You are on page 1of 8

‫بحث عن‬

‫السنن المهجورة‬

‫الطالبة‪ :‬منيره ************‬


‫السنن المهجورة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫إَّن أهَّم ما يعتني به المسلم في حياته اليومَّية‪ :‬هو العمل بسَّن ة الَّر سول صَّلى هللا عليه وسَّلم في‬
‫جميع حركاته‪ ،‬وسكناته‪ ،‬وأقواله‪ ،‬وأفعاله‪ ،‬حَّت ى تنتظم حياته كُّلها على سَّن ة الَّر سول صَّلى هللا‬
‫عليه وسَّلم‪ ,‬من الَّصباح إلى المساء‪.‬‬

‫قال ذو الُّن ون المصري‪( :‬من عالمة المحَّبة هلل – عَّز وجَّل ‪ -‬متابعة حبيبه صَّلى هللا عليه وسَّلم‬
‫في أخالقه‪ ،‬وأفعاله‪ ،‬وأوامره‪ ،‬وسَّن ته)‪.‬‬

‫قال هللا تعالي‪ُ﴿ :‬قْل ِإْن ُكْنُتْم ُتِحُّبوَن َهَّللا َفاَّت ِبُعوِني ُيْح ِبْب ُك ُم ُهَّللا َو َي ْغ ِفْر َلُك ْم ُذ ُنوَب ُك ْم َو ُهَّللا َغ ُفوٌر َر ِحيٌم﴾آل‬
‫عمران‪.31 :‬‬

‫قال الحسن البصري‪( :‬كان عالمة حِّبهم إياه إِّت باع سَّن ة رسول هللا صَّلى هللا عليه وسَّلم)‪.‬‬

‫إَّن منزلة المؤمن تقاس بإِّت باعه للِّر سول هللا صَّلى هللا عليه وسَّلم‪ ،‬فكَّلما كان تطبيقه للُّس َّن ة أكثر‪,‬‬
‫كان عند هللا أعلى وأكرم‪ .‬وااللتزام بالُّس َّن ة له فوائد عديدة منها‪:‬‬

‫‪)1‬الوصول الى درجة محَّبة هللا تعالى لنا‪.‬‬

‫‪)2‬جبر الَّن قص الحاصل في الفرائض‪.‬‬

‫‪)3‬العصمة من الوقوع في البدعة‪.‬‬

‫‪)4‬تعظيم شعائر هللا‪.‬‬

‫فاهلل هللا يا أَّمة اإلسالم في سنن رسولكم صَّلى هللا عليه وسَّلم‪ ،‬أحيوها في واقع حياتكم‪ ،‬فمن لها‬
‫سواكم؟! فهي دليل المحَّبة الكاملة‪ ،‬وعالمة المتابعة الَّص ادقة لرسول هللا صَّلى هللا عليه وسَّلم‪.‬‬
‫عشرون سَّن ة متروكة ومهجورة‪ ،‬كُّلها صَّح ت عن نبِّيكم الكريم عليه الَّصالة والَّسالم‪:‬‬

‫‪ -1‬لعـق األصابع قبل مسحها أو غسلها‪:‬‬

‫عن ابن عباس رضي هللا عنهما‪ :‬أَّن الَّن بَّي صَّلى هللا عليه وسَّلم قال‪( :‬إذا أكل أحدكم؛ فال يمسح‬
‫يده؛ حَّت ى َي لعقها أو ُيـلعقها)متفق عليه‪.‬‬

‫‪ -2‬إماطة األذى عن الُّلقمة الَّساقطة ثَّم أكلها‪:‬‬

‫عن جابر رضي هللا عنه‪َ :‬أَّن الَّن ِبَّي صَّلى هللا عليه وسَّلم َأَمَر ِبَلْع ِق اَألَص اِبِع َو الَّصْح َفِة‪َ ،‬و َقاَل ‪ِ( :‬إَّنُك ْم‬
‫َال َت ْد ُروَن ِفي َأِّيِه اْلَبَر َك ُة )رواه مسلم‪ .‬وفي لفظ‪(:‬إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها‪ ،‬فليمط ما كان بها‬
‫من األذى‪ ،‬وليأكلها‪ ،‬وال يدعها للَّش يطان‪ ،‬وال يمسح يده بالمنديل حَّت ى يلعق أصابعه‪ ،‬فإَّن ه ال يدري‬
‫في أِّي طعامه البركة)رواه مسلم‪.‬‬

‫‪ -3‬لعق القصعة واإلناء ونحوها‪:‬‬

‫دليل هذه الُّس َّن ة حديث جابر المتقِّد م في المـسألـة الَّس ابقة‪ ،‬وحديث أنس رضي هللا عنه‪ ،‬عن الَّن بِّي‬
‫صَّلى هللا عليه وسَّلم‪ :‬وأمرنا أن نسلت القصعة قال‪(:‬فإَّن كم ال تدرون في أِّي طعامكم البركة)رواه‬
‫مسلم‪.‬‬

‫‪ -4‬استحباب الُّسحور بالَّت مر‪:‬‬

‫عن أبي هريرة رضي هللا عنه‪ ،‬عن الَّن بِّي صَّلى هللا عليه وسَّلم قال‪(:‬نعم سحور المؤمن‬
‫الَّت مر)رواه أبو داود‪ ،‬وصَّح حه األلباني‪ .‬قال ابن القيم في زاد المعاد عن الَّت مر‪(:‬وهو فاكهة‪،‬‬
‫وغذاء‪ ،‬ودواء‪ ،‬وشراب‪ ،‬وحلوى)‪.‬‬
‫‪ -5‬الَّت نفس عند الُّش رب خارج اإلناء ثالثًا‪:‬‬

‫عن أنٍس رضي هللا عنه قال‪ :‬كان رسول هللا صَّلى هللا عليه وسَّلم يتنَّفس في الَّش راب ثالثًا ويقول‪:‬‬
‫(إَّن ه أروى‪ ،‬وأبرأ‪ ،‬وأْم رأ)متفق عليه‪.‬‬

‫‪ -6‬مْز ج الَّلبن بالماء‪:‬‬

‫عن أنس رضي هللا عنه‪ ،‬أَّن رسول هللا صَّلى هللا عليه وسَّلم‪ُ :‬أْت َي بلبٍن قد شيب بماء‪ ،‬وعن يمينه‬
‫أعرابٌي ‪ ،‬وعن يساره أبو بكر‪ ،‬فشرب ثَّم أعطى األعرابي وقال‪(:‬األيمُن فاأليمُن )متفق عليه‪.‬‬

‫‪ -7‬الُّد عاء عقب شرب الَّلبن‪:‬‬

‫عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬دخلت مع رسول هللا صَّلى هللا عليه وسَّلم أنا وخالد بن‬
‫الوليد على ميمونة‪ ،‬فجاءتنا بإناٍء من لبٍن ‪ ،‬فشرب رسول هللا صَّلى هللا عليه وسَّلم‪ ،‬وأنا عن يمينه‪،‬‬
‫وخالد عن شماله‪ ،‬فقال لي‪(:‬الُّش ربة لك‪ ،‬فإن شئت آثرت بها خالدًا) فقلت‪ :‬ما كنت أوثر على‬
‫سؤرك أحدًا‪ ،‬ثَّم قال رسول هللا صَّلى هللا عليه وسَّلم‪(:‬من أطعمه هللا الَّط عام فليقل‪ :‬اللهَّم بارك لنا‬
‫فيه‪ ،‬وأطعمنا خيرًا منه‪ .‬ومن سقاه هللا لبنًا فليقل‪ :‬اللهَّم بارك لنا فيه وزدنا منه)‪ .‬وقال رسول هللا‬
‫صَّلى هللا عليه وسلم‪(:‬ليس شيء يجزئ مكان الَّط عام والَّش راب غير الَّلبن)رواه أحمد والترمذي‪،‬‬
‫وحسنه األلباني لكثرة شواهده وطرقه‪.‬‬

‫‪ -8‬استحباب المضمضة بعد شرب الَّلبن ونحوه‪:‬‬

‫عن ابن عباس رضي هللا عنهما أَّن رسول هللا صَّلى هللا عليه وسَّلم شرب لبًن ا فمضمض وقال‪(:‬إَّن‬
‫لـه دسًما)متفق عليه‪ .‬قال ابن حجر في الفتح‪( :‬فيه بيان العَّلة للمضمضة من الَّلبن‪ ،‬فيدُّل على‬
‫استحبابها من كِّل شيء دسم)‪.‬‬
‫‪ -9‬كثرة االستغفار في المجلس‪:‬‬

‫عن عبد هللا بن عمر رضي هللا عنهما قال‪( :‬إن كَّن ا نعد لرسول هللا صَّلى هللا عليه وسَّلم‪ ،‬في‬
‫المجلس الواحد مائة مرة‪ :‬رب اغفر لي‪ ،‬وتب علَّي ‪ ،‬إَّن ك أنت الَّت واب الَّر حيم) رواه أبو داود‬
‫والترمذي‪ ،‬وصححه األلباني‪.‬‬

‫‪ -10‬العدول عن األمر المحلوف عليه للمصلحة مع الكفارة‪:‬‬

‫عن أبي هريرة رضي هللا عنه‪ :‬أَّن رسول هللا صَّلى هللا عليه وسَّلم قال‪( :‬من حلف على يمين؛‬
‫فرأى غيرها خيرًا منها؛ فليأت الذي هو خير‪ ،‬وليكفر عن يمينه)متفق عليه‪.‬‬

‫‪ -11‬الُّسجود للُّش كر عند حصول ما يسر‪ ،‬واندفاع ما يكره‪:‬‬

‫قال البغوُّي في شرح الُّس َّن ة‪( :‬سجود الُّش كر سَّن ة عند حدوث نعمة طالما كان ينتظرها‪ ،‬أو اندفاع‬
‫بلَّية ينتظر انكشافها)‪ .‬وقال ابن القيم في زاد المعاد‪(:‬وكان من هديه صَّلى هللا عليه وسَّلم وهدي‬
‫أصحابه‪ ،‬سجود الُّش كر عند تجُّد د نعمة تسر‪ ،‬أو اندفاع نقمة)‪.‬‬

‫‪ -12‬تهنئة من تجَّد دت لـه نعمة دينَّية أو دنيوَّية‪:‬‬

‫أخرج البخاري ومسلم‪ ،‬في قَّص ة توبة كعب بن مالك رضي هللا عنه قولـه‪(:‬فقام إلَّي طلحة بن‬
‫عبيد هللا ُيهرول؛ حَّت ى صافحني وهَّن أني)‪ .‬قال ابن القيم في الَّز اد‪(:‬وفيه دليل على استحباب تهنئة‬
‫من تجَّد دت لـه نعمة دينَّية‪ ،‬والقيام إليه إذا أقبل ومصافحته‪ ،‬فهذه سَّن ة مستحَّبة)‪ .‬واآلن بعض‬
‫الَّن اس يرى أخاه اشترى ثوبًا جديدًا‪ ،‬أو قطعة أثاث جديدة‪ ،‬ويظُّل ساكتًا‪ ،‬بإمكانه يقول‪ :‬ما شاء هللا‬
‫تبارك هللا‪ ،‬أسأل هللا أن يبارك لك‪.‬‬
‫‪ -13‬صالة ركعتين عند الَّت وبة من الَّذ نب‪:‬‬

‫عن أبي بكر الِّصديق رضي هللا عنه أَّن الَّن بَّي صَّلى هللا عليه وسَّلم قال‪(:‬ما من رجٍل يذنب ذنبًا‪،‬‬
‫ثَّم يقوم فيتطهر‪ ،‬ثَّم يصِّلي ‪ -‬وفي رواية‪ :‬ركعتين ‪ -‬ثَّم يستغفر هللا؛ إال غفر هللا له)رواه أبو داود‬
‫والترمذي‪ ،‬وصَّح حه األلباني‪.‬‬

‫‪ -14‬الَّت صُّد ق عند الَّت وبة‪:‬‬

‫أخرج البخاري ومسلم‪ ،‬في قَّص ة كعب رضي هللا عنه قوله‪(:‬قلت‪ :‬يا رسول هللا!! إَّن من توبتي أن‬
‫أنخلع من مالي صدقة إلى هللا وإلى رسوله‪ ،‬قال رسول هللا‪ :‬أمسك عليك بعض مالك‪ ،‬فهو خيٌر‬
‫لك)‪ .‬قال ابن القيم في الَّز اد‪(:‬وقول كعب يا رسول هللا!! إَّن من توبتي أن أنخلع من مالي‪ ،‬دليٌل‬
‫على استحباب الَّصدقة عند الَّت وبة بما قدر عليه من المال)‪.‬‬

‫‪ -15‬الَّت كبير والَّت سبيح عند الَّت عجب أو االستنكار‪:‬‬

‫عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬أَّن ه لقيه الَّن بُّي صَّلى هللا عليه وسَّلم في بعض طرق المدينة‪،‬‬
‫وهو جنب فانسَّل‪ ،‬فذهب فاغتسل‪ ،‬فتفقده الَّن بُّي صَّلى هللا عليه وسَّلم فلَّما جاء قال‪ :‬أين كنت يا أبا‬
‫هريرة؟ قال‪ :‬يا رسول هللا!! لقيتني وأنا جنب‪ ،‬فكرهت أن أجالسك حَّت ى أغتسل‪ ،‬فقال رسول هللا‬
‫صَّلى هللا عليه وسَّلم‪(:‬سبحان هللا! إَّن المسلم ال ينجس)متفق عليه‪ .‬وعن أبي سعيد الخدري رضي‬
‫(وإِّن ي ألرجو أن تكونوا ربع أهل الجَّن ة‬ ‫هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صَّلى هللا عليه وسَّلم‪:‬‬
‫فكَّبرنا‪ ،‬ثَّم قال‪ :‬ثلث أهل الجَّن ة فكَّبرنا‪ ،‬ثَّم قال‪ :‬شطر أهل الجَّن ة فكَّبرنا)متفق عليه‪.‬‬

‫‪ -16‬استحباب كتابة الوصَّية‪:‬‬


‫عن ابن عمر رضي هللا عنهما‪ :‬أَّن رسول هللا صَّلى هللا عليه وسَّلم قال‪(:‬ما حق امرئ مسلم له‬
‫شيء يوصي فيه‪ ،‬يبيت فيه ليلتين) وفي رواية‪( :‬ثالث ليال إال ووصيته مكتوبة عنده)متفق عليه‪.‬‬
‫قال نافع سمعت عبد هللا بن عمر يقول‪ :‬ما مَّر ت علَّي ليلة منذ سمعت رسول هللا صَّلى هللا عليه‬
‫وسَّلم يقول ذلك؛ إال وعندي وصيتي مكتوبة‪.‬‬

‫‪ -17‬رُّد المقترض بأكثر مَّما اقترضه كَّم ًا وكيفًا من غير اشتراط سابق‪:‬‬

‫عن أبي هريرة رضي هللا عنه‪ :‬أَّن رجًال أتى الَّن بَّي صَّلى هللا عليه وسَّلم يتقاضاه؛ فأغلظ له‪ ،‬فهَّم‬
‫به أصحابه؛ فقال رسول هللا صَّلى هللا عليه وسَّلم‪( :‬دعوه‪ ،‬فإَّن لصاحب الحِّق مقاًال)‪ ،‬ثَّم قال‪:‬‬
‫(أعطوه‪ ،‬فإَّن‬ ‫(أعطوه سنًا مثل سِّن ه)‪ .‬قالوا‪ :‬يا رسول هللا!! ال نجد إال أمثل من سِّن ه‪ .‬قال‪:‬‬
‫خيركم أحسنكم قضاًء)متفق عليه‪.‬‬

‫‪ -18‬عدم نزع اليد عند المصافحة حَّت ى ينزعها اآلخـر‪:‬‬

‫عن أنس رضي هللا عنه قال‪ :‬كان رسول هللا صَّلى هللا عليه وسَّلم إذا صافح رجًال لم يترك يده؛‬
‫حَّت ى يكون المصافح هو الَّت ارك ليد رسول هللا صَّلى هللا عليه وسَّلم‪ .‬صَّح حه األلباني‪.‬‬

‫‪ -19‬كُّف الِّصبيان عن الخروج من المنزل عند أول قدوم الَّليل‪ ،‬وتغطية اإلناء في الَّليل‪:‬‬

‫عن جابر رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صَّلى هللا عليه وسَّلم‪( :‬إذا كان جنح الليل أو أمسيتم‪،‬‬
‫فكُّفوا صبيانكم؛ فإَّن الَّش يطان ينتشر حينئذ‪ ،‬فإذا ذهب ساعة من الليل‪ ،‬فخلوهم‪ ،‬وأغلقوا األبواب‪،‬‬
‫واذكروا اسم هللا‪ ،‬فإَّن الَّش يطان ال يفتح بابًا مغلقًا‪ ،‬وأوكوا قربكم‪ ،‬واذكروا اسم هللا‪ ،‬وخِّمروا‬
‫آنيتكم‪ ،‬واذكروا اسم هللا‪ ،‬ولو أَّن تعرضوا عليه شيئًا‪ ،‬وأطفئوا مصابيحكم)متفق عليه‪.‬‬

‫‪ -20‬تعريض الجسم للمطر عند نزوله‪:‬‬

‫عن أنس رضي هللا عنه قال‪ :‬أصابنا ونحن مع رسول هللا صَّلى هللا عليه وسَّلم مطٌر‪ .‬قال‪ :‬فحسر‬
‫" أي‪ :‬كشف" رسول هللا صَّلى هللا عليه وسَّلم ثوبه حَّت ى أصابه من المطر‪ ،‬فقلنا‪ :‬يا رسول هللا!! لم‬
‫صنعت هذا؟‪ .‬قال‪(:‬ألَّن ه حديث عهد برِّبه)رواه مسلم‪ .‬قال الَّن ووي في شرحه‪(:‬وفي الحديث دليل‬
‫لقول أصحابنا‪ :‬إَّن ه يستحُّب عند أول المطر أن يكشف غير عورته يناله المطر واستدلوا بهذا‪،‬‬
‫وفي أَّن المفضول إذا رأى من الفاضل شيئًا ال يعرفه‪ ،‬أن يسأله عنه‪ ،‬ليعلمه‪ ،‬فيعمل به‪ ،‬ويعِّلمه‬
‫غيره)‪.‬‬

You might also like