You are on page 1of 15

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة قاصدي مرباح ورقلة‬


‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫قسم علم النفس وعلوم التربية‬

‫ثالثة ليسانس علم نفس عيادي‬


‫الفوج‪2 :‬‬
‫بحث حول‪:‬‬

‫التوافق الزواجي‬

‫تحت إشراف االستاذة‪:‬‬ ‫من إعداد‪:‬‬


‫أ‪.‬د‪ .‬مريم بن سكريفة‬ ‫خدايش دنيا‬
‫سعيدي إكرام‬
‫رزازقة شيماء‬
‫بن عطاء هللا سامية‬
‫اليمان آسيا‬

‫‪2023/2022‬‬
‫قال تعالى‪:‬‬
‫﴿ ايأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها‬
‫وبث منهما رجاال كثريا ونساء واتقوا هللا الذي تساءلون به واألرحام إن هللا كان‬
‫عليكم رقيبا ﴾ [ النساء‪]1 :‬‬
‫ع‬
‫طا َ‬ ‫ب‪َ ،‬م ِن ا ْست َ َ‬ ‫ّللا ﷺ ‪:‬يَا َم ْعش ََر ال َ‬
‫شبَا ِ‬ ‫سو ُل َ ِ‬ ‫ِّللا ب ِْن َم ْسعُودٍ‪ :‬قَا َل لَنَا َر ُ‬‫ع ْبد َ ِ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫َ‬
‫ج‪َ ،‬و َم ْن لَ ْم يَ ْست َِط ْع‬‫ص ُن ِل ْلفَ ْر ِ‬
‫ص ِر‪َ ،‬وأَحْ َ‬ ‫َض ِل ْلبَ َ‬
‫ِم ْن ُك ُم ْالبَا َءة َ فَ ْليَت َزَ َوجْ ‪ ،‬فَإِنَهُ أَغ ُّ‬
‫علَ ْي ِه‪.‬‬
‫ص ْو ِم؛ فَإِنَهُ لَهُ ِو َجاء ‪ُ .‬متَفَق َ‬
‫فَ َعلَ ْي ِه ِبال َ‬

‫خطة البحث‪:‬‬
‫‪3‬‬ ‫تمهيد‬ ‫‪1‬‬
‫‪4‬‬ ‫مفهوم الزواج وفوائده‬ ‫‪2‬‬
‫‪5‬‬ ‫دوافع الزواج وأهدافه‬ ‫‪3‬‬
‫‪7‬‬ ‫مفهوم التوافق الزواجي‬ ‫‪4‬‬
‫‪8‬‬ ‫أهمية التوافق الزواجي‬ ‫‪5‬‬
‫‪8‬‬ ‫مستويات التوافق الزواجي‬ ‫‪6‬‬
‫‪8‬‬ ‫أبعاد التوافق الزواجي‬ ‫‪7‬‬
‫‪9‬‬ ‫العوامل المؤثرة على التوافق الزواجي‬ ‫‪8‬‬
‫‪11‬‬ ‫تحليل عملية التوافق الزواجي‬ ‫‪9‬‬
‫‪12‬‬ ‫دور االهل في التوافق الزواجي‬ ‫‪10‬‬
‫‪12‬‬ ‫العراقيل التي تواجه التوافق الزواجي‬ ‫‪11‬‬
‫‪14‬‬ ‫خاتمة‬ ‫‪12‬‬
‫‪15‬‬ ‫قائمة المراجع والمصادر‬ ‫‪13‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ .1‬تمهيد‬
‫يعد موضوع التوافق الزوجي واحدا من الموضوعات االساسية الذي حضي باهتمام واضح من‬
‫الباحثين والعلماء على اختالف تخصصاتهم ‪ ،‬خاصة أوالئك الذين تندرج تخصصاتهم في‬
‫اطارالعلوم االجتماعية‪ ،‬ويعود هذا الى كونه يعتبر موضوعا حيويا يكون بين الزوجيين فيه‬
‫الركيزة االساسية في نماء االسرة واستمرارها إد يؤدي هدا التوافق الى استمرار حياة افراد‬
‫االسرة ‪،‬وغياب التوافق يؤدي الى اضطراب ومشكالت نفسيةفهو االمر الدي يضمن نجاح‬
‫العالقة بين الزوجين اذا ما سار الزواج في حالة من االستقرار والتوازن‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ .2‬مفهوم الزواج‪:‬‬
‫الزواج هو رابطة مقدسة وعالقة روحية ونفسية‪ ،‬ترتقي باإلنسان وتسمو فوق الغرائز الحيوانية‬
‫وهو عماد االسرة التي يقوم عليها النوع االنساني‪ ،‬والمقوم االول لها على اعتبار انها وحدة بناء‬
‫المجتمع وخليته االولى ومن هنا كانت الحاجة ملحة الى الزواج بين الجنسين لكي ينجح الطرفان‬
‫في عالقة انسانية مسرعة‪.‬‬
‫ويطلق الزواج في لغة العرب على الصنف والنوع من كل شيئين مقترنين شكلين كانا او نقضين‬
‫فهما زوجان ‪،‬وكل واحد منهما زوج(شيماء جمل حسني احمد ‪2015،‬ص‪)87-86‬‬

‫الزواج وفوائده‪:‬‬
‫للزواج اهمية بالغة فقد اعرت له الرسالت السماوية مكانة خاصة‪،‬فاالنبياء تزوجوا النهم المثل‬
‫والقدوة ‪،‬ودعوا الى الزواج النهم يريدون انشاء مجتمعات قائمة على العفة والطهارة ومن هنا‬
‫كان للزواج قدسيته الن بقاء النوع االنساني مرتبط به وقائم عليه‬
‫‪-‬وبالزواج تتكون الصفات االنسانية الراقية كاإليثار وحب الغير ومعرفة ما لإلنسان من حقوق‬
‫واجبات‪.‬‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫وما‬
‫والزواج هو الوسيلة المشروعة لإلرضاء الجنسي‪ ،‬وبالرغم من التحرر الذي أصاب مجتمعات‬
‫عدة بخصوص سهولة إرضاء العالقات الجنسية خارج نطاق الزواج اال انه ال تزال تحفظات‬
‫عدة تحيط بتللك العالقات‬
‫‪-‬الزواج يحفظ النوع االنساني كامال ليندرج في مدارج الكمال بالتناسل ‪،‬فالزواج له من االهمية‬
‫التي تعود على الفرد واالسرة وعلى المجتمع الكثير‪،‬ومن االهمية التي تعود على الفرد (الولد‬
‫)فهو المقصد االول من الزواج حتى ال يخلو العالم من جنس االنسان ‪،‬التحصين ضد الشيطان‬
‫من النظر الى ما حرمه هللا ‪،‬والمحافظة على صحة المتزوج وعافيته وحماية النسل ‪،‬كما ‪.‬‬
‫يوفر الزواج جوا نفسيا يحقق االلفة والدفيء المنزلي والمساندة االجتماعية والعاطفية كما ان‬
‫تربية االبناء تمثل أساسا هاما في هدا الجو النفسي العاطفي واوضحت دراسة ان المراءة غير‬
‫المتزوجة اكثر عرضة لالكتئاب من المراءة المتزوج ‪.‬‬
‫‪-‬ونظم االسالم العالقات االسرية تنظيما دقيقا محكما ‪،‬وجعل لها من الضوابط ما تستقيم وتنتظم‬
‫ب ه حيتنا االجتماعية ‪،‬فالغاية المنشودة في االسرة االسالمية تتركز في حياة المودة والسكينة‬
‫وتحقيق الطمأنينة ‪،‬فتسكن الزوجة الى زوجها ويسكن الزوج الى زوجته‬
‫كما قال تعالى* ‪.‬ومن أياته ان خلق لكم من أنفسكم أزوجا لتسكنو إليها وجعل بينكم مودة‬
‫ورحمة إن في ذلك آليات لقوم يتذكرون ‪(*.‬شيماء جمال محمد حسني احمد ‪:2015،‬ص‪)90-86‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ .3‬دوافع الزواج‪:‬‬
‫تشير المؤشرات المتوفرة أن اكثر من ‪90٪‬من ابناء المجتمعات المختلفة يخترون الزواج ولو‬
‫لمرة واحدة على مر حياتهم ‪.‬ولكن الملفت لإلنتباه ان الدوافع االساسية للزواج قد تعرض في‬
‫ايامنا هده الى تحوالت مدهشة مقارنة علىما كانت عليه في السابق‪،‬كماأن االهداف الممنتظرة‬
‫من الزواج لم تتماثل في العصور المختلفة وان احتفظ الزواج وسيحتفظ دوما بمكانته باعتباره‬
‫وحدة عالمية ‪،‬فال زواج من الناحية التقليدية كان أداة يتخذها المجتمع لتنظيم السلوك الجنسي بين‬
‫أعضائه وشؤون التناسل والحفاظ على الوضع االقتصادي للوحدة االسرية ‪،‬ان هده االهداف‬
‫وان كانت ماتزال تحظى بتقبل المجتمعات السوية إال ان األخصائيين في شؤون االسرة‬
‫‪.‬يذكرون للزواج اهدافا اساسية أخرى واالهداف الثالثة الهامة التي تتبنها المجتمعات العصرية‬
‫هي ‪:‬‬
‫‪/1‬الحب والوئام‬
‫‪/2‬المعاشرة‬
‫‪/3‬تلبية التوقعات‬
‫✓ ونعني بالحب والوئام المشاعر االيجابية العميقة التي يختبرها كل من المرأة والرجل‬
‫التقارب‬ ‫ازاء االخر فيما بعد الزواج ‪،‬ومن عناصرها ‪:‬العناية‪ ،‬العالقة الحميمة‬
‫وتكوين العالقة الطيبة والميوالت الجنسية‬
‫✓ يقدم االشخاص على الزواج بسبب الحاجة الى المعاشرة ‪،‬فالمعاشرة ضرب من الوئام‬
‫يغمرنا تجاه من يشتد تعلقنا بهم أي انه يمثل في الواقع تبادل الخبرة مع من نحب ونغرم‬
‫به ويتقبل احدنا االخر بناء على ما هو عليه ‪،‬الغير‬
‫✓ واخيرا يبادر المرأة والرجل الى الزواج بغية تلبية توقعاتهما ‪،‬كما تتراوح التوقعات من‬
‫الحياة الزوجية واالسرية بين حدها العقالني الواقعي والخيالي الالواقعي ‪،‬وبتعبير اخر‬
‫ينبغي على الزوجين ان يحددا توقعاتهما من النفس ‪،‬الزوج وعلى العموم من الزواج‬
‫ويزداد ثبات الحياة االسرية كلما كانت هده التوقعات اكثر واقعية ‪ ،‬كمايعرف سيجو‬
‫مثل هده التوقعات بانها "سمات معينة ومزايا خاصة نتوقع استحصالها من الزواج‬
‫بشكل عام ومن زواجنا بشكل خاص" ‪،‬أي بتعبير عام يؤمن االزواج العصريون ان‬
‫الزواج يلبي مجموعة من احتيجاتهم النفسية ولهدا نرى ان كال النوعين من التمنيات‬
‫الخيالية الواقعية ‪،‬تمثل في واقع االمر ‪،‬االساس الدي عليه صرح زواج المرأة والرجل‬
‫(شكوه نوابي نجاد ‪،2004،‬ص‪)15-13‬‬

‫اهداف الزواج ‪:‬‬


‫يعد الزواج من ضروريات حياة اإلنسان اذ انه يؤمن له تحقيق أهداف وتلبية إحتياجات ال حصر‬
‫لها ومنها ‪:‬‬
‫السكينة والراحة ‪،‬وتلبية المتطلبات الجنسية‪ ،‬بقاء النوع االنساني‪،‬الرقي و التكامل الفردي‬
‫االجتماعي ‪،‬الصحة والضمان الفردي واالجتماعي واخيرا تلبية المتطلبات النفسية االجتماعية‬
‫للفرد‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫✓ توفير بيئة مناسبة للسكينة وللراحة ‪:‬تعتبر التعاليم االسالمية حاجة االنسان الفطرية‬
‫الى السكينة والراحة احد اهم او قد تكون أولى الدوافع المحفزة للزواج إذ أن الزواج‬
‫يشيد الصرح الذي يشعر فيه الزوجان بالسكينة فالزوجة سكن ومبعث للراحة النفسية‬
‫للرجل وكذا للمرأة وكالهما بحاجة لمالزمة االخر –قال هللا سبحانه وتعالى عند تحديد‬
‫فلسفة الزواج في اآلية (‪)21‬من سورة الروم‪( *..:‬ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم‬
‫ازوجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في دلك آليات لقوم يتفكرون)‬
‫إن إمعان التفكير في هذه االية يؤدي بنا الى القول أن الزواج ال يحتسب وسيلة لتلبية‬
‫المتطلبات الجنسية فحسب بل تستهدف العالقات الزوجية بين المرأة والرجل ماهو‬
‫اسمى شأنا من إشباع الغريزة الجنسية فإنها طريقة خالص الفرد من الوحدة وملجأ‬
‫للتعبير عن مكنون النفس وتهدئة البال ‪،‬وكذاالفصاح عن الصداقة والتآلف والمحبة‬
‫والمودة على العموم وسيلة لنيل السكينة والراحة‬
‫✓ تلبية المتطلبات الجنسية ‪:‬يشعر االنسان بمجموعة من الغرائز واالحتياجات التي يؤدي‬
‫إهمالها والقصور في تلبية أي منها الى زعزعة الشخصية ومن أقوى الغرائز البشرية‬
‫تأثيرا في االنسان هي الغريزة الجنسية التي يفي الزواج دوره في تلبية متطلبتها بشكل‬
‫طبيعي قويم ‪،‬ويحصن المرأة والرجل من االنحرف واالنزالق في هاوية االثم اذ أن‬
‫الوسيلة الطبعية السوية الوحيدة لتلبية متطلبات هده الغريزة هي الزواج وتأسيس‬
‫األسرة ولهذا يؤكد الحديث النبوي الشريف أن المتزوج قد حفظ نصف دينه او انه على‬
‫الراغب في لقاء هللا طيبا متطهرا أن يتزوج متى قدر على ذلك‬
‫ينبغي أن ال نحدد موضوع اهمية تلبية متطلبات الجنسية بجانبه المادي والجسمي فقط ألن‬
‫االنسان ينعم نفسيا ودهنيا واخالقيا بالسكينة والراحة اثر تلبية هده الحاجة الجسمية بناء على ما‬
‫سلف يتمكن لفرد بعد الزواج من تلبية هده الغريزة الحياتية المهمة وبالتالي نيل السكينة والراحة‬
‫بأسلوب سوي معقول ومقبول إجتماعيا‬
‫✓ االنجاب والحفاظ على النوع االنساني ‪ :‬اإن الخلق الصالح يعد من وجهة نظر‬
‫االسالم من حسنات االبوين المؤثرة في سعادة دنياهم واخرتهم ولهدا أكد الرسول‬
‫صلى هللا عليه وسلم على الزواج والتناسل كي يزداد عدد المسلمين فإنه يباهي‬
‫االقوا م االخرى يوم القيامة بكثرتهم ويتعهد االزواج في الواقع بمسؤولية الحفاظ على‬
‫العالقات مع الجيل القادم من طريق ابنائهم على اية حال فإن الرغبة في االنجاب‬
‫ومواصلة التناسل هي من الدوافع واالهداف الفائقة االهمية التي حفزت االنسان على‬
‫مر العصور المختلفة نحو الزواج وتأسيس أسرة‬
‫✓ النضوج والتكامل ‪:‬يتمتع كل من المرأة والرجل خالل الحياة الزوجية واألسرية‬
‫المشتركة بتشجيع ‪،‬الدعم ‪،‬اإلرشاد والتوجيه من قبل االخر وينعمان بتعاون وتعاضد‬
‫الزوج عند مواجهة قضايا ومشاكل الحياة ‪،‬ولهذا يعتبر الزواج المؤمن الالئق من‬
‫أعضم النعم اإلآلهية التي تدر بفوئدها على االنسان في الحياة الدنيا واآلخرة‬
‫✓ السالمة والضمان االجتماعي ‪:‬إن السرة هي وحدة اجتماعية تنشاء في اجوئها اكثر‬
‫واعمق واهم العالقات االنسانية ولهدا يعتبر الزواج وتأسيس الصرح االسري نافعا‬
‫وضروريا لتمتع المجتمع بالسالمة واالستقرار والسعادة ويهبط معدل الفساد‬
‫‪،‬االنحطاط ‪،‬الزالت ‪،‬واالعتداء الجنسي ‪،‬القتل وسائر الجرائم االخرى بشكل ملحوظ‬
‫عند إقبال الشباب على الزواج في الوقت المناسب وتمتعهم بحياة اسرية قوية البناء‬

‫‪6‬‬
‫الدافئ‬ ‫االسري‬ ‫بالصرح‬ ‫التماسك‬ ‫فرصة‬ ‫لهم‬ ‫يمنح‬ ‫مما‬
‫(نفس المرجع ‪:‬ص ‪.)18-17-16-15‬‬
‫✓ تلبية المتطلبات النفسية االجتماعية ‪:‬ولنا على هدا الصعيد ان نشير إلى بعض‬
‫الدوافع واالهداف الجلية والخفية والمتطلبات النفسية والشخصية االخرى التي تلعب‬
‫دورا في أمر الزواج ‪،‬ومن هده العوامل ‪:‬الرغبة في التظاهر والتفاخر ‪،‬نيل الشهرة‬
‫والمال عن طريق االقتران بالثريات من النساء ‪،‬الزواج بهدف اشباع الغريزة‬
‫الجنسية ال غير ‪،‬االقتران بالزواج الالئق والمناسب من حيث الدخل المالي‬
‫واالقتصادي ‪،‬الحاجة الى االفصاح عن االحتياجات و‪....‬ال بد من القول هنا ان‬
‫الشريعة االسالمية السمحاء تؤكد على تثمين ومدح الزيجات التي تقوم على قاعدة‬
‫النوايا االسالمية االصيلة واالهداف االلهية النقية وعدم تلبية هده االحتيجات‬
‫والمتطلبات بشكل صحيح وكاف وفي حينه يأتي على عالقة الفرد مع والدات ومع‬
‫مجتمعه بأضرار ال يمكن تعويضها ‪،‬إن الزواج ينقد المرء من االنطوائية‬
‫‪،‬االضطراب والشعور بالتسلط على االشياء واالشخاص ويؤدي الى الحفاظ على‬
‫صحته النفسية والجسمية ويحيط البشر الكثير من االعراض الجسمية والنفسية‬
‫واالنحرفات االجتماعية (نفس المرجع السابق ‪،‬ص‪.)20-19‬‬

‫‪ .4‬مفهوم التوافق الزواجي‪:‬‬


‫تعرف رواية الدسوقي ‪ :1986‬بانه يتضمن السعادة والرضا الزوجي والتوفيق في االختيار‬
‫المناسب للزواج واالستعداد للحياة الزوجية والدخول فيها والحب المتبادل بين الزوجين‪،‬‬
‫واالشباع الجنسي وتحمل مسؤوليات الحياة الزوجية والقدرة على حل ما يعترضها من مشكالت‬
‫والتمتع باالستقرار الزوجي‪.‬‬
‫‪-‬ويعرفه إرنيست بيرجيس ‪ :‬بانه االتفاق في الرأي حول االمور الخاصة باألسرة –الرضا‬
‫الزوجي –التعبيرات العاطفية المشتركة بين الزوجين –االتفاق في الميول بين الزوجين –‬
‫انخفاظ الشكوى والتذمر فيما بينهم –افتقاد مشاعر الوحدة فيما بينهم‬
‫كما يعرف بانه نمط من التوفقات االجتماعية التي يهدف من خاللها الفرد الى ان يقيم عالقات‬
‫منسجمة من زوجته ‪،‬كما يعني التوافق الزواجي بان يجد كل من الزوج والزوجة في العالقة‬
‫الزواجية ما يشبع حاجتها الجنسية والعاطفية واالجتماعية مما ينتج عنه حالة الرضا عن الزواج‬
‫‪-‬وفي تعريف اخر نجد أنه توافق في االختيار المناسب للزوج واالستعداد للحياة الزواجية‬
‫والدخول فيها والحب المتبادل بين الزوجين واالشباع الجنسي وتحمل مسؤليات الحياة الزاوجية‬
‫والقدرة على حل مشكالتها واالستقرار والرضا والسعادة الزاوجية ويعتمد التوافق الزاوجي‬
‫على تصميم كل من الزوجين على مواجهة المشكالت والعمل على تحقيق االنسجام والمحبة‬
‫المتبادلة‪( .‬شيماء جمال محمد حسني احمد ‪،2015،‬ص‪)36‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ .5‬أهمية التوافق الزواجي‪:‬‬
‫إن الس عادة ال تاتي بمجرد الرغبة فيه وال تاتي بمجرد اعتناق مبادئها ‪،‬بل البد من العمل الجاد‬
‫وااللتزام الدائم المستمر بمبادئها ‪،‬ودلك البد أن يتحقق في الحياة الزوجية ‪،‬وال تقطن السعادة‬
‫الزوجية في البيت إال إذا توفر التوافق الزواجي بين الزوجين فتعم السعادة وينتشر عبيرها في‬
‫ارجاء المنزل واألسرة ‪،‬ومن هنا تكمن أهمية التوافق الزواجي فحين تتحقق السعادة من خالل‬
‫راحة وإستقرار الفؤاد من خالل ما يوفره كل من الزوجين لألفراد من حب وتقدير وإحترام‬
‫متبادل وثقة ونقاء‪ ،‬وأن يعمال بقواعد شرع هللا من أجل أن يتوفقا ويتآلفا فتكون السعادة‪،‬كما‬
‫تكمن ايضا أهمية دراسة موضوع التوافق الزواجي وتتضح عندما يكون منخفض في المجتمع‬
‫فإن ذلك االنخفاظ يؤدي الى تأثير سلبي على المجتمع من خالل عدم استقرار االسرة كمايمكن‬
‫ظهورإنعكاساته على كل من األ طفال والمراهقين مما ينتج عنه الكثير المشكالت في المجتمع‬
‫من أهمها ‪:‬‬
‫✓ الطالق الذي يعد نهاية مطاف العالقة الزوجية‪.‬‬
‫✓ ظهور االضطرابات النفس جسمية‪.‬‬
‫✓ يؤدي انخفاظ درجة التوافق الزواجي الى إرتفاع معدل الخيانة الزوجية ‪.‬‬
‫‪ .6‬مستويات التوافق الزواجي‪:‬‬
‫‪/1‬المستوى االول‪ :‬ويقصد به الزواج السعيد تستقر فيه العالقة مع التفاعل االيجابي بين‬
‫الزوجين في مواقف أسرية كثيرة وزيادة مشاعر الرضا والمودة والرحمة في التوافق الزواجي‬
‫وهدا ال يمنع وجود خالفات بينهما في بعض المواقف لكنها خالفات بناءة يمكنهم التغلب عليها‬
‫دون أن يفسدوها‬
‫‪/2‬المستوى الثاني ‪:‬ويقصد به الزواج العادي تستمر فيه العالقة الزوجية مع التفاعل االيجابي‬
‫بين الزوجين في بعض المواقف ‪،‬والتفاعل السلبي في مواقف أخرى فالنجاح في المستوى الثاني‬
‫يتضمن إستمرار العالقة الزوجية مع شعور الزوجين بالمودة والتعاون والرحمة و في بعض‬
‫المواقف بالنفور وعدم الرضا في مواقف آخرى ‪.‬‬
‫‪/3‬المستوى الثالث ‪:‬ويقصد به الزواج غير السعيد الذي تستمر فيه العالقة الزوجية مع وجود‬
‫الشقاق والصراع في تعامل الزوجين معا ‪،‬وقد يستسلم احدهما ألمر الواقع ويتوافق مع سلوكيات‬
‫الزوج وعادته التي ال يوافق عليها ألنه يئس عن إصالحها او تعديلها وال يجد مفرا من‬
‫الخضوع والتعايش معها وخاصة في مراحل الزواج المتأخر (سهام عبد هللا ‪)2006،56،‬‬

‫‪ .7‬أبعاد التوافق الزواجي‪:‬‬


‫✓ االنسجام بين الزوجين‪ :‬ال يقوم االنسجام بين الزوجين اال إذاعقدا العزم في االمور‬
‫التالية‪ :‬أن يسيرا في الحياة الزوجية في طريق النجاح ‪،‬ولكي يتم لهما دلك يتعين على‬
‫كالهما أن يصمد أمام الفشل الذي قد يالقيه فيها وان ال تثبط همته أو يدع اليأس يشرب‬
‫إلى نفسه ولو اصيب بخيبة أمل أو مر بلحظات قائمة ‪،‬وان يتفهم كل منهما عقلية االخر‬
‫ويستعرض آراءه الخاصة فإدا حاول كل منهما أن االمر فإنه سوف يعثر فيه على ما‬
‫ينقصه ولكن يشرط أال تختلط آرئهما و مبادائهما ووجهات نظرهما إختالطا يطغى على‬
‫رصيد كل منهما من آراء ومبادئ ووجهات نظر مستقلة ومثل عليا خاصة أن يساعد‬

‫‪8‬‬
‫أحدهما االخر في مهامه الحياتية ‪،‬ودلك بأن يجعله سعيدا ويعاونه على أن يتمتع بقسط‬
‫من الحرية وأن يفهم قدر نفسه‪ .‬وهدا ويعتبر الزوجان مسؤوالن امام أوالدهما‪ ،‬عن‬
‫االشتياق من قوة صحتهما وسالمتهما قبل الزواج ‪،‬الن من العسير ان يجعل الزوجان‬
‫بعد الزواج متسعا من الوقت للعناية بصحتهما ‪،‬وجداه يكون دلك بعد فوات االوان‪.‬‬
‫ويشير االنسجام الزواجي الى درجة من االتفاق الزواجي حول قضايا مثل التمويل‬
‫العائلي‪ ،‬امور التسلية‪ ،‬الدين ‪،‬فلسفة الحياة‪ ،‬تنشئة االطفال على العادات والقيم‪.‬‬
‫✓ التواصل بين الزوجين‪ :‬يقصد بالتواصل بين الزوجين لغة التفاهم التي تنقل افكار كل‬
‫منهما ومشاعره ورغباته واتجهاته الى الطرف االخر ولغة التفاهم تحمل معاني‬
‫صريحة وغير صريحة ‪،‬تحدد شكل التفاعل وتوجهه وجهة ايجابية ادا كانت اساليب‬
‫التواصل جيدة ووجهة سلبية اذا كانت اساليب التواصل ردئية ومشوشة‪.‬‬
‫حيث يحدث في الحالة االولى (التواصل الجيد )التفاهم بين الزوجين ‪،‬الذي يجدب كل‬
‫منهما الى االخر ‪،‬ويحدث في الحالة الثانية (التواصل الردئ)سؤ التفاهم الذي ينفر كل‬
‫منهما من االخر وتكون نتيجته تحطم االسرة والطالق‬
‫والتواصل الجيد مفتاح لكل عالقة زواجية ايجابية ‪،‬والتواصل السيئ من اهم عوامل سوء‬
‫التوافق والتفكك االسري ‪،‬ويتم التواصل بين الزوجين من خالل الحديث مع بعضهما البعض‬
‫‪،‬االبتسامة ‪،‬البكاء الهمس واللمس ‪،‬المصاحبة االنشطة المشتركة في أيام الراحة والعطل‬
‫‪،‬الزيارات والرحالت وغيرها ‪(،‬سراي مهدي ‪:2012،‬ص‪)97-96‬‬

‫‪ .8‬العوامل المؤثرة على التوافق الزواجي‪:‬‬


‫*خبرات الطفولة ‪:‬تؤثر خبرات الطفولة لكل من الزوجين على توافقهما الزواجي سلبا او إيجابا‬
‫فالجو النفسي لألسرة الذي عاش فيه كل من الشركين قبل الزواج يعتبر من العوامل المؤثرة في‬
‫سعادة الزوجين ‪،‬كما ان الطريقة التي عومال بها كالهما في طفولته من والديه ومدى تعرضه‬
‫للثواب والعقاب والمعايير االجتماعية أخضع سلوكه لها ومدى إشباع او احباط حاجياته‬
‫االساسية والولية والحاجة للتقبل واالنتماء والحاجة لألمان النفسي وأيضا عالقة الوالدين‬
‫ببعضهما وعالقتهما باألخريين تعتبر ضرورية لمعرفة توافق الزوجين أوعدم توافقهما ‪.‬‬
‫*إختيار رفيق الزواج‪:‬لكل مجتمع نظمه وأساليبه وأوضاعه التي تحكم االختيار بين االفراد من‬
‫أجل الزواج وهده النظم واالساليب قابلة للتطور والتغيرمع التغير الثقافي واالجتماعي في‬
‫المجتمع طبقا للعدات والتقاليد والقيم واألنماط التي تسود بين الناس ومع ذلك فإن هناك مبدأ‬
‫سائد وهو ان كل إنسان يختار للزواج من يتناسب معه ويوازيه من حيث عوامل مختلفة يراها‪1‬‬
‫ساسا لقيام الحياة الزوجية ‪،‬ويدكر القواسيمي ان هناك بعض االشخاص يكون إختيارهم لشركاء‬
‫حياتهم تحت ضغط مجموعة من العوامل ‪،‬سواء فيما يتعلق برغبة الوالدين في إختيار شريك‬
‫الحياة أو فيما يتعلق بالوضع االقتصادي ولجؤ الزوج أو الزوجة إلى شريك حياة يمكن أن يحقق‬
‫معه قدرا من الراحة االقتصادية وغيرها من العوامل التي يهتم بها الفرد في عالقته الزوجية‬
‫أكثر إهتمامه و طريقة تفكير أو محتوى أفكار رفيق حياته‬
‫*السن عند الزواج‪:‬تدل االحصاءات في المجتمع االمريكي أن معدالت الطالق بين المتزوجين‬
‫من المراهقين تصل الى أربعة أضعاف هده النسبة لدى االشخاص الذين هم في العشرينيات من‬
‫العمر ‪،‬ومعنى ذلك أن النجاح أمام مثل هذا الزواج ليست عالية ‪ ،‬ولقد جاءت نتائج عدد من‬
‫الدرسات مؤكدة لذلك حيث أثبتت أن الزواج المبكر يزيد من عدم االستقرار الزواجي كماأن‬

‫‪9‬‬
‫الزواج المتأخر ايضا يبدو أقل إستقرارا ‪،‬ويشير القواسيمي الى أنه كلما وجد فرقا معقول في‬
‫عمر الزوجين ودلك في حالة أن الزوج أكبر من الزوجة فإن الزوج يكون أكثر تفجأ في التفكير‬
‫مما يجعله قادر على فهم الزوجة وبالتالي يكون قادر على التعامل مع أي صعوبات يمكن أن‬
‫تصادف عالقتهما الزوجية بشكل مناسب ‪،‬وفي هدا السياق دكر العزة أن إختالف األعمار بين‬
‫الزوجين وخصوصا عندما يكون الفرق كبيرا بينهما يؤدي إلى سوء الفهم بينهما في كثير من‬
‫المجالت والذي يؤدي بدوره الى سوء التوافق الزواجي بينهما (غزالن شمس‪:2009،‬ص‪).75‬‬

‫*النضج اإلنفعالي ‪:‬يمثل التوافق الزواجي المظهر السلوكي الظاهري للشخصية وهو محصلة‬
‫لدوافع و سمات عديدة أهمها النضج اإلنفعالي للفرد والذي يعد مؤشرا مهما للمرونة وعدم‬
‫الجمود وبذلك فإن النضج اإلنفعالي يسهم في تحقيق التوافق الزواجي ألن الشخص الناضج‬
‫إنفعاليا لديه منظورا انامي للحياة وإن عدم النضج اإلنفعالي ألحد الزوجين أو كاليهما يؤدي إلى‬
‫عدم التوافق الزواجي عندهما وإن أفضل الزيجات هي التي تتم بين الشخصين يقدران على‬
‫الزواج ويرغبان فيه ويتوفر لديهما درجة كافية من النضج‪.‬‬
‫*األطفال‪ :‬يعتبر اإلنجاب أحد العوامل التي تحقق التقارب والحب بين الزوجين ‪،‬وينشئ رابطة‬
‫با لغة العمق بينهما ‪،‬فهو يساهم في تحقيق توافقهما النفسي والزواجي ‪،‬حيث أن الوالدية كمرحلة‬
‫إنتقالية تؤدي إلى إحداث تغييرات مهمة في دور االم إضافة إلى أدوار الزوجين السابقة وهذا‬
‫التحول يتطلب القدرة على التوافق مع هذه األدوار وبالتالي يقتضي دور االب مقبلة المسؤوليات‬
‫التي تبدأبإتخاد القرارات المستمرة والسريعة لتوفير الرعاية للوليد وأشباع حاجته كما‬
‫يجب‪،‬وهذه سلسلة من التكاليف التي تحتاج توافق مستمر من كال الزوجين ‪،‬ويذكر سليمان أن‬
‫وجود االطفال في أي اسرة يشكل مجاال مهما في الخالف بين الزوجين ألنهم يحتاجون من‬
‫الوالدين الي قدر كبير من التكاليف حيث يحتاج األطفال الى توفير قدر من التكالفة العاطفية‬
‫والمالية إضافة الى الوقت والجهد كما قد يكون الخالف بين الزوجين حول مسائل التربية‬
‫والتنشئة والتأديب مما يؤدي الى سوء التوافق الزواجي‬
‫*مدة الزواج ‪ :‬لقد بينت بعض الدرسات أن الرضا الزواجي ينخفض إنخفاض حاد في وقت‬
‫مبكر من الزواج ويفسر هدا بأن االعتراف بالحقيقة أن الحياة تختلف بصورة جوهرية عن‬
‫الصورة المثالية التي تقدم بها لألزواج إلى الحياة الزواجية وهناك تفسير آخر إلنخفاض التوافق‬
‫الزواجي في وقت مبكر من الزواج‪،‬وهو وجود األطفال والروتين واإللتزمات إتجاه االقارب‬
‫واالكتشاف المفاجئ لعادات الشريك ‪،‬وعدم التوصل إلى مبدا تقسيم االدوار ويعد ذلك ومع‬
‫مرور الوقت فإن ألفة المعاشرة هي التي تجمع الزوجين من أجل تحقيق هدف مشترك وهو‬
‫تربية األبناء وضمان حياة أفضل له(مرجع سابق‪،‬ص‪. )43‬‬

‫*التوقعات حول الزواج ‪:‬قد تكون إتجهات أحد الزوجين سالبة عن الزواج ‪،‬حيث يعتبره بأنه‬
‫شر البد منه وأنه عبئ على اإلنسان يجب أن يحمله وأنه يتطلب تحمل المسؤولية و األعباء‬
‫وتربية االطفال واإلنفاق ‪،‬فإن كانت مثل هده التوجهات عند أحد الزوجين فإن عدم التوافق‬
‫الزواجي سيكون أمرا قائما ال محالة وهناك عوامل كثيرة متضافرة منها االجتماعية والنفسية‬
‫واالقتصادية تجعل من االفكار والتوقعات حول الدات وحول شريك الحياة والزواج توقعات غير‬
‫عقالنية وغير واقعية إلى حد كبير وهكدا يصاب األزواج الجدد بصدمات وخيبات أمل وفقدان‬
‫التوازن النفسي وبالتالي يقع التهور السريع نحو إنهاء الزواج‬

‫‪10‬‬
‫*المستوى التعليمي لدى الزوجين ‪:‬في الواقع إتضح أن المستوى التعليمي لكال الزوجين يؤثر‬
‫على التوافق الزواجي لدلك يركز علماءءاإلجتماع عند دراستهم لمتن كل األسرة على المستوى‬
‫التعليمي لكال الزوجين وأثر التباين فيه رأسيا وأفقيا في نجاح الزواج والسعادة الزاوجية حيث‬
‫أن التباين الكبير في المستوى التعليمي لدى الزوجين يصيب الحياة بنوع من الفتور أو الضعف‬
‫التفاعلي السلبي مما قد يصل بهما الى التفكك واالنفصال ويعتبر التقارب الفكري والثقافي‬
‫والتعليمي عامال مساعد في نجاح األسرة الحديثة ‪،‬ويدلنا التراث على أن وجود فوارق كبيرة في‬
‫المستوى الثقافي او االجتماعي او االقتصادي او التعليمي بين الزوجين يؤدي الى صعوبات في‬
‫‪.‬‬ ‫إستمرار الزواج‬
‫*أساليب المعاملة الزوجية‪ :‬وتلعب أساليب المعاملة الزوجية بين الزوجين دورا كبيرا في مدى‬
‫توافق الزوجين ‪،‬فاالساليب غير السوية القائمة على التسلط والقسوة والنبذ واإلهمال والتدليل‬
‫والحماية الزائدة تلعب دورا كبيرا في سوء توافق الزوجين واضطراب حايتهما بينما نجد أن‬
‫المرونة في المعاملة ومرعاة مشاعر األخرين تزيد عن التكيف بين الزوجين وتعمل على نجاحه‬
‫(نفس المرجع ‪،‬ص‪. )44‬‬

‫‪ .9‬تحليل عملية التوافق الزواجي‪:‬‬


‫يحدث التوافق الزواجي إما بخضوع الزوجة لمطالب الزوج أو خضوع الزوج لمطالب الزوجة‬
‫أو خضوع الزوجين لمطالب الزواج أو بوصولهما إلى حلول وسط ترضي الطرفين ‪،‬وتتفق مع‬
‫معايير المجتمع وتقاليده لدا يعتبر الزوجان متوافقين زواجيا إدا كانت سلوكيات كل منهما مقبولة‬
‫من األخر وقام بواجبته نحوه ‪،‬أو اشبع له حاجته ‪،‬وعمل ما يربطه به وأمتنع عن عمل ما يؤذيه‬
‫‪،‬أو يفسد عالقته به أو باسرتيهما ‪،‬في حين يعتبر الزوجان متنافرين أو غير متوافقين أو سيء‬
‫التوافق معا إدا كانت سلوكيات كل منهما تؤذي االخر او تحرمه من إشباع حاجته أوال‬
‫تساعدهما على تحقيق أهدافهما من الزواج أو تفسد عالقتهما الزواجية ‪،‬ويتم الحكم على التوافق‬
‫الزواجي من ثالث زوايا‪:‬‬
‫أ‪ /‬زاوية الزوج‪ :‬ويقصد به ما يقوم به من سلوكيات في تفاعله مع الزوجة و ما يتحقق له من‬
‫أهداف وما يتعرض له من صعوبات وخالفات وما يشبع له من حاجات ‪.‬‬
‫ب‪/‬زاوية الزوجة ‪:‬ويقصد به ما تقوم من سلوكيات في تفاعلها مع الزوج وما يتحقق لها من‬
‫أهداف ‪،‬وما تتعرض له من صعوبات وخالفات ‪،‬وما يشبع لها من حاجات ‪.‬‬
‫ج‪/‬زاوية الزواج ‪:‬ويقصد به ما يتحقق من أهداف للزوجين واألسرة في ضوء قيم المجتمع‬
‫‪.‬‬ ‫والقانونية‬ ‫الدينية‬ ‫ومعاييره‬
‫‪-‬وقد يكون التوافق الزواجي سهال اذا لم تكن في االسرة صعوبات ولم يتعرض الزواجان‬
‫ألزمات خارجية ‪،‬وكان كل منهما يحسن الظن باالخر ويقوم بأدواره الزوجية بالمستوى الدي‬
‫يتوقعه االخر منه ‪،‬لكن هدا النوع من التوافق الزواجي قليل الحدوث ‪،‬إدال تخلو أسرة من‬
‫الصعوبات ‪،‬وال تسلم من الضغوط الخارجية ‪،‬التي يتعرض فيا الزوجان لعوائق تحول بينهما‬
‫وبين تحقيق بعض أهدافهما من الزواج أو تحرمهما من بعض حقوقهما ‪،‬أو إشباع بعض‬
‫حاجتهما وهذا ما يجعل التوافق الزواجي ليس سهال ‪,‬بل عملية تحتاج الى جهد من الزوجين في‬
‫تعديل سلوكهما و تحسين أساليب توافقهما حتى يتغلبا على الصعوبات والعوائق ويتجوزا‬
‫االزمات والضغوط ولو تطلب هدا من كل منهما التنازل عن بعض مطالبه وتحمل االحباطات‬
‫والصبر عليها حتى تمر هذه االزمات‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪-‬وصعوبة التوافق الزواجي مسالة نسبية تختلف من زوج الى آخر بحسب نظرة كل منهما‬
‫لالزمة ‪،‬وتفسيره لها وفهمه لقدراته وعالقته بالزوج اآلخر وأهدافه من الزواج ‪.‬فالزوج الناضج‬
‫ال يغضب بسرعة عندما يحيط أو تواجهه عقبات في حياته الزوجية ويصبر على الزوج االخر‬
‫‪،‬ويعدل من سلوكياته وأهدافه لكي يتغلب على العوائق ويجتاز االزمات ويحل المشكالت التي‬
‫تواجه حياته الزواجية من هنا ينذر تنافره او عدم توافقه مع الزوج االخر‬
‫‪-‬أما الزوج غير الناضج فإنه يغضب بسرعة ويسلك سلوكيات غير مناسبة لمواجهة األزمة‬
‫‪،‬ويسعى الى تحقيق أهداف قد التكون مقبولة ‪،‬ويبالغ في إشباع حاجته وتحصيل حقوقه ويهمل‬
‫في أداء واجبته ‪،‬ويكون كالطفل اناني يأخد وال يعطي ‪،‬وإتكاليا يستحودعلى الزوج االخر‬
‫‪،‬ويسخره لمصالحه وال يتحمل االحباط ويهرب من مواجهة الصعوبات والعوائق ويلجأ الى‬
‫الحيل النفسية الدفاعية مما يجعل حياته الزواجية غير مستقرة ‪،‬يكثر فيها الخالفات و الشجار ‪.‬‬
‫‪-‬والتوافق الزواجي مثل التفاعل الزواجي ‪،‬ويتأثر بأساليب التواصل بين الزوجين ‪،‬وبكفاءة كل‬
‫منهما في القيام بأدواره الزواجية ‪،‬وفي مساندة الزوج االخر في القيام بمسؤلياته ولعب أدواره‬
‫عند الضرورة‬
‫دور األهل في التوافق الزواجي‪:‬‬ ‫‪.10‬‬
‫بين الدين االسالمي أهمية أسر الزوجين في تحقيق التوافق الزواجي ‪،‬فعند حدوث أي خالف‬
‫يعجز الزوجين عن التعامل معه ويأتو بحكم من أهلهما ألنهما سيكونان أشد حرصا من غيرهما‬
‫على مصلحة الزوجين وأقوى رغبة في إستمرار عالقة الزوجين ‪،‬وقال تعالى "وإن خفتم شقاق‬
‫بينهما فابعثو حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصالحا يوفق بينهما إن هللا كان عليما‬
‫خبيرا"(سورة النساء ‪،‬االية ‪.)35‬‬
‫كما يعدالتعلق العاطفي الشديد باالهل يؤدي الى عدم التكيف عند الزواج فقد ترجع الزوجة او‬
‫الزوج لرأي أهلهما في كل كبيرة وصغيرة تقابلهما ‪،‬وقد يخرجوا أسرار بيت الزوجية الى‬
‫أهلهما وهدا يؤدي الى سوء التوافق الزواجي حيث أنهم أخلو بالمعنى والهدف الرئيسي‬
‫للزواج‪.‬وال يعني هدا أن أهل الزوجين سبب عدم التكيف والتوافق بل ربما يكون االمر عكس‬
‫ذلك خاصة اذا كانت العالقة بين الزوجين واألهل على مستوى من النضج والرقي يتخللها‬
‫االحترام المتبادل والتقدير ويكون فيها األهل عون ألبنائهم ‪،‬ويكون اقتران المحبة الزوجية فإذا‬
‫رأى الزوج احترام زوجته وتقديرها ألسرته زاد هدا تقديرا لها ومعزة ألهلها وكذلك وكذلك‬
‫تكون الزوجة‪(.‬شيماء ‪،‬جمال ‪،2015،‬ص‪)115‬‬

‫عراقيل التوافق الزواجي‪:‬‬ ‫‪.11‬‬


‫تتأثر الحياة الزوجية بعوامل ومتحوالت متنوعة منها ما يسهل أمر التوافق ونيل الرضا من‬
‫الزواج وبعضها االخريعرض الحياة الزوجية للمتاهات والمشاكل ‪،‬وتتنوع العوامل المخلة في‬
‫أمر التوافق الزواجي بحسب خصائص األفراد تنوعا واسع النطاق ‪ ،‬ونجمل الحقا الحاالت التي‬
‫تبين لنا من خالل معطيات تحقيقاتنا وخيرتنا الطويلة في حقل المشاورة األسرية دورها في‬
‫عرقلة التوافق الزواجي‪:‬‬
‫‪-1‬الزواج الذي يتم بعد فترة قصيرة من فقدان المراة أو الرجل لشخص ذي أهمية ومعنى في‬
‫حياته‪.‬‬
‫‪-2‬زواج المرأة أو الرجل بدافع التخلص أو اإلبتعاد عن األسرة األصلية ‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫‪-3‬اإلختالفات المتنوعة وذات المعنى في مختلف النواحي والتاريخ األسري للزوجين ‪.‬‬
‫‪-4‬المرأة والرجل اللذان لم ينعما بوجود أخ أو أخت أو أسرة حميمة في الحياة‪.‬‬
‫‪-5‬الزوجان المتعلقان فيزيائيا ‪،‬ماليا ‪،‬أو عاطفيا إلى حد بعيد بأسرتهما‪.‬‬
‫‪-6‬الزوجان المرتبطان بعائلتي بعضهما أو بإحدهما بعالقات حميمةمغالى‪.‬فيها وعالقات فاترة‬
‫ومبنية على أساس رؤية عدائية ‪.‬‬
‫‪-7‬المرأة والرجل اللذان يقدمان على الزواج بعد فترة تعارف قصيرة لم تتجاوز الستة أشهر أو‬
‫بعد فترة خطوبة طويلة دامت أكثر من ثالث سنوات‪.‬‬
‫‪-8‬المرأة والرجل اللذان يقدمان على الزواج قبل بلوغ العشرين أو بعد الثالثين من العمر ‪.‬‬
‫‪-9‬عندما تقام مراسيم او حفلة الزواج دون حضور األسرتين أو أصدقاء الجانبين‬
‫‪-10‬حمل الزوجة خالل مرحلة الخطوبة أو في بداية السنة األولى من الزواج‬
‫‪-11‬إساءة أحد الزوجين الظن في أبويه أو إخوته أو أخواته أو سوء العالقة بينهما‬
‫‪12‬معاناة أحد الزوجين خالل مرحلة الطفولة أو المراهقة من ظروف نفسية غير سارة ومؤلمة‬
‫‪-13‬عند تطبع نمط الزواج المتبع في الحياة األسرية ألحد الزوجين أو كليهما بإنعدم االستقرار‬
‫وفقدان االمان (شكوه نوابي نجاب ‪-2004 ،‬ص‪)50-49-48‬‬

‫‪13‬‬
‫خاتمة‬ ‫‪.12‬‬
‫مما سبق نستخلص أن التوافق الزواجي ليس مجرد مفهوم عقيم وإنما هو فعال نتاج مادي‬
‫ملموس يتجلى ويظهر نتيجة جهود مبذولة من كال الزوجين‪ ،‬وينعكس بااليجاب واالستقرار‬
‫على المجتمع واالفراد وحتى البيئة التي يظهر فيها‪ ،‬كمايعد مؤشر من مؤشرات السعادة‬
‫والرضا ومن المتطلبات الضرورية إلستمرار الحياة التي يتم فيها إشباع مجموعة من الدوافع‬
‫والحاجات التي سبق ذكرها‪ ،‬والتي تظهر في مجموعة من األمور‪ :‬التعاون والحب المتبادل‬
‫‪،‬تحمل المسؤولية ‪،‬الزوجية وحل المشكالت بأسلوب مناسب في الوقت المناسب‪.‬‬
‫وإن كانت كل شراكة إقتصادية أو ثقافية أو أي كان توجهها يسعى أصحابها إلنجاحها بشتى‬
‫الوسائل والطرق لتستمر وتثبت كيانها‪ ،‬فشراكة الزواج أعظم شراكة في منظومة الكون أولى‬
‫بهاذا النجاح وال وسيلة لذلك سوى عزم الزوجين الذي يتجلى في التوافق الزواجي‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬ ‫‪.13‬‬
‫القرآن و السنة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫إيمان ليزيدي ‪"2016،‬جودة الحياة وعالقتها بالتوافق الزواجي لدى أساتدة الجامعة‬ ‫‪-2‬‬
‫(دراسة ميدانية في جامعة العربي بن مهيدي )–أم البواقي –رسالة ماستر‪.‬‬
‫سهام عبد هللا حسن جيب هللا ‪2006،‬م"التوافق الزواجي وعالقته بمعايير إختيار الزوج‬ ‫‪-3‬‬
‫وبعض المتغيرات االخرى دراسة تطبيقية بمحلية أم درمان رسالة ماجستير ‪.‬‬
‫سراي مهدي ‪"2012،‬االحتراق النفسي وعالقته بالتوافق الزواجي لدى اساتدة‬ ‫‪-4‬‬
‫المرحلتين المتوسطة والثانوية رسالة ماجستير ‪،‬جامعة الجزائر‪-2-‬‬
‫شيماء جمال محمد حسني أحمد ‪2015،‬الدكاء الوجداني والتوافق الزواجي لدى‬ ‫‪-5‬‬
‫الزوجاتفي االسر حديثة التكوين ‪،‬دار الكتب والواثائق القومية‪.‬‬
‫شكوة نوابي نجاد ‪2004،‬م المشاورة حول الزواج والعالج االسري دار الهادي للطباعة‬ ‫‪-6‬‬
‫والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫غزالن شمسي محمد الدعدي ‪2009‬م‪،‬الضغوط النفسية والتوافق االسري والزواجي‬ ‫‪-7‬‬
‫لدى عينة من أباء وأمهات االطفال المعاقيين تبعا لنوع ودرجة االعاقة وبعض‬
‫المتغيرات الديمغرافية واالجتماعية –جامعة أم القرى رسالة ماجستير‪.‬‬
‫كمال إبراهيم مرسىى‪ 1991،‬العالقة الزوجية والصحة النفسية في االسالم وعلم‬ ‫‪-8‬‬
‫النفسجامعة الكويت دار القلم للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪15‬‬

You might also like