Professional Documents
Culture Documents
واجب ✨
واجب ✨
من دراسة تاريخ عمارة المسجد النبوي الشريف ،على مر العصور ،نجد أن كل
العمارات ،التي تالحقت على بنائه وتصميمه وتوسعته ،ليست متشابهة ،حيث إن ك ًال
منها تأخذ عناصر تصميمها وأنظمتها اإلنشائية ،من أجود الموجود في العصر الذي
تمت فيه .فنجد أن قمة التواضع في التشييد وضعها رسول اللهفي أول بناء
للمسجد .يلي ذلك استخدام طرق إنشاء مختلفة ،عندما أعيد بناء المسجد ليتالءم مع
تحويل القبلة إلى مكة ،وكذلك استخدام طرق إنشاء أخرى ،عندما وسع المسجد في
السنة السابعة من الهجرة ،تلتها تجديدات أبي بكر الصديق ،الذي اكتفى بقلع
السواري وإحالل بديل لها ،وتاله عمر وعثمان ،رضي هللا عنهما ،اللذان أدخال طرقًا
ومواد تستخدم ألول مرة .كما أن العمارات المتتالية كانت تستفيد من إبقاء أجزاء
من العناصر المكونة للعمارة ،التي سبقتها ،وتستخدم بعضًا من مواد البناء
الصالحة .وأول عمارة ضخمة مميزة كانت العمارة المجيدية ،حيث كانت مادتها
وطرازها وتصميمها تختلف كلية عن العمارات ،التي سبقتها.
صاحب نجاح الملك عبدالعزيز في توطيد واستتباب األمن واألمان واالستقرار ،بعد
تأسيس المملكة العربية السعودية في عام 1351هـ ،الزيادة الكبيرة في أعداد
ضيوف الرحمن من الحجاج .وبشر اكتشاف البترول والبدء في استغالله ،بعهد ورخاء
اقتصادي ،فرأى جاللته أنه من الضروري البدء في توسعة الحرمين الشريفين وإعادة
إعمارها .وكان قد أمر رحمه هللا أن يبدأ العمل في المسجد النبوي الشريف ،بإجراء
اإلصالحات والترميمات في أرضيته وفي األروقة المحيطة بالصحن عام 1348هـ
( 1929ـ 1930م) ثم أصلحت بعض األعمدة والسواري الشرقية والغربية عام 1350هـ
( 1931ـ 1932م).
في 12شعبان عام 1368هـ يونيه 1949م ،أعلن المغفور له الملك عبدالعزيز ،في
خطابه إلى األمة اإلسالمية ،عزمه على توسعة المسجد النبوي الشريف .وكان لهذا
النبأ وقع في نفوس جميع المسلمين فاستقبلوه في مشارق األرض ومغاربها
بالفرح والسرور .وتأكد لكل ذي بصيرة أن أرض الحرمين الشريفين باتت في أيد أمينة،
يهمها إعمارها وتوسعتها وتوفير األمن والرخاء لساكنها وزائرها على حد سواء.
إن مسألة تحقيق سهولة وصول المصلين إلى الحرم النبوي الشريف بيسر وسهولة
في أثناء أعمال التوسعة لهي من المعضالت الرئيسة ،التي يواجهها منفذ
المشروع .وكان ذلك يتم بفتح الممرات الممهدة والطرق المتسعة النظيفة ،وبتغيير
أماكنها كلما احتاج العمل إلى ذلك ،بأسلوب هندسي ليس فيه أي مضايقات
للمصلين ،وكذلك بالالفتات اإلرشادية حسب االتجاه إلى أبواب المسجد ،وتخصيص
مداخل وأماكن لمصلى النساء ،مزودة بوسائل التظليل واإلضاءة والتهوية والسجاد،
مثلها مثل أماكن الصالة للرجال ،وذلك لضمان أن يؤدي المصلون وزوار مسجد
الرسول عبادتهم في يسر وسهولة على مدار مدة التنفيذ لهذا العمل العمالق
والمشروع العظيم.
تهدف هذه الورقة إلى إلقاء الضوء على مشاريع عمارة وتوسعة الحرم النبوي
الشريف ،التي استهلها المغفور له الملك عبدالعزيز ،وتوجتها عمارة وتوسعة خادم
الحرمين الشريفين.
.
التوسعة السعودية األوىل :توسعة الملك
عبدالعزيز والملك سعود
اختير للقيام بهذا العمل مدير العمائر واإلنشاءات الحكومية ،محمد بن الدن رحمه
هللا -حيث صدرت إليه األوامر الملكية؛ إلعداد ما يلزم من دراسات لوضع المسجد
النبوي الشريف ،ورفع كل التقارير عن حالته .قام بن الدن مع فريق من المهندسين
بزيارة الموقع وتفحصه من جميع الجوانب ،وحصر المباني الالزمة إزالتها ألعمال
التوسعة ،ثم اصطحب تلك التقارير وعرضها على الملك عبدالعزيز في الرياض عام
1370هـ .وقد حرصت تلك التقارير الفنية والهندسية على المحافظة على المبنى
الجنوبي ،وإزالة األجنحة الثالثة المتصلة به ،وهدم المآذن الخلفية والتعويض عنها
بمئذنتين في الركنين الشماليين ،مع توسعة الجهة الشمالية من المسجد .وبعد
اطالع الملك على هذه التقارير ،أصدر أمره الكريم إلى سمو وزير الداخلية األمير
عبدهللا الفيصل برقم 27/4/288/88وتاريخ 11/9/1370هـ ،بالبدء بمشروع
التوسعة ،وتكليف محمد بن الدن المدير العام للعمائر واإلنشاءات الحكومية،
بأعمال التوسعة والصيانة للمسجد النبوي الشريف.
وعاد محمد بن الدن إلى المدينة المنورة في نهاية شهر رمضان عام 1370هـ،
مدعومًا بالتوجيهات الكريمة في هذا الخصوص ،وشكل لجنة من وجهاء المدينة
لتقدير قيمة العقارات ،التي تدخل في التوسعة ،وصرف تلك التعويضات ألصحابها،
وحضر االجتماع الذي أقامته إمارة المدينة المنورة في داخل الحرم الشريف في
األول من شوال عام 1370هـ برئاسة أمير المدينة المنورة عبدهللا السديري رحمه
هللا .وبدئ في التوسعة على بركة هللا وتوفيقه ،بصرف التعويضات ألصحاب
العقارات ،التي ستتأثر كليًا أو جزئيًا بأعمال التوسعة .وبلغت مساحة الدور المنزوعة
الملكية 22955م ،2منها 6024م 2أضيفت للمسجد ،وُخ صص الباقي البالغ
16931م 2ليكون ميادين وشوارع حول المسجد النبوي
أو ًال :التوسعة السعودية األوىل:
توسعة الملك عبدالعزيز والملك
سعود
: 1البدء في توسعة المسجد النبوي
صدر أمر جاللة الملك عبدالعزيز آل سعود ،رحمه هللا ،إلى المعلم محمد بن الدن
المشرف العام على أعمال العمارة والتوسعة لمسجد رسول هللا ،بأعمال التوسعة
والصيانة ،وصرف ما يحتاجه المشروع من نفقات ،من دون قيد أو شر ْط مع توسيع
الطرق التي حول المسجد .أخذ المعلم محمد بن الدن يعد العدة ويستقدم
المهندسين والخبراء والفنيين ومواد البناء ويرسل ذلك إلى المدينة ،وبعد
استكمال ما يلزم للمشروع ،بدئ في التنفيذ في 5شوال سنة 1370هـ .وانتهت
العمارة والتوسعة سنة 1375هـ ،وهي العمارة التي يشاهدها المرء اآلن للجزء
الشمالي من المسجد ،المتصلة بالباقي من عمارة السلطان عبدالمجيد.
وبعد مشاورات بين محمد بن الدن والمدير العام لمكتب مشروع التوسعة محمد
صالح قزاز والمهندسين الفنيين ،رأى الجميع إزالة ذلك القسم وعمارته وإجراء
التوسعة في هذه المنطقة الشمالية ،كما وسع من جهة الشرق والغرب قلي ًال .
وقد أزيلت المباني في مناطق التوسعة ،ومما أزيل في الجهة الغربية المدرسة
المحمودية التي كانت متصلة بالمسجد النبوي ،ومبنى إدارة العين الزرقاء ،وغير
ذلك مما أدخل في ميدان المسجد النبوي الغربي ،كما أزيلت مبان أخرى في
الشمال والغرب والشرق لتوسعة الطرق حوله.
تمت أعمال التصميمات المعمارية للتوسعة السعودية األولى للمسجد النبوي
وقام بها المعماري العربي فهمي مؤمن ،رحمه هللا ،على طراز جديد وبديع،
مستوحى من الطراز اإلسالمي المملوكي .وجاءت األعمدة والعقود المدببة في
غاية الروعة وجمال النسب ،وكذلك المآذن.
وكانت هياكل العمارة باألسمنت المسلح قوية جميلة رائعة ،واألرضيات من
الموزايكو .وقد أسس مصن ًع خا ًص لصنع الموزايكو في آبار علي ،لتموين العمارة
ومونها ،فكان أنجح مصنع ألنبل غرض .وكان المهندسون الذين يديرونه من ذوي
الخبرة العالمية.
وقد اتصلت العمارة والتوسعة السعودية مع عمارة السلطان عبدالمجيد الباقية،
وشكل هذا االتصال تالحمًا فريدًا بين العمارتين.
أو ًال :التوسعة السعودية األوىل:
توسعة الملك عبدالعزيز والملك
سعود
.2تهيئة
موقع التوسعة
بدئ في هدم المباني المحيطة بالمسجد النبوي الشريف في 5شوال 1370هـ 10
يوليه 1951م ،وذلك بإزالة الدور والمباني المحيطة بالمشروع ،كما بدئ في إزالة
المآذن الشمالية واألروقة الشمالية والشرقية والغربية للمسجد ،مع البدء في حفر
األساسات الالزمة للمشروع.
ففي ربيع األول عام 1372هـ نوفمبر 1952م ،وضع حجر األساس ،في احتفال كبير
حضره الملك سعود -رحمه هللا حين كان وليًا للعهد آنذاك .وفي 14شعبان عام
1372هـ /أبريل 1953م ،بدئ في حفر األساس في الجهة الغربية بمنطقة باب
الرحمة .وفي ربيع األول 1373هـ /نوفمبر 1953م ،زار الملك سعود المدينة
المنورة بعد وفاة الملك عبدالعزيز رحمهما هللا وتسلمه مقاليد الحكم فتشرف ـ
رحمه هللا ـ ببناء أربعة أحجار من الرخام البني واألبيض في إحدى زوايا الجدار ،تأسيًا
بالنبي ،وذلك في شهر ربيع األول عام 1373هـ.
بعد تولي الملك سعود رحمه هللا الحكم ،أولى مسيرة التوسعة جل اهتمامه،
فأنشأ لهذا المشروع مكتبًا خاصًا يضم أكثر من خمسين موظفًا يقومون باألعمال
اإلدارية والحسابية والهندسية وكل ما يلزم إلنجاز التوسعة.
وقد استمر العمل في هذه التوسعة يسير بانتظام ،واستخدام أحدث الطرق
الهندسية في أعمال الهدميات واإلنشاءات .افتتح المسجد بعد التوسعة في 5
ربيع األول عام 1375هـ 22 /أكتوبر 1955م ،وقد نتج عن التوسعة السعودية األولى
للمسجد النبوي أن أضيف إلى مسطح المسجد ( 6024م ،)2فأصبح مسطحه
اإلجمالي ( 16327م)2
أو ًال :التوسعة السعودية األوىل:
توسعة الملك عبدالعزيز والملك
سعود
.3الفكرة المعمارية
نبعت الفكرة المعمارية ألعمال التوسعة السعودية األولى ،من اإلبقاء على جناح
القبلة للتوسعة المجيدية ،ذي االثنى عشر رواقًا والذي تبلغ مساحته 4056م،2
تشمل الجزء القبلي المسقوف ،حيث يقع في هذا الجزء الحجرة المطهرة ،بقبتها
الخضراء ،ومصلى المصطفى ،والروضة المطهرة والمنبر الشريف ،واألسطوانات
األثرية ،والمئذنة الرئيسية ،ومئذنة باب السالم ،ومصلى رسول اللهإلى بيت
المقدس .وأضيف ما مساحته 6024م ،2تم نزع ملكيتها وإعادة بناء 6247م ،2مما
هدم من أروقة العمارة المجيدية .أصبح إجمالي مسطح المسجد 16327م ،2وبلغ
مجموع التوسعة السعودية األولى 12271م ،2وهي أضخم وأكبر توسعة تناولت
المسجد النبوي الشريف منذ إنشائه حتى ذلك الوقت.
التوسعة السعودية األولى عبارة عن مستطيل ،طوله 128م وعرضه 91م .يتكون
هذا المستطيل من صحن (حصوة) شمال الجزء المتبقي من العمارة المجيدية يحف
به أروقة بشرقي وغربي وشمال المسجد .وفي الجهة الشمالية لهذا الجناح يوجد
صحن آخر مماثل للصحن األول تمامًا بكل ما فيه .كان الجناح الشمالي في مؤخر
المسجد النبوي الشريف يتكون من خمسة أروقة ،وبه ثالثة أبواب من الغرب إلى
الشرق كما يلي :باب عمر بن الخطاب ،باب المجيدي (الباب المجيدي) باب عثمان .T
وفي الركنين الشمالي الشرقي والشمالي الغربي أقيمت مئذنتان ،ارتفاع كل
منهما سبعون مترًا .وقد غطت العمارة السعودية الجدار الغربي بأكمله ،من باب
السالم إلى باب عمر ،بتكسية مماثلة للتوسعة السعودية من الجهة الشمالية
والشرقية ،حتى يكون المسجد في صورة متناسقة .وفي الجانبين الشرقي
والغربي للصحن توجد ثالثة أروقة في كل جانب ،وخلف هذا الصحن ،الذي يمتد من
الشرق إلى الغرب ،جناح يضم ثالثة أروقة ،أضيئت بكشافات كهربائية عظيمة.
أو ًال :التوسعة السعودية األوىل:
توسعة الملك عبدالعزيز والملك
سعود
.4مساحة التوسعة السعودية األولى
وحيث إن التوسعة السعودية األولى ،شملت أجزاء من العمارة المجيدية ،التي
هدمت ،وأعيد بناؤها ضمن العمارة السعودية األولى ،وتلك األجزاء تبدأ من باب
الرحمة غربًا إلى باب عمر شما ًال ،ومن باب النساء شرقًا إلى باب عثمان شما ًال ،
فيحسن بنا أن نوضح ذلك فيما يلي:
أ .مساحة المسجد النبوي الشريف قبل التوسعة السعودية األولى 10303م.2
.ب .مساحة األجزاء ،التي هدمت من الجهات الثالث 6247م2
ج .الباقي من المساحة في الجهة القبلية من البناء المجيدي 4056م.2
د .مساحة الزيادة في التوسعة السعودية األولى 6024م.2
هـ .مساحة األجزاء التي أعيد تعميرها في التوسعة السعودية األولى 6247م.2
و .مساحة التوسعة السعودية األولى اإلجمالية 12271م.2
ز .مساحة المسجد اإلجمالية بعد التوسعة السعودية األولى 16327م.2
.
أو ًال :التوسعة السعودية األوىل:
توسعة الملك عبدالعزيز والملك
سعود
.5أبواب المسجد النبوي
الشريف بعد التوسعة السعودية األولى
باب السالم:
ويقع في الركن الجنوبي الغربي من المسجد النبوي الشريف ،وهو يحاذي الباب
الذي أحدثه عمر بن الخطاب ،Tفي زيادته للمسجد النبوي الشريف.
باب الصديق :ويقع غرب المسجد النبوي الشريف ،ويعرف بخوخة أبى بكر الصديق. T
روي في الصحيح :أن رسول هللا Rقال] : ِإ َّن َأ َم َّن ال َّن ا ِس َع َل َّي ِف ي َم ا ِل ِه َو ُص ْح َب ِت ِه َأ ُب و
َب ْك ٍر َو َل ْو ُك ْن ُت ُم َّت ِخ ًذ ا َخ ِل ي ًال ال َّت َخ ْذ ُت َأ َب ا َب ْك ٍر َخ ِل ي ًال َو َل ِك ْن ُأ ُخ َّو ُة ا ِإل ْس ال ِم ال ُت ْب َق َي َّن ِف ي
ا ْل َم ْس ِج ِد َخ ْو َخ ٌة ِإ َّال َخ ْو َخ َة َأ ِب ي َب ْك ٍر [ (صحيح مسلم ،الحديث الرقم .)4390فكانوا في
كل عمارة للمسجد النبوي الشريف يبنون بابًا بحذاء الخوخة ليدل على مكانها ،وفي
العمارة السعودية األولى ،أحدثوا بوابة كبيرة بثالث فتحات بين باب السالم وباب
الرحمة ،وسميت باب الصديق عم ًال بتوصية المصطفى.
· باب الرحمة :ويقع غرب المسجد وكان يعرف بباب عاتكة ـ وقد تقدم الحديث عنه.
· باب جبريل :ويقع شرق المسجد شمال شرق الحجرة الشريفة ـ وقد تقدم الحديث
عنه.
· باب النساء :ويقع شرق المسجد بعد باب جبريل من الشمال ،وهو بحذاء الباب
الذي فتحه عمر بن الخطاب Tفي زيادته للمسجد النبوي ـ كما تقدم.
· باب عبد العزيز :ويقع شرق المسجد بعد باب النساء ،وهو عبارة عن ثالثة أبواب
واسعة تطل على شارع الملك عبدالعزيز من الشرق.
· باب عثمان بن عفان :ويقع في الركن الشمالي الشرقي للمسجد النبوي الشريف.
· باب المجيدي :ويقع في وسط الجدار الشرقي من المسجد النبوي الشريف ،وهو
عبارة عن باب واحد ،وكان يسمى بهذا االسم بعد عمارة السلطان عبدالمجيد
للمسجد ،وأعيد اسمه في التوسعة السعودية األولى تخليدًا السم السلطان
عبدالمجيد.
· باب عمر بن الخطاب :ويقع في الركن الشمالي الغربي من المسجد النبوي ،وهو
عبارة عن باب واحد.
· باب سعود :ويقع غرب المسجد ،بعد باب الرحمة من الجهة الشمالية ،وهو عبارة
عن ثالثة أبواب واسعة ويواجه باب عبدالعزيز.
أو ًال :التوسعة السعودية األوىل:
توسعة الملك عبدالعزيز والملك
سعود
.5أبواب المسجد النبوي الشريف بعد التوسعة السعودية األولى
باب السالم:
ويقع في الركن الجنوبي الغربي من المسجد النبوي الشريف ،وهو يحاذي الباب
الذي أحدثه عمر بن الخطاب ،Tفي زيادته للمسجد النبوي الشريف.
باب الصديق :ويقع غرب المسجد النبوي الشريف ،ويعرف بخوخة أبى بكر الصديق. T
روي في الصحيح :أن رسول هللا Rقال] : ِإ َّن َأ َم َّن ال َّن ا ِس َع َل َّي ِف ي َم ا ِل ِه َو ُص ْح َب ِت ِه َأ ُب و
َب ْك ٍر َو َل ْو ُك ْن ُت ُم َّت ِخ ًذ ا َخ ِل ي ًال ال َّت َخ ْذ ُت َأ َب ا َب ْك ٍر َخ ِل ي ًال َو َل ِك ْن ُأ ُخ َّو ُة ا ِإل ْس ال ِم ال ُت ْب َق َي َّن ِف ي
ا ْل َم ْس ِج ِد َخ ْو َخ ٌة ِإ َّال َخ ْو َخ َة َأ ِب ي َب ْك ٍر [ (صحيح مسلم ،الحديث الرقم .)4390فكانوا في
كل عمارة للمسجد النبوي الشريف يبنون بابًا بحذاء الخوخة ليدل على مكانها ،وفي
العمارة السعودية األولى ،أحدثوا بوابة كبيرة بثالث فتحات بين باب السالم وباب
الرحمة ،وسميت باب الصديق عم ًال بتوصية المصطفى.
· باب الرحمة :ويقع غرب المسجد وكان يعرف بباب عاتكة ـ وقد تقدم الحديث عنه.
· باب جبريل :ويقع شرق المسجد شمال شرق الحجرة الشريفة ـ وقد تقدم الحديث
عنه.
· باب النساء :ويقع شرق المسجد بعد باب جبريل من الشمال ،وهو بحذاء الباب
الذي فتحه عمر بن الخطاب Tفي زيادته للمسجد النبوي ـ كما تقدم.
· باب عبد العزيز :ويقع شرق المسجد بعد باب النساء ،وهو عبارة عن ثالثة أبواب
واسعة تطل على شارع الملك عبدالعزيز من الشرق.
· باب عثمان بن عفان :ويقع في الركن الشمالي الشرقي للمسجد النبوي الشريف.
· باب المجيدي :ويقع في وسط الجدار الشرقي من المسجد النبوي الشريف ،وهو
عبارة عن باب واحد ،وكان يسمى بهذا االسم بعد عمارة السلطان عبدالمجيد
للمسجد ،وأعيد اسمه في التوسعة السعودية األولى تخليدًا السم السلطان
عبدالمجيد.
· باب عمر بن الخطاب :ويقع في الركن الشمالي الغربي من المسجد النبوي ،وهو
عبارة عن باب واحد.
· باب سعود :ويقع غرب المسجد ،بعد باب الرحمة من الجهة الشمالية ،وهو عبارة
عن ثالثة أبواب واسعة ويواجه باب عبدالعزيز.
ثاني ًا :التوسعة السعودية الثانية
للمسجد النبوي
أدى ما وفرته الدولة من أمن وأمان وراحة واستقرار لضيوف الرحمن ،إضافة إلى
توفير الخدمات المساندة في الشوارع الفسيحة والميادين الواسعة حول المسجد،
والتي تستوعب حركة السيارات والحافالت ،مع إحاطتهم بالرعاية والعناية ،إلى
توفير أسباب المتعة لهم في هذا المكان الطاهر ،فتزايدت أعدادهم .وقد أدت
زيادة أعداد الحجاج وزوار مسجد المصطفى ،Rإلى اتخاذ إجراء حاسم لمواجهة هذه
الزيادة ،وذلك بتوسعة المسجد النبوي الشريف.
لم يكد يمضى على التوسعة السعودية األولى عام واحد ،حتى ظهرت للمغفور له
الملك فيصل ،رحمة هللا عليه ،الحاجة الملحة إلى زيادة رقعة المسجد النبوي ،نظرًا
الزدياد عدد الحجيج لألسباب السالف ذكرها .ومن ثم ،فقد أصدر الملك فيصل أمره
بمباشرة التوسعة السعودية الثانية للمسجد ،وقد رأى جاللة الملك فيصل ،رحمه
هللا ،المحافظة على كل ما يسجل ويوثق تاريخ المسجد النبوي ،وذلك باإلبقاء على
مباني التوسعة األولى تمامًا ،وترميمها .كما رأى إبقاء العمائر المحيطة من
الجهة القبلية والشرقية ،وكذا الشمالية ،بقدر اإلمكان ،على أن تكون الزيادة من
الجهة الغربية.
وهكذا صدر أمر جاللة الملك فيصل ،رحمة هللا عليه ،بمباشرة هذه التوسعة ،والتي
قدر لها أن تتم كلها في الناحية الغربية للمسجد ،بحيث تبدأ من الضلع الغربي
وتمتد حتى تصل إلى الشارع العيني ،وبذلك يكون طول هذه الزيادة (1656م) ،كما
أن تمتد من الجنوب (القبلي) الغربي إلى الشمال الغربي حتى (الساحة) بطول يبلغ
مقداره (185م) تقريبًا .
فعند وقوف ولي األمر على الحاجة الماسة إلى تخفيف الضغط على مبنى المسجد
النبوي الشريف ،وإزاء تضاعف أعداد الحجاج ،قرر المغفور له الملك فيصل بن عبد
العزيز إجراء توسعة جديدة ،وتمثلت في إضافة ( )30000متر مربع جديد إلى أرض
المسجد .لم تتناول أعمال هذه التوسعة العمارة السعودية األولى للمسجد نفسه،
بل جهزت تلك المساحة إلقامة مصلى كبير مظلل ،يتسع لعدد من المصلين يماثل
عددهم داخل المسجد .ثم بعد ذلك أضيفت مساحة ( 5550م ،)2وظللت كذلك ،مما
أتاح المجال الستيعاب أعداد كبيرة من المصلين.
ثالثا :التوسعة السعودية الثالثة
للمسجد النبوي
تمت التوسعة السعودية الثالثة في عهد جاللة الملك خالد بن عبدالعزيز ـ رحمه
هللا ـ بإضافة ما مساحته (45000م ) 2والتي أصبحت ميدانًا مظل ًال فسيحًا ،أضيف
إلى أرض المسجد الخارجية ،وذلك الستيعاب أكبر عدد من المصلين .لم تتناول أعمال
هذه التوسعة عمارة المسجد .شملت هذه التوسعة سوق القماشة ،الذي اندلعت
النيران فيه في 18رجب سنة 1397هـ ،ويقع في الجنوب الغربي من المسجد
النبوي الشريف ،حيث أزيلت المنطقة وتم تعويض أصحاب الدور والعقارات وضمت
األرض بعد تسويتها إلى ساحات المسجد النبوي الشريف .امتدت التوسعة إلى شارع
العينية والمواضىء ،التي كانت أمام المسجد من الجهة الغربية ،وكل المساكن
والشوارع ،التي تقع في هذا االتجاه ،كما امتدت من الجنوب إلى الشمال حتى شارع
الساحة ،ومن جدار الحرم الغربي إلى المناخة وقد أصبح جزء من هذه المساحة
مواقف للسيارات ،بينما غطي الجزء اآلخر ،كسابقه ،بمظالت مؤقتة ،وجهز باإلضاءة
الالزمة وبالمراوح ومكبرات الصوت .وبلغت المساحة اإلجمالية (45000م ،) 2مما
ساعد على توسعة المسجد ،وأصبح جاهزًا لزوار مسجد الرسول
رابع ًا :تأثير التوسعة السعودية
الثانية والثالثة عىل المحيط
العمراني
ظهرت أول تأثيرات التوسعة السعودية الثانية والثالثة للمسجد النبوي الشريف،
عندما بدئ في هدم المباني المحيطة بالتوسعة السعودية األولى ،بعدما نزعت
الدولة ملكية الدور ،التي بجوار الحرم النبوي الشريف من الناحية الغربية ،وعوضت
أصحابها بالمال الجزيل .وفي عام 1393هـ ،بدئ في الهدم وتم ذلك في ثالثة
أشهر ،وبعد أربعة أشهر أخرى كانت األرض صالحة للصالة عليها ،بعد أن هيئت فيها
مظالت تقي المصلين من حر الشمس واألمطار .صاحب أعمال التوسعة القيام ببعض
أعمال التجديد الحضري للشوارع والميادين ،وذلك برصفها وإنارتها .كما أن زحف
المركز التجاري باتجاه شمال غرب المسجد ،قد ساعد في تحويل الكثير من المباني
السكنية إلى محالت تجارية وظهور العمارات السكنية شبه البرجية في شمال غرب
منطقة المسجد .وتبع ذلك زيادة في حركة التعمير خارج حدود المدينة ،واستمرار
ظهور المخططات العمرانية ذات التقسيم الشبكيُ ( .ا نظر صورة التوسعة
السعودية الثانية والثالثة).
وتعتبر شبكة الطرق الحضرية الرئيسية أول متطلبات التخطيط الحضري ،بعد هاتين
التوسعتين .وبالنظر إلى مخطط المدينة المنورة ،بعد انتهاء أعمالهما ،نجد أنه
إشعاعي التكوين ،وذلك لخدمة حركة المرور المرتبطة بالمسجد النبوي الشريف.
ونظرًا ألن شبكة الطرق لم تكن متوائمة مع األعداد المتزايدة من السيارات
والحافالت ،في ذلك الوقت؛ لذلك رؤى إنشاء الطريق الدائري األول لتحقيق نوع من
االنسيابية في حركة المرور حول المنطقة المركزية ،وتحقيق اتصال مباشر بين
الطرق اإلشعاعية الرئيسية.
وقد واكب أعمال التوسعتين انتعاش األحوال االقتصادية ،وخاصة التجارية ،التي
ترتبط بالزيادة المطردة للحجاج ،كما أن وجود المطار الدولي قد سهل اتصال
المدينة المنورة بالعالم اإلسالمي.
المراجع
HTTP://WWW.MOQATEL.COM/OPENSHARE/BEHOTH/DENIA9/EL-
HARMEN/SEC09.DOC_CVT.HTM