You are on page 1of 3

‫قدوم جعفار بن أبي طالب من الحبشة‬

‫‪ :‬الموضوع من‬

‫محمد فزلى أزهار فبريان‬

‫‪SAA 3‬‬
‫‪Al ustadz H. Khoirul Fata, Lc., M.Pd.‬‬
‫قدوم جعفار بن أبي طالب من الحبشة‬
‫وقدم على رسول اهلل صّلى الّله عليه وسّلم من احلبشة وهو يف خيب جعفار بن أيب طالب و من معه وهم ستة عشر رجال وامرأة ومجع آخر كانو‬
‫‪.‬يف اليمن‪ .‬فاسهم هلم رسول اهلل صّلى الّله عليه وسّلم من الغنائم‪ .‬بعد أن إستأذن يف ذالك املسلمني‬

‫قال ابن هشام ‪ :‬فلما قدم جعفار بن أيب طالب على رسول اهلل صّلى الّله عليه وسّلم قّبل رسول اهلل صّلى الّله عليه بني عينيه والتزمه‪ ,‬وقال ‪ :‬ما‬
‫‪.‬أدرى بأيهما أسّر ‪ ,‬بفتح خيرب أو بقدوم جعفر‬

‫و ا قفل رسول اهلل صّلى الّله عليه وسّلم عائدا إىل املدينة استعمل على خيرب رجال من األنصار قيل إّنه سواد بن غزّية‪ ,‬من بن عدى‪ .‬فجاءه منها‬
‫ّمل‬
‫بتمر جنيب‪ ,‬فقال رسول اهلل صّلى الّله عليه وسّلم ‪ :‬أكّل متر خيرب هكذا ؟ فقال ‪ :‬ال والّله يا رسول الّله إن ال نأخذ الصاع من هذا الصاعني‪ ,‬با‬
‫‪.‬الثالثة‪ ,‬فقال ‪ :‬ال تفعل‪ ,‬بع اجلمع بالدارهم ّمث اتبع بالدارهم جنيبا‬

‫‪ :‬العبر و العظات‬

‫لقد كانت الغزوات السابقة كلها قائمة على أسباب دفاعية‪ ,‬اقتضت املسلمني أن يدافعوا هبا عن وجودهم و أن يرّدوا هبا هجمات أعدائهم‪ ,‬كما‬
‫‪.‬قد رأيت ‪ ,‬لدى بيان سبب كل غزوة منها‬

‫أم هذه الغزوة‪ ,‬و هي أول غزوة تأيت بعد وقعة بين قريظة و صلح حديبية‪ ,‬فإن هلا وضعا آخر‪ ,‬و إهّن ا ال ختتلف اختالفا جوهريا عن تلك اليت‬
‫‪.‬كانت من قبلها‪ ,‬وهي تدّل بذالك على أن الدعوة اإلسالمية قد دخلت يف مرحلة جديدة من بعد صلح حديبية‬

‫فغزوة خيرب أول غزوة بدأها رسول اهلل صّلى الّله عليه وسّلم وأغار هبا فجأة على اليهود الذين استوطنوا بقاع خيرب‪ ,‬دون أن يبدأوا املسلمني بأي‬
‫‪.‬حماربة أو قتال‬

‫لقد كان السبب الوحيد هلا هو دعوة اليهود إىل اإلسالم‪ ,‬و حماربتهم على كفرهم وعنادهم عن قبول احلق وأحقادهم املعتلجة ىف صدورهم على‬
‫الرغم من الدعوة السليمة اليت مدة طويلة على األدّلة والرباهني‪ .‬ولذالك بات رسول اهلل صّلى الّله عليه وسّلم الليلة األوىل من وصوله إىل خيرب دون‬
‫أن يشعر أحدا بوجوده أو أن يقاتل أحدا‪ ,‬و انتظر حىت إذا أصبح مل يسمع أذانا إىل الصالة – وهي الشعرية اإلسالمية الكربى – أغار عليهم و‬
‫‪.‬قاتلهم على ذالك‪ .‬وقد قلنا إنه كان إذا غزا قوما مل يغر عليم حىت يصبح‪ ,‬فإن مسع أذانا أمسك‪ ,‬و إن مل يسمع أذانا أغار‬
‫ويزداد هذا السبب وضوحا إذا تأملت ىف سؤال على رضي الّله عنه لرسول اهلل صّلى الّله عليه وسّلم بعد أن أعطاه اللواء ‪ :‬أقاتلهم حىت يكونوا‬
‫مثلنا ؟ و يف جوابه صّلى الّله عليه وسّلم إذ قال ‪ :‬أنقذ على رسلك حىت تنزل بساحتهم ّمث ادعهم إىل اإلسالم و أخربهم مبا جيب عليهم من حّق‬
‫‪.‬الّله فيه‬

You might also like