Professional Documents
Culture Documents
قســم الحقـوق
لجنــــــــــــــة المــــــــــنـــــــاقـــشة:
أ .شـــــــــوقي ســـــمير ...أستاذ دكتور ..رئيسا جامعة محمد لمين دباغين -سطيف 2
أ .كرد الواد مصطفى ..أستاذ مساعد أ ..مشرفا ومقر ار جامعة محمد لمين دباغين -سطيف 2
د .قــــــــــــــــــلو لــــيليا أستاذة محاضر أ...ممتحنا جامعة محمد لمين دباغين -سطيف2
إلى كل أفراد عائلتي ،وأخص بالذكر إخوتي األعزاء :بسمة ،حسام ،دنيا ،
مرية ،سيد أحمد .
إلى كل أصدقائي ،وإلى زمالء الدراسة ،الى كل من علمني حرفا ،وأخذ بيدي
في سبيل تحصيل العلم والمعرفة خالل مشواري الدراسي .
حـــــــمــــــــدي دفـــــــــــاف
قبل كل شيء نشكر هللا عزوجل الذي رزقنا من العلم ما لم
نكن نعلمه ونحمده حمدا كثي ار يليق بعظمته وجالل قدره وكثرة نعمه
نتقدم بالشكر الكبير الى األستاذ :كرد الواد مصطفى ،على قبوله االشراف على
المذكرة ،وعلى كل ارشاداته ونصائحه وتوجيهاته القيمة التي أفادنا بها طول
مرحلة هذا العلم ،فما يسعنا ِاآل أن نقول له
والشكر الى كل ما ساعدنا في انجاز هذا العمل المتواضع من قريب أو بعيد .
مقدمـــــــــة
مقدمة:
وتعرف البيئة في الوقت الراهن تدهور مستمر يعود إلى سوء تصرف اإلنسان
واعتداءاته العمدية والغير العمدية عليها ،لذا تعد مشكالت البيئة من أعقد المشاكل
التي تواجه العالم في الوقت الحاضر وتهدد وجوده مستقبال ومن أهمها التلوث
البيئي الذي هو في زيادة مستمرة ،فتهديد البيئة ليس وليد اليوم لكن لم يشكل قضية
تستدعي االنتباه إليها لعدم الشعور بمخاطر ذلك ،في حين تغير الوضع بعد بداية
الثورة الصناعية والزراعية حيث نجد أن البيئة أكثر عرضة للخطر ،وذلك بسبب
االستغالل غير العقالني لمواردها الطبيعية وإدخال ملوثات من مواد كيماوية
وصناعية ونفايات المصانع ونواتج احتراق الوقود.
وإزاء ما ط أر على المجتمعات من تقدم تكنولوجي هائل وما ترتب عنها من
أضرار خطيرة مست البيئة التي نعيش فيها ،كان لزاما على القانون الدولي اتخاذ
كافة التدابير التي تحد من التلوث وأض ارره الجسيمة ،وتعتبر المبادئ الخاصة
بمجال حماية البيئة من أنجع الوسائل القانونية في ذلك ،لذلك نجد عبر تطور
المجتمعات اإلنسانية كانت هناك دائما أجهزة مسؤولة عن حفظ النظام العام بكافة
عناصره الثالثة وضمان أمن اإلنسان وصحته وسكينته ،ولعل مكافحة التلوث البيئي
1
مقدمـــــــــة
يعتبر من ضمن أهداف القانون الدولي الذي حاول تشريع مبادئ قانونية لحماية
البيئة والحفاظ عليها.
* ضرورة التعرف على متطلبات تطبيق المبادئ الخاصة بحماية البيئة ليتسنى
لنا تحقيق حماية فعالة للبيئة.
* التعرف على كيفية عمل المبادئ الخاصة بحماية البيئة بالتطرق الى مختلف
جوانبها.
* الرغبة الذاتية والميول الشخصية اتجاه دراسة المواضيع المتعلقة بالبيئة .
* تخصص الباحثين في مجال قانون البيئة الذي يقيد مجال البحث في المواضيع
المتعلقة بالبيئة.
/2أهمية الموضوع:
يكتسي موضوع هذه الدراسة أهمية علمية بالغة تتجسد أساسا في أهمية الوجود
اإلنساني وكذا الكائنات الحية ،ومع تنامي المعرفة العلمية بالبيئة ومكوناتها تنامي
كذلك اإلدراك ألهمية حمايتها ،والحفاظ على البيئة وضرورة وقايتها من خطر
التلوث لم يعد كما كان سابقا من المسائل التي تقبل التأجيل والمفاوضة ،وذلك ألن
آثاره التي طالما حذر منها المختصون بدأت تظهر خطر ،وهو األمر الذي يقتضي
تسليط الضوء على هذا الموضوع والعمل على إيجاد حلول وبدائل صديقة للبيئة
تضمن التوازن بين احتياجات عيش اإلنسان من جهة وضوابط حماية الوسط الذي
يعيش فيه من جهة أخرى.
2
مقدمـــــــــة
/3أهداف الدراسة:
* الوقوف على شروط وآليات تطبيق المبادئ البيئية وكيفيات تعامل المجتمع
الدولي مع اختالل التوازن البيئي العالمي باعتمادهم على هذه المبادئ.
/4إشكالية الموضوع:
وترتبط في طيات هذه اإلشكالية عدة تساؤالت فرعية جاءت كما يلي:
-3كيف ساهم التشريع والقضاء في تكريس المبادئ البيئية؟ وكيف تم دمجها في
القانون والقضاء؟
-4فيما تتمثل أهمية ودور المبادئ البيئية وكيف تم تطبيقها من قبل القضاء
الجزائري؟
3
مقدمـــــــــة
/5المنهج المتبع في الدراسة:
إن الموضوع الذي نعالجه وطبيعة نوع المعلومات المتوفرة لدينا فرضت علينا
استخدام المنهج الوصفي والتحليلي.
/6الدراسات السابقة:
دراسة أكاديمية لدعاس نور الدين بعنوان :مبدأ الملوث الدافع في القانون
الدولي للبيئة ،مذكرة لنيل شهادة الماجسيتر ،تخصص قانون البيئة ،كلية الحقوق
والعلوم السياس ّة ،قسم الحقوق ،جامعة محمد األمين دباغين ،سطيف 2016 ،والتي
أفدتنا في مختلف تفاصيل البحث خاصة في فصل الثاني.
دراسة لزين الدين حمانة بعنوان :مبدأ الحيطة في القانون الدولي للبيئية ،مكملة لنيل
شهادة الماستر في العلوم القاونية ،تخصص قانون البيئة والتنمية المستدامة ،جامعة
العربي بن مهيدي أم البواقي ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق،2020 ،
4
مقدمـــــــــة
والتي اعتمدنا عليها في شرح وتحليل دور بعض المبادئ البيئية التي ذكرت في
فصل األول.
/7صعوبات الدراسة:
وال تخلو أي دراسة كانت من بعض الصعوبات والعراقيل والتي تجلت في
بحثنا هذا بمجموعة من النقاط كانت كاآلتي꞉
-قلة الدراسات السابقة المرتبطة كلياً أو جزئياً بموضوع الدراسة ،فهذا سيؤثر
بالتأكيد على جودة البحث العلمي ،وعلى قدرتنا في إثراء الدراسة بما تحتاجه من
مصادر ومراجع.
اقتضت االجابة على االشكالية الرئيسية ،أن يأتي عرض الموضوع في مقدمة
وفصلين يحتوي كل منهما على ثالثة مباحث.
وقد جاء الفصل األول :كإطار مفاهميمي حول المبادئ البيئية .
5
مقدمـــــــــة
والذي تضمن ثالثة مباحث:
المبحث األول :دور القضاء الجزائري في تطبيق المبادئ البيئية انطالقا من
أهميتها.
المبحث الثالث :تكريس التشريعي والقضائي للمبادئ البيئية وإدماجها على المستوى
القانوني والقضائي.
6
مقدمـــــــــة
الفصل األول:
اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية
7
اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية الفصل األول
الفصل األول:
مع تزايد األخطار المتعلقة بالبيئة ولحمايتها لجأ الدولي لخلق مبادئ وأدوات
تستعملها الدول كوسيلة لتحقيق أهدافها في مجال حماية البيئة من مختلف
االنتهاكات التي يسببها اإلنسان ،ونظ ار لعدم قابلية حاالت التلوث لإلصالح البيئي
في معظم األحيان فقد اعتمدت الدولة آليات تضمن منع حدوث أضرار تمس البيئة.
إن سياسة القانون الدولي في وضع هذه المبادئ الهدف منها هو حماية البيئة
والحفاظ عليها آخذا بعين االعتبار ضرورة النمو االقتصادي ،حيث تنقسم هذه
المبادئ إلى آليات وقائية قبلية تكون قبل حدوث النشاط تفاديا لحدوث الضرر
البيئي ،أما اآلليات الردعية البعدية فتكون في حالة حدوث مخالفات تهدد البيئة
تحاول من خاللها توقيف النشاط الذي يهدد البيئة أو تعديله وفقا للشروط المناسبة،
وغيره من المبادئ األخرى التي سيتم تناولها في هذا الفصل.
8
اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية الفصل األول
سعى المجتمع الدولي الى حماية البيئية من مختلف المخاطر التي تحيط بها،
وسارعوا بذلك الى عقد المعاهدات والمؤتمرات من أجل ايجاد حلول مناسبة لهذه
المعضلة ،وعلى اثر ذلك برزة فكرة المبادئ البيئية التي التزمت الدول بتجسيدها في
تشريعاتها وقوانينها الداخلية من أجل ضبط وتوفير الحماية البيئية ،وعلى ضوء ذلك
سنسعى الى الوقوف على نشأة هذه المبادئ في كنف المعاهدات الدولية وتطورها
والمفاهيم المتعلقة بها وهذا ماسنوضحه في الفروع الموالية.
اهتمام اإلنسان بالبيئة المحيطة به يرجع إلى عصور خلت ،لكن البارز منذ
القرن التاسع عشر تقريبا هو أن المشاغل والهموم البيئية اتخذت طابعا عالميا واسعا
مستفيدة في ذلك من تطور علوم اإلنسان ومناهجها ،وفي هذا الشأن ظهر ّأول
تقرير دقيق للمخاطر اإليكولوجية المحتملة سنة 1896وذلك عندما اعتبر العالم
1رياض صالح أبو العطا ،دور القانون الدولي في حماية البيئة ،ط ،2دار النهضة العربية ،القاهرة،2008 ،
ص ص . 75،73
9
اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية الفصل األول
عرفت المبادئ األساسية لحماية البيئة أول مرة في مؤتمر األرض بريو دي
جانيرو سنة 1992م ،وقد كان لهذا المؤتمر الصدى البالغ حيث أبرمت بعده العديد
من االتفاقيات الدولية مكرسة للمبادئ التي تبناها ،وجاءت كمزيج بين المبادئ
األساسية والمبادئ القانونية ومستوحاة من فكرة القانون المرن ،وسرعان ما انتقلت
1
إلى التشريعات الداخلية للدول.
وقد ركزت المبادئ األولى من اإلعالن على وجوب استغالل بعض المواد
الطبيعية غري المتجددة على نحو ال يؤدي إلى استنفاذها ،وأن على اإلنسان الحفاظ
1نورة بن عبد هللا ،المبادئ العامة لتحقيق البيئة المستدامة في التشريع الجزائري ،مجلة العلوم القانونية
والسياسية ،المجلد ،12العدد ،1جامعة الجزائر باتنة ،أفريل ، 2021ص .710
2سمير فاضل :االلتزام الدولي بعدم تلويث بيئة اإلنسان في ضوء اإلعالن الصادر مؤتمر البيئة ،المجلة
المصرية للقانون الدولي ،العدد ،34مصر ،1978،ص. 270 ،267 ،224
3رياض صالح أبو العطا ،مرجع سابق ،ص .58
10
اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية الفصل األول
على صور الحياة النباتية والحيوانية البرية ،ووجوب التوقف عن إلقاء فضالت
المواد السامة ،من خالل اتخاذ جميع اإلجراءات الكفيلة بتحقيق ذلك ،وإذا كانت
المبادئ والتوجيهات الصادرة عن مؤتمر استكهولم ال تتمتع في حد ذاتها بقيمة
إلزامية ،إال أن الكثير منها قد اكتسب قيمة قانونية كاملة سواء من خالل النص
عليها في االتفاقيات الدولية ،أو عبر العرف الدولي حيث يتشابه إن لم يكن يتطابق
مضمون التوصيات والق اررات الصادرة فيما بعد عن المؤتمرات الدولية المتعلقة
بالبيئة أو عن كثير من المنظمات الدولية مع مضمون وتوصيات ومبادئ مؤتمر
استكهولم.1
عقد المؤتمر عام ،1982وقد صدر عن هذا المؤتمر إعالن نيروبي المتكون
من عشرة بنود ،كان تأكيدا لمبادئ استكهولم التي لم تنفذ إال جزئيا ،بسبب عدم
توفر الموارد المالية ،وعدم تنسيق المناهج والجهود الدولية واإلقليمية إلدارة البيئية
2
فضال عن قلة الوعي البيئي.
وقد نص البند التاسع من إعالن نيروبي على أهم أسس القانون الدولي للبيئة
حيث يتبنى أن إعادة الحالة إلى ما كانت عليه قبل حدوث الفعل المسبب للضرر
البيئي ،يعد عملية شاقة ومكلفة ،لهذا يعد منع الضرر البيئي أفضل من إصالحه،
فبعض األضرار البيئية يمكن تحديد حجمها من خالل تقديم قيمة اآلثار المترتبة
عليه ،مثل الخطر الذي يهدد اآلثار التاريخية أو المناظر الطبيعية ،وإلى جانب
إعالن استكهولم للبيئة البشرية لعام ، 1972وإعالن نيروبي لعام 1982تبنت
1داود الباز ،حماية السكنية العامة معاجلة لمشكلة العصر في فرنسا ومصر ،دراسة مقارنة في القانون ،اإلدارة
البيئي والشرعية اإلسالمية ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،1998ص . 46
2البند ( ) 206من إعالن نيروبي.1982
11
اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية الفصل األول
الجمعية العامة لمنظمة األمم المتحدة سنة" 1982الميثاق العالمي للطبيعة "الذي
نادى بجملة من المبادئ منها :
من جهتها عقدت الجمعية العامة لألمم المتحدة سنة 1997دورة استثنائية
ُعرفت بـ" قمة األرض " 5+الستعراض تنفيذ جدول أعمال القرن21م ،وتقديم
توصيات لمواصلة العمل به ،كما أوضحت من خاللها أن البيئة في تدهور مستمر،
السنة اعتماد البروتوكول الشهير المعروف ببروتكول كيوتو للتّغيرات
وتم في نفس ّ
2
المناخية.
ومع بداية األلفية الثالثة عقد قادة الدول والحكومات في نيويورك ما ُعرف بقمة
تمخضت عنها األهداف اإلنمائية لأللفية The millenium
ّ األلفية ،والتي
،développent goalsحيث يرمي هدفها السابع إلى كفالة االستدامة
البيئية ،Ensure environmental stabilityودائما في مجال الجهود الدولية
التي مهدت األرضية الالزمة لظهور أهم مبادئ حماية البيئة ،ففي هذا الشأن
أصدرت قمة جوهانسبورغ للتنمية المستدامة المنعقدة بجنوب إفريقيا سنة 2002
ق اررات هامة أسست للعديد من المبادئ البيئية ،ومن أهم ق اررات هذه القمة نجد مبدأ
1سالمة الشعالن ،الحماية الدولية للبيئة " من مظاهر االحتباس الحراري في برتوكول كيوتو" ،ط ،1منشورات
الحلبي الحقوقية ،2010،ص.97
2الموقع االلكتروني ،/https://www.maan-ctr.org/magazine/article/1084 :تاريخ االطالع
،2022/08/17الساعة .15:29
12
اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية الفصل األول
أوال :التعريف اللغوي :فإن أصل كلمة (مبدأ) من الفعل بدأ ،قال صاحب
القاموس المحيط في مادة :بدأ :المبدأ مبدأ الشيء أوله ،ومادته التي يتكون منها،
كالنواة مبدأ النخل ،أو يتركب منها كالحروف مبدأ الكالم ،والجمع مبادئ ،ومبادئ
العلم أو الفن أو الخلق أو الدستور أو القانون قواعده األساسية التي يقوم عليها ،وال
يخرج عنها.2
النخل؛ أو َّ
يتركب كالنواة مبدأ َّ
يتكون منهاَّ ،
ومادته التي َّ ِ
ّأوله ّ الشيء: الم ْب َدأ :مبدأ
َ
الكالم والجمع َ :مَب ِادئ. منها ،كالحروف َم ْبدأ
1أحمد زهير ،التلوث وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر ،مجلة الحوار المتمدن ،عدد ،1360دم،2005 ،
ص.120
" 2القاموس المحيط"؛ الفيروزآبادي ( )35/1باب الهمزة ،فصل الباء.
13
اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية الفصل األول
تشكل المبادئ جزءا معتب ار من القانون الدولي البيئي ،وهي بشكل عام أكثر
جوانبه نقاشا وباالطالع على الوثائق األساسية للقانون البيئة ،وبشكل خاص
إعالنات المبادئ يتضح منها االستخدام المفرط ،ما خلق حالة من الغموض وعدم
التحديد بشأن ماهيتها لخلوها من أي تعريف أو تبيان لطبيعتها القانونية 1،كما أنها
لم تضع معيار يساهم في ضبطها ،فصرحت ديباجة إعالن ستوكهولم 1972أن
2
الدول إيمان مشترك ب ـ ـ ـ ." Convicion that comm :
وفي إعالن إعالن ريو 1992والذي يعد مرحلة أساسية في تطور المبادئ
خصوصا من حيث العدد و الصياغة فلم يورد شيء متعلق بتعريفها واكتفى هو
اآلخر في ديباجته ب ـ " المؤتمر يعلن " إال أن ميثاق العالمي للطبيعة عام 1982
عرفت المبادئ تبعا لوظيفتها اإلرشادية.
لم تتوقف تحليالت الفقه في البحث عن مدلول المبادئ فتم النظر في مختلف
مبررات اللجوء إليها وتجارب الدول في التعامل معها ،فعرفوا المبادئ هي تلك
1نور الدين دعاس ،مبدأ الملوث الدافع في القانون الدولي للبيئة ،مذكرة ماجستير ،تخصص قانون البيئة،
كلية الحقوق والعلوم السياسي ،قسم الحقوق ،جامعة محمد لمين دابغين ،سطيف ، 2016 ،ص.14
2المرجع نفسه ،ص .14
14
اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية الفصل األول
القاعدة العامة لتوجيه السلوك دون ضبطه بشكل دقيق ولو مبدئيا وذلك في انتظار
التطورات المستقبلية سواء القانونية منها أو السياسية أو العلمية.1
تشكل المبادئ جزءا معتب ار من القانون الدولي البيئي ،وهي بشكل عام أكثر جوانبه
نقاشا وباإلطالع على الوثائق األساسية لقانون البيئة وبشكل خاص إعالنات
المبادئ يتضح منها االستخدام المفرط ما خلق حالة من الغموض وعدم التحديد
بشأن ماهيتها لخلوها من أي تعريف أو تبيان لطبيعتها القانونية كما أنها لم تضع
معيار يساهم في ضبطها.2
ويمكن تعريف المبادئ البيئية بأنها تلك المبادئ القانونية المتعارف عليها في
النظم القانونية الداخلية للدول ،وأعضاء المجتمع الدولي ،والتي تعبر عن ارتضاء
الضمير العالمي لها ،لما تحمله من اعتبارات العدالة ،وحسن الجوار والتوفيق بين
المصلحة الخاصة لكل دولة ،ومصلحة المجتمع الدولي.3
وإتجه البعض في القانون الدولي ،إلى القول بأن القواعد الواجبة التطبيق على
التلوث الجوي أو األمطار الحمضية مثال ،ليست واضحة إذ تنعدم القاعدة الصريحة
التي تحظر األنشطة الضارة بالبيئة ،فال يجب إنكار وجود اإللزام القانوني العام
بالحفاظ على البيئة ومكافحة تلوثها ،وهناك مبدأ عام يقضي بان كل دولة ليست
مطلقة الحرية في أن تفعل بالبيئة ما تشاء وعلى حنو يلحق الضرر بالدول األخرى،
فإن عملت غير ذلك كان عليها تحمل تبعة المسؤولية والتعويض ،وهناك من
األدوات القانونية اإلتفاقية ما يقود بإطمئنان لوجود القاعدة القانونية المقررة لإللتزام
القانوني لحماية البيئة ،باإلظافة إلى اإلتفاقيات التي أبرمت بشأن عدم تلويث الهواء
بعيد المدى ،العابر للحدود.4
15
اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية الفصل األول
تعددت وتنوعت المبادئ البيئية فيمها بينها بين مبادئ ردعية وأخرى وقائية،
تصب كلها في حماية البيئة وتحسين الحفاظ عليها ،من خالل المبادئ البيئية التي
تميزت هذه األخيرة بمجموعة من الخصائص وهذا ما سنتناوله في الفروع التالية.
ظهر مبدأ االحتياط بمناسبة إعالن ريو سنة 1992ضمن المبدأ الخامس
عشر والذي يقوم على أساس الوقاية من المشكالت البيئية قبل وقوعها وسبب تفعيل
هذا المبدأ هو خطورة معالجة األضرار البيئية الغير قابلة للزوال مثل أضرار
اإلشعاعات .ويكون ذلك باتخاذ اإلجراءات اإلستباقية الكفيلة بحماية البيئة وعدم
االنتظار حتى يقع الضرر .ويقوم هذا المبدأ على:
احتمال وقوع أضرار بيئية نتيجة ممارسة نشاط معين ،احتمال خطورة األضرار أو
غير قابلة للمعالجة ،وجود شك حول سالمة النشاط أو المنتوجات على البيئة،
البحث عن بدائل الممكنة للنشاط أو المنتج المضر بالبيئة.
16
اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية الفصل األول
عمدت معظم التشريعات في العالم إلى منع المساس بالتنوع البيولوجي الذي
يعتبر ذا أهمية بالغة في ضمان التوازن البيئي ،وضمان األمن الغذائي ومنع تدهور
الغطاء النباتي واستنزاف الثروات الغابية التي تعد مالذا للكثير من الطيور
والحيوانات.
ويعرف التنوع البيولوجي على أنه تنوع الكائنات الحية سواء كانت نباتات أم
حيوانات في النوع أو الجنس أو الصفات الوراثية ويشمل كذلك تنوع األنظمة البيئية
التي تعيش فيها هذه اإلحياء سواء كانت أنظمة أرضية أم أنظمة بيئية مائية ،أي
اإلختالف والتنوع بين الكائنات الحية من جميع مصادرها سواء الصحراوية والبحيرة
والمائية ،1وتتمثل االلتزامات المنصوص عليها في القوانين بشان حماية التنوع
البيولوجي في ما يلي:
-1نصر الدين منصر ،المبادئ العامة لقانون البيئة كاليات لتحقيق األمن اإلنساني في التشريع الجزائري،
مجلة الباحث في العلوم القانونية والسياسية ،الجزائر ،ع ،2جوان ،2019ص .186
17
اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية الفصل األول
* تعزيز القدرات الوطنية عن طريق تنمية الموارد البشرية وبناء المؤسسات ونقل
التكنولوجيا.
* تشجيع التعاون بين الدول األطراف في االتفاقيات وخطط العمل الدولية واإلقليمية
المتعلقة بحفظ التنوع البيولوجي واالستخدام المستدام للموارد البيولوجية.
هذا المبدأ هو حجر األساس الذي تقوم عليه التنمية المستدامة أقره إعالن ريو
ضمن المبدأ السابع " يقع على الدول في حالة تدهور البيئة مسؤوليات مشتركة وإن
كانت متباينة "..إذ يقوم هذا المبدأ على فكرة المسؤولية المشتركة بين الدول في
حالة الضرر البيئي ،غير أن هذه المسؤوليات تتباين وتختلف تبعا الختالف درجة
تطور الدول من حيث حجم األنشطة المؤثرة على البيئة ،وتكمن أهمية هذا المبدأ
بالنسبة للقانون البيئي:
يكرس هذا المبدأ ضرورة التعاون الدولي في مجال حماية البيئة ،للمبدأ بعد
أخالقي متعلق بالعدالة بفرض عنصر التفاوت بين الدول فكل دولة تحاسب بقدر
مسؤولياتها اتجاه االنتهاكات البيئية .يمنح هذا المبدأ أولوية خاصة للبلدان النامية
من ناحية المساعدات التنموية .ويعتبر بروتوكول كيوتو باليابان سنة 1997من
ابرز االتفاقيات الدولية التي كرست آليات قانونية لتنفيذ هذا المبدأ في مجال حماية
-1يحي الوناس ،التخطيط البيئي المحلي :التطورات والرهانات واإلشكاليات القانونية والمادية التي يثيرها ،مجلة
الحقيقة ،جامعة أدرار ،ع 06بتاريخ 06ماي ،2005ص ص .160،159
18
اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية الفصل األول
البيئة ،فقد صادق غلى هذا البروتوكول 141دولة من بينها 34دولة صناعية
باستثناء الواليات المتحدة األمريكية التي لم تصادق عليه ،وبموجب هذا االتفاق
تلتزم الدول الصناعية بتخفيض انبعاثاتها من غاز ثاني أكسيد الكاربون بنسبة 5.2
%ويلتزم االتحاد األوروبي بتقليص اإلنبعاثات المسببة لالحتباس الحراري بنسبة
%8في حين لم يضع هذا البروتوكول أي التزام بالنسبة للدول النامية.
جاء هذا المبدأ ضمن المبدأ السابع عشر من إعالن ريو للبيئة والتنمية
والهدف منه هو تحديد التأثيرات البيئية للمشروع قبل دخوله فعليا في االستغالل ،
إذ يعتبر من األدوات القانونية والعملية التي تهدف الى الوقاية من كل أشكال
التلوث بشكل استباقي ،وتكمن أهمية تبني الدول لمبدأ تقيم األثر البيئي من أنه يعد
وسيلة لتنفيذ مبدأ االحتياط مما يتيح المجال لتفادي المشاكل البيئية أو التخفيف
منها ،إضافة إلى ذلك فان هذا المبدأ يحدد التأثيرات المترتبة على جميع مراحل
إقامة المشروع من البداية إلى النهاية ،أما الهدف الحقيقي من هذا المبدأ هو ضمان
حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية ،والحفاظ على صحة اإلنسان
1
وحمايتها.
خامسا :مبدأ اإلعالم البيئي
تساهم اإلدارة في تفعيل حماية البيئة من خالل إعالم الجمهور بكل المسائل
البيئية ،وهذا من أجل خلق ثقافة ووعي بيئي ،فإن أحسن طريقة لمعالجة المسائل
البيئية هي ضمان مشاركة كل المواطنين المعنيين على المستوى الوطني حيث
ينبغي أن يكون لكل فرد حق االطالع على المعلومات التي تحوزها السلطات العامة
المتعلقة بالبيئة ،بما في ذلك المعلومات المتعلقة بالمواد والنشاطات الخطيرة ،كما
1يوسف العزوزي ،أي دور لمبدأ الوقاية في تعزيز فرص االستدامة البيئية؟ ،مجلة المستقبل العربي ،مركز
دراسات الوحدة العربية ،العدد، 451أيلول /سبتمبر ،2016ص .104
19
اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية الفصل األول
ينبغي أن يكون لكل فرد حق المشاركة في المسارات المتعلقة باتخاذ الق اررات البيئية،
وينبغي على الدول تشجيع وتحسيس ومشاركة الجمهور من خالل وضع المعلومات
تحت تصرفه.1
ويتجسد حق األفراد في االطالع واإلعالم على الق اررات البيئية خاصة إذا لم يتم
نشرها في الجريدة الرسمية وألزمت اإلدارة بالرد على طلبات وتظلمات المواطنين،
وألزم الموظفون باحترام حق المواطنين في االطالع.2
وقسم المشرع الجزائري الحق في اإلعالم البيئي إلى حق عام وحق خاص ،يتمثل
الحق العام في اإلعالم البيئي بحيث أن لكل شخص طبيعي أو معنوي أن يطلب
من الهيئات المعنية معلومات متعلقة بحالة البيئة وله الحق في الحصول عليها
ويمكن أن تتعلق المعلومات بكل المعطيات المتوفرة في أي شكل مرتبط بحالة البيئة
والتنظيمات والتدابير واإلجراءات الموجهة لضمان حماية البيئة وتنظيمها.
أما الحق الخاص في اإلعالم البيئي فيتمثل في أنه يتعين على الشخص
الطبيعي أو المعنوي الذي يكون بحوزته معلومات متعلقة بالعناصر البيئية التي
يمكنها الت أثير بصفة مباشرة أو غير مباشرة على الصحة العمومية تبليغ هذه
المعلومات إلى السلطات المحلية أو السلطات المكلفة بالبيئة.3.
-1عبد المنعم بن أحمد ،الوسائل القانونية اإلدارية لحماية البيئة في الجزائر ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة
الدكتوراه ،كلية الحقوق بن عكنون ،جامعة بن يوسف بن خدة ،2009 ،ص.67.
-2المواد 08_10_30_34من المرسوم التنفيذي رقم 131-88المؤرخ في 04جويلية 1988المنظم
لعالقات اإلدارة والمواطن ،ج ر العدد 27مؤرخة في 6جويلية .1988
-3المواد 8-7من القانون ،10-03المتعلق بحماية السابق الذكر
20
اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية الفصل األول
يعتبر مبدأ الملوث الدافع أو ما يعرف أيضا بمسؤولية الملوث حجر الزاوية في
القانون البيئي على الصعيدين الوطني والدولي ،فهو المبدأ الذي يقرر مسؤولية
محدث التلوث عن تعويض األضرار الناشئة عن نشاطه ،إذ يقصد به أن يتحمل
القائم بالنشاط الذي يسبب ضر ار للبيئة إصالح هذا الضرر ،أو يتحمل الملوث
التكاليف المتعلقة بالتدابير التي تتخذها السلطة العامة حتى تكون البيئة في حالة
مقبولة سواء التكاليف المتعلقة بحمايتها أو تخفيض التلوث الذي تسبب فيه.1
عرف الفقه مبدأ الملوث الدافع على أنه مفهوم اقتصادي يعني أن السلع أو
الخدمات المعروضة في السوق يجب أن تعكس كلفة المواد المستعملة بما في ذلك
المواد البيئية ذلك أن إلقاء نفايات ملوثة في الهواء أو المياه أو التربة هو نوع من
استعمال هذه الموارد ضمن عوامل اإلنتاج ويؤدي إلى عدم دفع ثمن استخدام هذه
الموارد البيئية التي تدخل ضمن عوامل اإلنتاج إلى هدرها وتحطيمها والقضاء
عليها.2
وعرف المشرع الجزائري مبدأ الملوث الدافع بأنه تحميل كل شخص يتسبب
نشاطه أو يمكن أن يتسبب في إلحاق الضرر بالبيئة نفقات كل تدابير الوقاية من
التلوث والتقليص منه أو إعادة األماكن وبيئتها إلى حالتها األصلية.3
-1منصور مجاجي ،مبدأ الملوث الدافع المدلول االقتصادي والمفهوم القانوني " ،مجلة حوليات جامعة
الجزائر" ،مج ،34ع ،01مارس ،2020ص .152
-2تركية سايح ،حماية البيئة في ظل التشريع الجزائري ،مكتبة الوفاء القانونية ،مصر ،2014 ،ص .162
-3المادة 03من القانون 10-03المؤرخ في 19جمادى األولى عام 1424الموافق ل 19يوليو 2003
يتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة ،ج.ر عدد .43
21
اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية الفصل األول
وهناك مجموعة من الخصائص التي يتميز بها مبدأ الملوث الدافع (مبدأ
مسؤولية الملوث) يمكن إيجازها في ما يلي:1
/1مبدأ اقتصادي
يضمن توزيع تكاليف حماية البيئة بشكل عادل ومنصف ،إذ يتحمل الملوثون
مسؤولية معالجة أضرار التلوث الذي تسببت فيه نشاطاتهم ،بمعنى إدخال األضرار
التي قد تلحق بالبيئة ضمن ثمن المنتج أو الخدمة ،كما أنه يهدف إلى تشجيع
اإلستخدا األمثل والرشيد للموارد الطبيعية التي تحتويها البيئة.
/2مبدأ قانوني
تطبيق فكرة العدالة من خالل إلزام محدث الضرر بتحمل تبعاته ،فالبد من تحمل
المتسبب بالضرر البيئي مسؤولية التعويض عنه ،أو إصالحه.
/3مبدأ المرونة
فهذا المبدأ يمكن تنفيذه تشريعا بوسائل جزائية أو مدنية أو إدارية أو حتى مالية .
/4مبدأ التعويض
يقصد باإلخطار تلك اآللية الذي تستعين بها مختلف الهيئات اإلدارية المعنية في
تنبيه الفرد الذي قام بالنشاط الذي ألحق ضر ار بالبيئة ،بأنه في حالة عدم اتخاذ
التدابير الكافية ،التي تجعل النشاط مطابقا للشروط القانونية ،فإنه سيخضع للجزاء
22
اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية الفصل األول
المنصوص عليه قانونا ،وعليه فإن آلية اإلخطار هي أخف جزاء يمكن أن توقعه
األجهزة اإلدارية على من يخالف األحكام القانونية لحماية البيئة.1
وقد أوجب القانون 10-03المتعلق بحماية البيئة إعذار صاحب السفينة أو
الطائرة أنه في حالة وقوع عطب أو حادث في المياه الخاضعة للقضاء الجزائري
لكل سفي نة أو طائرة تنقل أو تحمل مواد ضارة أو خطيرة أو محروقات ،من شأنها
أن تشكل خط ار كبي ار ال يمكن دفعه ،ومن طبيعته إلحاق الضرر بالساحل وبالمنافع
المرتبطة به ،باتخاذ كل التدابير الالزمة لوضع حد لهذه األخطار.
وعليه يمكن القول أن آلية اإلخطار أو التنبيه إجراء يتم اتخاذه في مواجهة كل
من لم يمتثل لقوانين حماية البيئة ،ويكون بتوجيه إنذار كتابي من طرف األجهزة
اإلدارية المختلفة يتضمن بيان مدى خطورة المخالفة التي تم القيام بها من طرف
المعني ،وكذا حجم العقوبة التي يمكن أن يتعرض لها في حالة عدم االمتثال لهذا
اإلخطار.2
يتم تطبيق آلية توقيف النشاط غالبا على نشاط المؤسسات الصناعية ،والوقف
المؤقت هو عبارة عن تدبير تلجأ إليه اإلدارة في حالة وقوع خطر بسبب مزاولة
المشروعات الصناعية لنشاطاتها ،والذي قد يؤدي إلى تلويث البيئة أو المساس
بالصحة العمومية نتيجة عدم امتثال صاحب النشاط باتخاذ جميع التدابير الوقائية
الالزمة وذلك من بعد إنذاره من طرف اإلدارة المختصة.3
23
اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية الفصل األول
فوقف النشاط جزاء إداري يصدر من جهة اإلدارة المختصة نتيجة اإلخالل
بالقوانين واللوائح الخاصة بحماية البيئة ،ويعد أقصى الجزاءات اإلدارية كونه يعطي
لإلدارة الحق في منع المنشأة المخالفة من مزاولة نشاطها طيلة مدة الغلق ،مما
يجعلها تعاني من خسائر مالية كبيرة تردعها عن تكرار هذه المخالفات ،وقد يكون
هذا اإلجراء مؤقتا لمدة معينة حتى يقوم المعني باألمر إزالة أو الغاء النشاط الذي
أحدث أض ار ار بيئية ،مما يساعد على عدم تكرار أي نشاط يؤدي إلى تلويث البيئة
في المستقبل.1
ومن تطبيقات آلية الوقف المؤقت للنشاط ما جاء في أحكام المادة 25من
القانون 03-10بأنه عندما تنجم عن استغالل منشأة غير واردة في قائمة المنشآت
المصنفة أخطار أو أضرار تمس بالمحيط البيئي وبناء على تقرير من مصالح البيئة
يحدد الوالي للمعني باألمر مدة محددة إلزالة ذلك الخطر الذي تسبب فيه نشاطه،
وإذا لم يتم االمتثال لألمر فإنه يتم وقف النشاط مع دفع تكاليف األضرار التي
أحدثها النشاط الذي قام به ،2كما ألزم المشرع اإلدارة المكلفة بالموارد المائية باتخاذ
كل التدابير التنفيذية لتوقيف تفريغ اإلف ارزات أو الضارة عندما يهدد تلوث المياه
الصحة العمومية ،كما يجب عليها كذلك أن تأمر بتوقيف رمي المواد أشغال
المنشأة المتسببة في ذلك إلى غاية زوال التلوث.3
-1جمال ونوقي" ،تعزيز حماية ابيئة من خالل آليات الضبط اإلداري" ،المجلة األكاديمية للدراسات االجتماعية
واإلنسانية ،مج ،12ع ،2020 ،2ص .288
-2المادة 25من القانون .10-03
-3المادة 48من قانون 12-05المؤرخ في 4سبتمبر 2005المتعلق بالمياه.
24
اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية الفصل األول
إن بروز المبادئ البيئية في المجتمع الدولي لم يكن وليد الصدفة بل كان
مستندا على مصادر مهدت لظهوره إلى العلن ،كما أن المبادئ البيئية تحمل في
طياتها جمل من الخصائص والمميزات ،وقد ساهم المشرع في تكريس المبادئ
البيئية في دساتير العالمية كل حسب موقفه ونظرته للموضوع ،لتكسي بذلك طابع
الشرعية في دساتير الدولية.
ان تجسد المبادئ البيئية في السياسة الدولية لم يكم عبثا بل كان بعد جهود
دولية ،ومظمات ساهامت في تجسيد هذه المبائ على أرض الواقع ،وتكتسي
المبادئ بعض الخصائص التي تميزها عن غيرها من المبادئ وهذا ماسنحاول
توضيحه في الفروع الموالية.
إن ما سمح لفكرة المبادئ البيئية بالبروز هو المؤتمرات واالتفاقيات الدولية التي
نادت بها الدول في الندوات والمواثيق الدولية ،فقد كان مؤتمر استكهولم 1972بوابة
لهذا الطرح ،إذ أن أول ما أدلى به السكرتير العام لمؤتمر استوكهولم للبيئة سنة
1972في الجلسة االفتتاحية قوله" :علينا أن نضع قواعد جديدة للقانون الدولي
لتطبيق المبادئ الجديدة للمسؤولية والسلوك الدولي الذي يتطابق وعصر البيئة
1
وأساليب جديدة لتنظيم المنازعات الخاصة بالبيئة".
1يوسف العزوزي ،أي دور لمبدأ الوقاية في تعزيز فرص االستدامة البيئية؟ ،مجلة المستقبل العربي ،مركز
دراسات الوحدة العربية ،العدد، 451أيلول /سبتمبر ،2016ص .104
25
اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية الفصل األول
وبذلك بدأت تتدرج فكرة المبادئ البيئية في المؤتمرات الدولية مثل مؤتمر
نيروبي وريو ديجانيرو وغيرهم من المؤتمرات ،كذلك كان دور األمم المحدة دو ار
ملموسا في دعم هذه تطور هذه المبادئ ،والتي كانت نشأتها نشأة دولية بحثه
1
وتجسيدها على أرض الواقع.
-التناسب:
يستند مبدأ التناسب على مفهوم التوازن ،التوازن هو الحفاظ على التنمية
االقتصادية من جهة ،وحماية البيئة من ناحية أخرى.
-المشاركة:
من واجب جميع األشخاص المشاركة في أنشطة اتخاذ الق اررات البئية في
2
شكل جماعي.
-الفعالية والكفاءة:
من الضروري أن يتم تحقيق كفاءة استخدام أدوات السياسية التي تخلق
حوافز لتقليل االستخدام المهدر ،كما ينطبق على مختلف قضايا اإلدارة البيئية من
خالل عمليات وإجراءات التدفق من أجل تقليل التكاليف البيئية.
26
اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية الفصل األول
-مبدأ المسؤولية:
تقع على عاتق جميع األشخاص والشركات والدول مسؤلية الحفاظ على
العمليات االيكولوجية ،عالوة على ذلك ،فان الحصول على الموارد البيئية يحمل
1
مسؤليات متعلقة باستخدامها بطريقة بيئية اقتصادية وفعالة اجتماعيا.
لقد حظيت المبادئ البيئية باهتمام المشرع في أغلب دول العالم ،والذي سعى الى
ترسيخها في تشريعات الداخلية للدول ،وهذا من أجل اضفاء الشرعية عليها
وسنحاول على اثر ذلك ابراز هذا التكريس للمبادئ البيئية في دساتير العالمية
والوطنية.
وقد أقر المشرع الجزائري بالحق في اإلعالم البيئي في عدة نصوص منها:
أ /الحق في اإلعالم البيئي في قانون المنشآت المصنفة يمكن ألي شخص
طبيعي أو معنوي أن يطلع في الوالية أو البلدية ،على مذكرة إجابة صاحب طلب
المنشأة المصنفة واستنتاجات المندوب المحقق المعلل عند نهاية التحقيق.2
ب /الحق في اإلعالم البيئي في قانون السياحة :في هذا المجال تم إنشاء بنك
معلومات خاص بالقطاع السياحي ،يضمن التوجيه والحق في اإلعالم من أجل نشر
الوعي البيئي ،على أمل التطبيق االختياري الطوعي لق اررات البيئية دون حاجة إلى
27
اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية الفصل األول
أساليب الضبط والردع في هذا المجال .1وتبرز مساهمة اإلعالم في حماية البيئة
عن طريق لفت انتباه الهيئات اإلدارية المكلفة بحماية البيئة وكذا الجمهور بمعرفة
اآلراء المساندة والمعارضة للتأثير على السياسات البيئية المتبعة.
كما يمنح اإلعالم البيئي األجهزة اإلدارية المكلفة بحماية البيئة الوقت من أجل
اتخاذ اإلجراءات المناسبة لتصحيح األوضاع ويعتبر كذلك أداة فعالة لمراقبة تنفيذ
سياسة حماية البيئة ،وتشكل برامج التوعية والتحسيس التي تبث عبر مختلف وسائل
اإلعالم من خفض مستوى التدهور البيئي وذلك لما تمثله في عصرنا من تأثير
على سياسة صنع القرار فيما يخص تدابير حماية البيئة.2
نجد أن فرنسا منحت حق الحصول على المعلومة البيئية مكانة دستورية كبيرة
من خالل الميثاق البيئي الفرنسي الذي جاء بأن لكل شخص الحق في الوصول
على المعلومات المتعلقة بالبيئة التي في حوزة السلطة العامة وفقا للشروط والحدود
التي يحددها القانون وكذا المشاركة في وضع الق اررات العامة التي تأثر على
البيئة.3
-1المادة 27من القانون رقم 01-03المؤرخ في 17فيفري 2003المتعلق بالتنمية المستدامة للسياحة.
-2مراد سليماني ،حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة بين األليات الدولية وفي القانون الجزائري ،مذكرة
مكملة لنيل شهادة الماجستير في القانون تخصص هيئات عمومية حكومية ،جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية،
كلية الحقوق والعلوم السياسية ،2016 ،ص.70
-3لينة حمادو ،الحق في اإلعالم البيئي ودوره في حماية البيئة ،مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في الحقوق،
تخصص قانون البيئة ،جامعة محمد أمين دباغين سطيف ،2كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق،
،2021ص .12
28
اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية الفصل األول
الفرع الثاني :تكريس مبدأ الملوث الدافع في التشريع الجزائري والمصري والفرنسي
تبنى المشرع الفرنسي مبدأ الملوث الدافع في القوانين الداخلية المتعلقة بحماية
البيئة استجابة إلى التوجيهات األوروبية التي دعت األعضاء إلى إدخاله ،وتطبيقا
لذلك فقد نص القانون الريفي الصادر في 02فبراير 1995صراحة على مبدأ
الملوث الدافع في 200بأن مقتضاه يتحمل الملوث التكاليف الناجمة عن تدابير
الوقاية والتخفيض من التلوث ومكافحته.1
كما نجد في المادة 421فقرة 8أنها تضمنت إجراءات خاصة بمبدأ الملوث
الدافع الذي أصبح قاعدة قانونية تهدف إلى وضع إجراءات الوقاية والتخفيض من
التلوث ومكافحته ويجب على الملوث تحمل ذلك ،والقضاء عليه بصفة حقيقية
ودائمة.2
عرف المشرع المصري مصطلح "التعويض" على أنه يقصد به التعويض عن كل
األضرار الناجمة عن حوادث التلوث المترتب على مخالفة أحكام القوانين وكذلك
االتفاقيات الدولية التي تكون جمهورية مصر طرفا فيها ،أو عن حوادث التلوث
بالمواد السامة وغيرها من المواد الضارة ،أو الناجمة عن التلوث من الجو أو عن
جنوح السفن أو اصطدامها أو التي تقع خالل شحنها وتفريغها ،أو عن أي حوادث
-1مدين أمال ،المنشات المصنفة لحماية البيئة دراسة مقارنة ،مذكرة لنيل شهادة الماجيستر في الحقوق،
تخصص قانون عام ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،قسم الحقوق ،جامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان2013 ،ن
ص .176
-2حنان مومن ،مبدأ الملوث الدافع في الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق ،جامعة عبد الرحمان
ميرة ،بجاية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،شعبة القانون االقتصادي لألعال ،تخصص القانون العقاري،
،2013ص .11
29
اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية الفصل األول
أخرى ،ويشمل التعويض جبر األضرار التقليدية والبيئية وتكاليف إعادة الحال لما
كان عليه أو إعادة إصالح البيئة.1
لقد أقر المشرع في القانون 10-03صراحة بمبدأ الملوث الدافع ،حيث نصت
المادة 03منه على أن مبدأ الملوث الدافع يتحمل بمقتضاه كل شخص يتسبب
نشاطه أو يمكن أن يتسبب في إلحاق ضرر بالبيئة نفقات كل تدابير الوقاية من
التلوث والتقليص منه واعادة األماكن وبيئتها إلى حالتها األصلية.2
وفي نص المادة 58صرحت بأنه على كل مالك سفينة تحمل شحنة من
المحروقات تسببت في تلويث نتج عن تسرب أو صب محروقات من هذه السفينة
مسؤوال األضرار عن الناجمة عن التلويث وفق الشروط والقيود المحددة بموجب
االتفاقية الدولية حول المسؤولية المدنية عن األضرار الناجمة عن التلوث بواسطة
المحروقات.3
وكذا المادة 46التي تنص على أنه عندما تكون االنبعاثات الملوثة للجو تشكل
تهديدا لألشخاص والبيئة واألمالك ،يتعين على المتسببين فيها اتخاذ التدابير
الضرورية لغزالتها أو تقليصها.4
-1دعاس نور الدين ،مبدأ الملوث الدافع في القانون الدولي للبيئة ،مذكرة لنيل شهادة الماجسيتر ،تخصص
قانون البيئة ،كلية الحقوق والعلوم السياسة ،قسم الحقوق ،جامعة محمد األمين دباغين ،سطيف ،2016 ،ص
.56
-2القانون 03-10المؤرخ في 19جمادى األولى عام 1424الموافق ل 19يوليو 2003يتعلق بحماية
البيئة في إطار التنمية المستدامة ،ج.ر عدد .43
-3المادة 58من القانون 10-03المؤرخ في 19جمادى األولى عام 1424الموافق ل 19يوليو 2003
يتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة ،ج.ر عدد .43
-4المادة 46من القانون 10-03المؤرخ في 19جمادى األولى عام 1424الموافق ل 19يوليو 2003
يتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة ،ج.ر عدد .43
30
اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية الفصل األول
وضع المشرع الجزائري في إطار الحفاظ على التنوع البيولوجي مجموعة من
النصوص القانونية التي تضمنت مجموعة اإلجراءات للحفاظ على التنوع البيولوجي
مثل ما نصت عليه المادة 40من القانون 10-03المتعلق بحماية البيئة في إطار
التنمية المستدامة التي تمنع العديد من األفعال والتصرفات المضرة بالحيوانات
بجميع فصائلها مثل منع إتالف البيض واألعشاش أو سلبها ،1كما منع المشرع
الجزائري أيضا كل صيد أو أي نشاط خارج المناطق والفترات المنصوص عليها في
قانون الصيد رقم .07-04
31
الفصل الثاني:
32
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
ولكون البيئة تحيط باإلنسان وتؤثر في حياته سواء باإليجاب أو بالسلب ،فقد
أخذ موضوعها يشغل حيز كبير من االهتمام على الصعيد األممي ،وهذا ما جعل
معظم الدول تتوجه نحوى عقد مؤتمرات للبحث عن السبل الكفيلة لضمان حمايتها
وصيانتها ،وبتالي الحفاظ على األمن اإلنساني ،وقد تجسد عن هذه المؤتمرات
مجموعة من القواعد والمبادئ جسدتها الدول في تشريعاتها الداخلية على غرار
المشرع الجزائري الذي عمل على تكريسها ودمجها في القانون والقضاء ،وقد
تمخض عن هذه الحركية مجموعة من المبادئ العامة المستمدة من االتفاقيات
والمعاهدات الدولية ،والتي سخرت من أجل لعب عدة أدوار تصب كلها في حماية
البيئة وتهدف إلى توفير محيط مالئم لإلنسان فيه جميع متطلبات الحياة التي تشعره
باألمان وتضمن له بيئة صحية ونظيفة ،بعد أن حظيت المبادئ الدولية باالهتمام
الدولي ،فانها حظيت كذلك باهتمام المشرع الجزائري الذي عمل على تكريسها
وتطبيقها من أجل حماية البيئة والحفاظ انطالقا من األهمية التي تكتسيها هذه
األخيرة وهذا ماسنحاول كشفه في العناصر االتية.
33
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
المبحث األول :دور القضاء الجزائري في تطبيق المبادئ البيئية انطالقا من
أهميتها
لقد سهر المشرع الجزائري على تطبيق المبادئ البيئية التي تستمد أهميتها من
فعاليتها في الحفاظ على البيئة من مختلف األخطار التي تهددها وتؤدي إلى
تدهورها ،وقد عمل القضاء على تطبيقها .وهذا ما سنفهمه من العناصر الموالية.
المطلب األول :أهمية المبادئ البيئية ودور القضاء في تطبيقها
تحتل المبادئ البيئية مكانة مهمة في السهر على الحفاظ على ما من شأنه
إلحاق الضرر في البيئة فهي مبادئ وقائية تحجب ظهور األضرار بالوسط البيئي.
تهدف المبادئ الوقائية إلى اتخاذ كل اإلجراءات التي تهدف إلى حماية البيئة
وتطويرها والحفاظ عليها ،والحلول دون وقوع أي أخطار تهددها ،ومن ثم فإن الوقاية
يقصد بها الحيلولة دون وقوع المخاطر التي من شانها أن تمس باألمن اإلنساني من
الجانب الصحي والغذائي والبيئي للفرد ،وتتمثل هذه المبادئ في:
يعتبر مبدأ الحيطة من أهم المبادئ لمنع وقوع األضرار البيئة والذي يجب
بمقتضاه أن ال يكون عدم توفر الت قنيات نظ ار للمعارف العلمية والتقنية الحالية سببا
في تأخير اتخاذ التدابير الفعلية والمناسبة للوقاية من خطر األضرار الجسيمة
المضرة بالبيئة ،أي ضرورة اتخاذ التدابير الفعلية والمتناسبة ،ويكون ذلك بتكلفة
اقتصادية مقبولة ،1للوقاية من خطر األضرار الجسيمة المضرة بالبيئة ،وذلك قبل
القيام بأي مشروع أو نشاط.
منصور نصر الدين ،المبادئ العامة لقانون البيئة كآليات لتحقيق األمن اإلنساني في التشريع الجزائري، 1
مجلة الباحث في العلوم القانونية والسياسية ،العدد الثاني ،جامعة العربي التبسي ،سنة ،2019ص .189
34
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
أما ما تعلق بالمشاريع الخاضعة لدراسة التأثير لقد حدد المشرع الجزائري في
المادة 15من قانون 10/03المشاريع التي تتطلب دراسة التأثير وهي" :مشاريع
التنمية والهياكل والمنشآت الثابتة والمصانع واألعمال الفنية األخرى وكل األعمال
وبرامج البناء والتهيئة".
كما نصت المادة 16من نفس القانون على الحد األدنى لما يمكن أن تضمنه
دراسة التأثير ،وهو نفس المحتوى الذي نجده في المادة 05من المرسوم التنفيذي
78/90المتعلق بدراسة التأثير في البيئة ،وبحسبه يتضمن محتوى دراسة التأثير
العناصر التالية :عرض عن النشاط المزمع القيام به ،وصف للحالة األصلية للموقع
وبيئته اللذين قد يتأثران بالنشاط المزمع القيام به ،وصف للتأثير المحتمل على
البيئة وعلى صحة اإلنسان بفعل النشاط المزمع القيام به ،والحلول البديلة المقترحة،
عرض عن أثار النشاط المزمع القيام به على التراث الثقافي ،وكذا تأثيراته على
الظروف االجتماعية واالقتصادية ،عرض عن تدابير التخفيف التي تسمح بالحد أو
بإزالة ،وإذا أمكن بتعويض اآلثار المضرة بالبيئة والصحة .
1المرسوم التنفيذي رقم 78-90المؤرخ في 27فبراير ،1990المتعلق بدراسة التأثير البيئي ،ج.ر ،عدد 10
لسنة .1990
35
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
كما حدد الم شرع الجهة التي تقوم بإعداد دراسة التأثير وحصرها في :مكاتب
دراسات ،مكاتب خبرات أو مكاتب استشارات معتمدة من الو ازرة المكلفة بالبيئة،
والتي تنجزها على نفقة صاحب المشروع.1
وقد نشأ مبدأ الحيطة في مجال البيئة قبل أن يتطور ويصبح موضوع
اهتمام مجاالت أخرى ورغم التطور الذي تميز به سواء على المستوى الدولي أو
الداخلي فان نشأته األولى في التشريع الداخلي جعل منه مبدأ متمي از عن باقي
المبادئ التي تحكم قانون البيئة ،2فمبدأ الحيطة يتميز بصفة التسبيق والتوقع وهو
بذلك موجه كليا أو جزئيا نحو المستقبل.3
36
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
وقد وضع المشرع الجزائري في إطار الحفاظ على التنوع البيولوجي مجموعة
من النصوص القانونية التي تضمنت مجموعة اإلجراءات للحفاظ على التنوع
البيولوجي مثل ما نصت عليه المادة 40من القانون 10-03المتعلق بحماية
البيئة التي تمنع العديد من األفعال والتصرفات المضرة بالحيوانات بجميع فصائلها
مثل منع إتالف البيض واألعشاش أو سلبها ،كما منع المشرع الجزائري أيضا كل
صيد أو أي نشاط له عالقة به خارج المناطق والفترات المنصوص عليها في قانون
الصيد رقم .107-04
كما نظم القانون ،220 -91المتعلق بالنظام العام للغابات ،حماية الغابات
من كل أشكال التدهور والوقاية من الحرائق والتشجيع على تنمية الثروة الغابية
وتوسيعها واستغاللها مع وضع جهاز خاص لمراقبة التجاوزات ،ومعاينة المخالفات
وهذا ما يسمى بالضبط الغابي ،ومن أجل الحفاظ على المحميات أصدر المشرع
الجزائري القانون رقم ،02-11المتعلق بالمجاالت المحمية ،حيث تعتبر المجاالت
المحمية كل منطقة مخصصة لحماية التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية المشتركة،
حيث نصت المادة 44منه على العقوبة بالحبس من سنة واحدة إلى ثالث سنوات
وبغرامة من 500.000دج إلى 3 .000.000دج لكل شخص يتسبب في تدهور
المجاالت المحمية عن طريق أي صب أو تصريف أو رمي أو تفريغ ،أو وضع
لكل المواد التي تؤدي إلى تغيير خصائصها الفيزيائية و الكيميائية والبيولوجية
3
والبكتيرية.
1القانون رقم 07-04المؤرخ في 14أوت 2004المتعلق بالصيد ،ج .ر ،عدد 51لسنة .2004
2القانون رقم 20 -91المؤرخ في 02ديسمبر 1991يتضمن النظام العام للغابات المعدل والمتمم ،ج .ر،
عدد 62لسنة.1991
3الموقع االلكتروني ،/https://www.univ-soukahras.dz ،تاريخ االطالع ،2022/08/16 :الساعة .17:02
37
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
كما يعرف بأنه قرار صادر من اإلدارة المختصة مضمونه السماح ألحد
األشخاص بمزاولة نشاط معين ،وال يمكن بأية حال من األحوال ممارسة هذا النشاط
إال بموجب إذن صريح وارد في الترخيص ،ويمنح الترخيص إذا توفرت الشروط
الالزمة التي يحددها القانون لمنحه ،كما أنه يرتبط بالمشاريع ذات األهمية والخطورة
على البيئة السيما المشاريع الصناعية وأشغال النشاط العمراني ،والتي تؤدي في
الغالب إلى استنزاف الموارد الطبيعية والمساس بالتنوع البيولوجي.2
وتخضع رخصة استغالل المنشآت المصنفة إلى شروط الستغاللها فقد عرف
المشرع الجزائري المنشآت المصنفة في المادة 18من قانون 10/03على أنها تلك
المصانع والورشات والمشاغل...الخ وبصفة عامة المنشآت التي يستغلها أو يملكها
كل شخص طبيعي أو معنوي عمومي أو خاص ،والتي قد تتسبب في أخطار على
الصحة العمومية والنظافة واألمن والفالحة واألنظمة البيئية والمواقع والمعالم ،ومن
هذا التعريف يمكن القول أن المنشآت المصنفة هي تلك المنشآت التي تعتبر
1جميلة حميدة ،الوسائل القانونية لحماية البيئة " دراسة على ضوء التشريع الجزائري" ،مذكرة تخرج لنيل شهادة
الماجستير في القانون العقاري والزراعي ،كلية الحقوق ،جامعة البليدة ،2001،ص.70
2مريم ملعب ،اآلليات اإلدارية لحماية البيئة في التشريع الجزائري ،مجلة العلوم االجتماعية العدد 24جوان
،2017جامعة محمد دباغين سطيف ،ص ،380نقال عن :نعيم مغبغب ،الجديد في الترخيص الصناعي
والبيئي والمواصفات القياسية -دراسة مقارنة في القانون المقارن ،ط، 1منشورات الحلبي الحقوقية2006 ،
،ص.94
38
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
مصادر ثابتة للتلوث وتشكل خطورة على البيئة كما تضمنت المادة 19من القانون
10/03المتعلق بحماية البيئة الجهة المختصة بتسليم رخصة استغالل المنشآت
المصنفة ،وذلك بالنظر إلى خطورتها أو األضرار التي تنجر عن استغاللها إلى
ثالثة أصناف لقد قسم المشرع الجزائري المنشآت المصنفة إلى منشآت خاضعة
للترخيص وأخرى خاضعة للتصريح.1
وتخضع المنشآت الخاضعة للترخيص إلى إجراءات حيث يسبق طلب رخصة
استغالل المؤسسة المصنفة ما يلي :دراسة التأثير وموجز التأثير على البيئة ،إجراء
تحقيق عمومي ودراسة تتعلق بأخطار وانعكاسات المشروع ويمر ملف طلب رخصة
2
استغالل المؤسسة المصنفة بمرحلتين:
-1المرحلة األولى :يتم إيداع الطلب مرفقا بالوثائق المطلوبة والمنصوص
عنها في المرسوم 198/06باإلضافة إلى ما يلي:
اسم صاحب المشروع ولقبه وعنوانه أو اسم الشركة والشكل القانوني والمقر إذا
تعلق األمر بشخص معنوي ،طبيعة وحجم النشاطات التي اقترحها صاحب المشروع
وكذا فئة أو فئات قائمة المنشآت المصنفة التي تصنف المؤسسة ضمنها ،مناهج
التصنيع التي تنفذها والمواد المستعملة ،تحديد موقع المؤسسة في خريطة يتراوح
مقياسها بين 25000/1و ،50000/1مخطط وضعية مقياسه 2500/1على
األقل لجوار المؤسسة إلى غاية مسافة تساوي على األقل ( )10/1مسافة التعليق
المحددة في قائمة المنشآت المصنفة دون أن تقل عن 100متر ،مخطط إجمالي
مقياسه 200/1على األقل بين اإلجراءات التي تعتزم المؤسسة المصنفة القيام به
إلى غاية 35متر على األقل من المؤسسة ،ثم تخصيص البنايات واألراضي
المجاورة وكذا رسم شبكات الطرق الموجودة ،بعد إيداع الملف تتقدم اللجنة بدراسته
1زهدور السهلي ،الرخص كنظام لحماية البيئة ،مجلة القانون العقاري والبيئة ،العدد ،6جامعة مستغانم ،ماي
،2013ص .57
2خروبي محمد،اآلليات القانونية لحماية البيئة في الجزائر،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر ،تخصص قانون
إداري،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ،2013 ،ص.08
39
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
دراسة أولية ،إال أنه في حالة االستثمارات الجديدة يجب أن تكون عناصر تقييم
المشروع موضوع تشاور بين إدارة البيئة والصناعة وترقية االستثمارات.1
بعد إنهاء إنجاز المؤسسة المصنفة تقوم اللجنة بزيارة الموقع وذلك قصد التأكد
من مطابقتها للوثائق المدرجة في ملف الطلب ،ومن ثم تقوم بإعداد مشروع قرار
رخصة استغالل المؤسسة المصنفة وإرساله إلى اللجنة المؤهلة للتوقيع.
ويتم تسليم رخصة استغالل المؤسسة المصنفة في أجل 03أشهر إبتداءا من
تاريخ تقديم الطلب عند نهاية األشغال وإن تسليم الرخصة ال يتم إال بعد زيارة اللجنة
للموقع عند إتمام إنجاز المؤسسة المصنفة وذلك للتأكد من مطابقتها للوثائق
المدرجة في الملف ولضبط مقرر الموافقة المسبقة.2
وتبرز تطبيقات مبدأ الوقاية في الكوارث واآلفات الطبيعية من خالل قانون رقم
29-90الذي يتجسد مبدأ الوقاية من خالل منع البناء منعا خاصة في مناطق
الصدع الزلزالي ،ومناطق ذات الخطر الجيولوجي ،واألراضي المعرضة للفيضانات،
ومجاري األودية والمناطق الواقعة أسفل السدود.3
ليأتي بعد ذلك القانون رقم 20-04الذي أحدث مخططا عاما للوقاية من
الخطر ،حيث يحدد هذا المخطط مجموع القواعد واإلجراءات الرامية إلى التقليل من
حدة القابلية لإلصابة إزاء الخطر المعني ،والوقاية من اآلثار المترتبة عليه ،كما
يحدد كل مخطط المناطق المثقلة باجتناب عدم البناء عليها بسبب الخطر الكبير،
وكذا التدابير المطبقة على البناءات الموجودة بها قبل صدور القانون رقم ،20-04
في المخطط الوطني لتهيئة اإلقليم ،SNATكما أضاف ذات القانون ويدمج
40
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
ترتيبين تكميليين لضمان وقاية أوسع ،أولهما إلزامية التأمين من الكوارث الطبيعية
وإدراجها ضمن مخطط الوقاية من الخطر الكبير بموجب األمر رقم 12-03يتعلق
بإلزامية التأمين على الكوارث الطبيعية وبتعويض الضحايا ،ثانيهما تنفيذ إجراء نزع
الملكية من أجل المنفعة العامة عندما يشكل خطر الكبير جسيم ودائم تهديدا على
األشخاص والممتلكات الواقعة في منطقة معرضة ألخطار كبرى.1
يعتبر مبدأ الملوث الدافع أو ما يعرف ب ـ (مسؤولية الملوث) حجر الزاوية في
القانون البيئي على الصعيدين الوطني و الدولي ،فهو المبدأ الذي يقرر مسؤولية
محدث التلوث ،3ويعد هذا المبدأ من أهم المبادئ المؤسسة لحماية البيئة ،والمجسدة
لها على اعتبار أنه مكمال للمبادئ الوقائية حيث أنه يشكل سدادة أمان ،فإذا فشلت
المبادئ الوقائية في تحقيق إرساء حماية البيئة يكون هذا المبدأ بالمرصاد لتولي
وضمان إقرار الحماية الالزمة لألوساط البيئية.4
وتعتبر آليات تجسيد مبدأ الملوث الدافع بمثابة العمل اإلجرائي الذي تفرضه
السلطة العامة على الملوثين ويكون تطبيق هذا المبدأ من خالل امتثال الملوثين
1توبة علجي ،الوقاية من أخطار الكوارث الطبيعية على ضوء مبادئ قانون حماية البيئة ،مجلة الدراسات
القانونية ،المجلد ،7العدد ،2جامعة يحي فارس ،الجزائر ،جوان ،2021ص.149
2المرجع نفسه ،ص .150 ،149
3عبد الناصر زياد هيا جنة ،القانون البيئي النظرية العامة للقانون البيئي مع التشريعات البيئة ،ط ،2دار
الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان األردن2012،م ،ص. 68
4خنتاش عبد الحق ،مجال تدخل الالمركزية في مجال حماية البيئة في الجزائر ،رسالة ماجستير في تحوالت
في الدولة ،كلية الحقوق والعلوم السياسة ،قسم الحقوق ،جامعة قاصدي مرباح -ورقلة ،2011 ،ص.26
41
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
بتنفيذ االلتزامات الواردة في القوانين المتعلقة بحماية البيئة وذلك إما جب ار عن طريق
اإلجراءات الردعية والغرامات والجزاءات التي توقعها السلطة العامة على عاتق
المخالفين لها وعلى أصحاب النشاطات الملوثة ،وإما أن يلتزم الملوثين طواعية
بتطبيق المبدأ اتخاذهم اإلجراءات الوقائية والتدابير لمواجهة التدهور البيئي ،لذا تلجأ
السلطات إلى اعتماد آليات اقتصادية لتطبيق مبدأ الملوث الدافع حتى يضمن
الملوث إزالة التلوث.1
والجزائر أقرت الجباية البيئية ،4عمال بمبدأ الملوث الدافع الذي أشار إليه
المشرع الجزائري في قانون البيئة 10-03والذي يعكس إرادة المشرع في انتهاج
42
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
النهج الضريبي من أجل استعمال العقالني للموارد الطبيعة وتفعيل لجوانب الحماية
البيئية وهذا بداية من سنة ،1992وبموجب قانون المالية 1،25-91حيث تنص
المادة 117منه على تأسيس رسم على النشاطات الملوثة أو الخطيرة على البيئة
وحدد القانون المعدل األساسي للرسم السنوي حسب طبيعة المنشأة المصنفة ،حيث
حد مبلغ 3000دج للمنشآت المصنفة التي لها نشاط واحد خاضع إلجراء
الترخيص ومبلغ 30000دج للمنشآت المصنفة التي لها نشاط واحد خاضع إلجراء
الترخيص.
الملتقى الوطني الثاني حول البيئة وحقوق االنسان ،معهد العلوم القانونية واإلدارية ،المركز الجامعي بالوادي،
جانفي ،2009ص.7
1القانون 25–91المؤرخ في 18ديسمبر 1991يتضمن قانون المالية لسنة ، 1992ج ر ،عدد 65مؤرخ
في 18ديسمبر 19917
2مسعود صديقي ،محمد مسعودي ،مداخلة بعنوان :الجباية آلية كأداة لتحقيق التنمية المستدامة والكفاءة
االستخدامية للموارد المتاحة ،ج ، 1مخبر الشراكة واالستثمار في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في القضاء
األوروبي ومغاربي ،كلية االقتصاد والعلوم التسيير،جامعة فرحات عباس،سطيف ،يومي 7-8أفريل ،2008
ص .538
3نور الدين دعاس ،مبدأ الملوث الدافع في القانون الدولي للبيئة ،مذكرة ماجستير ،تخصص قانون البيئة،
كلية الحقوق والعلوم السياسي ،قسم الحقوق ،جامعة محمد لمين دابغين ،سطيف ، 2016 ،ص.61
4زياد المال صافية ،حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة على ضوء أحكام القانون الدولي ،أطروحة
دكتوراه في العلوم ،تخصص قانون الدولي ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزوو،
،2013ص .542
43
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
وللجباية البيئية أهدافا تجعلها أهم األدوات السياسية البيئية االقتصادية إلى حد
سواء فالهدف األول واألساسي هو الحد من إنتاج واستهالك الموارد الملوثة
باإلضافة إلى أهداف أخرى وهي :أنها تدمج تكاليف الخدمات البيئية واألضرار
البيئة مباشرة ضمن أسعار الخدمات ،كما أنها هدف تمويلي وهدف إصالحي
وعالجي هدف وقائي تحفيزي ،المساهمة في إزالة التلوث عن طريق ما تتضمنه
الجباية البيئية من إجراءات ردعية سواء كانت ضرائب أو رسوم أو غرامات مالية،
أو من خالل ما تتضمنه إجراءات تحفيزية.2
44
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
" في حالة وقوع عطب أو حادث في المياه الخاضعة للقضاء الجزائري ،لكل
سفينة أو طائرة أو آلية أو قاعدة عائمة تنقل أو تحمل مواد ضارة أو خطيرة أو
محروقات ،من شأنها أن تشكل خط اًر كبي اًر ال يمكن دفعه ومن طبيعته إلحاق
الضرر بالساحل والمنافع المرتبطة به ،يعذر صاحب السفينة أو الطائرة أو اآللية أو
القاعدة العائمة باتخاذ كل التدابير الالزمة لوضع حد لهذه األخطار.1
ولقد نصت قوانين أخرى على هذا األسلوب ،منها قانون المياه 12/05الذي
جاء في مادته 87على أنه تلغى الرخصة أو امتياز استعمال الموارد المائية ،بعد
إعذار يوجه لصاحب الرخصة أو االمتياز ،في حالة عدم مراعاة الشروط و
االلتزامات المنصوص عليها قانوناً .على أنه ":عندما يشكل استغالل كذلك ما
نصت عليه المادة 48من قانون 19/01منشأة لمعالجة النفايات أخطا اًر أو عواقب
سلبية ذات خطورة على الصحة العمومية و/أو على البيئة ،تأمر السلطة اإلدارية
المختصة المستغل باتخاذ اإلجراءات الضرورية فو ار إلصالح هذه األوضاع.
ينصب اإليقاف غالباً على نشاط المؤسسات الصناعية ،والوقف المؤقت هو
عبارة عن تدبير تلجأ إليه اإلدارة في حالة وقوع خطر بسبب مزاولة المشروعات
حميدة جميلة،الوسائل القانونية لحماية البيئة،دراسة على ضوء التشريع الجزائري،مذكرة لنيل شهادة 1
الماجستير،جامعة البليدة ،دت ،ص.150
45
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
46
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
إن من بين العوائق التي تحول دون فعالية اإلعالم البيئي كأحد مبادئ
األساسية لمبدأ الوقاية في مجال حماية البيئة ،هو نقص البيانات والمعطيات حول
الوضع البيئي ،وتناقض الق اررات ما بين مواصلة النشاط االقتصادي والملوث من
جهة وق اررات أخرى تقيدها عن طريق التزام بالحفاظ على البيئة.1
صعوبة تقدير التعويض على أساس مبدأ الحيطة ومبدأ الملوث الدافع إذ
يعتبر مبدأ الحيطة من أهم المبادئ التي يقوم عليها النظام القانوني للمسؤولية
المدنية الوقائية في خضم العوائق التي تعتري المضرور في إثبات الضرر البيئي
والصعوبات التي يواجهها القاضي المدني في تقدير التعويض على أسس التقليدية
للمسؤولية المدنية.2
1ليلى زياد ،مشاركة المواطنين في حماية البيئة ،مذكرة لنيل شهادة الماجيستر ،الفرع القانون الدولي لحقوق
االنسان ،كلية الحقوق جامعة مولود معمري بتيزي وزو ،سنة ،2010ص .38
2لعمري محمد ،مبدأ الحيطة للوقاية من خطر األضرار الجسيمة المضرة بالبيئة ،مذكرة تخرج لنيل شهادة
الماجستير في القانون اإلداري المعمق ،كلية الحقوق ،جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان ،السنة الجامعية
،2016/2015ص.59
47
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
حالتها األصلية ،مما يتجافى ذلك مع مبدأ العدالة وهو األمر الذي يشجع الملوثين
ويثنيهم عن حماية البيئة عن طريق التهرب الضريبي.1
على رغم من األهمية التي يتميز بها مبدأ الحيطة ضمن النظام القانوني
للمسؤولية المدنية الوقائية إال أن هذا ال يتثنيا عن توجيه بعض العوائق التي يثريها
هذا مبدأ والتي تتمثل فيما يلي:
تضييق من شروط إعمال مبدأ الحيطة :بالرجوع إلى المادة 03الفقرة 06من
قانون رقم 10-03المتعلق بحماية البيئة ،نرى أن المشرع الجزائري يجعل مبدأ
الحيطة أساس المسؤولية المدنية الوقائية في جميع األحوال ،إنما اعتبره كقاعدة
استثنائية في بعض األضرار والتي جيب أن تكون خطر الضرر المتوقع جسيم ،بيد
انه تثار إشكالية كيفية تقدير خطر جسامة الضرر المتوقع الذي يمكن أن يصيب
البيئة وذلك بسبب أن توقع جسامة الضرر قائم على الشك و احتمال مما يستعصى
التحقق منه.2
كما أن المشرع الجزائري أكد انه ال يمكن تطبيق مبدأ الحيطة إلى في حالة
غياب اليقين العلمي ،إال أن مفهوم حالة غياب اليقين العلمي تعريتها ثلة من
الغموض و االلتباس ،حيث هناك من يرى انه يقصد بالغياب اليقين العلمي يخص
الضرر البيئي الذي يخشى وقوعه وهناك من يرى على انه يخص العالقة السببية
1عبد الكريم بن منصور ،الجباية االيكولوجية لحماية البيئة في الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة الماجيستر في
القانون ،فرع :تحوالت الدولة ،كلية الحقوق جامعة مولود معمري -تيزي وزو ،دس ،ص.51
2لعمري محمد ،مبدأ الحيطة للوقاية من خطر األضرار الجسيمة المضرة بالبيئة ،مذكرة تخرج لنيل شهادة
الماجيستر في القانون اإلداري المعمق ،كلية الحقوق جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان ،السنة الجامعية -2015
، 2016ص.59
48
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
بين النشاط المزمع القيام به واألضرار البيئية المشكوك فيها ،وهو األمر الذي يحول
دون تطبيق مبدأ الحيطة.
صعوبة تحديد طبيعة القانونية للملوث الدافع :بمقتضى المادة 03الفقرة 07
من قانون رقم 0310المتعلق بحماية البيئة نرى أن المشرع الج ازئري حمل المسئول
عن الضرر البيئي ففي جميع النفقات والتدابر الوقائية من التلوث والتقليص منه
وإعادة األماكن وبيئتها إلى حالتهما األصلية.
من هنا يتضح لنا أن المشرع الجزائري والتشريعات المقارنة لم تحدد الطبيعة
القانونية لمبدأ الملوث الدافع وذلك حسب مضمون المادة سالفة الذكر والتي تتضمن
أن الملوث يمكن تحميله التعويض الذي قد ينجر عن مسؤولية المدنية الناجمة عن
األضرار البيئية والنفقات الوقائية لحماية البيئة ،وهو األمر الذي كان محل لغط،
بين القانونيين حول طبيعته ،فهناك من يرى انه عبارة عن مبدأ االقتصادي وهناك
من يرى أن المشرع الجزائري اقره على شكل أساس قانوني للمسؤولية المدنية
الوقائية.1
نظ ار لتفاقم المشكالت البيئية وتعددها كان البد من السلطات أن توجد هيئات
إدارية متخصصة سواء أكانت مركزية أو محلية لضمان تطبيق ناجح للمبادئ
البيئية وبصورة موسعة وبذلك تستطيع حصر المشاكل البيئية عند توفير الحماية
البيئة من الضرر الذي يطالعها ،وهذا ما سنحاول التطرق إليه في المطلب الموالية
تميزت الهيئات المركزية المتعلقة بالبيئة في الجزائر بمسار فريد من نوعه ،فعرف
قطاع البيئة في الجزائر تشكيالت متعددة أخذت تارة هيكال ملحقا لدوائر و ازرية،
1صبور صليحة ،المسؤولية المدنية عن األضرار الناجمة عن تلوث البيئة ،مذكرة من أجل الحصول على
في الحقوق ،فرع :عقود و مسؤولية ،كلية الحقوق جامعة اجلزائر، 1السنة الجامعية شهادة الماجيستار
،2015/2014ص.59
49
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
وتارة أخرى هيكال تقنيا وعلميا ،وسنتعرف على أهم الهياكل المركزية التي عرفتها
الجزائر ودورها في تطبيق المبادئ البيئية وهذا ماسنتاوله في الفروع اآلتية.
بعد إعادة تنظيم اإلدارة المركزية للبيئة والمتمثلة حاليا في و ازرة التهيئة
العمرانية والبيئة والتي تتكون من عدة هياكل نقوم بدراسة هذه الهيئة من خالل
التطرق للوزير المكلف بالبيئة 1إلى جانب الهياكل العامة للبيئة مبرزين دورها في
حماية البيئة ،عن طريق إعمال المبادئ البيئية ،وتخضع و ازرة تهيئة اإلقليم والبيئة
تحت سلطة الوزير المكلف بالبيئة ،وأيضا تتشكل من األمين العام ورئيس الديوان
والمفتشية العامة ومن عدة هياكل ممثلة في المديرية العامة للبيئة ومديرية االستقبال
والبرمجة والدراسات العامة لتهيئة اإلقليم ،ومديرية العمل الجهوي والتلخيص
والتنسيق ومديرية األشغال الكبرى لتهيئة اإلقليم ومديرية ترقية المدينة ومديرية
الشؤون القانونية والمنازعات ومديرية التعاون ...الخ ،وللوزير المكلف بالبيئة
صالحيات متعددة منها ما تم النص عليه في المرسوم التنفيذي 08-01المؤرخ في
2001/1/14ال ذي يحدد صالحياته ومنها ما هو منصوص عليه في مختلف
النصوص التشريعية و التنظيمية المتعلقة بالبيئة و تتمثل صالحيات الوزير المكلف
بالبيئة في أنه يعتبر سلطة ضبط خاصة في مجال حماية البيئة بصفة عامة،
ويعتبر أيضا سلطة ضبط خاصة في بعض المجاالت الخاصة كمجال الحماية من
المواد الخطرة ،إذ يقوم بـ :إعداد اإلستراتيجية الوطنية المتعلقة بحماية البيئة والتنمية
الدائمة واقتراحها ،إعداد المخطط الوطني لألعمال البيئية واقتراحه ومتابعته ،كما
نصت المادة 91من المرسوم 08-01على أن الوزير "يبادر بالقواعد والتدابير
الخاصة بالحماية والوقاية من كل أشكال التلوث وتدهور البيئة واإلضرار بالصحة
العمومية" .ويعاقب كل مرتكب أو متسبب في تلويث البيئة عن طريق تفعيل مبدأ
الملوث الدافع فطبقا ألحكام القانون المتعلق بحماية البيئة ،يجب حماية األوساط
المائية واألنظمة البيئية المائية من كل أنواع التلوث التي من شأنها أن تمس بنوعية
1المادة 01من المرسوم التنفيذي 09/01المؤرخ في 7جانفي،2001المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في
و ازرة تهيئة اإلقليم و البيئة.
50
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
المياه وتضر بمختلف استعماالتها ،وفي هذا اإلطار يخضع رمي اإلف ارزات أو
تفريغ أو إيداع كل أنواع المواد التي ال تشكل خطر تسمم أو ضر ار باألمالك
العمومية للماء ،إلى ترخيص و يعاقب على مخالفة هذه األحكام بالعقوبات
ف المادة 171عاقب بغرامة من عشرة آالف دينار المنصوص عليها ً
10.000دج ،الى مائة ألف دينار ،وتضاعف العقوبة في حالة العودة.1
-أن تكون األضرار الواجب تفاديها معروفة ،حيث يقوم منع تدهور البيئة
أساسا على منع األضرار المتوقع ة ،أما التدابير التي تتخذ بعد وقوع األضرار لجبر
وإصالح التدهور ،أو الضرر فال تعد تدابير وقائية ،وتتخذ تدابير الوقاية قبل وقوع
الضرر دون انتظار وقوعه ،مثال :عندما يأمر القاضي بوقف نشاط مشروع ،فهو
تدبير وقائي يهدف إلى منع حدوث الضرر مستقبال ،والفرق بين التدابير الوقائية
والتدابير العالجية تتمثل في تحقق الضرر المتوقع أو عدم تحققه ،فاألول يهدف
إلى منع وقوعه ،والثاني إلى إصالح الضرر بعد حدوثه.2
-أما الشرط الثاني لتطبيق مبدأ الوقاية ،فيكمن في أن تكون تكلفة التدابير الوقائية
معقولة ،إذ تقـوم السـلطات العامـة مبـ دئيا قبـل اتخـاذ أيـة تـدابير وقائيـة بتقـدير وتقيـيم
51
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
تكلفـة هـذا التدخل ،وتقارنها مع تكلفة األضرار التي قد تحدث ،مما يعني أن الدولـة
باتخاذهـا التدابير الوقائية ،يتوقف علـى قيمـة تكلفـة هـذه التـدابير ،ودرجـة خطـورة
الضـرر الواجـب منـع حدوثه ،أي أن ذلك مشروط بقيمة البيئة المهددة.1
تسهر الهيئات المحلية على حماية محيط اإلنسان من أخطار التي تهدده ومن
بينها حماية من التلوث ،وذلك عن طريق استخدامها لبعض المبادئ البيئية التي
تساهم في الحفاظ على البيئة.
الفرع األول:الوالية
تعتبر الوالية في التنظيم اإلداري الجزائري الجماعة اإلقليمية للدولة ،كونها تتمتع
بالشخصية المعنوية والذمة المالية المستقلة لنص المادة األولى من القانون 07-12
فهي جزء ال يتج أز من الدولة وتابعة لها ،بالرغم من وجود الالمركزية اإلدارية التي
تعتبر أسلوبا من أساليب التنظيم اإلداري ،التي تعني توزيع الوظيفة اإلدارية بين
الحكومة المركزية في العاصمة وهيئات محلية أو مصلحية مستقلة.2
خول المشرع الجزائري للوالية عدة صالحيات في مجال حماية البيئة ضمن
قانون الوالية 12-07فمنح اختصاصات لهيئة الوالية المتمثلة في المجلس الشعبي
الوالئي ،األمر الذي يدل على مكانة السلطة الشعبية في تسيير شؤون اإلقليم
الخاص بالوالية.3
52
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
وتأكد المادة 81من قانون الوالية 07-12على إنشاء بنك معلومات على
مستوى كل والية يجمع كل الدراسات والمعلومات واإلحصائيات االقتصادية
واالجتماعية والبيئية المتعلقة بالوالية كما تصدر الوالية جدوال سنويا يبين النتائج
المحصل عليها في القطاعات ومعدالت نمو كل قطاع ،1وهذا ما يبرز تكريس
الوالية لمبدأ اإلعالم البيئي ،إذ أن قانون الجماعات المحلية كرس المبدأ في قانون
البلدية والوالية حيث تشكل الجماعات المحلية الحلقة األهم في تنفيذ السياسات
العامة للبيئة على المستوى الوطني ،باستخدام الوسائل واإلمكانات المادية والبشرية
المتاحة ،وممارسة صالحياتها المنصوص عليها في القوانين ،واالستعانة بشركائها
في العملية مثل المجتمع المدني بمختلف تشكيالته خصوصا الجمعيات المهتمة
بقضايا البيئة.2
كما يمارس المجلس الشعبي الوالئي حسب المادة 84مهام توسيع األراضي
الفالحية والتهيئة والتجهيز الريفي ،حيث يبادر بكل خدمة تهدف للوقاية من الكوارث
واآلفات الطبيعية ،بحيث يحارب مخاطر الفيضانات والجفاف ،وتبرز تطبيقات مبدأ
الوقاية في الكوارث واآلفات الطبيعية من خالل قانون رقم 29-90الذي يتجسد
مبدأ الوقاية من خالل منع البناء منعا خاصة في مناطق الصدع الزلزالي ،ومناطق
1قبيلي سامعة ،دور الجماعات المحلية في حماية البيئة في التشريع الجزائري ،مذكرة تخرج لنيل شهادة ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،تخصص :إدارة ومالية ،2015/2014 ،ص .9
2بن مهرة نسيمة ،اإلعالم البيئي ودوره في المحافظة على البيئة ،مذكرة لنيل شهادة الماجيستر في العلوم
القانونية واإلدارية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الجزائر ،2013/2012 ، 01ص .48
3المادة 03من المرسوم التنفيذي رقم 145/07السالف الذكر.
53
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
ليأتي بعد ذلك القانون رقم 20 -04الذي أحدث مخططا عاما للوقاية من
الخطر ،حيث يحدد هذا المخطط مجموع القواعد واإلجراءات الرامية إلى التقليل من
حدة القابلية لإلصابة إزاء الخطر المعني ،والوقاية من اآلثار المترتبة عليه ،كما
يحدد كل مخطط المناطق المثقلة باجتناب عدم البناء عليها بسبب الخطر الكبير،
وكذا التدابير المطبقة على البناءات الموجودة بها قبل صدور القانون رقم ،20-04
في المخطط الوطني لتهيئة اإلقليم ،SNATكما أضاف ذات القانون ويدمج
ترتيبين تكميليين لضمان وقاية أوسع ،أولهما إلزامية التأمين من الكوارث الطبيعية
وإدراجها ضمن مخطط الوقاية من الخطر الكبير بموجب األمر رقم 12-03يتعلق
بإلزامية التأمين على الكوارث الطبيعية وبتعويض الضحايا ،ثانيهما تنفيذ إجراء نزع
الملكية من أجل المنفعة العامة عندما يشكل خطر الكبير جسيم ودائم تهديدا على
األشخاص والممتلكات الواقعة في منطقة معرضة ألخطار كبرى.2
ب -اقتراح التدابير الرامية إلى تحسين الترتيبات التشريعية والتنظيمية التي
لها صلة بحماية البيئة
54
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
ت -كما تتخذ اإلجراءات التي ترمي للوقاية من كل أشكال تدهور البيئة
ومكافحة التلوث والتصحر وانجراف التربة والحفاظ على التنوع البيولوجي وتنميته
وصيانة الثروات الصيدية ،وترقية المساحات الخضراء.
تتكون البلدية من هيئتان هما رئيس المجلس الشعبي البلدي والمجلس الشعبي
البلدي لنص المادة 15من القانون البلدي ،10-11ويعتبر المجلس الشعبي
البلدي هيئة مداوالت و رئيس المجلس الهيئة التنفيذية ويساعده نوابه في ذلك لتلبية
احتياجات المواطنين في شتى المجاالت .وعلى الرئيس اإلقامة بمقر البلدية بصفة
دائمة وفي الحاالت االستثنائية يمكن للوالي الترخيص بغير ذلك ،ويتفرغ الرئيس
ألداء مهامه ليكون أقرب إلى انشغاالت وكل متطلبات المواطنين ويمارس سلطته
على إدارة البلدية.2
1القانون 10-11المؤرخ في 20رجب 1432الموافق ل 22يوليو 2011يتعلق بالبلدية ،ج ر عدد 37
الصادرة في - 1-2. 22المواد07-2011 ،
2المواد 125 ، 63 ، 15من القانون ، 10-11المصدر نفسه.
55
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
الذي يضبط التنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة أن الفئة الثالثة تتضمن على
ا ألقل على منشأة خاضعة لنظام الترخيص لرئيس المجلس الشعبي البلدي ،وبالتالي
يخضع هذا االختصاص لنفس اإلجراءات التي تتخذ من الوالي عند منحه رخصة
استغالل المؤسسة المصنفة من الدرجة الثانية.1
وعليه فإن هذا الترخيص يخضع آلية موجز التأثير على البيئة التي تعتبر آلية
وقائية جديدة تضمنها تعديل قانون حماية البيئة الجديد ،وتخضع إلجراءات موجز
التأثير ،محتواها وشروط ها التي بموجبها نشر موجز و دراسة مدى التأثير .ويمكن
التفرقة بين دراسة التأثير ودراسة موجز التأثير في طبيعة األشغال المتوقعة ودرجة
خطورتها وتأثيرها على البيئة ،فالمشاريع أقل خطورة والتي تخضع لترخيص من
رئيس البلدية تخضع لموجز التأثير وهي أق من صرامة دراسة مدى التأثير ،ويكون
تجديد الترخيص في حالة وقوع تعديل في المؤسسة المصنفة ب هدف تحويل
نشاطها أو تغيير في المنهج أو تحويل المعدات أو توسيع النشاطات ،يلزم المستغل
في هذه الحالة بتقديم طلب جديد للحصول على رخصة استغالل المؤسسة
المصنفة.2
كما يجد الحق في اإلعالم أو اإلطالع أساسه أيضا في قانون البلدية الذي
ألزم القيام بعملية النشر لإلعالم عن المداوالت و االجتماعات عند مدخل قاعة
المداوالت ،وذلك قبل انعقادها و يتم نشرها خالل 08أيام التي تلي انعقادها ،
ويحق لكل شخص االطالع على مداوالت المجلس الشعبي البلدي و الق اررات التي
يصدرها.
56
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
البلدية حسب الحالة ،على مذكرة إجابة صاحب طلب المنشأة المصنفة و كذا على
استنتاجات .المندوب المحقق المعلل عند اية التحقيق غير أن المرسوم التنفيذي رقم
198-06لم ينص على ذلك ،ويتعين فقط حسب المادة 74على بائع أرض
استغلت أو تستغل فيها منشأة خاضعة للترخيص ،إعالم المشتري كتابيا بكل
المعلومات المتعلقة باألخطار ،واالنعكاسات الناجمة عن هذا االستغالل سواء تعلق
األمر باألرض أو المنشأة.1
حق المشاركة في تسيير وحماية البيئة في القانون الدولي أولت االتفاقيات الدولية
البيئية مكانة خاصة لألفراد والمجتمع المدني للمشاركة في حماية البيئة ،إذ نصت
ندوة األمم المتحدة للبيئة المنعقدة بستوكهولم سنة 1972وتطوير التربية واالعالم
البيئيين مسؤولية كل إنسان في المحافظة على البيئة.
وحث إعالن قمة األرض المنعقدة بريو ديجانيرو عام 1992الدول على ضمان
حق المشاركة والحق في اإلعالم واإلطالع وتشجيعه.
ونص الميثاق الدولي للطبيعة على 3حق المشاركة والطعن في الق اررات التي تهم
حماية البيئة .2
حق المشاركة في رعاية البيئة ضمن القانون الداخلي يهدف التحقيق العمومي
إلى إخضاع العملية المتوقعة إلى امتحان عمومي ،من أجل تحقيق الديمقراطية
57
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
اإلدارية ،ويعتبر موضوع تهيئة المجال من بين المواضيع المفضلة ،كالمشاركة في
إعداد وثائق إلشراك المواطنين والجمعيات في اتخاذ الق اررات المتعلقة بها التهيئة
والتعمير ،و من أجل تفعيل شراكة كل األطراف المعنية في تصور واقتراح التدابير
واإلجراءات االحتياطية المالئمة ،يتم دعوة الغير أو كل شخص طبيعي أو معنوي
إلبداء الرأي في المشروع المزمع إنجازه وفي اآلثار المتوقعة على البيئة ،1بقرار فتح
تحقيق عمومي بعد الفحص األولي وقبول دراسة وموجز التأثير .ويشمل قرار إشهار
التحقيق العمومي ،موضوع التحقيق العمومي بالتفصيل ،ومدة التحقيق التي يجب
أال تتجاوز شه ار واحدا ابتداء من تاريخ التعليق ،واألوقات واألماكن التي يمكن
ومؤشر عليه مفتوح لهذا للجمهور أن يبدي مالحظاته فيها على سجل مرقم
الغرض ،ترسل الطلبات المحتملة لفحص دراسة وموجز التأثير إلى الوالي المختص
إقليميا ،ويدعو الوالي الشخص المعني إلى اإلطالع على دراسة وموجز التأثير في
مكان يعينه له ويمنحه مدة خمسة عشر 15يوما إلبداء آرائه ومالحظاته ،2يقوم
الوالي بتعيين محافظ محقق لتعليق ونشر و تسجيل ما قد يصله من آراء ورغبات
وتظلمات كتابية أو شفوية تنصب على األشغال أو أعمال التهيئة و دراسة وموجز
التأثير للمنشآت المزمع القيام بها .ويحرر المحافظ المحقق عند نهاية مهمته،
محض ار يبين فيه تفاصيل تحقيقاته والمعلومات التكميلية التي جمعها .وتندرج
نتائج التحقيق العمومي 5ضمن الوثائق الالزمة الستكمال ملف طلب الترخيص
إلنشاء مؤسسة مصنفة .يعتري نظام التحقيق العمومي مجموعة من النقائص ،إذ
يوصف بأنه إجراء ،أو عدم مالئمة الزمن المتطلب إلجراء التحقيق متأخر ،أو
القيمة القانونية لهذه المالحظات.3
كما تساهم جمعيات حماية البيئة بإبداء الرأي والمشاركة في عمل الهيئات
العمومية وفق ما ينص عليه التشريع ،إال أن صور عضويتها ضمن الهيئات
1محمد خالد جمال رستم ،التنظيم القانوني للبيئة في العالم ،منشورات الحلبي الحقوقية ،الطبعة األولى،
بيروت،8440ص.80
) 2بالخير انتصار ،االطار المفاهيمي لحماية البيئة ،كتاب اعمال ملتقى :اليات حماية البيئة ،الجزائر
العاصمة،8409/08/84،مركز الجيل للبحث العلمي ،لبنان ،طرابلس ،ص 18
3بن يعيش احمد ،مرجع سابق ،ص 50
58
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
المشرفة على حماية البيئة ال يزال ضعيف جدا ،إذ تنحصر عضوية الجمعيات
البيئية في اللجنة القانونية و االقتصادية للمجلس األعلى للتنمية المستدامة .كما
حدد المشرع حاالت حصرية لعضوية الجمعيات البيئية في بعض المؤسسات ذات
الطابع الصناعي والتجاري ،منها المؤسسة الجزائرية للمياه ،و الديوان الوطني
.تعتبر مشاركة الجمعيات البيئية في هذه المؤسسات ذات الطابع للتطهير
الصناعي والتجاري ،شكال غريبا وغير مألوف ،اال أن ذلك يعد مطلبا نادى به الفقه
الذي يعتبر بأن المؤسسات االقتصادية ال زالت إلى حد اآلن تستحوذ على استغالل
أو استعمال األمالك البيئية المشتركة؛ كالمياه والهواء ،وتتصرف فيها كما لو كانت
هي المستعمل أو المالك الوحيد لهذه العناصر البيئية .هذه الوضعية جعلت من
المستعملين اآلخرين لهذه األمالك البيئية في موقع ضعف ،ألنهم ال يملكون أي
صيغة قانونية للتفاوض أو مشاركة هذه المؤسسات في اتخاذ الق اررات التي تهم
العناصر البيئية المشتركة ،لذلك فإن هذه الصيغة مشاركة ممثلي الجمعيات في
المؤسسات ذات الطابع الصناعي والتجاري -رغم حداثتها تبقى تشكل حلقة جديدة
في تحديد العالقة بين أصحاب المشروعات التي لها انعكاسات سلبية على البيئة
ومستعملي هذه العناصر الطبيعية .وال يمكن أن تكون هذه المشاركة نوعية إال إذا
تحصلت األطراف المشاركة على المعلومات الكافية.1
لقد منح القانون لکل مواطن جزائري أو جمعية معتمدة أو أي شخص معنوي
الحق في الحصول على معلومات حول البيئة التي يعيش فيها وکل ما يحيط بها
کما من واجبه أيضا في المقابل التبليغ عن أي خطر قد يضر بها ويؤثر على
صحة األفراد أو النبات أو الحيوان على حد السواء.
کما يالحظ من إستقراء األحکام المنصوص عليها في قانون حماية البيئة
والتنمية المستدامة أن المشرع حدد المجاالت التي تتطلب التدخل أمام القضاء
للمطالبة بالحماية المدنية بصفة فردية أو جماعية بتفويض الجمعيات سواء بدعوى
1دربال محمد ،محي الدين عبد المجيد ،الحماية القانونية للبيئة في الجزائر ،مذكرة ماجستير ،جامعة جياللي
اليابس ،كلية الحقوق ،سيدي بلعباس ،8408/8400 ،ملخص مستخرج من موقع الجامعة ص .80
59
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
مدنية مباشرة أمام القضاء العادي أو متصلة بالدعوى العمومية بالتنصيب کطرف
مدني أمام القضاء الجزائي .وفي هذا الصدد منع القانون أي مساس بالتنوع
البيولوجي إذ حث على الحفاظ على الفصائل الحيوانية والنباتية وجرم أي تخريب
بوسط خاص بها أو أي عمل من شانه تدهوره أو تعکيره.
وکذا إحداث أي تلوث جوي بإدخال أي مواد بصفة مباشرة أو غير مباشرة يتم
بموجبها تشکيل الخطر يمس الصحة البشرية ،يؤثر على التغيرات المناخية أو
طبقات األوزون ،يهدد األمن العمومي ،يزعج السکان ،يفرز روائح کريهة ،يضر
باإلنتاج الزراعي بتشويه النباتات ،المساس بطابع المواقع وإتالف ممتلکات المادية.
على هذا األساس أخضع القانون عمليات البناء لعمارات أو مؤسسات إلى احترام
مقتضيات حماية البيئة وتفادي إحداث ثلوت جوي ،ومن ثم على المتسبب في
انبعاث مواد تلوث الجو وتشکل تهديد لألشخاص والبيئة القيام باتخاذ التدابير
الالزمة إلزالتها أو تقليصها .کما يستوجب على الوحدات الصناعية الکف عن
استعمال مواد تضر بطبقة األزون.1
وتجدر المالحظة أن التشريع الجزائري وفر الحماية للمياه العذبة بمنع صب أو
طرح المياه المستعملة أو رمي النفايات أي کانت طبيعتها إلعادة تزويد طبقات
المياه الجوفية .وفي هذا الصدد منع أي صب بمياه البحر أو غمر أو ترميد لمواد
من شانها اإلضرار بالصحة العمومية واألنظمة البيئية البحرية أو تلک التي تعرقل
األنشطة البحرية من مالحة وصيد بحري فتقلل من القيمة الترفيهية والجمالية
للبحار والمناطق الساحلية .
غير أنه يجوز لوزير البيئة بعد إجراء تحقيق عمومي اقتراح تنظيمات وتراخيص
بالصب أو الغمر أو الترميد ضمن شروط تسمح بعدم إحداث ضرر وحدوث خطر
وال تطبق إال في حاالت القوة القاهرة الناجمة عن تقلبات جوية أو عندما تتعرض
للخطر حياة البشر أو السفن أو الطائرة .فکل عمليات شحن للمواد والنفايات تشترط
ترخيص من وزير البيئة وتسمى تراخيص غمر .بينما في حالة وقوع عطب أو
حادث في المياه الخاضعة للفضاء الجزائري لکل سفينة أو طائرة أو آلية أو قاعدة
1محمد خالد جمال رستم ،التنظيم القانوني للبيئة في العالم ،منشورات الحلبي الحقوقية ،الطبعة األولى،
بيروت ،8440ص.80
60
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
عائمة تنقل أو تحمل مواد ضارة أو خطيرة أو محروقات من شأنها إن تشکل خطر
کبير ال يمکن دفعه يشکل خطر للساحل أو منافع مرتبطة به يعذر صاحب
السفينة أو الطائرة باتخاذ التدابير لوضع حد لهذه األخطار وإذا لم يأخذ بعين
االعتبار بهذا االعذار تتولى السلطات المختصة تنفيذ التدابير على نفقة مالک.
کما يجب على ربان السفينة إخطار السلطات عن حوادث تضر بالبيئة البحرية من
تلويث أو إفساد وسط بحري ومياه وسواحل وطنية ،أما المحروقات فيکون ربان
السفينة مسؤول عن أضرار ناجمة عن تلوث وفق شروط محددة في اتفاقية دولية
حول مسؤولية مدنية عن أضرار ناجمة عن محروقات.
وفي نفس المطاف اهتم أيضا بحماية األرض وباطنها إذ تخضع عمليات
استغالل باطن األرض لمبدأ العقالنية ،فالبد حمايتها من التصحر واالنجراف.
وضرورة توافر شروط استخدام األسمدة والمواد الکيماوية في األشغال الفالحية ،مع
ضمان المحافظة على التنوع البيولوجي في األوساط الصحراوية والنظام
االيکولوجي.1
ولم يهمل المشرع الجزائري اإلطار المعيشي للمواطن الجزائري بحماية البيئة أثناء
القيام بأعمال العمران ،الحفاظ على الغابات الصغيرة ،الحدائق العمومية،
المساحات الترفيهية وکل مساحة ذات منفعة عامة تساهم في تحسين مستوى
معيشي لإلنسان ،کما أکد على حماية األشخاص والبيئة من أضرار المواد
الکيماوية وأضرار السمعية.
-2الحماية الجزائية للبيئة في القانون الجزائري :
اعتبر المشرع الجزائري اإلخالل بمقتضيات الحماية المنصوص عليها في قانون
حماية البيئة جرائم قد توصف بمخالفات أو جنح أو جنايات حسب السلوک
المرتکب وبالنظر للخطر المحقق.2
الجرائم الماسة بالتنوع البيولوجي :
1ربحي قويدر ،القضاء الدولي البيئي ،رسالة دكتو اره في القانون العام ،جامعة ابو بكر القايد ،كلية الحقوق،
جامعة تلمسان.8400/8401،ص 800
2ابتسام سعيد الملكاوي ،جريمة تلويث البيئة )دراسة مقارنة( ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،الطبعة
االولى،االردن ،8442،ص. 184
61
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
62
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
في البداية نحاول ذكر التدابير واإلجراءات الوطنية إن كانت قليلة ،والتي
تحسب لصالح الجزائر:
-محاولة الدولة الجزائرية بناء إستراتيجية تنموية تعمل على المزيد من
االعتبار للمعطيات البيئية في توطين المشاريع الصناعية بالدولة مستقبال ،أي
العمرن
ا وضع ضوابط إلنشاء المصانع أو تخصيص مناطق صناعية بعيدة عن
البشري.
مجال التلوث المائي :تتعلق األعمال الجارية بإعادة تأهيل شبكات التمويل بالماء
الصالح للشرب وشبكات التطهير ،بإعادة تأهيل شبكات 04مدن يفوق عدد سكانها
ضرئب خاصة
ا 8مليون نسمة ،وتأهيل واعادة النظام التعريفي للماء ،وتأسيس
بنوعية 80محطة لتصفية الماء ،واالقتصاد فيه ويقدر البرنامج الذي شرعت في
63
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
ت نفيذه و ازرة الموارد البشرية و المتعلق بتجديد وتوسيع منشآت التموين بالماء بمبلغ
094مليون دينار.1
* في مجال تلوث البحر والمناطق الشاطئية :قامت الدولة بشراء معدات كفيلة
بمكافحة التلوث البترولي وتجهيزات ومواد المخابر ،عادة تشغيل محطات تفريغ
زيوت البواخر وتكوين اإلطار المختصة وتنظيم المرور وا في الموانئ ،كما أعدت
الدولة مخطط للتهيئة الشاطئية.2
* مجال الغابات وحماية السهوب :العمل قائم إلعادة تهيئة ثالثة ماليين هكتار من
السهوب واألراضي المعنية باالنجراف ،كما هناك عمل جبار تجدر اإلشارة إليه هو
الصحروي حيث تم رش من 0044هكتار من األراضي
ا الجرد
ا عملية مكافحة
الصحروي في سياق تجربة المبيدات البيولوجية
ا الجرد
ا الموبوءة بيرقات
* مجال التربية والتحسيس البيئي :تم إدراج دروس حول البيئة في الطور التعليمي
األول ،وطبع كتاب مدرسي لمقياس التربية البيئية للطور الثاني ،كما نشرت اإلذاعة
.أما على المستوى والتلفزيون والصحافة المكتوبة مواضيع وبرامج إيكولوجية
الدولي :فكانت أول خطوة هي ما يسمى بمشروع المحكمة الدولية للبيئة ،وقد
طرحت الفكرة في مؤتمر ريوديجانيرو الذي أنعقد في 08جوان ، 8408حيث تم
64
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
عرض فكرة إنشاء محكمة دولية قي بداية المؤتمر ،إال أن هذه الفكرة لم تتجسد وتم
سحب المشروع في نهاية المؤتمر من جدول األعمال والوثائق الختامية ،وكان نقص
اإلرادة السياسية سببا في عدم خروج المشروع إلى النور آنذاك .ولم تقتصر دعوات
المطالبة بمحكمة بيئية على الهيئات والمنظمات وتوصيات المؤتمرات ،بل إن هذا
الموضوع أخذ حي از في اآلونة األخيرة ،وأصبح مطلب مختلف الفعاليات االجتماعية
والثقافية والسياسية في مختلف دول العالم ،وكمثال عن هذه األصوات المطالبة،
التحالف الذي أنشأته منظمات دولية خاصة والمسمى) التحالف إلنشاء محكمة
دولية بيئية ،حيث يهدف هذا التحالف إلنشاء محكمة بيئية تهتم باألمور البيئية،
وتعمل على تعزيز وتطوير القانون البيئي وتنفيذه على المستوى الدولي ،ويركز هذا
التحالف على المشاكل البيئية ذات الطابع العالمي و آثارها على جميع الدول،
ويأمل أن ينجح كما نجح التحالف المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية .باإلضافة إلى
هذه الخطوة الجبارة ،اتخذ المجتمع الدولي تدابير و إجراءات أخرى في سبيل حماية
البيئة نذكر منها .1
65
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
األضرار الكارثية و المفاجئة والتي تعجز المسؤولية المدنية عن تعويضه ،لكن يبقى
على الدول ضرورة سن تشريعات تعزز دور هذه الصناديق خاصة في حالة عدم
تحديد المسؤول ،أو في حالة إعساره ،أو عندما تتوفر حاالت اإلعفاء.1
بالنظر الى طبيعة الجريمة البيئية فلقد خولت القوانين الخاصة لبعض الجهات
تحريك الدعوى العمومية وذلك بجانب الشرطة القضائية ،اذ نجد أن كل التشريعات
البيئية حددت األشخاص المؤهلين لمعاينة االنتهكات الصارخة ألحكامها ،والذي
يمارسون مهامهم جنبا الى جنب مع الشرطة القضائية ،هذا منوط بكل واحد منهم
وفي مجال تخصصهم المحددة دستوريا ،من أجل الحد من جرائم األضرار البيئية،
والتي نجد أن العقوبات المنوطة بها مبعثرة ،وهناك من الفقهاء من ذهب الى أن
المشكل فيما تعلق بطبيعة الجريمة البيئية ،يرجع الى عدم مالئمة استخدام القانون
الجنائي الجزائي ،كأداة لتقرير حماية البيئة على أساس أن هذا القانون يواجه السلوك
الفردي ،بينما ينبع االفساد واالعتداء على البيئة نابع من سلوك ،وبتالي يكون
القضائ الردعي االداري وفقا لهذا الرأي هو األكثر مالئمة ومناسبة لتقرير هذه
الحماية البيئية ،وعلى هذا انتهى الراجح من الرأي واألقوال ،الى غير ذلك ،مؤكدا
كل هذا هذا على أساس ،أن القانون هو المنوط بتقرير تلك المحافظة والحماية،
66
دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة الفصل الثاني
وهذا باعتبار القانون الردعي هو األصح ،والذي يعطي دو ار وردعا ،لما تعلق
بالمصالح والقيم االجتماعية األساسية ،ويواجه في نفس السياق المساس بها مهما
كان األمر ،وهذا مايقتضي االفساد والفساد من قبيل االعتداء على البيئة جريمة
1
يجزمها ويعاقب عليها القانون.
حميدة ،اختصاص القضاء االداري في مجال المنازاعات البيئية ،مجلة البحوث العلمية في التشريعات ،المجلد ،5العدد،2 جميلة 1
67
خـــــــــاتــــــــــــــــمة
خـــــــــــــاتمة
يتعلق موضوع حماية البيئة بالحفاظ على حق اإلنسان في الحياة ،فاإلنسان
خالل عيشه في الطبيعة هو بحاجة إلى استغالل مواردها لتلبية حاجيته في ظل
التطور االقتصادي واالجتماعي الكبير الذي أثر سلبا على بيئته ،مما يخلق له
مشاكل صحية ،تضر به وتتسبب في فقدان التوازن البيئي للحيوان والنبات ،ونتيجة
لتعرض الوسط الطبيعي الذي يعيش فيه اإلنسان على مشاكل خطيرة أهمها التلوث
الذي يؤدي إلى اختالل في توازن النظم البيئية ،كان لزاما على الدول أن تتخذ
وتتظافر جهودها لحماية البيئة من خالل اتخاذ إجراءات قد تكون قبلية أو بعدية
تتاالءم والخطر المتوقع حدوثه ،من خالل دراستنا لبحثنا هذا نقترح جملة من
التوصيات التي تتلخص فيما يلي:
تشجيع األفراد على االشتراك في حماية البيئة وتعزيز مراقبة األعمال
المخالفة للبيئة وفقا للقانون.
األخذ بالجباية البيئية كأهم أداة لردع ملوثي البيئة.
توجيه اإلعالم ووسائله الفعالة إلى نشر الوعي وتكثيف برامجه الداعية
للمحافظة عليها ،وإطالع األفراد على مخاطر التلوث ،وكذلك زيادة البحوث
والدوريات المتخصصة والتى تحمل طابع التوجيه واإلرشاد للتعامل مع البيئة
إلخراج جيل مشبع بالتربية البيئية.
التقليل من أنماط االستهالك المفرط وتطوير أساليب إنتاج نظيفة ورفيقة
بالبيئة بحيث تخلف الحد األدنى من التدهور ،وكمثال الطاقة البديلة.
ت شجيع جميع البحوث المتعلقة بالمشاكل البيئية وبأساليب المحافظة عليها.
68
قائمة المصادر والمراجع
69
قائمة المصادر والمراجع
المراسيم التنفيذية:
-المرسوم التنفيذي 371-02المؤرخ في 11نوفمبر ،2002يتضمن إنشاء
مركز تنمية الموارد البيولوجية وتنظيمه و عمله ،ج.ر عدد ، 74بتاريخ
.2002-11-13
-المرسوم التنفيذي رقم 115/02المؤرخ في 03أفريل 2002المعدل والمتمم
بموجب المرسوم التنفيذي 198-04المؤرخ في 19جويلية ،2004يتضمن
انشاء المرصد الوطني للبيئة و التنمية المستدامة ،ج.ر عدد ،46مؤرخة في
21جويلية .2004
-المرسوم التنفيذي رقم ،175-02المؤرخ في 20ماي ،2002المتضمن
إنشاء الوكالة الوطنية للنفايات وتنظيمها وعملها ،ج.ر العدد ،37الصادر في
26ماي .2002
-المرسوم التنفيذي رقم 194-04المؤرخ في 15جويلية 2004يتضمن
إنشاء الوكالة الوطنية لعلوم األرض ،ج ر العدد 45مؤرخة في 18يوليو
.2004
-المرسوم التنفيذي رقم 02- 06المؤرخ في 07جانفي ،2006الذي
يضبط القيم القصوى ومستويات اإلنذار وأهداف نوعية الهواء في حالة تلوث
جوي ،ج ر العدد 01مؤرخة في 08جانفي .2006
-المرسوم التنفيذي رقم 145-07المؤرخ في 19ماي 2007يحدد مجال
تطبيق ومحتوى و كيفيات المصادقة على دراسة وموجز التأثير على البيئة،
ج ر عدد ،34مؤرخة في 22ماي .2007
-المرسوم التنفيذي رقم 365-17مؤرخ في 06ربيع الثاني عام 1439
الموافق ل 24ديسمبر لسنة 2017يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لو ازرة
البيئة والطاقات المتجددة ،الجريدة الرسمية 74لسنة .2017
-المرسوم التنفيذي رقم ،02-262المؤرخ في 17أوت ،2002المتضمن
إنشاء المركز الوطني للتكنولوجيات إنتاج أكثر نقاء ،ج.ر العدد ،56
الصادر في 18أوت .2002
70
قائمة المصادر والمراجع
71
قائمة المصادر والمراجع
-لخضر اززة ،المسؤولية الدولية في ضوء قواعد القانون الدولي العام ،دار
الهدى ،الجزائر.2011 ،
-ماجد راغب الحلو ،قانون حماية البيئة في ضوء الشريعة ،منشأة
المعارف ،مصر.2002 ،
-منال بوكورو ،محاضرات في مقياس قانون البيئة والتنمية المستدامة،
جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة ،01كلية الحقوق.2021 ،
-ميلود ذبيح ،محاضرات في مقياس قانون البيئة ،جمعة محمد بوضياف
المسيلة ،كلية الحقوق ،قسم العلوم السياسية.2021 ،
الرسائل الجامعية:
-حدة بن سنوسي ،دور الضبط اإلداري في حماية البيئة ،مذكرة الستكمال
متطلبات شهادة الماستر ،تخصص دولة مؤسسات ،جامعة زيان عاشور
الجلفة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق.2014،
-حسونة عبد الغني ،الحماية القانونية للبيئة في إطار التنمية المستدامة،
رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون ،جامعة بسكرة.2013 ،
-حميدة جميلة ،الوسائل القانونية لحماية البيئة دور القاضي في تطبيقها
– دراسة على ضوء التشريع الجزائري ،مذكرة تخرج لنيل شهادة
الماجستر ،جامعة البليدة.2011 ،
-حنان مومن ،مبدأ الملوث الدافع في الج ازئر ،مذكرة لنيل شهادة الماستر
في الحقوق ،جامعة عبد الرحمان ميرة ،بجاية ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،شعبة القانون االقتصادي لألعال ،تخصص القانون العقاري،
.2013
-دعاس نور الدين ،مبدأ الملوث الدافع في القانون الدولي للبيئة ،مذكرة
لنيل شهادة الماجسيتر ،تخصص قانون البيئة ،كلية الحقوق والعلوم
السياس ّة ،قسم الحقوق ،جامعة محمد األمين دباغين ،سطيف.2016 ،
-ربيعة بوسكار ،مشكلة البيئة في الجزائر من منظور اقتصادي ،أطروحة
لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم االقتصادية ،جامعة محمد خيضر بسكرة،
.2016
72
قائمة المصادر والمراجع
-زين الدين حمانة ،مبدأ الحيطة في القانون الدولي للبيئية ،مكرة مكملة
لنيل شهادة الماستر في العلوم القاونية ،تخصص قانون البيئة والتنمية
المستدامة ،جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،قسم الحقوق.2020 ،
-سامي نوار ،كنزة فنوش ،الحماية الدولية للبيئة في إطار التنمية
المستدامة ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في القانون العام ،تخصص قانون
دولي وعالقات دولية ،جامعة محمد الصديق بن يحيى جيجل ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق.2016 ،
-سامي نوارة ،الحماية الدولية للبيئة في إطار التنمية المستدامة ،مذكرة
لنيل شهادة الماستر في القانون العام ،تخصص قانون دولي وعالقات
دولية.2016 ،
-عباس جهيد ،مبدأ الوقتية ودوره في تعزيز اإلستدامة البيئية ،مذكرة
مكملة لنيل شهادة الماستر في الحقوق ،تخصص قانون البيئة ،جامعة
محمد امين دباغين سطيف ،2كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم
الحقوق.2018 ،
-عبد المنعم بن أحمد ،الوسائل القانونية اإلدارية لحماية البيئة في
الجزائر ،رسالة مكملة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام ،جامعة
الجزائر بن يوسف بن خدة ،كلية الحقوق بن عكنون.2009 ،
-عبد المنعم بن أحمد ،الوسائل القانونية اإلدارية لحماية البيئة في
الجزائر ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه ،كلية الحقوق بن عكنون،
جامعة بن يوسف بن خدة.2009 ،
-عفاف لعوامر ،دور الضبط اإلداري في حماية البيئة ،مذكرة مكملة لنيل
شهادة الماستر في الحقوق ،تخصص قانون إداري ،جامعة محمد خيضر
بسكرة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم العلوم السياسية.2014 ،
-فاطمة بن صديق ،الحماية القانونية للبيئة في التشريع الجزائري ،مذكرة
لنيل شهادة الماستر في القانون العام ،الملحقة الجامعية مغنية ،قسم
الحقوق.2016 ،
73
قائمة المصادر والمراجع
-فريدة تكارلي ،مبدأ الحيطة في القانون الدولي للبيئة ،مذكرة لنيل شهادة
الماجستير في القانون الدولي والعالقات الدولية ،جامعة الجزائر بن
عكنون ،كلية الحقوق.2005 ،
-لينة حمادو ،الحق في اإلعالم البيئي ودوره في حماية البيئة ،مذكرة
مكملة لنيل شهادة الماستر في الحقوق ،تخصص قانون البيئة ،جامعة
محمد أمين دباغين سطيف ،2كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم
الحقوق.2021 ،
-محمد شريف محب الدين ،اآلليات اإلدارية الوقائية لحماية البيئة في
إطار التنمية المستدامة في الجزائر" ،مذكرة تخرج لنيل شهادة ماستر في
القانون ،تخصص قانون إداري ،جامعة أكلي محند أولحاج البويرة ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،قسم القانون العام2020 ،
-مدين أمال ،المنشآت المصنفة لحماية البيئة دراسة مقارنة ،مذكرة لنيل
شهادة الماجيستر في الحقوق ،تخصص قانون عام ،كلية الحقوق و
العلوم السياسية ،قسم الحقوق ،جامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان.2013 ،
-مراد سليماني ،حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة بين اآلليات
الدولية وفي القانون الجزائري ،مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير في
القانون تخصص هيئات عمومية حكومية ،جامعة عبد الرحمان ميرة_
بجاية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية.2016 ،
-مسعودة صغير ،مبدأ الملوث الدافع ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في
الحقوق ،تخصص قانون الشركات ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة ،كلية
الحقوق واللوم السياسية ،قسم الحقوق.2017 ،
-مومن حنان ،مبدأ الملوث الدافع في الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة الماستر
في الحقوق شعبة القانون االقتصادي لألعمال ،تخصص القانون القاري،
جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية ،كلية الحقوق والعلوم السياسة.2012 ،
-وناس يحي ،اآلليات القانونية لحماية البيئة في الجزائر ،رسالة لنيل
شهادة الدكتوراه في القانون العام ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم
العلوم السياسية.2007 ،
74
قائمة المصادر والمراجع
المقاالت:
-أحمد هاشم الصقال ،متطلبات التنمية المستدامة في العراق :دور إدارة
الموارد في تحقيق التنمية المستدامة" ،مجلة كلية بغداد للعلوم االقتصادية
الجامعة" العدد الخاص بالمؤتمر العلمي المشترك .2014،
-جمال ونوقي" ،تعزيز حماية ابيئة من خالل آليات الضبط اإلداري"،
المجلة األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية ،مج ،12ع،2
.2020
-راكز هاويت وليم ،نحو عالم مستديم ،مترجم " ،مجلة العلوم" العدد، 1
-رشا خليل عبد ،دور المبادئ البيئية الوقائية والعالجية في حماية البيئة "
دراسة في ضوء االتفاقيات الدولية والتشريعات الداخلية" ،مجلة العلوم
القانونية والسياسية ،عدد خاص بأبحاث المؤتمر العلمي الدولي الثالث
لكلية بالد الرافدين الجامعة.2020 ،
-صالح إبراهيم يونس الشعباني ،دور اإلفصاح البيئي في دعم التنمية
المستدامة" ،مجلة اإلدارة و االقتصاد" ،العدد ،2012 ،93ص.8
-صونيا بيزات ،إشكالية تحقيق التنمية المستدامة في ظل متطلبات البيئة
الجانب القانوني ،مجلة العلوم االجتماعية ،ع ،23كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،جامعة محمد لمين دباغين سطيف ،2ديسمبر .2016
-عدنان مناتي صالح ،التنمية المستدامة في االقتصاد النامي بين
.2014
75
قائمة المصادر والمراجع
-كرار صالح حمودي الجصاني ،مبدأ الوقاية لمنع االضرار البيئية في
القانون الدولي ،مجلة جامعة واسط ،العراق ،ب.س.ن.
-مراد ناصر ،التنمية المستدامة و تحدياتها في الجزائر" ،مجلة التواصل"،
العدد ،26جوان.2010 ،
-مصبايح فوزية" ،دور الجماعات المحلية (البلدية) في المحافظة على
البيئة" ،مجلة العلوم االجتماعية ،ع ،07المركز الجامعي ،خميس
مليانة ،الجزائر.2010 ،
-منصور مجاجي ،مبدأ الملوث الدافع_ المدلول االقتصادي والمفهوم
القانوني ،حوليات جامعة الجزائر ،1مج ،34ع.2020 ،1
-منصور مجاجي ،مبدأ الملوث الدافع_ المدلول االقتصادي والمفهوم
القانوني_" ،مجلة حوليات جامعة الجزائر" ،مج ،34ع ،01مارس
.2020
-نصر الدين منصر ،المبادئ العامة لقانون البيئة كآليات لتحقيق األمن
اإلنساني في التشريع الجزائري ،مجلة الباحث في العلوم القانونية
والسياسية ،الجزائر ،ع ،2جوان .،2019
-يحي الوناس ،التخطيط البيئي المحلي :التطورات والرهانات واإلشكاليات
القانونية والمادية التي يثيرها ،مجلة الحقيقة ،جامعة أدرار ،ع 06بتاريخ
06ماي .2005
76
الفهرس
البسملة
إهداء
شكر وعرفــــــــــــان
مقدمـــــــــة
الفصل األول:االطار المفاهيمي للمبادئ البيئية31-08 ........................
المبحث األول :الجهود الدولية لنشأة وتطور المبادئ الدولية 08................
المطلب األول :لمحة عن نشأة المبادئ البيئية وتطورها09 .....................
الفرع االول :دور المعاهدات والمؤتمرات الدولية في نشأة المبادئ البيئية 09....
أوال :مؤتمر ري ودي جينيرو10.................................................
ثانيا :مؤتمر ستوكهولم10......................................................
ثالثا :مؤتمر نيروبي11.........................................................
الفرع الثاني :دور الجمعيات األممية في تطور المبادئ
البيئية12................
المطلب الثاني :مفهوم المبدأ والمبادئ البيئية13................................
الفرع األول:تعريف المبدأ13....................................................
أ/التعريف اللغوي13............................................................
ب /التعريف االصطالحي14....................................................
جـ/التعريف الفقهي والقانوني14................................................
الفرع الثاني:مفهوم المبادئ البيئية15..........................................
المبحث الثاني :أنواع المبادئ البيئية16........................................
الفرع األول :المبادئ الوقائية16................................................
أوال :مبدأ الحيطة16............................................................
ثانيا :مبدأ المحافظة على التنوع البيولوجي17..................................
77
الفهرس
78
الفهرس
79
الفهرس
68 خاتمة
80
الفهرس
حمدي:االسم
دفاف:اللقب
:الملخص
دور المبادئ البيئية في حماية البيئة و ذلك من اجل تحقيق االستدامة البيئية و، تناول هذه الدراسة موضوع
إبراز اآلليات المؤسسية و اإلجرائية لتطبيق المبادئ البيئية و تبيان دور كل من المبادئ الردعية و الوقائية
.في الحد و التقليل من األفعال التي تمس و تحدث اختالل في التوازن البيئي للحيوان و النبات
و قد تطرقنا في هذه الدراسة إلى نشأة و تطور المبادئ البيئية و خصائصها العامة لها و دور القضاء
الجزائري في انفاذ و تكريس و تطبيق المبادئ البيئية من المستوى النظري إلى المستوى العملي
:الكلمات المفتاحية
Resumé:
Cette étude a traité du sujet, le rôle des principes environnementaux dans la protection
de l'environnement afin d'atteindre la durabilité environnementale et de mettre en
évidence les mécanismes institutionnels et procéduraux pour l'application des principes
environnementaux et de montrer le rôle de chacun des principes dissuasifs et préventifs
dans limiter et minimiser les actions qui affectent et provoquent un déséquilibre
environnemental Pour les animaux et les plantes. Dans cette étude, nous avons discuté
de l'émergence et du développement des principes environnementaux, de leurs
caractéristiques générales et du rôle du pouvoir judiciaire algérien dans l'application,
l'application et l'application des principes environnementaux du niveau théorique au
niveau pratique.
81
الفهرس
82