You are on page 1of 73

‫بيت وزواج افضل‬

‫ جني جبسون‬-‫تأليف‬

BETTER HOMES AND MARRIAGES


By J.O.Gibson
‫متت ترجمة هذا الكتاب من اللغة اإلنجليزية‪ ،‬كذلك نرشه وتوزيع كخدمة يقدمها‬
‫معهد عمواس للكتاب املقدس ملنفعة أبناء الكنائس العربية يف الرشق األوسط والتي‬
‫تتق ّيد بتعاليم الكتاب املقدس بعهديه القديم والجديد‪.‬‬

‫معهد عمواس مؤسسة مستقلة وتعمل بحسب مبادئ ومعايري تعليم العهد الجديد‪،‬‬
‫ومكرسة لتعليم كلمة الله والكرازة بني جميع فئات الناس (متى‪20-19:28‬؛ أعامل‬
‫‪)42:2‬‬

‫هدف هذا الكتاب‪ ،‬تعليم االزواج حياة افضل بالسري يف طرق وارشاد كلمة الله‪.‬‬

‫زواج وبيت افضل‬


‫‪BETTER HOMES AND MARRIAGES‬‬
‫إصدار معهد عمواس للكتاب املقدس‬

‫© جميع الحقوق محفوظة‬


‫الرتقيم الدويل ‪ISBN 0-9373396-98-2‬‬

‫ال يجوز إعادة إنتاج أي جزء من هذا الكتاب بأي طريقة كانت‬
‫بدون إذن خطي مسبق من النارش إال ألستعامالت تعليمية وبدون تغيري يف النصوص‪.‬‬
‫املحتويات‬
‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬ ‫الفصل‬
‫‪4‬‬ ‫تعليامت للقارئ‬
‫‪5‬‬ ‫جسد واحد أم جسدان‬ ‫‪1‬‬
‫‪11‬‬ ‫فهم املحبة الحقيقية يف الزواج‬ ‫‪2‬‬
‫‪15‬‬ ‫التغلب عىل األنانية يف العالقة الزوجية‬ ‫‪3‬‬
‫‪21‬‬ ‫تحسني التواصل يف الزواج‬ ‫‪4‬‬
‫‪31‬‬ ‫التقليل من الجدل وسوء الفهم‬ ‫‪5‬‬
‫‪39‬‬ ‫ّ‬
‫حل املعضالت واإلحباط‬ ‫‪6‬‬
‫‪47‬‬ ‫فهم االختالفات يف النواحي الجنسية‬ ‫‪7‬‬
‫‪53‬‬ ‫فهم الدور الكتايب للرجل‬ ‫‪8‬‬
‫‪59‬‬ ‫فهم الدور الكتايب للمرأة‬ ‫‪9‬‬
‫‪65‬‬ ‫تطوير حياة روحية معاً‬ ‫‪10‬‬
‫‪71‬‬ ‫تحسني الحياة االجتامعية معاً‬ ‫‪11‬‬
‫‪77‬‬ ‫العزم عىل النمو يف زواجكام‬ ‫‪12‬‬
‫‪83‬‬ ‫التخطيط للنمو معاً يف الحياة الزوجية‬ ‫‪13‬‬
‫كيف تجني اعظم فائدة من هذا الكتاب‬
‫ ستكون دراستك «لبيت وزواج افضل» ذات فائدة اعظم إذا أعرت اهتامماً‬
‫اكرب لإلرشادات التالية يف مجال تحضريك الشخيص ومشاركتك يف الصف‪.‬‬
‫التحضري الشخيص‬
‫ خصص وقتاً كافاً أسبوعياً إلمتام الوظيفة البيتية‪ ،‬وعليك اتباع الخطوات‬
‫التالية يف كل درس‪:‬‬
‫‪ .1‬صل إىل الله‪ .‬اسأله أن يساعدك لتفهم وتطبق كلمته‪ .‬لتكن صالتك‪« :‬افتح‬
‫عن عيني ألرى عجائب من رشيعتك» (مزمور‪)18:119‬‬
‫‪ .2‬اقرأ مادة الفصل‪ .‬ضع خطاً تحت كل فكرة مهمة وكل ما ال تفهمه‪ ،‬أو إن‬
‫كان عندك حوله سؤال‪ .‬راجع كل الشواهد الكتابية املهمة‪ ،‬واقرأها من‬
‫ترجمة حديثة لتفهمها اكرث‪.‬‬
‫‪ .3‬أجب عىل أسئلة الوظيفة‪ .‬بعد قراءتك ملادة الفصل‪ ،‬واكمل كل أقسام‬
‫الوظيفة‪ .‬إن كان لديك صعوبة معينة مع أي سؤال‪ ،‬فأعرب عنه للسؤال‬
‫الذي يليه‪ ،‬ويف النهاية ترجع لألسئلة الصعبة‪.‬‬

‫ ‪ -‬بيت وزواج افضل‬


‫الفصل األول‬

‫جسد واحد أم جسدان؟‬


‫الذي اقرتح عنوان هذا الفصل كان مجلة مشهورة بعنوان «حديقة وبيت‬
‫افضل» فيوجد بعض التشبيه ما بني الحديقة وبني البيت والعائلة‪ .‬إنها‬
‫تحتاج إىل عناية وعمل مضني لنحافظ عىل ازدهارها الصحيح‪ .‬فالذين‬
‫يزرعون ويعتنون بحديقتهم ويستعملون مواد اإلخصاب العضوي‪ ،‬فانهم‬
‫يتوقعون الحصول عىل افضل النتائج‪ .‬هكذا األمر مع الزواج‪ .‬فالذين‬
‫هدفهم الرئييس إمناء حياة عائلية وزواج صحيح وسعيد‪ ،‬ويعملون‬
‫بنشاط لتحقيق هذا الهدف‪ ،‬سيكون عندهم افضل نتيجة‬

‫عندما نعير اهتماما بالغا لمشورة الخبير ستأتي النتائج الجيدة‪ .‬وفي‬
‫حالة الإنسان‪ ،‬المخلوق على شبه الله ولمس ّرته‪ ،‬فإن هذا الخبير هو‬
‫الخالق ذاته‪ .‬و»دليل» خليقته هو الكتاب المقدس ذاته‪ ،‬لقد تك ّون‬
‫الزواج بواسطة الله بعد الخلق مباشرة وذلك لمنفعة الإنسان‪ .‬لقد‬
‫قال‪« ،‬ليس جيداً أن يكون الإنسان وحده‪ .‬سأصنع له معيناً نظيره»‬
‫(تكوين ‪ .)18:2‬هذا لا يعني أن حياة العزوبية لا تكون ناجحة‪ .‬بل تعني‬
‫أن الإنسان قد ُخلق كائناً اجتماعياً للتعاون والمشاركة‪ .‬فكان الزواج‬
‫هو الوسيلة الأصلية لتتميم هذه الحاجة‪ ،‬خاصة وان الله عمل الإنسان‬
‫ليعيش كجنسين‪ ،‬ذكرا وأنثى‪ .‬كان بإمكانه أن يعمل هذا بطريقة‬
‫مختلفة‪ ،‬كما فعل مع أصناف أخرى‪.‬‬

‫استطاع الله في الزواج أن يجعل من الرجل والمرأة «جسد واحد»‬


‫(تكوين‪ ،)24:2‬هذا اصطلاح اعمق مما يستطيع المرء أن يدركه‪ .‬لقد‬
‫بيت وزواج افضل ‪ -‬‬
‫استعمل الرب يسوع هذا الاصطلاح في تعليقه على جودة الزواج‬
‫المتين بحسب قصد الله (متى ‪ .)6-4:19‬وابعد من هذا‪ ،‬فلقد استعمل‬
‫الزواج كإيضاح ونموذج‪ ،‬بقصد من الله ليكون درسا موضوعيا للعلاقة‬
‫بين الرب يسوع المسيح والكنيسة (أفسس ‪.)32-31:5‬‬

‫لم ُيخلق الزوج والزوجة ليكونا «انفراديين» بل ليعملا معاً كفريق‪ .‬لقد‬
‫ُقصد من وحدة «الجسد الواحد» أن تكون مادية (جنسية)‪ ،‬واجتماعية‬
‫(مشاركة)‪ ،‬وروحية (شركة مع الله)‪ .‬ويجب أن تمارس هذه العلاقة‬
‫بانتظام وبطريقة تجلب معها الفرح المشترك‪ ،‬لخدمة مقاصد الله‬
‫ولخدمة الآخرين‪ ،‬وأن تكون كما يريدك الله ‪ .‬يمكن للحياة الزوجية أن‬
‫تكون بهذا الشكل بالخضوع لإرادة الله‪ ،‬كما تظهر في الكتاب المقدس‪.‬‬
‫فأصل النقص في الانسجام (في كل حالة تقريباً) مرجعه عصيان الله‪.‬‬

‫يرفض العالم العلماني نظام الله بطرق كثيرة‪ .‬بعض السلطات البشرية‬
‫تشجع أفكاراً مثل إنكار الفروقات بين الجنسين‪ ،‬سوى البيولوجية منها‪.‬‬
‫إنهم يشجعون «المساواة في الزواج» أي المساواة في الأدوار‪ ،‬وهم‬
‫بهذا ينكرون دور الرجل كقائد‪ ،‬بالإضافة لأمور أخرى‪ .‬يشجعون الكفر‬
‫بالعلاقة الزوجية (الزنى)‪ .‬وربما يشجعون فكرة العيش لتغذية المتعة‬
‫الشخصية‪ .‬ويع ّرفون الله أحياناً على انه مزدوج الجنس‪ ،‬أي أن له مزايا‬
‫كل من الذكر والأنثى‪ .‬وهكذا يتحدثون عنه على انه «هي» إن رغبوا‬
‫بذلك‪ ،‬بالرغم من شواهد الكتاب التي تشير إلى عكس ذلك‪.‬‬

‫نحن لا نؤمن أن الزواج يمكن أن يكون ناجحاً في كل اتجاهاته‪ ،‬بدون‬


‫أن يكون الرب قسماً جوهرياً فيه‪ ،‬ونعترف بان لكلمته كل السلطة‪.‬‬
‫فمعنى هذا المحافظة على الأولويات بحسب الكتاب المقدس‪:‬‬
‫ ‪ -‬بيت وزواج افضل‬
‫أن يكون الله وملكوته أولاً (متى‪ )33:6‬إذا أردت بركته‪.‬‬

‫أن تأخذ الأمور الأبدية أولوية أفضل من الدنيوية (أي الوقت الحاضر)‬
‫(‪2‬كورنتوس‪.)18:4‬‬

‫أن تأخذ الروحيات أولوية أفضل من المادية (متى‪.)20-19:6‬‬

‫أن يأخذ الناس أولوية أفضل من الأشياء المادية (مرقس‪.)37-36:8‬‬

‫إننا نتص ّرف عبثاً بالسنوات الثمينة القليلة التي في حوزتنا‪ ،‬عندما نصرف‬
‫عمرنا في أشياء مثل‪ :‬السعي لأجل تجميع الماديات‪ ،‬إساءة استعمال‬
‫الوقت في مشاهدة التلفاز بدل صرفه سوياً مع العائلة‪ ،‬الاستمرار في‬
‫استغلال كل الوقت في مسئوليات العمل‪ ،‬عدم إعطاء البيت أو الرب‬
‫الوقت الكافي‪ ،‬السعي وراء الاستمتاع كمصدر للسعادة‪.‬‬

‫يمكن أن يكون للزواج أحد اعظم بركات الله إن تعلمنا كيف نعيش‬
‫معاً بانسجام بحسب إرادة الله‪ .‬وإلا اصبح عبئاً‪ ،‬ومصدر دائم للاحتكاك‪،‬‬
‫وحتى لعنة‪ .‬ربما نبدأ الزواج بان نختار الشريك بلا حكمة‪ .‬وهذا هو‬
‫الحال في معظم الأحيان‪ .‬ولكن الرب وبحق ُدعي «الإله الشافي‪».‬‬
‫يمكنه أن يعمل من أخطائنا شيئاً صالحاً‪ .‬يمكنه أن يعطي «جمالاً بدل‬
‫الرماد» (اشعياء‪.)3:61‬‬

‫بيت وزواج افضل ‪ -‬‬


‫الفصل األول‬ ‫ ‬
‫أسئلة البحث‬
‫جسد واحد أم جسدان؟‬

‫‪ .1‬اجب باصطالحات عملية‪ ،‬كيف كان حال «الجسد الواحد» مع رشيكك يف‬
‫الزواج؟‬

‫‪ .2‬هل بإمكانك ذكر ناحيتني عىل األقل‪ ،‬كنت فيهام تفكر وتترصف بطريقة‬
‫انفرادية‪ ،‬عندما كان عليك أن تترصف كعضو يف الفريق؟‬

‫‪ .3‬ما هي األولويات يف عالقتك الزوجية؟ وبأي مقدار أنتام االثنان متفقان‬


‫عىل هذا؟‬

‫‪ .4‬ما هي الربكة العظمى (أو الربكات) التي متتعت بها منذ زواجكام؟‬

‫‪ .5‬ما هي التحديات العظيمة التي واجهتها يف الزواج‪ ،‬وكيف تعاملت‬


‫معها؟‬

‫ ‪ -‬بيت وزواج افضل‬


‫الفصل الثاين‬

‫فهم الحب الحقيقي يف الزواج‬


‫لقد كان الحب املوضوع الرئييس يف الكثري من الروايات الشهرية‪ ،‬األفالم‪ ،‬األغاين والحديث‬
‫اليومي للناس‪ .‬عىل أي حال فالظاهر معظم الناس متلصوا من التعريف الكامل للموضوع‬
‫أو مامرسته بالطريقة الصحيحة‪ .‬انه ُيعترب من املؤهالت األكرث أهمية يف الزواج الثابت‪.‬‬
‫واألمر كذلك مع أي عالقة قوية أخرى‪ .‬ويظهر أن الحب يكون مشوهاً عندما يكون الزواج‬
‫مضطرباً‪ .‬لقد قال أحد الكتاب مرة‪“ :‬إن طريق الحب الصادق ال تكون دامئاً سهلة‪ ”.‬فإذا‬
‫كان هذا صحيحاً‪ ،‬فأي عالج ميكن أن يعطى لتصليح العالقة التي ميكن أن نصفها بيشء‬
‫سوى املحبة الصادقة؟‬
‫هل الحب مجرد شعور رومانيس؟ أو هل هو مجرد كلمة أخرى للعالقة الجنسية؟ وهل‬
‫يجب أن نوجهه لتلبية أ ي مطلب أو شهوة تفرض من الغري؟ (“إذا كنت تحبني فستعمل‬
‫ما أريد”) هل هدفها الرئييس إرضاء الذات؟ هل كلمة الحب تعني نفس اليشء يف كل‬
‫استعامالتها؟ هل نحب الله‪ ،‬ونحب أفراد عائلتنا‪ ،‬نحب اختبارات معينه وحتى نحب بعض‬
‫األطعمة بنفس الطريقة ألننا نستعمل نفس الكلمة؟ ومبعنى ّ‬
‫أدق ما هو املعنى املد ّون يف‬
‫أفسس‪ 25:5‬عندما يقول‪“ :‬أيها الرجال احبوا نساءكم”؟‬
‫لقد استُعمل يف العهد الجديد باللغة اليونانية كلامت مختلفة لتقصد معاين مختلفة‪ .‬لكننا‬
‫يف اللغة العربية ولغات أخرى نقوم باستعامل نفس الكلمة (حب أو محبة) لجميع املعاين‪.‬‬
‫فكلمة ‪ Eros‬التي منها ُيشتق مصطلح « َغرام»‪ ،‬تعني محبة جسدية‪ Phileo .‬التي منها أىت‬
‫اسم املدينة فيالدلفيا‪ ،‬تعني محبة أخوية‪ Agape .‬التي تعني تضحية أو محبة بذل الذات‪.‬‬
‫ليس لدينا اصطالح للمقارنة به‪ .‬إن أعظم مقطع يف الكتاب املقدس يتكلم عن محبة‬
‫التضحية نجده يف ‪1‬كورنتوس‪ ،13‬وخصوصاً األعداد ‪ 5-4‬حيث وصفت بأنها “تتأىن وترفق‪،‬‬
‫بيت وزواج افضل ‪ -‬‬
‫املحبة ال تحسد‪ ،‬املحبة ال تتفاخر وال تنتفخ وال ُتق ِّبح وال تطلب ما لنفسها وال تحتد وال‬
‫تظن السوء»‪ .‬فالوصف الذي يعطينا إياه عن ما ال تكونه املحبة هدفه للتهذيب‪.‬‬
‫تستعمل كلمة محبة يف معظم األحيان يف الكتاب املقدس كفعل‪ ،‬أي أنها يشء تفعله‪ ،‬وليس‬
‫شيئاً تشعر به‪ .‬لقد أَ َم َرنا الرب أن نحب أعداءنا (متى‪ ،)44:5‬وهذا بالطبع غري مؤسس عىل‬
‫املشاعر‪ .‬لقد كان الجدل بأنه ال ميكن للشخص أن يظهر املحبة لآلخرين إن مل يختربوا تلك‬
‫املحبة منه‪ .‬فهل هذه هي الطريقة الوحيدة التي بها نتعلم عن املحبة؟ هل بإمكاننا ترك‬
‫عدم النضوج‪ ،‬األنانية واإلعاقة يف خلفية عدم املحبة‪ ،‬ونبدأ بالتجاوب مع محبة املسيح لنا؟‬
‫هل لنا أن نتعلم من مثاله‪ ،‬أن تكون محبته الدافع لنا‪ ،‬وأن تكون السبب للتجاوب مع أمره‬
‫لنا بدعم من قدرته؟ هل يصعب عىل الله أن يفعل هذا يف أناء ط ِّيع؟‬
‫نجد يف الكتاب املقدس أمرا واضحا بأن نحب الله‪ .‬ويدعى «الوصية األوىل والعظمى‪».‬‬
‫والثانية أن تحب اآلخرين‪ .‬ال يوجد أي أمر ملحبة الذات‪ .‬فكونك محباً لذاتك‪ ،‬يض ّمك إىل‬
‫فريق من الناس الذين يقومون مبامرسات غري طاهرة كالذين يصفهم يف ‪2‬تيموتاوس‪-2:3‬‬
‫‪ .4‬الشخصية املضحية ذاتياً ذات املحبة الحقيقية نراها يف أفسس‪« 25:5‬أحب املسيح‬
‫الكنيسة واسلم نفسه من أجلها‪ ».‬هذا النوع من املحبة يكون منوذجا ملحبة الزوج لزوجته‪.‬‬
‫أما محبة الزوجة لزوجها يشار إليها بإظهار االحرتام له (أفسس‪ )33:3‬والخضوع لقيادته‬
‫(أفسس‪ .)24:5‬رمبا ال يشعر الزوج والزوجة بعمل مثل هذا اليشء‪ ،‬لكنهم بإمكانهم اطاعة‬
‫الرب يف هذا األمر ووضع الثقة بحكمته أكرث من أي تفسري أو جدل‪.‬‬
‫يختلف الرجل واملرأة فيام بينهام عند تفسري للحب يف الزواج‪ .‬يكون هذا التفكري‬
‫نابع من االختالفات يف ميولهام الطبيعية‪ .‬يرى األزواج املحبة باملجهود الذي يبذل إلرضائهم‬
‫منظم ونظيف‪ ،‬االبتعاد عن الجدل‬‫مثل طبخ الوجبات التي يحبونها‪ ،‬الحفاظ عىل بيت َّ‬
‫(اإللحاح)‪ ،‬وبدل ذلك التعاون‪ .‬أما من جهة الزوجات فريغنب بالحصول عىل العواطف (ليس‬
‫بالرضورة الجنس)‪ ،‬أن يلمسن التقدير‪ ،‬وليس «باستغاللهن» أو أن يعاملن كيشء نافع حول‬
‫البيت‪ ،‬األمر الذي تكرهه املرأة العربية‪.‬‬

‫‪ - 10‬بيت وزواج افضل‬


‫املرأة املحبة تراقب ميولها يف انتقاد زوجها أو استصغاره واالستخفاف به خصوصاً‬
‫أمام اآلخرين‪ .‬ببساطة هي ال ترى فيه ذلك الشخص الذي يأيت للبيت بالنقود يف نهاية‬
‫الشهر أو أنه نافع حول البيت‪ .‬الزوج املحب يراقب ميوله ليك ال يكون منتقداً أكرث من‬
‫اللزوم‪ ،‬فظ املعاملة وغري مكرتث‪ .‬وهذا يظهر عادة بتجاهلها إال عندما يريد معارشتها‬
‫جنسياً‪ .‬الزوج املحب يكون متفه ًام لحساسية زوجته‪ .‬سيتذكر أنه رمبا تكون أكرث اهتامماً‬
‫منه يف املحافظة عىل مستوى نشط من العاطفة التي ُوصفت بها عالقتهام يف املايض‪.‬‬
‫سيبحث عن فرص مت ّكنه من مدحها بطريقة لبقة‪ ،‬أو أن يكون متفه ًام عندما تكون تعبه‬
‫ومضطربة‪ .‬معظم النساء يرغنب بالحنان من أزواجهن‪ .‬تريد أن تكون عزيزة لديه‪ ،‬وأن ال‬
‫ُتعترب متاعا (يشء متلكه)‪ .‬فاإلساءة اللفظية وخصوصاً الجسدية للمرأة يشء ثقيل ال يطاق‪،‬‬
‫ال يوجد أي عذر لذلك‪.‬‬
‫رمبا يكون من األفضل لو جلس الزوجان معاً ‪ ،‬بهدوء وتفكري عميق‪ ،‬من أجل بحت‬
‫كل ما سبق من املواضيع‪ .‬يف الواقع تجد أن معظم النساء يرغنب بأن يجلس زوجهن معهن‬
‫ويشاركهن الحديث‪ ،.‬خصوصاً باألمور الخاصة‪ .‬رمبا تبدأ بالبحث معاً عن «كيف ُّ‬
‫نعمق حبنا‬
‫لبعضنا البعض» وذلك بأن نتفق أوالً عىل ما هو الحب‪ .‬بعد ذلك ِّ‬
‫يسجل كل واحد الئحة‬
‫بالطرق التي‪:‬‬
‫‪ - 1‬كيف ميكن إظهار املحبة تجاه رشيك حيايت‪.‬‬
‫‪ - 2‬كيف أتوقع أن تكون املحبة يل‪.‬‬
‫ضع الئحة بالعرثات التي يجب إزالتها‪ .‬مث ًال‪ « :‬ال نعطي وقتاً للتحدث أحدنا لآلخر‪ ».‬أو‪،‬‬
‫«دامئاً عند دخويل باب البيت تثقلني بطرح مشاكل اليوم التي حصلت معك‪ ».‬اتفقا سلفاً‬
‫بان ال تستعمال هذا البحث لبدأ سلسلة جديدة من الشجار الكالمي أو إعطاء األعذار‪ .‬أصغ‬
‫فقط وبكل تف ُّهم‪ ،‬حتى لو كنت ال توافق عىل ما يقال‪.‬‬
‫تف َّكر بنقاط الفحص التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬هل حبك أص ًال موجهاً ملنفعة الشخص اآلخر بطريقة بناءة؟ أم هو أناين ملنفعتك‬
‫بيت وزواج افضل ‪11 -‬‬
‫أنت فقط؟‬
‫‪ -2‬هل ُيظهر حبك بوضوح الدليل عىل تضحيتك الشخصية؟ نحن ال نتكلم عن‬
‫النقود هنا‪.‬‬
‫‪ -3‬هل أنت عازم عىل العمل لتحسني أسلوب املحبة تجاه رشيكك‪ ،‬أم تتك ّلم‬
‫فقط؟‬
‫‪ -4‬هل أنت مستعد للتوقف عن محاولة تصليح األمور التي ال ميكن تصليحها اآلن؟‬
‫هل ميكنك املسامحة من كل قلبك وأن تبدأا بالسري معاً ليوم أفضل؟‬
‫باختصار‪ ،‬فإن الدعوة ملحبة الواحد لآلخر يف الزواج‪ ،‬يف أسمى املستويات والطرق‪ ،‬يتط ًلب‬
‫قوة من الله متكننا من ذلك‪ .‬إن هذه القوة ستكون مبتناول من هم مسلمون ألرادته‬
‫ويسعون إلرضائه‪ .‬يجب أن يكون دافعك محبة املسيح املضحية من أجلك‪ .‬وإال ستكون‬
‫كل محاولة مستحيلة مبجهوداتك‪.‬‬

‫‪ - 12‬بيت وزواج افضل‬


‫الفصل الثاين‬ ‫ ‬ ‫أسئلة البحث‬
‫فهم الحب الحقيقي يف الزواج‬

‫‪ .1‬ماذا تقصد عندما تقول‪« ،‬أنا أحب زوجتي» أو عندما تقولني‪« ،‬أنا أحب‬
‫زوجي‪»،‬؟ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫‪ .2‬كيف ترغب‪/‬ترغبني بأن تعامل بالحب يف زواجك؟ ما هي أفضل طريقة‬
‫للتعبري لك عن ذلك؟ واآلن قل كيف تريد أنت أن تعبرّ لرشيكك عن‬
‫محبتك؟ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬

‫‪ .3‬أجب عىل األسئلة األربعة يف الئحة “نقاط الفحص” التي يف آخر الفصل‪،‬‬
‫ ‬ ‫بحسب ترتيبها‪.‬‬

‫بيت وزواج افضل ‪13 -‬‬


‫الفصل الثالث‬
‫التغلب عىل األنانية يف العالقة الزوجية‬
‫األنانية أو الرتكيز عىل الذات‪ ،‬هي لب املشكلة عند الجنس البرشي منذ‬
‫الطفولة وحتى النضوج الكامل‪ .‬ومن الظاهر أنها من لب الخطية‪ .‬إنها تع ِّكر‬
‫الرشكة مع الله‪ .‬وتهدم كل عالقة مع اآلخرين‪ .‬يف الزواج فهي كالسم‪ .‬علينا‬
‫محاربة هذه الطاهرة كل يوم يف أوالدنا يف البيت‪.‬يقال أن الكلمة الثانية التي‬
‫يتعلمها الطفل بعد كلمة «ال» تكون «يل»‪ .‬وأول جملة يتعلمونها تكون «هذا‬
‫يل»‪ .‬فاملشاركة يشء يجب أن تتعلمه‪ ،‬فهي ال تتواجد يف الشخص ذاتياً‪ .‬عندما‬
‫يرى األطفال هذه الظاهرة يف والديهم‪ ،‬فال يشء يساعدهم التغلب عليها‪ .‬إذا‬
‫مل نصمم التعامل مع هذا الوحش‪ ،‬بواسطة تدبري الله الرضوري‪ ،‬فستستمر يف‬
‫زعزعة الوفاق الزوجي‪.‬‬
‫ إن التفكري املتمركز يف الذات ينتج االحتكاك ثم التصادم العلني‪.‬‬
‫رمبا ندعوه نقصاً يف االهتامم‪ ،‬التفكري والحساسية بالغري‪ ،‬وهذا وصف لطيف‬
‫ملعضلة الحياة الذاتية‪ .‬فكلامت مثل «أنا احب»‪« ،‬أنا أفكر» أو «أنا أشعر»‬
‫شائعة وسط الناس‪ .‬نادراً ما يكون العكس وتجد من يسأل ماذا يريد الشخص‬
‫اآلخر‪ ،‬أو ماذا يفتكر أو يشعر‪ .‬أن ما يهم الشخص املتمركز يف ذاته هو كيف‬
‫يؤثر األمر عيل‪ .‬لكن كيف يرى الرب األمور؟ كيف يؤثر هذا عىل أوالدنا؟ هل‬
‫َي ُهم مبا فيه الكفاية أن أتد ّرب عىل ضبط النفس‪ ،‬أو أن أضع اهتاممايت يف‬
‫الدرجة الثانية؟‬
‫ لقد تعامل الرب يسوع مبوقف «أنا أوالً» من خالل خدمته عىل‬
‫األرض‪ .‬لقد كان الخالف واضحاً بني التالميذ الذين تحاوروا فيام بينهم عن من‬
‫سيكون األعظم يف امللكوت القادم (مرقس‪ .)34-33:9‬لقد وبخهم بتعليمهم‬
‫أن من أراد أن يكون عظي ًام‪ ،‬يجب أن يتعلم أوالً أن يكون خادماً للكل ويأخذ‬
‫املكان األخري‪ .‬لقد علمنا الرب أن إرضاء الله يجب أن يأيت أوالً يف حياتنا‪ .‬وبعد‬
‫ذلك يأيت محبة وخدمة اآلخرين‪ .‬لقد كان هو القدوة لنا بان أىت ليتأمل وميوت‬
‫‪ - 14‬بيت وزواج افضل‬
‫يأت ل ُيخدَم بل ل َيخدُ م (متى‪ .)28:20‬لقد قال‪« ،‬إن أراد أحدٌ‬ ‫ألجل اآلخرين‪ .‬مل ِ‬
‫أن يأيت فلينكر ويحمل صليبه ويتبعني» (متى‪ .)24:16‬نقرأ يف فيلبي ‪4-3:2‬‬
‫زُب َأ ْو ب ِ ُع ْج ٍب‪َ ،‬ب ْل بِت ََو ُاض ٍع‪َ ،‬حا ِسبِنيَ َب ْع ُض ُك ُم ا ْل َب ْع َض َأ ْف َض َل ِم ْن‬ ‫«ال َش ْيئ ًا بِت ََح ٍ‬
‫َأ ْن ُف ِسهِ ْم‪ .‬ال َتن ُْظ ُروا ُك ُّل َوا ِح ٍد إ ِ ىَل َما ُه َو لِن َْف ِس ِه‪َ ،‬ب ْل ُك ُّل َوا ِح ٍد إ ِ ىَل َما ُه َو َ‬
‫آلخ ِر َين‬
‫َأ ْيض ًا‪».‬‬
‫ ال نجد أي من هذه األفكار الكتابية‪ ،‬يف توصيات العلامنية املعارصة‬
‫مبا يختص بالتعامل مع مشاكل الزواج‪ .‬بدل هذه نسمعهم يقولون‪ :‬طالب‬
‫«بحقوقك» قف لذاتك أو أ ِّكد عىل ذاتك‪ .‬والعالج العام يكون «ال تقبل هذا‬
‫لنفسك»‪ .‬ال عجب أنه مع هذا النوع من املشورة‪ ،‬يوجد اليوم نسبة كبرية‬
‫للطالق يف العامل‪ ،‬مع عائالت تتفكك يف كل ناحية‪ ،‬ال يريد الناس التعامل مع‬
‫أنفسهم بل يريدون التخلص من الظروف بأي وسيلة‪.‬‬
‫ كيف يستطيع أي منا التعامل بنجاح مع األنانية يف الزواج؟ األمر‬
‫ليس سه ًال‪ .‬بال شك أنه أننا سنفشل يف عمل ذلك بقدرتنا البرشية‪ .‬للتغلب‬
‫عىل هذه النزعة الخاطئة يف طبيعتنا‪ ،‬نحتاج لقوة فوق طبيعية‪ .‬تأيت األنانية‬
‫بطريقة طبيعية‪ .‬رمبا بالتدريب تتضاءل هذه النزعة مع مرور الوقت لتصبح‬
‫طريقة تعبري مقبولة‪ .‬لكن جذورها تبقى‪ .‬إن أول خطوة للتغلب عليها هي‬
‫بأن تولد ثانية ويسكن الروح القدس يف داخلك ليك يعطيك القوة ويجددك‪.‬‬
‫إذ توجد قوة من فوق تسكن يف الداخل تستطيع التعامل مع هذه النزعة‪.‬‬
‫هذا وحده ال يكفي إال إذا سلمنا أنفسنا كمؤمنني لقيادة الروح‪ ،‬وإال سنتعثرّ‬
‫بها ثانية‪.‬‬
‫تف ّكر بانتباه ببعض نقاط اإلرشاد التالية لربنامج مقاومة األنانية يف‬
‫زواجك‪.‬‬
‫‪ .1‬التزم يومياً لتعيش وتتكلم وتتعامل مع رشيكك تحت سيادة املسيح‪.‬‬
‫قرر أن َتدَع يسوع يرشدك‪ ،‬وليس عواطفك‪.‬‬
‫‪ .2‬قم يومياً مبحاسبة شجاعة لتعامالتك وكالمك‪ ،‬رمبا قبل اللجوء للراحة‬
‫يف الليل‪ .‬إنه أفضل وقت ملراجعة أحداث اليوم والقيام باالعرتاف‪ .‬هل كنت‬
‫بيت وزواج افضل ‪15 -‬‬
‫أنانياً وعديم اإلحساس مع رشيكك يف أي مرحلة؟ تواضع واعرتف‪ ،‬لله أوالً‪،‬‬
‫ثم لرشيك حياتك‪ .‬إن اإلقرار بصدق وبدون أعذار أنك «كنت مخطئاً» عنرص‬
‫مساعد‪.‬‬
‫‪ .3‬رتب جلسة مراجعة مع رفيقك لفرتات متقاربة‪( ،‬يف البداية مرة كل‬
‫أسبوع) واطلبا أحدكام من اآلخر اإلشارة ملا كان فيه أنانية‪ ،‬عدم إحساس‪ ،‬ال‬
‫تتجادل عندما تسمع ما ال يروق لك‪ .‬ال تعطي األعذار أو ُتظ ِهر االشمئزاز‪.‬‬
‫فقط أصغ وف ِّكر مبا تسمعه‪ .‬ال تقل‪« ،‬ال يوجد أحد كام ًال أنا إنسان»‬
‫‪ .4‬بالتحديد‪ ،‬متى وضعت نفسك يف مأزق حرج من أجل خدمة‬
‫مصلحة الشخص اآلخر؟ اعمل الئحة باألعامل اإليجابية التي قصدت القيام‬
‫بها بروح التضحية تجاه والديك‪ .‬جيد االبتعاد عن األعامل السلبية‪ ،‬لكن‬
‫املحاولة املستمرة لتكون لطيفاً ومفكراً بالغري يشء أفضل‪ .‬هل تحاول االهتامم‬
‫باحتياجات والديك‪ ،‬أو انك مشغول باالهتامم باحتياجاتك الشخصية؟‬
‫لح مصم ًام عىل طريقك؟‬‫‪ .5‬هل تالحظ نفسك باستمرار (أو أحياناً) انك ُت ّ‬
‫(اسأل والديك)‪.‬‬
‫‪ .6‬هل تعطي وقتاً لإلصغاء أحدكام لآلخر باستمرار؟ رمبا تكون مشغوالً‬
‫جداً‪ ،‬أو شاعراً بامللل من أن تقوم مبحاولة ذلك‪« .‬ال يصغي أيل أبداً» جملة‬
‫دارجة ُتسمع كثرياً يف العائالت‪.‬‬
‫‪ .7‬هل للعالقة الحسنة مع رشيك حياتك أولوية قصوى يف تفكريك؟ رمبا‬
‫العيش مع ذلك الشخص أمر صعب للغاية أحيانا‪ ،‬أو انه يستنفذ كل صربك‪.‬‬
‫إذا كان األمر كذلك‪ ،‬توقف للحظة وف ّكر للحظة َكم كان الرب يسوع صبوراً‬
‫معك‪.‬‬
‫واآلن وبعد أن ف َّكرت جيداً بهذه القضايا والتساؤالت‪ ،‬تك ّلم بها واحد ًة‬
‫واحدة مع رشيكك‪ .‬كن مراعياً لشعور الشخص اآلخر‪ .‬كن مصغياً جيداً‪ .‬ثم‬
‫اكتب ما تعلمته من إحدى هذه الجلسات بخصوص األسئلة التي تناقش‬
‫هذه القضايا‪.‬‬
‫‪ - 16‬بيت وزواج افضل‬
‫الفصل الثالث‬ ‫ ‬ ‫أسئلة البحث‬
‫التغلب عىل األنانية يف العالقة الزوجية‬

‫‪ .1‬كيف ُتع ِّرف األنانية؟ عىل األخص يف الزواج‪ .‬ما هي األشياء التي‬
‫مت ّيزها عىل أنها أنانية من طرفك يف العالقة الزوجية؟ كيف تتعامل مع‬
‫هذه األشياء؟ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬

‫‪ .2‬راجع نقاط اإلرشاد التي يف الفصل‪ .‬ضع عالمة عىل التي تعرتف أنها‬
‫مشكلة يف عالقتك الزوجية‪ ،‬إن كان من طرف الزوجة أو من طرف الزوج‪.‬‬
‫ ‬ ‫ماذا يجب أن ُيعمل؟ هل أنت ملتزم بالقيام بخطوة تجاهها؟‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬

‫‪ .3‬ابدأ بوضع مخططك للتعامل مع هذه األشياء مع القصد للتحديد‬


‫منها عىل األقل‪ ،‬إن لن نقل إزالتها من حياتك‪.‬‬

‫بيت وزواج افضل ‪17 -‬‬


‫الفصل الرابع‬
‫تحسني التواصل يف الزواج‬

‫يف دراسة قامت بها مؤسسة كالوب الستطالعات الرائ‪ ،‬تم نرشها مؤخراً‪،‬‬
‫اصدرت الترصيح التايل‪« :‬إن مقدرة الزوجني عىل التواصل‪ ،‬هي العامل االهم‬
‫الذي يضفي االستقرار والعالقة املرضية»‪ .‬جودة العالقة بيت االزواج مع‬
‫التواصل املمتاز‪ ،‬افضل بكثري مام بني الذين يقل عندهم التواصل‪.‬‬
‫من املمكن أن تكون عوامل اخرى يف الزواج التي من شأنها التقليل‬
‫من التواصل املريض‪ .‬بعضا من هذه العوامل‪ :‬فوارق مل يتم التعامل معها‪،‬‬
‫الضغوطات املالية‪ ،‬مشاكل روحية‪ ،‬عدم االمانة الزوجية‪ ،‬االدمان عىل الكحول‪،‬‬
‫التلفزيون‪ ،‬املزايدة أو عدم املعرفة للتواصل‪ .‬انها اشياء يجب العمل عىل‬
‫حلها‪ ،‬ال بد أن تكون الرغبة موجودة عند الطرفني للتغلب عىل كل العقبات‬
‫وتطوير القدرات الالزمة‪ .‬جدير بالذكر أن ما قاله كالوب هو ان مستوى الثقة‬
‫يف العالقة يتوقف عىل قدرة الزوجني عىل التواصل‪.‬‬
‫ما هو التواصل الحقيقي؟ لقد عُ ِّرف التواصل عىل انه شيئ ياخذ مكانه‬
‫عندما تلتقي املعاين بني شخصني أو أكرث‪ .‬بكلامت أخرى انه اكرث من مجرد‬
‫شخص يقول شيا‪ ،‬أو قول كلمة عىل فكره‪ .‬يقول هرني املستشار «هرني‬
‫براندت» التواصل يعني التغلب عىل رغبة اخفاء مشاعرك وافكارك التي تقود‬
‫اىل صدق التعبري‪ .‬هذا أكرث من مجرد حوار يحتوي عىل كلامت وتجاوبات بني‬
‫شخصني‪.‬‬
‫ال يوجد يف الكتاب املقدس كلمة واحدة تعبرِّ بالكامل عن معنى التواصل‪.‬‬
‫أقرب كلمتني هام‪( koinonia :‬عربانيني‪16:13‬؛ ‪1‬تيموتاوس‪ )18:6‬وتعنيان‬
‫‪ - 18‬بيت وزواج افضل‬
‫املشاركة‪ ،‬الرشاكة‪ ،‬والرشكة؛ و‪( Homileo‬لوقا‪ )15:24‬وتعني أن تكون برفقة‬
‫أو مبحادثة مع‪ .‬يسمو الرب يسوع املسيح عىل انه الكلمة‪ ،‬تواصل الله مع‬
‫اإلنسان‪ .‬الله يف خليقته لالنسان م ّيزه عن باقي املخلوقات باللفظ والكتابة‬
‫وهذه كانت هبة منه‪.‬‬
‫قيل أن الفهم يتط ّلب اكرث من مجرد الحديث من أجل التواصل الفعال‪،‬‬
‫الص ّم‪ ”.‬وهذا يعني انه ال احد من‬
‫وإال فتبادل الحديث سيتدىن اىل “حوار ُ‬
‫الرشيكني يصغي لآلخر‪ .‬من وجهة النظر الشخصية‪ ،‬يجب أن ُأعطى اهمية‬
‫اكرث ألفهم الشخص اآلخر من أن الشخص اآلخر يفهمني‪ .‬من هنا يربز عدم‬
‫االنانية إذا أردنا تواص ًال ف ّعاالً يف الزواج‪ .‬ببساطة التواصل الجيد ليس مجرد‬
‫نقل االفعال والتقارير عن االحداث‪ ،‬مع أن هذه يكون لها مكان اهمية‪ .‬فهم‬
‫املواقف والتفكري الداخيل للشخص اآلخر ذات اهمية‪ .‬يجب علينا االهتامم‬
‫بهذا وليس مجرد تثبيت راينا الشخيص‪ .‬لقد كتب وع ّلم جورج سانشيز بتوسع‬
‫عن الزواج‪ ،‬مبا يف ذلك عن التواصل‪ .‬لقد شدد عىل ما دعاه االنضباط يف‬
‫االصغاء‪ ،‬تعبري مساعد للغاية‪ .‬لقد أوىص مبا ييل‪:‬‬
‫اصغ اىل النغمة العاطفية‪ ،‬عندما يكون هنالك دليل عىل االساءة‪ ،‬الغضب‪،‬‬ ‫‪ِ -1‬‬
‫املرارة‪ ،‬االحباط واإلثباط للهمة‪ ،‬علينا اإلنتباه حاالً لهذه‪ .‬الحالة هذه بحد‬
‫ذاتها مهمة جداً من أجل اإلكتشاف واعطاء الحلول‪.‬‬
‫‪ -2‬اطرح االسئلة لإلستيضاح‪ ،‬ال ترسع يف اإلستنتاج‪ ،‬هل أنت متأكد من فهمك‬
‫للحقائق واملواضيع املطروحة؟ يجب ان تثني عىل الشخص وتشجعه‪ .‬ابرز‬
‫الحقائق التي تريد بكل صدق أن تفهمها‪.‬‬
‫‪ -3‬تالىش اتخاذ موقف الدفاع‪ ،‬وهذا يعني انك تشعر باالساءة ملا قيل لدرجة‬
‫انك تبدأ بتربير كلامتك أو افعالك‪ .‬بعض من هذا رمبا يكون بسبب الكربياء‪.‬‬
‫هل كثري عليك ان تسمع شخصاً ينتقدك او يعارضك؟ رمبا نستطيع أن‬
‫نتعلم شيئاً من منتقدينا‪ ،‬مهام كان صغريا‪ .‬رمبا يقولوا لنا شيئاً جديراً أن‬
‫بيت وزواج افضل ‪19 -‬‬
‫نفكر به‪ ،‬متهل وفكر باالمور قبل االجابة‪ .‬ابدأ بجملة مثل‪“ :‬رمبا انت عىل‬
‫حق”‪.‬‬
‫‪ -4‬ال تغلق الباب‪( ،‬ان تتوقف عن االصغاء) إذا تكررت الطريقة أو املوضوع‬
‫(“سمعت هذا من قبل”)‪ .‬رمبا يكون “نفس املوضوع القديم” بالنسبة‬
‫لك‪ ،‬لكن لنتحدث عن كيفية التعامل لحل هذا االشكال املهم بالنسبة‬
‫لهم‪.‬‬
‫تصغ ملا يهمك فقط‪ ،‬هذا يسمى االصغاء االنتقايئ‪ .‬فكرة التواصل هي‬‫‪ -5‬ال ِ‬
‫مشاركة متبادلة يف اتجاهني‪ ،‬هذه ليست لعبة بإتجاه ولحن واحد‪ ،‬ما‬
‫يشغل الشخص اآلخر يعترب مه ًام لهم‪.‬‬
‫‪ -6‬ال تسمح لفكرك بالتشتت‪ .‬من السهل أن تسهو عيناك أو افكارك يف‬
‫جهات جانبية عند تبادل الحديث‪ ،‬هذا يدعى االنشغال أو القلق‪ .‬تذكر‬
‫ان هذا مالحظ عادة وهو يعني “انا غري مهتم مبا تقول”‪.‬‬
‫‪ 7 -‬ال تسمح للكلامت الحادة ان تبعدك‪ .‬بعض التعابري (أو املواضيع) رمبا‬
‫يكون لها طريقة خاصة للتسبب بإثارتك‪ .‬اضبط عواطفك‪ .‬تذكر أن رمبا‬
‫يعض الكلامت تثري رشيكك ايضاً‪،‬دعنا نتفق عىل ان نعرف ما هم‪ .‬تالىف‬
‫استعاملهم‪ ،‬إذا كان هذا ممكن‪ ،‬أو اكتشف سبب كونهم مسببي االثارة‪.‬‬
‫لنضيف بعضاً من النقاط التي ترشدنا ملا يجب وما ال يجب عمله‪:‬‬
‫تالىف التهكم املؤذي‪ .‬هذه كلامت تهدف للتسبب بجرح لآلخر‪ ،‬وتسمى عادة‬
‫“الوخز” أن آخر ما تريد فعله هو جرح شخص آخر‪ .‬الكلامت تجرح عميقاً‪.‬‬
‫ومنها ما هو ببساطة “طبعاً انت دامئا عىل حق” واملقصود منها بحدة “انت‬
‫تعرف ان ذلك ليس صحيحاً”‪ .‬املرادف لهذه الكلامت “التهكم” او “املداعبة”‬
‫وهذه ميكن أن تنزل بسهولة اىل مستوى التهكم‪ .‬احذر من املالحظات الغري‬
‫حساسة لآلخر‪.‬‬
‫‪ - 20‬بيت وزواج افضل‬
‫احذر من مالحظاتك إذا كان عندك ميول للتحدث طويال بال توقف‪ ،‬امنح‬
‫الشخص اآلخر الفرصة للدخول يف الحديث‪ .‬ف ّكر بحديثكام كالبالون الذي‬
‫تقذفه بينكام‪ .‬ال تتكلم بال وضوح‪ ،‬ال تتامدى بالتفاصيل والتكرار‪.‬‬
‫تكلم بصوت مسموع وشارك إذا كنت من النوع الهادئ الذي يعطي االجابة‬
‫بكلامت قليلة‪ .‬ال تسمح بتبادل الحديث أن يتحول اىل حديث فرد واحد‪ .‬ال‬
‫تكن ذلك الشخص الذي ليس عنده ما يشارك به‪ ،‬تجلس وتصغي فقط‪.‬‬
‫أطرح اسئلة لطيفة الظهال اهتاممك‪ .‬هذا ال يعني انك مثل الذي يجمع‬
‫املعلومات من أجل اعطاء تقرير‪ .‬استعمل الطريقة التالية‪ :‬اطرح السؤال‪،‬‬
‫انتظر الجواب‪ ،‬ثم اعط تعليقاً عليه‪( ،‬هذا كثريا ما يهمل)‪ ،‬ثم اطرح سؤال‬
‫آخر‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫ر ّكز عىل افكار بناءة‪ ،‬بدل مواضيع‪ ،‬شخصيات وتفاصيل غري ها ّمة‪ .‬ج ّرب أَن‬
‫رفع مستوى الحديث‪.‬‬
‫ال تقاطع وال تتكلم برسعة قبل سامعك لألمر كام ًال‪“ .‬من ُيجب عن امر قبل‬
‫أن يسمعه فله حامقة وعار” (أمثال‪ .)13:18‬ال تحاول مساعدة الشخص اآلخر‬
‫تكملة الجملة أو تقاطعهم يف حديثهم‪ .‬كن صبوراً‪.‬‬
‫تعلم أت تناقش بدل أن تجادل‪ .‬تجري املناقشة عندما يكون تبادل وجهات‬
‫النظر وهذا يساعد عىل الفهم املشرتك‪ .‬بايت الجدال عندما تصمم عىل إقناع‬
‫الطرف اآلخر أنك عىل حق وهو مخطئ‪.‬‬
‫بإختصار‪ ،‬لنلتزم بتحليل املعوقات للحديث الجيد بني رشييك الزواج أو حتى‬
‫مع ُأناس آخرين‪ .‬لندرس املبادئ االيجابية التي تجعل الحديث كام ينبغي أن‬
‫يكون‪ ،‬جزء جوهري يف الرشاكة‪ .‬هذه واحدة من الفوائد العظيمة‪ ،‬إن مل تكن‬
‫األهم ويف املكان االول يف الزواج‪.‬‬

‫بيت وزواج افضل ‪21 -‬‬


‫الفصل الرابع‬ ‫ ‬ ‫أسئلة البحث‬
‫تحسني التواصل يف الزواج‬ ‫ ‬
‫‪ -1‬بكلامتك الخاصة‪ ،‬ما هي املشكلة من كل عدد من االعداد التالية؟‬
‫سجل املعضالت الرئيسية يف مامرساتك (بالنسبة لرشيكك)‬ ‫أكمل الورقة‪ّ ،‬‬
‫وبعد ذلك املعضالت الرئيسية فيها أو فيه (بالنسبة لك) تباحثا بهدوء!‬
‫القسم االول‪:‬‬
‫• امثال ‪12:11‬‬
‫• امثال ‪15:12‬‬
‫• امثال ‪16:12‬‬
‫• امثال ‪2:18‬‬
‫• امثال ‪13:18‬‬
‫• امثال ‪19:21‬‬
‫• افسس‪2:4‬‬
‫• افسس ‪26:4‬‬
‫• افسس ‪29:4‬‬
‫• افسس ‪32:4‬‬

‫القسم الثاين‪:‬‬
‫مت ّعن بافسس‪ 15:4‬وأجب عن هذه االسئلة (صواب أو خطأ)‪.‬‬
‫____‬ ‫‪ .1‬ال يهم ماذا تقول ما دام يقال يف املحبة‪ .‬‬
‫____‬ ‫ ‬ ‫‪ .2‬يهم ;كثرياً كيف تقول اليشء‬
‫____‬ ‫ ‬ ‫‪ .3‬ال يهم أن تكون صادقا بالكامل‪.‬‬
‫____‬ ‫ ‬ ‫‪ .4‬ميكن قول الحق بدون قساوة او عدم لباقة‪.‬‬

‫‪ - 22‬بيت وزواج افضل‬


‫‪ -2‬النواقص يف اإلصغاء الف ّعال‬
‫الئحة لفحص التواصل‪ :‬عىل كل رشيك أن يضع عالمة بالجانب االيرس‬
‫للمشكلة التي يختربها (ليس ما يف الشخص اآلخر)‪ .‬بعد ذلك اجلسا وراجعا‬
‫أجوبتكام وانظرا إذا كنتام تتفقان‪ .‬اقبل تقييم الشخص اآلخر لك‪ .‬ضع دائرة‬
‫حول خمس‪ .‬ستة مشاكل مبا يختص بك وحاول تحسيني هذه النواحي‪.‬‬
‫· آدايب الغري منطوق بها (شعور بامللل‪ ،‬نظرات غريبة)‬
‫· مشاعري ومظاملي السابقة‪.‬‬
‫· ميويل للحديث طوي ًال (بدون اخذ اسرتاحة)‪.‬‬
‫· عدم أهتاممي باملوضوع‪.‬‬
‫· شعوري باين أفهم املوضوع بشكل أفضل‪.‬‬
‫· شعوري بانني احيانا ال افهم ما يقول‪/‬تقول‪.‬‬
‫· قلة يف الرتكيز‪.‬‬
‫· سوء فهم لوجهة نظرهم‪.‬‬
‫· فشيل بإستيضاح االمور‬
‫· شعوري بانهم يتكلمون طوي ًال‪.‬‬
‫· تحاميل بخصوص مواضيع مع ّينة‪.‬‬
‫· عدم رغبتي بالسامح لرشييك‪/‬رشيكتي بإبداء مشاعره‪/‬ها‪.‬‬
‫· ميويل ألكون منتقدا جداً‪.‬‬
‫· فشيل بالثقة بهم‪.‬‬

‫النواقص يف التجاوب‬
‫· استعاميل التهكم «اإلنقاص منهم» (كام يروه)‬
‫· ميويل لرد الفعل العاطفي‪ ،‬بإندفاع‪.‬‬
‫· خويف من استالم ردة فعل سلبية‪.‬‬
‫· فشيل بإدراك وجهة نظر رشييك‪.‬‬
‫بيت وزواج افضل ‪23 -‬‬
‫فشيل بإعطاء ر ّد كالمي‪.‬‬ ‫ ·‬
‫فشيل مبالحظة ردهم يل‪ .‬‬ ‫· ‬
‫فشيل مبعرفة ما أقول بالضبط‪.‬‬ ‫· ‬
‫النقص يف الدفء يف التعبري‬ ‫· ‬
‫فشيل بإعطاء مالحظات واضحة ومفهومة‪.‬‬ ‫· ‬
‫فشيل بالتجاوب الحقيقي‪ ،‬الرصيح‪.‬‬ ‫· ‬
‫عدم مقدريت السامح لآلخرين بعدم املوافقة معي‪.‬‬ ‫· ‬

‫العوائق العامة للتواصل‪:‬‬


‫الصعوبة للتمييز بني الحقائق ووجهات النظر‪.‬‬
‫توقيت غري مالئم (متى يكون ذلك عامة؟)‬
‫التعب واإلعياء (هل من وقت افضل؟)‬
‫الشعور بالضغط عيل‪ ،‬القهر (كيف يتم الرتاجع؟)‬
‫يتزايد الوضع عاطفة (ماذا بعد؟)‬
‫احباط‪ ،‬الرغبة بالعدول عن املحاولة (ماذا ميكن عمله لحل هذا؟)‬
‫غري قادر العطاء املجهود الالزم (ماذا يتطلب ذلك؟)‬
‫ال تشعر بالحرية للرصاحة (كام سبق‪ -‬خوف من رد الفعل‪ ،‬اظهار ضعف أو‬
‫الخوف)‬
‫مبادلتنا الحديث عادة ما تصبح بإتجاه واحد (ملاذا؟)‬
‫اظن انه ال ينفع (ملاذا؟) – اضف عىل الالئحة اموراً اخرى مل يتم ذكرها‪.‬‬

‫‪ - 24‬بيت وزواج افضل‬


‫الفصل الخامس‬
‫ثالتة مبادئ للوفاق‬
‫لقد تم اقرتاح العديد من املبادئ بواسطة «املختصني» عن كبف يتم الوفاق‬
‫بني اثنني‪ .‬ميكنك كتابة ‪ 100‬من اعمل أو ال تعمل‪.‬ورمبا ال ميكنك أن تتذكر‬
‫مامرسة معظمها إذا ما كتبناها جميعها‪ .‬سنضع هنا ثالثة اقرتاحات ذات‬
‫اهمية عظيمة‪ .‬رمبا تجعل فرقاً كبرياً يف كيفية الحصول عىل عالقة أَجود‬
‫مع رشيك حياتك‪ ،‬حتى لو أن واحداً من األثنني يقوم مبحاولة جدية‪ .‬ومن‬
‫الطبيعي انه سيكون افضل لو أن االثنني يقومان باملحاولة‪ .‬وبكلامت أخرى‬
‫هل ستج ِّرب؟‬
‫املبادئ الثالثة العظيمة هي‪:‬‬
‫‪ .1‬القبول مبسئوليتك الشخصية لكل ترصفاتك واعاملك‪ ،‬مواقفك‪ ،‬كلامتك‬
‫ترم باللوم عىل الغري‪.‬‬
‫وردود فعلك االخرى‪ .‬ال ِ‬
‫‪ 2.‬نسيان املايض بدل معاودة ذكره االساءات والتذمرات املاضية‪ ،‬التي تظن‬
‫انها قد س ِّويت‪ُ ،‬غف َرت‪ ،‬و ُن ِسيت (فيلبي‪13:3‬ب)؛ مرقس‪ .)26-25:11‬متى‬
‫ستبدأ بداية جديدة وتنىس املايض‪.‬‬
‫‪ 3.‬التزم مبساعدة أحدكم اآلخر يف تطوير امليزات الشخصية‪ .‬هل تح ِّفز‬
‫احدكم اآلخر للعمل عل بناء املحبة واالعامل الصالحة (عربانيني‪)24:10‬؟‬
‫النضوج يف هذه الناحية هي واحدة من الفرص يف العالقة الزوجية‪ .‬هل‬
‫تعمل عىل ذلك؟ بإمكانك التفكري بهذه املبادئ بالرتتيب الذي جاءت‬
‫به‪ ،‬ألن كل واحد مرتبط باآلخر الذي يتبعه‪ .‬نفرتض بهذا أنك تفكر‬
‫مبحاولة تطوير زواج افضل‪ .‬من البديهي تعريف النواحي التي تحتاج‬
‫منظف‬ ‫اىل تحسيني‪ ،‬لكنها خطوة رضورية‪ ،‬لعملية اكرب‪ .‬عليك أن تكون ِّ‬
‫البيت لالمور السلبية وباين البيت بطريقة ايجابية‪ .‬نحن نتحدث عن‬
‫بيت وزواج افضل ‪25 -‬‬
‫بيت العالقة الزوجية‪ .‬واآلن لنتوسع بالنواحي الثالث‪.‬‬
‫‪ .1‬القبول مبسئوليتك الشخصية‪ .‬عىل ما يبدو انه من الصعب عىل الناس‬
‫االمتناع عن تقديم االعذار أو قبول لوم اآلخرين من أجل يشء عملوه او مل‬
‫يعملوه‪ ،‬خصوصا عندما تكون النتائج غري جيدة‪ .‬ان طرح اللوم عىل الغري كان‬
‫عىل ما يبدو من اول ما عمله والدانا االوالن يف جنة عدن (تكوين ‪)15-8:3‬‬
‫عندما واجههام الله بخصوص خطيتهام‪ .‬واضح مام فيالكتاب املقدس ان الله‬
‫سوف ال يسمح بالقيام بطرح االعذار من اجل منع أي عمل تاديبي من طرفه‪.‬‬
‫بالتاكيد مل يقبل الله االعذار التي قدمها كل من آدم وحواء‪ ،‬وال يقبل ايضا‬
‫محاوالتنا الهروب من مسؤوليتنا عن ترصفاتنا‪.‬‬
‫طرح اللوم عىل الغري لعدم الطاعة او ترصف غري الئق يصدر عادة من االطفال‪.‬‬
‫ويبدو أمراً طبيعياً فيهم‪: .‬هو الذي بدأ» أو «مل اسمعك» هام ترصفان عاديان‬
‫وخلق ليك نعرتف بصدق مبسئوليتنا ونقول «لقد‬ ‫يف االطفال‪ .‬نحتاج اىل نضوج ُ‬
‫أخطأت»‪.‬‬
‫عندما ُيقال عن شخص ‪« ،‬ال يعرتف ابدا انه عىل خطأ» نتكلم هنا عن شخص‬
‫بخلق ضعيفاً ومرائياً‪ .‬احد أهم مبادئ عمل االخصائيني يف طب النفس وعلوم‬ ‫ُ‬
‫النفس العرصي هو أن يربروا ويجيزوا االعذار وطرح اللوم عىل الغري‪ .‬كل يشء‬
‫وكل شخص إن كان يف املايض أو يف الحارض‪ ،‬يف املجتمع أو االفراد يصبحون‬
‫مستهدفني للوم‪ ،‬وهذه محاولة للهروب من املسئولية الشخصية‪ .‬يجب عىل‬
‫احدهم أن يكون «الضحية» واملستشارون عادة يتعاطفون ويوفرون الدعم‬
‫للشخص وترصفاته‪.‬‬
‫يف الزواج بكون الوضع محبطاً جدا عند محاولة حل املشاكل مع الرشيك‬
‫الذي يجد صعوبة كبرية يف تح ّمل املسئولية ألي ترصفات أو الكلامت التي‬
‫قيلت‪ ،‬مهام كان الدافع أو الوضع املسبب‪ ،‬نحن وحدنا مسئوولون عن ر ّد‬
‫فعلنا‪ .‬سيحاسبنا الله عىل ذلك مهام تغاىض اآلخرون‪ .‬البعض يق ّر ُو بالخطأ‬
‫‪ - 26‬بيت وزواج افضل‬
‫بطريقة بسيطة وبعد ذلك يتبعونها بكلمة «لكن» لذلك يجب االنتباه ملا يتبع‬
‫كلمة «لكن»‪ .‬قال احدهم مرة أنا ليس عندي «لكن»‪.‬‬
‫اتفقا بينكام عىل مامرسة أمرين‪.‬‬
‫‪ .1‬ال يهم ملاذا‪ ،‬قلت أو عملت شيئا‪ ،‬فأنا مسئول امام الله واآلخرين الذين‬
‫لهم عالقة عن تجاويب‪ ،‬ألن ترصيف غري االئق أو عديم املسئولية تجاه‬
‫اآلخرين ال ميكن اتخاذه كوسيلة للتهرب من املسئولية لتجاويب‪.‬‬
‫‪ .2‬اعرتايف الجزيئ لتجاويب الخاطئ‪ ،‬خصوصا عندما يتبعه كلمة «لكن» ال‬
‫يشكل قبول مسئوليتي الشخصية‪ .‬مهام قال أو عمل احدهم‪ ،‬فتجاوبك‬
‫كان إما ايجابيا أو سلبياً يف نظر الله‪ِ .‬ق َّر به بدون تقديم االعذار‪ ،‬فهذا‬
‫يظهر قوة وسمو خلقي‪ ،‬وليس ضعفاً‪.‬‬
‫نسيان املايض‪ .‬قال أحد الفالسفة مرة‪« ،‬أن تخطئ فهذا انساين‪ ،‬لكن‬ ‫‪ .2‬‬
‫أن تغفر فهذا الهي‪ ».‬هذا يعني أن كل انسان قد قال أو اقرتف شيئا خاطئاً‬
‫يف ماضيه‪ ،‬وجدير بالندم‪ .‬نفس االنسان يجد صعوبة يف مغفرة السيئة التي‬
‫حصلت له يف املايض‪ .‬ومع ذلك يتوقعون من الله أن يغفر لهم خطاياهم‪.‬‬
‫عىل هذا االساس يطلب منا يف افسس‪« 32:4‬كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض‬
‫شفوقني متسامحني كام سامحكم الله ايضاً يف املسيح‪ ».‬فالله يغفر لنا بنعمته‪،‬‬
‫وليس ألننا نستحق غفرانه‪ .‬انه يتوقع منا ان نتعامل مع الغري بنفس الطريقة‬
‫– وبالتاكيد نحو رشيك الزواج‪.‬‬
‫هذا ال يعني بالرضورة التغايض عن تكرار الترصفات الخاطئة‪ .‬بل هذا يعني‬
‫انه عند تصليح االمر باالعرتاف‪ ،‬وترك الخطية والتوبة الحقيقية‪ ،‬علينا أن‬
‫نعمل ما يعمله الله‪ .‬نضع االمر خلفنا وننتهي منه‪ .‬عندما عملت اآلن كل ما‬
‫باستطاعتك عمله لتصحيح االمر مع رشيكك هذا كل ما ميكن أن ُيعمل‪ .‬إذا‬
‫بقي الطرف اآلخر يعيد ذكر املوضوع ويقذفك به باستمرار بعد مدة طويلة‬
‫فهذا تحقري لعمل نعمة الله لنا‪ .‬لقد ح ّذر الرب يسوع مستمعيه بشدة من‬
‫بيت وزواج افضل ‪27 -‬‬
‫الترصف يف متى‪ .35-23:18‬لقد دعا الشخص الغري مسامح‬ ‫ّ‬ ‫خطية مثل هذا‬
‫«رشير» وقال أن الله سيعامله كام عامل غريه‪.‬‬
‫عادة ال يتحرك رشييك الزواج لتسوية االساءة برسعة‪ .‬افسس‪ 26:4‬يقول‪...« :‬‬
‫ال تغرب الشمس عىل غيظكم»‪ .‬وهذا يعنبي أن ال تحمل اي اساءة ضد‬
‫رشيكك لليوم التايل‪.‬لذلك االحتامل بتضخيم االمر عند الطرفني بسبب نومهم‬
‫عىل الحدث‪ .‬إن االحتفاظ باالساءة يف الداخل هو من طبيعتنا البرشية‪ .‬وهذا‬
‫يحدث ألننا نريد بطريقة ما أن نعاقبهم‪ .‬هذا رمبا يحصل ألننا نريد تربير‬
‫مواقفنا وترصفاتنا‪« .‬الناس تقول عادة‪« ،‬ال اقدر أن أنىس»‪ .‬أو «ال أقدر أن‬
‫اغفر له أو لها»‪ .‬وما يعنوه بالحقيقة «ال أريد»‪ .‬عدم التعامل مع االساءات‬
‫وعدم غفرانها هي كاألحامض يف النفس‪ .‬إنها تلطخ عالقتنا مع الله ومترمر‬
‫روحنا‪ .‬عندما نخيب من نعمة الله بهذه الطريقة عندها «يطلع أصل مرارة‬
‫ويصنع اعوعاجا فيتنجس به كثريون» (عربانيني‪ .)15:12‬وضع املايض خلفك‬
‫يكون صحياً عاطفياً وروحياً‪.‬‬
‫مساعدة أحدكم اآلخر يف تطوير امليزات الشخصية‪ .‬من املستحيل‬ ‫‪ .3‬‬
‫الوصول اىل االدراك الكامل لتعامالت الله مع أوالده يف ظروف الحياة بدون‬
‫أن نرى عمله يف تطوير ميزاتنا الشخصية‪ .‬وهذا ميكن تلخيصه مبعرفة أن‬
‫هدفه تشكيلنا عىل شبه ابنه (رومية‪24:8‬؛ ‪2‬كورنتوس‪ .)18:3‬يعمل الله عىل‬
‫ارجاع شبهه فينا (تكوبن‪ .)27:1‬لقد افسد هذا الشبه بواسطة الخطية ويحتاج‬
‫ترميم من جديد‪1( .‬كورنتوس‪.)49:15‬‬
‫مبا ان مؤسسة الزواج قد صممت بواسطة الله‪ ،‬فواحدة من أهدافها يجب‬
‫أن يكون تكميل ميزاتنا بواسطة التفاعل الزوجي‪ .‬إذا اردنا أن ننضج بزواجنا‬
‫فعلينا النضوج يف ميزاتنا‪ .‬لذلك‪ ،‬فهؤالء االزواج املؤمنون بحق يجب عليهم‬
‫تكريس انفسهم لعمل ذلك‪ .‬أوال‪ ،‬علينا السعي للنضوج بانفسنا للتعامل‬
‫بنواحي مختلفة يف اتحادنا‪ .‬ثانيا‪ ،‬علينا أن نتفكر يف كيفية مساعدة رشيك‬
‫‪ - 28‬بيت وزواج افضل‬
‫الزواج يف النضوج وأن ال اكون عرثة‪ .‬رمبا تكون هذه فكرة جديدة لكثريين من‬
‫االزواج‪ .‬ولكن إذا جعلناها جزءاً من تفكرينا‪ ،‬فيمكن أن تكون عنرصاً اضافياً‬
‫ايجابياً للتحسني‪ .‬اعرتف أن هذا يحتاج اىل مقدار عظيم من النضوج‪.‬‬
‫لقد أوصانا الله أن ننضج يف كل النواحي (افسس‪ .)15:4‬النضوج يعني التغيري‪.‬‬
‫ونضوج امليزات فينا يكون عملية تدريجية‪ ،‬وليست مغامرة تحدث يف ليلة‬
‫واحدة‪ .‬انها تحتاج تسليم املؤمن لهيمنة الله عليه‪ .‬كام أنها تتطلب تعاوننا‬
‫مع اآلخرين‪ .‬هذا يتضمن االستعداد لإلصغاء والتغيري‪.‬‬
‫ميكننا االصطدام مبع ِّوقات كثرية خالل طريق النضوج‪ .‬معظمنا يقاوم‬
‫عملية التغيري الشخيص‪ ،‬إما بسبب الريض الذايت‪ ،‬الكربياء‪ ،‬العناد‪ ،‬عدم‬
‫االحساس أو قلة االميان بامكانية التغيري‪ .‬رمبا نستاء من التذكري أو التصحيح‬
‫من اآلخرين‪ ،‬رمبا بواسطة رشيك الزواج بطريقة خاصة‪ .‬إذا مل نكن منفتحني‬
‫للتغيري‪ ،‬فسوف ال يحصل فينا‪ .‬فحياتنا وزواجنا سيتحمالن العواقب تباعاً‪.‬‬
‫نحن الخارسون‪.‬‬

‫كيف ميكننا مساعدة أحدنا اآلخر‪ ،‬بدون تحولنا اىل «لحوحني» أو مولعني‬
‫باالنتقاد؟ يقول يف عرباننني‪« 24:10‬لنالحظ بعضنا بعضا للتحريض عىل املحبة‬
‫واالعامل الحسنة» ‪ .‬كيف ميكننا مساعدة احدنا اآلخر بطريقة صحيحة؟‬
‫الحاجة االوىل أن نكون قدوة‪ ،‬خصوصا يف النواحي التي نريد اآلخرين أن‬
‫يتغريوا فيها‪ .‬تذكر أن الهدف هو شبه املسيح‪ ،‬وليس ما تريده انت شخصياً‪.‬‬
‫كيف ميكننا املساعدة بأشياء أخرى؟ ميكننا الصالة من اجلهم ألمور محددة‬
‫مؤمنني‪ .‬ميكننا أن نتعلم كيف نستعمل املديح الصادق للتشجيع عىل التقدم‬
‫حتى يف أمور صغرية‪ .‬يعترب التشجيع من الدوافع العظيمة‪ .‬توجد طرق ايجابية‬
‫وأخرى سلبية من أجل تقديم االقرتاحات‪ .‬تعلم الفرق‪ .‬اكتشف كيفية تقديم‬
‫اقرتاح بطريقة بناءة وايجابية‪ .‬هل ميكنكم تخصيص وقت للحوار البنّاء‪ ،‬بروح‬
‫بيت وزواج افضل ‪29 -‬‬
‫الوداعة‪ ،‬بدون الثورة العاطفية من اي منكم؟ يجب أن تكتشف كيف ميكنك‬
‫عمل ذلك بنجاح‪ .‬ضع بعض القواعد االساسية‪ .‬أذا كنت تقدر عىل طرحها‬
‫فهل تقدر أن تقبلها ايضاً؟ ع ِّرف بواسطة الحوار والقدوة ما تتحدث عنه!‬
‫توجها لكلمة الله معا؛ صليا معا بخصوص الفوارق‪ .‬ف ِّكر مبصلحة الشخص‬
‫اآلخر‪ .‬ادرس عن خاصيات الله‪ ،‬الكثري منها ميكن أن يكون نواحي تسعى‬
‫لتطويرها فيك‪.‬‬
‫بإختصار‪ ،‬الزما انفسكام كزوجني أن تطورا النضوج الذي سيمكنكام من‬
‫التعامل مع املواضيع التي ذكرت يف هذا الفصل‪ .‬س ِّلم نفسك وزواجك للروح‬
‫القدس ليك يعطيك القدرة عىل النجاح يف النواحي التي كنت ستفشل بها‬
‫بدونه‪ .‬قال الرب يسوع املسيح كل يشء ممكن لدى الله‪.‬‬

‫‪ - 30‬بيت وزواج افضل‬


‫الفصل الخامس‬ ‫أسئلة البحث ‬
‫ثالثة مبادئ للوفاق‬
‫ ‬
‫‪ .1‬بخطوات عملية ‪ ،‬ماذا ميكنك عمله للحد من نزعتك الطبيعية «لِ َلوم‬
‫اآلخرين» أو تقديم االعذار لنواحي من ترصفاتك وكلامتك حيث كانت‬
‫بقليل من الحكمة؟ ما هي النواحي التي تقدم فيها االعذار اكرث؟‬

‫‪ .2‬كيف تتعامل مع املظامل واالساءات التي يسببها لك رشيكك‪ ،‬والتي هي‬


‫يف حكم املايض؟ متى وملاذا تعيد ذكرها خالل نزاعات حديثة؟ ماذا‬
‫ميكنك عمله للقضاء عىل هذه العادة؟‬

‫‪ .3‬سجل النواحي التي تستطيع بواسطتها مساعدة رشيكك يف بناء‬


‫تسجل فقط ما كان يف الدرس؛ لكن اكتب‬
‫شخصيته‪/‬ا بطريقة بناءة‪ .‬ال ِّ‬
‫ما أنت مستعد وقادر عىل تنفيذه‪.‬‬

‫واف؟ هل‬
‫‪ .4‬ايّ مبداء من املباديء الثالثة اثر فيك‪ ،‬اكتب مع تفصيل ٍ‬
‫تؤمن من أن هذا سيرتك أثراً ايجابياً للحصول عىل زواج افضل؟‬

‫بيت وزواج افضل ‪31 -‬‬


‫الفصل السادس‬
‫التقليل من الجدال وسوء الفهم‬
‫سوف ال يخلوا البرش من االختالفات فيام بينهم‪ .‬أحيانا تقود هذه االختالفات‬
‫اىل عدم الوفاق‪ ،‬لكن هل علينا أن ال نتفق؟ هذا يعني انه سيكون جدال غري‬
‫مريح وفظ ويسء االسلوب‪ .‬وميكن االضافة اىل ذلك‪ ،‬الغضب الجارح‪ ،‬الحنق‬
‫واللهجة الهجومية‪ ،‬باالسلوب والكالم‪ .‬وهذا ال يساعد عىل الحلول كتابعي‬
‫املسيح‪ ،‬وإمنا يسوغ االختالف باآلراء‪.‬‬
‫يسأل يعقوب‪ ”1:4‬من اين الحروب والخصومات بينكم أليست من هنا من‬
‫ل ّذاتكم املحاربة يف اعضائكم “ فمصدر الخالف إذا ليس عدم االتفاق أو‬
‫الشخص اآلخر‪ ،‬بل يف طبيعتنا الخاطئة‪ .‬نريد أن نثبت اننا عىل حق‪ .‬ويجب‬
‫اثبات أن الشخص اآلخر عىل خطأ‪ .‬نشتهي أن تكون لنا “الكلمة االخرية‪”.‬‬
‫نرغب بكسب الجدال بأي مثن‪ .‬فامذا تسمي هذا املوقف؟ التغيري الذي‬
‫يحدثه الله بواسطة قوته املغرية‪ ،‬ميكن أن يكون البداية للتقليل من الجدال‪.‬‬
‫سوف تساعدنا كمسيحيني عىل تحسني قدرتنا عىل الترصف الحسن عند‬
‫وجود الخالف‪.‬‬
‫الناس املجادلون‪ ،‬املعرتفون بتباعيتهم للمسيح‪ ،‬عىل ما يبدو أنهم نسوا‬
‫غالطية‪ “ 19:5-20‬واعامل الجسد ظاهرة التي هي زىن عهارة نجاسة دعارة‬
‫عبادة االوثان سحر عداوة خصام غرية سخط تحزب شقاق بدعة» ويقابل‬
‫هذه الخطايا مثار الروح يف عدد ‪ .22‬مامرسة اعامل الجسد الرشيرة تجعلنا‬
‫نتساءل بحقيقة كوننا مسيحيني حقيقييي معدّين للسامء‪ ،‬العدد ‪ .21‬هذا أمر‬
‫جدي للغاية‪ .‬فاملوضوع إذا هو هل ترصفنا يتوافق مع االميان الذي نعرتف‬
‫به‪ .‬ميكن أن يكون رشيكنا صعب املراس‪ ،‬أو عىل االقل نحن نظن أنه كذلك‪.‬‬
‫‪ - 32‬بيت وزواج افضل‬
‫ففي الواقع هذا ال يغيرّ مسئوليتنا نحو الله بأن نجيب بلياقة يف الحاالت‬
‫االستفزازية‪ .‬تذ ّكر! أننا يف نظر الله غري مسموح لنا اعطاء األعذار للترصف‬
‫الخاطئ الصادر عنا ولوم اآلخرين‪.‬‬
‫هذا ال يعني أن ال يكون عندنا أقتناع‪ ،‬أو حتى رأى‪ .‬من غري ريب علينا أن‬
‫نتعلم كيفية التعبري عن رأينا لرشيكنا‪ ،‬بدون السامح للمناقشة أن تتحول‬
‫اىل جدال وبالنتيجة اىل ضغينة‪ .‬يوجد فرق بني املناقشة والجدال‪ ،‬وعلينا أن‬
‫نتعلم كيف نتفق يف الخالفات‪ .‬نناقش بيشء عندما تسنح الفرصة للطرفني‬
‫ان يعرضا االمور للتفكري‪ .‬النقاش ليس مونولوج (مناجاة شخصية)‪ ،‬إنه ليس‬
‫محاولة ليعطيك التسليم بقضية انك عىل حق وانهم عىل خطأ‪ .‬انه ليس‬
‫تبادل غاضب مام يسبب تفاقم الوضع ويقلل من النور‪ .‬يف النقاش يصغي‬
‫الناس بأحرتام لوجهة نظر الطرف اآلخر (ليس بالرضورة اإلجامع يف الرأي)‬
‫مهام كانت خاطئة‪.‬‬
‫عندما يتحول النقاش اىل جدال يجب انهاءه‪ ،‬ألنه ال يخدم أي هدف نافع‪.‬‬
‫يترضر االطفال عندما يسمعون والديهم يتجادلون‪ ،‬أو حتى دالئل توتر يف‬
‫مرض جدا لهم ومثال ضعيف‪ .‬رمبا يروا الحياة «كام هي» كام‬ ‫عالقتهام‪ ،‬أنه ٌ‬
‫يدّعي بعض املدافعني‪ .‬انهم بال شك ال يرون الحياة كام يجب أن تكون‪.‬‬
‫وبكلامت اخرى لوصف هذا الحال‪ ،‬مشاحنة (صدام كالمي متذ ّمر‪ ،‬أو‬
‫نزاع مط ّول عادة ما يكون مصحوب بالرصاخ والشجار (بال صرب وبانفعال‬
‫متبادل ومستمر)‪ .‬املصطلح املعروف منزلياً عراك‪ ،‬وأحيانا ُيدعى “مشاجرة”‪،‬‬
‫“اضطراب عنيف” أو “انفجار” ويف الحاالت املفرطة يوصف عىل انه “سخط‬
‫وهيجان”‪.‬‬
‫لقد أوضح الحكيم عن هذه الضائقة يف امثال‪ 9:21‬حيث قال انه “السكنى يف‬
‫زاوية السطح خري من امرأة مخاصمة وبيت مشرتك”‪ .‬ويقول لنا يف امثال‪14:17‬‬
‫“ابتداء الخصام اطالق املاء ‪ .‬فقبل ان تدفق املخاصمة اتركها”‪ .‬لقد قال مرة‬
‫مسيحي مشهور للمؤلف انه هو وزوجته مل يتشاجرا ابدا‪ .‬وعندما سالته عن‬
‫بيت وزواج افضل ‪33 -‬‬
‫سبب هذا االنجاز االستثنايئ قال‪ :‬ألن زوجته ترفض الدخول يف جدال‪ .‬هذا‬
‫امر يصعب ايجاده تقريبا بني معظم الزيجات‪ .‬فكيف نقلل من الجدل وسوء‬
‫الفهم إذاً؟‬
‫ترجاه ليسيطر عىل‬ ‫‪ .1‬حاول السيطرة عىل تجاوبك‪ .‬اسمح للرب‪ ،‬بل ّ‬
‫عواطفك‪ ،‬كلامتك وترصفاتك‪ .‬ضبط النفس هو واحد من مثار الروح‪ ،‬أو‬
‫حياة منضبطة بالروح القدس‪ .‬هذا ميكن أن يكون بالعالقة املتفاعلة مع‬
‫الله‪ .‬عندها علينا مامرسة رومية‪6:6‬؛ ‪ 13،11‬و‪ 13:8‬التي تقول انه علينا‬
‫أن نكون عاملني‪ ،‬حاسبني‪ ،‬ومقدمني ذواتنا‪ ،‬وأن «منيت»اشياء مع ّينة‪ .‬هذا‬
‫يقود لحياة منترصة‪ ،‬يقول يف أمثال‪»28:25‬مدينة منهدمة بال سور الرجل‬
‫الذي ليس له سلطان عىل روحه»‪ .‬وامثال‪ 1:15‬يقول «الجواب اللينّ يرصف‬
‫الغضب والكالم املوجع يهيج السخط» وامثال ‪ 11:29‬يقول «الجاهل‬
‫يظهر كل غيظه والحكيم يسكنه اخريا‪ ».‬الناس الغاضبون يهيجون الخصام‬
‫مام يؤدي اىل الخطيئة (أمثال‪ .)22:29‬هذا له عالقة بالكربياء كام تخربنا‬
‫االعداد التالية‪ .‬باختصار‪ ،‬ه ّون عن نفسك وامنع غضبك قبل أن تقول اي‬
‫يشءبترسع وغضب‪ .‬تعلم االصغاء الجيد وكن «قليل االنفجار»‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ .2‬تع ّلم إغفال االهانات‪ ،‬كانت حقيقية أو خيالية‪ .‬كن متفهام ومتحم ًال‬
‫(افسس‪2:4‬؛ كولويس‪ .)13:3‬وهذا يعني «التح ّمل املستمر»‪ .‬انك تفعل‬
‫ذلك الجل خاطر املسيح واملصلحة العامة‪ .‬يقول أمثال‪« 11:19‬تعقل‬
‫االنسان يبطئ غضبه وفخره الصفح عن معصية»‪ ،‬وهذه نتيجة االستعداد‬
‫لكبح الغضب‪ .‬تذ ّكر موقف الرب يسوع أمام بيالطس البنطي‪ ،‬أو املشتكني‬
‫عليه‪ .‬تأمل بكبحه لنفسه ونعمته‪ .‬الشخص الذي يتح ّمل الكثري بحق له أن‬
‫يقول شيئا ما‪ ،‬لكنه ميتنع عن القيام بذلك‪ .‬ويحتفظ بهدوئه‪ ،‬مظهراً الصرب‪،‬‬
‫التواضع‪ ،‬واللطف‪ .‬هذا يكون اظهار صفات سامية وقوية‪ ،‬متمثال باملسيح‪.‬‬
‫صمم تغافل االشياء بدل أن تستاء منها‪ ،‬مارس هذا يومياً‪ ،‬خصوصا يف‬
‫البيت‪.‬‬
‫‪ - 34‬بيت وزواج افضل‬
‫‪ .3‬عندما تكون الفوارق حقيقية وال ميكن التغايض عنها‪ ،‬حاول التعامل‬
‫معها بطريقة مقبولة‪ .‬اخرت وقتا مناسباً للعمل عىل االمور‪ .‬تالىش اوقات‬
‫شعورك بالتعب‪ ،‬الجوع‪ ،‬الغضب أو عندما تكون عواطفك ثائرة‪ .‬اتفقا‬
‫أن تتكلام بهدوء بصوت منخفض (ليس مرتفع أو رسيع الكالم)‪ .‬اعقد‬
‫حل الفوارق ليس بج ّو الخارس‪ -‬الرابح‪ .‬تع ّلم التسليم بفشل‬ ‫النية عىل ّ‬
‫سجل ما تؤيده وما تعارضه من املواضيع بطريقة‬ ‫موقفك او مامرساتك‪ِّ .‬‬
‫تحتوي عىل ِكال وجهات النظر واسبابها‪ .‬ق ِّرر بعد التم ّعن ما هي النواحي‬
‫املمكن انجازها باالتفاق املسبق بينكام‪ ،‬مع االخذ بعني االعتبار التنازل‬
‫عن وجهات النظر بدون التنازل عن االقتناعات‪ .‬هذا يتط ّلب مقداراً كبرياً‬
‫من النضوج والقوة الروحية‪ .‬عىل اي حال فهذا يستحق مجهودك لتحقيق‬
‫الوفاق بالتواصل بدل الجدل للوصول اىل تسوية االمور بسالم‪.‬‬
‫‪ 4.‬عندما يستعيص حل بعض االمور الكبرية بينكام اتفقا عىل التشاور مع‬
‫مؤمن ناضج للمساعدة يف الحل والتحكيم‪ .‬اتفقا عىل االلتزام بتوصياته‬
‫وتنفيذها‪ .‬ميكن القيام بهذه الجلسة بشكل رسمي أو غري رسمي‪ .‬الهدف‬
‫من ذلك يكون اليجاد الحلول للمواضيع املطروحة وتخطيها‪ .‬الخالفات‬
‫الباقية تكون سبب خطورة لعالقتكام‪ .‬اكرسا الحواجز لفتح الطريق‬
‫املسدود‪.‬‬
‫اليكام بعض االمثلة العقيمة للحديث يف محاولة حل املعضالت‪:‬‬
‫“الوضع ميؤوس منه‪ ،‬مل اعد استطيع املحاولة‪ .‬انه (انها) ال يتغيرّ ابدا‪”.‬‬
‫اصل اىل حل‪ ،‬واصلح املوضوع معك”‬ ‫“يجب أن ِ‬
‫“ال اريد الحديث يف املوضوع اكرث‪ ،‬ال اآلن واىل بعد اآلن‪ .‬ال ارغب يف البحث‬
‫فيه”‬
‫ميكنك االضافة عىل هذه االمثلة الكثري من االتهامات‪ ،‬التنديد‪ ،‬والحنق‪.‬‬
‫بيت وزواج افضل ‪35 -‬‬
‫اسأل نفسك االسئلة التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬هل تتصف اجوبتي بالنعمة (املعروف الغري مستحق) كام تعامل الرب‬
‫معي؟‬
‫‪ .2‬هل انا مستعد عىل االقل املشاركة يف تحمل املسئولية نحو هذا االشكال؟‬
‫أو هل أنا اضع كل اللوم عىل الطرف اآلخر؟‬
‫‪ .3‬هل نحن نتحرك باالتجاه الصحيح‪ ،‬مع أن كل االمور ليست كاملة؟ هل‬
‫ابحث عن الكامل لعالقتنا يف عامل غري كامل؟‬
‫‪ .4‬هل انا ملتزم بالكامل‪ ،‬مع تضحيات‪ ،‬إلزالة االشياء التي تهدم عالقتنا‬
‫بواسطة التسبب بالخالف؟‬
‫‪ .5‬هل هديف ازالة‪ ،‬أو عىل االقل التقليل‪ ،‬الشجار يف بيتي؟ اذا كان ال‪،‬‬
‫ملاذا؟‬
‫عندما نتعلم التعامل وازالة الجدال وسوء الفهم يكون هذا مبثابة بناء ج ّو‬
‫مريح لزواجنا وبيتنا‪ ،‬فاجعلها من اولوياتك‪.‬‬

‫‪ - 36‬بيت وزواج افضل‬


‫الفصل السادس‬ ‫ ‬
‫اسئلة البحث‬
‫التقليل من الجدال وسوء الفهم‬

‫‪ .1‬ملاذا بحسب رايك يوجد عندك جدال يف الزواج‪ ،‬خصوصا تلك التي‬
‫تتسبب بالشعور بالضغينة‪ ،‬وجرح املشاعر؟‬

‫‪ .2‬ما الذي بحسب رايك ميكن أن يقلل من تكرار التاثري السلبي للجدل‬
‫وسوء الفهم يف زواجكام؟‬

‫اذا استطعتام التوصل اىل اتفاق مشرتك عندما نخوض موضوعاً أو اكرث من‬
‫املواضيع املثرية للجدل الحاد‪ ،‬فام هي هذه الحلول؟‬

‫بيت وزواج افضل ‪37 -‬‬


‫الفصل السابع‬
‫حسم املشاكل واالحباطات‬

‫«أنا محبط اىل حد ال ادري معه ماذا افعل‪».‬‬


‫انها رصخة الكثريين اليوم! وماذا تعني؟ انها الشعور العميق بالعجز واإلستياء‪،‬‬
‫الناجمة عن املشاكل العالقة‪ .‬نشعر بإنعدام النجاح يف الحاالت التي فيها‬
‫حاولنا وفشلنا تصحيح االمور‪ .‬نشعر باإلستسالم‪.‬‬
‫ملاذا نريد االستسالم عندما نفشل؟ رمبا نكون محبطي العزمية من نتائج‬
‫محاوالتنا نحن‪ .‬يقول البعض «عملت كل ما بوسعي ومل ينفع يشء»‪ .‬رمبا‬
‫نكون محبطني من الفشل يف تجارب حياتنا اليومية‪ ،‬وهذا يؤثر عىل الزواج‪.‬‬
‫ملاذا نكون هكذا محبطني بدل ان يكون عندنا االمل؟‬
‫‪ .1‬رمبا ألننا مل نتق ّبل الواقع بان عدم الكامل هو جزء عادي من حياة املشاكل‬
‫والصعوبات واإلحباط هنا عىل االرض‪ .‬هذه هي االشياء التي علينا أن‬
‫نتع ّلم التعامل معها‪ .‬هذا جزء من الحياة‪.‬‬
‫‪ .2‬رمبا مل نتطلع اىل الرب باستمرار ولجاجة للحصول عىل قوته الخارقة‬
‫للطبيعة للتغلب عىل الصعاب‪ .‬يسال الله «هل بصعب عيل يشء؟»‬
‫(ارميا‪ .)27:32‬هل املشكلة ان امياننا قليل جداً‪ ،‬أو انه مبقدار حبة‬
‫الخردل؟ هل عدم الكفاءة البرشية عائق امام عمل الله؟‬
‫‪ .3‬رمبا مل نتعلم كيف نرى يف االحباط وسيلة للنمو‪ .‬هل ال مكان لتُخ َتبرَ‬
‫وتتعلم دروس مهمة يف االوقات الصعبة؟ رمبا نحتاج كيف نتعامل‬
‫مع هذه االشياء بدون االنفجار غضباً أو التهاوي اىل وضع كئيب‪ ،‬أو‬
‫االستسالم‪.‬‬
‫‪ - 38‬بيت وزواج افضل‬
‫ماذا بشكل خاص تعمل الزوجات عندما تشعرن باالحباط؟ رمبا يبكني‪ ،‬كوسيلة‬
‫للتفريغ العاطفي‪ .‬رمبا يغضنب‪ .‬رمبا يكتئنب‪ .‬رمبا يفكرن اساءة بعض الترصفات‬
‫التي يغضون النظر عنها يف االحوال العادية‪.‬‬
‫ماذا يعمل االزواج عادة يف مثل هذه االحوال؟ رمبا يلجئون للعنف الكالمي‬
‫أو حتى الجسدي‪ .‬رمبا يغضبوا بدون اللجوء للعنف‪ .‬رمبا يصيبهم الحزن أو‬
‫يلجئون للصمت‪ .‬رمبا يفكروا ايضاً اىل اساءة بعض الترصفات التي يغضون‬
‫النظر عنها يف االحوال العادية‪ .‬عند مراجعة هذه الترصفات سنصل اىل قناعة‬
‫من انه بالتاكيد ال يفيدنا اي منها‪ ،‬يوجد طرق اخرى بناءة للتعامل مع‬
‫االحباط‪.‬‬
‫ماذا ميكننا عمله بطريقة بناءة بدل ما سبق؟‬
‫اهدأ وحاول ازالة العنرص العاطفي من تجاوبك مع الوضع‪.‬‬ ‫‪ .1‬‬
‫صل واطلب ارشاد الله ملا هو افضل‪ .‬رمبا فرتة «انتظار أمام الرب» تكون‬‫ّ‬ ‫‪ .2‬‬
‫افضل من اي يشء كنت تعمله‪ .‬ارصف وقتا وفراً يف كلمة الله وال تقلل‪.‬‬
‫افتح ذهنك لإلرشاد االلهي‪.‬‬
‫حلل الوضع بطريقة جديدة‪ .‬ميكن أن يكون تفكريك عقي ًام‪ .‬اطلب ارشاد‬ ‫‪ .3‬‬
‫مؤمن حكيم وناضج‪ .‬ابحث عن منظور جديد‪ .‬نقّ تفكريك‪ ،‬قلل من‬
‫الهيجان والثورة‪ .‬ال تتوقع من املستشار النفيس اصالح رشيكك‪ ،‬هذا ليس‬
‫عمل املستشار النفيس وهو عىل اي حال ال يقدر عمل ذلك‪.‬‬
‫خصص وقتاً هادئاً ملراجعة االمور مع رشيكك بهدوء‪ .‬ابحث عن طرق‬ ‫‪ .4‬‬
‫للتخلص من االحباط وتحسني الوضع‪ .‬هذا الوقت ليس لتجديد الحرب‬
‫الكالمية‪.‬‬
‫ف ِّكر يف تغيري روتني حياتك االعتيادي‪ .‬قم مع رشيكك بعمل ِ‬
‫شيئ تحبانه‪،‬‬ ‫‪ .5‬‬
‫كمنفس للتو ّتر‪ .‬حاول الحصول عىل قسط من الراحة‪ ،‬ف ِّكر بجولة يف‬
‫بيت وزواج افضل ‪39 -‬‬
‫املنتزه‪ ،‬لشاطئ البحر أو اىل الجبال‪ .‬ال تسمح لفكرك بالركود‪ .‬توقف اىل‬
‫حني عن التفكري أو الحديث عن احباطك‪ .‬اكرس حلقة تفكريك املغلقة‬
‫وكن متفتحاً ليشء جديد‪.‬‬
‫‪ .6‬توقف عن اإللحاح عىل رشيكك العيش بحسب توقعاتك‪ ،‬أو التميش مع‬
‫تفكريك‪ .‬رمبا تكون توقعاتك غري واقعية‪ .‬هل تقارن رشيكك بشخص آخر‬
‫أو شخصية خيالية؟ هل تزوجت متوقعا تغيري ذلك الشخص؟ تذكر من‬
‫أنك ال تستطيع تغيري رشيكك‪ ،‬خصوصا بحديثك‪ ،‬الحاحك ومناوراتك‪.‬‬
‫سيتغيرّ رشيكك عندما هو او هي تريد ذلك التغيري‪ ،‬وليس قبل‪ .‬عندما‬
‫يكونون مستعدين لالصغاء لله و‪/‬أو ملشري ناضج‪ ،‬عندها تستطيع ثوة‬
‫الله أن تعمل للتغيري‪.‬‬
‫‪ .7‬تع ّلم قبول ما ال ميكنك تغيريه‪ .‬غيرّ ما تستطيع تغيريه جيداً‪ ،‬خصوصا‬
‫بنفسك‪.‬‬
‫‪ .8‬تجنب الحكم الرسيع عىل الدوافع أو التقليل من االهتامم برشيكك‪.‬‬
‫تحسن‪ ،‬عندما يكون لذلك سبي ًال‪ .‬رمبا كان جهد اكرث‬
‫امدحهم عىل كل ّ‬
‫مام تتوفع‪.‬‬
‫‪ .9‬تعامل مع عواطفك السلبية قبل تصحيح رشيكك‪ .‬التحيح ال يعمل جيدا‬
‫عندما تكوون متضايقاً‪ ،‬مستا ًء‪ ،‬أو عندما تعامل رشيكك بالصمت‪.‬‬
‫‪ .10‬اعمل من اجل التناغم بدل الغلبة (انا عىل صواب‪ ،‬انت عىل خطأ)‪ .‬ال‬
‫تحاول قول الكلمة االخرية‪.‬‬
‫ال ميكنك النجاح يف أي يشء وانت محبطاً‪ .‬انها ردة فعل سلبية ملا ال تحبه‪ ،‬انها‬
‫غري بنائة‪ .‬تذ ّكر أن ترصفاتك ودوافعك هي مشكلتك انت‪ .‬أنت غري مسئول‬
‫عن ما يفعله أو ال يفعله الشخص اآلخر‪ ،‬امنا ملا تفعله انت‪ .‬ترصف بطريقة‬
‫صحيحة الجل خاطر الرب‪ ،‬فسوف تايت بافضل النتائج‪.‬‬
‫‪ - 40‬بيت وزواج افضل‬
‫تذ ّكر‪ ،‬يوجد تبعية جيدة للمشاكل‪ .‬ستتمكن من تنمية شخصيتك بواسطة‬
‫الغلبة مبساعدة الله‪ .‬تع ّلم ان تكون اقوى‪ ،‬وشخصاً افضل‪ .‬انك بالغلبة عىل‬
‫متجد الله يف طاعتك وخضوعك له‪ .‬تع ّلم أن تستمد القوة من‬‫املشاكل فانت ّ‬
‫الله كام االغصان من الكرمة (يوحنا‪ .)1:15‬ستنمو يف مدرسة الله بواسطة‬
‫تع ّلمك أن تكون ْأحكم بدل الته ّيج يف احباطك‪ .‬ال تطلب من الله أن يقلل‬
‫املشاكل ويخفف االحباط‪ .‬اطلب منه أن يساعدك لتكون شخصا افضل‪.‬‬

‫بيت وزواج افضل ‪41 -‬‬


‫الفصل السابع‬ ‫ ‬ ‫اسئلة البحث‬
‫حسم املشاكل واالحباطات‬

‫‪ .1‬ما الذي تحتاج اىل استبعاده من حياتك وترصفاتك من أجل التغلب عىل‬
‫االحباط مع رشيكك؟‬

‫‪ .2‬اي من الطرق واالرشادات املختصة باالحباط والتي اىت ذكرها يف هذا‬


‫الفصل‪ ،‬تختار لتطبقها يف حياتك؟‬

‫‪ .3‬ناقش بهدوء اجوبتك مع رشيكك وانظر كيف ميكنكام مساعدة احدكام‬


‫اآلخر للتحسني يف هذه النواحي‪ .‬سجل ما تتفقان عليه او تخططاته‬
‫معاً‪.‬‬

‫‪ - 42‬بيت وزواج افضل‬


‫الفصل الثامن‬
‫فهم الفوارق الجنسية بني الزوجني‬
‫عندما خلق الله «ذكرا وأنثى» (تكوين‪27:1‬؛ ‪ )2:5‬خلقهم مختلفني‪ .‬وهذا‬
‫ال يعني عدم املساواة بل إختالف‪ .‬هذا االختالف هو اكرث من مجرد اختالف‬
‫عضوي (تركيب االعضاء) أو مميزات مادية‪ .‬انها تحتوي ايضا عىل الشخصية‬
‫والفوارق الجنسية يف الجينات‪ ،‬ومن ضمنها الطريقة التي نتجاوب بها عاطفياً‪،‬‬
‫والتفكري باالمور والقرارات التي نتخذها‪ .‬تتضمن ايضا االدوار املعينة يف البيت‬
‫ويف الكنيسة واملجتمع‪ .‬باالضافة اىل الطريقة بها التي نتجاوب جنسياً‪.‬‬
‫جنيس‪ ،‬فالنتيجة تكون‬
‫ٍ‬ ‫وتجاوب‬
‫ٍ‬ ‫إذا فشلنا يف فهم هذه الفوارق بحساسية‬
‫التسبب بسوء الفهم‪ ،‬عدم االكتفاء واإلحباط يف العالقة الزوجية‪ .‬الفكرة‬
‫الشعبية الخاطئة هي أن عىل الرشيك أن يتجاوب معي كام متاما كام اتجاوب‬
‫تف ّكر بالنقاط املخترصةالتالية‪:‬‬ ‫أنا‪ .‬هذا خطأ أسايس‪ .‬‬
‫‪ .1‬يكون الرجال عادة ذوي تجاوب جنيس ارسع‪ .‬بينام يحتاج النساء اىل‬
‫فرتة اطول لإلثارة‪.‬‬
‫‪ .2‬يتجاوب الرجال بالنظر بينام تتجاوب النساء لعوامل عاطفية اخرى‪.‬‬
‫‪ .3‬ميكن أن يثار الرجال بدون ادىن احساس نحو األنثى‪ -‬هذا غري طبيعي‬
‫وعادة أمر مبهم متاماً عند املرأة‪.‬‬
‫العطور‪ ،‬الصوت‪ ،‬املحيط والحديث التمهيدي عادة غري مهم ملعظم‬ ‫‪ .4‬الجو‪ُ ،‬‬
‫الرجال‪ .‬إمنا تعني الكثري للمرأة‪.‬‬
‫‪ .5‬الرجال أقل تعقيداً‪ ،‬وتركيزهم أكرث عىل التجاوب الجنيس‪ .‬بينام يوجد‬
‫عند النساء مناطق حساسة كثرية‪.‬‬
‫بيت وزواج افضل ‪43 -‬‬
‫‪ .6‬عندما تكون مع املرأة يف عالقة جنسية‪ ،‬فللوقت أهمية اكربعند النساء‬
‫منها عند الرجال‪.‬‬
‫ليك نخدم االحتياجات الجنسية لرشيك حياتنا‪ ،‬فهذا يتض ّمن اهتاممات‬
‫مختلفة‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬للمؤمن الذي يقبل سلطة كلمة الله‪ ،‬يوجد وصايا كتابية‪ .‬علينا أن ننتبه‬
‫ملا يعلمنا اياها ربنا الكيل الحكمة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬علينا أن أن نطلب مبحبة‪ ،‬فهم كال من الفوارق العضوية والشخصية‬
‫لرشيك الحياة وأن نتعامل بحسب ذلك‪ .‬بكلامت أخرى علينا أن نبادر‬
‫ونتواصل مع رشيكنا بطريقة روحية ذكية‪ ،‬وليس باملطالبة «بالحقوق‪».‬‬
‫التعابري الكتابية بسيطة واىل الهدف‪:‬‬
‫‪ .1‬ل ّبي إحتياجات رشيكك الجنسية‪ .‬الحق «بجسدك» هو لرشيكك وليس‬
‫لك‪1( .‬كورنتوس‪ )4-3:7‬هو ليس شيئاً للمناقشة واملساومة عليه‪.‬‬
‫‪ .2‬العالقات الجنسية يف إطار الزواج بريئة كلياً يف نظر الله‪ .‬ليس أي يشء‬
‫قذر بخصوصها (عربانيني‪ ،)4:13‬مع أن اختبارنا قبل الزواج اعطانا‬
‫انطباعاً ضعيفاً‪.‬‬
‫‪ .3‬يختلف االفراد‪ ،‬عضوياً‪ ،‬نفسياً‪ ،‬وخربا ًة (‪1‬بطرس‪ .)7:3‬لهذا علينا أن نفهم‬
‫ونتالءم مع بعضنا بطريقة التعاون املشرتك‪ .‬هذا عادة ما يتطلب الصرب‬
‫وجهد كبري‪.‬‬
‫نواح عديدة‪.‬‬
‫علينا االستمرار بتذكري أنفسنا أن الذكور واالناث مختلفون يف ٍ‬
‫علينا أن نفهم هذه اإلختالفات وأن نتأقلم بحسبها‪.‬‬
‫ملاذا يفشل الرشكاء أحيانا بالحصول عىل اإلكتفاء يف العالقة الجنسية املشرتكة؟‬
‫ما الذي ميكن عمله لتصحيح العوامل املؤدية لهذا الفشل؟ تف ّكر ببعض من‬
‫العوامل الكثرية‪.‬‬
‫‪ - 44‬بيت وزواج افضل‬
‫‪ .1‬عليك أن تلتزم بالعمل عىل تحسني الوضع‪ ،‬كام يف كل نواحي التواصل‪،‬‬
‫عىل أن يكون للعالقة الجنسية ّ‬
‫جزئ فيه‪.‬‬
‫‪ .2‬عىل أن ال تكون عملية االضطجاع مجرد يشء «تتممه» انت وهكذا‬
‫ينتهي االمر‪ .‬هذا الترصف يحط من العالقة الجنسية اىل مجرد عملية‬
‫مامرسة آلية‪ .‬يفصلها من مبدأ املحبة الصادقة والعطاء املتبادل‪ .‬يجب‬
‫أن يكون الهدف اإلكتفاء املتبادل مع الرتكيز عىل احتياج الشخص‬
‫اآلخر وليس أنا‪.‬‬
‫‪ .3‬مبا أن الهدف هو إكتفاء الرشيكني‪ ،‬فعلينا البحث الهادئ (واالصغاء‬
‫الجيد) ملا ينقص الطرف اآلخر‪ .‬كيف ميكنك أن تجعل هذا الجزء من‬
‫عالقتكام ايجابياً بدل أن يكون سلبياً؟ عىل الرجل أن يتفكر ويسأل‪ ،‬ما‬
‫الذي يؤمل‪ ،‬ما ليس وقته املناسب‪ ،‬ما هو خال من املحبة أو ببساطة بال‬
‫اكتفاء؟ أما املرأة فعليها أن تتفكر وتسأل‪« ،‬هل أنا متفهمة إلحتياجاته‬
‫لتحريره من الضغط الجنيس املتواتر والتعاون معه يف ذلك؟‬
‫‪ .4‬رمبا توجد عوامل أخرى غري هذه األمثلة‪ .‬عىل الطرفني تف ُّهم اشياء‬
‫مثل التعب‪ ،‬والتو ّتر يف اوقات املفاتحة والطلب‪ .‬يوجد طبعاً حدود‬
‫ألستعامل مثل هذه االعذار‪ .‬االعالن املعتاد‪« ،‬ليس هذه الليلة يا‬
‫تعب جداً»‪ .‬هذه وغريها يجب أن ال تصبح‬ ‫حبيبي‪ ،‬عندي صداع‪ ،‬وانا ٌ‬
‫اسباباً لالمتناع املتواصل‪ .‬استعامل العالقة الجنسية كوسيلة للتفاوض‬
‫والضغط عىل اآلخر امر ليس بحسب الكتاب وغري مقبول‪.‬‬
‫‪ .5‬رمبا يكون تعقيدات يف العالقة الجنسية بسبب اختبارات سابقة‬
‫سيئة‪ .‬اشياء مثل التحرشات الجنسية‪ ،‬أو االساءة الجسدية أو حتى‬
‫حادثة عرضية غري رشعية‪ ،‬قد تكون أي من هذه قد تسببت بالشعور‬
‫بالذنب‪ .‬ولهذا قد يعتربون الجنس «قذر ُا»‪ .‬إن ما ينجس فراش الزواج‬
‫هو العهارة والزىن‪ ،‬وليس العالقة الجنسية املرشوعة‪( .‬عربانيني‪-4:13‬‬
‫بيت وزواج افضل ‪45 -‬‬
‫‪َ .)5‬يعلق بفكرنا أحيانا شعور بان الجنس غري نظيف بحد ذاته (كام‬
‫ُتع ّلم بعض الجهات)‪ ،‬أو أن العزوبية أنقى (كام يعلم البعض)‪ .‬فرمبا‬
‫يجب إزالة هذه األفكار بواسطة مشورة حكيمة وبصرب‪ .‬ال تخف‬
‫يستح الله‬
‫من النقاش باستعامل مصطلحات واضحة‪ ،‬األشياء التي مل ِ‬
‫من أن يخلقها‪ .‬إن املتعة الجنسية يف الزواج هي من تدبري محبة‬
‫الله وحكمته‪ .‬ارفض االحباط بسبب اختبارات سيئة سابقة‪ ،‬يف سبيل‬
‫التحسني‪ .‬رمبا تحتاج بعض الوقت‪ .‬لكن كن صبوراً‪ .‬رمبا يحتاج االمر‬
‫اىل املزيد من النقاش الصادق‪ .‬خصص وقتا لعمل ذلك‪ .‬رمبا تحتاج اىل‬
‫االستشارة التي يجب عليكام االثنني ان تتنبها اليها‪ .‬اذا كان االمر كذلك‬
‫فابحثا عنها‪ .‬مهام كانت الصعاب فاالمر يتطلب منك االلتزام بطاعة‬
‫الرب‪ .‬بالتأكيد يجب أن ال نطلب من الطرف اآلخر أن يطيع الله‪ .‬عيل‬ ‫ّ‬
‫أنا أن افعل ذلك‪.‬‬

‫‪ - 46‬بيت وزواج افضل‬


‫الفصل الثامن‬ ‫ ‬ ‫اسئلة البحث‬
‫فهم الفوارق الجنسية بني الزوجني‬

‫ ‬ ‫‪ .1‬ما الذي فتح عينيك يف هذا الفصل لتفكري جديد؟‬


‫ ما هي املالحظات التي ميكنك أن تضيفها عىل ما قد كتب اىل اآلن‬

‫‪ .2‬ما هي الصعوبات يف نواحي العالقة الجنسية التي تظن انها تحتاج‬


‫اىل فهم افضل؟ ‬
‫ بالنسبة للمرأة (من طريف كل من الرجل واملرأة)‪.‬‬

‫ بالنسبة للرجل (من طريف كل من الرجل واملرأة)‬

‫‪ .3‬ما هي الخطوات التي تحتاجها لتحسني يف عالقتكام يف هذه الناحية؟‬


‫(كن مستعداً إلتخاذ خطوات عملية بشأنها)‪.‬‬

‫بيت وزواج افضل ‪47 -‬‬


‫الفصل التاسع‬
‫الدور الكتايب للزوج‬
‫عندما نبدأ بوصف الدور الكتايب االعتيادي للزوج والزوجة‪ ،‬علينا أن نعرتف‬
‫برصاحة‪ ،‬انه ال يوجد طريقة صادقة ورصيحة ليك نجعل االفكار الكتابية‬
‫مقبولة يف الزمن العرصي امليلء بالرصعات الحديثة‪ ،‬عىل االخص املجتمع‬
‫الذي يريد أن يعيش حياته يحسب الطابع الغريب‪ ،‬نقول الرصعات الحديثة‬
‫وليس املتعارف عليها‪ ،‬ألن ليس كل رشائح املجتمع توافق عىل كل الرصعات‬
‫املنترشة‪ .‬ميكننا قول نفس اليشء عن مواقف التقاليد العاملية املختلفة التي‬
‫ال تقبل بشكل عام االفكار العرصية بخصوص الزواج‪.‬‬
‫عرب ربع القرن االخري قامت ومنت حركات مناهضة‪ ،‬بل مهاجمة ملا‬
‫يسمى منط الزواج التقليدي املحافظ‪ .‬وبكلامت أخرى بسيطة‪ ،‬إن هذا النوع‬
‫من الزواج يجب أن يكون فيه الزوج راس العائلة‪ .‬يوجد نسبة متنامية اآلن‬
‫يف املجتمع‪ ،‬مل تعد العائالت قبل بهذه الطريقة‪ .‬ولكن فكرة رئاسة الرجل‬
‫ما زالت مقبولة من االكرثية‪ ،‬القيادة هي كتابية‪ .‬الفكرة العرصية‪ ،‬التي‬
‫حتى يف اوساط كثري من االنجيليني‪ ،‬تقول أن الزواج يجب أن يكون بقيادة‬
‫مشرتكة وبادوار تتغري من حني آلخر‪ .‬تقال هذه االفكار احيانا بسبب سوء‬
‫فهم مضمون النصوص الكتاية التي وردت يف افسس‪ .7:6-23:5‬يقول البعض‬
‫بوجوب أن يكون خضوع متبادل بني الزوج والزوجة‪ .‬تطبيق مثل هذه الفكرة‬
‫للعالقة بني الوالدين واالوالد التابعني‪ ،‬يكون امراً غريباً ومضحكاً‪ .‬اليك الفكرة‬
‫بطريقة ابسط‪ ،‬يف الزواج أو يف اي مجال آخر يحتاج اىل قيادة‪ ،‬يجب أن يكون‬
‫شخصاً ما يف موقع يتحمل فيه كل مسئولية‪ ،‬مسئول ألتخاذ القرارات النهائية‬
‫لكل ما يقال و ُيعمل‪.‬‬

‫‪ - 48‬بيت وزواج افضل‬


‫يوجد املزيد من الرصعات التي يظهر انها تريد أن تزعزع الفارق‬
‫بني االدوار واملسئوليات يف الزواج‪ .‬يعمل كال الوالدين يف وظائف منتظمة‬
‫خارج البيت‪ ،‬مغايرا لفرتات وزمن الكتاب املقدس‪ .،‬الدعم املايل للبيت أمر‬
‫مشرتك‪ .‬يف الكتاب املقدس يكون من مسئولية الزوج تدبري املال الالزم للبيت‬
‫(‪1‬تيمو‪ .)8:5‬عمل املراة الرئييس أن تكون مدبرة البيت وراعية االوالد واالمور‬
‫الداخلية للبيت (تيطس‪ .)5-4:2‬هذه الفكرة تتعرض لالستهزاء يف اوساط‬
‫دعاة الحركات النسائية‪ .‬الكلمة زوج يف اللغة االصلية تعني «مد ّبر‪ ،‬حافظ»‬
‫متاما كام تعني كلمة «كرام» اي الشخص الذي يعتني بالكرم (يوحنا‪.)1:15‬‬
‫لذلك فواجب الزوج أن يحفظ ويعتني بزوجته وإحتياجاتها املالية وأن يكون‬
‫الدعامة االساسية للبيت‪ .‬عندما تنعكس هذه االدوار‪ ،‬أو حتى توضع جانباً اىل‬
‫حني‪ ،‬فهي تتسبب بزعزعة احرتام وقيادة الزوج‪ .‬وأكرث من هذا فإنها تسبب‬
‫احيانا الصدامات ورمبا االنفصال‪.‬‬
‫املسئولية العظمى لالزواج هي أن «يحبوا زوجاتهم‪ ،‬كام أحب‬
‫املسيح الكنيسة واعطى نفسه ألجلها» (افسس‪ .)25:5‬هذا هو النمط‬
‫الالمتناهي ألسمى نوع محبة‪ ،‬تضحية ذاتية الشخصية والقدوة‪ .‬وباملقارنة‬
‫فمسئولية الزوجة أن تحرتم وتكرم زوجها (افسس‪ ،)33:5‬وان تكون خاضعة‬
‫له(افسس‪ .)22:5‬واجبها عىل االقل ممكن احرازة وبالتاكيد اقل الحاحاً‪ .‬هؤالء‬
‫الذين يهاجمون أو يرفضون مبدأ الخضوع للزوج كتقليد قديم‪ ،‬قالئل منهن‬
‫مستعدات للتنازل عن محبة الزوج املضحية لزوجته‪ ،‬كانها غري رضورية‪.‬‬
‫بالتاكيد ال ميكنك كمنطق التمسك بطرف واحد من هذه املعادلة‪.‬‬
‫تم التشديد عىل مسئوليات الرجل كقيادة يف الزواج عند وصف مؤهالت‬
‫الشيوخ يف الكنيسة (‪1‬تيمو‪ .)5-4:3‬إذا مل يستطع تدبري بيته حسناً‪ ،‬له أوالد‬
‫يف الخضوع بكل وقار «‪...‬فكيف (ميكنه أن) يعتني بكنيسة الله»؟ وباختصار‪،‬‬
‫إذا مل يكن الزوج قائدا فعاالً‪ ،‬مديرا ومناظراً عىل بيته واوالده‪ ،‬فإنه يجب أن‬
‫بيت وزواج افضل ‪49 -‬‬
‫ال توكل اليه مسئولية مشابهة لالعتناء بشعب الله يف االجتامع‪ .‬يجب عىل‬
‫القادة يف الكنيسة أن يكونوا مثاالً لألزواج الآلخرين عام يجب أن يعملوه يف‬
‫بيوتهم‪.‬‬
‫االزواج مدعوون للقيام بكل جهد للعيش مع زوجاتهم بفطنة‪ ،‬كاالضعف‪،‬‬
‫ألنها امرأة‪ ،‬معطيهن؛ كرامة «كالوارثات معكم نعمة الحياة» (‪1‬بطرس‪.)7:3‬‬
‫هذا يفرتض أن تعريها انتباهاً واهتامماً‪ ،‬حنوناً وداع ًام بطريقة خاصة‪ .‬وصفها‬
‫«اإلناء االضعف» ال يعني انها إناء اقل شانا‪ .‬هي عادة اضعف من ناحية‬
‫القوة الجسمية وايضا تكون يف االغلب عاطفيا حساسة‪ .‬فمثال بسبب زيادة‬
‫الحساسية فيمكنها ان تبيك بسهولة‪ .‬فالرجل الذي يعامل زوجته كام يعامل‬
‫رج ًال آخر فهو غري حكيم عىل االغلب أو احمق يف اسوأ االحوال‪.‬‬
‫عندما يكون الزوج يف موقع القيادة الفعالة فسوف ال يكون قاسيا أو‬
‫استيداديا أو متطلبا‪ .‬انه يستشري ويصغي لزوجته كلام كان ذلك مناسباً مظهرا‬
‫كل احرتام لرايها‪ .‬إذا كان قائدا جيدا فهو يفهم الحاجة ليكون صاحب قرار‪،‬‬
‫يعرف متى وكيف يعطي االجابة‪ .‬يوافق عندما يستطيع ويقول ال عند اللزوم‪.‬‬
‫الزوج الذي ي ّغري رايه يتسبب باالحباط وتحمل الكثري‪ .‬فإذا مل يكن باالمكان‬
‫االعتامد عليه فيصعب تح ّمله‪ .‬إذا كان غري ُمبالٍ وال يهتم لها فطبيعتها ال‬
‫تحتمل هذا‪.‬‬
‫أن يكون الزوج مدبرا جيدا لبيته فهذا ال يعني انه يجب أن يكون‬
‫متدخال بكل التفاصيل الصغرية يف البيت‪ .‬عليه وضع االسس واالرشاد للبيت‬
‫واالوالد‪ .‬امنا عليه أن يوكل اىل الزوجة بعض االمور‪ ،‬كام يفعل اي مدير جيد‪.‬‬
‫من االفضل عدم الدخول بالتفاصيل الصغرية عند مناظرته لالمور‪ .‬هذا يكون‬
‫احيانا محبطاً‪ .‬لكن اترك لها قدرا اكرب من حرية الترصف يف االمور التي و ّكلتها‬
‫لعنايتها‪ .‬يجب االتفاق سلفاً يف امور إدارة املال‪ ،‬ارشادات بخصوص امليزانية‪،‬‬
‫تحايش الرشاء بالتقسيط والدين‪.‬‬
‫‪ - 50‬بيت وزواج افضل‬
‫يف املجتمعات املدنية أصبحت توقعات الزوجة من زوجها اكرب يف مجاالت‬
‫املساعدة يف اعامل البيت‪ .‬يكون هذا مهام عندما تعمل الزوجة خارج البيت‪،‬‬
‫مثل العناية باالوالد‪ ،‬واعامل البيت املختلفة واملساعدة بطرق مختلفة‪ .‬هذه‬
‫كلها تتوقعها الزوجة عندما يكون زوجها يف البيت‪ .‬يجب ترتيب مثل هذه‬
‫االمور بني الرشيكني بطريقة معتدلة‪ .‬بعض النساء يكن ذوات طاقة محدودة‬
‫ورسيعا ما تنزعج‪ .‬رمبا ال يكتفني باملساعدة التي يقدمها الزوج ودامئا تريد‬
‫املزيد‪ .‬بعض االزواج يساعدون قليال أو ال يفعلون شيئاً‪ ،‬تجده مسرتخيا بينام‬
‫هي تجاهد يف تدبري شئون االوالد والبيت‪ُ .‬ينتظر من القائد الجيد أن يد ّبر كل‬
‫وسائل الراحة والوفاق ليك يكون انسجام وعمل فعاّل يف البيت‪.‬‬
‫الزوجة الحكيمة تدرك انها مل تتزوج كائناً كام ًال‪ ،‬بل شخصاً فيه ضعفاته‬
‫ونواقصه مام هو عادي يف االنسان‪ .‬لذا فيجب أن ال تتوقع منه الكامل‪ .‬يجب‬
‫أن تحتمل وتتسامح مع ضعفاته وحتى تغفر له سقطاته‪ ،‬متاما كام تتوقع‬
‫منه أن يعاملها‪ .‬اللطافة وروح الدعابة هام رصيد عظيم يف هذه الحاالت‪.‬‬
‫يتوقع الزوجان من بعضهام البعض مؤهالت غري التي ذكرت سابقاً‪ .‬اول هذه‬
‫االمور أن يتعلم الواحد أن يكون «سهل العيش معه» مبقدار كبري‪ ،‬وهذا‬
‫يعني ايجابيا سعادة العيش الواحد مع اآلخر يف جو منسجم‪ .‬لقد كشفت‬
‫استطالعات الرأي أن رشكاء الزواج يتوقعون احدهم من اآلخر الصدق وليس‬
‫الخداع‪ ،‬وهذا أمر جوهري‪.‬‬
‫اخريا‪ ،‬يجب أن يتفقا عىل اهداف حياتية‪ :‬كيف يخططا أن يعيشا حياة‬
‫ذات معنى وهدف‪ ،‬خصوصا أن ُيرضيا الخالق املخلص‪ .‬وكام جاء سابقاً يجب‬
‫عىل الزوجني تحسني التواصل بينهام والتقليل من سوء الفهم‪.‬‬
‫عندما يعمل الرجل ليجعل من نفسه زوجا صالحا‪ ،‬فهو بذلك يعمل‬
‫عىل يشء يجعل حياته افضل‪ .‬يف الواقع يقول يف افسس‪« 28:5‬من يحب‬
‫امراته يحب نفسه» واكرث من هذا فهو يكون ُمرضياً لربه ويكون ُمرضيا‬
‫لزوجته واوالده‪.‬‬
‫بيت وزواج افضل ‪51 -‬‬
‫الفصل التاسع‬ ‫ ‬ ‫اسئلة البحث‬
‫الدور الكتايب للزوج‬

‫‪ .1‬بحسب تقييمك‪ ،‬أي من الوظائف واملسئوليات التي للزوج ُتعمل جيداً‬


‫يف البيت؟ ابحثا الجواب وتوصال معا التفاق ما ‪.‬‬

‫‪ .2‬من أجل تحسني وظيفة الرجل ماذا يجب أو باالمكان القيام به بطريقة‬
‫عملية ومعقولة يحسب رايك؟ ما الذي سيساعد هذا التحسني‪ ،‬مبا فيه‬
‫تغيري املواقف من طرفه‪/‬طرفها؟‬

‫نواح تخطط القيام مبحاولة جدية من أجل‬‫‪ .3‬إذا كنت الزوج‪ ،‬يف أي ٍ‬
‫كنت الزوجة‪ ،‬باي طريقة ميكنك عمل محاولة جدية‬ ‫التحسني؟ إذا ِ‬
‫ملساعدة زوجك للتحسني بدون االلحاح واالنتقاد؟‬

‫‪ - 52‬بيت وزواج افضل‬


‫الفصل العارش‬
‫فهم الدور الكتايب للزوجة‬
‫لقد حصل ما يشبه اإلنقالب يف مفهوم الدور الصحيح للمرأة يف العامل الغريب‪،‬‬
‫وقد انتقل اىل بالد الرشق يف العقدين املاضيني‪ ،‬أو اقل ما فيه فإنه قد ترك‬
‫أثراً يف مجتمعاتنا العربية‪ .‬واحد من املفاهيم ما يسمى «املساواة» (مساواة‬
‫يف الزواج‪ ،‬يعني مساواة يف القيادة وأيضاً يف االدوار العادية يف كل من البيت‬
‫والعمل)‪.‬‬
‫ال ميكن انكار وجود املعاملة غري العادلة للمرأة يف كل من داخل وخارج‬
‫الزواج لقرون عديدة‪ .‬صحيح ما يعلمة الكتاب أن االثنني متساويان يف املسيح‬
‫يف القيمة واملركز (غالطية‪ .)3:28‬مع هذا فاملشكوك فيه ما إذا كانت الفكرة‬
‫القائلة باملساواة بني الجنسني يف الزواج‪ ،‬يف عرصنا هي ما قصده ويعلمه كتاب‬
‫العهد الجديد‪.‬‬
‫نحتاج أن نفحص كيف يجب أن تؤدي الزوجة وظيفتها كام هو مع ّرف كتابياّ‬
‫لدور الزوجة‪ .‬ونحتاج ايضاً النظر يف كيف ميكن ربط ذلك مع عالقة العمل‬
‫بحسب التفاوت يف الشخصية كام خلقها الله‪ ،‬وليس كام ُصقلت بواسطة آراء‬
‫املجتمع الحديثة‪.‬‬
‫يوجد يف الكتاب املقدس عديد من املقاطع املهمة املختصة بالدور االسايس‬
‫للمراة يف البيت‪ .‬يقول يف تيطس‪« 5-3:2‬كذلك العجائز يف سرية تليق بالقداسة‬
‫غري ثالبات غري مستعبدات للخمر الكثري معلامت الصالح‪ ‬ليك ينصحن الحدثات‬
‫ان يكنّ محبات لرجالهنّ ويحبنب اوالدهنّ متعقالت عفيفات مالزمات بيوتهنّ‬
‫صالحات خاضعات لرجالهنّ ليك ال يجدف عىل كلمة الله»‪ .‬بكلامت أخرى‬
‫بالترصف الحسن‪ .‬وأن يرين محبة عملية ألزواجهن‬ ‫ّ‬ ‫أن تكنّ منوذجاً روحياً‬
‫بيت وزواج افضل ‪53 -‬‬
‫والوالدهن‪ ،‬وأن يشتغلن يف البيت يف مجال مسئوليتهن االسايس‪ ،‬وأن يخضعن‬
‫لقيادة أزواجهن بدل السيطرة والجدال (أمثال‪ .)19 ،9:21‬النزاع‪ ،‬النميمة‬
‫والكالم الكثري‪ ،‬غالبا بدون حكمة‪ ،‬كل هذه أدينت يف الكتاب لكل من املراة‬
‫والرجل‪ .‬أمثال‪ 31-10:31‬يطري عىل مناقب «املرأة الفاضلة « التي تفعل خريا‬
‫شك‪ .‬وكثرية االهتامم بإحتياجات‬ ‫لزوجها كل ايام حياته‪ .‬انها عاملة نشيطة بال ّ‬
‫اآلخرين‪.‬‬
‫مثل هذه بإمكانها تعليم النساء االخريات‪ ،‬كام االوالد أيضاً‪ -‬تستطيع‬
‫اعطا َءهم املشورة‪ .‬بإمكانها أن تشهد لهم‪ ،‬أن تزورهم‪ ،‬أن تستضيفهم وتظهر‬
‫اللطف للجميع‪ .‬ال ُيسمح للرجال يف معظم املجتمعات أن يقصدوا النساء‬
‫حتى ألسباب روحية‪ ،‬خارج محيط عائالتهم‪ .‬يذكر يف بطرس االوىل‪ 4:3‬عن‬
‫مزايا «الروح الوديع الهادئ» يف املرأة‪ ،‬بدل روح العدوانية وكرثة الكالم كام نراه‬
‫كثرياً‪ .‬نساء مثل هؤالء لسن مرغوبات وسط معظم الناس‪ .‬عليها أن تلبس لباساً‬
‫محتش ًام ليك ال تلفت االنظار لنفسها‪ ،‬خصوصا لجسدها (‪1‬تيموتاوس‪10-9:2‬؛‬
‫‪1‬بطرس‪ .)3:3‬هذا ال يعني انها تلبس ما هو غريب لجذب األنتباه بطريقة‬
‫سلبية‪ .‬الذوق الرفيع‪ ،‬برتتيب وجاذبية هو املقبول يف إطار التقدير الكتايب‪ .‬ما‬
‫يجب إظهاره هو االعامل الصالحة والصفات الحميدة‪.‬‬
‫كانت ليديا سيدة اعامل لكنها كانت ايضا أمراة تقية (اعامل‪ .)14:16‬كانت‬
‫فيبي شامسة يف االجتامع يف روما‪ ،‬تخدم اإلحتياجات العملية يف الكنيسة‬
‫(روميا‪ .)1:16‬كانت بريسكيال تخدم مع زوجها خدمة روحية كفريق زوج‬
‫وامرأته (اعامل‪2:18‬؛ ‪ .)26:18‬كان لفيليب سبع بنات نبيات‪ ،‬لكن هذا ال‬
‫يقرتح انهن تنبأن يف اإلجتامع العام للكنيسة‪ ،‬هذا عمل ممنوع يف الكلمة‬
‫(‪1‬تيموتاوس‪12-11:2‬؛ ‪1‬كورنتوس‪ .)34:14‬قادت دبورة جيش ارسائيل‪ ،‬لكنها‬
‫كان هذا بعد أن اعرتضت وقالت أن هذا الدور للرجل (باراق)‪ ،‬وليس لها‬
‫(قضاة‪ .)9-4:4‬املرأة املوصوفة يف امثال‪ 31‬كانت بال شك متعددة الرباعات‪،‬‬
‫وموهوبة بطرق مختلفة‪ ،‬لكنها بقيت امرأة تقية‪.‬‬
‫‪ - 54‬بيت وزواج افضل‬
‫يوجد يف الكتاب املقدس دليل للخدمة الصحيحة والواسعة للمرأة مام يسمح‬
‫لها ان تعمل بحسب طبيعتها ودعوتها من الله‪ .‬ال يوجد امرأة تستطيع أن‬
‫تخدم الله خارج البيت اال بعد أن تعرف كيف تخدمه بفعالية داخل البيت‪،‬‬
‫هذا ينطبق أيضاً عىل الزوج‪.‬‬
‫كيف ميكن للزوجة أن تكون ف ّعالة يف وظائفها البيتية؟ بطرق عديدة‪:‬‬
‫ميكنها ان تكون نظيفة‪ ،‬مرتبة ومنظمة ومديرة بيتية جيدة‪ .‬من الطبيعي انه‬
‫يساعد إذا كانت طاهية جيدة أو أن تتعلم أن تتحسن يف ذلك اكرث مام كانت‬
‫عندما بدأت‪ .‬ميكنها أن ُتبقي مظهرها الخارجي انيقا ليك ال ُتحرج أو تخ ِّيب‬
‫زوجها‪ .‬هذا ليس بالسهل القيام به عندما تشعر هي ان لديها الكثري لتعمله‬
‫أو كثرياً من األوالد صغار‪ .‬ولكن مع هذا فالنساء يف املايض كان ينقصهن‬
‫وسائل الراحة التي تسهل عليهن وكثريات كان لديهن أوالد كثريون‪ ،‬ومع هذا‬
‫احسنّ ‪ .‬صحيح انه عندما يكون افراد آخرون من العائلة االوسع يسكنون‬
‫قريبا بامكانهم املساعدة (كالجدة وعريها)‪.‬‬
‫يجب عىل الزوجة الصالحة أن تجعل من بيتها ملجئاً ومكان راحة وتشجيع‬
‫لزوجها‪ .‬إذا أىت للبيت ليواجه نزاع فهو يفضل أن ال يكون هناك‪ .‬وهي رمبا‬
‫تعارض ايضاً بقاءه خارج البيت‪ .‬من املهم انه عندما يعود الزوج من عمله‬
‫اىل البيت فهذه مناسبة أن تجعل من ذلك بداية ملساء ممتع‪ .‬امتنعي عن‬
‫الطلبات واالخبار السيئة اىل حني‪ .‬اطعميه أوالً‪ .‬قالت احدى النساء الحكيامت‬
‫مرة «عندما يكون زوجك َح ِرداً‪ ،‬فهو إما ٌ‬
‫تعب أو جائع»‪.‬‬
‫اليك بإختصار بعض اإلقرتاحات‪:‬‬
‫‪ .1‬راجع النصوص الكتابية املذكورة سابقاً‪ ،‬وغريها التي تعطي موجزاً عن‬
‫دور املرأة األسايس ودعوتها‪ .‬ميكن أيضاً للفتيات العازبات واالرامل‬
‫والنساء اللوايت تركن من ازواجهن ميكنهن ايضا أن يعملن بكثري من‬
‫هذه النواحي‪ .‬قرر أنك تريد أن تعيش بحسب كلمة الله‪ ،‬وليس‬
‫بيت وزواج افضل ‪55 -‬‬
‫باألفكار العلامنية الحارضة‬
‫‪ .2‬إقتنع بان مصلحتك وفرحك سوف يجد الدعم العظيم عندما يتك ّيف‬
‫مع ارادة الله يف الكتاب بدل وضع االعذار لعدم عمل ذلك‪ .‬فرحك‬
‫ميكن أن يدوم بالرغم من الظروف السلبية‪ ،‬ألن هذا مركز وعد الله‬
‫لتمكينك عمل ذلك‪ .‬اجعيل من الرب يسوع مصدر كفايتك‪ ،‬ليس‬
‫رشيك حياتك‪ .‬ال ميكن لرشيكك عمل كل فقط الله ميكن أن يعمله‪ ،‬أن‬
‫يعطيك الكفاية الداخلية‪ ،‬أو أن يجعلك امراة مكتفية‪.‬‬
‫‪ .3‬إذا كنت الزوجة‪ ،‬أكتبي قامئة بنواحي ضعفك يف تتميم دورك‪ .‬اجعيل‬
‫هدفك أن تكوين أمرأة فائقة الكامل‪ .‬ليست متوسطة أو حتى فاشلة‪.‬‬
‫استعميل معايري الله واطلبي دعمه‪.‬‬
‫‪ .4‬إذا أنت الزوج‪ ،‬اكتب النواحي التي بها تستطيع أن تساعد زوجتك‪،‬‬
‫ليس انتقادها‪ ،‬لتكون كام يريدها الله أن تكون‪.‬‬
‫‪ .5‬ايتها النساء ساعدن ازواجكن ليكونوا رجاالً أفضل‪ ،‬روحيا وبطرق‬
‫أخرى‪ ،‬لكن ليس بكرثة النق عليه واالنتقاد‪ .‬اعميل هذا أوالً بان تكوين‬
‫زوجة أفضل (‪1‬بطرس‪ .)2-1:3‬كوين مثاالً‪ ،‬صليّ ‪ ،‬قليل من الكالم‪ ،‬أصغي‬
‫وأعطي إجابة بناءة لكل من الله وزوجك‪ .‬ميكنك الخضوع لقيادته‬
‫بدون أن تصبحي ممسحة‪.‬‬
‫كام قال الرب‪« ،‬إذا عملت هذا فسوف ال تفشلني»‪.‬‬

‫‪ - 56‬بيت وزواج افضل‬


‫الفصل العارش‬ ‫ ‬ ‫اسئلة البحث‬
‫فهم الدور الكتايب للزوجة‬

‫‪ .1‬ي َع ِّرف الله دور املرأة ك «معينة» لزوجها (تكوين‪ .)18:2‬خارج العناية‬
‫بالبيت‪ ،‬تحضري وجبات الطعام والواجبات الروتينية‪ ،‬إذا كنت الزوجة‪،‬‬
‫كيف تعملني ذلك؟ إذا كنت الزوج‪ ،‬كيف ميكن زوجتك أن تعمل ذلك‬
‫أفضل؟‬

‫‪ .2‬يف مجتمعنا من الرضوري أحيانا أن تعمل املرأة‪ ،‬ومع ذلك ففي‬


‫‪1‬تيموتاوس‪ 14:5‬يشري أن اإلهتامم يف البيت هو الدور الرئييس للزوجة‪.‬‬
‫كيف ميكن ترتيب ذلك إذا كانت الزوجة تعمل خارج ً‬
‫البيت؟‬

‫‪ .3‬ماذا تقصد أن تعمل لتجعل هذا الدرس عنرصا مساعدا يف عالقتكام؟‬

‫بيت وزواج افضل ‪57 -‬‬


‫الفصل الحادي عرش‬
‫تطوير حياة روحية معاً‬

‫قيل أن من أهم الربكات هي املشاركة‪ .‬ما يعنيه هذا القول هو أنه سيكون‬
‫بركة يف املشاركة بني الطرفني يف أشياء يتمتع بها اإلثنني بالتساوي‪ .‬بعض من‬
‫نواحي هذه املشاركة‪ :‬اإلجتامعيات (أي القيام بأشياء مع اآلخرين)‪ ،‬الرياضة‬
‫(امليش أو أي نوع من التامرين)‪ ،‬الثقافة (املشاركة بالكتب‪ ،‬املجالت‪ ،‬وعناوين‬
‫االخبار)‪ .‬أهم ناحية‪ ،‬وغالبا ما ُتهمل هي الناحية الروحية‪ .‬هذه تكون أعمق‬
‫ملا يعترب أعظم مستوى من املشاركة‪.‬‬
‫ما هي املشاركة الروحية وماذا تشمل؟ انها تعني أن تتواصال وتتمتعا معاً‬
‫باوقات يكون فيها تفاعل مبارش مع الله (الصالة‪ ،‬قراءة وبحث يف الكلمة)‪.‬‬
‫وتشمل أيضا الخدمة معاً يف رشكة كنيسته‪ .‬اي الضيافة والرشكة مع مؤمنني‬
‫آخرين‪ .‬أن تشهدا وتوصال الرسالة للذين بال املسيح‪ .‬الفرص لعمل هذه‬
‫االشياء مع رشيك حياتك هي أحد أهم االسباب لتكون متزوجاً من مؤمن‬
‫حقيقي‪ .‬نقرأ يف ‪2‬كورنتوس‪« 14:6‬ال تكونوا تحت نري مع غري املؤمنني ألنه أية‬
‫خلطة للرب واإلثم‪ ،‬وأية رشكة للنور مع الظلمة‪ ،‬وأي نصيب للمؤمن مع غري‬
‫املؤمن؟ الجواب االعمق‪« :‬اقل ما ميكن»‪ .‬ألنه ال ميكنك التمتع معهم بيشء‬
‫ذات مغزى فيه‪ .‬فإذا كنت أنت غري مؤمن فكيف ميكنك «التفرغ للصالة»‬
‫(‪1‬كورنتوس‪ )5:7‬بينام يكون رشيكك ليس فقط مؤمناً بل ايضاً جدياً يف اميانه‬
‫ومك ّرس؟‬
‫عندما خلق الله جنسني وجمع أول والدين لنا بالزواج‪ ،‬فقد قصد بال شك أن‬
‫يتمتعا بالله معاً‪ .‬مل يقصد أبدا لخالئقه اعتبار الرشكة معه كواجب ممل‪ .‬بل‬

‫‪ - 58‬بيت وزواج افضل‬


‫اراد لهام أن يجدا إكتفاء وقناعة ومعنى لحياتهام فيه‪ .‬زواجهام يجب أن ال‬
‫يعرقل أمانتهام الكامله للرب‪1( ،‬كورنتوس‪ .)35:7‬إن الله واالهتامم به يجب‬
‫كأن ليس لهم»‬‫أن يكون كام يقول الكتاب «ليك يكون الذين لهم زوجات ّ‬
‫(‪1‬كورنتوس‪.)29:7‬‬
‫هذا ال يربر اهامل املسئوليات االساسية‪ .‬إمنا ما تعنيه هو ليس أن نح ّول‬
‫زواجنا اىل حياة مستحوذة يف االغلب باهتامم احدنا باآلخر بدل الرتكيز عىل‬
‫الله‪ .‬يجب أن تكون الرشكة الروحية جزءاً جوهرياً يف حياة ذات معنى كاحسن‬
‫ما تكون متعة‪ .‬فعندما يكون هدفنا الرئييس ارضاء احدنا اآلخر بدل ارضاء‬
‫الله‪ ،‬نكون قد وقعنا يف فخ تزاحم االهتاممات (‪1‬كورنتوس‪ )34-33:7‬فتصبح‬
‫إهتاممات الله منافساً مزعجاً للرشيك‪ ،‬يف الوقت واهتامم الزواج الداخلية‪.‬‬
‫كيف ميكننا الحصول عىل الرشاكة الروحية الجادة مع الرب (كزوجني) ومع‬
‫احدنا اآلخر؟‬
‫‪ -1‬يجب ان تتعهد بان تكون هذه اولوية يف حياتك‪ .‬فإذا مل تفعل ذلك‬
‫فسوف ال تكون لك امكانية ثانية‪ .‬فستضيع الرشاكة الروحية مع ازدحام‬
‫مشغولياتك‪ .‬راجع هذا الجزء من حياتك بواسطة نقاش شخيص‪ ،‬واتخذ‬
‫قراراً بالقيام بجميع التغيريات الرضورية‪ .‬يجب أن يكون هذا اساس‬
‫رشكة الزواج عندك‪ .‬عليكم أن تكونوا «جسد واحد» يف التواصل مع‬
‫الله ويف خدمته‪.‬‬
‫‪ -2‬تحتاجان كالكام لوقت التامل الشخيص الخاص واليومي مع الله‪ .‬ستكون‬
‫هذه ثروة‪ ،‬أي مشاركتكم مع بعضكام البعض‪ .‬هذا سيجعل كل منكام‬
‫قادراً ان يتكلم عام اعطاه الرب من كلمته‪ .‬وهذا سيمكنكام من الصالة‬
‫كفريق ألمور ذات اهتامم مشرتك‪.‬‬
‫‪ -3‬ع ِّينا وقتا‪ ،‬مهام كان قصرياً لتصليا معاً‪ .‬يستحسن أن تبدآ اليوم بهذه‬
‫بيت وزواج افضل ‪59 -‬‬
‫الطريقة‪ .‬تعلام أن تركعا عىل ركبتيكام معا وتتكلام مع الله بصوت‬
‫عالٍ ‪ .‬سيكون هذا مساعدا ومشجعا‪ .‬ستكون فرصة جيدة للزوج أن‬
‫يظهر قيادته روحياً‪ .‬إذا كنت تعاين من الخجل أو عدم الكفاءة‪ ،‬أجعل‬
‫من هذا فرصة لتتقوى‪ ،‬خصوصا بتشجيع من الزوجة‪ .‬جيد ايضا أن‬
‫تصليا معا عندما يحصل تو ّتر يف العالقة أو يف التعامل مع الحاالت‬
‫العسرية‪ .‬من املؤكد ان عىل الزوج أن يربهن عىل قيادته عند تناول‬
‫الطعام عندما تكون العائلة معا وهو يقدم الشكر عىل الطعام‪.‬‬
‫‪ -4‬يجب أن يكون لكلمة الله املكان املركزي يف العائلة‪ .‬هذا يعني اكرث من‬
‫أن يكون الكتاب املقدس يف البيت أو يحتل موقعا مرموقا فيه‪ .‬يجب‬
‫عىل الزوجة والزوج أن يشاركا احدهام اآلخر يف تبرصهم الروحي‪.‬‬
‫عندما يكون االوالد متواجدين يف البيت‪ ،‬قم بقراءه عائلية من الكلمة‬
‫مع تطبيقات حياتية‪ .‬خذ بعني االعتبار القصص الكتابية التي تتناسب‬
‫وجيلهم‪( ،‬يوجد كتب لقصص الكتاب للمساعدة يف هذا املجال)‪.‬‬
‫بعض العائالت تستعمل قصصاً شيق ًة عن املرسلني‪ .‬افسح مجاالً مناسبا‬
‫ملشاركة االوالد‪ ،‬واطرح االسئلة وافتح النقاش‪ .،‬حافظ عىل عدم اطالة‬
‫هذه االوقات مام يجعلها مملة‪ .‬ال تجعلها عبئاً‪.‬‬
‫‪ -5‬مارس الضيافة يف بيتك بأن تدعو الضيوف املتكلمني يف االجتامع أو‬
‫املرسلني اىل مائدة الطعام‪ .‬كثري من االوالد قد حصلوا عىل الهام ملدى‬
‫الحياة بسبب هؤالء الرجال االتقياء‪ .‬ادعُ الزوار والجريان اىل مائدتك‬
‫خصوصا االشخاص املرتوكني جانباً‪ .‬ف ِّكر كيف تعيش «معطا ًء» يف املال‬
‫والوقت والخدمة وليس «آخذاً» فقط‪.‬‬
‫‪ -6‬تدارس كيف ميكنك كعائلة االشرتاك يف النشاطات الروحية‪ .‬باالضافة‬
‫إلجتامعات الخدمة العادية‪ ،‬ف ِّكرا أن تعمال معا يف برنامج لألوالد أو أي‬

‫‪ - 60‬بيت وزواج افضل‬


‫نشاط آخر‪ .‬ناقشا كيف تحسنا ذلك يف حياة العائلة‪ .‬يجب عىل كليكام‬
‫أن تخدما الله معا وتساهام يف حياة كنيستكام‪.‬‬
‫باإلجامع‪ ،‬أعط الرب يسوع املسيح وكلمة الله الجزء االكرب من حياتكام معاً‪.‬‬
‫كن اكرث من مجرد «تذهب اىل الكنيسة»‪ .‬تحتوي الحياة املسيحية عىل اكرث‬
‫من االعرتاف باسم يسوع كرب لك‪ .‬اجعلها حقيقة ح ّية‪.‬‬

‫بيت وزواج افضل ‪61 -‬‬


‫الفصل الحادي عرش‬ ‫ ‬ ‫اسئلة البحث‬
‫تطوير حياة روحية معاً‬

‫‪ .1‬ما هي اكرب املعطالت امام املشاركة الروحية يف حياتك الزوجية والعائلية؟‬


‫ما الذي يجب عمله للتقليل أو إزالة هذه املعطالت؟ تباحثا يف هذه‬
‫معاً‪.‬‬

‫سجل بعض االمور املحددة التي تنوي القيام بها لتنمية أو تحسني‬ ‫‪ّ .2‬‬
‫املشاركة الروحية‪ ،‬مام جاء يف االقرتاحات املذكورة يف الفصل‪ .‬ناقشا هذه‬
‫معاً‪ .‬إلتزم مبا ستسجله‪.‬‬

‫‪ .3‬هل لديك من إقرتاحات تطرحها بناء عىل خربتك‪ ،‬مام يساعد اآلخرين‬
‫من املشاركني يف الحلقة بهذه النواحي؟‬

‫‪ - 62‬بيت وزواج افضل‬


‫الفصل الثاين عرش‬
‫تحسني االوقات االجتامعية معاً‬
‫واحدة من الفوائد الرئيسية للحياة الزوجية هي الرفقة والعرشة‪ .‬وهذا يعني‬
‫أن نقيض معاً وقتاً لطيفاً ولذيذاً‪ ،‬متناغ ًام ومتقارباً‪ .‬عندما خلق الله اإلنسان‪،‬‬
‫واألشياء األخرى‪ ،‬قال عنها «حسنٌ جداً» (تكوين‪ .)31 :1‬وبعد ذلك قال الله‬
‫«ليس جيداً أن يكون آدم وحده‪ ،‬فأصنع له معينا نظريه» (تكوين‪.)18 :2‬‬
‫لقد َّصمم الله االنسان مميزاً عن االشياء االخرى ليتمتع بالعالقة اإلجتامعية‪.‬‬
‫انه كائن إجتامعي‪ ،‬مل ُيخلق ليعيش حياة الوحدة‪ .‬فالعالقة الرئيسية بني كل‬
‫العالقات هي التي تكون بني الرجل وزوجته‪.‬‬
‫تحتاج هذه الناحية اىل الن ُُم ّو والتطوير‪ ،‬وتحتاج اىل جهد خاص‪ .‬لقد قيل يف‬
‫لوقا‪« ،52:2‬وأما يسوع فكان يتقدم يف الحكمة والقامة والنعمة عند الله‬
‫والناس»‪ .‬كان الرب ينمو إجتامعياً‪ ،‬مع انه مل يتزوج ابداً لكنه كان ينمو‬
‫يف عالقة الحياة االجتامعية‪ .‬مل يكن راهباً «متوحدا»‪ ،‬أو من يعيش متجنباً‬
‫املشاركة مع اآلخرين‪ .‬لقد كان رج ًال شعبياً‪ ،‬يختلط‪،‬يتحادث‪ ،‬يهتم ويتجاوب‬
‫مع إحتياجات اآلخرين‪ .‬لقد عينّ ال ّرب ‪ 12‬رج ًال ليكونوا معه لتدريبهم وليعيش‬
‫معهم يف عالقة شخصية وقريبة‪.‬‬
‫كثري من االزواج عندهم حاجة كبرية للعمل يف الناحية اإلجتامعية يف عالقتهم‪.‬‬
‫ممكن أن تجدهم معا‪ ،‬لكن يفتقدوا اىل مقدار عظيم من البهجة يف التفاعل‬
‫اإلجتامعي‪ .‬ميكن للواحد أن يكون متزوجا ويشعر بالوحدة بسبب اإلهامل‪.‬‬
‫ويف معظم األحوال قليل جداً ونادراً ما تجد تبادل الحديث‪ ،‬حتى عندما‬
‫يخرجان معاً عالنية‪ ،‬وإن كان هناك اي من الحديث فيكون مالوفاً‪ ،‬تافهاً‪،‬‬
‫املنشط الفكري‪ ،‬مع انه ميكن أن يكون‬ ‫ومتكرراً‪ .‬وهكذا يكون فاتراً وينقصه ِّ‬
‫عكس ذلك‪ .‬من املمكن أن يكون حديثاً كثرياً (ألنها ال تسكت بتاتاً)‪ ،‬او‬
‫بيت وزواج افضل ‪63 -‬‬
‫القليل من الحديث (انه ال يكلمني ابداً)‪ .‬رمبا ال يخطط الزوجان وقتاً منتظ ًام‬
‫يخرجان فيه معاً‪ .‬اإلكثار من مشاهدة التلفزيون هو ما «يقتل» عندما يكون‬
‫لزوم وقت للتفاعل االجتامعي‪ .‬يجب تحديد هذه الناحية‪ .‬إذا كنت غري قادر‬
‫عىل ذلك‪ ،‬فتخلص من جهاز التلفزيون واعمل عىل ترتيب زواجك وواجبات‬
‫البيت‪.‬‬
‫يجب أن يكون لديكام تصميم إذا توقعتام اجراء أي تحسني‪ .‬وهذا يبدأ بتقييم‬
‫واقعي للوضع يف هذا الجزء الهام من حياتكام‪ .‬إذا وجدمتا فيه نقص فيجب‬
‫اإلعرتاف بذلك ووضع االصبع عىل املشكلة وتفاصيلها‪ ،‬االمر الذي يجب أن‬
‫يتلوه خطة متفق عليها من الطرفني‪ ،‬للقيام بالتغيريات الالزمة‪ .‬اكتبها‪ .‬علقها‬
‫يف مكان بارز ملالحظتها دامئاً‪ .‬وقع عليها دلي ًال ملوافقتك والتزامك بالتصليح‪.‬‬
‫راجع النواحي التالية لتتعرف عىل ما يحتاج اىل تنفيذ العمل به‪.‬‬
‫‪ .1‬املحادثة املح ّفزة والجيدة يف أوقات متكررة‪ .‬ما الذي يحول دون ذلك؟‬
‫هل ألنك ال تكرس الوقت الالزم لذلك؟ هل بسبب عدم املعرفة «كيف‬
‫تقوم بذلك» أو عدم وجود االرادة؟ هل بسبب التجاوب الخاطئ أو‬
‫بسبب عدم وجود تجاوب؟‬
‫‪ .2‬عند خروجكام معا‪ ،‬والتمتع بالقيام بيشء مشرتك‪ ،‬بدون ازعاج االوالد أو‬
‫غريهم‪ ،‬فانتام تبنيان عالقتكام االجتامعية‪ .‬ما الذي مينع ذلك؟ هل إنعدام‬
‫املحاولة لتخصيص الوقت ملثل هذا الهدف؟ هل ميكنكام االتفاق عىل‬
‫االمور التي تتمتعان بها معاً؟ أو بدل ذلك التبادل مبا هو يحب وما هي‬
‫تحب؟‬
‫‪ .3‬وقت مع االصدقاء‪ .‬الحياة اإلجتامعية تشمل اآلخرين من الناس‪ .‬ميكنك‬
‫دعوة بعض الناس اىل بيتك لوجبة طعام‪ ،‬أو بعض املرطبات‪ .‬ميكنكم‬
‫املشاركة يف نزهة يف الخارج‪ ،‬مشوار للشاطئ‪ ،‬أو الجبال أو تشتغالن معا‬
‫يف مرشوع ذات فائدة واهتامم مشرتك‪ .‬تجد الكثري من اإلمكانيات‪.‬‬
‫‪ .4‬قضاء الوقت مع االوالد أو افراد العائلة اآلخرين‪ .‬القيام باشياء مشرتكة‬
‫‪ - 64‬بيت وزواج افضل‬
‫كعائلة‪ ،‬يزودكم بوقت ممتع اآلن وذكريات رائعة للمستقبل‪ ،‬إذا عُ ملت‬
‫عىل نحو الئق‪ .‬تناقشا فيام هي االمور التي تتمتعا بها كليكام‪.‬‬
‫‪ .5‬عطالت مشرتكة ممتعة‪ .‬التخطيط للعطلة ميكن أن يكون بحد ذاته‬
‫ممتعاً‪ .‬ال تعمل ما يريده عضو واحد‪ .‬الجملة «املتعة املشرتكة‪».‬رمبا‬
‫واحد ال يحب التخييم يف الخارج‪ ،‬أو الصيد يف مكان معينّ ‪ ،‬أو الذهاب‬
‫باستمرار اىل مراكز اللهو التجارية‪ .‬خططا هذه االمور سوي ًة‪.‬‬
‫اتصل مع جريانك‪ ،‬ادعُ إناسا تلتقي‬ ‫‪ .6‬تنمية صداقات أو عالقات جديدة‪ّ .‬‬
‫بهم يف إجتامعات الكنيسة لوجبة طعام‪ .‬ارشك نفسك مع اآلخرين وال‬
‫تبق منعزالً‪.‬‬
‫َ‬
‫يوجد حدود ملا تستطيع عمله‪ ،‬مثاال عىل ذلك عدم وجود الكفاية من املال‪.‬‬
‫رمبا تقول «إن كل هذا يكلف املال» و «نحن ال نستطيع ذلك»‪ .‬هنا ميكن أن‬
‫تكون مشكلة‪ ،‬لكن ميكن تجاوزها‪ .‬يف معظم املناطق واوساط الناس الفقراء‬
‫تجد تقاليد عظيمة للكرم والضيافة‪ .‬يدعون احدهم اآلخر ويتشاركون مبا‬
‫لديهم‪ .‬وجبات املشاركة من الجميع عادة ال تكلف اال القليل‪ .‬هذا يعني أن‬
‫كل عائلة تايت مبا تيرس عندها عىل االقل صحن واحد من املأكوالت‪ .‬ميكن‬
‫القيام بذلك عادة يف املنتزهات العامة أو الغابات‪ ،‬مجانا أو باجرة زهيدة‪.‬‬
‫أخرج اىل واحدة من هذه االماكن‪ ،‬اضف وجبة خفيفة للنزهة‪ ،‬ر ّتب بعض‬
‫االلعاب أو النشاطات التي تتمتع بها املجموعة‪ ،‬الكثري من مثل هذه االلعاب‬
‫ال تكلف شيئاً‪ .‬كن خالقا وف ّكر بإمكانيات أخرى‪ .‬ال تسمح لنقص املال أن يكون‬
‫سبباً يف عرقلة سيعكم للمشاركة‪ .‬إعقد العزم عىل تنمية وقت االجتامعات‬
‫معاً «كإضافة» مهمة يف عالقتكام الزوجية‪ ،‬وهي طريقة عظيمة لجعل االشياء‬
‫ممتعة اكرث‪ ،‬وأقل توترا ومجادلة‪.‬‬

‫بيت وزواج افضل ‪65 -‬‬


‫الفصل الثاين عرش‬ ‫ ‬ ‫اسئلة البحث‬
‫تحسني األوقات االجتامعية معاً‬

‫‪ .1‬قم بعمل الئحة أولويات‪ ،‬لعنارص الفعاليات اإلجتامعية بحسب ما تقضيه‬


‫الحاجة لتصحيح الوضع‪.‬‬

‫‪ .2‬ما الذي قمتام به اجتامعيا مام اعطاكام أفضل الذكريات؟ كم من املرات‬


‫حصل ذلك؟ هل ما زال مستمراً أو انكام مل تعودا متارسانه؟‬

‫‪ .3‬ما الذي تنوي عمله اآلن‪ ،‬لتحسني تفاعلك االجتامعي‪ ،‬بعد دراسة هذا‬
‫املوضوع؟‬

‫‪ - 66‬بيت وزواج افضل‬


‫الفصل الثالث عرش‬
‫التخطيط للنمو يف الحياة الزوجية‬
‫إن هدف الدرس االخري يف هذه السلسلة هو رؤية التزام حقيقي من ِقبل ِكال‬
‫رشييك الزواج‪ ،‬لنمو ذي شأن يف عالقتهام‪ .‬بدون هذا الهدف يكون القيام بهذه‬
‫الدراسة بال مثر أو نفع‪ ،‬فالنمو رغبة الله لكل كائن حي‪ ،‬لكل حياة روحية‬
‫وكل عالقة‪ ،‬مبا فيه الزواج (افسس‪ .)15:4‬يشجعنا عربانيني‪“ 1:6‬لنتقدم اىل‬
‫الكامل‪ ”.‬فالوعد ملن يتحمل الضيقات هو انهم سيصبحون “تامني وكاملني”‪,‬‬
‫و”غريناقصني يف يشء” (يعقوب‪ .)4:1‬فرغبة الله لنا أن نكون يف حال التامم‬
‫والكامل كافراد وكرشكاء يف الزواج‪.‬‬
‫التحسن أو وجود أمل‬
‫ّ‬ ‫العالقة الزوجية الضعيفة‪ ،‬وخصوصا عند غياب دالئل‬
‫ضعيف لذلك‪ ،‬يكون شهادة ضعيفة للرب‪ .‬فاآلخرون يالحظون ذلك بالرغم‬
‫من التظاهر الخارجي بوجود عالقة جيدة‪ .‬فإذا وجد اوالد يف البيت حتى لو‬
‫يرض بهم بطرق عديدة‪ .‬يطلب من القادة يف الكنيسة أن‬ ‫كانوا كباراً فهذا ّ‬
‫يكون أهل بيتهم يف ترتيب (‪1‬تيمو‪ .)5:3‬بالطبع هذا ال يناسب من هم عىل‬
‫عالقة زوجية ضعيفة‪ .‬وضع مثل هذا ال يكون مقبوال عند الله وغالبا ما يكون‬
‫محزناً لالزواج‪ .‬االستمرار بهذا الحال يكون عادة بسبب الكربياء او العناد‪.‬‬
‫رمبا يكون صعبا تحقيق أي تقدم‪ ،‬خصوصا عندما ال يريد احد الرشيكني‬
‫سهل التعايش مع أحد الرشيكني بسبب‬ ‫أن يبذل أي جهد‪ .‬رمبا يكون غري ٍ‬
‫وجود خصوصيات شخصية أو مشاكل أخرى‪ .‬ولكن تبقى الحقيقة التي تقول‬
‫“أن كل يشء ممكن لدى الله” (متى‪ .)26:19‬لهذا يجب أن نكون متحمسني‬
‫ومصممني عىل طلب معونته‪ .‬بواسطة التواضع الحقيقي سنصبح آنية لعمل‬
‫الله‪ .‬وهذا سيساعدنا لرنى يف أي جزء رمبا كان دورنا يف املشاكل‪ ،‬وليس‬
‫الشخص اآلخر فقط‪ .‬ال يكن هدفك اثبات انك عىل حق وان الشخص اآلخر‬
‫حل املشاكل‪ ،‬أو التقليل منها ليك يكون عندنا زواج‬ ‫عىل خطأ‪ ،‬غرضنا هو ّ‬
‫بيت وزواج افضل ‪67 -‬‬
‫التحسن‪ ،‬ولو ببطء‪ ،‬رضوري‬
‫ّ‬ ‫افضل‪ .‬لذلك فااللتزام الصادق والقوي لتحقيق‬
‫من أجل النجاح‪.‬‬
‫عليك أن التفكري مليا بأن الزواج الغري سعيد واملتو ّتر غري مقبول لدى الله‪،‬‬
‫ومرض بشهادتك املسيحية‪ .‬ماذا تنوي القيام به للقيام بإصالح‬‫ّ‬ ‫مؤ ِذ الوالدك‬
‫الحال مبتدئا من اآلن؟‬
‫استعمل ورقة عمل هذا الدرس للقيام مبخطط واقعي‪.‬‬

‫‪ - 68‬بيت وزواج افضل‬


‫الفصل الثالث عرش‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫اسئلة البحث‬
‫التخطيط للنمو يف الحياة الزوجية‬
‫أكتب هنا مخططك لتحسني زواجك‪ ،‬بعد البحث بينكام يف كل املواضيع التي‬
‫قد ُبحثت يف اللقاءات السابقة‪ .‬ليكن هدفكام املشرتك العمل عىل نواحي‬
‫مع ّينة‪ .‬ع ّينا الوسائل التي تتفقان عىل انها ستكون نافعة‪ .‬ع ّينا االشياء التي‬
‫تريدان التقليل منها أو التخ ّلص منها‪ ،‬األشياء التي يجب القيام بها باستمرار‬
‫والتدبري لحل املشاكل عندما تنهار االمور‪.‬‬
‫‪ .1‬ضع حرف أ‪ .‬اولوية قصوى؛ ب‪ .‬اولوية ثانية؛ ج‪ .‬اولوية اخرية‪( .‬بحسب‬
‫االولويات والرضورة) يف القامئة التالية‪ ،‬للنواحي التي تريد التحسني‬
‫فيها‪.‬‬
‫• التواصل‬
‫• التغلب عىل حب الذات‬
‫• التعامل مع االساءات‬
‫• اظهار املحبة فيام بيننا‬
‫• أن أكون جديراً بالثقة‬
‫• نسيان املايض وغفرانه‬
‫• اتباع اولويات صحيحة‬
‫• دور الرجل‪ ،‬املرأة‬
‫• قيادة الرجل يف الزواج‬
‫• املشاركة الروحية‬
‫• خدمة اآلخرين‬
‫• مساعدة الواحد لآلخر يف بناء املزايا الخلقية‬
‫بيت وزواج افضل ‪69 -‬‬
‫االدارة املالية والعطاء لله‬ ‫•‬
‫اوقات االستجامم‬ ‫•‬
‫االوقات االجتامعية‬ ‫•‬
‫فهم الفوارق واالحتياجات الجنسية‬ ‫•‬
‫معالجة افضل للجدال‬ ‫•‬

‫ما الذي ميكن أن يساعدك يف من ّوك يف الزواج؟ ضع عالمة بجانب اي مام‬


‫ينطبق عليك‪ ،‬وبامكانك اضافة املزيد اذا لزم االمر‬
‫• حوار باستمرار (ليس جداالً)‬
‫• طلب املشورة الحكيمة‬
‫• صليا معا لطلب ارشاد الله اليومي‬
‫• اكتب االشياء التي تريد ازالتها أو التقليل منها (خصوصا من طريف)‬
‫• اقرأ كتباً أو اسمع تسجيالت مفيدة وبناءة‬

‫‪ .2‬اكتب اآلن النواحي بحسب االولوية والتي تنوي العمل عليها‪.‬‬

‫‪ .3‬اكتب الئحة باالشياء التي تحتاج التوقف عنها‪ ،‬والتي تحتاج أن تتعلمها‬
‫(الكتب‪ ،‬تسجيالت) لكل ناحية‪ .‬اعمل الئحة مفصلة مرقمة لكل ناحية‬
‫مث ًال ‪ ،4 ،3 ،2 ،1‬الخ‬

‫‪ - 70‬بيت وزواج افضل‬


‫‪ .4‬إذا كان هنالك انهيار أو احباط مع محاوالت رشيكك‪ ،‬فام هو الذي‬
‫توافق عمله للتغلب عىل هذا؟ اكتب ذلك‪ ،‬مبتعدا عن االلحاح وروح‬
‫التذمر‪،‬‬

‫‪ .5‬رتب التاريخ والوقت ألول مراجعة ونقاش ملراقبة التقدم‪ .‬اكتب ذلك‬
‫عىل الرزنامة كام تفعل مع ميعاد زيارة الطبيب‪ .‬خصص ساعة خالية‬
‫من اإللتهاء واالزعاج‪ .‬عينّ نظاماً للمراجعة املتكررة (مرة شهريا)‪.‬‬

‫‪ .6‬واآلن اكتب ترصيحا مؤرخاً‪ ،‬توقعان كليكام عليه‪“ ،‬اتعهد مبساعدة الله‪،‬‬
‫بالقيام مبحاولة حقيقية لتحسني زواجنا‪ .‬مرفقا بذلك الطرق والوسائل‬
‫للوصول اليها‪ .‬اعط نسخة لصديق يكون موضع ثقة وتكون مستعداً‬
‫للمراجعة معه واعطاء الحساب ملا تتممه بشكل منتظم‪.‬‬

‫بيت وزواج افضل ‪71 -‬‬


‫اقرتاحات ملواضيع مستقبلية‬
‫الرجاء اعطاء اقرتاحك مبا ال يزيد عن خمسة مواضيع تحب ان نبحثها يف‬
‫لقاءات مستقبلية فيام يتعلق بالنواحي التالية‪ :‬واعطها للمرشد يف االجتامع‬
‫لدراستها معاً‪.‬‬
‫العائلية وتربية االوالد‪ ،‬ميزانية البيت‪ ،‬التعامل مع الحاالت والظروف‬
‫الصعبة يف العائلة‪ ،‬التعامل مع اهل كل من الزوجني‪ ،‬الشغل والوظيفة‪ ،‬دور‬
‫الرجل واملراة يف البيت والعمل‪ ،‬اي مواضيع اخرى تراها رضورية‪:‬‬
‫‪– .1‬‬

‫‪– .2‬‬

‫‪– .3‬‬

‫‪– .4‬‬

‫‪– .5‬‬

‫االسم‪ ،‬التلفون‪ ،‬والعنوان االلكرتوين‪:‬‬

‫‪ - 72‬بيت وزواج افضل‬


‫بيت وزواج افضل ‪73 -‬‬

You might also like