You are on page 1of 2

‫جابر بن عبد هللا‬

‫رضي هللا عنه‬

‫هو الصحابي الجليل واإلمام الكبير‪ ،‬المجتهد الحافظ‪ ،‬األنصاري صاحب رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬المس اإليمان قلبه فنشأ على طاعة هللا‪،‬‬
‫َّللا‪ ،‬شهد بيعة‬
‫جابر بن عبد هللا بن عمرو بْن حرام األنصاري‪ ،‬يكنى أبا عبد ه‬
‫العقبة الثانية مع أبيه وهو صبي‪ ،‬فتح هللا قلبه لإلسالم على يد مصعب بن عمير‬
‫رضي هللا عنهما‪ ،‬وكان ال يتجاوز األربعة عشر عاماً‪ ،‬كان جابر واحداً ممن‬
‫بايعوا النبي بيعة الرضوان‪ ،‬ولما أذن هللا لرسوله صلى هللا عليه وسلم بالهجرة‪،‬‬
‫سعد جابر بقدومه‪ ،‬فكان في استقباله وظل مالزما ً للنبي صلى هللا عليه وسلم ينهل‬ ‫َ‬
‫من علمه وهديه وأخالقه العذبة حتى أصبح جابر من أكثر الصحابة حفظا ً للقران‬
‫ورواية لحديث رسول هللا‪ ،‬كان من المكثرين في الحديث‪ ،‬الحافظين للسنن‪ ،‬روى‬
‫علما ً كثيراً عن النبي صلى هللا عليه وسلم وأصحابه‪ ،‬لم يشهد بدر وأحد لصغر‬
‫سنه خلفه أباه على اخوته وكن تسع بنات‪ ،‬وكانت أولى غزواته مع رسول هللا‬
‫هي الخندق‪ ،‬ويوم حفر الخندق رأى جابر رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عليه‬
‫أثر جوع شديد‪ ،‬فخرج إلى امرأته‪ ،‬وقال لها‪ :‬رأيت رسول هللا خمصا ً شديداً‪.‬‬
‫فأخرجت إليه صاع من شعير ‪ ،‬وبهيمة فذبحتها ‪ ،‬وطحنت الشعير ‪ ،‬فخرج‬
‫جابر إلى الرسول صلى هللا عليه وسلم فقال ‪ :‬يا رسول هللا ذبحنا بهيمة لنا‬
‫وطحنا صاعا ً من شعير كان عندنا ‪ ،‬فتعال أنت ونفر معك ‪ ،‬فصاح النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم ‪ :‬يا أهل الخندق ‪ ،‬إن جابراً قد صنع طعاما ً ‪ ،‬لت ُ ّ‬
‫نزلن برمتكم ‪،‬‬
‫وقال صلى هللا عليه وسلم لجابر‪ :‬ال تخبزن عجينكم حتى أجيء ‪ ،‬فجاء رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم فأخرجت له العجين ‪ ،‬فبصق فيه وبارك ‪،‬قال جابر‪ :‬فأقسم‬
‫باهلل لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا وهم ألف‪ ،‬وإن بهيمتنا بقيت كما هي ‪ ،‬وإن‬
‫عجيننا ليخبز كما هو‪.‬‬
‫سا وعشرين مرة‪ ،‬فقد‬ ‫ير خم ً‬ ‫َّللا صلى هللا عليه وسلم لَ ْيلَةَ ْالبَ ِع ِ‬
‫استغفر له رسول ه ِ‬
‫ي ِ صلى هللا عليه‬ ‫يرهُ ِمنَ النهبِ ّ‬
‫ع بَ ِع َ‬‫كان مع النبي صلى هللا عليه وسلم فِي سفر فَبَا َ‬
‫ظ ْه َرهُ ِإلَى ْال َمدِينَ ِة‪ ،‬يقول جابر‪ :‬لَ ْيلَةَ ِب ْعتُ من النبي صلى هللا عليه‬ ‫ط َ‬
‫وسلم َوا ْشت ََر َ‬
‫سا وعشرين مرة‪.‬‬ ‫وسلم البعير استغفر لي خم ً‬
‫عاش جابر في خالفة األربع خلفاء رضي هللا عنهم وكانوا جميعا ً يعرفون قدره‪،‬‬
‫بقي جابر مصدراً ومرجعا ً للصحابة في أحاديث الرسول صلى هللا عليه وسلم‬
‫لكثرة علمه وروايته‪ ،‬كان مفتي المدينة في زمانه‪ ،‬كان له حلقة في المسجد‬
‫النبوي يؤخذ عنه العلم‪ ،‬رحل جابر إلى مصر من أجل حديث ليسمعه من عبد هللا‬
‫بن أنيس ‪.‬‬
‫وتوفي جابر رضي هللا عنه سنة أربع وسبعين‪ ،‬وصلى عليه أبان بْن عثمان‬
‫رضي هللا عنهما‪ ،‬وكان عمره أرب ًعا وتسعين سنة ‪.‬‬

You might also like