Professional Documents
Culture Documents
Aranic Project
Aranic Project
ّن اللغة العربية ستشهد نهوضا ً واسعاً ،ويعود ذلك إلى أسباب كثيرة ،أهمها انتشار
الحاسوب والقنوات الفضائية ،واتساع التعليم ،ويعتبر ّ
أن ما قدمه العلماء واألدباء
والمفكرون والشعراء واللغويون والفنانون العرب في القرن الحادي والعشرين يفوق
في األهمية والمستوى ك ّل ما قدمه أمثالهم طوال ستة قرون .ويشير المؤلف إلى أن
العربية تستوعب اليوم السياسة والفلسفة والطب وعلوم االجتماع والفضاء والذرة،
.وبها تكتب األعمال اإلبداعية وإليها تترجم مؤلفات العلوم كافة
إن القرآن الكريم دائما ً الحجة والمرجع في الفصاحة والبيان والجمال ،ألجله جمعت
ّ
اللغة العربية ،وألجله وضعت كتب اللغة وصنفت المعاجم وكتب التفسير ،من هنا
تمسك العرب إسالما ً ومسيحية ،بعروبتهم وأدركوا ّ
أن العروبة واإلسالم صنوان ،هذا
.ما نجده عند ميخائيل نعيمة وناصيف اليازجي والشاعر القروي ..وغيرهم
إن التلفزيون قادر على فعل ما تعجز عنه الجرائد والصحف والمجالت ،وقادر على ّ
فعل ما تعجز المدارس والجامعات عن فعله ،فإذا ت ّمت العناية به ،ت ّمت العناية
بالمجتمع كلّه ،وتكاملت عندئذ المهمة ،وت ّم أداء المهمة في المدرسة والصحيفة
والمنزل .ويوفّر الحاسوب الحرية ،وعدم الخضوع لنظام المدرسة وقوانينها وما
تضيعه من وقت ،وسيساعد الطفل على اختيار الموضوع الذي يريد في الوقت الذي
يريد في المكان الذي يريد ،وسيفتح أمامه آفاق المعرفة ،ويعلمه سرعة القراءة،
وسرعة التفكير ،وسرعة الكتابة ،وبالنتيجة سرعة التأليف ،وهو يمتلك مصطلحات
.جديدة
ّ
إن اآلفاق المستقبلية للحاسوب وقدرته على تنمية اللغة عند الطفل غير محدودة ،وال
سيما خدمته الكبيرة للعربية الفصحى ،إنه يساعد على تقليص الفوارق بين العامية
والفصيحة ،ويساعد على نشر التعليم وتعميق الثقافة ،وينمي الشعور القومي ،ويحقق
التقارب الثقافي والمعرفي والوجداني بين األشقاء العرب في الوطن العربيّ .
إن
المستقبل مفتوح أمام الحاسوب ،وهو الذي سيفتح أبواب المستقبل ،ولكن ال ب ّد من
التخطيط والبرمجة والعمل ،وال يمكن الركون إلى الزمن وحده ،ألن الزمن يمر
ويمضي ،والقيمة للعمل في الزمن ،وال يمكن للعرب أن ينهضوا ما لم يدخلوا الدخول
.العلمي الصحيح من خالل الحاسوب وشبكة المعلومات
ويعتقد المؤلف ّ
أن مشكالت تعليم اللغة العربية ال تكمن في تكوين اللغة وبنيتها
وطبيعتها ،إنما تكمن في أسلوب التعامل معها ،ولذلك يمكن تقسيم مشكالت اللغة
العربية إلى مشكالت خارجية وأخرى داخلية ،ومن المشكالت الخارجية :كثرة أعداد
الطالب ،قلة المدارس وضعف التجهيزات ،غياب الوسائل الحديثة .وأما الداخلية:
.منافسة وسائل اإلعالم ،التحديات االجتماعية
ومن المشكالت أيضا ً :التكرار ،فمعظم المناهج التعليمية تقوم على تكرار الشواهد
واألمثلة ،ومعظمها مما اختاره المستشرقون أو الدارسون األوائل ،ويظهر التكرار في
دروس البالغة وعلم البديع ،ويبدو التكرار أكثر في الدروس النحوية ،إذاً ال ب ّد من حل
لتطوير العملية التعليمية ،وهذا يقوم على أمرين ،األول :هو العودة إلى التراث..
وقراءته بعمق وشمول ،والثاني يكمن في متابعة الجديد في النقد واإلبداع لمواجهة
مشكالت العصر وتلبية حاجات التعليم وربط العلم بالواقع والمجتمع ..وكذا التشجيع
.على استعمال الحاسوب وتقنيات التعليم الحديثة