You are on page 1of 1

‫ّ‬

‫القطة الضالة‬
‫ذات يوم ب نما كنت عائدة من المدرسة‪ .‬فجأة اجتاحت الق ة عاصفة وجاء ‪ ،‬دمدم‬
‫صم اﻵذان و قصف ال ق قصفا خطف اﻷ صار و ولولت ال اح موحشة ت اد‬ ‫ّ‬ ‫الرعد‬
‫ّ‬
‫تقتلع سقوف المنازل و اختلط زف ال ّ اح بثغاء الغنم و عواء ال ﻼب‪ .‬وكسا الط وجه‬
‫اﻷرض‪.‬‬
‫و قد كسا الماء من رأ إ قد و أنا أحاول أن أتماسك أمام ول‬ ‫كنت أم‬
‫العاصفة‪ .‬فجأة تنا ا مسم صوت أن أو و مواء خافت ‪ .‬نظرت إ الوراء فإذا‬
‫ابتل شعر ا الناعم و أصبح كـالقنفذ من شدة‬ ‫ّ‬ ‫بها ّرة صغ ة سوداء اللون براقة العين‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ال د و ا ّ ذ لها الط ل ‪ .‬انت تموء مواء قطع القلب أنها س نجد و ستعطف أحدا‬
‫ّ‬
‫‪ .‬رق قل لحال ذه المسكينة و انتاب شعور غ ب تجا ها فأنا أ ضا أعا نفس ما‬
‫تعان ه من ج ع و ألم ‪ .‬دون و م ّ وجدت أحضنها حنان و ع ـ ـ ـطف و عدت بها إ‬
‫الم ل م عة و ما إن وطأت قدماي أرض الب ت ح استوقفت أ م سائلة ‪ ":‬أ‬
‫د ك؟ قطة ؟ أين وجدتها ا ابن "‬ ‫‪ ..‬و ل ن ماذا تحمل‬ ‫لتغي مﻼ سك ا صغ‬
‫فأجبتها مب سمة ‪ ":‬الشارع ا ّأم‪...‬ي" ‪ .‬غض ت أ و صاحت " ا ضعيها خارجا فأنا‬
‫أحب الحيوانات السائ ة ف تنقل معها اﻷمراض أينما حلت "‪.‬‬ ‫ﻻ ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫قلت لها و أنا ّ‬
‫أضم القطة إ صدري و الدم ع ت ساقط من عي ‪ ":‬ل ست سائ ة أو‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫متوسلة ‪ ":‬من فضلك ا أ دعيها عندي فأنا‬ ‫م ّ دة ا أ ‪ ،‬إنها مسكينة " و أردفت‬
‫أحب القطط كث ا ف ود عة و ناعمة " ‪.‬‬ ‫ّ‬
‫او ّ‬ ‫ّ‬
‫شع عي ف ح ‪ .‬ثم‬ ‫وافقت أ و تردد ‪ ":‬ا لك من فتاة عن دة"‪ .‬امتﻸ وج‬
‫ّ‬ ‫أخذت ّ‬
‫الهرة الصغ ة و وضعتها ب ت صغ خش ّ و قدمت لها خ ا و حلي ا دافئا‪.‬‬
‫ّ‬
‫فأ لت ح ّ ش عت و ت ح ارتوت‪ .‬ثم تمددت ع فراشها الذي صنعته لها من‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫شعان دفئا و‬ ‫ق النجارة ل كون لها فراشا دافئا ‪ .‬فنظرت إ ّ و أنها شكر عين‬
‫ّ‬
‫جد د‬ ‫حنانا‪ .‬و مضت اﻷ ام ف ع ع عود ا و اشتد و د ّ ت الح اة أوصالها من‬
‫ّ‬ ‫صحة‪ .‬انت ّ‬ ‫فازدادت جماﻻ و ّ‬
‫تحب ﻷن رعيتها و اعت ت بها و‬
‫صارت كظ ﻻ تفارق ف ب رج ّ إذا مش ت و حض إذا‬
‫جلست و إ جن إذا وقفت و أينما كنت انت ف أن ستـي‬
‫ّ‬
‫بي و لع ـ ـي‪ .‬ا لها من قطة ود عة و مؤ سة و ال ح ح‬
‫ع ت عليها‪..‬‬

You might also like