Professional Documents
Culture Documents
أدركت المستشفيات والمؤسسات الصحية أهمية مكافحة العدوى داخل أروقتها ،فما كان منها
إال أن اتبعت المعايير العالمية في هذا الشأن ،وأبدت حرصا شديدا للحد من انتشار العدوى بين
المرضى في الغرف او داخل غرف العمليات حيث أنشأت أقساما مخصصة لهذه الغاية تعمل
بشكل يومي وعلى مدار الساعة لمراقبة الوضع العام ووضع آليات ال تعمل على الحد من انتشار
العدوى فحسب بل تمنع ظهورها ايضا.
مستشفيات دول الخليج ومنطقة الشرق األوسط هي في غالبيتها اليوم حاصلة على شهادات
اعتماد عالمية تثبت خلوها من أي مظهر من مظاهر انتشار العدوى ،بعد أن حرصت على اّت باع
سياسات محددة تضمن الوصول الى أفضل مستوى وقاية من األمراض ومكافحة العدوى لكل من
األطباء والتمريض والمرضى معًا؛ وعليه ،فإن مبدأ مكافحة العدوى يتطلب وضع سياسات محددة
مع هيكل تنظيمي يتم اإلشراف على تنفيذه من قبل متخصصين في هذا الشأن ،الى جانب القيام
بالتدريبات الالزمة للعاملين والفريق الطبي لتحقيق ذلك .تمثل برامج الوقاية من العدوى
ومكافحتها إحدى الركائز األساسية في المؤسسات الصحية ،وتقوم البلدان كافة بتطوير قدراتها في
هذا المجال ،حيث تعتمد الوقاية من العدوى ومكافحتها على تطوير التنسيق مع األفرقاء العاملين
في الحقل الطبي كافة سواء مقدمي الرعاية
الصحية في المؤسسات الصحية او المختبرات الطبية وغيرهم .كل منشأة صحية ملزمة بإنشاء
أنظمة رصد لعدوى المستشفيات وتحديد الحاالت المرضية ذات الخطورة السيما كل مريض يمضي
أكثر من عشرة أيام في المستشفى وكذلك أقسام العناية المركزة او المرضى الذين يعانون من
ضعف في المناعة؛ ويتوجب على كل مستشفى وضع خطة واضحة للتنظيف والتطهير وإزالة
التلوث مع ضرورة متابعة االلتزام بهذه الخطة من خالل العمل كفريق واحد فيما بين األطباء
وإدارة المستشفى وهيئة التمريض.
من هنا ،نشأ قسم مكافحة العدوى في كل منشأة صحية مهمته األساسية هي دعم النظام الصحي
في المستشفى لرعاية المرضى والحد من انتشار األمراض المعدية للوقاية منها ونشر الوعي
الصحي ،وتعزيز سالمة المرضى عن طريق الحد من المخاطر الصحية.
ومن أهداف القسم تطبيق السياسات واإلجراءات الخاصة باالحتياطات القياسية لمكافحة العدوى
وكذلك االحتياطات المبنية على طرق انتقال المرض ،وتعميم ومتابعة ذلك داخل المستشفى .من
المهام الملقاة على عاتق هذا القسم أيضا التقيد التام بسياسة العالج بالمضادات الحيوية ومناظرة
الجروح ،وضمان االلتزام بالدليل المعتمد لسياسات وإجراءات احتياطات العزل بالمنشآت الصحية
وكافة السياسات الخاصة باألقسام األخرى ،إضافة الى توفير اإلمكانات والمعدات التي تتيح
لمقدمي الرعاية الصحية من أطباء وممرضين مداومة الممارسة الجيدة لمكافحة العدوى.
الجانب التثقيفي مهم جدا في هذا الشأن ،سواء لمقدمي الرعاية الصحية والعاملين في المستشفى
او المرضى او حتى الزوار؛ وهنا ،يقع على عاتق القيمين على قسم مكافحة
العدوى إعداد منشورات او كتيبات توضح أهمية هذا األمر وكيفية الحفاظ على النظافة العامة
والتعقيم ،الى جانب ورش عمل ودورات تدريبية لمختلف األقسام لتدريبهم على بعض الوسائل
الحديثة في مكافحة العدوى.
البداية تكون دائما باليدين إذ ينبغي تنظيفها وتعقيمها جيدا قبل الشروع في أي إجراء طبي مع
المريض وبعده ،السيما في حاالت سحب عينات منه وذلك يتم من خالل تعقيم اليدين أوال ووضع
قفازات والتخلص من اإلبر المستخدمة بالطريقة الصحيحة .كما ينبغي ارتداء المالبس الوقائية
بالمستشفى ووضع كمامة الفم واألنف والنظارات الواقية للعينين لحمايتهما من التلوث الناتج عن
رذاذ الدم أو أي سائل ملوث .يجب أيضا التخلص من النفايات وتطهير مكانها لمنع تكاثر الميكروبات
والقضاء عليها للحد من انتشار األمراض.
ينبغي دراسة ملف المريض جيدا والتعرف على حالته المرضية ووضعه الصحي العام في حال كان
مصابا بمرض معد أم ال لعزله في غرفة خاصة أم ال .وفي مثل هذه الحاالت ،يجب الحرص على
ارتداء المالبس الوقائية كافة عند التعامل مع هذا المريض ثم التخلص منها بالطرق الصحيحة
وعدم استخدامها مرة أخرى او عند التعامل مع مريض آخر .يتوجب كذلك مراقبة المطبخ وطرق
التخلص من النفايات ومكافحة الحشرات وإرشاد عمال النظافة إلى الطرق السليمة في جميع
األمور المتعلقة بمكافحة العدوى والحفاظ على نظافة بيئة العمل المحيطة بهم.
صحة العاملين بالمستشفى من األمور المهمة جدا لضمان منع انتقال العدوى منهم او إليهم،
وذلك يتم من خالل اّت باع الخطوات التالية:
الفحص الطبي بشكل دوري ،وكذلك قبل البدء بالعمل في المستشفى للتأكد من خلوه من أي
مرض.
عمل مسح للعاملين للتأكد من عدم وجود إصابات فيروسية أهمها إلتهاب الكبد بنوعيه “ ”B
و” ،”Cوكذلك متابعة حاالت وخز اإلبر من المرضى للتأكد من عدم إصابة العاملين
بفيروسات ( )Bو( )Cواإليدز (.)HIV
تطعيم العاملين الذين ليس لديهم مناعة لفيروس إلتهاب الكبد ( )Bوكذلك فيروسات
الحصبة والغدة النكافية والجديري المائي ،وأيضًا التطعيم الضروري للوقاية من وباء معين
مثل اإللتهاب السحائي.
توعية العاملين ببرنامج مكافحة العدوى مع التركيز على أقسام معينة مثل الجراحة وغرف
العمليات والتعقيم والنظافة وإعداد الطعام وخدمات الصيانة لما لها من عالقة مباشرة مع
المرضى.
اإلهتمام بدور المختبر في برنامج مكافحة العدوى من حيث تشخيص حاالت العدوى
ودراسة المضاد الحيوي المؤثر للميكروبات المعزولة وتسجيل الحاالت المقاومة وتعاون
المختبر مع بقية األقسام.
وعليه ،يستلزم األمر االهتمام البالغ في تعقيم تلك الغرف والمتابعة الدقيقة من قبل قسم مكافحة
العدوى إلرشاد العاملين في هذا القسم حول كيفية التعامل مع هذه الفئة من المرضى من اجل
ضمان الجودة وتطبيق سياسات مكافحة العدوى بدقة متناهية.
مرضى العناية المركزة والمحاطين باألجهزة الطبية مثل أجهزة التنفس هم أكثر عرضة النتقال
العدوى ،خصوصا مرضى الجروح والحروق وكذلك ذوي المناعة المنخفضة أو المداومين على
األدوية المثبطة للمناعة مثل مرضى السرطان الذين يتم إعطاؤهم جرعات عالج كيميائي ،إضافًة
إلى مرضى األمراض المزمنة والكلى الذين يتم عالجهم عن طريق الغسيل الكلوي .هناك الكثير من
الخطوات واإلجراءات االحترازية للوقاية من العدوى في قسم العناية المركزة ،وتكون البداية بأخذ
االحتياطات عند احتمالية التعرض للدم وسوائل الجسم عبر غسل األيدي ألنها ُت عد ناقلة للعدوى
حيث ينبغي غسل اليدين أوال ثم استخدام المطهر قبل لمس المريض وبعده مع ضرورة عدم لمس
مريض آخر قبل التأكد من تعقيم اليدين بشكل دقيق .يتوجب على العاملين في هذا القسم وضع
الكمامة والنظارات الواقية السيما أثناء التعامل مع المرضى الذين لديهم أمراض معدية.
الفرق الطبية ومقدمو الرعاية الصحية يتبعون تقنية الخطوات السبع لغسل اليدين والتي تهدف الى
عدم إهمال أي منطقة خالل غسل اليدين للتأكد من انه تم تنظيفها وتعقيمها بشكل كامل.
فرك اإلبهام بطريقة دائرية وصوًال للمنطقة الواصلة بين السبابة واإلبهام في كلتا اليدين.
تعليق واحد
:Duraid
18/05/2019الساعة 11:07ص