You are on page 1of 29

Sana'a University Journal of Human Sciences ‫مجلة جامعة صنعاء للعلوم اإلنسانية‬

Vol. 2 | No. 1 | Page 334 – 362 | 2023 | https://jpurnals.su.edu.ye/jhs

‫اإلثْ َبات‬
ِ ْ ‫س ِل ش َِهي ِد ا َ ْل َم ْع َر َك ِة َب ْينَ اَلنَّ ْفي ِ َو‬ َ ‫وب‬
ْ ‫غ‬ ُ ‫ُو ُج‬

The obligation to wash the martyr of the battle between


negation and affirmation

Abd-Alkareem Mohammed Al-wadhaf ‫ظاف‬


ّ ‫عبد الكريم محمد عبد هللا الو‬
Researcher - Sana'a University - Yemen
‫ اليمن‬- ‫باحث – جامعة صنعاء‬
Email: Wadhaf2002@hotmail.com
Wadhaf2002@hotmail.com : ‫البريد االليكتروني‬

362 - 334 ‫ | صفحه‬2023 | 1 ‫ | عدد‬2 ‫مجلد‬ ‫مجلة جامعة صنعاء للعلوم اإلنسانية‬
https://jpurnals.su.edu.ye/jhs
ISSN : 2958-8677
‫عبد الكريم محمد عبد هللا الوظّاف‬ ِْ ‫يد اَْل َم ْعَرَك ِة َبْي َن اَلن َّْف ِي َو‬
‫اإل ثَْبات‬ ِ ‫وجوب َغس ِل َش ِه‬
ْ ُ ُُ

: ‫الملخص‬
‫ق‬
ُ ‫ ولماذا خالف الحسن البصر ّي‬،‫تتطر هذه الدراسة إلى البحث عن سبب عدم غسل جثة شهيد المعركة‬
‫(المتوفى‬
‫م) جمهور الفقهاء وذهبا إلى القول بغسل جثة شهيد‬715/‫هـ‬94 ‫(المتوفى‬
ُ ‫ وسعيد بن المسيب‬،)‫م‬728/‫هـ‬110
‫ والموقف‬،‫ وبعد أن يستقرئ تعريف الموت وأسبابه‬،‫المعركة؟ ولكي ُيجيب الباحث على هذين السؤالين وغيرهما‬
‫ ثم يمر‬،‫العام للفقه اإلسالمي من التعامل مع جثة الميت؛ يقوم ببيان مفهوم الشهادة لدى علماء اللغة والفقهاء‬
ّ
،‫ يتلو ذلك دراسة متعمقة لتـأريخ غسل شهيد المعركة‬.‫يعا بموقف العرب قبل اإلسالم من غسل الميت‬ ً ‫مرور سر‬
‫ًا‬
‫ ًا‬،‫ وما حدث فيه من معارك؛ أدت إلى استشهاد الصحابة‬،‫النبوي‬
،‫مرور بما تم أيام الخلفاء الراشدين‬ ّ ‫بداي ًة بالعصر‬
‫انتهاء بعصر ظهور المذاهب‬ ً ‫ و‬،‫ ثم موقف التابعين من هذه المسألة‬،‫وما حدث خاللها من حروب واغتياالت‬
.‫ أي أنه يدرس المشكلة من خالل أدوار الفقه األربعة‬،‫اإلسالميَّة‬
‫ وضع الصورة الكاملة لمسألة غسل‬،‫ قدر اإلمكان‬،‫ وحاول‬،‫لقد حاول الباحث قراءة النصوص وما خلف النصوص‬
‫ وخرج بنتائج قد تكون مزيلة لّلبس الحاصل في هذه‬،‫ ويعتقد الباحث أنه قد أجاب عن أسئلة عدة‬،‫شهيد المعركة‬
.‫ وكذلك إزالة التعارض والغموض الوارد بين بعض األحاديث والوقائع النبويَّة‬،‫المسألة‬
‫ وتمت‬،‫ فإذا توفر الماء‬.‫ ألنه األصل‬،‫ أن َغسل الشهيد واجب‬:‫ التي خرج بها الباحث‬،‫ومن أهم النتائج‬
‫ لعدم توفر الماء أو لحالة الحرب‬،‫ وهذا يحدث في الغالب‬،‫ وإذا صعب األمر‬.‫ فيجب غسل الشهيد‬،‫االستطاعة‬
.‫الغسل‬
ُ ‫ فقد سقط‬،‫القائمة أو غيره مما ُيعيق‬
.‫ حنظلة‬،‫ حمزة‬،‫ النبي‬،‫ أُحد‬،‫ بدر‬،‫ جنب‬،‫ غسل‬،‫ المعركة‬،‫ الشهيد‬:‫المفتاحية‬
َّ ‫الكلمات‬
ّ

Abstract
This study addresses the search for the reason why not washing the martyr battle, and why al-Ḥasan
al-Baṣrī and Saʿīd b. al-Musayyab disagreed with the majority of Islamic jurists; they said the martyr
battle to be washed. In order for the researcher to answer these two questions and others, after studying
the definition of death and its causes, and the general position of Islamic jurisprudence regarding
dealing with the dead body, he is having extrapolated the definition of martyrdom among linguists and
jurists, studying the history of washing the martyr, beginning with the Prophet’s era, and the battles
that took place in it; leading to the martyrdom of the Companions, and through what happened in the
days of The Four Righteous Caliphs, during which wars and assassinations took place, as well as in
the era of the Followers, and ending with the era of the emergence of Islamic madhāhib, that is, the
researcher addresses the problem through the roles of the four main schools of Fiqh (Islamic
jurisprudence).
The researcher tries to read the texts and what is behind the texts, and, to the extent possible, tries
to finalize the whole picture of the issue of washing the martyr. The researcher believes that he
answered several questions, and came out with results that may remove the confusion in this issue, as
well as the inconsistency and ambiguity among certain prophetic sayings and facts.
One of the most important results, in this study is: Washing the martyr is obligatory, because it is a
principal. If water is available, then the martyr should be washed. And washing is impossible, due to
the lack of water, the state of war or other impediments, then the wash becomes invalidated.

Keywords: Martyr, Battle, Wash, Impure, shahīd, Badr, Uḥud, Prophet, Ḥamza, Ḥanẓala.

335 2023 | 1 | ‫ | العدد‬2 ‫المجلد‬


‫يد اَْل َم ْعَرَك ِة َبْي َن اَلن َّْف ِي َو ِْ‬
‫اإل ثَْبات‬ ‫وجوب َغس ِل َش ِه ِ‬
‫ُُ ُ ْ‬ ‫عبد الكريم محمد عبد هللا الوظّاف‬

‫(المتوفى ‪94‬ه ــ‪715/‬م)(‪ .)4‬فما‬


‫وسعيد بن المسيب ُ‬ ‫المقدمة‪:‬‬
‫هو مبررهم؟‬ ‫وبه أس ـ ـ ـ ــتعين‪ .‬والحمد ل رب العالمين‪ ،‬الذي‬

‫تساؤالت الد ا ة‪:‬‬ ‫خلق الحي ــاة‪ ،‬ووهبه ــا لمخلوق ــات ــه‪ ،‬وق ـ َّـدر ج ــالهم‪،‬‬
‫وجع ــل الموت على شـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيء؛ )اَّل َّ ِيخ َلَل َ اْل َم ْو َت‬
‫تتمثل تساؤالت الدراسة في‪:‬‬
‫َواْل َحَي َّا َ((‪ .)1‬ف ــالموت هو ب ــدايـ ـ ًة للحي ــاة‪ ،‬كم ــا أن‬
‫‪ -‬عدم وجود إجماع على مســألة عدم غســل شــهيد‬ ‫الحياة بداي ًة للموت‪.‬‬
‫المعركـ ــة؛ إذ خرج عن هـ ــذا الرأي صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحـ ــابـ ــة‬
‫والموت لذلك اللغز المجهول له أس ــبابه‪ ،‬فمنه‬
‫وتــابعين و راء مــذهبَّي ـة؛ وإن كــانــت ال تعــدو أن‬
‫طبيعيا‪ ،‬ومنه ما بسـ ـ ـ ـ ـ ــبب تدخل خارجي‪،‬‬
‫ً‬ ‫ما يكون‬
‫تكون قلة في مواجهة جمهور الفقهاء‪.‬‬ ‫ّ‬
‫كـأن يكون نتيجـة اعتـداء أو قتـال في معركـة‪ ،‬ولهـذا‬
‫‪ -‬وجود أحاديث نبويَّة (قوليـَّة أو فعليـَّة) تذهب إلى‬ ‫صـ ـ ــدرت األحكام السـ ـ ــماويَّة بتنظيم مسـ ـ ــألة ما بعد‬
‫غسل شهيد المعركة‪ ،‬وفي الوقت‪ ،‬ذاته‪ ،‬أحاديث‬ ‫الموت‪ ،‬بـ ــإقرار إكرام الميـ ــت‪ ،‬وإعـ ــادتـ ــه إلى أمـ ــه‬
‫تذهب إلى عدم غسل الشهيد‪.‬‬ ‫َّللا ُغَرًابا‬ ‫األرض؛ جاء في قصة ابني دم‪َ ) :‬فَب َع َث َّ ُ‬
‫لذا‪ ،‬فإن هذه الد ارسـ ـ ــة ُيفترض لها اإلجابة عن‬ ‫ر ُي َوا ِخ َ َََََََّّّّّّّ َّ ْوَء َ‬ ‫َي ْب َحَََّّّ ُث ِاي ْاَْْ ِ‬
‫ِ لُِي ِرَيَََّّّ َُ َُ ْي َ‬
‫األسئلة اآلتية‪:‬‬ ‫َل ِ‬
‫يَ((‪.)2‬‬ ‫أِ‬

‫‪ -‬لماذا خالف الحس ـ ـ ـ ـ ـ ــن البص ـ ـ ـ ـ ـ ــر ّي وس ـ ـ ـ ـ ـ ــعيد بن‬ ‫ويسـ ـ ـ ـ ــبق دفن الميت تجهيزات؛ كغسـ ـ ـ ـ ــل جثة‬
‫المسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيــب‪ ،‬وغيرهمــا‪ ،‬جمهور الفقهــاء في حكم‬ ‫المي ــت وتكفين ــه‪ ،‬ثم دفن ــه‪ ،‬وه ــذا ُمعتبر في غ ــالــب‬
‫غسـ ـ ــل الشـ ـ ــهيد؛ وذهبوا إلى القول بغسـ ـ ــله؟ هل‬ ‫الثقافات والشـ ـ ـرائع اإلنسـ ـ ــانيَّة‪ ،‬إال أن قتيل المعركة‬
‫لديهم مستند في ذلك؟‬ ‫الحربيَّة‪ ،‬أو ما ُيطلق عليه بالشـ ـ ــهيد‪ ،‬في الش ـ ـ ـريعة‬

‫‪ -‬كيفَّي ـة مع ــالج ــة التن ــاقض (الظ ــاهر) بين أقوال‬ ‫المحمـ ــدَّي ـ ـة‪ ،‬ال ُيغس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وال ُي ّكفن‪ ،‬عنـ ــد جمهور‬

‫النبي وأفعــالــه‪ ،‬فتــارة يص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدر عنــه القول بعــدم‬ ‫الفقهاء(‪ ،)3‬ويسـ ـ ـ ـ ــتندون في ذلك إلى فعل النبي في‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫غس ـ ـ ـ ــل الش ـ ـ ـ ــهيد‪ ،‬ويأمر بعدم غس ـ ـ ـ ــلهم‪ ،‬ودفنهم‬ ‫المعارك كلها‪ ،‬وكذلك أمره بعدم غسـل شـهداء أُحد‪،‬‬

‫بثيابهم ودمائهم‪ ،‬وتارةً يص ــدر عنه األمر بغس ــل‬ ‫ودفنهم بمالبسـ ــهم ودمائهم‪ .‬إال أنه تظهر أص ـ ـوات‬

‫شـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهيــد المعركــة؟ هــل ُيمكن التوفيق بين تلــك‬ ‫منادية بغس ـ ـ ـ ـ ــل ش ـ ـ ـ ـ ــهيد المعركة؛ معارض ـ ـ ـ ـ ـ ًة بذلك‬

‫الروايات دون إلغاء أحدهما؟‬ ‫األحـاديـث النبويـَّة‪ ،‬القوليـَّة والفعليـَّة‪ ،‬وتُنسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب هـذه‬
‫اآلراء إلى بعض الش ــخص ــيات اإلس ــالميَّة المعتبرة‪،‬‬
‫الـعس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكـرَّيـ ـ ـ ـة‬ ‫‪ -‬ه ـ ـ ــل ُيـمـكـن أن يـكـون لـلـظـرو‬
‫كالحس ـ ــن البص ـ ــري ُ‬
‫(المتوفى ‪110‬هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪728/‬م)‪،‬‬

‫صنف‪ ،545 :3 ،‬رقم ‪6650‬؛ وابن أبي شيبة‪،‬‬


‫الم َ‬
‫عبد الرزاق‪ُ ،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫سورة الملك‪ ،‬اآلية‪.2 :‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫صنف‪ ،483 :6 ،‬رقم ‪11321‬؛ وابن أصبغ‪ ،‬اإلنجاد في‬‫الم َ‬


‫ُ‬ ‫سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪.31 :‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫أبواب الجهاد‪ ،‬ص‪.112-111‬‬ ‫أي جميع المذاهب اإلسالميَّة المعتبرة‪ ،‬وسيأتي تفصيلها‪ ،‬وبيان‬ ‫(‪)3‬‬

‫تاليا‪.‬‬
‫مصادرها ً‬

‫المجلد ‪ | 2‬العدد | ‪2023 | 1‬‬ ‫‪336‬‬


‫عبد الكريم محمد عبد هللا الوظّاف‬ ‫يد اَْل َم ْعَرَك ِة َبْي َن اَلن َّْف ِي َو ِْ‬
‫اإل ثَْبات‬ ‫وجوب َغس ِل َش ِه ِ‬
‫ُُ ُ ْ‬

‫ذلك من ُقتل على يد المسـ ـ ــلمين أو الكفار أم ال بد‬ ‫واالقتص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادَّيـة واالجتمــافَّيـة‪ ،‬وغيرهــا‪ ،‬أثره في‬
‫من شـ ـ ـ ــرول في قاتله؟ أيسـ ـ ـ ــتوي في ذلك من مات‬ ‫اء كان‬
‫النبي وغيرها‪ ،‬س ـ ـ ـ ـو ً‬ ‫الحكم الص ـ ـ ـ ــادر عن‬
‫ّ‬
‫في المعركـة ومن ُجر فيهـا‪ ،‬ثم مـات فيمـا بعـد؟ مـا‬ ‫األمر بغسل شهيد المعركة أم عدم غسله؟‬
‫جنبا‪ُ ،‬أيغسل أم ال؟‬
‫حكم الشهيد إذا كان ً‬ ‫‪ -‬لماذا ُغس ـ ـ ـ ـ ـ ــل بعض الص ـ ـ ـ ـ ـ ــحابة؛ رغم اعتبارهم‬
‫إن هدفي األس ـ ـ ـ ـ ــاس ـ ـ ـ ـ ــي‪ ،‬من هذا البحث‪ ،‬هو‬ ‫(المتوفى‬
‫شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهــداء‪ ،‬كــأمثــال سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعــد بن معــاذ ُ‬
‫ّ‬
‫إعادة بناء الجدل المحيط حول مسـ ــألة حكم غسـ ــل‬ ‫(المتوفى‬
‫‪5‬ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪627/‬م) أو عمر بن الخطاب ُ‬
‫ش ـ ــهيد المعركة من خالل اس ـ ــتعراض تأريخ غس ـ ــل‬ ‫(المتوفى‬
‫‪23‬هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪644/‬م) أو عثمان بن عفان ُ‬
‫النبوي‪ ،‬وما وقع فيه من‬ ‫الش ـ ــهداء‪ ،‬بداي ًة بالعص ـ ــر‬ ‫(المتوفى‬
‫لي بن أبي طالب ُ‬ ‫‪35‬ه ـ ـ ــ‪656/‬م) أو ع‬
‫ّ‬ ‫َ ّ‬
‫ومرور بعصر الخلفاء الراشدين‪ ،‬ثم عصر‬ ‫ًا‬ ‫معارك‪،‬‬ ‫‪40‬ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪661/‬م)؟ ُأيمكن أن يكون الس ــبب عدم‬
‫ـاء بم ـ ــا خرج ـ ــت به ـ ــا الم ـ ــذاه ـ ــب‬
‫الت ـ ــابعين‪ ،‬وانته ـ ـ ً‬ ‫موتهم في المعركة‪ ،‬أم أن هناك أسباب أخرى؟‬
‫اإلســالميَّة الرئيســة‪ .‬ثم بعد اســتعراض تأريخ غســل‬ ‫أهمية الد ا ة و بب التيا ها‪:‬‬
‫َّ‬
‫الشـ ــهيد أقوم بفحد الدالئل المؤيد لغسـ ــل الشـ ــهيد‬
‫تُحاول هذه الد ارس ـ ـ ـ ـ ـ ــة اإلجابة عن األس ـ ـ ـ ـ ـ ــئلة‬
‫والمناهض ـ ــة لها‪ .‬ولن أتطرق‪ ،‬في هذا البحث‪ ،‬إلى‬
‫السـ ـ ـ ـ ـ ـ ــابقة‪ ،‬وغيرها‪ ،‬في محاولة للخروج بمقاربة أو‬
‫المسـائل المتفرعة عن مسـألة غسـل شـهيد المعركة‪،‬‬
‫الخروج برؤي ــة ج ــدي ــدة؛ تُح ــاول اإللم ــام ب ــالظرو‬
‫كمس ـ ـ ــألة حكم غس ـ ـ ــل المرأة الش ـ ـ ــهيدة أو الطفل أو‬
‫االجتمافيَّة واالقتص ـ ـ ـ ـ ـ ــاديَّة‪ ...‬ألي حكم ش ـ ـ ـ ـ ـ ــرعي‬
‫المجنون الشـ ـ ـ ـ ــهيدين أو غيرهم‪ .‬وسـ ـ ـ ـ ــيتركز البحث‬ ‫ّ‬
‫ص ـ ـ ــدر‪ .‬إذن‪ .‬فما هو مس ـ ـ ــتند معارض ـ ـ ــة الحس ـ ـ ــن‬
‫على أسـ ــاس المشـ ــكلة‪ .‬وسـ ــأقوم‪ ،‬في د ارسـ ــتي هذه‪،‬‬
‫البصــر ّي وابن المســيب وغيرهما؟ أيمكن أن تصــدر‬
‫باســتشــارة المصــنفات والمدونات العربيَّة اإلســالميَّة‬
‫هذه المعارضة عن فراغ‪ ،‬أم لها مستندها؟ ال ُيمكن‬
‫المبكرة(‪ ،)5‬المتعلقة بهذا األمر‪.‬‬
‫القول بأن أمثال سـ ـ ـ ـ ـ ــعيد بن المسـ ـ ـ ـ ـ ــيب والحسـ ـ ـ ـ ـ ــن‬
‫أهداف الد ا ة‪:‬‬ ‫البص ـ ــر ّي قد يجتهدون بش ـ ــيء دون أن يكون لديهم‬
‫هذه الد ارسـ ـ ــة إلى بيان د ارسـ ـ ــة وتحليل‬ ‫تهد‬ ‫الحجــة على ذلــك‪ .‬أيمكن أن يكون مسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتنــد هــذه‬
‫مسـ ـ ــألة غسـ ـ ــل شـ ـ ــهيد المعركة‪ ،‬وذلك بد ارسـ ـ ــة هذه‬ ‫المعـارض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة أحـاديـث نبويـَّة؛ لم ينتبـه لهـا جمهور‬
‫المسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــألـة عنـد العرب‪ ،‬قبـل اإلسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالم‪ ،‬ثم موقف‬ ‫الفقهــاء؟ أم أنهم انتبهوا لعلــة الحكم بعــدم غس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬
‫اإلسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالم منه ــا‪ ،‬من خالل أدوار الفق ــه األربع ــة‪:‬‬ ‫شــهيد المعركة؟ ثم من هو شــهيد المعركة‪ ،‬الذي ال‬
‫النبوي – عصـ ـ ـ ـ ــر الخلفاء ال ارشـ ـ ـ ـ ــدين –‬
‫ّ‬ ‫العصـ ـ ـ ـ ــر‬ ‫ُيغس ـ ــل عند جمهور فقهاء المس ـ ــلمين‪ ،‬أيس ـ ــتوي في‬

‫على ما ُكتب أوًال فأوًال؛ قد يكون أنجع وسيلة‪ ،‬في نظري‪،‬‬ ‫حاولت‪ ،‬في هذه الدراسة‪ ،‬االعتماد‪ ،‬ما أمكن‪ ،‬على المصادر‬ ‫ُ‬
‫(‪)5‬‬

‫ٍ‬
‫الحقة‪،‬‬ ‫للدراسات التأريخيَّة؛ إذ يظهر‪ ،‬من خاللها‪ ،‬أي إضافة‪،‬‬ ‫اء كانت فيما يتعلق بالسيرة‬
‫اإلسالميَّة المبكرة‪ ،‬المتوفرة؛ سو ً‬
‫جيدا لما نحن‬ ‫مصنفات ٍ‬
‫ٍ‬
‫مؤشر ً‬
‫ًا‬ ‫تالية‪ ،‬وهذه‪ ،‬بدوره‪ُ ،‬يعطينا‬ ‫في‬ ‫النبويَّة أو التأريخ أو الحديث أو غيرها‪ .‬إذ تم االعتماد على‬
‫بصدده من الدراسة التأريخيَّة لمسألة وجوب غسل شهيد المعركة‪.‬‬ ‫المصادر من حيث زمن تدوينها؛ باعتبار أن الدراسة‪ ،‬المعتمدة‬

‫‪337‬‬ ‫المجلد ‪ | 2‬العدد | ‪2023 | 1‬‬


‫يد اَْل َم ْعَرَك ِة َبْي َن اَلن َّْف ِي َو ِْ‬
‫اإل ثَْبات‬ ‫وجوب َغس ِل َش ِه ِ‬
‫ُُ ُ ْ‬ ‫عبد الكريم محمد عبد هللا الوظّاف‬

‫الباحث أو المطلع‪ ،‬على الكتب والدراسات الفقهيَّة‪،‬‬ ‫عصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر التـ ــابعين – عصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ظهور المـ ــذاهـ ــب‬
‫القـديمـة والحـديثـة لن يجـد‪ ،‬أمـامـه‪ ،‬سـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوى طريقتين‬ ‫اإلسـ ـ ـ ــالميَّة‪ .‬وال بد‪ ،‬قبل ذلك‪ ،‬من تمهيد؛ يتم بيان‬
‫لسرد ومناقشة المسالة‪:‬‬ ‫معني الموت وأسـ ـ ـ ــبابه‪ ،‬وموقف اإلسـ ـ ـ ــالم من جثة‬

‫‪ -‬إما أن تكون في ص ــورة مذهبيَّة (مختصـ ـرات أو‬ ‫الميت‪ ،‬بشـ ـ ـ ــكل عام‪ ،‬وتعريف الشـ ـ ـ ــهادة والقتل في‬

‫شـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرو فقهيـَّة أو فتــاوى)؛ تــذكر رأي المــذهــب‬ ‫سبيل هللا‪.‬‬

‫المخت ــار‪ ،‬وإن ج ــاءت ب ــذكر الرأي المخ ــالف –‬ ‫منهجية البحث‪:‬‬
‫َّ‬
‫وهذا عند قليل منهم – فاالنحياز واضح وجلي‪.‬‬ ‫س ـ ــأقوم بتس ـ ــليط الض ـ ــوء على مس ـ ــألة غس ـ ــل‬
‫ّ‬
‫‪ -‬وإم ـ ــا أن تكون في صـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورة مصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنف فقهي‬ ‫الش ــهيد‪ ،‬وذلك من خالل اس ــتخدم المنهج الوص ــفي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫موسـ ـ ـ ـ ــوعي؛ يحوي راء المذاهب المختلفة؛ دون‬ ‫ويعر المنهج الوص ـ ـ ـ ـ ـ ــفي التحليلي بأنه‬ ‫التحليلي‪ُ .‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المنـ ــاقشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة والتحليـ ــل لتلـ ــك اآلراء‪ ،‬جميعهـ ــا‪،‬‬ ‫ضـ ـ ـ ـا‪،‬‬ ‫فبارة عن اجتماع منهجين مع بعض ـ ـ ــهما بع ً‬
‫كالموسـ ــوعة الفقهيَّة الكويتيَّة أو الفقه اإلسـ ــالمي‬ ‫وهمــا المنهج الوصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــفي والمنهج التحليلي‪ ،‬حيــث‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الزحيلي‪.‬‬ ‫وأدلته‪ ،‬للدكتور‪ /‬وهبة‬ ‫يكون المنهج الوص ـ ـ ـ ـ ــفي هو المنهج األس ـ ـ ـ ـ ــاس ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫ُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وعليه‪ ،‬فبحس ـ ـ ـ ــب علمي‪ ،‬فإني لم أجد د ارس ـ ـ ـ ــة‬ ‫المعتمد في البحث؛ يسـ ـ ـ ـ ــاعده المنهج التحليلي من‬
‫ّ‬
‫فيمكن‬ ‫أجل البحث عن الظاهرة وإيجاد الحلول المناس ـ ـ ـ ـ ــبة‬
‫علميَّة متخصـ ـص ــة لهذه المسـ ـألة‪ ،‬وبالتالي‪ُ ،‬‬
‫اعتبـار‪ ،‬هـذه الـد ارسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬هي األولى من نوعهـا في‬ ‫نجــا عملَّي ـة البحــث‪ .‬إذ‬ ‫لهــا‪ ،‬و كــل ذلــك بهــد‬

‫د ارس ـ ــة هذه المس ـ ــألة‪ ،‬والتي خرجت بنتيجة ُمختلفة‬ ‫س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأقوم بــاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتقراء وتجميع البيــانــات التــأريخَّي ـة‬

‫لمـا عليـه جمهور الفقهـاء‪ ،‬مسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتنـدةً في ذلـك إلى‬ ‫والمجموعـ ــات الحـ ــديثَّيـ ـة المبكرة و راء الفقهـ ــاء؛ ثم‬

‫د ارسـ ــة علميَّة أكاديميَّة وصـ ــفيَّة تحليليَّة‪ ،‬ولعل هذه‬ ‫القي ــام بتحليله ــا والخروج بنت ــائج علمَّي ـة‪ .‬كم ــا أنني‬

‫الد ارس ــة تكون في س ــياق د ارس ــة المس ــائل الش ــرفيَّة‬ ‫حاولت أن أجمع‪ ،‬في أسـ ـ ــلوب الكتابة والصـ ـ ــياغة‪،‬‬ ‫ُ‬
‫برؤية جديدة أكاديميَّة معاص ـ ـرة؛ تأخذ في االعتبار‬ ‫ـدي والح ــداثي‪ ،‬ل ــذا لم ت ــأت‬
‫بين األسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلوب التقلي ـ ّ‬
‫ّ‬
‫القائمة‪ ،‬عند صدور الحكم‪.‬‬ ‫الظرو‬ ‫الد ارس ـ ـ ـ ــة على هيئة تقس ـ ـ ـ ــيم مباحث أو مطالب أو‬
‫نحوها؛ إذ كانت الغاية األوليَّة نش ـ ـ ــر هذه الد ارس ـ ـ ــة‬
‫‪ .2‬تمهيد‪:‬‬
‫ٍ‬
‫المجالت العالميَّة‪.‬‬ ‫باللغة اإلنجليزية في إحدى‬
‫قبل الدخول في ص ـ ـ ـ ــلب الد ارس ـ ـ ـ ــة‪ ،‬ال بد من‬
‫الد ا ات السابقة‪:‬‬
‫تعريف الموت وأس ـ ــبابه‪ ،‬وموقف اإلس ـ ــالم من جثة‬
‫اصطالحا‪.‬‬
‫الميت‪ ،‬ثم بيان معنى الشهادة‪ ،‬لغ ًة و‬ ‫مسـ ـ ـ ــألة غسـ ـ ـ ــل شـ ـ ـ ــهيد المعركة‪ ،‬من عدمها‪،‬‬
‫ً‬
‫جاءت في المص ـ ـ ـ ـ ـ ــنفات الحديثيَّة‪ ،‬والكتب الفقهيَّة‪،‬‬
‫‪ .1 .2‬تعرير الموت وأ بابَ‪:‬‬
‫ولكن كـان كـل مجموع حـديثي أو مـدونـة فقهيـَّة تـأتي‬
‫ّ‬
‫الموت هو‪ ،‬بمعنى‪ ،‬ض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد الحيـ ـ ــاة‪ ،‬ومن‬ ‫لت ــأيي ــد وجه ــة نظر ُمح ــددة؛ أال وهي وجه ــة نظر‬
‫المجاز‪ :‬الموت‪ :‬السـكون؛ ُيقال‪ :‬مات‪ :‬سـكن‪ ،‬وكل‬ ‫جمهور الفقهاء القائلة بعدم ُغسـ ـ ـ ـ ـ ــل الشـ ـ ـ ـ ـ ــهيد‪ .‬إن‬

‫المجلد ‪ | 2‬العدد | ‪2023 | 1‬‬ ‫‪338‬‬


‫عبد الكريم محمد عبد هللا الوظّاف‬ ‫يد اَْل َم ْعَرَك ِة َبْي َن اَلن َّْف ِي َو ِْ‬
‫اإل ثَْبات‬ ‫وجوب َغس ِل َش ِه ِ‬
‫ُُ ُ ْ‬

‫ودفنها في التراب‪ ،‬وهوما يقوم به المسلمون‪.‬‬ ‫ما سكن فقد مات(‪.)6‬‬

‫ـوي الحنفي‬
‫حقي البروسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫ويرد إسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمــاعيــل‬ ‫طبيعيا؛‬
‫ً‬ ‫وللموت أس ـ ـ ــبابه‪ ،‬فمنه ما يكون موتًا‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫(المتوفى ‪1127‬هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪1715/‬م) تقليد غســل الميت‬ ‫ُ‬ ‫فـ ــإن فجـ ــأة‪ ،‬بال مرض أو جو ًع ـ ـا‪ ،‬سـ ـ ـ ـ ـ ـ ــموه موتًـ ـا‬
‫إلى دم‪ ،‬حيث يقول‪" :‬وأما غسـ ــل الميت‪ ،‬فش ـ ـريعة‬ ‫ضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا(‪ )7‬أو زؤا ًمـا‪ ،‬كــالبيــاض ال ُيخــالطــه لون‪،‬‬
‫أبي ً‬
‫ماضية؛ لما ُروى ان دم‪ ،‬عليه السالم‪ّ ،‬‬
‫لما ُقبض‪،‬‬ ‫ويس ـ ــميه بعض ـ ــهم بالموت الزؤام(‪ ،)8‬ومنه ما يكون‬ ‫ُ‬
‫نزل جبريل بالمالئكة‪ ،‬وغسـ ـ ـ ــلوه وقالوا ألوالده‪ :‬هذه‬ ‫ويس ـ ــمى بالموت األحمر‪ ،‬لما يحدث فيه عن‬ ‫قتال‪ُ ،‬‬
‫ً‬
‫(‪)9‬‬
‫ســنة موتاكم‪ ،‬وفى الحديث‪( :‬للمسََّّلم علا المسََّّلم‬ ‫القتل من الدم ‪ ،‬ومن الموت ما ُيس ـ ـ ـ ـ ـ ــمى بالموت‬
‫َََََََّّّّّّّ َّتََّّة حقوها ومن جملتهََّّا ا يغسَََََََّّّّّّّ َّلَََّّ بعََّّد‬ ‫األسود‪ ،‬وهو الموت خنًقا أو غرًقا(‪.)10‬‬
‫مَََّّّوتََََََّّّّّ)"(‪ .)11‬وُي ـ ـؤك ـ ـ ــد ال ـ ـقـ ــرط ـ ـبـ ــي (ال ـ ـ ُم ـ ـتـ ــوفـ ــى‬ ‫فيمكن تقس ـ ـ ـ ــيم أس ـ ـ ـ ــباب الموت إلى‬
‫ّ‬ ‫وبالتالي‪ُ ،‬‬
‫‪671‬هـ‪1273/‬م) أن غسل الميت فرض‪ ،‬ال ينبغي‬ ‫اء‬
‫الطبيعي‪ ،‬س ـو ً‬ ‫ّ‬
‫ســببين‪ :‬ســبب داخلي‪ ،‬وهو الموت‬
‫تركــه‪" :‬وغس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل الميــت مشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروع معمول بــه في‬ ‫كــان بسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبــب جوع أو مرض أو نحوه‪ .‬وسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبــب‬
‫الشريعة؛ ال ُيترك"(‪.)12‬‬ ‫خــارجي‪ ،‬وهو مــا كــان بتــدخــل خــارجي في اخترام‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ـوي‪ ،‬المذكور‬ ‫حقي البروس ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫ويؤكد إس ـ ـ ـ ــماعيل‬
‫ُ‬ ‫اء بالخنق أو‬
‫الحياة‪ ،‬أي باعتداء‪ ،‬وهو القتل‪ ،‬س ـ ـ ـ ـ ـو ً‬
‫ّ‬
‫وي ّبين أنـه فرض كفـايـة؛ إذا قـام‬ ‫نًفـا‪ ،‬هـذا الواجـب‪ُ ،‬‬ ‫بأي وسـ ـ ـ ــيلة من وسـ ـ ـ ــائل إزهاق النفس‪ ،‬كالقتل في‬
‫به بعض المسـ ـ ـ ـ ـ ــلمين‪ ،‬س ـ ـ ـ ـ ـ ـقط عن البقيَّة‪" :‬ثم هو‬ ‫المعارك‪.‬‬
‫عمال بكلم ــة ((على))‪ ،‬ولكن إذا ق ــام ب ــه‬
‫واج ــب؛ ً‬ ‫ولكن ما موقف الشـ ـ ـريعة اإلس ـ ــالميَّة من جثة‬
‫(‪)13‬‬
‫‪.‬‬ ‫البعض س ــقط عن الباقين لحص ــول المقص ــود"‬ ‫الميت؟‬
‫ويوض ــح حقي س ــبب غس ــل الميت؛ إذ اعتبره كرامة‬ ‫ُ‬
‫ّ‬ ‫‪ .2 .2‬موقر اإل الم من جثة الميت‪:‬‬
‫لإلنس ـ ـ ـ ــان‪ ،‬فقال‪" :‬وإنما وجب غس ـ ـ ـ ــل الميت‪ ،‬ألنه‬
‫تنجس بالموت‪ ،‬كس ـ ــائر الحيوانات الدمويَّة‪ ،‬إال أنه‬ ‫تختلف الملل والعقائد بشـ ـ ــأن التعامل مع جثة‬

‫يطهر بالغسل؛ كرام ًة له"(‪.)14‬‬ ‫المي ــت‪ ،‬فمنهم من يقوم بحرقه ــا وذر رم ــاده ــا في‬
‫مكان ٍ‬
‫عال‪ ،‬لتأكلها‬ ‫الماء‪ ،‬ومنهم من يضـ ـ ـ ـ ــعها في ٍ‬
‫وهذا الغسـ ـ ــل يشـ ـ ــمل كل األموات‪ ،‬لوال أنه تم‬
‫النسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور والصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقور‪ ،‬ومنهم من يقوم بتحنيطها‪،‬‬
‫اسـتثناء شـهيد المعركة‪ ،‬قال القرطبي‪" :‬فأما غسـله‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ووضـ ـ ـ ـ ـ ــعها في توابيت‪ ،‬ومنهم من يقوم بغسـ ـ ـ ـ ـ ــلها‪،‬‬
‫(‪)15‬‬
‫فهو سنة لجميع المسلمين‪ ،‬حاشا الشهيد" ‪.‬‬

‫ص‪.1130‬‬ ‫بيدي‪ ،‬تاج العروس‪.98 :5 ،‬‬


‫الز َ‬
‫(‪)6‬‬

‫إسماعيل حقي‪ ،‬رو البيان‪.355 :2 ،‬‬ ‫(‪)11‬‬


‫المصدر السابق‪29 :5 ،‬؛ والجرجاني‪ ،‬التعريفات‪ ،‬ص‪.235‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫القرطبي‪ ،‬الجامع ألحكام القرن‪.299 :4 ،‬‬ ‫(‪)12‬‬
‫أحمد رضا‪ ،‬معجم متن اللغة‪.7 :3 ،‬‬ ‫(‪)8‬‬
‫َ‬
‫إسماعيل حقي‪ ،‬رو البيان‪.355 :2 ،‬‬ ‫(‪)13‬‬
‫بيدي‪ ،‬تاج العروس‪.75 :11 ،‬‬ ‫المصدر السابق‪160 :2 ،‬؛ والز َ‬
‫(‪)9‬‬
‫َ‬
‫المصدر السابق‪.‬‬ ‫(‪)14‬‬
‫(‪ )10‬الجرجاني‪ ،‬التعريفات‪ ،‬ص‪236‬؛ وأحمد رضا‪ ،‬معجم متن اللغة‪،‬‬
‫َ‬
‫القرطبي‪ ،‬الجامع ألحكام القرن‪.299 :4 ،‬‬ ‫(‪)15‬‬
‫‪244 :3‬؛ وأحمد مختار‪ ،‬معجم اللغة العربيَّة المعاصرة‪،‬‬
‫َ‬
‫‪339‬‬ ‫المجلد ‪ | 2‬العدد | ‪2023 | 1‬‬
‫يد اَْل َم ْعَرَك ِة َبْي َن اَلن َّْف ِي َو ِْ‬
‫اإل ثَْبات‬ ‫وجوب َغس ِل َش ِه ِ‬
‫ُُ ُ ْ‬ ‫عبد الكريم محمد عبد هللا الوظّاف‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين‬
‫وه ْم َث َمَّان َ‬ ‫اجلَِّ ُد ُ‬ ‫اء َاَّ ْ‬ ‫ِ‬
‫ثُ َّم َل ْم َيَّت ُْتوا بَّتَْ َة َعَّة ُشَََََََّّّّّّّ َّ َهَّ َد َ‬ ‫كائنا‬
‫إذن‪ ،‬فموقف اإلســالم هو غســل الميت‪ً ،‬‬
‫ـر وقت ارتكاب‬ ‫َجْل َد ً((‪ ،)19‬والذي بمعنى كان حاض ـ ًا‬ ‫من كان‪ ،‬وحكه القيام بغسـ ـ ـ ـ ـ ــله فرض كفاية‪ ،‬ولكن‬
‫جريمـة الزنى‪ ،‬وقولـه‪َ ) :‬اَِّ ْ ََُّا َ اَّلَّ ِيخ َعَل ْيَّ َِ اْل َح‬ ‫يتم اســتثناء شــهيد المعركة‪ ،‬وهو من ُقتل في ســبيل‬
‫يها أ َْو ًَََََّّّّ َّ َِلي ًفا أ َْو َال َي ْسََََّّّّ َّ َت ِ ي ُع أَ ْ ُي ِم َّل ُه َو‬ ‫ِ‬
‫َ ََََّّّّ َّف ً‬ ‫هللا‪ .‬لذا ال بد من بيان معنى الشهيد والشهادة‪.‬‬
‫يد ْي ِن ِم ْن‬‫َاْلُي ْملِ ْل َولِي َُ ِباْل َع ْد ِل َوا ْ ََََّّّّ َّ َت ْشََََّّّّ َّ ِه ُدوا َشََََّّّّ َّ ِه َ‬ ‫‪ .3 .2‬الشهاد والقتل اي بيل هللا‪:‬‬
‫امَأَر َتَّا ِ ِم َّم ْن‬‫ِ َجَّال ُك ْم َاَِّ ْ َل ْم َي ُكوَنَّا َ ُجَل ْي ِن َاَر ُجَّ ال َو ْ‬
‫ِ‬
‫عرف ــه ابن منظور‬
‫الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهي ــد‪ ،‬في اللغ ــة‪ ،‬كم ــا ّ‬
‫اء((‪ ،)20‬أي بمعنى كــان‬ ‫َتر ًََََََََّّّّّّّ َّو َ ِمن الشَََََََّّّّّّّ َّهَّ َد ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫(المتوفى ‪711‬هـ‪1311/‬م) وغيره من علماء اللغة‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ـر وقت التداين‪ .‬وفي المقابل‪ُ ،‬يفسـ ــر ما جاء‬ ‫حاضـ ـ ًا‬
‫هو‪ :‬ال ـ ــذي ال يغي ـ ــب عن علم ـ ــه شـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيء‪ ،‬وهو‬
‫ِ‬ ‫اهاد ِم ْن أ ْ ِ‬ ‫في قوله‪) :‬و َش ِه َد َش ِ‬
‫َهل َها ِإ ْ َُا َ َقم ُ‬
‫يص َُ‬ ‫َ‬ ‫الحاضـ ــر‪ .‬وفعيل من أبنية المبالغة في فاعل‪ .‬فإذا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُق ََّّد م ْن ُقُب َّ صل َا َصََََََََّّّّّّّّ َّ َد َق َّ ْت َو ُه َو م َن اْل َك َّا ِب َ‬
‫(‪)21‬‬
‫ين( ‪،‬‬
‫اعتُبر العلم مطلًقـا‪ ،‬فهو العليم‪ ،‬وإذا أُضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيف في‬
‫فــالمعلوم أن امرأة العزيز غّلقـ بـت األبواب‪ ،‬ولم يكن‬
‫األمور الب ــاطن ــة‪ ،‬فهو الخبير‪ ،‬وإذا أُضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيف إلى‬
‫هناك بش ـ ـ ـ ـ ـ ــر ّي غير يوس ـ ـ ـ ـ ـ ــف وامرأة العزيز‪ ،‬وكان‬
‫األمور الظـاهرة‪ ،‬فهو الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهيـد‪ ،‬والشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهـادة خبر‬
‫الشـ ـ ـ ـ ـ ــاهد من خارج الغرفة‪ ،‬بالضـ ـ ـ ـ ـ ــرورة‪ .‬ولو كان‬
‫قاطع(‪.)16‬‬
‫الش ـ ـ ـ ــاهد والش ـ ـ ـ ــهيد س ـ ـ ـ ـواء‪ ،‬ألطلق على هللا اس ـ ـ ـ ــم‬
‫الشاهد‪ ،‬كما الشهيد‪ ،‬وهذا ال يصح‪ ،‬ولم يأت‪ ،‬قط‪،‬‬ ‫ولم ُيفرق علماء اللغة بين الشـ ــاهد والشـ ــهيد؛ إذ‬

‫في كتاب هللا بهذه اللفظة‪.‬‬ ‫همـا عنـدهم سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواء في المعنى‪ ،‬فكالهمـا ُيعطيـان‬
‫العلم القطعي(‪ ،)17‬إال أن الدكتور‪ /‬محمد ش ـ ـ ــحرور‬
‫وأما الش ــهيد في االص ــطال الش ــرعي‪ ،‬فقد تنوع‬
‫ّ‬ ‫(المتوفى ‪ُ ،)2019‬يعطي فرًق ـ ـا في المعنى‪ ،‬وهو‬
‫تعريف ـ ــه‪ ،‬فمنهم من ُيوسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع تعريف ـ ــه‪ ،‬ومنهم من‬ ‫ُ‬
‫أن الشاهد هو غائب عن الحدث‪ ،‬وال يعلم به حين‬
‫يقصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـره‪ .‬وسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبـب ذلك هي اآلثار المترتبـة على‬
‫حصوله‪ ،‬وإنما يـ ـ ـ ــأت بعده‪ ،‬ويستخدم علمه وخبرته‬
‫انطبــاق هــذا التعريف من عــدمهــا‪ .‬فمن التعريفــات‬
‫ـور للحدث‪ ،‬ويشـهد شـهادة معرفيَّة‪ ،‬بينما‬ ‫ُلينشـ تص ًا‬
‫التفصـ ـ ـ ــيليَّة‪َ :‬من قتله أهل الحرب أو أهل البغي أو‬
‫ـر الحدث‪ ،‬بعلم ووعي له‪،‬‬ ‫الش ـ ـ ـ ـ ـ ــهيد يكون حاض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ًا‬
‫ليال أو‬
‫قطــاع الطريق أو اللصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوص في منزلــه‪ً ،‬‬
‫ـهادة علم حض ـ ـ ـ ــوريَّة متعلقة بالس ـ ـ ـ ــمع‬
‫ويش ـ ـ ـ ــهد ش ـ ـ ـ ـ َ‬
‫ـارا‪ ،‬بـ ــأي لـ ــة‪ :‬مثقـ ــل أو محـ ــدد‪ ،‬أو ُوجـ ــد في‬
‫نهـ ـ ً‬ ‫والبص ـ ـ ــر لكيف حص ـ ـ ــل الحدث(‪ .)18‬وهذا ُيفس ـ ـ ــر‬
‫المعركة وبه أثر‪ ،‬كجر وكس ـ ـ ـ ــر وحرق وخروج دم‬
‫الم ــدلوالت اللغوَّي ـة في كت ــاب هللا‪ ،‬التنزي ــل الحكيم‪،‬‬
‫عمدا بمحدد‪،‬‬
‫ظلما ً‬
‫من أذن أو عين‪ ،‬أو َقتله مسلم ً‬ ‫في ما جاء في قوله‪) :‬و َّال ِيين يرمو َ اْلمحصَََّّّ ََّن ِ‬
‫ات‬ ‫ُْ َ‬ ‫َ َ َْ ُ‬

‫واختصار‪.‬‬ ‫ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،239 -238 :3 ،‬باختصار؛‬ ‫(‪)16‬‬

‫سورة النور‪ .‬اآلية ‪.4‬‬ ‫(‪)19‬‬


‫والزبيدي‪ .‬تاج العروس‪.254-252 :8 ،‬‬
‫سورة البقرة‪ .‬اآلية ‪.282‬‬ ‫(‪)20‬‬
‫(‪ )17‬الراز َي‪ ،‬مختار الصحا ‪ ،‬ص‪169‬؛ وابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪،‬‬
‫سورة يوسف‪ .‬اآلية ‪.26‬‬ ‫(‪)21‬‬
‫بيدي‪ ،‬تاج العروس‪.254 :8 ،‬‬
‫‪239 :3‬؛ والز َ‬
‫(‪ )18‬محمد شحرور‪ ،‬اإلسالم واإليمان‪ ،‬ص‪ 193‬وما بعدها‪ ،‬بتصر‬

‫المجلد ‪ | 2‬العدد | ‪2023 | 1‬‬ ‫‪340‬‬


‫عبد الكريم محمد عبد هللا الوظّاف‬ ‫يد اَْل َم ْعَرَك ِة َبْي َن اَلن َّْف ِي َو ِْ‬
‫اإل ثَْبات‬ ‫وجوب َغس ِل َش ِه ِ‬
‫ُُ ُ ْ‬

‫أطلق عليها علماء الحديث أو الفقه الشهداء‪.‬‬ ‫(خاليا من‬


‫ً‬ ‫طاهر‬
‫ًا‬ ‫عاقال)‬
‫(بالغا ً‬
‫مكلفا ً‬
‫ـلما ً‬
‫وكان مسـ ـ ـ ً‬
‫(‪)24‬‬ ‫(‪)23‬‬ ‫(‪)22‬‬
‫في س ـ ــبيل‬ ‫(‪)29‬‬
‫اختلف في س ـ ــبب تس ـ ــمية القتيل‬ ‫ـث‬
‫حيض أو نفــاس أو جنــابــة )‪ ،‬ولم يرتـ ّ‬
‫و ُ‬
‫ـهيدا‪ ،‬فقيل‪ :‬ألن مالئكة الرحمة تش ـ ــهده‪ ،‬أي‬ ‫[واالرتثاث‪ :‬أن يأكل أو يشـ ــرب أو ُيداوى‪ ،‬أو يبقى‬
‫هللا ش ـ ـ ً‬
‫تحضــر غســله أو نقل نفســه إلى الجنة‪ ،‬أو ألن هللا‬ ‫حيا حتى يمض ــي عليه وقت ص ــالة وهو يعقل‪ ،‬أو‬
‫ً‬
‫ومالئكته شـ ـ ـ ــهدوا له بالجنة‪ ،‬كما قاله ابن األنبار ّي‬ ‫حيا‪ ،‬أي وهو يعقل] بعد انقضــاء‬
‫ُينقل من المعركة ً‬
‫(‪)25‬‬
‫(المتوفى ‪328‬هـ ـ ـ ــ‪940/‬م)‪ ،‬أو ألنه ممن يستشهد‪،‬‬ ‫ومنهم‬ ‫الحرب‪ ،‬أي ال يموت عقب اإلصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــابة‪.‬‬
‫ُ‬
‫يوم القي ــام ــة‪ ،‬مع النبي على األمم الخ ــالي ــة‪ ،‬التي‬ ‫ص ـ ـ ـ ـ ـ َر في التعريف‪ ،‬فقال‪ :‬هو من مات‪ ،‬من‬ ‫من َق َ‬
‫ّ‬
‫(المتوفى‬ ‫المس ـ ـ ــلمين‪ ،‬في جهاد الكفار‪ ،‬بس ـ ـ ــبب من أس ـ ـ ــباب‬
‫كذبت أنبياءها في الدنيا‪ .‬وقال ابن األثير ُ‬
‫‪637‬ه ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪1239/‬م)‪ :‬الشهيد‪ ،‬في األصل‪ :‬من ُقتل‬ ‫قتـالهم‪ ،‬قبـل انقضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء الحرب‪ ،‬كـأن قتلـه كـافر أو‬

‫مجاهدا في سـبيل هللا‪ ،‬ثم اتُسـع فيه [في التعريف]‪،‬‬ ‫أصـ ــابه سـ ــال مسـ ــلم خطأً أو عاد إليه سـ ــالحه أو‬
‫ً‬
‫الغرق‬ ‫تردى في بئر أو وهدة أو رفس ـ ـ ـ ـ ــته دابته فمات‪ ،‬أو‬
‫فأُطلق على من س ـ ــماه النبي؛ من المبطون و َ‬
‫(‪)26‬‬
‫الحرق وصـ ـ ـ ــاحب الهدم وذات الجنب وغيرهم‪ .‬أو‬ ‫وبناء‬ ‫قتله مسـ ـ ــلم با ٍغ اسـ ـ ــتعان به أهل الحرب‪.‬‬
‫و َ‬ ‫ً‬
‫ألن ــه حي لم يم ــت‪ ،‬ك ــأن ــه عن ــد رب ــه شـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهي ــد‪ ،‬أي‬ ‫على هذا التعريف‪ ،‬فمن مات ال بس ـ ــبب القتال‪ ،‬أو‬
‫ّ‬
‫(المتوفى‬ ‫ـميل‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫بن‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ض‬ ‫الن‬ ‫عن‬ ‫جاء‬ ‫كذا‬ ‫حاض ــر‪،‬‬ ‫بعـد انقض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء المعركـة‪ ،‬أو في حـال قتـال البغـاة‪،‬‬
‫ُ‬
‫‪204‬ه ـ ــ‪818/‬م)‪ .‬أو ألنه يشهد ملكوت هللا وملكه‪،‬‬ ‫فغير شـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهيـد‪ ،‬في األظهر‪ ،‬عنـد أصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحـاب هـذا‬
‫(‪)27‬‬
‫الملكوت‪ :‬ع ــالم الغي ــب المختد ب ــأروا النفوس‪.‬‬ ‫شامال‪،‬‬
‫ً‬ ‫عاما‬
‫التعريف‪ .‬ومنهم من أعطى تعر ُيفا ً‬
‫والملك‪ :‬عالم الش ــهادة من المحس ــوس ــات الطبيعيَّة‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬من ُقتل في س ــبيل هللا (‪ ،)28‬وبذلك يدخل من‬

‫ـاوي‬ ‫كــذا في تعريفــات محمــد بن عبــد الرؤو‬ ‫ُقتــل في المعركــة أو خــارج المعركــة‪ ،‬بيــد كــافر أو‬
‫المنـ ّ‬
‫ُ‬
‫(المتوفى ‪1031‬هـ‪1621/‬م)(‪.)30‬‬ ‫مسـ ـ ــلم أو غيرهما؛ ما دام في سـ ـ ــبيل هللا‪ .‬وهذا هو‬
‫ُ‬
‫التعريف الذي سـنعتمده عند مناقشـة الحاالت‪ ،‬التي‬
‫ولكن قبل الدخول في د ارســة تأريخ غســل شــهيد‬

‫‪.190‬‬ ‫ومحيضا‪ .‬وقال‬


‫ً‬ ‫حيضا‬
‫الحيض‪ :‬معرو ‪ .‬حاضت المرأة تحيض ً‬
‫(‪)22‬‬

‫هذا تعريف الحنفيَّة‪ُّ .‬‬


‫الز َحيلي‪ ،‬الفقه اإلسالمي‪.1583 :2 ،‬‬ ‫(‪)25‬‬
‫حيضا من قولهم‪ :‬حاض السيل؛ إذا فاض‪.‬‬
‫المبرد‪ُ :‬سمي الحيض ً‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫هذا تعريف الشافعيَّة‪ .‬المرجع السابق‪.1584 :2 ،‬‬ ‫(‪)26‬‬
‫الزبيدي‪ :‬تاج العروس‪،‬‬
‫ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪142 :7 ،‬؛ و ً‬
‫المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)27‬‬
‫‪.312-311 :17‬‬
‫هذا تعريف الزيديَّة‪ .‬ابن مفتا ‪ ،‬شر األزهار‪.152 :3 ،‬‬ ‫(‪)28‬‬
‫النفاس‪ :‬والدة المرأة؛ إذا وضعت‪ ،‬فهي نفساء‪ .‬والنفس‪ :‬الدم‪.‬‬ ‫(‪)23‬‬

‫اء ُقتل في معركة بواسطة الكفار أو بواسطة البغاة أو‬ ‫سو ً‬


‫(‪)29‬‬
‫الزبيدي‪ :‬تاج العروس‪،‬‬
‫ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪238 :6 ،‬؛ و ً‬
‫الظالمين من المسلمين‪ ،‬أو تم اغتياله‪ ،‬على خال ٍ بين الفقهاء‪،‬‬ ‫‪.567 :16‬‬
‫تاليا‪.‬‬
‫سيأتي ذكره ً‬ ‫(‪ )24‬الجنابة‪ :‬المني‪ .‬قال ابن األثير‪ :‬الجنب‪ :‬الذي يجب عليه الغسل‬
‫بيدي‪ ،‬تاج العروس‪:8 ،‬‬
‫ابن األثير‪ :‬النهاية‪513 :2 ،‬؛ والز َ‬
‫(‪)30‬‬
‫إجنابا‪ ،‬واالسم‪ :‬الجنابة‪،‬‬
‫ً‬ ‫بالجماع وخروج المني‪ ،‬وأجنب يجنب‬
‫َ‬
‫‪.255-254‬‬ ‫وهي في األصل البعد‪ .‬ابن األثير‪ :‬النهاية‪302 :1 ،‬؛ وابن‬
‫الزبيدي‪ :‬تاج العروس‪:2 ،‬‬
‫منظور‪ :‬لسان العرب‪279 :1 ،‬؛ و ً‬

‫‪341‬‬ ‫المجلد ‪ | 2‬العدد | ‪2023 | 1‬‬


‫يد اَْل َم ْعَرَك ِة َبْي َن اَلن َّْف ِي َو ِْ‬
‫اإل ثَْبات‬ ‫وجوب َغس ِل َش ِه ِ‬
‫ُُ ُ ْ‬ ‫عبد الكريم محمد عبد هللا الوظّاف‬

‫جواد َعلي‪ ،‬أن العرب كانت تغس ــل أمواتها‪ ،‬بش ــكل‬ ‫المعركــة في اإلسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالم‪ ،‬ينبغي المرور على حــال‬
‫ّ‬
‫عـام‪ ،‬وكـانـت قريو أول من غسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل الميـت بورق‬ ‫العرب‪ ،‬قبل اإلسالم‪ ،‬في هذه المسألة‪.‬‬
‫السدر(‪ ،)33‬ولعله يستوي في ذلك الميت والقتيل‪.‬‬ ‫‪ .3‬موقر العرب من جثَّة قتيَّل المعرَُّة مَّا قبَّل‬
‫‪ .4‬العصر النبو ّخ والتعامل مع جثة الشهيد‪:‬‬ ‫اإل الم‪:‬‬

‫أما في اإلســالم‪ ،‬لم يرد ذكر حكم مســألة غســل‬ ‫كثرت حروب العرب‪ ،‬قبــل اإلسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالم‪ ،‬ومــا تم‬
‫الشهيد‪ ،‬في كتاب هللا‪ ،‬من عدمه‪ ،‬لذا وجب البحث‬ ‫توثيقه كان‪ ،‬في الغالب‪ ،‬يتم تناقله شفاهي ًة؛ إما في‬
‫في أوائل المدونات والمصـ ـ ـ ـ ــنفات التي تتحدث عن‬ ‫ص ـ ـ ــورة حكايات أو في قص ـ ـ ــائد‪ .‬وعند البحث عما‬
‫أفعال وأقوال النبي في تلك المعارك التي خاضـ ـ ـ ــها‬ ‫كانت العرب تفعله مع قتيل المعركة أو شـ ـ ـ ـ ــهيدها‪،‬‬
‫ّ‬
‫أو أمر بها‪.‬‬ ‫ـدي قصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫فـإن المعلومـات تنـدر‪ ،‬ولكن وقع بين ي ّ‬
‫‪ .1 .4‬معرُة بد ‪:‬‬ ‫الزير بن س ـ ــالم‪ ،‬ورغم أنها حكايات ش ـ ــعبيَّة‪ ،‬فإنني‬
‫قد نجد ضـ ـ ــالتنا فيها‪ .‬وفي هذه القصـ ـ ــة‪ُ ،‬يروى أن‬
‫أول معركة حربيَّة شــارك فيها المســلمون‪ ،‬والتي‬
‫الملك الحمير ّي التُّبع حســان‪ ،‬ابن أســعد الكامل‪ ،‬قد‬
‫حصـ ـ ــل فيها قتلى‪ ،‬هي معركة بدر (‪ 17‬رمضـ ـ ــان‬
‫أمر بقتل الملك الشــاعر ربيعة‪ ،‬ســيد عرب الشــمال‬
‫‪2‬هـ ـ ـ ــ‪ 13/‬مارس ‪624‬م)‪ .‬ولم يأت ذكر‪ ،‬ما يتعلق‬
‫العدنانيين القيس ـ ـ ـ ــيين‪ ،‬إذ أمر بش ـ ـ ـ ــنقه‪ ،‬وظل معلًقا‬
‫النبوي(‪.)34‬‬
‫ّ‬ ‫بحكم غسـ ـ ــل شـ ـ ــهداء بدر‪ ،‬في الحديث‬
‫ثالثة أيام‪ ،‬حتى جاء نائب ربيعة‪ ،‬على دمشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق‪،‬‬
‫وأول ًّكتب السـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيرة النبويَّة والمجموعات الحديثية‪،‬‬
‫األمير زيد بن عالم‪ ،‬فغس ــله وكفنه‪ ،‬ثم واراه التراث‬
‫التي ال تزال موجودة‪ ،‬والتي تتطرق لما حص ــل في‬
‫ودفنـه(‪ .)31‬وعلى افتراض أن وقع غس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وتكفين‬
‫معركـة بـدر في هـذا الش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأن هي مغـازي الواقـدي‬
‫الملك الشـاعر وقت‪ ،‬بحسـب هذه القصـة؛ فلعل في‬
‫(المتوفى ‪207‬ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪823/‬م)‪ .‬وفي هذا الكتاب‪ ،‬لم‬
‫ُ‬ ‫هذا إش ـ ــارة إلى عادة العرب في تغس ـ ــيل قتيلها(‪.)32‬‬
‫يتطرق الكاتب إلى مس ــألة غس ــل الش ــهيد‪ ،‬وال حتى‬
‫ومن المص ــادر الموثوقة‪ ،‬لدينا‪ ،‬كما يقول الدكتور‪/‬‬
‫الص ـ ــالة عليه‪ ،‬بل ذكر مس ـ ــألة دفن قتيل المعركة‪،‬‬

‫كان يوم أُحد‪ ،‬أُصيبوا‪ ،‬فذهبت رؤوس عامتهم‪ ،‬فصلى عليهم‬ ‫المهلهل الكبير‪ ،‬قصة الزير سالم‪ ،‬ص‪.19‬‬ ‫(‪)31‬‬

‫رسول هللا‪ ،‬ولم يغسلهم [لم ترد في أمالي أحمد بن فيسى فبارة‬ ‫(‪ )32‬هذه الموضوع يحتاج إلى دراسة‪ ،‬فلربما سيقت هذه القصة بعد‬
‫ّ‬
‫عدم الغسل]‪ ،‬وقال‪( :‬انزعوا عنهم الفراء)"‪ .‬زيد بن علي‪،‬‬ ‫اإلسالم‪ ،‬وتم صبغها بصبغة إسالميَّة‪.‬‬
‫َ‬
‫قلت‪ :‬أثبت‬
‫الفقهي‪ ،‬ص‪ ،120‬رقم ‪ُ .175‬‬ ‫المجموع الحديثي و‬ ‫(‪ )33‬جواد علي‪ ،‬المفصل‪.156 ،32 :9 ،‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫بدرا‪ .‬وباستشارة السياغي‬
‫ً‬ ‫وليس‬ ‫"أحد"‪،‬‬ ‫كلمة‬ ‫المحقق العز ّي‬ ‫(‪ )34‬جاء في أمالي أحمد بن فيسى‪ ،‬أن َعلي بن أبي طالب قال‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫(المتوفى ‪1221‬هـ‪1806/‬م) في شرحه لهذا الحديث فقال‪"ُ :‬وجد‬ ‫ُ‬ ‫"لما كان يوم بدر‪ ،‬أُصيبوا‪ ،‬فذهبت رؤوس عامتهم‪ ،‬فصلى عليهم‬
‫ّ‬
‫في بعض نسح المجموع "يوم بدر"‪ ،‬بدل "يوم أُحد"‪ ،‬وهو وهم‪،‬‬ ‫رسول هللا‪ ،‬وقال‪( :‬انزعوا عنهم الفراء)"‪ .‬كتاب رأب الصدع‪:2 ،‬‬
‫والصواب ما في األصل"‪ .‬السياغي‪ ،‬الروض النضير‪.313 :2 ،‬‬ ‫‪ ،809‬رقم ‪ ،1318‬وقال فيه المحقق المؤيد‪ :‬الحديث في‬
‫َ‬
‫أيضا‪،‬‬
‫وهذه الحديث‪ ،‬المتضمن اإلشارة إلى شهداء بدر؛ ورد‪ً ،‬‬ ‫المجموع [أي مجموع زيد بن َعلي]‪ ،‬إال أن يوم أُحد مكان يوم‬
‫ّ‬
‫في النسخة المطبوعة من االنتصار‪ ،‬ليحيى ابن حمزة‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬وبالعودة إلى إحدى النسخ المطبوعة والمحققة‬
‫بدر‪ .‬أ‪.‬هـ‪ُ .‬‬
‫االنتصار‪.483 :4 ،‬‬ ‫"لما‬
‫لي بن أبي طالب قال‪ّ :‬‬ ‫من مجموع زيد بن علي‪ ،‬وفيها أن ع‬
‫َ ّ‬ ‫َ‬
‫المجلد ‪ | 2‬العدد | ‪2023 | 1‬‬ ‫‪342‬‬
‫عبد الكريم محمد عبد هللا الوظّاف‬ ‫يد اَْل َم ْعَرَك ِة َبْي َن اَلن َّْف ِي َو ِْ‬
‫اإل ثَْبات‬ ‫وجوب َغس ِل َش ِه ِ‬
‫ُُ ُ ْ‬

‫من المسـ ــلمين‪ ،‬وال يقتصـ ــر األمر على حنظلة ابن‬ ‫ـألت‬
‫حيث قال‪" :‬حدثني عبد هللا بن جعفر قال‪ :‬س ـ ـ ـ ُ‬
‫أبي عامر‪ ،‬والمش ـ ــهور باس ـ ــم غس ـ ــيل المالئكة؛ إذا‬ ‫الزهر ّي‪ :‬كم اس ـ ـ ــتش ـ ـ ــهد من المس ـ ـ ــلمين ببدر؟ قال‪:‬‬
‫ُ‬
‫قال فيه النبي‪( :‬إني أيت المالئكة تغسَََََّّّّّل حنظلة‬ ‫رجال‪ ...‬س ــتة من المهاجرين‪ ،‬وثمانية‬
‫أربعة عش ــر ً‬
‫ّ‬
‫بن أبي عامر بين السَََََََّّّّّّّماء واْ ِ بماء المز‬ ‫من األنصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــار‪ ،‬من بني المطلـب بن عبـد منـا ‪:‬‬
‫اي صََّّحاف الفضََّّة) ‪ ....‬فأرســل النبي إلى امرأته‬ ‫عبيـدة بن الحـارث؛ َقتلـه شـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيبـة بن ربيعـة‪ ،‬فـدفنـه‬
‫ّ‬
‫(‪)39‬‬
‫[حنظلة] فسـ ـ ــألها؛ فأخبرته أنه خرج وهو جنب ‪.‬‬ ‫النبي بالصفراء(‪.)36(.)35‬‬
‫ّ‬
‫بل يصـ ـ ـ ـ ــل األمر بحمزة‪ ،‬نفسـ ـ ـ ـ ــه‪ ،‬أن ينطبق عليه‬ ‫إذن‪ ،‬فلم يرد عن النبي أنه غسل قتلى بدر(‪،)37‬‬
‫ّ‬
‫هـذا‪ ،‬حيـث قـال النبي في شـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأنـه‪ ( :‬أيَّت المالئكَّة‬ ‫أيضا‪ .‬وأما بشأن األحاديث التي‬
‫ّ‬ ‫ولم ينه عن ذلك‪ً ،‬‬
‫(‪)40‬‬
‫تغسَََََََّّّّّّّ َّلَََّّ)‪ ،‬ألن حمزة كــان جن ًب ـا‪ ،‬ذلــك اليوم ‪.‬‬ ‫جاءت بمنع الغس ـ ــل‪ ،‬بش ـ ــكل عام‪ ،‬فس ـ ــأتكلم عنها‪،‬‬
‫واألمر اآلخر‪ :‬أن هناك تصـ ـريح من ُّكتَّاب السـ ــيرة‬ ‫الحًقا‪.‬‬
‫النبوَّي ـ ـة وجـ ــامعي األحـ ــاديـ ــث النبوَّي ـ ـة‪ ،‬ومن بينهم‬
‫‪ .2 .4‬معرُة أُحد‪:‬‬
‫الواقدي(‪ ،)41‬أن النبي لم َيغس ـ ـ ــل الش ـ ـ ــهداء(‪ ،)42‬بل‬
‫ّ‬
‫صــدر عنه األمر بعدم غســلهم‪ ،‬حيث قال‪( :‬لفوهم‬ ‫أما في ش ــأن معركة أُحد (‪ 7‬ش ـوال ‪3‬ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪23/‬‬

‫أحَّد يجر اي هللا‬ ‫بَّدمَّائهم وجراحهما اَِّنََّ لي‬ ‫م ـ ــارس ‪625‬م)‪ ،‬فه ـ ــا هن ـ ــا األمر مختلف‪ ،‬إذ أن‬

‫إال جَََّّّاء يوم الميَََّّّامَََّّّة بجرحََََّّّا لونََََّّّ لو دما‬ ‫مسألة غسل شهداء المعركة قد تم ذكرها‪ ،‬صراح ًة‪.‬‬

‫و يحَ يح مسَّ )(‪ ،)43‬وفي رواية‪( :‬ال تغسَّلوهما‬ ‫وك ـ ـ ــان من القتلى(‪ ،)38‬حمزة بن عب ـ ـ ــد المطل ـ ـ ــب‬

‫مسكا يوم الميامة)(‪.)44‬‬ ‫اِ ُل جر أو دم؛ يفو‬ ‫(المتوفى ‪3‬هـ ـ ـ ـ ــ‪625/‬م)‪ ،‬عم النبي‪ .‬ويستوقفنا‪ ،‬في‬‫ُ‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫(المتوفى ‪204‬هـ‪820/‬م) والبخار ّي‬ ‫شـ ـ ـ ـ ــأن قتلى المسـ ـ ـ ـ ــلمين‪ ،‬في هذه المعركة‪ ،‬أمران‪:‬‬
‫الشافعي ُ‬ ‫ّ‬
‫وأخرج‬
‫(الم ـ ــتوفى ‪151‬ه ـ ــ‪769/‬م)‬
‫أولهما‪ :‬أن ابن إسحاق ُ‬
‫اوي ُ‬
‫(المتوفى‬ ‫ط َّح ّ‬
‫(المتوفى ‪256‬هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪870/‬م) وال َ‬
‫ُ‬
‫‪321‬ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪933/‬م) واب ــن حـ ـب ـ ـ ــان (الـ ـ ُمـ ـت ــوف ــى‬ ‫(المتوفى ‪207‬ه ـ ـ ــ‪823/‬م) وابن أبي شيبة‬
‫اقدي ُ‬
‫والو ّ‬
‫‪354‬ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪965/‬م) برواية عن جابر بن عبد هللا‬ ‫(المتوفى ‪235‬هـ ـ ـ ـ ــ‪849/‬م) ُيصرحون بأن المالئكة‬
‫ُ‬
‫جنبا عندما دخل المعركة‪،‬‬
‫قامت بغسـ ـ ـ ـ ـ ــل من كان ً‬

‫اقدي‪ ،‬المغازي‪.309 :1 ،‬‬


‫الو َ‬
‫(‪)40‬‬
‫ويسمى بوادي يليل‪ ،‬أحد أودية الحجاز‪.‬‬
‫الصفراء‪ :‬هو وادي‪ُ ،‬‬
‫(‪)35‬‬

‫اقدي سند هذا الخبر إلى الصحابة‪ ،‬بينما أسنده‬


‫لم يذكر الو ّ‬
‫(‪)41‬‬
‫اقدي‪ ،‬المغازي‪.51 :1 ،‬‬
‫الو َ‬
‫الطبراني إلى كعب بن مالك‪ .‬الطبراني‪ ،‬المعجم الكبير‪:19 ،‬‬ ‫المصدر السابق‪.‬‬ ‫(‪)36‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫‪ ،82‬رقم ‪.167‬‬ ‫(‪ُ )37‬يصر السرخسي‪ ،‬ومن بعده الكاساني‪ ،‬بأنه لم ُيغسل أي من‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اقدي‪ ،‬المغازي‪.309 :1 ،‬‬
‫الو َ‬
‫(‪)42‬‬
‫شهداء بدر‪ .‬السرخسي‪ ،‬المبسول‪49 ،2 ،‬؛ والكاساني‪ ،‬بدائع‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫المصدر السابق‪.‬‬ ‫(‪)43‬‬
‫الصنائع‪.324 :1 ،‬‬
‫أخرجه أحمد بن حنبل برواية عن جابر بن عبد هللا‪ .‬أحمد بن‬ ‫(‪)44‬‬
‫اقدي‪،‬‬
‫شهيدا‪ .‬الو َ‬
‫ً‬ ‫(‪ )38‬بلغ عدد شهداء أُحد ما يزيد عن السبعين‬
‫حنبل (‪241-164‬هـ)‪ ،‬المسند‪ ،97 :22 ،‬رقم ‪14198‬؛ وابن‬ ‫المغازي‪.300 :1 ،‬‬
‫حجر‪ ،‬موافقة الخبر‪.336 :2 ،‬‬ ‫اقدي‪ ،‬المغازي‪،‬‬
‫ابن إسحاق‪ ،‬سيرة ابن إسحاق‪333 ،332 ،‬؛ والو َ‬
‫(‪)39‬‬

‫صنف‪ ،483 :6 ،‬رقم ‪.11322‬‬


‫الم َ‬
‫‪274 :1‬؛ وابن أبي شيبة‪ُ ،‬‬
‫‪343‬‬ ‫المجلد ‪ | 2‬العدد | ‪2023 | 1‬‬
‫يد اَْل َم ْعَرَك ِة َبْي َن اَلن َّْف ِي َو ِْ‬
‫اإل ثَْبات‬ ‫وجوب َغس ِل َش ِه ِ‬
‫ُُ ُ ْ‬ ‫عبد الكريم محمد عبد هللا الوظّاف‬

‫‪238‬ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪853/‬م)‪ ،‬ومسـ ـ ـ ــند ابن حنبل ُ‬


‫(المتوفى‬ ‫(المتوفى ‪78‬ه ـ ـ ــ‪697/‬م)‪ ،‬أن النبي أمر بدفن قتلى‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫‪241‬هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪855/‬م)‪ ،‬لحال القتلى غير سـ ـ ـ ـ ــعد بن‬ ‫(‪)45‬‬
‫صل عليهم‪ ،‬ولم ُيغسلوا ‪.‬‬‫أحد بدمائهم‪ ،‬ولم ُي ّ‬
‫معاذ(‪ ،)48‬إذ كان االهتمام منصـ ـ ـ ـ ـ ـ ًـبا على سـ ـ ـ ـ ـ ــعد‪،‬‬ ‫وبالتالي‪ ،‬ووفًقا لما سـبق ذكره‪ ،‬فإن قتلى معركة‬
‫بجراحة في سـ ــاقه في هذه المعركة‪،‬‬ ‫والذي أُصـ ــيب ُ‬ ‫أُحد لم ُيغســلوا‪ ،‬وجاء األمر بترك غســلهم‪ ،‬وأن من‬
‫ولكنه لم يمت إال بعد أيام‪ ،‬وقد قام النبي بغسـ ـ ـ ــله‪،‬‬ ‫ك ــان جن ًب ـا‪ ،‬عن ــد دخول ــه المعرك ــة‪ ،‬فق ــد غسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلت ــه‬
‫ّ‬
‫ـتعجال في ذلك‪ ،‬حتى برر اسـ ـ ـ ـ ــتعجاله‪،‬‬
‫وكان مسـ ـ ـ ـ ـ ً‬ ‫المالئكة(‪.)46‬‬
‫بقولـه‪( :‬لشَََََََََّّّّّّّّّينَّا أ تسَََََََََّّّّّّّّّبقنَّا المالئكَّة إليََّ ُمَّا‬
‫ومما ُيســتدل به‪ ،‬أن هناك حديث‪ ،‬رفعه الحسـن‬
‫ََّّبقتنا إلا غسََّّل حنظلة)(‪ .)49‬رغم أن هذا ُيوحي‬
‫البصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ّي‪ ،‬إلى النبي‪ ،‬وفيـه‪ :‬إن النبي أمر بحمزة‬
‫جنبا‪ ،‬وليس لدي ما ُي ُُبت ذلك؟‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫سعدا كان ً‬
‫بأن ً‬ ‫(‪)47‬‬
‫فغس ــل ‪ .‬وهذه الرواية تُناقض ما‬
‫حين اس ــتش ــهد‪ُ ،‬‬
‫إذن‪ ،‬فقد تم غس ـ ــل س ـ ــعد بن معاذ‪ ،‬رغم اعتباره‬ ‫سبق ذكره‪ ،‬حيث أمر النبي بغسل و ٍ‬
‫احد من شهداء‬
‫(‪)50‬‬ ‫ّ‬
‫ويبرر بعض الفقهـ ـ ــاء‪ ،‬كـ ـ ــأمثـ ـ ــال‬ ‫شـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهيـ ـ ـ ًـدا ‪ُ ،‬‬ ‫أُحد؟ وسيتم تحليل هذه المسألة‪ ،‬الحًقا‪.‬‬
‫الجصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاص الحنفي وابن ق ـ ــد ق ـ ــدام ـ ــة الحنبلي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ .3 .4‬غزو الخنده‪:‬‬
‫(‪)51‬‬
‫ـعدا ُجر في الخندق‪ ،‬ولم ُيقتل‬ ‫وغيرهما ‪ ،‬بأن سـ ً‬
‫من فوره‪ ،‬أي حص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل معــه ارتثــاث(‪ ،)52‬وبــالتــالي‬ ‫فيمـ ــا يتعلق بغزوة الخنـ ــدق‪ ،‬أو غزوة األحزاب‬

‫خرجوا هذه الحادثة‪ ،‬وغيرها‪ ،‬باستثناء من ُجر في‬ ‫(شوال ‪5‬هــ‪/‬مارس ‪627‬م)‪ ،‬فعلى المشهور أنه ُقتل‬

‫المعركة ولم يمت من فوره(‪.)53‬‬ ‫فيها س ــتة أو س ــبعة من المس ــلمين‪ ،‬من بينهم س ــعد‬
‫بن معــاذ (المتوفى ‪5‬هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪627/‬م)‪ .‬ولم تتطرق‬
‫بمية المعا ك‪:‬‬
‫‪َّ .4 .4‬‬ ‫ُ‬
‫المدونات والمصنفات‪ ،‬ك ـ ـ ـ ـمغازي الو ّ‬
‫اقدي ُ‬
‫(المتوفى‬
‫أما بقيَّة المعارك‪ ،‬فلم تأت إشـ ـ ـ ـ ــارة‪ ،‬في أي من‬
‫‪207‬هــ‪823/‬م)‪ ،‬ومصنف ابن أبي شيبة ُ‬
‫(المتوفى‬
‫ُكتب السـ ــير النبويَّة أو المجموعات الحديثيَّة بشـ ــأن‬
‫‪235‬ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪849/‬م)‪ ،‬ومسـ ـ ــند ابن راهويه ُ‬
‫(المتوفى‬

‫رقم ‪.1489‬‬ ‫(‪ )45‬الشافعي‪ ،‬المسند‪ ،‬ص‪357‬؛ والبخار َي‪ ،‬الصحيح‪،451 :1 ،‬‬
‫َ‬
‫(‪ )50‬حسب تعريفات الشهادة‪ ،‬راجع ما يتعلق بمحور‪ :‬تعريف الشهادة‬ ‫اوي‪ ،‬شر معاني اآلثار‪ ،501 :1 ،‬رقم‬
‫ّ‬ ‫ح‬
‫َّ‬ ‫ط‬
‫َ‬ ‫ال‬
‫و‬ ‫؛‬‫‪1281‬‬ ‫رقم‬
‫والقتل في سبيل هللا‪ ،‬في هذا البحث‪.‬‬ ‫‪2877‬؛ وابن بلبان‪ ،‬اإلحسان‪ ،471 :7 ،‬رقم ‪.3197‬‬
‫اوي‪203 :2 ،‬؛ والكاساني‪،‬‬
‫ط َّح ّ‬
‫الجصاص‪ ،‬شر مختصر ال َ‬‫ّ‬
‫(‪)51‬‬
‫اقدي‪ ،‬المغازي‪،‬‬
‫ابن إسحاق‪ ،‬سيرة ابن إسحاق‪333 ،332 ،‬؛ والو َ‬
‫(‪)46‬‬
‫ّ‬
‫بدائع الصنائع‪322 :1 ،‬؛ وابن قدامة‪ :‬المغني‪.472 :3 ،‬‬ ‫صنف‪ ،483 :6 ،‬رقم‬
‫الم َ‬
‫‪309 ،274 :1‬؛ وابن أبي شيبة‪ُ ،‬‬
‫االرتثاث‪ ،‬في الشرع‪ :‬أن يرتفق المجرو بشيء من مرافق الحياة‪،‬‬ ‫(‪)52‬‬
‫‪ ،11322‬و‪ ،278 :18‬رقم ‪.35021‬‬
‫أو يثبت له حكم من أحكام األحياء‪ ،‬كاألكل والشرب والنوم‪ ،‬قال‬ ‫صنف‪ ،278 :18 ،‬رقم ‪.35021‬‬ ‫الم َ‬‫ابن أبي شيبة‪ُ ،‬‬
‫(‪)47‬‬

‫النسفي‪ :‬ارتثاث الجريح‪ :‬حمُله من المعركة وبه رمق‪ ،‬أي بقي ُة‬ ‫صر السرخسي‪ ،‬ومن بعده الكاساني‪ ،‬بأنه لم ُيغسل شهداء‬ ‫(‪َّ )48‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الزحيلي‪،‬‬‫المجددي البركتي‪ .‬التعريفات الفقهيَّة‪ ،‬ص‪22‬؛ و‬ ‫رو ‪.‬‬ ‫الخندق‪ .‬السرخسي‪ ،‬المبسول‪49 ،2 ،‬؛ والكاساني‪ ،‬بدائع‬
‫ُ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الفقه اإلسالمي‪.1583 :2 ،‬‬ ‫الصنائع‪.324 :1 ،‬‬
‫َ‬
‫(‪ )53‬سيأتي تفصيل راء المذاهب اإلسالميَّة تا ًليا‪.‬‬ ‫صنف‪:20 ،‬‬ ‫اقدي‪ ،‬المغازي‪528 :2 ،‬؛ وابن أبي شيبة‪ُ ،‬‬
‫الم َ‬ ‫الو َ‬
‫(‪)49‬‬

‫‪ ،490‬رقم ‪39561‬؛ وابن حنبل‪ ،‬فضائل الصحابة‪،819 :2 ،‬‬

‫المجلد ‪ | 2‬العدد | ‪2023 | 1‬‬ ‫‪344‬‬


‫عبد الكريم محمد عبد هللا الوظّاف‬ ‫يد اَْل َم ْعَرَك ِة َبْي َن اَلن َّْف ِي َو ِْ‬
‫اإل ثَْبات‬ ‫وجوب َغس ِل َش ِه ِ‬
‫ُُ ُ ْ‬

‫‪ .2 .5‬لالاََََّّّّة عمر بن الخ ََََّّّّاب لحكم اي‬ ‫اء في خيبر‬ ‫ما حصـ ـ ـ ـ ـ ــل لقتلى تلك المعارك‪ ،‬سـ ـ ـ ـ ـ ـو ً‬
‫الفتر ‪13‬هَّ‪634/‬م إلا ‪23‬هَّ‪644/‬م)‪:‬‬ ‫(‪7‬ه ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪628 /‬م) أو ُحنين (‪ 13‬شوال ‪8‬ه ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪/‬يناير‬

‫رغم مــا حــدث من فتوحــات ومعــارك أيــام عمر‬ ‫‪630‬م) أو مؤتة (جماد األولى ‪8‬ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪/‬أغس ـ ـ ــطس‬
‫‪629‬م)‪ .‬عدا ما س ـ ـ ــاقه الس ـ ـ ــرخس ـ ـ ــي والكاس ـ ـ ــاني‪،‬‬
‫بن الخطاب‪ ،‬إال أنه لم ُيورد المؤرخون ش ـ ـ ـ ـ ً‬
‫ـيئا فيما‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ويروي‬ ‫بقولهما‪" :‬لم ُيغسـ ـ ــل شـ ـ ــهداء الخندق وخيبر‪ ،‬فظهر‬
‫يتعلق بغسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل أي قتيـل في تلـك المعـارك‪َ .‬‬
‫(المتوفى ‪15‬ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪636/‬م)‪ ،‬وكان‬ ‫أن الشهيد ال يغسل"(‪.)54‬‬
‫سـ ـ ــعد بن عبيد ُ‬
‫ُيـدعى في زمن النبي‪ :‬القـارئ‪ ،‬وهو إمـام مسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجـد‬ ‫‪ .5‬عصََََََّّّّّّر الخلفاء ال ارشََََََّّّّّّدين والتعامل مع جثة‬
‫ّ‬
‫ـدوا‪،‬‬
‫ومن بعــده‪ ،‬وكــان لقي عـ ً‬ ‫النبي َ‬ ‫ُقبــاء في زمن‬ ‫الشهيد‪:‬‬
‫ّ‬
‫فـانهزم منهم‪ ،‬فقـال لـه عمر‪" :‬هـل لـك في الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام‪،‬‬ ‫بدأ عص ــر الخلفاء الرش ــدين بموت النبي‪ ،‬وذلك‬
‫ّ‬
‫لع ــل هللا يمن علي ــك"‪ ،‬ق ــال‪" :‬ال‪ ،‬إال الع ــدو ال ــذي‬ ‫عام ‪11‬هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪642/‬م‪ ،‬على المشـهور‪ .‬ولذا سـيكون‬
‫فررت منهم"‪ ،‬قال‪ :‬فخطبهم بالقادس ـ ـ ـ ــيَّة [(‪16-13‬‬
‫ُ‬ ‫البحث باسـ ـ ـ ـ ـ ــتعراض ما تم في عصـ ـ ـ ـ ـ ــر من خلف‬
‫شــعبان ‪15‬هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪ 19-16/‬نوفمبر ‪636‬م)]‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫النبي على المســلمين‪ ،‬في شــأن شــهداء المعارك أو‬
‫ّ‬
‫غدا‪ ،‬وإنا مستشهدون‪،‬‬
‫"إنا القو العدو‪ ،‬إن شاء هللا‪ً ،‬‬
‫ّ‬ ‫االغتياالت ألولئك القادة الخلفاء‪.‬‬
‫فال تغسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلوا عنـا د ًمـا‪ ،‬وال نُكفن إال في ثوب كـان‬
‫‪ .1 .5‬لَّالاَََََّّّّّة أبَّي بَّكَّر لحَّكَّم اَّي الَّفَّتَّر‬
‫علينا"(‪.)56‬‬
‫‪11‬هَّ‪632/‬م إلا ‪13‬هَّ‪634/‬م)‪:‬‬
‫ولكن من الخبر األعظم في عه ـ ـ ــد عمر بن‬
‫انتقلت خالفة المسـ ـ ـ ـ ـ ــلمين‪ ،‬بعد وفاة النبي‪ ،‬إلى‬
‫الخطاب‪ ،‬فيما يتعلق بموض ـ ـ ــوع بحثنا‪ ،‬هو الخليفة‬ ‫ّ‬
‫أبي بكر الص ــديق‪ ،‬عبد هللا بن أبي ُقحافة‪ ،‬والذي‪،‬‬
‫عمر‪ ،‬نفسـ ـ ـ ـ ـ ــه‪ ،‬والذي تم اغتياله على يد أبي لؤلؤة‬
‫في مش ـ ـ ـ ـ ــهور التأريخ‪ ،‬مات موت ًة طبيعيَّة‪ ،‬ولم يلق‬
‫(المتوفى‬ ‫ـدي ُ‬‫ويقـال لـه فيروز النهـاون ّ‬ ‫ـي‪ُ ،‬‬ ‫المجوسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ّ‬ ‫حتف ــه في معرك ــة أو تم اغتي ــال ــه‪ .‬إال أن ــه ح ــدث ــت‬
‫‪13‬ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪644/‬م)‪ .‬وبطبيعة الحال‪ ،‬لم يمت عمر‬
‫معارك في عهده؛ أش ـ ــهرها ما أُطلق عليها بحروب‬
‫موت ـ ًة طبيعَّي ـة‪ ،‬أو ُقتــل في معركـ ٍـة‪ ،‬بــل تم اغتيــالــه‬
‫الردة (ما بين ‪11‬هـ ـ ـ ـ ـ‪12-‬ه ـ ـ ـ ــ‪633-632/‬م)‪ ،‬وقد‬
‫في المدينة المنورة‪ ،‬وهو ُيص ـ ـ ـ ـ ــلي بالناس ص ـ ـ ـ ـ ــالة‬
‫ُقتل فيها المئات من المسـ ـ ـ ــلمين(‪ .)55‬وبالبحث عما‬
‫الفجر‪ .‬وب ــالت ــالي‪ ،‬فهو ليس بقتي ــل معرك ــة‪ ،‬ولكن‬
‫قيل بشـ ــأن غسـ ــل قتلى هذه المعارك أو عدمه‪ ،‬فلم‬
‫انطبق عليه تعريف الش ـ ـ ـ ــهيد؛ الذي ذكرناه ًنفا؛ إذ‬
‫أجد‪ ،‬فيما توافر لدي من مص ــادر‪ ،‬ذكر لغس ــل أي‬
‫طعن عمر؛ ُحمـ ــل إلى داره‪ ،‬ول ّمـ ـا بـ ــه رمق‪،‬‬‫ل ّمـ ـا ُ‬
‫من قتيل في تلك المعارك‪.‬‬
‫وأوصـ ـ ــى‪ ،‬إن هو تُوفي‪ ،‬أن ُيغسـ ـ ــل‪ .‬وأول من نقل‬

‫صنف‪ ،543 :3 ،‬رقم ‪6642‬؛ وابن سعد‪،‬‬ ‫الم َ‬


‫عبد الرزاق‪ُ ،‬‬
‫(‪)56‬‬
‫(‪ )54‬السرخسي‪ ،‬المبسول‪49 :2 ،‬؛ والكاساني‪ ،‬بدائع الصنائع‪:1 ،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الطبقات الكبير‪ ،424 :3 ،‬ترجمة رقم ‪135‬؛ وابن أبي شيبة‪،‬‬ ‫‪.324‬‬
‫صنف‪ ،482 :6 ،‬رقم ‪.11317‬‬
‫الم َ‬
‫ُ‬ ‫شهداء اليمامة‪ ،‬لوحدها‪ .500 ،‬ابن خيال‪ ،‬تاريخ خليفة ابن‬ ‫(‪)55‬‬

‫خيال‪ ،‬ص‪.111‬‬

‫‪345‬‬ ‫المجلد ‪ | 2‬العدد | ‪2023 | 1‬‬


‫يد اَْل َم ْعَرَك ِة َبْي َن اَلن َّْف ِي َو ِْ‬
‫اإل ثَْبات‬ ‫وجوب َغس ِل َش ِه ِ‬
‫ُُ ُ ْ‬ ‫عبد الكريم محمد عبد هللا الوظّاف‬

‫ديسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمبر أو ‪ 3‬نوفمبر ‪656‬م)‪ ،‬التي وقعـت بين‬ ‫هــذا الخبر‪ ،‬من المصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنفــات والمــدونــات العربَّي ـة‬
‫جيو َعلي بن أبي طالب وجيو عائشـ ــة بنت أبي‬ ‫اإلسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالميـَّة‪ ،‬في هـذا الش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأن‪ ،‬هو موطـأ مـالـك‬
‫ّ‬
‫بـكـر (ول ـ ـ ــدت ‪ 19‬ق‪ .‬هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪604/‬م وتـوفـي ـ ـ ــت‬ ‫(المتوفى ‪179‬ه ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪795/‬م)‪ .‬إذ َيروي عن عبد هللا‬
‫ُ‬
‫ومرور بمعركة صفين‬
‫ًا‬ ‫‪58‬ه ـ ـ ــ‪678/‬م)‪ ،‬زوج النبي‪،‬‬ ‫(المتوفى ‪73‬هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪693/‬م)‬
‫بن عمر بن الخطاب ُ‬
‫ّ‬
‫(صفر ‪27‬هـ‪/‬يوليو ‪657‬م)‪ ،‬التي وقعت بين جيو‬ ‫ص ـ ـ ـلي‬
‫وكفن و ُ‬
‫قوله‪" :‬إن عمر بن الخطاب ُغسـ ـ ــل ُ‬
‫َعلي بن أبي طالب وجيو معاوية بن أبي سـ ـ ــفيان‬ ‫شهيدا يرحمه هللا"(‪.)57‬‬
‫ً‬ ‫عليه‪ ،‬وكان‬
‫ّ‬
‫انتهاء بمعركة النهروان‬
‫(المتوفى ‪60‬ه ـ ـ ــ‪680/‬م)‪ ،‬و ً‬
‫ُ‬ ‫‪ .3 .5‬لالاَََّّّة عثمَََّّّا بن عفَََّّّا لحكم اي‬
‫(‪38‬ه ـ ـ ـ ـ ــ‪658 /‬م)؛ التي وقعت بين جيو َعلي بن‬ ‫الفتر ‪23‬هَّ‪644/‬م إلا ‪35‬هَّ‪656/‬م)‪:‬‬
‫ّ‬
‫أبي طـالـب والخوارج(‪ .)59‬ولم ُينقـل أنـه تم غسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬
‫وفي شـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأن فترة خالفـة عثمـان بن عفـان‪ ،‬ومـا‬
‫أحــد من أولئــك القتلى‪ ،‬في تلــك المعــارك وغيرهــا‪،‬‬
‫حصل فيها من فتوحات‪ ،‬وما حصل فيها من فتن‪،‬‬
‫وقد جاء تصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريح ممن ُقتل يوم الجمل‪ ،‬وهو زيد‬
‫إال أنه لم ينقل أنه تم غسل ٍ‬
‫أحد من قتلى المعارك‪.‬‬
‫(المتوفى ‪36‬ه ـ ـ ـ ـ ــ‪656/‬م)‪ ،‬حيث قال‪:‬‬ ‫ُ‬
‫بن صوحان ُ‬ ‫لما ثار‬
‫"ال تنزعوا عني ثوًبـ ـ ـا‪ ،‬وال تغسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلوا عني د ًمـ ـ ـا‪،‬‬ ‫وأما بشأن ما وقع على عثمان‪ ،‬نفسه‪ ،‬فإنه ّ‬
‫النــاس عليــه‪ ،‬وقتلوه في داره‪ ،‬اتفق المؤرخون على‬
‫وادفنوني في ثيـابي"(‪ .)60‬ومثلـه وصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيـَّة عمـار بن‬
‫وكفن في ثيابه ودمائه(‪.)58‬‬
‫أن عثمان لم ُيغسل‪ُ ،‬‬
‫(المتوفى ‪37‬هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪657/‬م)‪ ،‬ممن قاتل إلى‬ ‫ياس ـ ــر ُ‬
‫جــانــب َعلي بن أبي طــالــب في معركــة صـ ـ ـ ـ ـ ـ ــفين‬ ‫‪ .4 .5‬لالاََّّة َعلي بن أبي لََّّالََّّب لحكم اي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫(‪)61‬‬
‫وغيرها؛ إذ أوصى أن ال ُيغسل ‪ .‬وجاء التصريح‬ ‫الَََّّّ َّفَََّّّ َّتَََََّّّّّر ‪35‬هَََّّّ ََََََََََََََََََََّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ‪656-655/‬م إلَََََّّّّّا‬
‫مـ ــن ابـ ــن ح ـ ـجـ ــر الـ ــعسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقـ ــالنـ ــي (ال ـ ـ ُم ـ ـتـ ــوفـ ــى‬ ‫‪40‬هَّ‪661/‬م)‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪852‬هـ‪1449/‬م)‪ ،‬أن َع ًليا بن أبي طالب لم َيغسل‬ ‫شهدت خالفة َعلي بن أبي طالب القتل الكثير‪،‬‬
‫ّ‬
‫من ُقتل معه(‪.)62‬‬ ‫بدءا بمعركة‬ ‫َّة‪،‬‬
‫أهلي‬ ‫حروب‬ ‫نتيجة‬ ‫وكانت تلك القتلة‬
‫ً‬
‫وأما بشـ ــأن َعلي بن أبي طالب‪ ،‬فقد تم اغتياله‪،‬‬ ‫الجمـل (‪ 10‬جمـاد األولى أو اآلخرة ‪36‬هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪1/‬‬
‫ّ‬

‫المقدمة‪.42 :‬‬ ‫(‪ )57‬مالك بن أنس‪ ،‬الموطأ‪ ،463 :2 ،‬رقم ‪36‬؛ والشافعي‪ ،‬المسند‪،‬‬
‫َ‬
‫صنف‪ ،542 :3 ،‬رقم ‪6640‬؛ وابن سعد‪،‬‬‫الم َ‬
‫عبد الرزاق‪ُ ،‬‬
‫(‪)60‬‬
‫صنف‪ ،544 :3 ،‬رقم ‪6645‬؛ وابن أبي‬‫الم َ‬
‫‪356‬؛ وعبد الرزاق‪ُ ،‬‬
‫الطبقات‪ ،246 :8 ،‬ترجمة رقم ‪2839‬؛ وابن أبي شيبة‪،‬‬ ‫صنف‪ ،279 :18 ،‬رقم ‪35025‬؛ وابن شبة‪ ،‬تاريخ‬
‫الم َ‬
‫شيبة‪ُ ،‬‬
‫صنف‪ ،481 :6 ،‬رقم ‪.11314‬‬ ‫الم َ‬
‫ُ‬ ‫المدينة‪.924 :3 ،‬‬
‫صنف‪:6 ،‬‬
‫ُ َ‬‫الم‬ ‫شيبة‪،‬‬ ‫أبي‬ ‫ابن‬
‫و‬ ‫؛‬ ‫‪242‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪،‬‬‫الطبقات‬ ‫سعد‪،‬‬ ‫ابن‬ ‫(‪)61‬‬
‫سيف بن عمر‪ ،‬الفتنة ووقعة الجمل‪ ،‬ص‪85‬؛ وابن حنبل‪،‬‬ ‫(‪)58‬‬

‫‪ ،483‬رقم ‪11323‬؛ والبيهقي‪ ،‬السنن الكبرى‪ ،26 :4 ،‬رقم‬ ‫المسند‪ ،548 :1 ،‬رقم ‪531‬؛ والطبر َي‪ ،‬تاريخ الطبر َي‪:4 ،‬‬
‫َ‬
‫‪.6823‬‬ ‫‪.414‬‬
‫(‪ )62‬ابن حجر العسقالني‪ ،‬التلخيد‪329 :2 ،‬؛ والسياغي‪ ،‬الروض‪،‬‬ ‫(‪ )59‬الخوارج‪ ،‬وهم الذي خرجوا على َعلي بن أبي طالب‪ ،‬عقب حادثة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫‪.312 :2‬‬ ‫التحكيم في معركة صفين‪ ،‬وهم فرق‪ .‬الشهرستاني‪ ،‬الملل والنحل‪،‬‬
‫َ‬
‫الزخار‪،‬‬
‫‪ ،114 :1‬بتصر واختصار؛ وابن المرتضى‪ ،‬البحر ّ‬

‫المجلد ‪ | 2‬العدد | ‪2023 | 1‬‬ ‫‪346‬‬


‫عبد الكريم محمد عبد هللا الوظّاف‬ ‫يد اَْل َم ْعَرَك ِة َبْي َن اَلن َّْف ِي َو ِْ‬
‫اإل ثَْبات‬ ‫وجوب َغس ِل َش ِه ِ‬
‫ُُ ُ ْ‬

‫‪ .1 .6‬التابعو اي المدينة المنو (‪:)65‬‬ ‫شــأنه شــأن من ســبقه‪ ،‬إذ قتله‪ ،‬وهو ُيصــلي بالناس‬

‫ي ـ ـ ــذه ـ ـ ــب يـ ـحـ ـيـ ــى األنص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــار ّي (الـ ـ ُمـ ـتـ ــوفـ ــى‬ ‫ال ـف ـج ــر‪ ،‬ع ـب ـ ـ ــد ال ــرح ـم ــن ب ــن م ـل ـج ــم (ال ـ ُم ـت ــوف ــى‬
‫(‪)63‬‬
‫‪143‬هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪760/‬م)‪ ،‬وهو تلميذ الفقهاء الســبعة(‪،)66‬‬ ‫غسله‬
‫‪40‬هـ ـ ـ ـ ــ‪661/‬م)‪ ،‬وقد ُنقل أنه ُغ ّسل ‪ ،‬وقد َّ‬
‫ضـ ـا‪ ،‬مفهوم‬ ‫(‪)67‬‬ ‫(المتوفى ‪41‬ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪662-661/‬م) والحسـين‬
‫الحسـن ُ‬
‫إلى أن الش ــهيد ال ُيغ َّسـ ـل ‪ ،‬وهذا‪ ،‬أي ً‬
‫(المتوفي ‪117‬ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪726/‬م)‪ ،‬مولى ابن‬ ‫(المتوفى ‪61‬هـ‪680/‬م)‪ ،‬ابني َعلي بن أبي طالب‪،‬‬
‫كالم نافع ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫عمر‪ ،‬حيث قال في شــأن عمر بن الخطاب‪" :‬كان‬ ‫(المتوفى‬
‫وعب ـ ـ ــد هللا بن جعفر بن أبي ط ـ ـ ــال ـ ـ ــب ُ‬
‫فغس ــل‪ ،‬وص ــلي عليه‪ ،‬وكفن‪،‬‬ ‫‪80‬هـ‪700/‬م)(‪.)64‬‬
‫عمر خير الش ــهداء‪ُ ،‬‬
‫ألنه عاش بعد طعنته"‪ ،‬ثم أض ـ ــا في ش ـ ــأن قتيل‬ ‫وبذلك‪ ،‬يتضح أنه لم ترد أية أخبار بشأن غسل‬
‫المعركة‪" :‬ما لم يعو‪ ،‬إال إذا عاش بعد إص ـ ـ ــابته‪،‬‬ ‫شـ ـ ــهداء المعارك‪ .‬وأما من تم اغتياله‪ ،‬من الخلفاء‪،‬‬
‫فإنه ُيغسل"(‪.)68‬‬ ‫فقد تم غس ـ ـ ـ ـ ــلهم‪ ،‬عدا عثمان بن عفان‪ ،‬وس ـ ـ ـ ـ ـ ُـنلقي‬

‫(المتوفى‬ ‫على هذه المسألة مز ًيدا من التحليل‪ ،‬الحًقا‪.‬‬


‫وفي المقابل‪ ،‬خالف سعيد بن المسيب ُ‬
‫‪94‬هـ ــ‪715/‬م)‪ ،‬أحد الفقهاء السبعة وسيد التابعين‪،‬‬ ‫اْول والَّثَََََّّّّّانَّي‬ ‫‪ .6‬عصَََََََََّّّّّّّّّر الَّتَََََّّّّّابَّعَّيَّن لالَّقَّر‬
‫الذي ذهب إلى وجوب غس ـ ــل الش ـ ــهيد‪ ،‬وس ـ ــنده في‬ ‫الَّهَّجَّرخ‪816-632/‬م) والَّتَّعَََََّّّّّامَََََّّّّّل مَّع جَّثَََََّّّّّة‬
‫ذلـك قـاعـدة أن من مـات فقـد أجنـب‪ ،‬وأن غس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬ ‫الشهيد‪:‬‬
‫الميت واجب(‪.)69‬‬ ‫ورث التـابعون إرث الصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحـابـة؛ ممـا نقلوه عن‬
‫‪ .2 .6‬التابعو اي مكة المكرمة‪:‬‬ ‫النبي‪ ،‬ومن ذلك ما يتعلق بمســألة غســل الشــهداء‪.‬‬
‫ّ‬
‫(الـ ُمـتـوفـى‬
‫ُنـق ـ ـ ــل عـن عـط ـ ـ ــاء بـن أبـي رب ـ ـ ــا‬ ‫وق ــد تع ــددت رائهم‪ ،‬ب ــاختال من تلقوا من ــه علوم‬

‫‪114‬ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪732/‬م)‪ ،‬وهو فقهيه وعالم حديث‪ ،‬قوله‬ ‫ويمكن عرض م ــا وصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل إلين ــا من ه ــذه‬
‫النبي‪ُ ،‬‬
‫ّ‬
‫ضـ ـا‪ ،‬قول عكرمة‬ ‫(‪)70‬‬ ‫اآلراء‪ ،‬حســب المدن والواليات اإلســالميَّة‪ ،‬في ذلك‬
‫بعدم غس ــل الش ــهيد ‪ ،‬وهذا‪ ،‬أي ً‬
‫الوقت‪.‬‬

‫‪94‬هـ‪715/‬م)؛ و(‪ )5‬أبو بكر بن عبد الرحمن المخزومي‬ ‫صنف‪ ،544 :3 ،‬رقم ‪6646‬؛ وابن أبي الدنيا‪،‬‬
‫الم َ‬
‫عبد الرزاق‪ُ ،‬‬
‫(‪)63‬‬
‫ّ‬
‫(المتوفى‬
‫(المتوفى ‪94‬هـ‪713/‬م)؛ و(‪ )6‬سليمان بن يسار ُ‬
‫ُ‬ ‫مقتل أمير المؤمنين َعلي بن أبي طالب‪ ،‬ص ‪ ،70‬رقم ‪78‬؛‬
‫ّ‬
‫(المتوفى ‪99‬هـ‪717/‬م)‪.‬‬
‫‪107‬هـ‪725/‬م)؛ و(‪ )7‬خارجة بن زيد ُ‬ ‫والسياغي‪ ،‬الروض‪.312 :2 ،‬‬
‫َ‬
‫المجددي البركتي‪ ،‬التعريفات الفقهيَّة‪ ،‬ص‪.166‬‬
‫ّ‬ ‫(‪ )64‬المصادر السابقة‪.‬‬
‫َ‬
‫(‪ )67‬ابن المنذر‪ ،‬األوسط‪ ،346 :5 ،‬رقم ‪.2960‬‬ ‫(‪ )65‬سنتطرق لمذهب زيد بن َعلي ومالك بن أنس عند الحديث عن‬
‫ّ‬
‫صنف‪ ،544 :3 ،‬رقم ‪.6645‬‬
‫الم َ‬
‫عبد الرزاق‪ُ ،‬‬
‫(‪)68‬‬
‫المذهب اإلسالميَّة‪.‬‬
‫المصدر السابق‪ ،545 :3 ،‬رقم ‪6650‬؛ وابن أبي شيبة‪،‬‬ ‫(‪)69‬‬
‫(‪ )66‬الفَقهاء السبعة‪ :‬وهم الذين كانوا بالمدينة من التابعين‪ ،‬وهم‪)1( :‬‬
‫صنف‪ ،483 :6 ،‬رقم ‪11321‬؛ وابن أصبغ‪ ،‬اإلنجاد‪،‬‬
‫الم َ‬ ‫(المتوفى‬
‫ذلي ُ‬ ‫عبيد هللا بن عبد هللا بن ُعتبة بن مسعود اله‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ ّ‬
‫ص‪.112-111‬‬ ‫‪94‬هـ‪717-716/‬م)؛ و(‪ )2‬عروة بن الزبير بن العوام (المتوفى‬
‫صنف‪ ،542 :3 ،‬رقم ‪6638‬؛ وابن المنذر‪،‬‬
‫الم َ‬
‫عبد الرزاق‪ُ ،‬‬
‫(‪)70‬‬
‫(المتوفى‬
‫‪94‬هـ‪713/‬م)؛ و(‪ )3‬القاسم بن محمد بن أبي بكر ُ‬
‫األوسط‪ ،346 :5 ،‬رقم ‪.2960‬‬ ‫(المتوفى‬
‫ُ‬ ‫المسيب‬ ‫بن‬ ‫سعيد‬ ‫و(‪)4‬‬ ‫‪106‬هـ‪725/‬م)؛‬

‫‪347‬‬ ‫المجلد ‪ | 2‬العدد | ‪2023 | 1‬‬


‫يد اَْل َم ْعَرَك ِة َبْي َن اَلن َّْف ِي َو ِْ‬
‫اإل ثَْبات‬ ‫وجوب َغس ِل َش ِه ِ‬
‫ُُ ُ ْ‬ ‫عبد الكريم محمد عبد هللا الوظّاف‬

‫الشهيد(‪.)76‬‬ ‫(المتوفى ‪105‬هـ‪723/‬م)‪ ،‬مولى ابن فباس(‪.)71‬‬


‫ُ‬
‫‪ .6 .6‬التابعو اي مصر‪:‬‬ ‫‪ .3 .6‬التابعو اي الكواة‪:‬‬

‫وال يخرج تـابعو مصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر عن جمهور التـابعين‪،‬‬ ‫ي ـ ـ ــذه ـ ـ ــب إبـ ارهـيـم بـن يـزي ـ ـ ــد الـنـخـعـي (الـ ُمـتـوفـى‬
‫ّ‬
‫(المتوفى ‪175‬ه ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪791/‬م)‪،‬‬
‫ومنهم الليث بن سعد ُ‬ ‫‪96‬ه ـ ــ‪714/‬م)‪ ،‬وهو فقيه وقارئ‪ ،‬إلى أنه إذا مات‬
‫وهو إمام أهل مصـ ـ ــر‪ ،‬في زمانه؛ إذ ذهب إلى أنه‬ ‫حيا‪ُ ،‬غسل(‪.)72‬‬ ‫الشهيد مكانه‪ ،‬لم يغسل‪ ،‬فإذا ُحمل ً‬
‫ال ُيغسل الشهيد(‪.)77‬‬ ‫ضـ ـ ـ ـا‪ ،‬س ـ ـ ــفيان‬‫وذهب إلى عدم غس ـ ـ ــل الش ـ ـ ــهيد‪ ،‬أي ً‬
‫وبالتالي‪ ،‬فالتابعون‪ ،‬بشـ ـ ـ ـ ـ ــكل عام‪ ،‬يذهبون إلى‬ ‫الثور ّي ُ‬
‫(المتوفى ‪161‬هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪778/‬م)‪ ،‬وهو إمام من‬

‫عدم غسل الشهيد‪ ،‬وقد زاد بعضهم‪ ،‬بأنه ُيغسل إذا‬ ‫أئمة الحديث‪ ،‬وصاحب مذهب مندثر(‪.)73‬‬

‫عاش بعد إصــابته‪ .‬وخالف في ذلك ســيد التابعين؟‬ ‫‪ .4 .6‬التابعو اي البصر ‪:‬‬
‫وهو س ـ ـ ــعيد بن المس ـ ـ ــيب‪ ،‬وكذلك تابعي البصـ ـ ـ ـرة‪،‬‬ ‫ذهب أكثر الشـ ـ ــخصـ ـ ــيات شـ ـ ــهرةً‪ ،‬وهو الحسـ ـ ــن‬
‫ّ‬
‫تجاوزا؛ إذ ذهبوا إلى غسل الشهيد‪ ،‬تحت قاعدة أن‬ ‫ً‬ ‫(المتوفى ‪110‬ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪728/‬م)‪ ،‬إلى القول‬ ‫البص ـ ــر ّي ُ‬
‫األصـ ـ ــل هو غسـ ـ ــل الميت‪ ،‬باإلضـ ـ ــافة إلى أن من‬ ‫بوجوب غس ـ ـ ـ ـ ـ ــل قتيل المعركة؛ على قاعدة أن كل‬
‫مات فقد أجنب‪ ،‬ومن أجنب؛ وجب غسله‪ .‬وسنأتي‬ ‫من مات وجب غسل‪ ،‬وأنه كل من مات أجنب(‪)74‬؛‬
‫على تحليل ذلك‪ ،‬الحًقا‪.‬‬ ‫شأنه شأن ابن المسيب‪.‬‬
‫َّالميةا والتعامل‬
‫‪ .7‬عصَََََّّّّّر ظهو المياهب اإل ََََّّّّ َّ‬ ‫ووافقه في ذلك القاضـ ـ ـ ــي عبيد هللا بن الحسـ ـ ـ ــن‬
‫مع جثة الشهيد‪:‬‬
‫العنبر ّي ُ‬
‫(المتوفى ‪168‬هـ ـ ـ ـ ــ‪785-786/‬م)‪ ،‬قاضي‬
‫سـ ـ ـ ـ ــيتم الحديث عن رؤية المذاهب اإلسـ ـ ـ ـ ــالميَّة‬ ‫المهدي (حكم في الفترة‬
‫ّ‬ ‫البص ـ ـ ـ ـ ـ ـرة في زمن الخليفة‬
‫الرئيس ـ ـ ـ ــة لمس ـ ـ ـ ــألة غس ـ ـ ـ ــل الش ـ ـ ـ ــهيد‪ ،‬من خالل ‪3‬‬ ‫‪158‬هـ‪775/‬م – ‪169‬هـ‪785/‬م)(‪.)75‬‬
‫محاور‪:‬‬ ‫‪ .5 .6‬التابعو اي الشام‪:‬‬
‫‪ .1 .7‬من هَّب إلا عَّدم غسَََََََََّّّّّّّّّل الشَََََََََّّّّّّّّّهيَّد‬ ‫أما الشام‪ ،‬فيذهب إمامها وإمام بيروت والمغرب‬
‫م ًلقاا دو النظر علا يد من ُقتل‪:‬‬ ‫واألنـ ـ ــدلس‪ ،‬في زمـ ـ ــانـ ـ ــه‪ ،‬عبـ ـ ــد الرحمن األوزاعي‬
‫ّ‬
‫ذه ـ ــب الحنفَّيـ ـ ـة‪ ،‬دون خال ٍ بين أبي حنيف ـ ــة‬ ‫(المتوفى ‪157‬ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪774/‬م)‪ ،‬إلى أنه ال ُيغس ـ ـ ـ ــل‬
‫ُ‬
‫اء ُقتل على‬
‫وأصـحابه‪ ،‬إلى عدم غسـل الشـهيد‪ ،‬سـو ً‬

‫صنف‪:18 ،‬‬
‫الم َ‬
‫السنن‪ ،263 :2 ،‬رقم ‪2577‬؛ وابن أبي شيبة‪ُ ،‬‬ ‫صنف‪ ،545 :3 ،‬رقم ‪.6649‬‬
‫الم َ‬
‫عبد الرزاق‪ُ ،‬‬
‫(‪)71‬‬

‫‪ ،279‬رقم ‪.35024‬‬ ‫المصدر السابق‪ ،545 :3 ،‬رقم ‪6650‬؛ وابن أبي شيبة‪،‬‬ ‫(‪)72‬‬

‫ابن عبد البر‪ ،‬التمهيد‪.159 :16 ،‬‬ ‫(‪)75‬‬


‫صنف‪ ،278 :18 ،‬رقم ‪.35020‬‬ ‫الم َ‬
‫ُ‬
‫ابن أصبغ‪ ،‬اإلنجاد‪ ،‬ص‪.111‬‬ ‫(‪)76‬‬
‫(‪ )73‬ابن عبد البر‪ ،‬التمهيد‪159 :16 ،‬؛ والشوكاني‪ ،‬نيل األوطار‪،‬‬
‫َ‬
‫المصدر السابق‪.‬‬ ‫(‪)77‬‬
‫‪.54 :4‬‬
‫صنف‪ ،545 :3 ،‬رقم ‪6650‬؛ وابن شعبة‪،‬‬
‫الم َ‬
‫عبد الرزاق‪ُ ،‬‬
‫(‪)74‬‬

‫المجلد ‪ | 2‬العدد | ‪2023 | 1‬‬ ‫‪348‬‬


‫عبد الكريم محمد عبد هللا الوظّاف‬ ‫يد اَْل َم ْعَرَك ِة َبْي َن اَلن َّْف ِي َو ِْ‬
‫اإل ثَْبات‬ ‫وجوب َغس ِل َش ِه ِ‬
‫ُُ ُ ْ‬

‫ويسـ ـ ـ ــتندون في ذلك إلى أن أسـ ـ ـ ــماء بنت أبي بكر‬ ‫أيـدي الكفــارة أو المسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلمين(‪ .)78‬ووافقهم في ذلـك‬
‫(المتوفية ‪73‬ه ـ ـ ــ‪692/‬م) َغسلت ابنها‪ ،‬عبد هللا بن‬ ‫ُ‬ ‫(المتوفى‬
‫الحنابلة‪ ،‬رواية واحدةً عن أحمد بن حنبل ُ‬
‫(المتوفى ‪73‬ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪692/‬م)‪ ،‬ولم ينكر عليها‬
‫الزبير ُ‬ ‫‪241‬هـ ـ ـ ــ‪855/‬م)(‪ .)79‬وكذلك ذهب االثني عشريَّة‪،‬‬
‫أحد(‪ .)83‬ووافقهم اإلباضـ ـ ـ ـ ــيَّة‪ ،‬فال ُيغسـ ـ ـ ـ ــل شـ ـ ـ ـ ــهيد‬ ‫اإلماميَّة‪ ،‬إلى عدم غســل الشــهيد‪ ،‬ولكنهم اشــترطوا‬
‫المعرك ـ ـ ــة‪ ،‬إذا ك ـ ـ ــان في قت ـ ـ ــال المشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــركين أو‬ ‫أن يكون ُقـد ُقتـل القتيـل بين يـدي اإلمـام‪ ،‬ومـات في‬
‫المنافقين(‪.)84‬‬ ‫المعركـة(‪ .)80‬ويرى الظـاهريـَّة‪ ،‬أن الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهيـد‪ ،‬الـذي‬

‫‪ .4 .7‬من اره بين من ُقتَََّّّل اي المعرَََُّّّة‬ ‫قتله المش ـ ـ ـ ـ ـ ــركون في المعركة‪ ،‬فمات فيها‪ ،‬فإنه ال‬

‫ومن ُجر ايها ولم يمتا ومات بعدها‪:‬‬ ‫يلزم غسـ ـ ــله‪ ،‬ولم يصـ ـ ــدر عنهم ند فير غير هذه‬
‫الحالة(‪.)81‬‬
‫ج ـ ـ ــاء ع ـ ــن م ـ ـ ــال ـ ـ ــك ب ـ ــن أن ـ ــس (الـ ـ ـ ُمـ ـ ـت ـ ــوف ـ ــى‬
‫‪179‬هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪795/‬م)‪ ،‬إمام المالكيَّة‪ ،‬أن الشــهداء في‬ ‫‪ .2 .7‬من اره بين من ُقتَََّّّل اي المعرَََُّّّة‬

‫س ــبيل هللا ال ُيغس ــلون‪ ...‬وأن تلك الس ــنة فيمن ُقتل‬ ‫ومن ُجر ايها ولم يمتا ومات بعدها‪:‬‬

‫في المعترك‪ ،‬فلم ُي ـ ـدرك حتى مـ ــات‪ .‬وهـ ــذا الـ ــذي‬ ‫جاء في ٍ‬
‫قول لمذهب اإلباض ـ ـ ـ ـ ـ ــيًّة أن الش ـ ـ ـ ـ ـ ــهيد‬
‫سـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاقـه مـالـك بن أنس هو مـا تم اعتمـاده للمـذهـب‬ ‫المعتمــد‬ ‫ُيغس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‪ ،‬مطلًق ـا‪ ،‬وهــذا القول هو خال‬
‫المالكي‪ .‬وأما من ُحمل منهم‪ ،‬فعاش ما شـ ـ ـ ـ ـ ــاء هللا‬ ‫لديهم(‪.)82‬‬
‫ّ‬
‫بعد ذلك‪ ،‬فإنه‪ ،‬على المشـهور من المذهب‪ُ ،‬يغسـل‬ ‫‪ .3 .7‬من اره بين الشَََََََََّّّّّّّّّهيد بتيد الكفا أو‬
‫ويص ــلى عليه‪ .‬كما ُعمل بعمر بن الخطاب‪ ،‬ما لم‬
‫ُ‬ ‫بتيدخ المسلمين‪:‬‬
‫يكون في غمرة الموت ولم يأكل ولم يشـرب (أي لم‬
‫ُيفرق الش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــافعَّيـ ـة بين شـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهيـ ــد المعركـ ــة مع‬
‫تث)‪ ،‬فإنه ال ُيغسـ ـ ـ ـ ـ ــل(‪ .)85‬كذلك ذهب يحيى بن‬
‫ير ّ‬
‫المشـركين‪ ،‬ومن أصـيب فيها‪ ،‬ثم مات بعدها‪ ،‬ومن‬
‫(المتوفى ‪298‬ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪911/‬م)‪ ،‬الهادي إلى‬
‫الحس ــين ُ‬ ‫البغاة‪ .‬فمن قتله المش ـ ـ ــركون أو‬
‫ُقتل في معركة مع ُ‬
‫يدي في اليمن‪ ،‬إلى عدم‬
‫الحق‪ ،‬مؤسس المذهب الز ّ‬ ‫الكفار‪ ،‬فإنه شـ ـ ـ ـ ـ ــهيد‪ ،‬ال ُيغسـ ـ ـ ـ ـ ــل‪ ،‬ألنه حي بند‬
‫غسل من مات في المعركة‪ ،‬وإن مات‪ ،‬وقد أُصيب‬ ‫ّ‬
‫القرن‪ .‬فإن أُص ــيب بس ــبب قتال مع الكفار‪ ،‬ومات‬
‫حول منها‪ ،‬فإنه ُيغ َّسـ ـ ـ ـل‪،‬‬
‫بس ـ ـ ــبب المعركة‪ ،‬بعد ان ّ‬ ‫بعـد انقضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء تلـك المعركـة‪ ،‬أو مـات في قتـال مع‬
‫البغاة‪ ،‬فغير شـ ــهيد‪ ،‬في األظهر من المذهب‪ ،‬ألنه‬
‫قتيــل مسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلم‪ ،‬فــأشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبــه المقتول في غير القتــال‪،‬‬

‫أطفيو‪ ،‬شر النيل‪.565-564 :2 ،‬‬ ‫(‪)82‬‬


‫(‪ )78‬السرخسي‪ ،‬المبسول‪49 :2 ،‬؛ والكاساني‪ ،‬بدائع الصنائع‪:1 ،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الماوردي‪ ،‬الحاوي الكبير‪،‬‬
‫َ‬ ‫(‪ )83‬الشافعي‪ ،‬األم‪305 ،304 :1 ،‬؛ و‬ ‫‪324‬؛ وابن عابدين‪ ،‬رد المحتار‪.247 :2 ،‬‬
‫َ‬
‫‪33 :3‬؛ والخطيب الشربيني‪ ،‬مغني المحتاج‪.34 ،33 :2 ،‬‬ ‫ابن قدامة‪ ،‬المغني‪.467 :3 ،‬‬ ‫(‪)79‬‬
‫َ‬
‫(‪ )84‬أطفيو‪ ،‬شر النيل‪.565-564 :2 ،‬‬ ‫(‪ )80‬المحقق الحلي‪ ،‬شرائع اإلسالم‪37 :1 ،‬؛ والحر العاملي‪ ،‬تفصيل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مالك بن أنس‪ ،‬الموطأ‪ ،463 :2 ،‬رقم ‪37‬؛ والمؤلف نفسه‪.‬‬ ‫(‪)85‬‬
‫وسائل الشيعة‪ ،506 :2 ،‬رقم ‪.2768‬‬
‫المدونة‪258 :1 ،‬؛ والقرافي‪ ،‬الذخيرة‪.476-475 :2 ،‬‬ ‫ابن حزم‪ ،‬المحلى باآلثار‪.269 :1 ،‬‬ ‫(‪)81‬‬
‫َ‬
‫‪349‬‬ ‫المجلد ‪ | 2‬العدد | ‪2023 | 1‬‬
‫يد اَْل َم ْعَرَك ِة َبْي َن اَلن َّْف ِي َو ِْ‬
‫اإل ثَْبات‬ ‫وجوب َغس ِل َش ِه ِ‬
‫ُُ ُ ْ‬ ‫عبد الكريم محمد عبد هللا الوظّاف‬

‫كونهما ُق ـ ـ ـ ــتال في سبيل هللا‪ ،‬بالمعنى االصطالحي‬ ‫وهـ ـ ــذا مـ ـ ــا تم اعتمـ ـ ــاده كمـ ـ ــذهـ ـ ــب للزيـ ـ ــدَّي ـ ـ ـة(‪.)86‬‬
‫ّ‬
‫الشـرعي للشـهيد‪ .‬ولم تكن مسـألة قتال المشـركين أو‬ ‫واإلس ــماعيليَّة‪ ،‬كذلك يرون أن الش ــهيد‪ ،‬إذا ُقتل‪ ،‬لم‬
‫ّ‬
‫نظر‬
‫الكفار محط تس ـ ـ ـ ـ ـ ــاؤل‪ ،‬في بداية اإلس ـ ـ ـ ـ ـ ــالم‪ً ،‬ا‬ ‫ُيغس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‪ ،‬وإن ُنقــل من مكــانــه‪ ،‬وبــه رمق‪ ،‬فمــات‪،‬‬
‫(‪)87‬‬
‫لألوض ـ ـ ــاع الس ـ ـ ــياس ـ ـ ــيَّة واالقتص ـ ـ ــاديَّة واالجتمافيَّة‬ ‫حيا‪،‬‬
‫ُغس ــل ‪ .‬وعند اإلباض ــيَّة‪ ،‬إذا قتيل المعركة ً‬
‫ولما هاجر النبي وأص ــحابه إلى المدينة‬ ‫للمس ــلمين‪ّ .‬‬ ‫ثم مات من إصابة بسببها‪ ،‬فالمشهور‪ ،‬هو الغسل‪،‬‬
‫ّ‬
‫المنورة‪ ،‬واسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتقبلهم األنص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــار‪ ،‬تم بنــاء الــدولــة‬ ‫وهناك قول في المذهب بعدم غس ـ ـ ـ ــله‪ ،‬وقول خر‪:‬‬
‫اإلس ـ ــالميَّة‪ ،‬وحدث التش ـ ــابك بين المس ـ ــلمين وكفار‬ ‫إن مات في يومه‪ ،‬فال ُيغس ـ ـ ــل‪ ،‬وإال ُغس ـ ـ ــل‪ .‬وقول‬
‫قريو في أول معركة‪ ،‬وهي معركة بدر‪.‬‬ ‫خر‪ُ :‬يغسل الشهيد‪ ،‬مطلًقا(‪.)88‬‬

‫‪ :2 .8‬أخ الحسَََََََّّّّّّّن البصَََََََّّّّّّّرّخ و َََََََّّّّّّّعيد بن‬ ‫المية‪:‬‬


‫َّ‬ ‫ولالصة ما هبت إليَ المياهب اإل‬
‫المسيب‪:‬‬ ‫أما اي مسَََََََّّّّّّّتلة غسَََََََّّّّّّّل شَََََََّّّّّّّهيد المعرُة مع‬
‫تفرد به الحسـ ــن البصـ ــر ّي وسـ ــعيد بن المسـ ــيب‪،‬‬ ‫الكفا ‪ :‬فقد اتفقت المذاهب اإلس ـ ـ ـ ـ ـ ــالميَّة على عدم‬
‫ومن بعدهما عبيد هللا بن الحسـ ــن العنبر ّي‪ ،‬وهو ما‬ ‫غس ــل ش ــهيد المعركة مع الكفار‪ ،‬ومفاده أن ُيغس ــل‬
‫ذكرن ــاه أعاله؛ إذ ال تُنكر مك ــان ــة وعلم الحسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن‬ ‫الشهيد‪ ،‬سوى ٍ‬
‫قول في مذهب اإلباضيَّة‪.‬‬
‫البصـ ـ ــر ّي وسـ ـ ــعيد بن المسـ ـ ــيب‪ ،‬وقد كانا من كبار‬ ‫وأمَّا من ُقتَّل اي معرَُّة مع المسَََََََََّّّّّّّّّلمين‪ :‬فقـد‬
‫التـابعين‪ ،‬بـل لعـل ابن المسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيـب أكبر مكـانـ ًة بين‬ ‫اختلف الفقهاء‪ :‬فغالبيتهم يذهبون إلى عدم غسـ ــله؛‬
‫التابعين‪ ،‬فلقد ُس ـمي "ســيد التابعين"‪ ،‬ناهيك أن ابن‬ ‫ب ــاعتب ــاره شـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهي ـ ًـدا‪ ،‬كشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهي ــد القت ــال مع الكف ــار‬
‫المسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيـ ــب فقيـ ــه المـ ــدينـ ــة المنورة‪ ،‬مـ ــدينـ ــة النبي‬ ‫والمشركين‪ ،‬وهناك رأي يذهب إلى عدم غسله‪.‬‬
‫ّ‬
‫وصـحابته‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فما يصـدر من علماء المدينة‬
‫اي حين أ من أُصََّّيب اي المعرُةا ولم يمت‬
‫محـل نظر واعتبـار‪ ،‬إذ جعـل اإلمـام مـالـك بن أنس‪،‬‬
‫من ََََََََََّّّّّّّّّّاعتََّا ثم مَّات بعَّدهَّا‪ :‬فقــد اتفقوا‪ ،‬على‬
‫إمام دار الهجرة‪ ،‬عمل أهل المدينة أحد مصـ ـ ـ ـ ـ ــادر‬
‫اختال ٍ يسير‪ ،‬في أنه ُيغسل‪.‬‬
‫التشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريع لــديــه‪ ،‬بــل وقـ ّـدمــه على حــديــث اآلحــاد‪.‬‬
‫خبر يأت من مثل ابن المسـ ــيب؛ ُيوافقه‬ ‫ناهيك‪ ،‬أن ًا‬ ‫‪ .8‬التحليل‪:‬‬
‫فيه الحس ـ ـ ــن البص ـ ـ ــري ومن المعلوم‪ ،‬أن الحس ـ ـ ــن‬ ‫‪ :1 .8‬قتلا اإل الم قبل المعا ك‪:‬‬
‫البصــر ّي قد ولد بالمدينة‪ ،‬وأخذ العلوم عن صــحابة‬
‫كان أول شـهيد وشـهيدة في اإلسـالم‪ ،‬هما ياسـر‬
‫النبي وعلمـائهـا هنـاك وفي بقيـَّة بقـاع الحجـاز‪ ،‬قبـل‬
‫ّ‬ ‫(المتوفى ‪ 7‬قبل الهجرة)‪ ،‬وزوجه‬
‫العنسي ُ‬ ‫بن عامر‬
‫ّ‬
‫أن يس ـ ــتقر به المقام في البص ـ ـرة‪ .‬والذي يظهر لي‬
‫(المتوفية ‪ 7‬قبل الهجرة)‪ ،‬والدا‬
‫ُس ـ ـ ـ ـ ـ ـمية بنت خيال ُ‬
‫أن مصـ ـ ـ ــدر‪ ،‬هذين التابعين واحد‪ ،‬هو الصـ ـ ـ ــحابي‬
‫ّ‬ ‫الصـحابي عمار بن ياسـر‪ .‬وتم اعتبارهما شـهيدين‪،‬‬
‫ّ‬

‫أبي حنيفة النعمان المغربي‪ ،‬تأويل الدعائم‪.25 :2 ،‬‬ ‫(‪)87‬‬


‫اإلمام الهادي إلى الحق‪ ،‬األحكام‪135 :1 ،‬؛ وابن المرتضى‪،‬‬ ‫(‪)86‬‬

‫أطفيو‪ ،‬شر النيل‪.565-564 :2 ،‬‬ ‫(‪)88‬‬


‫الزخار‪93 :2 ،‬؛ وابن مفتا ‪ ،‬شر األزهار‪.153 :3 ،‬‬
‫البحر ّ‬

‫المجلد ‪ | 2‬العدد | ‪2023 | 1‬‬ ‫‪350‬‬


‫عبد الكريم محمد عبد هللا الوظّاف‬ ‫يد اَْل َم ْعَرَك ِة َبْي َن اَلن َّْف ِي َو ِْ‬
‫اإل ثَْبات‬ ‫وجوب َغس ِل َش ِه ِ‬
‫ُُ ُ ْ‬

‫(المتوفى‪673‬هـ ـ ـ ـ ــ‪1348/‬م)(‪ .)95‬وبالتالي‪،‬‬


‫الذهبي ُ‬
‫و‬ ‫عب ــد هللا بن عمر بن الخط ــاب‪ ،‬إذ أن كليهم ــا ق ــد‬
‫ّ‬
‫فال مجال للطعن في سند الحديث‪ ،‬ويبدو أن سبب‬ ‫تتلم ــذا علي ــه(‪ ،)89‬وم ــا يؤك ــد ه ــذه النتيج ــة أمران‪:‬‬
‫تضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعيفـه‪ ،‬كونـه ُيخـالف لمـا ُعهـد بـه(‪ ،)96‬أي أن‬ ‫ـاوردي (الـ ُم ـتــوفــى‬
‫ّ‬ ‫أولـه ـم ـ ـ ــا‪ :‬م ـ ـ ــا س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاق ـ ـ ــه الـم ـ ـ ـ‬
‫السبب مذهبي‬ ‫‪450‬هـ ـ ـ ــ‪1058/‬م)‪ ،‬وهو من أكبر فقهاء الشافعيَّة‪،‬‬

‫باإلضــافة إلى ذلك‪ ،‬فإن مبرر الحســن البصــر ّي‬ ‫من أن الش ــهداء ُيغس ــلون‪ ،‬كغيرهم من الموتى‪ ،‬هو‬
‫(‪)90‬‬
‫وس ـ ــعيد بن المس ـ ــيب‪ ،‬ربما اقتبس ـ ــاه من ابن عمر‪،‬‬ ‫ـدي‬
‫قول ابن عمر ‪ .‬وثـانيهمـا‪ :‬مـا أخرجـه ابن ع ّ‬
‫بالقول بغس ـ ــل قتيل المعركة ُيمكن تلخيص ـ ــه في ‪4‬‬ ‫(المتوفى ‪365‬ه ـ ــ‪967/‬م)‪ ،‬في الكامل‪ ،‬حيث قال‪:‬‬
‫ُ‬
‫مبررات‪ )1( :‬أن األص ــل هو غس ــل الميت‪ ،‬ودليله‬ ‫حدثنا أحمد بن عبد هللا بن س ـ ـ ـ ـ ــابور الدقاق‪ ،‬حدثنا‬

‫قطعي‪ ،‬والش ـ ـ ـ ــهيد ميت بأجله‪ ،‬وألن غس ـ ـ ـ ــل الميت‬ ‫الفضـ ـ ــل بن الصـ ـ ــبا ‪ ،‬حدثنا إسـ ـ ــحاق بن سـ ـ ــليمان‬
‫ّ‬
‫تطهير له حتى تجوز الص ــالة عليه بعد غس ــله‪ ،‬ال‬ ‫الراز ّي عن حنظلة بن أبي س ـ ـ ــفيان‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن‬

‫قبلـه‪ ،‬وال ُيرفع القطعي بـدليـل ظني(‪)97‬؛ و(‪ )2‬إنمـا‬ ‫ابن عمر أن النبي ق ــال‪( :‬اغسَََََََََّّّّّّّّّلوا قتالكم)(‪.)91‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫لم ُيغس ـ ـ ــل ش ـ ـ ــهداء أحد‪ ،‬ألن الجراحات فش ـ ـ ــت في‬ ‫عدي‬
‫ّ‬ ‫(ابن‬ ‫ـنده‪:‬‬‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫أن‬ ‫يتبين‬ ‫الحديث؛‬ ‫وبفحد هذا‬

‫الصـ ــحابة‪ ،‬في ذلك اليوم‪ ،‬وكان يشـ ــق عليهم حمل‬ ‫‪ -‬أحمد بن عبد هللا بن سـ ـ ــابور الدقاق ‪ -‬الفضـ ـ ــل‬

‫المـاء من المـدينـة وغسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلهم‪ ،‬ألن عـامـة ج ارحـاتهم‬ ‫بن الصبا ‪ -‬إسحاق بن سليمان الراز ّي ‪ -‬حنظلة‬

‫ك ــان ــت في األي ــدي ف َعـ ـذرهم ل ــذل ــك(‪)98‬؛ (‪ )3‬لكثرة‬ ‫بن أبي سفيان ‪ -‬نافع ‪ -‬ابن عمر – النبي)‪ .‬وبعد‬
‫ّ‬
‫القتلى وانشـغالهم عن غسـلهم(‪)99‬؛ (‪ )4‬ألن كل من‬ ‫د ارس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الحـديـث‪ ،‬يـذهـب علمـاء الحـديـث إلى أنـه‬

‫مات أجنب(‪.)100‬‬ ‫صـ ــحيح عند بعض(‪ ،)92‬ومنكر عند خرين بس ــبب‬
‫تفرد ابن سـ ـ ـ ــابور به‪ ،‬وبقيَّة رواته ثقات(‪ .)93‬وأحمد‬
‫‪ :3 .8‬قتلا بد ‪:‬‬
‫(المتوفى ‪313‬ه ــ) قد‬ ‫بن عبد هللا بن سابور الدقاق ُ‬
‫لم يرد حكم غسـل الشـهيد في كتاب هللا‪ ،‬التنزيل‬ ‫(المتوفى ‪385‬ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪995/‬م)(‪،)94‬‬
‫قطني ُ‬
‫ّ‬
‫وثّقه الدار‬
‫الحكيم‪ ،‬لــذا جــاء التمــاس هــذا الحكم في الحــديــث‬ ‫(المتوفى ‪463‬ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪1071/‬م)‪،‬‬ ‫البغدادي ُ‬
‫ّ‬ ‫والخطيب‬

‫الذهبي‪ ،‬سير أعالم النبالء‪.463-462 :14 ،‬‬ ‫(‪)95‬‬


‫(‪ )89‬المز َي‪ ،‬تهذيب الكمال‪ ،98 :6 ،‬ترجمة رقم ‪ ،1216‬و‪،67 :11‬‬
‫َ‬
‫(‪ )96‬ابن القطان الفاسي‪ ،‬بيان الوهم‪.357 :5 ،‬‬ ‫‪ ،68‬ترجمة رقم ‪.2358‬‬
‫َ‬
‫الماوردي‪ ،‬الحاوي الكبير‪.33 :3 ،‬‬
‫َ‬
‫(‪)90‬‬

‫السرخسي‪ ،‬المبسول‪49 :2 ،‬؛ والكاساني‪ ،‬بدائع الصنائع‪:1 ،‬‬ ‫(‪)97‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫عدي‪ ،‬الكامل‪.340 :3 ،‬‬
‫ابن َ‬
‫(‪)91‬‬

‫الزخار‪.93 :2 ،‬‬‫ّ‬ ‫البحر‬ ‫تضى‪،‬‬


‫ر‬ ‫الم‬ ‫ابن‬‫‪324‬؛ و‬
‫(‪ )92‬المصدر السابق؛ وابن القطان الفاسي‪ ،‬بيان الوهم‪359 :2 ،‬؛‬
‫(‪ )98‬السرخسي‪ ،‬المبسول‪49 :2 ،‬؛ والكاساني‪ ،‬بدائع الصنائع‪:1 ،‬‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫واأللباني‪ ،‬سلسلة األحاديث الضعيفة والموضوعة‪.373 :3 ،‬‬
‫‪.324‬‬ ‫َ‬
‫(‪ )99‬السرخسي‪ ،‬المبسول‪.49 :2 ،‬‬ ‫األلباني‪ ،‬سلسلة األحاديث الضعيفة والموضوعة‪.373 :3 ،‬‬ ‫(‪)93‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صنف‪ ،545 :3 ،‬رقم ‪6650‬؛ وسعيد بن‬
‫الم َ‬
‫ُ‬ ‫اق‪،‬‬ ‫ز‬‫الر‬ ‫(‪ )100‬عبد‬
‫النور َي‪ ،‬الجامع في الجر والتعديل‪43 :1 ،‬؛ وابن‬
‫أبو المعاطي ّ‬
‫(‪)94‬‬
‫منصور‪ ،‬السنن‪ ،263 :2 ،‬رقم ‪2577‬؛ وابن أبي شيبة‪،‬‬
‫هبة هللا‪ ،‬بغية الطلب‪.861 :2 ،‬‬
‫صنف‪ ،279 :18 ،‬رقم ‪.35024‬‬
‫ال ُم َ‬

‫‪351‬‬ ‫المجلد ‪ | 2‬العدد | ‪2023 | 1‬‬


‫يد اَْل َم ْعَرَك ِة َبْي َن اَلن َّْف ِي َو ِْ‬
‫اإل ثَْبات‬ ‫وجوب َغس ِل َش ِه ِ‬
‫ُُ ُ ْ‬ ‫عبد الكريم محمد عبد هللا الوظّاف‬

‫فيمكن الجمع‬ ‫ُيغسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل؟ ال يبـدو أن هنـاك تنـاقض‪ُ ،‬‬ ‫النبوي‪ .‬فكان أن جاءت األخبار بأن النبي لم يأمر‬‫ّ‬
‫ّ‬
‫بين الروايتين المتع ــارضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتين‪ ،‬والقول ب ــأن النبي‬ ‫بغس ــل ش ــهداء بدر‪ ،‬وكان عدد الش ــهداء المس ــلمين‬
‫ّ‬
‫اســتثنى حمزة‪ ،‬وأمر بأن يتم غســله(‪ .)102‬ولعل هذا‬ ‫حوالي ‪ 14‬شـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهيـ ـ ـ ًـدا؛ منهم من مـ ـ ــات فوره في‬
‫ك ــان مواسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاة للنبي في مقت ــل عم ــه‪ ،‬بع ــد أن تم‬ ‫المعركـ ــة‪ ،‬ومنهم من مـ ــات في طريق العودة إلى‬
‫ّ‬
‫التمثيل به‪.‬‬ ‫المدينة‪ ،‬بسـ ـ ـ ـ ــبب إصـ ـ ـ ـ ــابته في سـ ـ ـ ـ ــاقه‪ ،‬كعبيدة بن‬

‫ويس ـ ــتوقفنا في ش ـ ــأن معركة أحد قض ـ ــيَّة أخرى‪،‬‬ ‫الحارث بن المطلب‪ ،‬فدفنه النبي في الصفراء‪ ،‬كما‬
‫ّ‬
‫وهي حــالــة حنظلــة بن ال ارهــب‪ ،‬وهو من دخــل في‬ ‫ورد ذكره أعاله‪ .‬وكــذلــك األمر في شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهــداء بقيـَّة‬

‫جنبا‪ ،‬فقامت المالئكة بتغس ـ ـ ـ ــيله‪ ،‬حس ـ ـ ـ ــب‬ ‫النبوي‪ ،‬فلم يرد ما يدل على‬
‫ّ‬ ‫المعارك‪ ،‬في العصـ ــر‬
‫المعركة ً‬
‫روايــة ابن إسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحــاق والواقــدي وابن أبي شـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيبــة‪،‬‬ ‫غسل شهيد من شهداء تلك المعارك‪.‬‬

‫وغيرهم‪ ،‬الم ــذكورة أعاله‪ ،‬وهي ح ــال ــة مشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهورة‪،‬‬ ‫‪ :4 .8‬قتلا أُحد‪:‬‬
‫بخال حـالـة حمزة‪ ،‬التي جـاءت روايـات تُفيـد بـأنـه‬ ‫وأما بش ـ ـ ـ ـ ــأن معركة أُحد‪ ،‬فقد جاء التصـ ـ ـ ـ ـ ـريح‪،‬‬
‫جنبا‪ ،‬فغسـ ـ ـ ـ ـ ــلته المالئكة‪ ،‬كما حدث‬
‫دخل المعركة ً‬ ‫المشـ ـ ـ ـ ــهور عن النبي‪ ،‬بالنهي عد غسـ ـ ـ ـ ــل من ُقتل‬
‫ّ‬
‫مع حنظل ــة‪ .‬الحقيق ــة‪ ،‬إن تج ــاوزن ــا‪ ،‬مؤقتًـ ـا‪ ،‬ح ــال ــة‬ ‫فيهـا‪ .‬حيـث قـال‪( :‬لفوهم بَّدمَّائهم وجراحهما اَِّنََّ‬
‫حنظلة‪ ،‬فيبدو أن موضــوع حمزة قد شــابه كثير من‬ ‫أحَََّّّد يجر اي هللا إال جَََّّّاء يوم الميَََّّّامَََّّّة‬ ‫لي‬
‫الخص ــوص ــيَّة‪ ،‬فإلى جانب ص ــيته وش ــهرته‪ ،‬فقد تم‬ ‫بجرحَا لونَ لو دما و يحَ يح مسََََََّّّّّّ )‪ ،‬وفي‬
‫التمثيل بجثته‪ ،‬كذلك ورد أن النبي لم يأمر بغس ـ ـ ــل‬ ‫رواية‪( :‬ال تغسََََََََّّّّّّّّلوهما اِ ُل جر أو دم؛ يفو‬
‫ّ‬
‫أحد من شــهداء أُحد سـواه‪ ،‬إن صــح الخبر‪ ،‬وكانت‬ ‫مسََََََّّّّّّ ًَّكا يوم الميامة)‪ .‬وكان أن ظهرت روايات أو‬
‫تمي ًزا‪ .‬ثم ي ــأت خبر أن ــه تم‬
‫الصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالة علي ــه أكثر ّ‬ ‫أخبار‪ ،‬كعبار ٍ‬
‫ات أو جمل قصـيرة‪ ،‬والتي سـرعان ما‬
‫تغسـ ـ ـ ـ ــيله من قبل المالئكة‪ .‬والذي أراه‪ ،‬أن قصـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫تختفي في بطون الكتــب الضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخمــة(‪ ،)101‬تحتــاج‬
‫تغســيل المالئكة لحمزة ربما تم صــناعتها فيما بعد‪،‬‬ ‫لعين دقيق ــة لالنتب ــاه إليه ــا‪ .‬ومن ه ــذه األخب ــار أن‬
‫في مواجهة حالة حنظلة ورواية أمر النبي بغس ـ ــله‪،‬‬ ‫ـتثناء من جملة بقيَّة شـ ــهداء‬
‫ّ‬ ‫النبي غسـ ــل حمزة‪ ،‬اسـ ـ ً‬
‫ّ‬
‫ـتثناء‪ .‬ولكي يسـ ـ ـ ــتقيم األمر‪ ،‬فال بد إما أن يتم‬
‫اسـ ـ ـ ـ ً‬ ‫أُحد‪ ،‬فيما رفعه الحسـ ــن البصـ ــر ّي‪ ،‬إلى النبي‪ ،‬أمر‬
‫ّ‬
‫ص ـ ـ ـ ــناعة خبر اس ـ ـ ـ ــتثناء حمزة بالغس ـ ـ ـ ــل دون بقيَّة‬ ‫فغسل‪.‬‬
‫بحمزة حين استشهد‪ُ ،‬‬
‫الش ــهداء‪ ،‬وهذه أس ــتبعدها‪ ،‬لما س ــيأتي‪ ،‬وإما أن يتم‬
‫ضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا‬ ‫ٍ‬
‫ص ـ ــناعة خبر تغس ـ ــيل المالئكة له‪ ،‬وهذه ال تصـ ــح‬ ‫قد يبدو األمر‪ ،‬ألول وهلة‪ ،‬أن هناك تناق ً‬
‫بين الروايـات‪ ،‬فـالروايـة المشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهور تـذهـب إلى أن‬
‫في ض ــوء قيام النبي بتغس ــيله؟ ومما ُيقوي اعتقادي‬
‫ّ‬ ‫أحدا من شـ ـ ــهداء أُحد‪ ،‬وفي مقابل‬
‫بأن موضـ ــوع تغسـ ــيل المالئكة لحمزة هي صـ ــناعة‬ ‫النبي لم يغسـ ـ ــل ً‬
‫ّ‬
‫ذلك تظهر رواية بأنه اس ـ ـ ـ ـ ــتثنى حمزة‪ ،‬وأمر به أن‬

‫(‪ )102‬وهكذا حصل مع حمزة في مسألة الصالة على شهداء أُحد‪ ،‬فقد‬ ‫(‪ )101‬سماها بعضهم بـ "التجزي "‪ .‬جمال الحالق‪ ،‬مسلمة الحنفي‪،‬‬
‫َ‬
‫تناقضت الروايات في هذا الشأن‬ ‫ص‪.25‬‬

‫المجلد ‪ | 2‬العدد | ‪2023 | 1‬‬ ‫‪352‬‬


‫عبد الكريم محمد عبد هللا الوظّاف‬ ‫يد اَْل َم ْعَرَك ِة َبْي َن اَلن َّْف ِي َو ِْ‬
‫اإل ثَْبات‬ ‫وجوب َغس ِل َش ِه ِ‬
‫ُُ ُ ْ‬

‫ـاء على رأي‬


‫أن أغور مـ ــاء بـ ــار بـ ــدر"‪ ،‬وهـ ــذا بنـ ـ ً‬ ‫تمت الحًقا أيام التدوين‪ ،‬أي بعد وفاة النبي بسنين‪،‬‬
‫ّ‬
‫الحب ـ ــاب بن المن ـ ــذر (تُوفي في خالف ـ ــة عمر بن‬ ‫ما قاله ابن حجر عند وقوفه على هذه المســألة‪ ،‬إذ‬
‫الخطـاب)‪ ،‬إذ قـال‪" :‬نرى أن تغور الميـاه كلهـا غير‬ ‫قال‪" :‬غريب في ذكر حمزة"(‪.)103‬‬
‫ماء واحد‪ ،‬فنلقى القوم عليه"(‪ .)105‬باإلضـ ـ ـ ـ ــافة إلى‬ ‫‪ .9‬النتائج‪:‬‬
‫أن مـا بقي من مـاء‪ ،‬قـد وقعــت عليــه دمـاء القتلى‪،‬‬
‫فيمكنني الخروج‬
‫بناء على المعطيات السـ ـ ــابقة‪ُ ،‬‬
‫ً‬
‫اقدي‪" :‬بينا حارثة‬
‫ومنهم حارثة بن س ـ ـ ـ ـراقة‪ ،‬قال الو ّ‬ ‫باآلتي‪:‬‬
‫بن سراقة كارع في الحوض‪ ،‬إذ أتاه سهم غرب [ال‬
‫ُيعر راميـة]‪ ،‬فوقع في نحره‪ ،‬فلقـد شـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب القوم‬ ‫(‪ )1‬إن غس ــل الش ــهيد واجب‪ ،‬وهو األص ــل في‬

‫خر النهـ ـ ــار من دمـ ـ ــه"(‪ .)106‬وهكـ ـ ــذا‪ ،‬فبنهـ ـ ــايـ ـ ــة‬ ‫قتيل المعركة‪ ،‬ولكن ليس من باب أن دليل الغس ــل‬

‫المعركة‪ ،‬لم يبق للمسـ ــلمين سـ ــوى ماء مغمور بدم‪،‬‬ ‫قطعي‪ ،‬كمـا ذهب إليـه الحسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن البصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ّي‪ ،‬ألن‬
‫ّ‬
‫ولظمئهم‪ ،‬ش ـ ـ ـ ـربوا منه‪ ،‬مضـ ـ ـ ــطرين‪ ،‬على حد قول‬ ‫الشـ ـ ــهيد ميت بأجله‪ ،‬وألن غسـ ـ ــل الميت تطهير له‬

‫اقدي‪.‬‬ ‫حتى تجوز الص ـ ــالة عليه بعد غس ـ ــله‪ ،‬ال قبله‪ ،‬وال‬
‫الو ّ‬
‫ُيرفع القطعي ب ـ ـ ــدلي ـ ـ ــل ظني‪ ،‬إنم ـ ـ ــا ألن ـ ـ ــه يجوز‬
‫(‪ )2‬ورود حديث صـ ـ ــحيح يأمر بغسـ ـ ــل القتلى‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫(‪)104‬‬ ‫ٍ‬
‫تخص ــيد األص ــل أو اس ــتثناءه لس ــبب ُمبرر ‪.‬‬
‫الذي س ـ ــبق ذكره‪ ،‬وألن الميت يجتنب‪ ،‬في الغالب‪.‬‬
‫وفي حالة معركة بدر‪ ،‬على س ـ ــبيل المثال‪ ،‬لم يكن‬
‫فإذا توفر الماء‪ ،‬وتمت االس ـ ــتطاعة‪ ،‬فيجب غس ـ ــل‬
‫من المتوقع حـ ــدوث قتلى في المعركـ ــة‪ ،‬إذ ينبغي‬
‫الشـ ـ ـ ــهيد‪ ،‬تطبيًقا ألمر النبي بغسـ ـ ـ ــل القتلى‪ ،‬أجنب‬
‫ّ‬ ‫االنتباه إلى أن خروج جيو النبي وأصـ ـ ـ ـ ــحابه‪ ،‬في‬
‫في الظــاهر أو االعتقــاد أو لم يجتنــب‪ ،‬وقــد تكون‬ ‫ّ‬
‫بدر‪ ،‬كان‪ ،‬في المبتدأ‪ ،‬ألجل االس ــتيالء على قافلة‬
‫هذه االس ــتطاعة متوافرة في الحض ــر‪ ،‬وليس لألمر‬
‫تغيرت‬
‫قريو‪ ،‬فك ــان ــت حرًبـ ـا اقتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادَّيـ ـة‪ ،‬ولكن ّ‬
‫عالقــة بكثرة القتلى‪ ،‬والنشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـغــالهم عن ذلــك‪ ،‬كمــا‬
‫األوضـ ــاع‪ ،‬فكان ال بد من مواجهة المتغيرات‪ .‬هذا‬
‫ذهب الحسـن البصـر ّي(‪ ،)107‬أو أن الجراحات فشـت‬
‫ناحية‪ ،‬كانت سـ ـ ـ ـ ـ ــاحة معركة بدر‬ ‫ٍ‬ ‫من ناحية‪ ،‬ومن‬
‫في الصـ ـ ــحابة في يوم اُحد‪ ،‬وأنه كان يشـ ـ ــق عليهم‬
‫ص ـ ـا بعد أن أغار َعلي بن‬
‫خالي ًة من الماء‪ ،‬خصـ ــو ً‬
‫حمـل المـاء من المـدينـة وغسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلهم‪ ،‬كمـا ذهـب إليـه‬ ‫ّ‬
‫أبي طالب بار بدر‪ ،‬حيث قال‪" :‬أمرني رســول هللا‬
‫فعذرهم النبي لذلك‪ .‬ألنه لم‬
‫َ‬ ‫الحس ــن البص ــر ّي(‪،)108‬‬
‫ّ‬

‫ذلك بأن ذلك ليس بعلة‪ ،‬ألن كل واحد منهم كان له ولي يشتغل‬ ‫ابن حجر العسقالني‪ ،‬فتح الباري‪.212 :3 ،‬‬ ‫(‪)103‬‬
‫َ‬
‫به ويقوم بأمره‪ .‬ابن عبد البر‪ ،‬التمهيد‪.160 :16 ،‬‬
‫الزخار‪.93 :2 ،‬‬
‫ابن المرتضى‪ ،‬البحر ّ‬
‫(‪)104‬‬
‫(‪ )108‬رد السرخسي‪ ،‬واقتبس منه الكاساني‪ ،‬في ردهم على حجة‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫(‪ )105‬األصبهاني‪ ،‬حلية األولياء‪367 :4 ،‬؛ والبيهقي‪ ،‬السنن الكبرى‪،‬‬
‫الحسن البصر ّي بشأن التعذر في حمل الماء من المدينة وغسل‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ ،114 :9‬رقم ‪.18123‬‬
‫قتلى أُحد بأنه "لو كان التعذر؛ ألمر أن ُييمموا"‪ .‬وال أدري كيف‬
‫اقدي‪ ،‬المغازي‪.94 :1 ،‬‬
‫الو َ‬
‫(‪)106‬‬
‫غاب عن السرخسي والكاساني أن التيمم إنما ُشرع عندما كان‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫(‪ )107‬قال ابن عبد البر يوسف بن عبد هللا النمر ّي‪ :‬قال أحدهما‪ :‬إنما‬
‫النبي في سفر‪ ،‬وذلك كان بعد بدر وأُحد‪ ،‬وكانت عائشة زوجه‪،‬‬
‫ّ‬ ‫يغسل شهداء أحد لكثرتهم وللشغل عن ذلك‪ .‬وقد أُجيب عن‬
‫لم ُ‬
‫معه‪ ،‬فعن عائشة قالت‪" :‬كنا مع النبي في بعض أسفاره‪ ،‬فانقطع‬
‫ّ‬
‫‪353‬‬ ‫المجلد ‪ | 2‬العدد | ‪2023 | 1‬‬
‫يد اَْل َم ْعَرَك ِة َبْي َن اَلن َّْف ِي َو ِْ‬
‫اإل ثَْبات‬ ‫وجوب َغس ِل َش ِه ِ‬
‫ُُ ُ ْ‬ ‫عبد الكريم محمد عبد هللا الوظّاف‬

‫دا ٍع للوصيَّة‪ ،‬في األصل‪.‬‬ ‫يعـذرهم في ترك الـدفن‪ ،‬وكـانـت المشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقـة في حفر‬

‫(‪ )5‬بخص ـ ـ ـ ــوص القاعدة التي وض ـ ـ ـ ــعها بعض‬ ‫القبور للدفن أظهر منها في الغسـ ــل(‪ ،)109‬وما ُذكر‬

‫الفقهــاء‪ ،‬بــأنــه ال ُيغسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل من مــات من فوره في‬ ‫من التع ــذر‪ ،‬فليس بقوي‪ ،‬إذ لم ُيغس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل عثم ــان‬

‫المعركة‪ ،‬وأن من أُصـ ـ ـ ـ ــيب في معركة‪ ،‬بغض عن‬ ‫وعمـ ــار‪ ،‬وكـ ــان بـ ــالمسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلمين قوة؛ فـ ــدل على أن‬

‫النظر عنما اشــترطه الشــافعيَّة‪ ،‬ولم يمت من فوره‪،‬‬ ‫المس ــلمين قد فهموا من ترك الغس ــل على قتلى أحد‬

‫ـث‪ ،‬ك ــان‬ ‫غير ما فهم الحسن(‪.)110‬‬


‫ـث أو لم يرت ـ ّ‬
‫وم ــات بع ــده ــا‪ ،‬سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواء ارت ـ ّ‬
‫أس ــاس ــها‪ ،‬في رأيي‪ ،‬ما تم مع س ــعد بن معاذ وعمر‬ ‫(‪ )3‬وأمــا فيمــا يتعلق بمعركــة أُحــد‪ ،‬فــاألمر ال‬
‫وعلي بن أبي ط ـ ــال ـ ــب‪ ،‬من القي ـ ــام‬ ‫بن الخط ـ ــاب‬ ‫يختلف‪ ،‬فالمعركة كانت نتيجتها لصـالح المسـلمين‪،‬‬
‫َ ّ‬
‫بتغسـيلهم‪ ،‬ولوال هذه الحاالت‪ ،‬وغيرها‪ ،‬لما صـدرت‬ ‫فقد تم وضـ ـ ــع خطة لتقليل الخسـ ـ ــائر‪ ،‬ولوال ُمخالفة‬
‫هذه االســتثناءات(‪ .)111‬واألمر‪ ،‬ببســاطة‪ ،‬أن غســل‬ ‫الرماة‪ ،‬لما حص ـ ـ ـ ـ ــلت القتلة‪ ،‬ولما أُص ـ ـ ـ ـ ــيب النبي‪،‬‬
‫ّ‬
‫الش ـ ـ ـ ـ ـ ــهيد هو األص ـ ـ ـ ـ ـ ــل‪ ،‬وما تم في بدر وأُحد هو‬ ‫نفسـ ـ ــه‪ .‬باإلضـ ـ ــافة إلى أن وضـ ـ ــع المسـ ـ ــلمين‪ ،‬في‬
‫اس ـ ـ ـ ــتثناء‪ .‬وأما فيما يتعلق بحالة عثمان بن عفان‪،‬‬ ‫س ـ ـ ـ ــاحة معركة هم فيها خاس ـ ـ ـ ــرون‪ ،‬مختلف بعض‬
‫وأنه لم يتم غسـ ــله‪ ،‬فذلك لخصـ ــوصـ ــيَّة عثمان‪ ،‬فقد‬ ‫الشـيء عن وضـعهم وهم منتصـرون‪ .‬فلكثرة القتلى‪،‬‬
‫منعوا عنه الماء(‪ ،)112‬فكيف يمكن غس ـ ـ ــله؟ إذ ثار‬ ‫وكثرة الج ارح ــات‪ ،‬في األي ــدي‪ ،‬ولع ــدم وجود الم ــاء‬
‫عليه المس ـ ـ ـ ــلمون‪ ،‬وحاص ـ ـ ـ ــروه‪ ،‬ومنعوا عنه الماء‪،‬‬ ‫ـهيدا‪ ،‬كما‬
‫الكافي لغس ـ ـ ــل ما يزيد عن الس ـ ـ ــبعين ش ـ ـ ـ ً‬
‫وتس ـ ـ ـ ــوروا منزله وقتلوه‪ ،‬ورفض ـ ـ ـ ـوا الص ـ ـ ـ ــالة عليه‪،‬‬ ‫اما على المســلمين أن يكفوا عن‬ ‫أنفا‪ ،‬كان لز ً‬ ‫ذكرناه ً‬
‫وصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلــى ع ـل ـي ـ ـ ــه مــروان بــن ال ـح ـكــم (ال ـ ُم ـتــوفــى‬ ‫غسـ ــل الشـ ــهداء‪ ،‬ومواسـ ــاة لمصـ ــاب النبي في عمه‬
‫ّ‬
‫‪65‬هـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪685/‬م)‪ ،‬وتم تكفينه في ثيابه ودمائه‪ ،‬ولم‬ ‫الحمزة‪ ،‬ولعل ذلك اقت ار من بعض الصــحابة‪ ،‬فقد‬
‫يتم دفنه بجانب النبي في بيت عائش ــة‪ ،‬وإنما ُدفن‪،‬‬ ‫استثناء‪.‬‬
‫ً‬ ‫وجه النبي بغسل حمزة‪ ،‬فحسب‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫(‪)113‬‬
‫ـر في الليل‪ ،‬في ُحو كوكب ‪ ،‬ثم ُهدم عليه‬ ‫سـ ـ ـ ًا‬ ‫(‪ )4‬لو كان غس ـ ــل الش ـ ــهيد‪ ،‬في المعركة‪ ،‬غير‬
‫الجدار‪ .‬إذن كان وضـ ـ ـ ـ ــع عثمان حسـ ـ ـ ـ ــاس‪ ،‬وكان‬ ‫واج ٍ‬
‫ـب‪ ،‬لمـا أوصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى عمـار بن يـاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر وزيـد بن‬
‫منبوًذا من المسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلمين‪ ،‬عنــد موتــه‪ ،‬وبــالتــالي‪ ،‬ال‬ ‫صـ ـ ـ ـ ــوحان بعدم غسـ ـ ـ ـ ــلهما‪ ،‬إذا ما ُقتال؛ إذ لو كان‬
‫(‪)114‬‬
‫ُيمكن القياس عليه‬ ‫األص ــل عدم غس ــل ش ــهيد المعركة‪ ،‬لما كان هناك‬

‫(‪ )110‬الكاساني‪ ،‬بدائع الصنائع‪.324 :1 ،‬‬ ‫عقد لي‪ ،‬فأقام رسول هللا على التماسه‪ ،‬وليس معهم ماء‪ ،‬فنزلت‬
‫َ‬
‫شهيدا"‪ ،‬المذكور‬
‫ً‬ ‫"وكان‬ ‫عمر‬ ‫ابن‬ ‫حديث‬ ‫في‬ ‫التأكيد‬ ‫(‪ )111‬الحظ‬ ‫ية التيمم"؟ ما لم يكن السرخسي والكاساني لديهما نظريَّة جديدة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أعاله‪.‬‬ ‫بشأن تأريخ تشريع التيمم؟ (راجع رواية التيمم في‪ :‬مالك بن أنس‪،‬‬
‫(‪ )112‬سيف التميمي‪ ،‬الفتنة‪ ،‬ص‪65‬؛ والطبر َي‪ ،‬التاريخ‪.385 :4 ،‬‬ ‫الموطأ‪ ،72 :2 ،‬رقم ‪45/169‬؛ والشافعي‪ ،‬المسند‪ ،‬ص‪160‬؛‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الحموي‪ ،‬معجم البلدان‪.262 :2 ،‬‬
‫َ‬ ‫قد‪.‬‬
‫ر‬ ‫الغ‬ ‫بقيع‬ ‫عند‬ ‫(‪ )113‬وهو مكان‬ ‫صنف‪ ،228 /1 ،‬رقم ‪.)880‬‬ ‫الم َ‬
‫وعبد الرزاق‪ُ ،‬‬
‫(‪ )114‬سيف التميمي‪ ،‬الفتنة‪ ،‬ص‪84‬؛ وابن سعد‪ ،‬الطبقات‪-74 :3 ،‬‬ ‫(‪ )109‬السرخسي‪ ،‬المبسول‪49 :2 ،‬؛ والكاساني‪ ،‬بدائع الصنائع‪:1 ،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪75‬؛ وابن شبة‪ ،‬التاريخ‪.113 :1 ،‬‬ ‫‪.324‬‬

‫المجلد ‪ | 2‬العدد | ‪2023 | 1‬‬ ‫‪354‬‬


‫عبد الكريم محمد عبد هللا الوظّاف‬ ‫يد اَْل َم ْعَرَك ِة َبْي َن اَلن َّْف ِي َو ِْ‬
‫اإل ثَْبات‬ ‫وجوب َغس ِل َش ِه ِ‬
‫ُُ ُ ْ‬

‫الموت؛ نتيجة لالرتخاء العض ـ ـ ـ ـ ـ ــلي الذي يش ـ ـ ـ ـ ـ ــمل‬ ‫(‪ )6‬فإن قيل إن شــماس بن عثمان المخزومي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫جميع عضـ ـ ـ ــالت الجسـ ـ ـ ــم‪ ،‬باإلضـ ـ ـ ــافة إلى أن قلة‬ ‫كــان قــد ُحم ــل إلى الم ــدين ــة‪ ،‬من أُحــد‪ ،‬وبــه رمق‪،‬‬
‫األوكس ـ ـ ــجين الواص ـ ـ ــل إلى الدماغ‪ ،‬بس ـ ـ ــبب عقوبة‬ ‫فمــات‪ ،‬فــأمر رسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول هللا أن ُيرد إلى أحــد‪ ،‬فــدفن‬
‫اإلعدام‪ ،‬قد ُيؤدي إلى بلوغ النش ـ ـ ـ ــوة الجنس ـ ـ ـ ــيَّة‪ ،‬إذ‬ ‫هنـاك كمـا هو في ثيـابـه التي مـات فيهـا‪ ،‬وكـان قـد‬
‫الحظ النـاس‪ ،‬منـذ القرن السـ ـ ـ ـ ـ ـ ــابع عشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‪ ،‬وجود‬ ‫مكـث يو ًمـا وليلـة‪ ،‬ولكنـه لم يـذق شـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي ًئـا(‪)115‬؟ فلو‬
‫انتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاب عن ــد ال ــذكور‪ ،‬ال ــذين يتم اع ــدامهم في‬ ‫كانت القاعدة هي غسـ ـ ـ ـ ــل قتلى المعارك‪ ،‬فلكان تم‬
‫أحيانا‪،‬‬
‫ً‬ ‫الميادين العامة‪ ،‬مع بقاء هذا االنتص ـ ـ ـ ــاب‪،‬‬ ‫ص ـ ـا‪ ،‬أنه ُنقل إلى المدينة‪،‬‬
‫غسـ ــل اشـ ــماس‪ ،‬خصـ ــو ً‬
‫بعــد الوفــاة‪ ،‬كمــا قــد يحــدث القــذ ‪ ،‬أحيــا ًن ـا‪ ،‬عنــد‬ ‫فمــات فيهــا‪ ،‬فكــان المــاء والقــدرة موجودتين؟ فيمكن‬
‫الش ـ ـ ـ ـ ــنق‪ ،‬وهذا ما دفع بالكثير لمحاولة اس ـ ـ ـ ـ ــتعمال‬ ‫معركة أُحد كانت تس ـ ـ ــتوجب‬ ‫الرد عليه بأن ظرو‬
‫الخنق كوس ــيلة لعالج الض ــعف الجنس ــي‪ ،‬وض ــعف‬ ‫إجراء أحكام خاصـ ــة‪ ،‬منها عدم غسـ ــل القتلى‪ ،‬وتم‬
‫ّ‬
‫(‪)117‬‬
‫ـت‪ :‬هــذا‪ ،‬على‬‫االنتص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاب عنــد الــذكور ‪ .‬قلـ ُ‬ ‫غس ـ ــل حمزة اس ـ ــتثناء لخص ـ ــوص ـ ــيته وخص ـ ــوص ـ ــيَّة‬
‫األرجح‪ ،‬ســبب تشـريع غســل الميت‪ .‬باإلضــافة إلى‬ ‫الرسـ ـ ــول‪ ،‬واألمر بدفنهم في موقع مقتلهم‪ .‬فما كان‬
‫ذلــك‪ ،‬فــإن هللا خلق الموت‪ ،‬كمــا خلق الحيــاة‪ ،‬كمــا‬ ‫من النبي أن يغســل شــماس ويترك‪ ،‬من دفنهم دون‬
‫ّ‬
‫ج ـ ـ ــاء ف ــي كـ ـت ـ ـ ــاب هللا‪) :‬اَّلََََّّّّ ِيخ َلَََّّلََّّ َ اْلََّّ َمََّّ ْو َت‬ ‫غسـ ـ ـ ــل‪ ،‬بال غسـ ـ ـ ــل؛ إذ هناك من ُقتل في المعركة‬
‫َواْل َحَيََّّا َ((‪ ،)118‬وهللا ال ي ــأت من ــه إال خير‪ ،‬فكم ــا‬ ‫وسـ ـ ــيق بجثته إلى المدينة‪ ،‬أمثال مالك بن سـ ـ ــنان‪،‬‬
‫الحيـاة ممتعـة‪ ،‬فـالموت ممتع‪ ،‬وإنمـا َسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمى النبي‬ ‫ثم جاء األمر بإعادتهم إلى مضـ ـ ـ ـ ـ ــاجعهم في أُحد‪.‬‬
‫ّ‬
‫لحظات االحتض ـ ـ ــار بس ـ ـ ــكرات الموت‪ ،‬ولم يدعوها‬ ‫إذن‪ ،‬فما كان من النبي أن ُيوسـ ـ ــع في اسـ ـ ــتثناءات‬
‫ّ‬
‫ََََََََّّّّّّّّ َّكَّرات‬ ‫ب ـ ـ ــوالم ال ـمــوت (الَّلَّهََّّم أعَّنََّّي عَّلََّّا‬ ‫المعركة‪ ،‬وهذا‪ ،‬بطبيعة الحال‪ ،‬قد ُيحدث جلبة بين‬
‫(المتوفى‬
‫ـذي ُ‬
‫(‪)119‬‬
‫الموت) ‪ ،‬ال ــذي حكم علي ــه الترم ـ ّ‬ ‫سكان المدينة‪ ،‬مهاجريهم وأنصارهم‪.‬‬
‫‪279‬هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪892/‬م) بالغريب‪ ،‬ألنه لم يفهمه بهذه‬ ‫(أي أن‬ ‫(‪)116‬‬
‫(‪ )7‬وأمـا بش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأن اجتنـاب الميـت‬
‫الطريقـة‪ ،‬لذا ندعو‪ ،‬دائ ًمـا‪ ،‬اللهم أحسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن خاتمتنا‪،‬‬ ‫جنبا)‪ ،‬فمن ناحية طيبَّة وعلميَّة‪ ،‬يس ـ ـ ـ ــتوي‬
‫يص ـ ـ ـ ــير ً‬
‫ومن ُحس ـ ـ ـ ـ ــن الخاتمة أن ال يظهر للميت ما ُيعاب‬ ‫الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهيـد وغيره في ذلـك‪ ،‬جـاء عن جمعيـَّة الطـب‬
‫عليه‪.‬‬ ‫بعـد‬ ‫النفسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي األمريكي‪ ،‬فـإنـه قـد يحصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل قـذ‬
‫ّ‬

‫‪/‬الصحة‪-‬‬ ‫اختناق‪-‬جنسي‪-‬ذاتي‬ ‫(‪https://altibbi.com)117‬‬ ‫اقدي‪ ،‬المغازي‪.312 :1 ،‬‬


‫الو َ‬
‫(‪)115‬‬

‫واختصار‪ .‬تأريخ زيارة‬ ‫الجنسيَّة‪/‬مصطلحات‪-‬طبيَّة‪ ،‬بتصر‬ ‫(‪ )116‬تجدر اإلشارة إلى الحسن ذهب البصري إلى أن كل من مات‬
‫الصفحة ‪2022/07/11‬م‪.‬‬ ‫أجنب‪ ،‬كما ذكرناه ًنفا؛ لذا وجب غسل الشهيد‪ .‬وقد أُجيب على‬
‫سورة الملك‪ .‬اآلية ‪.2‬‬ ‫(‪)118‬‬
‫اجبا‪،‬‬
‫النبي‪ ،‬فلو كان و ً‬ ‫ذلك‪ ،‬بأن رغم أن حنظلة جنب‪ ،‬فلم يغسله‬
‫ّ‬
‫صنف‪ ،175 :16 ،‬رقم ‪31304‬؛ وابن‬ ‫الم َ‬
‫ابن أبي شيبة‪ُ ،‬‬
‫(‪)119‬‬
‫لم يسقط إال بفعلنا وليس بفعل المالئكة؛ وألنه طهر عن حدث‪،‬‬
‫الترمذي‪ ،‬السنن‪:3 ،‬‬
‫َ‬ ‫حنبل‪ ،‬المسند‪ ،415 :40 ،‬رقم ‪24356‬؛ و‬ ‫فسقط بالشهادة‪ .‬ابن حجر‪ ،‬فتح الباري‪212 :3 ،‬؛ والخطيب‬
‫‪ ،299‬رقم ‪.978‬‬ ‫الشربيني‪ ،‬مغني المحتاج‪.35 :2 ،‬‬
‫َ‬

‫‪355‬‬ ‫المجلد ‪ | 2‬العدد | ‪2023 | 1‬‬


‫يد اَْل َم ْعَرَك ِة َبْي َن اَلن َّْف ِي َو ِْ‬
‫اإل ثَْبات‬ ‫وجوب َغس ِل َش ِه ِ‬
‫ُُ ُ ْ‬ ‫عبد الكريم محمد عبد هللا الوظّاف‬

‫محال‪.‬‬
‫للجنابة ً‬ ‫(‪ )8‬وتـأكي ًـدا على مسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــألـة اجتنـاب الميـت‪ ،‬فقـد‬

‫(‪ )9‬وجدير بالذكر أن البخار ّي لم ُيورد سـ ـ ـ ـ ـ ــوى‬ ‫جنبا‪،‬‬


‫اختلف الفقهاء في مســألة ما إذا كان الشــهيد ً‬
‫رواية أمر دفن قتلى أحد‪ ،‬وعدم غسـ ـ ـ ـ ــلهم‪ ،‬كسـ ـ ـ ـ ــرد‬ ‫هل ُيغسـل أم ال؟ فالزيديَّة متمسـكون بقاعدتهم‪ ،‬فهم‬

‫حكاية‪ ،‬ولم يذكر رواية غس ـ ـ ــل حنظلة وحمزة‪ .‬وأما‬ ‫ال يغســلون الشــهيد‪ ،‬ولو كان ً‬
‫جنبا‪ ،‬وخرج عن ذلك‬

‫(المتوفى ‪261‬ه ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪875/‬م)‪ ،‬فقد‬ ‫المـنصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور ب ـ ـ ــاو عب ـ ـ ــد هللا بن حمـزة (ال ُمـتـوفى‬
‫مسلم بن الحجاج ُ‬
‫بعيدا‪ ،‬إذ لم يتناول مس ـ ـ ــألة غس ـ ـ ــل الش ـ ـ ــهيد‪،‬‬ ‫‪614‬ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪1217/‬م)‪ ،‬ورواية عن القاسم الرسي بن‬
‫ذهب ً‬ ‫ّ‬
‫مطلًقا وهذا مدعاة للتساؤل والبحث؟‬ ‫(المتوفى ‪246‬هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪860/‬م)‪ ،‬فقاال‬
‫إبراهيم طباطبا ُ‬
‫بغس ـ ـ ـ ـ ـ ــله(‪ .)120‬أما الحنفيَّة‪ ،‬فقد اختلفوا فيما بينهم‪،‬‬
‫‪ .10‬الخاتمة‪:‬‬
‫(المتوفى ‪150‬هـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪767/‬م)‪،‬‬
‫فقد اشترل أبو حنيفة ُ‬
‫وتشتمل على النتائج والتوصيات اآلتية‪:‬‬ ‫إمام الحنفيَّة‪ ،‬بالطهارة لعدم غسـل الشـهيد‪ ،‬لذا قرر‬
‫أوًال‪ :‬النتائج‪:‬‬ ‫غسـل الشـهيد الجنب‪ ،‬بينما لم يشـترل صـاحباه‪ ،‬أبو‬

‫بعد اكتمال هذه الدراسة عن وجوب غسل شهيد‬ ‫(المتوفى ‪182‬هـ‪798/‬م)‬ ‫يوسف يعقوب بن إبراهيم ُ‬
‫ومـحـم ـ ـ ــد بـن الـحس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن الش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيـب ـ ـ ــانـي (الـ ُمـتـوفـى‬
‫المعركة‪ :‬بن النفي واإلثبات‪ ،‬أ ُ‬
‫ُحببت أن أدلو بدلوي‬ ‫ّ‬
‫في هذه المسـ ـ ـ ـ ـ ــألة‪ ،‬واإلجابة عن عدة تسـ ـ ـ ـ ـ ــاؤالت‪،‬‬ ‫‪189‬هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪805/‬م)‪ ،‬هذا الشـ ــرل‪ ،‬لذا لم يذهبا إلى‬

‫تخد المس ــألة‪ ،‬وتوض ــيح الص ــورة الكاملة لمس ــألة‬ ‫غسـ ـ ــل الشـ ـ ــهيد الجنب(‪ .)121‬في حين أن األحس ـ ــن‬

‫غس ـ ـ ـ ـ ـ ــل الش ـ ـ ـ ـ ـ ــهيد‪ ،‬وإزالة التعارض والغموض بين‬ ‫في مذهب المـالكيـَّة هو عدم الغسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‪ ،‬بينمـا ذهب‬

‫األحاديث والوقائع النبويَّة‪.‬‬ ‫أبو سـ ـ ــعيد عبد السـ ـ ــالم سـ ـ ــحنون التنوخي المالكي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫(المتوفى ‪240‬ه ــ‪854/‬م) إلى غسله(‪ .)122‬في حين‬ ‫ُ‬
‫وفي ختام هذه الد ارس ـ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬أس ـ ـ ـ ـ ــتطيع القول إني‬
‫أن الش ـ ــافعيَّة قد اختلفوا‪ ،‬واألص ـ ــح في المذهب أن‬
‫حاولت جهدي‪ ،‬بد ارسـ ـ ـ ـ ــة تحليليَّة موضـ ـ ـ ـ ــوفيَّة‪ ،‬أن‬
‫ال ُيغسل‪ ،‬بينما رواية أخرى ألبي العباس أحمد بن‬
‫أخرج باآلتي‪:‬‬
‫(المتوفى ‪306‬هـ ـ ـ ـ ــ‪919-918/‬م)‬
‫عمر بن ُسريج‪ُ ،‬‬
‫النتيجة اْولا‪ :‬هناك فرق بين مصطلح الشاهد‬ ‫المتوفى‬
‫والحسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن بن الحسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــين بن أبي هريرة ( ُ‬
‫والشهيد‪ ،‬وهو أن الشاهد من غاب عن الحدث‪ ،‬وال‬ ‫‪345‬هــ‪956/‬م) تقول بالغسل(‪ .)123‬وذهب الحنابلة‬
‫يعلم به حين حصوله‪ ،‬وإنما يـأت بعده‪ ،‬ويستخدم‬ ‫واإلباض ــيَّة إلى غس ــل الش ــهيد الجنب(‪ .)124‬لذا نجد‬

‫تصور للحدث‪ ،‬ويشهد شهادة‬


‫ًا‬ ‫علمه وخبرته لينش‬ ‫من تراجع عن رأيه بعدم غس ــل الش ــهيد عندما كان‬

‫وعليو‪ ،‬منح الجليل‪.519 :1 ،‬‬ ‫الزخار‪94 :2 ،‬؛ وابن مفتا ‪ ،‬شر‬


‫ابن المرتضى‪ ،‬البحر ّ‬
‫(‪)120‬‬

‫النووي‪ ،‬المجموع‪:5 ،‬‬


‫الجويني‪ ،‬نهاية المطلب‪36 :3 ،‬؛ و َ‬
‫(‪)123‬‬
‫األزهار‪.155 :3 ،‬‬
‫َ‬
‫‪263‬؛ والخطيب الشربيني‪ ،‬مغني المحتاج‪.35 :2 ،‬‬ ‫(‪ )121‬السرخسي‪ ،‬المبسول‪57 :2 ،‬؛ والكاساني‪ ،‬بدائع الصنائع‪:1 ،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(‪ )124‬ابن قدامة‪ ،‬المغني‪469 :3 ،‬؛ وأطفيو‪ ،‬شر النيل‪.565 :2 ،‬‬ ‫‪322‬؛ وابن عابدين‪ ،‬رد المحتار‪.247 :2 ،‬‬
‫اللخمي‪ ،‬التبصرة‪687 :2 ،‬؛ والقرافي‪ ،‬الذخيرة‪475 :2 ،‬؛‬ ‫(‪)122‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫المجلد ‪ | 2‬العدد | ‪2023 | 1‬‬ ‫‪356‬‬
‫عبد الكريم محمد عبد هللا الوظّاف‬ ‫يد اَْل َم ْعَرَك ِة َبْي َن اَلن َّْف ِي َو ِْ‬
‫اإل ثَْبات‬ ‫وجوب َغس ِل َش ِه ِ‬
‫ُُ ُ ْ‬

‫شــرعي‪ ،‬إذ تم االعتبار بظروفها‪ ،‬القائمة‪ ،‬ال بد أن‬ ‫حاضر الحدث‪ ،‬بعلم‬
‫ًا‬ ‫معرفيَّة‪ ،‬بينما الشهيد يكون‬
‫ّ‬
‫تـأخـذ بـالبـاحـث إلى نتـائج فريـدة ورؤيـَّة جـديـدتين أو‬ ‫ووعي له‪ ،‬ويشهد شهادة علم حضوريَّة متعلقة‬
‫مقاربة مغايرة‪.‬‬ ‫بالسمع والبصر لكيف حصل الحدث‪ ،‬وهذا ما خرج‬
‫اهرس المصاد والمراجع‪:‬‬ ‫به الدكتور‪ /‬محمد شحرور‪.‬‬

‫أوًال‪ :‬المصاد والمراجع المكتوةة‪:‬‬ ‫النتيجة اْلير ‪ :‬إن غس ــل الش ــهيد واجب‪ ،‬ألنه‬
‫[‪ ]1‬كتاب هللا (القرن الكريم)‪.‬‬
‫األصل‪ ،‬ولورود حديث صحيح يأمر بغسل القتلى‪،‬‬
‫[‪ ]2‬ابن األثير‪ ،‬مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد‬
‫وألن الميـت يجتنـب‪ ،‬في الغـالـب‪ .‬فـإذا توفر المـاء‪،‬‬
‫بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزر ّي‬
‫ّ‬
‫(ت‪606‬هـ)‪ .‬النهاية في غريب الحديث واألثر‪ .‬تحقيق‪:‬‬
‫وتمت االسـ ـ ــتطاعة‪ ،‬فيجب غسـ ـ ــل الشـ ـ ــهيد‪ ،‬تطبيًقا‬
‫طاهر أحمد الزاوى ‪ -‬محمود محمد الطناحي‪ 5 .‬مجلدات‪.‬‬ ‫ألمر النبي بغسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل القتلى‪ ،‬أجنـب في الظـاهر أو‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بيروت‪ :‬المكتبة العلميَّة (‪1399‬هـ‪1979/‬م)‪.‬‬ ‫االعتقاد أو لم يجتنب‪ ،‬وقد تكون هذه االس ـ ـ ــتطاعة‬
‫[‪ ]3‬ابن عابدين‪ ،‬محمد أمين بن عمر بن عبد العزيز عابدين‬ ‫متوافرة في الحضر‪ ،‬كما ُفعل بسعد بن معاذ وعمر‬
‫الدمشقي الحنفي (ت‪1252‬هـ)‪ .‬رد المحتار على الدر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وعلي بن أبي طـ ــالـ ــب وعبـ ــد هللا بن‬ ‫بن الخطـ ــاب‬
‫المختار‪ .‬الطبعة الثانية‪ 6 .‬مجلدات‪ .‬بيروت‪ :‬شركة مكتبة‬ ‫َ ّ‬
‫الزبير‪ ،‬وغيرهم‪ .‬وإذا صـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعب األمر‪ ،‬وهذا يحدث‬
‫ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأوالده بمصر (وصورتها‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫دار الفكر ‪ -‬بيروت)‪1386( .‬هـ‪1966/‬م)‪.‬‬
‫في الغ ــال ــب‪ ،‬لع ــدم توفر الم ــاء أو لح ــال ــة الحرب‬
‫عدي الجرجاني (ت‪365‬هـ)‪ .‬الكامل في‬ ‫[‪ ]4‬أبو أحمد بن‬ ‫الغس ـ ــل‪ ،‬كما‬
‫القائمة أو غيره مما ُيعيق‪ ،‬فقد س ـ ــقط ُ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وعلي‬
‫َ ّ‬
‫ضعفاء الرجال‪ .‬تحقيق‪ :‬عادل أحمد عبد الموجود‬ ‫ســقط عن عثمان ابن عفان‪ ،‬ومن قبله شــهداء بدر‬
‫محمد معوض‪ .‬شارك في تحقيقه‪ :‬عبد الفتا أبو سنة‪.‬‬ ‫وأُحد والمعارك كلها‪ ،‬وهذا ما ُيوض ـ ـ ـ ـ ــحه أمر النبي‬
‫ّ‬
‫بيروت‪ :‬الكتب العلميَّة (‪1418‬هـ‪1997/‬م)‪.‬‬
‫بعدم غس ــل قتلى أُحد‪ ،‬ومن َقبل بدر‪ ،‬ومن بعدهما‬
‫[‪ ]5‬أبو الحسن عبد هللا بن مفتا ‪ .‬المنتزع المختار من الغيث‬
‫المواقع كلها‪.‬‬
‫بشر األزهار‪ .‬الطبعة الثانية‪10 .‬‬ ‫المدرار‪ ،‬المعرو‬
‫اإلسالمي‬ ‫التراث‬ ‫مكتبة‬ ‫صعدة‪:‬‬ ‫مجلدات‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التوصيات‪:‬‬
‫ً‬
‫ّ‬
‫(‪1435‬هـ‪2014/‬م)‪.‬‬
‫لعـ ـ ــل في هـ ـ ــذه الـ ـ ــد ارس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة تحفيز للبـ ـ ــاحثين‬
‫[‪ ]6‬أبو الحسن َعلي بن محمد بن محمد بن حبيب البصر ّي‬
‫ّ‬ ‫والمتخصـصـين في إعادة وضـع الكثير من المسـائل‬
‫بالماوردي (ت‪450‬هـ)‪ .‬الحاوي الكبير‬
‫ّ‬ ‫الشهير‬ ‫البغدادي‪،‬‬
‫ّ‬
‫في فقه مذهب اإلمام الشافعي وهو شر مختصر المزني‪.‬‬ ‫الفقهيَّة تحت عدس ـ ـ ـ ــة البحث العلمي‪ ،‬لذا تُوص ـ ـ ـ ــي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تحقيق‪ :‬الشيخ َعلي محمد معوض والشيخ عادل أحمد عبد‬ ‫هــذه الــد ارس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة في القيــام بــالــد ارس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات الفقهَّي ـة‪،‬‬
‫ّ‬
‫الموجود‪ 19 .‬مجلد‪ .‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلميَّة‬ ‫المتخصصةا في كافة فروع الفقه؛ مع ضرورة أخذ‬
‫(‪1419‬هـ‪1999/‬م)‪.‬‬ ‫القــائمــة وقـت ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدور الحكم‬ ‫االعتبــار بـالظرو‬
‫[‪ ]7‬أبو العباس شهاب الدين أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن‬
‫الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرعي‪ ،‬االقتص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادَّي ـة واالجتمــافَّي ـة والفكرَّي ـة‬
‫المالكين الشهير بالقرافي (ت‪684‬هـ)‪ .‬الذخيرة‪ .‬تحقيق عدة‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ألي حكم‬
‫محققين‪ ،‬وحقق هذا المجلد‪ :‬سعيد أعراب‪ 14 .‬مجلد‪.‬‬ ‫والعسـ ـ ـ ـ ـ ــكريَّة‪ ...‬فإن أي د ارسـ ـ ـ ـ ـ ــة فقهيَّة‪ّ ،‬‬

‫‪357‬‬ ‫المجلد ‪ | 2‬العدد | ‪2023 | 1‬‬


‫يد اَْل َم ْعَرَك ِة َبْي َن اَلن َّْف ِي َو ِْ‬
‫اإل ثَْبات‬ ‫وجوب َغس ِل َش ِه ِ‬
‫ُُ ُ ْ‬ ‫عبد الكريم محمد عبد هللا الوظّاف‬

‫العزيز أبو حبيب الشثر ّي‪ً 20 .‬‬


‫مجلدا‪ .‬الرياض‪ :‬دار كنوز‬ ‫بيروت‪ :‬دار الغرب اإلسالمي (‪1994‬م)‪.‬‬
‫ّ‬
‫إشبيليا للنشر والتوزيع (‪1436‬هـ‪2015/‬م)‪.‬‬ ‫[‪ ]8‬أبو الفتح محمد بن عبد الكريم بن أبى بكر أحمد‬
‫أبو بكر عبد هللا بن محمد بن عبيد بن سفيان بن‬ ‫[‪]16‬‬ ‫الشهرستاني (ت‪548‬هـ)‪ .‬الملل والنحل‪ 3 .‬مجلدات‪ .‬بلد‬
‫ّ‬
‫بابن أبي الدنيا‬ ‫األموي القرشي المعرو‬
‫ّ‬ ‫البغدادي‬
‫ّ‬ ‫قيس‬ ‫مدون‪ ،‬مؤسسة الحلبي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫غير‬ ‫الطبعة‬ ‫وتأريخ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫(ت‪281‬هـ)‪ .‬مقتل أمير المؤمنين عَلي بن أبي طالب عليه‬ ‫[‪ ]9‬أبو الفضل أحمد بن َعلي بن محمد بن أحمد بن حجر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫السالم‪ .‬تحقيق‪ :‬إبراهيم صالح‪ .‬دمشق‪ :‬دار البشائر‬ ‫العسقالني (ت‪852‬هـ)‪ .‬التلخيد الحبير في تخريج‬
‫ّ‬
‫(‪1422‬هـ‪2001/‬م)‪.‬‬ ‫مدون‪،‬‬
‫ّ‬ ‫غير‬ ‫النشر‬ ‫بلد‬ ‫مجلدات‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪.‬‬ ‫بير‬‫الك‬ ‫افعي‬
‫ر‬ ‫ال‬ ‫أحاديث‬
‫ّ‬
‫[‪ ]17‬أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابور ّي‬ ‫دار الكتب العلميَّة (‪1419‬هـ‪1989/‬م)‪.‬‬
‫(ت‪319‬هـ)‪ .‬األوسط في السنن واإلجماع واالختال ‪.‬‬ ‫ي‪ّ .‬رقم كتبه‬
‫_____‪ .‬فتح الباري شر صحيح البخار ّ‬ ‫[‪]10‬‬
‫طبع منه‬
‫تحقيق‪ :‬أبو حماد صغير أحمد بن محمد حنيف‪ُ .‬‬ ‫وأبوابه وأحاديثه‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ .‬قام بإخراجه‬
‫‪ 6‬مجلدات‪ 11 ،5 - 1 :‬فقط‪ .‬الرياض‪ :‬دار طيبة‬ ‫وصححه وأشر على طبعه‪ :‬محب الدين الخطيب‪ .‬عليه‬
‫(‪1405‬هـ‪1985/‬م)‪.‬‬ ‫تعليقات العالمة‪ :‬عبد العزيز بن عبد هللا بن باز‪13 .‬‬
‫أبو جعفر أحمد بن محمد بن سالمة بن عبد الملك‬ ‫[‪]18‬‬ ‫مجلد‪ .‬بيروت‪ :‬دار المعرفة (‪1379‬هـ)‪.‬‬
‫اوي‬ ‫زدي الحجر ّي المصرّي المعرو بال َ‬
‫ط َّح ّ‬ ‫بن سلمة األ ّ‬ ‫_____‪ .‬موافقة الخبر الخبر في تخريج أحاديث‬ ‫[‪]11‬‬
‫(ت‪321‬هـ)‪ .‬شر معاني اآلثار‪ .‬حققه وقدم له‪ :‬محمد‬ ‫المختصر‪ .‬حققه وعلق عليه‪ :‬حمدي عبد المجيد السلفي‬
‫ّ‬
‫زهر ّي النجار ومحمد سيد جاد الحق‪ .‬راجعه ورقم كتبه‬ ‫وصبحي السيد جاسم السامرائي‪ .‬الطبعة الثانية‪ .‬مجلدان‪.‬‬
‫ّ‬
‫وأبوابه وأحاديثه‪ :‬د يوسف عبد الرحمن المرعشلي‪5 .‬‬ ‫والتوزيع‬ ‫للنشر‬ ‫الرشد‬ ‫مكتبة‬ ‫الرياض‪:‬‬
‫ّ‬
‫مدون‪ ،‬عالم الكتب‬ ‫ّ‬ ‫مجلدات‪ .‬بلد النشر غير‬ ‫(‪1414‬هـ‪1993/‬م)‪.‬‬
‫(‪1414‬هـ‪1994/‬م)‪.‬‬ ‫[‪ ]12‬أبو بكر أحمد بن الحسين بن َعلي البيهقي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أبو حنيفة النعمان بن محمد التميمي المغربي‪ .‬تأويل‬
‫[‪]19‬‬ ‫(ت‪458‬هـ)‪ .‬السنن الكبرى‪ .‬تحقيق‪ :‬محمد عبد القادر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الدعائم‪ .‬مجلدان‪ .‬بيروت‪ :‬مؤسسة األعلمي للمطبوعات‬ ‫مجلدا‪ .‬بيروت‪ :‬دار الكتب‬
‫ً‬ ‫عطا‪ .‬الطبعة الثالثة‪11 .‬‬
‫ّ‬
‫(‪1426‬هـ‪2006/‬م)‪.‬‬ ‫العلميَّة (‪1424‬هـ‪2003/‬م)‪.‬‬
‫النووي‬
‫ّ‬ ‫أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شر‬ ‫[‪]20‬‬ ‫أبو بكر الرازي الجصاص (‪370-305‬هـ)‪ .‬شر‬ ‫[‪]13‬‬
‫(ت‪676‬هـ)‪ .‬المجموع شر المهذب ((مع تكملة السبكي‬ ‫مختصر الطحاوي‪ 8 .‬مجلدات‪ .‬تحقيق (رسالة دكتوراة)‪:‬‬
‫ّ‬
‫مدونين‪:‬‬
‫مجلدا‪ .‬بلد وتأريخ النشر غير ّ‬
‫ً‬ ‫والمطيعي))‪20 .‬‬ ‫سائد بكداش و خرون‪( .‬دار البشائر اإلسالمية ‪ -‬ودار‬
‫ّ‬
‫دار الفكر‪.‬‬ ‫السراج‪1431 ،‬هـ‪2010-‬م)‪.‬‬
‫أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين‪ ،‬بن الحاج نو‬ ‫[‪]21‬‬ ‫[‪ ]14‬أبو بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني (‪-126‬‬
‫ّ‬
‫بن نجاتي بن دم‪ ،‬األشقودر ّي األلباني (ت‪1420‬هـ)‪.‬‬ ‫‪211‬هـ)‪ .‬المُصنَف‪ ،‬ويليه‪ :‬كتاب الجامع لإلمام معمر ابن‬
‫ّ‬
‫سلسلة األحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السي في‬ ‫األزدي‪ ،‬رواية عبد الرزاق الصنعاني‪ .‬تحقيق‪ :‬حبيب‬
‫ّ‬ ‫راشد‬
‫ّ‬
‫المعار‬ ‫دار‬ ‫الرياض‪:‬‬ ‫مجلدا‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪14‬‬ ‫األمة‪.‬‬ ‫الرحمن األعظمي‪ .‬الطبعة الثانية‪ 12 .‬مجلد‪ .‬الناشر‪:‬‬
‫ّ‬
‫(‪1412‬هـ‪1992/‬م)‪.‬‬ ‫الهند‪ ،‬المجلس العلمي‪ ،‬توزيع‪ :‬بيروت‪ :‬المكتب اإلسالمي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫[‪ ]22‬أبو عبد هللا‪ ،‬محمد بن أحمد األنصار ّي القرطبي‪.‬‬ ‫(‪1403‬هـ‪1983/‬م)‪.‬‬
‫ّ‬
‫الجامع ألحكام القرن‪ 20 .‬جزًءا‪ ،‬في ‪ 10‬مجلدات‪.‬‬ ‫[‪ ]15‬أبو بكر عبد هللا بن محمد بن أبي شيبة العبسي‬
‫ّ‬
‫المصريَّة‬ ‫الكتب‬ ‫دار‬ ‫القاهرة‪:‬‬ ‫الثانية‪.‬‬ ‫الطبعة‬ ‫الكوفي (ت‪235‬هـ)‪ .‬المُصنَف‪ .‬تحقيق‪ :‬سعد بن ناصر‬
‫ّ‬
‫(‪1384‬هـ‪1964/‬م)‪.‬‬ ‫ابن عبد العزيز أبو حبيب الشثر ّي‪ .‬تقديم‪ :‬ناصر بن عبد‬

‫المجلد ‪ | 2‬العدد | ‪2023 | 1‬‬ ‫‪358‬‬


‫عبد الكريم محمد عبد هللا الوظّاف‬ ‫يد اَْل َم ْعَرَك ِة َبْي َن اَلن َّْف ِي َو ِْ‬
‫اإل ثَْبات‬ ‫وجوب َغس ِل َش ِه ِ‬
‫ُُ ُ ْ‬

‫[‪ ]32‬أحمد بن فيسى بن زيد بن َعلي بن الحسين بن علي‬ ‫[‪ ]23‬أبو عبد هللا‪ ،‬محمد بن إسماعيل البخار ّي الجعفي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بن أبي طالب‪ .‬كتاب رأب الصدع‪ ،‬أمالي اإلمام أحمد بن‬ ‫ي‪ .‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬مصطفى ديب البغا‪ .‬الطبعة‬ ‫صحيح البخار ّ‬
‫فيسى بن زيد بن عَلي بن الحسين بن عَلي بن أبي طالب‬ ‫الخامسة‪ 7 .‬مجلدات‪ .‬دمشق‪ :‬دار ابن كثير‪ ،‬دار اليمامة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫عليهم السالم‪ .‬حققه وخرج أحاديثه وشرجها السيد العالمة‬ ‫(‪1414‬هـ‪1993/‬م)‪.‬‬
‫َعلي بن إسماعيل بن عبد هللا المؤيد الصنعاني‪ .‬الطبعة‬ ‫[‪ ]24‬أبو عثمان سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الثانية‪ 3 .‬مجلدات‪ .‬بيروت‪ :‬دار المحجة البيضاء‬ ‫الجوزجاني (ت‪227‬هـ)‪ .‬سنن سعيد بن منصور‪ .‬تحقيق‪:‬‬
‫ّ‬
‫(‪1428‬هـ‪2007/‬م)‪.‬‬ ‫حبيب الرحمن األعظمي‪ .‬الهند‪ :‬الدار السلفيَّة‬
‫ّ‬
‫أحمد رضا‪ .‬معجم متن اللغة (موسوعة لغويَّة حديثة)‪.‬‬ ‫[‪]33‬‬ ‫(‪1403‬هـ‪1982/‬م)‪.‬‬
‫‪ 5‬أجزاء‪ .‬بيروت‪ :‬دار مكتبة الحياة (‪1380-1377‬هـ)‪.‬‬ ‫[‪ ]25‬أبو عمر بن عبد البر النمر ّي القرطبي (‪- 368‬‬
‫ّ‬
‫أحمد مختار عبد الحميد عمر (ت‪1424‬هـ)‪،‬‬ ‫[‪]34‬‬ ‫‪463‬هـ)‪ .‬التمهيد لما في الموطأ من المعاني واألسانيد في‬
‫بمساعدة فريق عمل‪ .‬معجم اللغة العربيَّة المعاصرة‪4 .‬‬ ‫ّللا‪ .‬حققه وعلق عليه‪ :‬بشار عواد معرو ‪،‬‬
‫حديث رسول َّ‬
‫الكتب‬ ‫عالم‬ ‫مدون‪،‬‬
‫ّ‬ ‫غير‬ ‫النشر‬ ‫بلد‬ ‫أجزاء‪.‬‬ ‫و خرون‪ .‬وحقق هذا المجلد‪ :‬حسن عبد المنعم شلبي‬
‫(‪1429‬هـ‪2008/‬م)‪.‬‬ ‫ومحمد بشار عواد‪ 17 .‬مجلد‪ .‬لندن‪ :‬مؤسسة الفرقان‬
‫[‪ ]35‬إسماعيل حقي بن مصطفى اإلستانبولي الحنفي‬ ‫للتراث اإلسالمي (‪1439‬هـ‪2017/‬م)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الخلوتي‪ ،‬المولى أبو الفداء (ت‪1127‬هـ)‪ .‬رو البيان‪.‬‬ ‫[‪ ]26‬أبو عمرو خليفة بن خيال بن خليفة الشيباني‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مدون‪.‬‬
‫بيروت‪ :‬دار الفكر‪ ،‬تأريخ النشر غير ّ‬ ‫العصفر ّي البصر ّي (ت‪240‬هـ)‪ .‬تاريخ خليفة ابن خيال‪.‬‬
‫[‪ ]36‬األمير عالء الدين َعلي بن بلبان الفارسي‬ ‫تحقيق‪ :‬د‪ .‬أكرم ضياء العمر ّي‪ .‬الطبعة الثانية‪ .‬بيروت‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫(ت‪739‬هـ)‪ .‬اإلحسان في تقريب صحيح ابن حبان‪ .‬حققه‬ ‫دمشق‪ :‬دار القلم‪ ،‬مؤسسة الرسالة (‪1397‬هـ)‪.‬‬
‫مجلدا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وخرج أحاديثه وعلق عليه‪ :‬شعيب األرنؤول‪18 .‬‬ ‫أبو ليلى المهلهل الكبير‪ .‬قصة الزير سالم الكبير‪.‬‬ ‫[‪]27‬‬
‫بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة (‪1408‬هـ‪1988/‬م)‪.‬‬ ‫بغداد‪ ،‬بيروت‪ :‬منشورات الجمل (‪.)2013‬‬
‫[‪ ]37‬جمال َعلي الحالق‪ .‬مسلمة الحنفي‪ :‬قراءة في تاريخ‬ ‫[‪ ]28‬أبو محمد َعلي بن أحمد بن سعيد بن حزم األندلسي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫محرم‪ .‬كولونيا‪ ،‬بغداد‪ :‬منشورات الجمل (‪.)2008‬‬ ‫المحلى باآلثار‪ .‬تحقيق‪ :‬عبد الغفار سليمان البندار ّي‪12 .‬‬
‫[‪ ]38‬جواد َعلي (ت‪1408‬هـ)‪ .‬المفصل في تاريخ العرب‬ ‫مجلدا‪ .‬رقم الطبعة وتأريخها غير مدونتين‪ .‬بيروت‪ :‬دار‬ ‫ً‬
‫ّ‬
‫مدون‪ :‬دار الساقي‬
‫ّ‬ ‫غير‬ ‫النشر‬ ‫بلد‬ ‫ا‪.‬‬ ‫ء‬
‫جز‬
‫ً‬ ‫‪20‬‬ ‫قبل اإلسالم‪.‬‬ ‫الفكر‪.‬‬
‫(‪1422‬هـ‪2001/‬م)‪.‬‬ ‫[‪ ]29‬أبو نعيم أحمد بن عبد هللا األصبهاني (ت‪430‬هـ)‪.‬‬
‫ّ‬
‫الحموي‪ ،‬شهاب الدين أبو عبد هللا ياقوت بن عبد هللا‬
‫ّ‬ ‫[‪]39‬‬ ‫حلية األولياء وطبقات األصفياء‪ 10 .‬مجلدات‪ .‬القاهرة‪:‬‬
‫الرومي (ت‪626‬هـ)‪ .‬معجم البلدان‪ 7 .‬مجلدات‪ .‬بيروت‪:‬‬ ‫دور)‪،‬‬ ‫عدة‬ ‫صورتها‬ ‫(ثم‬ ‫السعادة‬ ‫مطبعة‬
‫ّ‬
‫دار صادر (‪.)21995‬‬ ‫(‪1394‬هـ‪1974/‬م)‪.‬‬
‫[‪ ]40‬زيد بن َعلي بن الحسين بن َعلي بن أبي طالب‬ ‫أحمد بن حنبل (‪241-164‬هـ)‪ .‬فضائل الصحابة‪.‬‬ ‫[‪]30‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫(‪122-75‬هـ)‪ .‬المجموع الحديثي والفقهي‪ .‬تحقيق‪ :‬عبد‬ ‫تحقيق‪ :‬د‪ .‬وصي هللا محمد فباس‪ .‬مجلدان‪ .‬بيروت‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫هللا بن حمود العز ّي‪ّ .‬‬
‫عمان‪ :‬مؤسسة اإلمام زيد بن َعلي‬ ‫مؤسسة الرسالة (‪1403‬هـ‪1983/‬م)‪.‬‬
‫الثقافيَّة (‪1422‬هـ‪2002/‬م)‪.‬‬ ‫___‪ .‬مسند اإلمام أحمد بن حنبل‪ .‬تحقيق‪ :‬شعيب‬ ‫[‪]31‬‬
‫زين الدين أبو عبد هللا محمد بن أبي بكر بن عبد‬ ‫[‪]41‬‬ ‫األرنؤول وعادل مرشد و خرون‪ .‬إش ار ‪ :‬د عبد هللا بن‬
‫القادر الحنفي الراز ّي (ت‪666‬هـ)‪ .‬مختار الصحا ‪.‬‬ ‫مدون‪،‬‬
‫التركي‪ 50 .‬جزًءا‪ .‬بلد النشر غير ّ‬ ‫عبد المحسن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تحقيق‪ :‬يوسف الشيخ محمد‪ .‬الطبعة الخامسة‪.‬‬ ‫مؤسسة الرسالة (‪1421‬هـ‪2001/‬م)‪.‬‬

‫‪359‬‬ ‫المجلد ‪ | 2‬العدد | ‪2023 | 1‬‬


‫يد اَْل َم ْعَرَك ِة َبْي َن اَلن َّْف ِي َو ِْ‬
‫اإل ثَْبات‬ ‫وجوب َغس ِل َش ِه ِ‬
‫ُُ ُ ْ‬ ‫عبد الكريم محمد عبد هللا الوظّاف‬

‫الكتب العلميَّة (‪1415‬هـ‪1994/‬م)‪.‬‬ ‫بيروت‪/‬صيدا‪ :‬المكتبة العصريَّة ‪ -‬الدار النموذجيَّة‬


‫[‪ ]50‬عبد الملك بن عبد هللا بن يوسف بن محمد الجويني‪،‬‬ ‫(‪1420‬هـ‪1999/‬م)‪.‬‬
‫ّ‬
‫أبو المعالي‪ ،‬ركن الدين‪ ،‬الملقب بإمام الحرمين‬ ‫[‪ ]42‬سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫(ت‪478‬هـ)‪ .‬نهاية المطلب في دراية المذهب‪ .‬حققه‬ ‫أبو القاسم الطبراني (ت‪360‬هـ)‪ .‬المعجم الكبير‪ .‬تحقيق‪:‬‬
‫ّ‬
‫الديب‪ .‬بلد النشر‬
‫وصنع فهارسه‪ :‬أ‪ .‬د‪ /‬عبد العظيم محمود ّ‬ ‫مجلدا‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪25‬‬ ‫الثانية‪.‬‬ ‫الطبعة‬ ‫‪.‬‬ ‫السلفي‬ ‫المجيد‬ ‫حمدي بن عبد‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫مدون‪ ،‬دار المنهاج (‪1428‬هـ‪2007/‬م)‪.‬‬ ‫غير ّ‬ ‫مدون‪.‬‬
‫القاهرة‪ :‬مكتبة ابن تيمية‪ ،‬تأريخ الطبعة غير ّ‬
‫[‪ ]51‬عالء الدين‪ ،‬أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني‬ ‫النور ّي و خرون‪ .‬الجامع في‬ ‫المعاطي ّ‬ ‫[‪ ]43‬السيد أبو‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الحنفي (ت‪587‬هـ)‪ .‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع‪.‬‬ ‫ي‪ ،‬ومسلم‪ ،‬والعجلي‪ ،‬وأبي‬ ‫الجر والتعديل (ألقوال البخار ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مدون‪ ،‬دار‬
‫ّ‬ ‫غير‬ ‫النشر‬ ‫بلد‬ ‫مجلدات‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الثانية‪.‬‬ ‫الطبعة‬ ‫الفسوي‪ ،‬وأبي حاتم‬
‫ّ‬ ‫داود‪ ،‬ويعقوب‬‫ي‪ ،‬وأبي ُ‬ ‫زرعة الراز ّ‬
‫الكتب العلميَّة (‪1406‬هـ‪1986/‬م)‪.‬‬ ‫البزار‪،‬‬
‫الدمشقيّ‪ ،‬والنسائيّ‪ ،‬و ّ‬
‫الترمذي‪ ،‬وأبي زرعة ّ‬
‫ّ‬ ‫ي‪ ،‬و‬‫الراز ّ‬
‫َعلي بن محمد الربعي‪ ،‬أبو الحسن‪ ،‬المعرو‬ ‫[‪]52‬‬ ‫والدارقطني)‪ 3 .‬مجلدات‪ .‬بيروت‪ :‬عالم الكتب‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫باللخمي (ت‪478‬هـ)‪ .‬التبصرة‪ .‬دراسة وتحقيق‪ :‬الدكتور‬ ‫(‪1412‬هـ‪1992/‬م)‪.‬‬
‫ّ‬
‫أحمد عبد الكريم نجيب‪ 14 .‬مجلد‪ .‬قطر‪ :‬و ازرة األوقا‬ ‫األسدي التَّميمي (ت‪200‬هـ)‪ .‬الفتنة‬
‫ّ‬ ‫سيف بن عمر‬ ‫[‪]44‬‬
‫ّ‬
‫والشؤون اإلسالميَّة (‪1432‬هـ‪2011‬م)‪.‬‬ ‫ووقعة الجمل‪ .‬تحقيق‪ :‬أحمد راتب عرموش‪ .‬بلد النشر‬
‫َعلي بن محمد بن عبد الملك الكتامي الحمير ّي‬ ‫[‪]53‬‬ ‫مدون‪ ،‬دار النفائس (‪1413‬هـ‪1993/‬م‪.)7‬‬‫غير ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الفاسي‪ ،‬أبو الحسن ابن القطان (المتوفى ‪628‬هـ)‪ .‬بيان‬ ‫[‪ ]45‬الشافعي‪ ،‬أبو عبد هللا محمد بن إدريس بن العباس‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الوهم واإليهام في كتاب األحكام‪ .‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬الحسين يت‬ ‫بن عثمان بن شافع بن عبد المطلب بن عبد منا‬
‫طيبة‬ ‫دار‬ ‫الرياض‪،‬‬ ‫مجلدات‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫سعيد‪.‬‬ ‫المطلبي القرشي المكي (ت‪204‬هـ)‪ .‬األم‪ 8 .‬مجلدات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫(‪1418‬هـ‪1997/‬م)‪.‬‬ ‫مدون‪ .‬بيروت‪ :‬دار المعرفة‬‫ّ‬ ‫غير‬ ‫الطبعة‬ ‫رقم‬
‫َعلي بن محمد بن َعلي الزين الشريف الجرجاني‬ ‫[‪]54‬‬ ‫(‪1410‬هـ‪1990/‬م)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫(ت‪816‬هـ)‪ .‬كتاب التعريفات‪ .‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلميَّة‬ ‫___‪ .‬المسند‪ .‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلميَّة‬ ‫[‪]46‬‬
‫(‪1403‬هـ‪1983/‬م)‪.‬‬ ‫(‪1400‬هـ)‪.‬‬
‫[‪ ]55‬عمر بن أحمد بن هبة هللا بن أبي جرادة العقيلي‪،‬‬ ‫شر الدين الحسين بن أحمد بن الحسين بن أحمد‬ ‫[‪]47‬‬
‫ّ‬
‫كمال الدين ابن العديم (ت‪660‬هـ)‪ .‬بغية الطلب في تاريخ‬ ‫بن َعلي بن محمد بن سليمان بن صالح السياغي الحيمي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حلب‪ .‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬سهيل زكار‪ 12 .‬مجلد‪ .‬بلد وتأريخ‬ ‫الصنعاني (ت‪122‬هـ)‪ .‬الروض النضير شر مجموع‬
‫ّ‬
‫النشر غير مدونين‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬ ‫الفقه الكبير‪ 4 .‬مجلدات‪ .‬بيروت‪ :‬دار الجيل‪ ،‬تأريخ النشر‬
‫[‪ ]56‬عمر بن شبة (واسمه زيد) بن عبيدة بن ريطة النمير ّي‬ ‫مدون‪.‬‬
‫غير ّ‬
‫البصر ّي‪ ،‬أبو زيد (ت‪262‬هـ)‪ .‬تاريخ المدينة البن شبة‪.‬‬ ‫[‪ ]48‬شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي‬
‫ّ‬
‫تحقيق‪ :‬فهيم محمد شلتوت‪ .‬جدة‪ :‬طبع على نفقة‪ :‬السيد‬ ‫(ت‪748‬هـ)‪ .‬سير أعالم النبالء‪ .‬تحقيق‪ :‬مجموعة من‬
‫حبيب محمود أحمد (‪1399‬هـ)‪.‬‬ ‫الشيخ شعيب األرناؤول‪ .‬تقديم‪ :‬بشار‬ ‫المحققين بإش ار‬
‫[‪ ]57‬مالك بن أنس بن مالك بن عامر األصبحي المدني‬ ‫عواد معرو ‪ .‬الطبعة الثالثة‪ 20 .‬مجلد‪ .‬بلد النشر غير‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫(ت‪179‬هـ)‪ .‬المدونة‪ 4 .‬مجلدات‪ .‬دار الكتب العلميَّة‬ ‫مدون‪ ،‬مؤسسة الرسالة (‪1405‬هـ‪1985/‬م)‪.‬‬ ‫ّ‬
‫(‪1415‬هـ‪1994/‬م)‪.‬‬ ‫[‪ ]49‬شمس الدين‪ ،‬محمد بن أحمد الخطيب الشربيني‬
‫ّ‬
‫_____‪ .‬الموطأ‪ .‬صححه ورقمه وخرج أحاديثه‬ ‫[‪]58‬‬ ‫الشافعي (ت‪977‬هـ)‪ .‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني‬
‫ّ‬
‫وعلق عليه‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ .‬بيروت‪ :‬دار إحياء‬ ‫مدون‪ ،‬دار‬
‫ّ‬ ‫غير‬ ‫النشر‬ ‫بلد‬ ‫مجلدات‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪.‬‬ ‫المنهاج‬ ‫ألفاظ‬

‫المجلد ‪ | 2‬العدد | ‪2023 | 1‬‬ ‫‪360‬‬


‫عبد الكريم محمد عبد هللا الوظّاف‬ ‫يد اَْل َم ْعَرَك ِة َبْي َن اَلن َّْف ِي َو ِْ‬
‫اإل ثَْبات‬ ‫وجوب َغس ِل َش ِه ِ‬
‫ُُ ُ ْ‬

‫بيروت‪ :‬دار األعلمي (‪1409‬هـ‪1989/‬م)‪.‬‬ ‫التراث العربي (‪1406‬هـ‪1985/‬م)‪.‬‬


‫ّ‬ ‫ّ‬
‫[‪ ]68‬محمد بن فيسى بن َس بورة بن موسى بن الضحاك‪،‬‬ ‫[‪ ]59‬المحقق الحلي‪ ،‬أبو القاسم نجم الدين جعفر بن‬
‫ّ‬
‫الترمذي‪ .‬تحقيق‬
‫ّ‬ ‫الترمذي‪ ،‬أبو فيسى (ت‪279‬هـ)‪ .‬سنن‬
‫ّ‬ ‫الحسن (‪602‬هـ ‪676 -‬هـ)‪ .‬شرائع اإلسالم في مسائل‬
‫وتعليق‪ :‬أحمد محمد شاكر و خرون‪ ،‬وحقق وعلق على‬ ‫الحالل والحرام‪ 4 .‬مجلدات‪ .‬بلد ودار النشر غير ّ‬
‫مدونتين‬
‫هذا المجلد‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ .‬الطبعة الثانية‪5 .‬‬ ‫(‪1389‬هـ‪1969/‬م)‪.‬‬
‫مجلدات‪ .‬مصر‪ :‬شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي‬ ‫[‪ ]60‬محمد بن أحمد بن أبي سهل شمس األئمة السرخسي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الحلبي (‪1395‬هـ‪1975/‬م)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫(ت‪483‬هـ)‪ .‬المبسول‪ .‬رقم الطبعة غير ّ‬
‫مدون‪ 30 .‬مجلد‪.‬‬
‫[‪ ]69‬محمد بن فيسى بن محمد بن أصبغ‪ ،‬أبو عبد هللا‬ ‫بيروت‪ :‬دار المعرفة (‪1414‬هـ‪1993/‬م)‪.‬‬
‫األزدي القرطبي (ت‪620‬هـ)‪ .‬اإلنجاد في‬
‫ّ‬ ‫بن المناصف‬ ‫[‪ ]61‬محمد بن أحمد بن محمد عليو‪ ،‬أبو عبد هللا المالكي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أبواب الجهاد وتفصيل فرائضه وسننه وذكر جمل من دابه‬ ‫(ت‪1299‬هـ)‪ .‬منح الجليل شر مختصر خليل‪9 .‬‬
‫ولواحق أحكامه‪ .‬ضبط نصه وعلق عليه ووثق نصوصه‬ ‫مدون‪ .‬بيروت‪ :‬دار الفكر‬
‫مجلدات‪ .‬رقم الطبعة غير ّ‬
‫وخرج أحاديثه و ثاره‪ :‬مشهور بن حسن ل سلمان ومحمد‬ ‫(‪1409‬هـ‪1989/‬م)‪.‬‬
‫مدونين‪ ،‬دار‬
‫بن زكريا أبو غازي‪ .‬بلد وتأريخ النشر غير ّ‬ ‫[‪ ]62‬محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي بالوالء‪ ،‬المدني‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اإلمام مالك‪ ،‬مؤسسة الريان‪.‬‬ ‫(ت‪151‬هـ)‪ .‬سيرة ابن إسحاق (كتاب السير والمغازي)‪.‬‬
‫محمد بن مكرم بن على‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬جمال الدين‬ ‫[‪]70‬‬ ‫الفكر‬ ‫دار‬ ‫بيروت‪:‬‬ ‫زّكار‪.‬‬ ‫سهيل‬ ‫تحقيق‪:‬‬
‫ابن منظور األنصار ّي الرويفعى اإلفريقى (ت‪711‬هـ)‪.‬‬ ‫(‪1398‬هـ‪1978/‬م)‪.‬‬
‫لسان العرب‪ .‬الحواشي‪ :‬لليازجي وجماعة من اللغويين‪.‬‬ ‫[‪ ]63‬محمد بن الحسن الحر العاملي (ت‪1104‬هـ)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الطبعة الثالثة‪ 15 .‬جزء‪ .‬بيروت‪ :‬دار صادر (‪1414‬هـ)‪.‬‬ ‫تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة‪.‬‬
‫محمد بن يوسف أطفيو [ت‪1914‬م]‪ .‬شر كتاب‬ ‫[‪]71‬‬ ‫تحقيق‪ :‬مؤسسة ل البيت عليهم السالم إلحياء التراث‪.‬‬
‫النيل وشفاء العليل‪ .‬الطبعة الثانية‪ 16 .‬جزء‪ .‬جدة‪ :‬مكتبة‬ ‫مجلدا‪ .‬قم‪ :‬مؤسسة ل البيت عليهم السالم إلحياء‬
‫ً‬ ‫‪30‬‬
‫اإلرشاد‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الفتح (‪1393‬هـ‪1973/‬م)‪.‬‬ ‫مدون‪.‬‬
‫التراث‪ ،‬تأريخ النشر غير ّ‬
‫محمد شحرور‪ .‬اإلسالم واإليمان‪ :‬منظومة القيم‪.‬‬ ‫[‪]72‬‬ ‫[‪ ]64‬محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب اآلملي‪،‬‬
‫ّ‬
‫دمشق‪ :‬األهالي للطباعة والنشر والتوزيع (أغسطس‬ ‫أبو جعفر الطبر ّي (ت‪310‬هـ)‪ .‬تاريخ الطبري= تاريخ‬
‫‪.)1996‬‬ ‫ي‪ .‬الطبعة الثانية‪11 .‬‬
‫الرسل والملوك‪ ،‬وصلة تاريخ الطبر ّ‬
‫المجددي البركتي‪ .‬التعريفات‬
‫ّ‬ ‫محمد عميم اإلحسان‬ ‫[‪]73‬‬ ‫مجلدا‪ .‬بيروت‪ :‬دار التراث (‪1387‬هـ)‪.‬‬
‫ً‬
‫ّ‬
‫الفقهيَّة‪ .‬بلد النشر غير ّ‬
‫مدون‪ ،‬دار الكتب العلميَّة (إعادة‬ ‫[‪ ]65‬محمد بن سعد بن منيع الزهر ّي (ت‪230‬هـ)‪ .‬الطبقات‬
‫صف للطبعة القديمة في باكستان ‪1407‬هـ‪1986/‬م)‬ ‫مجلدا‪.‬‬
‫ً‬ ‫الكبير‪ .‬تحقيق‪ :‬الدكتور‪َ /‬علي محمد عمر‪11 .‬‬
‫ّ‬
‫(‪1424‬هـ‪2003/‬م)‪.‬‬ ‫القاهرة‪ :‬مكتبة الخانجي (‪1421‬هـ‪2001/‬م)‪.‬‬
‫ّ‬
‫بيدي‪ .‬تاج العروس من‬
‫الز ّ‬‫محمد مرتضى الحسيني َّ‬
‫ّ‬ ‫[‪]74‬‬ ‫[‪ ]66‬محمد بن َعلي بن محمد بن عبد هللا الشوكاني اليمني‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫جواهر القاموس‪ .‬تحقيق‪ :‬جماعة من المختصين‪40 .‬‬ ‫(ت‪1250‬هـ)‪ .‬نيل األوطار‪ .‬تحقيق‪ :‬عصام الدين‬
‫مجلدا‪ .‬الكويت‪ :‬و ازرة اإلرشاد واألنباء والمجلس الوطني‬
‫ً‬ ‫الحديث‬ ‫دار‬ ‫مصر‪:‬‬ ‫مجلدات‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الصبابطي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫للثقافة والفنون واآلداب (‪1422-1385‬هـ‪-1965/‬‬ ‫(‪1413‬هـ‪1993/‬م)‪.‬‬
‫‪2001‬م)‪.‬‬ ‫[‪ ]67‬محمد بن عمر بن واقد السهمي األسلمي بالوالء‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المهدي لدين هللا أحمد بن يحيى بن المرتضى‬
‫ّ‬ ‫[‪]75‬‬ ‫اقدي (ت‪207‬هـ)‪ .‬المغازي‪.‬‬
‫المدني‪ ،‬أبو عبد هللا‪ ،‬الو ّ‬
‫ّ‬
‫الزخار الجامع لمذاهب علماء‬
‫(ت‪840‬هـ)‪ .‬كتاب البحر ّ‬ ‫تحقيق‪ :‬مارسدن جونس‪ .‬الطبعة الثالثة‪ 3 .‬مجلدات‪.‬‬

‫‪361‬‬ ‫المجلد ‪ | 2‬العدد | ‪2023 | 1‬‬


‫يد اَْل َم ْعَرَك ِة َبْي َن اَلن َّْف ِي َو ِْ‬
‫اإل ثَْبات‬ ‫وجوب َغس ِل َش ِه ِ‬
‫ُُ ُ ْ‬ ‫عبد الكريم محمد عبد هللا الوظّاف‬

‫العنكبوتية لاالنترنت)‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ثانيا‪ :‬شبكة المعلومات‬ ‫األمصار‪ ،‬ويليه كتاب جواهر األخبار واآلثار المستخرجة‬
‫ً‬
‫‪ https://altibbi.com .1‬اختناق‪-‬جنسي‪-‬ذاتي ‪/‬الصحة‪-‬‬ ‫الزخار‪ ،‬للعالمة المحقق محمد ابن يحيى‬
‫من لُجة البحر ّ‬
‫ّ‬
‫الجنسيَّة‪/‬مصطلحات‪-‬طبيَّة‪ .‬تأريخ زيارة الصفحة‬ ‫الصعدي (ت‪957‬هـ)‪ ،‬ولتمام الفائدة ألحقنا به‬
‫ّ‬ ‫بهران‬
‫‪2022/07/11‬م‪.‬‬ ‫لمصححه القاضي عبد هللا بن‬ ‫تعليقات من مراجع مختلفة ُ‬
‫عبد الكريم الجرافي‪ 6 .‬مجلدات (مع المقدمة)‪ .‬صنعاء‪:‬‬
‫ّ‬
‫دار الحكمة اليمانيَّة (تصوير ‪1409‬هـ‪1988/‬م عن‬
‫الطبعة األولى ‪1366‬هـ‪1947/‬م)‪.‬‬
‫موفق الدين أبو محمد عبد هللا بن أحمد بن محمد بن‬ ‫[‪]76‬‬
‫قدامة المقدسي الجماعيلي الدمشقي الصالحي الحنبلي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫(‪620 - 541‬هـ)‪ .‬س‪ .‬تحقيق‪ :‬الدكتور عبد َّ‬
‫ّللا بن عبد‬
‫المحسن التركي‪ ،‬الدكتور عبد الفتا محمد الحلو‪ .‬الطبعة‬
‫ّ‬
‫الثالثة‪ 15 .‬مجلد‪ .‬الرياض‪ :‬دار عالم الكتب للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع (‪1417‬هـ‪1997/‬م)‪.‬‬
‫[‪ ]77‬المؤيد باو يحيى بن حمزة بن َعلي بن إبراهيم‬
‫ّ‬
‫الحسيني (ت‪749‬هـ)‪ .‬االنتصار على علماء األمصار في‬
‫ّ‬
‫تقرير المختار من مذاهب األئمة وأقاويل علماء األمة‪.‬‬
‫وعلي بن أحمد‬ ‫تحقيق‪ :‬عبد الوهاب بن َعلي المؤيد‬
‫َ ّ‬ ‫ّ‬
‫طبع منه ‪ 6‬مجلدات‪ .‬صنعاء‪ :‬مؤسسة اإلمام زيد‬
‫مفضل‪ُ .‬‬
‫بن َعلي الثقافيَّة (‪1425‬هـ‪2003/‬م)‪.‬‬
‫ّ‬
‫[‪ ]78‬الهادي على الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن‬
‫إبراهيم (ت‪298‬هـ)‪ .‬كتاب األحكام في الحالل والحرام‪،‬‬
‫جمع وترتيب أبي الحسن عَلي بن الحسن بن أحمد بن‬
‫ّ‬
‫أبي حريصة‪ .‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬المرتضى بن زيد َ‬
‫المحطور ّي‬
‫الحسني‪ .‬الطبعة الثانية‪ .‬مجلدان‪ .‬صنعاء‪ :‬مكتبة بدر‬
‫ّ‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع (‪1435‬هـ‪2014/‬م)‪.‬‬
‫[‪ ]79‬وهبة بن مصطفى ُّ‬
‫الزَحيلي‪ .‬الفقه اإلسالمي وأدلّته‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الشامل لألدلّة الشرفيَّة واآلراء المذهبيَّة وأهم النظريات‬
‫الفقهيَّة وتحقيق األحاديث النبويَّة وتخريجها‪ .‬الطبعة‬
‫الرابعة (وهي الطبعة ‪ 12‬لما تقدمها من طبعات مصورة)‪.‬‬
‫‪ 10‬مجلدات‪ .‬دمشق‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف‪ ،‬أبو الحجاج‪،‬‬ ‫[‪]80‬‬
‫جمال الدين ابن الزكي أبي محمد القضاعي الكلبي المز ّي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫(ت‪742‬هـ)‪ .‬تهذيب الكمال في أسماء الرجال‪ .‬تحقيق‪ :‬د‪.‬‬
‫جلدا‪ .‬بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‬
‫بشار عواد معرو ‪ 35 .‬م ً‬
‫(‪1400‬هـ‪1980/‬م)‪.‬‬

‫المجلد ‪ | 2‬العدد | ‪2023 | 1‬‬ ‫‪362‬‬

You might also like