You are on page 1of 12

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية‪ %‬الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالـ ـ ــي والبحث العلمــي‬

‫كلية‪ :‬العلوم االقتصادية‪ %‬والتجارية وعلوم التسيير‬

‫قسم علوم المالية و المحاسبة‬


‫شعبة علوم المالية و المحاسبة‬

‫تخصص محاسبة و جباية معمقة‬

‫المنافسة الضريبية المضرة‬

‫من إعداد الطلبة ‪:‬‬

‫خربقة‪ %‬إسكندر‬

‫عاليمية عبد الفتاح‬


‫‪:‬تحت إشراف األستاذ‪%‬‬
‫جمعي رمزي‬

‫طغان مروان‬

‫خراف محمد أمجد‬

‫السنة الجامعية‪2022/2023‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬

‫مقدمة‪%‬‬

‫المـبحـث األول‪ %:‬المنافسة الضريبية‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم‪ %‬المنافسة الضريبية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع المنافسة الضريبية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أسباب المنافسة الضريبية‬

‫المطلب الرابع‪ :‬آثار المنافسة‪ %‬الضريبية‬

‫المبحث الثاني‪ : %‬المنافسة الضريبية المضرة‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم‪ %‬المنافسة الضريبية المضرة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬معايير لتحديد الممارسات الضريبية الضارة‬

‫المطلب الثالث‪:‬آثار المنافسة الضريبية المضرة‬

‫المطلب الرابع‪ :‬آليات مواجهة المنافسة الضريبية الضارة‬

‫المطلب الخامس‪ :‬سبل الحد من المنافسة الضريبية المضرة‬

‫خاتمة‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫أحدثت احلركة املتسارعة لتدفقات عوامل اإلنتاج بني األقاليم يف العامل وكثافة حركة املبادالت التجارية بني األقطار إىل ظهور‬
‫العديد من الظواهر واملشاكل النامجة عن هذه التحوالت‪ ،‬من بينها تلك املتعلقة بالضريبة‪ ،‬فنجد أن التنافس بني الدول‬
‫احملفزات الضريبية‬
‫الستقطاب رؤوس األموال وزيادة حجم االستثمارات مل يقتصر على تكاليف عوامل اإلنتاج بل امتد بتقدمي ّ‬
‫املغرية‪ ،‬مما قلّص بشكل حمسوس من إيرادات اجلباية العادية لدى هذه الدول وأدى إىل تآكل أوعيتها الضريبية وزيادة نفقاهتا‬
‫الضريبية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم المنافسة الضريبية‪ %‬‬

‫تعين املنافسة الضريبية جممل اإلجراءات الضريبية اليت تتخذها احلكومات من جانب أحادي من أجل تشجيع االستثمار أو توسيع‬

‫الوعاء الضرييب‪ ،‬بتخفيض معدالت الضريبة أو منح اإلعفاءات الضريبية‪ .‬ومتاثل سياسة املنافسة الضريبية سياسة احلماية أو الدعم‬

‫اليت تقوم هبا الدولة حلماية أو دعم صادراهتا‪ ،‬دون مراعاة للسياسات املضادة اليت ميكن أن تقوم هبا الدول املنافسة هلا‪.‬‬

‫مفهوم‪ %‬المنافسة الضريبية‪ 1:‬أنتج االهتمام الواسع واملتزايد من قبل الباحثني هبذا املوضوع العديد من التعاريف نذكر البعض منها‬

‫فيما يلي‪:‬‬

‫تعري‪%%‬ف ‪ : Janeba.E‬هي اإلج ‪vv‬راء الض ‪vv‬رييب ال ‪vv‬ذي تق ‪vv‬وم ب ‪vv‬ه الدول ‪vv‬ة من ج ‪vv‬انب واح ‪vv‬د لتش ‪vv‬جيع االس ‪vv‬تثمار أو توس ‪vv‬يع‬ ‫‪‬‬

‫الوعاء الضرييب من خالل ختفيض معدالت الضريبة أو منح اإلعفاءات"‪.‬‬

‫تعري‪%%‬ف ‪ : philippe Dider‬هي نتيج‪vv‬ة لظ‪vv‬اهرة العوملة وتع‪vv‬رب عن العالق‪vv‬ة بني الدول‪vv‬ة واملس‪vv‬تثمرين‪ ،‬خاص‪vv‬ة يف ظ‪vv‬ل‬ ‫‪‬‬

‫التب‪vv‬ادل التج‪vv‬اري احلر ال‪vv‬ذي يتم خ‪vv‬ارج احلدود اإلقليمي‪vv‬ة لل‪vv‬دول‪ ،‬مبا ميكن من حتري‪vv‬ر حرك‪vv‬ة رؤوس األم‪vv‬وال‪ ،‬ومن مث فهي‬

‫اخلفض غري املرتقب لنسب الضرائب من قبل الدولة"‪.‬‬

‫تعري‪%%‬ف ‪ : Marini philippe‬هي الف‪vv‬وارق املوج‪vv‬ودة بني األنظم‪vv‬ة الض‪vv‬ريبية لل‪vv‬دول نتيج‪vv‬ة تن‪vv‬امي ظ‪vv‬اهرة التنافس‪vv‬ية‬ ‫‪‬‬

‫الض‪vv‬ريبية بينه‪vv‬ا‪ ،‬من أج‪vv‬ل الس‪vv‬يطرة على م‪vv‬ورد ع‪vv‬املي مهم متمث‪vv‬ل يف ت‪vv‬دفق رأس املال األجن‪vv‬يب ألي دول‪vv‬ة‪ ،‬مما خيل‪vv‬ق تباين‪vv‬ا يف‬

‫أداء ه‪vv‬ذه ال‪vv‬دول من اجلانب الض‪vv‬رييب وف‪vv‬ق التن‪vv‬افس الض‪vv‬رييب احلاص‪vv‬ل بينه‪vv‬ا‪ ،‬وي‪vv‬ؤدي إىل الص‪vv‬راع من أج‪vv‬ل البق‪vv‬اء‪ ،‬ويه‪vv‬دد‬

‫الدول اليت ال متلك مؤهالت وإمكانات البقاء‪ ،‬فتنسحب من السوق‪ ،‬وهذا ما حدث يف دول أوربا"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المطلب الثاني‪:%‬أنواع المنافسة الضريبية‬

‫‪1‬د ‪ .‬زواق احلواس‪،‬حماضرات يف النظم الضريبية الدولية ‪،‬جامعة حممد بوضياف املسيلة ‪،2021 ،‬ص ‪.67،68‬‬
‫‪ 2‬بن عبد الفتاح دمحان و من معه‪ ،‬التنافسية اجلبائية وآثارها على مناذج من اقتصاديات الدول املغاربية‪ ،‬يف‪ :‬جملة دفاتر السياسة و القانون‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬العدد‪،5‬جوان ‪،2011‬ص‬
‫‪283،284‬‬
‫تعددت معايري تصنيف املنافسة الضريبية‪ ،‬غري أن املهم هو رب التصنيف مبا يرتتب عنها من اجيابيات أو سلبيات‪ ،‬وعلى هذا‬

‫األساس تصنف إىل منافسة ضارة و منافسة غري ضارة‪:‬‬

‫المنافسة الضريبية الضارة‪ :‬تدعى أيضا باملنافسة الضريبية غري املشروعة‪ ،‬نتيجة الضرر الذي تسببه للدول املضيفة‬ ‫‪)1‬‬

‫لالستثمار أو الدول املشاركة يف السوق على السواء‪ .‬ويتجلى هذا الضرر بالنسبة للدول األوىل يف التضحية جبزء من‬

‫مواردها ألجل جذب االستثمار األجنيب دون االنتباه إىل املخاطر اليت قد ترتتب عن تلك التضحية‪ ،‬فيما يتعرض‬

‫الصنف الثاين من الدول إىل أضرار معتربة نتيجة عدم استقطاهبا لالستثمار األجنيب من ذلك ضياع فرص االستفادة من‬

‫التكنولوجيا املتقدمة املرافقة لالستثمارات األجنبية‪ ،‬وحرماهنا من التدفقات املالية بالعملة الصعبة‪.‬‬

‫المنافسة الضريبية غير الضارة‪ :‬تدعى املنافسة الضريبية املشروعة‪ ،‬وتستمد مشروعيتها من عدم تسببها يف أضرار‬ ‫‪)2‬‬

‫للدول املعنية هبا‪ ،‬فهي حتقق منافعا للدول املستقبلة لالستثمار والدول املستثمرة على السواء‪ .‬فهي متكن من جذب‬

‫االستثمار األجنيب وإقامة الشراكة يف جمال االستثمار وغريها‪ ،‬وما يتبع ذلك من توفري مناصب الشغل وغريها‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أسباب‪ %‬المنافسة الضريبية‪%‬‬

‫هناك عدة أسباب جعلت كثري من الدول تقبل على هذه اإلجراءات الضريبية أمهها‪:‬‬

‫منح املستثمر االختيار بني أفضل احلوافز املشجعة لالستثمار‪ ،‬مما جيرب العديد من احلكومات على التخلي عن كثري من‬ ‫‪‬‬

‫القيود اإلدارية والتشريعية اليت حتول دون تدفق االستثمارات‪.‬‬

‫أدى تسارع عوملة املبادالت واالستثمار إىل تغيري وتعديل النظام الضرييب الوطين‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إلغاء احلواجز غري الضريبية على املبادالت الدولية واالستثمار الدويل وتكامل االقتصاديات الوطنية‪ ،‬أدى إىل اعتماد‬ ‫‪‬‬

‫إصالحات جبائية مركزة على توسيع الوعاء الضرييب وختفيض املعدالت الضريبية‪ .‬مما انعكس على ختفيض إىل أقصى‬

‫ح ّد ممكن تلك العوائق الناجتة عن الضريبة‪.‬‬

‫‪ 3‬األستاذ بن حيي ناجي‪ ،‬املنافسة الضريبية الضارة‪،‬جامعة زيان عاشور اجللفة ‪،2019،‬ص‪.1‬‬
‫قيام املؤسسات الدولية النقدية املتمثلة أساسا يف البنك العاملي وصندوق النقد الدويل‪ ،‬بتشجيع البلدان على تقومي‬ ‫‪‬‬

‫أنظمتها الضريبية ونفقاهتا العمومية بغرض القيام بتصحيحات إذا اقتضى احلال وحتسني املناخ الضرييب لالستثمار‪.‬‬

‫ساعدت زيادة حركة رأس املال يف انتعاش األسواق املالية بشكل عام مما شجع البلدان على ختفيض احلواجز الضريبية‬ ‫‪‬‬

‫أمام حركة رؤوس األموال وتطوير أنظمتها الضريبية للتجاوب مع هذه الظواهر‪...‬‬
‫‪4‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬آثار المنافسة الضريبية‬

‫إن اإلجراءات الضريبية اليت تتخذها احلكومات من جانب أحادي حتدث آثارا سلبية عديدة على النظم الضريبية لدول أخرى‪،‬‬

‫وهذا‬

‫رغم ما توفره للدولة اليت تصدر هذه اإلجراءات من استقطاب لرؤوس األموال وانتعاش اقتصادي‪ v،‬حيث يف احلقيقة عبارة عن‬

‫سرقة‬

‫لألوعية الضريبية هلذه الدول‪ ،‬ومن أهم اآلثار السلبية احملتملة للمنافسة الضريبية بني الدول جند‪:‬‬

‫تدمري تكامل وعدالة اهلياكل الضريبية‪ ،‬حيث أن السلطات الضريبية الوطنية تكون عاجزة عن فرض ضرائب على‬ ‫‪.1‬‬

‫رؤوس‬

‫األموال سريعة احلركة‪ ،‬وينتج عن ذلك إعادة توزيع العبء الضرييب من رؤوس األموال القابلة لالنتقال إىل رؤوس‬

‫األموال األقل قدرة االنتقال‪ ،‬أو من الشركات املتعددة اجلنسيات إىل الشركات الوطنية‪ ،‬وهذا فإن األقل قدرة مطلوب‬

‫منه أن يدفع أكثر‪ ،‬وهذا إخالل مببادئ وأسس العدالة الضريبية‪.‬‬

‫التأثري على السيادة الضريبية للدولة‪ ،‬حيث أن انتهاج سياسة ضريبية توسعية قد يؤدي إىل هروب االستثمارات األجنبية‬ ‫‪.2‬‬

‫إىل‬

‫دول أخرى ذات أنظمة ضريبية مفضلة وضغط ضرييب منخفض‪ ،‬مما يكلفها خسارة مالية ناجتة عن فقدان املنافع اليت‬

‫كانت تقدمها هذه االستثمارات من خدمات ومناصب عمل‪ ،‬وضياع جزء من اإليرادات الضريبية اليت كانت تدفع من‬

‫‪4‬مفتاح فاطمة ‪ ،‬النظم الضريبية الدولية ‪،‬جامعة ابن خلدون تيارت ‪،2019،‬ص ‪.72‬‬
‫هذه االستثمارات‪ ،‬وعلى هذا األساس فإن اصدر أي إجراء ضرييب من قبل دولة ما يكون باألخذ بعني االعتبار واقع‬

‫هذه االستثمارات األجنبية واالمتيازات اليت تقدمها للدولة‪.‬‬

‫إحلاق أضرار وخيمة على البلد األصلي حيث أن املستثمرين بإمكاهنم ا استغالل أمواهلم يف دول ذات أنظمة ضريبية‬ ‫‪.3‬‬

‫مفضلة لتقليل الضغط الضرييب الذي يقع على عاتقهم يف بلدهم األصلي فهؤالء املكلفون هم يف احلقيقية راحبون بدون‬

‫مقابل حبيث يستمتعون بالنفقات العامة يف بلدهم األصلي دون أن يسامهوا يف متويلها‪.‬‬

‫إفساد اهليكل اجلبائي للدول املتنافسة ضريبيا‪ ،‬حيث أن قدرة الشركات دولية النشاط على التهرب الضرييب له تداعياته‬ ‫‪.4‬‬

‫الكبرية على اهليكل الضرييب للدول‪ ،‬نظرا ملا قد حيدثه التهرب الضرييب من عجز يف امليزانية أو خفض يف النفقات العامة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ : %‬المنافسة الضريبية المضرة‬


‫‪5‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم المنافسة الضريبية المضرة‬

‫املنافسة اجلبائية املضرة تعين تسابق الدول يف منح املزيد من االمتيازات اجلبائية لرؤوس األموال األجنيب هبدف جذب االستثمارات‬

‫األجنبية حنوها‪ ،‬مما يلحق أضرارا كبرية حبصيلة الضرائب للدول األصلية هلذه االستثمارات اليت كانت هذه االستثمارات‬

‫تستخدمها مقرا عاديا هلا‪ ،‬وكذا حلصيلة الضرائب للدول املستفيدة من هذه االستثمارات ألهنا ضحت جبزء من إيراداهتا الضريبية‬

‫يف سبيل احلصول على هذه االستثمارات‪.‬‬


‫‪6‬‬
‫المطلب الثاني‪:%‬معايير لتحديد الممارسات‪ %‬الضريبية‪ %‬الضارة‬

‫أ‪ -‬المعايير‪ %‬المرتبطة بالحوافز الضريبية‪ %:‬أبرز معايري حتديد املمارسات الضريبية يف هذا اجملال هي‪:‬‬

‫‪ -‬مدى منح املزايا الضريبية إىل غري املقيمني أو إىل معامالت تتم مع غري املقيمني؛‬

‫‪ -‬مدى فصل و عزل السوق احمللي حىت ال يستفيد غري املقيمني من املزايا املمنوحة؛‬

‫‪ 5‬األستاذ بن حيي ناجي‪ ،‬املنافسة الضريبية الضارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.1‬‬


‫‪ . 6‬عبد اجمليد قدي‪ ،‬دراسات يف علم الضرائب‪ ،‬دار جرير للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ص ‪.201‬‬
‫‪ -‬مدى منح مزايا ضريبية‪ ،‬حىت وإن مل يوجد أي نشاط اقتصادي حقيقي أو أي حضور اقتصادي جوهري يف الدول األعضاء‬

‫يف االحتاد األوريب ومنظمة التعاون و التنمية االقتصادية؛‬

‫‪ -‬مدى شفافية منح املزايا الضريبية‪ ،‬وما إذا كان انعدام الشفافية الضريبية ناتج من كون القواعد القانونية املعمول هبا كانت‬

‫موضوع تسامح غري شفاف على املستوى اإلداري؛‬

‫ب‪ -‬المعايير‪ %‬المرتبطة بأسعار التحويالت‪ :‬تتمثل يف مدى احرتام القواعد الدولية املطبقة على أسعار التحويالت بني‬

‫الشركات متعددة اجلنسيات وفروعها اليت تضمنتها املبادئ التوجيهية لعمل هذا النوع من املؤسسات الصادرة عن‬

‫منظمة التعاون االقتصادي والتنمية؛‬

‫ت‪ -‬المعايير‪ %‬المرتبطة بالمادة الخاضعة للضريبة واالتفاقيات الضريبية الدولية‪ :%‬تتعلق هذه املعايري مبا يلي‪:‬‬

‫‪ -‬مدى وجود اصطناعية يف تعريف وحتديد القاعدة أو املادة اخلاضعة للضريبة؛‬

‫‪ -‬مدى دخول الدولة يف شبكة واسعة من االتفاقيات الدولية أو ترقيتها ألنظمة ضريبية تفضيلية ك وسيلة لتخفيض الضريبة‪.‬‬

‫‪ -‬تعد اجلنات الضريبية الشكل األكثر إضرارا من املنافسة الضريبية نتيجة مستويات اإلخضاع املنخفضة اليت تقرها األنظمة‬

‫الضريبية هبا من جهة‪ ،‬واحتضاهنا لألنشطة املالية خارج احلدود‪.‬‬

‫الضريبية‪ %‬المضرة‪ 7‬المنافسة المطلب الثالث‪:‬آثار‬

‫مبا أن مصطلح املنافسة الضريبية الدولية ارتبط مبصطلح املنافسة الضريبية الضارة فهذا يعين أن هناك ضررا واضحا على الدول‪،‬‬

‫و جيب اإلشارة إىل أن للمنافسة الضريبية آثار اجيابية أكيدة على الدول اليت تسعى للتنافس‪ ،‬بينما ينعكس األمر سلبا على دول‬

‫اختارت عدم التنافس ضريبيا مع الدول أخرى‪ ،‬و على تركيز االستثمارات يف الساحة الدولية‪ ،‬وهذا ما يفسر وجود آثار اجيابية‬

‫و أخرى سلبية للمنافسة الضريبية‪.‬‬

‫‪ .1‬اآلثار‪ %‬االيجابية‪:‬‬

‫‪ 7‬د‪ .‬زواق احلواس‪،‬حماضرات يف النظم الضريبية الدولية ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.71‬‬


‫بالنظر لتسابق الدول حنو تقدمي أكرب قدر ممكن من احلوافز الضريبية‪ ،‬فإن هدفها يكون احلصول على االستثمارات و ضمان‬

‫جذهبا حنو الدولة‪ ،‬و هو ما يكون له أثر مباشر على الدولة املضيفة باالستفادة من املزايا االقتصادية اليت تقدمها االستثمارات ألي‬

‫دولة كانت‪ ،‬و بالرغم من أن الدولة هبذا اإلجراء ستضحي بقدر معترب من إيراداهتا الضريبية اليت متول ميزانيتها‪ ،‬إال أهنا تتوقع‬

‫حتقيق‬

‫إيرادات ضريبية أكرب باتساع الوعاء الضرييب من خالل زيادة حجم املؤسسات و زيادة حجم األرباح احملققة على أرض الدولة و‬

‫كذا حجم اليد العاملة‪.‬‬

‫اآلثار‪ %‬السلبية‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫مقارنة باآلثار اإلجيابية اليت حتصل عليها الدول جراء خوضها للمنافسة الضريبية‪ ،‬فإن االنعكاس على باقي الدول اليت تنهزم يف‬

‫هذه املنافسة يكون سلبيا‪ .‬و كثريا ال تشجع الدول الكربى و الدول صاحبة التكتالت كاالحتاد األورويب حدوث املنافسة‬

‫الضريبية‪ ،‬هلذا تسمى غالبا باملنافسة الضريبية املضرة‪ ،‬و هلذا انعكاسات خطرية على البلدان اليت تعتمد على ضريبة دخل‬

‫الشركات كمصدر‬

‫لإليرادات‪ .‬و لذلك‪ ،‬فمما يثري القلق البالغ احتمال أن تفرض عليها املنافسة الضريبية ضغوطا تدفعها إىل تطبيق سياسات ضريبية‬

‫هتدد هذا املصدر الرئيسي للدخل‪ ،‬كما أن املنافسة تؤدي إىل حتويل تدفقات االستثمارات احلقيقية و حركة التدفقات املالية‪،‬‬

‫وتدمري تكامل و عدالة اهلياكل الضريبية‪ .‬كما أن من بني االنعكاسات اليت حتدث يف الدول اليت تبحث عن تعويض لضرائب اليت‬

‫ختلت عنها يف فرض ضرائب على أسس أخرى و بالتايل التحويل دون حق جلزء من العبء الضرييب حنو أسس ضريبية أقل‬

‫حركة‪ ،‬وكذا اليد العاملة واألمالك العقارية و االستهالك‪.‬‬


‫‪8‬‬
‫المطلب الرابع‪:‬آليات مواجهة المنافسة الضريبية الضارة‬

‫لضمان الفعالية يف مواجهة املنافسة الضريبية الضارة‪ ،‬يقرتح البعض أن يتم ذلك من خالل املراحل الثالثة التالية‪:‬‬

‫د‪ .‬زواق احلواس‪،‬حماضرات يف النظم الضريبية الدولية ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.72،73‬‬ ‫‪8‬‬
‫قيام كل دولة بتحديد التدابير والممارسات التي قد تكون مصدر ضرر ضريبي‪ :‬يف هذا اإلطار قامت منظمة التعاون‬ ‫‪.1‬‬

‫االقتصادي والتنمية بإنشاء منتدى حول املمارسات الضريبية الضارة‪ ،‬إضافة إىل تبادل املعلومات بني الدول خبصوص‬

‫املمارسات الضارة‪.‬‬

‫تقييم الطابع الضار أو غير الضار ألي إجراء ضريبي‪ :‬عن طريق حتديد اآلثار اليت حيدثها على الدول األخرى من أية‬ ‫‪.2‬‬

‫طبيعة كانت‪.‬‬

‫تطبيق التوصيات والتوجيهات الخاصة بمحاربة المنافسة الضريبية الضارة‪ :‬تتمثل هذه التوصيات والتوجيهات يف‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪ -‬احملافظة على الوضع القائم من خالل عدم اعتماد تدابري جديدة ميكن اعتبارها ضارة؛‬

‫‪ -‬اإللغاء‪ ،‬من خالل فحص املمارسات والقوانني املعمول هبا وتطهريها من املمارسات الضارة؛‬

‫‪ -‬التعاون الكامل بني الدول يف حماربة التهرب الضرييب من خالل تبادل املعلومات وطبقا لقوانني كل دولة؛‬

‫‪ -‬العمل على وضع التدابري املضادة للتعسف‪ ،‬واملضادة للممارسات الضارة ضمن القوانني الضريبية واالتفاقيات املانعة لالزدواج‬

‫الضرييب‪ ،‬ويتم ذلك من خالل التنسيق الضرييب بني الدول‪ ،‬كونه اآللية األهم ملواجهة املنافسة الضريبية‪ ،‬والذي سيكون حمتوى‬

‫احملاضرة املوالية‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬سبل الحد من المنافسة الضريبية‪ %‬المضرة‬

‫ملعاجلة الظواهر الضريبية املعيقة لنمو اقتصاديات الدول‪ ،‬اتضح من الضروري إحداث تنسيق ضرييب بصورة جتعل دور الضرائب‬

‫حمايدا إزاء تدفقات عوامل اإلنتاج واحلركة التجارية داخل التكتالت االقتصادية‪ ،‬وجيعل هذه الدول على قدم املساواة يف‬

‫االستفادة‬

‫من القيم املضافة اليت حتصل عليها من هذا التنسيق‪....‬‬

‫‪ 9‬األستاذ بن حيي ناجي‪ ،‬املنافسة الضريبية الضارة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.2‬‬


‫خاتمة‪%:‬‬

‫أدى التنافس العاملي على جذب رؤوس األموال االستثمارية إىل اتساع جمال املنافسة الضريبية بني دول‪ ،‬عرب‬
‫تسابقها يف منح احلوافز الضريبية لتشجيع االستثمار وتوفري املناخ املالئم لنموه‪.‬تعترب املنافسة الضريبية املضرة نتيجة لتنافس الدول‬
‫من أجل جذب أكرب قدر ممكن من أسس اإلخضاع الضرييب عن طريق تبين أنظمة ضريبية تفضيلية‪ ،‬وهو ما يعود يف أغلب‬
‫األحيان بآثار مضرة على اقتصاديات الدول األخرى‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫زواق احلواس‪،‬حماضرات يف النظم الضريبية‪ v‬الدولية ‪،‬جامعة حممد بوضياف املسيلة ‪.2021 ،‬‬ ‫‪‬‬

‫بن عبد الفتاح دمحان و من معه‪ ،‬التنافسية‪ v‬اجلبائية وآثارها على مناذج من اقتصاديات الدول املغاربية‪ ،‬يف‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫جملة دفاتر السياسة و القانون‪ v،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬العدد‪،5‬جوان‪.2011 v‬‬

‫األستاذ بن حيي ناجي‪ ،‬املنافسة الضريبية الضارة‪،‬جامعة زيان عاشور اجللفة ‪.2019،‬‬ ‫‪‬‬

‫عبد اجمليد قدي‪ ،‬دراسات يف علم الضرائب‪ ،‬دار جرير للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مفتاح فاطمة ‪ ،‬النظم الضريبية الدولية ‪،‬جامعة ابن خلدون تيارت ‪.2019،‬‬ ‫‪‬‬

You might also like