You are on page 1of 87

‫جامعة محمد لمين دباغين سطيف‪2‬‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫قســم الحقـوق‬

‫دور المبادئ البيئية في حماية البيئة‬

‫مذكرة تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر‬

‫التخصص‪ :‬قانون عام‬

‫تحت اشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالب‪:‬‬

‫مصطفى كرد الواد‬ ‫حــــــمدي دفــــــــاف‬

‫لجنــــــــــــــة المــــــــــنـــــــاقـــشة‪:‬‬

‫أ‪ .‬شـــــــــوقي ســـــمير‪ ...‬أستاذ دكتور‪ ..‬رئيسا جامعة محمد لمين دباغين ‪ -‬سطيف ‪2‬‬

‫أ‪ .‬كرد الواد مصطفى‪ ..‬أستاذ مساعد أ‪ ..‬مشرفا ومقر ار جامعة محمد لمين دباغين ‪-‬سطيف ‪2‬‬

‫د‪ .‬قــــــــــــــــــلو لــــيليا أستاذة محاضر أ‪...‬ممتحنا جامعة محمد لمين دباغين ‪-‬سطيف‪2‬‬

‫السنة الجامعية‪.2022/2021 :‬‬


‫أهدي هذا العمل المتواضع‪:‬‬

‫إلى من تعهدني بالتربية في الصغر‪ ،‬وكانا لي نبراسا يضيئ فكري بالنصح‬


‫والتوجيه في الكبر‪ ،‬الوالدين الكريمين حفظهما هللا وأطال في عمرهما‪ ،‬الذين لم‬
‫يبخلوا علي بدعائهما لي دوما بالتوفيق والسداد ‪.‬‬

‫إلى كل أفراد عائلتي ‪ ،‬وأخص بالذكر إخوتي األعزاء ‪ :‬بسمة ‪ ،‬حسام ‪ ،‬دنيا ‪،‬‬
‫مرية ‪ ،‬سيد أحمد ‪.‬‬

‫إلى ابناء أختي‪ :‬أمير ويقين ‪.‬‬

‫إلى كل أصدقائي ‪ ،‬وإلى زمالء الدراسة ‪ ،‬الى كل من علمني حرفا ‪ ،‬وأخذ بيدي‬
‫في سبيل تحصيل العلم والمعرفة خالل مشواري الدراسي ‪.‬‬

‫حـــــــمــــــــدي دفـــــــــــاف‬
‫قبل كل شيء نشكر هللا عزوجل الذي رزقنا من العلم ما لم‬

‫نكن نعلمه ونحمده حمدا كثي ار يليق بعظمته وجالل قدره وكثرة نعمه‬

‫أما بعد ‪:‬‬

‫نتقدم بالشكر الكبير الى األستاذ‪ :‬كرد الواد مصطفى‪ ،‬على قبوله االشراف على‬
‫المذكرة ‪ ،‬وعلى كل ارشاداته ونصائحه وتوجيهاته القيمة التي أفادنا بها طول‬
‫مرحلة هذا العلم‪ ،‬فما يسعنا ِاآل أن نقول له‬

‫شك ار جزيالً ‪....‬‬

‫كما نوجه تحية وتقدير الى السادة المحترمين أعضاء اللجنة‬

‫والشكر الى كل ما ساعدنا في انجاز هذا العمل المتواضع من قريب أو بعيد ‪.‬‬
‫مقدمـــــــــة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫البيئة هي كل ما يحيط باإلنسان من موجودات وهي شاملة في محتواها تتضمن‬


‫كل شيء على األرض وما في باطنها وما يحيط بها من عوامل وأسباب تساهم في‬
‫خلق المجال الذي يمارس فيه حياته ونشاطه‪ ،‬فيجب على اإلنسان معرفة بيئته‬
‫وموقعه ودوره فيها‪ ،‬وما يحدثه من سعيه نحو اشباع رغباته من آثار سلبية على‬
‫بيئته حيث أصبحت هذه األخيرة تشكل تهديدا حقيقيا لوجود الحياة واستم ارريتها‪،‬‬
‫ومع تطور اإلنسان علميا وتقنيا برزت مشاكل بيئية أهمها التلوث والتي تعتبر من‬
‫أخطر المشاكل التي واجهتها البشرية‪ ،‬وفرضت نفسها في العصر الحالي وسيطرت‬
‫على تفكير البشرية واهتمامها كونها ترهن وجود اإلنسان ومستقبله‪ ،‬ونظ ار لخطورة‬
‫األضرار البيئية التي ال تحتمل التأجيل استوجب العمل واالهتمام المشترك وتكثيف‬
‫الجهود لحماية البيئة من كل أشكال التلوث‪.‬‬

‫وتعرف البيئة في الوقت الراهن تدهور مستمر يعود إلى سوء تصرف اإلنسان‬
‫واعتداءاته العمدية والغير العمدية عليها‪ ،‬لذا تعد مشكالت البيئة من أعقد المشاكل‬
‫التي تواجه العالم في الوقت الحاضر وتهدد وجوده مستقبال ومن أهمها التلوث‬
‫البيئي الذي هو في زيادة مستمرة‪ ،‬فتهديد البيئة ليس وليد اليوم لكن لم يشكل قضية‬
‫تستدعي االنتباه إليها لعدم الشعور بمخاطر ذلك‪ ،‬في حين تغير الوضع بعد بداية‬
‫الثورة الصناعية والزراعية حيث نجد أن البيئة أكثر عرضة للخطر‪ ،‬وذلك بسبب‬
‫االستغالل غير العقالني لمواردها الطبيعية وإدخال ملوثات من مواد كيماوية‬
‫وصناعية ونفايات المصانع ونواتج احتراق الوقود‪.‬‬

‫وإزاء ما ط أر على المجتمعات من تقدم تكنولوجي هائل وما ترتب عنها من‬
‫أضرار خطيرة مست البيئة التي نعيش فيها‪ ،‬كان لزاما على القانون الدولي اتخاذ‬
‫كافة التدابير التي تحد من التلوث وأض ارره الجسيمة‪ ،‬وتعتبر المبادئ الخاصة‬
‫بمجال حماية البيئة من أنجع الوسائل القانونية في ذلك‪ ،‬لذلك نجد عبر تطور‬
‫المجتمعات اإلنسانية كانت هناك دائما أجهزة مسؤولة عن حفظ النظام العام بكافة‬
‫عناصره الثالثة وضمان أمن اإلنسان وصحته وسكينته‪ ،‬ولعل مكافحة التلوث البيئي‬

‫‪1‬‬
‫مقدمـــــــــة‬
‫يعتبر من ضمن أهداف القانون الدولي الذي حاول تشريع مبادئ قانونية لحماية‬
‫البيئة والحفاظ عليها‪.‬‬

‫‪ /1‬أسباب اختيار الموضوع ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أسباب موضوعية‬

‫* ضرورة التعرف على متطلبات تطبيق المبادئ الخاصة بحماية البيئة ليتسنى‬
‫لنا تحقيق حماية فعالة للبيئة‪.‬‬

‫* التعرف على كيفية عمل المبادئ الخاصة بحماية البيئة بالتطرق الى مختلف‬
‫جوانبها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أسباب ذاتية‬

‫* الرغبة الذاتية والميول الشخصية اتجاه دراسة المواضيع المتعلقة بالبيئة ‪.‬‬
‫* تخصص الباحثين في مجال قانون البيئة الذي يقيد مجال البحث في المواضيع‬
‫المتعلقة بالبيئة‪.‬‬

‫‪ /2‬أهمية الموضوع‪:‬‬

‫يكتسي موضوع هذه الدراسة أهمية علمية بالغة تتجسد أساسا في أهمية الوجود‬
‫اإلنساني وكذا الكائنات الحية‪ ،‬ومع تنامي المعرفة العلمية بالبيئة ومكوناتها تنامي‬
‫كذلك اإلدراك ألهمية حمايتها‪ ،‬والحفاظ على البيئة وضرورة وقايتها من خطر‬
‫التلوث لم يعد كما كان سابقا من المسائل التي تقبل التأجيل والمفاوضة‪ ،‬وذلك ألن‬
‫آثاره التي طالما حذر منها المختصون بدأت تظهر خطر‪ ،‬وهو األمر الذي يقتضي‬
‫تسليط الضوء على هذا الموضوع والعمل على إيجاد حلول وبدائل صديقة للبيئة‬
‫تضمن التوازن بين احتياجات عيش اإلنسان من جهة وضوابط حماية الوسط الذي‬
‫يعيش فيه من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمـــــــــة‬
‫‪ /3‬أهداف الدراسة‪:‬‬

‫* الوقوف على مفاهيم المبادئ المتعلقة بحماية البيئة ومراحل تطورها‪.‬‬

‫* محاولة ابراز كيف تم تكريس المبادئ البيئية في مختلف التشريعات الوطنية‬


‫والدولية‪.‬‬

‫* الوقوف على شروط وآليات تطبيق المبادئ البيئية وكيفيات تعامل المجتمع‬
‫الدولي مع اختالل التوازن البيئي العالمي باعتمادهم على هذه المبادئ‪.‬‬

‫‪ /4‬إشكالية الموضوع‪:‬‬

‫وبناء عما سبق فقد صغنا إشكالية بحثنا في التساؤل األتي‪:‬‬

‫ما هو الدور التي تلعبه المبادئ البيئية وتطبيقاتها في حماية البيئة ؟‬

‫وترتبط في طيات هذه اإلشكالية عدة تساؤالت فرعية جاءت كما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬ما المقصود بالمبادئ البيئية وما هي مراحل تطورها؟‬

‫‪ -2‬ما هي الضمانات التي وضعتها المبادئ البيئية لحماية البيئة؟‬

‫‪ -3‬كيف ساهم التشريع والقضاء في تكريس المبادئ البيئية؟ وكيف تم دمجها في‬
‫القانون والقضاء؟‬

‫‪-4‬فيما تتمثل أهمية ودور المبادئ البيئية وكيف تم تطبيقها من قبل القضاء‬
‫الجزائري؟‬

‫‪3‬‬
‫مقدمـــــــــة‬
‫‪ /5‬المنهج المتبع في الدراسة‪:‬‬

‫إن الموضوع الذي نعالجه وطبيعة نوع المعلومات المتوفرة لدينا فرضت علينا‬
‫استخدام المنهج الوصفي والتحليلي‪.‬‬

‫ويتجلى االعتماد على المنهج الوصفي في الجانب المفاهيمي الذي ال غنى‬


‫عنه في هذا النوع من الدراسات‪ ،‬لتبيان مفهوم المبادئ وأهم خصائصها وتتبع‬
‫مراحل تطورها ونشأتها على المستوى الدولي‪.‬‬

‫كما تم االستعانة بالمنهج التحليلي تماشيا مع مقتضيات البحث الذي يتطلب‬


‫اعتماد دراسة تحليلية لمختلف المبادئ البيئية وأدوارها في حماية البيئية‪ ،‬وتكريسها‬
‫على مستوى التشريع والقانون‪ ،‬واليات التي عززت تطبيقها‪.‬‬

‫‪ /6‬الدراسات السابقة‪:‬‬

‫ولقد اعتمدنا في موضوعنا على مجموعة من الكتب والدراسات األكاديمية‬


‫المتنوعة التي خدمت مضمون الدراسة من قريب أو من بعيد‪ ،‬إذ حاولنا استقاء‬
‫واستخالص أهم المعلومات األساسية التي تتصل بالموضوع وكان من أهمها‪:‬‬

‫دراسة أكاديمية لدعاس نور الدين بعنوان‪ :‬مبدأ الملوث الدافع في القانون‬
‫الدولي للبيئة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجسيتر‪ ،‬تخصص قانون البيئة‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياس ّة‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة محمد األمين دباغين‪ ،‬سطيف‪ 2016 ،‬والتي‬
‫أفدتنا في مختلف تفاصيل البحث خاصة في فصل الثاني‪.‬‬

‫دراسة لزين الدين حمانة بعنوان‪ :‬مبدأ الحيطة في القانون الدولي للبيئية‪ ،‬مكملة لنيل‬
‫شهادة الماستر في العلوم القاونية‪ ،‬تخصص قانون البيئة والتنمية المستدامة‪ ،‬جامعة‬
‫العربي بن مهيدي أم البواقي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪،2020 ،‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمـــــــــة‬
‫والتي اعتمدنا عليها في شرح وتحليل دور بعض المبادئ البيئية التي ذكرت في‬
‫فصل األول‪.‬‬

‫‪ /7‬صعوبات الدراسة‪:‬‬

‫وال تخلو أي دراسة كانت من بعض الصعوبات والعراقيل والتي تجلت في‬
‫بحثنا هذا بمجموعة من النقاط كانت كاآلتي‪꞉‬‬

‫‪ -‬قلة الدراسات السابقة المرتبطة كلياً أو جزئياً بموضوع الدراسة‪ ،‬فهذا سيؤثر‬
‫بالتأكيد على جودة البحث العلمي‪ ،‬وعلى قدرتنا في إثراء الدراسة بما تحتاجه من‬
‫مصادر ومراجع‪.‬‬

‫‪ -‬صعوبة االطالع والوصول إلى مختلف الدراسات التي تناولت موضوعنا‪.‬‬

‫‪ -‬قلة الوقت وضيقه نظ ار اللتزاماتنا المهنية خارج أسوار الجامعة‪.‬‬

‫‪ /8‬خطة الدراسة ‪:‬‬

‫اقتضت االجابة على االشكالية الرئيسية‪ ،‬أن يأتي عرض الموضوع في مقدمة‬
‫وفصلين يحتوي كل منهما على ثالثة مباحث‪.‬‬

‫وقد جاء الفصل األول‪ :‬كإطار مفاهميمي حول المبادئ البيئية ‪.‬‬

‫وينقسم بدوره الى ثالثة مباحث‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الجهود الدولية لنشأة وتطور المبادئ البيئية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع المبادئ البيئية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تكريس المبادئ البيئية‪.‬‬


‫أما الفصل الثاني‪ :‬الذي جاء بعنوان دور المبادئ البيئية وتطبيقاتها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫مقدمـــــــــة‬
‫والذي تضمن ثالثة مباحث‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬دور القضاء الجزائري في تطبيق المبادئ البيئية انطالقا من‬
‫أهميتها‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الهيئات العمومية المكلفة بتطبيق المبادئ البيئية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تكريس التشريعي والقضائي للمبادئ البيئية وإدماجها على المستوى‬
‫القانوني والقضائي‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫مقدمـــــــــة‬

‫الفصل األول‪:‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية‬

‫‪7‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفصل األول‪:‬‬

‫اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية‬

‫مع تزايد األخطار المتعلقة بالبيئة ولحمايتها لجأ الدولي لخلق مبادئ وأدوات‬
‫تستعملها الدول كوسيلة لتحقيق أهدافها في مجال حماية البيئة من مختلف‬
‫االنتهاكات التي يسببها اإلنسان‪ ،‬ونظ ار لعدم قابلية حاالت التلوث لإلصالح البيئي‬
‫في معظم األحيان فقد اعتمدت الدولة آليات تضمن منع حدوث أضرار تمس البيئة‪.‬‬
‫إن سياسة القانون الدولي في وضع هذه المبادئ الهدف منها هو حماية البيئة‬
‫والحفاظ عليها آخذا بعين االعتبار ضرورة النمو االقتصادي‪ ،‬حيث تنقسم هذه‬
‫المبادئ إلى آليات وقائية قبلية تكون قبل حدوث النشاط تفاديا لحدوث الضرر‬
‫البيئي‪ ،‬أما اآلليات الردعية البعدية فتكون في حالة حدوث مخالفات تهدد البيئة‬
‫تحاول من خاللها توقيف النشاط الذي يهدد البيئة أو تعديله وفقا للشروط المناسبة‪،‬‬
‫وغيره من المبادئ األخرى التي سيتم تناولها في هذا الفصل‪.‬‬

‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬الجهود الدولية لنشأة وتطور المبادئ البيئية‪.‬‬


‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬أنواع المبادئ البيئية‪.‬‬
‫‪ -‬المبحث الثالث‪ :‬تكريس المبادئ البيئية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الجهود الدولية لنشأة وتطور المبادئ البيئية‬


‫يعد موضوع بالبيئة وحمايتها من التدهور الناجم عن التطور الصناعي وتجوزات‬
‫االعقالنية لالنسان في حقها أو االنتهاكات األخرى‪ ،‬أصبح يشكل هاجس لمختلف‬
‫األمم وبدأ يأخذ حيز كبير من االهتمام الدولي‪ ،‬ما جعل من هذه القضية تتجه إلى‬
‫طاولة المؤتمرات وأوراق المعهدات‪ ،‬وبات التفكير في تبني وتأسيس لمبادئ دولية‬
‫تسعى لدفاع عن قضية البيئة أم ار ضروريا الرجعة فيه‪ ،‬وهذا ما أرادت المؤتمرات‬
‫واالتفاقيات الدولية تجسيده في أرض الواقع‪ ،‬وفي تشريعات الدول الداخلية من أجل‬
‫معالجة المشاكل البيئية المتفاقمة عبر الزمن‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب األول‪ :‬لمحة عن نشأة المبادئ البيئية وتطورهها‬

‫سعى المجتمع الدولي الى حماية البيئية من مختلف المخاطر التي تحيط بها‪،‬‬
‫وسارعوا بذلك الى عقد المعاهدات والمؤتمرات من أجل ايجاد حلول مناسبة لهذه‬
‫المعضلة‪ ،‬وعلى اثر ذلك برزة فكرة المبادئ البيئية التي التزمت الدول بتجسيدها في‬
‫تشريعاتها وقوانينها الداخلية من أجل ضبط وتوفير الحماية البيئية‪ ،‬وعلى ضوء ذلك‬
‫سنسعى الى الوقوف على نشأة هذه المبادئ في كنف المعاهدات الدولية وتطورها‬
‫والمفاهيم المتعلقة بها وهذا ماسنوضحه في الفروع الموالية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬دور المعاهدات والمؤتمرات الدولية في نشأة المبادئ البيئية‬

‫اهتمام اإلنسان بالبيئة المحيطة به يرجع إلى عصور خلت‪ ،‬لكن البارز منذ‬
‫القرن التاسع عشر تقريبا هو أن المشاغل والهموم البيئية اتخذت طابعا عالميا واسعا‬
‫مستفيدة في ذلك من تطور علوم اإلنسان ومناهجها‪ ،‬وفي هذا الشأن ظهر ّأول‬
‫تقرير دقيق للمخاطر اإليكولوجية المحتملة سنة ‪ 1896‬وذلك عندما اعتبر العالم‬

‫السويدي ‪ Strante‬أن مضاعفة ثاني أوكسيد الكربون في ّ‬


‫الجو تؤدي إلى زيادة‬
‫متوسط ح اررة األرض بحوالي ‪ 06‬درجات مئوية‪ ،‬بعد الحرب العالمية الثانية‬
‫تضمن في المادة‬
‫تبني المجموعة الدولية لميثاق األمم المتحدة الذي ّ‬
‫وبالضبط عند ّ‬
‫‪ 55‬منه إشارات إلى البيئة‪ ،‬وتبعه بعد ذلك سنة ‪ 1948‬الميثاق العالمي لحقوق‬
‫اإلنسان والذي أشار هو اآلخر في المادة ‪ 25‬الفقرة ‪ 01‬إلى البيئة‪ ،‬وفي نفس‬
‫السياق لم يغفل عهدي حقوق اإلنسان للحقوق المدنية والسياسية والحقوق‬
‫االقتصادية واالجتماعية اإلشارة إلى أهمية العنصر البيئي في حياة اإلنسان؛ حيث‬
‫‪1‬‬
‫نصا عليه على التّوالي في المواد ‪ 06‬و‪ 09‬الفقرة ‪.12‬‬
‫ّ‬

‫‪ 1‬رياض صالح أبو العطا‪ ،‬دور القانون الدولي في حماية البيئة‪ ،‬ط‪ ،2‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،2008 ،‬‬
‫ص ص ‪. 75،73‬‬

‫‪9‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬مؤتمر ريو دي جينيرو‬

‫عرفت المبادئ األساسية لحماية البيئة أول مرة في مؤتمر األرض بريو دي‬
‫جانيرو سنة ‪1992‬م‪ ،‬وقد كان لهذا المؤتمر الصدى البالغ حيث أبرمت بعده العديد‬
‫من االتفاقيات الدولية مكرسة للمبادئ التي تبناها‪ ،‬وجاءت كمزيج بين المبادئ‬
‫األساسية والمبادئ القانونية ومستوحاة من فكرة القانون المرن‪ ،‬وسرعان ما انتقلت‬
‫‪1‬‬
‫إلى التشريعات الداخلية للدول‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مؤتمر ستوكهولم‪:‬‬

‫اهتمت األمم المتحدة بالبيئة من خالل القرار رقم ( ‪ ) 2398‬الصادر عن‬


‫الجمعية العامة عام ‪1968‬م‪ ،‬تحت عنوان المشكالت البيئية اإلنسانية‪ ،‬والذي دعى‬
‫من خالل الفقرة األولى منه إلى عقد‪ ،‬مؤتمر دولي تحت رعايتها حول هذا‬
‫الموضوع‪ ،2‬لذلك انعقد مؤتمر استكهولم في عام ‪ ، 1972‬مع بداية عقد السبعينيات‬
‫من القرن العشرين وبطلب من حكومة السويد رافعا شعار" فقط أرض واحدة‬
‫"مستهدفا بذلك تحقيق رؤية ومبادئ مشتركة‪.‬إللهام شعوب العالم وإرشادها في حفظ‬
‫البيئة‪ ،‬وتنبيه حكومات العالم وشعوبه من خطر األنشطة اإلنسانية التي أصبحت‬
‫تهدد البيئة الطبيعية‪ ،‬بالشكل الذي سوف يؤدي ال محالة إلى المساس بالبيئة‬
‫اإلنسانية‪.3‬‬

‫وقد ركزت المبادئ األولى من اإلعالن على وجوب استغالل بعض المواد‬
‫الطبيعية غري المتجددة على نحو ال يؤدي إلى استنفاذها‪ ،‬وأن على اإلنسان الحفاظ‬

‫‪ 1‬نورة بن عبد هللا‪ ،‬المبادئ العامة لتحقيق البيئة المستدامة في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‬
‫والسياسية‪ ،‬المجلد‪ ،12‬العدد‪ ،1‬جامعة الجزائر باتنة‪ ،‬أفريل ‪ ، 2021‬ص ‪.710‬‬
‫‪ 2‬سمير فاضل‪ :‬االلتزام الدولي بعدم تلويث بيئة اإلنسان في ضوء اإلعالن الصادر مؤتمر البيئة‪ ،‬المجلة‬
‫المصرية للقانون الدولي‪ ،‬العدد ‪ ،34‬مصر‪ ،1978،‬ص‪. 270 ،267 ،224‬‬
‫‪ 3‬رياض صالح أبو العطا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.58‬‬

‫‪10‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية‬ ‫الفصل األول‬

‫على صور الحياة النباتية والحيوانية البرية‪ ،‬ووجوب التوقف عن إلقاء فضالت‬
‫المواد السامة‪ ،‬من خالل اتخاذ جميع اإلجراءات الكفيلة بتحقيق ذلك‪ ،‬وإذا كانت‬
‫المبادئ والتوجيهات الصادرة عن مؤتمر استكهولم ال تتمتع في حد ذاتها بقيمة‬
‫إلزامية‪ ،‬إال أن الكثير منها قد اكتسب قيمة قانونية كاملة سواء من خالل النص‬
‫عليها في االتفاقيات الدولية‪ ،‬أو عبر العرف الدولي حيث يتشابه إن لم يكن يتطابق‬
‫مضمون التوصيات والق اررات الصادرة فيما بعد عن المؤتمرات الدولية المتعلقة‬
‫بالبيئة أو عن كثير من المنظمات الدولية مع مضمون وتوصيات ومبادئ مؤتمر‬
‫استكهولم‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬مؤتمر نيروبي ‪1982‬‬

‫عقد المؤتمر عام ‪ ،1982‬وقد صدر عن هذا المؤتمر إعالن نيروبي المتكون‬
‫من عشرة بنود‪ ،‬كان تأكيدا لمبادئ استكهولم التي لم تنفذ إال جزئيا‪ ،‬بسبب عدم‬
‫توفر الموارد المالية‪ ،‬وعدم تنسيق المناهج والجهود الدولية واإلقليمية إلدارة البيئية‬
‫‪2‬‬
‫فضال عن قلة الوعي البيئي‪.‬‬

‫وقد نص البند التاسع من إعالن نيروبي على أهم أسس القانون الدولي للبيئة‬
‫حيث يتبنى أن إعادة الحالة إلى ما كانت عليه قبل حدوث الفعل المسبب للضرر‬
‫البيئي‪ ،‬يعد عملية شاقة ومكلفة‪ ،‬لهذا يعد منع الضرر البيئي أفضل من إصالحه‪،‬‬
‫فبعض األضرار البيئية يمكن تحديد حجمها من خالل تقديم قيمة اآلثار المترتبة‬
‫عليه‪ ،‬مثل الخطر الذي يهدد اآلثار التاريخية أو المناظر الطبيعية‪ ،‬وإلى جانب‬
‫إعالن استكهولم للبيئة البشرية لعام ‪، 1972‬وإعالن نيروبي لعام ‪ 1982‬تبنت‬

‫‪ 1‬داود الباز‪ ،‬حماية السكنية العامة معاجلة لمشكلة العصر في فرنسا ومصر‪ ،‬دراسة مقارنة في القانون‪ ،‬اإلدارة‬
‫البيئي والشرعية اإلسالمية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة ‪ ،1998‬ص ‪. 46‬‬
‫‪ 2‬البند ( ‪ ) 206‬من إعالن نيروبي‪.1982‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية‬ ‫الفصل األول‬

‫الجمعية العامة لمنظمة األمم المتحدة سنة" ‪ 1982‬الميثاق العالمي للطبيعة "الذي‬
‫نادى بجملة من المبادئ منها ‪:‬‬

‫‪ -‬أهمية حماية الطبيعة والنظم االيكولوجية لإلبقاء على اإلنسانية‬

‫‪ -‬ضرورة حماية وإدارة الموارد المستخدمة بحكمة‪ 1،‬وذلك من خالل اتخاذ‬


‫تدابير مالئمة على المستوى الدولي والوطني لحماية الطبيعة ودعم القانون الدولي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دور الجمعيات األممية في تطور المبادئ البيئية‬

‫من جهتها عقدت الجمعية العامة لألمم المتحدة سنة ‪ 1997‬دورة استثنائية‬
‫ُعرفت بـ" قمة األرض ‪ " 5+‬الستعراض تنفيذ جدول أعمال القرن‪21‬م‪ ،‬وتقديم‬
‫توصيات لمواصلة العمل به‪ ،‬كما أوضحت من خاللها أن البيئة في تدهور مستمر‪،‬‬
‫السنة اعتماد البروتوكول الشهير المعروف ببروتكول كيوتو للتّغيرات‬
‫وتم في نفس ّ‬
‫‪2‬‬
‫المناخية‪.‬‬

‫ومع بداية األلفية الثالثة عقد قادة الدول والحكومات في نيويورك ما ُعرف بقمة‬
‫تمخضت عنها األهداف اإلنمائية لأللفية ‪The millenium‬‬
‫ّ‬ ‫األلفية‪ ،‬والتي‬
‫‪ ،développent goals‬حيث يرمي هدفها السابع إلى كفالة االستدامة‬
‫البيئية ‪ ،Ensure environmental stability‬ودائما في مجال الجهود الدولية‬
‫التي مهدت األرضية الالزمة لظهور أهم مبادئ حماية البيئة‪ ،‬ففي هذا الشأن‬
‫أصدرت قمة جوهانسبورغ للتنمية المستدامة المنعقدة بجنوب إفريقيا سنة ‪2002‬‬
‫ق اررات هامة أسست للعديد من المبادئ البيئية‪ ،‬ومن أهم ق اررات هذه القمة نجد مبدأ‬

‫‪ 1‬سالمة الشعالن‪ ،‬الحماية الدولية للبيئة " من مظاهر االحتباس الحراري في برتوكول كيوتو"‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات‬
‫الحلبي الحقوقية ‪ ،2010،‬ص‪.97‬‬
‫‪ 2‬الموقع االلكتروني‪ ،/https://www.maan-ctr.org/magazine/article/1084 :‬تاريخ االطالع‬
‫‪ ،2022/08/17‬الساعة ‪.15:29‬‬

‫‪12‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية‬ ‫الفصل األول‬

‫الوقاية البيئية كجزء رئيسي في التنمية‪ ،‬المسؤولية المشتركة للجميع في محاربة‬


‫االختالالت البيئية‪ ،‬وتقوم هذه المسؤولية على تفاوت المسؤوليات ما بين الدول‬
‫حسب درجة اهتمام كل الدول‪ ،‬وعلى ضرورة تبني مبدأ التعاون الدولي لحماية‬
‫التلوث على التعويض عمال بمبدأ الملوث‬
‫البيئة‪ ،‬مسؤولية الدول المتسببة في ّ‬
‫‪1‬‬
‫يدفع‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم المبدأ والمبادئ البيئية‬


‫لقد كان واضحا أن القانون الدولي حرص على تدعيم نظام حماية البيئة وذلك‬
‫بواسطة المبادئ المناسبة لحفظها وقد حمل هذا المصطلح عدة تعريفات لغوية‬
‫وفقهية وقانونية صاغها كل مفكر حسب نظرته للموضوع وهذا ماسنحاول شرحه في‬
‫الفروع التالية من خالل التطرق لتعريف المبدأ والمبادئ البيئية الزالة الغموض عن‬
‫المعاني التي تحملها‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف المبدأ‬

‫أوال‪ :‬التعريف اللغوي‪ :‬فإن أصل كلمة (مبدأ) من الفعل بدأ‪ ،‬قال صاحب‬
‫القاموس المحيط في مادة‪ :‬بدأ ‪:‬المبدأ مبدأ الشيء أوله‪ ،‬ومادته التي يتكون منها‪،‬‬
‫كالنواة مبدأ النخل‪ ،‬أو يتركب منها كالحروف مبدأ الكالم‪ ،‬والجمع مبادئ‪ ،‬ومبادئ‬
‫العلم أو الفن أو الخلق أو الدستور أو القانون قواعده األساسية التي يقوم عليها‪ ،‬وال‬
‫يخرج عنها‪.2‬‬

‫النخل؛ أو َّ‬
‫يتركب‬ ‫كالنواة مبدأ َّ‬
‫يتكون منها‪َّ ،‬‬
‫ومادته التي َّ‬ ‫ِ‬
‫ّأوله ّ‬ ‫الشيء‪:‬‬ ‫الم ْب َدأ ‪ :‬مبدأ‬
‫َ‬
‫الكالم والجمع ‪َ :‬مَب ِادئ‪.‬‬ ‫منها‪ ،‬كالحروف َم ْبدأ‬

‫‪ 1‬أحمد زهير‪ ،‬التلوث وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر‪ ،‬مجلة الحوار المتمدن‪ ،‬عدد ‪ ،1360‬دم‪،2005 ،‬‬
‫ص‪.120‬‬
‫‪" 2‬القاموس المحيط"؛ الفيروزآبادي (‪ )35/1‬باب الهمزة‪ ،‬فصل الباء‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬التعريف االصطالحي‪:‬‬

‫تعرف المبادئ بمعناها االصطالحي على أنها مجموعة القواعد‪ ،‬والضوابط‬


‫ّ‬
‫يميز به الصواب من الخطأ‪ ،‬فالتزام الصدق يعتبر من‬
‫األخالقية والمعتقدات التي ّ‬
‫المبادئ الشخصية التي تضبط أقوال الفرد وأفعاله‪ ،‬وللمجتمع أيضاً مبادؤه‬
‫يقر بمكانتها‪ ،‬ويحتكم لها‪ ،‬في تبيين مشروعية أفعال األشخاص من‬
‫الجماعية‪ ،‬التي ّ‬
‫عدمها‪ ،‬حيث تعتبر دائرة المبادئ أوسع من دائرة السياسات العامة واألهداف‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التعريف القانوني والفقهي‪:‬‬

‫تشكل المبادئ جزءا معتب ار من القانون الدولي البيئي‪ ،‬وهي بشكل عام أكثر‬
‫جوانبه نقاشا وباالطالع على الوثائق األساسية للقانون البيئة‪ ،‬وبشكل خاص‬
‫إعالنات المبادئ يتضح منها االستخدام المفرط‪ ،‬ما خلق حالة من الغموض وعدم‬
‫التحديد بشأن ماهيتها لخلوها من أي تعريف أو تبيان لطبيعتها القانونية‪ 1،‬كما أنها‬
‫لم تضع معيار يساهم في ضبطها‪ ،‬فصرحت ديباجة إعالن ستوكهولم ‪ 1972‬أن‬
‫‪2‬‬
‫الدول إيمان مشترك ب ـ ـ ـ ‪." Convicion that comm :‬‬

‫وفي إعالن إعالن ريو ‪ 1992‬والذي يعد مرحلة أساسية في تطور المبادئ‬
‫خصوصا من حيث العدد و الصياغة فلم يورد شيء متعلق بتعريفها واكتفى هو‬
‫اآلخر في ديباجته ب ـ " المؤتمر يعلن " إال أن ميثاق العالمي للطبيعة عام ‪1982‬‬
‫عرفت المبادئ تبعا لوظيفتها اإلرشادية‪.‬‬

‫لم تتوقف تحليالت الفقه في البحث عن مدلول المبادئ فتم النظر في مختلف‬
‫مبررات اللجوء إليها وتجارب الدول في التعامل معها‪ ،‬فعرفوا المبادئ هي تلك‬

‫‪ 1‬نور الدين دعاس‪ ،‬مبدأ الملوث الدافع في القانون الدولي للبيئة‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬تخصص قانون البيئة‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسي‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة محمد لمين دابغين‪ ،‬سطيف‪ ، 2016 ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪14‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية‬ ‫الفصل األول‬

‫القاعدة العامة لتوجيه السلوك دون ضبطه بشكل دقيق ولو مبدئيا وذلك في انتظار‬
‫التطورات المستقبلية سواء القانونية منها أو السياسية أو العلمية‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مفهوم المبادئ البيئية‬

‫تشكل المبادئ جزءا معتب ار من القانون الدولي البيئي‪ ،‬وهي بشكل عام أكثر جوانبه‬
‫نقاشا وباإلطالع على الوثائق األساسية لقانون البيئة وبشكل خاص إعالنات‬
‫المبادئ يتضح منها االستخدام المفرط ما خلق حالة من الغموض وعدم التحديد‬
‫بشأن ماهيتها لخلوها من أي تعريف أو تبيان لطبيعتها القانونية كما أنها لم تضع‬
‫معيار يساهم في ضبطها‪.2‬‬
‫ويمكن تعريف المبادئ البيئية بأنها تلك المبادئ القانونية المتعارف عليها في‬
‫النظم القانونية الداخلية للدول‪ ،‬وأعضاء المجتمع الدولي‪ ،‬والتي تعبر عن ارتضاء‬
‫الضمير العالمي لها‪ ،‬لما تحمله من اعتبارات العدالة‪ ،‬وحسن الجوار والتوفيق بين‬
‫المصلحة الخاصة لكل دولة‪ ،‬ومصلحة المجتمع الدولي‪.3‬‬
‫وإتجه البعض في القانون الدولي‪ ،‬إلى القول بأن القواعد الواجبة التطبيق على‬
‫التلوث الجوي أو األمطار الحمضية مثال‪ ،‬ليست واضحة إذ تنعدم القاعدة الصريحة‬
‫التي تحظر األنشطة الضارة بالبيئة‪ ،‬فال يجب إنكار وجود اإللزام القانوني العام‬
‫بالحفاظ على البيئة ومكافحة تلوثها‪ ،‬وهناك مبدأ عام يقضي بان كل دولة ليست‬
‫مطلقة الحرية في أن تفعل بالبيئة ما تشاء وعلى حنو يلحق الضرر بالدول األخرى‪،‬‬
‫فإن عملت غير ذلك كان عليها تحمل تبعة المسؤولية والتعويض‪ ،‬وهناك من‬
‫األدوات القانونية اإلتفاقية ما يقود بإطمئنان لوجود القاعدة القانونية المقررة لإللتزام‬
‫القانوني لحماية البيئة‪ ،‬باإلظافة إلى اإلتفاقيات التي أبرمت بشأن عدم تلويث الهواء‬
‫بعيد المدى‪ ،‬العابر للحدود‪.4‬‬

‫‪Marc La vielle, Droit Inteational de l’environnement, 3emme editon 2010, p156.1‬‬


‫‪ -2‬مسعودة صغير‪ ،‬مبدأ الملوث الدافع‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون الشركات‪،‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،2017 ،‬ص‪.03‬‬
‫‪ -3‬داليا مجدي عبد الغني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪ -4‬لخضر ازرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.44‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية‬ ‫الفصل األول‬

‫وبالرغم من أن هذه النصوص غير ملزمة قانونا‪ ،‬ولكن بالموازاة مع القوانين‬


‫الداخلية للدول‪ ،‬حيث نجد أن األدوات التشريعية تدور حول ‪ 30.000‬تشريع ونص‬
‫قانوني ذي عالقة مباشرة بحماية البيئة‪ ،‬مما يجعلها عمليا التزاما دوليا بالحفاظ على‬
‫البيئة‪ ،‬وفي االخير كما في القانون الداخلي‪ ،‬فإنه يوجد في القانون الدولي أيضا‬
‫قضية إلزامية القواعد القانونية‪ ،‬والرؤية المستقبلية لقانون حماية البيئة‪ ،‬فهناك عالقة‬
‫واضحة بين هذا القانون وحقوق األجيال المقبلة‪ ،‬ما يلزم لتطوير قانون حماية البيئة‬
‫لمصلحة جميع اإلنسانية‪.1‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع المبادئ البيئية‬

‫تعددت وتنوعت المبادئ البيئية فيمها بينها بين مبادئ ردعية وأخرى وقائية‪،‬‬
‫تصب كلها في حماية البيئة وتحسين الحفاظ عليها‪ ،‬من خالل المبادئ البيئية التي‬
‫تميزت هذه األخيرة بمجموعة من الخصائص وهذا ما سنتناوله في الفروع التالية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المبادئ الوقائية‬

‫أوال‪ :‬مبدأ االحتياط أو الحيطة‬

‫ظهر مبدأ االحتياط بمناسبة إعالن ريو سنة ‪ 1992‬ضمن المبدأ الخامس‬
‫عشر والذي يقوم على أساس الوقاية من المشكالت البيئية قبل وقوعها وسبب تفعيل‬
‫هذا المبدأ هو خطورة معالجة األضرار البيئية الغير قابلة للزوال مثل أضرار‬
‫اإلشعاعات‪ .‬ويكون ذلك باتخاذ اإلجراءات اإلستباقية الكفيلة بحماية البيئة وعدم‬
‫االنتظار حتى يقع الضرر‪ .‬ويقوم هذا المبدأ على‪:‬‬

‫احتمال وقوع أضرار بيئية نتيجة ممارسة نشاط معين‪ ،‬احتمال خطورة األضرار أو‬
‫غير قابلة للمعالجة‪ ،‬وجود شك حول سالمة النشاط أو المنتوجات على البيئة‪،‬‬
‫البحث عن بدائل الممكنة للنشاط أو المنتج المضر بالبيئة‪.‬‬

‫‪ -1‬مسعودة صغير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.75‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬مبدأ المحافظة على التنوع البيولوجي‬

‫عمدت معظم التشريعات في العالم إلى منع المساس بالتنوع البيولوجي الذي‬
‫يعتبر ذا أهمية بالغة في ضمان التوازن البيئي‪ ،‬وضمان األمن الغذائي ومنع تدهور‬
‫الغطاء النباتي واستنزاف الثروات الغابية التي تعد مالذا للكثير من الطيور‬
‫والحيوانات‪.‬‬

‫ويعرف التنوع البيولوجي على أنه تنوع الكائنات الحية سواء كانت نباتات أم‬
‫حيوانات في النوع أو الجنس أو الصفات الوراثية ويشمل كذلك تنوع األنظمة البيئية‬
‫التي تعيش فيها هذه اإلحياء سواء كانت أنظمة أرضية أم أنظمة بيئية مائية‪ ،‬أي‬
‫اإلختالف والتنوع بين الكائنات الحية من جميع مصادرها سواء الصحراوية والبحيرة‬
‫والمائية‪ ،1‬وتتمثل االلتزامات المنصوص عليها في القوانين بشان حماية التنوع‬
‫البيولوجي في ما يلي‪:‬‬

‫* االلتزام بوضع إستراتيجيات وطنية وخطط إنمائية لحماية التنوع البيولوجي‬


‫واالستخدام المستدام للموارد البيولوجية‪.‬‬

‫* إصدار تقارير عملية بشأن التنوع البيولوجي‪.‬‬

‫* العمل على تحسين التكنولوجيا الحيوية وتطويرها‪ .‬تشجيع التعاون الدولي‬


‫واإلقليمي لتبادل المعلومات عن حماية التنوع البيولوجي‪.‬‬

‫* العمل على تحسين التكنولوجيا الحيوية وتطويرها‪.‬‬

‫* تشجيع التعاون الدولي واإلقليمي لتبادل المعلومات عن حماية التنوع البيولوجي‪.‬‬

‫‪ -1‬نصر الدين منصر‪ ،‬المبادئ العامة لقانون البيئة كاليات لتحقيق األمن اإلنساني في التشريع الجزائري‪،‬‬
‫مجلة الباحث في العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ع‪ ،2‬جوان ‪ ،2019‬ص ‪.186‬‬

‫‪17‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية‬ ‫الفصل األول‬

‫* تعزيز القدرات الوطنية عن طريق تنمية الموارد البشرية وبناء المؤسسات ونقل‬
‫التكنولوجيا‪.‬‬

‫* تشجيع التعاون بين الدول األطراف في االتفاقيات وخطط العمل الدولية واإلقليمية‬
‫المتعلقة بحفظ التنوع البيولوجي واالستخدام المستدام للموارد البيولوجية‪.‬‬

‫* دعم الصكوك الدولية المتعلقة بحماية التنوع البيولوجي واالستخدام المستدام‬


‫للموارد ‪.‬‬

‫* تدريب الصيادين والموظفين في قطاع الصيد على الوسائل العلمية والتكنولوجية‬


‫البيولوجية المتعلقة بحفظ التنوع البيولوجي واالستخدام المستدام للموارد البيولوجية‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬مبدأ المسؤوليات المشتركة لكن المتباينة‪.‬‬

‫هذا المبدأ هو حجر األساس الذي تقوم عليه التنمية المستدامة أقره إعالن ريو‬
‫ضمن المبدأ السابع " يقع على الدول في حالة تدهور البيئة مسؤوليات مشتركة وإن‬
‫كانت متباينة‪ "..‬إذ يقوم هذا المبدأ على فكرة المسؤولية المشتركة بين الدول في‬
‫حالة الضرر البيئي ‪ ،‬غير أن هذه المسؤوليات تتباين وتختلف تبعا الختالف درجة‬
‫تطور الدول من حيث حجم األنشطة المؤثرة على البيئة ‪ ،‬وتكمن أهمية هذا المبدأ‬
‫بالنسبة للقانون البيئي‪:‬‬

‫يكرس هذا المبدأ ضرورة التعاون الدولي في مجال حماية البيئة ‪ ،‬للمبدأ بعد‬
‫أخالقي متعلق بالعدالة بفرض عنصر التفاوت بين الدول فكل دولة تحاسب بقدر‬
‫مسؤولياتها اتجاه االنتهاكات البيئية‪ .‬يمنح هذا المبدأ أولوية خاصة للبلدان النامية‬
‫من ناحية المساعدات التنموية‪ .‬ويعتبر بروتوكول كيوتو باليابان سنة ‪ 1997‬من‬
‫ابرز االتفاقيات الدولية التي كرست آليات قانونية لتنفيذ هذا المبدأ في مجال حماية‬

‫‪ -1‬يحي الوناس‪ ،‬التخطيط البيئي المحلي‪ :‬التطورات والرهانات واإلشكاليات القانونية والمادية التي يثيرها‪ ،‬مجلة‬
‫الحقيقة‪ ،‬جامعة أدرار‪ ،‬ع ‪ 06‬بتاريخ ‪ 06‬ماي ‪ ،2005‬ص ص ‪.160،159‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية‬ ‫الفصل األول‬

‫البيئة‪ ،‬فقد صادق غلى هذا البروتوكول ‪ 141‬دولة من بينها ‪ 34‬دولة صناعية‬
‫باستثناء الواليات المتحدة األمريكية التي لم تصادق عليه ‪ ،‬وبموجب هذا االتفاق‬
‫تلتزم الدول الصناعية بتخفيض انبعاثاتها من غاز ثاني أكسيد الكاربون بنسبة ‪5.2‬‬
‫‪ %‬ويلتزم االتحاد األوروبي بتقليص اإلنبعاثات المسببة لالحتباس الحراري بنسبة‬
‫‪ %8‬في حين لم يضع هذا البروتوكول أي التزام بالنسبة للدول النامية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬مبدأ تقويم األثر البيئي‬

‫جاء هذا المبدأ ضمن المبدأ السابع عشر من إعالن ريو للبيئة والتنمية‬
‫والهدف منه هو تحديد التأثيرات البيئية للمشروع قبل دخوله فعليا في االستغالل ‪،‬‬
‫إذ يعتبر من األدوات القانونية والعملية التي تهدف الى الوقاية من كل أشكال‬
‫التلوث بشكل استباقي‪ ،‬وتكمن أهمية تبني الدول لمبدأ تقيم األثر البيئي من أنه يعد‬
‫وسيلة لتنفيذ مبدأ االحتياط مما يتيح المجال لتفادي المشاكل البيئية أو التخفيف‬
‫منها‪ ،‬إضافة إلى ذلك فان هذا المبدأ يحدد التأثيرات المترتبة على جميع مراحل‬
‫إقامة المشروع من البداية إلى النهاية‪ ،‬أما الهدف الحقيقي من هذا المبدأ هو ضمان‬
‫حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية ‪ ،‬والحفاظ على صحة اإلنسان‬
‫‪1‬‬
‫وحمايتها‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬مبدأ اإلعالم البيئي‬

‫تساهم اإلدارة في تفعيل حماية البيئة من خالل إعالم الجمهور بكل المسائل‬
‫البيئية‪ ،‬وهذا من أجل خلق ثقافة ووعي بيئي‪ ،‬فإن أحسن طريقة لمعالجة المسائل‬
‫البيئية هي ضمان مشاركة كل المواطنين المعنيين على المستوى الوطني حيث‬
‫ينبغي أن يكون لكل فرد حق االطالع على المعلومات التي تحوزها السلطات العامة‬
‫المتعلقة بالبيئة‪ ،‬بما في ذلك المعلومات المتعلقة بالمواد والنشاطات الخطيرة‪ ،‬كما‬

‫‪ 1‬يوسف العزوزي‪ ،‬أي دور لمبدأ الوقاية في تعزيز فرص االستدامة البيئية؟‪ ،‬مجلة المستقبل العربي‪ ،‬مركز‬
‫دراسات الوحدة العربية‪ ،‬العدد‪، 451‬أيلول‪ /‬سبتمبر ‪ ،2016‬ص ‪.104‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية‬ ‫الفصل األول‬

‫ينبغي أن يكون لكل فرد حق المشاركة في المسارات المتعلقة باتخاذ الق اررات البيئية‪،‬‬
‫وينبغي على الدول تشجيع وتحسيس ومشاركة الجمهور من خالل وضع المعلومات‬
‫تحت تصرفه‪.1‬‬

‫ويتجسد حق األفراد في االطالع واإلعالم على الق اررات البيئية خاصة إذا لم يتم‬
‫نشرها في الجريدة الرسمية وألزمت اإلدارة بالرد على طلبات وتظلمات المواطنين‪،‬‬
‫وألزم الموظفون باحترام حق المواطنين في االطالع‪.2‬‬

‫وقسم المشرع الجزائري الحق في اإلعالم البيئي إلى حق عام وحق خاص‪ ،‬يتمثل‬
‫الحق العام في اإلعالم البيئي بحيث أن لكل شخص طبيعي أو معنوي أن يطلب‬
‫من الهيئات المعنية معلومات متعلقة بحالة البيئة وله الحق في الحصول عليها‬
‫ويمكن أن تتعلق المعلومات بكل المعطيات المتوفرة في أي شكل مرتبط بحالة البيئة‬
‫والتنظيمات والتدابير واإلجراءات الموجهة لضمان حماية البيئة وتنظيمها‪.‬‬

‫أما الحق الخاص في اإلعالم البيئي فيتمثل في أنه يتعين على الشخص‬
‫الطبيعي أو المعنوي الذي يكون بحوزته معلومات متعلقة بالعناصر البيئية التي‬
‫يمكنها الت أثير بصفة مباشرة أو غير مباشرة على الصحة العمومية تبليغ هذه‬
‫المعلومات إلى السلطات المحلية أو السلطات المكلفة بالبيئة‪.3.‬‬

‫‪ -1‬عبد المنعم بن أحمد‪ ،‬الوسائل القانونية اإلدارية لحماية البيئة في الجزائر‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خدة‪ ،2009 ،‬ص‪.67.‬‬
‫‪ -2‬المواد ‪ 08_10_30_34‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 131-88‬المؤرخ في ‪ 04‬جويلية ‪ 1988‬المنظم‬
‫لعالقات اإلدارة والمواطن‪ ،‬ج ر العدد ‪ 27‬مؤرخة في ‪ 6‬جويلية ‪.1988‬‬
‫‪ -3‬المواد ‪ 8-7‬من القانون ‪ ،10-03‬المتعلق بحماية السابق الذكر‬

‫‪20‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المبادئ الردعية‬

‫أوال‪ :‬مبدأ الملوث الدافع‬

‫يعتبر مبدأ الملوث الدافع أو ما يعرف أيضا بمسؤولية الملوث حجر الزاوية في‬
‫القانون البيئي على الصعيدين الوطني والدولي‪ ،‬فهو المبدأ الذي يقرر مسؤولية‬
‫محدث التلوث عن تعويض األضرار الناشئة عن نشاطه‪ ،‬إذ يقصد به أن يتحمل‬
‫القائم بالنشاط الذي يسبب ضر ار للبيئة إصالح هذا الضرر‪ ،‬أو يتحمل الملوث‬
‫التكاليف المتعلقة بالتدابير التي تتخذها السلطة العامة حتى تكون البيئة في حالة‬
‫مقبولة سواء التكاليف المتعلقة بحمايتها أو تخفيض التلوث الذي تسبب فيه‪.1‬‬

‫عرف الفقه مبدأ الملوث الدافع على أنه مفهوم اقتصادي يعني أن السلع أو‬
‫الخدمات المعروضة في السوق يجب أن تعكس كلفة المواد المستعملة بما في ذلك‬
‫المواد البيئية ذلك أن إلقاء نفايات ملوثة في الهواء أو المياه أو التربة هو نوع من‬
‫استعمال هذه الموارد ضمن عوامل اإلنتاج ويؤدي إلى عدم دفع ثمن استخدام هذه‬
‫الموارد البيئية التي تدخل ضمن عوامل اإلنتاج إلى هدرها وتحطيمها والقضاء‬
‫عليها‪.2‬‬

‫وعرف المشرع الجزائري مبدأ الملوث الدافع بأنه تحميل كل شخص يتسبب‬
‫نشاطه أو يمكن أن يتسبب في إلحاق الضرر بالبيئة نفقات كل تدابير الوقاية من‬
‫التلوث والتقليص منه أو إعادة األماكن وبيئتها إلى حالتها األصلية‪.3‬‬

‫‪ -1‬منصور مجاجي‪ ،‬مبدأ الملوث الدافع المدلول االقتصادي والمفهوم القانوني ‪" ،‬مجلة حوليات جامعة‬
‫الجزائر"‪ ،‬مج‪ ،34‬ع ‪ ،01‬مارس ‪ ،2020‬ص ‪.152‬‬
‫‪ -2‬تركية سايح‪ ،‬حماية البيئة في ظل التشريع الجزائري‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬مصر‪ ،2014 ،‬ص ‪.162‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 03‬من القانون ‪ 10-03‬المؤرخ في ‪ 19‬جمادى األولى عام ‪ 1424‬الموافق ل ‪ 19‬يوليو ‪2003‬‬
‫يتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪.43‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية‬ ‫الفصل األول‬

‫وهناك مجموعة من الخصائص التي يتميز بها مبدأ الملوث الدافع (مبدأ‬
‫مسؤولية الملوث) يمكن إيجازها في ما يلي‪:1‬‬

‫‪ /1‬مبدأ اقتصادي‬

‫يضمن توزيع تكاليف حماية البيئة بشكل عادل ومنصف‪ ،‬إذ يتحمل الملوثون‬
‫مسؤولية معالجة أضرار التلوث الذي تسببت فيه نشاطاتهم‪ ،‬بمعنى إدخال األضرار‬
‫التي قد تلحق بالبيئة ضمن ثمن المنتج أو الخدمة‪ ،‬كما أنه يهدف إلى تشجيع‬
‫اإلستخدا األمثل والرشيد للموارد الطبيعية التي تحتويها البيئة‪.‬‬

‫‪ /2‬مبدأ قانوني‬

‫تطبيق فكرة العدالة من خالل إلزام محدث الضرر بتحمل تبعاته‪ ،‬فالبد من تحمل‬
‫المتسبب بالضرر البيئي مسؤولية التعويض عنه‪ ،‬أو إصالحه‪.‬‬

‫‪ /3‬مبدأ المرونة‬

‫فهذا المبدأ يمكن تنفيذه تشريعا بوسائل جزائية أو مدنية أو إدارية أو حتى مالية ‪.‬‬

‫‪ /4‬مبدأ التعويض‬

‫يعتبر مبدأ الملوث الدافع أحسن الحلول للتعويض المالي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مبدأ اإلخطار‬

‫يقصد باإلخطار تلك اآللية الذي تستعين بها مختلف الهيئات اإلدارية المعنية في‬
‫تنبيه الفرد الذي قام بالنشاط الذي ألحق ضر ار بالبيئة‪ ،‬بأنه في حالة عدم اتخاذ‬
‫التدابير الكافية‪ ،‬التي تجعل النشاط مطابقا للشروط القانونية‪ ،‬فإنه سيخضع للجزاء‬

‫‪ -1‬تركية سايح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.164-162‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية‬ ‫الفصل األول‬

‫المنصوص عليه قانونا‪ ،‬وعليه فإن آلية اإلخطار هي أخف جزاء يمكن أن توقعه‬
‫األجهزة اإلدارية على من يخالف األحكام القانونية لحماية البيئة‪.1‬‬

‫وقد أوجب القانون ‪ 10-03‬المتعلق بحماية البيئة إعذار صاحب السفينة أو‬
‫الطائرة أنه في حالة وقوع عطب أو حادث في المياه الخاضعة للقضاء الجزائري‬
‫لكل سفي نة أو طائرة تنقل أو تحمل مواد ضارة أو خطيرة أو محروقات‪ ،‬من شأنها‬
‫أن تشكل خط ار كبي ار ال يمكن دفعه‪ ،‬ومن طبيعته إلحاق الضرر بالساحل وبالمنافع‬
‫المرتبطة به‪ ،‬باتخاذ كل التدابير الالزمة لوضع حد لهذه األخطار‪.‬‬

‫وعليه يمكن القول أن آلية اإلخطار أو التنبيه إجراء يتم اتخاذه في مواجهة كل‬
‫من لم يمتثل لقوانين حماية البيئة‪ ،‬ويكون بتوجيه إنذار كتابي من طرف األجهزة‬
‫اإلدارية المختلفة يتضمن بيان مدى خطورة المخالفة التي تم القيام بها من طرف‬
‫المعني‪ ،‬وكذا حجم العقوبة التي يمكن أن يتعرض لها في حالة عدم االمتثال لهذا‬
‫اإلخطار‪.2‬‬

‫ثالثا‪ :‬آلية توقيف النشاط‬

‫يتم تطبيق آلية توقيف النشاط غالبا على نشاط المؤسسات الصناعية‪ ،‬والوقف‬
‫المؤقت هو عبارة عن تدبير تلجأ إليه اإلدارة في حالة وقوع خطر بسبب مزاولة‬
‫المشروعات الصناعية لنشاطاتها‪ ،‬والذي قد يؤدي إلى تلويث البيئة أو المساس‬
‫بالصحة العمومية نتيجة عدم امتثال صاحب النشاط باتخاذ جميع التدابير الوقائية‬
‫الالزمة وذلك من بعد إنذاره من طرف اإلدارة المختصة‪.3‬‬

‫‪ -1‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.50‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 56‬من القانون ‪.10-03‬‬
‫‪ -3‬حسونة عبد الغني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.129‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية‬ ‫الفصل األول‬

‫فوقف النشاط جزاء إداري يصدر من جهة اإلدارة المختصة نتيجة اإلخالل‬
‫بالقوانين واللوائح الخاصة بحماية البيئة‪ ،‬ويعد أقصى الجزاءات اإلدارية كونه يعطي‬
‫لإلدارة الحق في منع المنشأة المخالفة من مزاولة نشاطها طيلة مدة الغلق‪ ،‬مما‬
‫يجعلها تعاني من خسائر مالية كبيرة تردعها عن تكرار هذه المخالفات‪ ،‬وقد يكون‬
‫هذا اإلجراء مؤقتا لمدة معينة حتى يقوم المعني باألمر إزالة أو الغاء النشاط الذي‬
‫أحدث أض ار ار بيئية‪ ،‬مما يساعد على عدم تكرار أي نشاط يؤدي إلى تلويث البيئة‬
‫في المستقبل‪.1‬‬

‫ومن تطبيقات آلية الوقف المؤقت للنشاط ما جاء في أحكام المادة ‪ 25‬من‬
‫القانون ‪ 03-10‬بأنه عندما تنجم عن استغالل منشأة غير واردة في قائمة المنشآت‬
‫المصنفة أخطار أو أضرار تمس بالمحيط البيئي وبناء على تقرير من مصالح البيئة‬
‫يحدد الوالي للمعني باألمر مدة محددة إلزالة ذلك الخطر الذي تسبب فيه نشاطه‪،‬‬
‫وإذا لم يتم االمتثال لألمر فإنه يتم وقف النشاط مع دفع تكاليف األضرار التي‬
‫أحدثها النشاط الذي قام به‪ ،2‬كما ألزم المشرع اإلدارة المكلفة بالموارد المائية باتخاذ‬
‫كل التدابير التنفيذية لتوقيف تفريغ اإلف ارزات أو الضارة عندما يهدد تلوث المياه‬
‫الصحة العمومية‪ ،‬كما يجب عليها كذلك أن تأمر بتوقيف رمي المواد أشغال‬
‫المنشأة المتسببة في ذلك إلى غاية زوال التلوث‪.3‬‬

‫‪ -1‬جمال ونوقي‪" ،‬تعزيز حماية ابيئة من خالل آليات الضبط اإلداري"‪ ،‬المجلة األكاديمية للدراسات االجتماعية‬
‫واإلنسانية‪ ،‬مج‪ ،12‬ع‪ ،2020 ،2‬ص ‪.288‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 25‬من القانون ‪.10-03‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 48‬من قانون ‪ 12-05‬المؤرخ في ‪ 4‬سبتمبر ‪ 2005‬المتعلق بالمياه‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مصادر وخصائص المبادئ البيئية و ألية تكريسها‬

‫إن بروز المبادئ البيئية في المجتمع الدولي لم يكن وليد الصدفة بل كان‬
‫مستندا على مصادر مهدت لظهوره إلى العلن‪ ،‬كما أن المبادئ البيئية تحمل في‬
‫طياتها جمل من الخصائص والمميزات‪ ،‬وقد ساهم المشرع في تكريس المبادئ‬
‫البيئية في دساتير العالمية كل حسب موقفه ونظرته للموضوع‪ ،‬لتكسي بذلك طابع‬
‫الشرعية في دساتير الدولية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مصادر وخصائص المبادئ البيئية‬

‫ان تجسد المبادئ البيئية في السياسة الدولية لم يكم عبثا بل كان بعد جهود‬
‫دولية‪ ،‬ومظمات ساهامت في تجسيد هذه المبائ على أرض الواقع‪ ،‬وتكتسي‬
‫المبادئ بعض الخصائص التي تميزها عن غيرها من المبادئ وهذا ماسنحاول‬
‫توضيحه في الفروع الموالية‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬مصادر المبادئ البيئية‬

‫إن ما سمح لفكرة المبادئ البيئية بالبروز هو المؤتمرات واالتفاقيات الدولية التي‬
‫نادت بها الدول في الندوات والمواثيق الدولية‪ ،‬فقد كان مؤتمر استكهولم‪ 1972‬بوابة‬
‫لهذا الطرح‪ ،‬إذ أن أول ما أدلى به السكرتير العام لمؤتمر استوكهولم للبيئة سنة‬
‫‪ 1972‬في الجلسة االفتتاحية قوله‪" :‬علينا أن نضع قواعد جديدة للقانون الدولي‬
‫لتطبيق المبادئ الجديدة للمسؤولية والسلوك الدولي الذي يتطابق وعصر البيئة‬
‫‪1‬‬
‫وأساليب جديدة لتنظيم المنازعات الخاصة بالبيئة"‪.‬‬

‫‪ 1‬يوسف العزوزي‪ ،‬أي دور لمبدأ الوقاية في تعزيز فرص االستدامة البيئية؟‪ ،‬مجلة المستقبل العربي‪ ،‬مركز‬
‫دراسات الوحدة العربية‪ ،‬العدد‪، 451‬أيلول‪ /‬سبتمبر ‪ ،2016‬ص ‪.104‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية‬ ‫الفصل األول‬

‫وبذلك بدأت تتدرج فكرة المبادئ البيئية في المؤتمرات الدولية مثل مؤتمر‬
‫نيروبي وريو ديجانيرو وغيرهم من المؤتمرات‪ ،‬كذلك كان دور األمم المحدة دو ار‬
‫ملموسا في دعم هذه تطور هذه المبادئ‪ ،‬والتي كانت نشأتها نشأة دولية بحثه‬
‫‪1‬‬
‫وتجسيدها على أرض الواقع‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص المبادئ البيئية‬

‫تميزت المبادئ البيئية بجملة من الخصائص التي نجملها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬التناسب‪:‬‬

‫يستند مبدأ التناسب على مفهوم التوازن‪ ،‬التوازن هو الحفاظ على التنمية‬
‫االقتصادية من جهة‪ ،‬وحماية البيئة من ناحية أخرى‪.‬‬

‫‪ -‬المشاركة‪:‬‬

‫من واجب جميع األشخاص المشاركة في أنشطة اتخاذ الق اررات البئية في‬
‫‪2‬‬
‫شكل جماعي‪.‬‬

‫‪ -‬الفعالية والكفاءة‪:‬‬

‫من الضروري أن يتم تحقيق كفاءة استخدام أدوات السياسية التي تخلق‬
‫حوافز لتقليل االستخدام المهدر‪ ،‬كما ينطبق على مختلف قضايا اإلدارة البيئية من‬
‫خالل عمليات وإجراءات التدفق من أجل تقليل التكاليف البيئية‪.‬‬

‫‪ 1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.122‬‬


‫‪ 2‬رياض صالح أبو العطا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.120‬‬

‫‪26‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬مبدأ المسؤولية‪:‬‬

‫تقع على عاتق جميع األشخاص والشركات والدول مسؤلية الحفاظ على‬
‫العمليات االيكولوجية‪ ،‬عالوة على ذلك‪ ،‬فان الحصول على الموارد البيئية يحمل‬
‫‪1‬‬
‫مسؤليات متعلقة باستخدامها بطريقة بيئية اقتصادية وفعالة اجتماعيا‪.‬‬

‫المطلب‪ :2‬تكريس المبادئ البيئية‬

‫لقد حظيت المبادئ البيئية باهتمام المشرع في أغلب دول العالم‪ ،‬والذي سعى الى‬
‫ترسيخها في تشريعات الداخلية للدول‪ ،‬وهذا من أجل اضفاء الشرعية عليها‬
‫وسنحاول على اثر ذلك ابراز هذا التكريس للمبادئ البيئية في دساتير العالمية‬
‫والوطنية‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تكريس مبدأ االعالم البيئي في التشريع الجزائري والفرنسي‬

‫أوال‪/‬تكريس مبدأ اإلعالم البيئي في التشريع الجزائري‬

‫وقد أقر المشرع الجزائري بالحق في اإلعالم البيئي في عدة نصوص منها‪:‬‬

‫أ‪ /‬الحق في اإلعالم البيئي في قانون المنشآت المصنفة يمكن ألي شخص‬
‫طبيعي أو معنوي أن يطلع في الوالية أو البلدية‪ ،‬على مذكرة إجابة صاحب طلب‬
‫المنشأة المصنفة واستنتاجات المندوب المحقق المعلل عند نهاية التحقيق‪.2‬‬

‫ب‪ /‬الحق في اإلعالم البيئي في قانون السياحة‪ :‬في هذا المجال تم إنشاء بنك‬
‫معلومات خاص بالقطاع السياحي‪ ،‬يضمن التوجيه والحق في اإلعالم من أجل نشر‬
‫الوعي البيئي‪ ،‬على أمل التطبيق االختياري الطوعي لق اررات البيئية دون حاجة إلى‬

‫‪ 1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.128‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 13‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 339-98‬المؤرخ في ‪ 03‬نوفمبر ‪ 1998‬الذي يضبط التنظيم الذي‬
‫يطبق على المنشآت المصنفة ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية‬ ‫الفصل األول‬

‫أساليب الضبط والردع في هذا المجال‪ .1‬وتبرز مساهمة اإلعالم في حماية البيئة‬
‫عن طريق لفت انتباه الهيئات اإلدارية المكلفة بحماية البيئة وكذا الجمهور بمعرفة‬
‫اآلراء المساندة والمعارضة للتأثير على السياسات البيئية المتبعة‪.‬‬

‫كما أن من حق األفراد في حالة تعرض صحتهم وبيئتهم لخطر التلوث اللجوء‬


‫إلى استعمال الحلول القانونية التي تكفل لهم حق الوصول إلى المعلومات المتصلة‬
‫بالبيئة وكيفية استخدام الموارد الطبيعية‪.‬‬

‫كما يمنح اإلعالم البيئي األجهزة اإلدارية المكلفة بحماية البيئة الوقت من أجل‬
‫اتخاذ اإلجراءات المناسبة لتصحيح األوضاع ويعتبر كذلك أداة فعالة لمراقبة تنفيذ‬
‫سياسة حماية البيئة‪ ،‬وتشكل برامج التوعية والتحسيس التي تبث عبر مختلف وسائل‬
‫اإلعالم من خفض مستوى التدهور البيئي وذلك لما تمثله في عصرنا من تأثير‬
‫على سياسة صنع القرار فيما يخص تدابير حماية البيئة‪.2‬‬

‫ثانيا‪/‬تكريس مبدأ اإلعالم البيئي في التشريع الفرنسي‬

‫نجد أن فرنسا منحت حق الحصول على المعلومة البيئية مكانة دستورية كبيرة‬
‫من خالل الميثاق البيئي الفرنسي الذي جاء بأن لكل شخص الحق في الوصول‬
‫على المعلومات المتعلقة بالبيئة التي في حوزة السلطة العامة وفقا للشروط والحدود‬
‫التي يحددها القانون وكذا المشاركة في وضع الق اررات العامة التي تأثر على‬
‫البيئة‪.3‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 27‬من القانون رقم ‪ 01-03‬المؤرخ في ‪ 17‬فيفري ‪ 2003‬المتعلق بالتنمية المستدامة للسياحة‪.‬‬
‫‪ -2‬مراد سليماني‪ ،‬حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة بين األليات الدولية وفي القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة‬
‫مكملة لنيل شهادة الماجستير في القانون تخصص هيئات عمومية حكومية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،2016 ،‬ص‪.70‬‬
‫‪ -3‬لينة حمادو‪ ،‬الحق في اإلعالم البيئي ودوره في حماية البيئة‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في الحقوق‪،‬‬
‫تخصص قانون البيئة‪ ،‬جامعة محمد أمين دباغين سطيف ‪ ،2‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪،‬‬
‫‪ ،2021‬ص ‪.12‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تكريس مبدأ الملوث الدافع في التشريع الجزائري والمصري والفرنسي‬

‫أوال‪/‬تكريس مبدأ الملوث الدافع في التشريع الفرنسي‬

‫تبنى المشرع الفرنسي مبدأ الملوث الدافع في القوانين الداخلية المتعلقة بحماية‬
‫البيئة استجابة إلى التوجيهات األوروبية التي دعت األعضاء إلى إدخاله‪ ،‬وتطبيقا‬
‫لذلك فقد نص القانون الريفي الصادر في ‪ 02‬فبراير ‪ 1995‬صراحة على مبدأ‬
‫الملوث الدافع في ‪ 200‬بأن مقتضاه يتحمل الملوث التكاليف الناجمة عن تدابير‬
‫الوقاية والتخفيض من التلوث ومكافحته‪.1‬‬

‫كما نجد في المادة ‪ 421‬فقرة ‪ 8‬أنها تضمنت إجراءات خاصة بمبدأ الملوث‬
‫الدافع الذي أصبح قاعدة قانونية تهدف إلى وضع إجراءات الوقاية والتخفيض من‬
‫التلوث ومكافحته ويجب على الملوث تحمل ذلك‪ ،‬والقضاء عليه بصفة حقيقية‬
‫ودائمة‪.2‬‬

‫ثانيا‪/‬تكريس مبدأ الملوث الدافع في التشريع المصري‬

‫عرف المشرع المصري مصطلح "التعويض" على أنه يقصد به التعويض عن كل‬
‫األضرار الناجمة عن حوادث التلوث المترتب على مخالفة أحكام القوانين وكذلك‬
‫االتفاقيات الدولية التي تكون جمهورية مصر طرفا فيها‪ ،‬أو عن حوادث التلوث‬
‫بالمواد السامة وغيرها من المواد الضارة‪ ،‬أو الناجمة عن التلوث من الجو أو عن‬
‫جنوح السفن أو اصطدامها أو التي تقع خالل شحنها وتفريغها‪ ،‬أو عن أي حوادث‬

‫‪ -1‬مدين أمال‪ ،‬المنشات المصنفة لحماية البيئة دراسة مقارنة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستر في الحقوق‪،‬‬
‫تخصص قانون عام‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪2013 ،‬ن‬
‫ص ‪.176‬‬
‫‪ -2‬حنان مومن‪ ،‬مبدأ الملوث الدافع في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق‪ ،‬جامعة عبد الرحمان‬
‫ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬شعبة القانون االقتصادي لألعال‪ ،‬تخصص القانون العقاري‪،‬‬
‫‪ ،2013‬ص ‪.11‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية‬ ‫الفصل األول‬

‫أخرى‪ ،‬ويشمل التعويض جبر األضرار التقليدية والبيئية وتكاليف إعادة الحال لما‬
‫كان عليه أو إعادة إصالح البيئة‪.1‬‬

‫ثالثا‪/‬تكريس مبدأ الملوث الدافع في التشريع الجزائري‬

‫لقد أقر المشرع في القانون ‪ 10-03‬صراحة بمبدأ الملوث الدافع‪ ،‬حيث نصت‬
‫المادة ‪ 03‬منه على أن مبدأ الملوث الدافع يتحمل بمقتضاه كل شخص يتسبب‬
‫نشاطه أو يمكن أن يتسبب في إلحاق ضرر بالبيئة نفقات كل تدابير الوقاية من‬
‫التلوث والتقليص منه واعادة األماكن وبيئتها إلى حالتها األصلية‪.2‬‬

‫وفي نص المادة ‪ 58‬صرحت بأنه على كل مالك سفينة تحمل شحنة من‬
‫المحروقات تسببت في تلويث نتج عن تسرب أو صب محروقات من هذه السفينة‬
‫مسؤوال األضرار عن الناجمة عن التلويث وفق الشروط والقيود المحددة بموجب‬
‫االتفاقية الدولية حول المسؤولية المدنية عن األضرار الناجمة عن التلوث بواسطة‬
‫المحروقات‪.3‬‬

‫وكذا المادة ‪ 46‬التي تنص على أنه عندما تكون االنبعاثات الملوثة للجو تشكل‬
‫تهديدا لألشخاص والبيئة واألمالك‪ ،‬يتعين على المتسببين فيها اتخاذ التدابير‬
‫الضرورية لغزالتها أو تقليصها‪.4‬‬

‫‪ -1‬دعاس نور الدين‪ ،‬مبدأ الملوث الدافع في القانون الدولي للبيئة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجسيتر‪ ،‬تخصص‬
‫قانون البيئة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسة‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة محمد األمين دباغين‪ ،‬سطيف‪ ،2016 ،‬ص‬
‫‪.56‬‬
‫‪ -2‬القانون ‪ 03-10‬المؤرخ في ‪ 19‬جمادى األولى عام ‪ 1424‬الموافق ل ‪ 19‬يوليو ‪ 2003‬يتعلق بحماية‬
‫البيئة في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪.43‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 58‬من القانون ‪ 10-03‬المؤرخ في ‪ 19‬جمادى األولى عام ‪ 1424‬الموافق ل ‪ 19‬يوليو ‪2003‬‬
‫يتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪.43‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 46‬من القانون ‪ 10-03‬المؤرخ في ‪ 19‬جمادى األولى عام ‪ 1424‬الموافق ل ‪ 19‬يوليو ‪2003‬‬
‫يتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪.43‬‬

‫‪30‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للمبادئ البيئية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تكريس مبدأ التنوع البيولوجي‬

‫أوال‪/‬تكريس التنوع البيولوجي في التشريع الجزائري‬

‫وضع المشرع الجزائري في إطار الحفاظ على التنوع البيولوجي مجموعة من‬
‫النصوص القانونية التي تضمنت مجموعة اإلجراءات للحفاظ على التنوع البيولوجي‬
‫مثل ما نصت عليه المادة ‪ 40‬من القانون ‪ 10-03‬المتعلق بحماية البيئة في إطار‬
‫التنمية المستدامة التي تمنع العديد من األفعال والتصرفات المضرة بالحيوانات‬
‫بجميع فصائلها مثل منع إتالف البيض واألعشاش أو سلبها‪ ،1‬كما منع المشرع‬
‫الجزائري أيضا كل صيد أو أي نشاط خارج المناطق والفترات المنصوص عليها في‬
‫قانون الصيد رقم ‪.07-04‬‬

‫‪ -1‬نصر الدين منصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.187‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫دور المبادئ البيئية وتطبيقاتها‬

‫‪32‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفصل الثاني‪ :‬دور المبادئ البيئية وتطبيقاتها‬

‫قد أضحت األخطار البيئية من أهم مصادر التهديد أللمن اإلنساني‪،‬‬


‫وأصبحت البيئة ومشاكلها حديث العام والخاص‪ ،‬وامتدت إلى كافة المجتمع الدولي‬
‫وأصبح حاجز الحفاظ عليها يشكل مسعى دولي ووطني‪.‬‬

‫ولكون البيئة تحيط باإلنسان وتؤثر في حياته سواء باإليجاب أو بالسلب‪ ،‬فقد‬
‫أخذ موضوعها يشغل حيز كبير من االهتمام على الصعيد األممي‪ ،‬وهذا ما جعل‬
‫معظم الدول تتوجه نحوى عقد مؤتمرات للبحث عن السبل الكفيلة لضمان حمايتها‬
‫وصيانتها‪ ،‬وبتالي الحفاظ على األمن اإلنساني‪ ،‬وقد تجسد عن هذه المؤتمرات‬
‫مجموعة من القواعد والمبادئ جسدتها الدول في تشريعاتها الداخلية على غرار‬
‫المشرع الجزائري الذي عمل على تكريسها ودمجها في القانون والقضاء‪ ،‬وقد‬
‫تمخض عن هذه الحركية مجموعة من المبادئ العامة المستمدة من االتفاقيات‬
‫والمعاهدات الدولية‪ ،‬والتي سخرت من أجل لعب عدة أدوار تصب كلها في حماية‬
‫البيئة وتهدف إلى توفير محيط مالئم لإلنسان فيه جميع متطلبات الحياة التي تشعره‬
‫باألمان وتضمن له بيئة صحية ونظيفة‪ ،‬بعد أن حظيت المبادئ الدولية باالهتمام‬
‫الدولي‪ ،‬فانها حظيت كذلك باهتمام المشرع الجزائري الذي عمل على تكريسها‬
‫وتطبيقها من أجل حماية البيئة والحفاظ انطالقا من األهمية التي تكتسيها هذه‬
‫األخيرة وهذا ماسنحاول كشفه في العناصر االتية‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬دور القضاء الجزائري في تطبيق المبادئ البيئية انطالقا من‬
‫أهميتها‬

‫لقد سهر المشرع الجزائري على تطبيق المبادئ البيئية التي تستمد أهميتها من‬
‫فعاليتها في الحفاظ على البيئة من مختلف األخطار التي تهددها وتؤدي إلى‬
‫تدهورها‪ ،‬وقد عمل القضاء على تطبيقها‪ .‬وهذا ما سنفهمه من العناصر الموالية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أهمية المبادئ البيئية ودور القضاء في تطبيقها‬

‫تحتل المبادئ البيئية مكانة مهمة في السهر على الحفاظ على ما من شأنه‬
‫إلحاق الضرر في البيئة فهي مبادئ وقائية تحجب ظهور األضرار بالوسط البيئي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تطبيق المبادئ الوقائية‬

‫تهدف المبادئ الوقائية إلى اتخاذ كل اإلجراءات التي تهدف إلى حماية البيئة‬
‫وتطويرها والحفاظ عليها‪ ،‬والحلول دون وقوع أي أخطار تهددها‪ ،‬ومن ثم فإن الوقاية‬
‫يقصد بها الحيلولة دون وقوع المخاطر التي من شانها أن تمس باألمن اإلنساني من‬
‫الجانب الصحي والغذائي والبيئي للفرد‪ ،‬وتتمثل هذه المبادئ في‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تطبيقات مبدأ الحيطة‬

‫يعتبر مبدأ الحيطة من أهم المبادئ لمنع وقوع األضرار البيئة والذي يجب‬
‫بمقتضاه أن ال يكون عدم توفر الت قنيات نظ ار للمعارف العلمية والتقنية الحالية سببا‬
‫في تأخير اتخاذ التدابير الفعلية والمناسبة للوقاية من خطر األضرار الجسيمة‬
‫المضرة بالبيئة‪ ،‬أي ضرورة اتخاذ التدابير الفعلية والمتناسبة‪ ،‬ويكون ذلك بتكلفة‬
‫اقتصادية مقبولة‪ ،1‬للوقاية من خطر األضرار الجسيمة المضرة بالبيئة‪ ،‬وذلك قبل‬
‫القيام بأي مشروع أو نشاط‪.‬‬

‫منصور نصر الدين‪ ،‬المبادئ العامة لقانون البيئة كآليات لتحقيق األمن اإلنساني في التشريع الجزائري‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫مجلة الباحث في العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬جامعة العربي التبسي‪ ،‬سنة ‪ ،2019‬ص ‪.189‬‬

‫‪34‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ولقد صدر في ظل هذا القانون مرسوم تنفيذي رقم ‪ 78-90‬المتعلق بدراسات‬


‫التأثير في البيئة‪ ،1‬بحيث عرفت المادة ‪ 02‬منه نظام دراسة التأثير بأنه إجراء قبلي‬
‫يخضع إليه جميع أشغال وأعمال التهيئة أو المنشآت الكبرى التي يمكن بسبب‬
‫أهميتها وأبعادها وأثارها أن تلحق ضر ار مباش ار أو غير مباشر بالبيئة والسيما‬
‫الصحة العمومية والفالحة والمساحات الطبيعية والحيوان والنبات والمحافظة على‬
‫األماكن واآلثار وحسن الجوار‪ ،‬ومن هنا يتضح أن الهدف الرامي من مبدأ الحيطة‬
‫يتعلق بتحقيق األمن الصحي‪ ،‬والغذائي‪ ،‬والصحي واالجتماعي‪.‬‬

‫أما ما تعلق بالمشاريع الخاضعة لدراسة التأثير لقد حدد المشرع الجزائري في‬
‫المادة ‪ 15‬من قانون ‪10/03‬المشاريع التي تتطلب دراسة التأثير وهي‪" :‬مشاريع‬
‫التنمية والهياكل والمنشآت الثابتة والمصانع واألعمال الفنية األخرى وكل األعمال‬
‫وبرامج البناء والتهيئة"‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 16‬من نفس القانون على الحد األدنى لما يمكن أن تضمنه‬
‫دراسة التأثير‪ ،‬وهو نفس المحتوى الذي نجده في المادة ‪ 05‬من المرسوم التنفيذي‬
‫‪ 78/90‬المتعلق بدراسة التأثير في البيئة‪ ،‬وبحسبه يتضمن محتوى دراسة التأثير‬
‫العناصر التالية ‪:‬عرض عن النشاط المزمع القيام به‪ ،‬وصف للحالة األصلية للموقع‬
‫وبيئته اللذين قد يتأثران بالنشاط المزمع القيام به‪ ،‬وصف للتأثير المحتمل على‬
‫البيئة وعلى صحة اإلنسان بفعل النشاط المزمع القيام به‪ ،‬والحلول البديلة المقترحة‪،‬‬
‫عرض عن أثار النشاط المزمع القيام به على التراث الثقافي‪ ،‬وكذا تأثيراته على‬
‫الظروف االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬عرض عن تدابير التخفيف التي تسمح بالحد أو‬
‫بإزالة‪ ،‬وإذا أمكن بتعويض اآلثار المضرة بالبيئة والصحة ‪.‬‬

‫‪ 1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 78-90‬المؤرخ في ‪ 27‬فبراير ‪ ،1990‬المتعلق بدراسة التأثير البيئي‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬عدد ‪10‬‬
‫لسنة ‪.1990‬‬

‫‪35‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما حدد الم شرع الجهة التي تقوم بإعداد دراسة التأثير وحصرها في‪ :‬مكاتب‬
‫دراسات‪ ،‬مكاتب خبرات أو مكاتب استشارات معتمدة من الو ازرة المكلفة بالبيئة‪،‬‬
‫والتي تنجزها على نفقة صاحب المشروع‪.1‬‬

‫وقد نشأ مبدأ الحيطة في مجال البيئة قبل أن يتطور ويصبح موضوع‬
‫اهتمام مجاالت أخرى ورغم التطور الذي تميز به سواء على المستوى الدولي أو‬
‫الداخلي فان نشأته األولى في التشريع الداخلي جعل منه مبدأ متمي از عن باقي‬
‫المبادئ التي تحكم قانون البيئة‪ ،2‬فمبدأ الحيطة يتميز بصفة التسبيق والتوقع وهو‬
‫بذلك موجه كليا أو جزئيا نحو المستقبل‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬تطبيقات مبدأ المحافظة على التنوع البيولوجي‬


‫وقد نص المشرع الجزائري على مبدأ المحافظة على التنوع البيولوجي ضمن‬
‫مبادئ العامة للبيئة حيث يعتبر مبدأ وقائي يهدف إلى حماية التنوع الحيوي من‬
‫خالل ضمان عدم المساس بالتوازن بين احتياجات ومتطلبات المجتمعات واألفراد‬
‫وبين التوازن البيئي‪ ،‬والتنوع الحيوي دون اإلخالل بأي من هذه بالعناصر‪ ،‬أي‬
‫ينبغي على كل نشاط تجنب إلحاق ضرر معتبر على التنوع البيولوجي المقصود به‬
‫قابلية التغيير لدى األجسام الحية من كل مصدر بما في ذلك األنظمة البيئية‬
‫‪,‬البحرية والبرية وغيرها من األنظمة البيئية المائية والمركبات االيكولوجية التي‬
‫تتألف منها وهذا يشمل التنوع ضمن األصناف وكذا تنوع النظم البيئية‪.4‬‬

‫‪ 1‬منصور نصر الدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.190 ،189‬‬


‫‪ 2‬حواس صباح‪ ،‬تكريس مبدأ الحيطة في مجال البيئة ‪-‬دور القانون والقضاء الدولي‪ ،-‬مجلـة البحوث العلمية‬
‫في التشريعات البيئية‪ ،‬المجلد ‪ ،11‬الع ــدد‪ ،2021 ،02 :‬ص ‪.153‬‬
‫‪ 3‬حسونة عبد الغني‪ ،‬حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد‬
‫خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص ص ‪.26 ،25‬‬

‫‪ 4‬منصور نصر الدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.186‬‬

‫‪36‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وقد وضع المشرع الجزائري في إطار الحفاظ على التنوع البيولوجي مجموعة‬
‫من النصوص القانونية التي تضمنت مجموعة اإلجراءات للحفاظ على التنوع‬
‫البيولوجي مثل ما نصت عليه المادة ‪ 40‬من القانون ‪ 10-03‬المتعلق بحماية‬
‫البيئة التي تمنع العديد من األفعال والتصرفات المضرة بالحيوانات بجميع فصائلها‬
‫مثل منع إتالف البيض واألعشاش أو سلبها‪ ،‬كما منع المشرع الجزائري أيضا كل‬
‫صيد أو أي نشاط له عالقة به خارج المناطق والفترات المنصوص عليها في قانون‬
‫الصيد رقم ‪.107-04‬‬

‫كما نظم القانون ‪ ،220 -91‬المتعلق بالنظام العام للغابات‪ ،‬حماية الغابات‬
‫من كل أشكال التدهور والوقاية من الحرائق والتشجيع على تنمية الثروة الغابية‬
‫وتوسيعها واستغاللها مع وضع جهاز خاص لمراقبة التجاوزات‪ ،‬ومعاينة المخالفات‬
‫وهذا ما يسمى بالضبط الغابي‪ ،‬ومن أجل الحفاظ على المحميات أصدر المشرع‬
‫الجزائري القانون رقم ‪ ،02-11‬المتعلق بالمجاالت المحمية‪ ،‬حيث تعتبر المجاالت‬
‫المحمية كل منطقة مخصصة لحماية التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية المشتركة‪،‬‬
‫حيث نصت المادة ‪ 44‬منه على العقوبة بالحبس من سنة واحدة إلى ثالث سنوات‬
‫وبغرامة من ‪500.000‬دج إلى‪ 3 .000.000‬دج لكل شخص يتسبب في تدهور‬
‫المجاالت المحمية عن طريق أي صب أو تصريف أو رمي أو تفريغ‪ ،‬أو وضع‬
‫لكل المواد التي تؤدي إلى تغيير خصائصها الفيزيائية و الكيميائية والبيولوجية‬
‫‪3‬‬
‫والبكتيرية‪.‬‬

‫‪ 1‬القانون رقم ‪ 07-04‬المؤرخ في ‪ 14‬أوت ‪ 2004‬المتعلق بالصيد‪ ،‬ج ‪.‬ر ‪ ،‬عدد ‪ 51‬لسنة ‪.2004‬‬
‫‪ 2‬القانون رقم ‪20 -91‬المؤرخ في ‪ 02‬ديسمبر ‪ 1991‬يتضمن النظام العام للغابات المعدل والمتمم‪ ،‬ج ‪.‬ر‪،‬‬
‫عدد ‪ 62‬لسنة‪.1991‬‬
‫‪ 3‬الموقع االلكتروني‪ ،/https://www.univ-soukahras.dz ،‬تاريخ االطالع‪ ،2022/08/16 :‬الساعة ‪.17:02‬‬

‫‪37‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثالثا‪ :‬تطبيقات مبدأ الترخيص‬

‫ويعتبر الترخيص عمال من األعمال القانونية‪ ،‬إذ يتمثل في اإلذن الصادر‬


‫عن اإلدارة المختصة بممارسة نشاط معين‪ ،‬وبالتالي فإن ممارسة النشاط اإلداري‬
‫هنا مرهون بمنح الترخيص‪ ،‬فال بد من الحصول على اإلذن السابق من طرف‬
‫السلطات المعنية وهي السلطات الضابطة‪.1‬‬

‫كما يعرف بأنه قرار صادر من اإلدارة المختصة مضمونه السماح ألحد‬
‫األشخاص بمزاولة نشاط معين‪ ،‬وال يمكن بأية حال من األحوال ممارسة هذا النشاط‬
‫إال بموجب إذن صريح وارد في الترخيص‪ ،‬ويمنح الترخيص إذا توفرت الشروط‬
‫الالزمة التي يحددها القانون لمنحه‪ ،‬كما أنه يرتبط بالمشاريع ذات األهمية والخطورة‬
‫على البيئة السيما المشاريع الصناعية وأشغال النشاط العمراني‪ ،‬والتي تؤدي في‬
‫الغالب إلى استنزاف الموارد الطبيعية والمساس بالتنوع البيولوجي‪.2‬‬

‫وبالنسبة للقانون الجزائري فقد تضمن الكثير من األمثلة في هذا المجال‬


‫وسنتطرق إلى أهم تطبيقاته‪.‬‬

‫وتخضع رخصة استغالل المنشآت المصنفة إلى شروط الستغاللها فقد عرف‬
‫المشرع الجزائري المنشآت المصنفة في المادة ‪ 18‬من قانون ‪ 10/03‬على أنها تلك‬
‫المصانع والورشات والمشاغل‪...‬الخ وبصفة عامة المنشآت التي يستغلها أو يملكها‬
‫كل شخص طبيعي أو معنوي عمومي أو خاص‪ ،‬والتي قد تتسبب في أخطار على‬
‫الصحة العمومية والنظافة واألمن والفالحة واألنظمة البيئية والمواقع والمعالم‪ ،‬ومن‬
‫هذا التعريف يمكن القول أن المنشآت المصنفة هي تلك المنشآت التي تعتبر‬

‫‪ 1‬جميلة حميدة‪ ،‬الوسائل القانونية لحماية البيئة " دراسة على ضوء التشريع الجزائري"‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة‬
‫الماجستير في القانون العقاري والزراعي‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة البليدة‪ ،2001،‬ص‪.70‬‬
‫‪ 2‬مريم ملعب‪ ،‬اآلليات اإلدارية لحماية البيئة في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية العدد ‪ 24‬جوان‬
‫‪ ،2017‬جامعة محمد دباغين سطيف‪ ،‬ص‪ ،380‬نقال عن‪ :‬نعيم مغبغب‪ ،‬الجديد في الترخيص الصناعي‬
‫والبيئي والمواصفات القياسية ‪-‬دراسة مقارنة في القانون المقارن‪ ،‬ط‪، 1‬منشورات الحلبي الحقوقية‪2006 ،‬‬
‫‪،‬ص‪.94‬‬

‫‪38‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مصادر ثابتة للتلوث وتشكل خطورة على البيئة كما تضمنت المادة ‪ 19‬من القانون‬
‫‪ 10/03‬المتعلق بحماية البيئة الجهة المختصة بتسليم رخصة استغالل المنشآت‬
‫المصنفة‪ ،‬وذلك بالنظر إلى خطورتها أو األضرار التي تنجر عن استغاللها إلى‬
‫ثالثة أصناف لقد قسم المشرع الجزائري المنشآت المصنفة إلى منشآت خاضعة‬
‫للترخيص وأخرى خاضعة للتصريح‪.1‬‬
‫وتخضع المنشآت الخاضعة للترخيص إلى إجراءات حيث يسبق طلب رخصة‬
‫استغالل المؤسسة المصنفة ما يلي ‪ :‬دراسة التأثير وموجز التأثير على البيئة‪ ،‬إجراء‬
‫تحقيق عمومي ودراسة تتعلق بأخطار وانعكاسات المشروع ويمر ملف طلب رخصة‬
‫‪2‬‬
‫استغالل المؤسسة المصنفة بمرحلتين‪:‬‬
‫‪-1‬المرحلة األولى‪ :‬يتم إيداع الطلب مرفقا بالوثائق المطلوبة والمنصوص‬
‫عنها في المرسوم ‪ 198/06‬باإلضافة إلى ما يلي‪:‬‬

‫اسم صاحب المشروع ولقبه وعنوانه أو اسم الشركة والشكل القانوني والمقر إذا‬
‫تعلق األمر بشخص معنوي ‪،‬طبيعة وحجم النشاطات التي اقترحها صاحب المشروع‬
‫وكذا فئة أو فئات قائمة المنشآت المصنفة التي تصنف المؤسسة ضمنها‪ ،‬مناهج‬
‫التصنيع التي تنفذها والمواد المستعملة‪ ،‬تحديد موقع المؤسسة في خريطة يتراوح‬
‫مقياسها بين‪ 25000/1‬و ‪ ،50000/1‬مخطط وضعية مقياسه ‪ 2500/1‬على‬
‫األقل لجوار المؤسسة إلى غاية مسافة تساوي على األقل (‪ )10/1‬مسافة التعليق‬
‫المحددة في قائمة المنشآت المصنفة دون أن تقل عن ‪ 100‬متر‪ ،‬مخطط إجمالي‬
‫مقياسه ‪ 200/1‬على األقل بين اإلجراءات التي تعتزم المؤسسة المصنفة القيام به‬
‫إلى غاية ‪ 35‬متر على األقل من المؤسسة‪ ،‬ثم تخصيص البنايات واألراضي‬
‫المجاورة وكذا رسم شبكات الطرق الموجودة‪ ،‬بعد إيداع الملف تتقدم اللجنة بدراسته‬

‫‪ 1‬زهدور السهلي‪ ،‬الرخص كنظام لحماية البيئة‪ ،‬مجلة القانون العقاري والبيئة‪ ،‬العدد‪ ،6‬جامعة مستغانم‪ ،‬ماي‬
‫‪ ،2013‬ص ‪.57‬‬
‫‪ 2‬خروبي محمد‪،‬اآلليات القانونية لحماية البيئة في الجزائر‪،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬تخصص قانون‬
‫إداري‪،‬جامعة قاصدي مرباح ‪ ،‬ورقلة ‪ ،2013 ،‬ص‪.08‬‬

‫‪39‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫دراسة أولية‪ ،‬إال أنه في حالة االستثمارات الجديدة يجب أن تكون عناصر تقييم‬
‫المشروع موضوع تشاور بين إدارة البيئة والصناعة وترقية االستثمارات‪.1‬‬

‫‪ /2‬المرحلة النهائية لتسليم الرخصة ‪:‬‬

‫بعد إنهاء إنجاز المؤسسة المصنفة تقوم اللجنة بزيارة الموقع وذلك قصد التأكد‬
‫من مطابقتها للوثائق المدرجة في ملف الطلب‪ ،‬ومن ثم تقوم بإعداد مشروع قرار‬
‫رخصة استغالل المؤسسة المصنفة وإرساله إلى اللجنة المؤهلة للتوقيع‪.‬‬

‫ويتم تسليم رخصة استغالل المؤسسة المصنفة في أجل ‪ 03‬أشهر إبتداءا من‬
‫تاريخ تقديم الطلب عند نهاية األشغال وإن تسليم الرخصة ال يتم إال بعد زيارة اللجنة‬
‫للموقع عند إتمام إنجاز المؤسسة المصنفة وذلك للتأكد من مطابقتها للوثائق‬
‫المدرجة في الملف ولضبط مقرر الموافقة المسبقة‪.2‬‬

‫رابعا‪ /‬تطبيقات مبدأ الوقاية‪:‬‬

‫وتبرز تطبيقات مبدأ الوقاية في الكوارث واآلفات الطبيعية من خالل قانون رقم‬
‫‪ 29-90‬الذي يتجسد مبدأ الوقاية من خالل منع البناء منعا خاصة في مناطق‬
‫الصدع الزلزالي‪ ،‬ومناطق ذات الخطر الجيولوجي‪ ،‬واألراضي المعرضة للفيضانات‪،‬‬
‫ومجاري األودية والمناطق الواقعة أسفل السدود‪.3‬‬

‫ليأتي بعد ذلك القانون رقم ‪ 20-04‬الذي أحدث مخططا عاما للوقاية من‬
‫الخطر‪ ،‬حيث يحدد هذا المخطط مجموع القواعد واإلجراءات الرامية إلى التقليل من‬
‫حدة القابلية لإلصابة إزاء الخطر المعني‪ ،‬والوقاية من اآلثار المترتبة عليه‪ ،‬كما‬
‫يحدد كل مخطط المناطق المثقلة باجتناب عدم البناء عليها بسبب الخطر الكبير‪،‬‬
‫وكذا التدابير المطبقة على البناءات الموجودة بها قبل صدور القانون رقم ‪،20-04‬‬
‫في المخطط الوطني لتهيئة اإلقليم ‪ ،SNAT‬كما أضاف ذات القانون‬ ‫ويدمج‬

‫‪ 1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.08‬‬


‫‪ 2‬نبيلة أقوجيل‪ ،‬حق األفراد في حماية البيئة لتحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬مقال منشور في مجلة الفكر‪ ،‬العدد‪، 1‬‬
‫جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة ‪،‬ديسمبر‪ ،2010‬ص‪.342‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 19‬من القانون رقم ‪ 20-04‬سابق الذكر‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ترتيبين تكميليين لضمان وقاية أوسع‪ ،‬أولهما إلزامية التأمين من الكوارث الطبيعية‬
‫وإدراجها ضمن مخطط الوقاية من الخطر الكبير بموجب األمر رقم ‪ 12-03‬يتعلق‬
‫بإلزامية التأمين على الكوارث الطبيعية وبتعويض الضحايا‪ ،‬ثانيهما تنفيذ إجراء نزع‬
‫الملكية من أجل المنفعة العامة عندما يشكل خطر الكبير جسيم ودائم تهديدا على‬
‫األشخاص والممتلكات الواقعة في منطقة معرضة ألخطار كبرى‪.1‬‬

‫أما المرسوم التنفيذي رقم ‪ 19-15‬المحدد لكيفيات تحضير عقود التعمير‪،‬‬


‫وتسليمها‪ ،‬المعدل والمتمم‪ ،‬فاشترط على كل طالب لعقد من عقود التعمير كشهادة‬
‫التعمير‪ ،‬أال يكون البناء المراد تشييده واقعا في منطقة معرضة للخطر الكبير تحت‬
‫طائلة عدم تسليم الشهادة‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تجسيد المبادئ الردعية‬

‫أوال‪ :‬الية تطبيق مبدأ الملوث الدافع‬

‫يعتبر مبدأ الملوث الدافع أو ما يعرف ب ـ (مسؤولية الملوث) حجر الزاوية في‬
‫القانون البيئي على الصعيدين الوطني و الدولي‪ ،‬فهو المبدأ الذي يقرر مسؤولية‬
‫محدث التلوث‪ ،3‬ويعد هذا المبدأ من أهم المبادئ المؤسسة لحماية البيئة‪ ،‬والمجسدة‬
‫لها على اعتبار أنه مكمال للمبادئ الوقائية حيث أنه يشكل سدادة أمان‪ ،‬فإذا فشلت‬
‫المبادئ الوقائية في تحقيق إرساء حماية البيئة يكون هذا المبدأ بالمرصاد لتولي‬
‫وضمان إقرار الحماية الالزمة لألوساط البيئية‪.4‬‬

‫وتعتبر آليات تجسيد مبدأ الملوث الدافع بمثابة العمل اإلجرائي الذي تفرضه‬
‫السلطة العامة على الملوثين ويكون تطبيق هذا المبدأ من خالل امتثال الملوثين‬

‫‪ 1‬توبة علجي‪ ،‬الوقاية من أخطار الكوارث الطبيعية على ضوء مبادئ قانون حماية البيئة‪ ،‬مجلة الدراسات‬
‫القانونية‪ ،‬المجلد‪ ،7‬العدد ‪ ،2‬جامعة يحي فارس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جوان ‪ ،2021‬ص‪.149‬‬
‫‪ 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.150 ،149‬‬
‫‪ 3‬عبد الناصر زياد هيا جنة‪ ،‬القانون البيئي النظرية العامة للقانون البيئي مع التشريعات البيئة‪ ،‬ط‪ ،2‬دار‬
‫الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان األردن‪2012،‬م‪ ،‬ص‪. 68‬‬
‫‪ 4‬خنتاش عبد الحق‪ ،‬مجال تدخل الالمركزية في مجال حماية البيئة في الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير في تحوالت‬
‫في الدولة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسة‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ -‬ورقلة‪ ،2011 ،‬ص‪.26‬‬

‫‪41‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بتنفيذ االلتزامات الواردة في القوانين المتعلقة بحماية البيئة وذلك إما جب ار عن طريق‬
‫اإلجراءات الردعية والغرامات والجزاءات التي توقعها السلطة العامة على عاتق‬
‫المخالفين لها وعلى أصحاب النشاطات الملوثة‪ ،‬وإما أن يلتزم الملوثين طواعية‬
‫بتطبيق المبدأ اتخاذهم اإلجراءات الوقائية والتدابير لمواجهة التدهور البيئي‪ ،‬لذا تلجأ‬
‫السلطات إلى اعتماد آليات اقتصادية لتطبيق مبدأ الملوث الدافع حتى يضمن‬
‫الملوث إزالة التلوث‪.1‬‬

‫وتتميز هذه اآلليات االقتصادية بتطور مستمر‪ ،‬وتعتبر من اآلليات لحماية‬


‫البيئة وهذا من خالل إلزام الملوثين بدفع تكاليف على التلوث الذي يسببوه وما يميز‬
‫هذه الوسائل هي اشتراكها في التعبير النقدي بطريقة لحساب ما يتحمله الملوث من‬
‫تبعات نشاطه‪ ،‬وتتجسد اآلليات االقتصادية في الجباية البيئية‪ ،‬حيث تعد أحد‬
‫األدوات الناجحة لحماية البيئة والحد من أثارها‪ ،‬والمتمثلة في الضرائب والرسوم‬
‫المفروضة من طرف الدولة‪ ،‬بغرض التعويض عن الضرر الذي يسببه الملوث‬
‫لغيره‪ ،2‬وقد تشمل أيضا الجباية مختلف اإلعفاءات والتحفيزات الجبائية لألشخاص‬
‫المعنويين والطبيعيين الذين يستخدمون في نشاطاتهم االقتصادية تقنيات صديقة‬
‫للبيئة البيئية‪ ،‬وتهدف الجباية إلى تصحيح النقائص عن طريق وضع تسعيرة أو رسم‬
‫أو ضريبة للملوث‪ ،‬ويعبر عنها بالضرائب الخضراء أو الضرائب الخضراء أو‬
‫االيكولوجية‪ ،‬وتأخذ الجباية ثالث صور هي الرسوم والضرائب واألتاوى‪.3‬‬

‫والجزائر أقرت الجباية البيئية‪ ،4‬عمال بمبدأ الملوث الدافع الذي أشار إليه‬
‫المشرع الجزائري في قانون البيئة ‪ 10-03‬والذي يعكس إرادة المشرع في انتهاج‬

‫‪ 1‬الموقع االلكتروني‪ ،/https://dspace.univ-ouargla.dz :‬تاريخ االطالع ‪ ،2022/08/16‬الساعة ‪.19:10‬‬


‫‪ 2‬كمال رزيق‪ ،‬دور الدولة في حماية البيئة‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬العدد ‪2007 ،715‬‬
‫‪ ،‬ص‪.99‬‬
‫‪ 3‬فارس مسدور‪ ،‬أهمية تدخل الحكومات في حماية البيئة من خالل الجباية البيئية"‪ ،‬جامعة البليدة‪ ،‬مجلة‬
‫الباحث‪ ،‬عدد ‪ ، 2010-2009،7‬ص ‪.348‬‬
‫‪ 4‬بالرغم من أن بداية تطبيق الجباية البيئية كان في ‪ ،1992‬لكن المشرع الجزائري لم يستعمل مصطلح‬
‫الرسوم البيئية إال في سنة ‪ 2002‬بموجب منشور وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 08‬ماي ‪ 2002‬يتعلق بكيفية‬
‫تحصيل الرسوم البيئية ‪.‬أنظر‪ :‬عبد الناصر بلميهوب‪ " ،‬الجباية البيئية الخضراء "كوسيلة للتقليل من التلوث " ‪،‬‬

‫‪42‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫النهج الضريبي من أجل استعمال العقالني للموارد الطبيعة وتفعيل لجوانب الحماية‬
‫البيئية وهذا بداية من سنة ‪ ،1992‬وبموجب قانون المالية‪ 1،25-91‬حيث تنص‬
‫المادة ‪ 117‬منه على تأسيس رسم على النشاطات الملوثة أو الخطيرة على البيئة‬
‫وحدد القانون المعدل األساسي للرسم السنوي حسب طبيعة المنشأة المصنفة‪ ،‬حيث‬
‫حد مبلغ ‪ 3000‬دج للمنشآت المصنفة التي لها نشاط واحد خاضع إلجراء‬
‫الترخيص ومبلغ ‪ 30000‬دج للمنشآت المصنفة التي لها نشاط واحد خاضع إلجراء‬
‫الترخيص‪.‬‬

‫ويمكن أن تصنف الجباية البيئة إلى أربع مجموعات‪:‬‬


‫‪ -‬الضرائب على المنتجات‪ :‬والتي تستهدف منتجات معينة بغية التقليل من‬
‫استهالكها لما تحتويه من عناصر ومكونات ملوثة أوسامة فتخلق أضرار بالصحة‬
‫والبيئة‪ ،‬فتتولى القيام بالتحفيز نحو استعمال واستهالك منتجات أخرى بديلة عنها‪.2‬‬
‫‪ -‬ضرائب االنبعاث‪ :‬هي اقتطاع نقدي متناسب مع حجم االنبعاثات والتصرف‬
‫الفعلي في األوساط البيئة المختلفة‪ ،‬كالمياه و التربة‪ ،‬الجو غير أن تطبيقها يتطلب‬
‫توفر إمكانات تقنية و خبرات في إجراء عمليات القياس الكمي للتلوث‪.3‬‬
‫– ضرائب الخدمات‪ :‬وهي رسوم االنتفاع ألنها تفرض للحصول على خدمة‬
‫من المرافق العمومية كتصريف المياه المستعملة وجمع النفايات ومعالجتها‪.4‬‬

‫الملتقى الوطني الثاني حول البيئة وحقوق االنسان‪ ،‬معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬المركز الجامعي بالوادي‪،‬‬
‫جانفي ‪ ،2009‬ص‪.7‬‬
‫‪ 1‬القانون ‪ 25–91‬المؤرخ في ‪ 18‬ديسمبر ‪ 1991‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪، 1992‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ 65‬مؤرخ‬
‫في ‪ 18‬ديسمبر ‪19917‬‬
‫‪ 2‬مسعود صديقي‪ ،‬محمد مسعودي‪ ،‬مداخلة بعنوان‪ :‬الجباية آلية كأداة لتحقيق التنمية المستدامة والكفاءة‬
‫االستخدامية للموارد المتاحة‪ ،‬ج‪ ، 1‬مخبر الشراكة واالستثمار في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في القضاء‬
‫األوروبي ومغاربي‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم التسيير‪،‬جامعة فرحات عباس‪،‬سطيف‪ ،‬يومي ‪ 7-8‬أفريل ‪،2008‬‬
‫ص ‪.538‬‬
‫‪ 3‬نور الدين دعاس‪ ،‬مبدأ الملوث الدافع في القانون الدولي للبيئة‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬تخصص قانون البيئة‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسي‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة محمد لمين دابغين‪ ،‬سطيف‪ ، 2016 ،‬ص‪.61‬‬
‫‪ 4‬زياد المال صافية‪ ،‬حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة على ضوء أحكام القانون الدولي‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه في العلوم‪ ،‬تخصص قانون الدولي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزوو‪،‬‬
‫‪ ،2013‬ص ‪.542‬‬

‫‪43‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ضرائب استغالل الموارد الطبيعية‪ :‬وهي الضريبة لتجسيد مبدأ الملوث‬


‫المستخدم الدافع وتحقيق التخصيص األمثل للموارد الطبيعية وإعطائها القيمة‬
‫السعري ة الحقيقية التي تناسبها وتفرض هذه الضريبة على كافة العمليات الواردة‬
‫على استغالل الموارد الطبيعية‪ ،‬التي ال تصلح ألن تكون جزء من العملية اإلنتاجية‬
‫ومحال لحقوق االستغالل أو عقود االمتياز التي تبرمها الدولة مع القطاع الخاص‬
‫وهي أداة ضغط لضمان التسيير واالستخدام الرشيد والعقالني‪.1‬‬

‫وللجباية البيئية أهدافا تجعلها أهم األدوات السياسية البيئية االقتصادية إلى حد‬
‫سواء فالهدف األول واألساسي هو الحد من إنتاج واستهالك الموارد الملوثة‬
‫باإلضافة إلى أهداف أخرى وهي‪ :‬أنها تدمج تكاليف الخدمات البيئية واألضرار‬
‫البيئة مباشرة ضمن أسعار الخدمات‪ ،‬كما أنها هدف تمويلي وهدف إصالحي‬
‫وعالجي هدف وقائي تحفيزي‪ ،‬المساهمة في إزالة التلوث عن طريق ما تتضمنه‬
‫الجباية البيئية من إجراءات ردعية سواء كانت ضرائب أو رسوم أو غرامات مالية‪،‬‬
‫أو من خالل ما تتضمنه إجراءات تحفيزية‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬تطبيقات اإلخطار‬


‫يعتبر باإلخطار كأسلوب من أساليب الجزاء اإلداري وتنبيه اإلدارة للمخالف‬
‫التخاذ التدابير الالزمة لجعل نشاطه مطابقاً للمقاييس القانونية المعمول بها ‪.‬وفي‬
‫الواقع نجد أن هذا األسلوب ليس بمثابة جزاء حقيقي‪ ،‬وإنما هو تنبيه أو تذكير من‬
‫اإلدارة نحو المعني على أنه في حالة عدم اتخاذ المعالجة الكافية التي تجعل‬
‫النشاط مطابقا للشروط القانونية فإنه سيخضع للجزاء المنصوص عنه قانونا‪ ،‬وعليه‬
‫فان اإلخطار يعتبر بمثابة مقدمة من مقدمات الجزاء القانوني ‪.‬‬

‫‪ 1‬صديقي مسعود‪ ،‬مسعودي محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 543‬‬


‫‪ 2‬صونيه بن طيبة‪ ،‬مداخلة بعنوان‪:‬لجباية كآلية لحماية البيئة‪ ،‬الملتقى الدولي حول النظام القانوني لحماية‬
‫البيئة في ظل القانون الدولي والتشريع الجزائري‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪،1945‬قالمة‪،‬‬
‫يومي ‪ ،2013 10 – 9‬ص ص ‪. 8 ،7‬‬

‫‪44‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ولعل أحسن مثال عن أسلوب اإلخطار في قانون البيئة الجزائري ‪ 10/03‬هو‬


‫ما جاءت به المادة ‪ 25‬منه على أنه يقوم الوالي بإعذار مستغل المنشأة الغير واردة‬
‫في قائمة المنشآت المصنفة‪ ،‬والتي ينجم عنها أخطار أو أضرار تمس بالبيئة‪،‬‬
‫ويحدد له أجال التخاذ التدابير الضرورية إلزالة تلك األخطار أو األضرار‪ ،‬كما‬
‫نصت المادة ‪ 25‬من نفس القانون على أنه‪:‬‬

‫" في حالة وقوع عطب أو حادث في المياه الخاضعة للقضاء الجزائري‪ ،‬لكل‬
‫سفينة أو طائرة أو آلية أو قاعدة عائمة تنقل أو تحمل مواد ضارة أو خطيرة أو‬
‫محروقات‪ ،‬من شأنها أن تشكل خط اًر كبي اًر ال يمكن دفعه ومن طبيعته إلحاق‬
‫الضرر بالساحل والمنافع المرتبطة به‪ ،‬يعذر صاحب السفينة أو الطائرة أو اآللية أو‬
‫القاعدة العائمة باتخاذ كل التدابير الالزمة لوضع حد لهذه األخطار‪.1‬‬

‫ولقد نصت قوانين أخرى على هذا األسلوب‪ ،‬منها قانون المياه ‪ 12/05‬الذي‬
‫جاء في مادته ‪ 87‬على أنه تلغى الرخصة أو امتياز استعمال الموارد المائية‪ ،‬بعد‬
‫إعذار يوجه لصاحب الرخصة أو االمتياز‪ ،‬في حالة عدم مراعاة الشروط و‬
‫االلتزامات المنصوص عليها قانوناً ‪.‬على أنه‪ ":‬عندما يشكل استغالل كذلك ما‬
‫نصت عليه المادة ‪ 48‬من قانون ‪ 19/01‬منشأة لمعالجة النفايات أخطا اًر أو عواقب‬
‫سلبية ذات خطورة على الصحة العمومية و‪/‬أو على البيئة‪ ،‬تأمر السلطة اإلدارية‬
‫المختصة المستغل باتخاذ اإلجراءات الضرورية فو ار إلصالح هذه األوضاع‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تطبيقات وقف النشاط‬

‫ينصب اإليقاف غالباً على نشاط المؤسسات الصناعية‪ ،‬والوقف المؤقت هو‬
‫عبارة عن تدبير تلجأ إليه اإلدارة في حالة وقوع خطر بسبب مزاولة المشروعات‬

‫حميدة جميلة‪،‬الوسائل القانونية لحماية البيئة‪،‬دراسة على ضوء التشريع الجزائري‪،‬مذكرة لنيل شهادة‬ ‫‪1‬‬
‫الماجستير‪،‬جامعة البليدة‪ ،‬دت‪ ،‬ص‪.150‬‬

‫‪45‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الصناعية لنشاطاتها‪ ،‬والذي قد يؤدي إلى تلويث البيئة أو المساس بالصحة‬


‫العمومية‪ ،‬ويقصد به هنا هو الوقف اإلداري للنشاط‪ ،‬والذي هو عبارة عن إجراء‬
‫يتخذ بمقتضى قرار إداري‪ ،‬وليس الوقف الذي يتم بمقتضى حكم قضائي وهناك‬
‫تطبيقات عديدة لعقوبة اإليقاف اإلداري أوردها المشرع الجزائري في قانون البيئة‬
‫‪ 10/03‬والذي ينص على أنه إذا لم يمتثل مستغل المنشأة الغير واردة في قائمة‬
‫المنشآت المصنفة إلعذار في األجل المحدد يوقف سير المنشأة إلى حين تنفيذ‬
‫الشروط المفروضة ‪. ،‬كما نص قانون المياه على أنه يجب على اإلدارة المكلفة‬
‫بالموارد المائية أن تتخذ كل التدابير التنفيذية لتوقيف تفريغ اإلف ارزات أو رمي المواد‬
‫الضارة عندما يهدد تلوث المياه الصحة العمومية‪ ،‬كما يجب عليها كذلك أن تأمر‬
‫بتوقيف أشغال المنشأة المتسببة في ذلك إلى غاية زوال التلوث ‪ .‬كما نصت المادة‬
‫‪ 210‬من قانون المناجم ‪ 10/01‬على أنه في حالة معاينة المخالفة‪ ،‬يمكن لرئيس‬
‫الجهة القضائية اإلدارية المختصة أن يأمر بتعليق أشغال البحث أو االستغالل وهذا‬
‫بناءاً على طلب السلطة اإلدارية المؤهلة‪ ،‬كما يمكن للجهة القضائية أن تأمر في‬
‫كل وقت برفع اليد عن التدابير المتخذة لتوقيف األشغال أو اإلبقاء عليها‪ ،‬وذلك‬
‫‪1‬‬
‫بطلب من السلطة اإلدارية المؤهلة أو من المالك أو من المستغل‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عوائق فعالية المبادئ البيئة‬

‫تعتري آليات حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة نوعين من العوائق‪،‬‬


‫فهناك العوائق القانونية التي تحول دول تفعيل دور القضاء المدني والجزائي في‬
‫حماية البيئة‪ ،‬وهناك العوائق العملية التي تتمثل في غياب الثقافة البيئية بسبب‬
‫قصور في تكريس مبدأ من المبادئ المنصوص عليها قانونا‪.‬‬

‫‪ 1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.124‬‬

‫‪46‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع األول‪ :‬عوائق قانونية‬

‫إن من بين العوائق التي تحول دون فعالية اإلعالم البيئي كأحد مبادئ‬
‫األساسية لمبدأ الوقاية في مجال حماية البيئة‪ ،‬هو نقص البيانات والمعطيات حول‬
‫الوضع البيئي‪ ،‬وتناقض الق اررات ما بين مواصلة النشاط االقتصادي والملوث من‬
‫جهة وق اررات أخرى تقيدها عن طريق التزام بالحفاظ على البيئة‪.1‬‬

‫صعوبة تقدير التعويض على أساس مبدأ الحيطة ومبدأ الملوث الدافع إذ‬
‫يعتبر مبدأ الحيطة من أهم المبادئ التي يقوم عليها النظام القانوني للمسؤولية‬
‫المدنية الوقائية في خضم العوائق التي تعتري المضرور في إثبات الضرر البيئي‬
‫والصعوبات التي يواجهها القاضي المدني في تقدير التعويض على أسس التقليدية‬
‫للمسؤولية المدنية‪.2‬‬

‫فقدان الجباية هي قوة الردعية وذلك بسب مشاركة كل المستهلكين في تمويل‬


‫الرسوم االيكولوجية التي توجه إلزالة التلوث وحماية البيئة وذلك على أساس أن‬
‫الملوث يقوم بتحصيل النفقات التي دفعها ضمن السلعة أو الخدمة النهائية التي‬
‫يقدمها للمستهلك‪ ،‬مما يفقد الطابع الردعي الذي من شأنه إجبار الملوث إلى حماية‬
‫البيئة‪ ،‬تحميل المنتج أو الملوث عدة النفقات والتي تتمثل في نفقات التدابر الوقائية‬
‫ونفقات التعويض بنوعيه سواء النقدي أو العيني المتمثل في إعادة األماكن إلى‬

‫‪ 1‬ليلى زياد‪ ،‬مشاركة المواطنين في حماية البيئة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستر‪ ،‬الفرع القانون الدولي لحقوق‬
‫االنسان‪ ،‬كلية الحقوق جامعة مولود معمري بتيزي وزو‪ ،‬سنة ‪ ،2010‬ص ‪.38‬‬
‫‪ 2‬لعمري محمد‪ ،‬مبدأ الحيطة للوقاية من خطر األضرار الجسيمة المضرة بالبيئة‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة‬
‫الماجستير في القانون اإلداري المعمق‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪ ،2016/2015‬ص‪.59‬‬

‫‪47‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حالتها األصلية‪ ،‬مما يتجافى ذلك مع مبدأ العدالة وهو األمر الذي يشجع الملوثين‬
‫ويثنيهم عن حماية البيئة عن طريق التهرب الضريبي‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عوائق عملية‬

‫وتتجلى العوائق العملية في تراجع الثقافة البيئية بسبب قصور في تكريس‬


‫المبادئ البيئية المنصوص عليها قانونا‪.‬‬

‫على رغم من األهمية التي يتميز بها مبدأ الحيطة ضمن النظام القانوني‬
‫للمسؤولية المدنية الوقائية إال أن هذا ال يتثنيا عن توجيه بعض العوائق التي يثريها‬
‫هذا مبدأ والتي تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫تضييق من شروط إعمال مبدأ الحيطة‪ :‬بالرجوع إلى المادة ‪ 03‬الفقرة ‪ 06‬من‬
‫قانون رقم ‪ 10-03‬المتعلق بحماية البيئة‪ ،‬نرى أن المشرع الجزائري يجعل مبدأ‬
‫الحيطة أساس المسؤولية المدنية الوقائية في جميع األحوال‪ ،‬إنما اعتبره كقاعدة‬
‫استثنائية في بعض األضرار والتي جيب أن تكون خطر الضرر المتوقع جسيم‪ ،‬بيد‬
‫انه تثار إشكالية كيفية تقدير خطر جسامة الضرر المتوقع الذي يمكن أن يصيب‬
‫البيئة وذلك بسبب أن توقع جسامة الضرر قائم على الشك و احتمال مما يستعصى‬
‫التحقق منه‪.2‬‬

‫كما أن المشرع الجزائري أكد انه ال يمكن تطبيق مبدأ الحيطة إلى في حالة‬
‫غياب اليقين العلمي‪ ،‬إال أن مفهوم حالة غياب اليقين العلمي تعريتها ثلة من‬
‫الغموض و االلتباس‪ ،‬حيث هناك من يرى انه يقصد بالغياب اليقين العلمي يخص‬
‫الضرر البيئي الذي يخشى وقوعه وهناك من يرى على انه يخص العالقة السببية‬

‫‪ 1‬عبد الكريم بن منصور‪ ،‬الجباية االيكولوجية لحماية البيئة في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستر في‬
‫القانون‪ ،‬فرع‪ :‬تحوالت الدولة‪ ،‬كلية الحقوق جامعة مولود معمري‪ -‬تيزي وزو‪ ،‬دس‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫‪ 2‬لعمري محمد‪ ،‬مبدأ الحيطة للوقاية من خطر األضرار الجسيمة المضرة بالبيئة‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة‬
‫الماجيستر في القانون اإلداري المعمق‪ ،‬كلية الحقوق جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان‪ ،‬السنة الجامعية ‪-2015‬‬
‫‪ ، 2016‬ص‪.59‬‬

‫‪48‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بين النشاط المزمع القيام به واألضرار البيئية المشكوك فيها‪ ،‬وهو األمر الذي يحول‬
‫دون تطبيق مبدأ الحيطة‪.‬‬

‫صعوبة تحديد طبيعة القانونية للملوث الدافع‪ :‬بمقتضى المادة ‪ 03‬الفقرة ‪07‬‬
‫من قانون رقم ‪ 0310‬المتعلق بحماية البيئة نرى أن المشرع الج ازئري حمل المسئول‬
‫عن الضرر البيئي ففي جميع النفقات والتدابر الوقائية من التلوث والتقليص منه‬
‫وإعادة األماكن وبيئتها إلى حالتهما األصلية‪.‬‬

‫من هنا يتضح لنا أن المشرع الجزائري والتشريعات المقارنة لم تحدد الطبيعة‬
‫القانونية لمبدأ الملوث الدافع وذلك حسب مضمون المادة سالفة الذكر والتي تتضمن‬
‫أن الملوث يمكن تحميله التعويض الذي قد ينجر عن مسؤولية المدنية الناجمة عن‬
‫األضرار البيئية والنفقات الوقائية لحماية البيئة‪ ،‬وهو األمر الذي كان محل لغط‪،‬‬
‫بين القانونيين حول طبيعته‪ ،‬فهناك من يرى انه عبارة عن مبدأ االقتصادي وهناك‬
‫من يرى أن المشرع الجزائري اقره على شكل أساس قانوني للمسؤولية المدنية‬
‫الوقائية‪.1‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الهيئات العمومية المكلفة بتطبيق المبادئ البيئية‬

‫نظ ار لتفاقم المشكالت البيئية وتعددها كان البد من السلطات أن توجد هيئات‬
‫إدارية متخصصة سواء أكانت مركزية أو محلية لضمان تطبيق ناجح للمبادئ‬
‫البيئية وبصورة موسعة وبذلك تستطيع حصر المشاكل البيئية عند توفير الحماية‬
‫البيئة من الضرر الذي يطالعها‪ ،‬وهذا ما سنحاول التطرق إليه في المطلب الموالية‬

‫المطلب األول‪ :‬الهيئات المركزية المكلفة بتطبيق المبادئ البيئية‬

‫تميزت الهيئات المركزية المتعلقة بالبيئة في الجزائر بمسار فريد من نوعه‪ ،‬فعرف‬
‫قطاع البيئة في الجزائر تشكيالت متعددة أخذت تارة هيكال ملحقا لدوائر و ازرية‪،‬‬

‫‪ 1‬صبور صليحة‪ ،‬المسؤولية المدنية عن األضرار الناجمة عن تلوث البيئة‪ ،‬مذكرة من أجل الحصول على‬
‫في الحقوق ‪،‬فرع‪ :‬عقود و مسؤولية‪ ،‬كلية الحقوق جامعة اجلزائر‪، 1‬السنة الجامعية‬ ‫شهادة الماجيستار‬
‫‪،2015/2014‬ص‪.59‬‬

‫‪49‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وتارة أخرى هيكال تقنيا وعلميا‪ ،‬وسنتعرف على أهم الهياكل المركزية التي عرفتها‬
‫الجزائر ودورها في تطبيق المبادئ البيئية وهذا ماسنتاوله في الفروع اآلتية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬وزارة التهيئة العمرانية والبيئية‬

‫بعد إعادة تنظيم اإلدارة المركزية للبيئة والمتمثلة حاليا في و ازرة التهيئة‬
‫العمرانية والبيئة والتي تتكون من عدة هياكل نقوم بدراسة هذه الهيئة من خالل‬
‫التطرق للوزير المكلف بالبيئة‪ 1‬إلى جانب الهياكل العامة للبيئة مبرزين دورها في‬
‫حماية البيئة‪ ،‬عن طريق إعمال المبادئ البيئية‪ ،‬وتخضع و ازرة تهيئة اإلقليم والبيئة‬
‫تحت سلطة الوزير المكلف بالبيئة‪ ،‬وأيضا تتشكل من األمين العام ورئيس الديوان‬
‫والمفتشية العامة ومن عدة هياكل ممثلة في المديرية العامة للبيئة ومديرية االستقبال‬
‫والبرمجة والدراسات العامة لتهيئة اإلقليم‪ ،‬ومديرية العمل الجهوي والتلخيص‬
‫والتنسيق ومديرية األشغال الكبرى لتهيئة اإلقليم ومديرية ترقية المدينة ومديرية‬
‫الشؤون القانونية والمنازعات ومديرية التعاون ‪...‬الخ‪ ،‬وللوزير المكلف بالبيئة‬
‫صالحيات متعددة منها ما تم النص عليه في المرسوم التنفيذي ‪ 08-01‬المؤرخ في‬
‫‪ 2001/1/14‬ال ذي يحدد صالحياته ومنها ما هو منصوص عليه في مختلف‬
‫النصوص التشريعية و التنظيمية المتعلقة بالبيئة و تتمثل صالحيات الوزير المكلف‬
‫بالبيئة في أنه يعتبر سلطة ضبط خاصة في مجال حماية البيئة بصفة عامة‪،‬‬
‫ويعتبر أيضا سلطة ضبط خاصة في بعض المجاالت الخاصة كمجال الحماية من‬
‫المواد الخطرة‪ ،‬إذ يقوم بـ ‪:‬إعداد اإلستراتيجية الوطنية المتعلقة بحماية البيئة والتنمية‬
‫الدائمة واقتراحها‪ ،‬إعداد المخطط الوطني لألعمال البيئية واقتراحه ومتابعته‪ ،‬كما‬
‫نصت المادة ‪ 91‬من المرسوم ‪ 08-01‬على أن الوزير "يبادر بالقواعد والتدابير‬
‫الخاصة بالحماية والوقاية من كل أشكال التلوث وتدهور البيئة واإلضرار بالصحة‬
‫العمومية"‪ .‬ويعاقب كل مرتكب أو متسبب في تلويث البيئة عن طريق تفعيل مبدأ‬
‫الملوث الدافع فطبقا ألحكام القانون المتعلق بحماية البيئة‪ ،‬يجب حماية األوساط‬
‫المائية واألنظمة البيئية المائية من كل أنواع التلوث التي من شأنها أن تمس بنوعية‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 01‬من المرسوم التنفيذي ‪ 09/01‬المؤرخ في ‪7‬جانفي‪،2001‬المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في‬
‫و ازرة تهيئة اإلقليم و البيئة‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المياه وتضر بمختلف استعماالتها‪ ،‬وفي هذا اإلطار يخضع رمي اإلف ارزات أو‬
‫تفريغ أو إيداع كل أنواع المواد التي ال تشكل خطر تسمم أو ضر ار باألمالك‬
‫العمومية للماء‪ ،‬إلى ترخيص و يعاقب على مخالفة هذه األحكام بالعقوبات‬
‫ف المادة ‪ 171‬عاقب بغرامة من عشرة آالف دينار‬ ‫المنصوص عليها ً‬
‫‪10.000‬دج‪ ،‬الى مائة ألف دينار‪ ،‬وتضاعف العقوبة في حالة العودة‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬كتابة الدولة المكلفة بالبيئة‬

‫والتي تم إنشاؤها بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 96/01‬بتاريخ‬


‫‪ ،1996/01/05‬والمتعلق بتعين أعضاء الحكومة‪ ،‬وقد تم وضع تحت وصاية هذه‬
‫الكتابة المديرية العامة للبيئة ‪ ،‬وحددت صالحيتها فيما يلي‪:‬‬

‫الوقاية من كل أشكال التلوث واألضرار‪ ،‬القوانين المصادقة على دراسات مدى‬


‫التأثير على البيئة‪ ،‬السهر على احترام وترقية نشاطات اإلعالم والتربية والتحسيس‬
‫البيئي ‪ ،‬الوقاية من كل أشكال تدهور الوسط الطبيعي ويتم تطبيق مبدأ الوقاية‪،‬‬
‫بشروط ‪:‬‬

‫‪ -‬أن تكون األضرار الواجب تفاديها معروفة‪ ،‬حيث يقوم منع تدهور البيئة‬
‫أساسا على منع األضرار المتوقع ة‪ ،‬أما التدابير التي تتخذ بعد وقوع األضرار لجبر‬
‫وإصالح التدهور‪ ،‬أو الضرر فال تعد تدابير وقائية‪ ،‬وتتخذ تدابير الوقاية قبل وقوع‬
‫الضرر دون انتظار وقوعه‪ ،‬مثال‪ :‬عندما يأمر القاضي بوقف نشاط مشروع‪ ،‬فهو‬
‫تدبير وقائي يهدف إلى منع حدوث الضرر مستقبال‪ ،‬والفرق بين التدابير الوقائية‬
‫والتدابير العالجية تتمثل في تحقق الضرر المتوقع أو عدم تحققه‪ ،‬فاألول يهدف‬
‫إلى منع وقوعه‪ ،‬والثاني إلى إصالح الضرر بعد حدوثه‪.2‬‬

‫‪ -‬أما الشرط الثاني لتطبيق مبدأ الوقاية‪ ،‬فيكمن في أن تكون تكلفة التدابير الوقائية‬
‫معقولة‪ ،‬إذ تقـوم السـلطات العامـة مبـ دئيا قبـل اتخـاذ أيـة تـدابير وقائيـة بتقـدير وتقيـيم‬

‫‪ 1‬بوطرفيف مراد‪ ،‬المرجع السابق‪ 60 ،‬ص‪.‬‬


‫‪ 2‬محمد معيفى‪ ،‬آليات حماية البيئة العمرانية في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة معه الحصول عل شهادة الماجستير‬
‫في الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬بن يوسف بن خدة كلية الحقوق ‪ ، 2014-2013،‬ص‪.39‬‬

‫‪51‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تكلفـة هـذا التدخل‪ ،‬وتقارنها مع تكلفة األضرار التي قد تحدث‪ ،‬مما يعني أن الدولـة‬
‫باتخاذهـا التدابير الوقائية‪ ،‬يتوقف علـى قيمـة تكلفـة هـذه التـدابير‪ ،‬ودرجـة خطـورة‬
‫الضـرر الواجـب منـع حدوثه‪ ،‬أي أن ذلك مشروط بقيمة البيئة المهددة‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الهيئات المحلية المكلفة بتطبيق المبادئ البيئية‬

‫تسهر الهيئات المحلية على حماية محيط اإلنسان من أخطار التي تهدده ومن‬
‫بينها حماية من التلوث‪ ،‬وذلك عن طريق استخدامها لبعض المبادئ البيئية التي‬
‫تساهم في الحفاظ على البيئة‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬الوالية‬

‫تعتبر الوالية في التنظيم اإلداري الجزائري الجماعة اإلقليمية للدولة‪ ،‬كونها تتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية والذمة المالية المستقلة لنص المادة األولى من القانون ‪07-12‬‬
‫فهي جزء ال يتج أز من الدولة وتابعة لها‪ ،‬بالرغم من وجود الالمركزية اإلدارية التي‬
‫تعتبر أسلوبا من أساليب التنظيم اإلداري‪ ،‬التي تعني توزيع الوظيفة اإلدارية بين‬
‫الحكومة المركزية في العاصمة وهيئات محلية أو مصلحية مستقلة‪.2‬‬

‫خول المشرع الجزائري للوالية عدة صالحيات في مجال حماية البيئة ضمن‬
‫قانون الوالية ‪ 12-07‬فمنح اختصاصات لهيئة الوالية المتمثلة في المجلس الشعبي‬
‫الوالئي‪ ،‬األمر الذي يدل على مكانة السلطة الشعبية في تسيير شؤون اإلقليم‬
‫الخاص بالوالية‪.3‬‬

‫ويمارس المجلس صالحياته المتمثلة في المداوالت التي يتناقش فيها بشأن‬


‫حماية البيئة وهو ما أملته المادة ‪ 77‬هذه المجاالت تشمل الصحة العمومية‪،‬‬
‫وحماية الطفولة السياحة اإلعالم االتصال السكن والتعمير وتهيئة إقليم الوالية‬
‫وحماية البيئة‪.‬‬

‫‪Nicolas DE SADELLER , les principes pollueur _ payeur ,p125.1‬‬


‫‪ 2‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ 2‬الجزائر‪2007 ،‬م ‪ ،‬ص‪.170‬‬
‫‪ 3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.188‬‬

‫‪52‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وتأكد المادة ‪ 81‬من قانون الوالية ‪ 07-12‬على إنشاء بنك معلومات على‬
‫مستوى كل والية يجمع كل الدراسات والمعلومات واإلحصائيات االقتصادية‬
‫واالجتماعية والبيئية المتعلقة بالوالية كما تصدر الوالية جدوال سنويا يبين النتائج‬
‫المحصل عليها في القطاعات ومعدالت نمو كل قطاع‪ ،1‬وهذا ما يبرز تكريس‬
‫الوالية لمبدأ اإلعالم البيئي‪ ،‬إذ أن قانون الجماعات المحلية كرس المبدأ في قانون‬
‫البلدية والوالية حيث تشكل الجماعات المحلية الحلقة األهم في تنفيذ السياسات‬
‫العامة للبيئة على المستوى الوطني‪ ،‬باستخدام الوسائل واإلمكانات المادية والبشرية‬
‫المتاحة‪ ،‬وممارسة صالحياتها المنصوص عليها في القوانين‪ ،‬واالستعانة بشركائها‬
‫في العملية مثل المجتمع المدني بمختلف تشكيالته خصوصا الجمعيات المهتمة‬
‫بقضايا البيئة‪.2‬‬

‫وقد اعترف المشرع الجزائري أيضا بحق المواطنين في المساهمة في الحفاظ‬


‫على البيئة في المرسوم رقم ‪ 145-07‬المتعلق بتحديد مجال تطبيق ومحتوى‬
‫وكيفيات المصادقة على دراسة وموجز التأثير على البيئة‪ ،‬حيث يشير إلى وجوب‬
‫قيام الوالي بإعالم المواطنين بموجب قرار عن فتح تحقيق عمومي لدعوة األشخاص‬
‫الطبيعية والمعنوية إلبداء مالحظاتهم وانتقاداتهم حول المشاريع المزمع انجازها وفي‬
‫أثارها المتوقعة على البيئة‪.3‬‬

‫كما يمارس المجلس الشعبي الوالئي حسب المادة ‪ 84‬مهام توسيع األراضي‬
‫الفالحية والتهيئة والتجهيز الريفي‪ ،‬حيث يبادر بكل خدمة تهدف للوقاية من الكوارث‬
‫واآلفات الطبيعية‪ ،‬بحيث يحارب مخاطر الفيضانات والجفاف‪ ،‬وتبرز تطبيقات مبدأ‬
‫الوقاية في الكوارث واآلفات الطبيعية من خالل قانون رقم ‪ 29-90‬الذي يتجسد‬
‫مبدأ الوقاية من خالل منع البناء منعا خاصة في مناطق الصدع الزلزالي‪ ،‬ومناطق‬

‫‪ 1‬قبيلي سامعة‪ ،‬دور الجماعات المحلية في حماية البيئة في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬تخصص‪ :‬إدارة ومالية‪ ،2015/2014 ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪ 2‬بن مهرة نسيمة‪ ،‬اإلعالم البيئي ودوره في المحافظة على البيئة ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستر في العلوم‬
‫القانونية واإلدارية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2013/2012 ، 01‬ص ‪.48‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 145/07‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ذات الخطر الجيولوجي‪ ،‬واألراضي المعرضة للفيضانات‪ ،‬ومجاري األودية‬


‫والمناطق الواقعة أسفل السدود‪.1‬‬

‫ليأتي بعد ذلك القانون رقم ‪ 20 -04‬الذي أحدث مخططا عاما للوقاية من‬
‫الخطر‪ ،‬حيث يحدد هذا المخطط مجموع القواعد واإلجراءات الرامية إلى التقليل من‬
‫حدة القابلية لإلصابة إزاء الخطر المعني‪ ،‬والوقاية من اآلثار المترتبة عليه‪ ،‬كما‬
‫يحدد كل مخطط المناطق المثقلة باجتناب عدم البناء عليها بسبب الخطر الكبير‪،‬‬
‫وكذا التدابير المطبقة على البناءات الموجودة بها قبل صدور القانون رقم ‪،20-04‬‬
‫في المخطط الوطني لتهيئة اإلقليم ‪ ،SNAT‬كما أضاف ذات القانون‬ ‫ويدمج‬
‫ترتيبين تكميليين لضمان وقاية أوسع‪ ،‬أولهما إلزامية التأمين من الكوارث الطبيعية‬
‫وإدراجها ضمن مخطط الوقاية من الخطر الكبير بموجب األمر رقم ‪ 12-03‬يتعلق‬
‫بإلزامية التأمين على الكوارث الطبيعية وبتعويض الضحايا‪ ،‬ثانيهما تنفيذ إجراء نزع‬
‫الملكية من أجل المنفعة العامة عندما يشكل خطر الكبير جسيم ودائم تهديدا على‬
‫األشخاص والممتلكات الواقعة في منطقة معرضة ألخطار كبرى‪.2‬‬

‫أما المرسوم التنفيذي رقم ‪ 19-15‬المحدد لكيفيات تحضير عقود التعمير‪،‬‬


‫وتسليمها‪ ،‬المعدل والمتمم‪ ،‬فاشترط على كل طالب لعقد من عقود التعمير كشهادة‬
‫التعمير‪ ،‬أال يكون البناء المراد تشييده واقعا في منطقة معرضة للخطر الكبير تحت‬
‫طائلة عدم تسليم الشهادة‪.3‬‬

‫وقد أنيط الوالية أيضا بأدوار اخرى‪:‬‬

‫أ‪ -‬كتسليم الرخص المنصوص عليها قانونا على المستوى المحلي‪.‬‬

‫ب‪ -‬اقتراح التدابير الرامية إلى تحسين الترتيبات التشريعية والتنظيمية التي‬
‫لها صلة بحماية البيئة‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 19‬من القانون رقم ‪ 20-04‬سابق الذكر‪.‬‬


‫‪ 2‬توبة علجي‪ ،‬الوقاية من أخطار الكوارث الطبيعية على ضوء مبادئ قانون حماية البيئة‪ ،‬مجلة الدراسات‬
‫القانونية‪ ،‬المجلد‪ ،7‬العدد ‪ ،2‬جامعة يحي فارس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جوان ‪ ،2021‬ص‪.149‬‬
‫‪ 3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.150 ،149‬‬

‫‪54‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ت‪ -‬كما تتخذ اإلجراءات التي ترمي للوقاية من كل أشكال تدهور البيئة‬
‫ومكافحة التلوث والتصحر وانجراف التربة والحفاظ على التنوع البيولوجي وتنميته‬
‫وصيانة الثروات الصيدية‪ ،‬وترقية المساحات الخضراء‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬البلدية‬

‫تعرف البلدية في نص المادة األولى من القانون البلدي الجديد ‪ 10-11‬بأنها‬


‫"الجماعة اإلقليمية القاعدية للدولة وتتمتع بالشخصية المعنوية والذمة المالية‬
‫المستقلة وتحدث بموجب القانون"‪ ،‬وهي الجماعة اإلقليمية القاعدية لالمركزية‬
‫اإلدارية للدولة واإلطار المؤسساتي لمشاركة المواطنين في التسيير‪ ،‬وبالتالي أضافت‬
‫المادة اعتبار البلدية المكان الذي تمارس فيه المواطنة الحقيقية عن طريق مشاركة‬
‫المواطنين في تسيير الشؤون العمومية للدولة في اإلطار اإلقليمي والجغرافي للبلدية‬
‫وتمارس الديمقراطية المحلية‪.1‬‬

‫تتكون البلدية من هيئتان هما رئيس المجلس الشعبي البلدي والمجلس الشعبي‬
‫البلدي لنص المادة ‪ 15‬من القانون البلدي ‪ ،10-11‬ويعتبر المجلس الشعبي‬
‫البلدي هيئة مداوالت و رئيس المجلس الهيئة التنفيذية ويساعده نوابه في ذلك لتلبية‬
‫احتياجات المواطنين في شتى المجاالت‪ .‬وعلى الرئيس اإلقامة بمقر البلدية بصفة‬
‫دائمة وفي الحاالت االستثنائية يمكن للوالي الترخيص بغير ذلك‪ ،‬ويتفرغ الرئيس‬
‫ألداء مهامه ليكون أقرب إلى انشغاالت وكل متطلبات المواطنين ويمارس سلطته‬
‫على إدارة البلدية‪.2‬‬

‫ألزم القانون ‪ 10-03‬المتعلق بحماية البيئة رئيس المجلس الشعبي البلدي‬


‫بمنح رخصة استغالل المنشأة المصنفة من الدرجة الثالثة والتي جاء المرسوم‬
‫التنفيذي ‪ 198-06‬الذي يضبط التنظيم المطبق على المنشآت المصنفة ويحدد‬
‫قائمتها ليبين إجراءات منحها ‪ .‬أملت المادة الرابعة من المرسوم التنفيذي ‪198-06‬‬

‫‪ 1‬القانون ‪ 10-11‬المؤرخ في ‪ 20‬رجب ‪ 1432‬الموافق ل ‪ 22‬يوليو ‪ 2011‬يتعلق بالبلدية‪ ،‬ج ر عدد ‪37‬‬
‫الصادرة في ‪ - 1-2. 22‬المواد‪07-2011 ،‬‬
‫‪ 2‬المواد ‪ 125 ، 63 ، 15‬من القانون ‪، 10-11‬المصدر نفسه‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الذي يضبط التنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة أن الفئة الثالثة تتضمن على‬
‫ا ألقل على منشأة خاضعة لنظام الترخيص لرئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬وبالتالي‬
‫يخضع هذا االختصاص لنفس اإلجراءات التي تتخذ من الوالي عند منحه رخصة‬
‫استغالل المؤسسة المصنفة من الدرجة الثانية‪.1‬‬

‫وعليه فإن هذا الترخيص يخضع آلية موجز التأثير على البيئة التي تعتبر آلية‬
‫وقائية جديدة تضمنها تعديل قانون حماية البيئة الجديد‪ ،‬وتخضع إلجراءات موجز‬
‫التأثير‪ ،‬محتواها وشروط ها التي بموجبها نشر موجز و دراسة مدى التأثير ‪ .‬ويمكن‬
‫التفرقة بين دراسة التأثير ودراسة موجز التأثير في طبيعة األشغال المتوقعة ودرجة‬
‫خطورتها وتأثيرها على البيئة‪ ،‬فالمشاريع أقل خطورة والتي تخضع لترخيص من‬
‫رئيس البلدية تخضع لموجز التأثير وهي أق من صرامة دراسة مدى التأثير‪ ،‬ويكون‬
‫تجديد الترخيص في حالة وقوع تعديل في المؤسسة المصنفة ب هدف تحويل‬
‫نشاطها أو تغيير في المنهج أو تحويل المعدات أو توسيع النشاطات‪ ،‬يلزم المستغل‬
‫في هذه الحالة بتقديم طلب جديد للحصول على رخصة استغالل المؤسسة‬
‫المصنفة‪.2‬‬

‫كما يجد الحق في اإلعالم أو اإلطالع أساسه أيضا في قانون البلدية الذي‬
‫ألزم القيام بعملية النشر لإلعالم عن المداوالت و االجتماعات عند مدخل قاعة‬
‫المداوالت ‪ ،‬وذلك قبل انعقادها و يتم نشرها خالل ‪ 08‬أيام التي تلي انعقادها ‪،‬‬
‫ويحق لكل شخص االطالع على مداوالت المجلس الشعبي البلدي و الق اررات التي‬
‫يصدرها‪.‬‬

‫ومن تطبيقات الحق في اإلعالم الواردة في القوانين المتعلقة بالبيئة ما نصت‬


‫عليه المادة ‪ 13‬فقرة المرسوم التنفيذي رقم ‪ 339-98‬المؤرخ في ‪ 03‬نوفمبر‬
‫‪ 1998‬الذي يضبط التنظيم الذي يطبق على المنشآت المصنفة و يحدد قائمتها‬
‫حيث نصت على أنه يمكن ألي شخص طبعيي أو معنوي أن يطلع في الوالية أو‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 19‬من القانون ‪ ،10-03‬السابق الذكر‪.‬‬


‫‪ 2‬وناس يحيى‪ ،‬اآلليات القانونية لحماية البيئة في الجزائر‪ ،‬رسالة دكتوراه في القانون العام‪ ،‬جامعة أبو بكر‬
‫بلقايد ‪ ،‬تلمسان ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2007 ،‬ص ‪185‬‬

‫‪56‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫البلدية حسب الحالة ‪ ،‬على مذكرة إجابة صاحب طلب المنشأة المصنفة و كذا على‬
‫استنتاجات‪ .‬المندوب المحقق المعلل عند اية التحقيق غير أن المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 198-06‬لم ينص على ذلك‪ ،‬ويتعين فقط حسب المادة ‪ 74‬على بائع أرض‬
‫استغلت أو تستغل فيها منشأة خاضعة للترخيص‪ ،‬إعالم المشتري كتابيا بكل‬
‫المعلومات المتعلقة باألخطار‪ ،‬واالنعكاسات الناجمة عن هذا االستغالل سواء تعلق‬
‫األمر باألرض أو المنشأة‪.1‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تكريس التشريعي والقضائي للمبادئ البيئية وإدماجها في‬


‫القانون والقضاء‬

‫المطلب األول‪ :‬تكريس التشريعي والقضائي للمبادئ البيئية‬

‫الفرع األول‪ :‬التكريس التشريعي للمبادئ البيئية‬

‫حق المشاركة في تسيير وحماية البيئة في القانون الدولي أولت االتفاقيات الدولية‬
‫البيئية مكانة خاصة لألفراد والمجتمع المدني للمشاركة في حماية البيئة‪ ،‬إذ نصت‬
‫ندوة األمم المتحدة للبيئة المنعقدة بستوكهولم سنة ‪ 1972‬وتطوير التربية واالعالم‬
‫البيئيين مسؤولية كل إنسان في المحافظة على البيئة‪.‬‬

‫وحث إعالن قمة األرض المنعقدة بريو ديجانيرو عام ‪ 1992‬الدول على ضمان‬
‫حق المشاركة والحق في اإلعالم واإلطالع وتشجيعه‪.‬‬

‫ونص الميثاق الدولي للطبيعة على ‪ 3‬حق المشاركة والطعن في الق اررات التي تهم‬
‫حماية البيئة ‪.2‬‬

‫حق المشاركة في رعاية البيئة ضمن القانون الداخلي يهدف التحقيق العمومي‬
‫إلى إخضاع العملية المتوقعة إلى امتحان عمومي‪ ،‬من أجل تحقيق الديمقراطية‬

‫‪ 1‬المرجع نقسه‪ ،‬ص ‪.200‬‬


‫‪ 2‬بن يعيش أحمد‪ ،‬طالب علي الزهراء‪ ،‬الوسائل القانونية لحماية البيئة في التشريع الج ازئري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماستر في القانون الجنائي‪ ،‬المركز الجامعي امين العقال الحاج موسى أق أخموك‪ ،‬تمنراست‪8400/8408 ،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪.48‬‬

‫‪57‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اإلدارية‪ ،‬ويعتبر موضوع تهيئة المجال من بين المواضيع المفضلة ‪ ،‬كالمشاركة في‬
‫إعداد وثائق إلشراك المواطنين والجمعيات في اتخاذ الق اررات المتعلقة بها التهيئة‬
‫والتعمير‪ ،‬و من أجل تفعيل شراكة كل األطراف المعنية في تصور واقتراح التدابير‬
‫واإلجراءات االحتياطية المالئمة‪ ،‬يتم دعوة الغير أو كل شخص طبيعي أو معنوي‬
‫إلبداء الرأي في المشروع المزمع إنجازه وفي اآلثار المتوقعة على البيئة‪ ،1‬بقرار فتح‬
‫تحقيق عمومي بعد الفحص األولي وقبول دراسة وموجز التأثير‪ .‬ويشمل قرار إشهار‬
‫التحقيق العمومي‪ ،‬موضوع التحقيق العمومي بالتفصيل‪ ،‬ومدة التحقيق التي يجب‬
‫أال تتجاوز شه ار واحدا ابتداء من تاريخ التعليق‪ ،‬واألوقات واألماكن التي يمكن‬
‫ومؤشر عليه مفتوح لهذا‬ ‫للجمهور أن يبدي مالحظاته فيها على سجل مرقم‬
‫الغرض‪ ،‬ترسل الطلبات المحتملة لفحص دراسة وموجز التأثير إلى الوالي المختص‬
‫إقليميا‪ ،‬ويدعو الوالي الشخص المعني إلى اإلطالع على دراسة وموجز التأثير في‬
‫مكان يعينه له ويمنحه مدة خمسة عشر ‪ 15‬يوما إلبداء آرائه ومالحظاته‪ ،2‬يقوم‬
‫الوالي بتعيين محافظ محقق لتعليق ونشر و تسجيل ما قد يصله من آراء ورغبات‬
‫وتظلمات كتابية أو شفوية تنصب على األشغال أو أعمال التهيئة و دراسة وموجز‬
‫التأثير للمنشآت المزمع القيام بها ‪.‬ويحرر المحافظ المحقق عند نهاية مهمته‪،‬‬
‫محض ار يبين فيه تفاصيل تحقيقاته والمعلومات التكميلية التي جمعها ‪.‬وتندرج‬
‫نتائج التحقيق العمومي ‪5‬ضمن الوثائق الالزمة الستكمال ملف طلب الترخيص‬
‫إلنشاء مؤسسة مصنفة ‪.‬يعتري نظام التحقيق العمومي مجموعة من النقائص‪ ،‬إذ‬
‫يوصف بأنه إجراء ‪ ،‬أو عدم مالئمة الزمن المتطلب إلجراء التحقيق متأخر‪ ،‬أو‬
‫القيمة القانونية لهذه المالحظات‪.3‬‬

‫كما تساهم جمعيات حماية البيئة بإبداء الرأي والمشاركة في عمل الهيئات‬
‫العمومية وفق ما ينص عليه التشريع ‪ ،‬إال أن صور عضويتها ضمن الهيئات‬

‫‪ 1‬محمد خالد جمال رستم‪ ،‬التنظيم القانوني للبيئة في العالم‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫بيروت‪،8440‬ص‪.80‬‬
‫‪ ) 2‬بالخير انتصار‪ ،‬االطار المفاهيمي لحماية البيئة‪ ،‬كتاب اعمال ملتقى‪ :‬اليات حماية البيئة‪ ،‬الجزائر‬
‫العاصمة‪،8409/08/84،‬مركز الجيل للبحث العلمي‪ ،‬لبنان‪ ،‬طرابلس‪ ،‬ص ‪18‬‬
‫‪ 3‬بن يعيش احمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪50‬‬

‫‪58‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المشرفة على حماية البيئة ال يزال ضعيف جدا‪ ،‬إذ تنحصر عضوية الجمعيات‬
‫البيئية في اللجنة القانونية و االقتصادية للمجلس األعلى للتنمية المستدامة ‪.‬كما‬
‫حدد المشرع حاالت حصرية لعضوية الجمعيات البيئية في بعض المؤسسات ذات‬
‫الطابع الصناعي والتجاري‪ ،‬منها المؤسسة الجزائرية للمياه‪ ،‬و الديوان الوطني‬
‫‪.‬تعتبر مشاركة الجمعيات البيئية في هذه المؤسسات ذات الطابع‬ ‫للتطهير‬
‫الصناعي والتجاري‪ ،‬شكال غريبا وغير مألوف‪ ،‬اال أن ذلك يعد مطلبا نادى به الفقه‬
‫الذي يعتبر بأن المؤسسات االقتصادية ال زالت إلى حد اآلن تستحوذ على استغالل‬
‫أو استعمال األمالك البيئية المشتركة؛ كالمياه والهواء‪ ،‬وتتصرف فيها كما لو كانت‬
‫هي المستعمل أو المالك الوحيد لهذه العناصر البيئية‪ .‬هذه الوضعية جعلت من‬
‫المستعملين اآلخرين لهذه األمالك البيئية في موقع ضعف‪ ،‬ألنهم ال يملكون أي‬
‫صيغة قانونية للتفاوض أو مشاركة هذه المؤسسات في اتخاذ الق اررات التي تهم‬
‫العناصر البيئية المشتركة‪ ،‬لذلك فإن هذه الصيغة مشاركة ممثلي الجمعيات في‬
‫المؤسسات ذات الطابع الصناعي والتجاري‪ -‬رغم حداثتها تبقى تشكل حلقة جديدة‬
‫في تحديد العالقة بين أصحاب المشروعات التي لها انعكاسات سلبية على البيئة‬
‫ومستعملي هذه العناصر الطبيعية ‪.‬وال يمكن أن تكون هذه المشاركة نوعية إال إذا‬
‫تحصلت األطراف المشاركة على المعلومات الكافية‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التكريس القضائي للمبادئ البيئية‬

‫لقد منح القانون لکل مواطن جزائري أو جمعية معتمدة أو أي شخص معنوي‬
‫الحق في الحصول على معلومات حول البيئة التي يعيش فيها وکل ما يحيط بها‬
‫کما من واجبه أيضا في المقابل التبليغ عن أي خطر قد يضر بها ويؤثر على‬
‫صحة األفراد أو النبات أو الحيوان على حد السواء‪.‬‬
‫کما يالحظ من إستقراء األحکام المنصوص عليها في قانون حماية البيئة‬
‫والتنمية المستدامة أن المشرع حدد المجاالت التي تتطلب التدخل أمام القضاء‬
‫للمطالبة بالحماية المدنية بصفة فردية أو جماعية بتفويض الجمعيات سواء بدعوى‬

‫‪ 1‬دربال محمد‪ ،‬محي الدين عبد المجيد‪ ،‬الحماية القانونية للبيئة في الجزائر‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة جياللي‬
‫اليابس‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬سيدي بلعباس‪ ،8408/8400 ،‬ملخص مستخرج من موقع الجامعة ص ‪.80‬‬

‫‪59‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مدنية مباشرة أمام القضاء العادي أو متصلة بالدعوى العمومية بالتنصيب کطرف‬
‫مدني أمام القضاء الجزائي‪ .‬وفي هذا الصدد منع القانون أي مساس بالتنوع‬
‫البيولوجي إذ حث على الحفاظ على الفصائل الحيوانية والنباتية وجرم أي تخريب‬
‫بوسط خاص بها أو أي عمل من شانه تدهوره أو تعکيره‪.‬‬
‫وکذا إحداث أي تلوث جوي بإدخال أي مواد بصفة مباشرة أو غير مباشرة يتم‬
‫بموجبها تشکيل الخطر يمس الصحة البشرية‪ ،‬يؤثر على التغيرات المناخية أو‬
‫طبقات األوزون‪ ،‬يهدد األمن العمومي‪ ،‬يزعج السکان‪ ،‬يفرز روائح کريهة‪ ،‬يضر‬
‫باإلنتاج الزراعي بتشويه النباتات‪ ،‬المساس بطابع المواقع وإتالف ممتلکات المادية‪.‬‬
‫على هذا األساس أخضع القانون عمليات البناء لعمارات أو مؤسسات إلى احترام‬
‫مقتضيات حماية البيئة وتفادي إحداث ثلوت جوي‪ ،‬ومن ثم على المتسبب في‬
‫انبعاث مواد تلوث الجو وتشکل تهديد لألشخاص والبيئة القيام باتخاذ التدابير‬
‫الالزمة إلزالتها أو تقليصها‪ .‬کما يستوجب على الوحدات الصناعية الکف عن‬
‫استعمال مواد تضر بطبقة األزون‪.1‬‬
‫وتجدر المالحظة أن التشريع الجزائري وفر الحماية للمياه العذبة بمنع صب أو‬
‫طرح المياه المستعملة أو رمي النفايات أي کانت طبيعتها إلعادة تزويد طبقات‬
‫المياه الجوفية‪ .‬وفي هذا الصدد منع أي صب بمياه البحر أو غمر أو ترميد لمواد‬
‫من شانها اإلضرار بالصحة العمومية واألنظمة البيئية البحرية أو تلک التي تعرقل‬
‫األنشطة البحرية من مالحة وصيد بحري فتقلل من القيمة الترفيهية والجمالية‬
‫للبحار والمناطق الساحلية ‪.‬‬
‫غير أنه يجوز لوزير البيئة بعد إجراء تحقيق عمومي اقتراح تنظيمات وتراخيص‬
‫بالصب أو الغمر أو الترميد ضمن شروط تسمح بعدم إحداث ضرر وحدوث خطر‬
‫وال تطبق إال في حاالت القوة القاهرة الناجمة عن تقلبات جوية أو عندما تتعرض‬
‫للخطر حياة البشر أو السفن أو الطائرة‪ .‬فکل عمليات شحن للمواد والنفايات تشترط‬
‫ترخيص من وزير البيئة وتسمى تراخيص غمر‪ .‬بينما في حالة وقوع عطب أو‬
‫حادث في المياه الخاضعة للفضاء الجزائري لکل سفينة أو طائرة أو آلية أو قاعدة‬

‫‪ 1‬محمد خالد جمال رستم‪ ،‬التنظيم القانوني للبيئة في العالم‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫بيروت‪ ،8440‬ص‪.80‬‬

‫‪60‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫عائمة تنقل أو تحمل مواد ضارة أو خطيرة أو محروقات من شأنها إن تشکل خطر‬
‫کبير ال يمکن دفعه يشکل خطر للساحل أو منافع مرتبطة به يعذر صاحب‬
‫السفينة أو الطائرة باتخاذ التدابير لوضع حد لهذه األخطار وإذا لم يأخذ بعين‬
‫االعتبار بهذا االعذار تتولى السلطات المختصة تنفيذ التدابير على نفقة مالک‪.‬‬
‫کما يجب على ربان السفينة إخطار السلطات عن حوادث تضر بالبيئة البحرية من‬
‫تلويث أو إفساد وسط بحري ومياه وسواحل وطنية ‪ ،‬أما المحروقات فيکون ربان‬
‫السفينة مسؤول عن أضرار ناجمة عن تلوث وفق شروط محددة في اتفاقية دولية‬
‫حول مسؤولية مدنية عن أضرار ناجمة عن محروقات‪.‬‬
‫وفي نفس المطاف اهتم أيضا بحماية األرض وباطنها إذ تخضع عمليات‬
‫استغالل باطن األرض لمبدأ العقالنية ‪ ،‬فالبد حمايتها من التصحر واالنجراف‪.‬‬
‫وضرورة توافر شروط استخدام األسمدة والمواد الکيماوية في األشغال الفالحية‪ ،‬مع‬
‫ضمان المحافظة على التنوع البيولوجي في األوساط الصحراوية والنظام‬
‫االيکولوجي‪.1‬‬
‫ولم يهمل المشرع الجزائري اإلطار المعيشي للمواطن الجزائري بحماية البيئة أثناء‬
‫القيام بأعمال العمران‪ ،‬الحفاظ على الغابات الصغيرة‪ ،‬الحدائق العمومية‪،‬‬
‫المساحات الترفيهية وکل مساحة ذات منفعة عامة تساهم في تحسين مستوى‬
‫معيشي لإلنسان‪ ،‬کما أکد على حماية األشخاص والبيئة من أضرار المواد‬
‫الکيماوية وأضرار السمعية‪.‬‬
‫‪ -2‬الحماية الجزائية للبيئة في القانون الجزائري ‪:‬‬
‫اعتبر المشرع الجزائري اإلخالل بمقتضيات الحماية المنصوص عليها في قانون‬
‫حماية البيئة جرائم قد توصف بمخالفات أو جنح أو جنايات حسب السلوک‬
‫المرتکب وبالنظر للخطر المحقق‪.2‬‬
‫الجرائم الماسة بالتنوع البيولوجي ‪:‬‬

‫‪ 1‬ربحي قويدر‪ ،‬القضاء الدولي البيئي‪ ،‬رسالة دكتو اره في القانون العام‪ ،‬جامعة ابو بكر القايد‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة تلمسان‪.8400/8401،‬ص ‪800‬‬
‫‪ 2‬ابتسام سعيد الملكاوي‪ ،‬جريمة تلويث البيئة )دراسة مقارنة(‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة‬
‫االولى‪،‬االردن‪ ،8442،‬ص‪. 184‬‬

‫‪61‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تتعلق الجرائم الماسة بالتنوع البيولوجي‬


‫* جريمة التخلي بدون ضرورة عن حيوان داجن ‪.‬‬
‫* جريمة التخلي بدون ضرورة عن حيوان أليف ‪.‬‬
‫* جريمة التخلي بدون ضرورة عن حيوان محبوس في العلن ‪.‬‬
‫* جريمة التخلي بدون ضرورة عن حيوان محبوس في الخفاء ‪.‬‬
‫* جريمة إساءة معاملة حيوان داجن ‪.‬‬
‫* جريمة إساءة معاملة حيوان أليف ‪.‬‬
‫* جريمة إساءة معاملة حيوان محبوس في العلن ‪.‬‬
‫* جريمة إساءة معاملة حيوان محبوس في الخفاء ‪.‬‬
‫* جريمة تعرض حيوان داجن لفعل قاس ‪.‬‬
‫* جريمة تعرض حيوان أليف لفعل قاس ‪.‬‬
‫* جريمة تعرض حيوان محبوس في العلن لفعل قاس‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫* جريمة تعرض حيوان محبوس في الخفاء لفعل قاس‪.‬‬
‫إذ قرر المشرع الجزائري عقوبة الحبس مابين عشرة أيام إلى ثالثة أشهر من جهة‬
‫ومن جهة أخرى غرامة مابين خمسة أالف إلى خميسن ألف دج مع ترکه للقاضي‬
‫السلطة في القضاء بالعقوبتين معا ‪ .‬فحسب قانون العقوبات الجزائري تعتبر هذه‬
‫األفعال مخالفات إذا کان الحکم القضائي يتضمن عقوبات الحبس فقط وتعد جنح‬
‫إذا قضى بعقوبات الغرامة‪ .‬وفي حالة العود تتضاعف العقوبات‪.‬‬
‫کما يتابع الشخص الذي خالف نص المادة ‪ 40‬من القانون رقم ‪ 10-03‬أي‬
‫الشخص الذي ارتکب األفعال التالية‪:‬‬
‫* إتالف البيض و أعشاش وسلبها وتشويه الحيوانات من هذه الفصائل‪.‬‬
‫* إتالف النبات من هذه الفصائل أو قطعه أو استئصاله في دورته البيولوجية‬
‫لبيعه‪.2‬‬

‫‪ 1‬ابتسام سعيد الملكاوي‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬


‫‪ 2‬كريمة عبد الرحيم الطائي‪ ،‬حسين علي الدريدي‪ ،‬المسؤولية الدولية عن االضرار البيئية أثناء النزاعات‬
‫المسلحة‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬االردن‪ ،8442 ،‬ص ‪. 10 9‬‬

‫‪62‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫* تخريب الوسط الخاص بفصائل الحيوانات أو تدميره أو تعکيره‪.‬‬


‫* تخريب الوسط الخاص النباتات أو تدميره أو تعکيره‪.‬‬
‫* ومن ثم يعاقب بغرامة مالية تقدر مابين عشرة آالف دج إلى مئة ألف دج‪.‬‬
‫کما يجدر القول أن المشرع أضاف سلوکات أخرى يالحق بموجبها المخالف في‬
‫نص المادة ‪ 82‬ذاتها وبالعقوبات نفسها تتمثل في‪:‬‬
‫* استغالل بدون ترخيص مؤسسة لتربية الحيوانات غير اليفة لبيعها اوضمان‬
‫عبورها‪.‬‬
‫* حيازة حيوانات اليفة او متوحشة اوداجنة بدون احترام قواعد مراعاة حقوق الغير‬
‫ومستلزمات الصحة واالمن والنظافة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إدماج المبادئ البيئية في القانون والقضاء‬

‫الفرع األول‪ :‬إدماج المبادئ البيئية في القانون‬

‫في البداية نحاول ذكر التدابير واإلجراءات الوطنية إن كانت قليلة ‪ ،‬والتي‬
‫تحسب لصالح الجزائر‪:‬‬

‫‪ -‬محاولة الدولة الجزائرية بناء إستراتيجية تنموية تعمل على المزيد من‬
‫االعتبار للمعطيات البيئية في توطين المشاريع الصناعية بالدولة مستقبال‪ ،‬أي‬
‫العمرن‬
‫ا‬ ‫وضع ضوابط إلنشاء المصانع أو تخصيص مناطق صناعية بعيدة عن‬
‫البشري‪.‬‬

‫مجال التلوث المائي ‪:‬تتعلق األعمال الجارية بإعادة تأهيل شبكات التمويل بالماء‬
‫الصالح للشرب وشبكات التطهير‪ ،‬بإعادة تأهيل شبكات ‪ 04‬مدن يفوق عدد سكانها‬
‫ضرئب خاصة‬
‫ا‬ ‫‪ 8‬مليون نسمة‪ ،‬وتأهيل واعادة النظام التعريفي للماء‪ ،‬وتأسيس‬
‫بنوعية ‪ 80‬محطة لتصفية الماء‪ ،‬واالقتصاد فيه ويقدر البرنامج الذي شرعت في‬

‫‪63‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ت نفيذه و ازرة الموارد البشرية و المتعلق بتجديد وتوسيع منشآت التموين بالماء بمبلغ‬
‫‪ 094‬مليون دينار‪.1‬‬

‫* مجال التلوث الجوي‪ :‬وقد اتخذت عدة ا‬


‫إجرءات أهمها اختيار أنواع الوقود تكون‬
‫خالية وهي ومخلفاتها من الملوثات بنزين خالي من الرصاص والتحول إلى مصادر‬
‫جديدة للطاقة كالكهرباء أو الطاقة الشمسية‪ ،‬وفي المدة األخيرة خصصت مصانع‬
‫االسمنت استثمارات جديدة لتجديد أو إقامة تجهيزات مضادة للتلوث‪ ،‬فقد استثمرت‬
‫الجزئر‬
‫ا‬ ‫الغازت المحروقة‪ ،‬وتنفذ‬
‫ا‬ ‫سونا طراك ‪ 898‬مليون دوالر للتقليل من تلوث‬
‫برنامجا واسعا مخصصا لحماية الجو إعداد برنامج وطني لحماية طبقة األوزون‪،‬‬
‫نجاز حوالي ‪ 84‬مشروع مخصصة إلزالة المواد التي تسهم في إضعاف طبقة‬
‫االوزون‪.‬‬

‫* في مجال تلوث البحر والمناطق الشاطئية‪ :‬قامت الدولة بشراء معدات كفيلة‬
‫بمكافحة التلوث البترولي وتجهيزات ومواد المخابر‪ ،‬عادة تشغيل محطات تفريغ‬
‫زيوت البواخر وتكوين اإلطار المختصة وتنظيم المرور وا في الموانئ‪ ،‬كما أعدت‬
‫الدولة مخطط للتهيئة الشاطئية‪.2‬‬

‫* مجال الغابات وحماية السهوب‪ :‬العمل قائم إلعادة تهيئة ثالثة ماليين هكتار من‬
‫السهوب واألراضي المعنية باالنجراف‪ ،‬كما هناك عمل جبار تجدر اإلشارة إليه هو‬
‫الصحروي حيث تم رش من ‪ 0044‬هكتار من األراضي‬
‫ا‬ ‫الجرد‬
‫ا‬ ‫عملية مكافحة‬
‫الصحروي في سياق تجربة المبيدات البيولوجية‬
‫ا‬ ‫الجرد‬
‫ا‬ ‫الموبوءة بيرقات‬

‫* مجال التربية والتحسيس البيئي‪ :‬تم إدراج دروس حول البيئة في الطور التعليمي‬
‫األول ‪ ،‬وطبع كتاب مدرسي لمقياس التربية البيئية للطور الثاني‪ ،‬كما نشرت اإلذاعة‬
‫‪.‬أما على المستوى‬ ‫والتلفزيون والصحافة المكتوبة مواضيع وبرامج إيكولوجية‬
‫الدولي‪ :‬فكانت أول خطوة هي ما يسمى بمشروع المحكمة الدولية للبيئة‪ ،‬وقد‬
‫طرحت الفكرة في مؤتمر ريوديجانيرو الذي أنعقد في ‪ 08‬جوان ‪ ، 8408‬حيث تم‬

‫‪ 1‬ابتسام سعيد الملكاوي‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.17، 16‬‬


‫‪ 2‬معلم يوسف‪ ،‬المسؤولية الدولية بدون ضرر‪-‬حالة الضرر البيئي‪ ،-‬رسالة دكتو اره‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬ص‪.08‬‬

‫‪64‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫عرض فكرة إنشاء محكمة دولية قي بداية المؤتمر‪ ،‬إال أن هذه الفكرة لم تتجسد وتم‬
‫سحب المشروع في نهاية المؤتمر من جدول األعمال والوثائق الختامية‪ ،‬وكان نقص‬
‫اإلرادة السياسية سببا في عدم خروج المشروع إلى النور آنذاك ‪.‬ولم تقتصر دعوات‬
‫المطالبة بمحكمة بيئية على الهيئات والمنظمات وتوصيات المؤتمرات‪ ،‬بل إن هذا‬
‫الموضوع أخذ حي از في اآلونة األخيرة‪ ،‬وأصبح مطلب مختلف الفعاليات االجتماعية‬
‫والثقافية والسياسية في مختلف دول العالم‪ ،‬وكمثال عن هذه األصوات المطالبة‪،‬‬
‫التحالف الذي أنشأته منظمات دولية خاصة والمسمى) التحالف إلنشاء محكمة‬
‫دولية بيئية‪ ،‬حيث يهدف هذا التحالف إلنشاء محكمة بيئية تهتم باألمور البيئية‪،‬‬
‫وتعمل على تعزيز وتطوير القانون البيئي وتنفيذه على المستوى الدولي‪ ،‬ويركز هذا‬
‫التحالف على المشاكل البيئية ذات الطابع العالمي و آثارها على جميع الدول‪،‬‬
‫ويأمل أن ينجح كما نجح التحالف المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية ‪.‬باإلضافة إلى‬
‫هذه الخطوة الجبارة‪ ،‬اتخذ المجتمع الدولي تدابير و إجراءات أخرى في سبيل حماية‬
‫البيئة نذكر منها ‪.1‬‬

‫بالرغم من التطور الحاصل للمسؤولية المدنية في المجال البيئي‪ ،‬سواء فيما‬


‫يتعلق باألساس الذي تعتمد عليه أو من ناحية تحديد المسؤول عن الضرر‪ ،‬أو‬
‫بالنسبة لحدود هذه المسؤولية‪ ،‬خاصة لما يتعلق األمر بالمسؤولية البيئية الحديثة‬
‫فهي محدودة بحدود قصوى ال تتجاوزها مهما كان قدر الضرر) السيما في‬
‫األضرار البيئية النووية إال أن حماية المضرور والتأكيد على حقه في التعويض‪،‬‬
‫أدى إلى خلق وسائل جديدة لتغطية المسؤولية‪ ،‬تمثلت في النظم الحديثة في‬
‫التعويض وعلى رأسها التامين بأشكاله المختلفة‪،‬خاصة التأمين من المسؤولية عن‬
‫األضرار البيئية و الذي بالرغم من الصعوبات الفنية والقانونية التي واجهته إال أنه‬
‫ساهم بقدر كبير في تحقيق الهدف المطلوب وهو ضمان المسؤولية المدنية والتي‬
‫أصبح التأمين عليها إجباريا في جل النشاطات الخطيرة والغير خطيرة‪ ،‬وبجانب‬
‫نظام التأمين فقد استحدثت آليات وتقنيات مكملة في أهدافها لقواعد المسؤولية‬
‫المدنية عن األضرار البيئية وتمثلت في صناديق التعويضات الخاصة بتغطية‬

‫‪ 1‬معاش سارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.93‬‬

‫‪65‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫األضرار الكارثية و المفاجئة والتي تعجز المسؤولية المدنية عن تعويضه‪ ،‬لكن يبقى‬
‫على الدول ضرورة سن تشريعات تعزز دور هذه الصناديق خاصة في حالة عدم‬
‫تحديد المسؤول‪ ،‬أو في حالة إعساره‪ ،‬أو عندما تتوفر حاالت اإلعفاء‪.1‬‬

‫‪ -‬أسهمت المنظمات الدولية من خالل دعم المؤسسات الوطنية العالمية في‬


‫التوعية البيئية بما يلزمها من خبرات وتمويل للعمل على الحد من التدهور البيئي و‬
‫حماية التنوع الحيوي من مواد التي تسهم في ظاهرة تآكل طبقة االوزون‪ ،‬كما تسهم‬
‫منظمات عديدة كاألمم المتحدة واليونسكو ومنظمة الصحة ووكالة الواليات المتحدة‬
‫لإلنماء والوكالة األلمانية للتعاون الفني وعيرها من المنظمات العالمية في الجهود‬
‫الرامية إلى بث الوعي البيئي‪ ) ،‬والعمل على حماية البيئة والحد مما تتعرض له من‬
‫كوارث وملوثات)‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إدماج المبادئ البيئية في الجانب القضائي‬

‫بالنظر الى طبيعة الجريمة البيئية فلقد خولت القوانين الخاصة لبعض الجهات‬
‫تحريك الدعوى العمومية وذلك بجانب الشرطة القضائية‪ ،‬اذ نجد أن كل التشريعات‬
‫البيئية حددت األشخاص المؤهلين لمعاينة االنتهكات الصارخة ألحكامها‪ ،‬والذي‬
‫يمارسون مهامهم جنبا الى جنب مع الشرطة القضائية‪ ،‬هذا منوط بكل واحد منهم‬
‫وفي مجال تخصصهم المحددة دستوريا‪ ،‬من أجل الحد من جرائم األضرار البيئية‪،‬‬
‫والتي نجد أن العقوبات المنوطة بها مبعثرة‪ ،‬وهناك من الفقهاء من ذهب الى أن‬
‫المشكل فيما تعلق بطبيعة الجريمة البيئية‪ ،‬يرجع الى عدم مالئمة استخدام القانون‬
‫الجنائي الجزائي‪ ،‬كأداة لتقرير حماية البيئة على أساس أن هذا القانون يواجه السلوك‬
‫الفردي‪ ،‬بينما ينبع االفساد واالعتداء على البيئة نابع من سلوك ‪ ،‬وبتالي يكون‬
‫القضائ الردعي االداري وفقا لهذا الرأي هو األكثر مالئمة ومناسبة لتقرير هذه‬
‫الحماية البيئية‪ ،‬وعلى هذا انتهى الراجح من الرأي واألقوال‪ ،‬الى غير ذلك‪ ،‬مؤكدا‬
‫كل هذا هذا على أساس‪ ،‬أن القانون هو المنوط بتقرير تلك المحافظة والحماية‪،‬‬

‫‪ 1‬محمد خالد جمال رستم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.138‬‬

‫‪66‬‬
‫دور المبادئ البيئية في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وهذا باعتبار القانون الردعي هو األصح‪ ،‬والذي يعطي دو ار وردعا‪ ،‬لما تعلق‬
‫بالمصالح والقيم االجتماعية األساسية‪ ،‬ويواجه في نفس السياق المساس بها مهما‬
‫كان األمر‪ ،‬وهذا مايقتضي االفساد والفساد من قبيل االعتداء على البيئة جريمة‬
‫‪1‬‬
‫يجزمها ويعاقب عليها القانون‪.‬‬

‫حميدة‪ ،‬اختصاص القضاء االداري في مجال المنازاعات البيئية‪ ،‬مجلة البحوث العلمية في التشريعات‪ ،‬المجلد ‪ ،5‬العدد‪،2‬‬ ‫جميلة‬ ‫‪1‬‬

‫البليدة‪ ،‬دت‪ ،‬ص‪.180‬‬

‫‪67‬‬
‫خـــــــــاتــــــــــــــــمة‬

‫خـــــــــــــاتمة‬
‫يتعلق موضوع حماية البيئة بالحفاظ على حق اإلنسان في الحياة‪ ،‬فاإلنسان‬
‫خالل عيشه في الطبيعة هو بحاجة إلى استغالل مواردها لتلبية حاجيته في ظل‬
‫التطور االقتصادي واالجتماعي الكبير الذي أثر سلبا على بيئته‪ ،‬مما يخلق له‬
‫مشاكل صحية‪ ،‬تضر به وتتسبب في فقدان التوازن البيئي للحيوان والنبات‪ ،‬ونتيجة‬
‫لتعرض الوسط الطبيعي الذي يعيش فيه اإلنسان على مشاكل خطيرة أهمها التلوث‬
‫الذي يؤدي إلى اختالل في توازن النظم البيئية‪ ،‬كان لزاما على الدول أن تتخذ‬
‫وتتظافر جهودها لحماية البيئة من خالل اتخاذ إجراءات قد تكون قبلية أو بعدية‬
‫تتاالءم والخطر المتوقع حدوثه‪ ،‬من خالل دراستنا لبحثنا هذا نقترح جملة من‬
‫التوصيات التي تتلخص فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تشجيع األفراد على االشتراك في حماية البيئة وتعزيز مراقبة األعمال‬
‫المخالفة للبيئة وفقا للقانون‪.‬‬
‫‪ ‬األخذ بالجباية البيئية كأهم أداة لردع ملوثي البيئة‪.‬‬
‫‪ ‬توجيه اإلعالم ووسائله الفعالة إلى نشر الوعي وتكثيف برامجه الداعية‬
‫للمحافظة عليها‪ ،‬وإطالع األفراد على مخاطر التلوث‪ ،‬وكذلك زيادة البحوث‬
‫والدوريات المتخصصة والتى تحمل طابع التوجيه واإلرشاد للتعامل مع البيئة‬
‫إلخراج جيل مشبع بالتربية البيئية‪.‬‬
‫‪ ‬التقليل من أنماط االستهالك المفرط وتطوير أساليب إنتاج نظيفة ورفيقة‬
‫بالبيئة بحيث تخلف الحد األدنى من التدهور‪ ،‬وكمثال الطاقة البديلة‪.‬‬
‫‪ ‬ت شجيع جميع البحوث المتعلقة بالمشاكل البيئية وبأساليب المحافظة عليها‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫*أوال‪ :‬قائمة المصادر‪:‬‬


‫القوانين‪:‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 08-90‬المؤرخ في ‪ 07‬أفريل ‪ ،1990‬متعلق بالبلدية‪ ،‬ج ر‬
‫العدد ‪ 15‬مؤرخ في ‪ 11‬أفريل ‪.1990‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 19-01‬المؤرخ في ‪ 12‬ديسمبر ‪ ،2001‬المتعلق بتسيير‬
‫النفايات ومراقبتها وإزالتها‪ ،‬ج ‪.‬ر العدد ‪، 77‬الصادر في ‪ 15‬ديسمبر ‪.2001‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ 07-04‬المؤرخ في ‪ 2004/08/14‬المتضمن قانون الصيد‪ ،‬ج ر‬
‫العدد ‪.26‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ ،03-09‬المؤرخ في ‪ ،2009/02/25‬المتعلق بحماية المستهلك‬
‫وقمع الغش‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪.2009 ،15‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 10-11‬مؤرخ في ‪ 22‬يونيو ‪ ،2011‬المتعلق بالبلدية‪ ،‬ج ر‪،‬‬
‫عدد ‪.37‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ 02-02‬المؤرخ في ‪ 2002_02_05‬المتعلق بحماية الساحل‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫العدد ‪.10‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 04-09‬المؤرخ في ‪ 14‬أوت ‪ ،2004‬المتعلق بترقية الطاقات‬
‫المتجددة في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬ج ر العدد ‪ 52‬مؤرخة في أوت‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ 10-03‬المؤرخ في ‪ 19‬جمادى األولى عام ‪ 1424‬الموافق ل ‪19‬‬
‫يوليو ‪ 2003‬يتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‬
‫‪.43‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ 07_12‬مؤرخ في ‪ 07‬ربيع الثاني عام ‪ 1433‬الموافق ‪ 29‬فبراير‬
‫‪ ،2012‬يتعلق بالوالية‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪.12‬‬

‫‪69‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫المراسيم التنفيذية‪:‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي ‪ 371-02‬المؤرخ في ‪ 11‬نوفمبر ‪ ،2002‬يتضمن إنشاء‬
‫مركز تنمية الموارد البيولوجية وتنظيمه و عمله‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ ، 74‬بتاريخ‬
‫‪.2002-11-13‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 115/02‬المؤرخ في ‪ 03‬أفريل ‪ 2002‬المعدل والمتمم‬
‫بموجب المرسوم التنفيذي ‪ 198-04‬المؤرخ في ‪ 19‬جويلية ‪ ،2004‬يتضمن‬
‫انشاء المرصد الوطني للبيئة و التنمية المستدامة‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ ،46‬مؤرخة في‬
‫‪ 21‬جويلية ‪.2004‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،175-02‬المؤرخ في ‪ 20‬ماي ‪ ،2002‬المتضمن‬
‫إنشاء الوكالة الوطنية للنفايات وتنظيمها وعملها‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ ،37‬الصادر في‬
‫‪ 26‬ماي ‪.2002‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 194-04‬المؤرخ في ‪ 15‬جويلية ‪ 2004‬يتضمن‬
‫إنشاء الوكالة الوطنية لعلوم األرض‪ ،‬ج ر العدد ‪ 45‬مؤرخة في ‪ 18‬يوليو‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 02- 06‬المؤرخ في ‪ 07‬جانفي ‪ ،2006‬الذي‬
‫يضبط القيم القصوى ومستويات اإلنذار وأهداف نوعية الهواء في حالة تلوث‬
‫جوي‪ ،‬ج ر العدد ‪ 01‬مؤرخة في ‪ 08‬جانفي ‪.2006‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 145-07‬المؤرخ في ‪ 19‬ماي ‪ 2007‬يحدد مجال‬
‫تطبيق ومحتوى و كيفيات المصادقة على دراسة وموجز التأثير على البيئة‪،‬‬
‫ج ر عدد ‪ ،34‬مؤرخة في ‪ 22‬ماي ‪.2007‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 365-17‬مؤرخ في ‪ 06‬ربيع الثاني عام ‪1439‬‬
‫الموافق ل ‪ 24‬ديسمبر لسنة ‪ 2017‬يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لو ازرة‬
‫البيئة والطاقات المتجددة‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ 74‬لسنة ‪.2017‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،02-262‬المؤرخ في ‪ 17‬أوت ‪ ،2002‬المتضمن‬
‫إنشاء المركز الوطني للتكنولوجيات إنتاج أكثر نقاء‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪،56‬‬
‫الصادر في ‪ 18‬أوت ‪.2002‬‬

‫‪70‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،05-375‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪،2005‬‬


‫المتضمن إنشاء الوكالة الوطنية للتغيرات المناخية وتحديد مهامها وضبط‬
‫كيفيات تنظيمها وسيرها‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ ،67‬الصادر في ‪ 05‬أكتوبر‪.2005 ،‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 378-84‬مؤرخ في ‪ 15‬ديسمبر ‪ ،1984‬يحدد‬
‫شروط التنظيف و جمع النفايات الصلبة الحضرية و معالجتها‪ ،‬ج ر العدد‬
‫‪ ،66‬مؤرخة في ‪ 16‬ديسمبر ‪.1984‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،143-87‬المؤرخ في ‪ 13‬جوان ‪ 1987‬يحدد‬
‫قواعد تصنيف الحظائر الوطنية والمحميات الطبيعية و يضبط كيفياته‪ ،‬ج ر‬
‫العدد ‪ 25‬مؤرخة في ‪ 17‬جوان ‪ 1987‬المرسوم التنفيذي رقم ‪149-88‬‬
‫المؤرخ في ‪ 26‬جوان ‪ 1988‬الذي يضبط التنظيم المطبق على المنشآت‬
‫المصنفة‪ ،‬ج ر العدد ‪ 30‬مؤرخة في ‪ 27‬جويلية ‪.1988‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 131-88‬المؤرخ في ‪ 04‬جويلية ‪ 1988‬المنظم‬
‫لعالقات اإلدارة والمواطن‪ ،‬ج ر العدد ‪ 27‬مؤرخة في ‪ 6‬جويلية ‪.1988‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 78-90‬المؤرخ في ‪ 27‬فيفري ‪ 1990‬المتعلق‬
‫بدراسة التأثير على البيئة‪ .‬ج‪.‬ر‪ ،‬ع‪.10‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 160-93‬مؤرخ في ‪ 10‬جويلية ‪ 1993‬ينظم‬
‫النفايات الصناعية السائلة‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،46‬مؤرخة في ‪ 14‬جويلية‪.1993‬‬
‫"سيتم تناول هذه النقطة بصفة مفصلة أكثر في الفصل الثاني" ‪.‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 95-99‬مؤرخ في ‪ 19‬أفريل ‪ ،1999‬يتعلق بالوقاية من‬
‫األخطار المتصلة بمادة األمينات‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬عدد ‪ 29‬صادر في ‪ 21‬أفريل ‪.1999‬‬
‫*ثانيا‪ :‬قائمة المراجع‬
‫الكتب‪:‬‬
‫‪ -‬تركية سايح‪ ،‬حماية البيئة في ظل التشريع الجزائري‪ ،‬مكتبة الوفاء‬
‫القانونية‪ ،‬مصر‪.2014 ،‬‬
‫‪ -‬داليا مجدي عبد الغني‪ ،‬القانون الدولي والبيئة‪ ،‬النيابة اإلدارية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2014‬‬

‫‪71‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -‬لخضر اززة‪ ،‬المسؤولية الدولية في ضوء قواعد القانون الدولي العام‪ ،‬دار‬
‫الهدى‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬
‫‪ -‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬قانون حماية البيئة في ضوء الشريعة‪ ،‬منشأة‬
‫المعارف‪ ،‬مصر‪.2002 ،‬‬
‫‪ -‬منال بوكورو‪ ،‬محاضرات في مقياس قانون البيئة والتنمية المستدامة‪،‬‬
‫جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة ‪ ،01‬كلية الحقوق‪.2021 ،‬‬
‫‪ -‬ميلود ذبيح‪ ،‬محاضرات في مقياس قانون البيئة‪ ،‬جمعة محمد بوضياف‬
‫المسيلة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬قسم العلوم السياسية‪.2021 ،‬‬
‫الرسائل الجامعية‪:‬‬
‫‪ -‬حدة بن سنوسي‪ ،‬دور الضبط اإلداري في حماية البيئة‪ ،‬مذكرة الستكمال‬
‫متطلبات شهادة الماستر‪ ،‬تخصص دولة مؤسسات‪ ،‬جامعة زيان عاشور‬
‫الجلفة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪.2014،‬‬
‫‪ -‬حسونة عبد الغني‪ ،‬الحماية القانونية للبيئة في إطار التنمية المستدامة‪،‬‬
‫رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون‪ ،‬جامعة بسكرة‪.2013 ،‬‬
‫‪ -‬حميدة جميلة‪ ،‬الوسائل القانونية لحماية البيئة دور القاضي في تطبيقها‬
‫– دراسة على ضوء التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة‬
‫الماجستر‪ ،‬جامعة البليدة‪.2011 ،‬‬
‫‪ -‬حنان مومن‪ ،‬مبدأ الملوث الدافع في الج ازئر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‬
‫في الحقوق‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬شعبة القانون االقتصادي لألعال‪ ،‬تخصص القانون العقاري‪،‬‬
‫‪.2013‬‬
‫‪ -‬دعاس نور الدين‪ ،‬مبدأ الملوث الدافع في القانون الدولي للبيئة‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شهادة الماجسيتر‪ ،‬تخصص قانون البيئة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياس ّة‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة محمد األمين دباغين‪ ،‬سطيف‪.2016 ،‬‬
‫‪ -‬ربيعة بوسكار‪ ،‬مشكلة البيئة في الجزائر من منظور اقتصادي‪ ،‬أطروحة‬
‫لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪،‬‬
‫‪.2016‬‬

‫‪72‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -‬زين الدين حمانة‪ ،‬مبدأ الحيطة في القانون الدولي للبيئية‪ ،‬مكرة مكملة‬
‫لنيل شهادة الماستر في العلوم القاونية‪ ،‬تخصص قانون البيئة والتنمية‬
‫المستدامة‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪.2020 ،‬‬
‫‪ -‬سامي نوار‪ ،‬كنزة فنوش‪ ،‬الحماية الدولية للبيئة في إطار التنمية‬
‫المستدامة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في القانون العام‪ ،‬تخصص قانون‬
‫دولي وعالقات دولية‪ ،‬جامعة محمد الصديق بن يحيى جيجل‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪.2016 ،‬‬
‫‪ -‬سامي نوارة‪ ،‬الحماية الدولية للبيئة في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شهادة الماستر في القانون العام‪ ،‬تخصص قانون دولي وعالقات‬
‫دولية‪.2016 ،‬‬
‫‪ -‬عباس جهيد‪ ،‬مبدأ الوقتية ودوره في تعزيز اإلستدامة البيئية‪ ،‬مذكرة‬
‫مكملة لنيل شهادة الماستر في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون البيئة‪ ،‬جامعة‬
‫محمد امين دباغين سطيف‪ ،2‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم‬
‫الحقوق‪.2018 ،‬‬
‫‪ -‬عبد المنعم بن أحمد‪ ،‬الوسائل القانونية اإلدارية لحماية البيئة في‬
‫الجزائر‪ ،‬رسالة مكملة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر بن يوسف بن خدة‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون‪.2009 ،‬‬
‫‪ -‬عبد المنعم بن أحمد‪ ،‬الوسائل القانونية اإلدارية لحماية البيئة في‬
‫الجزائر‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون‪،‬‬
‫جامعة بن يوسف بن خدة‪.2009 ،‬‬
‫‪ -‬عفاف لعوامر‪ ،‬دور الضبط اإلداري في حماية البيئة‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل‬
‫شهادة الماستر في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون إداري‪ ،‬جامعة محمد خيضر‬
‫بسكرة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم العلوم السياسية‪.2014 ،‬‬
‫‪ -‬فاطمة بن صديق‪ ،‬الحماية القانونية للبيئة في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شهادة الماستر في القانون العام‪ ،‬الملحقة الجامعية مغنية‪ ،‬قسم‬
‫الحقوق‪.2016 ،‬‬

‫‪73‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -‬فريدة تكارلي‪ ،‬مبدأ الحيطة في القانون الدولي للبيئة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في القانون الدولي والعالقات الدولية‪ ،‬جامعة الجزائر بن‬
‫عكنون‪ ،‬كلية الحقوق‪.2005 ،‬‬
‫‪ -‬لينة حمادو‪ ،‬الحق في اإلعالم البيئي ودوره في حماية البيئة‪ ،‬مذكرة‬
‫مكملة لنيل شهادة الماستر في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون البيئة‪ ،‬جامعة‬
‫محمد أمين دباغين سطيف ‪ ،2‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم‬
‫الحقوق‪.2021 ،‬‬
‫‪ -‬محمد شريف محب الدين‪ ،‬اآلليات اإلدارية الوقائية لحماية البيئة في‬
‫إطار التنمية المستدامة في الجزائر"‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة ماستر في‬
‫القانون‪ ،‬تخصص قانون إداري‪ ،‬جامعة أكلي محند أولحاج البويرة‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام‪2020 ،‬‬
‫‪ -‬مدين أمال‪ ،‬المنشآت المصنفة لحماية البيئة دراسة مقارنة‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجيستر في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون عام‪ ،‬كلية الحقوق و‬
‫العلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪.2013 ،‬‬
‫‪ -‬مراد سليماني‪ ،‬حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة بين اآلليات‬
‫الدولية وفي القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير في‬
‫القانون تخصص هيئات عمومية حكومية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة_‬
‫بجاية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪.2016 ،‬‬
‫‪ -‬مسعودة صغير‪ ،‬مبدأ الملوث الدافع‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في‬
‫الحقوق‪ ،‬تخصص قانون الشركات‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق واللوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪.2017 ،‬‬
‫‪ -‬مومن حنان‪ ،‬مبدأ الملوث الدافع في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‬
‫في الحقوق شعبة القانون االقتصادي لألعمال‪ ،‬تخصص القانون القاري‪،‬‬
‫جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسة‪.2012 ،‬‬
‫‪ -‬وناس يحي‪ ،‬اآلليات القانونية لحماية البيئة في الجزائر‪ ،‬رسالة لنيل‬
‫شهادة الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم‬
‫العلوم السياسية‪.2007 ،‬‬

‫‪74‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫المقاالت‪:‬‬
‫‪ -‬أحمد هاشم الصقال‪ ،‬متطلبات التنمية المستدامة في العراق‪ :‬دور إدارة‬
‫الموارد في تحقيق التنمية المستدامة‪" ،‬مجلة كلية بغداد للعلوم االقتصادية‬
‫الجامعة" العدد الخاص بالمؤتمر العلمي المشترك ‪.2014،‬‬
‫‪ -‬جمال ونوقي‪" ،‬تعزيز حماية ابيئة من خالل آليات الضبط اإلداري"‪،‬‬
‫المجلة األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬مج‪ ،12‬ع‪،2‬‬
‫‪.2020‬‬
‫‪ -‬راكز هاويت وليم ‪ ،‬نحو عالم مستديم ‪ ،‬مترجم ‪" ،‬مجلة العلوم" العدد‪، 1‬‬

‫الكويت ‪.1990 ،‬‬

‫‪ -‬رشا خليل عبد‪ ،‬دور المبادئ البيئية الوقائية والعالجية في حماية البيئة "‬
‫دراسة في ضوء االتفاقيات الدولية والتشريعات الداخلية"‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫القانونية والسياسية‪ ،‬عدد خاص بأبحاث المؤتمر العلمي الدولي الثالث‬
‫لكلية بالد الرافدين الجامعة‪.2020 ،‬‬
‫‪ -‬صالح إبراهيم يونس الشعباني‪ ،‬دور اإلفصاح البيئي في دعم التنمية‬
‫المستدامة‪" ،‬مجلة اإلدارة و االقتصاد"‪ ،‬العدد ‪ ،2012 ،93‬ص‪.8‬‬
‫‪ -‬صونيا بيزات‪ ،‬إشكالية تحقيق التنمية المستدامة في ظل متطلبات البيئة‬
‫الجانب القانوني‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية‪ ،‬ع ‪ ،23‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة محمد لمين دباغين سطيف ‪ ،2‬ديسمبر ‪.2016‬‬
‫‪ -‬عدنان مناتي صالح‪ ،‬التنمية المستدامة في االقتصاد النامي بين‬

‫التحديات و المتطلبات‪" ،‬مجلة كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة"‪،‬‬

‫‪.2014‬‬

‫‪ -‬فاطمة مبارك‪ ،‬التنمية المستدامة‪ :‬أصلها و نشأتها‪" ،‬مجلة بيئة المدن‬


‫االلكترونية"‪ ،‬العدد ‪.2016 ،13‬‬

‫‪75‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -‬كرار صالح حمودي الجصاني‪ ،‬مبدأ الوقاية لمنع االضرار البيئية في‬
‫القانون الدولي‪ ،‬مجلة جامعة واسط‪ ،‬العراق‪ ،‬ب‪.‬س‪.‬ن‪.‬‬
‫‪ -‬مراد ناصر‪ ،‬التنمية المستدامة و تحدياتها في الجزائر‪" ،‬مجلة التواصل"‪،‬‬
‫العدد ‪ ،26‬جوان‪.2010 ،‬‬
‫‪ -‬مصبايح فوزية‪" ،‬دور الجماعات المحلية (البلدية) في المحافظة على‬
‫البيئة"‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية‪ ،‬ع ‪ ،07‬المركز الجامعي‪ ،‬خميس‬
‫مليانة‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬
‫‪ -‬منصور مجاجي‪ ،‬مبدأ الملوث الدافع_ المدلول االقتصادي والمفهوم‬
‫القانوني‪ ،‬حوليات جامعة الجزائر ‪ ،1‬مج ‪ ،34‬ع‪.2020 ،1‬‬
‫‪ -‬منصور مجاجي‪ ،‬مبدأ الملوث الدافع_ المدلول االقتصادي والمفهوم‬
‫القانوني_‪" ،‬مجلة حوليات جامعة الجزائر"‪ ،‬مج‪ ،34‬ع ‪ ،01‬مارس‬
‫‪.2020‬‬
‫‪ -‬نصر الدين منصر‪ ،‬المبادئ العامة لقانون البيئة كآليات لتحقيق األمن‬
‫اإلنساني في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة الباحث في العلوم القانونية‬
‫والسياسية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ع‪ ،2‬جوان ‪.،2019‬‬
‫‪ -‬يحي الوناس‪ ،‬التخطيط البيئي المحلي‪ :‬التطورات والرهانات واإلشكاليات‬
‫القانونية والمادية التي يثيرها‪ ،‬مجلة الحقيقة‪ ،‬جامعة أدرار‪ ،‬ع ‪ 06‬بتاريخ‬
‫‪ 06‬ماي ‪.2005‬‬

‫‪76‬‬
‫الفهرس‬

‫البسملة‬
‫إهداء‬
‫شكر وعرفــــــــــــان‬
‫مقدمـــــــــة‬
‫الفصل األول‪:‬االطار المفاهيمي للمبادئ البيئية‪31-08 ........................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الجهود الدولية لنشأة وتطور المبادئ الدولية ‪08................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬لمحة عن نشأة المبادئ البيئية وتطورها‪09 .....................‬‬
‫الفرع االول‪ :‬دور المعاهدات والمؤتمرات الدولية في نشأة المبادئ البيئية ‪09....‬‬
‫أوال‪ :‬مؤتمر ري ودي جينيرو‪10.................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬مؤتمر ستوكهولم‪10......................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬مؤتمر نيروبي‪11.........................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬دور الجمعيات األممية في تطور المبادئ‬
‫البيئية‪12................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم المبدأ والمبادئ البيئية‪13................................‬‬
‫الفرع األول‪:‬تعريف المبدأ‪13....................................................‬‬
‫أ‪/‬التعريف اللغوي‪13............................................................‬‬
‫ب‪ /‬التعريف االصطالحي‪14....................................................‬‬
‫جـ‪/‬التعريف الفقهي والقانوني‪14................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬مفهوم المبادئ البيئية‪15..........................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع المبادئ البيئية‪16........................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المبادئ الوقائية‪16................................................‬‬
‫أوال‪ :‬مبدأ الحيطة‪16............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬مبدأ المحافظة على التنوع البيولوجي‪17..................................‬‬

‫‪77‬‬
‫الفهرس‬

‫ثالثا‪ :‬مبدأ المسؤوليات المشتركة لكن المتباينة‪18...............................‬‬


‫رابعا‪ :‬مبدأ تقويم األثر البيئي ‪19................................................‬‬

‫خامسا‪ :‬مبدأ االعالم البيئي‪19..................................................‬‬


‫الفرع الثاني‪ :‬المبادئ الردعية‪21...............................................‬‬
‫أوال‪ :‬مبدأ الملوث الدافع‪21.....................................................‬‬
‫خصائص مبدأ الملوث الدافع‪22................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬مبدأ اإلخطار ‪22..........................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬ألية توقيف النشاط‪23....................................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬مصادر وخصائص المبادئ البيئية وألية تكريسها‪25.............‬‬
‫المطلباألول‪:‬مصادر وخصائص المبادئ البيئية‪25 ..............................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬مصادر المبادئ البيئية‪25........................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص المبادئ البيئية‪26.......................................‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬تكريس المبادئ البيئية‪27.......................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تكريس مبدأ االعالم البيئي في التشريع الجزائري والفرنسي‪27......‬‬
‫أوال‪ :‬تكريس مبدأ االعالم البيئي في التشريع الجزائري‪27........................‬‬
‫أ‪/‬الحق في االعالم البيئي في قانون المنشات المصنفة‪27.......................‬‬
‫ب‪ /‬الحق في االعالم البيئي في قانون السياحة‪27..............................‬‬
‫ثانيا‪ :‬تكريس مبدأ االعالم في التشريع الفرنسي‪28..............................‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬تكريس مبدأ الملوث الدافع في التشريع الجزائري والمصري‬
‫والفرنسي‪29....................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬تكريس مبدأ الملوث الدافع في التشريع الفرنسي‪29........................‬‬
‫ثانيا‪ :‬تكريس مبدأ الملوث الدافع في التشريع المصري‪29......................‬‬
‫ثالثا‪ :‬تكريس مبدأ الملوث الدافع في التشريع الجزائري‪30.......................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تكريس مبدأ التنوع البيولوجي في التشريع الجزائري‪31.............‬‬

‫‪78‬‬
‫الفهرس‬

‫الفصل الثاني‪ :‬دور المبادئ البيئية وتطبيقاتها‪64-33 .........................‬‬


‫المبحث األول‪ :‬دور القضاء الجزائري في تطبيق المبادئ البيئية انطالقا من‬
‫أهميتها‪34.....................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أهمية المبادئ البيئية ودور القضاء في تطبيقها‪34..............‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تطبيق المبادئ الوقائية‪34.........................................‬‬
‫أوال‪ :‬تطبيقات مبدأ الحيطة‪34...................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬تطبيقات المحافظة على التنوع البيولوجي‪36..............................‬‬
‫ثالثا‪ :‬تطبيقات مبدأ الترخيص‪38...............................................‬‬
‫رابعا‪ :‬تطبيقات مبدأ الوقاية ‪40.................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تجسيد المبادئ الردعية‪41........................................‬‬
‫أوال‪ :‬ألية تطبيق مبدأ الملوث الدافع‪41.........................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬تطبيقات االخطار‪44......................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬وقف النشاط‪45..........................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عوائق فعالية المبادئ البيئية‪46................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬عوائق قانونية‪47..................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬عوائق عملية‪48..................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الهيئات العمومية المكلفة بتطبيق المبادئ البيئية‪49............‬‬
‫المطلب األول الهيئات المركزية المكلفة بتطبيق المبادئ البيئية‪49...............‬‬
‫الفرع األول‪ :‬وزارة التهيئة العمرانية والبيئة‪50...................................‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬كتابة الدولة المكلفة بالبيئة‪51.....................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الهيئات المحلية المكلفة بتطبيق المبادئ البيئية‪52..............‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الوالية‪52..........................................................‬‬

‫‪79‬‬
‫الفهرس‬

‫الفرع الثاني‪ :‬البلدية‪55.........................................................‬‬


‫المبحث الثالث‪ :‬تكريس التشريعي والقضائي للمبادئ البيئية وإدماجها في القانون‬
‫والقضاء ‪57.....................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تكريس التشريعي والقضائي للمبادئ البيئية‪57...................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التكريس التشريعي للمبادئ البيئية‪57..............................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التكريس القضائي للمبادئ البيئية‪59..............................‬‬

‫الحماية المدنية للبيئة في القانون الجزائري‪59.................................:‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬إدماج المبادئ البيئية في القانون والقضاء‪63...................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬إدماج المبادئ البيئية في القانون‪63..............................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إدماج المبادئ البيئية في الجانب القضائي‪66.....................‬‬

‫‪68‬‬ ‫خاتمة‬

‫‪69‬‬ ‫قائمة مصادر مراجع‬

‫‪80‬‬
‫الفهرس‬

‫ دور المبادئ البيئية في حماية البيئة‬:‫عنوان المذكرة‬

‫ كرد الواد مصطفى‬:‫المؤطر‬

‫ حمدي‬:‫االسم‬

‫ دفاف‬:‫اللقب‬

:‫الملخص‬

‫ دور المبادئ البيئية في حماية البيئة و ذلك من اجل تحقيق االستدامة البيئية و‬، ‫تناول هذه الدراسة موضوع‬
‫إبراز اآلليات المؤسسية و اإلجرائية لتطبيق المبادئ البيئية و تبيان دور كل من المبادئ الردعية و الوقائية‬
.‫في الحد و التقليل من األفعال التي تمس و تحدث اختالل في التوازن البيئي للحيوان و النبات‬

‫و قد تطرقنا في هذه الدراسة إلى نشأة و تطور المبادئ البيئية و خصائصها العامة لها و دور القضاء‬
‫الجزائري في انفاذ و تكريس و تطبيق المبادئ البيئية من المستوى النظري إلى المستوى العملي‬

:‫الكلمات المفتاحية‬

‫ الدور‬، ‫ التنمية المستدامة‬،‫ الحماية البيئية‬، ‫المبادئ البيئية‬

Resumé:

Cette étude a traité du sujet, le rôle des principes environnementaux dans la protection
de l'environnement afin d'atteindre la durabilité environnementale et de mettre en
évidence les mécanismes institutionnels et procéduraux pour l'application des principes
environnementaux et de montrer le rôle de chacun des principes dissuasifs et préventifs
dans limiter et minimiser les actions qui affectent et provoquent un déséquilibre
environnemental Pour les animaux et les plantes. Dans cette étude, nous avons discuté
de l'émergence et du développement des principes environnementaux, de leurs
caractéristiques générales et du rôle du pouvoir judiciaire algérien dans l'application,
l'application et l'application des principes environnementaux du niveau théorique au
niveau pratique.

les mots clés: Principes environnementaux, protection de l'environnement,


développement durable, le rôle

81
‫الفهرس‬

‫‪82‬‬

You might also like