Professional Documents
Culture Documents
تعريفه في اللغة:
"قرأ" :تأتي بمعنى الجمع والضم ،والقراءة :ضم الحروف والكلمات بعضها إلى بعض في الترتيل ،والقرآن
في األصل كالقراءة :مصدر قرأ قراءة وقرآنًا .قال تعالى{ :إن َعلَْي نَا َج ْم َعه وقَ رآنَه ،فَِإ َذا قَ َرأْنَاه فَاتبِ ْع ق ْرآنَه}.
أي قراءته ،فهو مصدر على وزن "فعالن" بالضم :كالغفران والشكران.
** ويطلق على الكل قرآن ،ويطلق على كل آية من آياته قرآن ،فإذا سمعت من يتلو آية من القرآن صح
ئ الْقرآن فَاستَ ِمعوا لَه وأَنْ ِ
صتوا} َ ْ أن تقول إنه يقرأ القرآنَ { :وإِذَا ق ِر َ ْ
تعريفه في االصطالح:
القرآن الكريم يتعذر تحديده بالتعاريف المنطقية ذات األجناس والفصول والخواص .بحيث يكون تعريفه
معهودا في الذهن أو مشاه ًدا بالحس كأن تشير إليه مكتوبًا ً حدا حقيقيًّا ،والحد الحقيقي له هو استحضارهًّ
مقروءا باللسان فتقول :هو ما بين هاتين الدفتين ،أو تقول :هو من {بِ ْس ِم الل ِه الر ْح َم ِن ً في المصحف أو
ب العال َِمين} ...إلى قولهِ { :من ال ِ
ْجن ِة َوالن ِ ِ ِ
اس} . َ الح ْمد لله َر ِ َ َالرح ِيمَ ،
ويذكر العلماء تعري ًفا له ي َق ِرب معناه ويميزه عن غيره ،في َع ِرفونَه بأنه:
"كالم الله تعالى ،حقيقة ،المنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم -المتعبد بتالوته".
و"حقيقة" بمعنى أنه كالم الله الذي نتكلم به على وجه الحقيقة ،كما يليق به سبحانه وتعالى ،ونثبت أن
متكلما سبحانه وتعالى كيف شاء ومتى شاء ،وهذه ً الله سبحانه وتعالى متكلم ،تكلم بهذا القرآن وال يزال
وسى تَ ْكلِيماً} [النساء.]461 :
صفة الكالم ،نثبتها لله سبحانه وتعالى كما أثبتها لنفسهَ { ،وَكل َم الله م َ
ادا لِ َكلِم ِ
ات َربِي لَنَ ِف َد الْبَ ْحر قَ ْب َل ِ
و"المنزل" ي ْخرِج كالم الله الذي استأثر به سبحانه{ :ق ْل ل َْو َكا َن الْبَ ْحر م َد ً َ
أَ ْن تَ ْن َف َد َكلِ َمات َربِي َول َْو ِج ْئ نَا بِ ِمثْلِ ِه َم َد ًدا} .
وتقييد المنزل بكونه "على محمد صلى الله عليه وسلم" يخرج ما أنْ ِز َل على األنبياء قبله كالتوراة واإلنجيل
وغيرهما.
و"المتعبد بتالوته" يخرج ما نسخ تالوة وحكماً من القرآن ،ويخرج قراءات اآلحاد ،واألحاديث القدسية -
عند من يقول إنها منزلة من عند الله بألفاظها ومعناها -ألن التعبد بتالوته معناه األمر بقراءته في الصالة
وغيرها على وجه العبادة ،وليست قراءة اآلحاد واألحاديث القدسية كذلك.
يف إلى النبي -صلى الله عليه وسلم -من قول أو فعل أو تقرير أو صفة.
ض َوالحديث في االصطالح :ما أ ِ
فالقول :كقوله ،صلى الله عليه وسلم" :إنما األعمال بالنيات ."..
صلِي" .
صلُّوا كما رأيتموني أ َ
والفعل :كقولهَ " :
أمرا َعلِ َمه عن أحد الصحابة من قول أو فعل ،ومن أمثلته" :أكل الضب على مائدته، ِ
واإلقرار :كأن يقر ً
صلى الله عليه وسلم".
ي" :من أنه -صلى الله عليه وسلم -كان دائم البِشر ،سهل الخلق ،لَيِ َن الجانب ،ليس
والصفة :كما ر ِو َ
بفظ وال غليظ وال صخاب وال فحاش وال عياب."...
الحديث القدسي:
عرفنا معنى الحديث لغة ،والقدسي :نسبة إلى القدس ،وهي نسبة تدل على التعظيم ،ألن مادة الكلمة دالة
على التنزيه والتطهير في اللغة ،فالتقديس :تنزيه الله تعالى ،والتقديس :التطهير ،وتقدس :تطهر ،قال الله
سبِح بِ َح ْم ِد َك َون َق ِدس ل َ
َك} ،أي نطَ ِهر أنفسنا لك. تعالى على لسان مالئكتهَ { :ونَ ْحن ن َ
والحديث القدسي في االصطالح:
هو ما يضيفه النبي -صلى الله عليه وسلم -إلى الله تعالى.
أي إن النبي -صلى الله عليه وسلم -يرويه على أنه من كالم الله ،فالرسول راو لكالم الله بلفظ من عنده،
وإذا رواه أحد رواه عن رسول الله م ْسنَ ًدا إلى الله عز وجل ،فيقول" :قال رسول الله -صلى الله عليه
وسلم -فيما يرويه عن ربه عز وجل ."....أو يقول" :قال رسول الله ،صلى الله عليه وسلم :قال الله تعالى
-أو يقول الله تعالى."...
ومثال األول :عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -فيما يرويه عن ربه عز
وجل" :يد الله مألى ال يغيضها نفقة ،سحاء الليل والنهار."...
ومثال الثاني :عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -قال :يقول الله تعالى "أنا
عند ظن عبدي بي ،وأنا معه إذا ذكرني ،فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ،وإن ذكرني في مأل ذكرته
في مأل خير منه."...
-3القرآن تحرم روايته بالمعنى ،والحديث القدسي تجوز روايته بالمعنى عند جمهور المحدثين.
-1أن القرآن الكريم ال ينسب إال إلى الله تعالى ،أما الحديث القدسي فينسب إلى الله تعالى نسبة إنشاء
فيقال :قال الله تعالى :ويروى مضافًا إلى الرسول الله -صلى الله عليه وسلم -نسبة إخبار فيقال :قال
رسول الله -صلى الله عليه وسلم -فيما يرويه عن ربه.
-5أن القرآن الكريم منقول بطريق التواتر فهو قطعي الثبوت كله سوره وآياته وجمله ومفرداته وحروفه
وحركاته وسكناته ،أما الحديث القدسي فأغلبه أحاديث آحاد ظني الثبوت ،وقد يكون الحديث القدسي
صحيحا ،وقد يكون حسنًا ،وقد يكون ضعي ًفا
ً
-أن الصالة ال تصح إال بتالوة القرآن دون الحديث القدسي{ :فَاقْرأوا ما تَيسر ِمن الْقر ِ
آن}. َ َ َ َ َ ْ
-أن قراءته عبادة يثيب الله عليها بما جاء في الحديث" :من قرأ حرفًا من كتاب الله تعالى فله حسنة،
والحسنة بعشر أمثالها ،ال أقول "ألم" حرف ،ولكن ألف حرف ،والم حرف ،وميم حرف".
-7القرآن الكريم اشترط له الطهارة ،أما األحاديث القدسية فلم تشترط له الطهارة.
_من أسماء القرآن الكريم:
-الفرقان :كقوله تعالى{ :تَبَ َار َك ال ِذي نَز َل الْف ْرقَا َن َعلَى َع ْب ِدهِ}.
_4مبارك :في قوله تعالى{ :وه َذا كِتَاب أَنزلْنَاه مبارك}_2 ..عزيز :قال تعالى{ :إِنه ل ِ
َكتَاب َع ِزيز} . َ ََ ََ
ْك آيات ال ِ ِ
ْكتَ ِ
اب _3كريم :في قوله تعالى{ :إِنه لَق ْرآن َك ِريم}_1 ..الحكيم :في قوله تعالى{ :الر تل َ َ
ْح ِك ِيم}.
ال َ
وقد غلب من أسمائه" :القرآن" و"الكتاب" ،حيث ورد باسم القرآن في ثالثة وأربعين موضعاً ،وورد اسم
الكتاب للقرآن في ثالثمائة وتسعة عشر موضعاً في سياقات مختلفة ،قال الدكتور محمد عبد الله دراز:
متلوا باأللسن ،كما ر ِ
وع َي في تسميته "كتابًا" كونه مدونًا باألقالم ،فكلتا "ر ِ
وع َي في تسميته "قرآنًا" كونه ًّ
التسميتين من تسمية شيء بالمعنى الواقع عليه" .وفي تسميته بهذين االسمين إشارة إلى أن من حقه العناية
جميعا ،أن تضل
ً بحفظه في موضعين ال في موضع واحد ،أعني أنه يجب حفظه في الصدور والسطور
إحداهما فتذكر إحداهما األخرى ،فال ثقة لنا بحفظ حافظ حتى يوافق الرسم المجمع عليه من األصحاب،
جيال بعد جيل على هيئته التي و ِ
ض َع عليها أول مرة ،وال ثقة لنا بكتابة كاتب حتى يوافق ما هو المنقول إلينا ً
عند الحفاظ باإلسناد الصحيح المتواتر .وبهذه العناية المزدوجة التي بعثها الله في نفوس األمة المحمدية
إنجازا لوعد الله الذي تكفل بحفظه حيث يقول{ :إِنا
ً اقتداء بنبيها .بقي القرآن محفوظًا في حرز حريز،
َحافِظو َن} ولم يصبه ما أصاب الكتب الماضية من التحريف والتبديل وانقطاع ِ
نَ ْحن نَزلْنَا الذ ْك َر َوإِنا لَه ل َ
السند".
وقد بين العلماء -رحمهم الله تعالى -حكمة تعدد األسماء للقرآن الكريم فقال الفيروزآبادي -رحمه الله
تعالى" :اعلم أن كثرة األسماء تدل على شرف المسمى أو كماله في أمر من األمور ،أما ترى أن كثرة
أسماء األسد دلت على كمال قوته ،وكثرة أسماء القيامة دلت على كمال شدته وصعوبته وكثرة أسماء
الداهية دلت على شدة نكايتها ،وكذلك كثرة أسماء الله تعالى دلت على كمال جالل عظمته ،وكثرة أسماء
النبي -صلى الله عليه وسلم -دلت على علو رتبته وسمو درجته وكذلك كثرة أسماء القرآن دلت على
شرفه وفضيلته" .
تنبيه:
وبين أسماء القرآن الكريم الكثيرة اشتراك وامتياز ،فهي تشترك في داللتها على ذات واحدة هي القرآن
الكريم نفسه ويمتاز كل واحد منها عن اآلخر بداللته على معنى خاص ،فكل اسم للقرآن يدل على حصول
معناه فيه ،فتسميته مثال بالهدى يدل على الهداية فيه ،وتسميته بالتذكرة يدل على أن فيه ذكرى.
وأسماء القرآن الكريم وصفاته توقيفية ال نسميه وال نصفه إال بما جاء في الكتاب أو في السنة النبوية
الشريفة.
إن المصحف ليس اسما للقرآن ذاته ،وإنما هو اسم للصحف التي كتب عليها القرآن ،ولم يطلق عليه (
المصحف ) إال بعد جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه -ضم بعضها إلى
بعض فسميت مصحفا .ولهذا أيضا ال يصح أن يجمع لفظ القرآن ألن القرآن واحد ال يختلف في كل
المصاحف ،أما المصحف فيصح جمعه فيقال " مصاحف " ألن كل واحد منها أو مجموعة تختلف عن
األخرى .
علوم القرآن مركب إضافي ،مكون من كلمتين ،كلمة علوم وقرآن .
وعلوم هي جمع علم ،والعلم في اللغة نقيض الجهل ،وهو مصدر مرادف للفهم والمعرفة
واإلدراك ،ويراد به إدراك الشيء على حقيقته ،ثم نُقل بمعنى المسائل المختلفة المضبوطة
ضبطاً علمياً والمتعلقة بعلم ما ،ومن أحسن ما قيل في كلمة العلم أنها أشهر من أن تعرف.
ولعلوم القرآن معنيان :
أ -معنى عام .ب -ومعنى خاص باعتباره ( فناً مدوناً ):
-1-
ثمرة وفائدة وأهمية علوم القرآن:
علوم القرآن من أهم العلوم ،وأعالها ،وأنفعها ،إذ هو السبيل لفهم كتاب الله ،ومعرفة
أحكامه ،وحكمه ،ولذا تظهر علوم القرآن الكريم من جوانب عديدة أبرزها ما يلي :
-1يساعد على فه وتدبر القرآن الكري ،واستنباط أحكامه ،ومعرفة حكمه ،وحل
مشكله ،وفهم متشابهه ،بصورة صحيحة دقيقة ،ألنه ال يمكن أن يفهم القرآن ويفسره من
ال يعرف نطقه ،ورسمه ،وأوجه قراءته ،وأسباب نزوله ،وناسخه ومنسوخه ،ومحكمه
ومتشابهه ،ونحو ذلك ،فهو األساس ،والمفتاح لفهم القرآن الكريم.
-2زيــااة ال ق ــة واليق ــي به ــعا الق ــرآن الع ــي ،خاصووة لموون يتعمووة فووي معرفووة إعجووازه،
وأحكامه ،وحكمه ،ويقف على دقية أسراره ،إذ الجهل بمثل هذه العلوم يجعل المسلم عرضة
للشبهات التي يقصد من ورائها زعزعة اليقين.
-3معرفــة الوهــوا الع يمــة و الممتوودة عبوور التوواري وفووي كوول القوورون و التــي بــعلها العلمــاء
لخدمة هذا الكتاب ،ودور هذه الجهود في حفظه من التغيير والتبديل ،وفي تيسير فهمه .
-4التسلح بعلوم قيمة تمك م الدفاع ع هعا الكتاب الع ي ضد مون يتعورل لووه مون
أعووداء اإلسووالم ،ويبو الشووكوك والشوبهات فووي عقائووده وأحكامووه ،وتعاليمووه ،وهووو موون أعظووم
الواجبات .
-5نيل األمر وال واب ،إذ تعلم مثل هذه العلوم من أوسع أبواب العبودية لله .
-6زيااة ال قافة العالية في القرآن الكريم .
-2-
تاريخ ونشأة وتطور علوم القرآن
-3-
دينه ونشره .
_4لمعايشتهم التنزيل ومعاصرتهم الوحي ،ومعرفتهم لزمان النزو ومكانه ومالبسته ،يقو
اب اللَّ ِه إَِّال أَنَا
د سورةٌ ِمن كِتَ ِ ِ ِ ِ
ابن مسعود رضي الله عنهَ " :واللَّه الَّذي َال إلَهَ َغْيو ُرهُ َما أُنْ ِزلَ ْ ُ َ ْ
َح ًدا أ َْعلَ َم ِمنِّي ِ أ َْعلَم أَين أُنْ ِزلَد وَال أُنْ ِزلَد آيةٌ ِمن كِتَ ِ ِ
اب اللَّه إَِّال أَنَا أ َْعلَ ُم ف َيم أُنْ ِزلَ ْ
د َولَ ْو أ َْعلَ ُم أ َ ْ َ ْ ُ َْ ْ َ
د إِلَْي ِه " صحيح البخاري . ِ بِ ِكت ِ ِ ِ
اب اللَّه تُوبَولّغُهُ ا ِإلبِ ُل لََركْب َُ
_5تميزوا بمنهج خاص وهمة عالية في تعلم القرآن وحفظه وفهمه والعمل به كما قا عبد
الرحمن السلمي" " :حدثنا الذين كانوا يقرئوننا –كابن مسعود وعثمان :-أنهم كانوا
يستقرئون من النبي --فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعلموا بما فيها
جميعا" أحمد والطبري . من العمل فتعلمنا القرآن والعمل ً
واشتهر ك ير م الصحابة بتفسير القرآن منه :الخلفاء األربعة ،وابن عباس ،وابن
الزبير ،وأبي بن كعب وزيد بن ثابد ،وعبد الله بن مسعود ،وأبو موسى األشعري
وعائشة رضي الله عنهم.
وكثرت الرواية في التفسير عن علي بن أبي طالب وابن عباس وابن مسعود وأبي بن
كعب رضي الله عنهم.
ولم يتكلف الصحابة رضوان الله عليهم التفسير ولم يخوضوا فيما ال فائدة كبيرة في
تحصيله ،ولم يكن تفسيرهم يشمل القرآن كله فبعض اآليات من الوضوح لديهم بحي
ال تحتاج إلى بيان لمعرفتهم للغة وأحوا المجتمع وأسباب النزو وغير ذلك ،وقد
كانوا يهتمون بنشر علوم القرآن بالرواية والتلقي ال بالكتابة والتدوي .
وإذا ن رنا إلى حال الصحابة رضوان الل ،عليه ومدناه يتعلمون علوم القرآن
مشافهة ول يعرف عنده تدوي لعلوم القرآن لعدة أسباب أهمها :
-1أن أغلب الصحابة كان أميا ال يعرف القراءة وال الكتابة.
-2أن أدوات الكتابة لم تكن متوافرة عندهم.
-3أن الرسو --نهاهم عن كتابة شيء غير القرآن بقوله " :ال تكتبوا عني
ومن كتب عني غير القرآن فليمحه" .صحيح مسلم
-4أن العلم كان متوافرا بينهم مشاعا عند الكثيرين منهم فاآلية يفهمها الجميع
-4-
والحدي يحفظه غالبهم ،ولذا لما استحر القتل بالصحابة يوم اليمامة أمر الصدية رضي
الله عنه بجمع القرآن ،ولما ظهر الوضع في الحدي وقل الحفاظ جمعد السنة.
-5-
منازا.
وتمي ت هعه المرحلة ال اهرة :بأن أغلب العلوم في هذه المرحلة عن طرية المشافهة
والتلقين ،ال الكتابة والتدوين.
-6-
في الناس والمنسوخ :ألّف قتادة السدوسي ت 111هو ،وأبو عبيد القاسم بن سالم ت
224هو.
وفي أسباب النزو :ألّف ابن المديني شي البخاري ت 234هو ،وأبو الحسن
الواحدي ت 461هو .
وفي علم القراءات :أألّف أبو الحسن البصري ت 111هون وأبو بكر بن مجاهد ت
324هو.
وفي مشكل القرآن :ألّف مقاتل بن سليمان ت 151هو ،والكسائي ت 112هو.
وفي غريب القرآن :ألّف عطاء بن أبي رباح ت 112هو ،وابن قتيبة ت 216هو.
وفي إعراب القرآن :ألّف أبو إسحاق الزجاج ت 311هو ،والنحاس ت 331هو.
إلى غيرها من الفنون من علوم القرآن التي خدمد القرآن ،وتميزت تلك الكتابات
باالستيعاب والتتبع لكل كتاب في ذلك العلم.
أه المؤلفات في علوم القرآن "كف مدون":
اصطالح "علوم القرآن" لم يظهر في عناوين مؤلفاتهم إال في فترة متأخرة .حي ظهر
هذا االصطالح أو ما ظهر في أواخر القرن الثال وأوائل القرن الرابع الهجري حين ألف
محمد بن خلف بن المرزبان "ت319هو" كتابه "الحاوي في علوم القرآن".
ظهرت بعد ذلك مؤلفات كثيرة بعد ذلك في علوم القرآن كفن مدون منها على سبيل
المثا ال الحصر لها :
ألف أبو الحسن األشعري "ت324هو" كتابه "المختزن في علوم القرآن"
وألف عبيد الله بن جرو األسدي "ت311هو" كتابه "األمد في علوم القرآن"
وألف ابن الجوزي "ت591هو" كتابه "فنون األفنان في عجائب علوم
القرآن"و"المجتبى في علوم القرآن" ،و"المجتنى من المجتبى".
وألف القزويني "ت625هو" كتابه "الجامع الحريز الحاوي لعلوم كتاب الله العزيز"،
وألف أبو شامة المقدسي"ت665هو" كتابه "المرشد الوجيز إلى علوم تتعلة بالكتاب
العزيز".
وألف بدر الدين الزركشي "ت194هو" كتابه "البرهان في علوم القرآن" ،وهو من أفضل
-7-
المؤلفات في علوم القرآن الكريم ومن أحسنها تنظيما وتبويبا وأسلوبا ،ذكر فيها سبعة
وأربعين نوعا من أنواا علوم القرآن.
وألف ابن تيمية "ت121هو" كتابه "مقدمة في أصو التفسير" وهي مع إيجازها قيمة
جدا وطبعد مر ًارا.
وألف جال الدين عبد الرحمن بن عمر البلقيني ت 124هو ،مواقع العلوم في مواقع
النجوم ،ذكر فيها خمسين نوعا من أنواا علوم القرآن.
وألّف جال الدين السيوطي "ت911هو" كتابه القيم "اإلتقان في علوم القرآن" ذكر
نوعا من أنواا علوم القرآن على سبيل اإلجما والدمج . فيه ثمانين ً
وفترت همة التأليف بعد ذلك ،بل قا بعض العلماء :إن التأليف في تلك الفترة
توقف.
أه المؤلفات في علوم القرآن كف مدون في العصر الحديث:
فصدرت مؤلفات كثيرة وأبحاث عديدة ليه وقد نشط التأليف في العصر الحدي
المقام إيرادها وال حصرها ولعل من أشهرها:
-1التبيان لبعض المباح المتعلقة بالقرآن للشي طاهر الجزائري.
-2منهج الفرقان في علوم القرآن للشي محمد سالمة.
-3مناهل العرفان في علوم القرآن للشي محمد عبد العظيم الزرقاني.
-4المدخل لدراسة القرآن الكريم :للدكتور /محمد بن محمد أبو شهبة.
-5مباح في علوم القرآن للشي مناا القطان .
-6مباح في علوم القرآن د.صبحي الصالح.
-1دراسات في علوم القرآن د.فهد الرومي
-1المقدمات األساسية في علوم القرآن للشي عبد الله الجديع.
وهذه المؤلفات يالحظ عليها أن أغلبها قد ألفها أصحابها لطالبهم ،مما يؤدي إلى
اإلجما في الحدي وتيسير المادة وعدم الخول في دقائة المسائل ووعر المسالك،
واختيار السبيل األسهل واأليسر
أه المؤلفات في علوم القرآن كعل واحد في العصر الحديث:
-8-
-1القواعد الحسان في تفسير القرآن للشي عبد الرحمن السعدي.
-2التفسير والمفسرون للشي محمد بن حسين الذهبي.
-3خصائص القرآن للدكتور فهد الرومي.
-4نزو القرآن على سبعة أحرف للشي مناا القطان.
-5مباح في التفسير الموضوعي للدكتور مصطفى مسلم.
-9-
-1-
يجيبهم بأن أحكام الله ال تتبع أهواء البشر ،وأنه ال يملك من األمر شيئاً ،وإنَّما هو مبلغ ما يُوحى إليه ،فعليكم أن تفهموا
مهمتي.
3ـ فضح مكائد األعداء في حينها :
كان القرآن الكريم ينزل على رسوله الكريم بكشف عورات أعدائه بصورة تهز كيان الباطل وتعلي بنيان الحق ،وتؤكد صدق
ين َآمنُواْ قَالُواْ َآمنَّا َوإِ َذا َّ ِ ِ
الرسول ، وأن هذا القرآن منزل من الله وهذا كثير ،كقوله تعالى عن المنافقين ( َوإ َذا لَ ُقواْ الذ َ
ي أُن ِزَل ِ ِ ِ ِ َّ ِ َّ ِ ِ اطينِ ِهم قَالُواْ إِنَّا م َعك ِ
ِ ِ
ْم إن ََّما نَ ْح ُن ُم ْستَـ ْه ِزئُو َن) ،وعن اليهود كقولهَ ( :وقَالَت طائ َفةٌ ِّم ْن أ َْه ِل الْكتَاب آمنُواْ بالذ َ
َ ْ َخلَ ْواْ إلَى َشيَ ْ
آخَرهُ لَ َعلَّ ُه ْم يـَ ْرِجعُو َن).
علَى الَّ ِذين آمنُواْ وجه النـَّها ِر وا ْك ُفرواْ ِ
َ َ َ َْ َ َ ُ َ
ثالثا :أن مراد جابر يتعلِّق بأوليِّة اإلنذار ،ال مطلق اإلنباء ،فمن المعلوم أن سورة المدثر :نزلت آمرة النبي صلى الله عليه وسلم
أن ينطلق داعية إلى الله منذراً أهل الشرك والضاللة مغبة ما هم فيه من عبادة األوثان وتقديس األصنام .أما سورة العلق فلم
يكن فيها شيء من ذلك ،بل هو مجرد اإلنباء والتهيئة لتلقي رسالة السماء.
الوحي
في اللغة :اإلعالم في خفاء بأي صورة كانت .ورد الوحي في أكثر من ( 77موضع)
في االصطالح :هو إعالم الله لنبي من أنبيائه بنبوته -بكيفية مخصوصة -وما يتبعها ،من أوامر ونواهٍ وأخبار.
وقد يطلق ويراد به اسم المفعول منه ،أي الموحى به وهو :كالم الله المنزل على النبي -صلى الله عليه وسلم
–.
ِ ِ ِ
((وَما يَنط ُق َع ِن الْ َه َوى * إ ْن ُه َو إَّال َو ْح ٌي يُ َ
وحى)). قال تعالى َ :
من استعماالت الوحي في القرآن وهي:
وقد ورد الوحي في القرآن الكريم بمعان كثيرة ال تخرج عن المعنى اللغوي ،ومن ذلك:
_1اإليحاء بمعنى إيقاع المعنى في القلب بطريقة خفية ،كاإلفهام باإلشارة السريعة بجارحة من الجوارح ،
اب فَأ َْو َحى إِلَْي ِه ْم أَن َسبِِّ ُحوا بُ ْكَرةً وم ِه ِمن المحر ِ كإيحاء زكريا عليه السالم إلى قومه ،كما قال تعالى (( :فَخرج علَى قَ ِ
ََ َ َ
ْ
َو َع ِشيِّاً)).
_2ويأتي بمعنى اإللهام الفطري لإلنسان ،وهو ما يلقيه الله في قلب روع اإلنسان السليم الفطرة الطاهر الروح ،
(وإِذ ِِِ ِ ِ
وسى أَ ْن أ َْرضعيه )) ،ومنه الوحي للحواريين قال تعالى َ : كالوحي إلى أم موسى قال تعالى َ (( :وأَْو َحْيـنَا إلَى أ ُِّم ُم َ
لى قاَلُوا ءَ َامنِّا َوأشه ْد بِأَنـِّنَا ُم ْسلِ ُمون) ين أَ ْن ءَ ِامنُوا بِي َوبَِر ُسو ِ ت إلى َ ِِ
الح ِواري َ أ َْو َحْي ُ َ
َّخ ِذي ِم َن الْ ِجبَ ِال ك إِلَى النَّح ِل أ َِن ات ِ
ْ ((وأ َْو َحى َرب َ
_3أو اإللهام الغريزي للحيوان ،كالوحي للنحل ،قال تعالى َ :
َّج ِر)). ِ
بـُيُوتاً َوم َن الش َ
وحو َن إِلَى أ َْولِيَآئِ ِه ْم لِيُ َج ِادلُوُك ْم)) ،وكذلك ين لَيُ ُ
ِ _4ويأتي الوحي بمعنى الوسوسة كما في قوله تعالىِ :
((وإ َّن الشَّيَاط َ َ
ض ُه ْم إِلَى بَـ ْع ٍ ِ ِ ين ا ِإل ِ ِ ِ ِِ ِ
ض)). نس َوالْج ِِّن يُوحي بَـ ْع ُ ك َج َع ْلنَا ل ُك ِِّل نب ٍِّي َع ُد ِّواً َشيَاط َ((وَك َذل َ في قوله تعالى َ :
ك إِلَى الْ َمآلئِ َك ِة أَنِِّي َم َع ُك ْم فَـثَـبِِّتُواْوحي َرب َ _5وكذلك ما يلقيه الله إلى مالئكته من أمر ليفعلوه قال تعالى (( :إِ ْذ ي ِ
ُ
ين َآمنُواْ )). َّ ِ
ا لذ َ
ض أَثْـ َقالَ َها (َ )2وقَ َ
ال ت ْاألَرض ِزلْزالَها ( )1وأ ِ _6األمر الكوني للجمادات ،قال تعالى ( :إِ َذا ُزلْ ِزلَ ِ
َخَر َجت ْاأل َْر ُ َ ْ ْ ُ ََ
ك أ َْو َحى لَ َها) ،وقال تعالى َ ( :وأ َْو َحى فِي ُك ِِّل َس َم ٍاء أ َْمَرَها) . َخبَ َارَها ( )4بِأ َّ
َن َربَّ َ ثأْ اإلنْ َسا ُن َما لَ َها ( )3يـَ ْوَمئِ ٍذ تُ َح ِِّد ُِْ
وقد حرص المشككون حديثا وقديما على إثارة بعض الشبه حول الوحي عتوا واستكبارا وهي شبه واهية ومردودة
فمن ذلك:
-1زعموا أن القرآن الكريم من عند محمد -صلى الله عليه وسلم -ابتكر معانيه ،وصاغ أسلوبه ،وليس وحياً
يوحى .
وهذا زعم باطل ،فإنه عليه الصالة والسالم إذا كان يدعي لنفسه الزعامة ويتحدى الناس بالمعجزات لتأييد زعامته
فال مصلحة له في أن ينسب ما يتحدى به الناس إلى غيره ،وكان في استطاعته أن ينسب القرآن لنفسه ،ويكون ذلك
كافياً لرفعة شأنه ،والتسليم بزعامته ،ما دام العرب جميعاً على فصاحتهم قد عجزوا عن معارضته ،بل ربما كان هذا
أدعى للتسليم المطلق بزعامته ألنه واحد منهم أتى بما لم يستطيعوه .
موقف يرد عليهم :لقد اتهم المنافقون زوجته عائشة بحديث اإلفك ،وهى أحب زوجاته إليه ،واتهامها يمس
كرامته وشرفه ،وأبطأ الوحي ،وتحرج الرسول -صلى الله عليه وسلم -وتحرج صحابته معه حتى بلغت القلوب
الحناجر ،وبذل جهده في التحري واالستشارة ،مضى شهر بأكمله ،ولم يزد على ان قال لها آخر األمر (( أما إنه
بلغني كذا وكذا ،فإن كنت برئية فسيبرئك الله ،وإن كنت ألممت بذنب فأستغفري الله )) وظل هكذا إلى أن نزل
الوحي ببراءتها .
فماذا كان يمنعه لو أن القرآن كالمه من أن يقول كالما يقطع به ألسنة المتخرصين ،ويحمي عرضه ؟.
-2زعم الجاهليون قديماً وحديثاً أنه عليه الصالة والسالم كان له صفات ليست لغيره من حدة الذكاء ،ونفاذ
البصيرة ،وقوة الفراسة ،وشدة الفطنة ،وصفاء النفس ،وصدق التأمل ،ما يجعله يدرك مقاييس الخير والشر ،
ويتعرف على خبايا األمور بالكشف والوحي النفسي ،وال يخرج القرآن عن أن يكون له أثراً لالستنباط العقلي ،
واإلدراك الوجداني عبر عنه محمد -صلى الله عليه وسلم -بأسلوبه وبيانه .
تقدم العلم صحتها الجواب :احتوى القرآن كذلك على حقائق علمية ،ونظريات طبيعية وفلكية تثبت األيام بعد ِّ
ِِ ِ ِ ِ ِ ِ
{سنُ ِريه ْم آياتنا في ْاآلفاق َوفي أَنْـ ُفسه ْم َحتَّى يَـتَـبَـيَّ َن لَ ُه ْم أَنَّهُ الْ َحق} [فصلتِّ .]53 :
وتضمن وأسبقيتها ،قال تعالىَ :
القرآن في بيان العقائد أمورا تفصيلية عن بدء الخلق ونهايته وعن الحياة اآلخرة وما فيها من الموقف والحساب والجنة
تضمنه القرآن من أحكام قاطعة عن أخبار المستقبل ،وما يجري من أحداث تقع وفق والنار ،ويضاف إلى ذلك كله ما ِّ
أمي لم يعرف الكتابة ولم يقرأ في كتاب، سنن الله االجتماعية في القوة والضعف والعزة والذلة .والذي ينطق بهذا رجل ِّ
يتحدى بما جاء به جميع الناس في كل أرض وفي كل زمان .إن التفسير المنصف لما جاء به هو اإليمان ومع ذلك ِّ
{وما يَـْن ِط ُق َع ِن الْ َهوى
بهذا االتصال الذي حدث بين األرض والسماء عن طريق الوحي لتبليغ هداية الله؛ قال تعالىَ :
( )3إِ ْن ُه َو إَِّال َو ْح ٌي يُوحى} .
-3زعم الجاهليون قديما وحديثا أن محمدا قد تلقى العلوم القرآنية على يد معلم .
-9-
وهذا حق ! إال أن المعلم الذي تلقي عنه القرآن هو ملك الوحي ،أما أن يكون له معلم من قومه أو من غير قومه
فال .إنه عليه الصالة والسالم قد نشأ أميا وعاش أميا ،في أمة أمية لم يُعرف فيها احد يحمل وسام العلم والتعليم ،
وهذا واقع يشهد به التاريخ ،وال مرية أو شك فيه .
أما أن يكون له معلم من غير قومه فإن الباحث ال يستطيع أن يقع في التاريخ على كلمة واحدة تشهد بأنه لقي
أحدا من العلماء حدثه عن الدين قبل إعالن نبوته .
وبهذا يتبين أن القرآن الكريم ال يوجد له مصدر إنساني ،ال في نفس صاحبه ،وال عند أحد من البشر ،فهو
تنزيل الحكيم الحميد .
ونشأة رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيئة أمية جاهلية ،وسيرته بين قومه ،من أقوى الدالئل على أن الله قد
ت تَ ْد ِري َما كر ِ ِ ِ
وحا م ْن أ َْم ِرنَا َما ُكْن َ
ك أ َْو َحْيـنَا إلَْي َ ُ ً
(وَك َذل َ
أعده لحمل رسالته ،وأوحى إليه بهذا القرآن هداية ألمته َ
اط ُم ْستَ ِقي ٍم)53 - 52 . ك لَتَـه ِدي إِلَى ِصر ٍ
َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
يما ُن َولَك ْن َج َع ْلنَاهُ نُ ًورا نـَ ْهدي بِه َم ْن نَ َشاءُ م ْن عبَادنَا َوإِنَّ َ ْ ِ
اب َوال اإل َ
ِ
الْكتَ ُ
الشورى ) .
القرآن الكريم كله نزل لهداية الناس ،هذا السبب العام لنزول القرآن كله ،ودليل ذلك قوله
ات أ َّ
َن الصالِح ِ تعالى ( :إِ َّن َٰه َذا الْ ُقرآ َن ي ه ِدي لِلَّتِي ِهي أَقْ وم وي ب ِِّشر الْمؤِمنِ َّ ِ
ين يَ ْع َملُو َن َّ َ
ين الذ َ
َ َ ُ َ َُ ُ ُ ْ َ َ ْ َْ
َجًرا َكبِ ًيرا ) فهذه آية واضحة في أن آيات القرآن كلها نزلت ابتداءً لهداية البشر. لَ ُه ْم أ ْ
هناك أسباب نزول خاصة لبعض اآليات ،ومثال ذلك :لما اتهمت أم المؤمنين عائشة -
ِ َّ ِ
رضي الله عنها -في عرضها ،نزلت آيات سورة النور في قوله تعالى ( :إ َّن الذ َ
ين َج ُاؤوا
صبَةٌ ِِّمن ُك ْم ال تَ ْح َسبُوهُ َشًّرا لَّ ُكم ) نقول :سبب نزولها قصة أو حادثة اإلفك التي ِ
بِا ِإلفْك عُ ْ
وقعت لعائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – .إذا هذا سبب خاص.
وعندما نتكلم عن أسباب النزول في كتب علوم القرآن نقصد بها هذا النوع الخاص وهي
قليلة ومحدودة ،يعني أن اآليات التي نزلت ألسباب خاصة قليلة ،مقارنة وموازنة بما نزل
ابتداءً لهداية الناس.
الثانية :أن تكون كل الروايتين صحيحة وإلحداهما مرجح -فحكمها أن نأخذ في بيان
السبب بالراجحة دون المرجوحة.
مثال ذلك :مثال ذلك :ما أخرجه البخاري عن ابن مسعود قال :كنت أمشي مع النبي
صلى الله عليه وسلم بالمدينة .وهو يتوكأ على عسيب .فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم :لو
سألتموه .فقالوا :حدثنا عن الروح .فقام ساعة ورفع رأسه فعرفت أنه يوحى إليه حتى صعد
وح ِم ْن أ َْم ِر َربِِّي َوَما أُوتِيتُ ْم ِم َن الْعِْل ِم إَِّال قَلِيالً} .وما أخرجه الترمذيالوحي ثم قال{ :قُ ِل ُّ
الر ُ
وصححه عن ابن عباس قال :قالت قريش لليهود أعطونا شيئا نسأل هذا الرجل .فقالوا :اسألوه
وح} . ك َع ِن ُّ
الر ِ {ويَ ْسأَلونَ َ عن الروح فسألوه فأنزل اللهَ :
فهذا الخبر الثاني يدل على أنها بمكة وأن سبب نزولها سؤال قريش إياه .أما األول فصريح
في أنها نزلت بالمدينة بسبب سؤال اليهود إياه وهو أرجح من وجهين :أحدهما أنه رواية
البخاري أما الثاني فإنه رواية الترمذي ومن المقرر أن ما رواه البخاري أصح مما رواه غيره.
ثانيهما أن راوي الخبر األول وهو ابن مسعود كان مشاهد القصة من أولها إلى آخرها كما
تدل على ذلك الرواية األولى بخالف الخبر الثاني فإن رواية ابن عباس ال تدل الرواية على
أنه كان حاضر القصة وال ريب أن للمشاهدة قوة في التحمل وفي األداء وفي االستيثاق
ليست لَير المشاهدة ومن هنا أعملنا الرواية األولى وأهملنا الثانية.
الثالثة :أن تكون الروايات كلها صحيحة وال مرجح لها؛ لكن يمكن الجمع بينهما بأن
كال من السببين حصل ونزلت اآلية عقب حصولهما معا لتقارب زمنيهما فحكم هذه الصورة
أن نحمل األمر على تعدد السبب ألنه الظاهر وال مانع يمنعه .
مثال ذلك :مثال ذلك :ما أخرجه البخاري من طريق عكرمة عن ابن عباس أن هالل بن
أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم بشريك بن سحماء .فقال النبي صلى الله
عليه وسلم" :البينة أو حد في ظهرك" .فقال يا رسول الله إذا وجد أحدنا مع امرأته رجال
ينطلق يلتمس البينة .وفي رواية أنه قال :والذي بعثك بالحق إني لصادق ولينزلن الله تعالى
اج ُه ْم َولَ ْم ما يبرئ ظهري من الحد فنزل جبريل عليه السالم وأنزل عليهِ َّ :
ين يَ ْرُمو َن أ َْزَو َ
{والذ ََ
ين} . ي ُكن لَهم شه َداء إَِّال أَنْ ُفسهم} حتى بلغ {إِ ْن َكا َن ِمن َّ ِ ِ
الصادق َ َ ُُْ َ ْ ُْ َُ ُ
وأخرج الشيخان واللفظ للبخاري عن سهل بن سعد أن عويمرا أتى عاصم بن عدي وكان
سيد بني عجالن فقال :كيف تقولون في رجل وجد مع امرأته رجال أيقتله فتقتلونه أم كيف
يصنع؟ سل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأتى عاصم النبي صلى الله عليه
وسلم فقال يا رسول الله وفي رواية مسلم فسأل عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم فكره
رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها .فقال عويمر والله ال أنتهي حتى أسأل رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فجاءه عويمر فقال يا رسول الله رجل وجد مع امرأته رجال
أيقتله فتقتلونه أم كيف يصنع؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" :قد أنزل الله القرآن
فيك وفي صاحبك" .فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمالعنة بما سمى الله في
كتابه فالعنها .
فهاتان الروايتان صحيحتان وال مرجح إلحداهما على األخرى ومن السهل أن نأخذ بكلتيهما
لقرب زمانيهما على اعتبار أن أول من سأل هو هالل بن أمية ثم قفاه عويمر قبل إجابته
فسأل بواسطة عاصم مرة وبنفسه مرة أخرى فأنزل الله اآلية إجابة للحادثين معا .وال ريب أن
إعمال الروايتين بهذا الجمع أولى من إعمال إحداهما وإهمال األخرى إذ ال مانع يمنع األخذ
بهما على ذلك الوجه .ثم ال جائز أن نردهما معا ألنهما صحيحتان وال تعارض بينهما .وال
جائز أيضا أن نأخذ بواحدة ونرد األخرى ألن ذلك ترجيح بال مرجح .فتعين المصير إلى أن
نأخذ بهما معا .وإليه جنح النووي وسبقه إليه الخطيب فقال :لعلهما اتفق لهما ذلك في
وقت واحد ا ه .
الرابعة :استواء الروايتين في الصحة دون مرجح إلحداهما ودون إمكان لألخذ بهما
معا لبعد الزمان بين األسباب فحكمها أن تحمل األمر على تكرار نزول اآلية بعدد أسباب
النزول التي تحدثت عنها هاتان الروايتان .قال الزركشي في البرهان :وقد ينزل الشيء
تعظيما لشأنه وتذكيرا عند حدوث سببه خوف نسيانه ا ه .
مثال ذلك ما أخرجه البيهقي والبزار عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على
حمزة حين استشهد وقد مثل به فقال" :ألمثلن بسبعين منهم مكانك" فنزل جبريل والنبي
{وإِ ْن َعاقَ ْب تُ ْم فَ َعاقِبُوا بِ ِمثْ ِل َما عُوقِْب تُ ْم بِِه}
صلى الله عليه وسلم واقف بخواتيم سورة النحل َ
إلى آخر السورة وهن ثالث آيات.
وأخرج الترمذي والحاكم عن أبي بن كعب قال" لما كان يوم أحد أصيب من األنصار أربعة
وستون ومن المهاجرين ستة منهم حمزة فمثلوا به فقالت األنصار :لئن أصبنا منهم يوما مثل
{وإِ ْن َعاقَ ْب تُ ْم} .
هذا لنربين أي لنزيدن عليهم ،فلما كان يوم فتح مكة أنزل الله َ
فالرواية األولى تفيد أن اآلية نزلت في غزوة أحد والثانية تفيد أنها نزلت يوم فتح مكة على
حين أن بين غزوة أحد وغزوة الفتح األعظم بضع سنين فبعد أن يكون نزول اآلية كان مرة
عقيبهما معا .وإذن ال مناص لنا من القول بتعدد نزولها مرة في أحد ومرة يوم الفتح .وقد
ذهب البعض إلى أن سورة النحل كلها مكية.
وعليه فتكون خواتيمها المذكورة نزلت مرة بمكة قبل هاتين المرتين اللتين في المدينة وتكون
عدة مرات نزولها ثالثا .وبعضهم يقول إن سورة النحل مكية ما عدا خواتيمها تلك فإنها
مدنية وعليه فعدة مرات نزولها اثنتان فقط.
وإذا استشكل على تكرار النزول بأنه عبث ما دامت اآلية قد نزلت قبل ذلك السبب
الجديد وحفظها الرسول صلى الله عليه وسلم واستظهرها الحفاظ من الصحابة ويمكن
الرجوع إليها من غير حاجة إلى نزولها مرة أخرى.
فالجواب أن هناك حكمة عالية في هذا التكرار وهي تنبيه الله لعباده ولفت نظرهم إلى ما
في طي تلك اآليات المكررة من الوصايا النافعة والفوائد الجمة التي هم في أشد الحاجة
إليها .فخواتيم سورة النحل التي معنا مثال نالحظ أن الحكمة في تكرارها هي تنبيه الله
لعباده أن يحرصوا على العمل بما احتوته من اإلرشادات السامية في تحري العدالة وضبط
النفس عند الَضب ومراقبة الخالق حتى في القصاص من الخلق والتدرع بالصبر والثبات.
واالعتماد على الله والثقة بتأييده ونصره لكل من اتقاه وأحسن في عمله جعلنا الله منهم
أجمعين آمين.
أضف إلى هذه الحكمة ما ذكره الزركشي آنفا من أن تكرار النزول تعظيم لشأن المكرر
وتذكير به خوف نسيانه.
القرآن عندما نزل ،نزل في مدة طويلة تبلغ ثالثة وعشرون عاما ،منها ثالثة عشر عاما في مكة ،وعشرة
أعوام في المدينة .وألجل ذلك ذكر العلماء مواقع نزول القرآن ،فالصحابة قد اهتموا بهذا الباب اهتماما
شديدا ،وضبطوا لهذه األمة مواقع نزوله.
فهذا عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه روى البخاري بسنده عنه أنه قال :والله الذي ال إله غيره ما
نزلت سورة من كتاب الله إال وأنا أعلم أين نزلت وال نزلت آية من كتاب الله إال وأنا أعلم فيما أنزلت ولو
أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه اإلبل لركبت إليه.
أثناء الهجرة قبل أن يصل النبي إلى المدينة ؛ فهو مكي )) .
وهذا التعريف الذي رجحه العلماء ألنه حاصر وضابط ،وال تخرج عنه آية من آيات القرآن،
خالفاً للقول اآلخر ،ألن من عرفه باعتبار مكان النزول قالوا ( :المكي ما نزل بمكة وما جاورها ك
(منى ،وعرفات ،والحديبية ) والمدني ما نزل بالمدينة وما جاورها ك (أحد ،وقباء ،وبدر) ،فإنه غير
حاصر وال ض ابط ،ألن ليس كل القرآن اختصر نزول ه على هذه األمكنة؛ بل هناك آيات قرآنية نزلت في
تبوك ،والطائف ،وبيت المقدس وغيرها.
تضافرت األدلة الكثيرة التي توضح حفظ الله لكتابه العزيز ,قال تعالى ( :إِنَّا نَحن نََّزلْنا ِِّ
الذ ْكر َوإِنَّا لَهُ ُْ َ
اطل ِمن ب ي ِن ي َدي ِه وال ِمن خ ْل ِف ِه تَن ِزيل ِمن ح ِكي ٍم ح ِم ٍ
ِِ ِ ِ ِ
يد), َ ٌ ِّ ْ َ اب َع ِزيز ال يَأْتيه الْبَ ُ َْ َ ْ َ ْ َ لَ َحافظُون) ,وقال تعالىَ ( :وإِنَّهُ لَكتَ ٌ
فهذه األدلة وغيرها تدل بصورة قاطعة على حفظ الله لكتابه من التغيير والتبديل على امتداد الزمان ,وأن
الخلق ال يستطيعون أن يفعلوا ذلك ,وقد هيأ الله األسباب العظيمة التي من خاللها تحقق هذا الحفظ العظيم
استمرا إلى يومنا هذا؛ بل وزادت تما في عهد النبي و َّ لكتابه العزيز ,وذلك من خالل نوعين من أنواع الجمع َّ
وسائل أخرى تعين على الحفظ له في عصرنا الحديث.
وجمع القرآن الكريم عند إطالقه كمصطلح يراد به واحد من معنيين وهما :
األول :جمعه بمعنى حفظه في الصدور كما قال تعالى( :إِ َّن َعلَْي نَا َج ْم َعهُ َوقُ ْرآنَهُ ).
والثاني :جمعه بمعنى كتابته وتدوينه في السطور .
جمع القرآن بمعنى حفظه في الصدور :
حفظ النبي للقررآن :م ن أب رز خص ائل الق رآن الك ريم أن يس ره الل ه للحف ظ ,والفه م ,والعم ل
ق ال تع الىَ ( :ولََق ْد يَ َّس ْرنَا الْ ُق ْرآن لِل ِِّذ ْك ِر فَ َه ْل ِم ْن ُم َّدكِر) وق د تكف ل الل ه لرس وله من ذ بداي ة ال وحي َ{ :ال
ك لِتَ ْع َج َل بِِه إِ َّن َعلَْي نَا َج ْم َعهُ َوقُ ْرآنَهُ فَِإ َذا قَ َرأْنَاهُ فَاتَّبِ ْع قُ ْرآنَهُ ثَُّم إِ َّن َعلَْي نَا بَيَانَهُ }. ِ
تُ َحِِّرْك بِِه ل َسانَ َ
حفظ الصحابة ومن بعدهم للقرآن الكريم :
أقبل أصحاب النبي على تعلم القرآن الكريم حفظاً ,وفهماً ,وعمالً ,بص ورة ين در له ا مثي ل ,ومم ا دفعه م عل ى
حفظه ,واإلقبال عليه بصورة خاصة؛ تشجيع النبي لهم على ذلك.
وم ن خ الل س نته العملي ة الت ي تش ير بص ورة واض حة إل ى منزل ة ومكان ة أه ل الق رآن العالي ة عن د الل ه ؛ إذ ك ان
النبي يفاضل بين الصحابة أحياءً وأمواتاً بما معهم من قرآن ,كما فعل بشهداء أحد ,وبتقدم ه إلمام ة الص الة
التي هي من أعظم العبادات داللة على فضله ومكانته ,وقد زوج النبي الرجل ال ذ ل يع عن ده مه ر بم ا مع ه
التوصل إلى التعليم.
فدل على فضل القراءة عن ظهر قلب ألنَّها أمكن في ُّ من قرآن تشجيعاً لهم على الحفظَّ ,
وقد َّ
تلقى التاابعنن الق رآن ع ن أص حاب النب ي حفظ اً وفهم اً ,خاص ة م ن أولل ك ال ذين تفرغ وا لتدريس ه ك ابن
عباس ,وابن مسعود ,وزيد بن ثابت ,وأبي بن كعب ,وغيرهم.
لذا استمر حفظ القرآن وجمعه في الصدور في هذه األمة من ذ تل ك الق رون المفض لة إل ى يومن ا ه ذا بس ند متص ل
جيالً عن ٍ
جيل لم ينقطع في فترة من تاريخها الطويل .
-2-
المدين ة ,وزي د ب ن ثاب ت األنص ار الخزرج ي ,وه و أكث ر الكت اب مالزم ة للنب ي , ومعاوي ة ب ن أب ي س فيان
القرشي ,طلب أبوه من النبي في فتح مكة أن يجعله كاتباً بين يديه فكان بعد ذل ك مالزم اً للكتاب ة ب ين ي د
النبي رضي الله عنهم أجمعين.
ب /وسائل الكتابرة :ل م تك ن وس ائل الكتاب ة مي َّس رة ,ب ل ك انوا يكتب ون عل ى وس ائل بدائي ة ت وفرت ل ديهم
على حسب الحال ؛ والتي منها :
الرقاع :جمع رقعة ,وهي القطعة التي تكون من جلد أو قماش أو ورق . ِّ
سب :جمع عسيب ,وهو طرف الجريد العريض بعد أن يكشطون الخوص. والعُ ُ
واللِّخاف :جمع لَ ْخ َفة ,بفتح فسكون ,وهي الحجارة الرقيقة .
واألقتا :جمع قتب ,وهو قطع الخشب الذ يوضع على ظهر البعير ليركب عليه .
واألكتاف :جمع كتف ,وهي العظام العريضة من أكتاف الحيوان كاإلبل والبقر .
ج /مميزات جمع القرآن في عهد النبي : تميز بمميزات أبرزها ما يلي :
-1كانت كتابته باألحرف السبعة التي نزل عليها القرآن ,كما قال النبي ( :إِ َّن ه َذا الْ ُقرآ َن أُنْ ِزَل علَى س بع ِة أَح ر ٍ
ف, َ َْ َ ْ ُ َ ْ
فَ ْاق َرءُوا َما تَيَ َّسَر ِمْنهُ ) ؛ ألنه كتب كما أنزل .
-2كتب وجمع تحت رعاية إلهية ,إذ لو كان فيها أدنى مالحظة ,ألُخبر النبي .
-3كان مشتمال على بعض اآليات التي نسخت تالوة ,ألنها ظلت مكتوبة ولم تخرج من المكتوب حت ى ت وفي
تَ (( :ك ا َن فِيم ا أُنْ ِزَل ِم ن الْ ُق ر ِ
آن النبي , ولكن الصحابة ك انوا يعلم ون بنس خها قطع اً ,فع ن عائش ة أَن ََّه ا قَالَ ْ
ْ ْ َ
ِ ات )) ,فَتُ وفِِّي رس ُ ِ ع معلُوم ٍ ِ ِ ات معلُ ٍع ْشر ر ٍ
ول اللَّه َ وُه َّن ف َ
يم ا يُ ْق َرأُ ُ َ َُ وم ات يُ َح ِِّرْم َن )) ,ثُ َّم نُس ْخ َن (( ب َخ ْم ٍ َ ْ َ
ض َع َ ْ ََ ََُ
ِمن الْ ُقر ِ
آن )).ْ ْ
-4أجمع العلماء على أنه مرتب اآليات ,واختلفوا في ترتيب السور .
-5لم يكن القرآن الكريم قد جمع في مصحف واحد ,وإنم ا ك ان مكتوب اً لك ن مفرق اً عل ى الرق اع ,والعس ب ,
ت
واألقت اب ,ونحوه ا ,وله ذا ق ال زي د ب ن ثاب ت ع ن الجم ع ال ذ ت م ف ي عه د أب ي بك ر الص ديق (( :فَتَ تَ بَّ ْع ُ
ص ُدوِر ِِّ
الر َجال )). ِ ِ ِ
َج َمعُهُ م ْن الْعُ ُسب َواللِّ َخاف َ ,و ُ
الْ ُق ْرآ َن أ ْ
د /أسباب عدم جمع القرآن في مصحف واحد في عهد النبي:
-1األمن من ذهاب شيء من القرآن الكريم ,والنبي موجود ,والصحابة كانوا إذا اختلفوا في شيء رجعوا إلى
نس ى, النبي ال إلى المكتوب .والله تعالى قد ِّأمن نبيه من النسيان بقوله سبحانه وتع الىَ { :س نُ ْق ِرئُ َ
ك فَال تَ َ
إِالَّ َما َشاءَ اللَّهُ}
-2ما كان يترقبه النبي من ورود ناسخ لبعض اآليات ,إذ التشريع لم يكن قد اكتمل.
-4-
َّ
ب /منهج الجمع الذي تم في عهد أبي بكرر الصرديق : وقاد قااه هاذا الجماع الاذ
اعتمد فيه على المكتن ،والمحفنظ ،على ثالثة أسس ثابتة ،تدل على متانته ،ودقته ،وهي :
-1ال يأخذون شيلاً من المحفوظ في الصدور ؛ إال إذا تلقَّاه الصحابي من فم النبي مباشرة ,دون واسطة .
ب بين يد ِِّ النبي . ِ
-2ال يعتمدون على شيء من المكتوب من القرآن الكريم ؛ إال إذا كان قد ُكت َ
-3البد لمن تلقَّى شيلاً كتابةً ,أو حفظاً من رسول الله أن يشهد له شاهدان ,كما قال أبو بكر لزي د وعم ر
اه َديْ ِن َعلَى َشي ٍء ِمن كِتَ ِ
اب اللَّ ِه فَا ْكتُبَاهُ )). اب الْمس ِج ِد ,فَمن جاء ُكما بِش ِ
َْ َ َ َ َ (( :اُقْ ع َدا َعلَى ب ِ
ْ ْ َْ َ ُ
ج /مميزات جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق :
-1اقتصر في هذا الجمع على ما لم تنسخ تالوته من اآليات .
-2كان على األحرف السبعة التي نزل عليها القرآن؛ َّ
ألن مهمة الصديق كانت منحصرة في التحقق م ن ع ين م ا
كتب بين يد ِّ رسول الله ,وجمعه في مكان واحد خشية الضياع .
-3كان مرتَّب اآليات باإلجماع وفي ترتيب السور خالف .
-4ظ فر ه ذا الجم ع بإجم اع األم ة علي ه ألنَّه ق ام على َّ
أدق المعايير في
التثبُّت والتوثيق ,وهذا يدل على مكانة هذا الجمع .
-5جمع في نسخة واحدة حفظت عند أبي بكر الصديق .
فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ,ثم عند عمر حياته ,ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنه .
-2كتب بلغة قريش ,ورسم برسم يحتمل ألوجه القراءات الصحيحة الثابتة عن النبي .
-3كان مرتب اآليات والسور على الوجه المعروف اليوم في المصاحف دون خالف .
-4نسخ القرآن في عدد من المصاحف .
-5جمع بهدف حمل الناس على القراءة من هذا النسخ ,وتحريق ما سواه من صحيفة ,ومص حف ؛ كم ا ج اء
ص ِحي َف ٍة ,أ َْو ِِ ِ ِ في رواية البخار (( :وأَرسل إِلَى ُك ِل أُفُ ٍق بِم ٍ ِ
ص َحف م َّما نَ َس ُخواَ ,وأ ََمَر بِ َما س َواهُ م ْن الْ ُق ْرآن في ُك ِِّل َ
ُ ْ ِّ َََْ
صح ٍ
ف أَ ْن يُ ْحَر َق )) . ُم ْ َ
ج /الفرق بين جمع أبي بكر الصديق وجمع عثمان رضي الله عنهما:
تم ا ف ي عه د أب ي بك ر وعثم ان رض ي الل ه عنهم ا ,وذل ك
اعتنى العلماء بالحديث عن الفرق بين الجمعين الل ذين َّ
إلزالة اللبع الذ قد يقع ,ولتوضيح مميزات كل جمع ,ولذا يمكن تلخيل أهم هذه الفروق فيما يلي:
-1أن الباع ث لجم ع الق رآن ف ي عه د أب ي بك ر رض ي الل ه عن ه خش ية أن ي ذهب ش يء م ن الق رآن ب ذهاب
حفظته ,أما جمعه في عهد عثمان رضي الله عنه فلكثرة االختالف في وجوه القراءة.
-2أن جمع أبي بكر رضي الله عنه على األحرف السبعة ,أما جمعه في عهد عثمان رضي الل ه عن ه فق د ك ان
على حرف واحد من األحرف السبعة .
-3أن جمع أبي بكر رضي الله عنه كان مرتب اآليات وفي ترتيب السور خالف ,أم ا جم ع عثم ان رض ي الل ه
عنه فقد كان مرتب اآليات والسور باتفاق.
-4أن الجمع في عهد أبي بكر رضي الله عنه بمعن ى الجم ع ف ي مص حف واح د وأم ا الجم ع ف ي عه د عثم ان
رضي الله عنه ,فبمعنى نسخه في مصاحف متعددة.
-1ما نقل عن ابن مسعود رضي الله عنه لم يصح .وهو مخالف إلجماع األمة .
-2وعلى فرض صحته ,فالذ يحتمل أن ابن مسعود لم يسمع المعوذتين من النبي فتوقف في أمرهما .
الشبهة الثانية :
يزعم بعض الناس أن أبا بك ر وعم ر وعثم ان حرف وا الق رآن ,وأس قطوا بع ض آيات ه وس وره .فحرف وا لف ظ { .أ َُّم ةٌ
ِه َي أ َْربَى ِم ْن أ َُّم ٍة } ,واألص ل " أئم ة ه ي أزك ى م ن أئم تكم " .وأس قطوا م ن س ورة األح زاب آي ات فض ائل أه ل
البيت ,وقد كانت في طولها مثل سورة األنعام .وأسقطوا سورة الوالية بتمامها من القرآن .
الجنا :ويجاب عن هذه الشبهة بما يلي :
-1أن هذه األقوال أباطيل ال سند لها ,ودعاو ال بينة عليها .
-2تبرأ بعض علمائهم من هذا االفتراء ونفوه .
-3انعقد اإلجماع بتواتر القرآن الذ بين دفتي المصحف .
قال على بن أبي طالب رضي الله عنه " :أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر ,رحمة الل ه عل ى أب ي بك ر,
هو أول من جمع بين اللوحين " .وقال في جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه " :يا معش ر الن اس ,اتق وا الل ه
,وإي اكم والغل و ف ي عثم ان ,وق ولكم َ :ح ِّراق مص احف ,فوالل ه م ا حرقه ا إال ع ن م أ من ا أص حاب رس ول الل ه
.
معنى اآلية في اللغة :تطلق على المعجزة ،والعالمة ،البرهان والدليل .
وفي االصطالح:
طائفة من الحروف والكلمات ذات مطلع ومقطع مندرجة في سورة من القرآن .
عدد آيات القرآن :أجمع العلماء على أنها ( 0066آية ) ،واختلفوا فيما زاد على
ذلك .فقيل ،0066وقيل ،0066وقيل ،0066 :وقيل ،0002 :وقيل0060 :آية.
سبب االختالف في عدد آيات القرآن :أن النبي كان يقف على رؤوس اآليات
ليعلم أصحابه أنها رأس آية ،حتى إذا علم ذلك صار يصل اآلية بما بعدها لتمام المعنى،
فيحسب من لم يسمع النبي أنها ليست فاصلة فيعد اآليتين آية واحدة ،ولذا اختلف
العدد ..وليس لهذا أثر يذكر ما دام القرآن سالماً من الزيادة أو النقصان.
-2-
-ترتيب اآليات في سور القرآن :انعقد اإلجماع على أن ترتيب اآليات في القرآن
توقيفي ،فلقد كان جبريل ينزل باآليات على الرسول --ويرشده إلى موضع كل آية من
سورتها ،ثم يقرؤها النبي - -على أصحابه ،ويأمر كتاب الوحي بكتابتها معينا لهم
السورة وموضع اآلية منها .
ين يُتَ َوفَّ ْو َن ِمن ُك ْم َويَ َذ ُرو َن أ َْزَواجاً} [ َّ ِ
فعن عبد الله بن الزبير قال " :قلت لعثمان َ { :والذ َ
البقرة ] 066 :قد نسختها اآلية األخرى ،فلِ َم تكتبها أو تدعها ؟ قال " :يا ابن أخي ،ال
أغير شيئا من مكانه " رواه البخاري.
وجاءت األحاديث الصحيحة بفضل آيات من سور بعينها ،وثبتت قراءة رسول الله -
-لسور عديدة بترتيب آياتها في الصالة أو الخطب .
حكم االلتزام بترتيب اآليات في السور :واجب وتحرم مخالفته .
القول الثاني :أن ترتيب السور بعضه توفيقي من النبي ، وبعضه اآلخر كان اجتهادياً
الصحابة .فما ورد فيه دليل على ترتيبه يكون توقيفي ،وما لم يرد فيه دليل يتركه النبي
الجتهاد الصحابة ،ومعيار تحديد السور المرتبة توقي ًفا هو ما اشتهر من قراءة النبي فما
وردت قراءته مرتبًا حكم بتوقيف ترتيبه ،وما لم يرد مرتبًا حكم باجتهاد الصحابة في ترتيبه
.وهو الراجح في ذلك .
حكم ترتيب القرآن في التالوة :كان أغلب فعل النبي - -ترتيب السور في
التالوة والصالة ،وربما قرأ في الركعة الواحدة بما يخالف الترتيب المأثور ،كقراءته البقرة ثم
النساء ثم آل عمران في قيام الليل ،فهو مستحب وليس بواجب .
عدد السور :مائة وأربع عشرة سورة .
أقستم السور بتعتبتر الطول القصر :قسم العلماء السور إلى أربعة أقسام:
-6الطوال :وهي سبع :البقرة ،وآل عمران ،والنساء ،والمائدة ،واألنعام واألعراف،
والسابعة قيل :األنفال وبراءة لعدم الفصل بينهما بالبسملة ،وقيل يونس.
-0المئون :التي تلي الطوال وهي ما تزيد آياتها عن مائة أو تقاربها.
-6المثاني :التي تلي المئين؛ وهي السور التي آياتها أقل من مائة ،وسميت مثاني ألنها
-4-
رسم المصحف أو الرسم العثماني يراد به :الوضع الذي ارتضاه الصحابة في
عهد عثمان -رضي الله عنه -في كتابة كلمات القرآن الكريم وحروفه.
قواعد رسم المصحف:
األصل في المكتوب أن يكون موافقا للمنطوق ،من غير زيادة وال نقص،
وال تغيير وال تبديل ،مع مراعاة االبتداء به والوقف عليه ،والفصل والوصل ،ولم
مرسوما للصحابة يلتزمون عند كتابة المصحف،
ً معلوما
منهجا ً
تكن هذه القواعد ً
وإنما هي قواعد استنبطها العلماء بعد ذلك عن طريق االستقراء والتتبع.
كما أن هذه القواعد غير الزمة أو مطردة في كل كلمة قرآنية إذ يخرج عن
كل قاعدة عدد من الكلمات أحيانًا ،وقد يلتزم في كلمة واحدة كتابتها وفق
القاعدة في موضع وبخالفها في موضع آخر ،فطريق الكتابة للمصحف هو
النقل وحده.
-1-
من أهم قواعد رسم المصحف
/1قاعدة الحذف :حذف األلف تحذف في ثالثة مواضع
أ_اإلشارة "يأيها" ب /االختصار (العالمين) ج /االقتصار (الميعاد) ،و
الياء في " يا ِع ِ
باد فَاتَّق ِ
ون " ،والواو في "فأوا إلى الكهف" ،والالم في (الليل،
شاء)والالئي ،والتي ،والالتي ،والذي) ،والنون في موضعين (فَ ن ِج َي َمن نَّ َ
ين )ِِ و(وَك ََٰذلِ َ ِ
ك ننجي الْم ْؤمن َ َ
/2قاعدة الزيادة :وذلك كزيادة األلف في "تفتؤا ،مالقوا َربِ ِه ْم " ،و الياء
في "بأييد" ،والواو في " أولوا ْاألَل ِ
ْباب".
/3قاعدة الهمز :وذلك كأن تكتب حال سكونها بحرف حركة ما قبلها
"ائذن ،اؤتمن".
/4قاعدة البدل :وذلك ككتابة األلف واواً للتفخيم في "الصلوة" ،وكتابة
النون ألفاً في نون التوكيد المخففة "لنسفعاً" ،و هاء التأنيث تاء مفتوحة في
نحو "رحمت".
/5قاعدة الوصل والفصل :وذلك كوصل"أن" ِ
ب "ال" {أ ََّال تَ ِزر َوا ِزَرة }.
/6قاعدة ما فيه قراءتان :فإنه يكتب برسم إحداهما ،نحو مالك".
هذه القواعد هي أهم الفوارق بين الرسم العثماني واإلمالئي.
** رسم المصحف توقيفي أم اصطالحي :في المسألة عدة أقوال
لكن القول الراجح منها ما ذهب جمهور العلماء إلى أن رسم المصحف
العثماني توقيفي ال تجوز مخالفته واستدلوا:
بأن القرآن الكريم كتب كله بين يدي رسول الله ،وكان يملي على
كتاب الوحي ،ويرشدهم في كتابته بوحي من جبريل عليه السالم.
وكذلك لما توفي الرسول ،وجمع القرآن ،أجمع الصحابة على رسمه وال
-2-
سيما الخلفاء الراشدون ولم يخالف في ذلك أحد وإجماعهم حجة.
أهم المؤلفات في رسم المصحف :
_1المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل األمصار ألبي عمرو الداني .
_2الجامع لما يحتاج إليه من رسم المصحف ابن وثيق األندلسي .
شكل القرآن:
الشكل :هو ما يدل على عوارض الحرف؛ من حركة وسكون ،سواء أكان
ذلك في أول الكلمة أو وسطها أو آخرها.
فالعرب في عهدهم األول لم يكونوا يعرفون الشكل بمعناه االصطالحي بل
كانوا ينطقون باأللفاظ مضبوطة مشكولة بحسب سليقتهم وفطرتهم العربية من
-3-
غير لحن ،وال غلط ،فلما اتسعت رقعة اإلسالم واختلط العرب بالعجم فسدت
الفطرة العربية ،ودخل اللحن في الكالم ،وحدثت حوادث نبهت المسلمين إلى
القيام بحفظ القرآن الذي هو أصل الدين ومنبع الصراط المستقيم من أن يتطرق
إليه اللحن والخطأ.
أبو األسود الدؤلي بطلب من والي البصرة ،هو من وضع عالمات
اإلعراب ،لكي تبين إعراب الكلمات ومنع اللحن فيها ،فجعل للفتحة نقطة
فوق الحرف ،وللكسرة نقطة أسفله ،وللضمة نقطة بين الحرف ،وللتنوين
نقطتين ،وسار الناس على هذا النهج مدة ،ثم بدءوا يزيدون ويبتكرون فجعلوا
عالمة للحرف المشدد كالقوس وأللف الوصل جرة فوقها أو تحتها أو وسطها
على حسب ما قبلها من فتحة ،أو كسرة ،أو ضمة .
ثم وبعد أن أمن الناس من اللحن ،ظهر نوع آخر من الخطأ وهو التمييز
بين الحروف التي تتحد صورتها بدون نقط كالباء والتاء والثاء ،وكالجيم والحاء،
وكالدال والذال ،ونحوها وشق على السواد منهم أن يهتدوا إلى التمييز بين
حروف المصحف وكلماته وهي غير معجمة.
مما دعا الخليفة عبد الملك بن مروان إلى أن يأمر الحجاج بن يوسف الثقفي
واليه في العراق أن يختار من العلماء من يقوم بهذا العمل.
واختار الحجاج بن يوسف لهذا العمل عالمين هما:
-1يحيى بن يعمر العدواني.
-2نصر بن عاصم الليثي.
فقاما بإعجام الحروف بوضع النقاط المعروفة إلى يومنا هذا.
-4-
ثم لئال يقع خلط بين نقط اإلعجام ونقط اإلعراب قام الخليل بن أحمد ،بتغيير
نقط اإلعراب إلى عالمات اإلعراب المعروفة اآلن حتى ال يقع خلط بين نقط
اإلعراب ونقط اإلعجام على النحو التالي:
"َ" -1فوق الحرف للفتح.
"ِ" -2تحت الحرف للكسر.
" " -3فوق الحرف للضم.
" " -4فوق الحرف للتشديد وهي رأس ش من شديد.
" -5ح " فوق الحرف للسكون وهي رأس خ من "خفيف".
-5-
_ نزول القرآن على سبعة أحرف :
المراد باألحرف السبعة :
أما األحرف فجمع حرف ،وله في اللغة على عدة معان :
_2يطلق على اللغة فيقال :حرف قريش ،وحرف ثقيف ،أي :لغة قريش ولغة ثقيف .
_4يطلق على وجه القراءة ،فيقال :حرف ابن مسعود أي :قراءته .
اختلف العلماء كثيراً في المراد باألحرف السبعة .قال ابن حبان ( :اختلف أهل العلم في
معنى األحرف السبعة على خمسة وثالثين قوالً) ،وقال السيوطي( :اختلف في معنى هذا
الحديث على نحو أربعين قوالً) .
والقول األشهر وهو ما ذهب إليه أكثر العلماء كـ ـ سفيان ،وابن وهب ،وابن جرير الطبري،
والطحاوي ،وهو :أن المراد باألحرف السبعة سبع لغات من لغات العرب في المعنى الواحد،
على معنى أنه إذا اختلفت لغة العرب في كلمة جاء القرآن بسبع لغات منها ،واختلفوا في
تحديد هذه اللغات السبع فقيل :
( _2قريش ،هذيل ،تميم ،هوزان ،األزد ،ربيعة ،سعد بن بكر) ،وقيل غير ذلك .
_ األدلة على نزول القرآن على سبعة أحرف :
ذكر العلماء تواتر نزول القرآن على سبعة أحرف،وتواترت األحاديث كلها في األحرف السبعة،
وقد ذكر السيوطي أنه رويت عن واحد وعشرين صحابياً،وسوف نذكر بعض منها :
-1روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال :قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم" :أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى
انتهى إلى سبعة أحرف" .
-2وروى البخاري ومسلم أيضا واللفظ للبخاري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:
سمعت هشام ابن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت
لقراءته فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت
أساوره في الصالة فانتظرته حتى سلم ثم لببته بردائه أو بردائي فقلت :من أقرأك هذه السورة؟
قال :أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم .قلت له :كذبت فوالله إن رسول الله صلى الله
عليه وسلم أقرأني هذه السورة التي سمعتك تقرؤها فانطلقت أقوده إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقلت :يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها
وأنت أقرأتني سورة الفرقان .فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" :أرسله يا عمر" :اقرأ يا
هشام فقرأ هذه القراءة التي سمعته يقرؤها .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" :هكذا
أنزلت" .ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" :إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف
فاقرأوا ما تيسر منه" .
-3روى مسلم بسنده عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني
غفار .قال :فأتاه جبريل عليه السالم فقال :إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف.
فقال" :أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي ال تطيق ذلك" .ثم أتاه الثانية فقال :إن الله
يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين فقال" :أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي ال تطيق
ذلك" ثم جاءه الثالثة فقال :إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثالثة أحرف فقال:
"أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي ال تطيق ذلك" ثم جاءه الرابعة فقال :إن الله يأمرك أن
تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف .فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا .
أهم المؤلفات :
_1شرح حديث (أنزل القرآن على سبعة أحرف) البن تيمية .
_2الكواكب الدرية فيما ورد في إنزال القرآن على سبعة أحرف من األحاديث النبوية .
تأليف محمد بن علي الحسيني المعروف بـ الحداد .
_3الكلمات الحسان في الحروف السبعة وجمع القرآن .محمد بخيت .
_4األحرف السبعة ومنزلة القراءات منها .د حسن ضياء الدين .
_5األحرف السبعة .مناع القطان .
_ أن األحرف السبعة من خصائص أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
/1األمثال المصرحة :وهي التي يصرح فيها بلفظ المثل أو بما يدل عليه من تشبيه أو
نظير أو سياق أو آية وهذا كثير في القرآن .ومن األمثلة قوله تعالى َ ( :مثَلُ ُه ْم َك َمثَ ِل الَّ ِذي
ص ُرو َن ) . ات َّال ي ب ِاستَ وقَ َد نَارا فَلَ َّما أَضاءت ما حولَه ذَهب اللَّه بِنُوِرِهم وتَرَكهم فِي ظُلُم ٍ
ُْ َ ْ َ َ ُْ َ َ ْ َ َْ ُ َ َ ُ ْْ ً
/2األمثال الكامنة :وهي التي لم يصرح فيها المثل ولكنها دلت على معان رائعة موجزة ،
ِ
ك) .ض َوَال بِكٌْر َع َوا ٌن بَْي َن َٰذَل َ
قال تعالى َّ( :ال فَا ِر ٌ
/3األمثال المرسلة :وهي ضرب المثل باآليات القرآنية في بعض األحوال .ومنه قوله
تعالى ( :لَ ُكمِ دينُ ُكمَ ولِي ِدي ِن ) .
_1إظهار المعنى المعقول المجرد في صورة حية ملموسة متحركة .كالمثل الذي يضرب
ص َدقَاتِ ُكم ِ َّ ِ
ين َآمنُوا َال تُْبطلُوا َ الله تعالى لمن ينفق ما له رئاء الناس بقوله تعالى (يَا أَيُّ َها الذ َ
ص ْف َو ٍان ِ ِ ِ ِ بِالْ َم ِّن َو ْاألَذَ َٰى َكالَّ ِذي يُ ِنف ُق َمالَهُ ِرئَاءَ الن ِ
َّاس َوَال يُ ْؤم ُن بِاللَّه َوالْيَ ْوم ْاآلخ ِر ۖ فَ َمثَلُهُ َك َمثَ ِل َ
ص ْل ًدا ۖ َّال يَ ْق ِد ُرو َن َعلَ َٰى َش ْي ٍء ِّم َّما َك َسبُوا َواللَّهُ َال يَ ْه ِدي الْ َق ْوَم
َصابَهُ َوابِ ٌل فَتَ َرَكهُ َ
اب فَأ َ
ِ
َعلَْيه تَُر ٌ
ِ
الْ َكاف ِر َ
ين ) .
ب اللَّهُ َمثَ ًال َّر ُج ًال فِ ِيه ُشَرَكاءُ ُمتَ َشاكِ ُسو َن
ضَر َ
_2قوة اإلقناع والحجة ،ففي قوله تعالى َ ( :
ان َمثَ ًال ۚ الْ َح ْم ُد لِلَّ ِه ۚ بَ ْل أَ ْكثَ ُرُه ْم َال يَ ْعلَ ُمو َن) .فالحجة في هذا
ورج ًال سلَما لِّرج ٍل هل يستَ ِوي ِ
ََ ُ َ ً َ ُ َ ْ َ ْ َ
المثل تثبت أن انفراد المالك الذي تجب طاعته أفضل وأكرم للمملوك من تعدد المالكين،
فاألمران ليسا بمتساويين (هل يستَ ِوي ِ
ان َمثَ ًال) .َ ْ َْ َ
ت َسْب ََ َسنَابِ َل فِي ُك ِّل ٍ ِ ِ _3الترغيب َّ (.مثل الَّ ِذ ِ
ين يُنف ُقو َن أ َْم َوالَ ُه ْم في َسبِ ِيل اللَّه َك َمثَ ِل َحبَّة أَنبَ تَ ْ
َُ َ
ف لِ َمن يَ َشاءُ َواللَّهُ َو ِاس ٌَ َعلِ ٌيم ) . سنب لَ ٍة ِمائَةُ حبَّ ٍة واللَّه ي ِ
ضاع ُ ُُ ّ َ َ َُُ
ت ِآمنَةً ُّمطْمئِنَّةً يأْتِيها ِرْزقُها ر َغ ًدا ِمن ُك ِل م َك ٍ
ان ب اللَّهُ َمثَ ًال قَ ْريَةً َكانَ ْ
َ َ َ َ َ ّ َّ ضَر َ
_4الترهيب َ ( .و َ
ِ َّ ِ فَ َك َفر ْ ِ ِ َّ ِ
وع َوالْ َخ ْوف بِ َما َكانُوا يَ ْ
صنَ عُو َن) . اس الْ ُج ِ ت بأَنْعُم الله فَأَ َذاقَ َها اللهُ لبَ ََ
ت َوفَ ْرعُ َها فِي َصلُ َها ثَابِ ٌ
ٍ ِ
ب اللَّهُ َمثَ ًال َكل َمةً طَيِّبَةً َك َش َجَرةٍ طَيِّبَة أ ْ ضَر َ ف َ _5المدح ( .أَلَ ْم تَ َر َكْي َ
ب اللَّهُ ْاأل َْمثَ َال لِلن ِ َّ ِ
َّاس لَ َعلَّ ُه ْم يَتَ َذ َّك ُرو َن) الس َماء * تُ ْؤتِي أُ ُكلَ َها ُك َّل ِحي ٍن بِِإ ْذ ِن َربِّ َها َويَ ْ
ض ِر ُ
َخ ِيه َمْي تًا فَ َك ِرْهتُ ُموهُ)
ب أَح ُد ُكم أَن يأْ ُكل لَحم أ ِ
ضا ۚ أَيُح ُّ َ ْ َ َ ْ َ
ِ
ض ُكم بَ ْع ً
_6التنفير ( َوَال يَ ْغتَب بَّ ْع ُ
اصطالحاً :ربط النفس باالمتناع عن شيء أو اإلقدام عليه أو على صحته أو بطالنه ،بمعنى
معظم عند الحالف حقيقة أو اعتقاداً .
صيغته :صيغة القسم األصلية أن يؤتى بالفعل (أقسم) أو (أحلف) متعدياً بالباء إلى المقسم
به ثم يأتي المقسم عليه وهو جواب القسم .ومثال ذلك ( َوأَقْ َس ُموا بِاللَّ ِه َج ْه َد أَيْ َمانِ ِه ْم ۙ َال
ث اللَّهُ َمن يَ ُم ُ
وت) . يَْب َع ُ
/2أداة القسم ،أو حروف القسم (الباء ،الواو ،التاء ،الالم ،ومن) ،ولم يرد في القرآن إال
باألحرف الثالثة األولى .
-3المقسم به ،وهو الله سبحانه وتعالى ،وال يجوز القسم بغير الله ولله سبحانه أن يقسم
بما شاء من مخلوقاته .
-4المقسم عليه أو جواب القسم .
النوع األول :قسم ظاهر :وهو ماتوا فرت فيه أركان القسم األربعة ،أو حذف منه أولها
ض إِنَّه لَح ٌّق ِمثْل ما أَنَّ ُكم تَ ِ ب َّ ِ
نط ُقو َن) .أو الس َماء َو ْاأل َْر ِ ُ َ ّ َ َ ْ وهو فعل القسم كقوله تعالى ( :فَ َوَر ِّ
حذف منه جواب القسم إذا كان في نفس المقسم به ما يدل على المقسم عليه ،وهي طريقة
القرآن .
النوع الثاني :قسم مضمر :وهو ما حذف منه فعل القسم وأداته والمقسم به ،وتدل عليه
الالم المؤكدة للقسم ،والتي تدخل على جواب القسم ،كقوله تعالى ۞( :لَتُ ْب لَ ُو َّن فِي أ َْم َوالِ ُك ْم
َوأَن ُف ِس ُك ْم ) ،أي :والله .
/2لفت األنظار إلى ما يحويه الكون من أسرار عجيبة ،وآيات عظيمة ،وما فيه من نظام
بديَ محكم ،والداللة على عظمت خالقها .
/3إقامة الحجة على المشركين وإثبات صدق الرسول صلى الله عليه وسلم .