كانت
ب -المعايير %المرتبطة بأسعار التحويالت :تتمثل يف مدى احرتام القواعد الدولية املطبقة على أسعار التحويالت بني
الشركات متعددة اجلنسيات وفروعها اليت تضمنتها املبادئ التوجيهية لعمل هذا النوع من املؤسسات الصادرة عن
ت -المعايير %المرتبطة بالمادة الخاضعة للضريبة واالتفاقيات الضريبية الدولية :%تتعلق هذه املعايري مبا يلي:
-مدى دخول الدولة يف شبكة واسعة من االتفاقيات الدولية أو ترقيتها ألنظمة ضريبية تفضيلية ك وسيلة لتخفيض الضريبة.
-تعد اجلنات الضريبية الشكل األكثر إضرارا من املنافسة الضريبية نتيجة مستويات اإلخضاع املنخفضة اليت تقرها األنظمة
مبا أن مصطلح املنافسة الضريبية الدولية ارتبط مبصطلح املنافسة الضريبية الضارة فهذا يعين أن هناك ضررا واضحا على الدول،
و جيب اإلشارة إىل أن للمنافسة الضريبية آثار اجيابية أكيدة على الدول اليت تسعى للتنافس ،بينما ينعكس األمر سلبا على دول
اختارت عدم التنافس ضريبيا مع الدول أخرى ،و على تركيز االستثمارات يف الساحة الدولية ،وهذا ما يفسر وجود آثار اجيابية
.1اآلثار %االيجابية:
جذهبا حنو الدولة ،و هو ما يكون له أثر مباشر على الدولة املضيفة باالستفادة من املزايا االقتصادية اليت تقدمها االستثمارات ألي
دولة كانت ،و بالرغم من أن الدولة هبذا اإلجراء ستضحي بقدر معترب من إيراداهتا الضريبية اليت متول ميزانيتها ،إال أهنا تتوقع
حتقيق
إيرادات ضريبية أكرب باتساع الوعاء الضرييب من خالل زيادة حجم املؤسسات و زيادة حجم األرباح احملققة على أرض الدولة و
مقارنة باآلثار اإلجيابية اليت حتصل عليها الدول جراء خوضها للمنافسة الضريبية ،فإن االنعكاس على باقي الدول اليت تنهزم يف
هذه املنافسة يكون سلبيا .و كثريا ال تشجع الدول الكربى و الدول صاحبة التكتالت كاالحتاد األورويب حدوث املنافسة
الضريبية ،هلذا تسمى غالبا باملنافسة الضريبية املضرة ،و هلذا انعكاسات خطرية على البلدان اليت تعتمد على ضريبة دخل
الشركات كمصدر
لإليرادات .و لذلك ،فمما يثري القلق البالغ احتمال أن تفرض عليها املنافسة الضريبية ضغوطا تدفعها إىل تطبيق سياسات ضريبية
هتدد هذا املصدر الرئيسي للدخل ،كما أن املنافسة تؤدي إىل حتويل تدفقات االستثمارات احلقيقية و حركة التدفقات املالية،
وتدمري تكامل و عدالة اهلياكل الضريبية .كما أن من بني االنعكاسات اليت حتدث يف الدول اليت تبحث عن تعويض لضرائب اليت
ختلت عنها يف فرض ضرائب على أسس أخرى و بالتايل التحويل دون حق جلزء من العبء الضرييب حنو أسس ضريبية أقل
لضمان الفعالية يف مواجهة املنافسة الضريبية الضارة ،يقرتح البعض أن يتم ذلك من خالل املراحل الثالثة التالية:
د .زواق احلواس،حماضرات يف النظم الضريبية الدولية ،مرجع سابق ،ص.72،73 8
قيام كل دولة بتحديد التدابير والممارسات التي قد تكون مصدر ضرر ضريبي :يف هذا اإلطار قامت منظمة التعاون .1
االقتصادي والتنمية بإنشاء منتدى حول املمارسات الضريبية الضارة ،إضافة إىل تبادل املعلومات بني الدول خبصوص
املمارسات الضارة.
تقييم الطابع الضار أو غير الضار ألي إجراء ضريبي :عن طريق حتديد اآلثار اليت حيدثها على الدول األخرى من أية .2
طبيعة كانت.
تطبيق التوصيات والتوجيهات الخاصة بمحاربة المنافسة الضريبية الضارة :تتمثل هذه التوصيات والتوجيهات يف: .3
-احملافظة على الوضع القائم من خالل عدم اعتماد تدابري جديدة ميكن اعتبارها ضارة؛
-اإللغاء ،من خالل فحص املمارسات والقوانني املعمول هبا وتطهريها من املمارسات الضارة؛
-التعاون الكامل بني الدول يف حماربة التهرب الضرييب من خالل تبادل املعلومات وطبقا لقوانني كل دولة؛
-العمل على وضع التدابري املضادة للتعسف ،واملضادة للممارسات الضارة ضمن القوانني الضريبية واالتفاقيات املانعة لالزدواج
الضرييب ،ويتم ذلك من خالل التنسيق الضرييب بني الدول ،كونه اآللية األهم ملواجهة املنافسة الضريبية ،والذي سيكون حمتوى
احملاضرة املوالية.
9
المطلب الخامس :سبل الحد من المنافسة الضريبية %المضرة
ملعاجلة الظواهر الضريبية املعيقة لنمو اقتصاديات الدول ،اتضح من الضروري إحداث تنسيق ضرييب بصورة جتعل دور الضرائب
حمايدا إزاء تدفقات عوامل اإلنتاج واحلركة التجارية داخل التكتالت االقتصادية ،وجيعل هذه الدول على قدم املساواة يف
االستفادة
أدى التنافس العاملي على جذب رؤوس األموال االستثمارية إىل اتساع جمال املنافسة الضريبية بني دول ،عرب
تسابقها يف منح احلوافز الضريبية لتشجيع االستثمار وتوفري املناخ املالئم لنموه.تعترب املنافسة الضريبية املضرة نتيجة لتنافس الدول
من أجل جذب أكرب قدر ممكن من أسس اإلخضاع الضرييب عن طريق تبين أنظمة ضريبية تفضيلية ،وهو ما يعود يف أغلب
األحيان بآثار مضرة على اقتصاديات الدول األخرى.
قائمة المراجع:
زواق احلواس،حماضرات يف النظم الضريبية vالدولية ،جامعة حممد بوضياف املسيلة .2021 ،
بن عبد الفتاح دمحان و من معه ،التنافسية vاجلبائية وآثارها على مناذج من اقتصاديات الدول املغاربية ،يف:
جملة دفاتر السياسة و القانون v،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ،العدد،5جوان.2011 v
األستاذ بن حيي ناجي ،املنافسة الضريبية الضارة،جامعة زيان عاشور اجللفة .2019،
عبد اجمليد قدي ،دراسات يف علم الضرائب ،دار جرير للنشر والتوزيع ،عمان.
مفتاح فاطمة ،النظم الضريبية الدولية ،جامعة ابن خلدون تيارت .2019،