You are on page 1of 144

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة الشيخ العربي التبسي‪ -‬تبسة‪-‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫قسم العلوم السياسية‬
‫مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في العلوم السياسية‬
‫تخصص‪ :‬دراسات أمنية وإستراتيجية‬
‫تحت عنوان‪:‬‬

‫دور الطاقات املتجددة يف حتقيق األمن الطاقوي‬

‫(دراسة حالة الصني)‬

‫إشراف ‪:‬األستاذ‬ ‫إعداد الطالب‪:‬‬

‫د‪ .‬أزروال يوسف‬ ‫▪ لقمان بدر الدين‬

‫جلنة املناقشة‪:‬‬

‫الصفة‬ ‫اجلامعة‬ ‫الرتبة العلمية‬ ‫االسم واللقب‬ ‫الرقم‬


‫األستاذ املشرف‬ ‫جامعة تبسة‬ ‫أستاذ حماضر أ‬ ‫أ‪.‬د‪.‬أزروال يوسف‬ ‫‪1‬‬
‫األستاذ الرئيس‬ ‫جامعة تبسة‬ ‫أستاذ حماضر أ‬ ‫أ‪.‬د‪.‬معيفي فتحي‬ ‫‪2‬‬
‫األستاذة املناقشة‬ ‫جامعة تبسة‬ ‫أستاذ حماضر أ‬ ‫أ‪.‬د‪.‬دين إميان‬ ‫‪3‬‬

‫السنة اجلامعية‪2021 – 2020 :‬‬


‫تشكرات‪:‬‬

‫بداية أمحد هللا سبحانه وتعاىل وأصلي وأسلم على نبينا حممد صلى‬
‫هللا عليه و سلم و على آله وصحبه ومن تبعه إبحسان إىل يوم الدين‪،‬‬
‫أما بعد‬

‫الشكر اجلزيل لوالدي وخاصة أمي الغالية ولكل أفراد عائليت ولزوجيت‬
‫الغالية مرمي اليت كانت سندا وحمفزا يل‪.‬‬

‫أتقدم ابلشكر اجلزيل وخبالص االمتنان والعرفان إىل األستاذ‬


‫املشرف‪ :‬الدكتور أزروال يوسف على قبوله اإلشراف على هذا البحث‬
‫املتواضع‪،‬وكذلك على النصائح والتوجيهات القيمة اليت قدمها يل طوال‬
‫فرتة إجناز هذا البحث‪.‬‬

‫كما ال يفوتين كذلك أبن أتقدم خبالص الشكر والعرفان إىل كل من‬
‫أعانين على إجناز هذا العمل سواء من قريب أو من بعيد‪.‬‬
‫‪ :‬اإلهداء‪:‬‬
‫إىل والدي الكرميني وأخص ابلذكر أمي الغالية اليت كانت والزالت سندي‬
‫يف احلياةوكل أفراد عائليت وزوجيت الغالية مرمي وإىل وروح جديت الطيبة‪.‬‬

‫إىل أستاذي املشرف الدكتور "أزروال يوسف"‪.‬‬

‫إىل أساتذيت الذين تعاقبوا على تدريسي يف خمتلف مراحلي الدراسية‬


‫وأخص ابلذكر أساتذيت الكرام يف قسم العلوم السياسية جلامعة تبسة الذين‬
‫تعلمنا منهم الشغف والطموح واإلهلام شكرا وألف شكر لكم مجيعا‪.‬‬

‫إىل كل من يقدر قيمة العلم واملعرفة أهدي هذا العمل املتواضع‪.‬‬


‫املقدمة‬
‫مقدمة‬
‫متهيد‪:‬‬
‫تعد الطاقة عصب احلياة يف كل اجملتمعات‪ ،‬حيث متثل الطاقة إحدى الركائز األساسية للتطور الصناعي‬
‫والتكنولوجي واالقتصادي الذي يعرفه العامل اليوم‪ ،‬حيث أصبح مقدار ما يستهلكه الفرد من الطاقة يف بلد ما‬
‫مقياسا للنمو و التطور االقتصادي وانعكاسا ملستوى التنمية اليت حققها هذا البلد‪ ،‬ومع تطور احلياة اإلقتصادية‬
‫واالرتفاع املتزايد يف النمو الدميغرايف‪ ،‬زاد معها الطلب على الطاقة بشكل كبري لتواكب هذا التطور‪ ،‬وقد متكن‬
‫اإلنسان من توفري حاجياته الطاقوية من خالل مصادر الطاقة األحفورية من فحم وبرتول وغريها‪ ،‬إىل درجة‬
‫أصبحت هذه املصادر احملرك األساسي لعجلة احلياة يف خمتلف جماالهتا‪ ،‬هذه الوضعية بقدر ما قدمت للبشرية‬
‫من تقدم وازدهار و رفاهية‪ ،‬بقدر ما خلفت آاثر سلبية على البيئة والتنمية فضال عن أن هذه املصادر آيلة‬
‫للنضوب عاجال أم آجال‪ ،‬وهي طاقة غري مستدامة وهو ما قد يؤثر على األمن الطاقوي العاملي مستقبال إذا مل‬
‫تتخذ إجراءات استباقية ملعاجلة هذا التحدي‪ ،‬وقد بدأ العامل يدرك األبعاد اخلطرية لنموذج الطاقة القائم‪ ،‬واملتسم‬
‫ابإلدمان الكبري لالقتصاد العاملي على مصادر الطاقة األحفورية الناضبة من جهة‪ ،‬واليت تؤثر سلبا على احلاجيات‬
‫الطاقوية للدول وهتدد أمنها الطاقوي ألهنا طاقة آيلة للنضوب وغري مستدامة‪ ،‬ومهددة للبيئة من جهة أخرى‪،‬‬
‫وهو ما ينعكس مباشرة على التنمية واستدامتها‪.‬‬
‫يف ظل هذه املؤشرات واملعطيات توجهت جهود الدول إىل البحث والتطوير حنو إمكانيات توظيف‬
‫الطاقات املتجددة وتشجيع االستثمار فيها‪ ،‬والتقليص التدرجيي لألشكال الكالسيكية للطاقة يف إطار التحول‬
‫الطاقوي والتوجه حنو الطاقات املتجددة‪ ،‬وذلك من خالل حماولة إجياد التكنولوجيات املتجددة والتقنيات اليت‬
‫تسهل وتبسط االستخدام األمثل هلذا البديل‪ ،‬فطاقة الرايح‪ ،‬الطاقة املائية‪ ،‬الطاقة الشمسية كلها أنواع ومصادر‬
‫للطاقة املتجددة قد متثل بدائل ممكنة‪ ،‬واملفاضلة بينها يتوقف على العوامل الطبيعية للبلد من جهة وتكاليف‬
‫اإلمكانيات التكنولوجية من جهة أخرى‪ ،‬ويعترب االستثمار يف مصادر الطاقة املتجددة خطوة منطقية ابلنسبة‬
‫للدول اليت تعتمد اقتصاداهتا بشكل كبري على إنتاج وتصدير النفط والغاز‪ ،‬حيث سيساهم هذا االستثمار يف‬
‫التحول من دول منتجة ومصدرة للنفط والغاز إىل العب مهم يف جمال الطاقة بشكل عام‪ ،‬فضال عن تعزيز أمن‬
‫الطاقة العاملي‪ ،‬وعدم أتثر اإلمدادات الطاقوية مستقبال يف حالة نضوب مصادر الطاقة التقليدية على املديني‬
‫املتوسط والبعيد‪.‬‬

‫أ‬
‫مقدمة‬
‫يف حني يتوافر لدى الدول املتقدمة املوارد املالية الالزمة و املالئمة اليت تساعدها على أن توجه جهودها‬
‫بتطوير تكنولوجيات الطاقة املتجددة واالستثمار فيها والعمل على نشرها‪ ،‬جند أن ما تعانيه الدول النامية من‬
‫مشاكل اقتصادية وسياسية واجتماعية‪ ،‬تتطلب إجياد إطار تشريعي ومؤسسايت وإسرتاتيجية انجعة على املدى‬
‫البعيد لالستثمار يف الطاقات املتجددة‪ ،‬ابعتبارها البديل األمثل للطاقة التقليدية‪ ،‬واليت من شأن تبنيها واالستثمار‬
‫فيها تبوء مكانة هامة يف اخلارطة الطاقوية العاملية من حيث تعزيز األمن الطاقوي حمليا وعامليا‪ ،‬وهلذا يتوجب رفع‬
‫معدالت التنمية واالستثمار جملاهبة التكاليف املرتفعة لتحسني البنية األساسية‪ ،‬واليت تشمل (الطاقة‪ ،‬واالتصاالت‬
‫وندرة اإلمكانيات البشرية املتميزة‪ ،‬واالعتماد على األسواق اخلارجية‪ ،‬وارتفاع الديون‪ ،‬وقلة اإلنتاج‪ ،‬واالعتماد‬
‫الزائد على املساعدات اخلارجية)‪ ،‬ال يسمح بتحقيق معدالت منو استخدام الطاقات املتجددة ابلشكل املطلوب‬
‫لذا تعد آليات متويل مشاريع الطاقة املتجددة أحد العقبات اليت تواجه تنمية وتطور مشاريع الطاقة املتجددة يف‬
‫الدول النامية‪ ،‬حيث تتطلب هذه املشاريع رؤوس أموال واستثمارات كبرية مقارنة ابلطاقات التقليدية‪ ،‬وهلذا‬
‫يتوجب تعزيز التعاون بني خمتلف الدول واهليئات الدولية لتذليل العقبات اليت تقف أمم تطور وتنمية قطاع‬
‫الطاقات املتجددة‪.‬‬
‫للصني قدرات هامة ومتميزة يف قطاع الطاقات املتجددة‪ ،‬وخاصة طاقة الرايح والطاقة الشمسية‪ ،‬وهذا ما‬
‫يؤهلها للعب دور مهم يف إنتاج الطاقة املتجددة لسد احتياجاهتا من الطاقة‪ ،‬وتعزيز أمنها الطاقوي بعيدا عن‬
‫االعتماد على الطاقات التقليدية‪ ،‬مع إمكانية تصدير تكنولوجيات الطاقة املتجددة مستقبال سعيا منها يف بلوغ‬
‫الرايدة العاملية من بوابة اإلقتصاد‪ ،‬ونظرا إلدراك أمهية تطوير الطاقات املتجددة ودورها يف تعزيز األمن الطاقوي‬
‫حمليا و عامليا‪ ،‬فضال عن أهنا طاقة مستدامة وصديقة للبيئة‪ ،‬فقد أصبحت الطاقة املتجددة أحد أهم حماور‬
‫السيا سة الطاقوية والبيئية يف الصني‪ ،‬حبيث مهدت الصني لديناميكية الطاقة املتجددة إبطالق برانمج وخطط‬
‫طموحة لتطوير الطاقات املتجددة وتشجيع االستثمار فيها‪ ،‬ومتويل مشاريعها لتحقيق اهلدف املنشود وهو تعزيز‬
‫األمن الطاقوي وتنويع مصادر الطاقة اليت تعترب جوهر التطور والنمو االقتصادي يف الصني‪ ،‬فضال عن محاية‬
‫البيئة من خالل احلد من انبعاث غاز اثين أكسيد الكربون املسبب الرئيسي لظاهرة االحتباس احلراري والتغري‬
‫املناخي الذي أصبح يتصدر سلم السياسة الدولية ومعضلة تؤرق صانع القرار على املستويني احمللي والعاملي ‪.‬‬
‫‪ .1‬أمهية املوضوع‪ :‬تكمن أمهية املوضوع من حيث‪:‬‬
‫‪ -‬قلة الدراسات املتعلقة ابألمن الطاقوي يف الصني ابالعتماد على الطاقات املتجددة ابلرغم من كونه املسار‬
‫احملتوم يف هناية املطاف لتحقيق األمن الطاقوي‪.‬‬

‫ب‬
‫مقدمة‬
‫‪ -‬إبراز دور االستثمار يف قطاع الطاقة املتجددة يف حتقيق األمن الطاقوي ابلصني‪.‬‬
‫‪ -‬تعترب اقتصادايت الطاقات املتجددة البديل األمثل والعقالين لتحل مكان الطاقات التقليدية للمحافظة على‬
‫األمن البيئي وتعزيز األمن الطاقوي عامليا‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أسباب ودوافع اختيار املوضوع‪:‬‬
‫إن اختيار هذا املوضوع انبع من عدة أسباب ودوافع أمهها‪:‬‬
‫أ ـ أسباب موضوعية‪:‬‬
‫‪ -‬حداثة املوضوع‪ ،‬والذي حيظى ابهتمام ابلغ على املستويني احمللي والعاملي من طرف اخلرباء والعلماء وصانعي‬
‫القرار‪.‬‬
‫‪ -‬يعترب موضوع دراستنا دراسة حتليلية معمقة تتعلق مبجال التخصص يف‪ :‬السياسة الدولية واالقتصاد الدويل‬
‫والعالقات الدولية‪.‬‬
‫ب ـ أسباب ذاتية‪ :‬وتكمن يف حب االطالع الشخصي على موضوع الطاقات املتجددة كحل عاملي مطروح‬
‫للتحدايت العاملية املرتبطة ابلطاقة‪ ،‬واعتبار الطاقة املتجددة هي البديل املستدام لتحقيق األمن الطاقوي‪ ،‬فضال‬
‫عن كوهنا طاقة نظيفة وصديقة للبيئة‪.‬‬
‫‪ .3‬أهداف املوضوع‪:‬‬
‫يهدف هذا البحث إىل تسليط الضوء على موضوع هام وهو مشاريع الطاقات املتجددة‪ ،‬وإىل حتليل‬
‫خمتلف السياسات واإلسرتاتيجيات واإلجراءات التشريعية والتحفيزية والتمويلية‪ ،‬اليت تساهم يف تشجيع ودفع‬
‫عجلة االستثمار يف قطاع الطاقات املتجددة‪ ،‬ابعتبارها البديل األمثل لقطاع الطاقة التقليدية غري املتجددة‪،‬‬
‫واعتبار الطاقة املتجددة طاقة مستدامة وتساهم يف حتقيق أمن الطاقة ابلنسبة للصني وللعامل ككل‪ ،‬إضافة إىل‬
‫مجلة من األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إبراز أمهية الطاقات املتجددة كمصدر طاقة مستدام ومكمل للطاقة األحفورية‪ ،‬ودورها يف حتقيق األمن‬
‫الطاقوي وتعزيزه‪ ،‬وحتقيق التوازن البيئي والنمو املستدام‪ ،‬وأتمني احلاجيات الطاقوية لألجيال احلالية واملستقبلية‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد السياسات واإلسرتاتيجيات واآلليات اليت من شأهنا تذليل العقبات أمام االستثمار يف قطاع الطاقات‬
‫املتجددة وتنميتها‪.‬‬
‫‪ -‬إبراز دور السياسات واإلسرتاتيجيات املتبعة من طرف الصني يف جمال الطاقة املتجددة‪ ،‬وتشجيع االستثمار‬
‫فيها‪ ،‬وتوفري التمويل الالزم جملاهبة حتدايت الطاقة وتعزيز أمن الطاقة يف الصني‪.‬‬

‫ج‬
‫مقدمة‬
‫‪ -‬إبراز مستقبل قطاع الطاقة املتجددة‪ ،‬وكسب رهان أمن الطاقة العاملي فضال عن إبراز دور الطاقة املتجددة يف‬
‫احلفاظ على البيئة‪ ،‬واحلد من انبعاث الغازات املسببة لالحتباس احلراري‪.‬‬
‫‪ .4‬الدراسات السابقة‪:‬‬
‫تناولت بعض الدراسات السابقة‪ ،‬واليت مت االطالع عليها جزاءات هاما من موضوعنا متثلت فيما يلي‪:‬‬
‫الدراسة األوىل‪ :‬دراسة قامت هبا الباحثة بعشري مرمي بعنوان‪" :‬دور وأمهية الطاقات املتجددة يف حتقيق التنمية‬
‫املستدمية"‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة املاجستري يف العلوم اإلقتصادية‪ ،‬جامعة منثوري قسنطينة‪،‬‬
‫‪.2011/2010‬‬
‫حيث قامت الباحثة بدراسة اإلشكالية اليت تتمحور حول الدور الذي تلعبه الطاقات املتجددة يف حتقيق‬
‫التنمية املستدامة من خالل إبراز الدور احليوي و اجلوهري للطاقة يف عملية التنمية املستدامة‪ ،‬والعمل على توسيع‬
‫استغالل الطاقات املتجددة وإحالهلا حمل الطاقات التقليدية‪ ،‬وقد توصلت الباحثة إىل جمموعة من النتائج لعل‬
‫أمهها أن الطاقات املتجددة هي احلل األمثل للمزاوجة ما بني األهداف اإلقتصادية واالجتماعية و البيئية و من‬
‫مثة حتقيق تنمية مستدمية‪ ،‬لذا على اجملتمع الدويل رفع التحدي لتطويرها و نشر استغالهلا حىت ال يكون مسؤوال‬
‫أمام األجيال القادمة يف حرماهنا من بيئة نظيفة أوال‪ ،‬ومن مصادر طاقة تسمح هلا بتلبية احتياجاهتا من جهة‬
‫اثنية‪.‬‬
‫الدراسة الثانية‪ :‬دراسة قامت هبا الباحثة فريدة كايف (‪ ،)2016‬بعنوان‪" :‬الطاقات املتجددة بني حتدايت‬
‫الواقع ومأمول املستقبل‪ :‬التجربة األملانية منوذجا"‪ ،‬استخدمت الباحثة املنهج الوصفي لوصف وحتليل البياانت‬
‫الواردة عن الطاقات املتجددة وعن واقعها يف أملانيا‪ ،‬وتوصلت إىل النتائج اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬إن سبب إعاقة منو استخدام الطاقات املتجددة هو استخدام مصادر الطاقة األحفورية‪.‬‬
‫‪ -‬يعترب اللجوء إىل الطاقات املتجددة هو احلل األمثل للمزاوجة ما بني األهداف اإلقتصادية والبيئية‪.‬‬
‫‪ -‬تلعب احلكومات دورا ابلغ األمهية يف دعم الطاقات املتجددة‪ ،‬من خالل السياسات اليت تضعها وأطر‬
‫تنظيمية وآليات حتفيزية‪ ،‬وامتيازات متويلية لتطوير ونشر الطاقات املتجددة‪.‬‬
‫‪ -‬قامت أملانيا بتبين سياسات مناسبة وحتفيزية للطاقات املتجددة كما منحت امتيازات متويلية هلذا النوع من‬
‫املشاريع‪ ،‬وهو ما أدى إىل االحتذاء هبا كتجربة رائدة‪.‬‬

‫د‬
‫مقدمة‬
‫الدراسة الثالثة‪:‬‬
‫‪- Fouad Ahmed Aye, INTEGRATION DES ENERGIES RENOUVELABLES‬‬
‫‪POUR UNE POLITIQUE ENERGETIQUE DURABLE A DJIBOUTI,‬‬
‫‪THESE de Doctorat en Environnement et Société, UNIVERSITE DE CORSE‬‬
‫‪pascal poil, France, décembre 2009.‬‬
‫حيث قام الباحث بدراسة اإلشكالية اليت تتمحور حول كيف ميكن إدماج الطاقات املتجددة يف السياسة‬
‫الطاقوية املستدامة يف جيبويت‪ ،‬وقد توصل الباحث إىل جمموعة من النتائج أمهها‪ ،‬أنه ملواجهة نضوب الوقود‬
‫األحفوري‪ ،‬ومكافحة التغريات املناخية وحتقيق األمن الطاقوي ومواجهة ظاهرة االحتباس احلراري والتغري املناخي‪،‬‬
‫البد من النظر إىل السياسة الطاقوية اليت حتقق التنمية املستدامة‪ ،‬ووضع الطاقات املتجددة يف صميم هذه‬
‫السياسات‪.‬‬
‫إن ما مييز هذه الدراسة عن الدراسات السابقة هو عرض االجتاه العام لالستثمار واإلنتاج واالستهالك‬
‫للطاقات املتجددة يف الدول الرائدة عامليا يف هذا اجملال‪ ،‬كما تعرض التجربة الصينية ابعتبارها أول املستثمرين‬
‫واملنتجني واملستهلكني عامليا للطاقة املتجددة وخاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرايح‪ ،‬حيث ميكن للدول النامية‬
‫األخرى االحتذاء هبا‪.‬‬
‫‪ .5‬إشكالية املوضوع‪:‬‬
‫يف ظل هذا االهتمام املتزايد والتوجه حنو الطاقات املتجددة‪ ،‬تربز لنا معامل اإلشكالية اليت نعمل على‬
‫معاجلتها من خالل اإلجابة عن التساؤل الرئيسي التايل‪:‬‬
‫ما مدى مسامهة االستثمار واالعتماد على الطاقات املتجددة يف تعزيز األمن الطاقوي ابلصني؟‬
‫انطالقا من هذا التساؤل الرئيسي ميكننا طرح التساؤالت اجلزئية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ما هي دوافع وأسباب التوجه حنو الطاقة املتجددة؟‬
‫‪ -‬ما هي خمتلف مصادر الطاقة املتجددة‪ ،‬وما هو دورها يف حتقيق األمن الطاقوي وتعزيزه؟‬
‫‪ -‬ما هي السياسات املتبعة واإلسرتاتيجيات املنتهجة وآليات التمويل اليت تشجع االستثمار يف الطاقات املتجددة‬
‫عامليا؟‬
‫‪ -‬ما هي أجنح السياسات واألساليب لتحقيق أهداف تبين الطاقات املتجددة يف الصني؟‬

‫ه‬
‫مقدمة‬
‫‪ .6‬فرضيات املوضوع‪:‬‬
‫يف إطار هذه الدراسة ارأتينا من املناسب وضع الفرضيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬كلما زاد االستثمار واالعتماد على الطاقات املتجددة كلما ساهم ذلك يف حتقيق وتعزيز األمن الطاقوي‬
‫ابلصني‪.‬‬
‫‪ -‬يؤدي االعتماد املتزايد على الوقود األحفوري إىل أضرار بيئية جسيمة‪ ،‬ونضوب سريع ملصادر الطاقة التقليدية‬
‫وابلتايل هتديد أمن الطاقة العاملي‪.‬‬
‫‪ .7‬احلدود الزمانية واملكانية للموضوع‪:‬‬
‫أ – احلدود املكانية‪:‬‬
‫تقتضي اإلجابة عن اإلشكالية املقدمة التقيد ببعد مكاين‪ ،‬حيث سلطنا الضوء يف دراساتنا على حالة‬
‫الصني‪ ،‬وهذا الستحالة تناول مجيع دول العامل لدراسة جدوى االستثمار واالعتماد على الطاقات املتجددة‬
‫لتحقيق األمن الطاقوي‪ ،‬ومع هذا فقد مت الوقوف وحتليل موضوع الدراسة إبعطاء صورة عامة يف الفصول النظرية‬
‫عن الوضع العاملي للطاقات املتجددة‪.‬‬
‫ب ‪ -‬احلدود الزمانية‪:‬‬
‫قمنا من خالل دراستنا ابستعراض أهم وآخر اإلحصائيات املمكن احلصول عليها فيما خيص الطاقات‬
‫املتجددة خاصة ابلدولة حمل الدراسة‪ ،‬ابإلضافة إىل إبراز الرؤية املستقبلية حلالة الطاقات املتجددة يف العامل ككل‪،‬‬
‫وابألخص دولة الصني‪.‬‬
‫‪ .8‬املناهج املستخدمة يف املوضوع‪:‬‬
‫اعتمدان يف دراستنا على عدة مناهج من بينها املنهج التارخيي‪ ،‬وذلك من خالل عرضنا ملراحل التطور‬
‫التارخيي الستخدام الطاقة املتجددة وأمن الطاقة‪ ،‬وبشكل أكرب على املنهج الوصفي الذي يقوم على جتميع‬
‫البياانت واملعلومات واملعطيات وحتليلها‪ ،‬وهذا عن طريق تكوين اإلطار النظري للبحث بتجميع املادة العلمية‬
‫املتعلقة به من املصادر املختلفة واملتنوعة‪ ،‬كما اعتمدان على املنهج اإلحصائي املتمثل يف مجع األرقام والنسب‬
‫واملعطيات اإلحصائية ملسامهة الطاقات املتجددة يف املزيج الطاقوي العاملي‪ ،‬واالستدالل بذلك يف شكل منحنيات‬
‫بيانية وجداول إحصائية‪ ،‬كما مت االعتماد أيضا على أسلوب دراسة احلالة واليت كانت مشاريع قطاع الطاقة‬
‫املتجددة يف الصني منوذجا هلا‪.‬‬

‫و‬
‫مقدمة‬
‫‪ .9‬تربير اخلطة‪:‬‬
‫لغرض اإلجابة على اإلشكالية املطروحة واألسئلة املتفرعة عنها‪ ،‬مت تقسيم هذا البحث إىل ثالثة فصول‬
‫كاآليت‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‪.‬‬
‫يتناول هذا الفصل مفهوم الطاقات املتجددة‪ ،‬وأمهية وخصائص الطاقات املتجددة‪ ،‬مث بعدها يتم التطرق إىل‬
‫خمتلف أنواع ومصادر الطاقات املتجددة‪ ،‬مث نتطرق إىل مفهوم األمن وتعريف األمن الطاقوي‪ ،‬وأخريا نتطرق إىل‬
‫األمن الطاقوي يف العالقات الدولية وأبرز املقارابت النظرية اليت تطرقت إىل أمن الطاقة‪.‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‪..‬‬
‫يتناول هذا الفصل أسباب ودوافع تنامي االهتمام ابلطاقات املتجددة عامليا‪ ،‬وإبراز دور الطاقات املتجددة‬
‫يف حتقيق أمن الطاقة العاملي‪ ،‬فضال عن حتقيق األمن البيئي والتنمية املستدامة‪ ،‬مث نتطرق ملختلف اقتصادايت‬
‫الطاقة املتجددة يف العامل‪ ،‬من خالل استعراض املؤشرات اإلقتصادية ملصادر الطاقة املتجددة‪ ،‬وحجم االستثمار‬
‫العاملي يف الطاقات املتجددة‪ ،‬ودور الطاقات املتجددة يف خلق فرص العمل‪ ،‬وأخريا مت التطرق إىل سياسات‬
‫وإسرتاتيجيات تبين اقتصادايت الطاقات املتجددة حمليا وعامليا‪ ،‬وآليات متويل االستثمار فيها‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‪.‬‬
‫يتناول هذا الفصل األمن الطاقوي يف اإلسرتاتيجية الصينية من خالل مفهوم الصني ألمن الطاقة ‪،‬ومرتكزات‬
‫اإلسرتاتيجية الصينية ألمن الطاقة‪ ،‬بعدها نتطرق إىل السياسة الصينية املنتهجة لتحقيق أمنها الطاقوي‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل التطرق إىل دبلوماسية الطاقة‪ ،‬وإسرتاتيجية عقد اللؤلؤ‪ ،‬وجتربة الصني يف التحول الطاقوي واالعتماد‬
‫على الطاقات املتجددة لسد حاجياهتا الطاقوية‪ ،‬وأخريا تطرقنا إىل أسواق وآفاق استثمارات الطاقة املتجددة‬
‫عامليا‪ ،‬وذلك من خالل عرض توقعات الطلب املستقبلي على الطاقة املتجددة‪ ،‬وآفاق قطاع الطاقات املتجددة‬
‫عامليا‪.‬‬
‫‪ .10‬صعوابت دراسة املوضوع‪:‬‬
‫فيما خيص صعوابت الدراسة فتكمن يف قلة املراجع اخلاصة ابلدولة موضوع الدراسة‪ ،‬وكذا تضارب‬
‫اإلحصائيات واألرقام املتعلقة بقطاع الطاقات املتجددة‪ ،‬وهذا ما أدى اىل حتديث اإلحصائيات واملعطيات بطريقة‬
‫مستمرة‪ ،‬وأيضا صعوبة ترمجة وضبط بعض املفاهيم واملصطلحات‪ ،‬خصوصا تلك املتعلقة ابجلانب التقين والكمي‬
‫والعلمي‪.‬‬

‫ز‬
‫الفصل األول‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫خطة الفصل األول‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن‬


‫الطاقوي‪.‬‬

‫املبحث األول‪ :‬مدخل إىل الطاقات املتجددة‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬مفهوم الطاقة املتجددة‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬أمهية وخصائص الطاقات املتجددة ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أمهية الطاقات املتجددة وفوائد استخدامها ‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬خصائص الطاقات املتجددة‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬أنواع ومصادر الطاقات املتجددة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الطاقة الشمسية‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬طاقة الرايح والطاقة املائية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬طاقة الكتلة احليوية وطاقة احلرارة األرضية‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬ماهية األمن الطاقوي‬

‫املطلب األول‪ :‬مفهوم األمن‬

‫املطلب الثاين‪ :‬تعريف األمن الطاقوي‬

‫املطلب الثالث‪ :‬األمن الطاقوي يف نظرية العالقات الدولية‬

‫‪1‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫إن تعدد وتنوع حاجات الدول‪ ،‬واليت تعتمد أساسا على ضمان احلصول على إمدادات طاقوية مستدامة و‬
‫غري انضبة ( الطاقة املتجددة )‪ ،‬حيث أصبحت الطاقة التقليدية لوحدها غري قادرة على إشباع حاجيات الدول‪،‬‬
‫و مواكبة براجمها التنموية فضال عن تداعياهتا املدمرة للنظام البيئي‪ ،‬واملتسببة يف التغري املناخي واالحتباس احلراري‪،‬‬
‫وهذا ما دفع الدول إىل اعتماد مجلة من السياسات واإلسرتاتيجيات لتأمني احتياجاهتا الطاقوية‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫االستثمار واالعتماد على الطاقات املتجددة والطاقة النظيفة كبديل للطاقات التقليدية اآليلة للنضوب‪ ،‬إذ تعترب‬
‫الطاقة مطلب ضروري للتقدم االقتصادي واالجتماعي واإلنساين ككل‪ ،‬حيث أن توفري وأتمني الوصول إىل‬
‫أمن الطاقة من القضااي اهلامة واجلوهرية على مستوى العامل ‪.‬‬
‫وسنقوم يف هذا الفصل بتناول وتوضيح النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬مدخل إىل الطاقات املتجددة‪.‬‬
‫‪ -‬ماهية األمن الطاقوي‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫املبحث األول‪ :‬مدخل إىل الطاقات املتجددة‬


‫لقد طور اإلنسان يف العصر احلديث إمكانيات االستفادة من الطاقات املتجددة‪ ،‬واليت تتصف أبهنا طاقات‬
‫دائمة ونظيفة و ال تنضب مع مرور الوقت‪ ،‬شأهنا يف ذلك شأن الطاقة اليت ميكن احلصول عليها من الرايح ومن‬
‫جراين املياه أو غ ري ذلك من الظواهر الطبيعية اليت ميكن إنتاج الطاقة منها‪ ،‬كما أدرك العامل جليا اخلطر الكبري‬
‫الذي يسببه استخدام مصادر الطاقة األخرى مثل‪( :‬الفحم‪ ،‬النفط‪ ،‬الغاز الطبيعي‪ ،‬واستخدام الطاقة النووية‬
‫لألغراض السلمية ذات البعد اخلدمايت و املدين) يف تلوث البيئة والتغري املناخي‪ ،‬مما جيعل الطاقة املتجددة والنظيفة‬
‫اخليار األمثل واألفضل ‪.‬‬
‫ولفهم خمتلف جوانب الطاقة املتجددة سلطنا الضوء يف هذا املبحث على خمتلف األساسيات املتعلقة ابلطاقة‬
‫املتجددة‪ ،‬وذلك ابلتطرق ملفهوم الطاقة املتجددة‪ ،‬وكذلك التطرق ألمهية وخصائص الطاقات املتجددة‪ ،‬وكذلك‬
‫أنواع ومصادر الطاقات املتجددة‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم الطاقة املتجددة‪.‬‬
‫إن قلة االحتياطات من الطاقات التقليدية‪ ،‬وعدم توفرها يف العديد من الدول‪ ،‬وكذلك املشاكل اليت ترتبت‬
‫عليها من تلوث البيئة وتذبذب األسعار‪ ،‬وعدم استقرارها يف األسواق الدولية‪ ،‬وآتكل طبقة األوزون جعل من‬
‫البحث عن بديل هلا أمرا ملحا‪ ،‬ولعل أهم تلك البدائل جند الطاقات املتجددة‬
‫تعرف الطاقة املتجددة على أهنا‪:‬‬
‫الطاقة املتجددة هي الطاقة املستمدة من املوارد الطبيعية اليت تتجدد أو اليت ال ميكن أن تنفذ‪ ،‬و ختتلف‬
‫مصادرها جوهراي عن مصادر الوقود العادي (برتول و فحم و غاز طبيعي) أو الوقود النووي‪ ،‬وعادة ال ترتك‬
‫الطاقة املتجددة خملفات كثاين أكسيد الكربون‪ ،‬أو غازات ضارة‪ ،‬أو تعمل على زايدة االحتباس احلراري كما‬
‫حيدث عند احرتاق الوقود العادي أو املخلفات الذرية الضارة‪ ،‬وتنتج الطاقة املتجددة من الرايح و املياه والشمس‬
‫كما ميكن إنتاجها من حركة األمواج و املد و اجلزر أو من حرارة األرض الكامنة‪ ،‬وعموما فإن إنتاج الطاقة‬
‫املتجددة ي نتج غالبا من حمطات القوى الكهرومائية بواسطة السدود العظيمة على مساقط املياه واألهنار‪ ،‬وختطط‬
‫بعض الدول لتغطية ‪ %20‬من احتياجاهتا من الطاقة حىت عام ‪ ،2020‬و أكد رؤساء الدول يف مؤمتر كيوتو‬
‫ابلياابن على ختفيض إنتاج اثين أكسيد الكربون يف األعوام القادمة‪ ،‬و ذلك لتجنب التهديدات الرئيسية لتغري‬

‫‪3‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫املناخ بسبب التلوث واستنفاذ الوقود األحفوري‪ ،‬ابإلضافة إىل املخاطر االجتماعية و السياسية للوقود األحفوري‬
‫والطاقة النووية (‪.)1‬‬
‫تعرف الطاقات املتجددة على أهنا‪ :‬عبارة عن مصادر طبيعية متجددة وغري انضبة‪ ،‬نظيفة ال ينتج عن‬
‫استخدامها أي تلوث‪ ،‬أو قدر ضئيل منه‪ ،‬فنجد أن الطاقة الشمسية وطاقة الرايح‪ ،‬والطاقة املائية ال تطرح أي‬
‫ملواثت‪ ،‬أما احرتاق الكتلة احليوية (‪ )La Biomasse‬فإهنا تطرح بعض الغازات امللوثة‪ ،‬لكنها أقل كمية من‬
‫تلك الناجتة عن احرتاق الوقود األحفوري ( ‪.) 2‬‬
‫وتعرف أيضا‪ :‬أهنا تلك املصادر اليت تزداد وتنمو عرب الزمن‪ ،‬وال يؤثر معدل استهالكها أو استخراجها احلايل‬
‫على معدل إنتاجها املستقبلي‪ ،‬بل تبقى احتياطاهتا قائمة مثل الطاقة الشمسية‪ ،‬والطاقة اهلوائية (طاقة الرايح)‪،‬‬
‫واحلرارة اجلوفية (‪ ،)Geothermal‬وطاقة الكتلة احلية وأمواج احمليطات أو كهرابء املساقط املائية ( ‪.) 3‬‬
‫وتعرف الطاقات املتجددة أيضا‪ :‬أبهنا مصطلح يستخدم لوصف إمدادات الطاقة اليت ال تنتهي‪ ،‬كالشمس‬
‫والرايح واملياه هي أمثلة على الطاقة املتجددة‪ ،‬حيث أن استخدامها إلنتاج الطاقة ال يقلل من خمزوهنا‪ ،‬وكذلك‬
‫الوقود األحفوري هو مثال آخر من الطاقة املتجددة وهو عادة ما ينتج من املواد العضوية (‪.)4‬‬
‫(‪)5‬‬
‫وتعرف خمتلف اهليئات الدولية الطاقات املتجددة كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تعريف وكالة الطاقة العاملية (‪ :)EA‬تتشكل الطاقة املتجددة من الطاقة الناجتة عن مسارات الطبيعة التلقائية‬
‫كأشعة الشمس‪ ،‬واليت تتجدد يف الطبيعة بوترية أعلى من وترية استهالكها‪.‬‬
‫‪ -‬تعريف اهليئة احلكومية الدولية املعنية بتغري املناخ (‪ : )IPCC‬الطاقة املتجددة هي كل طاقة يكون‬
‫مصدرها مشسي‪ ،‬جيوفيزايئي‪ ،‬و بيولوجي‪ ،‬واليت تتجدد يف الطبيعة بوترية معادلة أو أكرب من نسب استعماهلا‪،‬‬

‫‪ -‬زاهر أحمد محمد‪ ،‬طرق وأساليب توليد الطاقة وانعكاساتها على ظاهرة االحتباس الحراري‪ ،‬ندوة ظاهرة االحتباس‬ ‫‪1‬‬

‫الحراري وآثاره على أمن وسالمة اإلنسان‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬ص‪.11 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Chams Eddine hitour, pour une Stratégie Energetique de L’Algérie al horizon 2030, office‬‬
‫‪des publication universitaire, Alger, 2003, p. 41.‬‬
‫‪ - 3‬آل السيخ حمد بن محمد‪ ،‬اقتصاديات موارد الطبيعة والبيئة‪ ،‬دار كنعان‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،2007 ،‬ص‪.‬‬
‫‪.69‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- David Pimentel, Biofuels, Soler And Wind as Renewable Energy System Benefits and‬‬
‫‪Risks, Cornel University Collego of Agricuture ans Life Sciences 5126 Comstoch hall‬‬
‫‪Ithacam, USA, 2008, P.156.‬‬
‫‪ - 5‬زواوية أحالم‪ ،‬دور اقتصاديات الطاقات المتجددة في تحقيق التنمية اإلقتصادية المستدامة في الدول العربية‪،‬‬
‫مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2014 ،‬ص ص‪.123 ،122 .‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫وتتولد من التيارات املتتالية واملتواصلة يف الطبيعة كطاقة الكتلة احليوية‪ ،‬والطاقة الشمسية وطاقة ابطن األرض‬
‫وحركة املياه‪ ،‬وطاقة املد واجلزر يف احمليطات وطاقة الرايح‪ ،‬وتوجد العديد من اآلليات اليت تسمح بتحويل هذه‬
‫املصادر إىل طاقات أولية للحرارة‪ ،‬والطاقة الكهرابئية إىل طاقة حركية ابستخدام تكنولوجيات متعددة تسمح‬
‫بتوفري خدمات الطاقة‪.‬‬
‫وعليه نستنتج أن الطاقة املتجددة هي عبارة عن طاقة ال يكون مصدرها خمزون اثبت وحمدود يف الطبيعة‪،‬‬
‫وتتجدد بصفة دورية أسرع من وترية استهالكها‪ ،‬وتظهر يف أشكال عديدة منها الكتلة احليوية‪ ،‬أشعة الشمس‪،‬‬
‫الرايح‪ ،‬الطاقة الكهرابئية وطاقة ابطن األرض‪.‬‬
‫و تعرف أيضا على أهنا ‪ :‬هي الطاقة املستمدة من املوارد الطبيعية اليت تتجدد أو اليت ال ميكن أن تنفذ‬
‫(طاقة مستدامة)‪ ،‬وال تنشأ عن الطاقة املتجددة يف العادة خملفات كثاين أكسيد الكربون‪ ،‬أو غازات ضارة أو‬
‫تعمل على زايدة االحتباس احلراري‪ ،‬كما حيدث عند احرتاق الوقود األحفوري أو املخلفات الذرية الضارة الناجتة‬
‫عن مفاعالت القوى النووية‪ ،‬والطاقات املتجددة هي وسيلة لنشر املزيد من العدالة بني دول العامل الغين ودول‬
‫العامل الفقري‪ ،‬وهي ليست حصرا على الذين يعيشون اليوم‪ ،‬فاحلد األقصى من استعمال الشمس والرايح اليوم‬
‫لن يقلل من فرص األجيال القادمة‪ ،‬بل ابلعكس فعندما نعتمد على الطاقة املتجددة سنجعل مستقبل أوالدان‬
‫وأحفادان أكثر أماان‪ ،‬فالطاقة املتجددة مبختلف أنواعها من طاقة مشسية وطاقة رايح وطاقة عضوية وغريها من‬
‫الطاقات الطبيعية تعترب ابلفعل األمل يف توفري الطاقة يف املستقبل من انحية ألهنا طاقات ال تنضب‪ ،‬ومن انحية‬
‫أخرى ألهنا صديقة للبيئة‪ ،‬ابإلضافة إىل ذلك‪ ،‬تطبيق التقنيات احلديثة لتوليد هذه األنواع من الطاقة سيوفر فرص‬
‫عمل متعددة للشباب‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬أمهية وخصائص الطاقات املتجددة‪.‬‬
‫لقد أصبحت الطاقة املتجددة حتظى أبمهية كبرية على الصعيد الدويل‪ ،‬وذلك لنظافتها فضال عن كوهنا غري‬
‫قابلة للنفاذ‪ ،‬وهي طاقة مستدامة وصديقة للبيئة‪ ،‬وسنقوم يف هذا املطلب بشرح أمهية الطاقات املتجددة‪ ،‬وتناول‬
‫فوائد استخدامها وخصائصها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫الفرع األول‪ :‬أمهية الطاقات املتجددة وفوائد استخدامها‪.‬‬


‫أوال‪ :‬أمهية الطاقات املتجددة‪.‬‬
‫للطاقات املتجددة أمهية ابلغة‪ ،‬وميكن أن نوجز هذه األمهية يف النقاط التالية ( ‪:) 1‬‬
‫‪ .1‬إن املصادر املتجددة مرشحة ألن تلعب دورا هاما يف حياة اإلنسان‪ ،‬وأن تليب نسبة عالية من متطلباته‪،‬‬
‫وهي مصادر طاقة مستدامة الرتباطها ابلشمس‪ ،‬والرايح واحلرارة وغريها من املصادر األخرى اليت ال تنضب‪.‬‬
‫‪ .2‬نظافة هذه املصادر على عكس الوقود األحفوري‪ ،‬الذي تزايدت التأكيدات حول تسببه يف الكثري من‬
‫املشاكل البيئية‪ ،‬فاجلدير ابلذكر أن مجيع مصادر الطاقات اجلديدة واملتجددة أو معظمها آمنة‪ ،‬ونظيفة بيئيا‪،‬‬
‫ومنه عدم ختصيص مبالغ إضافية ملعاجلة ما ميكن معاجلته من املضار‪.‬‬
‫‪ .3‬تعدد أشكل الطاقة يف هذه املصادر مبا يتفق مع تعدد احتياجات اإلنسان من الطاقة‪ ،‬وميثل يف الوقت ذاته‬
‫نقطة إجيابية من جانب استغالل هذه املصادر‪ ،‬فبدل الدخول يف متاهات حتويل الطاقة من شكل إىل آخر عرب‬
‫سلسلة من العمليات‪ ،‬واليت تؤدي إىل إهدار نسبة عالية من خمزون الطاقة األساسي يف املواد األحفورية‪ ،‬فإن‬
‫مصادر الطاقة البديلة هذه تتيح إنتاج الطاقة املطلوبة مباشرة‪ ،‬فاخلالاي الشمسية مثال ميكن إنتاج الطاقة الكهرابئية‬
‫منها مباشرة‪ ،‬واجملمعات الشمسية تتيح إنتاج طاقة حرارية مباشرة أيضا‪.‬‬
‫‪. 4‬إن عملية استغالل الطاقات اجلديدة و املتجددة‪ ،‬و إحالهلا حمل الطاقة التقليدية‪ ،‬ستوفر مردودات اقتصادية‬
‫هامة‪ ،‬فقد أعطت التقييمات اإلقتصادية الستعمال منظومات الطاقات اجلديدة واملتجددة‪ ،‬وابخلصوص‬
‫منظومات الطاقة الشمسية مردودات اقتصادية فعالة خالل فرتة التشغيل الصغرى‪ ،‬فإذا ما زادت عن ذلك زادت‬
‫مردوداهتا اإلقتصادية‪ ،‬فأسواق خالاي الوقود مثال تضاعفت خالل فرتة قصرية نتيجة للتقدم الكبري الذي حتقق‬
‫يف هذا اجملال‪ ،‬حيث أمكن رفع كفاءة تلك اخلالاي مع خفض تكلفة إنتاجها‪ ،‬كما أن الدول النامية تواصل‬
‫طريقها قدما للتوسع يف استخدام طاقة اهليدروجني‪ ،‬فيما شهد سوق السخاانت اليت تعمل ابلطاقة الشمسية‬
‫توسعا بنسبة أكثر من ‪ % 25‬خالل السنوات القليلة املاضية‪.‬‬
‫‪ .5‬إن استعمال هذه املصادر سوف يؤدي إىل ترشيد استهالك الطاقة األحفورية‪ ،‬وخاصة النفط ومشتقاته مما‬
‫يؤدي إىل وفرته‪ ،‬حيث ميكن تصديره إىل سوق النفط العاملية‪ ،‬ومنه جلب العملة الصعبة لدعم االقتصادايت‬

‫‪ -‬فريدة كافي‪ ،‬الطاقات المتجددة ودورها في اإلقتصاد وحماية البيئة – دراسة حالة الجزائر – أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية‬ ‫‪1‬‬

‫العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم العلوم اإلقتصادية‪ ،‬جامعة باجي مختار عنابة‪ ،‬الجزائر‪ ،2015 ،‬ص‪.69.‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫الوطنية – هذا ابلنسبة للدول املنتجة للنفط‪ ،‬واليت تعتمد يف دعم اقتصاداهتا على تصدير النفط والغاز وابلتايل‬
‫إقامة املشاريع التنموية‪.‬‬
‫‪ .6‬املردودات االجتماعية الناجتة عن استعمال مصادر الطاقة البديلة‪ ،‬وذلك من خالل توفري الطاقة الالزمة‬
‫لالستعماالت اليومية لسكان املناطق النائية‪ ،‬كالطبخ والتدفئة وتسخني املاء‪ ،‬ومنه النهوض مبتطلبات احلياة‬
‫الضرورية هلؤالء السكان‪.‬‬
‫ويوضح الشكل رقم ‪ 01‬أمهية الطاقات املتجددة‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)01‬أمهية الطاقات املتجددة‬

‫املصدر‪ :‬هاجر برطيل‪ ،‬دور الشراكة اجلزائرية األجنبية يف متويل وتطوير الطاقات املتجددة يف اجلزائر – دراسة حالة الشراكة‬
‫اجلزائرية اإلسبانية ‪ ،-‬رسالة دكتوراه الطور الثالث )‪ ،(LMD‬قسم العلوم اإلقتصادية‪ ،‬جامعة حممد خيضر – بسكرة‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪ ،2016‬ص‪.105.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫اثنيا‪ :‬فوائد استخدام الطاقات املتجددة‬


‫يتجلى استخدام الطاقات املتجددة يف عدة جماالت‪ ،‬وعلى عدة مستوايت‪ ،‬وسنحاول إبراز أهم الفوائد من‬
‫استخدام الطاقات املتجددة من خالل اجلدول رقم ‪:01‬‬
‫اجلدول رقم (‪ :)01‬فوائد استخدام الطاقات املتجددة‬
‫الفوائد‬ ‫اجملال‬
‫‪ -‬من أهم وأبرز التطبيقات العسكرية للطاقة املتجددة استخدامها يف تيسري احلياة‬
‫يف املدن‪ ،‬والكليات العسكرية اجلديدة‪ ،‬والوحدات املتمركزة ابملناطق النائية‪،‬‬
‫وتستخدم املصادر املختلفة للطاقة املتجددة لشىت األغراض‪ ،‬لتوليد الطاقة‬
‫الكهرابئية‪ ،‬وحتلية مياه البحر والطهي‪ ،‬واستخدام األنظمة املركزية للسخاانت‬
‫الشمسية‪ ،‬بغرض توفري متطلبات اإليواء للمجمعات العسكرية يف املناطق النائية‪،‬‬
‫ومن أهم التطبيقات املستخدمة‪:‬‬ ‫يف اجملال العسكري‬
‫‪ -‬نظام التسخني الشمسي للكليات العسكرية الستخدامات الطلبة‪ ،‬استخدام‬
‫السخاانت الشمسية امليدانية إلمداد الوحدات ابملياه الساخنة للجنود‪ ،‬إمداد‬
‫املناطق السكنية واملدن العسكرية ابلسخاانت الشمسية‪ ،‬حتلية املياه‪.‬‬
‫وحتظى طاقة الرايح بنصيب كبري يف التطبيقات العسكرية‪ ،‬حيث تستغل بقدرات‬
‫عالية‪ ،‬وهذا ما يتيح تنفيذ مشروعات لطاقة الرايح على مستوى كبري كاآليت‪:‬‬
‫‪ -‬تستخدم طاقة الرايح مع نظام مشرتك للديزل ابالستعانة ابحلاسب اآليل‬
‫للتحكم واملراقبة‪ ،‬كما تستخدم طاقة الرايح يف حتلية مياه البحر‪.‬‬

‫استخدام االستخدام ‪ -‬تسخني املياه ابستخدام اجملمعات الشمسية دون حتويلها إىل أي شكل آخر‬
‫من أشكال الطاقة‪ ،‬وهو أرخص وأنظف أنواع الطاقة‪.‬‬ ‫املنزيل‬ ‫الطاقة‬
‫‪ -‬تسخني املياه ابستعمال الطاقة الشمسية ال ميثل بندا أساسيا يف ميزانية الدولة‬ ‫التجاري‬ ‫املتجددة‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫يف اجملال‬
‫االستخدام ‪ -‬جتفيف املنتجات الزراعية‪ :‬اجتهت بعض املصانع الستخدام الطاقة الشمسية‬ ‫املدين‬
‫يف بعض عمليات التسخني والتبخري‪ ،‬خاصة يف مصانع األغذية‪ ،‬والبالستيك‪،‬‬ ‫الزراعي‬
‫واالستخدام والصباغة‪ ،‬ابإلضافة إىل املخابر اآللية‪ ،‬والعديد من الصناعات األخرى اليت تتطلب‬
‫درجة حرارة متوسطة أو منخفضة‪ ،‬وشحن بطارايت بعض احملطات التليفزيونية‬ ‫الصناعي‬
‫والالسلكية‪ ،‬أجهزة اإلانرة املالحية‪ ،‬شحن البطارايت الكهرابئية‪ ،‬مضخات الري‬
‫الشمسية لرفع املياه لري األراضي الزراعية‪ ،‬وتقطري املياه‪ ،‬تشغيل وحدات حتلية‬
‫املياه‪ ،‬إمداد القرى النائية واألماكن البعيدة ابلكهرابء‪.‬‬

‫‪SOURCE : Francis Meunier, Les Energies Renouvelable, Le Cavalier Bleu,‬‬


‫‪France ,2007, PP.48,49.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬خصائص الطاقات املتجددة‪:‬‬
‫تتميز مصادر الطاقة املتجددة بتنوع وتعدد استخداماهتا ‪ ،‬حيث تستخدم يف العديد من اجملاالت مثل توليد‬
‫الكهرابء‪ ،‬االستخدامات املنزلية الصغرية (الطبخ والتدفئة)‪ ،‬اجملاالت الصناعية‪ ،‬وحتلية املياه‪ ،‬لذلك فإن استخدام‬
‫(‪)1‬‬
‫مصادر الطاقة املتجددة يتميز ابلعديد من املميزات‪:‬‬
‫‪ .1‬تنويع مصادر الطاقة‪:‬‬
‫حتقيق وفرة يف املصادر التقليدية للطاقة‪ ،‬وتوفري احتياجات الطاقة للقطاعات املختلفة‪ ،‬ابإلضافة إىل إمكانية‬
‫حتقيق فائض يف املستقبل من الطاقة الكهرابئية املنتجة من املصادر املتجددة للتصدير‪.‬‬
‫‪ .2‬حتسني البيئة لتحقيق األمن البيئي‪ :‬تعترب مصادر الطاقة املتجددة مصادر نظيفة ال تؤثر على البيئة‪ ،‬لذلك‬
‫فإن استخدام هذه املصادر يساعد على تقليل انبعاث الغازات الناجتة عن إنتاج الطاقة الكهرابئية ابستخدام‬
‫املصادر التقليدية‪.‬‬

‫‪ -‬محمد مصطفى الخياط وإيناس محمد إبراهيم الشيتي‪ ،‬إستخدام نظم المعلومات الجغرافية في تنمية مشروعات الطاقة‬ ‫‪1‬‬

‫المتجددة‪ ،‬المؤتمر العلمي السابع عشر لنظم المعلومات وتكنولوجيا الحاسبات‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2010 ،‬ص‪.04.‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫‪ .3‬توفري الطاقة الكهرابئية‪:‬‬


‫ميكن إنشاء العديد من مشاريع إنتاج الطاقة الكهرابئية يف املناطق النائية والريفية‪ ،‬حيث تتوفر العديد من‬
‫مصادر الطاقة املتجددة يف هذه املناطق‪ ،‬مثل طاقة الرايح‪ ،‬احلرارة الشمسية‪ ،‬الكتلة احليوية‪ ،‬وذلك لدفع عمليات‬
‫التنمية والتطوير هلذه املناطق وإجياد فرص عمل جديدة‪ ،‬وإنشاء املصانع واملدن السكنية اجلديدة‪ ،‬وحتسني مستوى‬
‫املعيشة لسكان هذه املناطق‪.‬‬
‫‪ .4‬رفع وحتسني مستوى املعيشة‪:‬‬
‫يساعد إنتاج الكهرابء من املصادر املتجددة يف العديد من املناطق النائية والريفية يف حتسني مستوى املعيشة‬
‫لألفراد‪ ،‬وتوفري احتياجات هذه املناطق من الكهرابء ابلتكلفة املناسبة هلم‪ ،‬وحتسني نوعية احلياة ملا يوفره من‬
‫خدمات تعليمية وصحية أفضل لسكان هذه املناطق‪ ،‬وتوفري فرص عمل للعمالة احمللية يف هذه املناطق يف جماالت‬
‫تصنيع وتركيب معدات الطاقة املتجددة وصيانتها وغريها‪.‬‬
‫بعدما متت اإلشارة إىل خصائص الطاقة املتجددة سنحاول اآلن معرفة الطبيعة اإلقتصادية هلا من خالل‬
‫مقارنتها مع الطاقة التقليدية وفقا ملا سيتم تبينه يف اجلدول رقم ‪:02‬‬
‫جدول رقم (‪ :)02‬مقارنة الطاقات املتجددة مع الطاقة التقليدية‬
‫الطاقة الناضبة (التقليدية)‬ ‫الطاقة املتجددة (اجلديدة)‬ ‫أوجه االختالف‬
‫الفحم‪ ،‬النفط‪ ،‬الغاز الطبيعي‪.‬‬ ‫الشمس‪ ،‬الرايح‪ ،‬املياه‪ ،‬احلرارة‬ ‫نوع مصدر الطاقة‬
‫اجلوفية‪ ،‬الكتلة احلية‪.‬‬
‫حمدودة‬ ‫ال هنائية وغري حمدودة‬ ‫املدة املتاحة من الطاقة‬
‫متوسطة‬ ‫جمانية‬ ‫تكلفة جتهيز املصدر‬
‫منخفضة‬ ‫عالية‬ ‫تكلفة التشغيل‬
‫استخدام الوحدات الصغرية حيسن‬ ‫الوحدات الصغرية اقتصادية‬ ‫حجم الوحدة الالزمة‬
‫السعر‬ ‫لالستخدام‬
‫عامل أساسي لتلوث البيئة‬ ‫منخفض جدا‬ ‫تلوث البيئة والتغري املناخي‬
‫املصدر‪ :‬علي أمحد عتيقة‪ ،‬دور الطاقة يف التعاون بني الشمال واجلنوب‪ ،‬جملة النفط والتعاون العرب‪ ،‬الكويت‪،1983 ،‬‬
‫ص‪.66.‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫من خالل هذا اجلدول نستنتج على أنه ابلرغم من أفضلية الطاقات املتجددة عن الطاقة التقليدية يف توفري‬
‫اإلمدادات ابلطاقة بنمط الهنائي وغري حمدود‪ ،‬وعدم وجود تكلفة لتهيئة مصادرها لتوفرها يف الطبيعة بشكل‬
‫مستمر ودوري‪ ،‬وال تشكل عبئا يهدد أمن وسالمة البيئة عند إنتاجها على عكس الطاقة التقليدية‪ ،‬غري أهنا من‬
‫الناحية اإلقتصادية الزالت مل تصل بعد إىل مرحلة التنافسية اليت تكممنها من أن حتل حمل الطاقة التقليدية حاليا‬
‫الخنفاض تكاليف التشغيل ابلنسبة هلذه األخرية وارتفاعها يف الطاقات املتجددة‪.‬‬
‫وابلرغم من أن الطاقات املتجددة غري اقتصادية لتزويد املناطق الكبرية ابلكهرابء‪ ،‬إال أنه قد يكون األسلوب‬
‫األمثل من الناحية اإلقتصادية لالستعماالت الصغرية كتزويد املناطق الريفية واملعزولة ابلكهرابء‪ ،‬ألن تكلفة توليد‬
‫الطاقة املتجددة من خالل األلواح الضوئية عادة ما تكون أقل من تكلفة توليد الطاقة من مولدات الديزل‪ ،‬وهذا‬
‫يدل على أنه ميكن للطاقات املتجددة أن تشكل بديال فعاال من حيث التكلفة يف املناطق النائية على عكس‬
‫الطاقة التقليدية اليت تقوم صناعتها على اقتصادايت احلجم الكبري و إن مل يتم استخدام الطاقة اإلنتاجية استخداما‬
‫أمثال فإنه سيؤدي إىل ارتفاع تكلفة إنتاج الوحدة الواحدة‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬أنواع ومصادر الطاقات املتجددة‪.‬‬
‫متثل الطاقات املتجددة والبديلة (الطاقة النظيفة) مصادر مستقبلية مهمة للطاقة‪ ،‬لذلك مت إحراز تقدم كبري يف‬
‫إنتاج كل من الطاقة الشمسية‪ ،‬وطاقة الرايح‪ ،‬والطاقة املائية‪ ،‬والطاقة احلرارية األرضية والوقود احليوي والكتلة‬
‫احليوية‪ ،‬وأمواج احمليط واجلزر‪ ،‬ويطلق عليها مجيعا ابسم "مزيج الطاقة املتجددة"‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الطاقة الشمسية‬
‫تعترب الطاقة الشمسية من أكرب مصادر الطاقات املتجددة على سطح األرض‪ ،‬فهي تشكل املصدر‬
‫الرئيسي ملختلف مصادر الطاقة سواء كانت أحفورية أو متجددة‪ ،‬ويقصد ابلطاقة الشمسية الضوء واحلرارة‬
‫املنبعثان من الشمس‪ .‬فمنذ القدم حاول اإلنسان االستفادة من األشعة الشمسية إال أن استغالله هلا كان بقدر‬
‫قليل وحمدود‪ ،‬إال أنه مع التقدم العلمي والتكنولوجي الذي حققه اإلنسان من بداية القرن احلادي والعشرين‪،‬‬
‫فتحت آفاقا جديدة وواعدة يف ميدان الطاقة الشمسية‪ ،‬وميكننا التمييز بني نوعني خمتلفني للطاقة الشمسية‬
‫كاآليت‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الطاقة الشمسية احلرارية‬
‫يتم إنتاج الطاقة الشمسية احلرارية انطالقا من تقنيات املركزات الشمسية اليت تعمل على حتويل اإلشعاع‬
‫الشمسي إىل طاقة حرارية تستخدم يف تدوير حمركات خبارية إلنتاج الكهرابء‪ ،‬وميكن حملطات إنتاج الطاقة‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫الشمسية احلرارية أن تعمل جنبا جلنب مع حمطات إنتاج الكهرابء التقليدية لالستفادة من توصيلها بنظام الشبكة‬
‫الكهرابئية‪.‬‬
‫‪1985‬‬ ‫وقد أنشأت شركة ‪ LUZ‬أول حمطة للطاقة الشمسية احلرارية يف الوالايت املتحدة األمريكية سنة‬
‫(ميغاواط) ‪ 1‬يطلق عليها حمطة ‪ ،SEGS‬تليها حمطة ‪ PS10‬اليت أجنزهتا شركة ‪Abongo‬‬ ‫‪13.8‬‬ ‫بقدرة‬
‫‪ Solar‬سنة ‪ 2007‬يف إسبانيا بقدرة ‪( 11‬م و) ‪ ،2‬وبعد ذلك يف سنة ‪ 2014‬شهدت الطاقة الشمسية احلرارية‬
‫انتشارا واسعا يف عدة دول أين وصل إنتاجها اإلمجايل هناية سنة ‪ 2014‬إىل ‪(4.350‬م و)‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ :)03‬إمجايل القدرة املركبة من الطاقة الشمسية احلرارية يف العامل ابمليغاواط‬
‫اإلمجايل سنة ‪2014‬‬ ‫القدرة املضافة‬ ‫سنة ‪2013‬‬ ‫سنة ‪2012‬‬ ‫الدول‬

‫‪2.300‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2.300‬‬ ‫‪1.950‬‬ ‫إسبانيا‬


‫‪1.634‬‬ ‫‪752‬‬ ‫‪882‬‬ ‫‪507‬‬ ‫الوالايت املتحدة األمريكية‬
‫‪225‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪0‬‬ ‫اهلند‬
‫‪100‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪0‬‬ ‫اإلمارات العربية‬
‫‪25‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪25‬‬ ‫اجلزائر‬
‫‪20‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫مصر‬
‫‪20‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫املغرب‬
‫‪12‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫أسرتاليا‬
‫‪10‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الصني‬
‫‪05‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪05‬‬ ‫اتيلند‬
‫‪4.350‬‬ ‫‪925‬‬ ‫‪3.425‬‬ ‫‪2.540‬‬ ‫إمجايل دول العامل‬

‫‪Source :Renewables Global Status 2014, renewable energy policy network‬‬


‫‪for the 21st century report, Paris – france,2014, p.112.‬‬

‫‪ .1‬ميغاواط‪ :‬وحدة قياس القدرة الكهربائية‪ ،‬ونختصرها في رمز الداللة (م و)‪.‬‬


‫‪ .2‬محمد مصطفى محمد الخياط‪ ،‬محطات مركزات الطاقة الشمسية‪ ،‬مقال نشر في مجلة الكهرباء العربية‪ ،‬العدد ‪،99‬‬
‫جانفي ‪ ،2010‬ص‪.5.‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫من خالل ما ورد يف اجلدول أعاله يتضح أن هناك عشرة دول فقط تقوم إبنتاج الطاقة الشمسية احلرارية‪،‬‬
‫إذ تعد كل من إسبانيا والوالايت املتحدة األمريكية دولتني رائدتني يف هذا اجملال‪ ،‬حيث بلغت نسبة الطاقة‬
‫احلرارية الشمسية من إمجايل توليد الكهرابء يف إسبانيا ‪ %2‬سنواي‪ ،‬كما حتوز الوالايت املتحدة األمريكية على‬
‫أكرب حمطة إلنتاج الطاقة الشمسية احلرارية يف العامل‪ ،‬وهي حمطة ‪ Solana‬الواقعة يف والية أريزوان ‪.1Arizona‬‬
‫اثنيا‪ :‬الطاقة الشمسية الضوئية‬
‫تعمل الطاقة الشمسية الضوئية على تلبية ما يقدر حبوايل ‪ % 7.8‬من الطلب السنوي للكهرابء يف إيطاليا‪،‬‬
‫يف أملانيا‪ ،‬لذلك فهي تلعب دورا كبريا يف التزويد ابلكهرابء لدى بعض‬ ‫‪%‬‬ ‫وما يقارب ‪ % 6‬يف اليوانن‪ ،‬و‪5‬‬
‫البلدان نتيجة استمرار اخنفاض تكاليف الوحدة الواحدة منها ابستخدام اللوحات الكهروضوئية‪ ،‬وهذا راجع‬
‫بدوره إىل اخنفاض تكاليف املواد السيما مادة ‪ Polysilicon‬إىل جانب حتسني عمليات التصنيع‪ ،‬حيث‬
‫اقرتبت تكاليف إنتاج الطاقة الشمسية الضوئية سنة ‪ 2013‬إىل ‪ 0.50‬دوالر للواط الواحد ‪.3 2‬‬
‫وقد وصل إمجايل القدرة اإلنتاجية للطاقة الشمسية الضوئية ‪ 178‬ميغاواط ‪ 4‬سنة ‪ 2014‬لتبلغ بذلك القدرة‬
‫املضافة ‪ 40‬ميغاواط عن سنة ‪ ،2013‬ويرجع هذا االرتفاع إىل تزايد إنتاجها يف احملطات التجارية والقطاع السكين‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ :)04‬إمجايل القدرة املركبة من الطاقة الشمسية الضوئية يف العامل لسنة ‪ 2014‬ابمليغاواط‬
‫القدرة املضافة اإلمجايل لسنة ‪2014‬‬ ‫سنة ‪2013‬‬ ‫سنة ‪2012‬‬ ‫الدول‬

‫‪38.2‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪36.3‬‬ ‫‪32.6‬‬ ‫أملانيا‬


‫‪28.1‬‬ ‫‪10.6‬‬ ‫‪17.5‬‬ ‫‪7.0‬‬ ‫الصني‬
‫‪23.3‬‬ ‫‪9.7‬‬ ‫‪13.6‬‬ ‫‪6.6‬‬ ‫الياابن‬
‫‪18.5‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫‪18.1‬‬ ‫‪16.4‬‬ ‫إيطاليا‬
‫‪18.3‬‬ ‫‪6.2‬‬ ‫‪12.1‬‬ ‫‪7.2‬‬ ‫الوالايت املتحدة األمريكية‬
‫‪5.6‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪4.7‬‬ ‫‪4.0‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪5.3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5.3‬‬ ‫‪5.4‬‬ ‫إسبانيا‬

‫‪1‬‬
‫‪. Renewables Global Status 2014, renewable energy oplicy network for the 21st century‬‬
‫‪report, paris- france ,2014, p.52.‬‬
‫‪ .2‬الواط‪ :‬وحدة قياس القدرة الكهربائية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪. Renewables Global Status 2014, OP. cit, p.48.‬‬
‫‪ .4‬جيغاواط‪ :‬وحدة لقياس القدرة الكهربائية نختصرها في رمز الداللة (ج و)‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫‪5.2‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫اململكة املتحدة‬


‫‪4.1‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫أسرتاليا‬
‫‪3.2‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪//‬‬ ‫اهلند‬
‫‪28.2‬‬ ‫‪6.3‬‬ ‫‪21.9‬‬ ‫‪16.6‬‬ ‫ابقي دول العامل‬
‫‪178‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪138‬‬ ‫‪100‬‬ ‫إمجايل دول العامل‬
‫‪Sources :‬‬
‫‪1.Renewables Global Status 2014, Op.cit, P.111.‬‬
‫‪2.Renewables Global Status 2015, OP. cit, p.132.‬‬
‫وفقا للجدول جند أن الصني متكنت من تسجيل أكرب إضافة يف القدرة اإلنتاجية سنة ‪ ،2014‬فهي متثل‬
‫لوحدها ثلث احملطات العاملية‪ ،‬على الرغم من ذلك جند أن أملانيا ال تزال حمافظة على مرتبتها األوىل عامليا يف‬
‫إنتاج الطاقة الشمسية الضوئية‪ ،‬حيث تنتج أملانيا حوايل ثلث الطاقة من إمجايل توليد الكهرابء انطالقا من الطاقة‬
‫الشمسية الضوئية ‪.1‬‬
‫ومن خالل ما سبق جند أن الطاقة الشمسية بنوعيها‪ ،‬احلرارية والضوئية تشهد منوا ملحوظا إال أن إنتاج‬
‫الطاقة الشمسية الضوئية ينتشر يف مجيع أحناء العامل‪ ،‬وال ينحصر يف عشر دول كما هو احلال خبصوص الطاقة‬
‫الشمسية احلرارية‪ ،‬وهذا راجع لكون اللوحات الكهروضوئية ميكن استخدامها يف البناايت وحىت احملطات التجارية‬
‫يف املقابل تستخدم تقنية املركزات الشمسية يف احملطات التجارية الكبرية فقط‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬طاقة الرايح والطاقة املائية‪.‬‬
‫منذ القدم اعتمد اإلنسان على طاقة الرايح والطاقة املائية ألغراض متعددة ومتنوعة‪ ،‬نذكر منها األغراض‬
‫الزراعية‪ ،‬وسنحاول التفصيل فيهما أكثر على النحو اآليت‪.‬‬
‫أوال‪ :‬طاقة الرايح‬
‫تستمد طاقة الرايح من حركة الرايح‪ ،‬ويرتكز اليوم إنتاجها على توربينات ذات تكنولوجيا عالية ومتطورة‪،‬‬
‫وتعد طاقة الرايح أكثر مصدر ديناميكيا للطاقة‪ ،‬وأفضل حل بديل عن الوقود األحفوري يف توليد الكهرابء‪ ،‬فقد‬
‫إىل ‪ 5000‬كيلوواط سنة‬ ‫‪1981‬‬ ‫زادت قدرة توربينات الرايح على توليد الكهرابء من ‪ 100‬كيلوواط ‪ 2‬يف عام‬
‫نتيجة أن تكاليف طاقة الرايح أصبحت منافسة لتكاليف الطاقة التقليدية‪ ،‬حيث بلغت تكلفة إنتاج‬ ‫‪2006‬‬

‫‪. Renewables Global Status 2014, OP, cit, p.47.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪ .2‬الكيلوواط‪ :‬وحدة قياس القدرة الكهربائية‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫‪800‬‬ ‫دوالر‪ ،‬بينما وصلت تكلفة إنتاج الكيلوواط من الطاقة التقليدية إىل‬ ‫‪1000‬‬ ‫الكيلوواط من طاقة الرايح‬
‫دوالر‪.‬‬
‫اعتمادا على التطور املتسارع‪ ،‬اتبعت طاقة الرايح منوها الديناميكي العاملي ليصل جمموع الطاقة املركبة عامليا‬
‫إىل ‪( 370‬ج و)‪ ،‬وابلرغم من استمرار الضياع يف الطاقة نتيجة لصعوابت نقلها من التوربينات املوجودة يف املناطق‬
‫النائية إىل مركز الطلب ‪.1‬‬
‫اجلدول رقم ‪ :05‬قدرات اإلنتاج العاملية من طاقة الرايح ابمليغاواط للفرتة من ‪ 2008‬إىل ‪.2011‬‬
‫هناية ‪2011‬‬ ‫جديد ‪2011‬‬ ‫هناية ‪2010‬‬ ‫هناية ‪2009‬‬ ‫جديد ‪2009‬‬ ‫هناية ‪2008‬‬ ‫الدول‬
‫‪62364‬‬ ‫‪17631‬‬ ‫‪44733‬‬ ‫‪25104‬‬ ‫‪13000‬‬ ‫‪12104‬‬ ‫الصني‬
‫‪16084‬‬ ‫‪3019‬‬ ‫‪13065‬‬ ‫‪10926‬‬ ‫‪1271‬‬ ‫‪9655‬‬ ‫اهلند‬
‫‪2501‬‬ ‫‪168‬‬ ‫‪2334‬‬ ‫‪2056‬‬ ‫‪178‬‬ ‫‪1880‬‬ ‫الياابن‬
‫‪407‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪379‬‬ ‫‪348‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪236‬‬ ‫كوراي اجلنوبية‬
‫‪29060‬‬ ‫‪2086‬‬ ‫‪27191‬‬ ‫‪25777‬‬ ‫‪1917‬‬ ‫‪23903‬‬ ‫أملانيا‬
‫‪21674‬‬ ‫‪1050‬‬ ‫‪20623‬‬ ‫‪19149‬‬ ‫‪2459‬‬ ‫‪16689‬‬ ‫إسبانيا‬
‫‪6737‬‬ ‫‪950‬‬ ‫‪5797‬‬ ‫‪4850‬‬ ‫‪1114‬‬ ‫‪3736‬‬ ‫إيطاليا‬
‫‪6800‬‬ ‫‪830‬‬ ‫‪5970‬‬ ‫‪4492‬‬ ‫‪1088‬‬ ‫‪3404‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪6540‬‬ ‫‪1293‬‬ ‫‪5248‬‬ ‫‪4051‬‬ ‫‪1077‬‬ ‫‪2974‬‬ ‫اململكة املتحدة‬
‫‪3871‬‬ ‫‪178‬‬ ‫‪3749‬‬ ‫‪3465‬‬ ‫‪334‬‬ ‫‪3163‬‬ ‫الدمنارك‬
‫‪1799‬‬ ‫‪470‬‬ ‫‪1329‬‬ ‫‪801‬‬ ‫‪343‬‬ ‫‪458‬‬ ‫تركيا‬
‫‪1509‬‬ ‫‪583‬‬ ‫‪927‬‬ ‫‪606‬‬ ‫‪264‬‬ ‫‪341‬‬ ‫الربازيل‬
‫‪46919‬‬ ‫‪6810‬‬ ‫‪40298‬‬ ‫‪35159‬‬ ‫‪9922‬‬ ‫‪25237‬‬ ‫‪.2011‬‬
‫‪5265‬‬ ‫‪1267‬‬ ‫‪4008‬‬ ‫‪3319‬‬ ‫‪950‬‬ ‫‪2369‬‬ ‫كندا‬
‫‪2224‬‬ ‫‪234‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪1712‬‬ ‫‪406‬‬ ‫‪1306‬‬ ‫أسرتاليا‬

‫‪Source: Global Wind Energy Council, Global Wind Report: Annual Market‬‬
‫‪update data of 2010 and 2011, available on: www.gwec.net,p.11.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Renewables Global Status 2014, OP, cit, p.56‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫اثنيا‪ :‬الطاقة املائية‪.‬‬


‫تغطي املياه نسبة ‪ % 72‬من مساحة سطح األرض‪ ،‬فهي تتوزع يف شكل حميطات‪ ،‬حبار‪ ،‬حبريات و أهنار‪،‬‬
‫لذلك قامت العديد من الدول ابستغالل الوفرة اهلائلة لتلك املصادر املائية لتوليد الطاقة فأطلق عليها الطاقة‬
‫املائية‪ ،‬فالطاقة املائية هي الكهرابء املستمدة من تدفق املياه سواء كانت مياه السدود أو حركة األمواج و املد‬
‫واجلزر‪ ،‬هلذا مسيت ابلطاقة الكهرومائية‪ ،‬وقد مت بناء أول و أكرب سد لتوليد الكهرابء من حركة املد و اجلزر سنة‬
‫‪ 1961‬يف مدينة ‪ Saint – Malo‬الفرنسية نظرا الرتفاع املد و اجلزر يف املنطقة بني ‪ 12‬و ‪ 16‬مرت‪ ،‬شيد السد‬
‫بطول ‪ 750‬مرتا و أطلق عليه إمث حمطة ‪ Ranke‬و بدأ يف العمل سنة ‪ 1966‬بقدرة ‪( 240‬م و) ‪. 1‬‬
‫متتاز الطاقة املائية ابخنفاض تكلفة إنتاجها‪ ،‬يف حني أن عائد التشغيل مرتفع وهو ما يعين أن الطاقة املائية‬
‫جاهزة ألن حتل حمل الطاقة األحفورية‪ ،‬وال أدل على ذلك من كون ‪ % 80‬من الطاقة الكهرابئية اليت متد والية‬
‫واشنطن ابحتياجاهتا هي الطاقة املائية‪ .‬عموما حقق إنتاج الطاقة املائية زايدة قدرها ‪( 37‬ج و) لتصل إىل ما‬
‫يقارب من ‪( 1.055‬ج و)‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ :)06‬إمجايل استغالل الطاقة املائية يف العامل سنة ‪ 2014‬ابمليغاواط‬
‫اإلمجايل سنة ‪2014‬‬ ‫القدرة املضافة‬ ‫سنة ‪2013‬‬ ‫الدول‬
‫‪280‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪260‬‬ ‫الصني‬
‫‪89‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪86‬‬ ‫الربازيل‬
‫‪77‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪//‬‬ ‫الوالايت املتحدة األمريكية‬
‫‪24‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪//‬‬ ‫كندا‬
‫‪45‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪47‬‬ ‫روسيا‬
‫‪48‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫‪44‬‬ ‫اهلند‬
‫‪//‬‬ ‫‪//‬‬ ‫‪22‬‬ ‫تركيا‬
‫‪1.055‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪1.000‬‬ ‫إمجايل دول العامل‬
‫‪Sources:‬‬
‫‪1. Renewables Global Status 2014, Op, cit , p.110.‬‬
‫‪2.Renewables Global Status 2015, Op, cit, p.131.‬‬

‫‪ .1‬علي عبد هللا العرادي‪ ،‬ملف حول الطاقة المستدامة (المتجددة)‪ :‬دراسات وقوانين‪ ،2012 ،‬ص ص‪.12 – 10 .‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫يتضح من خالل اجلدول أن الصني تتصدر قائمة الدول املنتجة للطاقة املائية‪ ،‬حيث بلغت قدرة إنتاجها‬
‫للطاقة املائية ‪ 280‬ج ومع هناية سنة ‪ ،2014‬وهذا راجع لكوهنا متلك أضخم حمطات توليد للطاقة املائية‬
‫والبالغ عددها ‪ 63‬حمطة‪ ،‬أشهرها سد املضائق الثالث ()‪ ،The Three Gorges Dam‬الذي شيد‬
‫على هنر اليانغ تسي اثلث أطول هنر يف العامل‪ ،‬ومت إفتاح السد سنة ‪ 2008‬بتكلفة ‪ 30‬مليار دوالر أمريكي‪،‬‬
‫وينتج قرابة ‪( 22500‬م و) من الطاقة الكهرومائية ‪.1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬طاقة الكتلة احليوية وطاقة احلرارة األرضية‪.‬‬
‫تشمل الكتلة احليوية جمموعة واسعة من املواد الطبيعية‪ ،‬مبا فيها اخلشب واحملاصيل الزراعية كما تشمل على‬
‫كل من النفاايت واملواد العضوية املستمدة من النبااتت أو احليواانت‪ .‬أما عن حرارة األرض فهي متثل احلرارة‬
‫املتواجدة يف جوف األرض‪.‬‬
‫أوال‪ :‬طاقة الكتلة احليوية (الطاقة العضوية)‪.‬‬
‫تعد الطاقة العضوية من الطاقات املتجددة حديثة النشأة‪ ،‬وهي تنافس بقدر بسيط طاقة النفط هلذا سنحاول‬
‫التعرف على الطاقة العضوية من خالل التطرق إىل تعريفها ومزااي استخدامها‪ ،‬وأهم طرق استخدام العضوايت‬
‫يف توليد الطاقة‪ ،‬وأيضا أهم الصعوابت واملعوقات هلذه الطاقة‪.‬‬
‫أ – تعريف الطاقة العضوية‪:‬‬
‫وتعين استخدام الكائنات العضوية يف توليد الطاقة‪ ،‬فالنبااتت تتمكن من خالل عملية التمثيل الضوئي من‬
‫تكوين كتلة حية‪ ،‬ومن مثة تكوين الطاقة حيث متكننا من إنتاج الوقود من أجل احلرارة واحلركة والطاقة‪.2‬‬
‫ب – مزاي استخدام الطاقة العضوية‪:‬‬
‫‪ -‬تتسم هذه الطاقة ابملرونة ابملقارنة مع الطاقات األخرى بسبب إمكانية ختزينها‪.‬‬
‫‪ -‬متكن من تقليل مركزية إنتاج الطاقة‪.‬‬
‫‪ -‬ختلق دورة للمادة والطاقة‪.‬‬
‫‪ -‬إن عملية احرتاق ‪ CO2‬ال تنجم عنها أي أخطار للبيئة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Renewables Global Status 2014, Op, cit, p.43 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.https://www.m3aarf.com/‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫وتتلخص أهم طرق استخدام العضوايت يف توليد الطاقة فيما يلي‪:‬‬


‫‪ -‬توليد الطاقة من النفاايت الصلبة‪.‬‬
‫‪ -‬النبااتت كمصدر للطاقة ويشمل عدة أوجه منها‪:‬‬
‫‪ -‬استخدام األخشاب كوقود للطهي والتدفئة‪.‬‬
‫‪ -‬زراعة األشجار القادرة على إنتاج املواد العضوية عالية الطاقة وسهلة االستخالص‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام عمليات التمثيل الضوئي يف استخالص الطاقة‪.‬‬
‫ج – صعوابت ومعوقات الطاقة احليوية‪:‬‬
‫يعد هذا النوع من الطاقة مكلف جدا‪ ،‬كما أنه حيتاج إىل طاقة إلنتاجه قد تعادل ما ينتج منه أو تزيد‪،‬‬
‫وسيكون ذلك على حساب احملصول الزراعي للغذاء ألن ‪ % 10‬من احتياجات البنزين قد تكون على حساب‬
‫نصف حمصول الذرة ‪. 1‬‬
‫وإذا أخذان بعني االعتبار مصادر الطاقة العضوية من األخشاب‪ ،‬فإن زايدته ستكون على حساب الثروة‬
‫الغابية‪ ،‬يضاف إىل ذلك كلفة نقله وختزينه العاملية‪ ،‬ولذلك يبقى هذا املصدر حمدود اإلمكانيات وحمصورا يف‬
‫بعض املناطق ‪. 2‬‬
‫جدول رقم (‪ :)07‬إمجايل استهالك طاقة الكتلة احليوية يف العامل لسنة ‪ 2014‬ابملليار لرت‬
‫إمجايل الوقود احليوي‬ ‫البيو يزال‬ ‫اإليثانول‬ ‫الدول‬
‫‪60.1‬‬ ‫‪4.7‬‬ ‫‪54.3‬‬ ‫الوالايت املتحدة‬
‫‪29.9‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪26.5‬‬ ‫الربازيل‬
‫‪4.3‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫أملانيا‬
‫‪3.9‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫الصني‬
‫‪3.6‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫األرجنتني‬
‫‪3.2‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫أندونيسيات‬
‫‪3.1‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪1.0‬‬ ‫فرنسا‬

‫‪ .1‬أمينة مخلفي‪ " :‬أثر تطور أنظمة استغالل النفط على الصادرات دراسة حالة الجزائر بالرجوع إلى بعض التجارب‬
‫العالمية «‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم اإلقتصادية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬نوقشت يوم ‪ 11‬مارس‬
‫‪ ،2013‬ص‪.29.‬‬
‫‪ .2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.43.‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫‪2.5‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫هولندا‬


‫‪2.3‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫اتيالند‬
‫‪2.1‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫كندا‬
‫‪1.3‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫بلجيكا‬
‫‪1.2‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫إسبانيا‬
‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫سنغافورة‬
‫‪1‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫بولندا‬
‫‪1‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫كولومبيا‬
‫‪0.3‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫أسرتاليا‬
‫‪127.7‬‬ ‫‪29.7‬‬ ‫‪94‬‬ ‫إمجايل دول العامل‬

‫‪Source: Renewables Global Status 2015, Op, cit, p.129.‬‬

‫من خالل اجلدول جند أن الوالايت املتحدة األمريكية حققت أعلى إنتاج لإليثانول‪ ،‬تليها الربازيل يف حني‬
‫جند أن أورواب تنتج النصيب األكرب من وقود الديزل احليوي‪.‬‬
‫تعترب الربازيل من الدول اليت انطلقت خبطى واثقة يف جمال االستثمار يف الوقود احليوي إنتاجا وتسويقا‪ ،‬كما‬
‫استطاعت منافسة الدول الكبرية كالوالايت املتحدة األمريكية واإلحتاد األورويب والصني‪ ،‬لتستحوذ يف النهاية‬
‫على املراتب األوىل يف اإلنتاج العاملي للوقود احليوي مع الوالايت املتحدة األمريكية‪ ،‬لذلك تعترب الربازيل حاليا‬
‫اإلقتصاد األول يف العامل يف إنتاج الطاقة احليوية ‪. 1‬‬
‫اثنيا‪ :‬طاقة احلرارة اجلوفية‪.‬‬
‫تندرج طاقة حرارة األرض اجلوفية ضمن الطاقات املتجددة والبديلة للنفط‪ ،‬حيث سيتم التعرف فيما يلي‬
‫على املفاهيم األساسية املتعلقة هبا‪ ،‬واستعماالهتا واملعوقات هلذه الطاقة‪.‬‬

‫‪ .1‬دينا جالل‪ ،‬إنتاج الوقود الحيوي في إطار اإلقتصاد العالمي مع إشارة خاصة بالحالة المصرية‪ ،‬مجلة بحوث‬
‫اقتصادية عربية‪ ،‬العدد ‪ ،64‬جانفي ‪ ،2014‬ص‪.7.‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫ويقصد هبا احلرارة املخزونة حتت سطح األرض‪ ،‬واليت تزداد مع زايدة العمق‪ ،‬وخترج من جوف األرض عن‬
‫طريق االتصال والنقل احلراري والينابيع الساخنة والرباكني الثائرة‪ ،‬وميكن استغالل الطاقة احلرارية يف جوف‬
‫‪1‬‬
‫األرض ابلطرق الفنية املتوفرة بصورة اقتصادية‪ ،‬وأتخذ عدة أشكال منها‪:‬‬
‫‪ -‬املاء الساخن‪ ،‬والبخار الرطب‪ ،‬والبخار اجلاف‪ ،‬والصخور الساخنة‪.‬‬
‫‪ -‬احلرارة املضغوطة يف ابطن األرض‪ ،‬وأفضلها البخار اجلاف لقدرته احلرارية املرتفعة‪ ،‬وعدم تسببه يف آتكل‬
‫املعدات‪ ،‬وجند يف مناطق عديدة ومتفرقة من العامل انفرات طبيعية أو عيوان للماء الساخن اليت تستخدم‬
‫كاحلمامات العالجية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫تستعمل طاقة حرارة األرض اجلوفية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬توليد الكهرابء عن طريق حمطات البخار اجلاف‪.‬‬
‫‪ -‬تستعمل يف إنشاء حمطات التدفئة والتكيف‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫تعرتض طاقة احلرارة اجلوفية بعدة معوقات وحتدايت نذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬قلة نسبة الطاقة املستفاد منها‪ ،‬حيث أن نظام البئر احلراري اجلويف ميكن أن يستخرج ‪ % 10‬من احلرارة‬
‫املوجودة يف املستودع اجلويف إىل سطح األرض‪ ،‬مث تقوم احملطات احلرارية ابالستفادة من‬
‫‪ % 10‬من هذه الكمية‪ ،‬مما يعين أن نسبة االستخدام تصل إىل ‪ % 1‬فقط من احلرارة اجلوفية يف موقع معني‪.‬‬
‫‪ -‬آتكل املعدات واآلالت املستخدمة يف احلفر‪ ،‬للوصول إىل مكان احلرارة‪ ،‬السيما إذا كانت احلرارة املتولدة يف‬
‫صورة ماء أو خبار رطب‪.‬‬
‫‪ -‬خطورة التعامل مع احلرارة املتسربة بعنف إىل سطح األرض‪.‬‬

‫‪ .1‬أمينة مخلفي‪ " :‬أثر تطور أنظمة استغالل النفط على الصادرات دراسة حالة الجزائر بالرجوع إلى بعض التجارب‬
‫العالمية «‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.37.‬‬
‫‪ .2‬عبد الغني جغبالة‪ " :‬أهمية الموارد الطاقوية في تحقيق التنمية المستدامة «‪ ،‬مذكرة ليسانس تخصص تسيير واقتصاد‪،‬‬
‫ورقلة‪ ،)2012 – 2011( ،‬ص‪.34.‬‬
‫‪ .3‬أمينة مخلفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.40.‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫جدول رقم (‪ :)08‬إمجايل استهالك الطاقة اجلوفية احلرارية يف العامل لسنة ‪ 2014‬ابمليغاواط‪.‬‬
‫اإلمجايل لسنة ‪2014‬‬ ‫القدرة املضافة (ميغاواط)‬ ‫سنة ‪2013‬‬ ‫الدول‬
‫‪3.5‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫الوالايت املتحدة األمريكية‬
‫‪1.9‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫الفلبني‬
‫‪1.4‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪//‬‬ ‫أندونيسيات‬
‫‪1.0‬‬ ‫‪//‬‬ ‫‪1.0‬‬ ‫املكسيك‬
‫‪1.0‬‬ ‫‪//‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫نيوزيلندا‬
‫‪0.9‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪//‬‬ ‫إيطاليا‬
‫‪12.8‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪12‬‬ ‫إمجايل دول العامل‬
‫‪Sources:‬‬
‫‪1. Renewables Global Status 2014, Op, cit, p.109.‬‬
‫‪2. Renewables Global Status 2015, Op, cit, p.130.‬‬
‫يعترب معدل انتشار الطاقة احلرارية األرضية أبطأ من مصادر الطاقة املتجددة األخرى على مدى السنوات‬
‫الثالثني املاضية‪ ،‬أين تشهد بعض األسواق الناضجة‪ ،‬واألسواق الناشئة اجلديدة تباطؤ يف النمو‪ ،‬مما يتطلب‬
‫األمر أنواع خمتلفة من الدعم ‪.1‬‬
‫من خالل ما سبق يبدو جليا مقدار الزايدة املعتربة اليت تسجلها الطاقة الشمسية على غرار األنواع األخرى‬
‫من الطاقات املتجددة‪ ،‬نظرا لالهتمام الكبري الذي حتظى به من قبل العديد من الدول‪ ،‬وهذا ما ينعكس جليا‬
‫على حجم االستثمارات املخصصة الستغالهلا‪ .‬عموما ال يزال قطاع الطاقات املتجددة يف بداايته ومن الواضح‬
‫أن إنتاجها يشهد جاذبية أكثر الدول السيما الدول الناشئة منها وعلى رأسها الصني‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Valerio Micale and anathor, The Role of Public Finance in Deploying Geothermal:‬‬
‫‪Background Paper, climate policy initiative, October 2014, p.2.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. Solar Concentration Workshop Report, ABENER – Engineering and Construction for‬‬
‫‪Sustainability, World Bank, November 5 th, 2008, p.25.‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫املبحث الثاين‪ :‬ماهية األمن الطاقوي‬


‫يعترب األمن الطاقوي من األهداف األساسية للدولة‪ ،‬حيث يعترب مجيع الباحثني يف هذا اجملال على الرغم‬
‫من اختالف ختصصاهتم و حقوهلم أن هذا املفهوم غري واضح احلدود‪ ،‬فهو هدف مهم يف العديد من السياسات‬
‫الطاقوية للدول‪ ،‬و لقد ظهر اتفاق حول أمهية الطاقة خاصة بعد أزمة البرتول يف السبعينيات‪ ،‬وهنا ظهرت عدة‬
‫إشكاالت للطاقة مست عدة قضااي‪ ،‬واليت أدت ابلباحثني إىل حماولة إعطاء تصور لألمن الطاقوي كل حسب‬
‫منظوره و ما يشكل هتديد لألمن‪ ،‬ومنذ ذلك أصبحت قضااي الطاقة وسياسات خطوط األانبيب‪ ،‬واليت من‬
‫أمهها أمن اإلمدادات وكذلك وطنية الطاقة (سيادة الدولة على إمكانياهتا الطاقوية خاصة تلك الدول اليت كانت‬
‫مستعمرة)‪ ،‬وربط الباحثني قضية الطاقة كقضية بيئية خاصة أولئك املهتمني مبجال العالقات الدولية‪ ،‬ونظرا‬
‫لتداخل إشكاليات وقضااي الطاقة يف عدة حقول بني السياسة واالقتصاد ورايدة األعمال والبيئة و اجلغرافيا من‬
‫جهة‪ ،‬وترابط هذه احلقول مع بعضها البعض من جهة أخرى‪ ،‬حيث ارتبط األمن الطاقوي ابألمن القومي للدولة‬
‫وأصبح أولوية من أولوايت األهداف السياسية للدولة يف حتقيق هدف أكرب وهو األمن القومي‪.‬‬
‫وهذا األخري يتحقق بدوره وفق أطر دولية يف إطار أسواق الطاقة العاملية‪ ،‬وكذا اجلانب الداخلي وما يعكسه‬
‫استهالك الطاقة على التنمية املستدامة وحق األجيال القادمة يف االستفادة من الطاقة‪ ،‬إضافة إىل انعكاسات‬
‫خمرجات الطاقة على األمن البيئي‪ ،‬حيث رصد املفكرون والعلماء أشكال الطاقة املتغرية على مر العصور وعالقتها‬
‫بدرجة التقدم أو التخلف وأسلوب احلياة املرتبط بتلك األشكال‪ ،‬وذلك إبعتبار أن موضوع األمن الطاقوي هو‬
‫يف آخر األمر موضوع اجتماعي وثقايف الرتباطه حبياة الفرد واجملتمع (‪. ) 1‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم األمن‬
‫يعترب مصطلح األمن من املصطلحات احلديثة نسبيا‪ ،‬فمازال حيتاج إلضافات وخيضع لتجديدات‪ ،‬ويتسع‬
‫بتغري األحوال الدولية‪ ،‬إضافة إىل أن الباحثني مازالوا خمتلفني فيما بينهم يف كثري من أسس ومبادئ األمن‪ ،‬بل‬
‫(‪.) 2‬‬
‫حىت يف تعريفه ومفهومه‬
‫أوال – التعريف اللغوي لألمن‪:‬‬

‫خديجة عرفة محمد‪ ،‬أمن الطاقة وآثاره اإلستراتيجية‪ ،‬المملكة العربية السعودية (الرياض)‪ :‬جامعة نايف للعلوم األمنية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2014‬ص‪58 .‬‬

‫‪ -‬عبد النور بن عنتر‪ ،‬تطور األمن في العالقات الدولية «‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬عدد ‪ ،155‬أفريل ‪،2005‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص‪.18.‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫تعرف أغلب القواميس األمن‪ :‬على أنه التحرر من اخلوف والقلق (‪ ،)1‬وقد جاءت كلمة األمن من‪ :‬أمن‪،‬‬
‫أيمن‪ ،‬أمنا‪ ،‬أماان‪ ،‬مبعىن وثق به واطمأن عليه ومل خيف فهو آمن (‪ ،)2‬وتتعدد معاين األمن يف املعاجم العربية‪،‬‬
‫فهي حتمل معىن سكون القلب وراحة النفس والشعور ابلرضا واالستقرار‪ ،‬وعدم اخلوف‪ ،‬كما تعين هذه الكلمة‬
‫أيضا األمانة والصدق (‪ .)3‬كما يعرف األمن يف قاموس املفاهيم األساسية يف العالقات الدولية بقوله‪" :‬أن تكون‬
‫آمنا يعين أن تكون سليما من األذى"(‪ ،) 4‬وأتيت كلمة األمن يف اللغة من معىن "الطمأنينة وزوال اخلوف"‪ ،‬كما‬
‫يرى األصفهاين أن " أصل األمن إمنا يعود إىل ارتباطه ابإلنسان ابعتباره ميثل طمأنينة النفس وزوال اخلوف" (‪.)5‬‬
‫أما يف اللغة الفرنسية فكلمة أمن ”‪ " Security‬وهي كلمة مشتقة من الالتينية "‪ ،" Securitas‬وتعين‬
‫عدم وجود خطر وخماطرة جسدية‪ ،‬أو تدمري هذه البنية (‪.) 6‬‬
‫أما يف اللغة اإلجنليزية فكلمة «‪ "Security‬تعين احلالة اليت يشعر فيها اإلنسان ابألمان‪ ،‬والتحرر من‬
‫( ‪.) 7‬‬
‫اخلطر واملخاطر‬
‫إن هذه املقابلة بني األمن واخلوف‪ ،‬جندها شائعة يف اآلايت القرآنية اليت ورد فيها هذا املفهوم مثل قوله تعاىل‬
‫بعد بسم هللا الرمحان الرحيم‪ " :‬الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف " (‪. ) 8‬‬

‫‪ -‬أمين هويدي‪" ،‬العسكرة واألمن في الشرق األوسط وتأثيرهما على األمن والديمقراطية «‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪ :‬دار الشرق‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،1991‬ص‪.50.‬‬
‫‪ - 2‬يوسف شكري فرحات‪ " ،‬معجم الطالب «‪ ،‬لبنان‪ :‬بيروت‪ :‬دار الكتاب العلمية‪ ،2001 ،‬ص‪.22 .‬‬

‫‪ - 3‬محمد األمين البشري‪" ،‬األمن العربي‪ :‬المقومات والمعوقات «‪ ،‬الرياض‪ :‬أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية‪،‬‬
‫‪ ،2000‬ص‪.18.‬‬
‫‪ - 4‬مارتن غرينيتش تيري أوكالهن‪ " ،‬المفاهيم األساسية في العالقات الدولية «‪ ،‬دبي‪ :‬مركز الخليج لألبحاث‪،2008 ،‬‬
‫ص‪.78.‬‬

‫‪ - 5‬أديب خضور‪ " ،‬أولوية تطوبر اإلعالم األمني العربي‪ :‬واقعه وآفاق تطويره "‪ ،‬الرياض‪ :‬أكاديمية نايف للعلوم األمنية‪،‬‬
‫‪ ،1999‬ص ص‪.23 ،22 .‬‬
‫‪6 - Le petit Larousse، France: Edition Larousse, 2001, P.928.‬‬
‫‪ - 7‬أديب خضور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪23.‬‬
‫‪ - 8‬سورة قريش‪ ،‬اآلية ‪.4‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫اثنيا‪ :‬التعريف االصطالحي لألمن‪:‬‬


‫لقد تعددت التصورات حول مفهوم األمن‪ ،‬كما تعددت مرجعيات وأشكال تعريفه‪ ،‬إذ أنه هناك من يعتقد‬
‫أن األمن ال جيب أن يكون له تعريف معمم و اثبت‪ ،‬بل البد من إعادة تعريفه يف كل مرة يهدد فيها‪ ،‬و هذا‬
‫االختالف انبع من االختالف يف البيئة األمنية للمفكرين وللحالة موضع التحليل أيضا‪ ،‬واختالف و جتدد‬
‫التهديدات األمنية اليت تواجهها الدول و الفواعل األخرى يف الساحة الدولية‪ ،‬لذلك وعلى الرغم من األمهية‬
‫القصوى ملفهوم األمن و شيوع استخدامه إال أنه يصعب حصره يف مفهوم واحد(‪ ،)1‬و لذلك كثريا ما ارتبط‬
‫األمن لدى الدارسني مبتغري التهديد أو األمن‪ ،‬لذا فإنه ال ميكن تصور األمن دون األمن ‪ insecurity‬والعكس‬
‫صحيح (‪ ،)2‬ويف هذا الصدد يعرف مايكل ديلون ‪ Michael Dillon‬األمن على أنه مفهوم مزدوج‪ ،‬إذ ال‬
‫يعين فقط وسيلة للتحرر من اخلطر‪ ،‬لكن يعين أيضا وسيلة للحد من نطاق انتشاره‪ ،‬و مبا أن األمن أوجده‬
‫اخلوف‪ ،‬فاألمن مفهوم غامض يتضمن يف الوقت ذاته األمن واألمن‪ ،‬ما عرب عنه ديلون ب ‪:‬‬
‫‪ ،)3()in(Security‬وهنا نظر ديلون لألمن من خالل التهديد وإجراءات احلد و التقليل من آاثره‪ ،‬وذلك عرب‬
‫وسائل هذه الوسائل موضوع لألمن‪ ،‬ويرى البعض من الدارسني أن مفهوم األمن يعرف بناءا على مفهوم التهديد‬
‫(‪ ،)Thread‬لذا فإن كنيت وولت ‪ Kenneth. Waltz‬قد عرف الدراسات األمنية أبهنا تلك الدراسات‬
‫اليت تدرس التهديد‪.‬‬
‫كماا يعرف ابري بوزان "‪ "Barry Buzan‬األمن‪ :‬على أناه العمال على التحرر من التهادياد‪ ،‬وهو قادرة‬
‫الدول واجملتمعات على احلفاظ على كياهنا املس ا ااتقل‪ ،‬ومتاس ا ااكها الوظيفي ض ا ااد قوى التغيري اليت تعتربها معادية‪،‬‬
‫ومنه فإن التهديد موض ااوعيا هو نفس ااه من حيث كون كل مناطق العامل معرض ااة له‪ ،‬لكن يف الواقع‪ ،‬فإن التهديد‬

‫‪ -‬حمدوش رياض‪ ،‬تطور مفهوم األمن والدراسات األمنية في منظورات العالقات الدولية‪ ،‬ورقة بحثية قدمت ضمن‬ ‫‪1‬‬

‫أشغال الملتقى الدولي األول حول الجزائر واألمن في المتوسط‪ :‬واقع وآفاق‪ ،‬قسم العلوم السياسية‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬يومي‬
‫‪ 29‬و‪ 30‬أفريل ‪ ،2008‬ص‪.270.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Michel Dillon،” politics of security”، London: Routledge ,1996,p.121.in:‬‬
‫‪http//www.Routledge.com/books/search‬‬
‫‪ - 3‬عبد النور بن عنتر‪ ،‬البعد المتوسطي لألمن الجزائري‪ ،‬الجزائر‪ :‬المكتبة العصرية للطباعة والنشر والتوزيع‪،2005 ،‬‬
‫ص‪.14 .‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫له مفهوم ذايت مرتبط ابحلالة اليت تواجه الدولة‪ ،‬وهنا يعرف األمن وتصا ا اااغ السا ا ااياسا ا ااة العامة األمنية للدولة بناءا‬
‫على نوع التهديد ومصدر وحدته (‪.) 1‬‬
‫وعرف والرت ليبمان ‪ Walter Lippmann‬األمن على أنه‪ " :‬حفظ األمة على قيمها األس ا ا ا ا ا اااس ا ا ا ا ا ااية‬
‫وقدرهتا على صيانة هذه القيم حىت وإن دخلت يف حراب لصيانتها " (‪.) 2‬‬
‫إذا يتبني أن العامل احملدد يف تعريف والرت ليبمان لألمن هو احلفاظ على القيم األساسية للجماعة‪ ،‬لذا فإنه‬
‫يف سياق العوملة واالعتمادية بني الدول‪ ،‬صار اجملتمع هو مرجعية األمن وليست الدولة‪ ،‬وهذا ال يعين أن الدولة‬
‫فقدت مكانتها كمرجعية للدراسات األمنية‪ ،‬وإمنا تراجعت لصاحل الفرد واجملتمع الذي هو الوحدة املرجعية لألمن‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬تعريف األمن الطاقوي‬
‫تعج األدبيات املهتمة أبمن الطاقة بعدد كبري من التعريفات هلذا املصطلح‪ ،‬ولكن بقدر كثرة وتعدد‬
‫التعريفات املقدمة‪ ،‬وبقدر زايدة االهتمام األكادميي واإلعالمي هبذا املوضوع‪ ،‬بقدر ما تزداد يف كل مرة درجة‬
‫الغموض والتعقيد احمليطني أبمن الطاقة (‪ ،)Energy Security‬وهذا ما يفسر عدم وجود اتفاق حول ما‬
‫نعنيه هبذا املفهوم‪ ،‬وكما يقول "يرغني دانيال"‪ " :‬الكل يؤيد أمن الطاقة‪ ..‬لكن هناك اختالف كبري يف تفسري‬
‫معىن أمن الطاقة " (‪.) 3‬‬
‫فرغم األمهية الكبرية ألمن الطاقة يف خمتلف السياسات إال أن العديد من املختصني يؤكدون على عدم التوصل‬
‫إىل تعريفه بشكل واضح‪ ،‬فحسب تعبري " لوشل " (‪ )Loesch‬و "آل" (‪ " :)AL‬مصطلح أمن إمدادات‬
‫الطاقة (‪ ،)Security of Energy Supplie‬أو أمن الطاقة ابختصار يبدو ملهما فعال‪ ،‬وهذا ما يلقى‬

‫‪ -‬عادل زقاغ‪ "،‬إعادة صياغة مفهوم األمن‪ ،‬برنامج بحث في األمن المجتمعي"‪ .‬نقال عن موقع‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪http:/www.geocities.com/adel.zaggagh/links.html‬‬

‫‪2‬‬
‫‪- John Baylis and Steve Smith، “Globalization of World Politics “, Second Edition، New‬‬
‫‪York: Oxford University Press, 2001, P.255.‬‬
‫‪ - 3‬حمى التنافس بين الصين وأمريكا‪ :‬بين خفض االعتماد على الواردات وتأمين إمدادات مستقرة «‪ ،‬جريدة الشرق‬
‫األوسط‪ ،‬عدد ‪ 30 ،10229‬نوفمبر ‪.2006‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫صدى عند آخرين ممن يعتقدون أبنه ليس هنالك تفسري وفهم مشرتك وموحد ألمن الطاقة‪ ،‬وهو ما جيعله مفهوما‬
‫غامضا وهالميا وصعبا للتعريف ( ‪.) 1‬‬
‫وإن كان أمن الطاقة تقليداي يعرف أبنه‪" :‬توفر إمدادات كافية ومعقولة وموثوقة من الطاقة ( ‪ ،) 2‬غري أن هذا‬
‫التعريف على بساطته ال ميكنه أن حييط مبختلف أبعاد هذا املفهوم‪ ،‬ألن أمن الطاقة مفهوم متعدد األوجه ذو‬
‫طبيعة متعددة األبعاد (‪ ،)Multidimensional‬وخيتلف تعريفه ابختالف الظروف واألغراض واألطراف‬
‫أو الفواعل (دول‪ ،‬منظمات‪ ،‬مؤسسات حبثية ‪ )...‬اليت تقوم بصياغة تصورها اخلاص ملا تعنيه أبمن الطاقة‪.‬‬
‫ولتوضيح الرؤية أكثر حول التضارب يف تعريف أمن الطاقة نعرض فيما يلي عدد من التعريفات املختلفة‬
‫هلذه املسألة‪ ،‬فاألمم املتحدة عرفت أمن الطاقة سنة ‪ 1999‬أبنه‪ " :‬احلالة أو الوضعية اليت تكون فيها إمدادات‬
‫الطاقة متوفرة يف كل األوقات‪ ،‬وأبشكال متعددة وبكميات كافية‪ ،‬وأبسعار معقولة " (‪.)3‬‬
‫إن اهتمام األمم املتحدة بوضع تعريف ألمن الطاقة‪ ،‬يعود لقناعة مفادها أن العامل الطاقوي حيوي لضمان‬
‫مستقبل أفضل للبشرية‪ ،‬واستمرارية النمو االقتصادي‪ ،‬واحلفاظ على األمن والسلم الدوليني‪ ،‬اللذين ميكن أن‬
‫يكوان حمل هتديد يف حال عدم تلبية االحتياجات الطاقوية ملختلف اجملتمعات والدول‪ ،‬غري أن فكرة األسعار‬
‫املعقولة اليت جاءت يف التعريف تبقى حمل نقاش فعلى أساس أي معيار حتدد معقولية السعر من عدمها‪ ،‬فالسعر‬
‫الذي خيدم طرفا معينا ويعتربه معقوال‪ ،‬قد يالقي اعرتاضا لدى طرف آخر‪ ،‬ويعتربه منخفضا أو مرتفعا‪ ،‬وهنا‬
‫حتدد وضعية كل فاعل يف سلسلة الطاقة (منتج أو مستهلك)‪ ،‬ووضعيته اإلقتصادية واملالية‪ ،‬ومعايريه املعتمدة يف‬
‫احلكم على السعر املقدم ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Christian Winzar، CONCEPTUALIZING ENERGY SECURITY,EPRG Working paper.‬‬
‫‪Cambridge Working paper in Economics, University of Cambridge, London, August‬‬
‫‪2011.p.2.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Frank Unbeach,” German Debates on Energy Security and impacts on Germany is 2007‬‬
‫‪UE Presidency”، Antonio Marquina (ED)، Energy Security Visions from Asia and Europe.‬‬
‫‪First published, Palgrane Macmillan. New York, 2008, p.1.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Maj Stacey. Lee. China is Energy Security: The Grand “Hedging “Strategy. School of‬‬
‫‪Advanced Military Studies. kanses. 2010. P. 9 .‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫أما الباحث " كسني شانغ ليه" (‪ )Xencheng liu‬من "مؤسسة ستانلي" (‪ )Stanely Fondation‬فيعرف‬
‫أمن الطاقة أبنه‪ ":‬أمن اإلمدادات – دميومة الدخول املتاح ملصادر الطاقة العاملية – وأمن الطلب – كفاية‬
‫استهالك الطاقة ومحاية البيئة (‪.)1‬‬
‫املالحظ من خالل هذا التعريف تركيزه على عاملي العرض والطلب‪ ،‬أي وجود قدر كاف من اإلمدادات‬
‫الطاقوية اليت تليب الطلب املتنامي واملتزايد على مصادر الطاقة‪ ،‬ويضيف إىل ذلك ضرورة محاية البيئة من خماطر‬
‫االستغالل املفرط للموارد الطبيعية‪ ،‬وتزايد االنبعااثت النامجة عن تزايد نسب استهالك واستعمال املصادر الطاقوية‬
‫امللوثة للبيئة‪ ،‬وهذا واحد من األبعاد الكثرية اليت يتضمنها أمن الطاقة‪.‬‬
‫و يتبىن "ستني تونسيون" (‪ ) Stein Tonnesson‬و "أشيلد كوالس" (‪ )Ashild kolas‬من معهد أوسلو‬
‫ألحباث السالم الدويل (‪ )International peace Research Institute‬تعريفا ألمن الطاقة ال يقوم على ربطه‬
‫بتحقيق االكتفاء الذايت أو االستقاللية الطاقوية‪ ،‬بل على ضرورة التوازن بني العرض والطلب‪" :‬أمن الطاقة هو‬
‫حتقيق توازن جيد بني الطلب واملعروض من الطاقة‪ ،‬خلدمة الغرض املتمثل يف تسهيل التنمية اإلقتصادية‬
‫واالجتماعية املستدامة"‪ ،‬وال يقصد ابلتوازن هنا جمرد العالقة بني اإلمدادات املعروضة و الكمية املطلوبة فحسب‪،‬‬
‫بل التناسب بني تنوع مصادر الطاقة وقاعدة االحتياجات املعقدة (‪. )2‬‬
‫وينطلق تقرير اللجنة اإلقتصادية ألورواب التابعة لألمم املتحدة (‪ ،2007 )UNECE‬يف حماولته لتعريف‬
‫أمن الطاقة من افرتاض صعوبة ضبط تصور خبصوص أمن الطاقة بسبب تعدد أبعاده‪ ،‬وقد حدد التقرير أربعة‬
‫أبعاد رئيسية كقاعدة للوصول إىل تعريف أمن الطاقة من خالهلا وهذه األبعاد هي‪:‬‬
‫‪ – 1‬اضطراب يف اإلمدادات بسبب تضرر وخسائر يف املنشآت القاعدية‪ ،‬كوارث طبيعية‪ ،‬وعدم استقرار‬
‫اجتماعي‪ ،‬سلوكيات سياسية أو أعمال إرهابية‪.‬‬
‫‪ – 2‬وفرة إمدادات الطاقة على املدى الطويل ملواجهة الطلب املتنامي مستقبال‪.‬‬
‫‪ – 3‬اآلاثر الوخيمة على الشعوب والنشاط االقتصادي‪ ،‬على خلفية نقص يف الطاقة وتقلبات كبرية يف األسعار‪.‬‬
‫‪ – 4‬خسائر كبرية انمجة عن أعمال إرهابية‪ ،‬وما ينتج عنها من ضحااي يف األرواح واملمتلكات وآاثر صحية‬
‫كارثية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Ibid. p. 9 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.Stein Tonnesson and Ashild Kolas. Energy Security in Asia: China. India Oil and Peace.‬‬
‫‪Report to the- Norwegian of Foreign Affairs. International pease Research Institue. Oslo.‬‬
‫‪April 2006. p. 9 .‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫وأخذا هلذه األبعاد األربعة بعني االعتبار تعرف اللجنة أمن الطاقة ابعتباره‪ ":‬وفرة إمدادات الطاقة الالزمة‬
‫ليستعملها املستهلك النهائي‪ ،‬مبستوى أسعار اقتصادي‪ ،‬وبكميات كافية‪ ،‬وهذا لتحقيق االكتفاء الطاقوي‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وعدم إعاقة عجلة التنمية اإلقتصادية واالجتماعية يف البالد "‬
‫إن حقيقة كونه مفهوما متعدد األوجه وحمكوم بتأثري عوامل )‪ )Factors‬كثرية وخمتلفة‪ ،‬تفسر جزءا مهما من‬
‫الصعوبة املوجودة يف وضع تعريف حييط مبختلف جوانب أمن الطاقة‪ ،‬وقد قدم لنا الباحث " تشانغ يونغ هو "‬
‫(‪ )Chang Youngho‬ستة عوامل يعتقد أهنا تؤثر يف أمن الطاقة وهي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬ما إذا كان النفط وصل إىل أوج اإلنتاج (‪ )Peak oil production‬أم ليس بعد‪ ،‬فتناقص الوقود األحفوري‬
‫خاصة النفط والغاز الطبيعي هو احملدد الرئيسي ألمن الطاقة‪ ،‬فرتاجعها يزيد من حدة التنافس بني الدول للحصول‬
‫على مصادر الطاقة‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬القدرة التكنولوجية على تطوير مصادر طاقة بديلة فائضة ورخيصة وانجعة ليست مرتقبة التحقق قريبا‪،‬‬
‫ففي سنة ‪ 2004‬غطى النفط والغاز الطبيعي والفحم حوايل ‪ %90‬من جمموع االستهالك العام للطاقة يف العامل‪،‬‬
‫والباقي مت تغطيته ابلطاقة النووية والكهرومائية‪ ،‬وقدر قليل (حوالي ‪ )% 2‬من مصادر الطاقة املتجددة‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬النفط يسيطر تقريبا على مجيع استعماالت الطاقة املنزلية والتجارية‪ ،‬ويف الصناعة والنقل والكهرابء‪ ،‬وليس‬
‫هناك أي من مصادر الطاقة األخرى خبالف النفط قادر على حتقيق االكتفاء وسد الطلب يف قطاع النقل‪ ،‬ألن‬
‫أنواع الوقود احليوي مثل اإليثانول تربز ببطء كوقود بديل للمحركات‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬االختالل املنتظر يف التوازن بني العرض والطلب على النفط سيكون له أتثريات حادة على الدول املستوردة‪،‬‬
‫فعدم استقرار أسعار النفط يؤثر على منو الدول‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬عدم التناسب بني الطبيعة العاملية ألمن الطاقة‪ ،‬واالجتاهات احمللية لالقرتاحات واحللول املعتمدة‪ ،‬وهذا‬
‫نتيجة لغياب تعاون دويل أو عاملي يف وضع السياسات وتطوير الطاقة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Emerging Global Energy Securite Risks. The ECE Energy Series NO. 36. The United‬‬
‫‪Nation Commission for Europe. 2007.p.8.‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫سادسا‪ :‬النمو غري املسبوق يف استهالك النفط يف الصني واهلند وضع ضغطا شديدا على األسعار‪ ،‬حيث أدت‬
‫جهود الدولتني لضمان إمدادات الطاقة جلعل التنافسية يف األسواق يف أعلى مستوايهتا‪ ،‬فباملوازاة مع العرض‬
‫جيب أخذ الطلب على الطاقة كذلك بعني االعتبار ألهنما وجهان لعملة واحدة (‪. ) 1‬‬
‫ورغم تنوع التعريفات املقرتحة فقد جادل "لني شيسرت" (‪ )Lynne Chester‬يف تصنيفه هلا‪ ،‬على أهنا ال‬
‫ميكن أن تكون إال ضمن فئة واحدة من بني فئتني مقسمتني حبسب معيار مدى اإلتساع‪ ،‬ومها‪:‬‬
‫‪Market‬‬ ‫‪ -‬فئة التعريفات الضيقة (‪ Narrow definitions:‬وهي التعريفات اليت تقوم على مركزية السوق (‬
‫‪ ،)-‬وتستخدم مصطلحاته كالعرض والوفرة واألسعار‪ ،‬ومن أمثلة ذلك تعريف وكالة الطاقة الدولية‬ ‫‪Centric‬‬

‫(‪ " :)EA‬أمن الطاقة هو توفر إمدادات كافية من الطاقة بتكاليف (أسعار) معقولة‪.‬‬
‫‪ -‬فئة التعريفات األوسع ( ‪ :)Broader defintions‬وهي اليت ال تقف عند حدود العناصر املعتمدة يف‬
‫التعريفات الضيقة ( منطق السوق)‪ ،‬بل أتخذ بعني االعتبار عددا من األبعاد اليت يتضمنها أمن الطاقة ( األبعاد‬
‫اليت أشران إليها سابقا)‪ ،‬و من أحسن األمثلة على هذه الفئة تعريف " الورقة اخلضراء " األوروبية ( ‪Green‬‬
‫‪Towards a European Strategy‬‬ ‫‪ )Paper‬املوسومة ب ‪ " :‬حنو إسرتاتيجية أوروبية ألمن إمدادات الطاقة "‬
‫‪ " : ) For Security‬أمن إمدادات الطاقة ينبغي أن يوجه لضمان العيش املريح‬ ‫‪Of Energy Supply‬‬

‫للمواطنني‪ ،‬و السري احلسن لالقتصاد‪ ،‬و استمرار توفر املنتجات الطاقوية يف األسواق أبسعار يف متناول كل‬
‫املستهلكني (اخلواص و الصناعيني)‪ ،‬مع احرتام االعتبارات البيئية‪ ،‬و التطلع حنو التنمية املستدامة ‪ ...‬أمن‬
‫اإلمدادات ال يسعى لتعظيم االكتفاء الذايت أو لتقليل التبعية‪ ،‬بل يهدف خلفض املخاطر املرتبطة بتلك التبعية‬
‫(‪. ) 2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Chang Youngho “Overiew of Energy Security in Asia “Manjeet Singh pardesi and‬‬
‫‪Other. Energy and Security: The Geopolitics of Energy IN the Asia – Pacific. Nanyang‬‬
‫‪Technological, October 2010.P.P.17 – 18 .‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-Lynne Chester. « Does the Polysemic Nature of Energy Security Make It A: Wiched:‬‬
‫‪Problem?” World Academy OF Science, Engineering and Technology 54, 2009. p.p. 1106‬‬
‫‪– 1108 .‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫‪ -‬تعريف األمن الطاقوي حسب الوكالة الدولية للطاقة‪:‬‬


‫الشكل رقم ‪ :02‬األمن الطاقوي حسب الوكالة الدولية للطاقة‪.‬‬

‫اإلمدادات أبسعار تنافسية ومعقولة‬

‫إمدادات‬
‫إمدادات‬
‫موثوقة‬
‫األمن الطاقوي‬ ‫متوفرة‬
‫وغري قابلة‬
‫ومتاحة‬
‫لالنقطاع‬

‫املصدر‪ :‬الوكالة الدولية للطاقة‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬األمن الطاقوي يف نظرية العالقات الدولية‬

‫رغم أن مفهوم أمن الطاقة يعد من املفاهيم احلديثة نسبيا اليت مت الرتكيز عليها‪ ،‬واكتسبت أمهية ملحوظة‬
‫خالل األعوام القليلة املاضية‪ ،‬إال أن سعي اجملتمعات والدول إىل أتمني احتياجاهتا من الطاقة أمرا ليس حبديث‪،‬‬
‫وكانت حماوالت السيطرة على مصادر الطاقة الدافع األساسي لكثري من الصراعات يف املاضي‪ ،‬وكانت أيضا‬
‫عامال للتقارب والتعاون فيما بني دول أخرى‪ ،‬بل وأستخدم مصطلح أمن الطاقة على حنو مباشر خالل احلرب‬
‫العاملية األوىل (‪.)1‬‬

‫‪ -‬نورهان الشيخ‪ ،‬سياسة الطاقة الروسية وتأثيرها على التوازن اإلستراتيجي العالمي‪ ،‬سلسلة قضايا‪ ،‬المركز الدولي‬ ‫‪1‬‬

‫للدراسات المستقبلية واإلستراتيجية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬أوت ‪ .2009‬ص‪.5.‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫حيث يعيد "دانيال يرغني" ( ‪ )*( )Daniel Yergin‬ظهور هذا املفهوم إىل مشارف احلرب العاملية األوىل (سنة‬
‫‪ ،)1912‬حني اختذ اللورد األول للبحرية الربيطانية آنذاك "ونستون تشرشل" ( ‪ )Winston Churchil‬قرارا اترخييا‬
‫بتحويل مصدر طاقة سفن البحرية الربيطانية من الفحم إىل النفط‪ ،‬يف حماولة منه جلعلها أسرع وأكثر كفاءة من‬
‫نظريهتا األملانية‪ ،‬ولكن هذا القرار كان معناه أيضا أن البحرية امللكية سوف لن ترتبط ابلفحم اآليت من "ويلز"‪،‬‬
‫ولكن ضمان إمدادات النفط سريتبط خصوصا إبيران‪ ،‬وبذلك أصبح أمن الطاقة قضية حيوية ومسألة مركزية‬
‫من قضااي اإلسرتاتيجية القومية‪ ،‬وإجابة "ونستون تشرشل" عن هذا التحدي كانت بقوله‪ " :‬السالمة واليقينية‬
‫يف أمن الطاقة ترتبط ابلتنويع و التنويع فحسب "‪.‬‬
‫ومنذ قرار "ونستون تشرشل" برز أمن الطاقة بسرعة كقضية شديدة األمهية‪ ،‬وظل كذلك إىل اآلن‪ ،‬ولكن‬
‫هذا املوضوع حاليا حباجة إىل إعادة نظر وتفكري‪ ،‬ألن ما كان عليه أمن الطاقة منذ ثالثة عقود خلت حمدود‬
‫جدا‪ ،‬وأصبح من الواجب توسيعه ليشمل الكثري من األبعاد اجلديدة‪ ،‬مبا يف ذلك االعرتاف أبن أمن الطاقة ال‬
‫يقوم منفردا‪ ،‬بل هو مرتبط ابلعالقات األوسع بني األمم‪ ،‬وبكيفية تفاعلها مع بعضها البعض (‪.)1‬‬

‫)*( " دانييل يرغين " أشهر الخبراء الذين أرخوا و نظروا ألمن الطاقة‪ ،‬وهو رئيس مجلي إدارة وحدة كامبريدج ألبحاث‬
‫الطاقة‪ ،‬له عدة مؤلفات و أبحاث حول هذا الموضوع‪ ،‬منها‪ " :‬الجائزة‪ :‬البحث الملحمي عن النفط و المال و السلطة‪،‬‬
‫و كتاب آخر حول " النفط و الجيوبوليتيك "‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪-Daniel Yergin. Ensuring Energy Security. Foreign affairs: Vol.85.N 02. Mars, April.‬‬
‫‪2006. p.69 .‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫اجلدول رقم ‪ :09‬مقارابت األمن الطاقوي‪.‬‬


‫أهدافها‬ ‫مبادئها‬ ‫مقارابت األمن الطاقوي‬
‫‪ -‬ضمان أمن الدولة عرب التحكم يف إمدادات‬ ‫‪ -‬أتمني استقاللية الدولة ( ‪.) 1‬‬
‫الشركات اململوكة للدولة‪.‬‬ ‫‪ -‬األمن الطاقوي عنصر حيوي يف السياسة‬
‫‪ -‬الرتكيز على مفهوم االستقالل يف جمال‬ ‫اخلارجية‪.‬‬
‫‪ -‬الدولة فاعل حموري يف جمال األمن الطاقوي الطاقة أي االكتفاء الذايت‪.‬‬
‫‪ -‬ربط احملددات السياسية واالستثمار يف القوة‬ ‫عرب ضمان إمدادات الطاقة أبمثان معقولة‪.‬‬
‫العسكرية للدول ابالعتماد على تصدير الطاقة‬ ‫‪ -‬أمن الطاقة مسألة جيواسرتاتيجية‪.‬‬
‫(‪.)4‬‬ ‫‪-‬أمن الطاقة مرتبط ابألمن الوطين (‪.)2‬‬ ‫املقاربة الواقعية‬
‫‪ -‬أن النظام الدويل نظام فوضوي يف صراع ‪ -‬حتقيق استقاللية الدولة هو هدف رئيسي‬
‫والذي يتطلب بدوره الوصول إىل أتمني‬ ‫لضمان املوارد الطاقوية والقوة (‪.)3‬‬
‫إمدادات مستقرة وآمنة من البرتول‪.‬‬
‫‪ -‬السباق حنو املوارد والسباق عليها ( ‪.) 5‬‬

‫‪1 - Andres Speed, Energy Policy and Regulation in the people is Republic of china. New‬‬
‫‪York, Kluwer, 2004, p.340.‬‬
‫‪2 - - kalich JH and Galdwyn DL, Energy and Security: toward a new Foreign policy‬‬
‫‪Strategy, woodrow Wilson. Center press. U S A. 2005. P80‬‬
‫‪3- Ibid.p.106.‬‬
‫‪4 - Andres Speed. op. cit, p.340.‬‬
‫‪5 - Barry Buzan, People States and fear: an agenda for international Security Studies,‬‬
‫‪Cambridge University Press, 1991, p.63.‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‬

‫‪ -‬تتجلى أهداف هذه املقاربة يف (‪: ) 5‬‬ ‫‪ -‬أمننه أتمني اإلقتصاد ابالعتماد املتبادل‪.‬‬
‫‪ -‬حبث عن سياسات مالئمة لتجسيد أمن‬ ‫‪ -‬الرتكيز على سياسات األمن الطاقوي الدنيا (‪.)1‬‬
‫الطاقة‪.‬‬ ‫كما أن من مبادئ هذه النظرية (‪:)2‬‬
‫‪ -‬حتقيق إمدادات مستقرة أبمثان معقولة وغري‬ ‫‪ -‬منافسة ليست صفرية‪.‬‬ ‫املقاربة الليربالية‬
‫متذبذبة‪.‬‬ ‫‪ -‬مسألة فوق قومية‪.‬‬
‫‪ -‬جتاوز مستوى الدولة كوحدة مرجعية للتحليل‪.‬‬ ‫‪ -‬إمدادات غري منقطعة‪.‬‬
‫‪ -‬تسليط الضوء على اإلقتصاد الليربايل واندماج‬ ‫‪ -‬األسعار معقولة‬
‫األسواق كحل ملعضلة األمن الطاقوي‪.‬‬ ‫كما أن من مبادئ هذه املقاربة (‪:) 3‬‬
‫‪ -‬األسعار املعقولة تعين تلك األسعار اليت مت‬ ‫‪ -‬استقرار األسواق الطاقوية‪.‬‬
‫حتديدها عرب السوق القائمة على قانون العرض‬ ‫‪ -‬عدم وجود استغالل طاقوية تقريبا بني‬
‫والطلب‪.‬‬ ‫السياسات الوطنية اإلقليمية والدولية يف جمال‬
‫‪ -‬دور األسواق الدولية ومبادرات متعددة‬ ‫الطاقة لتحفيز التكامل يف القضااي الطاقوية‪.‬‬
‫اجلوانب ودور املؤسسات يف إجياد حلول لألمن‬ ‫‪ -‬التعاون االقتصادي يؤدي إىل األمن الطاقوي‪.‬‬
‫الطاقوي (‪.)6‬‬ ‫‪ -‬األمن الطاقوي يرقي و يعزز التعاون بني الدول‪.‬‬
‫‪ -‬املوازنة بني أتمني الدولة أو اإلقتصاد (‪.)4‬‬
‫‪ -‬االقتصادايت الوطنية للدولة تشكل احملددات ‪ -‬اجلمع بني املنطق الليربايل والواقعي (‪.) 7‬‬ ‫املقاربة الشاملة‬
‫‪ -‬إجياد حلول وسطية للتعاون الثنائي ومتعدد‬ ‫األساسية لألمن‪.‬‬
‫األطراف (‪.)8‬‬

‫‪1 - Andrew Speed, OP. cit. p.65.‬‬


‫‪2 - ibid. p. 95.‬‬
‫‪3 - Yerjin D، The Quest: energy، security and the Remaking of the western World ،‬‬
‫‪penguin 2011, UK، P.69.‬‬
‫‪4 - Tonsjo O، Hediging Against oil Dependency: New Perspective: Energy Security:‬‬
‫‪international relations, 2010.p.46.‬‬
‫‪5 - Verrastro F, Providing energy Security in An Interdependence world, the Washington‬‬
‫‪Quarterly, USA, 2007, P.99.‬‬
‫‪6 - Kalich JH and Goldwyn، DL، Energy and security: toward a new Foreign policy‬‬
‫‪Strategy، op. cit، p.84.‬‬
‫‪7 - Troubetta W.J, Rethinking the Securitization of Environment, U.T, Balazacced, 2010,‬‬
‫‪p.585.‬‬
‫‪8 - Wavero O, Politics Security Therory, Security Dialogue, K, 2011, p.465.‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل الثاين‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫خطة الفصل الثاين‪:‬‬


‫الفصل الثاني‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن‬
‫الطاقوي‬
‫املبحث األول‪ :‬أسباب تنامي االهتمام ابلطاقات املتجددة عامليا‪.‬‬
‫ملطلب األول‪ :‬االرتفاع املطرد الستهالك الطاقة عامليا‬
‫املطلب الثاين‪ :‬حتقيق أمن الطاقة العاملي ‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬اختالل التوازن البيئي ومتطلبات التنمية املستدامة‬
‫املبحث الثاين‪ :‬اقتصادايت الطاقة املتجددة يف العامل‬
‫املطلب األول‪ :‬املؤشرات اإلقتصادية ملصادر الطاقات املتجددة‬
‫املطلب الثاين‪ :‬واقع استهالك وإنتاج الطاقة املتجددة يف العامل‬
‫الفرع األول‪ :‬استهالك الطاقة املتجددة عامليا‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬تطور إنتاج الطاقات املتجددة يف العامل‬
‫املطلب الثالث‪ :‬اجلدوى والفاعلية اإلقتصادية للطاقة املتجددة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬حجم االستثمار العاملي يف الطاقات املتجددة‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬تكاليف الطاقة املتجددة‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تقديرات فرص العمل يف مشاريع الطاقة املتجددة‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬سياسات وإسرتاتيجيات تبين اقتصادايت الطاقات املتجددة وآليات متويلها‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬سياسات وتشريعات الطاقة املتجددة عامليا‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬سياسات تنمية الطلب واإلنتاج‬
‫الفرع الثاين‪ :‬سياسات تشجيع التصنيع احمللي ودعم استخدام الطاقة املتجددة‬
‫املطلب الثاين‪ :‬إسرتاتيجيات حتفيز ودعم قطاع الطاقة املتجددة حمليا ودوليا‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬إسرتاتيجيات حتفيز قطاع الطاقة املتجددة حمليا‬
‫الفرع الثاين‪ :‬إسرتاتيجيات حتفيز قطاع الطاقة املتجددة دوليا‬
‫املطلب الثالث‪ :‬آليات متويل مشاريع الطاقات املتجددة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االستثمارات العاملية‬
‫الفرع الثاين‪ :‬استثمارات القطاع احلكومي‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬استثمارات القطاع اخلاص يف الطاقة املتجددة‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫لقد أصبح اجتاه كل دول العامل حنو تطوير تكنولوجيات الطاقات املتجددة واالستثمار يف مشاريعها أمرا حتميا‬
‫ال غىن عنه‪ ،‬وذلك نتيجة لألضرار اليت يسببها استخدام الوقود األحفوري لتوليد الطاقة الالزمة للنشاط االقتصادي‬
‫العاملي‪ ،‬إضافة إىل املخاطر البيئية املالزمة و املواكبة لالستخدام املفرط وغري العقالين ملصادر الطاقة التقليدية‪،‬‬
‫وهو ما شكل دافعا قواي للدول الرائدة اقتصاداي سواء املتقدمة أو النامية أن تتبىن سياسات تدعم الطاقات‬
‫املتجددة‪ ،‬وتفعل اإلسرتاتيجيات الناجعة إلجناح مشاريعها وكسب الرهان على الطاقات املتجددة والطاقة النظيفة‬
‫الصديقة للبيئة‪ ،‬وتعميم االعتماد على الطاقات املتجددة عامليا ولو بصفة تدرجيية يف إطار اجلهود الرامية لتقليل‬
‫االعتماد على الوقود األحفوري ومصادر الطاقة التقليدية إىل غاية التخلي عليها هنائيا مستقبال ألن االستثمار‬
‫يف الطاقات املتجددة واالعتماد عليها كمصدر للطاقة النظيفة ضمن املزيج الطاقوي من شأنه أن يعزز األمن‬
‫الطاقوي العاملي‪ ،‬كما يبدد املخاوف املتعلقة أبمن البيئة وحيد من ظاهرة التغري املناخي اليت بدأت تظهر انعكاساهتا‬
‫السلبية على أمن البيئة واإلنسان‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬أسباب تنامي االهتمام ابلطاقات املتجددة عامليا‪.‬‬
‫توفر احملروقات حاليا (النفط‪ ،‬الفحم‪ ،‬الغاز الطبيعي) حنو ‪ % 85‬من جمموع استهالك الطاقة يف العامل‪ " ،‬لكن‬
‫إىل مىت ميكن هلذه املصادر أن تستمر يف تلبية احتياجات ومتطلبات الدول من الطاقة؟ "‪ ،‬فغالبا ما يتم حساب‬
‫الكمية املتبقية من بعض املصادر عن طريق ما يسمى مبعدل االحتياطات إىل اإلنتاج (‪ )R/P‬الذي يعطي لنا‬
‫أساسا طول مدة استمرار إنتاج هذا املصدر إذا ما استمر إنتاجه بنفس املعدل (‪.)R/P‬‬
‫تقدر معدالت (‪ )R/P‬إلمجايل احملروقات يف العامل سنة ‪ 2015‬أن النفط سيستمر ‪ 46‬عاما مقبلة‪ ،‬والغاز‬
‫الطبيعي سيستمر إىل ‪ 58‬عاما‪ ،‬والفحم سيستمر حىت ‪ 118‬عاما‪ ،‬هذه األرقام بطبيعة احلال غري اثبتة فهي تستند‬
‫على كميات إنتاج احملروقات يف كل سنة ‪ ،1‬ومن احملتمل أن تتغري هذه األرقام واملعطيات وذلك من خالل‬
‫تكثيف االعتماد وزايدة االستثمار يف الطاقات املتجددة حول العامل‪.‬‬
‫لذلك ميكننا القول إن أهم األسباب اليت دفعت خمتلف دول العامل لالهتمام ابلطاقات املتجددة هو يف‬
‫األساس القلق حول نضوب احملروقات ألن مصادر الطاقات التقليدية آيلة للنضوب‪ ،‬إال أنه يف الواقع توجد عدة‬
‫أسباب سامهت يف انتشار الطاقات املتجددة ال تقل أمهية عن القلق حول نضوب احملروقات‪ ،‬وفيما يلي سنتطرق‬
‫إىل أهم األسباب اليت أدت إىل تنامي االهتمام واالستثمار يف الطاقات املتجددة على الصعيد العاملي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Why Alternatives Are Important: http:// www.renewable – energysources. com‬‬
‫‪(05/03/2021) .‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫املطلب األول‪ :‬االرتفاع املطرد الستهالك الطاقة عامليا‬

‫‪1.12807‬‬ ‫بلغ االستهالك العاملي للطاقة األولية حوايل ‪ 4.12928‬مليون طن نفط مكافئ سنة ‪ 2014‬مقابل‬
‫(م ط ن م) سنة ‪ ،2013‬ويعد ارتفاع االستهالك من سنة ‪ 2013‬إىل سنة ‪ 2014‬أبطئ منو منذ سنة ‪ 1998‬كما‬
‫هو موضح يف الشكل رقم ‪ : 1 03‬ويتميز منوذج الطاقة احلايل هبيمنة مصادر الطاقة األحفورية على جممل‬
‫تركيبته‪ ،‬حيث بلغت مسامهتها من إمجايل االستهالك يف العامل ‪ % 86.3‬من الطاقة األولية سنة ‪ 2014‬أي ما‬
‫يعادل ‪( 11158.4‬م ط ن م)‬
‫شكل رقم (‪ :)03‬تطور استهالك الطاقة يف العامل من سنة ‪ 1989‬إىل غاية سنة‪2014‬‬
‫‪13000‬‬

‫‪12000‬‬

‫‪11000‬‬

‫‪10000‬‬

‫‪9000‬‬

‫‪8000‬‬ ‫الفحم‬
‫‪7000‬‬ ‫مصادر الطاقة المتجددة‬

‫‪6000‬‬ ‫الطاقة الكهرومائية‬


‫الطاقة النووية‬
‫‪5000‬‬
‫الغاز الطبيعي‬
‫‪4000‬‬
‫البترول‬
‫‪3000‬‬

‫‪2000‬‬

‫‪1000‬‬

‫‪0‬‬

‫‪Source: James is Square, BP Statistical Review of World, London, 64ht‬‬


‫‪edition ,2015, p.42.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. James is Square, BP Statistical Review of World, London, 64th edition, June 2015, p. p.‬‬
‫‪41-42 .‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫شكلت منطقة آسيا واحمليط اهلادئ مرة أخرى أكرب زايدة يف االستهالك العاملي للطاقة‪ ،‬حيث قدرت نسبة‬
‫استهالكها من الطاقة عامليا سنة ‪ 2014‬حوايل ‪ ،1 % 41.3‬ويعد استهالك الطاقة يف تلك املنطقة املسؤول عن‬
‫هذا االرتفاع كما هو موضح يف الشكل رقم ‪ ،04‬ولكن يبقى الفحم والنفط املصدران املهيمنان على االستهالك‬
‫اإلمجايل للطاقة األولية يف املنطقة‪.‬‬
‫شكل رقم (‪ :)04‬استهالك الطاقة حسب كل منطقة سنة ‪2014‬‬
‫‪100‬‬

‫‪90‬‬

‫‪80‬‬

‫‪70‬‬
‫الفحم‬
‫‪60‬‬
‫مصادر الطاقة المتجددة‬
‫‪50‬‬ ‫الطاقة الكهرومائية‬
‫‪40‬‬ ‫الطاقة النووية‬
‫الغاز الطبيعي‬
‫‪30‬‬
‫البترول‬
‫‪20‬‬

‫‪10‬‬

‫‪0‬‬
‫الشرق األوسط أوروبا و آسيا أمريكا الجنوبية أمريكا الشمالية‬ ‫إفريقيا‬ ‫جنوب شرق‬
‫و الوسطى‬ ‫آسيا‬

‫‪Source: Renewables Global Status 2015, Op, cit, p.42.‬‬


‫من خالل الشكلني السابقني يتضح جليا أن النفط هو املهيمن على االستهالك اإلمجايل للطاقة األولية يف‬
‫مجيع املناطق األخرى ابستثناء أورواب وآسيا والشرق األوسط اليت حيظى الغاز فيها أبكرب نسبة استهالك من‬
‫إمجايل الطاقة األولية سنة ‪.2014‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬حتقيق أمن الطاقة العاملي‪.‬‬
‫تشري جل التوقعات إىل أن ارتفاع االستهالك العاملي للطاقة من خالل االعتماد على النفط والغاز‪ ،‬كما‬
‫تطرقنا إليه آنفا‪ ،‬سوف يؤدي يف هناية املطاف إىل نضوهبما‪ .‬فعلى امتداد القرن العشرين شكل النفط املصدر‬
‫الرئيسي للطاقة يف العامل‪ ،‬فبالرغم من سياسات تنويع املصادر الطاقوية اليت تزايدت عقب الصدمة النفطية األوىل‬

‫‪1‬‬
‫‪. Renewables Global Status 2015, renewable energy policy network for the 21 st century‬‬
‫‪report, paris – France, 2015, p.42 .‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫‪4211.1‬‬ ‫سنة ‪ 1973‬إال أنه يبقى املصدر األول للطاقة‪ ،‬وتقدر نسبته ب ‪ % 32.6‬سنة ‪ 2014‬أي ما يعادل‬
‫(م ط ن م)‪ ،‬فيما يليه الفحم الذي ارتبطت أمهيته ابلثورة الصناعية خالل القرن التاسع عشر فقد عرف استهالكه‬
‫تزايد منذ سنة ‪ 1973‬رغم تراجع حصته من إمجايل االستهالك‪ ،‬حيث تقدر نسبته ب ‪ % 30‬أي ما يعادل‬
‫‪( 3881.8‬م ط ن م) سنة ‪ ،2014‬يف املقابل جند أن الغاز الطبيعي يشهد توسعا يف االستهالك نتيجة االعتماد‬
‫املكثف عليه كوقود بديل للنفط‪ ،‬لذلك ارتفعت حصته ضمن إمدادات الطاقة يف العامل منذ سنة ‪ ،1973‬و قد‬
‫بلغت نسبته ‪ % 23.7‬سنة ‪ 2014‬أي ما يعادل ‪( 3065.5‬م ط ن م)‪ .‬أما الطاقة املائية والنووية فكانت حصتهما‬
‫من إمجايل استهالك الطاقة يف العامل سنة ‪ 2014‬حوايل ‪ % 6.8‬و‪ % 4.4‬مما يعادل ‪( 879‬م ط ن م) و‪( 574‬م‬
‫ط ن م) على التوايل كما هو موضح يف الشكل التايل‪.‬‬
‫يف الوقت احلايل يشهد العامل ارتفاعا مطردا وبوترية متسارعة يف االستثمار واستهالك الطاقة املتجددة حيث‬
‫بلغ استهالكها سنة ‪ 2013‬حوايل ‪( 283‬م ط ن م) لريتفع إىل ‪( 316.9‬م ط ن م) سنة ‪ 2014‬مسجلة بذلك‬
‫حصتها من االستهالك العاملي للطاقة ‪ % 2.5‬كما هو موضح يف الشكل رقم ‪.05‬‬
‫شكل رقم (‪ :)05‬استهالك الطاقة حسب مصادرها سنة ‪2014‬‬

‫‪4,40%‬‬

‫‪6,80%‬‬
‫‪23,70%‬‬ ‫الطاقة النووية‬

‫الطاقة المائية‬

‫النفط‬
‫‪32,60%‬‬
‫الطاقةالمتجددة‬

‫‪30,00%‬‬ ‫الفحم‬

‫الغاز الطبيعي‬

‫‪2,50%‬‬

‫‪Source : Renewables Global Status 2015, Op. Cit, p.41.‬‬


‫من خالل الشكل أعاله يتضح جليا أن النموذج احلايل الستهالك الطاقة يهدد أمن الطاقة على املدى‬
‫البعيد‪ ،‬فبالرغم من أن التقييم املستمر الحتياطات الطاقة األحفورية يبني بعض الزايدات يف االحتياطات إال أنه‬
‫من الواضح أن هناك حدودا لتوافرها جتعلها يف النهاية قابلة للنضوب مع وجود تفاوت بني املناطق املختلفة يف‬
‫العامل للمدة املقدرة لنفاذ تلك االحتياطات‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫‪1‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬اختالل التوازن البيئي ومتطلبات التنمية املستدامة‬
‫مما ال شك فيه أن إنتاج الطاقة العاملي احلايل غري مستدام‪ ،‬حيث يتسبب االستعمال الكثيف والالعقالين‬
‫للطاقة األحفورية و حرقها يف انبعاث كميات كبرية من الغازات الدفيئة (حوايل ‪ % 80‬من الغازات الدفيئة عامليا‬
‫مصدرها القطاع الطاقوي)‪ ،‬و اليت أدت إىل بروز ظاهرة االحتباس احلراري اليت هتدد العامل بكوارث بيئية خطرية‬
‫و تغريات مناخية قد تؤثر على الكرة األرضية سلبيا بشكل كبري‪ ،‬وتكون هلا تداعيات خطرية على منط و نوعية‬
‫احلياة على كوكب األرض‪ ،‬كل هذه األسباب جمتمعة أدت إىل إدراك العامل أنه من الضروري رفع كفاءة استخدام‬
‫مصادر الطاقة التقليدية‪ ،‬والبحث عن مصادر جديدة للطاقة تكون أكثر أمنا على البيئة‪ ،‬ألجل ذلك قررت‬
‫تكوين مؤمتر عاملي يتناول مصادر الطاقة‬ ‫‪1981‬‬ ‫منظمة األمم املتحدة يف دورة انعقادها الثالثة والثالثني سنة‬
‫املتجددة‪ ،‬وأمجع املشاركون حينها على إتباع إسرتاتيجية التحول من عصر االعتماد الكلي على الطاقة التقليدية‬
‫إىل عصر استغالل مصادر الطاقة البديلة واملتجددة‪ .‬لكن مل تلقى الطاقات املتجددة اهتماما كبريا يف ذلك الوقت‬
‫إال مع ظهور مفهوم التنمية املستدامة الذي مهد الطريق لالنتشار الواسع للطاقات املتجددة واالستغالل األمثل‬
‫هلا من طرف خمتلف دول العامل‪.‬‬
‫إن الدافع اآلخر الذي يدفع السوق العاملية للطاقة حنو الطاقات املتجددة هو القلق من تغري املناخ‪ ،‬والذي‬
‫بدأت تتجلى بعض أتثرياته السلبية‪ ،‬وميكن للطاقات املتجددة أن تساهم يف أتمني احتياجاتنا ومتطلباتنا للطاقة‪،‬‬
‫وتقلل يف نفس الوقت من انبعاث الغازات املسببة لالحتباس احلراري‪ ،‬حيث يؤكد العلماء اليوم على أن كمية‬
‫الغازات كثاين أكسيد الكربون وامليثان يف تزايد يف الغالف اجلوي الرقيق احمليط ابلكرة األرضية‪ ،‬وأن نسبة الزايدة‬
‫تعمل على رفع درجة حرارة الكوكب مما ينبئ بنتائج سلبية كارثية حمتملة‪ ،‬إضافة إىل االحتباس احلراري هناك‬
‫عدة أنواع أخرى من التلوث املرتبطة ابستعمال مصادر الطاقة التقليدية‪ ،‬واليت دفعت العلماء إىل دق انقوس‬
‫اخلطر والتحذير من خماطر عدم التحرك ملواجهة هذه املشاكل من خالل تطوير أسواق وتكنولوجيات الطاقات‬
‫املتجددة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. BONFILS Sibi, Strategies energetiques pour le developpement durable, Institut de‬‬
‫‪l’Energie et de l’environnement de la Francophonie, Canada, 2008, p.31 .‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫‪:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ -‬غياب العدالة بني أفراد اجليل احلايل و اجليل املستقبلي‬
‫أي العدالة ببعدها املكاين بني أفراد اجليل احلايل غري متكاملة وغري مضمونة االكتمال يف جمال الوصول إىل‬
‫اخلدمات الطاقوية املناسبة كميا ونوعيا‪ ،‬سواء على املستوى العاملي أو حىت على مستوى الدولة الواحدة‪ ،‬وابستثناء‬
‫بعض الدول املتقدمة يف هذا اجملال‪ ،‬فثلث سكان العامل ال تتوفر لديهم خدمات طاقوية حديثة ومناسبة لتلبية‬
‫خمتلف احتياجاهتم من الطاقة‪ ،‬وهذا الفقر واالحتياج الطاقوي والالعدالة موجود أساسا يف املناطق الريفية للبلدان‬
‫النامية‪ ،‬وميكن للطاقة املتجددة تقدمي هذا الدعم خاصة يف املناطق املعزولة‪.‬‬
‫أما فيما خيص العدالة ابلبعد الزمين‪ ،‬أي ما بني األجيال احلالية واألجيال املستقبلية غري موجودة وغري‬
‫مضمونة يف اجملال الطاقوي‪ ،‬نتيجة لالستهالك املفرط وغري العقالين للمصادر الطاقوية األحفورية (خاصة الغاز‬
‫والبرتول)‪ ،‬وهبذا الشكل من االستغالل فإن هذه املصادر سوف تنفذ‪ ،‬وابلتايل سوف ترهن حقوق األجيال‬
‫املستقبلية من هذه الثروات الطاقوية‪ ،‬ومنه جيب إعادة النظر يف طريقة االستغالل احلالية للمصادر الطاقوية‬
‫بشكل يتماشى مع متطلبات االستدامة الزمنية‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬اقتصادايت الطاقة املتجددة يف العامل‬
‫لقد منت تكنولوجيا الطاقة املتجددة بشكل ملحوظ خالل السنوات املاضية‪ ،‬وزادت منافستها حملطات الطاقة‬
‫التقليدية حتديدا خالل السنوات األخرية مبا زاد من دفع السوق العاملي لتكنولوجيا الطاقة املتجددة اليت كانت‬
‫حىت ذلك الوقت‪ ،‬تتم من خال ل الربامج القومية املدعومة يف سياسات الطاقة يف العديد من الدول‪ ،‬وحتديد‬
‫أهداف بعيدة املدى إىل خلق مناخ مستقرا لالستثمار فيها‪ ،‬ويتجلى تزايد االهتمام ابلطاقات املتجددة من‬
‫خالل تبين اإلسرتاتيجيات والتشريعات واللوائح التنظيمية ذات الصلة مبجال الطاقات املتجددة‪ ،‬وقد بلغت‬
‫مؤشرات ومسامهات الطاقات املتجددة مكانة مهمة يف إمجايل الطاقة على الصعيد العاملي يف إطار حتقيق اهلدف‬
‫املنشود املتمثل يف تعزيز األمن الطاقوي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Ibid, P.31.‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫املطلب األول‪ :‬املؤشرات اإلقتصادية ملصادر الطاقات املتجددة‬


‫أوال‪ :‬طاقة الرايح يف العامل‬
‫إىل أن تكنولوجيا طاقة الرايح أكثر مصادر الطاقة‬ ‫‪2006‬‬ ‫أشار تقرير اجلمعية العاملية لطاقة الرايح لعام‬
‫ديناميكية‪ ،‬وأفضل حل واعد بديال عن الوقود األحفوري يف توليد الكهرابء‪ ،‬حيث تعترب طاقة الرايح من أهم‬
‫مصادر الطاقة املتجددة ‪. 1‬‬
‫ولقد ارتفع إمجايل الطاقة املركبة من الرايح يف العامل عام ‪ 2012‬بنسبة ‪ % 19‬مقارنة بعام ‪ 2011‬لريتفع هذا‬
‫‪39.4‬‬ ‫اإلمجايل من ‪ 238‬إىل ‪ 283‬جيغاواط‪ ،‬أي زايدة تقدر ب ‪ 45‬جيغاواط‪ ،‬وقد بلغ منو الطاقة املركبة ابلصني‬
‫جيغاواط‪ ،‬تلتها السويد‬ ‫‪62.4‬‬ ‫بني عامي ‪ 2010‬و‪ ،2011‬حيث وصل إمجايل طاقة الرايح املركبة فيها إىل‬ ‫‪%‬‬

‫بنسبة منو بلغت ‪ % 35.6‬مث كندا مث تركيا وابقي دول العامل ‪. 2‬‬
‫وقد ارتفع إمجايل طاقة الرايح املركبة يف العامل عام ‪ 2013‬بنسبة ‪ % 12.4‬مقارنة ب ‪ ،2012‬حيث وصل إىل‬
‫‪ 319907‬ميغاواط‪ ،‬وتركز ‪ % 38‬منها يف جمموعة أورواب وأوراسيا (‪ 121442‬ميغاواط)‪ ،‬تلتها جمموعة دول آسيا‬
‫والباسفيك بنحو ‪ 119933( % 37.5‬ميغاواط)‪ ،‬مث جمموعة أمريكا الشمالية بنسبة ‪ 71093( % 22.2‬ميغاواط)‪،‬‬
‫بينما توزعت النسبة الباقية (‪ )% 0.6‬على ابقي دول العامل‪ ،‬وقد سامهت طاقة الرايح يف توليد ‪ % 19.4‬من‬
‫إمجايل الطاقة املولدة من املصادر املتجددة يف دول منطقة التعاون االقتصادي والتنمية عام ‪ .3 2013‬كما ارتفعت‬
‫‪372961‬‬ ‫الطاقات املركبة من طاقة الرايح يف العامل بني عامي ‪ 2013‬و‪ ،2014‬بنسبة زادت عن ‪ % 16‬ليصل إىل‬
‫يوضح إمجايل القدرة املركبة من طاقة الرايح‬ ‫‪10‬‬ ‫دولة يف العامل ‪ ،4‬واجلدول رقم‬ ‫‪89‬‬ ‫ميغاواط‪ ،‬تتوزع على حنو‬
‫لعامي ‪.2014 ،2013‬‬
‫اجلدول رقم (‪ :)10‬إمجايل القدرة املركبة من طاقة الرايح يف العامل (ابجليغاواط)‪.‬‬
‫اإلمجايل لسنة ‪2014‬‬ ‫القيمة املضافة‬ ‫سنة ‪2013‬‬ ‫الدول‬
‫‪114.6‬‬ ‫‪23.2‬‬ ‫‪91.4‬‬ ‫الصني‬

‫‪ .1‬مؤتمر الطاقة العربي العاشر‪ ،‬فرص ترشيد استهالك الطاقة في الدول العربية‪ ،‬أبو ظبي‪ ،‬دولة اإلمارات العربية‬
‫المتحدة‪ 23 – 21 ،‬ديسمبر ‪ ،2014‬ص‪.44 .‬‬
‫‪. Renewable Energy Policy Network for the 21 st Century, (2013), Renewables 2014 Global‬‬
‫‪2‬‬

‫‪Status Report, Paris, P.49 .‬‬


‫‪ .3‬منظمة األقطار العربية المصدرة للبترول‪ ،‬تقرير األمين العام الحادي واألربعون‪ ،‬الكويت‪ ،2014 ،‬ص‪168.‬‬
‫‪ .4‬منظمة األقطار العربية المصدرة للبترول‪ ،‬تقرير األمين العام الثاني واألربعون‪ ،‬الكويت‪ ،2015 ،‬ص‪134.‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫‪65.9‬‬ ‫‪4.9‬‬ ‫‪61.1‬‬ ‫الوالايت املتحدة‬


‫‪39.2‬‬ ‫‪5.3‬‬ ‫‪34.3‬‬ ‫أملانيا‬
‫‪23‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪23‬‬ ‫إسبانيا‬
‫‪22.5‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪20.2‬‬ ‫اهلند‬
‫‪12.4‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪10.7‬‬ ‫اململكة املتحدة‬
‫‪9.7‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪7.8‬‬ ‫كندا‬
‫‪9.3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪8.2‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪8.7‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪8.6‬‬ ‫إيطاليا‬
‫‪5.9‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫الربازيل‬
‫‪370‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪319‬‬ ‫إمجايل دول العامل‬

‫‪Sourse: Renewables Global Policy Network for the 21 st Century (2015),‬‬


‫‪Renewable 2015 Global Status Report, Paris, P.135.‬‬

‫نالحظ من خالل اجلدول أن الصني هي الرائدة يف جمال طاقة الرايح إبمجايل قدرة مركبة ‪( 114.6‬ج و)‬
‫لسنة ‪ ،2014‬وتليها مباشرة الوالايت املتحدة األمريكية‪ ،‬ويتضح بذلك أن آسيا ال تزال متثل أكرب سوق إلنتاج‬
‫طاقة الرايح يف العامل‪ ،‬فهي متثل ‪ % 50‬من الطاقة املضافة لسنة ‪ ،2014‬يليها اإلحتاد األورويب حبوايل ‪،% 16‬‬
‫فأورواب تشهد حتوال كبريا يف جمال طاقة الرايح فهي تستغل رايح البحر ابستخدام تقنية ‪.offshore‬‬
‫اثنيا‪ .‬الطاقة الكهرومائية يف العامل‪:‬‬
‫إحتلت الصني املرتبة األوىل بني الدول اليت تستغل املصادر املائية لتوليد الطاقة الكهرابئية‪ ،‬حيث بلغ إمجايل‬
‫الطاقات الكهرومائية املركبة فيها حىت هناية عام ‪ 2011‬حوايل ‪ 249‬جيغاواط‪ ،‬تلتها الربازيل يف املرتبة الثانية ب‬
‫‪77.5‬‬ ‫‪ 82.5‬جيغاواط‪ ،‬فيما إحتلت الوالايت املتحدة األمريكية املرتبة الثالثة بطاقة كهرومائية مركبة وصلت إىل‬
‫‪22.4‬‬ ‫جيغاواط‪ ،‬مقارنة مع ‪ 79‬جيغاواط عام ‪ ،2010‬ويف الياابن إخنفض إمجايل الطاقة الكهرومائية املركبة إىل‬
‫جيغاواط عام ‪ ،2011‬من ‪ 28‬جيغاواط عام ‪ ،2010‬بينما كان ‪ 47.2‬جيغاواط عام ‪ ،2009‬أما يف فرنسا فلم‬
‫حيدث تغري يف إمجايل الطاقة الكهرومائية املركبة اليت بقيت عند مستوى ‪ 25.3‬جيغاواط عام ‪ ،2011‬وقد بلغ‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫جيغاواط عام ‪ 2011‬مقارنة حبوايل ‪ 936‬جيغاواط عام‬ ‫‪934.7‬‬ ‫إمجايل الطاقة الكهرومائية املركبة يف دول العامل‬
‫‪.1 2010‬‬
‫وقد تصدرت الصني والربازيل‪ ،‬الوالايت املتحدة‪ ،‬روسيا‪ ،‬كندا كأكثر مخس دول من حيث سعة التوليد‬
‫املعتمدة على املصادر املائية لعام ‪ ، 2013‬وأتيت بعدها كل من اهلند والنرويج و الياابن و فرنسا وتركيا‪ ،‬كما أن‬
‫هناك بعض الدول اليت تولد أكثر من ‪ % 50‬من طاقتها الكهرابئية إبستخدام الطاقة الكهرومائية‪ ،‬ومنها أيسلندا‬
‫و الربازيل وكندا ونيبال و موزمبيق‪ ،‬ويقدر أن ‪ 30 – 27‬جيغاواط من الطاقة الكهرومائية اجلديدة مت إضافتها إىل‬
‫السعة العاملية يف عام ‪ ،2012‬إضافة إىل ‪ 3 – 2‬جيغاواط من الطاقة الكهرومائية املخزنة‪ ،‬وقدرت وكالة الطاقة‬
‫الدولية إمجايل سعة الطاقة الكهرومائية يف العامل حبوايل ‪ 1135‬جيغاواط ‪ /‬ساعة يف عام ‪.2 2013‬‬
‫كما شهد عام ‪ 2014‬منوا متميزا يف جمال الطاقة الكهرومائية املركبة حيث أضاف العامل حنو ‪ 36‬جيغاواط إىل‬
‫إمجايل الطاقة املركبة سابقا‪ ،‬ليصل إمجايل الطاقة الكهرومائية املركبة أكثر من ‪ 1036‬جيغاواط‪ ،‬إضافة إىل وضع‬
‫‪ 1.46‬جيغاواط من سعة الضخ والتخزين قيد اإلستخدام‪ ،‬ويقدر أن كمية الكهرابء واليت مت توليدها على مستوى‬
‫العامل من مصادر الطاقة الكهرومائية بلغت ‪ 3900‬ترياواط ساعة يف عام ‪ ،2014‬وقد واصلت الصني اهليمنة على‬
‫سوق النمو يف هذا اجملال إبضافة ‪ 21.85‬جيغاواط من الطاقة الكهرومائية‪ ،‬ومن الدول األخرى اليت متيزت يف‬
‫هذا اجملال ميكن اإلشارة إىل الربازيل اليت أضافت ‪ 3.31‬جيغاواط‪ ،‬تلتها كندا بنحو ‪ 1.72‬جيغاواط‪ ،‬مث تركيا‬
‫حبوايل ‪ 1.35‬جيغاواط‪ ،‬وروسيا ‪ 1.22‬جيغاواط‪ ،‬واهلند ‪ 1.2‬جيغاواط‪ ،‬وأعلنت النرويج عن خطة ملد خط نقل‬
‫كهرابئي حتت سطح البحر مع بريطانيا يضاف إىل اخلط املزمع إنشاؤه بني النرويج وأملانيا واخلط املوجود حاليا‬
‫بني النرويج و الدامنارك ‪.3‬‬
‫وتتضمن طاقة احمليطات عدة تقنيات لالستفادة من خمتلف الظواهر الطبيعية مثل املد واجلزر‪ ،‬وحركة األمواج‪،‬‬
‫وحتوالت الطاقة احلرارية يف املياه‪ ،‬وتغري درجات امللوحة‪ ،‬لكن التقنية الوحيدة اليت تعترب انضجة حىت اليوم هي‬
‫تقنية االستفادة من املد واجلزر‪ ،‬وتقدر سعة الطاقة املركبة منها حبوايل ‪ 0.5‬جيغاواط‪ ،‬أما ابقي التقنيات فال تزال‬
‫يف مراحلها األوىل‪ ،‬وهناك بضعة مشاريع جتريبية فقط بسعات صغرية‪ ،‬وحىت عام ‪ 2013‬مل يكن هناك أكثر من‬
‫عشرة أجهزة يف مراكز األحباث لدراسة إمكانية االستفادة من تغريات احلرارة وامللوحة يف العامل‪ ،‬وترتاوح سعاهتا‬

‫‪ .1‬منظمة األقطار العربية المصدرة للبترول‪ ،‬تقرير األمين العام األربعون‪ ،‬الكويت‪ ،2013 ،‬ص‪.165.‬‬
‫‪ .2‬منظمة األقطار العربية المصدرة للبترول‪ ،‬تقرير األمين العام الحادي واألربعون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.164.‬‬
‫‪ .3‬منظمة األقطار العربية المصدرة للبترول‪ ،‬تقرير األمين العام الثاني واألربعون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.133.‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫بني ‪ 250‬كيلواط إىل ‪ 1‬ميغاواط‪ ،‬وتتبع كلها للمركز األورويب للطاقة البحرية (‪ ،)EMEC‬بينما يعترب جهاز‬
‫‪ SeaGen‬يف اململكة املتحدة والذي بدأ تشغيله عام ‪ 2008‬أكرب جهاز عامل من نوعه يف العامل إلستغالل‬
‫طاقة التيار املدي‪ ،‬كما أن هناك حمطة عاملة على طاقة األمواج بسعة ‪ 300‬كيلوواط يف إسبانيا‪ ،‬واستنادا إىل‬
‫بياانت وكالة الطاقة الدولية‪ ،‬فليس من املتوقع أن تزيد السعة املركبة من هذا النوع من الطاقة عن ‪ 1‬جيغاواط‬
‫حىت عام ‪ ،2020‬خاصة وأن تكلفتها ال تزال مرتفعة نسبيا‪ ،‬حيث بينت دراسة تفصيلية لوزارة الطاقة األمريكية‬
‫أن التكلفة الرأمسالية حملطة عاملة بطاقة األمواج بسعة ‪ 5‬ميغاواط تقدر بنحو ‪ 7000‬دوالر ‪ /‬كيلوواط‪ ،‬وأن رفع‬
‫سعة هذه احملطة إىل ‪ 50‬ميغاواط سيخفض التكلفة إىل ‪ 4500‬دوالر ‪ /‬كيلوواط ‪.1‬‬
‫اثلثا‪ :‬طاقة الكتلة احليوية عامليا‪.‬‬
‫متثل الدول غري األعضاء يف منظمة التعاون االقتصادي والتنمية املستخدم الرئيسي لطاقة الكتلة احليوية يف‬
‫العامل‪ ،‬ففي عام ‪ 2013‬مت إنتاج واستهالك ‪ % 85.7‬من طاقة الكتلة احليوية يف هذه الدول‪ ،‬وخاصة يف الدول‬
‫النامية يف جنوب آسيا وإفريقيا‪ ،‬واستخدمت تلك الطاقة بشكل رئيسي ألغراض غري جتارية وخاصة يف جمال‬
‫‪508.5‬‬ ‫الطهي والتدفئة‪ ،‬وقد بلغ استهالك العامل من الكهرابء بطاقة احلرارة اجلوفية وطاقة الوقود احليوي الصلب‬
‫ترياواط ساعة يف عام ‪ ،2014‬مقابل ‪ 475.4‬ترياواط ساعة يف عام ‪.2 2013‬‬
‫و قد مت استخدام طاقة الكتلة احليوية يف ‪ 2015‬بنحو ‪ 31‬كيلو جول‪ ،‬ابلرغم من صعوبة قياس حجم استهالك‬
‫هذه الطاقة نظرا للطابع الغري رمسي لإلمدادات و عدم اليقني بشأن استخدام هذه املادة اإلحيائية‪ ،‬واستهالك‬
‫احلطب كوقود ضمن االستخدامات التقليدية يتميز ابالستقرار يف عام ‪ 2015‬ابملقارنة ابلسنوات السابقة وقدر‬
‫ب ‪ 1.9‬بليون مرت مكعب‪ ،‬أبكرب احلصص للحطب ( فضال عن أنواع الوقود األخرى مثل روث واملخلفات‬
‫الزراعية )‪ ،‬و اليت يتم استهالكها يف آسيا‪ ،‬أمريكا اجلنوبية‪ ،‬و إفريقيا‪ ،‬كما أن استخدام طاقة الكتلة احليوية ينمو‬
‫يف جمال احلرارة الصناعية بنحو ‪ % 1.3‬سنواي على مدى السنوات اخلمسة عشرة املاضية ‪ ،3‬ويبني الشكل رقم‬
‫‪ 06‬مسامهة الكتلة احليوية من جمموع االستهالك النهائي للطاقة يف العامل هناية ‪. 2014‬‬

‫‪ .1‬منظمة األقطار العربية المصدرة للبترول‪ ،‬تقرير األمين العام الحادي واألربعون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.172 .‬‬
‫‪ .2‬منظمة األقطار العربية المصدرة للبترول‪ ،‬تقرير األمين العام الثاني واألربعون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.138 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪. Renewable Energy Policy Network for the 21 st Century (2016), Renewable 2016, Global‬‬
‫‪Status Report, P.44 .‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫‪ .‬الشكل رقم (‪ :)06‬مسامهة الكتلة احليوية من جمموع االستهالك النهائي للطاقة يف العامل هناية ‪.2014‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪8‬‬

‫‪75‬‬
‫‪4,3‬‬

‫الكتلة الحيوية التقليدية‬


‫‪50‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪97‬‬
‫‪92‬‬ ‫الكتلة الحيوية الحديثة‬

‫‪70,4‬‬ ‫غير الكتلة الحيوية‬

‫‪25‬‬

‫‪0‬‬
‫الطاقة‬ ‫االنقل‬ ‫تدفئة صناعية‬ ‫تدفئة المباني‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب ابالعتماد على‪:‬‬


‫‪Renewable Energy Policy Network for the 21 st Century, 2016, OP. Cit, P.43.‬‬

‫رابعا‪ :‬طاقة احلرارة اجلوفية يف العامل‪.‬‬


‫ارتفع إمجايل طاقة احلرارة اجلوفية املركبة يف العامل من ‪ 11.2‬جيغاواط عام ‪ 2011‬إىل ‪ 11.45‬جيغاواط عام‬
‫‪ ،2012‬بزايدة تعادل ‪ ،% 2.6‬حيث احتلت الوالايت املتحدة األمريكية املرتبة األوىل يف العامل إبستخدام هذا‬
‫النوع من الطاقة‪ ،‬حيث بلغ إمجايل الطاقة املركبة فيها ‪ 3386‬ميغاواط عام ‪ ،2012‬و لوحظ ارتفاع طاقة احلرارة‬
‫‪% 10.8‬‬ ‫اجلوفية املركبة يف عدد من دول العامل‪ ،‬كما ارتفع إمجايل طاقة احلرارة اجلوفية املركبة يف إندونيسيا بنسبة‬
‫و كينيا بنسبة ‪ ،% 4.8‬بينما لوحظ اخنفاض طاقة احلرارة اجلوفية املركبة يف املكسيك بنسبة ‪ % 8.5‬و هو اخنفاض‬
‫للسنة الثانية على التوايل ‪.1‬‬

‫‪ .1‬منظمة األقطار العربية المصدرة للبترول‪ ،‬تقرير األمين العام السنوي األربعون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.169.‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫أما بني هناية عامي ‪ 2012‬و‪ ،2013‬فقد ارتفع إمجايل الطاقة املركبة من طاقة احلرارة اجلوفية يف دول العامل جمتمعة‬
‫بنسبة ‪ ،% 31‬وحققت تركيا نسبة الزايدة األعلى بني دول العامل حيث ارتفع إمجايل الطاقة املركبة من طاقة احلرارة‬
‫‪1‬‬
‫‪% 98‬‬ ‫اجلوفية فيها من ‪ 114‬ميغاواط عام ‪ 2012‬إىل ‪ 226‬ميغاواط يف هناية عام ‪ ،2013‬أي بنسبة زادت عن‬
‫وقد بلغ جمموع الطاقات املركبة من طاقة احلرارة اجلوفية يف العامل عام ‪ 2014‬حنو ‪ 12594‬ميغاواط‪ ،‬تتوزع على‬
‫‪2013‬‬ ‫‪ 24‬دولة‪ ،‬وميثل جمموع الطاقات املركبة يف عام ‪ 2014‬زايدة حبوايل ‪ % 5.7‬عن الطاقات املركبة يف عام‬
‫‪2014‬‬ ‫واليت بلغت ‪ 11917‬ميغاواط ‪ ،2‬والشكل رقم ‪ 07‬يبني طاقة احلرارة اجلوفية واإلضافات ما بني عامي‬
‫و‪ 2015‬للبلدان العشرة األوائل وبقية دول العامل‪.‬‬
‫الشكل (‪ :)07‬طاقة احلرارة اجلوفية واإلضافات للبلدان العشرة األوائل وبقية العامل‬
‫‪4000‬‬

‫‪3500‬‬

‫‪3000‬‬

‫‪2500‬‬

‫‪2000‬‬
‫إضافة ‪2015‬‬
‫‪1500‬‬
‫إجمالي ‪2014‬‬
‫‪1000‬‬

‫‪500‬‬

‫‪0‬‬

‫‪Source: Renewable Energy Policy Network for the 21 set Century, 2016,‬‬
‫‪OP, Cit, P.51.‬‬

‫‪ .1‬منظمة األقطار العربية المصدرة للبترول‪ ،‬تقرير األمين العام السنوي الحادي واألربعون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.171 .‬‬
‫‪ .2‬منظمة األقطار العربية المصدرة للبترول‪ ،‬تقرير األمين العام السنوي الثاني واألربعون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪137.‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫يتضح من خالل الشكل أن استخدام هذا النوع من الطاقة يرتكز يف عشر دول متتلك ‪ % 93‬من إمجايل‬
‫الطاقات املركبة يف العامل‪ ،‬وهي الوالايت املتحدة األمريكية‪ ،‬الفلبني‪ ،‬إندونيسيا‪ ،‬نيوزيلندا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬املكسيك‪،‬‬
‫أيسلندا‪ ،‬كينيا‪ ،‬الياابن‪ ،‬وتركيا‪ ،‬كما يالحظ أن طاقة احلرارة اجلوفية تعرف إضافات ملحوظة يف ‪ 2015‬ابملقارنة‬
‫مع عام ‪.2014‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬واقع استهالك وإنتاج الطاقة املتجددة يف العامل‬
‫الفرع األول‪ :‬استهالك الطاقة املتجددة عامليا‪.‬‬
‫ال يزال الدور الذي تؤديه الطاقة املتجددة يف إمدادات الطاقة العاملية يتزايد يف بعض مناطق العامل‪ ،‬بيد أن‬
‫اإلسهام الذي تقدمه عموما يف نظام الطاقة على الصعيد العاملي مازال حمدودا‪ ،‬والشكل رقم ‪ 08‬يبني نسبة‬
‫استهالك الطاقة املتجددة كوقود مقابل الوقود األحفوري‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)08‬نسبة استهالك الطاقة املتجددة كوقود من االستهالك العاملي لسنة ‪.2015‬‬

‫‪2,3‬‬ ‫‪9,1‬‬

‫‪10,2‬‬ ‫الوقود األحفوري‬

‫المصادر الحديثة للطاقة المتجددة‬

‫الطاقة النووية‪.‬‬

‫الكتلة األحيائية التقليدية‬


‫‪78,4‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب ابالعتماد على‪:‬‬


‫‪Renewable Energy Policy Network for the 21st Century (REN21), Renewables‬‬
‫‪2017 Global Status Report, REN21, Paris ,2017, P.30.‬‬

‫يبني الشكل السابق نسبة الطاقة املتجددة يف االستهالك العاملي النهائي للطاقة يف عام ‪ ،2015‬وقد بلغت‬
‫النسبة اإلمجالية للطاقة املتجددة ‪ % 19.3‬يف سنة ‪ ،2015‬مقابل ‪ % 18‬يف سنة ‪ ،2010‬و يشمل ذلك مجيع‬
‫أشكال االستهالك ‪ ،‬مبا يف ذلك النقل والتدفئة والتربيد والطهي وتوليد الكهرابء‪ ،‬ومتثل نسبة الكتلة األحيائية‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫التقليدية ‪ % 9.1‬من االستهالك احلايل للطاقة املتج ددة‪ ،‬أما املصادر احلديثة للطاقة املتجددة‪ ،‬فال تشكل سوى‬
‫‪ % 10.2‬من جمموع االستهالك‪ ،‬ويشمل ذلك ‪ % 4.2‬من الكتلة األحيائية‪ ،‬والطاقة احلرارية األرضية لتوليد‬
‫الكهرابء‪ ،‬و‪ % 0.8‬من الوقود األحيائي ألغراض النقل ‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬تطور إنتاج الطاقات املتجددة يف العامل‬
‫مسح االزدهار املتزايد يف كافة أحناء العامل للعديد من الشعوب ابلتمتع مبنافع السلع واخلدمات اليت كانت‬
‫متاحة من قبل‪ ،‬كما أحرز العامل تقدما واضحا يف تطهري أسوأ حاالت التلوث الصناعي‪ ،‬وعلى الرغم من هذا‬
‫فإن التأثريات البيئية ألمناط استهالكنا وإنتاجنا تبقى أتثريات حادة‪ ،‬وأن االستخدام غري الكفء للمصادر يشكل‬
‫عائقا على اقتصاد األعمال التجارية مما يستدعي تعزيز قدرة الدعم املتبادل للتحرير التجاري واحلماية البيئية‬
‫والتنمية املستدامة ملساعدة الدول النامية واملتقدمة على تلبية احتياجاهتا املستقبلية من الطاقة يف آن واحد ‪،1‬‬
‫وقد أدى التطور الكبري يف تكنولوجيات أنظمة الطاقة املتجددة إىل تزايد كفاءة استخدام الطاقة يف بعض أنظمة‬
‫االستهالك حيث تقدر كفاءة اخلالاي الكهروضوئية بنسبة ‪ % 80‬وكفاءة توربينات الرايح ب ‪ ،% 45‬كما تصل‬
‫وقد مت التوسع يف إنتاج الطاقة من التقنيات املتجددة بصفة كبرية‬ ‫‪،% 70‬‬ ‫كفاءة خالاي الوقود إىل ما نسبته‬
‫خالل العقود األخرية و هذا راجع للعديد من االعتبارات منها أن ما يسقط على األرض من طاقة مشسية خالل‬
‫‪ 223‬ساعة يعادل كل احتياطي النفط العاملي‪ ،‬وما يهب من الرايح على سطح الكرة األرضية خالل ‪ 94‬يوما‬
‫تعادل طاقته كل االحتياطي العاملي من النفط‪ ،‬وأنه لو مت استغالل فقط ‪ % 0.5‬من طاقة الرايح على سطح‬
‫األرض لغطينا حاجة العامل كله من الكهرابء ‪.2‬‬
‫وألن تكاليف االستثمار يف جمال إنتاج الطاقة املتجددة‪ ،‬واليت يتم إنتاجها يف أغلب األحيان يف شكل طاقة‬
‫كهرابئية ختتلف من تكنولوجيا إىل أخرى‪ ،‬فهي أقل مما عليه يف حالة طاقة الرايح (حوايل ‪ 1000‬دوالر لكل‬
‫كيلووات)‪ ،‬وأعلى ما ميكن يف حالة اخللية الضوئية‪ ،‬حيث تصل حاليا إىل أكثر من ‪ 5000‬دوالر لكل كيلووات‪،‬‬
‫فتكاليف إنتاج الطاقة من املصادر املتجددة تعترب مرتفعة جدا عند مقارنتها مع التكاليف اإلقتصادية لالستثمار‬
‫يف أساليب توليد الكهرابء ابلطرق التقليدية وهي التوربينات الغازية ذات الدورة املفردة ( حوايل ‪ 350‬دوالر لكل‬
‫دوالر لكل كيلووات)‪ ،‬كما أن تكاليف‬ ‫‪550‬‬ ‫كيلووات) أو الدورة املزدوجة ذات الكفاءة العالية (وهي حوايل‬

‫‪ .1‬تقرير وزير الخارجية للبيئة والغذاء والشؤون الريفية بأمر من صاحبة الجاللة‪ ،‬إستراتيجية التنمية المستدامة لحكومة‬
‫المملكة المتحدة‪ ،‬برلمان المملكة المتحدة‪ ،‬مارس ‪ ،2005‬ص‪.3.‬‬
‫‪ .2‬الهواري محمد‪ ،‬ترشيد إستهالك الطاقة في الدول العربية‪ :‬الدوافع واآلثار اإلقتصادية‪ ،‬الجلسة الفنية الثانية‪ :‬إستهالك‬
‫الطاقة وإمكانية ترشيده‪ ،‬مؤتمر الطاقة العربي التاسع المنعقد بالدوحة أيام ‪ 9‬إلى ‪ 12‬ماي ‪ ،2010‬ص‪.3.‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫دوالر لكل كيلووات بعد إضافة مجيع املعدات واالحتياجات‬ ‫‪1200‬‬ ‫حمطات الفحم التقليدية ال تتجاوز حاليا‬
‫البيئية‪ ،‬وابلرغم من أن تكاليف تشغيل الطاقات املتجددة زهيدة للغاية لعدم وجود تكلفة للوقود إال أنه وحىت‬
‫بعد إدخال هذه االعتبارات فإن الطاقة املتجددة ال تزال مكلفة عند مقارنتها مع األساليب التقليدية ‪.1‬‬
‫وتعترب الرايح مصدرا كبريا للطاقة يف مجيع أحناء العامل‪ ،‬فالسهول الكربى يف الوالايت املتحدة هي مثل‬
‫السهول يف اململكة العربية السعودية يف جمال طاقة الرايح ومثل مئات السهول ذات القمم العالية والصاحلة لتشييد‬
‫أبراج الرايح عرب العامل‪ ،‬حيث مكن التقدم الكبري يف تكنولوجيات توربينات اهلواء يف خفض تكلفة طاقة الرايح‬
‫من ‪ 0.38‬دوالر لكل كيلووات ساعة يف أوائل الثمانينات من القرن العشرين إىل أقل من ‪ 0.04‬دوالر‪ ،‬وتعترب يف‬
‫املراتب األوىل للرايح كل من تكساس وكنساس وداكوات الشمالية ابلوالايت املتحدة سنة ‪ ،2001‬واليت لديها‬
‫كمية من الرايح ميكن تسخريها مبا يكفي ملواجهة مجيع االحتياجات الوطنية من الكهرابء‪ ،‬حيث أصبحت طاقة‬
‫الرايح فيها أرخص من طاقة البرتول أو الغاز‪ ،‬وبقيام كربى الشركات مثل ‪ABB. Enron, Royal‬‬
‫‪ Dutch Shell‬بتقدمي اإلمكانيات يف هذا اجملال من املتوقع حدوث مزيد من خفض األسعار‪ ،‬فقد ارتفع‬
‫مقياس استخدام طاقة الرايح على مستوى العامل إىل مستوى جديد بدءا من ديسمرب سنة ‪ ،2 2000‬ويوضح‬
‫الشكل رقم ‪ 09‬قدرة توليد طاقة الرايح يف بلدان خمتارة من العامل‪.‬‬

‫‪ .1‬آيت زيان كمال‪ ،‬إليفي محمد‪ ،‬واقع وآفاق الطاقة المتجددة في الدول العربية (الطاقة الشمسية وسبل تشجيعها في‬
‫الوطن العربي)‪ ،‬بحوث وأوراق عمل الملتقى الدولي حول التنمية المستدامة والكفاءة اإلستخدامية للموارد المتاحة‪ ،‬الجزء‬
‫األول‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة سطيف‪ ،‬المنعقد خالل الفترة ‪ 7‬إلى ‪ 8‬أفريل ‪ ،2008‬الجزء األول‪،‬‬
‫ص‪.780.‬‬
‫‪ .2‬براون ر‪ .‬ليستر‪ ،‬ترجمة الجمل أحمد أمين‪ ،‬اقتصاد البيئة‪ :‬اقتصاد جديد لكوكب األرض‪ ،‬الجمعية المصرية لنشر‬
‫المعرفة والثقافة العالمية‪ ،‬ط ‪ ،01‬القاهرة‪ ،2003 ،‬ص‪ ،‬ص ‪.108 ،107‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫الشكل رقم ‪ :09‬قدرة توليد طاقة الرايح يف بلدان خمتارة من العامل‪.‬‬

‫الصين‬
‫‪1,70%‬‬ ‫‪13,50%‬‬ ‫الواليات المتحدة‬
‫‪2,20%‬‬ ‫ألمانيا‬
‫‪2,70%‬‬ ‫‪26,20%‬‬
‫إسبانيا‬
‫‪2,80%‬‬
‫الهند‬
‫‪2,90%‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪6,80%‬‬ ‫إيطاليا‬

‫‪19,70%‬‬ ‫المملكة المتحدة‬


‫‪9,10%‬‬ ‫كندا‬
‫البرتغال‬
‫‪12,20%‬‬
‫باقي دول العالم‬

‫‪Source: Global Wind Energy Council, Global Wind Report: Annual Market‬‬
‫‪update 2011, available on: www.gwec.net, p.12.‬‬
‫كما هو واضح يف الشكل السابق فإن ما نسبته ‪ % 86.5‬من إمجايل القدرات العاملية من طاقة الرايح مت‬
‫تنفيذها يف عشر دول فقط مع تركز أكرب قدرات التصنيع يف كل من الصني‪ ،‬الوالايت املتحدة األمريكية‪ ،‬أملانيا‪،‬‬
‫وإسبانيا‪ ،‬وهذا راجع إىل تطور التكنولوجيا مما يعين اخنفاض تكلفة توربينات الرايح مما ساعد على تضاعف‬
‫قدرات اإلنتاج من طاقة الرايح عامليا‪.‬‬
‫‪2005‬‬ ‫وقد بلغت الطاقات الفولت وضوئية املركبة استنادا إىل إحصائيات وكالة الطاقة الدولية يف هناية عام‬
‫ميغاوات عام ‪ ،2000‬ويبني اجلدول رقم ‪ 11‬إنتاج بعض الدول من‬ ‫‪2607‬‬ ‫ميغاوات مقارنة مع‬ ‫‪3700‬‬ ‫حوايل‬
‫الطاقة الشمسية عام ‪ 2009‬ابستخدام اخلالاي الفولت وضوئية‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫جدول رقم (‪ :)11‬إنتاج الطاقة ابستخدام اخلالاي الفولت وضوئية عام ‪ 2009‬يف بعض دول العامل‪.‬‬
‫اإلنتاج ابمليغاوات‬ ‫الدولة‬
‫‪5190‬‬ ‫الصني ‪ /‬اتيوان‬
‫‪1930‬‬ ‫اإلحتاد األوروب‬
‫‪1500‬‬ ‫الياابن‬
‫‪595‬‬ ‫الوالايت املتحدة‬
‫‪9215‬‬ ‫اجملموع‬
‫املصدر‪ :‬مسري القرعيش‪ ،‬عبد الفتاح دندي‪ ،‬علي رجب وتركي احلمش‪ ،‬مؤمتر البرتول العاملي العشرون‪ :‬حلول‬
‫الطاقة للجميع‪ ،‬تعزيز التعاون واالبتكار واالستثمار‪ ،‬جملة النفط والتعاون العريب‪ ،‬اجمللد الثامن والثالثون‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،2012 ،140‬ص‪.193.‬‬
‫يتضح من خالل اجلدول السابق أن أكرب سوق لرتويج واستهالك الطاقة من اخلالاي الفولت وضوئية هو‬
‫الصني واتيوان‪ ،‬ويليهما اإلحتاد األورويب والذي يعترب سوق فتيا يتيح فرصا كبرية لالستثمار يف جمال التطبيقات‬
‫الشمسية يف املناطق ذات التشبع ابإلشعاع الشمسي‪ ،‬وهو ما يفتح جمال االستثمار يف دول مشال إفريقيا والشرق‬
‫األوسط‪ ،‬وتوسع نطاق االستثمار يف املصادر املتجددة يف العامل‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫الشكل رقم (‪ :)10‬توسع االستثمارات اجلديدة يف قطاع الطاقات املتجددة من سنة ‪ 2004‬إىل سنة‬
‫‪( 2011‬مبليار دوالر)‬

‫‪300‬‬

‫‪257‬‬
‫‪250‬‬
‫‪220‬‬

‫‪200‬‬
‫‪167‬‬
‫‪161‬‬

‫‪150‬‬ ‫‪133‬‬

‫‪97‬‬
‫‪100‬‬

‫‪61‬‬

‫‪50‬‬ ‫‪39‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2004‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬

‫‪Source: REN21 Steering Committee: Sultan Ahmed Aljaber, Tetsumari Lida,‬‬


‫‪Pradeep Monga, Athena Ronauillo Ballesteros, and Others, Renewables 2012‬‬
‫‪Global Status Report, REN21 Secretariat, Paris, 2012, P.61.‬‬
‫‪257‬‬ ‫يتضح من خالل الشكل أعاله أن جمموع االستثمارات اجلديدة يف قطاع الطاقات املتجددة قدر با ا ا‬
‫مليار دوالر أمريكي‪ ،‬خصص ما نسبته ‪ % 5‬من هذه االستثمارات لعمليات البحث والتطوير‪ ،‬وقدرت قيمة‬
‫االستثمارات يف جمال التطبيقات الشمسية املختلفة بنسبة ‪ ،% 64‬ومت استثمار ما نسبته ‪ % 25‬يف جمال توليد‬
‫الكهرابء ابلطاقة الكهرومائية ‪.1‬‬

‫‪. REN21 Steering Committee: Sultan Ahmed Aljaber, Tetsumari Lida, Pradeep Monga,‬‬
‫‪1‬‬

‫‪Athena Ronauillo Ballesteros, and Others, Op. Cit, P.62.‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫املطلب الثالث‪ :‬اجلدوى والفاعلية اإلقتصادية للطاقة املتجددة‪.‬‬


‫بلغت قدرة الطاقة املتجددة املنشأة حديثا مستوايت قياسية جديدة مع انتعاش االستثمار بشدة من جديد‪،‬‬
‫إضافة إىل ذلك بلغت خمتلف تكنولوجيات الطاقة املتجددة مستوايت اترخيية من القدرة التنافسية من حيث‬
‫التكلفة‪ ،‬مما يضع تلك التكنولوجيات على قدم املساواة مع التوليد التقليدي للطاقة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬حجم االستثمار العاملي يف الطاقات املتجددة‪.‬‬
‫ارتفع االستثمار العاملي من مصادر الطاقة املتجددة بنسبة ‪ % 5‬ليصل إىل ‪ 286‬مليار دوالر يف عام ‪،2015‬‬
‫حبيث وصل إىل ارتفاع قياسي جديد مقارنة مبجموع االستثمارات الذي بلغ ‪ 273‬مليار دوالر يف عام ‪2014‬‬
‫كما هو موضح يف الشكل التايل‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)11‬االستثمارات اجلديدة يف الطاقة املتجددة على صعيد العامل ما بني (‪– 2005‬‬
‫‪ )2015‬ابملليار دوالر‪.‬‬
‫‪300‬‬ ‫‪286‬‬
‫‪279‬‬
‫‪273‬‬
‫‪257‬‬
‫‪250‬‬ ‫‪239‬‬ ‫‪234‬‬

‫‪200‬‬ ‫‪191‬‬
‫‪183 178‬‬
‫الدول المتقدمة‬
‫‪164‬‬
‫‪154‬‬ ‫‪151‬‬
‫‪150‬‬ ‫‪142‬‬ ‫الصين و الهند و البرازيل و بقية‬
‫‪136‬‬
‫‪130‬‬ ‫الدول النامية‬
‫‪123‬‬
‫‪112‬‬ ‫‪114‬‬
‫‪131‬‬
‫إجمالي العالم‬
‫‪100‬‬ ‫‪108‬‬
‫‪83‬‬ ‫‪106‬‬
‫‪73‬‬ ‫‪98‬‬
‫‪87‬‬ ‫‪156‬‬
‫‪53‬‬ ‫‪75‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪64‬‬
‫‪46‬‬
‫‪29‬‬
‫‪20‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب ابالعتماد على‪:‬‬


‫‪REN21: Renewables 2016 Global Status Report, REN21, Paris ,2016, P.99‬‬
‫يبني الشكل السابق االستثمارات اجلديدة يف الطاقة املتجددة على صعيد العامل‪ ،‬و املالحظ أنه يف عام‬
‫‪ 2015‬جتاوزت استثمارات البلدان النامية يف مصادر الطاقة املتجددة للمرة األوىل االستثمارات اليت متت يف‬
‫البلدان املتقدمة‪ ،‬وخصصت البلدان النامية مبا فيها الربازيل و الصني و اهلند‪ ،‬ما جمموعه ‪ 156‬مليار دوالر لتلك‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫االستثمارات‪ ،‬بزايدة ‪ % 19‬عن عام ‪ ،2014‬يف حني استثمرت البلدان املتقدمة النمو ‪ 130‬مليار دوالر‪ ،‬و هو‬
‫ما ميثل اخنفاضا بنسبة ‪ ،% 8‬و املالحظ من الشكل أن االستثمار يف البلدان املتقدمة بلغ ذروته يف عام ‪،2011‬‬
‫حيث ساعد على ذلك برامج ( احلوافز املراعية للبيئة ) املنفذة يف سياق ازدهار الطاقة الشمسية يف الوالايت‬
‫املتحدة و أملانيا‪ ،‬و تنخفض استثمارات البلدان املتقدمة اآلن بنسبة ‪ % 47‬عما كانت عليه يف عام ‪.1 2011‬‬
‫وتعترب الصني املستثمر األكرب يف مصادر الطاقة املتجددة (ابستثناء حمطات الطاقة املائية الكبرية)‪ ،‬وبفارق‬
‫كبري حيث بلغ استثمارها ‪ 102.9‬مليار دوالر يف عام ‪ ،2015‬وهو ما ميثل أكثر من ثلث اجملموع العاملي‪ ،‬وأتيت‬
‫الوالايت املتحدة يف املرتبة الثانية ابستثمار بلغ ‪ 44.1‬مليار دوالر‪ ،‬يف حني جاءت الياابن يف املرتبة الثالثة‬
‫ابستثمار بلغ ‪ 36.2‬مليار دوالر‪ ،‬تليها بفارق يف احلجم بريطانيا وأيرلندا الشمالية واهلند مببلغ ‪ 22.2‬مليار دوالر‪،‬‬
‫على التوايل‪ ،2‬والشكل رقم ‪ 12‬يبني نسبة االستثمارات اإلضافية‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)12‬االستثمارات اإلضافية ملصادر الطاقة املتجددة بني الفرتتني (‪)2015 – 2014‬‬
‫ابملليار دوالر‪.‬‬

‫الطاقة الشمسية‬ ‫‪80‬‬


‫‪81‬‬

‫طاقة الرياح‬ ‫‪67‬‬


‫‪42‬‬

‫طاقة الكتلة األحيائية‬ ‫‪2,1‬‬


‫‪3,9‬‬
‫الدول النامية‬
‫الطاقة المائية الصغيرة‬ ‫‪3,8‬‬
‫‪0,1‬‬
‫الدول المتقدمة‬
‫الوقود الحيوي‬ ‫‪1‬‬
‫‪2,1‬‬

‫الطاقة الحرارية الجوفية‬ ‫‪1,3‬‬


‫‪0,7‬‬

‫الطاقة البحرية‬ ‫‪0,03‬‬


‫‪0,2‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪100‬‬

‫‪Source: Renewable Energy Policy Network for the 21 st Century (REN21),‬‬


‫‪Renewables 2016 Global Status Report, REN21, PARIS ,2016, P.103.‬‬

‫‪. Renewable Energy Policy Network for the 21 st Century (REN21), Renewables 2016‬‬
‫‪1‬‬

‫‪Global Status Report, REN21, PARIS ,2016, P.100.‬‬


‫‪. Ibid, P.102 .‬‬
‫‪2‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫الفرع الثاين‪ :‬تكاليف الطاقة املتجددة‪.‬‬

‫تتسم تكنولوجيات الطاقة املتجددة اليوم أكثر من أي وقت مضى ابلتنافسية من حيث التكلفة‪ ،‬وال تتوقف‬
‫تكلفة توليد الطاقة املتجددة على التكنولوجيا املستخدمة فحسب‪ ،‬بل على قدرة حمطة الطاقة وموقعها واهلياكل‬
‫األساسية احمليطة هبا‪ ،‬وأيضا تتوقف فعالية تكنولوجيات الطاقة املتجددة من حيث تكلفتها يف خمتلف املناطق‬
‫على توافر املوارد الطاقوية املتجددة‪.‬‬
‫ففي دراسة للوكالة الدولية للطاقة املتجددة مت حتليل كلفة إنتاج الطاقة الكهرابئية املنتجة إبستخدام تكنولوجيا‬
‫الطاقة املتجددة‪ ،‬كما هو موضح يف الشكل رقم ‪:13‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)13‬نطاق تكاليف توليد الكهرابء حسب التكنولوجيا املستخدمة يف العامل للفرتة بني‬
‫(‪.)2016 – 2010‬‬
‫الوحدة‪ :‬دوالر للميغاواط ‪ /‬ساعة‪.‬‬
‫‪400‬‬
‫‪350‬‬
‫‪350‬‬
‫‪300‬‬
‫‪300‬‬

‫‪250‬‬ ‫‪230‬‬ ‫‪230‬‬

‫‪200‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪160‬‬
‫‪150‬‬
‫‪150‬‬ ‫‪125‬‬ ‫‪125‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪110‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪115‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪80‬‬
‫‪70‬‬

‫‪50‬‬ ‫‪40‬‬

‫‪0‬‬
‫طاقة الحرارة الطاقة المائية الطاقة الشمسية‬ ‫طاقة الرياح الطاقة الشمسية طاقة الكتلة‬ ‫طاقة الرياح‬
‫الفولطاضوئية‬ ‫األرضية‬ ‫األحيائية‬ ‫الحرارية‬ ‫البحرية‬ ‫الشاطئية‬

‫‪Source: International Renewable Energy Agency (IRENA), Rethinking Energy 2017,‬‬


‫‪IRENA, Abu Dhabi ,2017, P.22.‬‬
‫مالحظة‪ :‬تشمل تقديرات تكلفة الكهرابء نسبة ‪ 10‬يف املئة من تكلفة رأس املال‪.‬‬
‫حسب التكنولوجيا‬ ‫‪2016‬‬ ‫يعرض الشكل السابق جمال التكاليف املقدرة إلنتاج الكهرابء للفرتة ‪– 2010‬‬
‫املستخدمة‪ ،‬وقد قسمت التكاليف على دورة حياة التكنولوجيات املستخدمة‪ ،‬لكنها ال تشمل اإلعاانت واحلوافز‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫الضريبية‪ ،‬وتشمل هذه التكاليف تكلفة املعدات‪ ،‬واألداء‪ ،‬والتشغيل‪ ،‬والصيانة‪ ،‬واملواد املدخلة و‪ % 10‬من تكلفة‬
‫رأس املال طوال عمر حمطة الطاقة‪ ،‬وتكلفة النظام ابستثناء ألواح اخلالاي الشمسية‪.‬‬
‫ويستثىن من تقديرات التكاليف أيضا تكاليف النقل والتوزيع‪ ،‬ويتوقف حجم هذه التكاليف إىل حد كبري‬
‫على الشبكة احلالية وحجم حمطة الطاقة‪ ،‬حبيث يف بعض التطبيقات ال تتطلب تكنولوجيات الطاقة املتجددة‬
‫املوزعة واألنظمة القائمة بذاهتا أي استثمارات إضافية لنقل الطاقة‪.‬‬
‫وقد بلغت القدرة التنافسية لتكنولوجيات توليد الطاقة املتجددة مستوايت اترخيية‪ ،‬وظلت تكاليف طاقة الرايح‬
‫الشاطئية‪ ،‬والطاقة الشمسية الفولط ضوئية والطاقة الشمسية املركزة القائمة‪ ،‬االخنفاض مع حتسن أدائها‪ ،‬مما‬
‫خفض بدرجة كبرية تكلفة الكهرابء املولدة من هذه املصادر‪.‬‬
‫وحاليا متثل طاقة الرايح الشاطئية أحد أكثر مصادر توليد الكهرابء تنافسية من حيث التكاليف‪ ،‬وتندرج‬
‫تكلفة الكهرابء املنتجة منها واملقسمة على دورة حياة التكنولوجيات املستخدمة يف نفس النطاق أو حىت أقل‬
‫من تكلفة الوقود األحفوري‪ ،‬وأن أفضل مشاريع طاقة الرايح يف مجيع أحناء العامل توفر ابستمرار كهرابء بتكلفة‬
‫‪ 0.06‬دوالر لكل كيلوواط يف الساعة بدون دعم مايل‪.‬‬
‫يعود التباين يف كلفة وحدة الطاقة املنتجة بواسطة طاقة الرايح عموما (برا أو حبرا) إىل عدة عوامل‪ ،‬منها موقع‬
‫احملطة وطبوغرافية هذا املوقع ودريو احلرارة والرطوبة‪ ،‬ابإلضافة إىل هيكل الرايح ومتوسط سرعاهتا يف السنة‪،‬‬
‫وارتفاع كلفة إنشاء حمطات الرايح البحرية نظرا إىل متطلباهتا اخلاصة على صعيد قواعد التوربينات والكابالت‬
‫املستخدمة ومعدات احلفر واإلنشاء وكلفة الصيانة‪.‬‬
‫ويعود االختالف يف كلفة وحدة الطاقة املنتجة بواسطة الطاقة الشمسية (الضوئية ‪ /‬احلرارية) يف حديها األدىن‬
‫واألعلى إىل عدة عوامل‪ ،‬منها كثافة اإلشعاع الشمسي الساقط يف موقع املشروع‪ ،‬ودرجة الرطوبة واحلرارة يف‬
‫املوقع وطبيعته اجلغرافية‪ ،‬واحلاجة إىل وجود بطارية ‪ /‬نظام للتخزين أو الربط على الشبكة‪ ،‬وكلفة اإلنشاء والصيانة‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أمهية هذه التكاليف والدور الكبري الذي قد تلعبه يف التأثري على صانعي القرار إال أهنا مل تنل‬
‫بعد االهتمام الكايف‪ ،‬لذلك يتطلع املستثمرون من صانعي السياسات إىل خلق املزيد من اليقني لالستثمار يف‬
‫مشاريع ا لطاقة املتجددة من خالل حتسني العوائد وتقليل درجة املخاطر املتعلقة هبذا اجملال ‪ ،1‬ومن العوامل‬
‫األخرى اليت تؤثر على كلفة وحدة الطاقة املنتجة من املصدر املتجدد وجود تشريعات أو سياسات أو حوافز‬

‫‪1‬‬
‫‪. David Nelson, Brendan Pierpont, The Challenge of Institutional in Renewable‬‬
‫‪Energy, report of Climate Policy Initative, 2013, P.04 .‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫رمسية داعمة للطاقة املتجددة‪ ،‬وتوفر التمويل الالزم للمشاريع ومصادر هذا التمويل‪ ،‬وكلفة املشروع‪ ،‬ودرجة‬
‫املخاطر‪ ،‬والضرائب واجلمارك‪ ،‬وكلفة العمالة‪ ،‬ومعدل التضخم‪ ،‬ونسبة املكون احمللي‪ ،‬وكلفة الربط على الشبكة‪،‬‬
‫ومستوى النضج الفين للتكنولوجيا املستخدمة‪ ،‬ونسبة هامش الربح املطلوب حتقيقها‪ ،‬وعامل املنافسة والكفاءة‬
‫السياسية و اإلدارية ‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تقديرات فرص العمل يف مشاريع الطاقة املتجددة‪.‬‬
‫تؤمن مشاريع الطاقة املتجددة فرص عمل جديدة للعاملني املؤهلني أتهيال تقنيا عامليا‪ ،‬فالقطاع يقدم على‬
‫حنو متسارع فرص عمل عالية التخصص‪ ،‬أكثر بكثري من قطاع الطاقة التقليدي كثيف رأس املال‪.‬‬
‫وتشري أحدث تقديرات العمالة يف قطاع الطاقة املتجددة‪ ،‬ابستثناء الطاقة املولدة من حمطات التوليد الكبرية‬
‫اليت تعمل ابلطاقة املائية‪ ،‬إىل أن حوايل ‪ 9.8‬ماليني شخص يف عام ‪ 2016‬كانوا يعملون مباشرة وغري مباشرة يف‬
‫القطاع يف مجيع أحناء العامل‪ ،‬والشكل رقم ‪ 14‬يوضح ذلك‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)14‬تقديرات عدد الوظائف يف جمال الطاقة املتجددة لسنة ‪.2016‬‬
‫الوحدة‪ :‬الوظائف ابآلالف‪.‬‬

‫‪3500‬‬

‫‪3000‬‬

‫‪2500‬‬

‫‪2000‬‬

‫‪1500‬‬ ‫‪3095‬‬

‫‪1000‬‬
‫‪1724‬‬ ‫‪1519‬‬
‫‪500‬‬ ‫‪1155‬‬
‫‪828‬‬ ‫‪723‬‬
‫‪333‬‬ ‫‪211‬‬ ‫‪182‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪Source: International Renewable Energy Agency (RENA), Renewable Energy‬‬


‫‪and Jobs – Annual Review, IRENA, Abu Dhabi, 2017, P.7.‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫يتضح من خالل الشكل توزيع الوظائف يف خمتلف قطاعات الطاقات املتجددة‪ ،‬وتعترب الطاقة الشمسية‬
‫الفولط ضوئية أكرب قطاع توظيف من قطاعات الطاقة املتجددة بتوفريها أكثر من ‪ 3‬مليون وظيفة يف مجيع أحناء‬
‫العامل‪ ،‬و يرجع ذلك ملتطلبات أنشطة العمليات والصيانة الكثيفة العمالة مثل تنظيف األلواح الشمسية‪ ،‬و مراقبة‬
‫القدرات الوظيفية للمجمعات الشمسية على مساحة واسعة من األرض‪ ،‬مث أتيت يف املرتبة الثانية قطاع الوقود‬
‫احليوي بتوفريه ألكثر من ‪ 1.72‬مليون وظيفة‪ ،‬وتعد حمطات التوليد الكبرية اليت تعمل ابلطاقة املائية اثلث قطاع‬
‫‪1.15‬‬ ‫من حيث التوظيف خبلق حوايل ‪ 1.52‬مليون وظيفة‪ ،‬وتوفر طاقة الرايح أقل عدد من الوظائف بتوفريها‬
‫مليون وظيفة مقارنة ابلطاقة الشمسية الضوئية والوقود احليوي‪ ،‬ويرجع ذلك إىل أن متطلبات العمالة ال ترتبط‬
‫بشكل مباشر بقدرة مزرعة الرايح‪ ،‬بل بعدد توربينات الرايح‪ ،‬كما أن بزايدة قدرة توربينات الرايح تتحسن كفاءة‬
‫العمالة مما ينتج عنه خلق فرص عمل أقل لكل ميجا واط كهرابئي‪.‬‬
‫وتعترب كل من الصني و اهلند والياابن و بنغالدش‪ ،‬يف قائمة البلدان العشرة األوىل على الصعيد العاملي يف‬
‫إجياد الوظائف‪ ،‬حيث وصلت حصتها من العمالة العاملية يف جمال الطاقة املتجددة إىل ‪ % 60‬يف عام ‪،2015‬‬
‫‪61000‬‬ ‫مقابل ‪ % 51‬يف عام ‪ ، 2013‬وشهدت البلدان األفريقية زايدة أيضا‪ ،‬حيث تشري التقديرات إىل إجياد‬
‫وظيفة يف عام ‪ 2015‬مع بدء تنفيذ عدد من املشاريع اجلديدة‪ ،‬و ظلت الصني حتتل املرتبة األوىل يف التوظيف‬
‫ب ‪ 3.5‬مليون وظيفة‪ ،‬فيما ميثل اخنفاضا طفيفا بنسبة ‪ % 2‬عن العام السابق‪ ،‬حيث أن أكثر من ثلث الوظائف‬
‫املضافة يف جمال قدرة الطاقة املتجددة كانت يف ذلك البلد‪ ،‬و ال يزال اإلحتاد األورويب ككل ميثل اثين أكرب جهة‬
‫موظفة يف جمال الطاقة املتجددة ب ‪ 1.17‬مليون وظيفة‪ ،‬تليه الربازيل و الوالايت املتحدة واهلند‪ .‬من بني بلدان‬
‫اإلحتاد األورويب‪ ،‬توجد ‪ 355000‬وظيفة يف أملانيا وحدها و‪ 170000‬وظيفة يف فرنسا‪ ،‬ومنت العمالة يف قطاع‬
‫الطاقة الشمسية الفولط ضوئية يف الياابن والوالايت املتحدة األمريكية‪ ،‬واستقرت يف الصني‪ ،‬واستمرت يف‬
‫االخنفاض يف اإلحتاد األورويب‪ ،‬وتوجد عمالة الربازيل يف جمال الطاقة املتجددة يف الطاقة األحيائية والطاقة املائية‬
‫الكبرية‪ ،‬بينما يف الصني يعمل ‪ 1.65‬مليون شخص يف قطاع الطاقة الشمسية الفولط ضوئية احمللي ‪. 1‬‬
‫إن قطاع الطاقات املتجددة عموما ومشاريع الطاقة الشمسية خصوصا هلا دور اقتصادي كبري خاصة يف‬
‫خلق واستحداث فرص عمل ومن بني أهم فوائدها ما يلي‪: 2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Ibid. P.P. 7-9 .‬‬
‫‪ .2‬بيتر ميسين ليزلي هنتر‪ ،‬الشرق األوسط وإستراتيجيات الطاقة المتجددة بدائل الطاقة النووية‪ ،‬ترجمة عماد شيحة‪،‬‬
‫المركز العربي للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬ترجمات إستراتيجية‪ ،‬العدد ‪ ،44‬ديسمبر ‪ ،2009‬ص‪.4.‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫‪ -‬إن تبين وتطوير تكنولوجيات الطاقة املتجددة والتقنيات الشمسية انفع جدا لالقتصاد نظرا ملا يتطلبه من‬
‫وظائف عالية التخصص‪ ،‬وتتضمن هذه الوظائف مصنعي النظم‪ ،‬واملزودين واملطورين واملخططني‪ ،‬ومشغلي‬
‫النظم‪ ،‬وعمال اإلنشاء والصيانة واملمولني‪ ،‬ووكالء التأمني‪ ،‬وابئعي التجزئة‪.‬‬
‫‪ -‬يولد اإلنتاج طلبا على قوة العمل احمللية واخلدمات احمللية‪ ،‬كذلك مع اإلنتاج التدرجيي للخالاي الفولط ضوئية‪،‬‬
‫سيكون هنالك استمرارية يف طلب فرص العمل احمللية خالل السنوات القادمة‪.‬‬
‫تشري دراسة من الوالايت املتحدة األمريكية إىل أن برانمج الطاقة املتجددة أضاف ‪ 15‬ألف وظيفة عالية‬
‫التخصص وساهم أبكثر من ‪ 6‬مليون ميغاواط ساعي من الكهرابء يف سنة ‪ ،2015‬أي ما يعادل استهالك‬
‫الكهرابء خالل ساعات الذروة سنواي يف كل من بورتالند ودينفر جمتمعتني‪.‬‬
‫أما يف أملانيا‪ ،‬فقد مت خلق ‪ 150‬ألف فرصة عمل‪ ،‬وحبلول العام ‪ 2020‬ميكن أن يرتفع عدد فرص العمل‬
‫املتوافرة إىل أكثر من ‪ 300‬ألف فرصة عمل‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬سياسات وإسرتاتيجيات تبين اقتصادايت الطاقات املتجددة وآليات متويلها‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬سياسات وتشريعات الطاقة املتجددة عامليا‪.‬‬
‫مع ارتباط تلوث اهلواء مبصادر الطاقة األحفورية وأيضا ابإلنتاج والتصنيع‪ ،‬سلكت الكثري من الدول خطى‬
‫انجحة يف جماالت التقنني والرتشيد اخلاص ابإلنتاج واالستهالك للطاقة وذلك إبدخال أساليب وتكنولوجيات‬
‫كما اختذت‬ ‫نظيفة لإلنتاج‪ ،‬واستخدام األدوات اإلقتصادية احملفزة لرتشيد االستهالك واحلد من التلوث‪.‬‬
‫العديد من الدول عددا من اإلجراءات خلفض أو احلد من االنبعااثت الصادرة عن استخدام املوارد األحفورية‬
‫منها اإلقتصادية (التدخل يف األسعار)‪ ،‬والرشيدية (ترشيد االستخدام)‪ ،‬والتكنولوجية‬
‫(التكنولوجيا النظيفة)‪ ،‬والقانونية (استخدام املعايري والقوانني البيئية) ‪.1‬‬
‫وتشمل القوانني اخلاصة ابلطاقة املتجددة على قوانني خاصة بتنمية وتشجيع الطاقة املتجددة‪ ،‬وعلى قوانني‬
‫خاصة بتحسني كفاءة واستخدام الطاقة‪ ،‬وقوانني خاصة ابلكهرابء حتتوي على نصوص وموارد خاصة ابلطاقة‬
‫املتجددة‪ ،‬وعلى حنو آخر اتفقت السياسات اخلاصة ابلطاقة املتجددة ابلسماح إبنشاء وربط حمطات أو وحدات‬
‫اإلنتاج من الطاقة املتجددة ابلشبكة الكهرابئية التقليدية مع إعطائها أولوية يف االعتماد عليها مقابل املصادر‬
‫األخرى (كلما كانت متاحة)‪ ،‬بشرط‪:‬‬

‫‪ .1‬النجش نجاة‪ ،‬الطاقة والبيئة والتنمية المستديمة‪ :‬آفاق ومستجدات‪ ،‬المعهد العربي للتخطيط‪ ،‬الكويت‪ ،2001 ،‬ص‪،‬‬
‫ص ‪.20 .19‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫‪ – 1‬أن تكون احملطة قد مت الرتخيص هلا كمحطة إلنتاج الكهرابء من الطاقة املتجددة وإعطائها شهادة منشأ‬
‫مبصدر تلك الطاقة‪.‬‬
‫‪ – 2‬أن تستويف احملطة الشروط الفنية اليت تسمح ابلربط ابلشبكة على أن تتحمل احملطة تكلفة التوصيل ألقرب‬
‫نقطة ابلشبكة وتتحمل الشبكة أي توسعات وإضافات يستلزمها ذلك الربط‪.‬‬
‫‪ – 3‬أن هذه املميزات املمنوحة للطاقة املتجددة تسري على الطاقة املنتجة من مصادر اثنوية (املستعادة من‬
‫الطاقة املفقودة) أو وحدات التوليد املشرتك‪.‬‬
‫وقد وردت تلك املبادئ يف القوانني اخلاصة ابلطاقة املتجددة بكل من أملانيا‪ ،‬التشيك‪ ،‬الدامنارك‪ ،‬الصني‪،‬‬
‫األردن‪ ،‬أو قوانني الطاقة لكل من بلغاراي‪ ،‬جنوب إفريقيا‪ ،‬جورجيا أو قوانني الكهرابء لكل من فرنسا‪ ،‬رومانيا‪،‬‬
‫اجملر وكرواتيا‪ ،‬وجيدر ابإلشارة أن هناك دوال مل تضع سياسة لتنمية تطبيقات الطاقة املتجددة ومن مث فقد نص‬
‫القانون اخلاص هبا أن تقوم بوضع سياسة لتنمية وتشجيع الطاقة املتجددة حمليا‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬سياسات تنمية الطلب واإلنتاج‬
‫تنقسم هذه السياسات إىل ثالث سياسات رئيسية ابإلضافة إىل بعض السياسات الداعمة وميكن تلخيصها‬
‫يف الشكل التايل‪:‬‬
‫أوال‪ :‬سياسات رئيسية‪ :‬منها السياسات التسعريية وسياسة األهداف الكمية‬
‫أ‪ .‬سياسات تسعريية ‪ :‬ويقصد هبا أن تقوم الدولة بتحديد تعريفة لكل وحدة طاقة يتم إنتاجها من مصدر‬
‫متجدد‪ ،‬و هذه التعريفة تكون مرتفعة عن تلك املمنوحة للطاقة املنتجة من املصادر التقليدية وتضمن حتقيق‬
‫عائد مناسب للمستثمرين يف إنتاج الطاقة املتجددة‪ ،‬وعادة ما يكون هناك تعريفة لكل نوع من أنواع الطاقة‬
‫املتجددة كأن تكون هناك تعريفة للكهرابء املولدة من الرايح أو الشمس أو الطاقة اجلوفية‪ ،‬ويتم تغطية تكلفة‬
‫املصادر املتجددة من خالل وسيلتني‪ ،‬األوىل‪ :‬مباشرة وهي أن يسددها املستهلك النهائي‪ ،‬والثانية غري‬
‫مباشرة عن طريق إعفاءات ضريبية على املشروع أو فرض ضرائب ورسوم على الطاقة التقليدية لصاحل الطاقة‬
‫املتجددة‪ ،‬وق د ختتلف قيمة التعريفة على حسب سعة احملطة ومكاهنا ففي حالة الرايح تتغري التعريفة حسب‬
‫طبيعة املوقع‪ ،‬مبعىن منح تعريفة أعلى لألماكن ذات سرعة الرايح األقل من املوقع القياسي احملدد ابلقانون‪،‬‬
‫وقد تبنت دول عديدة هذه السياسة مثل ‪ :‬أملانيا وفرنسا وإسبانيا ومجهورية التشيك ومؤخرا الصني‪ ،‬ويعترب‬
‫القانون األملاين للطاقة املتجددة هو أول قانون تبىن هذا االجتاه حيث منح تعريفة متميزة للطاقة املتجددة‬
‫وتكون تلك التعريفة مضمونة ملدة عشرين عاما ويتم ختفيضها سوى بنسبة ‪ % 1‬سنواي ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫ب‪ .‬سياسات األهداف الكمية‪ :‬وتنقسم إىل سياسة احلصص امللزمة أو الشهادات ‪ Quota‬وسياسة املناقصة‬
‫العامة التنافسية‪.‬‬
‫‪ -‬سياسة احلصص امللزمة‪ :‬تعرف هذه السياسة ابسم سياسة " الكوات " حيث تفرض الدولة من خالل القانون‬
‫على شركات اإلمداد ابلطاقة الكهرابئية أو على املستهلكني إنتاج أو استهالك نسبة أو كمية حمددة من الطاقة‬
‫الكهرابئية ذات املصدر املتجدد‪ ،‬ويتم فرض عقوابت على الشركات اليت تفشل يف حتقيق تلك النسبة املستهدفة‪.‬‬
‫أما م ن انحية تسعري قيمة الطاقة املنتجة من املصادر املتجددة فترتك لطبيعة العرض والطلب أخذا يف االعتبار‬
‫ضرورة قيام مجيع األطراف ابلوفاء ابلتزاماهتا‪ ،‬وابلتايل فإن هذه السياسة تعرف أحياان بسياسة القدرة احملددة‬
‫والسعر التنافسي وهتدف إىل خفض أسعار الطاقة من املصادر املتجددة نتيجة للمنافسة‪ ،‬وقد مت تطوير هذا‬
‫النظام يف دول عديدة ليتضمن جتارة الشهادات اخلضراء ‪ Traçable Green Certificates‬حيث يتم إصدار‬
‫شهادات متثل آلية لتتبع وتسجيل اإلنتاج من الطاقة املتجددة‪ ،‬وهذه الشهادات ميكن استخدامها إلثبات التوافق‬
‫مع متطلبات نظام احلصص امللزمة أو ببيعها للمستهلك النهائي يف سوق تطوعي لتجارة الطاقة النظيفة‪ ،‬وهناك‬
‫عدة دول لديها أهداف قومية للحصص مت سنها اعتبارا من عام ‪ ،2001‬وهي أسرتاليا و اململكة املتحدة والياابن‬
‫والسويد وبولندا وإيطاليا وبلجيكا واجملر‪ ،‬ويتم التوسع يف هذه األنظمة حاليا على مستوى ‪ 32‬والية ومقاطعة يف‬
‫الوالايت املتحدة األمريكية وكندا واهلند اعتبارا من عام ‪. 2003‬‬
‫‪ -‬سياسة املناقصات العامة التنافسية ‪ :‬يدعى املستثمرون إلقامة مشاريع اإلمداد ابلكهرابء من مصادر متجددة‬
‫خالل فرتة معينة وبقدرات حمددة من خالل مناقصة‪ ،‬ويتم اختيار العقود ذات أقل تكلفة إنتاج وتكون شبكات‬
‫الكهرابء ملزمة ابلشراء من تلك احملطات بناءا على األسعار اليت مت التوصل إليها من خالل تلك املناقصات‬
‫واملدد الزمنية اليت مت االتفاق عليها طبقا للمناقصة‪ ،‬وقد بدأ تبين هذه األنظمة يف اململكة املتحدة يف التسعينات‬
‫و يتم تطبيقها حاليا يف ستة دول هي كندا والصني وفرنسا واهلند وبولندا والوالايت املتحدة بينما بدأت إيرلندا‬
‫به وحتولت مؤخرا إىل نظام التعري فات‪ ،‬كما تلجأ إليه شركات الكهرابء يف العديد من الدول للوفاء حبصصها‬
‫املستهدفة طبقا لنظام احلصص امللزمة ‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬سياسات مكملة‪ :‬هناك العديد من السياسات املكملة للسياسات الرئيسية السابقة منها‪:‬‬
‫‪ -‬ترتيبات متويلية يف شكل اتفاق بني جمموعة من الدول تتضمن تقدمي منح وقروض ميسرة سواء للمستثمر أو‬
‫للمستهلك وكذلك آليات خلفض خماطر التمويل من خالل الضماانت احلكومية‪ ،‬أو رد جزء من التمويل‪ ،‬أو‬
‫من خالل الشراء من املنتجني أبسعار أعلى تشجيعا للصناعة‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫‪ -‬مميزات ضريبية ومجركية تتضمن إعفاءات أو ختفيضات ضريبية ملدد حمددة سواء على مستوى استثمارات‬
‫املشاريع أو على مستوى املستهلك هبدف تقدمي احلافز الضرييب على اإلنتاج ‪Production Tax Credit‬‬
‫حيث مينح منتجي الكهرابء من مصادر متجددة فوائد ضريبية على إنتاجهم‪ ،‬وهي عادة ما توضع كنسبة من‬
‫سعر الكيلووات ‪ /‬ساعة املنتج عن طريق خصم يف الضرائب املستحقة على األنشطة األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬ترتيبات تنظيمية وإدارية منها توقيع عقود طويلة املدى لشراء الطاقة‪ ،‬وتسهيالت للربط ابلشبكة وتقدمي‬
‫أولوايت ابملواقع املختارة للمشروعات طبقا حلصر املصادر‪.‬‬
‫‪ -‬سياسة املميزات الضريبية ‪ Tax Credit‬اليت يتم من خالهلا تشجيع إنتاج الكهرابء من الطاقة املتجددة‬
‫عن طريق منح الشركات اليت تقوم ابالستثمار يف الطاقة املتجددة عن طريق خصم يف الضرائب املستحقة على‬
‫أنشطتها األخرى‪ ،‬و قد مت استخدام هذه السياسة كسياسة مكملة لسياسة اإللزام يف الوالايت املتحدة األمريكية‪،‬‬
‫و تتميز تلك السياسة أبهنا تدعم بشكل جيد سياسة اإللزام حيث تؤدي إىل زايدة االستثمارات‪ ،‬إال أنه يعيبها‬
‫أهنا قد تتأثر ابلتوجهات السياسية حنو منح إعفاءات ضريبية كما ثبت أهنا ليست داعمة للمنتجني الصغار أو‬
‫املتخصصني يف نشاط الطاقة املتجددة فقط ‪.‬‬
‫‪ -‬املنح الرأمسالية ‪ ،Capital Finance‬وهي نسبة من التكاليف االستثمارية يف مشرتايت وتركيب الطاقة‬
‫املتجددة يتم تغطيتها من آليات متويل حكومية موجهة ملنتجي الكهرابء والطاقة‪.‬‬
‫‪ -‬إعفاءات الرسوم والضرائب ‪ ،Excise Tax Exemption‬وهي عبارة عن سياسات ضريبية إلعفاء‬
‫الطاقة املتجددة من الضرائب متكن من تعويض نسبة من التكلفة املرتفعة الستخدام الطاقة ومبا يزيد من تنافسية‬
‫الطاقة املتجددة مع األنواع األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬الضرائب على الوقود األحفوري ‪ ،Fossil Fuel Taxes‬وهي ضرائب على انبعااثت الكربون أو ضرائب‬
‫على غريه من امللواثت مثل أكاسيد الكربيت أو أكاسيد النرتوجني الناجتة من استخدام الوقود البرتويل‪ ،‬وهي‬
‫تفيد بصورة غري مباشرة الطاقة املتجددة من خالل خفض التكلفة مقارنة ابلوقود البرتويل‪.‬‬
‫‪ -‬املشرتايت احلكومية ‪ Government Purchases‬والتسعري األنظف "األخضر" ‪Green‬‬
‫‪ ،Pricing‬وهي عبارة عن مشرتايت احلكومة ألنظمة الطاقة املتجددة أبسعار أعلى من معدالت السوق مبا‬
‫ميثل حافزا لالستثمارات الصناعية‪ ،‬ومن خالل دفع قيمة إضافية على فاتورة الكهرابء مبا يغطي التكلفة الزائدة‬
‫للطاقة املتجددة‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫الفرع الثاين‪ :‬سياسات تشجيع التصنيع احمللي ودعم استخدام الطاقة املتجددة‬
‫واليت ترتبط ابلدول ذات القدرات الصناعية املناسبة وحجم السوق املناسب مثل الصني واهلند والربازيل‪،‬‬
‫وتشمل سياسات تشجيع التصنيع احمللي ملعدات إنتاج الكهرابء من الطاقة املتجددة‪ ،‬وهذه السياسة ال تتناقض‬
‫مع اشرتاطات منظمة التجارة العاملية حيث مت توصيف سوق الطاقة املتجددة على أنه سوق غري جتاري‪.‬‬
‫واجلدير ابلذكر أن مج يع هذه السياسات ليست على حساب جودة املنتج حيث أن شرط اجلودة البد أن‬
‫يتوافر حتت مجيع الظروف‪ ،‬كما أهنا ال متثل عائقا يف جاذبية السوق لالستثمارات حيث تعتمد تلك اجلاذبية‬
‫على اتساع هذا السوق‪.‬‬
‫كما ينقسم الدعم املقدم لتنمية استخدام الطاقة املتجددة إىل نوعني أوهلما الدعم املقدم ألحباث تطوير‬
‫معدات اإلنتاج من الطاقة املتجددة وكذلك احلصر والقياس وعمليات تنمية مواقع إنتاج الطاقة املتجددة‪ ،‬واثنيهما‬
‫الدعم املقدم لسعر وحدة الطاقة املنتجة من مصدر متجدد‪ ،‬وهذا الدعم خيتلف حسب الدول حيث أن الدول‬
‫اليت ال تدعم أسعار الطاقة ال تقدم مثل هذا الدعم‪ ،‬أما يف حالة الدول اليت تدعم أسعار الطاقة فتقوم احلكومة‬
‫بتقدمي دعم مباشر للمنتج النهائي من الطاقة كما يف حالة الصني حيث تقوم احلكومة بدعم يعادل ‪ 3‬سنتات‬
‫لكل كيلووات ‪ /‬ساعة زايدة عن سعر الكهرابء املنتجة من حمطة تقليدية تعمل ابلفحم اخلايل من الكربيت ‪.1‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬إسرتاتيجيات حتفيز ودعم قطاع الطاقة املتجددة حمليا ودوليا‪.‬‬
‫ختتلف سياسات وآليات تنشيط استخدامات الطاقة من بلد آلخر ففي أملانيا بدأ االهتمام أبحباث تطوير‬
‫الطاقة البديلة يف منتصف السبعينات من خالل مساعدات حكومية لشركات الصناعة األملانية‪ ،‬وقد أنفقت‬
‫أملانيا منذ عام ‪ 1975‬حىت عام ‪ 2000‬حوايل ‪ 215‬مليون دوالر على حبث و تطوير طاقة الرايح‪ ،‬أخذا يف االعتبار‬
‫تفاوت اإلنفاق سنواي‪ ،‬والذي بلغ مداه أوائل الثمانينات لينخفض بعد ذلك لنحو ‪ 6‬مليون دوالر بدءا من العام‬
‫‪ ،1990‬وحاليا يصل إمجايل القدرات املركبة من طاقة الرايح حنو ‪ 23902‬ميغاواط حتتل هبا املركز الثاين عامليا بعد‬
‫الوالايت املتحدة األمريكية‪ ،‬وعلى صعيد آخر‪ ،‬اهتمت احلكومة األملانية إبنتاج الكهرابء من اخلالاي الفولت‬
‫وضوئية‪ ،‬ففي عام ‪ 1990‬بدأت برانمج األلف سطح‪ ،‬وذلك بنشر مسطحات اخلالاي فوق أسطح املنازل لتصل‬
‫هبذا الربانمج إىل حنو ‪ 100000‬سطح منزل يف عام ‪ ،1999‬ولتبلغ قدراهتا املركبة من اخلالاي الفولت وضوئية حنو‬
‫‪ 1135‬ميجاوات بنهاية عام ‪. 2007‬‬
‫وترتكز سياسات االستثمار يف الطاقات املتجددة واإلسرتاتيجيات احملفزة هلذا القطاع على‪:‬‬

‫‪ .1‬الخياط محمد مصطفى محمد‪ ،‬ماجد كرم الدين محمود‪ ،‬سياسات الطاقة المتجددة إقليميا وعالميا‪ ،‬هيئة الطاقة الجديدة‬
‫والمتجددة‪ ،‬منشورات و ازرة الطاقة والكهرباء‪ ،‬مصر‪ ،2009 ،‬ص‪ .‬ص‪.33 ،24 ،‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫‪ -‬ضرورة خلق تالحم يف جمال استخدامات الطاقة املتجددة يف سبيل حتقيق أهداف التنمية اإلقتصادية وحتقيق‬
‫األمن الطاقوي املنشود‪ ،‬وذلك ابالعتماد على الطاقة املتجددة ابعتبارها طاقة مستدامة غري انضبة وصديقة للبيئة‬
‫وضمان إمكانية دمج النظم احلديثة يف أساليب التنمية املستدامة وإسرتاتيجياهتا‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان مسئولية املستثمرين جتاه البيئة من خالل تعزيز قوانني املسئولية االجتماعية والبيئية لالستثمارات القائمة‬
‫واجلديدة يف القطاع‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز برامج تكييف االستثمارات يف جمال الطاقة عموما مبا خيدم الكفاءة االستخدامية للطاقات التقليدية‬
‫وحيفز منو قطاع الطاقات املتجددة ‪. 1‬‬
‫هذا إىل جانب ختصيص جزء من عائدات جتارة الكربون يف تنمية تطبيقات الطاقة النظيفة‪ ،‬واالستثمار يف‬
‫حتسني كفاءة الطاقة‪ ،‬واملساعدة يف تطوير اجليل القادم من مركبات الوقود احليوي والطاقة النظيفة‪ ،‬واالستفادة‬
‫من ابقي هذه العائدات يف تقدمي املنح لألسر ذات الدخل املنخفض واليت قد تتأثر بضرائب الكربون اليت ستفرض‬
‫على الشركات الصناعية وهو ما ميكن أن يؤدي إىل رفع أسعار منتجات هذه الشركات‪ ،‬وعلى املستوى العاملي‬
‫تلجأ الدول الصناعية يف بعض األحيان إىل دعم أسواق الطاقة املتجددة من خالل تنمية استخداماهتا يف الدول‬
‫النامية‪ ،‬وذلك لقاء استمرار تنمية تطوير التكنولوجيات املستخدمة وتقليل الفرتات الزمنية الالزمة الستكمال‬
‫مراحل التطور‪ ،‬وميكن تلخيص مستوايت التعاون بني الدول النامية وتلك الناشئة كما يبينه اجلدول رقم ‪.12‬‬
‫جدول رقم (‪ :)12‬مستوايت وآاثر التعاون بني الدول املتقدمة والنامية يف جمال الطاقة املتجددة‬
‫حجم املشروع‬ ‫موقف الطاقة املنتجة‬ ‫العائد على الدول‬ ‫العائد على الدول‬ ‫نوع الدعم‬
‫املقرتضة‬ ‫املاحنة‬
‫صغري أو متوسط‬ ‫إمكانية تصدير‬ ‫‪ -‬توفري التمويل‪.‬‬ ‫تنمية تكنولوجية‬ ‫قروض متويلية‬
‫الفائض‪.‬‬ ‫‪ -‬إمكانية الربح‪.‬‬
‫كبري‬ ‫تصدير جزئي أو كلي‬ ‫‪ -‬أتمني مصادر‬ ‫دعم تقين‬
‫تنمية تكنولوجية‪.‬‬ ‫الطاقة‪.‬‬
‫‪ -‬مقابل مادي‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬اخلياط حممد مصطفى حممد‪ ،‬حبث عن آليات تنمية متويل مشروعات الطاقة املتجددة يف مصر‪ ،‬حبوث‬
‫مركز إعداد القادة للقطاع احلكومي يف إطار برانمج الرتقي لدرجة مدير عام‪ ،‬هيئة الطاقة اجلديدة واملتجددة‪،‬‬
‫وزارة الكهرابء والطاقة‪ ،‬مصر‪ ،2009 ،‬ص‪.11 .‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. United Nations Conference on Trade and Development, World Investment 2012 Report:‬‬
‫‪Towards a New Generation of Investment Policies, United Nation Publication, Swizerland,‬‬
‫‪2012, P.25 .‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫يوضح اجلدول السابق أنه يف حال توفري الدول املتقدمة الدعم املايل متمثال يف شكل قروض متويلية‬
‫ملشروعات الطاقة املتجددة املقامة يف الدول النامية فإن العائد على الدول املاحنة يتمثل يف ضمان تواصل‬
‫التنمية التكنولوجية ملعدات الطاقة املتجددة‪ ،‬واختزال دورة التطور هلذه املعدات ليزيد االعتماد عليها يف الوفاء‬
‫مبتطلبات الطاقة يف مدة زمنية قصرية‪ ،‬يف حني يعود ذلك ابلنفع على الدول املقرتضة يف توفري األموال الالزمة‬
‫إلنشاء هذه املشاريع مع عدم ضمان الرحبية‪.‬‬
‫وعلى النقيض فإن الدول النامية اليت تستطيع أن توفر التمويل الالزم ملشاريع الطاقة املتجددة وخباصة إذا‬
‫كان من موارد حملية‪ ،‬تستطيع يف الوقت نفسه جذب التكنولوجيات العاملية مما يؤدي إىل تطوير أسواقها وتنميتها‪،‬‬
‫إال أن اجتذاب التكنولوجيات العاملية لالستثمار يف جماالت الطاقة املتجددة‪ ،‬وحتديدا إنشاء املصانع الالزمة‬
‫لتصنيع مكوانت أنظمة إنتاج الطاقة سواء كانت من الرايح أو الشمس أو غريها‪ ،‬ترتبط بشكل كبري ابخلطط‬
‫الوطنية اليت تضعها الدول النامية وتلتزم بتنفيذها ‪. 1‬‬
‫الفرع األول‪ :‬إسرتاتيجيات حتفيز قطاع الطاقة املتجددة حمليا‪.‬‬
‫تعتمد إسرتاتيجية حتفيز االستثمارات يف قطاع الطاقات املتجددة على منهجية معينة ختتلف حبسب نوعية‬
‫األهداف املسطرة ومستوايت التقدم يف هذا اجملال إبستخدام التكنولوجيات واملصادر املناسبة واملتاحة للظروف‬
‫احمللية‪ :‬حيث تعمل الدول حاليا على تقدمي تعديالت أساسية يف سياسات قطاع الطاقة لدعم التغريات املطلوبة‬
‫يف أساليب إنتاج واستهالك الطاقة جلعلها أكثر استدامة‪ ،‬وتتمثل إسرتاتيجيات حتفيز استخدامات وتشجيع‬
‫استثمارات الطاقات املتجددة عموما على النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ – 1‬رفع مستوى الكفاءة اإلقتصادية لقطاع الطاقة وحتسني فرص زايدة عائداته‪ ،‬آخذين يف احلسبان ظروف‬
‫وأحوال كل دولة‪ ،‬وميكن حتقيق ذلك من خالل‪ :‬تشجيع ودفع التكنولوجيات اليت ترفع كفاءة واستدامة عمليات‬
‫إنتاج واستهالك الطاقة‪ ،‬وإتباع هنج إدارة اقتصادية من خالل مراجعة تعريفات الطاقة‪ ،‬وزايدة حجم استثمارات‬
‫القطاعني العام واخلاص يف أنشطة ومشاريع الطاقة‪.‬‬
‫‪ – 2‬توسيع نطاق إمكاانت وصول إمدادات وخدمات الطاقة لكل املستهلكني‪ ،‬على أساس النظم احلديثة‬
‫للطاقة سواء املركزي منها أو الالمركزي وفقا ملا يناسب اجملتمعات والفئات اإلقتصادية املختلفة وخاصة الفئات‬
‫الفقرية‪.‬‬

‫‪ .1‬الخياط محمد مصطفى محمد‪ ،‬بحث عن آليات تنمية تمويل مشروعات الطاقة المتجددة في مصر‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪.12.‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫‪ – 3‬االستجابة لتزايد حجم الطلب املطرد على الطاقة نظرا للنمو االقتصادي واالجتماعي إضافة إىل النمو‬
‫السكاين السريع‪.‬‬
‫‪ – 4‬توسيع نطاق االستثمار يف التكنولوجيات والوقود األكثر نظافة‪ ،‬مبا يف ذلك التحول إىل الغاز الطبيعي‪،‬‬
‫خاصة يف قطاعي توليد الكهرابء والنقل‪ ،‬مع دعم وتطوير الشبكات الداخلية للغاز والكهرابء‪ ،‬ابإلضافة إىل‬
‫حتسني مواصفات الوقود‪ ،‬واالعتماد املتزايد على الوقود األنظف يف قطاع النقل‪ ،‬خاصة الوقود اخلايل من‬
‫الرصاص‪.‬‬
‫‪ – 5‬تعزيز التعاون الدويل واإلقليمي ودون اإلقليمي‪ ،‬يف جمال االستثمار يف مجيع القطاعات الفرعية للطاقة‪،‬‬
‫ومثل هذا التعاون سوف ميكن من االستفادة من تنوع اخلريات والكوادر واملوارد الوطنية ذات الصلة ابلتنمية‬
‫املستدامة واملوجودة يف الدول املتقدمة‪ ،‬وهذا التعاون يتضمن أيضا‪ :‬تكامل ودمج األسواق‪ ،‬وتوسيع نطاق جتارة‬
‫الطاقة عرب احلدود وخباصة من خالل ربط الشبكات الكهرابئية‪ ،‬وشبكات الغاز الطبيعي‪.‬‬
‫‪ – 6‬توسيع نطاق تبادل املعلومات حول البدائل التكنولوجية‪ ،‬وما يرتبط هبا من تكلفة وفرص تطبيق وكذا املوارد‬
‫املالية وإمكاانت وشروط نقل التكنولوجيا ‪.1‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬إسرتاتيجيات حتفيز قطاع الطاقة املتجددة دوليا‬
‫يف إطار الشراكة مع احلكومات واجلهات املاحنة والقطاع اخلاص واجملتمع املدين واجملتمعات احمللية‪ ،‬رمست‬
‫جمموعة البنك الدويل إسرتاتيجية فعالة من خالل األدوات املالية املتمثلة يف الصناديق االستثمارية من خالل‬
‫برامج تصعيد الطاقة املتجددة وتنميتها‪ ،‬حيث قامت إبنشاء جمموعة مشرتكة من بنوك التنمية املتعددة األطراف‬
‫هبدف تقدمي املنح والتمويل بشروط ميسرة للبلدان النامية من أجل التصدي لتحدايت تغري املناخ امللحة‪ ،‬ونذكر‬
‫مليار دوالر‪ ،‬والصندوق‬ ‫‪4.3‬‬ ‫منها صندوق التكنولوجيا النظيفة الذي استثمر فيه البنك الدويل ما قيمته‬
‫اإلسرتاتيجي بشأن املناخ بقيمة ‪ 1.9‬مليار دوالر‪ ،‬كما تعمل اجملموعة على متويل أنشطة ختفيض انبعااثت غاز‬
‫‪2.2‬‬ ‫الكربون من خالل إنشاء ‪ 10‬صناديق لتمويل ختفيض انبعااثت الغازات الدفيئة بقدرة ‪ 200‬مشروع قيمتها‬
‫مليار دوالر‪ ،‬وكذلك من خالل برامج شراكات ختفيض الكربون امللزمة بتوقيعها الدول األعضاء‪ ،‬ومن أمثلة هذه‬
‫السياسات تنفيذ الصندوق ألنظمة اإلدارة والرقابة الذكية على شبكات الكهرابء يف تركيا بغية مساندة قطاع‬

‫‪ . 1‬اللجنة اإلقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا (اإلسكوا)‪ ،‬الطاقة ألغراض التنمية المستدامة في المنطقة العربية‪،‬‬
‫السكرتارية الفنية لمجلس الوزراء العرب المسئولين عن شؤون البيئة‪ ،‬برنامج األمم المتحدة للبيئة ومنظمة األقطار العربية‬
‫المصدرة للبترول‪ ،‬أكتوبر‪ ،2004‬ص‪.57 .‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫توليد الكهرابء بطاقة الرايح على نطاق واسع‪ ،‬من خالل تسخري ما قيمته ‪ 250‬مليون دوالر كمساعدات مالية‬
‫تشجع القطاع اخلاص من خالل خطوط ائتمانية لفائدة البنوك احمللية‪ ،‬إضافة إىل صندوق التكنولوجيا النظيفة‬
‫املقرتح بقيمة ‪ 300‬مليون دوالر والذي يساهم يف تركيز تطبيقات الطاقة الشمسية يف إطار الربانمج اإلقليمي‬
‫لصندوق التكنولوجيا النظيفة مبصر‪ ،‬والذي ساهم يف إنتاج ما سعته ‪ 2500‬ميغاواط من الكهرابء بطاقة الرايح‬
‫متول ستة ممرات عبور سريعة ومخسة طرق سكك حديد خفيفة‪ ،‬كما وافق البنك على برامج صناديق تكنولوجيا‬
‫نظيفة أخرى يف كل من كولومبيا واملغرب وجنوب إفريقيا ومنطقة الشرق األوسط ‪. 1‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬آليات متويل مشاريع الطاقات املتجددة‪.‬‬
‫يعد توفري التمويل الالزم ملشاريع الطاقات املتجددة أحد النقاط الرئيسية الداعمة لنشر تطبيقاهتا‪ ،‬خاصة‬
‫وأهنا تتطلب استثمارات كبرية مقارنة ابلطاقات التقليدية املعتمدة على الوقود األحفوري‪ ،‬ومع حمدودية التمويل‬
‫احمللي يف العديد من الدول هلذه املشاريع‪ ،‬واعتمادها على القروض والتكنولوجيات األجنبية بشروط ملزمة للتطبيق‬
‫تتمثل أقلها يف تعظيم نسبة املكون األجنيب (من ‪ 75‬إىل ‪ )% 85‬يف تلك املشاريع وابلتايل تضائل فرص تنمية‬
‫وتطوير هذه األنظمة حمليا وهو ما ينعكس سلبيا على التصنيع احمللي‪ ،‬كما أنه ال تتوافر لدى البنوك الوطنية‬
‫املعرفة الكاملة عن أنظمة الطاقة املتجددة ومدى األمهية اإلقتصادية والبيئية الستخدام ونشر هذه األنظمة‪ ،‬وهو‬
‫ما جيعل املصارف احمللية حتجم عن متويل هذه املشاريع سواء على املستوى الصغري املتمثل يف تركيب أنظمة‬
‫تسخني مشسي للمياه أو نظم إانرة إبستخدام اخلالاي الفولت وضوئية حيث تصل تكلفة هذه األنظمة من‬
‫تكاليف متوسطة إىل مرتفعة‪ ،‬أو متويل املشاريع الكبرية مثل مشاريع إنتاج الطاقة الكهرابئية يف مزارع الرايح أو‬
‫حمطات املركزات الشمسية وهي مشروعات تتطلب مئات املاليني مبا يعادل الدوالر‪.‬‬
‫وإن االعتماد على املنح واملساعدات املادية األجنبية يف دعم مشاريع الطاقة املتجددة وغريها من املشاريع‬
‫املماثلة برهن تطور قطاعاهتا مبا يتم تقدميه أو جلبه من مساعدات‪ ،‬وهي أمور ال تضمن دفع تطبيقاهتا يف االجتاه‬
‫الذي تريده الدولة‪ ،‬حيث غالبا ما توجه هذه املساعدات لتنمية قطاعات تعتمد بشكل رئيسي على العنصر‬
‫األجنيب سواء يف جانب املكوانت أو اخلربة البشرية‪ ،‬حيث أن ضمان استمرار التنمية يف القطاعات املختلفة‬
‫يتطلب أن يكون التمويل ذايت املصدر يف املقام األول ‪.Auto Financement‬‬

‫‪ .1‬مجموعة البنك الدولي‪ ،‬نحو إستراتيجية جديدة بشأن الطاقة‪ ،‬المشاورات بشأن إستراتيجية الطاقة الخاصة بمجموعة‬
‫البنك الدولي‪ ،‬منشورات مجموعة البنك الدولي باللغة العربية‪ ،2010 ،‬ص‪ ،‬ص ‪.21 ،20‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫وعليه ميكن أن نرجع أسباب صعوبة احلصول على التمويل الالزم ملشاريع الطاقة املتجددة للعديد من‬
‫االعتبارات نذكر منها‪ ،‬تدين الثقة بقطاع الطاقات املتجددة‪ ،‬واخلوف من فشل هذه املشاريع وعدم قدرة‬
‫املستثمرين على الوفاء ابلتزاماهتم البنكية‪ ،‬إضافة إىل ضخامة رؤوس األموال الالزمة لتمويلها وقلة املشاريع املماثلة‬
‫هلا‪ ،‬وضعف السوق وعدم قدرته على تسويق واستخدام منتجات الطاقة املتجددة والنظيفة كأنظمة التسخني‬
‫الشمسي وأنظمة اخلالاي الشمسية وتوربينات الرايح يف ظل منافسة عادلة وغري مؤسسة على نظام الوقود‬
‫األحفوري الطاقة التقليدية ‪.1‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االستثمارات العاملية‬
‫ميثل العرض العاملي من مصادر الطاقة املتجددة حوايل ‪ % 13‬من العرض اإلمجايل للطاقة األولية‪ ،‬و تقدر‬
‫نسبة التقنيات و التكنولوجيات املسوقة حاليا الالقطة للطاقة الشمسية واملولدة للطاقة من الرايح واملياه املستغلة‬
‫للمصادر املتجددة األخرى أقل من ‪ ،% 3‬حيث أنه وحسب تقرير ريو دي جانريو ‪ 20 +‬املنعقد ابلربازيل يف‬
‫الطاقة الشمسية مقارنة ابلطاقة التقليدية بنسبة تقدر ب ‪30000‬‬ ‫جوان ‪ 2012‬فإنه قد مت تراجع كبري يف استخدام‬
‫‪ %‬منذ سنة ‪ ،1992‬وتراجع كبري يف استخدام طاقة الرايح بنسبة ‪ ،% 6000‬وتراجع مقدر ب ‪ % 3500‬من‬
‫طاقة الوقود احليوي يف نظام عرض الطاقة العاملي يف غضون عشرين سنة فقط‪ ،‬وابلرغم من تزايد حصة استخدام‬
‫الديزل احليوي بنسبة ‪ %30000‬ما بني سنوات ‪ 1992‬إىل غاية هناية سنة ‪ ،2009‬مبعدل منو سنوي مقدر ب‬
‫‪ % 60‬حمققا إنتاجا مقدرا ب ‪ 13‬مليون طن مكافئ للبرتول‪ ،‬حيث ارتفع معدل عرض وقود اإليثانول املستخرج‬
‫من احملاصيل الزراعية كزيوت النخل والذرى وقصب السكر يف سوق الوقود التقليدي العاملي‪ ،‬وتعترب الربازيل أول‬
‫دولة تنتج وتصدر وقود اإليثانول مبعدل منو يفوق ال ‪ % 20‬سنواي منذ سنة ‪ 1990‬ليصل إىل حدود ‪ 30‬مليون‬
‫طن مكافئ للبرتول سنة ‪ ،22009‬إال أن آليات حتضري قطاع الطاقة ‪Greening of the Energy‬‬
‫‪ ،Sector‬وإحتواء أسواق الكربون وضمان الفاعلية والكفاءة الطاقوية يعترب قفزة نوعية يف قطاع األعمال‬
‫‪2011‬‬ ‫الدولية‪ ،‬حيث قدر إمجايل االستثمارات العاملية يف جمال توليد الطاقة املتجددة وإنتاج الوقود احليوي سنة‬
‫‪160‬‬ ‫مبا قيمته ‪ 257‬ألف مليون دوالر مقارنة ب ‪ 211‬ألف مليون دوالر سنة ‪ ،2010‬بعدما كانت مقدرة ب‬

‫‪ .1‬الخياط محمد مصطفى محمد‪ ،‬بحث عن آليات تنمية تمويل مشروعات الطاقة المتجددة في مصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪،‬‬
‫ص‪.3 ،2 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. United Nations Environment Programme, Keeping Track of Our Changing Environment:‬‬
‫‪From Rio to Rio + 20 (1992 – 2012), United Nations Environment Programme Publications,‬‬
‫‪Nairobi, 2011, PP, 78,79 .‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫وبعدما سجلت إستثمارات صافية بقيمة ‪ 71‬ألف‬ ‫‪% 32‬‬ ‫بنسبة منو تفوق ال‬ ‫‪2009‬‬ ‫ألف مليون دوالر سنة‬
‫مليون دوالر خالل عام ‪ ،2007‬و بزايدة تقدر بستة أضعاف عن النسبة املسجلة سنة ‪.1 2004‬‬
‫و ألول مرة يف جمال األعمال تعترب الصني والدول النامية أكرب املستثمرين يف اقتصادايت احلجم يف جمال‬
‫الطاقات املتجددة حيث يتم تساوي رأس املال بني الدول النامية واملتقدمة يف جمال االستثمارات يف الطاقة‬
‫املتجددة‪ ،‬و بناءا على هذا مت استثمار ما قيمته ‪ 72‬ألف مليون دوالر يف الدول النامية مقابل ‪ 70‬ألف مليون‬
‫دوالر يف الدول املتقدمة يف جمال الطاقات املتجددة‪ ،‬حيث تتمثل هذه االستثمارات اجلديدة يف الدول النامية‬
‫ربع االستثمارات اإلمجالية يف الدول املتقدمة‪ ،‬و تعترب الصني الدولة الرائدة يف جمال اقتصادايت الطاقة املتجددة‬
‫حيث مت متويل ما قيمته ‪ 48.9‬ألف مليون دوالر من االستثمارات اجلديدة يف اجملال بنسبة منو مقدرة أبكثر من‬
‫‪ % 28‬سنة ‪ ،2010‬و قد حققت العديد من الدول البارزة األخرى إستثمارات مهمة يف القطاع حيث مت توظيف‬
‫‪5‬‬ ‫ألف مليون دوالر يف أمريكا اجلنوبية والوسطى ابرتفاع مقدر ب ‪ ،% 39‬وقد مت استثمار‬ ‫‪13.1‬‬ ‫ما مقداره‬
‫آالف مليون دوالر فقط يف كل من الشرق األوسط وأفريقيا ويعرب هذا املبلغ الزهيد مقارنة ابلدول األخرى عن‬
‫ارتفاع مقدر ب ‪ %104‬سنة ‪ ،2011‬وقدرت االستثمارات اجلديدة يف اهلند ب ‪ 3.8‬آالف مليون دوالر ابرتفاع‬
‫مقدر ب ‪ % 25‬ومنت االستثمارات يف دول آسيا النامية األخرى ماعدا الصني واهلند بنسبة ‪ % 31‬من نفس‬
‫السنة‪.‬‬
‫دولة املوقعة على اتفاقية األمم املتحدة اإلطارية بشأن تغري املناخ املنعقدة بديراين‬ ‫‪195‬‬ ‫وقد وافقت ال‬
‫ابلربازيل يف جوان ‪ ،2012‬على تقرير املالمح الكربى‬ ‫‪20‬‬ ‫‪ Derban‬جبنوب أفريقيا واملتبوعة بقيمة ريو ‪+‬‬
‫للتسريع من وترية التحول إىل نظام اقتصادي عاملي منخفض الكربون ومعتمد ابلدرجة األوىل على مصادر الطاقة‬
‫اجلديدة واملتجددة يف سبيل حتقيق التنمية املستدامة والقضاء على الفقر ‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Ibid, P.80 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. United Nations Environment Programme, Global Trends in Renewable Energy‬‬
‫‪Investment, Frankfurt School, UNEP Collaborating Centre for Climate & Sustainable‬‬
‫‪Energy Finance, Frankfurt, July 2011, P.2 .‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫الفرع الثاين‪ :‬إستثمارات القطاع احلكومي‪.‬‬


‫تشري العديد من تقارير املراجعات السنوية الجتاه االستثمارات يف الدول النامية يف جمال الطاقات األحفورية‬
‫( النفط و الغاز الطبيعي) تراجعا واضحا يف حجم االستثمارات الرأمسالية احملتملة بنسبة تقرب من ‪ % 15‬لتصل‬
‫إىل ‪ 470‬مليار دوالر يف قطاع احملروقات‪ ،‬وابلرغم من تقلص اآلفاق املستقبلية لالستثمارات يف املصادر التقليدية‬
‫و إمكانية تراجع الطلب عليها ولو بنسب طفيفة ‪ ،1‬إال أن هذا الرتاجع ما يعكس إال منوا مبشرا يف القطاع‬
‫البديل‪ ،‬و ألن املشاريع الضخمة والباهظة يف جمال الطاقات املتجددة تستلزم متويال اثبتا ودعما فنيا وماداي يف‬
‫نفس الوقت كان من الضروري االعتماد على اإلنفاق احلكومي من أجل متويل االستثمارات اخلضراء واليت تكون‬
‫يف غالب األحيان حمفوفة ابملخاطر وغري مضمونة كليا‪ ،‬ففي حني مطالبة وكالة الطاقة العاملية يف تقريرها األخري‬
‫بزايدة االستثمار يف قطاع الطاقات املتجددة إىل الضعفني حبلول عام ‪ ،2020‬ميكن لآلليات التنظيمية وآليات‬
‫التمويل احلكومية أن تعمل كقاعدة لتشجيع استخدام تكنولوجيات نظيفة للوقود األحفوري‪ ،‬كما ميكن للدول‬
‫الصناعية املتقدمة والدول النامية أن تتعاون وتعمل سواي لقيادة ودفع االبتكارات واألسواق حنو تكنولوجيات‬
‫أكثر نظافة للوقود األحفوري من خالل االعتماد على مبادئ التعاون والشراكة يف اجملال‪ ،‬وميثل تنفيذ آليات‬
‫"بروتوكول كيوتو"‪ ،‬ومنها آلية التنمية النظيفة (‪ )CDM‬دافعا هاما لقيادة الصناعة املتجددة‪ ،‬إذ أنه ميكن للدول‬
‫النامية أن حترز من خالهلا تقدما ملموسا حنو بلوغ أهداف التنمية اإلقتصادية املستدامة مع خفض انبعااثت‬
‫غازات الكربون الدفيئة من خالل حتقيق قفزة تكنولوجية كبرية حنو تطبيق التكنولوجيات املتقدمة للطاقة‬
‫األحفورية‪ ،‬وكذلك من خالل توليد إستثمارات جديدة يف جمال الطاقات املتجددة ‪.2‬‬
‫ويعترب القطاع احلكومي مهما يف جمال تنظيم االستثمارات واملمول األول لتكنولوجيات الطاقة النظيفة من‬
‫خالل دعمه ملراكز البحث والتطوير إىل جانب فرضه للعديد من السياسات اإلقتصادية والضريبية يف القطاع‬
‫وهذا من أجل ضمان شفافية تسيريه‪ ،‬ومن اجلدير ابلذكر أيضا أن تسخري األموال العامة يف مشاريع االستثمار‬
‫يف الطاقات املتج ددة من شأنه ضمان توظيف آمن ومستدام للمال العام بكفاءة تعادل مخسة أضعاف ما يتم‬
‫إنفاقه على قطاع الطاقات التقليدية‪ ،‬إضافة إىل أنه من الضروري على احلكومات تشجيع قطاع الطاقات املتجددة‬
‫ألنه يعترب من األقطاب اإلسرتاتيجية اليت تسمح بتحقيق األهداف التنموية للبلد ومقاومة مشاكل االحتباس‬

‫‪ .1‬عيساوي علي‪ ،‬آفاق االستثمار في قطاع الطاقة العربي في منظور متحول‪ :‬تقييم أبيكوب‪ ،‬مجلة النفط والتعاون العربي‪،‬‬
‫المجلد السادس والثالثون‪ ،‬العدد ‪ ،134‬صيف ‪ ،2010‬ص‪.18.‬‬
‫‪ .2‬اللجنة اإلقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا (اإلسكوا)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.9 .‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫احلراري وضمان إمدادات آمنة ومستدامة من الطاقة‪ ،‬واملسامهة يف خلق فرص عمل خضراء ودائمة من خالل‬
‫تشجيع الصناعات احمللية يف جمال الطاقات املتجددة‪ ،‬ورفع مستوايت املعيشة والقضاء على الفقر يف األوساط‬
‫النائية‪ ،‬وتقليل االعتماد على النفط والغاز والعمل على نقل التكنولوجيات اجلديدة واستخدامها حمليا ‪.1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬إستثمارات القطاع اخلاص يف الطاقة املتجددة‪.‬‬
‫يعتمد عائد االستثمار يف جمال الطاقة على مدى جناعة مشاريعها ومردوديتها اإلقتصادية ومدى تنافسيتها‬
‫وطرق متويل تكنولوجيات استخدامها‪ ،‬إضافة العتبارات أخرى نوعية وفنية متعلقة بدورة حياة املنتوج وفرتة‬
‫اسرتداد رأس املال وقدرة التنافس مع التكنولوجيات والبدائل املغايرة‪ ،‬فمثال تعترب الكهرابء املولدة عن طريق‬
‫سخاانت الفحم احلجري وابلطرق التقليدية وبتكاليف أقل املنافس األكرب واملعيق لتقنيات توليد الكهرابء ابأللواح‬
‫الفولت وضوئية‪ ،‬و ابلرغم من أن تكلفة الكيلووات من الكهرابء الناتج عن حرق الفحم احلجري أقل من تكلفة‬
‫‪67‬‬ ‫الكيلووات الناتج عن توربينات الرايح حيث يقدر هذا األخري ب ‪ 69‬دوالر للكيلووات الواحد مقارنة ب‬
‫دوالر للكيلووات الواحد ابلنسبة للفحم فإن من شأن اقتصادايت احلجم العمل على ختفيض هذه التكاليف إىل‬
‫أدىن املستوايت‪ ،‬غري أن مسألة فاقد الطاقة املتعلقة بنقلها ملسافات أطول من شأنه أن يعرقل منو اقتصادايت‬
‫توربينات الرايح و غريها من األشكال األخرى و اليت تستلزم دعما خاصا من القطاع احلكومي خاصة فيما‬
‫خيص إنتاج الطاقة الكهرابئية ‪ .2‬كما أن االستثمار اخلاص يف هذا اجملال يتخذ اجتاهني حيث ميكن أن يهتم‬
‫ابلتوعية البيئية و تصحيح املفاهيم لدى املستهلكني وهو ما تقوم به املنظمات غري احلكومية – ‪Non‬‬
‫‪ Governmental Organisation‬واجلمعيات املتخصصة ويرتكز دورها يف إعداد ورش عمل مع‬
‫اجلهات املسئولة عن توعية اجلماهري يف املدن والقرى واملدارس واملناطق الريفية والتجمعات النائية‪ ،‬حيث يكون‬
‫القطاع اخلاص أهم مستثمر يف مثل هذه احلمالت اليت تتضمن إقامة مناذج رايدية ‪ Pilot Plant‬لتطبيقات‬
‫الطاق ة املتجددة‪ ،‬مثل إنشاء نظم السخاانت الشمسية للمياه ببعض مناطق اخلدمات كمراكز جتمع الشباب‬
‫والنوادي الرايضية ووحدات الصحة‪ ،‬وإنتاج غاز امليثان من املخلفات الزراعية و احليوانية ابلتخمر الالهوائي يف‬
‫املناطق الريفية و تدريب الفالحني على استخدام مثل هذه النظم‪ ،‬أما اجلانب الثاين فيشمل اجملاالت التجارية‬

‫‪1‬‬
‫‪. Camen Becerril, Energy Business Council, The Journal of the International Energy‬‬
‫‪Agency, Issue No.1, International Energy Agency, Paris, Autumn2011, PP. 31. 32 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. United Nations Environment Programme, Financing Renewable Energy in Developing‬‬
‫‪Countries: Drivers and Barriers for Private Finance in Sub – Saharan Africa, UNEP Finance‬‬
‫‪Initiative, Printed in Switzerland, February 2012, P.25.‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن الطاقوي‬

‫واالستثمارية للقطاع اخلاص يف أنشطة الطاقة املتجددة و عمليات إنتاج وتسويق املعدات الالزمة إلنتاج ونقل‬
‫الطاقة املنتجة من مزارع الرايح أو من الالقطات الشمسية مثال ‪.1‬‬
‫من خالل ما ورد يف هذا الفصل يتضح جليا أبن الطلب على الطاقات املتجددة يف ارتفاع متزايد نتيجة‬
‫عدة عوامل منها إمكانيات العامل املتاحة من هذه املصادر‪ ،‬واالرتفاع املطرد للنمو االقتصادي خاصة يف الدول‬
‫النامية‪ ،‬إضافة للعديد من التأثريات األيكولوجية وانعكاساهتا على الطلب على الطاقات التقليدية‪ ،‬والنمو‬
‫الدميغرايف املتزايد والتطور التكنولوجي اهلائل‪ ،‬وتوضح لنا أنه ميكن اعتماد سياسات وإسرتاتيجيات انجعة‬
‫لالستثمار واالعتماد على الطاقات املتجددة ضمن منظومة اإلمداد الطاقوي املستقبلية‪ ،‬وذلك من خالل اعتماد‬
‫حزمة من اإلجراءا ت والتدابري املؤسساتية والتشريعية واليت تستدعي تكاتف وتضافر جهود دول الشمال ودول‬
‫اجلنوب يف سبيل ضمان أمن اإلمداد الطاقوي مستقبال لتعزيز األمن الطاقوي‪ ،‬وإحالل الطاقات املتجددة غري‬
‫الناضبة حمل الطاقات التقليدية اآليلة للنضوب‪ ،‬واحلفاظ على املوروث البيئي وحتقيق الرفاهية االجتماعية‪.‬‬

‫‪ .1‬الخياط محمد مصطفى محمد‪ ،‬بحث عن آليات تنمية تمويل مشروعات الطاقة المتجددة في مصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫ص‪. 6 ، 5 .‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫خطة الفصل الثالث‪:‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫املبحث األول‪ :‬األمن الطاقوي يف اإلسرتاتيجية الصينية‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬املفهوم الصيين ألمن الطاقة‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬مرتكزات إسرتاتيجية الصني ألمن الطاقة‬

‫املبحث الثاين‪ :‬جتربة الصني يف جمال الطاقات املتجددة‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬ختفيض نسبة الفحم من املزيج الطاقوي‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬االستثمار يف الطاقات املتجددة يف الصني‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬تكنولوجيات الطاقة املتجددة يف الصني ‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬أسواق وآفاق استثمارات الطاقة املتجددة عامليا‬

‫املطلب األول‪ :‬توقعات الطلب املستقبلي وعرض الطاقة املتجددة‬

‫املطلب الثاين‪ :‬آفاق قطاع الطاقات املتجددة عامليا‬

‫‪73‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫ميثل األمن الطاقوي إحدى أهم وأبرز املسائل احليوية املرتبطة ابلسياسة العليا للصني‪ ،‬ويعترب أولوية األولوايت‬
‫حيث أصبح يشكل هدفا جوهراي مرتبطا ابألمن القومي يف األجندة اإلقتصادية والسياسية للصني يف القرن‬
‫الواحد والعشرين‪ .‬فمصادر الطاقة هي احملرك الذي يكفل استمرار النمو االقتصادي‪ ،‬وابلتايل حتقيق االستقرار‬
‫اإلجتماعي والسياسي يف الصني‪ ،‬فضال عن حتقيق الصني طموحاهتا املستقبلية يف الرايدة العاملية عرب بوابة‬
‫اإلقتصاد‪.‬‬
‫وسعيا منها لتحقيق أمنها الطاقوي‪ ،‬مل تكتفي الصني فقط ابالعتماد على ضمان وتعزيز إمدادات الطاقات‬
‫األحفورية‪ ،‬وإمنا توجهت أيضا إىل ابالعتماد الرتكيز على الطاقات املتجددة والصديقة للبيئة‪ ،‬وذلك بتشجيع‬
‫استرياد تكنولوجياهتا وبتحفيز االستثمار فيها‪ ،‬وخاصة طاقة الرايح والطاقة الشمسية‪ ،‬ولذلك يتوجب على الصني‬
‫إذا أرادت حتقيق توجه أمثل حنو الطاقات املتجددة استحداث آليات أكثر لتحفيز االبتكار يف جمال تكنولوجيا‬
‫الطاقات املتجددة‪ ،‬وزايدة االستثمار فيها لتعزيز أمنها الطاقوي الذي تصبو إليه‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬األمن الطاقوي يف اإلسرتاتيجية الصينية‪.‬‬
‫إن متيز ميزان الطاقة يف الصني ابالختالل بني العرض والطلب لصاحل الطلب املتنامي واملطرد على الطاقة‪ ،‬جيعل‬
‫صناع القرار الصينيني أمام حتدي كبري يتمثل يف العمل على موازنة الوضعية الطاقوية بتقليص الفجوة يف ميزان‬
‫العرض والطلب على الطاقة قدر اإلمكان‪ ،‬وضمان تلبية االحتياجات الطاقوية املتنامية لألمة الصينية‪ ،‬وترتبط‬
‫آليات االستجابة هلذا التحدي هنا مبدى كفاءة وفاعلية اإلسرتاتيجية املوضوعة من الساسة واملختصني يف بكني‬
‫لتحقيق وتعزيز أمن الطاقة‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬املفهوم الصيين ألمن الطاقة‪.‬‬
‫تعترب الطاقة قضية إسرتاتيجية رئيسية للتنمية اإلقتصادية واالستقرار اإلجتماعي واألمن القومي يف الصني‪ ،‬لذلك‬
‫تنظر بكني ألي نقص يف الطاقة على أنه أحد التهديدات الكربى احملتملة هلا‪ ،‬وهي تواجه مجلة من التحدايت‬
‫سوآءا كانت داخلية بسبب النمو االقتصادي السريع‪ ،‬أو خارجية بسبب البيئة الدولية املتغرية وغري املستقرة ‪.1‬‬
‫ولكن يف الصني كما يف الدول األخرى‪ ،‬أمن الطاقة مصطلح يستعمل غالبا ولكن من دون تعريف دقيق له‬
‫وحتول الصني سنة ‪ 1993‬إىل مستورد للنفط طرح مصطلح أمن الطاقة يف احلوارات الصينية حول الطاقة‪ ،‬ولكن‬
‫مع تضاعف الواردات الصينية من النفط وفاتورة استرياده عام ‪ 2000‬أصبح أمن الطاقة مصطلحا سائدا يف‬

‫‪1‬‬
‫‪. Xuecheng Liu, China is Energy Security and Its Grand Strategy the Stanley foundation‬‬
‫‪policy analysis briefs, September 2006.p.4.‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫احلوارات العامة الصينية‪ ،‬ويف دراسة قامت هبا " أخبار الصني اإلقتصادية " التابعة ملكتبة بنك املعلومات الصيين‬
‫حول ورود مصطلح أمن الطاقة يف خمتلف الدورايت اتضح أن هذا املصطلح قد ظهر يف ‪ 41‬منشورة فقط ما بني‬
‫عامي ‪ ،1999 – 1994‬ولكن ظهرت ‪ 1150‬من املنشورات ما بني عامي ‪ ،2005 – 2000‬غري أن تكرار‬
‫استعمال هذا املصطلح مل يرافقه حتديد واضح للمقصود به من طرف احملللني الصينيني ‪.1‬‬
‫وابعتبارها دولة مستهلكة للطاقة وذات عدد كبري من السكان‪ ،‬ابإلضافة القتصادها سريع النمو‪ ،‬ولسعيها‬
‫لتكون ضمن القوى الكربى عامليا‪ ،‬فإن للصني تصورها اخلاص ألمن الطاقة انطالقا من خصوصياهتا اليت متيزها‬
‫عن غريها من الدول‪.‬‬
‫فقد أدى العجز املسجل يف إنتاج النفط يف الصني مقابل زايدة الطلب عليه إىل جعله حمور سياسة أمن الطاقة‬
‫الصينية‪ ،‬وتبىن رؤية الدارسني الصينيني ألمن الطاقة يف بلدهم على منظورين‪:‬‬
‫‪ -‬املنظور األول ‪ :‬و ميثل املنظور الواقعي الذي يؤكد على أن املوارد النفطية تتجه ألن تكون اندرة‪ ،‬وأمن النفط‬
‫يرتبط بكون إمدادات النفط املطلوبة من األسواق العاملية متوفرة بشكل كاف ويف أي وقت وابألسعار العادية‪،‬‬
‫والعالقة بني أمن الطاقة واألمن القومي من وجهة نظر الواقعية السياسية هي مسألة ربح وخسارة‪ ،‬فأي دولة‬
‫مهيمنة عسكراي ال أتمل يف رؤية دولة من احملتمل أن تكون متحدية هلا عسكراي ذات مصادر طاقة أكرب‪ ،‬لكون‬
‫الطاقة املصدر احلرج ألي حالة عداوة حمتملة ملسامهتها يف زايدة القدرات العسكرية‪ ،‬واحلفاظ على تفوق عسكري‬
‫مهم جدا يف هذه احلالة للسماح مبراقبة استهالك الطاقة يف الدولة املتحدية‪ ،‬وأثناء النزاعات أحد أكثر الطرق‬
‫فاعلية هلزمية اخلصم تتمثل يف قطع موارده الطاقوية وخطوط إمداداته‪ ،‬وهذا الفهم ألمن الطاقة يقتضي حتقيق‬
‫اكتفاء ذايت من الطاقة‪ ،‬أو على األقل تنويع مصادر اإلمدادات‪ ،‬ووضع احتياطيات إسرتاتيجية ملواجهة أي‬
‫انقطاع مفاجئ يف التموين ‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Erica S, Downs Energy Security Series; China. The Brookings Foreign policy studies,‬‬
‫‪Brookings institution, December 2006.p.13.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. Zhang Jianxin,” Oil Security Reshapes China is Foreign Policy “. Working Paper, no .9‬‬
‫‪Center on China is Transnational Relation. The Hong kong University of Science and‬‬
‫‪Technology, 2006.P.02.‬‬

‫‪75‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫املنظور الواقعي يعاجل أمن الطاقة كمسألة إسرتاتيجية لكوهنا تتطلب التنافس على مراقبة املصادر اإلسرتاتيجية‬
‫للموارد الطاقوية‪ ،‬ويتحول النفط هنا إىل سلعة اندرة ومثينة ومركزة جغرافيا‪ ،‬وميكن أن تستخدم كسالح للضغط‬
‫يف الساحة العاملية ‪.1‬‬
‫فالنفط مل يعد جمرد منتج اقتصادي عادي‪ ،‬بل حتول إىل منتج سياسي ومادة إسرتاتيجية‪ ،‬وخلف التنافس على‬
‫النفط جند التنافس بني الشركات النفطية الكربى‪ ،‬وخلف ذلك جند التنافس يزداد حدة بني الدول املنتجة الرئيسية‬
‫والدول املستهلكة ‪.2‬‬
‫‪ -‬املنظور الثاين ‪ :‬هو أكثر ليربالية وظهر خالل الثمانينيات يف حتدي واضح للمنظور الواقعي‪ ،‬و ينطلق من أن‬
‫حدوث اكتشافات منتظمة ملواقع نفطية‪ ،‬وتزايد دور الدول املنتجة خارج إطار منظمة األوبك ‪OPEC‬‬
‫وغريها‪ ،‬قلل من األمهية اإلسرتاتيجية للنفط ووجب بذلك النظر إليه كسلعة عادية‪ ،‬وعليه فتدخل احلكومات‬
‫غري مرغوب فيه إال يف حالة حدوث اضطراابت يف السوق‪ ،‬أي عندما ال يتم أخذ معطى خارجي معني بعني‬
‫االعتبار من طرف بىن أو هياكل السوق‪ ،‬ويكون تدخل الدولة هنا مشروعا فقط إذا كان على أساس قواعد‬
‫السوق جبمع املعلومات ونشرها والتعاون الدويل ‪ ...‬إخل‪ ،‬وابلتايل فأمن الطاقة ميكن ضمانه بشكل أفضل من‬
‫طرف األسواق‪ ،‬وأفضل إسرتاتيجية ميكن أن تتبعها أي دولة تكمن يف تقليل احلواجز على التجارة واالستثمارات‬
‫يف اإلنتاج و تقليص تدخلها يف هذا الشأن‪.3‬‬
‫ووفقا هلذا الفهم ألمن الطاقة ميتلك السوق يدا خفية تنظمه‪ ،‬لذلك يعتقد أنصار هذا املنظور أن السوق احلر‬
‫والتكاليف العادية أو املعقولة يضمنان أمن الطاقة‪ ،‬ويعارضون بناء القوة العسكرية كأداة لضمان الدولة ألمنها‬
‫الطاقوي ‪.4‬‬
‫ويذهب أغلب احملللني إىل أن الصني تتبىن مقوالت املنظور الواقعي يف حتديد تصورها ألمن الطاقة‪ ،‬مثل كبري‬
‫املختصني يف شؤون أمن الطاقة "دانييل يرغني" الذي الحظ أن الكثريين يصفون خيارات سياسة الصني الطاقوية‬
‫أبهنا قريبة بشكل كبري للنقص يف املوارد الطاقوية واألمن والتهديد يف سيناريوهات سنوات السبعينيات ‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Christian Constantin,” China is Conception of Energy Security”: Sources and International‬‬
‫‪Impacts. Working Paper No.43.March 2005.P. 01.‬‬
‫‪. Hamayoun Khan, “China is Energy Drive and Diplomacy “International Review: p. 94,‬‬
‫‪2‬‬

‫‪www.siis .org .cn /…/20081217174045S1QX.PDF.‬‬


‫‪3‬‬
‫‪. Christian Constantin, Op, Cit, p.02.‬‬
‫‪4.‬‬ ‫‪Zhang Jianxin, Op. Cit.p. 03.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪. Christian Constantin, Op, Cit, p. 04.‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫ويهدف أمن الطاقة حسب "دانييل يرغني" إىل‪" :‬ضمان إمدادات كافية وموثوقة من الطاقة أبسعار معقولة‪،‬‬
‫وبطرق ال متس ابلقيم واألهداف القومية األساسية"‪ ،‬وهذا يتضمن حسب "إريكا داونز" ‪Erica S.‬‬
‫‪DDowns‬ضماانلسيادة والسري العادي لالقتصاد‪ ،‬وهذا يدخل يف إطار التفكري التقليدي حول أمن الطاقة‬
‫املتمحورة حول مركزية الدولة‪ ،‬وضمان اإلمدادات‪ ،‬والرتكيز على النفط‪ ،‬والسعي احلثيث ملساواة األمن مع‬
‫االكتفاء الذايت‪ ،‬وإطار التفكري حول أمن الطاقة يف الصني يتضمن هذه اخلصائص ‪.1‬‬
‫أما " فيليب أندروز سبيد" (‪ )phillip Andrews - Speed‬فقد جادل أبن احلكومة الصينية تتبىن‬
‫مقاربة إسرتاتيجية ألمنها الطاقوي‪ ،‬ولذلك فهي تفضل الوسائل السياسية على الوسائل اإلقتصادية لضمان أمن‬
‫الدولة الطاقوي ‪.2‬‬
‫غري أنه من اجلدير ابلذكر أن مفهوم الصني ألمن الطاقة عرف تغريات حبسب تغري الظروف داخليا وخارجيا‪،‬‬
‫حيث كان أمن الطاقة الصيين يف عهد "ماو تسي تونغ" و إىل غاية التسعينيات يقوم على فكرة حتقيق "االكتفاء‬
‫الذايت" (‪ ،) Self Suffeciency‬حيث أدى اكتشاف حقول "داكينغ" و "شانغلي" و "لياو" النفطية إىل‬
‫منح الصني االكتفاء الذايت وحىت القدرة التصديرية على مدار ‪ 30‬سنة‪ ،‬و مت إستغالل ذلك يف الدعاية املاوية‬
‫لنجاح سياسة احلزب الشيوعي الصيين‪ ،‬ولكن تناقص مردودية تلك احلقول النفطية الثالث اليت كانت توفر‬
‫نصف احتياجات البالد من النفط اخلام‪ ،‬وعدم النجاح يف توفري مصادر بديلة‪ ،‬مع النمو االقتصادي بوترية‬
‫سريعة يف التسعينيات أدى إىل ظهور أمن الطاقة كقضية اقتصادية مستعجلة (وإىل ضرورة إعادة النظر يف املفهوم‬
‫الصيين ألمن الطاقة الذي كان قائما على االكتفاء الذايت) ‪.3‬‬
‫ويبدو أتثر الصني ابخلربات األجنبية يف وضعها لتصورها اخلاص أبمن الطاقة‪ ،‬وذلك من خالل نصيحة اخلبري‬
‫"شيا ييشان" (‪ )Xia Yi Shan‬ابعتباره أحد الدارسني الصينيني الذين شجعوا بلدهم على االستفادة من‬
‫خربات دول كروسيا والوالايت املتحدة والياابن وذلك ب‪:‬‬
‫‪ -‬تبين سياسة ألمن الطاقة قائمة على األمن القومي والرؤية اإلسرتاتيجية‪.‬‬
‫‪ -‬زايدة االهتمام املوجه من قبل احلكومة ألمن الطاقة‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع النشاطات ما وراء البحار للشركات النفطية الصينية اململوكة للدولة‪.‬‬
‫‪ -‬زايدة تدخل الدولة على الساحة الدولية لصاحل تلك الشركات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Zhang Jianxin, Op. Cit.p. 07.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. Christian Constantin, Op, Cit, p. 04.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪. Ibid, p .06.‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫‪ -‬تبين سياسة التنويع يف مصادر الطاقة من خالل االستثمار يف الطاقات املتجددة لتحقيق األمن الطاقوي‪.‬‬
‫‪ -‬الدخول يف تعاون دويل ثنائي ومتعدد األطراف‪.‬‬
‫‪ -‬بناء احتياطيات إسرتاتيجية ‪. 1‬‬
‫وبناء على ما سبق فقد أصبح احلوار حول أمن الطاقة يف الصني أكثر مشولية‪ ،‬حيث أدى تزايد االرتباط ابخلارج‬
‫إىل جعل النفط النقطة احملورية يف احلوار‪ ،‬مع مالحظة زايدة الرتكيز يف السنوات األخرية على مصادر الطاقة‬
‫األخرى وعلى رأسها الطاقات املتجددة وعلى أتثري العوامل الداخلية على أمن الطاقة‪ ،‬والتطور األهم هو مراجعة‬
‫أو التخلي عن مبدأ االكتفاء الذايت كأساس لتعريف أمن الطاقة يف الصني‪ ،‬إذ أقر املسؤولون واملختصون الصينيون‬
‫أن البالد ستظل مرتبطة ابلنفط املستورد‪ ،‬وانتقل النقاش مما إذا كان جيب على الصني استرياد كميات كبرية من‬
‫النفط أم ال‪ ،‬إىل كيفية التعامل مع املخاطر املتعلقة ابلتبعية للواردات من اخلارج ‪.2‬‬
‫إن حتديد املفهوم الصيين ألمن الطاقة ومن مث وضع اإلسرتاتيجية الالزمة لضمانه‪ ،‬تعترب مسألة معقدة تتداخل‬
‫فيها عدة عوامل‪ ،‬وحتدد "صربينة هووال" (‪ )Sabrina Howell‬مخس متغريات رئيسية مؤثرة يف هذا الصدد‪،‬‬
‫وهي ‪: 3‬‬
‫أوال‪ :‬وقوع الصني بعيدا عن مموليها ابلنفط‪ ،‬ففي عام ‪ 2007‬وفرت كندا واملكسيك ‪ %30‬من واردات الوالايت‬
‫املتحدة األمريكية من النفط‪ ،‬وكال الدولتني حماذيتني هلا وتقعان يف جمال نفوذها‪ ،‬بينما ترتبط الصني بناقالت‬
‫النفط العمالقة اليت تنقله عرب مسافات طويلة وتناور يف مضائق حبرية خطرية لتوفر ‪ %90‬من نفطها املستورد‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬الصني تعاين من افتقارها هلبات جيولوجية‪ ،‬ابمتالكها ملا مقداره ‪ % 1.3‬فقط من جمموع االحتياطيات‬
‫العاملية للنفط‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬منو الطلب بوترية أسرع من العرض الذي أصبح عاجزا عن جماراته‪ ،‬فالصني اثين أكرب مستهلك للطاقة يف‬
‫العامل‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬اعتقاد الصني أن هلا نفوذ حمدود على الساحة العاملية‪ ،‬فرغم مقعدها الدائم يف جملس األمن الدويل‪ ،‬إال‬
‫أن القادة الصينيون يشريون غالبا إىل أن بلدهم عبارة عن دولة انمية‪ ،‬ومل تدخل بعد اندي الثمانية الكبار يف‬
‫العامل (‪.)G8‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. . Zhang Jianxin, Op. Cit. p .03.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. Erica, S. Downs. Energy Security Series; China. OP, Cit, p .14.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪. Sabrina Howell, Jia you (Add Oil): Chinese Energy Security Strategy “In: Gal luft and‬‬
‫‪Anne korin (Editors) p.p.191 ,192.‬‬

‫‪78‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫خامسا‪ :‬احلزب الشيوعي الصيين الذي أيمل يف حتسني ظروف احلياة‪ ،‬ويعتقد أن حتقيق هذا اهلدف يعد حيواي‬
‫لبقاء النظام‪ ،‬ولكن الرفاهية املستهدفة جتلب معها زايدة يف الطلب على الطاقة‪.‬‬
‫كل املعطيات املتوافرة تشري إىل خضوع املفهوم الصيين ألمن الطاقة للمنظور الواقعي القائم على العقالنية بتحقيق‬
‫أكرب قدر من املكاسب أبقل قدر من التكاليف‪ ،‬وذلك من خالل السعي لضمان اإلمدادات الطاقوية املطلوبة‬
‫أبسعار معقولة‪ ،‬واملرجعية الدولية بوضع الدولة كفاعل رئيسي يف ضمان أمن الطاقة‪ ،‬من خالل تسيري قطاع‬
‫الطاقة ووضع إسرتاتيجيات التعامل مع املسألة الطاقوية‪ ،‬وقلة الثقة يف األسواق كمنظم لتجارة الطاقة العاملية‬
‫وتتجلى الرؤية اإلسرتاتيجية ملسألة الطاقة يف اعتبار النفط سلعة إسرتاتيجية وحيوية ترتبط ارتباطا مباشرا ابملصاحل‬
‫العليا للصني وأبمنها القومي‪ ،‬وضرورة استعمال كل الوسائل الالزمة لضمان استمرار تدفق مصادر الطاقة املختلفة‬
‫و على رأسها النفط لتغذية اإلقتصاد املتنامي وتلبية احتياجات أكثر من مليار ونصف املليار نسمة حىت وإن‬
‫لزم األمر اللجوء للقوة العسكرية‪ ،‬مع عدم استبعاد إمكانية التعاون الثنائي ومتعدد األطراف‪ .‬وقد نوه خبري الطاقة‬
‫الصيين "وود الي" إىل أن مسائل الطاقة يف الصني أضحت‪" :‬يف صلب االهتمامات القومية" مما يعين أن أمن‬
‫الطاقة الصينية ليس مهما للنمو االقتصادي واالستقرار اإلجتماعي فحسب‪ ،‬وإمنا له أيضا انعكاسات سياسية‬
‫ودبلوماسية وعسكرية أيضا ‪.1‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬مرتكزات إسرتاتيجية الصني ألمن الطاقة‬
‫لعل من أبرز التحدايت اليت تتجلى عند مناقشة موضوع أمن الطاقة‪ ،‬تتمثل يف إجياد إطار يسمح لصناع القرار‬
‫من حتديد الوضعية الراهنة لرتتيبات الدولة الطاقوية‪ ،‬مث حتليل املخاطر واختاذ اإلجراءات الالزمة لتقومي االختالل‬
‫الذي مت رصده ‪.2‬‬
‫ويتمثل هذا اإلطار يف اإلسرتاتيجية الواجب إتباعها من طرف أي دولة من أجل تقييم وضعها الطاقوي‪،‬‬
‫وتوصيف املخاطر احملتمل أتثريها على أمنها الطاقوي‪ ،‬وإبراز أولوايت وأهداف إسرتاتيجيتها ألمن الطاقة‪ ،‬وحتديد‬
‫اآلليات والوسائل الكفيلة مبواجهة التحدايت املفروضة وتعزيز أمن الدولة الطاقوي‪.‬‬

‫‪ - 1‬تلميذ أحمد‪ " :‬التنافس العالمي على موارد الطاقة «‪ :‬المنظور الهندي في‪ :‬الصين والهند والواليات المتحدة‬
‫األمريكية‪ :‬التنافس على موارد الطاقة‪ ،‬مركز اإلمارات للدراسات والبحوث اإلستراتيجية‪ ،‬أبو ظبي‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ص‪.429.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. kevin D. Stringer. Energy Security; Applying a Portfolio Approach, Baltic Security and‬‬
‫‪Defence Review; Volume 10,2008, P.125.‬‬

‫‪79‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫وهو األمر الذي ينطبق على الصني اليت تشتغل على وضع إسرتاتيجية متكاملة ألمن الطاقة‪ ،‬وقد متكن صناع‬
‫القرار يف الصني من تقييم دقيق وهادف إلمكاانت دولتهم الطاقوية املتاحة‪ ،‬ووضع قائمة ابملخاطر اليت ميكن أن‬
‫تؤثر سلبا على تزويد الصني ابملوارد الطاقوية املطلوبة‪ ،‬واملشاكل اليت تواجه الصني يف اجملال الطاقوي‪ ،‬وكيفية‬
‫تغطية العجز املسجل يف خمتلف مصادر الطاقة ومواجهة التحدايت اآلخذة يف التعاظم‪.‬‬
‫وقد حدد " زانغ بييان " (‪ )Zeng Peiyan‬انئب الوزير األول أمام جملس الشعب الصيين املشاكل‬
‫والتحدايت اليت تواجه قطاع الطاقة الصيين‪ ،‬وقد مت حصرها يف‪:‬‬
‫‪ -‬استمرار الطلب القوي على الطاقة مما وضع ضغطا كبريا على العرض‪.‬‬
‫‪ -‬نقص املوارد مما يؤثر على منو صناعة الطاقة‪.‬‬
‫‪ -‬تركز اإلمدادات حول الفحم مما يؤدي إىل تدهور البيئة‪.‬‬
‫‪ -‬التخلف التكنولوجي الذي يؤثر على كفاءة إمدادات الطاقة‪.‬‬
‫‪ -‬اضطراابت السوق العاملية اليت تؤثر سلبا على اإلمداد الداخلي للطاقة ‪. 1‬‬
‫وترتكز اإلسرتاتيجية الصينية ألمن الطاقة واليت هتدف إىل مواجهة مجلة املشاكل والتحدايت املذكورة يف تقرير‬
‫انئب الوزير األول‪ ،‬على عدد من املرتكزات اليت تنبع من التعريف الصيين ألمن الطاقة املتأثر ابملنظور الواقعي‬
‫وابلتصور التقليدي ألمن الطاقة‪ ،‬وهذا ما جيعل مرتكزات اإلسرتاتيجية الصينية ألمن الطاقة تتمحور حول العناصر‬
‫‪15‬‬ ‫املوضحة يف الشكل رقم‬

‫‪1‬‬
‫‪. Wenham Jiang, Beijing is New Thinking on Energy Security. China Brief, Issue 8,‬‬
‫‪December 2006, p.02.‬‬

‫‪80‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫الشكل رقم ‪ :15‬أهم العناصر املكونة إلسرتاتيجية الصني ألمن الطاقة‬


‫مرتكزات اإلسرتاتيجية الصينية ألمن الطاقة‬

‫التنويع يف مصادر‬ ‫حتسني كفاءة الطاقة‬ ‫معقولية األسعار‬ ‫املوثوقية‬ ‫الوفرة‬


‫اإلمدادات‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب ابالعتماد علة املعطيات املتوفرة‪.‬‬
‫أ – ضمان الوفرة (‪ :)Availability‬ابلنسبة للتخطيط اإلسرتاتيجي ألي دولة يف جمال الطاقة‪ ،‬فإن‬
‫السؤال الذي يطرح هو‪ :‬إىل أي مدى ستظل املوارد الطبيعية متوفرة ? وهذا السؤال يؤثر بقوة على اإلسرتاتيجية‬
‫الصينية ألمن الطاقة ‪.1‬‬
‫فالصني تنظر حبساسية ملسألة وفرة املوارد الطاقوية خدمة لألهداف القومية اليت تسعى لتحقيقها‪ ،‬خصوصا‬
‫وأننا الحظنا االختالل الكبري لصاحل القدر املستهلك من الطاقة يف الصني‪ ،‬مقارنة ابملنتوج الصيين من خمتلف‬
‫مصادر الطاقة الذي أصبح عاجزا عن مواكبة الطلب‪.‬‬
‫ويعترب اتساع الفجوة حاليا بني إنتاج الطاقة املنخفض و االستهالك املتسارع مرشحة للتزايد أكثر فأكثر خالل‬
‫العقدين القادمني‪ ،‬فحسب تقديرات "مكتب معلومات الطاقة" (‪ )EIA‬فاستهالك الصني من الطاقة مرشح‬
‫لالرتفاع من ‪ 5.6‬مليون برميل يوميا عام ‪ 2003‬إىل ‪ 15‬مليون برميل يوميا حبلول عام ‪ ،2030‬أي مبتوسط منو‬
‫سنوي يقدر ب ‪ % 3.8‬سنواي وهو األعلى من نوعه على مستوى العامل‪ ،‬واألمر نفسه ينطبق على الغاز الطبيعي‬
‫الذي يرتقب أن يرتفع خالل نفس الفرتة من ‪ 1.2‬تريليون قدم مكعب إىل ‪ 7‬تريليون قدم مكعب أي مبتوسط‬

‫‪1. Jose Roberto Concha Velasquez and Bernhard Pichler, China is increasing economy and‬‬
‫‪the impacts on its energy strategy, Estudios gerenciales; No.117, October – December‬‬
‫‪2010. P.135.‬‬

‫‪81‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫منو سنوي قدره ‪ % 6.8‬وهو األول من نوعه على مستوى العامل أيضا‪ ،‬يف حني أن حمدودية االحتياطيات الصينية‬
‫النفطية و الغازية املؤكدة تزيد من تعقيد آفاقها الطاقوية ‪.‬‬
‫إن توفر إمدادات كافية من النفط والغاز يعترب عنصرا أساسيا يف اإلسرتاتيجية الصينية ألمن الطاقة‪ ،‬وذلك‬
‫لكون البعد األول ألمن الطاقة يف الصني هو احلصول على إمدادات كافية حلماية األهداف الرئيسية للقيادة‬
‫الصينية‪ ،‬ويتضمن ذلك تواصل النمو االقتصادي‪ ،‬ومنع استقالل اتيوان‪ ،‬واملضي قدما حنو الربوز كقوة عاملية‬
‫كربى‪ ،‬وبقاء احلزب الشيوعي الصيين يف السلطة‪ ،‬وحيتل النفط هنا املركز األبرز بني خمتلف املوارد الطاقوية‬
‫األخرى ‪.1‬‬
‫ويعترب هذا املبدأ الرئيسي يف اإلسرتاتيجية الصينية ألمن الطاقة من املبادئ األساسية اليت تتبعها عموما خمتلف‬
‫الدول املستهلكة إىل جانب السعي لتكون األسعار معقولة أو يف املتناول‪ ،‬والعديد من اإلجراءات ميكن اختاذها‬
‫لتحقيق هذا املبدأ عمليا‪ ،‬وعلى رأسها التدابري التالية تعمل الصني على تطبيقها كلها‪:‬‬
‫‪ -‬مضاعفة اإلنتاج‪ ،‬وقد وصل اإلنتاج الصيين من النفط حاليا إىل مرحلة الذروة‪.‬‬
‫‪ -‬بناء خمزوانت إسرتاتيجية لتفادي أي اضطراابت يف األسعار أو يف التزويد ابإلمدادات‪.‬‬
‫‪ -‬ضبط وتنظيم االستهالك‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير مصادر طاقة بديلة‪.‬‬
‫حتسني املنشآت الطاقوية‪.‬‬
‫‪ -‬تنويع مصادر اإلمدادات ‪. 2‬‬
‫ب‪ :‬موثوقية اإلمدادات (‪ :)Reliability‬تعرف املوثوقية على أهنا نطاق املخاطر اليت تتعرض هلا إمدادات‬
‫الطاقة الصينية‪ ،‬واليت أتخذ أشكاال متعددة ميكن أن متس استثماراهتا الطاقوية اخلارجية الكربى‪ ،‬وهي تعبري عن‬
‫عدة أنواع من املخاطر اليت ميكن أن تتسبب يف اضطراابت وانقطاعات يف إمدادات الطاقة مبا يؤثر على أمن‬
‫الدولة الطاقوي ‪.3‬‬
‫لذلك يركز مبدأ موثوقية اإلمدادات على أن تكون اإلمدادات الطاقوية آمنة وموثوق هبا وضمان تدفقها دون‬
‫انقطاع‪ ،‬ومتتد املوثوقية هنا إىل كل ما يتعلق بسلسلة إنتاج وإيصال املوارد الطاقوية‪ ،‬من طرق نقل سواء كانت‬

‫‪1‬‬
‫‪. Chen Shao Feng, Assessing the impact of China is foreign energy quest on its energy‬‬
‫‪security. EAI Working Paper No. 145. 3 March 2009, p .04.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. Jose Roberto Concha Velasquez and Bernhard Pichler. Op. Cit.p.136.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪. Chen Shaofeng, Op, Cit.p.10.‬‬

‫‪82‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫برية عرب األانبيب أو مقطورات الشحن أو حبرية بواسطة انقالت النفط العمالقة‪ ،‬واستثمارات خارجية يف ميدان‬
‫الطاقة‪ ،‬ومنشآت قاعدية يف وجه خمتلف املخاطر احملتملة‪.‬‬
‫وما يزيد من أمهية مبدأ موثوقية اإلمدادات هو كون الصني دولة تعتمد يف توفري أهم احتياجاهتا الطاقوية على‬
‫االسترياد من اخلارج ومن مناطق بعيدة‪ ،‬إذ ترتبط الصني بناقالت النفط العمالقة اليت تنقله عرب مسافات طويلة‬
‫وتناور يف مضائق حبرية وعرة وخطرية لتوفري ‪% 90‬من نفطها املستورد ‪.1‬‬
‫ومع تزايد األمهية اإلسرتاتيجية لضمان إمدادات ذات موثوقية عالية ابلنسبة للصني يف ظل تعقد التحدايت اليت‬
‫تعيق ذلك‪ ،‬ال يستبعد اخلرباء جلوء الصني الستعمال القوة أو التهديد ابستعماهلا من أجل محاية إمداداهتا من‬
‫النفط‪ ،‬خصوصا وأنه يف حالة نشوب حرب بني الوالايت املتحدة األمريكية والصني حول اتيوان‪ ،‬فإنه من‬
‫احملتمل أن تتحول خطوط أانبيب النفط وخطوط اإلمداد ابلطاقة إىل أهداف عسكرية للقوة املعادية‪ ،‬كما أنه‬
‫ميكن أن تلجأ الوالايت املتحدة إىل غلق املنافذ البحرية مثل مضيق ملقا‪ ،‬وذلك هبدف خنق الصني وحرماهنا‬
‫‪2‬‬
‫من مصدر من مصادر الطاقة ( النفط ) ‪.‬‬
‫وعلى العموم فإن املخاطر السياسية اليت ميكن أن تؤثر على اإلمدادات النفطية الصينية متعددة‪ ،‬ففي حالة‬
‫خماطر سياسية منخفضة ميكن للدول املنتجة أن تساهم يف دعم أمن الطاقة الصيين‪ ،‬مثل خط أانبيب نقل النفط‬
‫الصيين – الكازاخستاين ومتويل السعودية املباشر للصني ابلنفط اخلام اللذان ميكنان بضمان إمدادات على املدى‬
‫الطويل لالستثمارات املشرتكة يف جمال التكرير يف الصني واالستثمار الفعال يف الطاقات املتجددة والطاقة النظيفة‪،‬‬
‫ويقلل من ارتباط الصني وتبعيتها للخارج يف جمال الطاقة ‪. 3‬‬
‫ج – احلصول على إمدادات الطاقة أبسعار معقولة (‪ :)Affordability‬تعد األسعار هاجسا مقلقا للدول‬
‫املنتجة واملستهلكة للطاقة على حد سواء‪ ،‬وإن اختلفت الزاوية اليت ينظر منها كل منهما للمسألة‪ ،‬فبينما تركز‬
‫الدول املنتجة على ما يسمى "أمن األسواق" (‪ )Markets Security‬أي ضمان استمرار الطلب على خمتلف‬
‫مصادر الطاقة وخاصة النفط وأبسعار ختدم مصاحلها وتطلعها لتحصيل مداخيل كبرية‪ ،‬جند على اجلانب اآلخر‬
‫الدول املستهلكة اليت تركز على استمرار إمداداهتا من الطاقة ومبدؤها يف ذلك أن تكون األسعار يف املتناول‬

‫‪1‬‬
‫‪. Sabrina Howell, Op. Cit.p.191.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. Tang Shiping. China In; Manjeet Singh Pardesi and others, Energy and security; the‬‬
‫‪geopolitics of Energy in the Asia - Pacific: Institute for Defense and Strategic Studies Policy‬‬
‫‪Paper, Singapore, October 2006. p.14.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪. Chen Shaofeng. Op. Cit, p.11.‬‬

‫‪83‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫ومعقولة‪ ،‬و إن كن هنالك اختالف حول املعايري اليت يتم على أساسها حتديد ما إذا كانت األسعار يف املتناول‬
‫أو معقولة ابلنسبة لكل طرف حبسب موقعه يف سلسلة الطاقة‪.‬‬
‫وتظل مسألة األسعار هدفا ومكوان أساسيا يف أي إسرتاتيجية ألمن الطاقة‪ ،‬وهو ما يذهب إليه "دانييل يرغني‬
‫" يف قوله‪ :‬أن هدف أمن الطاقة هو ضمان إمدادات كافية وموثوقة أبسعار معقولة‪ ،‬وبطرق ال متس ابلقيم‬
‫واألهداف الوطنية ‪.1‬‬
‫ومن جهة نظر احلكومة الصينية فأمن الطاقة يتعم بفضل أسعار ال تكون جد منخفضة وال مرتفعة للغاية يف‬
‫الوقت ذاته كي ال تتأثر األهداف القومية الكربى‪ ،‬فالقيادة الصينية تبحث عن أسعار منخفضة مبا فيه الكفاية‬
‫للحفاظ على االستقرار اإلجتماعي ضمن عناصر معينة‪ ،‬واملتمثلة خصوصا يف الفالحني والصيادين وسائقي‬
‫سيارات األجرة‪ ،‬ألن معيشة هؤالء تعتمد على الطاقة الالزمة لقيادة جراراهتم وسفنهم وسياراهتم‪ ،‬ويف الوقت ذاته‬
‫ال ترغب القيادة الصينية يف أسعار جد منخفضة ألن ذلك سيزيد من عمليات التكرير ‪.2‬‬
‫د – حتسني كفاءة الطاقة (‪ :)Efficiency‬إن عامل كفاءة أو فعالية استعمال املوارد الطاقوية يؤثر بشكل‬
‫كبري على مدى حتقق أمن الطاقة‪ ،‬ألن املشكلة ال تكمن يف نقص املوارد الطاقوية أو يف كيفية تلبيتها فحسب‪،‬‬
‫بل يف كيفية إستغالل أو استهالك املوارد املتوفرة أيضا‪ ،‬أي ما إذا كان االستهالك يتم بطريقة عقالنية ورشيدة‬
‫يتم فيها استعمال املوارد املتاحة أبكرب كفاءة ممكنة‪ ،‬وعكس هذه الصورة هو االستعمال غري الكفء للمصادر‬
‫املتوفرة مما يتسبب يف هدر قدر معترب من الطاقة‪ ،‬وهذا ما جيعل السعي لتحسني كفاءة الطاقة وترسيخها كركيزة‬
‫أساسية يف إسرتاتيجية أمن الطاقة الصينية‪.‬‬
‫وهذا ما يفسر سعي الصني الدؤوب لتطوير سياسات حتسني كفاءة الطاقة‪ ،‬واليت تقوم على ثالثة حماور أساسية‪:‬‬
‫‪ .1‬اقتصادات الوقود‪ :‬ابستخدام أنواع من الوقود تتميز ابخنفاض تكلفتها إىل جانب استدامتها‪.‬‬
‫‪ .2‬رفع جودة الوقود‪ :‬بزايدة االعتماد تدرجييا على الوقود عايل اجلودة مثل الغاز الطبيعي وأحباث تكنولوجيا‬
‫إنتاج الفحم املنخفض الكربون‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Erica S. Downs. The Chinese Energy Security Debate. The China Quarterly; 2004.p.22.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.. Erica S, Downs Energy Security Series; China. Op. Cit.p.p.13,14.‬‬

‫‪84‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫‪ .3‬تنويع مصادر الوقود‪ :‬إبدخال إنتاج الطاقة من املصادر البديلة مثل طاقة الرايح والطاقة الشمسية والوقود‬
‫احليوي‪ ،‬إىل جانب الطاقة النووية هبدف أتمني مصادر الطاقة‪.‬‬
‫وهذا إىل جانب عملها مع العديد من الكياانت الدولية مثل األمم املتحدة واإلحتاد األورويب‪ ،‬يف تنمية مصادر‬
‫الطاقة لديها ويف تطبيق برامج لرتشيد ورفع كفاءة الطاقة‪ ،‬فمن خالل مرفق البيئة العاملي استطاعت الصني تطوير‬
‫برامج وإسرتاتيجيات جديدة ‪.1‬‬

‫ه – التنويع يف مصادر اإلمدادات ابلطاقة يف ظل إسرتاتيجية " التوجه حنو اخلارج "‪ :‬أضحى التنويع مفتاح‬
‫أمن الطاقة منذ أايم "وينستون تشرشل" حني صرح قائال‪" :‬السالمة و اليقينية يف النفط مرتبطة ابلتنويع‬
‫والتنويع فقط "‪ ،‬وبذلك يكون قد وضع املبدأ األساسي ألمن الطاقة العاملي‪ :‬تنويع اإلمدادات وهذا األمر مازال‬
‫ذو مصداقية لكون تنويع اإلمدادات واحد من بني أهم ضماانت األمن الطاقوي وهو نقطة البداية لضمان أمن‬
‫الطاقة وتنويع املزودين ابلطاقة يشري إىل جمموعة الدول املوفرة إلمدادات النفط والغاز الطبيعي والفحم وغريها‪،‬‬
‫وللنفط أمهية خاصة وأغلب أدبيات أمن الطاقة جندها تركز على واردات النفط وعلى االنقطاعات احملتملة يف‬
‫اإلمدادات النفطية ‪. 2‬‬

‫وابلعودة للخربة التارخيية جند أن حتقيق الدول ألمنها الطاقوي يقوم على عدة مبادئ أييت مبدأ التنويع الذي‬
‫أشار إليه تشرشل منذ أكثر من ‪ 90‬عاما على رأسها‪ ،‬فتنويع مصادر اإلمدادات يقلل من األضرار النامجة عن‬
‫حدوث انقطاع يف اإلمدادات من مصدر واحد نتيجة توفر بدائل أخرى‪ ،‬مما خيدم مصلحة املنتجني واملستهلكني‬
‫على حد سواء حيث أن استقرار األسواق هو االهتمام األساسي ‪.3‬‬

‫وميثل اجلدول رقم ‪ 13‬تطور استهالك الطاقة بكل مصادرها يف الصني‪:‬‬

‫‪ .‬الخياط محمد مصطفى‪ " :‬الصين وخيار الطاقة البديلة «‪ ،‬السياسة الدولية‪ :‬عدد ‪ ،173‬يوليو ‪ ،2008‬ص‪.109.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪. Kevin D. Stringer. Op.Cit. p. p .127. 128.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪. Daniel Yersin. Op. Cit.p.76.‬‬

‫‪85‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫جدول رقم (‪ :)13‬إمجايل استهالك عناصر الطاقة يف الصني‬

‫النسبة المئوية من إجمالي استهالك الطاقة‬ ‫إجمالي‬


‫استهالك الطاقة‬ ‫السنة‬
‫الكهرباء األساسية‬ ‫(‪ 10000‬طن)‬
‫وطاقات أخرى‬ ‫الغاز الطبيعي‬ ‫البترول الخام‬ ‫الفحم‬
‫‪3.4‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪22.7‬‬ ‫‪70.7‬‬ ‫‪57144‬‬ ‫‪1978‬‬
‫‪4.9‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪18.2‬‬ ‫‪74.7‬‬ ‫‪115993‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪5.9‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪22.0‬‬ ‫‪68.5‬‬ ‫‪146964‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪9.4‬‬ ‫‪4.0‬‬ ‫‪17.4‬‬ ‫‪69.2‬‬ ‫‪360648‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪8.4‬‬ ‫‪4.6‬‬ ‫‪16.8‬‬ ‫‪70.2‬‬ ‫‪387043‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪9.7‬‬ ‫‪4.8‬‬ ‫‪17.0‬‬ ‫‪68.5‬‬ ‫‪402138‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪10.4‬‬ ‫‪5.3‬‬ ‫‪17.1‬‬ ‫‪67.4‬‬ ‫‪416913‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪11.3‬‬ ‫‪5.7‬‬ ‫‪17.4‬‬ ‫‪65.6‬‬ ‫‪425806‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪12.1‬‬ ‫‪5.9‬‬ ‫‪18.3‬‬ ‫‪63.7‬‬ ‫‪429905‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪13.3‬‬ ‫‪6.4‬‬ ‫‪18.3‬‬ ‫‪62.0‬‬ ‫‪436000‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪Source: China is statistical year book 2017: www.stats.gov.cn‬‬
‫يوضح اجلدول أعاله تزايد استهالك الطاقة يف الصني منذ تبنيها سياسة اإلصالحات اإلقتصادية سنة ‪1987‬‬
‫ملسايرة النمو االقتصادي وخاصة فيما خيص ماديت النفط والفحم احلجري‪ .‬كما يوضح اجلدول أيضا حماولة‬
‫الصني التقليل يف السنوات األخرية من نسبة الفحم يف مزجيها الطاقوي‪ ،‬بعدما أصبحت حتتل املرتبة األوىل من‬
‫حيث انبعااثت الغازات الدافئة وخاصة غاز اثين أكسيد الكربون حبيث أدى " اعتماد الصني الشديد على‬
‫الفحم احلجري إىل جعلها تتخطى الوالايت املتحدة بوصفها أسوأ البلدان الباعثة لغازات البيوت اخلضراء‪ .‬وميتد‬
‫أثر هذا التلويث إىل كوكب األرض برمته‪ ،‬مث إن ستة عشر مدينة من أصل أكثر من ستة وعشرين مدينة أشد‬
‫تلواث يف العامل موجودة يف الصني ‪. 1‬‬
‫وهذا ما أسفر عن آاثر أيكولوجية خطرية هتدد اجملموعة الدولية وكذا حياة الصينيني يوميا‪ " .‬لقد وصل تلوث‬
‫اجلو إىل درجة عالية بسبب انبعاث الغازات السامة من حمطات الفحم ابإلضافة إىل عدد الوفيات يف املناجم‪،‬‬
‫وهلذا ونظرا لالستياء املتزايد من طرف الصينيني واجملموعة الدولية حول االستعمال املفرط للفحم خاصة‪ ،‬حتاول‬
‫الصني ختفيض حصته من مزجيها الطاقوي تدرجييا لتصل إىل ‪ 63‬ابملئة يف ‪ 2020‬و‪ 55‬ابملئة يف ‪ 2040‬هبدف‬
‫حتقيق كفاءة طاقوية متزايدة ‪.2‬‬

‫‪ . 1‬جيم روجرز‪ " ،‬مارد في الصين " (أيمن طباع)‪ ،‬العبيكان‪ ،2011 ،‬ص‪.88.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. Conseil Superieur de La Formation et de La Recherche Strategiques, Securite energetique‬‬
‫‪en Chine et en Inde, Asia Center, Paris 2014, p.39.‬‬

‫‪86‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫وعليه أسفرت تبعية الصني الكبرية يف جمال إمداداهتا النفطية خاصة وكذا االنشغاالت البيئية الكثرية حول‬
‫االستعمال املفرط للفحم وضرورة حماربة االحتباس احلراري عن حماولة الصني البحث عن بدائل وتنويع مزجيها‬
‫الطاقوي ليتضمن بنسب أكرب الطاقات املتجددة والطاقة النووية‪ .‬كما تشجع احلكومة االستثمار يف الطاقات‬
‫املتجددة‪ ،‬وهلذا ال تشكل اإلمدادات الطاقوية رهاان جيب على الصني رفعه بل أكثر من ذلك تعترب هذه‬
‫اإلم دادات واحدة من بني أهم املخاطر اجليوسياسية اليت هتدد األمن القومي الصيين يف أحد أبعاده واملتمثل يف‬
‫األمن الطاقوي‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬جتربة الصني يف جمال الطاقات املتجددة‪.‬‬
‫تظهر رغبة وإرادة القادة الصينيني يف التوجه حنو الطاقات املتجددة من خالل اخلطط التنموية اخلماسية‪ :‬احلادية‬
‫عشر‪ ،‬الثانية عشر والثالثة عشر ملا أفرزه استعمال الطاقة األحفورية و خاصة الفحم من تلوث بيئي وتفاقم ظاهرة‬
‫االحتباس احلراري والتغري املناخي‪ ،‬إال أن اختالف هؤالء القادة يكمن يف اإلسرتاتيجيات والسياسات اليت‬
‫يتوجب تبنيها يف سبيل حتويل مسارات إنتاج واستهالك الطاقات املتجددة‪ ،‬ويتجسد اجتاه الصني للطاقات‬
‫الصديقة للبيئة يف جمموع اإلجراءات اليت تبنتها احلكومة الصينية لتحقيق هذا االنتقال الطاقوي ومنه حتقيق وتعزيز‬
‫األمن الطاقوي ابلصني‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬ختفيض نسبة الفحم من املزيج الطاقوي‪.‬‬
‫قد تضمنت اخلطة اخلماسية احلادية عشر للتنمية يف الصني حمورا هاما حول اقتصادايت الطاقة و التخفيض من‬
‫انبعااثت الغازات الدافئة مبحاولة التقليل من نسبة استعمال الفحم يف املزيج الطاقوي هلذه الدولة‪ ،‬و التوجه‬
‫تدرجييا إىل الطاقات اجلديدة والطاقة النظيفة‪ ،‬ففي اخلطة اخلماسية الثانية عشرة لتنمية الطاقة الصينية جلانفي‬
‫‪ 2013‬أعطت الصني األولوية الستعمال الطاقة النظيفة وزايدة الكفاءة الطاقوية‪ ،‬إذ مت التخطيط لتخفيض‬
‫كثافة الطاقة بنسبة ‪ 16‬ابملائة من ‪ 2010‬إىل ‪ 2015‬ونسبة استهالك الطاقة ب ‪ 400‬مليون طن من الفحم‬
‫و قوة االستهالك ‪ 6.150‬مليار كيلوواط ساعة‪ ،‬ارتفاع جناعة الطاقة ب ‪ 38‬ابملائة‪ ،‬وارتفاع نسبة الوقود غري‬
‫األحفوري يف الطاقة األولية ب ‪ 11.4‬ابملائة مع الغاز الطبيعي حبساب ‪ 7.5‬ابملائة‪ ،‬واخنفاض انبعاث الكربون‬
‫ب ‪ 17‬ابملائة مقارنة ب ‪ 2005‬و اخنفاض االنبعااثت امللوثة ب ‪ 10‬ابملائة‪ ،‬وقد كان من الصعب على الصني‬
‫أن حتقق طموحاهتا املتزايدة من إنتاج الطاقات املتجددة يف ‪.1 2015‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Qinhua and William Chung, China is energy policy from national and international‬‬
‫‪perspectives: the energy revolution and one belt one road initative, city university of‬‬
‫‪Hong kong press, Hong kong 2016, p.13.‬‬

‫‪87‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫الشكل رقم ‪ :16‬مزيج الطاقة يف ‪2020‬‬

‫‪3% 3%‬‬
‫‪6%‬‬

‫الفحم‬
‫النفط‬
‫‪27%‬‬ ‫الغاز‬
‫النووي‬
‫‪61%‬‬
‫الكهومائية‬

‫‪Source: Erica S. Downs. Energy Security Series: China the Brookings Foreign‬‬
‫‪Policy Studies, Brooking intuition. December. p.12.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬االستثمار يف الطاقات املتجددة يف الصني‪.‬‬
‫عملت احلكومة الصينية على تشجيع االستثمار يف الطاقات املتجددة حبيث كان االستثمار يف الطاقات‬
‫املتجددة سريعا بشكل خاص يف الصني‪ ،‬فبني عامي ‪ 2004‬و‪ 2013‬زاد االستثمار مبتوسط قدره ‪ 42‬ابملائة يف‬
‫السنة‪ ،‬وحىت مع اخنفاض معدل االستثمار العاملي ارتفع يف الصني يف عام ‪ 2012‬بنسبة ‪ 22‬يف املائة لكنه اخنفض‬
‫بنسبة ‪ 6‬يف املائة يف عام ‪.1 2013‬‬
‫وقد أكدت بكني يف خطتها اخلماسية الثانية عشر (‪ )2015 – 2011‬على ضرورة تشجيع اإلنتاج واالستثمار‬
‫يف الطاقات املتجددة مما جعلها تقطع أشواطا كبرية يف هذا اجملال حىت أصبحت الصني حتتل املرتبة األوىل يف‬
‫معظم مصادر الطاقات املتجددة كما هو موضح يف اجلدول رقم ‪:14‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Richard Bridle Lucy Kitson, Public Finance for Renewable Energy in China: Building‬‬
‫‪on international al experience, the International Institute for Sustainable development,‬‬
‫‪2014, p.2.‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫جدول رقم ‪ :14‬ترتيب اخلمس دول األوىل عامليا يف جمال االستثمار يف الطاقات املتجددة (االستثمار‬
‫السنوي ‪ /‬الطاقة اإلضافية السنوية ‪ /‬اإلنتاج لعام ‪.)2016‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫االستثمار يف الطاقات‬
‫املتجددة عدا الطاقة‬
‫الكهرومائية أصغر من‬
‫أملانيا‬ ‫الياابن‬ ‫بريطانيا‬ ‫الو‪ .‬م‪ .‬أ‬ ‫الصني‬
‫‪ 50‬ميغاواط)‪.‬‬
‫الفيتنامي‬ ‫إثيوبيا‬ ‫اإلكوادور‬ ‫الربازيل‬ ‫الصني‬ ‫الطاقة الكهرومائية‬
‫بريطانيا‬ ‫اهلند‬ ‫الياابن‬ ‫اللوم‪ .‬أ‬ ‫الصني‬ ‫الطاقة الشمسية‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الصني‬ ‫جنوب‬ ‫الطاقة الشمسية املركزة‬
‫إفريقيا‬
‫الربازيل‬ ‫اهلند‬ ‫أملانيا‬ ‫الو‪.‬م‪ .‬أ‬ ‫الصني‬ ‫طاقة الرايح‬
‫الو‪.‬م‪ .‬أ‬ ‫اهلند‬ ‫الربازيل‬ ‫تركيا‬ ‫الصني‬ ‫طاقة تسخني املياه‬
‫ابلشمس‬
‫إندونيسيا‬ ‫أملانيا‬ ‫األرجنتني‬ ‫الربازيل‬ ‫الصني‬ ‫إنتاج الديزل احليوي‬
‫اتيالندا‬ ‫كندا‬ ‫الصني‬ ‫الربازيل‬ ‫الو‪.‬م‪ .‬أ‬ ‫إنتاج وقود اإليثانول‬

‫‪Source: REN21,” Renewable 2018, global statut report, Renewable Energy‬‬


‫‪policy network for the 21st century “paris, 2018, p.25.‬‬
‫نستنتج من خالل اجلدول أن الصني تبوأت املرتبة األوىل يف معظم مصادر الطاقة املتجددة متقدمة على‬
‫أكرب الدول الصناعية والتكنولوجية كالوالايت املتحدة األمريكية والياابن وأملانيا‪.‬‬
‫واجلدير ابلذكر أن الصني شاركت يف برانمج "ميكانيزمات التطوير النظيف" هليئة األمم املتحدة املنبثق عن‬
‫بروتوكول كيوتو حيث استفادت من حتديث إنتاجها الطاقوي بسرعة أكرب والتقليل من غاز اثين أكسيد الكربون‪،‬‬
‫وقد كانت استفادة الصني ترتكز على ثالثة أبعاد من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬جلب االستثمارات األجنبية لتطوير الطاقات املتجددة‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد القطاعات اجلديدة اليت حتد انبعااثت الغازات الدافئة‪.‬‬
‫‪ -‬احلصول على اخلربة على الصعيد الدويل‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫وكتشجيعا منها للتوجه للطاقات املتجددة اجتهت الصني إىل نشر عدة واثئق تتعلق بتشجيع االستثمار يف‬
‫مصادر الطاقات املتجددة واليت تتمثل أمهها يف طاقة الرايح والطاقة الشمسية‪ ،‬ومن بني أهم اإلجراءات اليت‬
‫اختذهتا الصني لتشجيع االستثمار يف هذه الطاقات تقدميها الدعم الالحمدود للشركات الناشطة يف هذا اجملال إذ‬
‫جاء دائما ضمن اخلطة اخلماسية الثانية عشر للتنمية الدعم املايل املخصص هلذه املشاريع للفرتة ‪2015/2011‬‬
‫كما هو موضح يف اجلدول رقم ‪.15‬‬
‫جدول رقم (‪ :)15‬الدعم املايل للطاقات املتجددة يف فرتة اخلطة اخلماسية الثانية عشر (مبليارات‬
‫الدوالرات األمريكية)‪.‬‬
‫اجملموع‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫السنة‬
‫‪37.8‬‬ ‫‪10.3‬‬ ‫‪9.1‬‬ ‫‪7.7‬‬ ‫‪6.2‬‬ ‫‪4.6‬‬ ‫الدعم ألسعار‬
‫الطاقة املتجددة‬
‫‪5.4‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫مشروع الشمس‬
‫الذهبية‬
‫‪3.1‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫مدن الطاقة‬
‫اجلديدة‬
‫‪0.8‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫حمافظات مظاهرة‬
‫الطاقة اخلضراء‬
‫‪0.5‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫الشبكات اجلزئية‬
‫ذات الطاقات‬
‫املتجددة‬
‫‪0.3‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫استعمال طاقة‬
‫القش‬
‫‪0.7‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫تطوير تكنولوجيا‬
‫الطاقة املتجددة‬
‫‪48.5‬‬ ‫‪12.0‬‬ ‫‪11.3‬‬ ‫‪10.1‬‬ ‫‪8.6‬‬ ‫‪6.6‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪Source: Richard Bridle Lucy Kitson, Public Finance for Renewable Energy‬‬
‫‪in China: Building on internation al experience, the International Institute‬‬
‫‪for Sustainable development, 2014, P.06.‬‬

‫‪90‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫يالحظ من خالل اجلدول تزايد املساعدات املالية املقدمة من طرف احلكومة الصينية لدعم مشاريع الصناعات‬
‫املتجددة و الذي وصل تقريبا إىل ‪ 49‬مليار دوالر سنة ‪ ،2015‬و ال يقتصر دعم الصني لالستثمار يف الطاقات‬
‫املتجددة على املساعدات املالية ملشاريعها فحسب و إمنا يتضمن أيضا تلك القروض املقدمة للشركات املنتجة‬
‫للطاقات املتجددة إذ تلقى أكرب املطورين للطاقات املتجددة يف الصني مثل شركة "لونغينا دااتنج" للطاقة املتجددة‬
‫و هواننغ وقوانغدونغ النووية ‪Longyuan Datang Renewable Power, Huaneng and‬‬
‫‪ Guangdong Nuclear‬ومعظم الشركات الكربى العاملة يف جمال الطاقة الشمسية وطاقة الرايح‬
‫مليارات الدوالرات منم القروض ‪.1‬‬
‫أوال‪ :‬طاقة الرايح (‪)Wind‬‬
‫تقدم شساعة مساحة الصني الكثري من املواقع إلنشاء حقول متعددة لطاقة الرايح‪ ،‬وقد بدأ إنشاء هذه احلقول‬
‫يف البداية يف منغوليا الداخلية ليتوسع إنشاؤها فيما بعد إىل مواقع أخرى من املقاطعات الشمالية للصني‪ .‬قبل‬
‫جيغاواط إبتداءا من سنة ‪،2008‬‬ ‫‪10‬‬ ‫مل تكن طاقة الرايح موجودة يف الصني ولكنها جتاوزت‬ ‫‪2005‬‬ ‫عام‬
‫وتضاعفت تقريبا املنشآت سنواي من ‪ 2008‬إىل ‪ ،2010‬ووصلت القدرات املركبة إىل ‪ 91‬جيغاواط يف ‪،2013‬‬
‫وأعلنت الصني يف بداية ‪ 2014‬عن إنشاء ‪ 27.6‬جيغاواط ملشاريع جديدة أي ارتفاع بنسبة ‪ 36‬ابملائة لقدرات‬
‫الدولة ‪. 2‬‬
‫وقد شهد دخول الصني عم ليا سوق طاقة الرايح متأخرا مقارنة بدول أخرى كالوالايت املتحدة األمريكية‪،‬‬
‫أملانيا‪ ،‬السويد‪ ،‬إال أهنا استطاعت أن ترتقي بشركاهتا يف هذا اجملال إىل قمة الصناعة العاملية‪ ،‬إذ تقدمت الصني‬
‫على الوالايت املتحدة األمريكية وأصبحت حتوي منذ ‪ 2010‬أكرب مستودع لطاقة الرايح يف العامل‪ .‬وتستفيد‬
‫الصني من هذه الطاقة عمليا يف إنتاج الكهرابء الذي يتزايد استهالكه بصورة كبرية ومتسارعة من طرف األسر‬
‫على غرار الدول املتقدمة يف العامل حبيث قدر استهالك الطاقة الكهرابئية يف العامل املستمدة من طاقة الرايح‬
‫‪ 347.8‬ترياوط ‪ /‬الساعة عام ‪ ،2010‬وجاءت الوالايت املتحدة األمريكية يف مقدمة دول العامل بنحو ‪ 121‬ترياوط‬
‫‪ /‬الساعة بنسبة ‪ 27.7‬ابملائة تليها الصني وأملانيا إبمجايل ‪ 73.2‬و‪ 46.5‬ترياوط على التوايل يف العام نفسه ‪.3‬‬
‫ويكمن السبب يف تطور هذا النوع من الطاقة يف إجراءات الدعم والتحفيز اليت تقدمها احلكومة الصينية ملثل‬
‫هذه املشاريع‪ ،‬ابإلضافة إىل سوق داخلي كبري ومتنامي مما جعل من هذه املشاريع جتد مكاان هلا يف العامل‪ ،‬إذ يف‬

‫‪1‬‬
‫‪. Ibid, P.11.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. Conseil Superieur de La Formation et de La Recherche Strategiques, OP. Cit, p.09.‬‬
‫‪ .‬فريدة كافي‪ " ،‬الطاقات المتجددة بين تحديات الواقع ومأمول المستقبل «‪ :‬التجربة األلمانية نموذجا‪ ،‬بحوث اقتصادية‬ ‫‪3‬‬

‫عربية‪ ،‬العددان ‪ ،75 ،74‬ربيع ‪ ،2016‬ص‪.143.‬‬

‫‪91‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫عام ‪ 2012‬ومن بني أكرب عشر ممولني لطاقة الرايح يف العامل أربعة ممولني كانوا صينيني حبصة تراكمية يف السوق‬
‫حبوايل ‪ 17‬ابملائة ‪.1‬‬
‫عرفت الصني منو سريع يف االستثمارات املوجهة ملزارع الرايح‪ ،‬و أصبحت الصني من أكرب دول العامل يف إنشاء‬
‫مزارع الرايح‪ ،‬عالوة على أن هناك شركتني صينيتني من أول ثالثة شركات على مستوى العامل يف تصنيع التوربينات‬
‫املستخدمة لتوليد الطاقة من الرايح‪ ،‬ففي خالل مخسة أعوام فقط استطاعت الصني أن تكون أكرب سوق يف‬
‫قطاع طاقة الرايح بعد أن كانت جمرد العب مبتدئ يف هذا اجملال‪ ،‬فقد بلغت طاقة الرايح ابلصني حنو أكثر من‬
‫‪ 60‬جيغاواط‪ ،‬كما بلغ عدد التوربينات اليت أنشأت يف عام ‪ 2011‬حنو ‪ 11‬ألف توربني‪ ،‬وبلغت نسبة طاقة الرايح‬
‫حنو ‪ % 4.89‬من إمجايل الطاقة املنتجة ابلصني‪ ،‬كما جاءت طاقة الرايح اثلثا يف مصادر الطاقة بعد الطاقة‬
‫احلرارية و الكهرومائية يف عام ‪ 2011‬ابلصني‪.‬‬
‫ويوضح اجلدول رقم ‪ 16‬ترتيب أكرب ‪ 10‬دول على مستوى العامل يف جمال طاقة الرايح‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ :)16‬ترتيب الدول على مستوى العامل يف جمال طاقة الرايح عام ‪2011‬‬
‫‪Share of global‬‬ ‫‪Total capacity‬‬ ‫‪Countries‬‬ ‫الدول‬
‫‪total %‬‬ ‫)‪(GW‬‬

‫‪25.9‬‬ ‫‪62.4‬‬ ‫‪China‬‬ ‫الصني‬


‫‪19.5‬‬ ‫‪47.1‬‬ ‫‪America‬‬ ‫أمريكا‬
‫‪12.1‬‬ ‫‪29.2‬‬ ‫‪Germany‬‬ ‫أملانيا‬
‫‪8.9‬‬ ‫‪21.3‬‬ ‫‪Spain‬‬ ‫إسبانيا‬
‫‪6.7‬‬ ‫‪16.2‬‬ ‫‪India‬‬ ‫اهلند‬
‫‪3.0‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪UK‬‬ ‫اململكة املتحدة‬
‫‪2.8‬‬ ‫‪6.8‬‬ ‫‪France‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪2.8‬‬ ‫‪6.7‬‬ ‫‪Italy‬‬ ‫إيطاليا‬
‫‪2.2‬‬ ‫‪5.2‬‬ ‫‪Canada‬‬ ‫كندا‬
‫‪1.7‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪Portugal‬‬ ‫الربتغال‬
‫‪14.29‬‬ ‫‪34.4‬‬ ‫‪Rest of the‬‬ ‫ابقي دول العامل‬
‫‪world‬‬
‫‪100.0‬‬ ‫‪241.0‬‬ ‫‪World total‬‬ ‫اجملموع الكلي‬
‫‪. Source: BTM Consult, 2011‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Conseil Superieur de La Formation et de La Recherche Strategiques, OP. Cit, p.10.‬‬

‫‪92‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫وقد بلغت استثمارات الصني يف طاقة الرايح حنو ‪ 30‬مليار دوالر أمريكي‪ ،‬وهو ما ميثل ‪ 42‬ابملائة من مجلة‬
‫االستثمارات العاملية يف طاقة الرايح‪.‬‬
‫‪1.93‬‬ ‫و تعمل طاقة الرايح على خلق ماليني فرص العمل حيث تشري تقديرات وزارة البيئة الصينية إىل أن حنو‬
‫مليون فرصة عمل نظيفة (‪ ،)green jobs‬سوف يتم توفريها تدرجييا حىت عام ‪ ،2015‬و قد حققت الصني‬
‫االزدهار و النمو يف جمال طاقة الرايح عن طريق زايدة التصنيع احمللي‪ ،‬حيث برز عدد كبري من الشركات الرائدة‬
‫العاملية الصينية يف جمال تصنيع توربينات الرايح‪ ،‬و يوضح اجلدول املوايل هيمنة الشركات الصينية احمللية على‬
‫السوق العاملي‪ ،‬حيث تشري النتائج إىل أن حنو أكثر من ‪ 50‬ابملائة من السوق العاملي ينتج من أكرب ‪ 3‬شركات‬
‫صينية حتتل املراكز الثالثة األوىل يف التصنيع‪ ،‬و أن العشرة شركات األوىل تنتج حنو ‪ 84.2‬ابملائة من مجلة اإلنتاج‬
‫العاملي‪ ،‬كما يوضح اجلدول أيضا أن ‪ 7‬شركات صينية أتيت ضمن أكرب ‪ 10‬شركات عاملية مصنعة لتوربينات‬
‫الرايح‪ ،‬بنسبة بلغت حنو ‪ 71.5‬ابملائة من مجلة إسهام هذه الشركات و الذي بلغ حنو ‪ 84.2‬ابملائة‪ ،‬و الشركات‬
‫الصينية قادرة على خفض تكاليف اإلنتاج و دفع عجلة النمو يف هذا اجملال عن طريق توفري طاقة الرايح أبسعار‬
‫ميسرة‪ ،‬مما ميهد الطريق لدخول مزيد من االستثمارات يف هذا اجملال‪ ،‬ففي العام ‪ 2011‬اخنفضت تكلفة إنشاء‬
‫مزارع الرايح ابلصني حنو ‪ 12‬ابملائة ‪.‬‬
‫وتعمل الصني على تنمية طاقة الرايح عن طريق أهداف طموحة مع دعم سياسي قوي حبلول عام ‪ 2015‬هتدف‬
‫الصني إىل تثبيت حنو ‪ 100‬جيغاواط من طاقة الرايح وذلك يف إطار اخلطة اخلمسية الثانية عشر للدولة‪ ،‬حيث‬
‫والتشريعية لدعم تنمية صناعة طاقة الرايح‪ ،‬فكانت املشاريع يف أوائل عام ‪2000‬‬ ‫تقوم الصني بتقدمي احلوافز املالية‬
‫‪0.51‬‬ ‫تتلقى تعريفة مجركية حنو ‪ 1.2‬إيوان لكل كيلو واط ساعة منتج‪ ،‬مت خفض هذه التعريفة على املشاريع إىل‬
‫– ‪ 0.61‬إيوان لكل كيلوواط ساعة منتج‪ ،‬كما مت خفض هذه التعريفة على املشاريع إىل ‪ 0.61 – 0.51‬إيوان‬
‫لكل كيلوواط ساعة على حسب موقع املشروع‪ ،‬ولكن تظل هذه التعريفة أعلى من الكهرابء الناجتة عن طريق‬
‫حرق الفحم‪.‬‬
‫كما تقوم احلكومة الصينية بتقدمي حافز أو دعم مادي ملنتجي طاقة الرايح‪ ،‬حيث حتصل كل مزرعة رايح تقوم‬
‫بتوليد الكهرابء من طاقة الرايح على خصم ضرييب ‪ 50‬ابملائة ‪. 1‬‬

‫‪ .‬عاصم عبد المنعم أحمد‪ " ،‬طريق الصين إلى الطاقات المتجددة «‪ ،‬مجلة أسيوط للدراسات البيئية‪ ،‬العدد ‪( ،42‬يوليو‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،)2015‬ص ‪.10.‬‬

‫‪93‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫جدول رقم (‪ :)17‬ترتيب الشركات العاملية يف طاقة الرايح عام ‪2011‬‬

‫حصة السوق‪%‬‬ ‫الطاقة اإلنتاجية‬ ‫اجلنسية‬ ‫الشركات‬ ‫الرتتيب‬


‫الكلية) ‪)GW‬‬
‫‪20.8‬‬ ‫‪12.9‬‬ ‫الصني‬ ‫‪Sinovel‬‬ ‫‪01‬‬
‫‪20.3‬‬ ‫‪12.7‬‬ ‫الصني‬ ‫‪Goldwind‬‬ ‫‪02‬‬
‫‪11.1‬‬ ‫‪6.9‬‬ ‫الصني‬ ‫‪Dongqi‬‬ ‫‪03‬‬
‫‪8.5‬‬ ‫‪5.3‬‬ ‫الصني‬ ‫‪United‬‬ ‫‪04‬‬
‫‪power‬‬
‫‪5.7‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫الدمنارك‬ ‫‪Vestas‬‬ ‫‪05‬‬
‫‪5.0‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫الصني‬ ‫‪Mingyang‬‬ ‫‪06‬‬
‫‪4.5‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫إسبانيا‬ ‫‪Gamesa‬‬ ‫‪07‬‬
‫‪2.9‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫الصني‬ ‫‪XEMC‬‬ ‫‪08‬‬
‫‪2.9‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫الصني‬ ‫‪Shanghai‬‬ ‫‪09‬‬
‫‪Electric‬‬
‫‪2.5‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫أمريكا‬ ‫‪GE‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪Source: CWEA, 2011.‬‬
‫(‪)SOLAR PV‬‬ ‫اثنيا‪ :‬الطاقة الشمسية‬
‫إن اهتمام الصني ابلطاقة الشمسية جاء متأخرا نسبيا مقارنة ابالهتمام بطاقة الرايح إال أن هذا مل مينع من أن‬
‫تصبح الطاقة الفوتوفولطية أحد الدعائم اجلديدة يف إسرتاتيجية تطوير الطاقات املتجددة يف الصني‪ ،‬و الواقع أن‬
‫هذا النوع من الطاقة عرف تطورا متواضعا يف البداية بسبب تكاليفه التكنولوجية الباهظة لكن ما إن دعمت‬
‫الصني مشاريع الط اقة الشمسية حىت شهدت تطورا ملحوظا إذ أصبحت دولة الصني أكرب دول العامل املنتجة‬
‫ملعدات الطاقة الشمسية يف الفرتة املمتدة ما بني ‪ 2011 – 2006‬حيث بلغ متوسط إنتاج الصني من اخلالاي‬
‫ابملائة من إمجايل اإلنتاج العاملي حيث أصبحت الصني أكرب‬ ‫‪48‬‬ ‫جيجاواط و هو ما يعادل‬ ‫‪17‬‬ ‫الفولتية حنو‬
‫الدول املصنعة للخالاي الفولتية يف األعوام األربعة املمتدة من ‪ 2008‬إىل ‪.1 2011‬‬

‫‪ .1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.113.‬‬

‫‪94‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫ال زالت الصني هتيمن منذ منتصف سنوات ‪ 2000‬على سوق اللوحات الشمسية‪ ،‬إن الصني الكربى متول ما‬
‫يقارب ‪ 59‬ابملائة من السوق العاملي من األجهزة الفوتوفولطية ‪ ،1‬وهبذا تكون لصناعة الطاقة الشمسية يف الصني‬
‫بعدا دوليا مزدوجا من جانبني أوال من حيث حضور الشركات الصينية يف السوق العاملي واثنيا من حيث التبعية‬
‫الكبرية لإلنتاج الصيين للمكوانت املنتجة خارج الصني‪.‬‬
‫ابإلضافة إىل ذلك ويف إطار التوجه حنو الطاقات املتجددة اهتمت الصني ابلطاقات الثانوية والسيما الطاقة‬
‫الكهرومائية على اعتبار أهنا أكرب مساهم يف إمدادات الطاقة املتجددة يف العامل إذ عملت على استعماهلا يف‬
‫توليد الكهرابء للحاجة املتزايدة للقطاع الصناعي خاصة‪ ،‬ففي عام ‪ ،2014‬قامت الرايح بتوليد ‪ 156.3‬ترياوط‪/‬‬
‫ساعة مشكلة ‪ 2.8‬ابملائة من جمموع توليد الكهرابء يف الصني ‪.2‬‬
‫وهبذا تكون الصني قد قطعت أشواطا كبرية يف إنتاج الطاقة الكهرومائية تلتها الربازيل يف املرتبة الثانية فيما‬
‫احتلت الوالايت املتحدة األمريكية املرتبة الثالثة ‪.3‬‬
‫وحاليا تعترب دولة الصني أكرب دول العامل املنتجة ملعدات الطاقة الشمسية يف الفرتة ما بني ‪،2011 – 2006‬‬
‫وازدهرت صناعة وحدات اخلالاي الضوئية (‪ )PV‬يف العامل يف الدول األوروبية مثل أملانيا وإسبانيا وإسبانيا وإيطاليا‬
‫مما أدى إىل إضافة حنو ‪ 27.7‬جيجا واط من الطاقة إىل إمجايل كمية الطاقة يف عام ‪ 2011‬حيث وصلت كمية‬
‫اإلنتاج العاملي حنو ‪ 67.4‬جيجاواط من اخلالاي الشمسية‪ ،‬مقارنة بنحو ‪ 7.3‬جيجاواط عام ‪ 2006‬كما هو موضح‬
‫يف الشكل رقم ‪:17‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Marie – Helene Schwoob, les energies renouvelables en chine : l’enjeu de la‬‬
‫‪cooperation international, Asia Center, paris, 2012, p.08.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. Shangfeng Han, Baosheng Zhang and others, China is Energy Transition in the power and‬‬
‫‪transport Sectors from a Substitution perspective, Energies, 2017, p.4.‬‬
‫‪ .‬فريدة كافي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .‬ص ‪.144 – 143‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪95‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫الشكل رقم (‪in GW Solar PV Cumulative global installations :)17‬‬


‫الرتكيبات العاملية الرتاكمية للطاقة الشمسية الكهروضوئية‬
‫‪250‬‬

‫‪200‬‬

‫‪150‬‬
‫‪High estimate‬‬
‫‪Installed‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪Estimate‬‬

‫‪50‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2000 2001 2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014‬‬

‫‪Source: EPIA, trade fore casts‬‬


‫وحتتل الصني اجلزء األكرب من السوق العاملي يف تصنيع األجهزة حيث بلغت صادراهتا حنو ‪ 35.8‬مليون دوالر‬
‫يف عام ‪ 2011‬وهو أكرب من صادرات األحذية للصني يف نفس العام‪.‬‬
‫وقد بلغ متوسط إنتاج الصني من اخلالاي الفولتية حنو ‪ 17‬جيجا واط وهو ما يعادل ‪ % 48.5‬من إمجايل‬
‫اإلنتاج العاملي‪ ،‬حيث أصبحت الصني أكرب الدول املصنعة للخالاي الفولتية (‪ )PV‬يف األعوام األربعة األخرية‬
‫(‪ ،)2011 – 2008‬ويف بداية هذه الصناعة (صناعة اخلالاي الفولتية) مل تستطيع الشركات الصينية املنافسة‬
‫يف إنتاج السيليكون والرقائق املستخدمة هلذه الصناعة‪ ،‬ففي عام ‪ 2006‬بلغ الطلب احمللي للسيليكون ابلصني‬
‫حنو ‪ 5‬آالف طن‪ ،‬ولكن بلغ الناتج الفعلي حنو أقل من ‪ 300‬طن‪.‬‬
‫وبدأت العديد من الشركات الصينية مثل‪ )GCL Enterprise( ،)LDK Solar( :‬االستثمار‬
‫املكلف يف سوق البويل سيلكون‪ ،‬وبدأت األسعار يف االخنفاض كما سيتم توضيحه يف الشكل املوايل‪ ،‬وحبلول‬
‫عام ‪ 2012‬بينت اإلحصاءات أن ‪ % 40‬من البويل سيليكون العاملي وحنو ‪ % 76‬من الرقائق يتم إنتاجهم‬
‫يف الصني‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫الشكل رقم (‪ )18‬يوضح‪ :‬سعر الوحدة الكهروضوئية لكل واط‬


‫‪6‬‬

‫‪PV Module Price Per watt‬‬


‫‪5‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪1990‬‬

‫‪1995‬‬

‫‪2000‬‬
‫‪3‬‬

‫‪2005‬‬

‫‪2010‬‬
‫‪2‬‬
‫‪2015‬‬

‫‪1‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1990‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪Source: Ibid.‬‬
‫وجاءت الصني يف املرتبة الثالثة دوليا يف إنشاء حمطات (مزارع) الطاقة الشمسية بعد كل من إيطاليا وأملانيا يف‬
‫الفرتة املمتدة من ‪ ،2012 – 2010‬حيث قامت الصني برتكيب حنو ‪ 2.250‬ميجا واط وينمو السوق احمللي الصيين‬
‫‪2012 – 2008‬‬ ‫حملطات الطاقة الشمسية مع وجود اخنفاض دراماتيكي يف تكلفتها‪ ،‬ففي الفرتة املمتدة من‬
‫اخنفض سعر إنشاء اخلالاي الفولتية بنحو ‪ %40‬كما سيتم توضيحه يف اجلدول رقم ‪.18‬‬

‫‪97‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫جدول رقم (‪ :)18‬السعر املقدر ملزرعة الطاقة الفولتية يف الصني ما بني عامي‪.2012 – 2010 :‬‬
‫‪2012‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫املكون‬ ‫‪Component‬‬

‫‪5.0 – 7.0‬‬ ‫‪11.0 – 13.0‬‬ ‫سعر املكون (يوان)‬ ‫‪Component‬‬


‫)‪prices (RMB‬‬
‫‪0.8 – 1.0‬‬ ‫‪1.2 – 1.4‬‬ ‫سعر احملول(يوان)‬ ‫‪Inverter prices‬‬
‫)‪(RMB‬‬
‫‪3.0 – 7.0‬‬ ‫‪7.0 – 9.0‬‬ ‫سعر الرتكيب والعمولة‬ ‫‪Installation‬‬
‫واختبارات الشبكة‬ ‫‪commissioning‬‬
‫‪and network‬‬
‫(يوان)‬
‫)‪testing (RMB‬‬
‫‪9.0 – 15.0‬‬ ‫‪19.0 – 24.0‬‬ ‫إمجايل التكلفة (يوان)‬ ‫‪Total‬‬
‫‪investiment‬‬
‫)‪(RMB‬‬
‫‪0.8 – 0.95‬‬ ‫‪1.2 – 1.5‬‬ ‫تكلفة توليد الطاقة‬ ‫‪Cost of power‬‬
‫‪generation‬‬
‫)‪(kw/RMB‬‬
‫‪Source: Sealand Securities Institue, 2012‬‬
‫‪Golden Sun‬‬ ‫بدأت الصني عام ‪ 2009‬يف تنفيذ وإنشاء مشاريع مباين اخلالاي الفولتية حتت مسمى (‬
‫‪ ،)Demonstration Programme‬حيث قدمت احلكومة إمتيازات عديدة يف املناطق املقام هبا املشاريع‪،‬‬
‫وتقوم السياسة الصينية على إعطاء أصحاب مزارع الطاقة الفولتية عالوة (تعريفة) واحد إيوان لكل كيلو واط‬
‫مما أيخذه منتجي الطاقة من الفحم أو الطاقة الكهرومائية‪ ،‬وتعترب تكلفة‬ ‫‪% 100‬‬ ‫ساعة منتج وهو ما يعادل‬
‫حمطة الطاقة الشمسية يف تناقص مستمر و تعترب نسبة ‪ 1‬إيوان لكل كيلو واط ساعة دليل على أن عدد كبري من‬
‫هذه املشروعات مربح‪ ،‬وتعترب مثل هذه اإلعاانت أحد أهم أسباب النمو السريع يف هذا القطاع من الطاقة‪،‬‬
‫ومن جهة أخرى ونتيجة العتبارات اقتصادية تتمثل يف ارتفاع سعر خالاي الطاقة الفولتية فوق أسطح املنازل‪،‬‬
‫فإن هذا املشروع مازال يف البداية‪ ،‬حيث قامت احلكومة الصينية ممثلة يف إدارة الطاقة الوطنية يف عام ‪2011‬‬
‫يف تطبيق هذا النموذج على نطاق صغري ‪.1‬‬

‫‪ .1‬عاصم عبد المنعم أحمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪06 .‬‬

‫‪98‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫اثلثا‪ .‬الطاقة املائية‪ :‬يوجد ابلصني غالبية سدود العامل‪ ،‬مبا يف ذلك أكرب سد وهو سد اخلوانق الثالثة‪ ،‬ابإلضافة‬
‫إىل أكرب حمطات توليد الطاقة الكهرومائية يف العامل بسعة إمجالية تصل إىل ‪ 22500‬أوقية ‪ .MW‬الصني تكسب‬
‫‪ 15‬يف املئة من الطاقة من خالل تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت من الطاقة املائية وخطت ملرتني على األقل‬
‫هذه النسبة عن طريق بناء السدود الكهرومائية‪ ،‬و خباصة يف جنوب غرب الصني (حمطات الطاقة الكهرومائية‬
‫بنيت فوق األهنار‪ :‬وجيانغ‪ ،‬انتساغ‪ ،‬جيشنا‪ ،‬دادوا‪ ،‬أيلون ومينجيانغ‪ ،‬ومنطقة هنر دادو) بسبب كون األهنار اليت‬
‫تقع يف هذه املنطقة مثالية حلصاد الطاقة الكهرومائية وأن العديد من هذه األهنار هي تقع على ارتفاع ‪ 2000‬مرت‬
‫فوق مستوى سطح البحر و غنية ابملاء‪ ،‬وتقدر الطاقة الكهرومائية يف جنوب غرب الصني حبوايل ‪ 500‬جيغاواط‪،‬‬
‫كما تدرك الصني جيدا أنه ميكن استخدام الطاقة املائية يف جمموعة واسعة من قطاعات الطاقة الكهرومائية‪.‬‬
‫من املؤكد أن اجلوانب اإلجيابية يف بناء السدود الكهرومائية الضخمة هي أهنا ستقلل من اعتماد الصني على‬
‫الفحم‪ ،‬غري أن هناك الكثري من علماء البيئة قلقون من نتائج وعواقب أطروحة السدود الضخمة‪ ،‬وما ينتج عنها‬
‫‪1‬‬
‫من إزالة الغاابت الرائعة‪ ،‬ارتفاع درجات احلرارة العاملية‪ ،‬واجلفاف وندرة املياه ‪ ...‬إخل‪.‬‬
‫رابعا‪ .‬الطاقة اجلوفية (طاقة حرارة األرض اجلوفية)‪ :‬متتلك الصني موارد كبرية من الطاقة احلرارية األرضية‪،‬‬
‫ومعظمها يف شكلني‪ ،‬أوال‪ :‬املوارد الالزمة الستخدام الطاقة احلرارية األرضية الضحلة‪ ،‬مبا يف ذلك سطح الرتبة‪،‬‬
‫استخراج املياه اجلوفية للطاقة‪ ،‬مبا يف ذلك املياه اجلوفية وحىت اهلواء الستخدام الطاقة احلرارية األرضية هبا‪ .‬اثنيا‪:‬‬
‫مرت يف تسخني املياه العميقة‪ ،‬يف السنوات القليلة املاضية‪ ،‬مت تطوير هاتني الطريقتني يف‬ ‫‪1000‬‬ ‫عمق أكثر من‬
‫الصني‪ ،‬حيث مت استخدام موارد الطاقة احلرارية األرضية يف أنظمة التدفئة املركزية‪ ،‬كما أن هناك أيضا منو كبري‬
‫يف استخدام الطاقة احلرارية األرضية الضحلة‪ ،‬فحسب تصريح انئب مدير الطاقة الصينية "اينغ تشي ابنغ "‪،‬‬
‫انئب مدير يف إدارة الطاقة الوطنية الصي نية حتدث عن الطاقة احلرارية األرضية‪ ،‬و دور تكنولوجيا املعلومات و‬
‫االتصاالت و آفاق الصني‪ ،‬يف أعقاب نشر خطة الطاقة اخلماسية ‪ 2020 / 2016‬الصينية )‪ ،‬إن بالده غنية جدا‬
‫مبوارد الطاقة احلرارية األرضية و ميكن استخالصها من ‪ 700‬مليون طن من الفحم القياسي‪ ،‬يف عمق إستغالل‬
‫مليار طن من الفحم القياسي‪ ،‬و يعترب استخدام الطاقة احلرارية‬ ‫‪1.9‬‬ ‫الطاقة احلرارية األرضية للموارد مبا يعادل‬
‫األرضية احلايل صغري نسبيا‪ ،‬لكنه بلغ ما جمموعه ‪ 500‬مليون مرت مربع من التسخني احلراري األرضي‪ ،‬حبلول عام‬
‫‪ 2020‬ميكن أن تصل إىل التدفئة األرضية احلرارية ‪ 1.6‬تريليون مرت مربع‪ ،‬بزايدة صافية قدرها ‪ 1.1‬تريليون مرت‬

‫‪1‬‬
‫‪. Davor, 2015, China – hydropower as the right solution? www.our-energy.com/china, date‬‬
‫‪de visite: 08/04/2021.‬‬

‫‪99‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫مربع‪ .‬إن إمدادات احلرارة األرضية هي جانب هام يف تسخني الطاقة املتجددة‪ ،‬فمنطقة بكني – تياجنني –‬
‫هييب‪ ،‬ومنطقة هنر اليانغ تسي‪ ،‬هلا دور كبري تلعبه‪.‬‬
‫وحبسب التطور احلايل لتخطيط الطاقة احلرارية األرضية يف منطقة بكني وتياجنني هييب‪ ،‬فإن الطاقة احلرارية‬
‫األرضية منطقة التدفئة حبلول عام ‪ 2020‬سيصل إىل ‪ 450‬مرت مربع‪ .‬ابإلضافة إىل مناطق أخرى حيث الطاقة‬
‫احلرارية األرضية وفرية‪ ،‬وللطاقة احلرارية األرضية العديد من التطبيقات األخرى‪ ،‬مثل اإلنتاج الزراعي للتدفئة املسببة‬
‫لالحتباس احلراري‪ .‬كما ميكن للطاقة احلرارية األرضية أن تلعب دورا مهما للغاية يف التدفئة الريفية وابلتايل ففي‬
‫فرتة ‪ ،2020 – 2016‬التدفئة احلرارية األرضية سوف تعرف سلسلة من التطورات مصحوبة بدعم هلذا اجملال ‪.1‬‬
‫(‪)BIOENERGY‬‬ ‫خامسا‪ .‬الطاقة احليوية‬
‫شهدت صناعة الطاقة احليوية ابلصني منوا قواي خالل اخلمس سنوات املاضية‪ ،‬خاصة يف جمال اليب وماس‬
‫والبيوجاس عن طرق انبعاث غاز امليثان‪ ،‬مع تزايد حمدودية االستثمار يف جمال الوقود احليوي السائل نظرا ملخاوف‬
‫تتعلق بشأن األمن الغذائي‪.‬‬
‫وقد ركزت الصني على زايدة االستثمار يف جمال اليب وماس مع وجود أهداف طموحة للسنوات العشرة القادمة‬
‫يتضمن إنتاج الكهرابء من البيوماس مجع املخلفات الزراعية مثل‪ :‬قش وقشرة األرز واليت يتم حرقها يف غالايت‬
‫كبرية احلجم‪ ،‬وشهد إنتاج الكهرابء من البيوماس يف الصني زايدة دراماتيكية حيث يوضح الشكل التايل مدى‬
‫التوسع يف البيوماس‪ ،‬كما يوضح أيضا اخلطة الطموحة لزايدة إنتاج البيوماس حىت عام ‪. 22020‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Richter, 2017, highlighting the tremendous role of geothermal heating for the country,‬‬
‫‪National Energy Administration of China, http://www.thinkgeoenergy.com, date de‬‬
‫‪visite: 08/04/2021.‬‬
‫‪ . 2‬عاصم عبد المنعم أحمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11.‬‬

‫‪100‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫الشكل رقم (‪Installe capacity (GW) :)19‬‬


‫القدرة املركبة من البيوماس ابجليغاواط‬
‫‪35‬‬

‫‪30‬‬

‫‪25‬‬

‫‪20‬‬

‫‪15‬‬

‫‪10‬‬

‫‪5‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2006‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2020‬‬

‫‪Source ; CRES. 2011.‬‬


‫وتتمركز مشروعات البيوماس يف املناطق الزراعية‪ ،‬حيث تكون معظم املخلفات الزراعية متاحة‪ ،‬وترتكز معظم‬
‫األراضي اخلصبة يف الصني يف مقاطعات الساحل الشرقي‪ ،‬وهلذا ترتكز معظم املشروعات يف تلك املقاطعات‪.‬‬
‫البيوجاس (الغاز احليوي) يف الصني‪:‬‬
‫تستخدم مشاريع البيوجاس يف الصني املخلفات احليوانية إلنتاج الطاقة النظيفة‪ ،‬حيث تضاعف إنتاج البيوجاس‬
‫من هذه املخلفات يف الفرتة املمتدة من ‪ 2010 – 2008‬كما هو موضح يف الشكل التايل‪:‬‬
‫كما أصبحت مشاريع البيوجاس ابستخدام مياه الصرف الصناعي شائعة االنتشار بشكل متزايد‪ ،‬ففي قطاعات‬
‫صناعات الكحول والورق ومحض السرتيك‪ ،‬تكون الشركات قادرة على جتميع غاز امليثان من العمليات الصناعية‬
‫وحتويله إىل طاقة قابلة لالستخدام‪ ،‬وتستخدم هذه املشاريع عملية التحلل الالهوائي‪ ،‬ومتد املصانع ابلطاقة الالزمة‬
‫لتشغيلها أو ضخها يف شبكة الكهرابء الرئيسية ‪.1‬‬

‫‪ .‬عاصم عبد المنعم أحمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11 .‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪101‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫شكل رقم (‪ :)20‬احلجم السنوي من إنتاج البيوجاس ب (مليار مرت مكعب)‬


‫‪12‬‬

‫‪10‬‬

‫‪8‬‬

‫‪small-scale‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Medium- scale‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪Large-scale‬‬

‫‪2‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪2010‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب ابالعتماد على املعطيات املتوفرة‪.‬‬


‫املطلب الثالث‪ :‬تكنولوجيات الطاقة املتجددة يف الصني‪.‬‬
‫وإدراكا منها لعدم كفاية معرفتها التكنولوجية الضرورية يف جمال الطاقات النظيفة وخاصة يف القطاعات املرتبطة‬
‫ابلكفاءة الطاقوية واملتعلقة بصورة كبرية ابلتكنولوجيا الراقية‪ ،‬عملت الصني يف البداية على استريادها وتدعيم‬
‫تعاوهنا يف هذا اجملال مع فاعليني دوليني والسيما يف الطاقة النووية‪ ،‬ولكن وإبتداءا من منتصف تسعينيات القرن‬
‫املاضي زادت الشركات الكربى واملتوسطة يف الصني من نفقاهتا يف البحث والتطوير من أجل اإلبداع أكثر يف‬
‫جمال الطاقات املتجددة عوض شراء التكنولوجيا األجنبية أبسعار ابهظة من شأهنا أن تستنزف خزينة بكني‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وعليه ميكن متييز أربعة مراحل يف تطور االخرتاع يف الصني ‪:‬‬
‫‪ -‬املرحلة املمتدة من ‪ 1970‬إىل ‪ :1996‬كانت احلكومة هي اليت تشجع نشاطات البحث والتطوير‪.‬‬
‫‪ -‬املرحلة املمتدة من ‪ 1997‬إىل ‪ :2003‬ارتكز االخرتاع على حتسني وتطوير التكنولوجيات املستوردة (اخرتاع‬
‫اثنوي وليس تسجيل براءات اخرتاع)‪.‬‬
‫‪ -‬الفرتة املمتدة من ‪ 2004‬إىل ‪ :2007‬كانت املعرفة الصينية كافية إلرساء تعاون مع الشركات األجنبية سواء‬
‫تعلق األمر ابلتصميم أو اإلنتاج (تصميم تعاوين شركات خمتلطة)‪.‬‬
‫إىل ‪ :2020‬أصبح االخرتاع الصيين يف جمال التطوير والبحث يف تكنولوجيات الطاقات‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪ -‬من سنة‬
‫املتجددة أكثر استقاللية بفضل تدويل الشركات وعوملة حبوثها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Institut des hautes études pour la science et la technologie, l’avenir du marché de l’energie‬‬
‫‪en chine, Aout 2016, https://www.ihest.fr/IMG/pdf date de visite : 05/04/2021.‬‬

‫‪102‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫لقد استفادت الصني من الشركات األجنبية املقيمة على أراضيها يف التحكم بعمق يف التكنولوجيات املستوردة‬
‫والوصول إىل االخرتاعات املشتقة لتدخل شركاهتا الوطنية بعد ذلك أسواق الطاقة العاملية يف جمال الطاقات‬
‫املتجددة‪ ،‬واحلقيقة وابلرغم من التطور املتسارع للطاقات املتجددة وابلرغم من دعمها إلنتاج الطاقة الشمسية‬
‫وطاقة الرايح‪ ،‬ال زالت الصني تواجه الكثري من التحدايت إذ أن اإلعاانت تدفع املنتجني إىل إنشاء وبقوة مراكز‬
‫إلنتاج الكهرابء من مصادر الطاقات املتجددة ولكن حمفزات االستهالك غائبة‪ ،‬فحسب التقديرات أن ما يناهز‬
‫من ‪ 10‬إىل ‪ 50‬ابملائة من القدرات غري مستغلة‪ ،‬وارتفع ضياع الكهرابء املستمد من طاقة الرايح والطاقة الشمسية‬
‫إىل حوايل ‪ 12.3‬ترياواط ساعة أي ما يعادل ‪ 1.6‬ابملائة من إنتاج عام ‪.1 2015‬‬
‫و كمحصلة فإن الصني حققت تقدما هائال يف جمال تطوير تكنولوجيا الطاقة املتجددة‪ ،‬حيث أكدت احلكومة‬
‫الصينية ضمن اخلطة اخلمسية الثانية عشر (‪ )2015 – 2011‬على ضرورة االستثمار يف جمال الطاقة املتجددة‬
‫حيث بلغت االستثمارات يف جمال الطاقة املتجددة يف الصني حنو ‪ 67.7‬مليون دوالر خالل عام ‪ ،2012‬وهي‬
‫تعترب األعلى بني كل دول العامل‪ ،‬وهو ما يعادل ضعف االستثمارات الصينية يف العام ‪ ،2009‬وتعترب الصني أكرب‬
‫دولة يف العامل يف انبعاث غازات االحتباس احلراري‪ ،‬وذلك نتيجة االعتماد املكلف على الفحم والبرتول يف‬
‫‪60‬‬ ‫الصناعات املختلفة‪ ،‬وهو ما يعادل حنو ‪ 90‬ابملئة من الطاقة املستهلكة يف الصني‪ ،‬وتستهلك الصني حنو‬
‫ابملائة من األمسنت‪ ،‬و ‪ 49‬ابملائة من احلديد و الفوالذ‪ ،‬و ‪ 20‬ابملائة من اإلمجايل العاملي ‪.‬‬
‫وعلى الرغم من النمو املستمر يف الناتج احمللي اإلمجايل الصيين )‪ ،(GDP‬إال أن الصني تعترب من دول الدخل‬
‫املتوسط حيث يبلغ متوسط دخل الفرد السنوي حنو عشرة آالف دوالر‪.2‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬أسواق وآفاق استثمارات الطاقة املتجددة عامليا‬
‫مما الشك فيه أن أحد أهم املتغريات على صعيد البيئة اإلقتصادية العاملية حاليا هو االرتفاع الكبري واملتسارع يف‬
‫أسعار موارد الطاقة وأسعار املواد األولية واملواد الغذائية‪ ،‬وظاهرة ارتفاع األسعار حسبما يبدو هلا عالقة ابملتغري‬
‫األول اخلاص بتزايد أمهية االقتصادايت النامية‪ ،‬وسواء تعلق األمر ابرتفاع أسعار موارد الطاقة أو أسعار املواد‬
‫األولية أو املواد الغذائية فجميعها هلا عالقة مبستوى التطور االقتصادي واالجتماعي الذي وصلت إليه‬
‫االقتصادايت النامية‪ ،‬فعلى صعيد موارد الطاقة واليت أمهها النفط قد شهدت ارتفاعا جتاوز سعره ‪ 115‬دوالر‬
‫للربميل‪ ،‬و مع استمرار معدالت النمو االقتصادي لدول انمية هامة مثل‪ :‬الصني واهلند ملدة أكثر من ثالثة عقود‬

‫‪1‬‬
‫‪. BSI economics, la chine face au defies de la dependence energetiaue II, www.bsi-‬‬
‫‪economics.org/images/defichinedepener.pdf. Date de visite : 02/04/2021.‬‬
‫‪ . 2‬عاصم عبد المنعم أحمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.03 .‬‬

‫‪103‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫من الزمن تطلب كميات متزايدة من الطاقة والنفط بشكل خاص‪ ،‬هذا يف الوقت الذي وصلت فيه الطاقة‬
‫اإلنتاجية للدول املصدرة للنفط إىل أقصاها تقريبا دون حصول اكتشافات نفطية جديدة‪ ،‬عدا عن تراجع‬
‫االحتياطيات يف بعض مناطق اإلنتاج التقليدية‪ ،‬األمر الذي أدى إىل الشعور بتوجه العامل إىل وضع يندر فيه‬
‫املعروض من الطاقة األولية يف الوقت الذي يشتد الطلب عليها بفعل معدالت النمو االقتصادي يف الدول النامية‬
‫واملتقدمة على حد سواء‪ ،‬هذا الوضع أدى إىل ارتفاعات كبرية ومستمرة يف أسعار النفط والغاز الطبيعي والوقود‬
‫األحفوري اليت انعكست يف ارتفاعات مماثلة لكثري من املنتجات واخلدمات اليت تعتمد على مشتقات الطاقة‬
‫التقليدية ‪.1‬‬
‫املطلب األول‪ :‬توقعات الطلب املستقبلي وعرض الطاقة املتجددة‬
‫من املتوقع أن تنخفض تكاليف الطاقات املتجددة حبلول سنة ‪ ،2020‬حيث من املقدر أن تنخفض التكاليف‬
‫اإلمجالية حملطات الطاقة الشمسية بنسبة ‪ % 60‬على مر العشرين سنة القادمة وهذا راجع للقدرة الكبرية على‬
‫التحكم يف تكنولوجياهتا عرب العامل وتوسع أسواقها‪ ،‬فقد قدرت االستثمارات السنوية يف جمال الطاقة الشمسية‬
‫با ‪ 86‬ألف مليون دوالر سنة ‪ 2010‬ومن املتوقع هلا أن تتوسع إىل ما قيمته ‪ 150‬ألف مليون سنة ‪ 2020‬بزايدة‬
‫مقدرة ب ‪ 150‬ألف مليون سنواي إىل غاية سنة ‪.2030‬‬
‫و من املتوقع أيضا توسع أسواق الطاقة املعتمدة بشكل رئيسي على قطاع الرايح حيث من املقدر أن تنمو قيمة‬
‫االستثمارات يف هذا القطاع من ‪ 71‬ألف مليون دوالر سنة ‪ 2010‬إىل ‪ 140‬ألف مليون سنة ‪ ،2020‬كما أن‬
‫الطلب املتزايد على الوقود احليوي من شأنه أن يرفع من قدراته اإلنتاجية و يسهم يف توسع سوق منتجاته حيث‬
‫من املتوقع أن ترتفع االستثمارات يف قطاع الوقود احليوي من ‪ 14‬ألف مليون دوالر سنة ‪ 2010‬إىل ‪ 80‬ألف‬
‫مليون دوالر سنة ‪ ،2020‬وسوف حتتل إمجايل الطاقات املنتجة من املصادر املتجددة ما نسبته ‪ % 90‬من سوق‬
‫الطاقات األولية خالل السنوات العشرين القادمة بسعة ‪ 34000‬ترياواط ‪ /‬ساعة سنواي‪ ،‬ومن الظاهر أيضا‬
‫اخنفاض كثافة استخدام الطاقة الكهرابئية خالل العشرين سنة املاضية واليت ستستمر حصتها يف اهلبوط‪ ،‬فبالرغم‬
‫من العالقة الكبرية بني النمو االقتصادي والطلب املستمر على الكهرابء‪ ،‬فإن نسبة الكهرابء النظيفة فقط (املنتجة‬
‫من مصادر متجددة ومن الطاقة الكهرومائية) من املتوقع هلا أن ترتفع من ‪ % 23‬سنة ‪ 2010‬إىل ‪ % 29‬سنة‬
‫‪ 2020‬و إىل ‪ % 34‬سنة ‪ 2030‬دون الكهرابء الناجتة عن املصادر التقليدية حيث من املتوقع أن تنخفض مسامهة‬
‫الطاقة املائية يف توليد الكهرابء من ‪ % 19‬سنة ‪ 2010‬إىل ‪ % 15‬حبلول سنة ‪ ،2020‬بسبب تنوع املصادر‬
‫املتجددة األخرى و نقاعتها اإلقتصادية يف توليد طاقة الكهرابء ‪.2‬‬

‫‪ .‬المناعي جاسم‪ ،‬التغير في البيئة اإلقتصادية الدولية واالقتصادات العربية (الفرص والتحديات)‪ ،‬مداخلة في مؤتمر‬ ‫‪1‬‬

‫العرب في بيئة دولية متغيرة‪ ،‬مركز الخليج للدراسات‪ ،‬الشارقة‪ ،‬المنعقد يومي ‪ 7‬و‪ 8‬ماي ‪ ،2008‬ص‪ .‬ص ‪.7 ،6.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. Bloomberg New Energy Finance, Global Renewable Energy Market Outlook: Executive‬‬
‫‪Summary, UK, November 2011, p.2.‬‬

‫‪104‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫شكل رقم (‪ :)21‬مثلث توازن عرض الطاقة املتجددة‬


‫‪Renewable Energy Supply Traingle‬‬
‫الكفاءة اإلقتصادية‬

‫‪ RES‬إاتحة مبادئ‬

‫مواءمة األسعار‬

‫كفاءة األسواق‬

‫دمج االعتبارات البيئية‪:‬‬ ‫أمن إمدادات الطاقة‪:‬‬

‫حفظ التنوع البيولوجي‬ ‫تحفيز مبادئ ‪RES‬‬

‫تغير المناخ‬ ‫استقرار أسواق الطاقة المتجددة‬

‫مخاطر الطاقة النووية‬ ‫األمن الجيوسياسي‬

‫‪Source; Wolfhart Durrschmidt, Gisela Zimmermann, Alexandra Liebing,‬‬


‫‪Renewable Energies: Innovation for the future, Federal Ministry for the‬‬
‫‪Environment, Nature and Nuclear Safety BMU, Berlin, first edition 2004, p‬‬
‫‪.18.‬‬
‫يوضح الشكل السابق املبادئ األساسية لدعم سوق عرض الطاقة املتجددة ‪ RES‬واليت انتقلت بفضل تطور‬
‫تكنولوجياهتا من بضعة ما سعته مئات وات إىل ما سعته آالف من امليغاوات وهذا عن طريق ضمان إمدادات‬
‫الطاقة املتجددة يف املستقبل‪ ،‬ومدى مواءمة تكنولوجيات تطبيقاهتا للنظام الطاقوي احلايل‪.‬‬
‫وفيما يلي الشكل التايل يوضح منو عرض الطاقة املتجددة بني الفرتة من سنة ‪ 1971‬إىل غاية سنة ‪.2004‬‬

‫‪105‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫شكل رقم (‪ :)22‬منو عرض الطاقة اإلمجالية من سنة ‪ 1971‬إىل غاية سنة ‪.2004‬‬

‫نسبة النمو السنوي‬


‫‪10‬‬

‫‪8‬‬

‫‪6‬‬

‫نسبة النمو السنوي‬


‫‪4‬‬ ‫‪8,2‬‬

‫‪2‬‬
‫‪2,2‬‬ ‫‪2,3‬‬ ‫‪2,1‬‬ ‫‪2,6‬‬

‫‪0‬‬
‫عرض الطاقة‬ ‫الطاقة من النفايات إجمالي الطاقات‬ ‫الطاقة المائية‬ ‫الطاقات المتجددة‬
‫األولية‬ ‫المتجددة‬ ‫األخرى‬

‫‪Source: International Energy Agency, Renewables in Global Supply: An IEA‬‬


‫‪Fact Sheet, International Energy Agency Publication, Paris, 2007, p.04.‬‬
‫وينبثق عن الشكل أعاله نسب منو الطاقات املتجددة األخرى كل على حدة كما هو مبني يف الشكل التايل‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)23‬نسب منو عرض الطاقة املتجددة للفرتة ما بني ‪ 1971‬إىل سنة ‪.2004‬‬

‫نسب نمو الطاقات المتجددة الحديثة‬


‫‪60‬‬

‫‪50‬‬

‫‪40‬‬

‫‪30‬‬
‫نسب نمو الطاقات المتجددة الحديثة‬
‫‪48,1‬‬
‫‪20‬‬
‫‪28,1‬‬
‫‪10‬‬

‫‪7,5‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0,5‬‬
‫طاقة باطن األرض‬ ‫الطاقة الشمسية‬ ‫طاقة الرياح‬ ‫المد و الجزر‬

‫‪Source: Ibid, P.04.‬‬

‫‪106‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫يتضح من خالل الشكل أن النمو السنوي لعرض الطاقات املتجددة أسرع من النمو السنوي ملصادر الطاقات‬
‫األولية املستمدة من الطاقة األحفورية‪ ،‬وهذا راجع لتوسع أسواقها وارتفاع الطلب عليها وتطور تكنولوجياهتا‬
‫مقابل قلة االكتشافات ونضوب هذه األخرية‪ ،‬وفيما يلي يبني الشكل التايل منو الطلب على الطاقات املتجددة‬
‫حسب القطاع واملناطق‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)24‬توقعات ارتفاع الطلب على الطاقات املتجددة حبلول سنة ‪ 2030‬حسب كل قطاع‬
‫‪3‬‬

‫‪2,5‬‬

‫‪2‬‬

‫دول منظمة التعاون و التنمية ‪OECD‬‬


‫‪1,5‬‬
‫باقي دول العالم‬

‫‪1‬‬ ‫الشرق األوسط‬

‫الهند و الصين‬
‫‪0,5‬‬

‫‪0‬‬
‫النقل‬ ‫الصناعة‬ ‫إجمالي الطلب على القطاعات األخرى‬
‫الطاقات المتجددة‬

‫‪Source : BP, BP Energy Outlook 2030, London, january 2012, p.14 .‬‬
‫يبدو جليا أن اإلعتماد على الطاقات املتجددة سيكون أكرب من اإلعتماد على الطاقات التقليدية (مشتقات‬
‫النفط والغاز الطبيعي) يف كل من قطاعات الصناعة والنقل واخلدمات وغريها‪ ،‬ومن املتوقع أيضا حسب الشكل‬
‫أن يرتفع الطلب على الطاقات املتجددة بصفة كبرية يف كل من الصني واهلند وهذا راجع لنمو السكان ونضوب‬
‫الطاقات التقليدية وعدم إحتمال الكتلة اجلوية لضغط الغازات الدفيئة حبلول سنة ‪. 2030‬‬
‫كما أن للتطور التكنولوجي أتثريا كبريا يف الطلب على الطاقة وذلك لدوره يف حتسني كفاءة إستخدامها وتوفري‬
‫أجهزة ومعدات مقتصدة يف إستعمال الطاقة‪ ،‬كما له التأثري الكبري يف املصادر من حيث كفاءة إستخراجها‬
‫وإجياد مصادر جديدة كاهليدروجني وخالاي الوقود وإندماج الذرة بدل إنشطارها‪.1‬‬

‫‪ .‬الخطيب هشام محمد‪ ،‬الطلب على الطاقة‪ ،‬الموسوعة العربية للمعرفة من أجل التنمية المستدامة‪ ،‬المجلد األول‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫مقدمة عامة‪ ،‬الدار العربية للعلوم ـ ناشرون بموجب اتفاق مع منظمة اليونسكو واألكاديمية العربية للعلوم‪ ،‬ط ‪ ،1‬بيروت‪،‬‬
‫‪ ،2006‬ص‪.285 .‬‬

‫‪107‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫املطلب الثاين‪ :‬آفاق قطاع الطاقات املتجددة عامليا‬


‫يتضمن استغالل الطاقات املتاحة واملتجددة يف العامل العديد من املزااي يف حني ينطوي على جمموعة من املعوقات‪،‬‬
‫فباعتبار أن العامل أبمجعه يتجه حنو االعتماد بشكل متزايد على مصادر الطاقة املتجددة ملا هلا من فوائد كثرية‬
‫ومتعددة ليس فقط كمصادر بديلة للطاقة ولكن أيضا كمصادر نظيفة حتافظ على البيئة‪ ،‬هذا ابإلضافة إىل أن‬
‫استغالهلا قد يوفر العديد من مناصب الشغل غري أنه ومن املعوقات اليت تواجه استغالل الطاقات املتجددة يف‬
‫الدول النامية وحىت املتقدمة هي أن التكنولوجيات املستعملة يف أجهزة استغالهلا غري متاحة ولو وجدت فبتكاليف‬
‫عالية جدا إضافة إىل أن معظم الدول النامية منتجة للبرتول وال تزال أسعاره ال تعكس االعتبارات البيئية وتعترب‬
‫مالئمة للنشاط الصناعي والتجاري احلايل‪ ،‬وابلتايل فإن التحول إىل استغالل الطاقة املتجددة سيكون ضئيال‬
‫ويستلزم العديد من املبادرات واملفاوضات متعددة األطراف من أجل إرساء آليات دجمه يف أسوق الطاقة احلالية‬
‫هذا ابإلضافة إىل أن الطلب على النفط لن يقل‪ ،‬فهو ابإلضافة إىل استخدامه كوقود يدخل أيضا يف الكثري من‬
‫الصناعات مثل صناعة البرتوكيماوايت واألدوية واملالبس والعطور واألمسدة ‪ ،1‬فكلما ازدادت إمكانية اعتماد‬
‫الدول النامية واملتق دمة على حاجاهتا للطاقة يف مصادرها احمللية كان أفضل‪ ،‬و ميكن أن تصرف العملة الصعبة‬
‫على املعدات الرأمسالية وعلى مشاريع الطاقات غري الناضبة والطاقات املستدامة بدل استرياد وتصنيع النفط والغاز‬
‫‪ ،2‬واألهم من هذا أنه ويف بعض الدول ال ميكن استخدام التكنولوجيات املتقدمة واملتجددة بكفاءة ألنه ال البىن‬
‫التحتية وال املؤسسات املوجودة املطلوبة خلدمتها ودعمها موجوداتن‪ ،‬ومع ذلك فإن الطاقة الشمسية وطاقة‬
‫الرايح وغريها من التكنولوجيات املتقدمة إذا ما جرى دعمها بواسطة الدول الصناعية ميكن أن تساهم يف تزويد‬
‫الطاقة احلرارية والكهرابئية لعدد من الدول النامية واملتقدمة مثلما متت اإلشارة إليه سابقا مبفهوم التالحم الطاقوي‪،‬‬
‫من خالل تعزيز ومتتني أواسر التعاون بني الدول املتقدمة والنامية يف جمال خطوط اإلمداد ابلطاقة املستدامة‬
‫والدائمة‪.3‬‬

‫‪ .‬بوقرة رابح‪ ،‬بن واضح الهاشمي‪ ،‬آثار استغالل الطاقات المتاحة المتجددة على الدول العربية‪ ،‬بحوث وأوراق عمل‬ ‫‪1‬‬

‫الملتقى الدولي حول التنمية المستدامة والكفاءة االستخدامية للموارد المتاحة‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة سطيف‪ ،‬المنعقد خالل الفترة ‪ 7‬إلى ‪ 8‬أفريل ‪ ،2008‬ص‪.712 .‬‬
‫‪ .‬كاسيدي س‪ .‬إدوارد‪ ،‬غروسمان ز‪ .‬بيتر‪ ،‬ترجمة الدملوجي صباح صديق‪ ،‬مدخل إلى الطاقة‪ :‬المصادر والتكنولوجيا‬ ‫‪2‬‬

‫والمجتمع‪ ،‬سلسلة كتب التقنيات اإلستراتيجية والمتقدمة‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬الرياض‪ ،2010 ،‬ص ‪.163.‬‬
‫‪ .‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.197 .‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪108‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬

‫لقاد انطلقات الصا ا ا ا ا ا ااني كغريهاا من البلادان الناامياة يف جماال االسا ا ا ا ا ا ااتثماار واإلنتااج للطااقاات املتجاددة‪ ،‬إال أهناا‬
‫اس ا ا ا ا ا ااتطاعت أن حتتل املرتبة األوىل عامليا وتكون رائدة يف هذا اجملال متجاوزة يف ذلك كل من الوالايت املتحدة‬
‫األمريكية‪ ،‬أملانيا والياابن‪ ،‬وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬تبين سياسات التحفيز والدعم ملشاريع الطاقات املتجددة والطاقة النظيفة‪.‬‬
‫‪ -‬اسا ااتفادة مشا اااريع الطاقات املتجددة من سا ااياسا ااة الدولة يف اسا ااتغالل االسا ااتثمار األجنيب املباشا اار يف حتويل‬
‫تكنولوجيا الطاقة املتجددة على الص ااني‪ ،‬وتزويد مص ااانعها ابخلربة اإلنتاجية الالزمة‪ ،‬مما جعل منها منافس ااا دوليا‬
‫عن جدارة‪ ،‬وهذا ما جعلها تبوء الرايدة العاملية يف جمال الطاقات املتجددة‪.‬‬
‫‪ -‬إن اعتبار الص ا ا ااني أن أمن الطاقة ميثل أولوية لنمو اقتص ا ا ااادها وتطورها على كل املس ا ا ااتوايت‪ ،‬دفعها إىل تبين‬
‫إس ارتاتيجية فعالة لتحقيق أمنها الطاقوي وذلك من خالل االسااتثمار واالعتماد على الطاقات املتجددة لتحقيق‬
‫متطلبات التنمية املستدامة وإعطاء البعد البيئي مكانة يف فكر وتصورات صناع القرار يف بكني يف سبيل تكريس‬
‫األمن البيئي ابملوازاة مع حتقيق التنمية والتقدم الذي تطمح إليه الصني‪.‬‬
‫‪ -‬حتويل إيرادات الضرائب والكهرابء لتمويل تلك املشاريع‪.‬‬
‫‪ -‬قيام البنوك العمومية على منحها قروض مبعدالت فائدة منخفض ا ا ا ااة أقل من معدل الفائدة املتعارف عليه يف‬
‫السوق املايل الصيين‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫اخلامتة‬
‫اخلامتة‬

‫خامتة‪:‬‬
‫تتجه خمتلف مؤشرات االستدامة حنو حتمية التحول الطاقوي حنو الطاقات املتجددة يف هيكل اإلمداد‬
‫العاملي من أجل تعزيز األمن الطاقوي عامليا من جهة‪ ،‬ومن أجل تقليص فاتورة التكاليف البيئية و االجتماعية‪،‬‬
‫واحلد من ارتفاع معدالت خطر تدهور التنمية اإلقتصادية‪ ،‬خاصة يف دول العامل الثالث ذات االقتصادايت‬
‫الريعية‪ ،‬حيث أن تبين خيار االستثمار واالعتماد على الطاقات املتجددة يفتح اجملال لتحقيق مجلة من املكاسب‪،‬‬
‫سوآءا من انحية املسامهة يف ختفيض معدالت استنزاف املوارد الطاقوية الناضبة‪ ،‬من خالل املسامهة يف مزيج‬
‫الطاقة العاملي‪ ،‬ابإلضافة إىل خلق فرص حقيقية الكتساح أسواق تطبيقات الطاقة و املسامهة يف حتسني مستوى‬
‫املعيشة ابالعتماد على خلق فرص عمل‪ ،‬فضال عن دورها يف دعم ديناميكية االبتكار والتقدم التكنولوجي‬
‫الصديق للبيئة‪.‬‬

‫وعليه فإن استثمار اإلمكانيات وتطوير الطاقات املتجددة (املستقبلية) وخمتلف تطبيقاهتا خيار إسرتاتيجي‬
‫للفرتة احلالية جيب تذليل العواقب أمامه وذلك لالستفادة من خمتلف ميكانيزمات التنمية املستدامة‪ ،‬يف ظل‬
‫االنفتاح االقتصادي العاملي واالنصهار ملختلف األهداف احمللية واإلقليمية والدولية يف بوتقة التغلب على حتدايت‬
‫الفرتة القادمة‪ ،‬واليت ترتبط بصورة وثيقة مع ملف الطاقة‪ ،‬وتعد آلية التنمية النظيفة اليت مت إقرارها من خالل مؤمتر‬
‫كيويو‪ ،‬مبثابة احلل األمثل إلحالل أمناط االستخدام واإلنتاج املستدامة‪ ،‬لتعظيم مكاسب البلدان النامية خاصة‬
‫فيما يتعلق بنقل التكنولوجيا الصديقة للبيئة‪ ،‬والتمهيد لالنتقال والتحول التدرجيي حنو الطاقات املتجددة لكسب‬
‫رهان أمن الطاقة العاملي‪ ،‬كما تعد حتمية مستقبلية يف إطار خطط البلدان النامية إلعادة هيكلة بنيتها اإلقتصادية‬
‫لالستجابة ملتطلبات االستدامة‪ ،‬والتحرر من التبعية املطلقة لقيد نضوب املوارد الطاقوية التقليدية‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل اعتماد التنويع االقتصادي املستدام‪ ،‬وترتيب مساعي التحول االقتصادي اآلمن حنو االستدامة ولعل‬
‫التجربة الصينية أحسن جتربة ميكن االقتداء هبا‪ ،‬ويف النهاية خلصت دراستنا إىل جمموعة من النتائج واالستنتاجات‬
‫متثلت فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تضمن الطاقة املتجددة حتقيق أمن ال طاقة على املستويني احمللي والعاملي‪ ،‬وحتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬إذ تعترب‬
‫الطاقة الشمسية طاقة الرايح وغريها من املصادر البديلة املوجودة يف الطبيعة طاقات نظيفة صديقة للبيئة‪ ،‬آمنة‬
‫ال تنضب ومستدامة‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫اخلامتة‬

‫‪ -‬تعترب التجربة الصينية يف جمال الطاقات املتجددة فريدة من نوعها‪ ،‬كوهنا استطاعت يف السنوات األخرية أن‬
‫تقفز للمرتبة األوىل عامليا يف هذا اجملال‪.‬‬

‫‪ -‬إن التحول الطاقوي يف الصني من الطاقات التقليدية امللوثة للبيئة وغري املستقرة اجتاه الطاقات املتجددة‬
‫الصديقة للبيئة واملتوفرة ابستمرار‪ ،‬يسري بوترية متسارعة جدا‪ ،‬بفضل توفر ثالثة عناصر هي التكنولوجيا‪ ،‬القوانني‬
‫وسياسة التشجيع احلكومي ابإلضافة لرأس املال‪.‬‬

‫وعلى ضوء النتائج السابقة نقرتح التوصيات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬التفكري جبدية يف مسألة التحول الطاقوي‪ ،‬وال يبقى احلديث عنه يف املنابر واالجتماعات فقط‪.‬‬

‫‪ -‬ينبغي على كل دول العامل التوجه حنو االستثمار يف الطاقات املتجددة وإنتاجها واستغالهلا لتحقيق األمن‬
‫الطاقوي وتعزيزه واحملافظة على التوازن البيئي بدال عن الطاقة األحفورية‪.‬‬

‫‪ -‬اإلسراع يف التحول الطاقوي لتعزيز األمن الطاقوي على املستوى العاملي مير حتما عرب تنظيم اإلطار القانوين‬
‫املشجع ل لطاقات املتجددة‪ ،‬والدعم املايل لألحباث يف هذا اجملال‪ .‬ابإلضافة إىل فتح اجملال لالستثمار اخلاص‬
‫الوطين منه واألجنيب‪.‬‬

‫‪ -‬لقد أعطت الصني بتجربتها عدة أفكار وسياسات فعالة يف جمال الطاقة املتجددة ميكن انتهاجها واالستفادة‬
‫منها بسهولة داخل الدول‪ ،‬وخاصة الدول النامية‪.‬‬

‫‪ -‬استغالل سياسات الدعم والتحفيز ملشاريع الطاقات املتجددة‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫قائمة املراجع ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬املراجع ابللغة العربية‪:‬‬
‫املصادر‪:‬‬
‫‪ .1‬القرآن الكرمي‪ ،‬سورة قريش‪.‬‬
‫‪ .2‬أحالم زواوية‪ ،‬دور اقتصادايت الطاقات املتجددة يف حتقيق التنمية اإلقتصادية املستدامة يف الدول‬
‫العربية‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة األوىل‪.2014 ،‬‬
‫‪ .3‬أمحد تلميذ‪" :‬التنافس العاملي على موارد الطاقة"‪ :‬املنظور اهلندي يف‪ :‬الصني واهلند والوالايت املتحدة‬
‫األمريكية‪ :‬التنافس على موارد الطاقة‪ ،‬مركز اإلمارات للدراسات والبحوث اإلسرتاتيجية‪ ،‬أبو ظيب‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪.2008 ،‬‬
‫‪ .4‬إدوارد كاسيدي‪ ،‬س‪ .‬بيرت غرومسان ز‪ ،.‬ترمجة الدملوجي صباح صديق‪ ،‬مدخل إىل الطاقة‪ :‬املصادر‬
‫والتكنولوجيا واجملتمع ‪ ،‬سلسلة كتب التقنيات اإلسرتاتيجية واملتقدمة‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪،‬‬
‫الرايض‪.2010 ،‬‬
‫‪ .5‬أديب خضور‪" ،‬أولوية تطوير اإلعالم األمين العرب‪ :‬واقعه وآفاق تطويره"‪ ،‬الرايض‪ :‬أكادميية انيف‬
‫للعلوم األمنية‪.1999 ،‬‬
‫‪ .6‬أمني هويدي‪" ،‬العسكرة واألمن يف الشرق األوسط وأتثريمها على األمن والدميقراطية "‪ ،‬ط‪ ،1‬بريوت‪:‬‬
‫دار الشرق‪.1991 ،‬‬
‫‪ .7‬براون ر‪ .‬ليسرت‪ ،‬ترمجة اجلمل أمحد أمني‪ ،‬اقتصاد البيئة‪ :‬اقتصاد جديد لكوكب األرض‪ ،‬اجلمعية املصرية‬
‫لنشر املعرفة والثقافة العاملية‪ ،‬ط ‪ ،01‬القاهرة‪.2003 ،‬‬
‫‪ .8‬جيم روجرز‪" ،‬مارد يف الصني" (أمين طباع)‪ ،‬العبيكان‪.2011 ،‬‬
‫‪ .9‬عنرت بن عبد النور‪ ،‬البعد املتوسطي لألمن اجلزائري‪ ،‬اجلزائر‪ :‬املكتبة العصرية للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ .10‬مارتن غرينيتش تريي أوكالهن‪ " ،‬املفاهيم األساسية يف العالقات الدولية"‪ ،‬ديب‪ :‬مركز اخلليج لألحباث‪،‬‬
‫‪.2008‬‬
‫‪ .11‬حممد األمني البشري‪" ،‬األمن العرب‪ :‬املقومات واملعوقات"‪ ،‬الرايض‪ :‬أكادميية انيف العربية للعلوم‬
‫األمنية‪.2000 ،‬‬
‫‪ .12‬حممد بن محد آل الشيخ‪ ،‬اقتصادايت موارد الطبيعة والبيئة‪ ،‬دار كنعان‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪،‬‬
‫‪.2007‬‬

‫‪113‬‬
‫‪ .13‬حممد خدجية عرفة‪ ،‬أمن الطاقة وآاثره اإلسرتاتيجية‪ ،‬اململكة العربية السعودية (الرايض)‪ :‬جامعة انيف‬
‫للعلوم األمنية‪.2014 ،‬‬
‫‪ .14‬جناة النجش‪ ،‬الطاقة والبيئة والتنمية املستدمية‪ :‬آفاق ومستجدات‪ ،‬املعهد العريب للتخطيط‪ ،‬الكويت‪،‬‬
‫‪. 2001‬‬
‫‪ .15‬يوسف شكري فرحات‪" ،‬معجم الطالب"‪ ،‬لبنان‪ :‬بريوت‪ :‬دار الكتاب العلمية‪.2001 ،‬‬
‫اجملالت واملوسوعات‪:‬‬
‫‪ .1‬يرت ميسني ليزيل هنرت‪ ،‬الشرق األوسط وإسرتاتيجيات الطاقة املتجددة بدائل الطاقة النووية‪ ،‬ترمجة عماد‬
‫شيحة‪ ،‬املركز العريب للدراسات اإلسرتاتيجية‪ ،‬ترمجات إسرتاتيجية‪ ،‬العدد ‪ ،44‬ديسمرب ‪.2009‬‬
‫‪ .2‬عيساوي علي‪ ،‬آفاق االستثمار يف قطاع الطاقة العرب يف منظور متحول‪ :‬تقييم أبيكوب‪ ،‬جملة النفط‬
‫والتعاون العريب‪ ،‬اجمللد السادس والثالثون‪ ،‬العدد ‪ ،134‬صيف ‪.2010‬‬
‫‪ .3‬فريدة كايف‪ " ،‬الطاقات املتجددة بني حتدايت الواقع ومأمول املستقبل "‪ :‬التجربة األملانية منوذجا‪ ،‬حبوث‬
‫اقتصادية عربية‪ ،‬العددان ‪ ،75 ،74‬ربيع ‪.2016‬‬
‫‪ .4‬حممد مصطفى حممد اخلياط‪ ،‬حمطات مركزات الطاقة الشمسية‪ ،‬مقال نشر يف جملة الكهرابء العربية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،99‬جانفي ‪.2010‬‬
‫‪ .24 .5‬محى التنافس بني الصني وأمريكا‪ :‬بني خفض االعتماد على الواردات وأتمني إمدادات مستقرة‪ ،‬جريدة‬
‫الشرق األوسط‪ ،‬عدد ‪ 30 ،10229‬نوفمرب ‪.2006‬‬
‫‪ .6‬اخلياط حممد مصطفى‪" :‬الصني وخيار الطاقة البديلة"‪ ،‬السياسة الدولية‪ :‬عدد ‪ ،173‬يوليو ‪.2008‬‬
‫‪ .7‬دينا جالل‪ ،‬إنتاج الوقود احليوي يف إطار اإلقتصاد العاملي مع إشارة خاصة ابحلالة املصرية‪ ،‬جملة حبوث‬
‫اقتصادية عربية‪ ،‬العدد ‪ ،64‬جانفي ‪.2014‬‬
‫‪ .8‬مسري القرعيش‪ ،‬عبد الفتاح دندي‪ ،‬علي رجب وتركي احلمش‪ ،‬مؤمتر البرتول العاملي العشرون‪ :‬حلول الطاقة‬
‫للجميع‪ ،‬تعزيز التعاون واالبتكار واالستثمار‪ ،‬جملة النفط والتعاون العريب‪ ،‬اجمللد الثامن والثالثون‪ ،‬العدد‬
‫‪.2012 ،140‬‬
‫‪ .9‬عاصم عبد املنعم أمحد‪" ،‬طريق الصني إىل الطاقات املتجددة"‪ ،‬جملة أسيوط للدراسات البيئية‪ ،‬العدد ‪،42‬‬
‫(يوليو ‪.)2015‬‬
‫‪ .10‬عبد النور بن عنرت‪ ،‬تطور األمن يف العالقات الدولية‪ ،‬جملة السياسة الدولية‪ ،‬عدد ‪ ،155‬أفريل‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ .11‬علي أمحد عتيقة‪ ،‬دور الطاقة يف التعاون بني الشمال واجلنوب‪ ،‬جملة النفط والتعاون العريب‪ ،‬الكويت‪،‬‬
‫‪.1983‬‬

‫‪114‬‬
‫‪ .12‬حممد هشام اخلطيب‪ ،‬الطلب على الطاقة‪ ،‬املوسوعة العربية للمعرفة من أجل التنمية املستدامة‪ ،‬اجمللد‬
‫األول‪ :‬مقدمة عامة‪ ،‬الدار العربية للعلوم ا انشرون مبوجب اتفاق مع منظمة اليونسكو واألكادميية العربية‬
‫للعلوم‪ ،‬ط ‪ ،1‬بريوت‪.2006 ،‬‬
‫‪ .13‬نورهان الشيخ‪ ،‬سياسة الطاقة الروسية وأتثريها على التوازن اإلسرتاتيجي العاملي‪ ،‬سلسلة قضااي‪،‬‬
‫املركز الدويل للدراسات املستقبلية واإلسرتاتيجية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬أوت ‪.2009‬‬
‫الدراسات وامللتقيات‪:‬‬
‫‪ .1‬علي عبد هللا العرادي‪ ،‬ملف حول الطاقة املستدامة (املتجددة)‪ :‬دراسات وقوانني‪.2012 ،‬‬
‫‪ .2‬محدوش رايض‪ ،‬تطور مفهوم األمن والدراسات األمنية يف منظورات العالقات الدولية‪ ،‬ورقة حبثية قدمت‬
‫ضمن أشغال امللتقى الدويل األول حول اجلزائر واألمن يف املتوسط‪ :‬واقع وآفاق‪ ،‬قسم العلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫قسنطينة‪ ،‬يومي ‪ 29‬و‪ 30‬أفريل ‪.2008‬‬
‫‪. .3‬آيت زاين كمال‪ ،‬إليفي حممد‪ ،‬واقع وآفاق الطاقة املتجددة يف الدول العربية (الطاقة الشمسية وسبل‬
‫تشجيعها يف الوطن العرب)‪ ،‬حبوث وأوراق عمل امللتقى الدويل حول التنمية املستدامة والكفاءة اإلستخدامية‬
‫للموارد املتاحة‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة سطيف‪ ،‬املنعقد خالل الفرتة ‪ 7‬إىل‬
‫‪ 8‬أفريل ‪ ،2008‬اجلزء األول‪.‬‬
‫‪. .4‬بوقرة رابح‪ ،‬بن واضح اهلامشي‪ ،‬آاثر استغالل الطاقات املتاحة املتجددة على الدول العربية‪ ،‬حبوث وأوراق‬
‫عمل امللتقى الدويل حول التنمية املستدامة والكفاءة االستخدامية للموارد املتاحة‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬كلية العلوم‬
‫اإلقتصادية وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة سطيف‪ ،‬املنعقد خالل الفرتة ‪ 7‬إىل ‪ 8‬أفريل ‪.2008‬‬
‫‪ .5‬املناعي جاسم‪ ،‬التغري يف البيئة اإلقتصادية الدولية واالقتصادات العربية (الفرص والتحدايت)‪ ،‬مداخلة يف مؤمتر‬
‫العرب يف بيئة دولية متغرية‪ ،‬مركز اخلليج للدراسات‪ ،‬الشارقة‪ ،‬املنعقد يومي ‪ 7‬و‪ 8‬ماي ‪.2008‬‬
‫‪ .6‬زاهر أمحد حممد‪ ،‬طرق وأساليب توليد الطاقة وانعكاساهتا على ظاهرة االحتباس احلراري‪ ،‬ندوة ظاهرة‬
‫االحتباس احلراري وآاثره على أمن وسالمة اإلنسان‪ ،‬جامعة انيف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬اإلمارات العربية‬
‫املتحدة‪.‬‬
‫‪ .7‬حممد مصطفى اخلياط وإيناس حممد إبراهيم الشييت‪ ،‬إستخدام نظم املعلومات اجلغرافية يف تنمية مشروعات‬
‫الطاقة املتجددة‪ ،‬املؤمتر العلمي السابع عشر لنظم املعلومات وتكنولوجيا احلاسبات‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫التقارير‪:‬‬
‫‪ .1‬تقرير وزير اخلارجية للبيئة والغذاء والشؤون الريفية أبمر من صاحبة اجلاللة‪ ،‬إسرتاتيجية التنمية املستدامة حلكومة‬
‫اململكة املتحدة‪ ،‬برملان اململكة املتحدة‪ ،‬مارس ‪.2005‬‬
‫‪ .2‬منظمة األقطار العربية املصدرة للبرتول‪ ،‬تقرير األمني العام األربعون‪ ،‬الكويت‪.2013 ،‬‬
‫‪ .3‬منظمة األقطار العربية املصدرة للبرتول‪ ،‬تقرير األمني العام الثاين واألربعون‪ ،‬الكويت‪.2015 ،‬‬
‫‪ .4‬منظمة األقطار العربية املصدرة للبرتول‪ ،‬تقرير األمني العام احلادي واألربعون‪ ،‬الكويت‪.2014 ،‬‬
‫‪ .5‬اخلياط حممد مصطفى حممد‪ ،‬ماجد كرم الدين حممود‪ ،‬سياسات الطاقة املتجددة إقليميا وعامليا‪ ،‬هيئة الطاقة‬
‫اجلديدة واملتجددة‪ ،‬منشورات وزارة الطاقة والكهرابء‪ ،‬مصر‪.2009 ،‬‬
‫‪ .6‬اللجنة اإلقتصادية واالجتماعية لغريب آسيا (اإلسكوا)‪ ،‬الطاقة ألغراض التنمية املستدامة يف املنطقة العربية‪،‬‬
‫السكراترية الفنية جمللس الوزراء العرب املسئولني عن شؤون البيئة‪ ،‬برانمج األمم املتحدة للبيئة ومنظمة األقطار العربية‬
‫املصدرة للبرتول‪ ،‬أكتوبر‪.2004‬‬
‫‪ .7‬اهلواري حممد‪ ،‬ترشيد إستهالك الطاقة يف الدول العربية‪ :‬الدوافع واآلاثر اإلقتصادية‪ ،‬اجللسة الفنية الثانية‪:‬‬
‫إستهالك الطاقة وإمكانية ترشيده‪ ،‬مؤمتر الطاقة العريب التاسع املنعقد ابلدوحة أايم ‪ 9‬إىل ‪ 12‬ماي ‪.2010‬‬
‫‪ .8‬جمموعة البنك الدويل‪ ،‬حنو إسرتاتيجية جديدة بشأن الطاقة‪ ،‬املشاورات بشأن إسرتاتيجية الطاقة اخلاصة مبجموعة‬
‫البنك الدويل‪ ،‬منشورات جمموعة البنك الدويل ابللغة العربية‪.2010 ،‬‬
‫‪ .9‬مؤمتر الطاقة العريب العاشر‪ ،‬فرص ترشيد استهالك الطاقة يف الدول العربية‪ ،‬أبو ظيب‪ ،‬دولة اإلمارات العربية‬
‫املتحدة‪ 23 – 21 ،‬ديسمرب ‪.2014‬‬
‫‪ .10‬اخلياط حممد مصطفى حممد‪ ،‬حبث عن آليات تنمية متويل مشروعات الطاقة املتجددة يف مصر‪ ،‬حبوث‬
‫مركز إعداد القادة للقطاع احلكومي يف إطار برانمج الرتقي لدرجة مدير عام‪ ،‬هيئة الطاقة اجلديدة واملتجددة‪ ،‬وزارة‬
‫الكهرابء والطاقة‪ ،‬مصر‪.2009 ،‬‬
‫الرسائل واألطروحات‪:‬‬
‫‪ .1‬فريدة كايف‪ ،‬الطاقات املتجددة ودورها يف اإلقتصاد ومحاية البيئة – دراسة حالة اجلزائر – أطروحة دكتوراه‪،‬‬
‫كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيري‪ ،‬قسم العلوم اإلقتصادية‪ ،‬جامعة ابجي خمتار عنابة‪ ،‬اجلزائر‪.2015 ،‬‬
‫‪ .2‬أمينة خملفي‪ " :‬أثر تطور أنظمة استغالل النفط على الصادرات دراسة حالة اجلزائر ابلرجوع إىل بعض‬
‫التجارب العاملية" أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه يف العلوم اإلقتصادية‪ ،‬جامعة قاصدي مرابح ورقلة‪ ،‬نوقشت‬
‫يوم ‪ 11‬مارس ‪.2013‬‬
‫‪ .3‬عبد الغين جغبالة‪ " :‬أمهية املوارد الطاقوية يف حتقيق التنمية املستدامة "‪ ،‬مذكرة ليسانس ختصص تسيري‬
‫واقتصاد‪ ،‬ورقلة‪.)2012 – 2011( ،‬‬

‫‪116‬‬
:‫المواقع االلكترونية‬

‫ نقال‬."‫ برنامج بحث في األمن المجتمعي‬،‫" إعادة صياغة مفهوم األمن‬،‫عادل زقاغ‬- .1
‫ تاريخ‬،: http:/www.geocities.com/adel.zaggagh/links.html ‫عن موقع‬
.2021/02/15 : ‫اإلطالع‬
https://www.m3aarf.com 2021/02/12 :‫ تم االطالع يوم‬.2

:‫اثنيا املراجع ابللغة األجنبية‬


I.BOOKS :
1. Andres Speed, Energy Policy and Regulation in the people is
Republic of china. New York, Kluwer, 2004.
2. Barry Buzan, People States and fear: an agenda for international
Security Studies, Cambridge University Press, 1991.
3. Erica S, Downs Energy Security Series; China. The Brookings
Foreign policy studies, Brookings institution, December 2006.
4. James is Square, BP Statistical Review of World, London, 64th
edition, June 2015.
5. John Baylis and Steve Smith ،“Globalization of World Politics “,
Second Edition ،New York : Oxford University Press, 2001.
6. kevin D. Stringer. Energy Security; Applying a Portfolio Approach,
Baltic Security and Defence Review; Volume 10,2008.
7. Le petit Larousse ،France: Edition Larousse, 2001.
8. Qinhua and William Chung, China is energy policy from national and
international perspectives: the energy revolution and one belt one
road initative, city university of Hong kong press, Hong kong 2016.
9. Verrastro F, Providing energy Security in An Interdependence
world, the Washington Quarterly, USA, 2007.
10. Yerjin D ،The Quest: energy ،security and the Remaking of the
western World ،penguin 2011, UK.
II. periodicals:
1. Bloomberg New Energy Finance, Global Renewable Energy Market
Outlook: Executive Summary, UK, November 2011.

117
2. Camen Becerril, Energy Business Council, The Journal of the
International Energy Agency, Issue No.1, International Energy
Agency, Paris, Autumn 2011.
3. Chen Shao Feng, Assessing the impact of China is foreign energy
quest on its energy security. EAI Working Paper No. 145. 3 March
2009.
4. Christian Constantin,” China is Conception of Energy Security”:
Sources and International Impacts. Working Paper No.43. March
2005.
5. David Pimentel, Biofuels, Soler And Wind as Renewable Energy
System Benefits and Risks, Cornel University Collego of Agricuture
ans Life Sciences 5126 Comstoch hall Ithacam, USA, 2008.
6. Erica S. Downs. The Chinese Energy Security Debate. The China
Quarterly; 2004.
7. Frank Unbeach,” German Debates on Energy Security and impacts
on Germany is 2007 UE Presidency” ،Antonio Marquina (ED) ،
Energy Security Visions from Asia and Europe. First published,
Palgrane Macmillan. New York, 2008.
8. Jose Roberto Concha Velasquez and Bernhard Pichler, China is
increasing economy and the impacts on its energy strategy, Estudios
gerenciales; No.117, October – December 2010.
9. Marie – Helene Schwoob, les energies renouvelables en chine :
l’enjeu de la cooperation international, Asia Center, paris, 2012.
10. renewable Energy Policy Network for the 21st Cent
11. Tonsjo O ،Hediging Against oil Dependency: New Perspective:
Energy Security: international relations, 2010.
12. Wavero O, Politics Security Therory, Security Dialogue, K, 2011.
III. Reports
1. Bloomberg New Energy Finance, Global Renewable Energy Market
Outlook: Executive Summary, UK, November 2011.
2. Chams Eddine hitour, pour une Stratégie Energetique de L’Algérie al
horizon 2030, office des publication universitaire, Alger, 2003.

118
3. Christian Winzar ،CONCEPTUALIZING ENERGY SECURITY,
EPRG Working paper. Cambridge Working paper in Economics,
University of Cambridge, London, August 2011.
4. Conseil Superieur de La Formation et de La Recherche Strategiques,
Securite energetique en Chine et en Inde, Asia Center, Paris 2014.
5. david Nelson, Brendan Pierpont, The Challenge of Institutional in
Renewable Energy, report of Climate Policy Initative, 2013.
Emerging Global Energy Securite Risks. The ECE Energy Series NO.
36. The United Nation Commission for Europe. 2007.
6. Renewable Energy Policy Network for the 21 st Century (2016),
Renewable 2016, Global Status Report.
7. renewable Energy Policy Network for the 21st Cent
IV. Web sites
1. BSI economics, la chine face au defies de la dependence energetiaue
II, www.bsi-economics.org/images/defichinedepener.pdf. Date de
visite : 02/04/2021.
2. Davor, 2015, China – hydropower as the right solution? www.our-
energy.com/china, date de visite: 08/04/2021.
3. Hamayoun Khan, “China is Energy Drive and Diplomacy
“International Review: p. 94, www.siis .org
.cn/20081217174045S1QX.PDF.
4. Institut des hautes études pour la science et la technologie, l’avenir
du marché de l’energie en chine, Aout 2016,
https://www.ihest.fr/IMG/pdf date de visite : 05/04/2021.
5. Michel Dillon،” politics of security” ،London : Routledge ,1996, .in:
http//www.Routledge.com/books/search.

119
‫قائمة األشكال‬
‫واجلداول‬
‫قائمة اجلداول‪:‬‬
‫رقم الصفحة‬ ‫عنوان اجلدول‬ ‫رقم اجلدول‬
‫‪08‬‬ ‫فوائد استخدام الطاقات املتجددة‪.‬‬ ‫‪01‬‬
‫‪10‬‬ ‫مقارنة الطاقات املتجددة مع الطاقة التقليدية‪.‬‬ ‫‪02‬‬
‫‪12‬‬ ‫إمجايل القدرة املركبة من الطاقة الشمسية احلرارية يف العامل‪.‬‬ ‫‪03‬‬
‫‪13‬‬ ‫إمجايل القدرة املركبة من الطاقة الشمسية الضوئية يف العامل لسنة ‪.2014‬‬ ‫‪04‬‬
‫‪15‬‬ ‫قدرات اإلنتاج العاملية من طاقة الرايح ابمليغاواط للفرتة من ‪ 2008‬إىل‬ ‫‪05‬‬
‫‪.2011‬‬
‫‪16‬‬ ‫إمجايل استغالل الطاقة املائية يف العامل سنة ‪.2014‬‬ ‫‪06‬‬
‫‪18‬‬ ‫إمجايل إستهالك طاقة الكتلة احليوية يف العامل لسنة ‪.2014‬‬ ‫‪07‬‬
‫‪21‬‬ ‫إمجايل إستهالك الطاقة اجلوفية احلرارية يف العامل لسنة ‪.2014‬‬ ‫‪08‬‬
‫‪32‬‬ ‫مقارابت األمن الطاقوي‪.‬‬ ‫‪09‬‬
‫‪41‬‬ ‫إمجايل القدرة املركبة من طاقة الرايح يف العامل (ابجليغاواط)‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪51‬‬ ‫إنتاج الطاقة إبستخدام اخلالاي الفولت وضوئية عام ‪ 2009‬يف بعض دول‬ ‫‪11‬‬
‫العامل‪.‬‬
‫‪64‬‬ ‫مستوايت وآاثر التعاون بني الدول املتقدمة والنامية يف جمال الطاقة املتجددة‪.‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪86‬‬ ‫إمجايل استهالك عناصر الطاقة يف الصني‪.‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪89‬‬ ‫ترتيب اخلمس دول األوىل عامليا يف جمال االستثمار يف الطاقات املتجددة‬ ‫‪14‬‬
‫(االستثمار السنوي ‪ /‬الطاقة اإلضافية السنوية ‪ /‬اإلنتاج لعام ‪.) 2016‬‬
‫‪90‬‬ ‫الدعم املايل للطاقات املتجددة يف فرتة اخلطة اخلماسية الثانية عشر (مبليارات‬ ‫‪15‬‬
‫الدوالرات األمريكية )‪.‬‬
‫‪92‬‬ ‫ترتيب الدول على مستوى العامل يف جمال طاقة الرايح عام ‪.2011‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪94‬‬ ‫ترتيب الشركات العاملية يف طاقة الرايح عام ‪2011‬‬ ‫‪17‬‬
‫‪98‬‬ ‫السعر املقدر ملزرعة الطاقة الفولتية يف الصني ما بني عامي‪– 2010 :‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪.2012‬‬
‫قائمة األشكال‪:‬‬

‫رقم الصفحة‬ ‫عنوان األشكال‬ ‫رقم الشكل‬


‫‪07‬‬ ‫أمهية الطاقات املتجددة‪.‬‬ ‫‪01‬‬
‫‪30‬‬ ‫األمن الطاقوي حسب الوكالة الدولية للطاقة‪.‬‬ ‫‪02‬‬
‫‪36‬‬ ‫تطور استهالك الطاقة يف العامل من سنة ‪ 1989‬إىل غاية سنة‪. 2014‬‬ ‫‪03‬‬
‫‪37‬‬ ‫استهالك الطاقة حسب كل منطقة سنة ‪.2014‬‬ ‫‪04‬‬
‫‪38‬‬ ‫استهالك الطاقة حسب مصادرها سنة ‪.2014‬‬ ‫‪05‬‬
‫‪45‬‬ ‫مسامهة الكتلة احليوية من جمموع االستهالك النهائي للطاقة يف العامل‬ ‫‪06‬‬
‫هناية ‪.2014‬‬
‫‪46‬‬ ‫طاقة احلرارة اجلوفية واإلضافات للبلدان العشرة األوائل وبقية العامل‪.‬‬ ‫‪07‬‬
‫‪47‬‬ ‫نسبة إستهالك الطاقة املتجددة كوقود من االستهالك العاملي لسنة‬ ‫‪08‬‬
‫‪.2015‬‬
‫‪50‬‬ ‫قدرة توليد طاقة الرايح يف بلدان خمتارة من العامل‪.‬‬ ‫‪09‬‬
‫‪52‬‬ ‫توسع االستثمارات اجلديدة يف قطاع الطاقات املتجددة من سنة‬ ‫‪10‬‬
‫‪ 2004‬إىل سنة ‪( 2011‬مبليار دوالر )‪.‬‬
‫‪53‬‬ ‫االستثمارات اجلديدة يف الطاقة املتجددة على صعيد العامل ما بني‬ ‫‪11‬‬
‫(‪ )2015 – 2005‬ابملليار دوالر‪.‬‬
‫‪54‬‬ ‫االستثمارات اإلضافية ملصادر الطاقة املتجددة بني الفرتتني‬ ‫‪12‬‬
‫(‪ )2015 – 2014‬ابملليار دوالر‪.‬‬
‫‪55‬‬ ‫نطاق تكاليف توليد الكهرابء حسب التكنولوجيا املستخدمة يف العامل‬ ‫‪13‬‬
‫للفرتة بني (‪.)2016 – 2010‬‬
‫‪57‬‬ ‫تقديرات عدد الوظائف يف جمال الطاقة املتجددة لسنة ‪.2016‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪81‬‬ ‫أهم العناصر املكونة إلسرتاتيجية الصني ألمن الطاقة‪.‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪88‬‬ ‫مزيج الطاقة يف ‪.2020‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪96‬‬ ‫الرتكيبات العاملية الرتاكمية للطاقة الشمسية الكهروضوئية‪.‬‬ ‫‪17‬‬
‫‪97‬‬ ‫سعر الوحدة الكهروضوئية لكل واط‪.‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪101‬‬ ‫القدرة املركبة من البيوماس ابجليغاواط‪.‬‬ ‫‪19‬‬
‫‪102‬‬ ‫احلجم السنوي من إنتاج البيوجاس ب (مليار مرت مكعب)‪.‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪105‬‬ ‫مثلث توازن عرض الطاقة املتجددة‪.‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪106‬‬ ‫منو عرض الطاقة اإلمجالية من سنة ‪ 1971‬إىل غاية سنة ‪.2004‬‬ ‫‪22‬‬
‫‪106‬‬ ‫نسب منو عرض الطاقة املتجددة للفرتة ما بني ‪ 1971‬إىل سنة‬ ‫‪23‬‬
‫‪.2004‬‬
‫‪107‬‬ ‫توقعات ارتفاع الطلب على الطاقات املتجددة حبلول سنة ‪2030‬‬ ‫‪24‬‬
‫حسب كل قطاع‪.‬‬
‫فهرس احملتوايت‬
‫فهرس احملتوايت‬
‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫أ–ز‬ ‫املقدمة‬
‫‪01‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي والنظري لدراسة الطاقات املتجددة واألمن الطاقوي‪.‬‬
‫‪02‬‬ ‫متهيد‬
‫‪03‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬مدخل إىل الطاقات املتجددة‪.‬‬
‫‪03‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬مفهوم الطاقة املتجددة‪.‬‬
‫‪05‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬أمهية وخصائص الطاقات املتجددة‪.‬‬
‫‪06‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬أمهية الطاقات املتجددة وفوائد استخدامها‪.‬‬
‫‪09‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬خصائص الطاقات املتجددة‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬أنواع ومصادر الطاقات املتجددة‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الطاقة الشمسية‪.‬‬
‫‪14‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬طاقة الرايح والطاقة املائية‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬طاقة الكتلة احليوية وطاقة احلرارة األرضية‪.‬‬
‫‪22‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬ماهية األمن الطاقوي‬
‫‪22‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬مفهوم األمن‬
‫‪25‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬تعريف األمن الطاقوي‬
‫‪30‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬األمن الطاقوي يف نظرية العالقات الدولية‬
‫‪34‬‬ ‫الفصل الثاين‪ :‬التوجه العاملي حنو الطاقات املتجددة كبديل للطاقات التقليدية لتعزيز األمن‬
‫الطاقوي‬
‫‪35‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬أسباب تنامي االهتمام ابلطاقات املتجددة عامليا‪.‬‬
‫‪36‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬االرتفاع املطرد الستهالك الطاقة عامليا‬
‫‪37‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬حتقيق أمن الطاقة العاملي‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬اختالل التوازن البيئي ومتطلبات التنمية املستدامة‬
‫‪40‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬اقتصادايت الطاقة املتجددة يف العامل‬
‫‪41‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬املؤشرات اإلقتصادية ملصادر الطاقات املتجددة‬
‫‪47‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬واقع استهالك وإنتاج الطاقة املتجددة يف العامل‬
‫‪47‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬استهالك الطاقة املتجددة عامليا‪.‬‬
‫‪48‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬تطور إنتاج الطاقات املتجددة يف العامل‬
‫‪53‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬اجلدوى والفاعلية اإلقتصادية للطاقة املتجددة‪.‬‬
‫‪53‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬حجم االستثمار العاملي يف الطاقات املتجددة‪.‬‬
‫‪55‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬تكاليف الطاقة املتجددة‪.‬‬
‫‪57‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تقديرات فرص العمل يف مشاريع الطاقة املتجددة‪.‬‬
‫‪59‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬سياسات وإسرتاتيجيات تبين اقتصادايت الطاقات املتجددة وآليات متويلها‪.‬‬
‫‪59‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬سياسات وتشريعات الطاقة املتجددة عامليا‪.‬‬
‫‪60‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬سياسات تنمية الطلب واإلنتاج‬
‫‪63‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬سياسات تشجيع التصنيع احمللي ودعم استخدام الطاقة املتجددة‬
‫‪65‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬إسرتاتيجيات حتفيز ودعم قطاع الطاقة املتجددة حمليا ودوليا‪.‬‬
‫‪65‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬إسرتاتيجيات حتفيز قطاع الطاقة املتجددة حمليا‬
‫‪66‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬إسرتاتيجيات حتفيز قطاع الطاقة املتجددة دوليا‬
‫‪67‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬آليات متويل مشاريع الطاقات املتجددة‪.‬‬
‫‪68‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬االستثمارات العاملية‬
‫‪70‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬استثمارات القطاع احلكومي‪.‬‬
‫‪71‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬استثمارات القطاع اخلاص يف الطاقة املتجددة‪.‬‬
‫‪73‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬جتربة الصني يف االعتماد على الطاقات املتجددة لتعزيز أمنها الطاقوي‬
‫‪74‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬األمن الطاقوي يف اإلسرتاتيجية الصينية‪.‬‬
‫‪74‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬املفهوم الصيين ألمن الطاقة‪.‬‬
‫‪79‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬مرتكزات إسرتاتيجية الصني ألمن الطاقة‬
‫‪87‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬جتربة الصني يف جمال الطاقات املتجددة‪.‬‬
‫‪87‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬ختفيض نسبة الفحم من املزيج الطاقوي‪.‬‬
‫‪88‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬االستثمار يف الطاقات املتجددة يف الصني‪.‬‬
‫‪102‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬تكنولوجيات الطاقة املتجددة يف الصني‪.‬‬
‫‪103‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬أسواق وآفاق استثمارات الطاقة املتجددة عامليا‬
‫‪104‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬توقعات الطلب املستقبلي وعرض الطاقة املتجددة‬
‫‪108‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬آفاق قطاع الطاقات املتجددة عامليا‬
‫‪110‬‬ ‫خامتة‬
‫‪/‬‬ ‫قائمة املراجع‬
‫‪/‬‬ ‫قائمة اجلداول‬
‫‪/‬‬ ‫قائمة األشكال‬
:‫ملخص‬

‫ إذ تشكل‬،‫تعترب الطاقات املتجددة أحد أهم البدائل املتاحة لتحقيق األمن الطاقوي وحتقيق التنمية املستدامة‬
‫إمداداهتا عامال أساسيا يف دفع عجلة اإلنتاج وحتقيق االستقرار والنمو االقتصادي واألمن الطاقوي يف حال‬
‫ وهذا ما دفع دول العامل للتوجه حنو االستثمار واإلنتاج واستغالل الطاقات املتجددة‬،‫نضوب نظريهتا التقليدية‬
،‫ أوراب‬،‫ أملانيا‬،‫ الياابن‬،‫ حيث احتلت الصني املرتبة األوىل عامليا قبل الوالايت املتحدة األمريكية‬،‫بوترية متزايدة‬
.‫ وغريهم‬،‫اهلند والربازيل‬

‫ راجعة إىل‬،‫وكانت رايدة الصني يف جمال الطاقات املتجددة يف إطار سعيها احلثيث لتحقيق أمنها الطاقوي‬
‫انتهاجها إلسرتاتيجية انجعة من خالل تبين سياسات دعم وحتفيز مشاريع وشركات الطاقات املتجددة وخاصة‬
‫ وعلى الصني إذا أرادت حتقيق توجه أمثل ملثل هذه الطاقات إجياد آليات أكثر‬،‫طاقة الرايح والطاقة الشمسية‬
‫لتحفيز االبتكار والتطوير يف جمال تكنولوجيا الطاقات املتجددة وتشجيع مواطنيها على استهالكها ألن الطاقات‬
.‫املتجددة تكفل استمرار النمو االقتصادي وابلتايل حتقيق االستقرار اإلجتماعي والسياسي يف الصني‬

.‫ الطاقات املتجددة يف الصني‬،‫ األمن الطاقوي‬،‫ الطاقات املتجددة‬:‫الكلمات املفتاحية‬

Abstract:
Renewable energies are one of the most important alternatives available
to achieve energy security and achieve sustainable development, as their
supplies constitute a fundamental factor in pushing the wheel of production,
achieving stability, economic growth and energy security in the event that their
traditional counterpart is depleted, and this is what pushed the countries of the
world to move towards investment and production And the exploitation of
renewable energies at an increasing rate, as China ranked first in the world
before the United States of America, Japan, Germany, Europe, India and Brazil,
and others.
China's leadership in the field of renewable energies was part of its
relentless pursuit of its energy security, due to its adoption of an effective
strategy by adopting policies to support and stimulate renewable energy
projects and companies, especially wind and solar energy, and if China wants
to achieve an optimal approach like These energies create more mechanisms to
stimulate innovation and development in the field of renewable energy
technology and encourage its citizens to consume them because renewable
energies ensure the continuation of economic growth and thus achieve social
and political stability in China.
Key words: renewable energies, energy security, renewable energies in China

You might also like