Professional Documents
Culture Documents
التوافق الزواجي - 021303
التوافق الزواجي - 021303
التوافق الزواجي
2023/2022
قال تعالى:
﴿ ايأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها
وبث منهما رجاال كثريا ونساء واتقوا هللا الذي تساءلون به واألرحام إن هللا كان
عليكم رقيبا ﴾ [ النساء]1 :
ع
طا َ بَ ،م ِن ا ْست َ َ ّللا ﷺ :يَا َم ْعش ََر ال َ
شبَا ِ سو ُل َ ِ ِّللا ب ِْن َم ْسعُودٍ :قَا َل لَنَا َر ُع ْبد َ ِ ع ْن َ َ
جَ ،و َم ْن لَ ْم يَ ْست َِط ْعص ُن ِل ْلفَ ْر ِ
ص ِرَ ،وأَحْ َ َض ِل ْلبَ َ
ِم ْن ُك ُم ْالبَا َءة َ فَ ْليَت َزَ َوجْ ،فَإِنَهُ أَغ ُّ
علَ ْي ِه.
ص ْو ِم؛ فَإِنَهُ لَهُ ِو َجاء ُ .متَفَق َ
فَ َعلَ ْي ِه ِبال َ
خطة البحث:
3 تمهيد 1
4 مفهوم الزواج وفوائده 2
5 دوافع الزواج وأهدافه 3
7 مفهوم التوافق الزواجي 4
8 أهمية التوافق الزواجي 5
8 مستويات التوافق الزواجي 6
8 أبعاد التوافق الزواجي 7
9 العوامل المؤثرة على التوافق الزواجي 8
11 تحليل عملية التوافق الزواجي 9
12 دور االهل في التوافق الزواجي 10
12 العراقيل التي تواجه التوافق الزواجي 11
14 خاتمة 12
15 قائمة المراجع والمصادر 13
2
.1تمهيد
يعد موضوع التوافق الزوجي واحدا من الموضوعات االساسية الذي حضي باهتمام واضح من
الباحثين والعلماء على اختالف تخصصاتهم ،خاصة أوالئك الذين تندرج تخصصاتهم في
اطارالعلوم االجتماعية ،ويعود هذا الى كونه يعتبر موضوعا حيويا يكون بين الزوجيين فيه
الركيزة االساسية في نماء االسرة واستمرارها إد يؤدي هدا التوافق الى استمرار حياة افراد
االسرة ،وغياب التوافق يؤدي الى اضطراب ومشكالت نفسيةفهو االمر الدي يضمن نجاح
العالقة بين الزوجين اذا ما سار الزواج في حالة من االستقرار والتوازن.
3
.2مفهوم الزواج:
الزواج هو رابطة مقدسة وعالقة روحية ونفسية ،ترتقي باإلنسان وتسمو فوق الغرائز الحيوانية
وهو عماد االسرة التي يقوم عليها النوع االنساني ،والمقوم االول لها على اعتبار انها وحدة بناء
المجتمع وخليته االولى ومن هنا كانت الحاجة ملحة الى الزواج بين الجنسين لكي ينجح الطرفان
في عالقة انسانية مسرعة.
ويطلق الزواج في لغة العرب على الصنف والنوع من كل شيئين مقترنين شكلين كانا او نقضين
فهما زوجان ،وكل واحد منهما زوج(شيماء جمل حسني احمد 2015،ص)87-86
الزواج وفوائده:
للزواج اهمية بالغة فقد اعرت له الرسالت السماوية مكانة خاصة،فاالنبياء تزوجوا النهم المثل
والقدوة ،ودعوا الى الزواج النهم يريدون انشاء مجتمعات قائمة على العفة والطهارة ومن هنا
كان للزواج قدسيته الن بقاء النوع االنساني مرتبط به وقائم عليه
-وبالزواج تتكون الصفات االنسانية الراقية كاإليثار وحب الغير ومعرفة ما لإلنسان من حقوق
واجبات. من عليه وما
والزواج هو الوسيلة المشروعة لإلرضاء الجنسي ،وبالرغم من التحرر الذي أصاب مجتمعات
عدة بخصوص سهولة إرضاء العالقات الجنسية خارج نطاق الزواج اال انه ال تزال تحفظات
عدة تحيط بتللك العالقات
-الزواج يحفظ النوع االنساني كامال ليندرج في مدارج الكمال بالتناسل ،فالزواج له من االهمية
التي تعود على الفرد واالسرة وعلى المجتمع الكثير،ومن االهمية التي تعود على الفرد (الولد
)فهو المقصد االول من الزواج حتى ال يخلو العالم من جنس االنسان ،التحصين ضد الشيطان
من النظر الى ما حرمه هللا ،والمحافظة على صحة المتزوج وعافيته وحماية النسل ،كما .
يوفر الزواج جوا نفسيا يحقق االلفة والدفيء المنزلي والمساندة االجتماعية والعاطفية كما ان
تربية االبناء تمثل أساسا هاما في هدا الجو النفسي العاطفي واوضحت دراسة ان المراءة غير
المتزوجة اكثر عرضة لالكتئاب من المراءة المتزوج .
-ونظم االسالم العالقات االسرية تنظيما دقيقا محكما ،وجعل لها من الضوابط ما تستقيم وتنتظم
ب ه حيتنا االجتماعية ،فالغاية المنشودة في االسرة االسالمية تتركز في حياة المودة والسكينة
وتحقيق الطمأنينة ،فتسكن الزوجة الى زوجها ويسكن الزوج الى زوجته
كما قال تعالى* .ومن أياته ان خلق لكم من أنفسكم أزوجا لتسكنو إليها وجعل بينكم مودة
ورحمة إن في ذلك آليات لقوم يتذكرون (*.شيماء جمال محمد حسني احمد :2015،ص)90-86
4
.3دوافع الزواج:
تشير المؤشرات المتوفرة أن اكثر من 90٪من ابناء المجتمعات المختلفة يخترون الزواج ولو
لمرة واحدة على مر حياتهم .ولكن الملفت لإلنتباه ان الدوافع االساسية للزواج قد تعرض في
ايامنا هده الى تحوالت مدهشة مقارنة علىما كانت عليه في السابق،كماأن االهداف الممنتظرة
من الزواج لم تتماثل في العصور المختلفة وان احتفظ الزواج وسيحتفظ دوما بمكانته باعتباره
وحدة عالمية ،فال زواج من الناحية التقليدية كان أداة يتخذها المجتمع لتنظيم السلوك الجنسي بين
أعضائه وشؤون التناسل والحفاظ على الوضع االقتصادي للوحدة االسرية ،ان هده االهداف
وان كانت ماتزال تحظى بتقبل المجتمعات السوية إال ان األخصائيين في شؤون االسرة
.يذكرون للزواج اهدافا اساسية أخرى واالهداف الثالثة الهامة التي تتبنها المجتمعات العصرية
هي :
/1الحب والوئام
/2المعاشرة
/3تلبية التوقعات
✓ ونعني بالحب والوئام المشاعر االيجابية العميقة التي يختبرها كل من المرأة والرجل
التقارب ازاء االخر فيما بعد الزواج ،ومن عناصرها :العناية ،العالقة الحميمة
وتكوين العالقة الطيبة والميوالت الجنسية
✓ يقدم االشخاص على الزواج بسبب الحاجة الى المعاشرة ،فالمعاشرة ضرب من الوئام
يغمرنا تجاه من يشتد تعلقنا بهم أي انه يمثل في الواقع تبادل الخبرة مع من نحب ونغرم
به ويتقبل احدنا االخر بناء على ما هو عليه ،الغير
✓ واخيرا يبادر المرأة والرجل الى الزواج بغية تلبية توقعاتهما ،كما تتراوح التوقعات من
الحياة الزوجية واالسرية بين حدها العقالني الواقعي والخيالي الالواقعي ،وبتعبير اخر
ينبغي على الزوجين ان يحددا توقعاتهما من النفس ،الزوج وعلى العموم من الزواج
ويزداد ثبات الحياة االسرية كلما كانت هده التوقعات اكثر واقعية ،كمايعرف سيجو
مثل هده التوقعات بانها "سمات معينة ومزايا خاصة نتوقع استحصالها من الزواج
بشكل عام ومن زواجنا بشكل خاص" ،أي بتعبير عام يؤمن االزواج العصريون ان
الزواج يلبي مجموعة من احتيجاتهم النفسية ولهدا نرى ان كال النوعين من التمنيات
الخيالية الواقعية ،تمثل في واقع االمر ،االساس الدي عليه صرح زواج المرأة والرجل
(شكوه نوابي نجاد ،2004،ص)15-13
5
✓ توفير بيئة مناسبة للسكينة وللراحة :تعتبر التعاليم االسالمية حاجة االنسان الفطرية
الى السكينة والراحة احد اهم او قد تكون أولى الدوافع المحفزة للزواج إذ أن الزواج
يشيد الصرح الذي يشعر فيه الزوجان بالسكينة فالزوجة سكن ومبعث للراحة النفسية
للرجل وكذا للمرأة وكالهما بحاجة لمالزمة االخر –قال هللا سبحانه وتعالى عند تحديد
فلسفة الزواج في اآلية ()21من سورة الروم( *..:ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم
ازوجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في دلك آليات لقوم يتفكرون)
إن إمعان التفكير في هذه االية يؤدي بنا الى القول أن الزواج ال يحتسب وسيلة لتلبية
المتطلبات الجنسية فحسب بل تستهدف العالقات الزوجية بين المرأة والرجل ماهو
اسمى شأنا من إشباع الغريزة الجنسية فإنها طريقة خالص الفرد من الوحدة وملجأ
للتعبير عن مكنون النفس وتهدئة البال ،وكذاالفصاح عن الصداقة والتآلف والمحبة
والمودة على العموم وسيلة لنيل السكينة والراحة
✓ تلبية المتطلبات الجنسية :يشعر االنسان بمجموعة من الغرائز واالحتياجات التي يؤدي
إهمالها والقصور في تلبية أي منها الى زعزعة الشخصية ومن أقوى الغرائز البشرية
تأثيرا في االنسان هي الغريزة الجنسية التي يفي الزواج دوره في تلبية متطلبتها بشكل
طبيعي قويم ،ويحصن المرأة والرجل من االنحرف واالنزالق في هاوية االثم اذ أن
الوسيلة الطبعية السوية الوحيدة لتلبية متطلبات هده الغريزة هي الزواج وتأسيس
األسرة ولهذا يؤكد الحديث النبوي الشريف أن المتزوج قد حفظ نصف دينه او انه على
الراغب في لقاء هللا طيبا متطهرا أن يتزوج متى قدر على ذلك
ينبغي أن ال نحدد موضوع اهمية تلبية متطلبات الجنسية بجانبه المادي والجسمي فقط ألن
االنسان ينعم نفسيا ودهنيا واخالقيا بالسكينة والراحة اثر تلبية هده الحاجة الجسمية بناء على ما
سلف يتمكن لفرد بعد الزواج من تلبية هده الغريزة الحياتية المهمة وبالتالي نيل السكينة والراحة
بأسلوب سوي معقول ومقبول إجتماعيا
✓ االنجاب والحفاظ على النوع االنساني :اإن الخلق الصالح يعد من وجهة نظر
االسالم من حسنات االبوين المؤثرة في سعادة دنياهم واخرتهم ولهدا أكد الرسول
صلى هللا عليه وسلم على الزواج والتناسل كي يزداد عدد المسلمين فإنه يباهي
االقوا م االخرى يوم القيامة بكثرتهم ويتعهد االزواج في الواقع بمسؤولية الحفاظ على
العالقات مع الجيل القادم من طريق ابنائهم على اية حال فإن الرغبة في االنجاب
ومواصلة التناسل هي من الدوافع واالهداف الفائقة االهمية التي حفزت االنسان على
مر العصور المختلفة نحو الزواج وتأسيس أسرة
✓ النضوج والتكامل :يتمتع كل من المرأة والرجل خالل الحياة الزوجية واألسرية
المشتركة بتشجيع ،الدعم ،اإلرشاد والتوجيه من قبل االخر وينعمان بتعاون وتعاضد
الزوج عند مواجهة قضايا ومشاكل الحياة ،ولهذا يعتبر الزواج المؤمن الالئق من
أعضم النعم اإلآلهية التي تدر بفوئدها على االنسان في الحياة الدنيا واآلخرة
✓ السالمة والضمان االجتماعي :إن السرة هي وحدة اجتماعية تنشاء في اجوئها اكثر
واعمق واهم العالقات االنسانية ولهدا يعتبر الزواج وتأسيس الصرح االسري نافعا
وضروريا لتمتع المجتمع بالسالمة واالستقرار والسعادة ويهبط معدل الفساد
،االنحطاط ،الزالت ،واالعتداء الجنسي ،القتل وسائر الجرائم االخرى بشكل ملحوظ
عند إقبال الشباب على الزواج في الوقت المناسب وتمتعهم بحياة اسرية قوية البناء
6
الدافئ االسري بالصرح التماسك فرصة لهم يمنح مما
(نفس المرجع :ص .)18-17-16-15
✓ تلبية المتطلبات النفسية االجتماعية :ولنا على هدا الصعيد ان نشير إلى بعض
الدوافع واالهداف الجلية والخفية والمتطلبات النفسية والشخصية االخرى التي تلعب
دورا في أمر الزواج ،ومن هده العوامل :الرغبة في التظاهر والتفاخر ،نيل الشهرة
والمال عن طريق االقتران بالثريات من النساء ،الزواج بهدف اشباع الغريزة
الجنسية ال غير ،االقتران بالزواج الالئق والمناسب من حيث الدخل المالي
واالقتصادي ،الحاجة الى االفصاح عن االحتياجات و....ال بد من القول هنا ان
الشريعة االسالمية السمحاء تؤكد على تثمين ومدح الزيجات التي تقوم على قاعدة
النوايا االسالمية االصيلة واالهداف االلهية النقية وعدم تلبية هده االحتيجات
والمتطلبات بشكل صحيح وكاف وفي حينه يأتي على عالقة الفرد مع والدات ومع
مجتمعه بأضرار ال يمكن تعويضها ،إن الزواج ينقد المرء من االنطوائية
،االضطراب والشعور بالتسلط على االشياء واالشخاص ويؤدي الى الحفاظ على
صحته النفسية والجسمية ويحيط البشر الكثير من االعراض الجسمية والنفسية
واالنحرفات االجتماعية (نفس المرجع السابق ،ص.)20-19
7
.5أهمية التوافق الزواجي:
إن الس عادة ال تاتي بمجرد الرغبة فيه وال تاتي بمجرد اعتناق مبادئها ،بل البد من العمل الجاد
وااللتزام الدائم المستمر بمبادئها ،ودلك البد أن يتحقق في الحياة الزوجية ،وال تقطن السعادة
الزوجية في البيت إال إذا توفر التوافق الزواجي بين الزوجين فتعم السعادة وينتشر عبيرها في
ارجاء المنزل واألسرة ،ومن هنا تكمن أهمية التوافق الزواجي فحين تتحقق السعادة من خالل
راحة وإستقرار الفؤاد من خالل ما يوفره كل من الزوجين لألفراد من حب وتقدير وإحترام
متبادل وثقة ونقاء ،وأن يعمال بقواعد شرع هللا من أجل أن يتوفقا ويتآلفا فتكون السعادة،كما
تكمن ايضا أهمية دراسة موضوع التوافق الزواجي وتتضح عندما يكون منخفض في المجتمع
فإن ذلك االنخفاظ يؤدي الى تأثير سلبي على المجتمع من خالل عدم استقرار االسرة كمايمكن
ظهورإنعكاساته على كل من األ طفال والمراهقين مما ينتج عنه الكثير المشكالت في المجتمع
من أهمها :
✓ الطالق الذي يعد نهاية مطاف العالقة الزوجية.
✓ ظهور االضطرابات النفس جسمية.
✓ يؤدي انخفاظ درجة التوافق الزواجي الى إرتفاع معدل الخيانة الزوجية .
.6مستويات التوافق الزواجي:
/1المستوى االول :ويقصد به الزواج السعيد تستقر فيه العالقة مع التفاعل االيجابي بين
الزوجين في مواقف أسرية كثيرة وزيادة مشاعر الرضا والمودة والرحمة في التوافق الزواجي
وهدا ال يمنع وجود خالفات بينهما في بعض المواقف لكنها خالفات بناءة يمكنهم التغلب عليها
دون أن يفسدوها
/2المستوى الثاني :ويقصد به الزواج العادي تستمر فيه العالقة الزوجية مع التفاعل االيجابي
بين الزوجين في بعض المواقف ،والتفاعل السلبي في مواقف أخرى فالنجاح في المستوى الثاني
يتضمن إستمرار العالقة الزوجية مع شعور الزوجين بالمودة والتعاون والرحمة و في بعض
المواقف بالنفور وعدم الرضا في مواقف آخرى .
/3المستوى الثالث :ويقصد به الزواج غير السعيد الذي تستمر فيه العالقة الزوجية مع وجود
الشقاق والصراع في تعامل الزوجين معا ،وقد يستسلم احدهما ألمر الواقع ويتوافق مع سلوكيات
الزوج وعادته التي ال يوافق عليها ألنه يئس عن إصالحها او تعديلها وال يجد مفرا من
الخضوع والتعايش معها وخاصة في مراحل الزواج المتأخر (سهام عبد هللا )2006،56،
8
أحدهما االخر في مهامه الحياتية ،ودلك بأن يجعله سعيدا ويعاونه على أن يتمتع بقسط
من الحرية وأن يفهم قدر نفسه .وهدا ويعتبر الزوجان مسؤوالن امام أوالدهما ،عن
االشتياق من قوة صحتهما وسالمتهما قبل الزواج ،الن من العسير ان يجعل الزوجان
بعد الزواج متسعا من الوقت للعناية بصحتهما ،وجداه يكون دلك بعد فوات االوان.
ويشير االنسجام الزواجي الى درجة من االتفاق الزواجي حول قضايا مثل التمويل
العائلي ،امور التسلية ،الدين ،فلسفة الحياة ،تنشئة االطفال على العادات والقيم.
✓ التواصل بين الزوجين :يقصد بالتواصل بين الزوجين لغة التفاهم التي تنقل افكار كل
منهما ومشاعره ورغباته واتجهاته الى الطرف االخر ولغة التفاهم تحمل معاني
صريحة وغير صريحة ،تحدد شكل التفاعل وتوجهه وجهة ايجابية ادا كانت اساليب
التواصل جيدة ووجهة سلبية اذا كانت اساليب التواصل ردئية ومشوشة.
حيث يحدث في الحالة االولى (التواصل الجيد )التفاهم بين الزوجين ،الذي يجدب كل
منهما الى االخر ،ويحدث في الحالة الثانية (التواصل الردئ)سؤ التفاهم الذي ينفر كل
منهما من االخر وتكون نتيجته تحطم االسرة والطالق
والتواصل الجيد مفتاح لكل عالقة زواجية ايجابية ،والتواصل السيئ من اهم عوامل سوء
التوافق والتفكك االسري ،ويتم التواصل بين الزوجين من خالل الحديث مع بعضهما البعض
،االبتسامة ،البكاء الهمس واللمس ،المصاحبة االنشطة المشتركة في أيام الراحة والعطل
،الزيارات والرحالت وغيرها (،سراي مهدي :2012،ص)97-96
9
الزواج المتأخر ايضا يبدو أقل إستقرارا ،ويشير القواسيمي الى أنه كلما وجد فرقا معقول في
عمر الزوجين ودلك في حالة أن الزوج أكبر من الزوجة فإن الزوج يكون أكثر تفجأ في التفكير
مما يجعله قادر على فهم الزوجة وبالتالي يكون قادر على التعامل مع أي صعوبات يمكن أن
تصادف عالقتهما الزوجية بشكل مناسب ،وفي هدا السياق دكر العزة أن إختالف األعمار بين
الزوجين وخصوصا عندما يكون الفرق كبيرا بينهما يؤدي إلى سوء الفهم بينهما في كثير من
المجالت والذي يؤدي بدوره الى سوء التوافق الزواجي بينهما (غزالن شمس:2009،ص).75
*النضج اإلنفعالي :يمثل التوافق الزواجي المظهر السلوكي الظاهري للشخصية وهو محصلة
لدوافع و سمات عديدة أهمها النضج اإلنفعالي للفرد والذي يعد مؤشرا مهما للمرونة وعدم
الجمود وبذلك فإن النضج اإلنفعالي يسهم في تحقيق التوافق الزواجي ألن الشخص الناضج
إنفعاليا لديه منظورا انامي للحياة وإن عدم النضج اإلنفعالي ألحد الزوجين أو كاليهما يؤدي إلى
عدم التوافق الزواجي عندهما وإن أفضل الزيجات هي التي تتم بين الشخصين يقدران على
الزواج ويرغبان فيه ويتوفر لديهما درجة كافية من النضج.
*األطفال :يعتبر اإلنجاب أحد العوامل التي تحقق التقارب والحب بين الزوجين ،وينشئ رابطة
با لغة العمق بينهما ،فهو يساهم في تحقيق توافقهما النفسي والزواجي ،حيث أن الوالدية كمرحلة
إنتقالية تؤدي إلى إحداث تغييرات مهمة في دور االم إضافة إلى أدوار الزوجين السابقة وهذا
التحول يتطلب القدرة على التوافق مع هذه األدوار وبالتالي يقتضي دور االب مقبلة المسؤوليات
التي تبدأبإتخاد القرارات المستمرة والسريعة لتوفير الرعاية للوليد وأشباع حاجته كما
يجب،وهذه سلسلة من التكاليف التي تحتاج توافق مستمر من كال الزوجين ،ويذكر سليمان أن
وجود االطفال في أي اسرة يشكل مجاال مهما في الخالف بين الزوجين ألنهم يحتاجون من
الوالدين الي قدر كبير من التكاليف حيث يحتاج األطفال الى توفير قدر من التكالفة العاطفية
والمالية إضافة الى الوقت والجهد كما قد يكون الخالف بين الزوجين حول مسائل التربية
والتنشئة والتأديب مما يؤدي الى سوء التوافق الزواجي
*مدة الزواج :لقد بينت بعض الدرسات أن الرضا الزواجي ينخفض إنخفاض حاد في وقت
مبكر من الزواج ويفسر هدا بأن االعتراف بالحقيقة أن الحياة تختلف بصورة جوهرية عن
الصورة المثالية التي تقدم بها لألزواج إلى الحياة الزواجية وهناك تفسير آخر إلنخفاض التوافق
الزواجي في وقت مبكر من الزواج،وهو وجود األطفال والروتين واإللتزمات إتجاه االقارب
واالكتشاف المفاجئ لعادات الشريك ،وعدم التوصل إلى مبدا تقسيم االدوار ويعد ذلك ومع
مرور الوقت فإن ألفة المعاشرة هي التي تجمع الزوجين من أجل تحقيق هدف مشترك وهو
تربية األبناء وضمان حياة أفضل له(مرجع سابق،ص. )43
*التوقعات حول الزواج :قد تكون إتجهات أحد الزوجين سالبة عن الزواج ،حيث يعتبره بأنه
شر البد منه وأنه عبئ على اإلنسان يجب أن يحمله وأنه يتطلب تحمل المسؤولية و األعباء
وتربية االطفال واإلنفاق ،فإن كانت مثل هده التوجهات عند أحد الزوجين فإن عدم التوافق
الزواجي سيكون أمرا قائما ال محالة وهناك عوامل كثيرة متضافرة منها االجتماعية والنفسية
واالقتصادية تجعل من االفكار والتوقعات حول الدات وحول شريك الحياة والزواج توقعات غير
عقالنية وغير واقعية إلى حد كبير وهكدا يصاب األزواج الجدد بصدمات وخيبات أمل وفقدان
التوازن النفسي وبالتالي يقع التهور السريع نحو إنهاء الزواج
10
*المستوى التعليمي لدى الزوجين :في الواقع إتضح أن المستوى التعليمي لكال الزوجين يؤثر
على التوافق الزواجي لدلك يركز علماءءاإلجتماع عند دراستهم لمتن كل األسرة على المستوى
التعليمي لكال الزوجين وأثر التباين فيه رأسيا وأفقيا في نجاح الزواج والسعادة الزاوجية حيث
أن التباين الكبير في المستوى التعليمي لدى الزوجين يصيب الحياة بنوع من الفتور أو الضعف
التفاعلي السلبي مما قد يصل بهما الى التفكك واالنفصال ويعتبر التقارب الفكري والثقافي
والتعليمي عامال مساعد في نجاح األسرة الحديثة ،ويدلنا التراث على أن وجود فوارق كبيرة في
المستوى الثقافي او االجتماعي او االقتصادي او التعليمي بين الزوجين يؤدي الى صعوبات في
. إستمرار الزواج
*أساليب المعاملة الزوجية :وتلعب أساليب المعاملة الزوجية بين الزوجين دورا كبيرا في مدى
توافق الزوجين ،فاالساليب غير السوية القائمة على التسلط والقسوة والنبذ واإلهمال والتدليل
والحماية الزائدة تلعب دورا كبيرا في سوء توافق الزوجين واضطراب حايتهما بينما نجد أن
المرونة في المعاملة ومرعاة مشاعر األخرين تزيد عن التكيف بين الزوجين وتعمل على نجاحه
(نفس المرجع ،ص. )44
11
-وصعوبة التوافق الزواجي مسالة نسبية تختلف من زوج الى آخر بحسب نظرة كل منهما
لالزمة ،وتفسيره لها وفهمه لقدراته وعالقته بالزوج اآلخر وأهدافه من الزواج .فالزوج الناضج
ال يغضب بسرعة عندما يحيط أو تواجهه عقبات في حياته الزوجية ويصبر على الزوج االخر
،ويعدل من سلوكياته وأهدافه لكي يتغلب على العوائق ويجتاز االزمات ويحل المشكالت التي
تواجه حياته الزواجية من هنا ينذر تنافره او عدم توافقه مع الزوج االخر
-أما الزوج غير الناضج فإنه يغضب بسرعة ويسلك سلوكيات غير مناسبة لمواجهة األزمة
،ويسعى الى تحقيق أهداف قد التكون مقبولة ،ويبالغ في إشباع حاجته وتحصيل حقوقه ويهمل
في أداء واجبته ،ويكون كالطفل اناني يأخد وال يعطي ،وإتكاليا يستحودعلى الزوج االخر
،ويسخره لمصالحه وال يتحمل االحباط ويهرب من مواجهة الصعوبات والعوائق ويلجأ الى
الحيل النفسية الدفاعية مما يجعل حياته الزواجية غير مستقرة ،يكثر فيها الخالفات و الشجار .
-والتوافق الزواجي مثل التفاعل الزواجي ،ويتأثر بأساليب التواصل بين الزوجين ،وبكفاءة كل
منهما في القيام بأدواره الزواجية ،وفي مساندة الزوج االخر في القيام بمسؤلياته ولعب أدواره
عند الضرورة
دور األهل في التوافق الزواجي: .10
بين الدين االسالمي أهمية أسر الزوجين في تحقيق التوافق الزواجي ،فعند حدوث أي خالف
يعجز الزوجين عن التعامل معه ويأتو بحكم من أهلهما ألنهما سيكونان أشد حرصا من غيرهما
على مصلحة الزوجين وأقوى رغبة في إستمرار عالقة الزوجين ،وقال تعالى "وإن خفتم شقاق
بينهما فابعثو حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصالحا يوفق بينهما إن هللا كان عليما
خبيرا"(سورة النساء ،االية .)35
كما يعدالتعلق العاطفي الشديد باالهل يؤدي الى عدم التكيف عند الزواج فقد ترجع الزوجة او
الزوج لرأي أهلهما في كل كبيرة وصغيرة تقابلهما ،وقد يخرجوا أسرار بيت الزوجية الى
أهلهما وهدا يؤدي الى سوء التوافق الزواجي حيث أنهم أخلو بالمعنى والهدف الرئيسي
للزواج.وال يعني هدا أن أهل الزوجين سبب عدم التكيف والتوافق بل ربما يكون االمر عكس
ذلك خاصة اذا كانت العالقة بين الزوجين واألهل على مستوى من النضج والرقي يتخللها
االحترام المتبادل والتقدير ويكون فيها األهل عون ألبنائهم ،ويكون اقتران المحبة الزوجية فإذا
رأى الزوج احترام زوجته وتقديرها ألسرته زاد هدا تقديرا لها ومعزة ألهلها وكذلك وكذلك
تكون الزوجة(.شيماء ،جمال ،2015،ص)115
13
خاتمة .12
مما سبق نستخلص أن التوافق الزواجي ليس مجرد مفهوم عقيم وإنما هو فعال نتاج مادي
ملموس يتجلى ويظهر نتيجة جهود مبذولة من كال الزوجين ،وينعكس بااليجاب واالستقرار
على المجتمع واالفراد وحتى البيئة التي يظهر فيها ،كمايعد مؤشر من مؤشرات السعادة
والرضا ومن المتطلبات الضرورية إلستمرار الحياة التي يتم فيها إشباع مجموعة من الدوافع
والحاجات التي سبق ذكرها ،والتي تظهر في مجموعة من األمور :التعاون والحب المتبادل
،تحمل المسؤولية ،الزوجية وحل المشكالت بأسلوب مناسب في الوقت المناسب.
وإن كانت كل شراكة إقتصادية أو ثقافية أو أي كان توجهها يسعى أصحابها إلنجاحها بشتى
الوسائل والطرق لتستمر وتثبت كيانها ،فشراكة الزواج أعظم شراكة في منظومة الكون أولى
بهاذا النجاح وال وسيلة لذلك سوى عزم الزوجين الذي يتجلى في التوافق الزواجي.
14
قائمة المراجع: .13
القرآن و السنة. -1
إيمان ليزيدي "2016،جودة الحياة وعالقتها بالتوافق الزواجي لدى أساتدة الجامعة -2
(دراسة ميدانية في جامعة العربي بن مهيدي )–أم البواقي –رسالة ماستر.
سهام عبد هللا حسن جيب هللا 2006،م"التوافق الزواجي وعالقته بمعايير إختيار الزوج -3
وبعض المتغيرات االخرى دراسة تطبيقية بمحلية أم درمان رسالة ماجستير .
سراي مهدي "2012،االحتراق النفسي وعالقته بالتوافق الزواجي لدى اساتدة -4
المرحلتين المتوسطة والثانوية رسالة ماجستير ،جامعة الجزائر-2-
شيماء جمال محمد حسني أحمد 2015،الدكاء الوجداني والتوافق الزواجي لدى -5
الزوجاتفي االسر حديثة التكوين ،دار الكتب والواثائق القومية.
شكوة نوابي نجاد 2004،م المشاورة حول الزواج والعالج االسري دار الهادي للطباعة -6
والنشر والتوزيع.
غزالن شمسي محمد الدعدي 2009م،الضغوط النفسية والتوافق االسري والزواجي -7
لدى عينة من أباء وأمهات االطفال المعاقيين تبعا لنوع ودرجة االعاقة وبعض
المتغيرات الديمغرافية واالجتماعية –جامعة أم القرى رسالة ماجستير.
كمال إبراهيم مرسىى 1991،العالقة الزوجية والصحة النفسية في االسالم وعلم -8
النفسجامعة الكويت دار القلم للنشر والتوزيع.
15