You are on page 1of 127

‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪1‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪2‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫قال هللا تعالى ‪:‬‬

‫يل لَ ُك ْم‬ ‫‪ٰٓ ‬يأَيُّها الَّ ِذين ءامنُأو ۟ا إِ َذا قِ‬


‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬
‫۟‬ ‫سحو ۟ا ِِف الْم ٓجلِ‬
‫س ُحوا يَ ْف َس ِح‬ ‫َ‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫ا‬‫َ‬‫ف‬ ‫ِ‬
‫س‬ ‫َ‬ ‫تَ َف َّ ُ‬
‫۟‬ ‫۟‬ ‫ِ ِ‬
‫ش ُزوا يَ ْرفَ ِع‬ ‫ش ُزوا فَان ُ‬ ‫يل ان ُ‬
‫هللاُ لَ ُك ْم ۖ َوإ َذا ق َ‬
‫۟‬ ‫هللا الَّ ِذين ءامنُ ۟وا ِمن ُكم والَّ ِ‬
‫ين أُوتُوا‬ ‫َْ َ‬ ‫ذ‬ ‫ُ َ ََ‬
‫ت ۚ َوهللاُ ِِبَا تَ ْع َملُو َن َخبِير ‪‬‬ ‫ال ِْعلْم َدر ٓج ٍ‬
‫َ َ‬
‫[سورة اجملادلة ‪]11 :‬‬

‫‪3‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪‬‬
‫إن احلمد هلل؛ حنمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ ابهلل من شرور أنفسنا‪ ،‬ومن سيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده هللا فال‬
‫مضل له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪.‬‬

‫وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد أن حممدا عبده ورسوله‪.‬‬

‫۟‬ ‫۟‬
‫سلِ ُمو َن ) [آل عمران‪.]102 :‬‬ ‫ِِ‬
‫ين َء َامنُوا اتَّ ُقوا هللاَ َح َّق تُ َقاتهۦ َوَال َتَُوتُ َّن إَِّال َوأَنتُم ُّم ْ‬
‫َّ ِ‬
‫( ٰٓيأَيُّ َها الذ َ‬

‫س ٓوِح َد ٍة و َخلَ َق ِم ْن ها َزوجها وب َّ ِ‬ ‫۟‬


‫آء ۚ‬ ‫ِ ِ‬
‫ث م ْن ُه َما ِر َج ااال َكث ايا َون َس ا‬ ‫َ ْ َ َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َّاس اتَّ ُقوا َربَّ ُك ُم الَّ ِذى َخلَ َق ُكم ِِّمن نَّ ْف ٍ‬‫( ٰٓيأَيُّ َها الن ُ‬
‫۟‬
‫ك ْم َرقِيباا ) [النساء‪.]1 :‬‬
‫َواتَّ ُقوا هللاَ الَّ ِذى تَ َسآءَلُو َن بِ ِهۦ َو ْاْل َْر َح َام ۚ إِ َّن هللاَ َكا َن َعلَْي ُ‬

‫۟‬ ‫۟ ۟‬
‫صلِ ْح لَ ُك ْم أَ ْع ٓملَ ُك ْم َويَغْ ِف ْر لَ ُك ْم ذُنُوبَ ُك ْم ۗ َوَمن يُ ِِ ِع‬
‫ين َء َامنُوا اتَّ ُقوا هللاَ َوقُولُوا قَ ْواال َس ِدي ادا (‪ )70‬يُ ْ‬ ‫َّ ِ‬
‫( ٰٓيأَيُّ َها الذ َ‬
‫يما ) [اْلحزاب‪.]71 ،70 :‬‬
‫‪1‬‬ ‫ِ‬
‫هللاَ َوَر ُسولَهُۥ فَ َق ْد فَ َاز فَ ْوازا َعظ ا‬

‫‪1‬هذه خظبة الحاجة التي كان رسول هللا ‪ ‬يعلمنا أحصابه‪.‬‬


‫انظر‪" :‬خطبة الحاجة " للشيخ محمد ناصر الدين األلباني‪ ،‬طبع المكتب اإلسالمي (ص‪ .)12‬وهي أحرجه أبو داود (‪ ،)331/1‬والنسائي‬
‫(‪ ،)208/1‬والحاكم (‪ ،)182،183/2‬والطيالسي (رقم ‪ ،)337‬وأحمد (رقم ‪ 3720‬و ‪ ،)4115‬وأبو يعلى في "مسنده" (ق ‪ ،)1/347‬والطبراني‬
‫في "المعجم الكبير"‪ ،‬والبيهقي في "سننه" (‪ ) 146/7‬من طريق أبي إسحاق عن أبي عبيدة بن عبد هللا عن أبيه قال‪ :‬علمنا رسول هللا ‪ ‬خطبة‬
‫الحاجة [ في النكاح وغيره]‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫أما بعد ‪:‬‬

‫فإن السنة النبوية املطهرة تعد منبع من منابع شريعة اإلسالم‪ ،‬وهي العطاء املتجدد و الزائد الباقي إىل يوم‬
‫الدين‪ ،‬و تشريفا و تقديرا هلذه األمة أمة حممد ‪ ‬و تنبعث قوة املسلمني ملن يضرهم عقائدهم و مناهجهم‪،‬‬
‫وكذلك تضع للمسلمني النموذج العملي و الربانمج الواقعي ملا ينبغي أن يكون عليه سلوكهم و أفعاهلم و أقواهلم‬
‫الصحيحة و عالقاهتم برهبم‪.‬‬

‫ومن مَث أن هذا الدين ال يقبل إال صحيحا و مطابقا مبا يقول هللا و رسوله ‪ ‬يدل على عزته و شرفه‬
‫من كل األداين األخرى‪ ،‬و يف هذا يقول ابن سريين ‪ (( :‬إن هذا العلم دين‪ ،‬فانظروا عمن أتخذون دينكم ))‪.2‬‬

‫لذلك فتح كثريمن فنون العلم لتكون حفظا و صيانة من الضياع و منها علم التخريج يعرفنا صحة احلديث‪ ،‬و‬
‫مفاتيح درجة احلديث‪ ،‬و رجال احلديث‪ ،‬فإذا مسعنا حديثا نسبه إىل النيب ‪ ‬فعلم التخريج يعطينا عدة فوائد‬
‫منها ‪:‬‬

‫‪ .1‬يعرفنا مكان هذا احلديث يف كتب السنة األصيلة‪.‬‬


‫‪ .2‬يعرفنا من خالل ختريج احلديث أسامي رجال الرواة‪.‬‬
‫‪ .3‬يعرفنا صحة نسبة قائل احلديث‪.‬‬
‫‪ .4‬يعرفنا هل هذا احلديث قاله الرسول ‪ ‬أم ال‪.‬‬

‫و إين أسأل هللا من فضله العظيم و منه اجلليل و إحسانه الكثري‪ ،‬أن جيعل هذا العمل خالصا لوجه الكرمي‪.‬‬
‫كما أسأله ‪ :‬أن ينفع هذا البحث إخواين املسلمني‪ ،‬و أن يكفيهم شر األشرار و كيد الكائدين‪ ،‬و إنه ويل‬
‫للمؤمنني نعم املوىل و نعم النصري‪.‬‬

‫هللا املوفق إىل أقوم الطريق‪.‬‬

‫‪2‬أخرجه مسلم في صحيحه "مقدمة اإلمام مسلم رحمه هللا" باب في أن اإلسناد من الدين (‪.)14/1‬‬

‫‪5‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫أسباب اختيار الموضوع ‪:‬‬

‫و البحث يف هذا املوضوع له أمهية كربى لدى املسلمني‪ ،‬ألنه يتعلق مبكانة اإلسالم‪ ،‬وأمهية أحكام‬
‫الشريعة اإلسالمية‪ ،‬واحملافظة على سنة الرسول هللا ‪ ‬الصحيحة‪ ،‬و ال سيما يف هذا العصر و يف يومنا هذا تكثر‬
‫فيه الفنت وتزداد فيه احملن‪.‬‬

‫و لذلك من الدوافع الىت محلتين على اختيار هذا املوضوع ما يلي ‪:‬‬

‫‪ .1‬هذا البحث يبني مدى أمهية علم احلديث و مكانته‪ ،‬ألنه يتعلق بثاىن مصادر الشريعة اإلسالمية‬
‫(السنة النبوية )‪.‬‬
‫‪ .2‬أن العلماء املتقدمني يف علم احلديث كاإلمام البخاري و مسلم– رمحهما هللا – من العلماء الذين‬
‫هلم أثر يف حفظ تراث األمة‪ ،‬يف انحية علم احلديث الذى اهتم جبمعه‪.‬‬
‫‪ .3‬كثرة الكتاابت املنتشرة اليت تزعزع أمور األمة و تشكك قضاايها اليوم من حيث أغلب الناس‬
‫ينشرون األحاديث دون النظر و االستقصاء إىل معرفة القبول من املردود‪ ،‬و هذا الذي دفعين إىل‬
‫كتابة هذا البحث‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫أهمية الموضوع ‪:‬‬

‫و هذا من أمهية املوضوع يف علم احلديث ألن العلماء قد بذلوا جهدهم طوال حياهتم يف طلب العلم منذ‬
‫صغرهم‪ ،‬و أتليف الكتب حلفظ عقائد األمة الصحيحة الثابتة‪ ،‬و ألن علم احلديث ذو أمهية ابلغة حيث أقيم‬
‫بنيانه لغاية عظيمة و أغراض نبيلة منها ‪:‬‬

‫‪ .1‬من أمهية هذه الفوائد بل هي مثرته معرفة صحة احلديث و ضعفه من مجيع الطرق و خترجيها‪.‬‬
‫‪ .2‬معرفة مظان احلديث من مصادره األصلية‪ ،‬و من مَثَّ توثيق نص احلديث و رجاله‪ ،‬و ضبط هذا النص‪.‬‬
‫‪ .3‬معرفة كون احلديث فردا غريبا أو عزيزا‪ ،‬أو مشهورا مستفيضا‪ ،‬أو متواترا‪.‬‬
‫‪ .4‬معرفة أن احلديث أخرجه الشيخان أو أحدمها يف األصول املسندة‪ ،‬فلسنا حباجة إىل دراسة اإلسناد و‬
‫احلكم عليه عندمها ملا تكفل كل واحد منهما مؤنة ذلك‪ ،‬و قد تلقت األمة كتابيهما ابلقبول‪ ،‬و إذا‬
‫احتجنا إىل التخريج ألحاديثهما فليس ألصل احلكم بل لفوائد أخرى يف التخريج‪ ،‬كما سأشري إىل فوائد‬
‫املستخرجات عليهما و على غريمها ضمن هذه الفوائد‪.‬‬
‫‪ .5‬الوقوف من خالل التخريج على كالم األئمة يف احلديث و إسناده صحة و ضعفا‪ ،‬مثل كالم الرتمذي و‬
‫ما ينقله عن البخاري و كالم النسائي و أيب داود و الدارقطين و البيهقي و غريهم‪ ،‬فيسهل ذلك له‬
‫معرفة حكم احلديث و إسناده‪.‬‬
‫‪ .6‬معرفة شواهد احلديث و متابعاته من عملية التخريج و من َث معرفة تقوية اإلسناد أو احلديث هبا أو عدم‬
‫تقويته‪.‬‬
‫‪ .7‬ميكن الوصول ابلتخريج و مجع طرق احلديث إىل معرفة علل احلديث متنا و إسنادا‪ ،‬من الشذوذ و‬
‫النكارة و زايدة الثقة و حنوها‪.3‬‬

‫‪3‬علم التخريج و دوره في خدمة السنة النبوية‪ ،‬د‪ .‬عبد الغفور بن عبد الحق حسين بن البلوشي (ص ‪.)20‬‬

‫‪7‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫خطة البحث ‪:‬‬

‫ينقسم البحث إىل مقدمة‪ ،‬و متهيد‪ ،‬و ثالثة فصول‪ ،‬و خامتة‪ ،‬و فهارس‪.‬‬

‫أ‪ .‬أما القدمة فتشتمل على ‪:‬‬


‫‪ .1‬أسباب اختيار املوضوع‪.‬‬
‫‪ .2‬أمهية املوضوع‪.‬‬
‫‪ .3‬خطة البحث‪.‬‬

‫ب‪ .‬أما التمهيد فيشتمل على ‪:‬‬


‫‪ .1‬تعريف السنة لغة و اصطالحا‪.‬‬
‫‪ .2‬مكانة السنة من التشريع اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ .3‬األوجه اليت ترد فيها السنة مع القرآن من حيث داللتها على األحكام‪.‬‬
‫‪ .4‬حجية السنة و حكم منكرها‪.‬‬

‫ج‪ .‬الفصل األول يشتمل على ‪:‬‬


‫‪ .1‬تعريف علم التخريج‪.‬‬
‫‪ .2‬نشأة علم التخريج‪.‬‬
‫‪ .3‬أمهية علم التخريج‪ ،‬و موضوعه‪.‬‬
‫‪ .4‬طريقة ختريج احلديث‪.‬‬
‫‪ .5‬املصنفات يف علم احلديث‪.‬‬

‫د‪ .‬الفصل الثاين يشتمل على ‪:‬‬


‫‪ .1‬ترمجة ابن عبد اهلادي صاحب كتاب احملرر يف احلديث‪.‬‬
‫‪ .2‬التعريف بكتاب احملرر يف احلديث‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫ه‪ .‬الفصل الثالث ‪ :‬ختريج و دراسة أحاديث من كتاب احملرر يف احلديث البن عبد اهلادي‪.‬‬
‫= من رقم ‪ 1296 -1290‬و يشتمل على ما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬كتابة نص احلديث‪.‬‬
‫‪ .2‬بيان معاين املفردات‪.‬‬
‫‪ .3‬ختريج احلديث من كتب السنة مع تقدمي على الصحيحني على غريمها‪.‬‬
‫‪ .4‬دراسة اإلسناد العايل مع ذكر درجة احلديث مستعينا أبقوال األئمة‪.‬‬
‫‪ .5‬بيان فقه احلديث ابختصار مع االستعانة بكتب الشروح‪.‬‬
‫‪ .6‬التوثيق من احلاشية عقب النقل من املصادر‬

‫و‪ .‬اخلامتة و تشتمل على أهم الفوائد املتفردة من هذا البحث‪.‬‬

‫ز‪ .‬الفهارس و تشتمل على ‪:‬‬


‫‪ .1‬فهرس اآلايت القرآنية‪.‬‬
‫‪ .2‬فهرس األحاديث النبوية‪.‬‬
‫‪ .3‬فهرس اإلعالم‪.‬‬
‫‪ .4‬فهرس املصادر‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫التمهيد‬

‫ويشتمل على املباحث التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬تعريف السنة لغة و اصطالحا‪.‬‬


‫‪ .2‬مكانة السنة من التشريع اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ .3‬األوجه اليت ترد فيها السنة مع القرآن من حيث داللتها على األحكام‪.‬‬
‫‪ .4‬حجية السنة و حكم منكرها‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪‬‬
‫المبحث األول‬
‫تعريف السنة لغة و اصطالحا‬

‫أوال ‪ :‬السنة يف اللغة ‪:‬‬

‫استعمل العرب كلمة (السنة) منذ عهد اجلاهلية قبل مبعث النيب – صلى هللا عليه و سلم – مبعىن ( الطريقة )‬
‫حسنة كانت أو قبيحة‪.‬‬

‫قال ابن منظور ‪(( :‬السنة ‪ :‬السرية حسنة كانت أو قبيحة)) و قال ‪(( :‬و السرية ‪ :‬الطريقة))‪.‬‬

‫واستشهد ابن منظور على أن (السنة) تعين الطريقة املعتادة حسنة كانت أو قبيحة بقول الشاعر اجلاهلي خالد بن‬
‫جتزع ْن من سرية أنت سرهتا *‪ *...*...‬فأول راض من سنة من يسريها‪.4‬‬
‫فم مال م‬ ‫عتبة اهلذيل ‪:‬‬

‫ومنها قوله صلى هللا عيله و سلم ‪ (( :‬من سن يف اإلسالم سنة حسنة فله أجرها‪ ،‬وأجر من عمل هبا بعده من‬
‫غري أن ينقص من أجورهم شيئ‪ ،‬و من سن يف اإلسالم سنة سيئة‪ ،‬كان عليه وزرها ووزر من عمل هبا من بعده‪،‬‬
‫من غري أن ينقص من أوزارهم شيئ))‪.5‬‬

‫و السنة ‪ :‬السرية‪ ،‬و سنة رسول هللا ‪ ‬سريته‪ ،‬فالسنة هي الطريقة‪ ،‬حممودة كانت أو مذمومة‪ ،‬و قال ابن األثري ‪:‬‬
‫((قد تكرر يف احلديث ذكر السنة‪ ،‬وما تصرف منها‪ ،‬و األصل فيها الطريقة و السرية‪ .‬و يف احلديث ‪(( :‬لتتَّبِعُ َّن‬
‫سنن من كان قبلكم))؛ أي ‪ :‬طريقتهم))‪.6‬‬

‫‪4‬انظر ‪ :‬السنة النبوية حجيتها و تدوينها لسيد عبد الماجد الغوري (ص ‪.)13‬‬
‫‪5‬‬
‫"صحيح مسلم" كتاب الزكاة‪ ،‬باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة‪ ،‬أو كلمة طيبة حجاب من النار‪ ،‬بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي (‪– 704\2‬‬
‫مع شرح النووي و السيوطي) (ح ‪.)1017‬‬
‫‪6‬انظر ‪ :‬االتجاه العقلي و علوم الحديث د‪ .‬خالد أبا الخيل (ص ‪.)17‬‬

‫‪11‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫اثنيا ‪ :‬السنة يف االصطالح ‪:‬‬

‫و السنة اصطالحا ‪ :‬ما أضيف إىل النيب ‪ ‬من قول أو فعل أو تقرير أو صفة‪.‬‬

‫وذكر صاحب كتاب "السنة النبوية حجيتها و تدوينها" سيد عبد املاجد الغوري‪: 7‬‬

‫خيتلف معىن (السنة) يف اصطالح الفقهاء عنه يف اصطالح احملدثني و اصطالح األصوليني‪.‬‬

‫أ‪ .‬معىن (السنة) عند الفقهاء ‪:‬‬


‫فأما الفقهاء فيذكرون (السنة) يف أبواب العبادات مثال يف مقابلة الفرض‪ ،‬فغسل الوجه يف الوضوء فرض‪،‬‬
‫بينما تثليث الغسل سنة‪ ،‬فهي تطلق عند الفقهاء على ((ما يثاب فاعله و ال يعاقب اتركه))‪.‬‬
‫و تنقسم (السنة) عندهم إىل قسمني‪ ،‬ومها‪( :‬سنة اهلدي) و (سنة الزوائد)‪ ،‬أما (سنة اهلدي) فهي ما‬
‫فعله النيب ‪ ‬على سبيل العبادة كصالة الضحى‪ ،‬و صالة ركعتني قبل الفجر‪.‬‬
‫و أما (سنة الزوائد) ‪ :‬فما فعله النيب ‪ ‬على سبيل العادة‪ ،‬كطريقته يف قيامه و قعوده و مشيه و لباسه و‬
‫أكله‪.‬‬

‫ب‪ .‬معىن (السنة) عند األصوليني ‪:‬‬


‫وأما األصوليون فيذكرون (السنة) دليال من أدلة الفقه يف مقابلة (الكتاب) و (اإلمجاع) و (القياس)‪ ،‬و‬
‫يعرفون من بني هذه األدلة أبهنا ‪(( :‬ماثبت عن النيب ‪ ‬من قول أو فعل أو تقرير))‪.‬‬

‫ج‪ .‬معىن (السنة) عند احملدثني ‪:‬‬


‫وأما احملدثون فيعرفون (السنة) أبهنا ‪(( :‬ما أضيف إىل النيب ‪ ‬من قول أو فعل أو تقرير‪ ،‬أو وصف أو‬
‫سرية))‪ ،‬هذا عند بعضهم‪ ،‬و عند األكثر أهنا تشمل ما أضيق إىل الصحايب أو التابعي)) و يشمل‬
‫الوصف صفاته اخللقية و اخللقية‪ .‬كما تشمل السرية حياته ‪ ‬قبل البعثة و بعدها‪.‬‬

‫‪7‬انظر ‪ :‬السنة النبوية حجيتها و تدوينها لسيد عبد الماجد الغوري (ص ‪)14‬‬

‫‪12‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫و هذا التعريف للسنة يبني أهنا عند احملدثني أعم منها عند األصوليني الذي ال يُدخلون السرية و الوصف يف‬
‫تعريفهم‪ .‬وأيضا أن لفظ (السنة) يرد و ال يرد به معناها عند اصطالح الفقهاء أو احملدثنني أو األصوليني‪ ،‬فالسنة‬
‫على حسب مقول العلماء املتخصصني لدى األحكام و األفهام‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫المبحث الثاني‬

‫مكانة السنة من التشريع اإلسالمي‬

‫جاء اإلسالم و شريعته ‪ -‬بال ريب و ال شك – من رب العاملني‪ ،‬وعلى هذا فالينبغي على كل حي‬
‫كائن أن يشرع أمرا من أمور الشريعة مل يؤذن له إال من عند الشارع‪ ،‬و قد ذم و عاتب هللا كفار مكة على ما‬
‫كانوا يفعلون‪ ،‬وأبهنم شرعوا من الدين ما مل أيذن هللا كما قال هللا ‪ ( :‬أ َْم َهلم ُشرٓأك ُؤ ۟ا َشرعُ ۟وا َهلم ِمن ِِّ‬
‫الدي ِن َما‬ ‫َ ُ ِّ َ‬ ‫ُْ َ‬
‫ضى ب ي نَ هم ۗ وإِ َّن ال ٓظِّلِ ِمني َهلم َع َذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ۢ‬
‫يم )‪ .8‬و كما عرفنا أن هللا بعث‬ ‫اب أَل ر‬‫ر‬ ‫َ ُْ‬
‫ِ‬ ‫َلْ َٰيْ َذن بِ ِه هللاُ ۚ َولَ ْوَال َكل َمةُ الْ َف ْ‬
‫ص ِل لَ ُق َ َ ْ ُ ْ َ‬
‫الرسول ليبلغ الناس حكم رهبم‪ ،‬و السنة من بالغه‪ ،‬و عليه فإن حكمة كون السنة حجة هلم ؛ يعين ‪ :‬التسليم‬
‫على أنه من املصدر الثاين من الشريعة الىت جعلها هللا قانوان و دستورا يف حتقيق احلياة و إذا وصل إلينا فعليه‬
‫االمثتال له و الطاعة و العقاب على تركه‪.‬‬

‫و حتدث القرآن الكرمي عن حجية السنة النبوية و األمر ابتباعها و السنة الشريفة و إمجاع السلف مصرحة بذلك‪.‬‬

‫أوال – الكتاب ‪:‬‬

‫وِن ُُيبِب ُكم هللا وي غْ ِفر لَ ُكم ذُنُوب ُكم ۗ وهللا غَ ُف ِ‬ ‫ِ‬
‫يم)‪ ،‬و قوله (قُ ْل‬ ‫قال تعاىل ‪( :‬قُ ْل إِن ُكنتُ ْم ُُتبُّو َن هللاَ فَاتَّبِعُ ِ ْ ْ ُ ُ َ َ ْ ْ َ ْ َ ُ ر‬
‫ور َّرح ر‬
‫ول ۖ فَِإن تَ ولَّو ۟ا فَِإ َّن هللا َال ُُِي ُّ ِ‬ ‫ِ ۟‬
‫ين)‪.9‬‬ ‫ب ال ْٓكف ِر َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫الر ُس َ‬
‫َطيعُوا هللاَ َو َّ‬
‫أ‬
‫ۖ‬
‫ٓك َعلَْي ِه ْم َح ِفيظاا)‪.10‬‬
‫اع هللاَ ۖ َوَمن تَ َوَّ َّٓل فَ َمآ أ َْر َسلْن َ‬
‫ول فَ َق ْد أَطَ َ‬ ‫قال تعاىل ‪َّ ( :‬من يُ ِِ ِع َّ‬
‫الر ُس َ‬

‫ني لِلن ِ‬
‫َّاس َما نُِِّز َل إِلَْي ِه ْم َولَ َعلَّ ُه ْم يَتَ َف َّك ُرو َن)‪.11‬‬ ‫ك ِِّ ِ‬
‫الذ ْك َر لتُ بََِِّ‬ ‫َنزلْنَآ إِلَْي َ‬
‫قال تعاىل ‪َ ( :‬وأ َ‬
‫۟‬
‫ول فَ ُخ ُذوهُ َوَما نَ َه ٓى ُك ْم َع ْنهُ فَانتَ ُهوا)‪.12‬‬
‫الر ُس ُ‬
‫قال تعاىل ‪َ ( :‬وَمآ َءاتَٓى ُك ُم َّ‬

‫فهذه اآلايت السابقة كلها تدل على وجوب اتباع الرسول ‪ ‬يف كل شيئ‪ ،‬و يف كل وقت و زمان ؛ ألن اآلية مل‬
‫ختصص بزمن دون زمن‪.‬‬

‫‪8‬الشورى ‪21 :‬‬


‫‪9‬آل عمران ‪32-31 :‬‬
‫‪10‬‬
‫النساء ‪80 :‬‬
‫‪11‬النحل ‪44 :‬‬
‫‪12‬الحشر ‪7 :‬‬

‫‪14‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫اثنيا – السنة ‪:‬‬

‫جاء يف السنة ما يدل على التمسك هبا و حجيتها‪ ،‬و منها ‪:‬‬

‫‪ .1‬عن العرابض بن سرية أن رسول هللا ‪ ‬قال‪ (( :‬أوصيكم بتقوى هللا السمع و الطاعة‪ ،‬و إن عبدا‬
‫حبشيا‪ ،‬فإنه من يعش منكم بعدي فسريى اختالفا كثريا‪ ،‬فعليكم بسنيت و سنة اخللفاء املهديني‬
‫الراشدين‪ ،‬متسكوا هبا و عضوا عليها ابلنواجذ‪ ،‬و إايكم حمداثت األمور‪ ،‬فإن كل حمدثة بدعة‪ ،‬وكل‬
‫بدعة ضاللة))‪.13‬‬
‫‪ ،‬قالت ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ (( :‬من أحدث يف أمران هذا ما ليس‬ ‫‪ .2‬و عن عائشة‬
‫فيه فهو رد)) قال ابن عيسى ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه و سلم‪((:‬من صنع أمرا على غريأمران فهو‬
‫رد ))‪.14‬‬

‫اثلثا – اإلمجاع ‪:‬‬

‫أمجع الصحابة ‪‬على وجوب التمسك بسنته ‪ ‬يف حال حياته و بعد مماته‪ ،‬و قصة اجلدة اليت جاءت إىل أيب‬
‫بكر ‪ ‬تطلب مرياثها من ولد بنتها واضحة يف ذلك‪ ،‬حيث قال هلا ‪ِ (( :‬‬
‫مالك يف كتاب هللا شيئ‪ ،‬و ما‬
‫الناس‪ ،‬فقال املغرية بن شعبة ‪: ‬‬ ‫ِ‬
‫الناس))‪ .‬فسأل م‬ ‫علمت لك يف سنة رسول هللا ‪ ‬شيئا‪ ،‬فارجعي حىت أسأل م‬‫ُ‬
‫س‪ .‬فقال أبو بكر‪ (( :‬هل معك غريك ؟)) فقال ‪ :‬حممد بن سلمة ‪، ‬‬ ‫الس ُد م‬
‫حضرت رسول هللا ‪ ‬أعطاها ُ‬
‫ُ‬
‫فقال مثل قال املغرية‪ ،‬فأنفذه أبو بكر‪.15 ‬‬

‫قال األوزاعي و مكحول و حيي بن أيب كثري و غريهم ‪(( :‬القرآن أحوج إىل السنة من السنة إىل الكتاب‪ ،‬و السنة‬
‫قاضية على الكتاب‪ ،‬و ليس الكتاب قاضيا على السنة))‪ ،‬و أيضا عن األوزاعي قال ‪ :‬قال أيوب السختياين‪((:‬‬
‫إذا حدثت الرجل ابلسنة فقال‪ :‬دعنا من هذا و حدثنا من القرآن‪ ،‬فاعلم أنه ضال مضل))‪.16‬‬

‫‪"13‬سنن أبي داود" كتاب السنة‪ ،‬باب في لزوم السنة‪ ،‬بتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد (‪()200\4‬ح ‪.)4607‬‬
‫‪14‬‬
‫"سنن أبي داود" (‪( )200\4‬ح ‪.)4606‬‬
‫‪15‬أخرجه أبو داود في كتاب ‪ :‬الفرائض‪ ،‬باب ‪ :‬في الجدة‪ ،‬برقم (‪ ) 2894‬نقال من كتاب‪ :‬السنة النبوية لسيد عبد الماجد الغوري (ص‪.)23‬‬
‫‪16‬انظر ‪ :‬تدوين السنة النبوية‪ ،‬د‪ .‬محمد مطر الزهراني (ص ‪)21‬‬

‫‪15‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫و هكذا كان سلفنا – رمحهم هللا تعاىل رمحة واسعة – نالحظ أهنم يبذلون قصارى جهدهم‪ ،‬و بكافة‬
‫اإلمكاانت و قلة الوسائل و بعد املسافات نراهم على خري و بركة بسبب عنايتهم و اهتمامهم ابلسنة النبوية علما‬
‫و عمال‪ ،‬حفظا و كتابة‪ ،‬و دراسة و داعيا بني األمة‪ ،‬و مثلهم كمثل األعلى يف السماء‪ ،‬و مثلهم كمثل األنبياء‬
‫يف الدعوة‪ ،‬وكذلك استمر الوضع بعد مماته ‪ ،‬و إليكم منوذجا منه‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫المبحث الثالث‬

‫األوجه التي ترد فيها السنة مع القرآن من حيث داللتها على األحكام‬

‫ملا تتبعنا آاثر السلف و أخبار اخللف‪ ،‬جند أمن متمسكون ابلسنة النبوية‪ ،‬و الينكرون ابالحتجاج هبا‪ ،‬و‬
‫يعملون مبقتضاها‪ ،‬وذلك أمر اثبت مقرر لدى مجهور املسلمني أن السنة النبوية هي املصدر التشريعي الثاين يف‬
‫اإلسالم بعد القرآن الكرمي‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫املقرر أن تقدمي (القرآن) على (السنة النبوية) هو تقدمي اعتباري ؛ألنه‬
‫قال سيد عبد املاجد الغوري ‪ (( :‬و من َّ‬
‫األصل وهي الفرع ‪ :‬ف ‪( :‬القرآن) أصل ؛ ألنه اثبت و مقطوع به على اجللمة و التفصيل‪ .‬و (السنة) مقطوع‬
‫هبا على اإلمجال فقط‪ .‬و القرآن أصل ؛ ألن السنة إمنا استندت يف حجيتها على ما قرره القرآن‪ .‬و معلوم أن‬
‫وظيفة القرآن األساسية هي ‪ :‬هداية اخللق و إرشادهم ملا فيه خريهم يف الدنيا و اآلخرة‪ .‬و أما وظيفة األساسية‬
‫ني لِلن ِ‬
‫َّاس َما نُِِّز َل إِلَيْ ِه ْم َولَ َعلَّ ُه ْم‬ ‫ك ِِّ ِ‬
‫الذ ْك َر لتُ بََِِّ‬ ‫َنزلْنَآ إِلَْي َ‬
‫لسنة النيب ‪ (( :‬البيان و التفصيل))‪ .‬قال هللا تعاىل ‪َ ( :‬وأ َ‬
‫يَتَ َف َّك ُرو َن ) [النحل ‪.)) ]44 :‬‬

‫قال احلافظ أبو عمر ابن عبد الرب‪ (( : 18‬البيان منه صلى هللا عليه و سلم على ضربني ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬بيان اجململ يف كتاب العزي ز كالصلوات اخلمس يف مواقيتها و سجودها و ركوعها و سائر أحكامها و‬
‫كبيانه للزكاة و حدها و وقتها و ما الذي تؤخذ منه األموال و بيان مناسك احلج‪ ،‬قال رسول هللا ‪ ‬إذ حج‬
‫الناس خذوا عين مناسككم‪ .‬الثاين ‪ :‬زايدة على حكم الكتاب كتحرمي نكاح املرأة على عمتها و خالتها‪ ،‬و‬
‫كتحرمي احلمر األهلية و كل ذي انب من السباع إىل أشياء يظول ذكرها‪ .‬و قد أمر هللا ‪ ‬بطاعته و اتباعه أمرا‬
‫مطلقا جممال مل يقيد بشيئ كما أمران ابتباع كتاب هللا و مل يقل ما وافق كتاب هللا كما قال بعض أهل الزيغ))‪.‬‬

‫و على هذا من زعم أن السنة النبوية معرضة للقرآن فقد أضل مضل‪ ،‬و كذلك من ادعى أنه ملتزم أبدلة من‬
‫القرآن و ال يلتفت إىل السنة فقد سار على الغلط يف استنباط األحكام القرآنية‪ ،‬و اخللو من وضع حكمة‬
‫التشريع‪ ،‬وابملفهوم من أعرض السنة فكأن أعرض القرآن‪ ،‬ألن القرآن َّبني ابتباع الرسول –صلى هللا عليه و سلم‪-‬‬
‫و قبول السنة من اتباعه‪.‬‬

‫‪17‬انظر ‪ :‬السنة النبوية حجيتها و تدوينها (ص ‪)19‬‬


‫‪18‬انظر ‪ :‬تدوين السنة النبوية‪ ،‬د‪ .‬محمد بن مطر الزهراني (ص ‪)23‬‬

‫‪17‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫و يف هذا يقول البيهقي‪(( : 19‬احلديث الذي روى يف عرض احلديث على القرآن ابطل ال يصح‪ ،‬و هو ينعكس‬
‫على نفسه ابلبطالن‪ ،‬فليس يف القرآن داللة على عرض احلديث على القرآن))‪.‬‬

‫وهناك أيضا بقية عالقة السنة النبوية مع القرآن الكرمي‪.‬‬

‫تتمثل عالقة السنة النبوية مع القرآن الكرمي فيما يلي من املظاهر‪:‬‬

‫‪ .1‬أتكيد السنة وأتييدها ملا جاء يف القرآن الكرمي‪:‬‬


‫فقد جاء يف السنة ما جاء يف القرآن أتييدا وأتكيدا له كاألحاديث اليت وردت يف وجوب الصالة والزكاة‬
‫واحلج والصوم والصدق‪ ،‬وحرمة أكل مال الغري‪ ،‬والنهي عن الزان وعقوق الوالدين وشهادة الزور‪ ،‬وحنو ذلك‪،‬‬
‫مثل حديث‪:‬‬
‫‪(( -‬بين اإلسالم على مخس))‪.20‬‬
‫‪ -‬وحديث‪(( :‬الحيل مال امرئ مسلم إال بطيب نفس منه))‪.21‬‬
‫‪ -‬و((عليكم ابلصدق))‪22‬؛‬

‫فإن هذه األحاديث موافقة لآلايت اليت وردت يف تلك األمور‪ ،‬ومؤكدة هلا‪.‬‬

‫‪ .2‬تفسري السنة وتبيينها ملا أمجله القرآن‪:‬‬


‫أغلب السنة من هذا النوع‪ ،‬وهلذا ُوصفت السنة أبهنا مبينة للكتاب‪ ،‬وهذا التفسري والتبيني على عدة أوجه‪،‬‬
‫منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬تفصيل جممله‪:‬‬
‫كاألحاديث اليت فصلت أحكام العبادات واملعامالت اليت وردت يف القرآن جمملة‪ .‬مثال جاءت الصالة‬
‫يف القرآن جمملة‪ ،‬فجاءت السنة وبينت عدد ركعاهتا وكيفياهتا‪ .‬وكالزكاة اليت ذُكرت يف القرآن جمملة‪،‬‬
‫فبينت السنة مقاديرها‪ ،‬وحنو ذلك‪.‬‬

‫‪ 19‬انظر ‪ :‬مفتاح الجنة في االحتجاج بالسنة للسيوطي‪ ،‬الناشر ‪ :‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬المدينة المنورة (ص‪)10‬‬
‫‪20‬‬
‫أخرجه البخاري في كتاب‪ :‬اإليمان‪ ،‬باب‪ :‬قول النبي ‪(( : ‬بني اإلسالم‪ ))...‬برقم ‪.8 :‬‬
‫‪21‬أخرجه أحمد‪.)113-72/5( :‬‬
‫‪22‬أخرجه مسلم في كتاب‪ :‬البر والصلة‪ ،‬باب‪ :‬قبح الكذب‪ ،‬وحسن الصدق‪ ،‬برقم‪ )2607( :‬وغيره‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫ب‪ -‬بيان مبهمه‪:‬‬


‫۟أ‬ ‫ِ ۟‬ ‫۟‬ ‫َّ ِ‬
‫سأوا إِميٓنَ ُهم بِظُل ٍْم أُوٓلئِ َ‬
‫ك َهلُ ُم ْاْل َْم ُن َو ُهم‬ ‫ين َء َامنُ َ ْ َ ُ‬
‫ب‬‫ل‬
‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ل‬
‫َ‬‫و‬ ‫وا‬ ‫مثل بيان رسول هللا ‪ ‬الظلم يف اآلية‪ ( :‬الذ َ‬
‫ُّم ْهتَ ُدو َن ) [األنعام‪ .]82 :‬أبنه‪ :‬الشرك‪.23‬‬
‫ج‪ -‬تقييد مطلقه‪:‬‬
‫وصى ِِبَآ‬ ‫صيَّ ٍة ي ِ‬‫ِۢ ِ ِ‬
‫الوصية يف اآلية ‪ ( :‬من بَ ْعد َو ُ‬ ‫م‬ ‫ابلر ْسغ‪ .‬مثل تقييده ‪‬‬ ‫مثل تقييده ‪ ‬اليد يف آية السرقة ُّ‬
‫ب لَ ُك ْم نَ ْف اعا ) [النساء‪ .]11 :‬ابلثلث‪ ،‬وحنو ذلك‪.‬‬ ‫أ َْو َديْ ٍن ۗ َء َاَب ُؤُك ْم َوأَبْ نَآ ُؤُك ْم َال تَ ْد ُرو َن أَيُّ ُه ْم أَق َْر ُ‬
‫د‪ -‬ختصيص ِ‬
‫عامه‪:‬‬
‫الد َم َو َحلْ َم ا ْْلِن ِزي ِر َوَمآ أ ُِه َّل بِ ِهۦ‬
‫مثل ختصيصه امليتة والدم يف اآلية الكرمية‪ ( :‬إِ ََّّنَا َح َّرَم َعلَْي ُك ُم ال َْم ْي تَ َة َو َّ‬
‫هللا ) [البقرة‪ ]173 :‬مبا عدا ميتة السمك واجلراد‪ ،‬ومبا عدا الكبد والطحان‪.‬‬ ‫لِغَ ِْي ِ‬
‫ه‪ -‬تقعيد ما ورد يف القرآن مفرقا‪:‬‬
‫ۢ‬
‫آر ٓولِ َدةر بَِولَ ِد َها َوَال َم ْولُو رد لَّهُۥ بَِولَ ِدهِ )‬
‫ض َّ‬
‫مثلما جاء يف القرآن من حترمي الضرر‪ ،‬قال تعاىل‪َ ( :‬ال تُ َ‬
‫۟‬
‫ب‬
‫ر‬
‫آر َكاتِ‬‫َّ‬ ‫ض‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫َ ُ‬ ‫ال‬
‫َ‬‫و‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫]‪.‬‬ ‫‪231‬‬ ‫[البقرة‪:‬‬ ‫)‬ ‫وا‬ ‫ض َر اارا لِِّتَ ْعتَ ُد‬
‫وه َّن ِ‬ ‫ِ‬
‫[البقرة‪ .]233 :‬وقال‪َ ( :‬وَال َتُْس ُك ُ‬
‫َوَال َش ِهي رد) [البقرة‪.]282 :‬‬
‫فجمعت السنة النبوية ذلك كله يف قاعدة واحدة‪(( :‬الضرر و ال ضرار))‪.‬‬
‫و‪ -‬التفريع على أصل ذكره القرآن‪:‬‬
‫ٓ‬
‫ض ْعنَ ُك ْم‬ ‫مثل ما جاء يف القرآن من حترمي األمهات واألخوات الرضاعية‪ ،‬قال تعاىل‪َ ( :‬وأ َُّم ٓهتُ ُك ُم الِِّأ‬
‫ِت أ َْر َ‬
‫ض َع ِة) [النساء‪.]23 :‬‬ ‫َخ ٓوتُ ُكم ِِّم َن َّ‬
‫الر ٓ‬ ‫َوأ َ‬

‫فقد َّفرع عليه النيب ‪ ‬قوله‪(( :‬حيرم من الرضاعة ما حيرم من النسب))‪.24‬‬


‫ني ْاْلُ ْختَ ْ ِ‬ ‫۟‬
‫ني) [النساء‪.]23 :‬‬ ‫وقوله تعاىل ‪َ ( :‬وأَن ََتْ َمعُوا بَ ْ َ‬
‫فرع عليه قوله ‪(( : ‬ال جيمع بني املرأة وعمتها‪ ،‬وال بني املرأة وخالتها))‪.25‬‬

‫‪23‬‬
‫أخرجه البخاري في أحاديث األنبياء‪ ،‬برقم‪.)342( :‬‬
‫‪24‬أخرجه البخاري في كتاب‪ :‬الشهادات‪ ،‬باب ‪ :‬الشهادة على األنساب‪ ،...‬برقم‪.)2502( :‬‬
‫‪25‬أخرجه البخاري‪ ،‬في كتاب‪ :‬النكاح‪ ،‬باب‪ :‬التنكح المرأة على عمتها‪ ،‬برقم‪.)4820( :‬‬

‫‪19‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ .3‬بيان السنة ملا أغفله القرآن‪:‬‬


‫‪‬‬
‫أخرج البيهقي فيه أيضا‪ ،‬عن أمية بن عبد هللا بن خالد‪ ،‬أنه قال لعبد هللا بن عمر‪َّ :‬إَّن جند صالة احلضر‬
‫وصالة اخلوف يف القرآن؟ وال جند صالة السفر يف القرآن‪ ،‬فقال ابن عمر‪ :‬اي ابن أخي‪ ،‬إن هللا بعث‬
‫‪27 26‬‬
‫إلينا حممدا ‪ ‬وال نعلم شيئا‪ ،‬فإمنا نفعل كما رأينا حممدا ‪ ‬يفعل ‪.‬‬

‫‪26‬أخرجه النسائي في "سننه" (‪ ،)117/3‬في أول كتاب تقصير الصالة في السفر‪.‬‬


‫‪ 27‬هذا البيان في عالقة السنة النبوية مع القرآن الكريم نقال من كتاب السنة النبوية حجيتها وتدوينها لسيد عبد الماجد الغوري (ص ‪.)40-37‬‬

‫‪20‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫المبحث الرابع‬

‫حجية السنة و حكم منكرها‬

‫كما ذُكر أن السنة النبوية يف أحد قسمي التشريع‪ ،‬و مكانتها جليلة‪ ،‬و الميكن نفهم القرآن إال أبدلة‬
‫من السنة‪ ،‬وال ميكن نعرف مقتضى حكمة التشريع إال هبا‪ ،‬فقد شرح علماؤان املتقدمون يف كتبهم الرتاث وجوب‬
‫االحتجاج ابالسنة و الوعيد على منكرها‪.‬‬

‫ولكن كما نعلم أن هناك توجد الفرق املضلة و املنحرفة‪ ،‬وهم يعتقدون أهنم على الصواب و يرون أهنم على‬
‫الصحيح بزعمهم‪ ،‬كالزاندقة‪ ،‬و طائفة من غالة الرافضة يف العصر القدمي‪َ ،‬ث مر الزمان مبرور األزمنة الطويلة يوجد‬
‫قوم من الذين ينتسبون إىل العلم و جعلوا يكيدون لإلسالم و أهله‪ ،‬فأعلنوا متسكهم ابلقرآن‪ ،‬و عدم االحتجاج‬
‫ابلسنة‪ ،‬و كلهم يريدون القضاء على السنة ال على نصرها‪.‬‬

‫قال احلافظ السيوطي‪(( : 28‬و أصل هذا الرأي الفاسد‪ ،‬أن الزاندقة و طائفة من غالة الرافضة ذهبوا إىل إنكار‬
‫االحتجاج ابلسنة‪ ،‬و االقتصار على القرآن‪ .‬و هم يف ذلك خمتلفو املقاصد ‪ :‬فمنهم من كان يعتقد أن النبوة‬
‫لعلي‪ ،‬و َّ‬
‫إن جربيل عليه السالم أجطأ يف نزوله إىل سيد املرسلني ‪ – ‬تعاىل هللا عما يقول الظاملون علوا كبريا ‪-‬‬
‫‪ ،‬و منهم من أقر للنيب ‪ ‬ابلنبوة ة و لكن قال ‪ :‬أن اخلالفة كانت حقا لعلي‪ ،‬فلما عدل هبا الصحابة إىل أيب‬
‫بكر ‪ ‬قال هؤالء احملذولون – لعنهم هللا – كفروا حيث جاروا‪ ،‬و عدلوا ابحلق عن مستحقه‪ ،‬و كفروا – لعنهم‬
‫رد األحاديث كلها ؛ ألهنا عندهم بزعمهم من رواية قوم كفار‪..‬‬
‫هللا ‪ -‬عليا ‪ ‬لعدم طلبه حقَّه‪ ،‬فبنوا على ذلك َّ‬
‫أستحل حكايتها‪ ،‬لو ال ما دعت إليه الضرورة من بيان أصل‬
‫ُّ‬ ‫فإان هلل وإان إليه راجعون‪ .‬و هذه آراء ما كنت‬
‫املذهب الفاسد الذي كان الناس يف راحة منه من أعصار‪ ،‬و قد كان أهل هذا الرأي موجودين بكثرة يف زمن‬
‫األئمة األربعة فمن بعدهم‪ ،‬و تصدى األئمة األربعة و أصحاهبم يف دروسهم و مناظراهتم و تصانيفهم للرد‬
‫عليهم))‪.‬‬

‫و هبذا نقول أن منكر السنة فعلها خطري‪،‬وأبهنم من أهل األهواء‪ ،‬وقد عاتبه الرسول ‪ ‬ابللعنة‪.‬‬

‫‪28‬انظر ‪ :‬مفتاح الجنة في االحتجاج بالسنة للسيوطي (ص ‪.)59‬‬

‫‪21‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫و أخرج الطرباين يف الكبري عن عمرو بن سعواء ‪ ‬قال ‪ :‬قال رسول هللا ‪(( : ‬سبعة لعنتهم و كل نيب جماب ‪:‬‬
‫ِ‬
‫املستح ُّل حرمة هللا‪ ،‬و املستحل من عرت ي ما حرم هللا‪ ،‬و التارك‬ ‫الزائد يف كتاب هللا‪ ،‬و املك ِذب بقدر هللا‪ ،‬و‬
‫لسنيت‪ ،‬و املستأثر ابلفيئ‪ ،‬و املتجرب بسلطانه ليعزما أذل هللا ويذل ما أعز هللا))‪.29‬‬

‫‪29‬المعجم الكبير ‪ ،43:17‬برفم ‪ ،89 :‬نقال من كتاب ‪ :‬مفتاح الجنة للسيوطي (ص‪.)122‬‬

‫‪22‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫الفصل اْلول‬

‫ويشتمل على املباحث التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬تعريف علم التخريج‬


‫‪ .2‬اتريخ نشأة علم التخريج‬
‫‪ .3‬أمهية علم التخريج و موضوعه‬
‫‪ .4‬طرق ختريج احلديث‬
‫‪ .5‬املصنفات يف علم التخريج‬

‫‪23‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪‬‬
‫المبحث األول‬

‫تعريف علم التخريج‬

‫التخريج لغة ‪:‬‬

‫التخريج يف أصل اللغة ‪ :‬اجتماع أمرين متضادين يف شيء واحد‪.‬‬

‫وعام فيه ختريج ‪:‬خصب وجذب ‪.‬وأرض خمرجة ) كمنقشة) نبتها يف مكان دون مكان‪ ،‬و خرج اللوح خترجيا ‪:‬‬
‫كتب بعضا وترك بعضا‪ .‬و اخلرج ‪:‬لوانن من بياض وسواد‪.30‬‬

‫و قد يطلق اخلروج على مقابل الدخول‪ ،‬و هو يتضمن معىن الظهور و البيان‪ ،‬و التخريج يف أصل اللغة خرج‪.31‬‬

‫خرج مبعىن أظهر و أبرز‪ ،‬فالتخريج هو اإلظهار و اإلبراز‪.32‬‬


‫وكذلك‪ ،‬قال الدكتور حامت العوين‪ :‬مصدر الفعل َّ‬

‫التخريج اصطالحا ‪:‬‬

‫التخريج‪ :‬هو الداللة على موضع احلديث يف مصادره األصلية اليت أخرجته بسنده‪َ .‬ث بيان مرتبته عند احلاجة‪.‬‬

‫*شرح التعريف ‪:‬‬

‫املراد ابلداللة على موضع احلديث‪ ،‬ذكر املؤلفات اليت يوجد فيها ذلك احلديث كقولنا مثال‪ ( :‬أخرج‬
‫البخاري يف صحيحه) أو (أخرجه الطرباين يف معجمه) وحنو ذلك من العبارات‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫انظر‪ :‬أصول التخريج و دراسة األسانيد‪ ،‬د‪ .‬محمود الطحان (ص ‪.)9‬‬
‫‪31‬انظر‪ :‬طرق التخريج بحسب الراوي األعلى‪ ،‬د‪ .‬دخيل بن صالح اللحيدان (ص ‪.)7‬‬
‫‪32‬انظر‪ :‬التخريج و دراسة األسانيد‪ ،‬د‪ .‬حاتم العوني (ص‪.)2‬‬

‫‪24‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫واملراد ب " بيانه عند احلاجة " أي بيان رتبة احلديث من الصحة والضعف وغريها إذا دعت احلاجة‪ .‬لذلك‬
‫فليس بيان املرتبة إذن شيئا أساسيا يف التخريج‪ ،‬وإمنا هو أمر متمم يؤتی به عند احلاجة إليه‪.33‬‬

‫وقال الدكتور دخيل بن صاحل‪ :‬استعمله أهل احلديث يف عدة معان اصطالحية‪ ،‬منها الرواية ابإلسناد‪ ،‬و العزو‬
‫إىل املصادر‪ ،‬و جيمعها أنه‪ :‬بيان مصادر احلديث و إسناده‪ ،‬و متنه و درجته حبسب احلاجة‪.34‬‬

‫وعرفه الدكتور حامت العوين أبنه‪ :‬عزو احلديث إىل مصادره األصلية املسندة‪ ،‬فإن تعذرت فإىل الفرعية املسندة‪ ،‬فإن‬
‫تعذرت فإىل الناقلة عنها أبسانيدها‪ ،‬مع بيان مرتبة احلديث غالبا‪.35‬‬

‫*شرح التعريف‪: 36‬‬

‫(العزو) ‪ :‬هو النسبة أو اإلحالة‪.‬‬

‫و للعزو أساليب خمتلفة منها‪:‬‬

‫‪ .1‬العزو املطول‪ :‬وهو الذي يلتزم فيه احمليل أو العازي ذكر مكان وجود احلديث يف الكتاب من خالل ذكر‬
‫الكتاب الذي أورد فيه احلديث‪ ،‬والباب‪َ ،‬ث يضيف احمليل أو العازي إىل ذلك‪ :‬رقم اجمللد‪ ،‬و الصفحة‪ ،‬و‬
‫رقم احلديث إن ُوجد أيضا‪ .‬وهذا أطول عزو ممكن‪ ،‬وقد يقوم مقام الباب والكتاب‪ ،‬ذكر الرتمجة فيما لو‬
‫كان الكتاب مرتب على الرتاجم‪ ،‬كتاريخ بغداد‪ ،‬وتراجم الضعفاء‪ ،‬فتقول ‪:‬يف ترمجة فالن ‪.‬وميزة العزو‬
‫املطول ‪:‬أنه تبقى إفادته مهما اختلفت طبعات الكتاب ‪.‬وعيبه ‪:‬الطول‪ ،‬خاصة إذا كان احلديث يُعزى‬
‫إىل مصادر كثرية جدا‪.‬‬

‫‪ .2‬العزو املختصر ‪:‬وهو أن تذكر من أخرج احلديث فقط ‪.‬فتقول ‪:‬أخرجه البخاري‪ ،‬من دون ذكر الباب وال‬
‫الكتاب وال الصفحة وال اجمللد وال أي شئ‪ ،‬كما كان يفعله املتقدمون‪ ،‬أنظر (تلخيص احلبري)‪،‬‬
‫و (نصب الراية) ‪ ،‬وكتب التخريج املشهورة ‪.‬وهذه الطريقة مفيدة خاصة مع الكتب املشهورة مثل‬
‫الصحيحني‪ ،‬واليت صنعت هلا فهارس متعددة يف الوقت احلاضر مما يسهل الرجوع للحديث فيها‪.‬‬

‫‪33‬انظر ‪ :‬أصول التخريج و دراسة األسانيد‪ ،‬د‪ .‬محمود الطحان (ص ‪ 12‬و ‪.)14‬‬
‫‪34‬‬
‫انظر‪ :‬طرق التخريج بحسب الراوي األعلى‪ ،‬د‪ .‬دخيل بن صالح اللحيدان (ص ‪.)7‬‬
‫‪35‬انظر‪ :‬التخريج و دراسة األسانيد‪ ،‬د‪ .‬حاتم العوني (ص ‪.)2‬‬
‫‪36‬انظر‪ :‬التخريج و دراسة األسانيد‪ ،‬د‪ .‬حاتم العوني (ص ‪.)9- 3‬‬

‫‪25‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫ولعل السبب يف استعمال هذه الطريقة عند املتقدمني هو اختالف النسخ‪ ،‬ومل يكن لديهم طبعة معينة‬
‫ميكن أن يعزى إليها كما هو حاصل يف الوقت احلاضر ‪.‬وهذه الطريقة املختصرة ميكن اللجوء إليها يف‬
‫مرات قليلة واندرة فيما لو كان الكتاب مشهورا ومتداوال‪ ،‬وفيما لو كان الذي يكتب ويصنف ال‬
‫يصنف يف التخريج فيأ ي حديث أو حديثني فيعزوها إىل مصادرها عزوا خمتصرا‪.‬‬

‫‪ .3‬وهناك طريقة متوسطة ‪:‬وهي اليت يُذكر فيها رقم احلديث إذا كان الكتاب مرقما‪ ،‬وهي األفضل؛ ألن‬
‫الرتقيم غالبا ال خيتلف بني الطبعات اختالفا كثريا‪ ،‬فيتقدم احلديث عشرا أو عشرين رقما َث جتده‬
‫وهكذا‪،‬فالوقوف عليه مع اختالف الطبعات ممكن‪ ،‬لكن الذي يقلل من فائدة هذه الطريقة هو أن‬
‫بعض الكتب ترقيمها ليس صحيحا‪ ،‬كما حصل (مصنف ابن أيب شيبة) حيث ُرقمت منه جملدات‬
‫وهناك جملدات منه مل ترقم‪َ ،‬ث رجعوا للمجلدات األخرية ورقموها دون االلتفات للمجلدات الوسطى‬
‫فأصبح الرتقيم ال فائدة منه أو قليل الفائدة‪،‬لكن إذا كان الرتقيم جيدا ودقيقا إىل حد ما يكون العزو إليه‬
‫أفضل من غريه‪ ،‬وهو متوسط بني التطويل واالختصار‪.‬‬

‫إال أن العزو املطول له فائدة خاصة يف بعض األحيان‪ ،‬ويلزم الباحث أن يعتين به فيما لو كان املوطن‬
‫الذي يعزو إليه له أمهية خاصة كأن يكون طريقا مهما يف كتاب سئ الطباعة والتحقيق‪ ،‬يُظن أنه سوف‬
‫قق حتقيقا جديدا‪ ،‬فتحديد املوطن مفيد؛ ألنه قد ختتلف الطبعة‪ ،‬وقد يشكك الباحث إذا مل جيد‬ ‫ُحي ُ‬
‫الطريق يف الطبعة اجلديدة ولكن إذا قيل له مثال ‪:‬أخرجه ابن عدي يف الكامل يف ترمجة فالن بن فالن‪،‬‬
‫أمكن الوقوف على الطريق حىت لو اختلفت الطبعات‪.‬‬

‫(احلديث)‪ :‬يف االصطالح ‪:‬هو كل ما أضيف إىل النيب‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬من قول أو فعل أو تقرير أو‬
‫صفة أو سرية أو إىل الصحابة أو إىل التابعني كذلك‪.‬‬

‫وهو قيد خنرج به عزو اآلايت القرآنية‪ ،‬وعزو األبيات الشعرية إىل الدواوين‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫إىل مصادره األصلية‪ :‬نالحظ يف وصف الكتاب ابألصالة يف علوم احلديث أمرين‪:‬‬

‫‪ -1‬قِ مدمُ الكتاب‬


‫‪ -2‬أمهية الكتاب‬

‫فقد يكون الكتاب قدميا لكنه ليس أصيال؛ ألنه غري مهم‪ ،‬مثاله ‪:‬لو وقفت على حديث يف (صحيح‬
‫البخاري) خيرجه البخاري من نسخة وكيع عن األعمش‪ -‬وهي نسخة حديثية مطبوعة ‪-‬هل يصح أن أعزو‬
‫إىل نسخة وكيع املتقدمة أم إىل صحيح البخاري ؟ الصحيح أن أعزو إىل صحيح البخاري مع أن نسخة وكيع‬
‫متقدمة‪ ،‬لكن مرتبة صحيح البخاري يف األمهية جعلته يُقدم على نسخة وكيع املتقدمة‪.‬‬

‫وقد حيصل العكس فيكون الكتاب مهما لكنه ليس بقدمي جدا‪ ،‬فال يصح أن أعزو إىل ابن عساكر‬
‫يف (اتريخ دمشق) احلديث أخرجه ابن عساكر من طريق القطيعي عن عبد هللا بن اإلمام أمحد عن أمحد بن حنبل‬
‫علي أن أعزو إىل (املسند) َث إذا أضفت ابن عساكر بعد ذلك‬
‫يف (املسند)‪ ،‬وأترك العزو للمسند‪ ،‬بل الواجب َّ‬
‫فال أبس‪ ،‬لكن أن أترك العزو إىل (املسند) وأكتفي ابلعزو إىل ابن عساكر مع أن ابن عساكر يرويه من‬
‫أعز إىل املصدر األصلي‪ ،‬فاملصدر‬
‫طريق (املسند) إبسناده وأغفل (املسند)‪ ،‬فهذا خطأ يف التخريج؛ ألين مل ُ‬
‫األصلي هو الذي بىن عليه ابن عساكر إسناده وروايته ‪.‬ومن أمثلتها أيضا رواايت البغوي يف كتابه (شرح‬
‫السنة) عن الكتب الستة‪ ،‬فال يصح أن أعزو احلديث إىل البغوي يف شرح السنة واحلديث موجود يف أحد الكتب‬
‫الستة‪ ،‬والبغوي كثري الرواية عن الكتب الستة يف كتبه ومصنفاته‪ ،‬وكذلك املزي يف (هتذيب الكمال) وغريهم‪.‬‬

‫(املسندة) ‪ :‬وهي اليت يروي فيها املؤلف األحاديث إبسناده هو عن شيخه عن شيخ شيخه إىل منتهى اإلسناد‪.‬‬
‫ُ‬

‫وهبذا تعلم أنه من اخلطأ الكبري أن تعزو احلديث إىل (جامع األصول) البن األثري‪ ،‬أو إىل (جممع الزوائد) للهيثمي‪،‬‬
‫أو إىل النووي يف (رايض الصاحلني) ‪ ،‬وأن من فعل شيئا من هذا فإنه ال يعرف شيئا يف فن التخريج‪ .‬ومثل‬
‫الكتب املشهورة املتداولة اليت تورد األحاديث مقطوعة أو بالغات أو بغري أسانيد‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫صف الكتاب أبنه أصلي أو أصيل يُغين عن وصفه أبنه مسند؟‬


‫•…مسألة‪ :‬هل مو ُ‬
‫اجلواب‪ :‬قد يكون الكتاب أصيال لكنه غري مسند‪ ،‬مثاله‪( :‬األذكار) للنووي وخترجيه (نتائج األفكار) البن حجر‪،‬‬
‫(فـنتائج األفكار) كتاب مسند‪ ،‬واألصل (األذكار) غري مسند‪ ،‬فيصح أن تعزو لكتاب (نتائج األفكار) ؛ ألنه‬
‫كتاب مسند ويسوق أحاديث كتاب (األذكار) إبسناده هو ‪-‬أي ابن حجر‪ ،-‬ومثله كتاب (مسند‬
‫الشهاب) للقضاعي‪ ،‬الذي ألف كتااب مساه (الشهاب) ‪ ،‬أورد فيه احلكم النبوية واألحاديث اليت تصلح أن تكون‬
‫أمثاال متداولة‪ ،‬أوردها بغري إسناد يف كتابه (الشهاب) ‪َ ،‬ث هو نفسه ألف مسندا هلذا الكتاب مساه (مسند‬
‫الشهاب) ‪ ،‬ومثله أيضا كتاب (الفردوس) للديلمي ليس فيه أسانيد‪ ،‬حىت جاء ابن املؤلف وأسند أحاديث كتاب‬
‫أبيه‪ ،‬ورواها إىل النيب ‪-‬صلى هللا عليه وسلم ‪ ،-‬يف كتاب مساه (مسند الفردوس) ‪ ،‬وهو أبو منصور شهردار بن‬
‫شريويه الديلمي‪ .‬فكتاب (الفردوس) كتاب أصيل‪ ،‬لكنه غري مسند‪ ،‬وكتاب (مسند الفردوس) كتاب أصيل‬
‫ومسند‪ ،‬وعليه‪ :‬فال بد من إضافة "مسند"‪.‬‬

‫(فإن تعذرت) ‪ :‬أي تعذر الوقوف على املصادر األصلية‪ .‬ومن أسباب تعذر ذلك‪ :‬أن يكون الكتاب خمطوطا ال‬
‫يتيسر االطالع عليه‪ ،‬أو ال تتيسر الرحلة للنظر فيه‪ ،‬ففي هذه احلالة نلجأ للعزو إىل املصدر الفرعية‪.‬‬

‫(فإىل الفرعية املسندة) ‪ :‬ونعين ابلكتب الفرعية‪ :‬الكتب احلديثية الناقلة عن كتب أقدم منها أو أكثر منها‬
‫أمهية‪ .‬فالكتب الفرعية هي اليت اجتمع فيها أمران‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون جاءت بعد كتب أصيلة يف الزمن‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تكون أقل أمهية من الكتب اليت سبقتها‪.‬‬

‫ويشرتط يف الكتاب الفرعي أيضا أن يكون مسندا‪ .‬مثاله‪ :‬ما لو روى البيهقي من اجلزء املفقود من (صحيح ابن‬
‫خزمية) )‪ ،(1‬فلو أخرج البيهقي إبسناده إىل ابن خزمية حديثا يف (صحيح ابن خزمية) كتاب البيوع‪ ،‬فهنا يوصف‬
‫كتاب البيهقي أبنه مصدر فرعي؛ ألنه خيرج هذا احلديث عن كتاب أقدم منه وأكثر منه أمهية‪ ،‬لكن عندما يتعذر‬
‫على الوقوف على املصدر األصلي؛ فإنه يلزمين العزو إىل املصدر الفرعي‪ ،‬مثل (السنن الكربى) أو (معرفة السنن‬
‫واآلاثر) أو (شعب اإلميان) ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫أيضا مثل ما لو روى ابن عساكر عن جزء مفقود من (معجم الطرباين الكبري) –ومعجم الطرباين الكبري هناك‬
‫أجزاء منه مفقودة‪ -‬فابن عساكر مصدر فرعي والطرباين مصدر أصلي‪ ،‬لكن ملا تعذر الوقوف عليه مت العزو إىل‬
‫املصدر الفرعي‪.‬‬

‫ويدخل يف املصادر الفرعية‪ :‬كتب الزوائد اليت تذكر األحاديث أبسانيدها مثل‪ :‬كتاب (كشف األستار عن زوائد‬
‫مسند البزار) للهيثمي‪ ،‬ومثل (املطالب العالية بزوائد املسانيد الثمانية) البن حجر‪ .‬فهذه ليست الكتب األصلية‪،‬‬
‫بل كتب فرعية استخرجت الزوائد من كتاب معني على كتب معينة‪ ،‬ويذكر هذه األحاديث املؤلف األصلي‪.‬‬

‫ويدخل يف املصادر الفرعية‪ :‬كتب أطراف احلديث "األطراف" مثل‪( :‬حتفة األشراف) و (إحتاف‬
‫املهرة) و (أطراف الغرائب واألفراد) ‪.‬‬

‫مسند أيب عوانة كامال [وهو مستخرجه على صحيح مسلم] ‪ ،‬وأما مطبوع‬ ‫فمثال قد تضمن (إحتاف املهرة) م‬
‫مسنده ففيه نقص‪ ،‬فنضطر أحياان عند العزو إىل (مسند أيب عوانة) أن نعزو إىل (إحتاف املهرة) البن حجر‪.‬‬
‫وأيضا هناك كتب من (صحيح ابن خزمية) كانت موجودة عند احلافظ ابن حجر‪ ،‬مثل كتاب التوكل‪ ،‬وكتاب‬
‫السياسة‪ ،‬كاان موجودين عند احلافظ ابن حجر وهي غري موجودة يف (صحيح ابن خزمية) املطبوع‪ ،‬فأضطر حينها‬
‫يف العزو إىل (إحتاف املهرة) ‪ ،‬فأقول‪ :‬أخرجه ابن خزمية يف صحيحه يف كتاب التوكل‪ ،‬أنظر (إحتاف‬
‫املهرة) للحافظ ابن حجر‪ ،‬فهذا مصدر فرعي؛ ألنه نقل عن الكتب اليت تروي ابإلسناد‪ .‬والكتب الفرعية البد أن‬
‫تكون مسندة وإال مل يصح ذكرها يف التخريج‪.‬‬

‫(فإن تعذرت) ‪ :‬أي تعذر الوقوف على املصادر األصلية والفرعية‪.‬‬

‫(فإىل الناقلة عنها أبسانيدها) ‪ :‬أي فنعزو إىل الكتب الناقلة عن الكتب األصلية أو الفرعية أبسانيدها‪،‬فقد يذكر‬
‫مثال احلافظ ابن حجر حديثا يعزوه إىل كتاب مفقود ويسوق ابن حجر اإلسناد كامال عن املؤلف من شيخه إىل‬
‫النيب ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬وحيصل هذا مثال يف (تلخيص احلبري) أو يف (نصب الراية) ‪ ،‬أو كتب شيخ‬
‫اإلسالم ابن تيمية أو ابن القيم‪ ،‬فنسوق اإلسناد ونعزوه إىل مؤلفه‪َ ،‬ث حنيل إىل الكتب السابقة اليت أخرجت‬
‫احلديث ابلسند‪ .‬وأيضا كتب األطراف والزوائد نستطيع إدخاهلا يف الكتب الناقلة‪ ،‬لكن ُجعِلت يف املرتبة السابقة‬
‫عن هذه املرتبة؛ ألهنا أرقى مرتبة ابعتبار أهنا تنقل مجلة من األحاديث عن كتاب واحد وال أي ي احلديث فيها‬
‫معمرضا ضمن كتاب كبري ولكن تعتين بسياق أحاديث كثرية جدا من كتاب واحد‪ ،‬لذلك تعترب يف مرتبة أعلى من‬
‫‪29‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫غريها من الكتب الناقلة‪ ،‬وخاصة كتب الزوائد مثل (كشف األستار) و (املطالب العالية) ‪ ،‬هي يف احلقيقة كتب‬
‫مسندة؛ ألن احلافظ ابن حجر ذكر يف مقدمة الكتاب إسناده إىل كل مؤلف‪ ،‬فهي أيضا صاحلة ألن تكون من‬
‫املصادر الفرعية هلذا السبب‪.‬‬

‫(مع بيان مرتبة احلديث) ‪ :‬أي توضيح درجة احلديث من حيث القبول أو الرد‪.‬‬

‫واخلالصة مما سبق أن علم التخريج هو عزو احلديث وبيان احلكم أو درجة احلديث عند احلاجة‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫المبحث الثاني‬

‫نشأة علم التخريج‬

‫أن علم التخريج مل يعرف هبذا املصطلح يف عهد رسول هللا ‪ ‬وأصحابه‪ ،‬ألن احلديث الشريف قد‬
‫استحوذ عليهم والتابعني و كل العلماء من صغرهم حىت ما يتعلق يف جزئيات حياة رسول هللا ‪ ‬من حضر أو‬
‫سفر‪ ،‬و أكل أو شرب‪ ،‬و قيام أو قعود‪ ،‬وأحاطوها ابلعناية‪ ،‬و حفظوها ابلدقة‪ ،‬و تناقلوها جيال بعد جيل‪ ،‬و‬
‫أمة بعد أمة‪ ،‬و وضعوها القوانني و األسس يف حتقق ضبط العدل للحديث‪ ،‬و سلكوا على هذا املنهج عند نقل‬
‫األخبار ملعرفة الصحيح واملردود‪ .‬و هكذا كانت صورهم فكأن عندهم ملكة علمية يف أتسيس العلم‪.‬‬

‫وقد حتدث عنه الدكتور حممود الطحان يف أصول التخريج‪ ،‬و أنه قال ‪:‬‬

‫"مل يكن العلماء والباحثون يف القدمي حباجة إىل معرفة القواعد واألصول اليت أطلقنا عليها اآلن (اسم أصول‬
‫التخريج) ألن اطالعهم عل مصادر السنة كان اطالعا واسعا‪ ،‬وصلتهم مبصادر احلديث األصلية كانت وثيقة‪،‬‬
‫فكانوا عندما حيتاجون لالستشهاد حبديث ما‪ .‬سرعان ما يتذكرون موضعه يف كتب السنة ‪ ،‬بل ويف أي جزء من‬
‫تلك الكتب أو يعرفون‪ -‬على األقل ‪ -‬مظانه يف املصنفات احلديثية‪ ،‬وهم على علم بطريقة أتليف تلك‬
‫قل مثل ذلك فيمن‬
‫املصنفات وترتيبها‪ ،‬لذلك يسهل عليهم االستفادة منها‪ ،‬واملراجعة فيها الستخراج احلديث و ْ‬
‫يقرأ حديثا يف مصنف من املصنفات غري احلديثية‪ .‬فإن لديه القدرة على معرفة مصدره ‪.‬والوصول إىل موضعه‬
‫بسهولة ويسر‪.‬‬

‫وبقيت احلال على ذلك عدة قرون‪ .‬إىل أن ضاق اطالع كثري من العلماء والباحثني على كتب السنة‬
‫ومصادرها األصلية ‪.‬فصعب عليهم حينئذ معرفة مواضع األحاديث اليت استشهد هبا املصنفون يف العلوم الشرعية‬
‫وغريها‪ .‬كالفقه و التفسري والتاريخ فنهض بعض العلماء‪ .‬و مشروا عن ساعد اجلد‪ .‬فخرجوا أحاديث بعض‬
‫الكتب املصنفة يف غري احلديث‪ ،‬وعزوا تلك األحاديث إىل مصادرها من كتب السنة األصول‪ ،‬وذكروا طرقها‬
‫وتكلموا على بعضها أو كلها ابلتصحيح والتضعيف حسب ما يقتضيه املقام‪ ،‬فظهر ما يسمى ب(كتب‬
‫التخريج)‪ .‬و كان من أوائل تلك الكتب – فيما أعلم‪ -‬الكتب اليت خرج اخلطيب البغدادي (‪ 463‬ه )‬
‫أحاديثها‪ ،‬وأشهرها ختريج الفوائد املنتخبة الصحاح والغرائب‪ ،‬للشريف أيب القاسم احلسيين‪ .‬وختريج الفوائد‬
‫املنتخبة الصحاح والغرائب أليب القاسم املهرواين‪ .‬وكالمها ال زال خمطوطا‪ .‬و كتاب ) ختريج أحاديث املهذب (‬
‫‪31‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫تصنيف حممد بن موسی احلازمي الشافعي املتويف سنة ‪ 485‬ه‪ ،‬وكتاب املهذب هو كتاب يف الفقه الشافعي‬
‫تصنيف أيب إسحاق الشريازي‪َ .‬ث تتالت كتب التخاريج حىت شاعت وكثرت"‪.37‬‬

‫‪37‬أصول التخريج و دراسة األسانيد‪ ،‬د محمود الطحان (ص‪.)15‬‬

‫‪32‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫المبحث الثالث‬

‫أهمية علم التخريج و موضوعه‬

‫الغرض من التخريج‪ :‬عزو احلديث‪ ،‬أو معرفة مصدر احلديث‪ ،‬و حاله من حيث القبول و الرد‪.‬‬

‫و فوائده كثرية و كيف ميكن الوصول إىل كنوز السنة إال به ؟‪.‬‬

‫و أشار الدكتور حامت العوين إىل فوائدها كثرية ما تلي‪: 38‬‬

‫‪ .1‬الفائدة العظمى‪ :‬متييز صحيح السنة من سقيمها‪ .‬و قد نبه العلماء قدميا على هذه الفائدة ‪ ،‬فقال علي‬
‫بن املدين‪" :‬الباب إذا مل جتمع طرقه مل يتبني خطأه"‪ ،‬ويقول حيي بن معني‪" :‬احلديث إذا مل نروه من‬
‫ثالثني وجها ما عقلناه"‪ ،‬و زاد أبو حامت فقال‪" :‬احلديث إذا مل يروى من ستني وجها ما علقناه"‪ .‬و‬
‫اإلمام أمحد يقول‪":‬األحاديث يفسر بعضها بعضا‪ .‬و هذا كما حيمل على املنت‪ ،‬أي‪ :‬أن املتون يفسر‬
‫بعضها بعضا‪ ،‬فكذلك األسانيد يفسر بعضها بعضا‪.‬‬
‫‪ .2‬معرفة األحاديث اليت يعمل هبا‪ ،‬و اليت ال يعلم هبا‪.‬‬
‫‪ .3‬معرفة األحديث اليت تستنبط منها األحكام‪ ،‬و اليت ال تستنبط منها األحكام‪.‬‬
‫‪ .4‬معرفة األحاديث اليت جيب اعتقاد ما جاء فيها – إذا كان مدلوهلا عقدي ‪ ،-‬و األحاديث اليت ال جتوز‬
‫اعتقاد مافيها؛ لضعفها‪ ،‬أو ألهنا موضوعة‪.‬‬
‫‪ .5‬حفظ السنة‪ ،‬وبقاؤها إىل يوم القيامة‪.‬‬

‫و الفوائد غريها كثرية‪ ،‬ولكن هذه أصوهلا و أساسها‪.‬‬

‫‪38‬انظر‪ :‬التخريج و دراسة األسانيد‪ ،‬د‪ .‬حاتم العوني (ص‪.)14‬‬

‫‪33‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫المبحث الرابع‬
‫‪39‬‬
‫طرق تخريج الحديث‬

‫‪ ‬الطريقة األوىل‪ :‬التخريج مبطلع احلديث‪.‬‬

‫تعتمد هذه الطريقة على أول احلديث‪ ،‬ذلك أن كتب أهلها رتبة األحاديث على حروف اهلجاء‪،‬‬
‫فاألحاديث الىت أوهلا ألف‪َ ،‬ث اليت أوهلا ابء‪َ ،‬ث اليت أوهلا اتء‪ ،‬و هكذا رتبوا األحاديث يف احلرف األول فما‬
‫بعده‪.‬‬
‫فإذا أردت التخريج هبا فال بد أن تكون عارفا أبول حديثك‪َ ،‬ث تنظر أول حرف فيه فتبحث عنه يف‬
‫هذه الكتب َث عن احلرف الثاين فما بعده‪ ،‬فإذا أردت النون (من) َث الغني و الشني و النون (من عشنا)‪ .‬وهكذا‬
‫تقف عليه‪.‬‬

‫مزية هذه الطريقة‪:‬‬


‫وهلذه الطريقة مزية سرعة الوصول إىل احلديث املطلوب‪ ،‬فما أسرع الوصول إىل احلرف َث احلديث‪.‬‬

‫املؤلفات فيها‪:‬‬
‫‪" .1‬اجلامع الكبري و اجلامع الصغري" للسيوطي (‪ 911‬ه)‪.‬‬
‫‪" .2‬اجلامع األزهر" للمناوي (‪ 1031‬ه)‪.‬‬
‫‪" .3‬الفتح الكبري يف ضم الزايدة إىل اجلامع الصغري" للسيوطي (‪ 911‬ه)‪.‬‬
‫‪" .4‬هداية الباري إىل ترتيب أحاديث البخاري" لعبد الرحيم بن عنرب الطهطاوي (‪ 1365‬ه)‪.‬‬

‫‪39‬انظر‪ :‬طرق تخريج حديث رسول هللا‪ ،‬أ‪.‬د‪ .‬عبد المهدي عبد القادر عبد الهادي (ص‪.)291-29‬‬

‫‪34‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الطريقة الثانية‪ :‬التخريج أبلفاظ احلديث‪.‬‬

‫يعتمد التخريج هبذ الطريقة على أخذ لفظة من ألفاظ احلديث – على أن تكون من األمساء أو األفعال‪،‬‬
‫أم احلروف فال – و البحث عنها‪ ،‬فإذا تبني جزء من احلديث حتتها فقد توصل هبا إىل ختريج احلديث‪ ،‬فتحت‬
‫هذا اجلزء من احلديث ستجد ختريج احلديث بذكر من أخرج و موضع خترجيه‪.‬‬
‫و املؤلفات هبذه الطريقة يركزون على األلفاظ الغريبة‪ ،‬فكلما كانت الكلمة غريبة كلما كان التخريج‬
‫سهال و أكيدا‪ ،‬فلو طلب منك ختريج حديث‪(( :‬إن النيب هنى عن طعام املتبارين أن يؤكل))‪ ،‬فبدل أن تبحث‬
‫عنه يف (هنى) أو يف (طعام) أو يف (ىؤكل) األوىل أن تبحث عنه يف (املتبارين) لقلة دوراهنا‪ ،‬وعند كشفك عنها‬
‫ستجد أن كلمة (تبارى) بكل اشتقاقاهتا وردت مرتني فقط يف أحاديث الكتب التسعة‪.‬‬

‫مزااي هذه الطريقة ‪:‬‬


‫ومتتاز هذه الطريقة مبا يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬سرعة الوصول إىل املراد بواسطتها‪.‬‬
‫‪ .2‬أن املؤلفني عليها حيددون موضع احلديث يف الكتب‪ ،‬فيذكرون الكتاب و الباب‪ ،‬أو اجلزء و الصفحة‪.‬‬
‫‪ .3‬أن معرفة أي جزء من احلديث ميكن أن يوصل إىل احلديث‪.‬‬

‫املؤلفات فيها‪:‬‬

‫‪" .1‬املعجم املفهرس أللفاظ احلديث النبوي"‪.‬‬


‫‪" .2‬فهرس صحيح مسلم" الذي وضعه الشيخ حممد فؤاد عبد الباقي‪.‬‬
‫‪" .3‬فهرس سنن أيب داود" الذي وضعه ابن بيومي‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الطريقة الثالثة‪ :‬التخريج بواسطة الراوي األعلى‪.‬‬

‫يعتمد التخريج هبذه الطريقة على معرفة الراوي األعلى‪ ،‬و الراوي األعلى قد يكون صحابيا إذا كان‬
‫احلديث متصل ابإلسناد‪ ،‬وقد يكون اتبعيا إذا كان احلديث مرسال‪.‬‬
‫واملؤلفون على هذه الطريقة رتبوا األحاديث على الراوي األعلى‪ ،‬فوضعوا حتت كل صحايب أحاديثه‪ ،‬وحتت كل‬
‫اتبعي أحاديثه‪.‬‬
‫فإذا عرفت الراوي األعلى فاحبث عنه يف هذه الكتب‪ ،‬وحينما تقف عليه احبث يف أحاديثه فإنك جتد‬
‫حديثك وجتد معه من أخرجه من أئمة السنة‪ .‬أما إذا كنت ال تعرف الراوي األعلى للحديث فإنه ال ميكنك‬
‫استعمال هذه الطريقة‪ ،‬وعليك أن تسلك طريقة أخرى من طرق التخريج‪ ،‬نعم ميكنك إذا سلكت طريقة أخرى‬
‫فعرفت م نها الصحايب أن تعود إىل هذه الطريقة فتنتفع هبا‪ ،‬فإهنا قريبة‪ ،‬وهبا فوائد عديدة سيتضح لك عند الكالم‬
‫على كتبها‪.‬‬

‫مزااي هذه الطريقة‪:‬‬


‫‪ .1‬أهنا قريبة‪ ،‬فاملؤلفون عليها بعطون القارئ من أخرج احلديث‪ ،‬والكتاب الذي فيه‪ ،‬وهذا يقرب عليه مشوار‬
‫التخريج‪ ،‬خبالف الطريقة األوىل اليت تعطي من أخرج احلديث من األئمة فقط دون ذكر الكتاب‪.‬‬
‫‪ .2‬أهنا كثرية الفوائد‪ ،‬ففيها مقارنة األسانيد مما معه تظهر فوائد عديدة‪ ،‬فضال عما يذكره مؤلفوها من فوائد‪.‬‬

‫املؤلفات فيها‪:‬‬
‫‪ .1‬كتب األطراف‪ ،‬منها‪" :‬حتفة األشراف مبعرفة األطراف" لإلمام مجال الدين املزي الدمشقي الشافعي‬
‫(‪ 742-654‬ه)‪.‬‬
‫‪ .2‬كتب املسانيد‪ ،‬مثل‪" :‬مسند اإلمام أمحد بن حنبل"‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الطريقة الرابعة‪ :‬التخريج بناء على موضوع احلديث‪.‬‬

‫يعتمد التخريج هبذه الطريقة على معرفة موضوع احلديث‪ ،‬فانظر يف حديثك و حدد موضوعه‪َ ،‬ث احبث‬
‫عنه يف هذا املوضوع من كتب هذه الطريقة – واليت سيأ ي احلديث عنها إن شاء هللا تعاىل – جتد فيها‪.‬‬
‫وقد يكون احلديث له أكثر موضوع فاحبث عنه يف كل موضوعاته‪ ،‬فمثال حديث ((بين اإلسالم على مخس‪:‬‬
‫شهادة أن الإله إال هللا وأن حممد رسول هللا‪ ،‬وإقام الصالة‪ ،‬وإيتاء الزكاة‪ ،‬وصوم رمضان‪ ،‬وحج البيت ملن استطاع‬
‫إليه سبيال)) هذا احلديث يوضع يف كتاب اإلميان‪ ،‬ويف كتاب التوحيد‪ ،‬ويف كتاب الصالة‪ ،‬ويف كتاب الزكاة‪،‬ويف‬
‫كتاب الصوم‪ ،‬ويف كتاب احلج‪ ،‬لتناوله كل هذه املوضوعات‪ .‬فعليك أن تبحث عنه يف كل هذه املوضوعات‪.‬‬
‫فلرمبا اقتصرت على بعضها ووضعه املؤلف يف غريه‪.‬‬
‫وواضح أن التخريج هبذه الطريقة يعت مد على معرفتك موضوع احلديث‪ ،‬فإذا مل تعرفه فإنه ال ميكنك أن خترج هبذه‬
‫الطريقة‪.‬‬

‫مزااي هذه الطريقة‪:‬‬


‫‪ .1‬هذه الطريقة ال حتتاج شيئا زائداعن احلديث‪ ،‬فال حتتاج سالمة مطلع احلديث شأن الطريقة األوىل‪ ،‬وال حتتاج‬
‫دراية ابالشتقاقات اللغوية شأن الطريقة الثانية‪ ،‬وال حتتاج ملعرفة الراوي األعلى شأن الطريقة الثالثة‪ ،‬وإمنا‬
‫حتتاج فقط معرفة معىن احلديث‪ ،‬وهذا ظاهر يف معظم األحاديث ابلدراية يكون يف كلها‪.‬‬
‫‪ .2‬هذه الطريقة تريب يف الباحث ملكة فقه احلديث‪ ،‬فبعد استعماهلا فرتة يصبح الباحث ذا قدرة على معرفة‬
‫موضوع احلديث الذي هو فقه احلديث‪.‬‬
‫‪ .3‬هذه الطريقة توقف الباحث على حديثه و األحاديث اليت يف موضوعه‪ ،‬مما ينشطه يف البحث‪ ،‬ويساعده يف‬
‫تدقيق املسألة‪.‬‬

‫املؤلفات فيها‪:‬‬
‫‪ .1‬كتب ختريج عامة‪ ،‬مثل‪" :‬كنز العمال يف سنن األقوال و األفعال" للمتقي اهلندي‪.‬‬
‫‪ .2‬كتب ختريج أحاديث كتب معينة‪ ،‬مثل‪" :‬مفتاح كنوز السنة" لفنسنك‪.‬‬
‫‪ .3‬كتب ختريج أحاديث كتب فقه‪ ،‬مثل‪" :‬نصب الراية" للزيلعي‪ ،‬و "التلخيص احلبري" البن حجر‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الطريقة اخلامسة‪ :‬التخريج بناء على صفة ظاهرة يف احلديث‪.‬‬

‫أما الطريقة اخلامسة فإهنا تضيف شيئا جديدا‪ ،‬وهو أنه إذا رأيت يف حديثك صفة ظاهرة‪ ،‬قد مجع‬
‫العلماء األحاديث املتصفة هبا يف كتب‪ ،‬فراجع هذه الكتب فإهنا تساعدك يف ختريج حديثك‪ .‬فمثال إذا كان‬
‫احلديث قدسيا‪ ،‬أو مشهورا على األلسنة‪ ،‬أو مرسال‪ ،‬فإنك تراجع الكتب املؤلفة يف هذا فتجدها قد خرجت‬
‫حديثك‪.‬‬

‫مزااي هذه الطريقة‪:‬‬


‫متتاز هذه الطريقة أبن التخريج هبا سهل ميسور‪ ،‬ذلك أن املؤلفات اليت جتمع أحاديث هلا صفة واحدة أحاديثها‬
‫غالبا قليلة‪ ،‬فالتخريج منها سهل يسري‪.‬‬

‫املؤلفات فيها‪:‬‬
‫‪ .1‬مؤلفات يف األحاديث املتواترة‪" :‬األزهار املتناثر يف األخبار املتواترة" للسيوطي‪.‬‬
‫‪ .2‬مؤلفات يف األحاديث القدسية‪" :‬األحاديث القدسية" للجنة القرآن و احلديث‪.‬‬
‫‪ .3‬مؤلفات يف األحاديث املرسلة‪" :‬املقاصد احلسنة" للسخاوي‪ ،‬و "املراسيل" أليب داود‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫المبحث الخامس‬

‫المصنفات في علم التخريج‬

‫أشهر كتب التخاريج‪ ،‬و التعريف ببعضها‪.‬‬

‫سأذكر هنا بعضها بدءا من بداية هذه النهضة العلمية يف التخريج و هو القرن السابع والثامن اهلجري الذي‬
‫يـُ مع ُّد حبق عصر انتشار علم التخريج و التصنيف فيه فممن ألف فيه‪:40‬‬

‫‪" .1‬ختريج األحاديث الضعاف من سنن الدارقطين" للحافظ أيب حممد عبد هللا بن حيي الغساين (ت ‪682‬‬
‫ه)‪.‬‬
‫‪" .2‬ختريج أحاديث املختصر الكبري" لشمس الدين حممد بن أمحد بن عبد اهلادي املقدسي (ت ‪ 744‬ه)‪.‬‬
‫‪" .3‬نصب الراية لتخريج أحاديث اهلداية" جلمال الدين أيب حممد عبد هللا بن يوسف بن حممد الزيلعي‬
‫(ت‪ 762‬ه)‪.‬‬
‫‪" .4‬ختريج أحاديث الشرح الكبري للرافعي" لبدر الدين حممد بن إبراهيم بن سعد هللا بن مجاعة (ت‪767‬‬
‫ه)‪.‬‬
‫‪" .5‬حتفة الطالب مبعرفة أحاديث خمتصر ابن احلاجب" لعماد الدين أيب الفداء إمساعيل بن عمر بن كثري‬
‫(ت‪774‬ه)‪.‬‬
‫‪" .6‬العناية بتخريج أحاديث اهلداية" حملي الدين أيب حممد عبد القادر بن حممد القرشي (ت‪775‬ه‪ ).‬و‬
‫مساه أوال "الكفاية" و مساه شيخه املارديين "العناية"‪.‬‬
‫‪" .7‬الذهب اإلبريز يف ختريج أحاديث فتح العزيز" و هو الشرح الكبري للراف‪ ،‬لبدر الدين أيب عبد هللا حممد‬
‫بن عبد هللا بن هبادر الزركشي (ت‪794‬ه)‪.‬‬
‫‪" .8‬املعترب يف ختريج أحاديث املنهاج و املختصر" للزركشي أيضا‪.‬‬

‫‪40‬انظر‪ :‬علم التخريج ودوره في خدمة السنة النبوية‪ ،‬د‪ .‬عبد الغفور البوشلي (ص‪.)44‬‬

‫‪39‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫الفصل الثاين‬

‫ويشتمل على املباحث التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬ترمجة ابن عبد اهلادي صاحب الكتاب "احملرر يف احلديث"‪.‬‬


‫‪ .2‬التعريف بكتاب "احملرر يف احلديث"‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪‬‬
‫المبحث األول‬
‫‪41‬‬
‫ترجمة الحافظ ابن عبد الهادي‬

‫‪ ‬امسه و والدته ‪:‬‬

‫هو اإلمام احلافظ احملدث الفقيه حممد بن أمحد بن عبد اهلادي بن عبد احلميد بن يوسف بن حممد بن قدامة‬
‫اجلماعيلي األصل َث الصاحلي الدمشقي‪.‬‬

‫ولد يف رجب سنة (‪705‬ه) على الراجح من األقوال يف الصاحلية بدمشق ألسرة املقادسية اليت اشتهرت ابلعلم و‬
‫الزهد‪.‬‬

‫ويشرتك يف هذا االسم ابن عبد اهلادي عشر من العلماء‪.‬‬

‫‪ ‬حياته و سريته ‪:‬‬

‫نشأ نشأة علمية صاحلة‪ ،‬حيث دفعه أبوه إىل كبار حمدثي عصره و أوهلم زينب بنت كمال الدين الصاحلية اليت‬
‫تفردت أبعلى األسانيد عن سبط السلفي‪ ،‬ومسع من عيسى املطعِم (‪717‬ه)‪ ،‬و من أيب بكر أمحد بن عبد الدائم‬
‫الصاحلي (‪718‬ه) – شيخ ابن تيمية – و من سعد الدين حيي بن حممد بن سعد (‪721‬ه) و غريهم من‬
‫أصحاب األسانيد العالية‪ ،‬و املالحظ أن وفاهتم كانت و ابن عبد اهلادي دون ‪ 15‬سنة و كلهم حمدثون مما جعله‬
‫يتطبع أهل احلديث و األثر‪.‬‬

‫و حفظ "املقنع" وهو دون العاشرة على القاضي سليمان بن محزة (‪715‬ه) َث أمت علمه على اإلمامني الكبريين‬
‫يف املذهب احلنبلي؛ حممد بن مسلم (‪726‬ه) وإمساعيل بن حممد احلراين (‪729‬ه)‪.‬‬

‫وأخذ القراءات عن شيخ عصره ابن بصخان‪.‬‬

‫‪41‬انظر‪ :‬المحرر في الحديث البن عبد الهادي‪ ،‬بتحقبق عادل الهدبا و محمد علوش (ص‪.)15-12‬‬

‫‪41‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫وقرأ النحو على أيب العباس األندرشي‪.‬‬

‫و ملا اكتملت له آلة العلم بدأ يرتدد إىل اإلمامني اجلليلني شيخ اإلسالم ابن تيمية احلراين (‪728‬ه) و اإلمام‬
‫احملدث احلافظ املزي (‪742‬ه)‪.‬‬

‫فالزمهما مالزمة شديدة‪ ،‬فأخذ عن ابن تيمية فهمه للدين و العقيدة و منهجه يف العلم و الفتوى حىت ألف كتااب‬
‫يقص حياة سرية شيخه (العقود الدرية يف ترمجة شيخ اإلسالم ابن تيمية)‪ .‬وأخذ عن املزي علم الرجال و العلل‪،‬‬
‫و الزمه أكثر من عشر سنني إذ يقول ابن عبد اهلادي‪( :‬هو شيخي الذي انتفعت به كثريا يف هذا العلم)‪.‬‬

‫‪ ‬مصنفاته ‪:‬‬
‫بلغت مصنفاته – رمحه هللا – بضعا و سبعني مؤلفا مل يصلنا منها إال القليل و طبع منها سبعة فقط‪.‬‬
‫أهم املطبوعات ‪:‬‬
‫‪ .1‬احملرر يف أحاديث األحكام‪.‬‬
‫‪ .2‬تنقيح التحقيق يف أحاديث التعليق‪.‬‬
‫‪ .3‬الصارم املنكي يف الرد على السبكي‪.‬‬
‫‪ .4‬ترمجة شيخ اإلسالم "العقود الدرية"‪.‬‬
‫‪ .5‬رسالة يف األحاديث الضعيفة‪.‬‬

‫و من املخطوطات ‪:‬‬

‫‪ .1‬شرح كتاب (املعلل) على ترتيب الفقه جملدان ذكرمها البغدادي يف (هداية العارفني) ‪.151/2‬‬
‫‪ .2‬التفسري املسند مل يكمل ذكره ابن حجر يف (الدرر الكامنة) ‪.332/3‬‬
‫و غريها من املؤلفات النافعة و كثري منها مفقود‪.‬‬

‫‪ ‬ثناء العلماء عليه ‪:‬‬


‫أثىن عليه كل من عاصره من العلماء‪ ،‬ومن ترمجه له من بعده‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ .1‬ابن كثري ‪ :‬قال احلافظ ابن كثري ‪ -‬رمحه هللا ‪( : -‬الشيخ اإلمام العامل العالمة الناقد البارع يف فنون العلم‪،‬‬
‫حصل من العلم ما اليبلغه الشيوخ الكبار‪ ،‬و تفنن يف احلديث و النحو و التصريف و الفقه و التفسري و‬
‫األصلني و التاريخ‪ ،‬و القراءات و له جماميع و تعاليق مفيدة و كثرية‪ ،‬و كان حافظا جيدا ألمساء الرجال‪،‬‬
‫وطرق احلديث عارفا ابجلرح و التعديل بصريا بعلل احلديث‪ ،‬حسن الفهم جيد املذاكرة‪ ،‬صحيح الذهن‪،‬‬
‫مستقيما‪ ،‬على طريقة السلف و اتباع الكتاب و السنة‪ ،‬مثابرا يف فعل اخلريات)‪.42‬‬
‫‪ .2‬و قال احلافظ املزي – شيخه ‪( : -‬ما التقيت به إال واستفدت منه)‪.43‬‬
‫‪ .3‬و قال الذهيب ‪( :‬كتب عين واستفدت منه)‪.44‬‬
‫‪ .4‬و قال ابن الوردي يف (تتمة املختصر) ‪( 480/2‬كان حبرا زاخرا ابلعلم)‪.‬‬

‫‪ ‬وفاته ‪:‬‬
‫أمجع املرتمجون على أنه مات يوم األربعاء (‪ )10‬مجادى األوىل سنة (‪ 744‬ه)‪ .‬و له من العمر (‪ )39‬سنة على‬
‫إثر مرض و محى سل‪َ ،‬ث تفاقمت معه و أفرط به اإلسهال إىل أن تويف قبل أذان العصر‪ ،‬و كان آخر كالمه‪:‬‬
‫أشهد أن ال إله إال هللا‪ ،‬و أشهد أن حممد رسول هللا‪ ،‬اللهم اجعلين من التوابني‪ ،‬و اجعلين من املتطهرين‪.‬‬
‫و كانت جنازته مشهودة من كبار العلماء و األمراء و األعيان و دفن مبقربة الروضة بسفح قاسيون‪ .‬رمحه هللا رمحة‬
‫واسعة‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫البداية و النهاية (‪.)210/14‬‬
‫‪43‬الدرر الكامنة (‪.)458/3‬‬
‫‪44‬الوفيات (‪.)458/2‬‬

‫‪43‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫المبحث الثاني‬

‫التعريف بكتاب المحرر في الحديث‬

‫‪ :‬احملرر يف احلديث‪.‬‬ ‫اسم الكتاب‬


‫‪ :‬حممد بن أمحد بن عبد اهلادي احلنبلي املتوىف (‪ 744‬ه)‪.‬‬ ‫املؤلف‬
‫‪ :‬عادل اهلداب و حممد علوش‪.‬‬ ‫احملقق‬
‫‪ :‬دار العطاء‪.‬‬ ‫الناشر‬
‫‪ :‬األوىل ‪ 1422‬ه – ‪ 2001‬م‪.‬‬ ‫الطبعة‬

‫و طبع يف دار العطاء ‪ 1422‬ه‪ 2001 -‬ابلرايض‪ -‬شارع السويدي العام – غرب النفق تلفاكس ‪:‬‬
‫‪ 267271‬ص ب ‪ – 65911 :‬الرمز الربيدي ‪ 11566 :‬بتحقيق عادل اهلداب و حممد علوش‪.‬‬

‫هذا الكتاب خمتصر من كتاب "اإلملام" البن دقيق العيد‪ ،‬مع زايدات و تعليقات مهمة جدا‪ .‬نص على‬
‫ذلك الذهيب "املعجم املختص" نقل ذلك عنه الشوكاين يف "البدر الطالع" ‪ .108/2‬و نص عليه أيضا احلافظ‬
‫ابن حجر يف "الدرر الكامنة" ‪ .332/3‬فقال ‪( :‬احملرر يف احلديث‪ ،‬اختصره اإلملام فجوده جدا)‪.‬‬
‫و ترتيب هذا الكتاب كما ذكر يف مقدمته ‪( :‬و رتبتها على ترتيب بعض فقهاء زماننا لسيهل الكشف منه))‬
‫وهذه مزية تدل على علم احلافظ ابن عبد اهلادي‪ ،‬و قد سار يف ذلك على ترتيب احلنابلة يف الفقه‪ ،‬و منهم أبو‬
‫الربكات اجملد ابن تيمية احلراين‪.45‬‬

‫منهج احلافظ ابن عبد اهلادي يف "احملرر" ‪:‬‬


‫‪ .1‬االختصار‪.‬‬
‫‪ .2‬االنتقاء‪.‬‬
‫‪ .3‬الرتتيب‪.‬‬
‫‪ .4‬التصحيح والتعليل‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫المحرر في الحديث البن عبد الهادي الحنبلي‪ ،‬بتحقيق عادل الهدبا و محمد علوش في مقدمة الكتاب (ص‪.)9-8‬‬

‫‪44‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫الفصل الثالث‬

‫ختريج و دراسة أحاديث من كتاب احملرر يف احلديث البن عبد اهلادي‪.‬‬

‫= من رقم ‪ 1304 -1290‬و يشتمل على ما يلي ‪:‬‬


‫‪ .1‬كتابة نص احلديث‪.‬‬
‫‪ .2‬بيان معاين املفردات‪.‬‬
‫‪ .3‬ختريج احلديث من كتب السنة مع تقدمي على الصحيحني على غريمها‪.‬‬
‫‪ .4‬دراسة اإلسناد العايل مع ذكر درجة احلديث مستعينا أبقوال األئمة‪.‬‬
‫‪ .5‬بيان فقه احلديث ابختصار مع االستعانة بكتب الشروح‪.‬‬
‫‪ .6‬التوثيق من احلاشية عقب النقل من املصادر‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪‬‬
‫( ختريج و دراسة أحاديث من كتاب احملرر يف احلديث البن عبد اهلادي من رقم ‪) 1304-1290‬‬

‫‪ -29‬كتاب جلامع‬

‫وهذا الكتاب مجعه احلافظ من األبواب يف األدب‪ ،‬والرب والصلة‪ ،‬والزهد والورع‪ ،‬والرتهيب من مساوئ األخالق‪،‬‬
‫والرتغيب يف مكارم األخالق‪ ،‬والذكر‪ ،‬والدعاء‪.‬‬

‫وذلك أن احلافظ ملا مجع أحاديث األحكام الشرعية مرتبة على األبواب الفقهية رأى أن يلحق بذلك كتااب جامعا‬
‫يورد فيه األحاديث اليت حيتاجها املؤمن – وال سيما طالب العلم – ‪ ،‬وبدأ من ‪:‬‬

‫‪ .1‬األدب ‪:‬‬
‫قال ابن القيم‪( :‬حقيقة األدب‪ :‬استعمال اخللق اجلميل)‪.46‬‬
‫‪ .2‬الرب والصلة ‪:‬‬
‫الرب‪ -:‬بكسر املوحدة – هو التوسع يف فعل اخلري‪ .‬والرب –بفتحها‪ -‬املتوسع يف اخلريات‪ ،‬وهو من صفات‬
‫هللا‪ .‬والصلة وهي كناية عن اإلحسان إىل األقربني من ذوي النسب واألصهار والتعطف عليهم والرفق هبم‬
‫والرعاية ألحواهلم‪.‬‬
‫‪ .3‬الزهد والورع ‪:‬‬
‫الزهد‪ :‬ترك راحة الدنيا لراحة اآلخرة‪ ،‬وأما الورع‪ :‬جتنب الشهوات خوف الوقوع يف حمرم‪.47‬‬
‫‪ .4‬الرتهيب من مساوئ األخالق ‪:‬‬
‫الرتهيب‪ :‬مبعناه أخافه خوفا شديدا‪ ،‬و مساوئ األخالق‪ :‬األخالق الذميمة من األقوال و األفعال‪.‬‬
‫‪ .5‬الرتغيب يف مكارم األخالق‪:‬‬

‫‪46‬انطر‪ :‬منحة العالم في شرح بلوغ المرام للشيخ صالح الفوزان (‪.)5/10‬‬
‫‪47‬سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام لألمير الصنعاني (‪479/4‬و‪.)505‬‬

‫‪46‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫الرتغيب؛ أي‪ :‬أوجد فيه الرغبة إليه‪ ،‬و مكارم األخالق‪ :‬كالصدق‪ ،‬وغض البصر‪ ،‬واألمر ابملعروف‪ ،‬و كل‬
‫من حماسن األخالق‪.48‬‬
‫‪ .6‬الذكر و الدعاء ‪:‬‬
‫الذكر‪ :‬مصدر ذكر‪ ،‬وهو ما جيري على اللسان أو القلب‪ ،‬واملراد به ذكر هللا تعاىل‪ .‬والدعاء ‪ :‬مصدر دعا‪،‬‬
‫وهو الطلب‪ ،‬ويقال على احلث على الشيئ حنو دعوت فالان استعنتُه‪.49‬‬

‫‪‬‬

‫‪48‬انطر‪ :‬منحة العالم في شرح بلوغ المرام للشيخ صالح الفوزان (‪193/10‬و‪.)311‬‬
‫‪ 49‬سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام لألمير الصنعاني (‪.)605/4‬‬

‫‪47‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الحديث األول ‪‬‬

‫ثالًث قلنا لِ َم ْن اي رسول هللا ؟ قال ‪(( :‬هلل‪،‬‬


‫((الدين النَّصيحةُ)) ا‬
‫ُ‬ ‫َّاري؛ أن النيب ﷺ قال ‪:‬‬
‫‪ – 1/1290‬وعن ََت ِيم الد ِِّ‬
‫وعامتهم))‪.‬‬
‫ولكتابه‪ ،‬ولرسوله‪ ،‬وْلئمة املسلمني َّ‬

‫‪ ‬الوجه األول ‪ :‬التخريج اإلمجايل للحديث ‪:‬‬


‫رواه مسلم (‪ )55‬بلفظه‪ ،‬ورواه أبو داود (‪ )4944‬مبعناه‪ ،‬ورواه النسائي (‪ )4198‬مبعناه‪ ،‬ورواه أمحد (‪)16945‬‬
‫مبعناه‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه الثاين ‪ :‬التخريج التفصيلي للحديث ‪:‬‬


‫هذا احلديث رواه ‪:‬‬
‫‪ .1‬مسلم يف صحيحه "كتاب اإلميان" ابب بيان أن الدين النصيحة (‪( )74/1‬ح‪ :)55‬حدثنا حممد بن عباد‬
‫املكي‪ ،‬حدثنا سفيان‪.‬‬
‫‪ .2‬أبو داود يف سننه "كتاب األدب" ابب يف النصيحة (‪( )286/4‬ح‪ :)4944‬حدثنا أمحد بن يونس‪ ،‬حدثنا‬
‫زهري‪.‬‬
‫‪ .3‬النسائي يف سننه "كتاب البيعة" ابب النصيحة لإلمام (‪( )156/7‬ح‪ :)4198‬حدثنا يعقوب بن إبراهيم‬
‫قال‪ :‬أنبأان عبد الرمحن‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪.‬‬
‫‪ .4‬أمحد يف مسنده "مسند الشاميني" حديث متيم الداري (‪( )146/28‬ح‪ :)16945‬حدثنا سفيان بن عيينة‪.‬‬
‫و كلهم من طريق ُسهيل بن أيب صاحل‪ ،‬عن عطاء بن يزيد الليثي‪ ،‬عن متيم الداري‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الوجه الثالث ‪ :‬دراسة اإلسناد األقل عددا ‪:‬‬


‫و اإلسناد العايل من هذا احلديث ‪ :‬قال أمحد بن حنبل – رمحه هللا – {‪ : }16945/146/28‬حدثنا ُسفيان‬
‫بن عُيمـْيـنم مة‪ ،‬عن ُسهيل بن أيب صاحل‪ ،‬عن عطاء بن يزيد الليثي‪ ،‬عن متيم الداري‪ ،‬أن رسول هللا ‪ ‬قال‪" :‬إن‬
‫الدين النصيحة‪ ،‬إن الدين النصيحة‪ ،‬إن الدين النصيحة"‪ .‬قالوا‪ :‬ملن ايرسول هللا ؟ قال‪" :‬هلل ولكتابه ولنبيه وألئمة‬
‫املؤمنني وعامتهم"‪.‬‬

‫‪ .1‬سفيان بن عيينة بن أيب عمران ميمون اهلاليل أبو حممد الكويف سكن مكة وقيل أن أابه عيينة هو املكي أاب‬
‫عمران‪ .‬قال ابن املديين ولد سنة ‪ 107‬ه‪ .‬وقال الواقدي مات يوم السبت أول يوم من رجب سنة ‪198‬ه‪،‬‬
‫وقال ابن عمار سنة ‪197‬ه‪.‬‬
‫روى عن‪:‬‬
‫عبد امللك بن عمري‪ ،‬وأيب إس حاق السبيعي‪ ،‬وزايد بن عالقة‪ ،‬واألسود بن قيس‪ ،‬وأابن بن تغلب‪ ،‬وإبراهيم‪،‬‬
‫وموسى‪ ،‬وحممد بين عقبة‪ ،‬وإسحاق بن عبد هللا بن أيب طلحة‪ ،‬وإسرائيل أيب موسى‪ ،‬وإمساعيل بن أيب‬
‫خالد‪ ،‬وإمساعيل بن أمية‪ ،‬وأيوب ابن موسى‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫أبو إسحاق الفزاري‪ ،‬ومحاد بن يزيد‪ ،‬واحلسن بن حي‪ ،‬ومهام‪ ،‬وأبو األحوص‪ ،‬وابن املبارك‪ ،‬وقيس بن الربيع‪،‬‬
‫وأبو معاوية‪ ،‬ووكيع‪ ،‬وحممد بن إدريس الشافعي‪ ،‬وأمحد بن حنبل‪ ،‬وإسحاق بن راهويه‪ ،‬وحممد بن عاصم‬
‫األصبهاين‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه ‪:‬‬
‫قال العجلي‪ :‬كويف ثقة ثبت يف احلديث وكان حسن احلديث يعد من حكماء أصحاب احلديث‪.‬‬
‫وقال الشافعي‪ :‬لوال مالك وسفيان لذهب علم احلجاز‪ .‬وأيضا قال‪ :‬ما رأيت أحدا من الناس فيه جزالة العلم‬
‫ما يف بن عيينة وما رأيت أحدا آلف عن الفتيا منه‪.‬‬
‫وقال أمحد‪ :‬ما رأيت أحدا من الفقهاء أعلم ابلقرآن و السنن منه‪.50‬‬

‫‪50‬تهذيب التهذيب البن حجر العسقالني (‪.)122-117/4‬‬

‫‪49‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ُ .2‬سهيل بن أيب صاحل وامسه ذكوان السمان أبو يزيد املدين صدوق تغري حفظه أبخرة روى البخاري مقروان‬
‫وتعليقا من السادسة مات يف خالفة املنصور‪.51‬‬
‫روى عن ‪:‬‬
‫سعيد بن املسيب‪ ،‬واحلارث بن خملد األنصاري‪ ،‬وأيب احلباب سعيد بن يسار‪ ،‬وعبد هللا بن دينار‪ ،‬وعطاء بن‬
‫يزيد الليثي‪ ،‬والنعمان بن عياش‪ ،‬وغريهم‪.52‬‬
‫روى عنه ‪:‬‬
‫األعمش‪ ،‬وربيعة‪ ،‬وموسى بن عقبة‪ -‬وهم من التابعني‪ -‬وجرير بن حازم‪ ،‬وابن عجالن‪ ،‬وعبيد هللا بن عمر‪،‬‬
‫ووهيب بن خالد‪ ،‬وسفيان بن عيينة‪ ،‬وأبو إسحاق الفزاري‪ ،‬وغريهم‪.53‬‬
‫وغريهم ‪-‬ومات قبله بدهر‪ُ -‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫قال ابن عيينة‪ :‬كنا نعد سهال ثبتا يف احلديث‪.‬‬
‫وقال النسائي‪ :‬ليس به أبس‪.‬‬
‫وقال ابن عدي‪ :‬لسهيل شيخ وقد روى عنه األئمة وحدث عن أبيه وعن مجاعة عن أبيه وهذا يدل على متيزه‬
‫كونه ميز ما مسع من أبيه وما مسع من غري أبيه وهو عندي ثبت الأبس به مقبول األخبار‪.‬‬
‫وذكر البخاري يف اترخيه قال‪ :‬كان لسهيل أخ فمات فوجد عليه فنسي كثريا من احلديث‪.54‬‬

‫‪ .3‬عِاء بن يزيد الليثي َث اجلُْن ُد ِعي أبو حممد وقيل أبو يزيد املدين َث الشامي‪ .‬وقيل تويف سنة ‪107‬ه‪.‬‬
‫روى عن‪:‬‬
‫متيم الداري‪ ،‬وأيب هريرة‪ ،‬وأيب سعيد اخلدري‪ ،‬وأيب أيوب األنصاري ‪ ‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫ابنه سليمان‪ ،‬والزهري‪ ،‬وأبو عبيد صاحب سليمان بن عبد امللك‪ ،‬وأبو صاحل السمان‪ ،‬وسهيل بن أيب‬
‫صاحل‪ ،‬وهالل بن ميمون الرملي‪ ،‬وغريهم‪.‬‬

‫‪51‬تقريب التهذيب البن حجر العسقالني (ص ‪.)259‬‬


‫‪52‬‬
‫تهذيب التهذيب البن حجر العسقالني (‪.)263/4‬‬
‫‪53‬سير أعالم النبالء للذهبي‪ ،‬شمس الدين (‪.)458/5‬‬
‫‪54‬تهذيب التهذيب البن حجر العسقالني (‪.)264-263/4‬‬

‫‪50‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬


‫قال علي بن املدين‪ :‬سكن الرملة وكان ثقة‪ .‬وقال النسائي‪ :‬أبو يزيد عطاء بن يزيد شامي ثقة‪.55‬‬

‫‪َ .4‬تيم الداري‪ :‬متيم بن أوس بن خارجة بن سود بن جذمية بن وداع ويقال ذراع بن عدي بن الدار بن هانئ‬
‫بن حبيب بن منارة بن خلم أبو رقية الداري انتقل إىل الشام بعد قتل عثمان ونزل بيت املقدس وكان إسالمه‬
‫سنة ‪ 9‬ه‪ ،‬ومات ابلشام‪ .‬روى عن النيب ‪ ‬وعنه ابن عمر‪ ،‬وابن عباس‪ ،‬وأبو هريرة‪ ،‬وأنس بن مالك‪،‬‬
‫وعطاء بن يزيد الليثي‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫قال قتادة‪ :‬كان من علماء أهل الكتابني‪ ،‬وقال ابن سريين‪ :‬كان خيتم يف ركعة‪.56‬‬

‫‪ ‬الوجه الرابع ‪ :‬درجة احلديث ‪:‬‬

‫‪ ‬الوجه اخلامس‪ :‬بيان معاين املفردات‪:‬‬


‫((الدين النصيحةُ)) ‪ :‬كلمة (الدين) اسم معرف ب (أل) و(النصيحة) كذلك اسم معرف ب (أل) وقد ذكر‬
‫علماء البالغة أنه إذا صار املبتدأ واخلرب معرفتني فاجلملة تفيد احلصر‪ ،‬كأنه قال‪ :‬الدين هو النصيحة‬
‫((ثالاث)) هذه متعلقة ب((النصيحة)) أو متعلقة ب ((قال)) يعين‪ :‬قال ذلك ثالاث‪ :‬الدين النصيحة‪ ،‬الدين‬
‫النصيحة‪ ،‬الدين النصيحة‪ ،‬فأكد اللفظ مرتني مبؤكدات لفظية‪.57‬‬

‫‪ ‬الوجه السادس ‪ :‬فقه احلديث ‪:‬‬


‫هذا احلديث جليل كما بني العلماء فيه ‪:‬‬
‫‪ -‬إنه أحد األحاديث األربعة اليت يدور عليها اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -‬قال النووي‪ :‬ليس األمر كما قالوا بل عليه مدار اإلسالم‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫تهذيب التهذيب البن حجر العسقالني (‪.)217/7‬‬
‫‪56‬تهذيب التهذيب البن حجر العسقالني (‪.)511/1‬‬
‫‪57‬فتح ذي الجالل واإلكرام بشرح بلوغ المرام‪ ،‬للشيخ العالمة محمد بن صالح العثيمين (‪.)445/6‬‬

‫‪51‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ -‬النصيحة هلل‪ :‬اإلميان به‪ ،‬ونفي الشريك عنه‪ ،‬وترك اإلحلاد يف صفاته‪ ،‬ووصفه تعاىل بصفات الكمال و‬
‫اجلالل كلها‪ ،‬وتنزيهه عن مجيع أنواع النقصان‪ ،‬وتقديسه تعاىل عن الشر وإرادته‪ ،‬والقيام بطاعته‪ ،‬واجتناب‬
‫معاصيه‪ ،‬واحلب فيه‪ ،‬والبغض فيه‪ ،‬ومواالة من أطاعه‪ ،‬ومعاداة من عصاه‪ ،‬وغري ذلك مما جيب له تعاىل‪.‬‬
‫‪ -‬والنصيحة لكتابه‪ :‬اإلميان أبنه كالم هللا‪ ،‬وأنه من عنده‪ ،‬وحتليله ما حلله‪ ،‬وحترمي ما حرمه‪ ،‬واالهتداء مبا فيه‪،‬‬
‫والتدبر ملعانيه‪ ،‬والقيام حبقوق تالوته‪ ،‬واالتعاظ مبواعظه‪.‬‬
‫‪ -‬والنصيحة لرسوله‪ :‬تصديق مبا جاء به‪ ،‬واتباعه فيما أمر به وهنى عنه‪،‬ومعرفة سنته النبوية‪.‬والنصيحة ألئمة‬
‫املسلمني‪ :‬إعانته على احلق‪ ،‬وطاعتهم فيه‪ ،‬ونصحهم يف الرفق والعدل‪.‬‬
‫‪ -‬والنصيحة ل عامة املسلمني‪ :‬إرشادهم إىل مصاحلهم يف الدين والدنيا‪ ،‬وكف األذى عنهم‪ ،‬وأمرهم ابملعروف‪،‬‬
‫وهنيهم عن املنكر‪.58‬‬

‫‪ ‬الوجه السابع ‪ :‬ما يستفاد من احلديث ‪:‬‬


‫‪ .1‬النصيحة هلل على رأسها عبادته وحده الشريك له‪.‬‬
‫‪ .2‬ومن النصح هلل‪ :‬احملبة والتعظيم‪.‬‬
‫‪ .3‬النصح لكتاب هللا هو‪ :‬أن تؤمن أنه كالم هللا حقا وحروفه ومعانيه‪.‬‬
‫‪ .4‬وأن من النصيحة للرسول هللا ‪ ‬طاعته فيما أمر‪.‬‬
‫‪ .5‬النصيحة لألمراء أبن تعتقد وجوب طاعتهم يف غري معصية هللا‪.‬‬
‫‪ .6‬النصيحة للعلماء بسؤال هللا هلم التوفيق للصواب‪.59‬‬

‫‪‬‬

‫‪58‬سبل السالم للصنعاني (‪.)600-599/4‬‬


‫‪59‬فتح ذي الجالل واإلكرام بشرح بلوغ المرام (‪451-445/6‬‬

‫‪52‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الحديث الثاني ‪‬‬

‫وسيعود غريباا كما بدأ‪ ،‬فُِوىب‬


‫ُ‬ ‫اإلسالم غريباا‬
‫ُ‬ ‫‪ – 2/1291‬وعن أيب هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا ﷺ ‪(( :‬بدأ‬
‫للغُر ِ‬
‫ابء))‪.‬‬ ‫َ‬

‫‪ ‬الوجه األول ‪ :‬التخريج اإلمجايل للحديث ‪:‬‬


‫رواه مسلم (‪ )145‬أبلفاظ متقاربة‪ ،‬ورواه ابن ماجه (‪ )3986‬أبلفاظ متقاربة‪ ،‬ورواه أمحد (‪ )9054‬مبعناه‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه الثاين ‪ :‬التخريج التفصيلي للحديث ‪:‬‬


‫هذا احلديث رواه‪:‬‬
‫‪ .1‬مسلم يف صحيحه "كتاب اإلميان" ابب بيان أن اإلسالم بدأ غريبا وسيعود غريبا‪ ،‬وأنه أيزر بني املسجدين‬
‫(‪( )130/1‬ح‪ :)145‬حدثنا حممد بن عباد‪ ،‬وابن أيب عمر‪.‬‬
‫‪ .2‬ابن ماجه يف سننه "كتاب الفنت" ابب بدأ اإلسالم غريبا (‪( )1319/2‬ح‪ :)3986‬حدثنا عبد الرمحن بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬ويعقوب بن محيد بن كاسب‪ ،‬وسويد بن سعيد‪.‬‬
‫وكالمها من طريق مروان بن معاوية الفزاري‪ ،‬عن ابن كيسان‪ ،‬عن أيب حازم‪.‬‬
‫‪ .3‬أمحد يف مسنده "مسند املكثرين من الصحابة" مسند أيب هريرة ‪( )22/15( ‬ح ‪ :)9054‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا‬
‫عبد الرمحن‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا العالء‪ ،‬عن أبيه‪.‬‬
‫وكلهم من طريق أيب هريرة‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه الثالث ‪ :‬دراسة اإلسناد األقل عددا ‪:‬‬


‫و اإلسناد العايل من هذا احلديث ‪ :‬قال أمحد بن حنبل – رمحه هللا – {‪ : }9054/22/15‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا‬
‫عبد الرمحن بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا العالء‪ ،‬عن أبيه عن أيب هريرة‪ ،‬عن رسول هللا‪(( : ‬إن الدين بدأ غريبا‪ ،‬وسيعود‬
‫الدين كما بدأ‪ ،‬فطوىب للغرابء))‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ .1‬عفان‪ :‬عفان بن مسلم بن عبد هللا الصفار أبو عثمان البصري موىل عزرة بن اثبت األنصاري‪ ،‬وسكن‬
‫بغداد‪.‬‬
‫روى عن‪:‬‬
‫داود بن أيب الفرات‪ ،‬وعبد هللا بن بكر املزين‪ ،‬وصخر بن جويرية‪ ،‬وشعبة‪ ،‬ووهب بن خالد‪ ،‬ومهام بن حيي‪،‬‬
‫وسليم بن حيان‪ ،‬وأاب العطار‪ ،‬واألسود بن شيبان‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫البخاري‪ ،‬وحممد بن عبد الرحيم البزار‪ ،‬وحجاج بن الشاعر‪ ،‬وأبو خثيمة‪ ،‬واحلسن بن علي اخلالل‪ ،‬وأبو بكر‬
‫بن أيب شيبة‪ ،‬وعبد هللا الدارمي‪ ،‬وعمرو الناقد‪ ،‬والفضل بن سهيل‪ ،‬وأبو موسى هارون احلمال‪ ،‬وأمحد بن‬
‫حنبل‪ ،‬احلسن بن حممد الزعفارين‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫قال العجلي‪ :‬عفان بصري ثقة ثبت صاحب سنة وكان على مسائل معاذ بن معاذ فجعل له عشرة آالف‬
‫دينار على أن يقف عن تعديل رجل فال يقول عدل والغري عدل فأىب وقال ال أبطل حقا من احلقوق‪ ،‬وقال‬
‫حنبل بن إسحاق وأمر املأمون إسحاق بن إبراهيم الطاهري أن يدعو عفان إىل القول خبلق القرآن فإن مل‬
‫جيب فاقطع عنه رزقه وهو مخسمائة درهم يف الشهر فاستدعاه فقرأ‪(( :‬قل هو هللا أحد)) حىت ختمها فقال‪:‬‬
‫خملوق هذا‪ ،‬قال‪ :‬ايشيخ إن أمري املؤمنني يقول‪ :‬إن مل جيب أقطع رزقه‪ .‬وقال بن سعد‪ :‬كان ثقة كثري‬
‫احلديث ثبتا حجة‪ .‬وقال خراش‪ :‬ثقة من خيار املسلمني‪ .‬وقال بن قانع‪ :‬ثقة مأمون‪ .‬وذكره ابن حبان يف‬
‫الثقات‪ .‬وقال احلسن الزعفراين‪ :‬قلت ألمحد من اتبع عفان على كذا وكذا فقال‪ :‬وعفان حيتاج إىل متابعة‬
‫أحد‪ .‬وقال املفضل الغاليب ذكره له يعين البن معني عفان وثبته فقال قد أخذت عليه اخلطأ يف غري حديث‪.‬‬
‫وقال عمر بن أمحد اجلوهري‪ :‬اجتمع علي بن املديين‪ ،‬وأبو بكر بن أيب شيبة‪ ،‬وأمحد بن حنبل‪ ،‬وعفان‬
‫فقال‪ :‬عفان ثالثة يضعفون‪.60‬‬

‫‪ .2‬عبد الرمحن بن إبراهيم القاص‪ .‬مسع العالء بن عبد الرمحن‪ ،‬وله عنه نسخة‪.‬‬
‫روى عنه ‪:‬‬
‫ابنه عبد هللا‪ ،‬وأبو سعيد موىل بين هاشم‪ ،‬وزيد بن احلبان‪ ،‬وعفان‪.‬‬

‫‪60‬تهذيب التهذيب البن حجر العسقالني (‪.)235-230/7‬‬

‫‪54‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫من أقوال العلماء فيه ‪:‬‬


‫قال ابن معني‪ :‬ثقة‪ .‬وقال أبو حامت‪ ،‬والنسائي‪ :‬ليس ابلقوي‪.61‬‬

‫‪ .3‬العالء‪ :‬العالء بن عبد الرمحن بن يعقوب احلرقي أبو شبل املدين موىل احلرقة من جهينة‪.‬‬
‫روى عن ‪:‬‬
‫أبيه‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬وأنس‪ ،‬وأيب السائب موىل هشام بن زهرة‪ ،‬ونعيم اجملمر‪ ،‬وسعد بن كعب‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه ‪:‬‬
‫ابنه شبيل‪ ،‬وابن جريج‪ ،‬وعبيد هللا بن عمر‪ ،‬وابن إسحاق‪ ،‬ومالك‪ ،‬وحممد بن عجالن‪ ،‬وروح بن القاسم‪،‬‬
‫وحفص بن ميسرة‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال علماء فيه ‪:‬‬
‫قال عبد هللا بن أمحد عن أبيه‪ :‬ثقة مل أمسع أحدا ذكره بسوء‪ .‬وقال الدوري عن بن معني‪ :‬ليس حديثه حبجة‬
‫وهو سهيل قريب من السواء‪ .‬وقال بن أيب خثيمة عن بن معني‪ :‬ليس بذلك مل يزل الناس يتوقفون حديثه‪.‬‬
‫وقال أبو زرعة‪ :‬ليس هو ابلقوي ما يكون‪ .‬وقال أبو حامت صاحل روى عنه الثقات ولكنه أنكر من حديثه‬
‫أشياء وهو عندي أشبه من العالء بن املسيب‪ .‬وقال النسائي‪ :‬ليس به أبس‪.62‬‬

‫‪ .4‬أبيه‪ :‬عبد الرمحن بن يعقوب اجلهين املدين موىل احلرقة‪.‬‬


‫روى عن‪:‬‬
‫أبيه‪ ،‬وأيب هريرة‪ ،‬وأيب سعيد‪ ،‬وابن عباس‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬وهانئ موىل علي‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫ابنه العالء‪ ،‬وسامل أبو النضر‪ ،‬وحممد بن إبراهيم التيمي‪ ،‬وحممد بن عجالن‪ ،‬وحممد بن عمرو بن علقمة‪،‬‬
‫وغريهم‪.‬‬

‫‪61‬تاريخ اإلسالم للذهبي (‪.)313/10‬‬


‫‪62‬تهذيب التهذيب البن حجر العسقالني (‪.)187-186/8‬‬

‫‪55‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬


‫قال النسائي‪ :‬ليس به أبس‪ .‬وذكره ابن حبان يف الثقات‪ .‬وقال العجلي‪ :‬اتبعي ثقة‪.63‬‬

‫‪ .5‬أبو هريرة ‪ :‬صحايب جليل رضي هللا عنه‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه الرابع ‪ :‬درجة احلديث ‪:‬‬

‫‪ ‬الوجه اخلامس‪ :‬بيان معاين املفردات ‪:‬‬


‫قوله ‪" ‬بدأ اإلسالم غريبا " كذا ضبطناه بدأ ابهلمز من االبتداء وطوىب فعلى من الطيب قاله الفراء قال وإمنا‬
‫جاءت الواو لضمة الطاء قال وفيها لغتان تقول العرب طوابك وطوىب لك‪.‬‬
‫وأما طوىب فاختلف املفسرون يف معىن قوله تعاىل ( طوىب هلم وحسن مآب )[سورة الرعد‪ ، ]29:‬قيل‪ :‬فرح وقرة‬
‫عني رواية عن ابن عباس‪ ،‬وقيل‪ :‬غبطة‪ ،‬وقيل‪ :‬حسىن هلم‪ .64‬وأصل الغربة أي البعد‪ ،‬وبه مسى الغريب لبعد‬
‫داره‪.65‬‬

‫‪ ‬الوجه السادس ‪ :‬فقه احلديث ‪:‬‬


‫نقل القاضي عياض عن مالك أن احلديث خاص ابملدينة املنورة‪ ،‬فقال‪ :‬إن معناه يف املدينة‪ ،‬وأن اإلسالم بدأ هبا‬
‫غريبا‪ ،‬وسيعود إليها‪ ،‬قال القاضي‪ :‬وظاهر احلديث العموم أن اإلسالم بدأ يف آحاد من الناس وقلة‪َ ،‬ث انتشر‬
‫وظهر‪َ ،‬ث سيلحقه النقص و اإلخالل حىت ال يبقى‪ -‬أيضا ‪ -‬إال يف آحاد وقلة غريبا كما بدأ‪.66‬‬

‫‪63‬تهذيب التهذيب البن حجر العسقالني (‪.)301/6‬‬


‫‪64‬‬
‫انظر‪ :‬المنهاج شرح صحيح مسلم للنووي (‪.)176/2‬‬
‫‪65‬انظر‪ :‬إكمال المعلم بفوائد مسلم للقاضي عياض‪ ،‬بتحقيق د‪ .‬يحي إسماعيل (‪.)456/1‬‬
‫‪66‬انظر‪ :‬إكمال المعلم بفوائد مسلم للقاضي عياض‪ ،‬بتحقيق د‪ .‬يحي إسماعيل (‪.)456/1‬‬

‫‪56‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الوجه السابع ‪ :‬ما يستفاد من احلديث ‪:‬‬


‫‪ .1‬أن اإلسالم بدأ غريبا يف نفوس الناس وسيعود غريبا يف نفوسهم وإن كثر عدد من ينتسبون إليه‪.67‬‬
‫‪ .2‬احلديث دليل على علم من أعالم النبوة‪ ،‬وآية من آايت النيب ‪ ‬حبيث أنه أخرب فيما سيقع يف املستقبل‪.‬‬
‫‪ .3‬احلديث بيان فضل الغرابء حيث كانوا متمسكني بشرع هللا و سنة النيب صلى هللا عليه وسلم‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪67‬انظر‪ :‬فتح المنعم شرح صحيح مسلم‪ ،‬د‪ .‬موسى شاهين الشين (‪.)468/1‬‬

‫‪57‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الحديث الثالث ‪‬‬

‫‪ – 3/1292‬وعنه عن رسول هللا ﷺ أنه قال ‪(( :‬والذي نفسي بيده ال يسمع يب أحد من هذه اْلمة‪ ،‬يهودي و ال‬
‫نصراين‪ ،‬مث ميوت و ل يؤمن ابلذي أرسلت به‪ ،‬إال كان من أصحاب النار))‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه األول ‪ :‬التخريج اإلمجايل للحديث ‪:‬‬


‫رواه مسلم (‪ )153‬أبلفاظ متقاربة‪ ،‬ورواه أمحد (‪ )8609‬مبعناه‪.‬‬

‫‪ ‬الوحه الثاين ‪ :‬التخريج التفصيلي للحديث ‪:‬‬


‫هذا احلديث رواه‪:‬‬
‫‪ .1‬مسلم يف صحيحه "كتاب اإلميان" ابب وجوب اإلميان برسالة نبينا حممد صلى هللا عليه وسلم إىل مجيع‬
‫الناس‪ ،‬ونسخ امللل مبلته (‪( )134/1‬ح ‪ :)153‬حدثين يونس بن عبد األعلى‪ ،‬أحربان ابن وهب‪ ،‬وأخربين‬
‫عمرو‪.‬‬
‫‪ .2‬أمحد بن حنبل يف مسنده "مسند املكثرين من الصحابة" مسند أيب هريرة رضي هللا عنه (‪( )261/14‬ح‬
‫‪ :)8609‬حدثنا حسن‪ ،‬حدثنا ابن هليعة‪.‬‬
‫وكالمها عن أيب يونس‪ ،‬عن أيب هريرة‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه الثالث ‪ :‬دراسة اإلسناد األقل عددا ‪:‬‬


‫و اإلسناد العايل من هذا احلديث ‪ :‬قال أمحد بن حنبل – رمحه هللا – {‪ : }8609/261/14‬حدثنا حسن‪،‬‬
‫حدثنا ابن هليعة‪ ،‬حدثنا أبو يونس‪ ،‬عن أيب هريرة عن رسول هللا ‪ ،‬أنه قال‪(( :‬والذي نفس حممد بيده‪ ،‬ال‬
‫أرسلت به‪ ،‬إال كان من أصحاب‬
‫ُ‬ ‫يسمع يب أحد من هذه األمة يهودي‪ ،‬أو نصراين‪َ ،‬ث ميوت وال يؤمن ابلذي‬
‫النار))‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ .1‬احلسن‪ :‬احلسن بن موسى األشيب أبو علي البغداد قاضي طربستان واملوصل ومحص‪.‬‬
‫روى عن‪:‬‬
‫احلمادين‪ ،‬وشعبة‪ ،‬وسفيان‪ ،‬وجرير بن حازم‪ ،‬وزهري بن معاوية‪ ،‬وابن هليعة‪ ،‬وعبد الرمحن بن عبد هللا بن‬
‫دينار‪ ،‬وحريز بن عثمان‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫أمحد بن حنبل‪ ،‬وحجاج بن الشاعر‪ ،‬وأمحد بن منيع‪ ،‬وأبو خيثمة‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫قال أمحد‪ :‬هم من متثبيت أهل بغداد‪ .‬وقال بن معني‪ :‬ثقة‪ .‬وذكره ابن حبان يف الثقات‪ .‬وذكره مسلم يف‬
‫رجال شعبة الثقات يف الطبقة الثالثة‪.68‬‬

‫‪ .2‬ابن هليعة ‪ :‬عبد هللا بن هليعة بن عقبة بن فرعان بن ربيعة بن ثوابن احلضرمي األعدويل ويقال الغافقي أبو‬
‫عبد الرمحن املصري الفقيه القاضي‪ .‬ولد سنة ست وتسعني‪ ،‬وقيل‪:‬سبعني‪ .‬ومات يوم األحد نصف ربيع‬
‫األول سنة أربع وسبعني‪ ،‬وقيل‪ :‬سنة سبعني‪.‬‬
‫روى عن ‪:‬‬
‫األعرج‪ ،‬وأيب الزبري‪ ،‬ويزيد بن أيب حبيب‪ ،‬ومشرح بن هاعان‪ ،‬وعبيد هللا بن أيب جعفر‪ ،‬وأيب يونس موىل أيب‬
‫هريرة‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه ‪:‬‬
‫أمحد بن عيسى‪ ،‬وابن أخيه هليعة بن عيسى بن هليعة‪ ،‬والثوري‪ ،‬وشعبة‪ ،‬واألوزاعي‪ ،‬وعمرو بن احلارث‪،‬‬
‫وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه ‪:‬‬
‫قال نعيم بن محاد ‪ :‬مسعت بن مهدي يقول‪ :‬ال أعتدي بشيئ مسعته من حديث بن هليعة إال مساع بن املبارك‬
‫وحنوه‪ .‬وقال أبو داود‪ :‬ومسعت قتيبة يقول‪ :‬كنا ال نكتب حديث بن هليعة إال من كتب بن أخيه أو كتب بن‬

‫‪68‬تهذيب التهذيب البن حجر العسقالني (‪.)323/2‬‬

‫‪59‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫وهب إال حديث األعرج‪ .‬وقال ابن عدي ‪ :‬حديثه كأنه نسيان وهو من يكتب حديثه‪ .‬وقال احلاكم أبو‬
‫أمحد‪ :‬ذاهب احلديث‪.69‬‬

‫‪ .3‬أبو يونس‪ :‬سليم بن جبري ويقال ابن جبرية الدوسي أبو يونس املصري موىل أيب هريرة‪ .‬وقيل تويف سنة‬
‫‪123‬ه‪.‬‬
‫روى عن ‪:‬‬
‫أيب هريرة‪ ،‬وغريه‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫عمرو بن احلارث‪ ،‬وحيوة بن شريح‪ ،‬والليث بن سعد‪ ،‬وابن هليعة‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه ‪:‬‬
‫قال النسائي‪ :‬ثقة‪ .‬وذكره ابن حبان يف الثقات‪.70‬‬

‫‪ .6‬أبو هريرة ‪ :‬صحايب جليل رضي هللا عنه‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه الرابع ‪ :‬درجة احلديث ‪:‬‬

‫‪ ‬الوجه اخلامس ‪ :‬بيان معاين املفردات ‪:‬‬


‫(والذي نفسي بيده) وهو حلف ابهلل تعاىل‪ ،‬فإنه الذي بيده كل نفس‪( .‬ال يسمع يب أحد) فيه التفات من الغيبة‬
‫إىل التكلم‪( .‬من هذه األمة) أصل األمة اجلماعة‪ ،‬وتضاف للنيب صلى هللا عليه وسلم فرياد هبا – أحياان – أمة‬
‫اإلجابة‪ ،‬أي من أسلم كحديث "شفاعيت ألميت"‪ ،‬وأحياان أمة الدعوة‪ ،‬أي كل من أرسل إليه‪ ،‬وهو املراد منها‬
‫هنا‪ ،‬فاإلشارة إىل أمة الدعوة‪ ،‬املوجود منها يف زمنه ومن سيوجد إىل يوم القيامة‪( .‬يودي والنصراين) "يهودي"‬
‫بدل بعض من كلن من "أحد" وعطف "نصراين" على "يهودي" إبعادة "ال" النافية‪ ،‬وهو الفصيح يف العطف‬
‫على منفي‪َ( .‬ث ميوت ومل يؤمن) مجلة "ومل يؤمن" يف حمل النصب على احلال من فاعل "ميوت" أي َث ميوت غري‬

‫‪69‬تهذيب التهذيب البن حجر العسقالني (‪.)379-373/5‬‬


‫‪70‬تهذيب التهذيب البن حجر العسقالني (‪.)166/4‬‬

‫‪60‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫مؤمن‪ ،‬والعطف بثم يفيد أن اإلميان ينفع ولو مع الرتاخي‪ ،‬ولو بعد مدة من البالغ‪( .‬إال كان من أصحاب النار)‬
‫أي مالزميها‪.71‬‬

‫‪ ‬الوجه االسادس ‪ :‬فقه احلديث ‪:‬‬


‫فيه دليل ع لى أن من أطراف األرض وجزائر البحر املقطعة ممن مل تبلغه دعوة اإلسالم وال أمر النيب صلى هللا عليه‬
‫وسلم أن احلرج عنه يف عدم اإلميان به ساقط لقوله‪" :‬اليسمع يب"‪ ،‬إذ طريق معرفته واإلميان به صلى هللا عليه‬
‫وسلم مشاهدة معجزته وصدقه أايم حياته‪ ،‬أو صحة النقل بذلك واخلرب ملن [مل] يشاهده وجاء بعده‪ ،‬خبالف‬
‫اإلميان ابهلل وتوحيده الذي يوصل إليه مبجرد النظر الصحيح ودليل العقل السليم‪.72‬‬

‫‪ ‬الوجه السابع ‪ :‬ما يستفاد من احلديث ‪:‬‬


‫‪ .1‬أن رسالة النيب صلى هللا عليه وسلم عامة لكل البشر يف مجيع األزمنة الالحقة لبعثته‪ ،‬ويف مجيع األمكنة‪.‬‬
‫‪ .2‬أنه ال حكم قبل ورود الشرع على الصحيح‪.‬‬
‫‪ .3‬أن من مل تبلغه دعوة اإلسالم فهو معذور‪.73‬‬

‫‪‬‬

‫‪71‬‬
‫انظر‪ :‬فتح المنعم شرح صحيح مسلم‪ ،‬أ‪.‬د‪ .‬موسى شاهين الشين "كتاب اإليمان" عموم رساليته صلى هللا عليه وسلم (‪.)490/1‬‬
‫‪72‬انظر‪ :‬إكمال المعلم بفوائد مسلم للقاضي عياض (‪)468/1‬‬
‫‪73‬انظر‪ :‬فتح المنعم شرح صحيح مسلم‪ ،‬أ‪ .‬د‪ .‬موسى شاهين الشين (‪.)490/1‬‬

‫‪61‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الحديث الرابع ‪‬‬

‫‪ – 4/1293‬وعن ابن عمر رضي هللا عنهما قال‪ :‬قال رسول هللا ﷺ‪(( :‬من خلع يدا من طاعة لقي هللا يوم القيامة ال‬
‫بيعة‪ ،‬مات ميت اة جاهلي اة))‪.‬‬
‫حجة له ! ومن مات وليس يف عنقه َ‬

‫‪ ‬الوجه األول ‪ :‬التخريج اإلمجايل للحديث ‪:‬‬


‫رواه مسلم (‪ )1851‬بلفظه‪ ،‬ورواه أمحد (‪ )6048‬مبعناه‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه الثاين ‪ :‬التخريج الـتفصيلي للحديث ‪:‬‬


‫هذا احلديث رواه‪:‬‬
‫‪ .1‬مسلم يف صحيحه "كتاب اإلمارة" ابب األمر بلزوم اجلماعة عند ظهور الفنت وحتذير الدعاة إىل الكفر‬
‫(‪( )1478/3‬ح ‪ ،)1851‬من طريق يزيد بن حممد‪ ،‬عن انفع‪.‬‬
‫‪ .2‬أمحد يف مسنده "مسند املكثرين من الصحابة" مسند عبد هللا بن عمر رضي هللا عنهما (‪( )233/10‬ح‬
‫‪ ،)6048‬من طريق هاشم‪ ،‬عن عبد الرمحن بن عبد هللا‪ ،‬عن زيد بن أسلم‪.‬‬
‫وكالمها عن عبد هللا بن عمر رضي هللا عنهما‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه الثالث ‪ :‬دراسة اإلسناد األقل عددا ‪:‬‬


‫و اإلسناد العايل من هذا احلديث ‪ :‬قال أمحد بن حنبل – رمحه هللا – {‪ : }6048/233/10‬حدثنا هاشم‪،‬‬
‫حداث عبد الرمحن يعين ابن عبد هللا بن دينار‪ ،‬عن زيد بن أسلم‪ ،‬عن عبد هللا بن عمر‪ ،‬عن رسول هللا ‪ ‬قال‪:‬‬
‫((من نزع يدا من طاعة‪ ،‬فال حجة له يوم القيامة‪ ،‬ومن مات مفارقا للجماعة‪ ،‬فقد مات ميتة جاهلية))‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ .1‬هاشم‪ :‬ابن القاسم بن مسلم بن مقسم الليثي أبو النضر البغدادي احلافظ خراساين األصل ولقبه قيصر‪.‬‬
‫روى عن‪:‬‬
‫عكرمة بن عمار‪ ،‬وحريز بن عثمان‪ ،‬وورقاء بن عمر‪ ،‬وعبد الرمحن بن ثوابن‪ ،‬وعبد الرمحن بن عبد هللا بن‬
‫دينار‪ ،‬وزهري بن معاوية‪ ،‬وسفيان‪ ،‬وعبد هللا األشجعي‪ ،‬وعبد العزيز املاجشون‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫ابنه أو حفيده أبو بكر بن أيب النضر‪ ،‬وأمحد بن حنبل‪ ،‬وإسحاق بن راهويه‪ ،‬وعلي بن املديين‪ ،‬وحيي بن‬
‫معني‪ ،‬وعبد هللا بن حممد املسندي‪ ،‬وأبو بكر بن أيب شيبة‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫قال احلارث بن أيب أسامة‪ :‬كان أمحد بن حنبل يقول‪ :‬أبو النضر شيخنا من اآلمرين ابملعروف والناهني عن‬
‫املنكر‪ .‬وقال أبو بكر بن أيب عتاب عن أيب محيد‪ :‬أبو النضر من مثبيت بغداد‪ .‬وقال مهنأ عن أمحد‪ :‬أبو‬
‫النضر أثبت من شاذان‪.74‬‬

‫‪ .2‬عبد الرمحن ‪ :‬عبد الرمحن بن عبد هللا بن دينار العدوي موىل بن عمر‪.‬‬
‫روى عن ‪:‬‬
‫زيد بن أسلم‪ ،‬وأيب حازم بن دينار‪ ،‬وحممد بن زيد بن املهاجر‪ ،‬وعمرو بن حيي املازين‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه ‪:‬‬
‫أبو النضر‪ ،‬وعبد الصمد بن عبد الوارث‪ ،‬وابن املبارك‪ ،‬وأبو قتيبة‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه ‪:‬‬
‫قال الدوري عن ابن معني‪ :‬يف حديثه عندي ضعف‪ .‬وقال أبو حامت‪ :‬فيه لني يكتب حديثه وال حيتج به‪.‬‬
‫وقال أبو القاسم البغوي‪ :‬هو صاحل احلديث‪ ،‬وقال احلريب‪ :‬غريه أوثق منه‪.75‬‬

‫‪ .3‬زيد بن أسلم ‪ :‬زيد بن أسلم العدوي أبو أسامة ويقال أبو عبد هللا املدين الفقيه موىل عمر‪ ،‬قيل‪ :‬تويف قبل‬
‫خروج حممد بن عبد هللا بن احلسن سنة ‪ 136‬ه زاد بعضهم يف العشر األول من ذي احلجة‪.‬‬

‫‪74‬تهذيب التهذيب البن حجر العسقالني (‪.)19-18/11‬‬


‫‪75‬تهذيب التهذيب البن حجر العسقالني (‪.)207-206/6‬‬

‫‪63‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫روى عن ‪:‬‬
‫ابن عمر‪ ،‬وأيب هريرة‪ ،‬وعائشة‪ ،‬وجابر‪ ،‬وربيعة بن عباد الديلي‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عه ‪:‬‬
‫أوالده الثالثة أسامة‪ ،‬وعبد هللا‪ ،‬وعبد الرمحن‪ ،‬وملك‪ ،‬وابن عجالن‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه ‪:‬‬
‫قال يعقوب ين شيبة‪ :‬ثقة من أهل الفقه والعلم وكان عاملا بتفسري القرآن‪ .‬وقال ابن عيينة‪ :‬كان زيد بن أسلم‬
‫رجال صاحلا و كان يف حفظه شيئ‪ .‬وقال ابن سعد‪ :‬كان كثري احلديث‪.76‬‬

‫‪ .4‬ابن عمر هو عبد هللا بن عمر‪ ،77‬أحد فقهاء املسلمني والصحابة‪ ،‬وهو ابن الصحايب واخلليفة الثاين عمر بن‬
‫اخلطاب‪ ،‬وحرص على رواية أحاديث رسول هللا ‪ ،‬وكان أكثر الناس اقتداء بسريته‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه الرابع‪ :‬درجة احلديث ‪:‬‬

‫‪ ‬الوجه اخلامس‪ :‬بيان معاين املفردات ‪:‬‬


‫(خلع) – الرقبة من عنقه‪ :‬نقض عهده‪ ،‬و‪ -‬يده من طاعته‪ :‬خرج منها‪( ،78‬من طاعة) األمري ونكر الطاعة ليفيد‬
‫ويشعر أن املقصود اي طاعة كانت قليلة أوكثرية‪(،79‬الحجة له) أي ال حجة له يف فعله وال عذر له ينفعه‪.80‬‬

‫‪ ‬الوجه السادس ‪ :‬فقه احلديث ‪:‬‬


‫قال السنوسي ‪ :‬ويف هذا دليل على أن مذهب عبد هللا بن عمر كمذهب األكثرين يف منع القيام على اإلمام‬
‫وخلعه إذا حدث فسقه أما إذا كان فاسقا قبل عقدها فاتفقوا على أهنا التنعقد له لكن إذا انعقدت له تغلبا أو‬

‫‪76‬تهذيب التهذيب البن حجر العسقالني (‪.)397-395/3‬‬


‫‪77‬تهذيب التهذيب البن حجر العسقالني (‪.)305/12‬‬
‫‪78‬‬
‫المعجم الوسيط (ص‪.)259‬‬
‫‪79‬الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم لمحمد األمين الهرري (‪.)100/20‬‬
‫‪80‬المنهاج شرح صحيح مسلم للنووي (‪.)240/12‬‬

‫‪64‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫اتفاقا ووقعت كما اتفق ليزيد صار مبنزلة من حدث فسقه بعد انعقادها له فيمتنع القيام عليه ويدل على ذلك ذكر‬
‫ابن عمر احلديث يف سياق اإلنكار على ابن مطيع يف قيامه على يزيد وقد احتج من أجاز القيام خبروج احلسني‬
‫وابن الزبري وأهل املدينة علي بين أمية واحتج األكثر على املنع أبنه هو الظاهر من األحاديث كما ترى وأبن القيام‬
‫رمبا أاثر فتنة وقتال وانتهاك حرم كما اتفق ذلك يف وقعة احلرة ملخصا‪.81‬‬

‫‪ ‬الوجه السابع ‪ :‬ما يستفاد من احلديث ‪:‬‬


‫‪ .1‬األمر بطاعة األمراء ووالة األمور على كل حال فيما يرضي هللا ‪.‬‬
‫‪ .2‬األمر بالزمة اجلماعة‪.‬‬
‫‪ .3‬أمهية البيعة واحلض عليها‪.‬‬
‫‪ .4‬النهي عن اخلروج على األمراء ووالة األمور‪.‬‬
‫‪ .5‬حرص ابن عمر رضي هللا عنهما يف اتباع منهج النيب ‪ .‬هللا أعلم‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪81‬الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم لمحمد األمين الهرري "كتاب اإلمارة" باب وجوب مالزمة الجماعة وتحريم الخروج عنهم وحكم من فرق‬
‫بينهم وحكم ما إذا بويع لخليفتين ووجوب اإلنكار على األمراء فيما خالف الشرع (‪.)100/20‬‬

‫‪65‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الحديث الخامس ‪‬‬

‫‪ - 5/1294‬وعن أيب سعيد اْلدري ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ﷺ‪(( :‬إذا بويع ْلليفتني فاقتلوا اآلخر منهما))‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه األول ‪ :‬التخريج اإلمجايل للحديث ‪:‬‬


‫رواه مسلم (‪ )1853‬بلفظه‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه الثاين ‪ :‬التخريج الـتفصيلي للحديث ‪:‬‬


‫هذا احلديث رواه مسلم يف صحيحه من طريق اجلريري‪ ،‬عن أيب نضرة‪ ،‬عن أيب سعيد اخلدري "كتاب اإلمارة"‬
‫ابب إذا بويع خلليفتني (‪( )1480/3‬ح ‪.)1853‬‬

‫‪ ‬الوجه الثالث ‪ :‬بيان معاين املفردات ‪:‬‬


‫(إذا بويع خلليفتني‪ ،‬فاقتلوا اآلخر منهما) قال النووي‪ :‬هذا حممول على ما إذا مل يندفع إال بقتله‪.82‬‬

‫‪ ‬الوجه الرابع ‪ :‬فقه احلديث ‪:‬‬


‫هذا احلديث دليل على وجوب مالزمة مجاعة املسلمني‪ ،‬وحترمي اخلروج من الطاعة‪ ،‬ومفارقة اجلماعة‪ ،‬كما قال ابن‬
‫بطال‪" :‬فيه حجة جلماعة الفقهاء يف وجوب مجاعة املسلمني‪ ،‬وترك اخلروج على أئمة اجلور‪ ،‬ألنه وصف الطائفة‬
‫األخرية أبهنم دعاة على أبواب جهنم"‪ .‬وأيضا هذا احلديث دليل على األمر بقتال من خرج على اإلمام‪ ،‬أو أراد‬
‫تفريق كلمة املسلمني وحنو ذلك‪ ،‬قال النووي‪ :‬وينهى عن ذلك‪ ،‬فإن مل ينته قوتل‪ ،‬وإن مل يندفع شره إال بقتله‪،‬‬
‫فقتل كان هدرا‪.83‬‬

‫‪ ‬الوجه السابع ‪ :‬ما يستفاد من احلديث ‪:‬‬


‫أن األول يف البيعة هو اخلليفة‪ .‬وفيه أن من يطالب ابلبيعة بعد البيعة األوىل يقتل على اعتبار خورجه على اإلمام‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪82‬فتح المنعم شرح صحيح مسلم‪ ،‬أ‪.‬د‪ .‬موسى شاهين الشين (‪.)476/7‬‬
‫‪83‬فتح المنعم شرح صحيح مسلم‪ ،‬أ‪.‬د‪ .‬موسى شاهين الشين (‪.)478/7‬‬

‫‪66‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الحديث السادس ‪‬‬

‫‪ - 6/1295‬وعنه قال‪ :‬مسعت رسول هللا ﷺ يقول‪(( :‬من رأى منكم منكرا فليغيه بيده‪ ،‬فإن ل يستِع فبلسانه‪ ،‬فإن ل‬
‫يستِع فبقلبه‪ ،‬وذلك أضعف اإلميان))‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه األول ‪ :‬التخريج اإلمجايل للحديث ‪:‬‬


‫رواه مسلم (‪ )49‬بلفظه‪ ،‬ورواه أبو داود (‪ )4340‬مبعناه‪ ،‬ورواه الرتمذي (‪ )2172‬مبعناه‪ ،‬ورواه النسائي (‪)5008‬‬
‫أبلفاظ متقاربة‪ ،‬ورواه ابن ماجه (‪ )4013‬مبعناه‪ ،‬وأمحد (‪ )11514‬بلفظه‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه الثاين ‪ :‬التخريج الـتفصيلي للحديث ‪:‬‬


‫هذا احلديث رواه ‪:‬‬
‫‪ .1‬مسلم يف صحيحه "كتاب اإلميان" ابب بيان كون النهي عن املنكر من اإلميان‪ ،‬وأن اإلميان يزيد وينقص‪ ،‬وأن‬
‫األمر ابملعروف والنهي عن املنكر واجبان (‪( )69/1‬ح ‪ :)49‬حدثنا أبو بكر بن أيب شيبة‪ ،‬حدثنا وكيع‪ ،‬عن‬
‫سفيان‪ ،‬حدثنا حممد بن املثىن‪ ،‬حدثنا حممد بن جعفر‪ ،‬حدثنا شعبة‪.‬‬
‫‪ .2‬أبو داود يف سننه "كتاب املالحم" ابب األمر والنهي (‪( )123/4‬ح ‪ :)4340‬حدثنا حممد بن العالء‪،‬‬
‫وهناد بن السري‪ ،‬قاال‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ،‬عن األعمش‪ ،‬عن إمساعيل بن رجاء‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أيب سعيد‪.‬‬
‫‪ .3‬الرتمذي يف سننه "أبواب الفنت" ابب ما جاء يف تغيري املنكر ابليد أو ابللسان أو ابلقلب (‪( )469/4‬ح‬
‫‪ :)2172‬حدثنا بندار قال‪ :‬حدثنا عبد الرمحن بن مهدي قال‪ :‬حدثنا سفيان‪.‬‬
‫‪ .4‬النسائي يف سننه "كتاب اإلميان وشرائعه" تفاضل أهل اإلميان (‪( )111/8‬ح ‪ :)5008‬أخربان حممد بن‬
‫بشار‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد الرمحن‪ ،‬قال حدثنا سفيان‪.‬‬
‫‪ .5‬ابن ماجه يف سننه "كتاب الفنت" ابب األمر ابملعروف والنهي عن املنكر (‪( )1330/2‬ح ‪ :)4013‬حدثنا‬
‫أبو كريب قال‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ،‬عن األعمش‪ ،‬عن إمساعيل بن رجاء‪ ،‬عن أبيه‪.‬‬
‫‪ .6‬أمحد يف مسنده "مسند املكثرين من الصحابة" مسند أيب سعيد اخلدري رضي هللا عنه (‪( )78/18‬ح‬
‫‪ :)11514‬حدثنا وكيع‪ ،‬حدثنا سفيان‪.‬‬
‫وكلهم من طريق قيس بن مسلم‪ ،‬عن طارق بن شهاب‪ ،‬عن أيب سعيد اخلدري ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الوجه الثالث ‪ :‬دراسة اإلسناد األقل عددا ‪:‬‬


‫و اإلسناد العايل من هذا احلديث ‪ :‬قال أمحد بن حنبل – رمحه هللا – {‪ : }11514/78/18‬حدثنا وكيع‪،‬‬
‫حدثنا سفيان‪ ،‬عن قيس بن مسلم‪ ،‬عن طارق بن شهاب قال‪ :‬أول من بدأ ابخلطبة يوم عيد قبل الصالة مروان‬
‫بن احلكم‪ ،‬فقال إليه رجل فقال‪ :‬الصالة قبل اخلطبة‪ ،‬فقال مروان‪ :‬تُرك ما هنالك أاب فالن‪ ،‬فقال أبو سعيد‬
‫اخلدري‪ :‬أما هذا فقد قضى ما عليه‪ ،‬مسعت رسول هللا ‪ ‬يقول‪(( :‬من رأى منكم منكرا فليغريه بيده‪ ،‬فإن مل‬
‫يستطع فبلسانه‪ ،‬فإن مل يستطع فبقلبه‪ ،‬وذلك أضعف اإلميان))‪.‬‬

‫‪ .1‬وكيع‪ :‬وكيع بن اجلراح بن مليح الرؤاسي أبو سفيان الكويف احلافظ‪.‬‬


‫روى عن‪:‬‬
‫أبيه‪ ،‬وإمساعيل بن أيب خالد‪ ،‬وأمين بن انبل‪ ،‬وعكرمة بن عمار‪ ،‬وهشام بن عروة‪ ،‬واألعمش‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫ابناؤه سفيان‪ ،‬ومليح‪ ،‬وعبيد‪ ،‬ومستمليه حممد بن أابن البلخي‪ ،‬وأمحد‪ ،‬وعلي‪ ،‬وحيي‪ ،‬وإسحاق‪ ،‬وابنا أيب‬
‫شيبة‪ ،‬وأبو خيثمة‪ ،‬واحلميدي‪ ،‬والقعين‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫قال عبد هللا بن أمحد عن أبيه‪ :‬ما رأيت أوعى للعلم من وكيع وال أحفظ منه‪ .‬وقال صاحل بن أمحد قلت أليب‪:‬‬
‫أميا أثبت عندك وكيع أو يزيد‪ ،‬وقال ما منهما حبمد هللا تعاىل إال ثبت قلت‪ :‬فأيهما أصلح قال‪ :‬ما منهما إال‬
‫صاحلا إال أن وكيعا مل يتلطخ ابلسلطان وما رأيت أحدا أوعى للعلم منه وال أشبه أبهل النسك منه‪ .‬وقال بشر‬
‫بن موسى عن أمحد‪ :‬ما رأيت مثل وكيع يف احلفظ واإلسناد واألبواب مع خشوع وورع‪ .‬وحكى إبراهيم احلريب‬
‫عن أمحد حنو ذلك وزاد ويذاكر ابلفقه فيحسن وال يتكلم يف أحد‪ .‬وقال أمحد بن احلسن الرتمذي عن أمحد‪:‬‬
‫وكيع أكرب يف القلب وعبد الرمحن بن مهدي إمام‪ .‬وقال أمحد بن سهل بن حبر عن أمحد‪ :‬كان وكيع إمام‬
‫املسلمني يف وقته‪.84‬‬

‫‪84‬تهذيب التهذيب البن حجر العسقالني (‪.)126-123/11‬‬

‫‪68‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ .2‬سفيان‪ :‬سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري أبو عبد هللا الكويف من ثور بن عبد مناة بن أد بن طاخبة‪ ،‬وقيل‬
‫من ثور مهدان‪ ،‬والصحيح األول‪.‬‬
‫روى عن‪:‬‬
‫أبيه‪ ،‬وأيب إسحاق الشيباين‪ ،‬وأيب إسحاق السبيعي‪ ،‬وعبد امللك بن عمري‪ ،‬وعبد الرمحن بن عابس بن ربيعة‪،‬‬
‫وإمساعيل بن أيب حالد‪ ،‬وسلمة بن كهيل‪ ،‬وطارق بن عبد الرمحن‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫جعفر بن برقان‪ ،‬وخصيف بن عبد الرمحن‪ ،‬وابن إسحاق‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫قال شعبة‪ ،‬وابن عيينة‪ ،‬وأبو عاصم‪ ،‬وابن معني‪ ،‬وغري واحد من العلماء‪ :‬سفيان أمري املؤمنني يف احلديث‪.‬‬
‫وقال ابن املبارك‪ :‬كتبت عن ألف ومائة شيخ ما كتبت عن أفضل من سفيان‪ .‬وقال ابن مهدي‪ :‬كان وهب‬
‫يقدم سفيان يف احلفظ على مالك‪ .‬وقال حيي القطان‪ :‬ليس أحد إيل من شعبة وال يعد له أحد عندي وإذا‬
‫خالفه سفيان أخذت بقول سفيان‪ .‬وقال الدوري‪ :‬رأيت حيي بن معني ال يقدم على سفيان يف زمانه أحدا يف‬
‫الفقه واحلديث والزهد وكل شيئ‪.85‬‬

‫‪ .3‬قيس بن مسلم ‪ :‬قيس ابن مسلم اجلديل بفتح اجليم أبو عمرو الكويف ثقة رمي ابإلرجاء من السادسة مات‬
‫سنة عشرين‪.86‬‬
‫‪‬‬
‫روى عن‪:‬‬
‫طارق بن شهاب‪ ،‬واحلسن بن حممد بن احلنفية‪ ،‬وجماهد‪ ،‬وعبد الرمحن بن أيب ليلى‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫األعمش‪ ،‬وشعبة‪ ،‬والثوري‪ ،‬ومسعر‪ ،‬ومالك بن مغول‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫قال صاحل بن أمحد عن أبيه‪ :‬ثقة يف احلديث‪ ،‬وقال أبو حامت ‪ :‬ثقة‪ ،‬وقال أبو داود‪ :‬كان مرجئا‪ ،‬وقال‬
‫النسائي‪ :‬ثقة كان يروي اإلرجاء وعن أيب داود عن شعبة أنه ذكره فجعل يلينه‪.87‬‬

‫‪85‬‬
‫تهذيب التهذيب البن حجر العسقالني (‪.)113-111/4‬‬
‫‪86‬تقريب التهذيب البن حجر العسقالني (ص‪.)458‬‬
‫‪87‬تهذيب التهذيب البن حجر العسقالني (‪.)403،404/8‬‬

‫‪69‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ .4‬طارق بن شهاب‪ :‬طارق ابن شهاب ابن عبد مشس البجلي األمحسي أبو عبد هللا الكويف‪ ،‬وقال أبو داود‪:‬‬
‫رأى النيب ‪ ‬ومل يسمع منه‪ ،‬ومات سنة اثنتني أو ثالث ومثانني‪.88‬‬
‫‪‬‬
‫روى عن‪:‬‬
‫اخللفاء األربعة‪ ،‬وبالل‪ ،‬وحذيفة‪ ،‬وخالد بن الوليد‪ ،‬واملقداد‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫إمساعيل بن أيب خالد‪ ،‬وقيس بن مسلم‪ ،‬وخمارق األمحسي‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫قال إسحاق بن منصور‪ :‬ثقة‪ ،‬وقال العجلي‪ :‬طارق بن شهاب األمحسي من أصحاب عبد هللا وهو ثقة‪.89‬‬

‫‪ .5‬أبو سعيد اْلدري ‪ :‬صحايب جليل رضي هللا عنه‪.‬‬


‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬الوجه الرابع ‪ :‬درجة احلديث ‪:‬‬

‫‪ ‬الوجه اخلامس ‪ :‬بيان معاين املفردات ‪:‬‬


‫(من رأى منكم منكرا) "من" اسم شرط جازم مبتدأ‪ ،‬واملراد من الرؤية العلم عن طريق أي حاسة من احلواس‪،‬‬
‫(فليغريه بيده) جواب الشرط‪ ،‬واملراد من تغيري املنكر وابطاله ومنعه‪( ،‬فبلسانه) املراد من اللسان النطق والكالم‪،‬‬
‫(فبقلبه) إطالق التغيري على إنكار القلب توسع‪ ،‬ألن كراهية املنكر ابلقلب ال يغري من الواقع‪ ،‬وال مينع صاحبه‬
‫منه‪( ،‬أضعف اإلميان) املراد من ضعف اإلميان ضعف أثره‪.90.‬‬

‫‪ ‬الوجه السادس ‪ :‬فقه احلديث ‪:‬‬


‫هذا احلديث يتضح أن موضوع ااألمر ابملعروف والنهي عن املنكر خمالفة السنة‪ ،‬ومنه ندرك مدى غرية الصحابة‬
‫على الدين ومدى قيامهم واهتمامهم هبذا الواجب حىت مع حكامهم‪ ،‬نعم أنكر الرجل بلسانه واكتفى منه أبو‬
‫‪88‬‬
‫تقريب التهذيب البن حجر العسقالني (ص‪.)281‬‬
‫‪89‬تهذيب التهذيب البن حجر العسقالني (‪.)3،4/5‬‬
‫‪90‬فتح المنعم شرح صحيح مسلم أ‪.‬د‪ .‬موسى شاهين الشين (‪.)182/1‬‬

‫‪70‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫سعيد هبذا اإلنكار‪ ،‬وقد أاثر اإلمام النووي هنا إشكاال وجوابه فقال ‪:‬قد يقال ‪:‬كيف أتخر أبو سعيد رضي هللا‬
‫عنه عن إنكار هذا املنكر حىت سبقه إليه هذا الرجل؟ وجوابه ‪:‬أنه حيتمل أن أاب سعيد مل يكن حاضرا أول ما شرع‬
‫مروان يف أسباب تقدمي اخلطبة‪ ،‬فأنكر عليه الرجل َث دخل أبو سعيد ومها يف الكالم‪ ،‬وحيتمل أن أاب سعيد كان‬
‫حاضرا من األول‪ ،‬ولكنه خاف على نفسه أو غريه حصول فتنة بسبب إنكاره‪ ،‬فسقط عنده اإلنكار‪ ،‬ومل خيف‬
‫ذلك الرجل شيئا‪ ،‬العتضاده بظهور عشريته أو غري ذلك‪ ،‬أو أنه خاف وخاطر بنفسه‪ ،‬وذلك جائز يف مثل هذا‪،‬‬
‫بل مستحب‪ ،‬وحيتمل أن أاب سعيد هم ابإلنكار فبدره الرجل فعضده أبو سعيد‪.‬‬

‫وهذه االحتماالت اليت ساقها النووي جوااب عن اإلشكال ال تتفق وما رواه مسلم يف ابب العيدين‪ ،‬فقد روي عن‬
‫أيب سعيد" أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم كان خيرج يوم األضحى ويوم الفطر‪ ،‬فيبدأ ابلصالة‪ ،‬فإذا صلى‬
‫صالته وسلم قام فأقبل على الناس‪ ،‬وهم جلوس يف مصالهم‪ ،‬فإن كانت له حاجة ببعث ذكره للناس‪ ،‬أو كانت‬
‫له حاجة بغري ذلك أمرهم هبا وكان يقول ‪:‬تصدقوا ‪.‬تصدقوا ‪.‬تصدقوا ‪.‬وكان أكثر من يتصدق النساء ‪َ.‬ث ينصرف‪،‬‬
‫فلم يزل كذلك حىت كان مروان بن احلكم‪ ،‬فخرجت خماصرا مروان [أي يده يف يده] حىت أتينا املصلى‪ ،‬فإذا كثري‬
‫بن الصامت قد بىن منربا من طني ولنب‪ ،‬فإذا مروان ينازعين يده‪ ،‬كأنه جيرين حنو املنرب وأان أجره حنو الصالة‪ ،‬فلما‬
‫رأيت ذلك منه قلت ‪:‬أين االبتداء ابلصالة؟ فقال ‪:‬ال اي أاب سعيد قد ترك ما تعلم ‪.‬قلت ‪:‬كال ‪.‬والذي نفسي‬
‫بيده ال أتتون خبري مما أعلم‪.‬‬

‫فهذا احلديث يبعد أتخر أيب سعيد يف اإلنكار عن الرجل‪ ،‬ويبعد أن يكون قد سكت خوفا على نفسه‪ ،‬يف الوقت‬
‫الذي مل خيف فيه الرجل أو خاف وخاطر‪ ،‬بل هذا احلديث يثبت أن أاب سعيد أنكر املنكر بيده َث بلسانه بصورة‬
‫أشد من صورة إنكار الرجل‪ ،‬واجلمع بني احلديثني سهل دون حاجة إىل هذه االحتماالت‪ ،‬فأبو سعيد حاول منع‬
‫مروان بيده‪ ،‬كما أنكر بلسانه‪ ،‬فلما صعد مروان املنرب أنكر الرجل فأيده أبو سعيد‪ ،‬وال إشكال‪ ،‬وال حاجة إىل‬
‫القول أبهنما قضيتان‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫َث اتفق العلماء أن األمر ابملعروف والنهي عن املنكر من فروض الكفاية‪ ،‬واختلفوا يف الواجب على الكفاية‪ ،‬هل‬
‫هو واجب على مجيع املكلفني‪ ،‬ويسقط عنهم بفعل بعضهم؟ أم هو واجب على البعض؟‬

‫القول األول‪ :‬ذهب اإلمام الرازي وأتباعه إىل أنه واجب على البعض‪ ،‬لالكتفاء حبصوله من البعض ولو وجب‬
‫على الكل مل يكتف بفعل البعض‪ ،‬إذ يستبعد سقوط الواجب على املكلف بفعل غريه‪.‬‬
‫القول الثاين‪ :‬وذهب اجلمهور إىل أنه واجب على مجيع املكلفني‪ ،‬وهو ظاهر نص اإلمام الشافعي يف األم‪،‬‬
‫واستدلوا على ذلك إبَث اجلميع برتكه‪ ،‬ولو مل يكن واجبا عليهم كلهم ملا أمثوا ابلرتك‪ .‬ويف املسألة حبث طويل‬
‫يطلب من حمله‪.‬‬

‫َث اختلفوا أيضا يف حد االستطاعة اليت يتعرض هلا احلديث بقوله‪" :‬فإن مل يستطع" خالف بني العلماء فمنهم من‬
‫يذهب إىل وجوب حتمل األذى يف سبيل األمر ابملعروف إال أن يصل إىل اخلوف على النفس‪ ،‬بل منهم من يرى‬
‫اإل نكار بكل حال وإن قتل ونيل منه كل أذى‪ ،‬وبعضهم يرى أن خوف املكروه حيقق عدم االستطاعة‪.‬‬
‫ولإلمام الغزايل يف هذا املقام كالم نفيس نلتقط منه بعضه‪ ،‬قال ‪-‬رمحه هللا‪ -‬واعلم أنه ال يقف سقوط الواجب‬
‫على العجز احلسي‪ ،‬بل يلتحق به ما خياف عليه مكروها يناله فذلك يف معىن العجز‪ ،‬وكذلك إذا علم أن إنكاره‬
‫ال ينفع‪ ،‬فإن اجتمع املعنيان‪ ،‬أبن علم أن كالمه ال ينفع‪ ،‬وخاف أن يضرب إن تكلم فال جيب عليه األمر‬
‫ابملعروف‪ ،‬فإن علم أن إنكاره ال يفيد لكنه ال خياف مكروها فال جتب عليه احلسبة لعدم فائدهتا‪ ،‬ولكن تستحب‬
‫إلظهار شعائر اإلسالم وتذكري الناس أبمر الدين‪.91‬‬

‫‪91‬فتح المنعم شرح صحيح مسلم‪ ،‬أ‪.‬د‪ .‬موسى شاهين الشين (‪.)185-183/1‬‬

‫‪72‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الوجه السابع ‪ :‬ما يستفاد من احلديث ‪:‬‬


‫‪ .1‬وجوب تغيري املنكر بكل ما أمكنه مما ذكر‪ ،‬فال يكفي الوعظ ملن متكنه إزالته بيده‪ ،‬وال القلب ملن متكنه إزالته‬
‫ابللسان‪.‬‬
‫‪ .2‬أن اإلنكار إمنا يتعلق بتحقيق الشيء‪ ،‬وليس على اآلمر ابملعروف‪ ،‬والناهي عن املنكر اقتحام الدور‬
‫ابلظنون‪ ،‬إال إذا أخربه من يثق بقوله‪ :‬أن رجال خال برجل ليقتله‪ ،‬أو ابمرأة ليزين هبا‪ ،‬أو حنو ذلك مما ال‬
‫يتدارك‪ ،‬فإنه جيب عليه البحث خوف الفوات‪.‬‬
‫‪ .3‬أن من قدر على خصلة من خصال اإلميان‪ ،‬وفعلها أفضل ممن تركها عجزا‪ ،‬كما يدل عليه أيضا قوله صلى‬
‫هللا عليه وسلم يف النساء‪ :‬أما نقصان دينها فإهنا متكث األايم والليايل ال تصلي‪ ،‬فدل على أن من قدر على‬
‫الواجب وفعله أوىل‪ ،‬وأفضل ممن تركه عجزا‪ ،‬أو معذورا‪.‬‬
‫‪ .4‬أن عدم إنكار املنكر ابلقلب دليل على ذهاب اإلميان منه‪ ،‬وهلذا قال ابن مسعود رضي هللا ع نه‪(( :‬هلك‬
‫من مل يعرف بقلبه املعروف واملنكر))‪.92‬‬

‫‪‬‬

‫‪92‬التحفة الربانية في شرح األربعين حديثا النووي لألنصاري إسماعيل (‪.)78/1‬‬

‫‪73‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الحديث السابع ‪‬‬

‫‪ - 7/1296‬وعن أيب مسعود اْلنصاري قال‪ :‬قال رسول هللا ﷺ‪(( :‬من دل على خي فله مثل أجر فاعله))‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه األول ‪ :‬التخريج اإلمجايل للحديث ‪:‬‬


‫رواه مسلم (‪ ،)1893‬ورواه أبو داود (‪ ،)5129‬ورواه الرتمذي (‪ ،)2671‬ورواه أمحد (‪ ،)17084‬واللفظ هلم‬
‫من حديث أيب مسعود األنصاري‪ .‬ورواه البخاري يف "صحيح األدب املفرد" (‪.)181‬‬

‫‪ ‬الوجه الثاين ‪ :‬التخريج الـتفصيلي للحديث ‪:‬‬


‫هذا احلديث رواه‪:‬‬
‫‪ .1‬مسلم يف صحيحه "كتاب اإلمارة" ابب فضل إعانة الغازي يف سبيل هللا مبركوب وغريه‪ ،‬وخالفته يف أهله خبري‬
‫(‪( )1506/3‬ح ‪ :)1893‬حدثنا أبو بكر بن أيب شيبة‪ ،‬أبو كريب‪ ،‬وابن أيب عمر‪ ،‬واللفظ أليب كريب‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪.‬‬
‫‪ .2‬أبو داود يف سننه "أبواب النوم" ابب يف الدال على اخلري (‪( )333/4‬ح ‪ :)5129‬حدثنا حممد بن كثري‪،‬‬
‫أخربان سفيان‪.‬‬
‫‪ .3‬الرتمذي يف سننه "أبواب العلم" ابب ما جاء الدال على اخلري كفاعله (‪( )41/5‬ح ‪ :)2671‬حدثنا حممود‬
‫بن غيالن قال‪ :‬حدثنا أبو داود قال‪ :‬حدثنا شعبة‪.‬‬
‫‪ .4‬أمحد يف مسنده "مسند الشاميني" بقية حديث أيب مسعود البدري األنصاري (‪( )313 /28‬ح ‪:)17084‬‬
‫حدثنا ابن منري‪ ،‬ويعلى‪ ،‬وحممد‪.‬‬
‫وكلهم من طريق األعمش‪ ،‬عن أيب عمرو الشيباين‪ ،‬عن أيب مسعود األنصاري‪.‬‬
‫‪ .5‬البخاري يف "صحيح األدب املفرد" ابب الدال على اخلري (ص‪( )108‬ح ‪.)181‬‬

‫‪74‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الوجه الثالث ‪ :‬دراسة اإلسناد األقل عددا ‪:‬‬


‫و اإلسناد العايل من هذا احلديث ‪ :‬قال أبو داود– رمحه هللا – {‪ :}5129/333/4‬حدثنا حممد بن كثري‪،‬أخربان‬
‫سفيان‪ ،‬عن األعمش‪ ،‬عن أيب عمرو الشيباين‪ ،‬عن أيب مسعود األنصاري‪ ،‬قال‪ :‬جاء رجل إىل النيب صلى هللا ‪‬‬
‫فقال‪ :‬اي رسول هللا‪ ،‬إين أبدع يب‪ ،‬فامحلين‪ .‬قال‪(( :‬ال أجد ما أمحلك عليه‪ ،‬ولكن ائت فالان فلعله أن حيملك))‪.‬‬
‫فأاته‪ ،‬فحمله‪ ،‬فأتى رسول هللا ‪ ‬فأخربه‪ ،‬فقال رسول هللا ‪(( : ‬من دل على خري‪ ،‬فله مثل أجر فاعله))‪.‬‬

‫‪ .1‬حممد بن كثي العبدي أبو عبد هللا البصري‪.‬‬


‫‪‬‬
‫روى عن‪:‬‬
‫أخيه سليمان‪ ،‬والثوري‪ ،‬وشعبة‪ ،‬وإبراهيم بن انفع املكي‪ ،‬ومهام‪ ،‬وإسرائيل‪ ،‬وجعفر بن سليمان الضبعي‪،‬‬
‫وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫البخاري‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬عبد‪ ،‬والذهلي‪ ،‬واحلسني بن حممد البلخي‪ ،‬وحممد بن معمر البحراين‪ ،‬وأمحد بن حنبل‬
‫بن املعلى اآلدمي‪ ،‬وأبو حامت‪ ،‬وأبو زرعة‪ ،‬وعلي بن املديين‪ ،‬ويعقوب بن شيبة‪ ،‬وأبو مسلم الكجي‪ ،‬ومعاذ بن‬
‫املثىن‪ ،‬ويوسف بن يعقوب القاضي‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫قال بن معني‪ :‬مل يكن ثقة‪ .‬وقال أبو حامت‪ :‬صدوق‪ .‬وذكر بن حبان يف الثقات‪ .‬وقال حدثنا عنه الفضل بن‬
‫احلباب‪ :‬كان تقيا فاضال‪ ،‬وكذا أرخه البخاري‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬وابن أيب عاصم‪ ،‬وابن قانع‪ ،‬وزاد يف مجادى األوىل‪،‬‬
‫وقال إنه ضعيف‪ .‬وقال أمحد بن حنبل‪ :‬ثقة‪ .‬وقال سليمان بن قاسم‪ :‬ال أبس به‪ .‬وقال بن اجلنيد عن بن‬
‫معني‪ :‬كان ح ديثه ألفاظ كأنه ضعفه َث سألت عنه‪ ،‬فقال‪ :‬مل يكن لسائل أن يكتب عنه‪.93‬‬

‫‪ .2‬سفيان‪ :‬سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري أبو عبد هللا الكويف من ثور بن عبد مناة بن أد بن طاخبة‪ ،‬وقيل‬
‫من ثور مهدان‪ ،‬والصحيح األول‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪93‬تهذيب التهذيب (‪.)418-417/9‬‬

‫‪75‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫روى عن‪:‬‬
‫أبيه‪ ،‬وأيب إسحاق الشيباين‪ ،‬وأيب إسحاق السبيعي‪ ،‬وعبد امللك بن عمري‪ ،‬وعبد الرمحن بن عابس بن ربيعة‪،‬‬
‫وإمساعيل بن أيب حالد‪ ،‬وسلمة بن كهيل‪ ،‬وطارق بن عبد الرمحن‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫جعفر بن برقان‪ ،‬وخصيف بن عبد الرمحن‪ ،‬وابن إسحاق‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫قال شعبة‪ ،‬وابن عيينة‪ ،‬وأبو عاصم‪ ،‬وابن معني‪ ،‬وغري واحد من العلماء‪ :‬سفيان أمري املؤمنني يف احلديث‪.‬‬
‫وقال ابن املبارك‪ :‬كتبت عن ألف ومائة شيخ ما كتبت عن أفضل من سفيان‪ .‬وقال ابن مهدي‪ :‬كان وهب‬
‫يقدم سفيان يف احلفظ على مالك‪ .‬وقال حيي القطان‪ :‬ليس أحد إيل من شعبة وال يعد له أحد عندي وإذا‬
‫خالفه سفيان أخذت بقول سفيان‪ .‬وقال الدوري‪ :‬رأيت حيي بن معني ال يقدم على سفيان يف زمانه أحدا يف‬
‫الفقه واحلديث والزهد وكل شيئ‪.94‬‬

‫‪ .3‬اْلعمش‪ :‬سليمان بن مهران األسدي الكاهلي موالهم أبو حممد الكويف األعمش يقال أصله من طربستان‬
‫وولد ابلكوفة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫روى عن‪:‬‬
‫زيد بن وهب‪ ،‬وأيب وائل‪ ،‬وأيب عمرو الشيباين‪ ،‬وقيس بن أيب حازم‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫عبد هللا بن إدريس‪ ،‬وابن املبارك بن منري‪ ،‬وفضيل بن عياض‪ ،‬وعيسى بن يونس‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫قال ابن املديين‪ :‬حفظ العلم على أمة حممد ‪ ‬ستة‪ :‬عمرو بن دينار مبكة‪ ،‬والزهريي ابملدينة‪ ،‬وأبو إسحاق‬
‫السبيعي واألعمش ابلكوفة‪ ،‬وقتادة وحيي بن أيب كثري ابلبصرة‪.95‬‬

‫‪94‬تهذيب التهذيب البن حجر العسقالني (‪.)113-111/4‬‬


‫‪95‬تهذيب التهذيب البن حجر العسقالني (‪.)222،223/4‬‬

‫‪76‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ .4‬أبو عمرو الشيباين‪ :‬سعد بن إايس أبو عمرو الشيباين الكويف‪.‬‬


‫روى عن‪:‬‬
‫ابن مسعود‪ ،‬وعلي‪ ،‬وحذيفة‪ ،‬وأيب مسعود البدري‪ ،‬وجبلة بن حارثة‪ ،‬ويزيد بن أرقم‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫أبو إسحاق السبيعي‪ ،‬واحلارث بن شبيل‪ ،‬والوليد بن العيزار‪ ،‬واألعمش‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫قال ابن أيب خثيمة عن ابن معني‪ :‬ثقة‪ ،‬وقال ابن سعد‪ :‬كان ثقة وله أحاديث ووثقه العجلي أيضا‪.96‬‬

‫‪ .5‬أبو مسعود اْلنصاري‪ :‬صحايب جليل رضي هللا عنه‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه الرابع ‪ :‬درجة احلديث ‪:‬‬

‫‪‬‬

‫‪ ‬الوجه اخلامس ‪ :‬بيان معاين املفردات ‪:‬‬


‫(دل) عليه ‪ :‬أرشد‪ ،‬ويقال‪ :‬دله على الطريق‪( ،97‬أجر) عوض العمل واالنتفاع‪.98‬‬

‫‪ ‬الوجه السادس ‪ :‬فقه احلديث ‪:‬‬


‫دل احلديث على أن الداللة على اخلري يؤجر هبا ُّ‬
‫الدال عليه كأجر فاعل اخلري‪ ،‬وهو مثل حديث ((من سن سنة‬
‫حسنة يف اإلسالم كان له أجرها وأجر من عمل هبا))‪ ،99‬والداللة تكون ابإلشارة على الغري بفعل اخلري‪ ،‬وعلى‬
‫إرشاد ملتمس اخلري على أنه يطلبه من فالن‪ ،‬والوعظ والتذكري وابلتأليف للعلوم النافعة‪.‬‬

‫‪96‬تهذيب التهذيب البن حجر العسقالني (‪.)467،468/3‬‬


‫‪97‬المعجم الوسيط (ص ‪.)304‬‬
‫‪98‬المعجم الوسيط (ص ‪.)6‬‬
‫‪99‬أخرجه‪ :‬مسلم (‪ )62-61/8()87-86/3‬من حديث جرير بن عبد هللا البجلي ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫ولفظ (خري) يشمل الداللة على خري الدنيا واآلخرة‪ ،‬فلله در الكالم النبوي‪ ،‬ما أمشل معانيه وأوضح مبانيه وداللته‬
‫على خري الدنيا واآلخرة‪.100‬‬

‫‪ ‬الوجه السابع ‪ :‬ما يستفاد من احلديث ‪:‬‬


‫احلض على فعل اخلري والتحريض عليه من أسباب تكامل اجملتمع املسلم‪ ،‬وفضل من دل على خري‪ ،‬وفضل على‬
‫من أعان على فعل اخلري‪ ،‬وفضل تعليم اخلري للغري‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪ 100‬سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام لألمير الصنعاني (‪.)502-501/4‬‬

‫‪78‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الحديث الثامن ‪‬‬

‫‪ :‬أن رسول هللا ﷺ قال‪(( :‬ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون! فمن عرف برئ‪ ،‬ومن‬ ‫‪ – 8/1297‬وعن أم سلمة‬
‫أنكر سلم‪ ،‬ولكن من رضي واتبع))‪ ،‬فقالوا‪ :‬أفال نقاتلهم ؟ قال‪(( :‬ال‪ ،‬ما صلوا))‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه األول ‪ :‬التخريج اإلمجايل للحديث ‪:‬‬


‫رواه مسلم (‪ )1854‬بلفظه‪ ،‬ورواه أبو داود (‪ )4760‬مبعناه‪ ،‬ورواه الرتمذي (‪ )2265‬مبعناه‪ ،‬ورواه أمحد‬
‫(‪ )26528‬مبعناه‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه الثاين ‪ :‬التخريج الـتفصيلي للحديث ‪:‬‬


‫هذا احلديث رواه‪:‬‬
‫‪ .1‬مسلم يف صحيحه " كتاب اإلمارة" ابب وجوب اإلنكار على األمراء فيما خيالف الشرع‪ ،‬وترك قتاهلم ماصلوا‬
‫وحنو ذلك (‪( )1480/3‬ح ‪ :)1854‬حدثنا هداب بن خالد األزدري‪ ،‬حدثنا مهام بن حيي‪ ،‬حدثنا قتادة‪.‬‬
‫‪ .2‬أبو داود يف سننه " كتاب السنة" ابب قتل اخلوارج (‪ ( )242/4‬ح ‪ :)4760‬حدثنا مسدد‪ ،‬وسليمان بن‬
‫داود املعىن‪ ،‬قاال‪ :‬حدثنا محاد بن يزيد‪ ،‬عن املعلى بن زايد‪.‬‬
‫‪ .3‬الرتمذي يف سننه "أبواب الفنت" ابب (‪ ( )529/4‬ح ‪ :)2265‬حدثنا احلسن بن علي اخلالل‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا‬
‫يزيد بن هارون‪.‬‬
‫‪ .4‬أمحد يف مسنده " مسند النساء" حديث أم سلمة زوج النيب ‪ ( )149/44( ‬ح ‪ :)26528‬حدثنا يزيد‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫وكلهم من طريق هشام بن حسان‪ ،‬عن احلسن‪ ،‬عن ضبة بن حمصن‪ ،‬عن أم سلمة‬

‫‪ ‬الوجه الثالث ‪ :‬دراسة اإلسناد األقل عددا ‪:‬‬


‫و اإلسناد العايل من هذا احلديث ‪ :‬قال أمحد بن حنبل – رمحه هللا – {‪ :}26528/149/44‬حدثنا يزيد‪،‬‬
‫حدثنا هشام بن حسان‪ ،‬عن احلسن‪ ،‬عن ضبة بن حمصن‪ ،‬عن أم سلمة‪ ،‬قالت‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا ‪ ‬قال‪:‬‬
‫((إ نه ستكون أمراء تعرفون وتنكرون‪ ،‬فمن أنكر‪ ،‬فقد برئ‪ ،‬ومن كره‪ ،‬فقد سلم‪ ،‬ولكن من رضي واتبع))‪ ،‬قالوا ‪:‬‬
‫اي رسول هللا‪ ،‬أفال نقاتلهم ؟ قال‪(( :‬ال‪ ،‬ما صلوا لكم اخلمس))‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ .1‬يزيد‪ :‬يزيد بن هارون بن وادي‪ ،‬ويقال زادان بن اثبت السلمي موالهم أبو خالد الواسطي أحد االعالم‬
‫احلفاظ املشاهري قيل أصله بن خباري‪.‬‬
‫‪‬‬
‫روى عن‪:‬‬
‫سليمان التيمي‪ ،‬ومحيد الطويل‪ ،‬وعاصم األحول‪ ،‬وإمساعيل بن أيب خالد‪ ،‬وأيب مالك األشجعي‪ ،‬وحيي بن‬
‫سعيد األنصاري‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫بقية بن الوليد‪ ،‬وآدم بن أيب إايس‪ ،‬وأمحد بن حنبل‪ ،‬وإسحاق بن راهويه‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫قال أبو طالب عن أمحد‪ :‬كان حافظا للحديث صحيح احلديث‪ .‬وقال بن املديين‪ :‬هو من الثقات‪ .‬وقال بن‬
‫معني‪ :‬ثقة‪ .‬وقال العجلي‪ :‬ثقة ثبت يف احلديث‪ ،‬وكان متعبدا حسن الصالة جدا‪ ،‬وكان يصلي الضحى ستة‬
‫عشر ركعة غري قليل‪ .‬وقال أبو حامت‪ :‬ثقة إمام صدوق ال يسأل عن مثله‪.101‬‬

‫‪ .2‬هشام بن حسان‪ :‬أبو عبد هللا األزدي القردوسي موالهم البصري‪ ،‬وقيل هو صريح النسب‪.‬‬
‫‪‬‬
‫روى عن‪:‬‬
‫عكرمةن وابن سرير‪ ،‬واحلسن‪ ،‬ومحيد بن هالل‪ ،‬ومجاعة‪ ،‬وأيب جملز لقيه خبراسان قاله حيي بن سعيد القطان‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫السفياانن‪ ،‬واحلمادان‪ ،‬وروح بن عبادة‪ ،‬وأبو عاصم‪ ،‬ومكي بن إبراهيم‪ ،‬واألنصاري‪ ،‬وعبد الرزاق‪ ،‬وخلق كثري‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫قال سفيان بن عيينة‪ :‬كان أعلم الناس حبديث احلسن‪ ،‬وكان محاد بن سلمة ال خيتار عليه أحدا يف حديث‬
‫ابن سريين‪ .‬وقال ابن املديين‪ :‬كان حيي بن سعيد يضعف حديث هشام عن عطاء‪ ،‬وكان أصحابنا يثبتون‬
‫هشاما‪.102‬‬

‫‪101‬تهذيب التهذيب البن حجر العسقالني (‪.)367-366/11‬‬


‫‪102‬تاريخ اإلسالم للذهبي (‪.)319-318/9‬‬

‫‪80‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ .3‬احلسن‪ :‬احلسن بن أيب احلسن يسار البصري أبو سعيد موىل األنصار وأمه خري موالة أم سلمة‪ .‬قال بن سعد‬
‫ولد لسنتني بقيتا من خالفة عمر‪ ،‬ونشأ بوادي القرى‪ ،‬وكان فصيحا‪.‬‬
‫‪‬‬
‫روى عن‪:‬‬
‫أيب بن كعب‪ ،‬وسعد بن عبادة‪ ،‬وعمر بن اخلطاب ومل يدركهم‪ ،‬وثوابن‪ ،‬وعمار بن ايسر‪ ،‬وأيب هريرة‪ ،‬وعثمان‬
‫بن أيب العاص‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫محيد الطويل‪ ،‬ويزيد بن أيب مرمي‪ ،‬وأيوب‪ ،‬وقتادة‪ ،‬وعوف األعاريب‪ ،‬وبكر بن عبد هللا املزين‪ ،‬وهشام بن‬
‫حسان‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫قال أنس بن مالك‪ :‬سلوا احلسن فإنه حفظ ونسينا‪ .‬وقال سليمان التيمي‪ :‬احلسن شيخ أهل البصرة‪.103‬‬

‫‪ .4‬ضبة بن حمصن‪ :‬ضبة بن حمصن العنزي البصري‪.‬‬


‫‪‬‬
‫روى عن‪:‬‬
‫عمر‪ ،‬وأيب موسى‪ ،‬وأيب هريرة‪ ،‬وأم سلمة ‪-‬رضي هللا عنهم‪ ،-‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫عبد الرمحن ابن أيب ليلى‪ ،‬واحلسن‪ ،‬وقتادة‪ ،‬وميمون بن مهران‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫ذك ره ابن حبان يف الثقات‪ .‬وقال ابن سعد‪ :‬كان قليل احلديث‪ .‬وقال حممد األزدي األندلسي‪ :‬هو ثقة‬
‫مشهور‪.104‬‬

‫‪103‬تهذيب التهذيب البن حجر العسقالني (‪.)264-263/2‬‬


‫‪104‬تهذيب التهذيب (‪.)443-442/4‬‬

‫‪81‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ .5‬أم سلمة‪ :‬أم املؤمنني رضي هللا عنها‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه الرابع ‪ :‬درجة احلديث ‪:‬‬

‫‪‬‬

‫‪ ‬الوجه اخلامس ‪ :‬بيان معاين املفردات ‪:‬‬


‫(أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬ستكون أمراء) بعدي (فـ) ـيعملون أعماال منها ما (تعرفون) كونه معروفا‬
‫فتقبلونه (و) منها ما تعرفون كونه منكرا (تنكرونـ) ــه قال الذهين أي فتستحسنون بعض أفعاهلم وتستقبحون‬
‫بعضها (فمن عرف) املنكر ومل يشتبه عليه فقد (برئ) أي فقد صارت له طريق إىل الرباءة من إمثه وعقوبته أبن‬
‫يغريه بيده أو بلسانه فإن عجز فليكرهه بقلبه (ومن أنكر سلم) أي ومن مل يقدر على تغيريه بيده أو بلسانه فأنكر‬
‫ذلك بقلبه وكرهه سلم من مشاركتهم يف إمثه (ولكن من رضي) بقلبه بفعلهم (واتبعـ) ــهم عليه يف العمل وهو مبتدأ‬
‫حذف خربه ولكن من رضي واتبع مل يربأ أو مل يسلم وفيه دليل على أن من عجز عن إزالة املنكر ال أيَث مبجرد‬
‫السكوت بل إمنا أيَث ابلرضا به أو أبن ال يكرهه بقلبه أو ابملتابعة عليه ويف املفهم واملعىن أي من رضي املنكر واتبع‬
‫عليه هو املؤاخذ واملعاقب عليه وإن مل يفعله (قالوا) لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪( :‬أ) نرتكهم على ذلك (فال‬
‫نقاتلهم قال) رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يف جواهبم (ال) تقاتلوهم (ما صلوا) أي ما داموا على إقامة الصالة‬
‫املفروضة ففيه أنه ال جيوز ا خلروج على اخللفاء مبجرد الظلم أو الفسق ما مل يغريوا شيئا من قواعد اإلسالم‪.105‬‬

‫‪ ‬الوجه السادس ‪ :‬فقه احلديث ‪:‬‬


‫قال القاضي عياض معىن ما صلوا ما داموا على اإلسالم فالصالة إشارة إىل ذلك وخالصته أن الصالة كانت‬
‫الزمة يف ذلك الزمان فاستعري الالزم للملزوم‪.106‬‬

‫‪105‬الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم‪ ،‬لمحمد األمين الهرري (‪.)108/20‬‬


‫‪106‬الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم (‪.)109/20‬‬

‫‪82‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الوجه السابع ‪ :‬ما يستفاد من احلديث ‪:‬‬


‫‪ .1‬وأن من عجز عن إزالة املنكر ال أيَث مبجرد السكوت‪ ،‬بل إمنا أيَث ابلرضا به‪ ،‬أو أبال يكرهه بقلبه‪ ،‬أو ابملتابعة‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪ .2‬وإنكاره املنكر على الوالة‪ ،‬وقوته يف احلق وعدم خوفه هللا لومة الئم‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪83‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الحديث التاسع ‪‬‬

‫ب فأعِوا اإلبل حظَّها من اْلرض‪،‬‬


‫صِ‬‫‪ – 9/1298‬وعن أيب هريرة ‪ ‬عنه؛ أن رسول هللا ﷺ قال‪(( :‬إذا سافرمت يف اْلَ ْ‬
‫اهلوام ابلليل))‪.‬‬
‫عرستم فاجتنبوا الِريق‪ ،‬فإهنا طرق الدواب ومأوى َّ‬ ‫السنَ ِة فب ِ‬
‫اد ُروا ِبا نِْقيَها وإذا َّ‬‫وإذا سافرمت يف َّ َ‬

‫‪ ‬الوجه األول ‪ :‬التخريج اإلمجايل للحديث ‪:‬‬


‫رواه مسلم (‪ )1926‬بلفظه‪ ،‬ورواه أبو داود (‪ )2569‬مبعناه‪ ،‬ورواه الرتمذي (‪ )2858‬أبلفاظ متقاربة‪ ،‬ورواه‬
‫أمحد (‪ )8442‬مبعناه‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه الثاين ‪ :‬التخريج الـتفصيلي للحديث ‪:‬‬


‫هذا احلديث رواه‪:‬‬
‫‪ .1‬مسلم يف صحيحه "كتاب اإلمارة" ابب مراعاة مصلحة الدواب يف السري‪ ،‬والنهي عن التعريس يف الطريق‬
‫(‪( )1525/3‬ح ‪ :)1926‬حدثين زهري بن حرب‪ ،‬حدثنا جرير‪.‬‬
‫‪ .2‬أبو داود يف سننه "كتاب اجلهاد" ابب يف سرعة السري والنهي عن التعريس يف الطريق (‪( )28/3‬ح ‪:)2569‬‬
‫حدثنا موسى بن إمساعيل‪ ،‬حدثنا محاد‪.‬‬
‫‪ .3‬الرتمذي يف سننه "أبواب األدب" ابب (‪( )143/5‬ح ‪ :)2858‬حدثنا قتيبة‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد العزيز بن‬
‫حممد‪.‬‬
‫‪ .4‬أمحد يف مسنده " مسند املكثرين من الصحابة" مسند أيب هريرة ‪( )159 /14( ‬ح ‪ :)8442‬حدثنا عبد‬
‫الصمد‪ ،‬وعفان قاال‪ :‬حدثنا محاد ين سلمة‪.‬‬
‫وكلهم من طريق سهيل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أيب هريرة ‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه الثالث ‪ :‬دراسة اإلسناد األقل عددا ‪:‬‬


‫و اإلسناد العايل من هذا احلديث ‪ :‬قال أبو داود – رمحه هللا – ‪ : }2569/28/3{:‬مح َّدثـمنما موسى بن إمساعيل‬
‫اَّللُ معلمْي ِه مو مسلَّ مم قم مال ‪:‬‬
‫صلَّى َّ‬ ‫ول َِّ‬ ‫اد‪ ،‬أخربان ُس مهْيل بن أيب صاحل‪ ،‬مع ْن أمبِ ِيه ‪ ،‬مع ْن أِميب ُهمريْـمرمة ‪ ،‬أ َّ‬
‫اَّلل م‬ ‫من مر ُس م‬ ‫‪ :‬مح َّدثـمنما ممحَّ ُ‬

‫‪84‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫يس فمـتمـنم َّكبُوا‬‫السْيـر‪ ،‬موإِ مذا أ ممرْد ُمتُ التـ ْ ِ‬ ‫اإلبِل حقَّها‪ ،‬وإِ مذا سافمـرُْمت ِيف ا ْجل ْد ِ‬ ‫(( إِ مذا سافمـرُمت ِيف ِْ‬
‫معطُوا ِْ م م م م م ْ‬
‫ب فمأ ْ ِ‬ ‫صِ‬
‫َّعر م‬ ‫مسرعُوا َّ م‬ ‫م‬ ‫ب فمأ ْ‬ ‫اخل ْ‬ ‫م ْْ‬
‫مع ِن الطَِّر ِيق ))‪.‬‬

‫‪ .1‬موسى بن إمساعيل املنقري‪ ،‬موالهم أبو سلمة التبوذكي البصري‪.‬‬


‫‪‬‬
‫روى عن‪:‬‬
‫جرير بن حازم‪ ،‬ومهدي بن ميمون‪ ،‬وهنيد بن القاسم‪ ،‬ومبارك بن فضالة‪ ،‬وإابن العطار‪ ،‬ومهام بن حيي‪،‬‬
‫ووهيب بن خالد‪ ،‬وأيب هالل الراسيب‪ ،‬ويزيد بن أبراهيم التسرتي‪ ،‬وقيس بن الربيع‪ ،‬ومحاد بن سلمة‪ ،‬وجويرية‬
‫بن أمساء‪ ،‬وبكار بن عبد العزيز بن أيب بكرة‪ ،‬وداود بن أيب الفرات‪ ،‬وسليمان بن املغرية‪ ،‬وسالم بن أيب مطيع‪،‬‬
‫وعبد العزيز املاجشون‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫البخاري‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬وروى الباقون عنه بواسطة احلسن علي اخلالل الذهلي‪ ،‬وأمحد بن احلسن الرتمذي‪،‬‬
‫وعبيد هللا بن فضالة‪ ،‬وعبد الرمحن بن عبد الوهاب العمي‪ ،‬وأبو زرعة‪ ،‬وأبو حامت‪ ،‬وعباس الدوري‪ ،‬وحممد بن‬
‫حيي بن الضريس‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫قال احلسني بن احلسن الرازي عن بن معني‪ :‬ثقة مأمون‪ .‬وقال أبو حامت‪ :‬مسعت ابن معني واثين على أيب‬
‫سلمة وقال كان كيسا وكان احلجاج بن منهال رجال صاحلا وأبو سلمة اتقنهما‪ .‬قال أبو حامت‪ :‬مسعت أاب‬
‫الوليد الطيالسي يقول موسى بن إمساعيل ثقة صدوق‪ .‬وقال بن املديين من ال يكتب عن أيب سلمة كتب عن‬
‫رجل عنه‪ .‬وقال بن أيب حامت‪ :‬سألت أيب عنه‪ ،‬فقال‪ :‬ثقة كان ايقظ من احلجاج وال أعلم أحدا ممن أدركناه‬
‫أحسن حديثا من أيب سلمة‪ .‬وقال ابن سعد‪ :‬كان ثقة كثري احلديث‪ .‬وذكره ابن حبان يف الثقات‪.107‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .2‬محاد بن سلمة ‪ :‬محاد بن سلمة بن دينار البصري أبو سلمة موىل متيم ويقال موىل قريش وقيل غري ذلك‪.‬‬
‫روى عن‪:‬‬
‫اثبت البناين وقتادة‪ ،‬و وإسحاق بن عبد هللا بن أيب طلحة وأنس بن سريين ومثامة بن عبد هللا بن أنس وحممد‬
‫بن زايد القرشي وأيب الزبري املكي وعبد امللك بن عمري وعبد العزيز بن صهيب وأيب عمران اجلوين وعمرو بن‬

‫‪107‬تهذيب التهذيب (‪.)334-333/10‬‬

‫‪85‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫دينار وهشام بن زيد بن أنس وهشام بن عروة وحيىي بن سعيد األنصاري وأيوب السختياين وخالد احلذاء‬
‫وداود بن أيب هند وسليمان التيمي ومساك بن حرب وخلق كثري من التابعني فمن بعدهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫ابن جريج والثوري وشعبة وه م أكرب منه وابن املبارك وابن مهدي والقطان وأبو داود وأبو الوليد الطيالسيان‬
‫وأبو سلمة التبوذكي وآدم بن أيب إايس واألشيب وأسود بن عامر شاذان وبشر بن السري وهبز بن أسد‬
‫وسليمان بن حرب وأبو نصر الثمار وهدبة بن خالد وشيبان بن فروخ وعبيد هللا العيشي وآخرون‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫قال أمحد محاد بن سلمة أثبت يف اثبت من معمر وقال أيضا يف احلمادين ما منهما إال ثقة وقال حنبل عن‬
‫أمحد أسند محاد بن سلمة عن أيوب أحاديث ال يسندها الناس عنه وقال أبو طالب محاد بن سلمة أعلم‬
‫الناس حبديث محيد وأصح حديثا وقال يف موضع آخر هو أثبت الناس يف محيد الطويل مسع منه قدميا خيالف‬
‫الناس يف حديثه وقال إسحاق بن منصور عن ابن معني ثقة وقال الدوري عن ابن معني من خالف محاد بن‬
‫سلمة يف اثبت فالقول قول محاد وقال جعفر الطيالسي عنه من مسع من محاد بن سلمة األصناف ففيها‬
‫اختالف ومن مسع منه نسخا فهو صحيح وقال ابن املديين مل يكن يف أصحاب اثبت أثبت من محاد بن‬
‫سلمة ‪.108‬‬
‫‪ .3‬سهيل بن أيب صاحل وامسه ذكوان السمان أبو يزيد املدين‪.‬‬
‫روى عن‪:‬‬
‫أبيه‪ ،‬وسعيد بن املسيب‪ ،‬واحلارث بن خملد األنصاري‪ ،‬وأيب احلباب سعيد بن يسار‪ ،‬وعبد هللا بن دينار‪،‬‬
‫وعطاء بن يزيد الليثي‪ ،‬والنعمان بن عياش‪ ،‬وابن املنكدر‪ ،‬وأيب عبيد صاحب سليمان‪ ،‬وعبيد هللا بن مقسم‪،‬‬
‫والقعقاع بن حكيم‪ ،‬ومسي موىل أيب بكر‪ ،‬واألعمش وربيعة‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫ربيعة‪ ،‬واألعمش‪ ،‬وحيىي بن سعيد األنصار‪ ،‬وموسى بن عقبة‪ ،‬ويزيد بن اهلاد‪ ،‬ومالك‪ ،‬وشعبة‪ ،‬وإسحاق‬
‫الفزاري‪ ،‬وابن جريج‪ ،‬والسفياانن‪ ،‬وابن أيب حازم‪ ،‬وفليح بن سليمان‪ ،‬وروح بن القاسم‪ ،‬وزهري بن معاوية‪،‬‬
‫وزهري بن حممد‪ ،‬وسعيد بن عبد الرمحن اجلمحي‪ ،‬ووهيب‪ ،‬وسليمان بن بالل‪ ،‬وعبد هللا بن إدريس ‪ ،‬وغريهم‪.‬‬

‫‪108‬تهذيب التهذيب (‪.)12-11/3‬‬

‫‪86‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬


‫قال ابن عيينة‪ :‬كنا نعد سهال ثبتا يف احلديث‪ .‬وقال حرب عن أمحد‪ :‬ما أصلح حديثه‪ .‬وقال أبو طالب عن‬
‫أمحد‪ :‬قال حيىي بن سعيد حممد يعين بن عمرو أحب إلينا وما صنع شيئا سهيل أثبت عندهم‪ .‬وقال الدوري‬
‫عن ابن معني‪ :‬سهيل بن أيب صاحل والعالء بن عبد الرمحن حديثهما قريب من السواء وليس حديثهما حبجة‪.‬‬
‫وقال ابن أيب حامت عن أيب زرعة‪ :‬سهيل أشبه وأشهر يعين من العالء‪ .‬وقال أبو حامت‪ :‬يكتب حديثه وال حيتج‬
‫به وهو أحب إيل من العالء‪ .‬وقال النسائي‪ :‬ليس به أبس‪.109‬‬

‫‪ .4‬أبيه‪ :‬ذكوان أبو صاحل السمان الزايت املدين موىل جويرية بنت األمحس الغطفاين شهد الدار زمن عثمان‬
‫وسأل سعد بن أيب وقاص مسألة يف الزكاة‪.‬‬
‫روى عن‪:‬‬
‫أيب هريرة‪ ،‬وأيب الدرداء‪ ،‬وأيب سعيد اخلدري‪ ،‬وعقيل بن أيب طالب‪ ،‬وجابر‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬وابن عباس‪ ،‬ومعاوية‪،‬‬
‫وعائشة‪ ،‬وأم حبيبة‪ ،‬وأم سلمة‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫أوالده سهيل‪ ،‬وصاحل‪ ،‬وعبد هللا‪ ،‬وعطاء بن أيب رابح‪ ،‬وعبد هللا بن دينار‪ ،‬ورجاء بن حيوة‪ ،‬وزيد بن أسلم‪،‬‬
‫واألعمش‪ ،‬وأبو حازم سلمة بن دينار‪ ،‬ومسي موىل أيب بكر بن عبد الرمحن‪ ،‬واحلكم بن عتيبة‪ ،‬وعاصم بن‬
‫هبدلة‪ ،‬وعبد العزيز بن رفيع‪ ،‬وعمرو بن دينار‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫قال عبد هللا بن أمحد عن أبيه‪ :‬ثقة ثقة من أجل الناس وأوثقهم‪ .‬وقال حفص بن غياث عن األعمش‪ :‬كان‬
‫أبو صاحل مؤذان فأبطأ اإلمام فأمنا فكان ال يكاد جييزها من الرقة والبكاء‪ .‬وقال ابن معني‪ :‬ثقة‪ .‬وقال أبو‬
‫حامت‪ :‬ثقة صاحل احلديث حيتج حبديثه‪ .‬وقال أبو زرعة‪ :‬ثقة مستقيم احلديث‪ .‬وقال ابن سعد‪ :‬كان ثقة كثري‬
‫احلديث‪.110‬‬

‫‪ .5‬أبو هريرة ‪ :‬صحايب جليل رضي هللا عنه‪.‬‬

‫‪109‬تهذيب التهذيب (‪.)263/4‬‬


‫‪110‬تهذيب التهذيب (‪.)219/3‬‬

‫‪87‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الوجه الرابع ‪ :‬درجة احلديث ‪:‬‬

‫‪ ‬الوجه اخلامس ‪ :‬بيان معاين املفردات ‪:‬‬


‫لسنم ِة) ُهنما الْ مق ْح ُ‬
‫ط‪.111‬‬ ‫بكسر اخلاء وهو كثرة العشب والْمرعى وهو ضد اجلدب‪ .‬والْمراد (اب َّ‬
‫اخلصب) ْ‬
‫( ْ‬

‫‪ ‬الوجه السادس ‪ :‬فقه احلديث ‪:‬‬


‫احلديث احلث على الرفق ابلدواب ومراعاة مصلحتها فإن سافروا يف اخلصب قللوا السري وتركوها ترعى يف بعض‬
‫النهار ويف أثناء السري فتأخذ حظها من األرض مبا ترعاه منها وإن سافروا يف القحط عجلوا السري ليصلوا املقصد‬
‫وفيها بقية من قوهتا وال يقللوا السري فيلحقها الضرر ألهنا ال جتد ما ترعى فتضعف ويذهب نقيها ورمبا كلت‬
‫ووقفت وقد جاء يف أول هذا احلديث يف رواية مالك يف املوطأ أن هللا رفيق حيب الرفق قوله ‪(( : ‬وإذا عرستم‬
‫فاجتنبوا الطريق فإهنا طرق الدواب ومأوى اهلوام ابلليل))‪ ،‬قال أهل اللغة التعريس النزول يف أواخر الليل للنوم‬
‫والراحة هذا قول اخلليل واألكثرين‪ ،‬وقال أبو زيد هو النزول أي‪ :‬وقت كان من ليل أو هنار‪ ،‬واملراد هبذا احلديث‬
‫هو األول وهذا أدب من آداب السري والنزول أرشد إليه ‪ ‬ألن احلشرات ودواب األرض من ذوات السموم‬
‫والسباع متشي يف الليل على الطرق لسهولتها وألهنا تلتقط منها ما يسقط من مأكول وحنوه وما جتد فيها من رمة‬
‫وحنوها فإذا عرس اإلنسان يف الطريق رمبا مر به منها ما يؤذيه فينبغي أن يتباعد عن الطريق‪.112‬‬

‫‪ ‬الوجه السابع ‪ :‬ما يستفاد من احلديث ‪:‬‬


‫‪ .1‬أمر الشارع ابلرفق ابحليوان‪ ،‬وإعطائه حقه من الراحة واإلطعام لتقويته على السري‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يُعطى اإلبل يف وقت كثرة العشب حقه‪ ،‬وعدم السرعة يف السري‪.‬‬
‫‪ .3‬ولزومها يف وقت اجلدب‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪111‬‬
‫المنهاج شرح مسلم( ‪.)69/13‬‬

‫‪112‬المنهاج شرح مسلم( ‪.)69/13‬‬

‫‪88‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الحديث العاشر ‪‬‬

‫‪ – 10/1299‬وعن ابن عمر رضي هللا عنهما؛ أن رسول هللا ﷺ قال‪(( :‬إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه‪ ،‬وإذا شرب‬
‫فليشرب بيمينه‪ ،‬فإن الشيِان ٰيكل بشماله ويشرب بشماله))‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه األول ‪ :‬التخريج اإلمجايل للحديث ‪:‬‬


‫رواه مسلم (‪ )2020‬بلفظه‪ ،‬ورواه أبو داود (‪ )3776‬بلفظه‪ ،‬ورواه الرتمذي (‪ )1800‬أبلفاظ متقاربة‪ ،‬ورواه‬
‫مالك (‪ )3412‬أبلفاظ متقاربة‪ ،‬ورواه الدارمي (‪ )2073‬وألفاظ متقاربة‪ ،‬ورواه أمحد (‪ )4537‬بلفظه‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه الثاين ‪ :‬التخريج الـتفصيلي للحديث ‪:‬‬


‫هذا احلديث رواه‪:‬‬
‫‪ .1‬مسلم يف صحيحه "كتاب األشربة" ابب آداب الطعام والشراب وأحكامهما (‪( )1598/3‬ح‪.)2020‬‬
‫‪ .2‬أبو داود يف سننه "كتاب األطعمة" ابب األكل ابليمني (‪( )349/3‬ح ‪.)3776‬‬
‫‪ .3‬الرتمذي يف سننه "أبواب األطعمة" ابب ما جاء يف النهي عن األكل والشرب ابلشمال (‪( )258/4‬ح‬
‫‪.)1800‬‬
‫‪ .4‬مالك يف موطأ "كتاب اجلامع" صفة النيب صلى هللا عليه وسلم – النهي عن األكل ابلشمال (‪)1350/5‬‬
‫(ح ‪.)3412‬‬
‫‪ .5‬الدارمي أبو حممد يف سننه "كتاب األطعمة" ابب األكل ابليمني (‪( )1292/2‬ح ‪.)2073‬‬
‫‪ .6‬أمحد يف مسنده "مسند املكثرين من الصحابة" مسند عبد هللا بن عمر رضي هللا عنهما (‪( )135/8‬ح‬
‫‪.)4537‬‬

‫‪ ‬الوجه الثالث ‪ :‬دراسة اإلسناد األقل عددا ‪:‬‬


‫و اإلسناد العايل من هذا احلديث‪ ،‬قال مالك بن أنس ‪-‬رمحه هللا‪ :}3412/1350/5{ -‬مالك‪ ،‬عن ابن‬
‫شهاب‪ ،‬عن أيب بكر بن عبيد هللا بن عبد هللا بن عمر‪ ،‬عن ابن عمر؛ أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫قال‪(( :‬إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه‪ ،‬وليشرب بيمينه‪ .‬فإن الشيطان أيكل بشماله‪ ،‬ويشرب بشماله))‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ .1‬ابن شهاب ‪ :‬حممد بن مسلم بن عبيد هللا بن عبد هللا بن شهاب بن عبد هللا بن احلارث بن زهرة بن‬
‫كالب بن مرة القرشي الزهري الفقيه أبو بكر احلافظ املدين أحد األئمة االعالم وعامل احلجاز والشام‪.‬‬
‫روى عن ‪:‬‬
‫عن عبد هللا بن عمر بن اخلطاب وعبد هللا بن جعفر وربيعة بن عباد‪ ،‬و وعبد الرمحن بن أزهر وعبد هللا‬
‫بن عامر بن ربيعة‪ ،‬وسهل بن سعد‪ ،‬وأنس‪ ،‬وجابر‪ ،‬وأيب الطفيل‪ ،‬والسائب بن يزيد‪ ،‬وحممود بن الربيع‪،‬‬
‫وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه ‪:‬‬
‫عطاء بن أيب رابح‪ ،‬وأبو الزبري املكي‪ ،‬وعمر بن عبد العزيز‪ ،‬وعمرو بن دينار‪ ،‬وصاحل بن كيسان‪ ،‬وأابن‬
‫بن صاحل‪ ،‬وحيىي بن سعيد األنصاري‪ ،‬وإبراهيم بن أيب عبلة‪ ،‬ويزيد بن أيب حبيب‪ ،‬وجعفر بن ربيعة‪،‬‬
‫وغريهم‪.‬‬
‫من أقول العلماء فيه ‪:‬‬
‫قال الذهلي عن عبد الرزاق‪ :‬قلت ملعمر هل مسع الزهري من بن عمر قال نعم مسع منه حديثني‪ .‬وقال‬
‫العجلي روى عن بن عمر‪ :‬حنوا من ثالثة أحاديث وقال بن سعد قالوا وكان الزهري ثقة كثري احلديث‬
‫والعلم والرواية فقيها جامعا‪ .‬وقال أبو الزاند‪ :‬كنا نكتب احلالل واحلرام وكان بن شهاب يكتب كلما مسع‬
‫فلما احتيج إليه علمت أنه أعلم الناس‪.113‬‬

‫‪ .2‬أبو بكر ابن عبيد هللا‪ :‬ابن عبد هللا ابن عمر ابن اخلطاب ثقة من الرابعة مات بعد الثالثني‪.114‬‬

‫‪ .3‬عبد هللا‪ :‬بن عمر بن اخلطاب أبو عبد الرمحن القرشي العدوي‪ ،‬صاحب رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪.115‬‬

‫‪113‬‬
‫تهذيب التهذيب (‪.)448-445/9‬‬
‫‪114‬تقريب التهذيب (ص ‪.)623‬‬
‫‪115‬تاريخ اإلسالم للذهبي (‪.)453/5‬‬

‫‪90‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الوجه الرابع ‪ :‬درجة احلديث ‪:‬‬

‫‪ ‬الوجه اخلامس ‪ :‬فقه احلديث ‪:‬‬


‫احلديث؛ دليل على حترمي األكل و الشرب ابلشمال؛ فإنه علله أبنه فعل الشيطان وخلقه‪ ،‬و املؤمن مأمور بتجنب‬
‫طريق أهل الفسوق فضال عن الشيطان‪ .‬وذهب اجلمهور إىل أنه يستحب األكل ابليمني و الشرب هبا ال أنه‬
‫ابلشمال حمرم‪ ،‬وقد زاد انفع‪ :‬األخذ و اإلعطاء‪ .116‬وقال النووي أيد قول اجلمهور‪ :‬هذا احلديث استحباب‬
‫األكل والشرب ابليمني‪ ،‬وكراهة ذلك ابلشمال‪ ،‬وكذلك كل أخذ وعطاء‪ ،‬وهذا إذا مل يكن عذر‪ ،‬من مرض أو‬
‫جراحة‪ ،‬فإن كان فال كراهة‪.117‬‬

‫‪‬‬

‫‪116‬سبل السالم (‪.)476/4‬‬


‫‪117‬فتح المنعم شرح صحيح المسلم (‪.)205/8‬‬

‫‪91‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الحديث الحادي عشر ‪‬‬

‫‪ – 11/1300‬وعن أيب هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ﷺ ‪(( :‬ال يشربن أحدكم قائما‪ ،‬فمن نسي فليستقئ))‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه األول ‪ :‬التخريج اإلمجايل للحديث ‪:‬‬


‫رواه مسلم (‪ )2026‬أبلفاظ متقاربة‪ ،‬ورواه الدارمي (‪ )2174‬مبعناه‪ ،‬ورواه أمحد (‪ )8335‬مبعناه‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه الثاين ‪ :‬التخريج الـتفصيلي للحديث ‪:‬‬


‫هذا احلديث رواه‪:‬‬
‫‪ .1‬مسلم يف صحيحه "كتاب األشربة" ابب كراهية الشرب قائما (‪( )1601/3‬ح ‪:)2026‬حدثين عبد اجلبار‬
‫بن العالء‪ ،‬حدثنا مروان‪ ،‬حدثنا عمر بن محزة‪ ،‬أخربين أبو غطفان املري‪.‬‬
‫‪ .2‬الدارمي يف سننه "كتاب األشربة" ابب من كره الشرب قائما (‪( )1351/2‬ح ‪ :)2174‬أخربان سعيد الربيع‪،‬‬
‫حدثنا شعبة‪ ،‬عن أيب زايد الطحان‪.‬‬
‫‪ .3‬أمحد يف مسنده "مسند املكثرين من الصحابة" مسند أيب هريرة رضي هللا عنه (‪ ( )79/14‬ح‬
‫‪:)8335‬حدثنا عبد الصمد‪ ،‬حدثنا محاد‪ ،‬عن أيوب‪ ،‬عن عكرمة‪.‬‬
‫وكلهم من طريق أيب هريرة ‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه الثالث ‪ :‬دراسة اإلسناد األقل عددا ‪:‬‬


‫مخبمـمرمان مسعِ ُ‬
‫يد‬ ‫و اإلسناد العايل من هذا احلديث‪ :‬قال الدارمي أبو حممد ‪-‬رمحه هللا‪/1351/2 { -‬ح ‪ : }2174‬أ ْ‬
‫اَّللُ معلمْي ِه مو مسلَّ مم‪ ،‬قم مال‬
‫صلَّى َّ‬ ‫ت أ مماب ُهمريْـمرمة ‪ ،‬مع ِن النِ ِ‬
‫َّيب م‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الربِ ِيع ‪ ،‬مح َّدثـمنما ُش ْعبمةُ ‪ ،‬مع ْن أِميب ِزمايد الطَّ َّحان قم مال ‪ :‬ممس ْع ُ‬
‫بْ ُن َّ‬
‫ِ‬ ‫لِرجل رآه ي ْشرب قمائِما ‪ " :‬قِئ "‪ .‬قم مال ‪ِ :‬مل ؟ قم مال ‪ " :‬أ ُِ‬
‫ب مم مع ا ْهل ِر ؟ "‪ .‬قم مال ‪ :‬مال‪ .‬قم مال ‪ " :‬فمـ مق ْد مش ِر م‬
‫ب‬ ‫ب أم ْن تم ْشمر م‬‫محت ُّ‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫مُ م ُم م ُ‬
‫ك مشٌّر ِمْنهُ؛ الشَّْيطما ُن "‪.‬‬ ‫مم مع م‬

‫‪92‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ .1‬سعيد بن الربيع ‪ :‬سعيد بن الربيع احلرشي العامري أبو زيد اهلروي البصري كان يبيع الثياب اهلروية‪.‬‬
‫روى عن‪:‬‬
‫شعبة‪ ،‬وقرة بن خالد‪ ،‬وهشام الدستوائي‪ ،‬وسعيد بن أيب عروبة‪ ،‬وعلي بن املبارك‪ ،‬وعبد القدوس بن حبيب‬
‫الشامي‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫البخاري‪ ،‬وروى له هو ومسلم‪ ،‬والرتمذي ‪-‬بواسطة حممد بن عبد الرحيم البزار‪ ،-‬وحجاج بن الشاعر‪،‬‬
‫وبندار‪ ،‬وعبد بن محيد‪ ،‬وعبد هللا بن إسحاق اجلوهري‪ ،‬وحممد بن إسحاق الصغاين‪ ،‬وأمحد بن سفيان‬
‫النسائي‪ ،‬وإبراهيم اجلوزجاين‪ ،‬وزيد بن أخرم الطائي‪ ،‬وأبو داود احلراين‪ ،‬وأبو األشعث العجلي‪ ،‬وحممد بن عبد‬
‫هللا بن منري‪ ،‬وأبو موسى‪ ،‬وحممد بن عبد امللك الدقيقي‪ ،‬والكدميي‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫قال عبد هللا بن أمحد عن أبيه‪ :‬شيخ ثقة مل أمسع منه شيئا‪ .‬وقال أبو حامت‪ :‬صدوق‪ .‬وقال البخاري وغريه‪:‬‬
‫مات سنة إحدى عشرة ومائتني قلت هو من أقدم شيخ البخاري‪ .‬وذكره ابن حبان يف الثقات‪.118‬‬

‫‪ .2‬شعبة‪ :‬شعبة بن احلجاج بن الورد العتكي األزدي موالهم أبو بسطام الواسطي َث البصري‪.‬‬
‫روى عن‪:‬‬
‫أابن بن تغلب‪ ،‬وإبراهيم بن عامر بن مسعود‪ ،‬وإبراهيم بن حممد بن املنتشر‪ ،‬وإبراهيم بن مسلم اهلجري‪،‬‬
‫وإبراهيم بن مهاجر‪ ،‬وإبراهيم بن ميسرة‪ ،‬وإبراهيم بن ميمون‪ ،‬واألزرق بن قيس‪ ،‬وإمساعيل بن أيب خالد‪،‬‬
‫وإمساعيل بن رجاء‪ ،‬وإمساعيل بن مسيع‪ ،‬وإمساعيل بن عبد الرمحن السدي‪ ،‬وإمساعيل بن علية ‪ -‬وهو أصغر‬
‫منه‪ ،-‬واألسود بن قيس‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫أيوب‪ ،‬واألعمش‪ ،‬وسعد بن إبراهيم‪ ،‬وحممد بن إسحاق‪ ،‬وجرير بن حازم‪ ،‬والثوري‪ ،‬واحلسن بن صاحل‪،‬‬
‫وغريهم‪.‬‬

‫‪118‬تهذيب التهذيب (‪.)27/4‬‬

‫‪93‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬


‫قال أبو طالب عن أمحد‪ :‬شعبة أثبت يف احلكم من األعمش وأعلم حبديث احلكم ولوال شعبة ذهب حديث‬
‫احلكم وشعبة أحسن حديثا من الثوري مل يكن يف زمن شعبة مثله يف احلديث وال أحسن حديثا منه‪ .‬وقال‬
‫حممد بن العباس النسائي‪ :‬سألت أاب عبد هللا من أثبت شعبة أو سفيان فقال كان سفيان رجال حافظا وكان‬
‫رجال صاحلا وكان شعبة أثبت منه وأنقى رجال ومسع من احلكم قبل سفيان بعشر سنني‪ .‬وقال عبد هللا بن‬
‫أمحد عن أبيه‪ :‬كان شعبة أمة وحده يف هذا الشأن يعين يف الرجال وبصره ابحلديث وتثبته وتنقيته للرجال‪.‬‬
‫وقال الشافعي‪ :‬لوال شعبة ما عرف احلديث ابلعراق‪.119‬‬

‫‪ .3‬أيب زايد الِحان ‪ :‬أبو زايد ‪:‬الطحان‪ ،‬موىل احلسن ‪ .‬ابن علي بن أيب طالب‪.‬‬
‫حدث عن‪ :‬أيب هريرة‪ .‬روى عنه‪ :‬شعبة بن احلجاج‪.120‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫ال يعرف وحديثه يف غرائب شعبة للنسائي أورد له حديثني‪ .121‬عبد الرمحن قال ذكره أيب عن إسحاق بن‬
‫منصور عن حيىي بن معني قال‪ :‬أبو زايد الطحان ثقة‪.122‬‬

‫‪ .4‬أبو هريرة ‪ :‬صحايب جليل رضي هللا عنه‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه الرابع ‪ :‬درجة احلديث ‪:‬‬

‫‪ ‬الوجه اخلامس‪ :‬بيان معاين املفردات ‪:‬‬


‫(يستقيئ) استقاء ‪( :‬فعل) طرح من قمة « القيء » ‪ ،‬وهو ما خيرج إىل الفم من البطن عند اضطراب النفس‪.123‬‬

‫‪119‬تهذيب التهذيب (‪.)344-338/4‬‬


‫‪120‬فتح الباب في الكنى واأللقاب البن منده محمد بن إسحاق (ص ‪.)339‬‬
‫‪121‬‬
‫لسان الميزان البن حجر العسقالني (‪.)49/7‬‬
‫‪122‬الجرح والتعديل البن أبي حاتم (‪.)373/9‬‬
‫‪123‬معجم الرائد (ص‪.)651‬‬

‫‪94‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الوجه السادس ‪ :‬فقه احلديث ‪:‬‬


‫احلديث دليل على حترمي الشرب قائما؛ ألنه األصل يف النهي‪ ،‬وإليه ذهب ابن خزم‪ .‬وذهب اجلمهور إىل أنه‬
‫خالف األوىل‪ ،‬وآخرون إىل أنه مكروه‪ ،‬كأهنم صرفوه عن ذلك‪ ،‬ملا يف "صحيح مسلم" من حديث ابن عباس‬
‫‪((:‬سقيت رسول هللا من زمزم فشرب قائم))‪ ،‬ويف صحيح البخاري ‪(( :‬أن عليا‪-‬عليه السالم‪ -‬شرب قائما‪،‬‬
‫فعلت)) فيكون فعله بياان لكون النهي ليس للتحرمي‪ .‬وأما قوله‪:‬‬
‫ُ‬ ‫وقال‪ :‬رأيت رسول هللا فعل كما رأومتوين‬
‫((فليستقئ)) فإنه اتفق العلماء على أنه ليس من شرب قائما أن يستقيئ‪ ،‬وكأهنم محلوا األمر على الندب‪.124‬‬
‫وقال النووي‪ :‬والصواب فيها أن النهي فيها حممول على كراهة التنزيه‪ ،‬وأما شربه ‪ ‬قائما فبيان للجواز فال‬
‫اشكال وال تعارض وهذا الذي ذكرانه يتعني املصري إليه وأما من زعم نسخا أو غريه فقد غلط غلطا فاحشا وكيف‬
‫يصار إىل النسخ مع إمكان اجلمع بني األحاديث لو ثبت التاريخ وأىن له بذلك وهللا أعلم‪.125‬‬

‫‪‬‬

‫‪124‬سبل السالم (‪.)470/4‬‬


‫‪125‬المنهاج شرح النووي على مسلم (‪.)195/13‬‬

‫‪95‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الحديث الثاني عشر ‪‬‬

‫‪ – 12/1301‬وعن جابر ‪ ‬قال‪ :‬مسعت رسول هللا ﷺ يقول يف غزوة غزوانها ‪(( :‬استكثروا من النعال فإن الرجل ال‬
‫يزال راكبا ما انتعل))‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه األول ‪ :‬التخريج اإلمجايل للحديث ‪:‬‬


‫رواه مسلم (‪)2096‬بلفظه‪ ،‬ورواه أبو داود (‪ )4133‬أبلفاظ متقاربة‪ ،‬ورواه أمحد (‪ )14626‬أبلفاظ متقاربة‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه الثاين ‪ :‬التخريج الـتفصيلي للحديث ‪:‬‬


‫هذا احلديث رواه‪:‬‬
‫‪ .1‬مسلم يف صحيحه "كتاب اللباس والزينة" ابب ما جاء يف االنتعال واالستكثار من النعال (‪( )1660/3‬ح‬
‫‪ :)2096‬حدثين سلمة بن شبيب‪ ،‬حدثنا احلسن بن أعني‪ ،‬حدثنا معقل‪.‬‬
‫‪ .2‬أبو داود يف سننه "كتاب اللباس" ابب يف االنتعال (‪( )69/4‬ح ‪ :)4133‬حدثنا حممد بن الصباح البزاز‪،‬‬
‫حدثنا ابن أيب الزاند‪ ،‬عن موسى بن عقبة‪.‬‬
‫‪ .3‬أمحد يف مسنده "مسند املكثرين من الصحابة" مسند جابر بن عبد هللا رضي هللا عنه (‪( )464/22‬ح‬
‫‪ :)14626‬حدثنا حسن‪ ،‬حدثنا ابن هليعة‪.‬‬
‫وكلهم من طريق أيب الزبري‪ ،‬عن جابر رضي هللا عنه‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه الثالث ‪ :‬دراسة اإلسناد األقل عددا ‪:‬‬


‫و اإلسناد العايل من هذا احلديث‪ :‬قال أبو داود ‪-‬رمحه هللا‪ : }14626 /464/22 { -‬حدثنا حسن‪ ،‬حدثنا‬
‫ابن هليعة‪ ،‬حدثنا أبو الزبري‪ ،‬عن جابر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ (( :‬أكثروا من هذه النعال‪ ،‬فإنه‬
‫ال يزال أحدكم راكبا إذا انتعل))‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ .1‬حسن‪ :‬احلسن بن موسى اْلشيب أبو علي البغداد قاضي طربستان واملوصل ومحص‪.‬‬
‫روى عن‪:‬‬
‫احلمادين‪ ،‬وشعبة‪ ،‬وسفيان‪ ،‬وجرير بن حازم‪ ،‬وزهري بن معاوية‪ ،‬وابن هليعة‪ ،‬وعبد الرمحن بن عبد هللا بن‬
‫دينار‪ ،‬وحريز بن عثمان‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫أمحد بن حنبل‪ ،‬وحجاج بن الشاعر‪ ،‬وأمحد بن منيع‪ ،‬وأبو خيثمة‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫قال أمحد‪ :‬هم من متثبيت أهل بغداد‪ .‬وقال بن معني‪ :‬ثقة‪ .‬وذكره ابن حبان يف الثقات‪ .‬وذكره مسلم يف‬
‫رجال شعبة الثقات يف الطبقة الثالثة‪.126‬‬

‫‪ .2‬ابن هليعة ‪ :‬عبد هللا بن هليعة بن عقبة بن فرعان بن ربيعة بن ثوابن احلضرمي األعدويل ويقال الغافقي أبو‬
‫عبد الرمحن املصري الفقيه القاضي‪ .‬ولد سنة ست وتسعني‪ ،‬وقيل‪:‬سبعني‪ .‬ومات يوم األحد نصف ربيع‬
‫األول سنة أربع وسبعني‪ ،‬وقيل‪ :‬سنة سبعني‪.‬‬
‫روى عن ‪:‬‬
‫األعرج ‪ ،‬وأيب الزبري‪ ،‬ويزيد بن أيب حبيب‪ ،‬ومشرح بن هاعان‪ ،‬وعبيد هللا بن أيب جعفر‪ ،‬وأيب يونس موىل أيب‬
‫هريرة‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه ‪:‬‬
‫أمحد بن عيسى‪ ،‬وابن أخيه هليعة بن عيسى بن هليعة‪ ،‬والثوري‪ ،‬وشعبة‪ ،‬واألوزاعي‪ ،‬وعمرو بن احلارث‪،‬‬
‫وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه ‪:‬‬
‫قال نعيم بن محاد ‪ :‬مسعت بن مهدي يقول‪ :‬ال أعتدي بشيئ مسعته من حديث بن هليعة إال مساع بن املبارك‬
‫وحنوه‪ .‬وقال أبو داود‪ :‬ومسعت قتيبة يقول‪ :‬كنا ال نكتب حديث بن هليعة إال من كتب بن أخيه أو كتب بن‬

‫‪126‬تهذيب التهذيب البن حجر العسقالني (‪.)323/2‬‬

‫‪97‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫وهب إال حديث األعرج‪ .‬وقال ابن عدي ‪ :‬حديثه كأنه نسيان وهو من يكتب حديثه‪ .‬وقال احلاكم أبو‬
‫أمحد‪ :‬ذاهب احلديث‪.127‬‬

‫‪ .3‬أبو الزبي‪ :‬حممد بن مسلم بن تدرس األسدي موالهم أبو الزبري املكي‪.‬‬
‫روى عن‪:‬‬
‫العبادلة األربعة‪ ،‬وعائشة‪ ،‬وجابر‪ ،‬وأيب الطفيل‪ ،‬وسعيد بن جبري‪ ،‬وعكرمة‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫عطاء‪ ،‬والزهري‪ ،‬وأيوب‪ ،‬وأمين بن انبل‪ ،‬وابن عون‪ ،‬واألعمش‪ ،‬وسلمة بن كهيل‪ ،‬وابن جريج‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫قال بن عيينة عن أيب الزبري‪ :‬كان عطاء يقدمين إىل جابر أحفظ هلم احلديث‪ .‬وقال يونس بن عبد األعلى‪:‬‬
‫مسعت الشافعي يقول‪ :‬أبو الزبري حيتاج إىل دعامة‪ .‬وقال أيب خيثمة عن بن معني‪ :‬ثقة‪ .‬وقال إسحاق بن‬
‫منصور عن بن معني‪ :‬صاحل احلديث‪ .‬وقال مرة‪ :‬ثقة‪ .‬وقال يعقوب بن شيبة‪ :‬ثقة صدوق وإىل مضعف‬
‫ماهو‪.128‬‬

‫‪ .4‬جابر‪ :‬جابر بن عبد هللا صحايب جليل رضي هللا عنه‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه الرابع ‪ :‬درجة احلديث ‪:‬‬

‫‪ ‬الوجه اخلامس ‪ :‬بيان معاين املفردات ‪:‬‬


‫(استكثروا من النعال) مجع "نعل" وهي مؤنثة‪ ،‬وكانت النعال هي الشائعة عند العرب لوقاية القدم من األرض‪،‬‬
‫ومعىن أمر الغزاة ابالستكثار من النعال أمرهم أبن ينتعل كثري منهم‪ ،‬أو القادرون منهم‪ ،‬ال أن يكون عند كل منهم‬
‫كثرة من النعال‪( .‬راكبا) استعارة تصرحيية تبعية‪ ،‬بتشبيه املنتعل ابلراكب جبامع خفة املشقة عليه‪ ،‬وقلة تعبه‪،‬‬

‫‪127‬تهذيب التهذيب البن حجر العسقالني (‪.)379-373/5‬‬


‫‪128‬تهذيب التهذيب (‪.)441-440/9‬‬

‫‪98‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫وسالمة رجله مما يعرض له يف الطريق من خشونة‪ ،‬وشوك‪ ،‬وأذى‪ ،‬وحنو ذلك‪( .‬ما انتعل) "ما" يف "انتعل" ظرفية‬
‫‪129‬‬
‫دوامية‪ ،‬أي مدة انتعاله‪ ،‬ومعىن "انتعل" لبس نعال‬

‫‪ ‬الوجه السادس ‪ :‬فقه احلديث ‪:‬‬


‫ذهب الفقهاء إىل حكم االنتعال يف ذلك‪:‬‬
‫‪ .1‬قال النووي يف شرحه على صحيح مسلم‪( :‬ابب استحباب لبس النعال وما يف معناها)‪.130‬‬
‫‪ .2‬وقال الصنعاين ‪ :‬يشبه الراكب يف خفة املشقة وقلة النصب وسالمة الرجل من أذى الطريق‪ ،‬فإن األمر إذا مل‬
‫حيمل على اإلجياب فهو لالستحباب‪.131‬‬
‫‪ .3‬وقال البهو ي على االستحباب يف مذهب احلنابلة‪( :‬ويسن استكثار النعال) حلديث مسلم عن جابر مرفوعا‬
‫((استكثروا من النعال‪ .‬فإن أحدكم ال يزال راكبا ما انتعل)) قال القاضي ‪ :‬يدل على ترغيب اللبس للنعال؛‬
‫ألهنا قد تقيه احلر والربد والنجاسة‪.132‬‬
‫‪ .4‬وقال القرطيب‪ :‬وهذا كالم بليغ ولفظ فصيح حبيث ال ينسج على منواله وال يؤتى مبثاله وهو إرشاد إىل املصلحة‬
‫وتنبيه على ما خيفف املشقة فإن احلايف املدمي للمشي يلقى من اآلالم واملشقات ابلعثار والوجى‪.133‬‬

‫‪ ‬الوجه السابع ‪ :‬ما يستفاد من احلديث ‪:‬‬


‫استحباب وصية األمري بذلك‪ ،‬وإرشادهم إىل ما فيه مصلحتهم‪.134‬‬

‫‪‬‬

‫‪129‬فتح المنعم شرح صحيح مسلم (‪.)361/8‬‬


‫‪130‬المنهاج شرح النووي على مسلم (‪.)73/14‬‬
‫‪131‬سبل السالم (‪.)471/4‬‬
‫‪132‬‬
‫كشاف القناع عن متن اإلقناع للبهوتي (‪.)285/1‬‬
‫‪133‬الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم (‪.)412/21‬‬
‫‪134‬فتح المنعم شرح صحيح مسلم (‪.)363/8‬‬

‫‪99‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الحديث الثالث عشر ‪‬‬

‫‪ – 13/1302‬وعن أيب هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ﷺ ‪(( :‬من ُعرض عليه رُيان فال ُيردَّه؛ فإنه خفيف املَ َ‬
‫حمل‪،‬‬
‫طيب الريح))‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه األول ‪ :‬التخريج اإلمجايل للحديث ‪:‬‬


‫رواه مسلم (‪ )2253‬بلفظه‪ ،‬ورواه أبو داود (‪ )4172‬مبعناه‪ ،‬ورواه النسائي (‪ )5259‬مبعناه‪ ،‬ورواه أمحد‬
‫(‪ )8264‬مبعناه‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه الثاين ‪ :‬التخريج الـتفصيلي للحديث ‪:‬‬


‫هذا احلديث رواه‪:‬‬
‫‪ .1‬مسلم يف صحيحه "كتاب األلفاظ من األدب وغريها" ابب استعمال املسك وأنه أطيب الطيب وكراهة رد‬
‫الرحيان والطيب (‪( )1766/4‬ح ‪ :)2253‬حدثنا أبو بكر بن أيب شيبة‪ ،‬وزهري بن حرب‪.‬‬
‫‪ .2‬أبو داود يف سننه "كتاب الرتجل" ابب يف رد الطيب (‪( )78/4‬ح ‪ :)4172‬حدثنا احلسن بن علي‪ ،‬وهارون‬
‫بن عبد هللا‪.‬‬
‫‪ .3‬كالمها من طريق أيب عبد الرمحن املقرئ‪.‬‬
‫‪ .4‬النسائي يف سننه "كتاب الزينة" الطيب (‪( )189/8‬ح ‪ :)5259‬حدثنا عبيد هللا بن فضالة‪ ،‬عن عبد هللا بن‬
‫يزيد املقرئ‪.‬‬
‫‪ .5‬أمحد يف مسنده "مسند املكثرين من الصحابة" مسند أيب هريرة رضي هللا عنه (‪( )15/14‬ح ‪:)8264‬‬
‫حدثنا أبو عبد الرمحن‪.‬‬
‫وكلهم من طريق سعيد بن أيب أيوب‪ ،‬عن عبيد هللا بن أيب جعفر‪ ،‬عن عبد الرمحن األعرج‪ ،‬عن أيب هريرة ‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الوجه الثالث ‪ :‬دراسة اإلسناد األقل عددا ‪:‬‬


‫و اإلسناد العايل من هذا احلديث‪ :‬قال أمحد بن حنبل ‪-‬رمحه هللا‪/15/14 { -‬ح ‪ : }8264‬حدثنا أبو عبد‬
‫الرمحن‪ ،‬حدثنا سعيد بن أيب أيوب‪ ،‬حدثين عبيد هللا بن أيب جعفر‪ ،‬عن األعرج‪ ،‬عن أيب هريرة‪ ،‬أن رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم قال‪(( :‬من عرض عليه طيب فال يرده‪ ،‬فإنه خفيف احململ‪ ،‬طيب الرائحة))‪.‬‬

‫‪ .1‬أبو عبد الرمحن ‪ :‬عبد هللا بن يزيد العدوي موىل آل عمر أبو عبد الرمحن املقري القصري أصله من انحية‬
‫البصرة وقيل من انحية األهواز سكن مكة‪.‬‬
‫روى عن‪:‬‬
‫كهمس بن احلسن‪ ،‬وموسى بن علي ابن رابح‪ ،‬وأيب حنيفة‪ ،‬وابن عون‪ ،‬وسعيد بن أيب أيوب‪ ،‬وعبد الرمحن‬
‫بن زايد بن أنعم‪ ،‬والليث‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫البخاري‪ ،‬وأمحد بن حنبل‪ ،‬وإسحاق بن راهويه‪ ،‬وعلي بن املديين‪ ،‬وأبو خيثمة‪ ،‬وأبو بكر‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫قال النسائي‪ :‬ثقة‪ .‬وقال اخلليلي‪ :‬ثقة حديثه يف الثقات حيتج به ويتفرد أبحاديث‪ .‬وقال ابن قانع‪ :‬مكي ثقة‪.‬‬
‫وذكره ابن حبان يف الثقات‪.135‬‬

‫‪ .2‬سعيد بن أيب أيوب‪ :‬سعيد بن أيوب وامسه مقالص اخلزاعي موالهم أبو حيي املصري‪.‬‬
‫روى عن‪:‬‬
‫أيب األسود‪ ،‬وحممد بن عبد الرمحن بن ميمون‪ ،‬وعبد هللا بن أيب جعفر‪ ،‬وكعب بن علقمة‪ ،‬وعقيل بن خالد‪،‬‬
‫وأيب هانئ بن محيد بن هانئ‪ ،‬وجعفر بن ربيعة‪ ،‬وأيب عقيل زهرة بن معبد‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫بن جريج‪ ،‬وابن املبارك‪ ،‬وابن وهب‪ ،‬وانفع بن يزيد‪ ،‬وأبو عبد الرمحن املقري‪ ،‬وغريهم‪.‬‬

‫‪135‬تهذيب التهذيب (‪.)84-83/6‬‬

‫‪101‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬


‫قال أمحد‪ :‬ال أبس به‪ .‬وقال ابن معني والنسائي‪ :‬ثقة‪ .‬وقال ابن سعد‪ :‬ثقة ثبتا‪ .‬وذكره ابن حبان يف‬
‫الثقات‪.136‬‬

‫‪ .3‬عبيد هللا بن أيب جعفر‪ :‬عبيد هللا بن أيب جعفر املصري أبو بكر الفقيه موىل بين كنانة ويقال موىل بين أمية‬
‫وامسه أيب جعفر يسار رأى عبد هللا بن احلارث بن جزء الزبيدي‪.‬‬
‫روى عن‪:‬‬
‫محزة بن عبد هللا بن عمر‪ ،‬وحممد بن جعفر بن الزبري‪ ،‬وأيب األسود‪ ،‬وحممد بن عبد الرمحن‪ ،‬وأيب سلمة بن‬
‫عبد الرمحن بن عوف‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫بن إسحاق‪ ،‬وعمرو بن احلارث‪ ،‬وسعيد بن أيب أيوب‪ ،‬وحيي بن أيوب‪ ،‬والليث‪ ،‬وحيوة بن شريح‪ ،‬وأبو شريح‬
‫عبد الرمحن بن شريح‪ ،‬وخالد بن محيد املهري‪ ،‬وابن هليعة املصريون‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫قال عبد هللا بن أمحد بن حنبل‪ :‬كان يتفقه ليس به أبس‪ .‬وقال أبو حامت‪ :‬ثقة مثل يزيد بن أيب حبيب‪ .‬وقال‬
‫النسائي‪ :‬ثقة‪ .‬وقال بن خراش‪ :‬صدوق‪ .‬وقال بن سعد ثقة فقيه زمانه‪ .‬وقال بن يونس‪ :‬كان عاملا عابدا‬
‫زاهدا‪.137‬‬

‫‪ .4‬اْلعرج‪ :‬عبد الرمحن بن هرمز اْلعرج أبو داود املدين موىل ربيعة بن احلارث بن عبد املطلب‪.‬‬
‫روى عن‪:‬‬
‫أيب هريرة‪ ،‬وأيب سعيد‪ ،‬وعبد هللا بن مالك بن جبينة‪ ،‬وابن عباس‪ ،‬وحممد بن مسلمة األنصاري‪ ،‬ومعاوية بن‬
‫أيب سفيان‪ ،‬وكعب بن مالك‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫زيد بن أسلم‪ ،‬وصاحل بن كيسان‪ ،‬والزهري‪ ،‬وأبو الزبري‪ ،‬وحيي بن سعيد‪ ،‬وغريهم‪.‬‬

‫‪136‬تهذيب التهذيب (‪.)7/4‬‬


‫‪137‬تهذيب التهذيب (‪.)6-5/7‬‬

‫‪102‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬


‫قال ابن سعد‪ :‬كان ثقة كثري احلديث‪ .‬وقال العجلي‪ :‬مدين اتبعي ثقة‪ .‬وقال أبو زرعة‪ :‬ثقة‪.138‬‬

‫‪ .5‬أبو هريرة‪ :‬صحايب جليل رضي هللا عنه‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه الرابع ‪ :‬درجة احلديث ‪:‬‬

‫‪ ‬الوجه اخلامس ‪ :‬بيان معاين املفردات ‪:‬‬


‫(من عرض عليه رحيان فال يرده) أي من عرض عليه رحيان هدية‪ ،‬والرحيان بفتح الراء قال النووي‪ :‬قال أهل اللغة‬
‫وغريب احلديث يف تفسري هذا احلديث‪ ،‬وهو كل نبت مشموم‪ ،‬طيب الريح‪( .‬فإنه خفيف احململ‪ ،‬طيب الريح)‬
‫"احململ" بفتح األوىل وكسر الثانية‪ ،‬كاجمللس‪ ،‬واملراج به أي‪ :‬خفيف احلمل‪ ،‬ليس بثقيل‪.139‬‬

‫‪ ‬الوجه السادس ‪ :‬فقه احلديث ‪:‬‬


‫هذا احلديث دليل على أن الطيب استعماله‪ ،‬وهو مستحب بال خالف‪ ،‬واملسك أطيب الطيب وأفضله‪ ،‬وهو‬
‫طاهر جيوز استعماله يف البدن والثوب‪ ،‬وجيوز بيعه‪ ،‬قال النووي‪ :‬وهذا كله جممع عليه‪ .140‬وقال أيضا ويف هذا‬
‫احلديث كراهة رد الرحيان ملن عرض عليه إال لعذر‪.141‬‬

‫‪‬‬

‫‪138‬تهذيب التهذيب (‪.)290/6‬‬


‫‪139‬‬
‫فتح المنعم شرح صحيح مسلم (‪.)34-33/9‬‬
‫‪140‬فتح المنعم شرح صحيح مسلم (‪.)35/9‬‬
‫‪141‬المنهاج شرح النووي على مسلم (‪.)10/15‬‬

‫‪103‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الحديث الرابع عشر ‪‬‬

‫‪ – 14/1303‬وعن سليمان بن بريدة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النيب ﷺ قال‪(( :‬من لعب ابلنَ ْر َد ِشي فكأَّنا صبغ يده يف حلم خنزير‬
‫ودمه ))‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه األول ‪ :‬التخريج اإلمجايل للحديث ‪:‬‬


‫رواه مسلم (‪ )2260‬بلفظه‪ ،‬ورواه أبو داود (‪ )4939‬أبلفاظ متقاربة‪ ،‬ورواه ابن ماجه (‪ )3763‬أبلفاظ‬
‫متقاربة‪ ،‬ورواه أمحد (‪ )23056( )23025( )22979‬أبلفاظ متقاربة‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه الثاين ‪ :‬التخريج الـتفصيلي للحديث ‪:‬‬


‫هذا احلديث رواه‪:‬‬
‫‪ .1‬مسلم يف صحيحه "كتاب الشعر" ابب حترمي اللعب ابلنردشري (‪( )1770/4‬ح ‪ :)2260‬حدثنا زهري بن‬
‫حرب‪ ،‬حدثنا عبد الرمحن بن مهدي‪.‬‬
‫‪ .2‬أبو داود يف سننه "كتاب األدب" ابب يف النهي عن اللعب ابلنرد (‪( )285/4‬ح ‪ :)4939‬حدثنا مسدد‪،‬‬
‫حدثنا حيي‪.‬‬
‫‪ .3‬ابن ماجه يف سننه "كتاب األدب" ابب اللعب ابلنرد (‪( )1238/2‬ح ‪ :)3763‬حدثنا أبو بكر قال‪:‬‬
‫حدثنا عبد هللا بن منري‪ ،‬وأبو أسامة‪.‬‬
‫‪ .4‬أمحد يف مسنده " تتمة مسند األنصار " حديث بريدة األسلمي (‪( )81/38‬ح ‪( ،)22979‬ص ‪( )131‬ح‬
‫‪( ،)23025‬ص ‪( )159‬ح ‪ :)23056‬حدثنا وكيع‪.‬‬
‫وكلهم من طريق سفيان‪ ،‬عن علقمة بن مرثد‪ ،‬عن سليمان بن بريدة‪ ،‬عن أبيه‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الوجه الثالث ‪ :‬دراسة اإلسناد األقل عددا ‪:‬‬


‫و اإلسناد العايل من هذا احلديث‪ :‬قال أمحد بن حنبل ‪-‬رمحه هللا‪/81/38 { -‬ح ‪ : }22979‬حدثنا وكيع‪،‬‬
‫عن سفيان‪ ،‬عن علقمة بن مرثد‪ ،‬عن سليمان بن بريدة‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪(( :‬من‬
‫لعب ابلنردشري‪ ،‬فكأمنا غمس يده يف حلم خنزير ودمه))‪.‬‬

‫‪ .1‬وكيع‪ :‬وكيع بن اجلراح بن مليح الرؤاسي أبو سفيان الكويف احلافظ‪.‬‬


‫روى عن‪:‬‬
‫أبيه‪ ،‬وإمساعيل بن أيب خالد‪ ،‬وأمين بن انبل‪ ،‬وعكرمة بن عمار‪ ،‬وهشام بن عروة‪ ،‬واألعمش‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫ابناؤه سفيان‪ ،‬ومليح‪ ،‬وعبيد‪ ،‬ومستمليه حممد بن أابن البلخي‪ ،‬وأمحد‪ ،‬وعلي‪ ،‬وحيي‪ ،‬وإسحاق‪ ،‬وابنا أيب‬
‫شيبة‪ ،‬وأبو خيثمة‪ ،‬واحلميدي‪ ،‬والقعين‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫قال عبد هللا بن أمحد عن أبيه‪ :‬ما رأيت أوعى للعلم من وكيع وال أحفظ منه‪ .‬وقال صاحل بن أمحد قلت أليب‪:‬‬
‫أميا أثبت عن دك وكيع أو يزيد‪ ،‬وقال ما منهما حبمد هللا تعاىل إال ثبت قلت‪ :‬فأيهما أصلح قال‪ :‬ما منهما إال‬
‫صاحلا إال أن وكيعا مل يتلطخ ابلسلطان وما رأيت أحدا أوعى للعلم منه وال أشبه أبهل النسك منه‪ .‬وقال بشر‬
‫بن موسى عن أمحد‪ :‬ما رأيت مثل وكيع يف احلفظ واإلسناد واألبواب مع خشوع وورع‪ .‬وحكى إبراهيم احلريب‬
‫عن أمحد حنو ذلك وزاد ويذاكر ابلفقه فيحسن وال يتكلم يف أحد‪ .‬وقال أمحد بن احلسن الرتمذي عن أمحد‪:‬‬
‫وكيع أكرب يف القلب وعبد الرمحن بن مهدي إمام‪ .‬وقال أمحد بن سهل بن حبر عن أمحد‪ :‬كان وكيع إمام‬
‫املسلمني يف وقته‪.142‬‬

‫‪ .2‬سفيان‪ :‬سفيان بن سعي د بن مسروق الثوري أبو عبد هللا الكويف من ثور بن عبد مناة بن أد بن طاخبة‪ ،‬وقيل‬
‫من ثور مهدان‪ ،‬والصحيح األول‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪142‬تهذيب التهذيب البن حجر العسقالني (‪.)126-123/11‬‬

‫‪105‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫روى عن‪:‬‬
‫أبيه‪ ،‬وأيب إسحاق الشيباين‪ ،‬وأيب إسحاق السبيعي‪ ،‬وعبد امللك بن عمري‪ ،‬وعبد الرمحن بن عابس بن ربيعة‪،‬‬
‫وإمساعيل بن أيب حالد‪ ،‬وسلمة بن كهيل‪ ،‬وطارق بن عبد الرمحن‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫جعفر بن برقان‪ ،‬وخصيف بن عبد الرمحن‪ ،‬وابن إسحاق‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫قال شعبة‪ ،‬وابن عيينة‪ ،‬وأبو عاصم‪ ،‬وابن معني‪ ،‬وغري واحد من العلماء‪ :‬سفيان أمري املؤمنني يف احلديث‪.‬‬
‫وقال ابن املبارك‪ :‬كتبت عن ألف ومائة شيخ ما كتبت عن أفضل من سفيان‪ .‬وقال ابن مهدي‪ :‬كان وهب‬
‫يقدم سفيان يف احلفظ على مالك‪ .‬وقال حيي القطان‪ :‬ليس أحد إيل من شعبة وال يعد له أحد عندي وإذا‬
‫خالفه سفيان أخذت بقول سفيان‪ .‬وقال الدوري‪ :‬رأيت حيي بن معني ال يقدم على سفيان يف زمانه أحدا يف‬
‫الفقه واحلديث والزهد وكل شيئ‪.143‬‬

‫‪ .3‬علقمة بن مرثد‪ :‬علقمة بن مرثد احلضرمي أبو احلارث الكويف‪.‬‬


‫روى عن‪:‬‬
‫سعد بن عبيدة‪ ،‬وزر بن حبيش‪ ،‬وطارق بن شهاب‪ ،‬واملستورد بن األحنف‪ ،‬وسليمان بن بريدة‪ ،‬ورزين بن‬
‫سليمان‪ ،‬وحفص بن عبيد هللا بن أنس‪ ،‬وعبد الرمحن بن سابط‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫شعبة‪ ،‬والثوري‪ ،‬ومسعر‪ ،‬واملسعودي‪ ،‬وإدريس بن يزيد األودي‪ ،‬واحلكم بن ظهري‪ ،‬وأبو سنان سعيد بن سنان‬
‫الشيباين‪ ،‬وأبو سنان ضرار بن مرة‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫قال أبو حامت‪ :‬صاحل احلديث‪ .‬وقال النسائي‪ :‬ثقة‪ .‬وذكره بن حبان يف الثقات‪ .‬وقال عبد هللا بن أمحد‪ :‬ثبت‬
‫يف احلديث‪.144‬‬

‫‪143‬تهذيب التهذيب البن حجر العسقالني (‪.)113-111/4‬‬


‫‪144‬تهذيب التهذيب (‪.)279-278/7‬‬

‫‪106‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ .4‬سليمان بن بريدة‪ :‬سليمان بن بريدة بن احلصيب األسلمي املروزي أخو عبد هللا ولدا يف بطن واحد‪.‬‬
‫روى عن‪:‬‬
‫أبيه‪ ،‬وعمران بن حصني‪ ،‬وعائشة‪ ،‬وحيي بن يعمر‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫علقمة بن مرثد‪ ،‬وحمارب بن داثر‪ ،‬وعبد هللا بن عطاء‪ ،‬والقاسم بن خميمرة‪ ،‬وحممد بن جحادة‪ ،‬وغيالن بن‬
‫جامع‪ ،‬وأبو سنان ضرار بن مرة‪ ،‬وحممد بن عبد الرمحن‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫قال أمحد‪ :‬أن سليمان كان أصح حديثا من أخيه وأوثق‪ .‬وقال ابن عيينة‪ :‬وحديث سليمان بن بريدة أحب‬
‫إليهم من حديث عبد هللا‪ .‬وقال العجلي‪ :‬سليمان وعبد هللا كاان توأما اتبعيني ثقتني وسليمان أكثرمها‪ .‬وقال‬
‫البخاري‪ :‬مل يذكر مساعا بن أبيه‪ .‬وقال ابن معني وأبو حامت‪ :‬ثقة‪ .‬وكذا أرخه بن حبان يف الثقات‪.145‬‬

‫‪ .5‬أبيه‪ :‬بريدة بن احلصيب بن عبد هللا بن احلارث األسلمي أبو عبد هللا‪ ،146‬صحايب جليل رضي هللا عنه‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه الرابع ‪ :‬درجة احلديث ‪:‬‬

‫‪ ‬الوجه اخلامس ‪ :‬بيان معاين املفردات ‪:‬‬


‫(النردشري) أي النرد‪ ،‬فالنرد عجمي معرب وشري معناه حلو‪( .147‬صبغ يده يف حلم خنزير ودمه) تشبيه لتحرميه‬
‫بتحرمي أكلهما‪.148‬‬

‫‪145‬تهذيب التهذيب (‪.)174/4‬‬


‫‪146‬‬
‫تهذيب التهذيب (‪.)433-432/1‬‬
‫‪147‬المنهاج شرح النووي على مسلم (‪.)15/15‬‬
‫‪148‬المنهاج شرح النووي على مسلم (‪.)16/15‬‬

‫‪107‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الوجه السادس ‪ :‬فقه احلديث ‪:‬‬


‫هذا احلديث حجة للشافعي واجلمهور يف حترمي اللعب ابلنرد‪ ،‬وقال إسحاق املروزي من أصحابنا يكره وال حيرم‪،‬‬
‫وأما الشطرنج فمذهبنا أنه مكروه ليس حبرام وهو مروي عن مجاعة من التابعني‪ ،‬وقال مالك وأمحد حرام‪ ،‬وقال‬
‫مالك هو شر من النرد وأهلى عن اخلري وقاسوه على النرد وأصحابنا مينعون القياس ويقولون هو دونه وهللا أعلم‪.149‬‬

‫‪‬‬

‫‪149‬المنهاج شرح النووي على مسلم (‪.)16-15/15‬‬

‫‪108‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الحديث الخامس عشر ‪‬‬

‫‪ – 15/1304‬وعن أيب هريرة ‪‬؛ أن رسول هللا ﷺ قال‪(( :‬أتدرون ما الغيبة ؟)) قالوا ‪ :‬هللا ورسوله أعلم !! قال‪:‬‬
‫((ذكرك أخاك ِبا يكره !)) قيل‪ :‬أفرأيت إن كان يف أخي ما أقول ؟ قال ‪(( :‬إن كان فيه ما تقول فقد ا ْغتَبتَه‪ :‬وإن ل يكن‬
‫فيه فقد ِبَتَّه))‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه األول ‪ :‬التخريج اإلمجايل للحديث ‪:‬‬


‫رواه مسلم (‪ )2589‬بلفظه‪ ،‬ورواه أبو داود (‪ )4874‬أبلفاظ متقاربة‪ ،‬ورواه الرتمذي (‪ )1934‬أبلفاظ متقاربة‪،‬‬
‫ورواه الدارمي (‪ )2756‬أبلفاظ متقاربة‪ ،‬ورواه أمحد (‪ )7146‬مبعناه‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه الثاين ‪ :‬التخريج الـتفصيلي للحديث ‪:‬‬


‫هذا احلديث رواه‪:‬‬
‫‪ .1‬مسلم يف صحيحه "كتاب الرب والصلة واآلدب" ابب حترمي الغيبة (‪( )2001/4‬ح ‪ :)2589‬حدثنا حيي بن‬
‫أيوب‪ ،‬وقتيبة‪ ،‬وابن حجر قالوا‪ :‬حدثنا إمساعيل‪.‬‬
‫‪ .2‬أبو داود يف سننه "كتاب األدب" ابب يف الغيبة (‪( )269/4‬ح ‪ :)4874‬حدثنا عبد هللا بن مسلمة‬
‫القعنيب‪ ،‬حدثنا عبد العزيز‪.‬‬
‫‪ .3‬الرتمذي يف سننه "أبواب الرب والصلة" ابب ما جاء يف الغيبة (‪( )329 /4‬ح ‪ :)1934‬حدثنا قتيبة قال‪:‬‬
‫حدثنا عبد العزيز بن حممد‪.‬‬
‫‪ .4‬الدارمي يف سننه "كتاب الرقاق" ابب يف الغيبة (‪( )1782/3‬ح ‪ :)2756‬أخربان نعيم بن محاد‪ ،‬عن عبد‬
‫العزيز بن حممد‪.‬‬
‫‪ .5‬أمحد يف مسنده "مسند املكثرين من الصحابة" مسند أيب هريرة رضي هللا عنه (‪( )56/12‬ح ‪:)7146‬‬
‫حدثنا حممد بن جعفر‪ ،‬حدثنا شعبة‪.‬‬
‫وكلهم من طريق العالء‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أيب هريرة رضي هللا عنه‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الوجه الثالث ‪ :‬دراسة اإلسناد األقل عددا ‪:‬‬


‫و اإلسناد العايل من هذا احلديث‪ :‬قال أبو داود ‪-‬رمحه هللا‪ : } 4874/269/4 { -‬حدثنا عبد هللا بن مسلمة‬
‫القنعنيب‪ ،‬حدثنا عبد العزيز‪ -‬يعين ابن حممد‪ -‬عن العالء‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أيب هريرة‪ ،‬أنه قيل‪ :‬اي رسول هللا‪ ،‬ما الغيبة‬
‫؟ قال‪(( :‬ذكر أخاك مبا يكره فيه))‪ .‬قيل‪ :‬أفرأيت إن كان يف أخي ما أقول ؟ قال‪ (( :‬إن كان فيه ما تقول فقد‬
‫اغتبته‪ ،‬وإن مل يكن فيه ما تقول فقد هبته))‪.‬‬

‫‪ .1‬عبد هللا بن مسلمة بن قعنب القعنيب احلارثي أبو عبد الرمحن املدين نزيل البصرة‪.‬‬
‫روى عن‪:‬‬
‫أبيه‪ ،‬وأفلح بن محيد‪ ،‬وسلمة بن وردان‪ ،‬ومالك‪ ،‬وشعبة‪ ،‬والليث‪ ،‬وداود بن قيس‪ ،‬وسليمان بن بالل‪ ،‬وزيد‬
‫بن أسلم‪ ،‬ويزيد بن إبراهيم‪ ،‬وانفع بن عمرو بن أخي الزهري‪ ،‬وانفع ابن أيب نعيم القاري‪ ،‬وإبراهيم بن سعد‪،‬‬
‫وفضيل بن عياض‪ ،‬وهشام بن سعد‪ ،‬ويعقوب بن حممد بن طحالء‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫البخاري‪ ،‬ومسلم‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والرتمذي‪ ،‬والنسائي‪-‬بواسطة أمحد بن احلسن الرتمذي‪ -‬وعبد بن محيد‪ ،‬وعمرو‬
‫بن منصور النسائي‪ ،‬وموسى بن حزام‪ ،‬وهالل بن العالء‪ ،‬وامليموين‪ ،‬وحممد بن عبد هللا بن احلكم‪ ،‬وحممد بن‬
‫علي بن ميمون‪ ،‬وأبو مسعود الرازي‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫قال العجلي‪ :‬بصري ثقة رجل صاحل قرأ مالك عليه نصف املوطأ وقرأ هو على مالك النصف الباقي‪ .‬وقال أبو‬
‫زرعة‪ :‬ما كتبت عن أحد أجل يف عيين منه‪ .‬وقال أبو حامت‪ :‬ثقة حجة‪ .‬وقال ابن حبان يف الثقات‪ :‬كان من‬
‫املتقشفة اخلشن وكان ال حيدث إال ابلليل ورمبا خرج وعليه ابريه اتشح هبا وكان من املتقنني من احلديث‪.‬‬
‫وقال الدارقطين قال النسائي القعنيب فوق عبد هللا بن يوسف يف املوطأ‪ .‬وقال ابن قانع‪ :‬بصري ثقة‪.150‬‬

‫‪ .2‬عبد العزيز بن حممد بن عبيد بن أيب عبيد الدراوردي أبو حممد املدين موىل جهينة‪ ،‬وقال ابن سعد دراورد قرية‬
‫خبراسان‪ ،‬وقال أبو حامت عن داود اجلعفري كان أصله من قرية من قرى فارس يقال هلا دراورد‪ ،‬وقال البخاري‬
‫دارجبرد بفارس كان جده منها وقال أمحد بن صاحل كان من أهل أصبها نزل املدينة‪.‬‬

‫‪150‬تهذيب التهذيب (‪.)32-31 /6‬‬

‫‪110‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫روى عن‪:‬‬
‫زيد بن أسلم‪ ،‬وشريك بن عبد هللا بن أيب منر‪ ،‬وحيي بن سعيد األنصاري‪ ،‬وهشام بن عروة‪ ،‬وعمرو بن أيب‬
‫عمرو‪ ،‬وثور بن زيد الديلي‪ ،‬ومحيد الطويل‪ ،‬وجعفر الصادق‪ ،‬واحلارث بن فضيل‪ ،‬وربيعة‪ ،‬وسعد بن سعيد‬
‫األنصاري‪ ،‬وأيب حازم بن دينار‪ ،‬وسهل بن أيب صاحل‪ ،‬وصفوان بن سليم‪ ،‬وأيب طوالة‪ ،‬وعبد اجمليد بن سهيل‬
‫بن عبد الرمحن بن عوف‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫شعبة‪ ،‬والثوري ‪ ،‬وابن مهدي‪ ،‬وابن وهب‪ ،‬ووكيع‪ ،‬وداود بن عبد هللا اجلعفري‪ ،‬وعبد هللا بن جعفر الرقي‪،‬‬
‫والقعنيب‪ ،‬وأصبغ بن الفرج‪ ،‬وبشر بن احلكم‪ ،‬وسعيد بن منصور‪ ،‬واحلميدي‪ ،‬وإبراهيم بن محزة‪ ،‬وإسحاق بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬وابن أيب عمر‪ ،‬وهارون بن معروف‪ ،‬وأبو الوليد الطيالسي‪ ،‬ومروان بن حممد الطاطري‪ ،‬وأبو مروان‬
‫العثماين‪ ،‬وعلي بن حجر‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫قال مصعب الزبريي‪ :‬كان مالك يوثق الدراوردي‪ .‬وقال أمحد بن حنبل‪ :‬كان معروفا ابلطلب وإذا حدث من‬
‫كتابه فهو صحيح وإذا حدث من كتب الناس وهم وكان يقرأ من كتبهم فيخطئ ورمبا قلب حديث عبد هللا‬
‫بن عمر يرويها عن عبيد هللا بن عمرو‪ .‬وقال الدوري عن ابن معني‪ :‬الدراوردي أثبت من فليح وابن أيب الزاند‬
‫وأيب أويس‪ .‬وقال ابن أيب خيثمة عن ابن معني‪ :‬ليس به أبس‪ .‬وقال أمحد بن أيب مرمي عن ابن معني‪ :‬ثقة‬
‫حجة‪ .‬وقال أبو زرعة‪ :‬سيئ احلفظ رمبا حدث من حفظه الشيئ فيخطئ‪ .‬وقال النسائي‪ :‬ليس ابلقوي‪ ،‬وقيل‬
‫يف موضع آخر ليس به أبس وحديثه عن عبيد هللا بن عمر منكر‪ .‬وقال ابن سعد‪ :‬كان ثقة كثري احلديث‬
‫يغلط ‪ .‬وقال ابن حبان يف الثقات‪ :‬كان خيطئ‪ .‬وقال أبو حامت السجستاين عن األصمعي نسبوا إىل دراجبرد‬
‫الدراوردي فغلطوا‪ .‬وقال أبو حامت‪ :‬والصواب درايب أو جردي ودرايب أجود‪ .‬وقال العجلي‪ :‬هذا ثقة‪ .‬وقال‬
‫الساجي‪ :‬كان من أهل الصدق واألمانة إال أنه كثري الوهم‪.151‬‬

‫‪ .3‬العالء بن عبد الرمحن بن يعقوب احلرقي أبو شبل املدين موىل احلرقة من جهينة‪.‬‬
‫روى عن ‪:‬‬
‫أبيه‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬وأنس‪ ،‬وأيب السائب موىل هشام بن زهرة‪ ،‬ونعيم اجملمر‪ ،‬وسعد بن كعب‪ ،‬وغريهم‪.‬‬

‫‪151‬تهذيب التهذيب (‪.)354-353/6‬‬

‫‪111‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫روى عنه ‪:‬‬


‫ابنه شبيل‪ ،‬وابن جريج‪ ،‬وعبيد هللا بن عمر‪ ،‬وابن إسحاق‪ ،‬ومالك‪ ،‬وحممد بن عجالن‪ ،‬وروح بن القاسم‪،‬‬
‫وحفص بن ميسرة‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال علماء فيه ‪:‬‬
‫قال عبد هللا بن أمحد عن أبيه‪ :‬ثقة مل أمسع أحدا ذكره بسوء‪ .‬وقال الدوري عن بن معني‪ :‬ليس حديثه حبجة‬
‫وهو سهيل قريب من السواء‪ .‬وقال بن أيب خثيمة عن بن معني‪ :‬ليس بذلك مل يزل الناس يتوقفون حديثه‪.‬‬
‫وقال أبو زرعة‪ :‬ليس هو ابلقوي ما يكون‪ .‬وقال أبو حامت صاحل روى عنه الثقات ولكنه أنكر من حديثه‬
‫أشياء وهو عندي أشبه من العالء بن املسيب‪ .‬وقال النسائي‪ :‬ليس به أبس‪.152‬‬

‫‪ .4‬أبيه‪ :‬عبد الرمحن بن يعقوب اجلهين املدين موىل احلرقة‪.‬‬


‫روى عن‪:‬‬
‫أبيه‪ ،‬وأيب هريرة‪ ،‬وأيب سعيد‪ ،‬وابن عباس‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬وهانئ موىل علي‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫روى عنه‪:‬‬
‫ابنه العالء‪ ،‬وسامل أبو النضر‪ ،‬وحممد بن إبراهيم التيمي‪ ،‬وحممد بن عجالن‪ ،‬وحممد بن عمرو بن علقمة‪،‬‬
‫وغريهم‪.‬‬
‫من أقوال العلماء فيه‪:‬‬
‫قال النسائي‪ :‬ليس به أبس‪ .‬وذكره ابن حبان يف الثقات‪ .‬وقال العجلي‪ :‬اتبعي ثقة‪.153‬‬

‫‪ .5‬أبو هريرة ‪ :‬صحايب جليل رضي هللا عنه‪.‬‬

‫‪ ‬الوجه الرابع ‪ :‬درجة احلديث ‪:‬‬

‫‪152‬تهذيب التهذيب البن حجر العسقالني (‪.)187-186/8‬‬


‫‪153‬تهذيب التهذيب البن حجر العسقالني (‪.)301/6‬‬

‫‪112‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ ‬الوجه اخلامس ‪ :‬بيان معاين املفردات ‪:‬‬


‫(هبته) بفتح اهلاء خمففة قلت فيه البهتان وهو الباطل‪ ،‬والغيبة ذكر اإلنسان يف غيبته مبا يكره‪ ،‬وأصل البهت أن‬
‫يقال له الباطل يف وجهه ومها حرامان‪.154‬‬

‫‪ ‬الوجه السادس ‪ :‬فقه احلديث ‪:‬‬


‫ضا‪[ ‬احلجرات‪ ،]12 :‬ودل‬
‫ض ُكم بَ ْع ا‬
‫احلديث كأنه سيق لتفسري الغيبة املذكورة يف قوله تعاىل‪َ  :‬وَال يَغْتَب بَّ ْع ُ‬
‫احلديث على حقيقة الغيبة‪ .‬قال يف "النهاية" ‪ :‬هي أن تذكر اإلنسان يف غيبته بسوء وإن كان فيه‪ ،‬وقال النووي‪:‬‬
‫يف "األذكار" تبعا للغزايل‪ :‬ذكر املرء مبا يكره سواء كان يف بدن الشخص‪ ،‬أو دينه‪ ،‬أو نفسه‪ ،‬أو ُخلُقه‪ ،‬أو مخلْقه‪،‬‬
‫أو ماله‪ ،‬أو والده‪ ،‬أو ولده‪ ،‬أو زوجه‪ ،‬أو خادمه‪ ،‬أو خادمه‪ ،‬أو حركته‪ ،‬أو طالقته‪ ،‬أو عبوسته‪ ،‬أو غري ذلك مما‬
‫يتعلق به ذكر سوء‪ ،‬سواء ذُكِمر ابللفظ أو ابلرمز أو ابإلشارة‪ ،‬قال النووي‪ :‬ومن ذلك التعريض يف كالم املصنفني‪،‬‬
‫كقوهلم‪ :‬قال من يدعي الغلم‪ ،‬أو بعض من ينسب إىل الصالح‪ ،‬أو حنو ذلك مما يُفهم السامع املراد به‪ ،‬ومنه قوهلم‬
‫عند ذكره‪ :‬هللا يعافينا‪ ،‬هللا يتوب علينا‪ ،‬نسأل هللا السالمة‪ ،‬وحنو [ذلك فكل] ذلك من الغيبة‪.‬‬
‫ويف قوله‪(( :‬ذكرك أخاك مبا يكره)) شامل لذكره يف غيبته وحضرته‪ ،‬وإىل هذا ذهب طائفة‪ ،‬ويكون احلديث‬
‫بياان ملعناها الشرعي‪ .‬وأما معناها لغة‪ :‬فاشتقاقها من الغيب يدل على أهنا ال تكون إال يف الغيبة‪ .‬ورجح مجاعة أن‬
‫معناها الشرعي موافق ملعناها اللغوي‪.‬‬
‫ويف قوله‪(( :‬أخاك))‪-‬أي‪ :‬أخ الدين‪ -‬دليل على أن غري املؤمن جتوز غيبته‪ ،‬وقال ابن املنذر‪ :‬يف احلديث‬
‫دليل على أن من ليس أبخ كاليهودي والنصراين وسائر أهل امللل‪ ،‬ومن قد أخرجته بدعتُه عن اإلسالم ال غيبة له‪.‬‬
‫ويف قوله‪(( :‬مبا يكره)) مايشعر أبنه إذا كان ال يكره ما يعاب به كأهل اخلالعة واجملون‪ ،‬فإنه ال يكون غيبة‪.‬‬
‫وحترمي الغيبة معلوم من الشرع ومتفق عليه‪ .‬وإما اختلف العلماء هل هو من الصغائر أو من الكبائر ؟ فنقل‬
‫اإلمجاع على أهنا من الكبائر‪ .‬وذهب الغزايل وصاحب العمدة من الشافعية إىل أهنا من الصغائر‪ .‬وقال‬
‫م‬ ‫القرطيب‬
‫األذرعي‪ :‬مل أر من صرح أهنا من الصغائر غريمها‪ .‬وذهب املهدي إىل أهنا حمتملة بناء على أن ما مل يقطع بكربه‬
‫أكل امليتة كبرية‪ ،‬وال يعد الغيبة كذلك‪ ،‬وهللا أنزهلما‬ ‫فهو حمتمل كما تقول املعتزلة‪ .‬قال الزركشي‪ :‬والعجب ممن ُّ‬
‫يعد م‬
‫منزلة أكل حلم اآلدمي أي‪ :‬ميتا‪ ،‬واألحاديث يف التحذير من الغيبة واسعة جدا دالة على شدة حترميها‪.‬‬
‫واستثىن العلماء من الغيبة أمورا ستة‪:‬‬

‫‪154‬المنهاج شرح النووي على مسلم (‪.)142/16‬‬

‫‪113‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ .1‬التظلم‪ ،‬مثال ذلك‪ :‬فالن ظلمين‪ ،‬وأخذ مايل‪ ،‬أو أنه ظامل‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .2‬االستعانة على تغيري املنكر بذكره ملن يظن قدرتمه على إزالته‪ ،‬فيقول‪ :‬فالن فعل كذا يف حق من مل يكن‬
‫جماهرا ابملعصية‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .3‬االستفتاء أبن يقول للمفيت‪ :‬فالن ظلمين بكذا‪ ،‬فما طريقي إىل اخلالص عنه‪ ،‬ودليله أنه ال يعرف‬
‫اخلالص عما حيرم عليه إال بذكر ما وقع منه‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .4‬التحذير للمسلمني من االغرتار به‪ ،‬كجرح الرواة و الشهود ومن يتصدر للتدريس واإلفتاء مع عدم‬
‫األهلية‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .5‬ذكر من جاهر ابلفسق أو ابلبدعة َّ‬
‫كاملكاسني وذوي الوالايت الباطلة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .6‬التعريف ابلشخص مبا فيه من العيب كاألعور واألعرج واألعمش واليراد به نقصه عيبه‪.155‬‬

‫‪‬‬

‫‪155‬سبل السالم (‪.)557-555/4‬‬

‫‪114‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫اْلاَتة‬

‫و تشتمل على أهم الفوائد املتفردة من هذا البحث‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ .1‬أمهية هذا احلديث عظ يم‪ ،‬حيث احتوى على مسائل متنوعة يف املصطلح‪ ،‬والفقه‪ ،‬والدعوة‪ ،‬واألخالق‬
‫الكرمية‪ ،‬واألمر ابملعروف‪ ،‬والنهي عن النمكر‪ ،‬مهما كانت قلة ألفاظه ومجله‪.‬‬
‫‪ .2‬مراعاة اإلسالم يف أتسيس العلم‪ ،‬حبيث تُوضع فيه األمة أصالة علمية بعدم التفريط واإلفراط‪.‬‬
‫‪ .3‬حرص النيب ‪ ‬على نشر الدعوة اإلسالمية يف مجيع جوانبها ابتغاء سعادة الدارين الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫‪ .4‬أن مصادر أحكام اإلسالم مل تزل ُحتفظ أصالتها مهما كان بتحول األزمنة منذ نزول الوحي على لسان حممد بن عبد‬
‫هللا ‪ ‬حىت اآلن‪ ،‬ألن الدين تواله هللا بنفسه‪.‬‬
‫‪ .5‬تبني أن هناك عالقة وثيقة بني صحة احلديث يف رجا ل السند‪ ،‬وينب األحكام املستنبطة من احلديث‪ ،‬حيث إن مرحلة‬
‫االستدالل واالستنباط الحقة ملرحلة احلديث اليت هي بيان صحة احلديث‪.‬‬
‫‪ .6‬ومن خالل ختريج احلديث تبني أن هناك طرق كثرية من رجال السند تصل إىل قول الرسول ‪ ،‬حيث يلتقي يف طريق‬
‫واحد من التابعني أو الصحابة رضوان هللا عليهم‪.‬‬
‫‪ .7‬تبني أن هناك علم التخريج من علوم اآللة‪ ،‬حيث ال يستغين عنه ابحث يف العلوم اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ .8‬تبني أن هناك علم التخريج يعرف به أمساء املبهم واملهمل يف رواة احلديث‪.‬‬
‫‪ .9‬يظهر أن اإلمام مسلم بن احلجاج كثريا ما أخرج األحاديث يف كتاب اجلامع‪.‬‬
‫‪ .10‬تبني أن هناك احلديث مث ل القرآن تتفرع فيه علومه وفروعه‪ ،‬حيث صنف العلماء الكتب يف علوم مصطلح احلديث‪،‬‬
‫وعلوم ترمجة الراوي‪ ،‬وعلوم فن علم التخريج‪ ،‬وكتب التخريج‪.‬‬
‫‪ .11‬تبني أن هناك علوم احلديث تظهر مبزية خاصة يف كل زمان‪ ،‬حيث مل يكن موجودا فن علم التخريج يف القرن الثالث من‬
‫اهلجري‪ ،‬وكذلك مل يكن موجودا يف تصنيف األحاديث يف عهد الصحابة‪ ،‬ويظهر أن هناك كأن هللا سبحانه وتعاىل هيأ‬
‫هذه األمة بشرف العلم‪.‬‬
‫‪ .12‬ويظهر هناك اهتمام العلماء هبذا احلديث‪ ،‬حبيث َّبني األحكام املستنبطة من احلديث وفوائده‪.‬‬

‫هذا وهللا أعلم وصلى هللا وسلم على نبينا حممد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إبحسان إىل يوم الدين‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫فهرس اآلايت القرآنية‬

‫الصفحة‬ ‫اآلية‬
‫۟‬ ‫۟‬ ‫‪ٰٓ ‬يأَيُّها الَّ ِذين ءامنُأو ۟ا إِذَا قِ‬
‫‪3‬‬ ‫س فَافْ َس ُحوا يَ ْف َس ِح هللاُ لَ ُك ْم ۖ َوإِذَا‬ ‫س ُحوا ِِف ال َْم ٓجلِ ِ‬ ‫يل لَ ُك ْم تَ َف َّ‬
‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬
‫۟‬ ‫ِ‬ ‫۟‬
‫ش ُزوا ي رفَ ِع هللا الَّ ِذين ءامنُوا من ُكم والَّ ِذين أُوتُوا الْعِلْم َدر ٓج ٍ‬ ‫۟‬ ‫۟‬ ‫ِ‬
‫ت ۚ َوهللاُ ِِبَا‬ ‫َ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ُ َ ََ‬ ‫ش ُزوا فَان ُ َ ْ‬ ‫يل ان ُ‬ ‫ق َ‬
‫خبِير ‪[‬سورة اجملادلة ‪]11 :‬‬ ‫تَ ْع َملُو َن َ‬
‫۟ ۟‬
‫‪4‬‬ ‫سلِ ُمو َن ) [آل عمران‪.]102 :‬‬ ‫ِِ‬
‫ين َء َامنُوا اتَّ ُقوا هللاَ َح َّق تُ َقاتهۦ َوَال َتَُوتُ َّن إَِّال َوأَنتُم ُّم ْ‬
‫َّ ِ‬
‫( ٰٓيأَيُّ َها الذ َ‬
‫۟‬
‫‪4‬‬ ‫ث ِم ْن ُه َما‬ ‫س ٓوِح َد ٍة َو َخلَ َق ِم ْن َها َزْو َج َها َوبَ َّ‬ ‫َّاس اتَّ ُقوا َربَّ ُك ُم الَّ ِذى َخلَ َق ُكم ِِّمن نَّ ْف ٍ‬
‫( ٰٓيأَيُّ َها الن ُ‬
‫آءلُو َن بِ ِهۦ َو ْاْل َْر َح َام ۚ إِ َّن هللاَ َكا َن َعلَْي ُك ْم َرقِيباا )‬ ‫س‬ ‫َ‬‫ت‬ ‫ى‬ ‫ذ‬‫ِرج ااال َكثِيا ونِسآء ۚ واتَّ ُقو ۟ا هللا الَّ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ا َ َ ا َ‬ ‫َ‬
‫[النساء‪.]1 :‬‬
‫۟‬ ‫۟‬ ‫۟‬
‫‪4‬‬ ‫صلِ ْح لَ ُك ْم أَ ْع ٓملَ ُك ْم َويَغْ ِف ْر‬
‫ين َء َامنُوا اتَّ ُقوا هللاَ َوقُولُوا قَ ْواال َس ِدي ادا (‪ )70‬يُ ْ‬ ‫َّ ِ‬
‫( ٰٓيأَيُّ َها الذ َ‬
‫يما ) [اْلحزاب‪.]71 ،70 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لَ ُك ْم ذُنُوبَ ُك ْم ۗ َوَمن يُِ ِع هللاَ َوَر ُسولَهُۥ فَ َق ْد فَ َاز فَ ْوازا َعظ ا‬
‫ِ‬ ‫ۢ‬ ‫( أَ ْم َهلم ُشرٓأك ُؤ ۟ا َشرعُ ۟وا َهلم ِمن ِِّ‬
‫‪14‬‬ ‫ض َى‬‫ص ِل لَ ُق ِ‬ ‫الدي ِن َما َلْ َٰيْ َذن بِِه هللاُ ۚ َولَ ْوَال َكل َمةُ الَْف ْ‬ ‫َ ُ ِّ َ‬ ‫ُْ َ‬
‫يم ) [الشورى‪]21 :‬‬ ‫ب ي نَ هم ۗ وإِ َّن ال ٓظِّلِ ِمني َهلم عَ َذ ِ‬
‫اب أَل ر‬ ‫ر‬ ‫َ ُْ‬ ‫َْ ُ ْ َ‬
‫وِن ُُيبِب ُكم هللا وي غْ ِفر لَ ُكم ذُنُوب ُكم ۗ وهللا غَ ُف ِ‬ ‫ِ‬
‫‪14‬‬ ‫يم) [آل‬ ‫ور َّرح ر‬ ‫(قُ ْل إِن ُكنتُ ْم ُُتبُّو َن هللاَ فَاتَّبِعُ ِ ْ ْ ُ ُ َ َ ْ ْ َ ْ َ ُ ر‬
‫عمران‪]31 :‬‬
‫ۖ‬
‫‪14‬‬ ‫ٓك َعلَْي ِه ْم َح ِفيظاا)‬‫اع هللاَ ۖ َوَمن تَ َوَّ َّٓل فَ َمآ أ َْر َسلْن َ‬ ‫ول فَ َق ْد أَطَ َ‬ ‫( َّمن يُ ِِ ِع َّ‬
‫الر ُس َ‬
‫[النساء‪]80:‬‬
‫ين) [آل عمران‪]32 :‬‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ْك ِ‬
‫ف‬ ‫ٓ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ول ۖ فَِإن تَ ولَّو ۟ا فَِإ َّن هللا َال ُِ‬
‫ُي‬ ‫س‬ ‫الر‬ ‫و‬
‫ِ ۟‬
‫‪14‬‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫(قُ ْل أَطيعُو َ‬
‫هللا‬
‫َ‬ ‫ا‬
‫‪14‬‬ ‫‪‬‬ ‫َّاس َما نُِِّز َل إِلَْي ِه ْم َولَ َعلَّ ُه ْم يَتَ َف َّك ُرو َن) [النحل‪]44 :‬‬ ‫ني لِلن ِ‬ ‫ك ِِّ ِ‬
‫الذ ْك َر لتُ بََِِّ‬ ‫َنزلْنَآ إِلَْي َ‬
‫( َوأ َ‬
‫۟‬
‫‪14‬‬ ‫ول فَ ُخ ُذوهُ َوَما نَ َه ٓى ُك ْم َع ْنهُ فَانتَ ُهوا) [احلشر‪]7 :‬‬ ‫الر ُس ُ‬ ‫( َوَمآ ءَاتَٓى ُك ُم َّ‬
‫‪17‬‬ ‫َّاس َما نُِِّز َل إِلَْي ِه ْم َولَ َعلَّ ُه ْم يَتَ َف َّك ُرو َن ) [النحل ‪]44 :‬‬ ‫ني لِلن ِ‬ ‫ك ِِّ ِ‬
‫الذ ْك َر لتُ بََِِّ‬ ‫َنزلْنَآ إِلَْي َ‬
‫( َوأ َ‬
‫۟أ‬ ‫ِ ۟‬ ‫۟‬ ‫َّ ِ‬
‫‪19‬‬ ‫ك َهلُ ُم ْاْل َْم ُن َو ُهم ُّم ْهتَ ُدو َن ) [األنعام‪]82 :‬‬ ‫سأوا إِميٓنَ ُهم بِظُلْ ٍم أُوٓلئِ َ‬ ‫ُ‬ ‫ب‬‫ل‬
‫ْ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫ْ‬‫َ‬‫و‬‫ين َء َامنُ َ‬
‫وا‬ ‫( الذ َ‬
‫ِۢ ِ ٍِ ِ ِ‬
‫‪19‬‬ ‫( من بَ ْعد َوصيَّة يُوصى ِبَآ أ َْو َديْ ٍن ۗ َء َاَب ُؤُك ْم َوأَبْنَآ ُؤُك ْم َال تَ ْد ُرو َن أَيُّ ُه ْم أَق َْر ُ‬
‫ب لَ ُك ْم نَ ْف اعا‬
‫) [النساء‪]11 :‬‬
‫الدم و َحلم ا ْْلِن ِزي ِر ومآ أُ ِهلَّ بِ ِهۦ لِغَ ِْي ِ‬ ‫ِ‬
‫‪19‬‬ ‫هللا ) [البقرة‪]173 :‬‬ ‫ََ‬ ‫( إ ََّّنَا َح َّرَم َعلَْي ُۢك ُم ال َْم ْي تَةَ َو َّ َ َ ْ َ‬
‫‪19‬‬ ‫آر ٓولِ َدةر بَِولَ ِد َها َوَال َم ْولُو رد لَّهُۥ بَِولَ ِد ِه ) [البقرة‪.]233 :‬‬ ‫ض َّ‬‫( َال تُ َ‬
‫۟‬
‫‪19‬‬ ‫ض َر اارا لِِّتَ ْعتَ ُدوا ) [البقرة‪.]231 :‬‬ ‫وه َّن ِ‬ ‫ِ‬
‫( َوَال َتُْس ُك ُ‬

‫‪116‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫ب َوَال َش ِهي رد) [البقرة‪.]282 :‬‬ ‫ض َّ ِ‬


‫‪19‬‬ ‫آر َكات ر‬ ‫( َوَال يُ َ‬
‫ض َع ِة) [النساء‪.]23 :‬‬ ‫َخ ٓوتُ ُكم ِِّم َن َّ‬
‫الر ٓ‬ ‫ٓ‬
‫‪19‬‬ ‫ض ْعنَ ُك ْم َوأ َ‬ ‫( َوأ َُّم ٓهتُ ُك ُم الِِّأ‬
‫ِت أ َْر َ‬
‫ني ْاْلُ ْختَ ْ ِ‬ ‫۟‬
‫‪20‬‬ ‫ني) [النساء‪.]23 :‬‬ ‫( َوأَن ََتْ َمعُوا بَ ْ َ‬
‫‪56‬‬ ‫( طوىب هلم وحسن مآب )[سورة الرعد‪]29:‬‬
‫‪113‬‬ ‫[احلجرات‪]12 :‬‬ ‫ضا‪‬‬
‫ض ُكم بَ ْع ا‬
‫‪َ ‬وَال يَغْتَب بَّ ْع ُ‬

‫‪117‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫فهرس اْلحاديث واآلًثر‬

‫الصفحة‬ ‫طرف احلديث واْلثر‬


‫‪5‬‬ ‫إن هذا العلم دين‪ ،‬فانظروا عمن أتخذون دينكم‬
‫‪11‬‬ ‫من سن يف اإلسالم سنة حسنة فله أجرها‬
‫‪11‬‬ ‫لتتَّبِعُ َّن سنن من كان قبلكم‬
‫‪15‬‬ ‫أوصيكم بتقوى هللا السمع و الطاعة‬
‫‪15‬‬ ‫من أحدث يف أمران هذا ما ليس فيه فهو رد‬
‫‪15‬‬ ‫من صنع أمرا على غريأمران فهو رد‬
‫‪15‬‬ ‫ِ‬
‫مالك يف كتاب هللا شيئ‬
‫‪18‬‬ ‫بين اإلسالم على مخس‬
‫‪18‬‬ ‫الحيل مال امرئ مسلم إال بطيب نفس منه‬
‫‪18‬‬ ‫عليكم ابلصدق‬
‫‪20‬‬ ‫حيرم من الرضاعة ما حيرم من النسب‬
‫‪20‬‬ ‫ال جيمع بني املرأة وعمتها‪ ،‬وال بني املرأة وخالتها‬
‫‪22‬‬ ‫سبعة لعنتهم و كل نيب جماب‬
‫‪48‬‬ ‫الدين النَّصيحةُ‬
‫ُ‬
‫‪53‬‬ ‫وسيعود غريبا كما بدأ‬
‫ُ‬ ‫اإلسالم غريبا‬
‫ُ‬ ‫بدأ‬
‫‪58‬‬ ‫والذي نفسي بيده ال يسمع يب أحد من هذه األمة‬
‫‪62‬‬ ‫من خلع يدا من طاعة لقي هللا يوم القيامة ال حجة له‬
‫‪66‬‬ ‫إذا بويع خلليفتني فاقتلوا اآلخر منهما‬
‫‪67‬‬ ‫من رأى منكم منكرا فليغريه بيده‬
‫‪74‬‬ ‫من دل على خري فله مثل أجر فاعله‬
‫‪78‬‬ ‫من سنة سنة حسنة‬
‫‪79‬‬ ‫ستكون أمراء‬
‫‪84‬‬ ‫إذا سافرمت يف اخلصب‬
‫‪89‬‬ ‫إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه‬
‫‪92‬‬ ‫ال يشربن أحدكم قائما‬
‫‪96‬‬ ‫استكثورا من النعال‬
‫‪118‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪100‬‬ ‫من عرض عليه رحيان‬


‫‪104‬‬ ‫من لعب ابلنردشري‬
‫‪109‬‬ ‫أتدرون ما الغيبة‬

‫‪119‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫فهرس تراجم اْلعالم‬

‫الصفحة‬ ‫أمساء اْلعالم‬


‫‪64،90‬‬ ‫ابن عمر‬
‫‪59،97‬‬ ‫ابن هليعة‬
‫‪90‬‬ ‫ابن شهاب‬
‫‪102‬‬ ‫األعرج‬
‫‪76‬‬ ‫األعمش‬
‫‪81‬‬ ‫احلسن بن أيب احلسن‬
‫‪59،97‬‬ ‫احلسن بن موسى األشيب‬
‫‪55،111‬‬ ‫العالء بن عبد الرمحن‬
‫‪90‬‬ ‫أبو بكر ابن عبد هللا‬
‫‪98‬‬ ‫أبو الزبري‬
‫‪101‬‬ ‫أبو عبد الرمحن‬
‫‪77‬‬ ‫أبو عمرو الشيباين‬
‫‪94‬‬ ‫أبو زايد الطحان‬
‫‪70‬‬ ‫أبو سعيد اخلدري‬
‫‪77‬‬ ‫أبو مسعود األنصاري‬
‫‪60‬‬ ‫أبو يونس‬
‫‪56،60،87،94،103،112‬‬ ‫أبو هريرة‬
‫‪82‬‬ ‫أم سلمة‬
‫‪107‬‬ ‫بريدة بن احلصيب‬
‫‪51‬‬ ‫متيم الداري‬
‫‪98‬‬ ‫جابر بن عبد هللا‬
‫‪85‬‬ ‫محاد بن مسلمة‬
‫‪87‬‬ ‫ذكوان أبو صاحل السمان‬
‫‪64‬‬ ‫زيد بن أسلم‬
‫‪93‬‬ ‫سعيد بن الربيع‬
‫‪101‬‬ ‫سعيد بن أيب أيوب‬
‫‪120‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪50،86‬‬ ‫سهيل بن أيب صاحل‬


‫‪49‬‬ ‫سفيان بن عيينة‬
‫‪69،75،105‬‬ ‫سفيان بن سعيد‬
‫‪107‬‬ ‫سليمان بن بريدة‬
‫‪93‬‬ ‫شعبة بن احلجاج‬
‫‪81‬‬ ‫ضبة بن حمصن‬
‫‪70‬‬ ‫طارق بن شهاب‬
‫‪54‬‬ ‫عبد الرمحن بن إبراهيم القاص‬
‫‪63‬‬ ‫عبد الرمحن بن عبد هللا‬
‫‪55،112‬‬ ‫عبد الرمحن ين يعقوب اجلهين‬
‫‪110‬‬ ‫عبد هللا بن مسلمة‬
‫‪102‬‬ ‫عبيد هللا بن أيب جعفر‬
‫‪110‬‬ ‫عبد العزيز بن حممد‬
‫‪50‬‬ ‫عطاء بن يزيد‬
‫‪54‬‬ ‫عفان‬
‫‪106‬‬ ‫علقمة بن مرثد‬
‫‪69‬‬ ‫قيس بن مسلم‬
‫‪75‬‬ ‫حممد بن كثري العبدي‬
‫‪85‬‬ ‫موسى بن إمساعيل‬
‫‪68،105‬‬ ‫وكيع بن اجلراح‬
‫‪63‬‬ ‫هاشم‬
‫‪80‬‬ ‫هشام بن حسان‬
‫‪80‬‬ ‫يزيد بن هارون‬

‫‪121‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫فهرس املصادر واملراجع‬

‫‪ .1‬القرآن الكرمي‪.‬‬
‫‪ .2‬اجلامع املسند الصحيح املختصر بنقل العدل عن العدل إىل رسول هللا ‪ ‬وسننه وأايمه=صحيح البخاري‪،‬‬
‫حملمد بن إمساعيل أبو عبد هللا البخاري اجلعفي‪ ،‬بتحقيق حممد زهري بن انصر الناصر‪ ،‬الناشر‪ :‬دار طوق النجاة ظ‪/‬‬
‫‪ 1442 ،1‬ه‪ ،‬عدد األجزاء‪.9:‬‬
‫‪ .3‬املسند الصحيح املختصر بنقل العدل عن العدل إىل رسول هللا ‪ ، ‬ملسلم بن احلجاج أبو احلسن القشريي النيسابوري‪،‬‬
‫بتحقيق حممد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪ -‬بريوت‪ ،‬عدد األجزاء‪.5 :‬‬
‫‪ .4‬سنن الرتمذي‪ ،‬حملمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك الرتمذي‪ ،‬أبو عيسى‪ ،‬بتحقيق وتعليق أمحد بن حممد‬
‫شاكر (ج ‪ ،)1،2‬وحممد فؤاد عبد الباقي (ج ‪ ،)3‬وإبراهيم عطوة عوض املدرس يف األزهر الشريف (ج ‪،)4،5‬‬
‫الناشر‪ :‬شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البايب احلليب‪ -‬مصر ط‪ 1395 ،2 /‬ه – ‪ 1975‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪.5 :‬‬
‫‪ .5‬سنن أ يب داود‪ ،‬أليب داود سليمان بن األشعث بن إسحاق بن بشري بن شداد بن عمرو األردي السجستاين‪ ،‬بتحقيق‬
‫حممد حمي الدين عبد احلميد‪ ،‬الناشر‪ :‬املكتبة العصرية صيدا‪ -‬بريوت‪ ،‬عدد األجزاء‪.4 :‬‬
‫‪ .6‬سنن الصغرى للنسائي‪ ،‬أليب عبد الرمحن أمحد بن شعيب بن علي اخلراساين‪ ،‬بتحقيق عبد الفتاح أيب غدة‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫مكتبة املطبوعات اإلسالمية حلب ط‪1406 ،2/‬ه‪1986 -‬م‪ ،‬عدد األجزاء ‪.9‬‬
‫‪ .7‬سنن ابن ماجه‪ ،‬البن ماجة أيب عبد هللا حممد ين يزيد القزويين‪ ،‬بتحقيق حممد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء‬
‫الكتب العربية‪ -‬فيصل عيسى البايب احلليب‪ ،‬عدد األجزاء‪.2:‬‬
‫‪ .8‬مسند اإلما م أمحد بن حنبل‪ ،‬أليب عبد هللا أمحد بن حممد بن حنبل بن هالل بن أسد الشيباين‪ ،‬بتحقيق‪ :‬شعيب‬
‫األرانؤوط‪ -‬عادل مرشد‪ ،‬وآخرين إشراف الدكتور عبد هللا بن عبد احملسن الرتكي‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة ط‪،1/‬‬
‫‪1421‬ه‪2001 -‬ه‪.‬‬
‫‪ .9‬املوطأ لإلمام مالك بن أنس بن مالك بن عامر األصبحي املدين (املتوىف‪179 :‬ه) احملقق‪ :‬حممد‬
‫مصطفى األعظمي الناشر‪ :‬مؤسسة زايد بن سلطان آل هنيان لألعمال اخلريية واإلنسانية‪-‬أبو ظيب‪-‬‬
‫اإلمارات الطبعة‪ :‬األوىل‪1425 ،‬ه – ‪2004‬م عدد األجزاء‪.8:‬‬
‫‪ .10‬مسند الدارمي أليب حممد عبد هللا بن عبد الرمحن بن الفضل بن هبرام بن عبد الصمد الدارمي‪ ،‬التميمي‬
‫السمرقندي (املتوىف‪255 :‬ه) حتقيق‪ :‬حسني سليم أسد الداراين‪ ،‬الناشر‪ :‬دار املغين‪ ،‬اململكة العربية‬
‫السعودية الطبعة‪ :‬األوىل‪1412 ،‬ه‪2000-‬م عدد األجزاء‪.4:‬‬

‫‪122‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ .11‬صحيح األدب املفرد لإلمام البخاري‪ ،‬بتحقيق حممد انصر الدين األلباين‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الصديق ط‪1418 ،4/‬ه‪-‬‬
‫‪1997‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪.1:‬‬
‫‪ .12‬احملرر يف احلديث لإلمام احلافظ حممد بن أمحد اجلماعيلي الصاحلي‪ ،‬الشهري اببن عبد اهلادي‪ ،‬بتحقيق عادل اهلداب و‬
‫حممد علوش‪ ،‬الناشر‪ :‬دار العطاء ط‪1422 ،1/‬ه‪2001-‬م‪.‬‬
‫‪ .13‬املنهاج الصحيح شرح صحيح مسلم بن احلجاج‪ ،‬أليب زكراي حميي الدين حيي بن شريف النووي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء‬
‫الرتاث العريب‪ -‬بريوت ط‪1392 ،2/‬ه عدد األجزاء ‪.18‬‬
‫‪ .14‬سبل السالم املوصلة إىل بلوغ املرام‪ ،‬حملمد بن إمساعيل األمري الصنعاين‪ ،‬بتحقيق أيب معاذ طارق بن عوض هللا بن‬
‫حممد‪ ،‬الناشر‪ :‬دار العاصمة ط‪1422 1 /‬ه‪2001-‬م‪ ،‬عدد األجزاء ‪.5:‬‬
‫‪ .15‬الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم‪ ،‬حملمد األمني بن عبد هللا األُرمي العلوي اهلرري الشافعي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار املنهاج –‬
‫دار طوق النجاة ط‪1430 :1 /‬ه‪2009-‬م‪ ،‬عدد األجزاء ‪.26:‬‬
‫‪ .16‬منحة العالم يف شرح بلوغ املرام‪ ،‬لعبد هللا بن صاحل الفوزان‪ ،‬الناشر‪ :‬دار ابن اجلوزي‪ ،‬ط‪1432 :1/‬ه‪.‬‬
‫‪ .17‬إكمال املعلم بفائد مسلم‪ ،‬للقاضي عياض بن موسى بن عياض بن عمرو اليحصيب السبيت‪ ،‬بتحقيق الدكتور حيي‬
‫إمساعيل‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الوفاء ط‪1419 :1 /‬ه‪1998-‬م‪ ،‬عدد األجزاء ‪.8‬‬
‫‪ .18‬قتح ذي اجلالل واإلكرام بشرح بلوغ املرام‪ ،‬للعالمة حممد بن صاحل العثيمني‪ ،‬بتحقيق صبحي بن حممد رمضان وأم‬
‫إسراء بن عرفة بيومي‪ ،‬الناشر‪ :‬املكتبة اإلسالمية ط‪1428 :1/‬ه‪2006-‬م‪ ،‬عدد األجزاء ‪.6:‬‬
‫‪ .19‬فتح املنعم شرح صحيح مسلم‪ ،‬لألستاذ الدكتور موسى شاهني الشني‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الشروف ط‪ /‬األوىل‪1423 :‬ه‪-‬‬
‫‪2002‬م‪ ،‬عدد األجزاء ‪.10:‬‬
‫‪ .20‬هتذيب التهذيب‪ ،‬اليب الفضل أمحد بن علي بن حممد بن أمحد بن حجر العسقالين‪ ،‬الناشر‪ :‬مطبعة‬
‫دائرة املعارف النظامية اهلند ط‪ /‬األوىل‪1326 :‬ه‪ ،‬عدد األجزاء‪.12 :‬‬
‫‪ .21‬تقريب التهذيب‪ ،‬أليب الفضل أمحد بن علي بن حممد بن أمحد بن حجر العسقالين‪ ،‬بتحقيق عمد‬
‫عوامة‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الرشيد‪-‬سوراي ط‪ /‬األوىل‪1406 :‬ه‪1986-‬م‪ ،‬عدد األجزاء ‪.1 :‬‬
‫‪ .22‬سري أعالم النبالء‪ ،‬لشمس الدين أيب عبد هللا حممد بن أمحد بن عثمان بن قامياز الذهيب‪ ،‬بتحقيق‪:‬‬
‫جمموعة من احملققني إبشراف الشيخ شعيب األرانؤوط‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة ط‪ /‬الثالثة‪1405 :‬ه‪-‬‬
‫‪1985‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪.25:‬‬

‫‪123‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ .23‬فتح الباب يف الكىن واأللقاب أليب عبد هللا حممد بن إسحاق بن حممد بن حيي بن منده العبدي‪،‬‬
‫بتحقيق‪ :‬ايب قتيبة نظر حممد الفاراييب‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة الكوثر –السعودية‪ -‬الرايض ط‪ /‬األوىل‪،‬‬
‫‪1417‬ه‪1996 -‬م‪.‬‬
‫‪ .24‬لسان امليزان أليب الفضل أمحد بن علي بن حممد بن أمحد بن حجر العسقالين بتحقيق دائرة املعرف‬
‫النظامية‪ -‬اهلند‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة األعلمي للمطبوعات بريوت –لبنان ط‪ /‬الثانية‪1390 ،‬ه‪1971-‬م‪.‬‬
‫‪ .25‬اجلرح والتعديل أليب حممد عبد الرمحن بن حممد بن إدريس بن املنذر التميمي‪ ،‬احلنظلي‪ ،‬الرازي ابن أيب‬
‫حامت‪ ،‬الناشر‪ :‬طبعة جملس دائرة املعارف العثمانية‪-‬حبيدر آابد الدكن‪ -‬اهلند دار إحياء الرتاث العريب‪-‬‬
‫بريوت ط‪ /‬األوىل‪1271 ،‬ه‪1952-‬م‪.‬‬
‫‪ .26‬اتري خ اإلسالم ووفيات املشاهري واألعالم لشمس الدين أيب عبد هللا حممد بن أمحد بن عثمان بن قامياز‬
‫الذهيب بتحقيق عمر عبد السالم التدمري الناشر‪ :‬دار الكتاب العريب‪ ،‬بريوت ط‪ /‬الثانية ‪1413‬ه‪-‬‬
‫‪1993‬م عدد األجزاء‪.52 :‬‬
‫‪ .27‬التحفة الرابنية يف شرح األربعني حديثا النووية‪ -‬ومعها‪ :‬شرح األحاديث اليت زادها ابن رجب احلنبلي‪،‬‬
‫إلمساعيل بن حممد بن ماحي السعدي األنصاري طبع على نفقة‪ :‬حممد عبد الرؤوف املليباري‪ ،‬صاحب‬
‫املكتبة السلفية ابلرايض الناشر‪ :‬مطبعة دار نشر الثقافة‪ -‬اإلسكندرية ط‪ /‬األوىل ‪1380‬ه‪.‬‬
‫‪ .28‬كشف القناع عن منت اإلقناع ملنصور بن يونس بن إدريس البهو ي الناشر‪ :‬عامل الكتب –بريوت عدد‬
‫األجزاء‪.6:‬‬
‫‪ .29‬الرائد معجم لغوي عصري جلربان مسعود الناشر‪ :‬دار العلم للماليني ط‪ /‬السابعة آذار ‪.1992‬‬
‫‪ .30‬خطبة احلاجة اليت كان رسول هللا ‪ ‬يعلمها أصحابه‪ ،‬حملمد انصر الدين األابين‪ ،‬املكتب اإلسالمي ط‪/‬الرابعة‪:‬‬
‫‪1400‬ه‪.‬‬
‫‪ .31‬طرق ختريج حديث رسول هللا ‪ ،‬لألستاذ الدكتور عبد املهدي عبد القادر عبد اهلادي‪-‬أستاذ ورئيس‬
‫قسم احلديث جبامعة األزهر‪ -‬الناشر‪ :‬مكتبة اإلميان للصباعة والنشر والتوزيع ط‪ /‬الرابعة‪1433 :‬ه‪-‬‬
‫‪2012‬م‪.‬‬
‫‪ .32‬أصول التخريج وداسة األسانيد‪ ،‬للدكتور حممود الطحان‪ -‬أستاذ احلديث املشارك جبامعة اإلمام حممد‬
‫بن سعود اإلسالمية‪ ،‬كلية أصول الدين‪ ،-‬الناشر‪ :‬دار القرآن الكرمي‪-‬بريوت‪-‬ص ب ‪.7492‬‬

‫‪124‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫‪ .33‬طرق التخريج حبسب الراوي األعلى‪ ،‬للدكتور دخيل بن صاحل اللحيدان‪ ،‬الناشر‪ :‬اجلامعة اإلسالمية‬
‫ابملدينة املنورة ط‪ /‬السنة ‪ -34‬العدد (‪1422 )117‬ه‪.‬‬
‫‪ .34‬كتاب التخريج ودراسة األسانيد‪ ،‬حلامت بن عارف بن انصر الشريف العوين‪.‬‬
‫‪ .35‬تدوين السنة النبوية نشأته وتطوره من القرن األول إىل هناية القرن التاسع اهلجري‪ ،‬للدكتور حممد بن مطر‬
‫الزهراين‪ ،‬الناشر‪ :‬دار اهلجرة ط‪ /‬األوىل‪1417 :‬ه‪.‬‬
‫‪ .36‬مفتاح اجلنة يف االحتجاج ابلسنة‪ ،‬لعبد الرمحن أيب بكر جالل الدين السيوطي‪ ،‬الناشر‪ :‬اجلامعة‬
‫اإلسالمية املنورة ط‪ /‬الثالثة‪1409 :‬ه‪.‬‬
‫‪ .37‬مفتاح اجلنة يف االحتجاج ابلسنة‪ ،‬للحافظ عبد الرمحن بن أيب بكر جالل الدين السيوطي‪ ،‬بتحقيق‬
‫وختريج‪ ،‬وتعليق‪ :‬الدكتور سراج اإلسالم حنيف ط‪ /‬األوىل‪ :‬يف ابكستان ‪1428‬ه‪ ،‬ط‪ /‬الثانية‪:‬‬
‫‪1438‬ه‪.‬‬
‫‪ .38‬االجتاه العقلي وعلوم احلديث جدلية املنهج والتأسيس‪ ،‬د‪ .‬خالد أاب اخليل‪ ،‬اجلمعية العملية السعودية‬
‫للدراسات الفكرية املعاصرة الرايض‪1435 ،‬ه‪.‬‬
‫‪ .39‬السنة النبوية حجيتها وتدوينها‪ ،‬لسيد عبد املاجد الغوري للصباعة والنشر والتوزيع دمشق‪-‬بريوت ط‪/‬‬
‫األوىل‪1430 :‬ه‪2009-‬م‪.‬‬
‫‪ .40‬علم التخريج ودوره يف خدمة السنة النبوية‪ ،‬لعبد الغفور بن عبد احلق حسني بن البلوشي‪ ،‬الناشر‪ :‬جممع‬
‫امللك الفهد لطباعة املصحف الشريف‪ ،‬عدد األجزاء‪.1:‬‬

‫‪125‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫فهرس املوضوعات‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫املقدمة‪4.............................................................................................‬‬

‫أسباب اختيار املوضوع‪6.......................................................................‬‬

‫أمهية املوضوع‪7...............................................................................‬‬

‫خطة البحث‪8...............................................................................‬‬

‫متهيد‪11.............................................................................................‬‬

‫املبحث األول‪ :‬تعريف السنة لغة واصطالحا‪11..................................................‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬مكانة السنة من التشريع اإلسالمي‪14.............................................‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬األدلة اليت ترد فيها السنة مع القرآن من حيث داللتها على األحكام‪17.............‬‬

‫املبحث الرابع‪ :‬حجية السنة وحكم منكرها‪21...................................................‬‬

‫الفصل األول‪24......................................................................................‬‬

‫املبحث األول‪ :‬تعريف علم التخريج‪24..........................................................‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬نشأة علم التخريج‪31............................................................‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬أمهية علم التخريج وموضوعه‪33.................................................‬‬

‫املبحث الرابع‪ :‬طرق ختريج احلديث‪34..........................................................‬‬

‫املبحث اخلامس‪ :‬املصنفات يف علم التخريج‪39..................................................‬‬

‫الفصل الثاين‪41......................................................................................‬‬

‫‪126‬‬
‫ختريج ودراسة أحاديث من كتاب احملرريف احلديث البن عبد اهلادي‬

‫املبحث األول‪ :‬ترمجة احلافظ ابن عبد اهلادي‪41.................................................‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬التعريف بكتاب احملرر يف احلديث‪44..............................................‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬ختريج وداسة أحاديث من كتاب احملرر يف احلديث رقم ‪46...................1304-1290‬‬

‫كتاب اجلامع‪46.....................................................................................‬‬

‫اخلامتة‪115...........................................................................................‬‬

‫فهرس‪116...........................................................................................‬‬

‫فهرس اآلايت القرآنية‪116.............................................................................‬‬

‫فهرس األحاديث واآلاثر‪118..........................................................................‬‬

‫فهرس تراجم األعالم‪120..............................................................................‬‬

‫فهرس املصادر واملراجع‪122............................................................................‬‬

‫فهرس املوضوعات‪126................................................................................‬‬

‫‪‬‬

‫‪127‬‬

You might also like