You are on page 1of 28

‫ابجديات الثقافه االسالميه‬

‫النبي صلي هللا عليه وسلم في مكه‬


‫‪]١٦:٣٢ ٢٠.٠٨.٢١[ ,Basem‬‬
‫[‪ Forwarded from‬قناة | ملخصات المحاضرات الشرعية]‬
‫‪#‬أبجديات_الثقافة_العهد_المكي (‪)١‬‬

‫الملخص مأخوذ من تعليق أحد األخوات على المحاضرة‪.‬‬

‫🌻بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫🌻كانت حال العرب قبل بعثة النبي ﷺ بحال تسير على غير هدى ولم‬
‫تكن هادئة فكانت هناك حروب وأسواق‪ ،‬وكانت لديهم بعض األمور‬
‫الحسنة الباقية من إبراهيم عليه السالم وكانوا ينتسبون السمه مثل الكرم‬
‫والمروءة والشجاعة وكنات هناك عادات سيئة أيضا مثل التشاؤم‬
‫واالسقسام باألزالم وإهانة المرأة وأكل المال بالباطل وكانوا يصرفون‬
‫طاقتهم الروحية والتعبدية فيما ال ينفع وال يضر فكان هناك ‪ ٣٦٠‬صنم‬
‫حول الكعبة مثل العزة والالت ومناة وهبل‪.‬‬
‫🌻كان هناك بقايا من الناس بقوا على التوحيد مثل زيد بن عمرو بن نفيل‬
‫والد سعيد بن زيد أحد المبشرين بالجنة وورقة بن نوفل وكانت لديهم‬
‫تصورات من األديان السابقة وكانوا يعلمون بأن هناك نبي سيبعث وحتى‬
‫اليهود كانوا يرتقبون‪.‬‬
‫🌻منذ أن خلق هللا السماوات واألرض لم يسطع نور على هذه األرض‬
‫كالنور الذي جاء به النبي ﷺ‪.‬‬
‫🌻 عيسى عليه السالم كان يبشر بمقدم النبي ﷺ‪.‬‬
‫🌻 من اعتادت عينه على الظالم أحيانا يستنكر النور‬
‫🌻 بيت النبي ﷺ كان بجانب جبل المروة‬
‫🌻 اختار النبي ﷺ خديجة ليخبرها بحادثة نزول الوحي لما لها من مكانة‬
‫عند النبي ﷺ‪.‬‬
‫🌻 عندما قال النبي ﷺ( لقد خشيت على نفسي)‪،‬فقالت له رضي هللا عنها‪:‬‬
‫َحمل‬ ‫َ‬
‫الحديث‪ ،‬وت ِ‬ ‫كال! وهللا ما يخزيك هللا أبدا؛ إنك لتصل الرحم‪ ،‬وتصدق‬‫" َ‬
‫المعدوم‪ ،‬وت َقري الضيف‪ ،‬وتعين على نوائب الحق" وأخذته‬
‫َ‬ ‫ال َك َل‪ ،‬وت َك ِسب‬
‫إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وكان شيخا كبيرا له علم وعندما قص عليه‬
‫النبي ﷺ ما رأى فقال هذا الناموس الذي أنزله هللا عز وجل على موسى‬
‫عليه السالم يا ليتني فيها جذعا أي‪ :‬شابا إذ يخرجك قومك‪ ،‬فقال له رسول‬
‫صلى هللا عليه وسلم متعجبا‪ :‬أو مخرجي هم؟ فقال ورقة ‪ :‬لم يأت رجل قط‬
‫بمثل ما جئت به إال عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا‪.‬‬
‫🌻( لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إال عودي) هذه قاعدة طريق الحق‪.‬‬
‫🌻 فكانت خديجة رضي هللا عنها أول من صدقت وامنت بالنبي ﷺ‪.‬‬
‫🌻 وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫‪]١٦:٣٢ ٢٠.٠٨.٢١[ ,Basem‬‬
‫[‪ Forwarded from‬قناة | ملخصات المحاضرات الشرعية]‬
‫🌹 بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪#‬أبجديات_الثقافة_العهد_المكي (‪)٢‬‬
‫ملحوظة‪ :‬العناصر من ‪ ١‬إلى ‪ ٧‬مأخوذة من تعليق أحد الطالب على‬
‫المحاضرة‪.‬‬
‫‪ -١‬كان للفتيان دور مهم جدا في فترة العهد المكي‪.‬‬
‫‪ -٢‬تحرك النبي ﷺ بعد نزول قم فأنذر وبدأ ينذر الناس القريبين منه سرا‬
‫فآمنت خديجة وهي أول من أسلم وآمن علي بن أبي طالب وكان تحت‬
‫تربيته ﷺ وآمن مواله زيد بن حارثة وآمن أبو بكر الصديق أول رجل من‬
‫األحرار وأيضا األرقم بن أبي األرقم وكان عمره ‪ ١٦‬سنة تقريبا والزبير‬
‫بن العوام وكان عمره ‪ ١٦‬سنة تقريبا أيضا وسعد بن أبي وقاص‪.‬‬
‫‪ -٣‬فتح األرقم بن أبي األرقم بيته لإلجتماع بالمسلمين ألن بيت النبي ﷺ لم‬
‫يكن يتسع للمؤمينن األوائل وكان من عائلة أبي جهل فكان هذا سببا بعدم‬
‫شك المشركين باألرقم باإلضافة لعمره الصغير‬
‫‪ -٤‬فنشأ اإلسالم وترعرع في بيت شاب عمره ‪ ١٦‬سنة‪.‬‬
‫‪ -٥‬كانت رسالة اإلسالم واضحة وقوية وغير مفصلة كثيرا في البداية‬
‫فجاء ليقول أن الدين واحد‪.‬‬
‫‪ -٦‬وعلى قدر ما تأسست قلوب الصحابة باإليمان أصبحت كالوادي الواسع‬
‫الذي يتسع المطر والذي هو الوحي فكان قلب كل واحد منهم صلبا بالحق‬
‫وثبتوا ثبات الجبال الرواسي‪.‬‬
‫‪ -٧‬ولكي تلتزم بأوامر هللا وتجتنب الذنوب والمعاصي وتفعل المنجزات‬
‫البد أوال من إصالح البناء األساسي أي إصالح اعتقادك وليس فقط‬
‫إصالح العقيدة النظرية وإنما أن يكون هذا القلب منقادا هلل معظما له محبا‬
‫له وقابال لتلقي األوامر والمستعد لإلبتالءات وهكذا نزل القرآن بداية‬
‫عندما انتقلت الدعوة للجهر تأذى الصحابة فمنهم من قتل وهاجر وحوصر‬
‫وتركه أهله ولوال العقيدة الراسخة التي ثبتتهم لما صبروا‪.‬‬
‫‪ -٨‬عمل النبي صلى هللا عليه وسلم في مكة على تأسيس العقيدة واإليمان‬
‫كالتذكير بالجنة والنار وتثبيت التوحيد في قلوب المؤمنين‪ ،‬وتأسيس قلوبهم‬
‫حتى تكون قانتة محبة هلل تعالى‪ ،‬وليس المقصود بالعقيدة هي متون العقيدة‬
‫الموجودة في كتب العقائد اليوم‪.‬‬
‫‪ -٩‬كانت قلوب الصحابة في المدرسة النبوية المكية أصلب من أي شيء‬
‫تظن أنه شامخا‪ ،‬حيث ثبتوا ثبات الجبال الرواسي وتحملوا االبتالءات‬
‫سر األسهم على‬ ‫والمآسي‪ ،‬فكانت االبتالءات تتكسر على إيمانهم كتك ُّ‬
‫الصخرة‪.‬‬
‫‪ -١٠‬كان بالل ابن رباح يوضع على أرض رمضاء بمكة‪ ،‬والرمضاء هي‬
‫أرض شديدة الحرارة‪ ،‬فيوضع فوق ظهره صخرة كبيرة ويعذب فما يقول‬
‫إال أ َ َحد أَحد‪.‬‬
‫‪ -١١‬الذي جعل الصحابة رضوان هللا عليهم يصبرون على كل هذا األذى‬
‫هو‪ :‬أن العقيدة التي تعلموها من مدرسة النبي صلى هللا عليه وسلم كانت‬
‫عقيدة عظيمة صحيحة تمأل قلوبهم‪ ،‬فكيف سيصبر الواحد منهم على كل‬
‫هذا التعذيب بسبب إسالمه ثم يكون اإلسالم باطال؟ كيف سيصبر على كل‬
‫ذلك قبل التيقن بنسبة ‪ ٪١٠٠‬أن هذا الدين صحيح؟‬
‫وصل اللهم على حبيب قلوبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫ِ‬ ‫🌹‬
‫‪]١٦:٣٢ ٢٠.٠٨.٢١[ ,Basem‬‬
‫[‪ Forwarded from‬قناة | ملخصات المحاضرات الشرعية]‬
‫يحيى القواص‪:‬‬
‫‪#‬أبجديات_الثقافة_العهد_المكي (‪)٣‬‬
‫ال تنسوني بدعوة 🌼‬
‫🌹بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ -١‬بعد ثالث سنوات من الدعوة السرية في مكة يأمر هللا عز وجل نبيه‬
‫صلى هللا عليه وسلم بالدعوة الجهرية‪ ،‬حيث أنزل عليه‪:‬‬
‫الس َير ذكر أن في هذا السياق‬
‫(وأنذر عشيرتك األقربين) وبعض علماء ِ‬
‫نزل‪( :‬فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين)‬
‫وال يخفى عليكم عندما يجهر النبي صلى هللا عليه وسلم بالدعوة أنه‬
‫سيستضم بالكفار وأصحاب الجاه والسلطة والتعصب لآلباء واألجداد‬
‫وعقيدتهم‪.‬‬
‫‪ -٢‬صعد النبي صلى هللا عليه وسلم على جبل الصفا وقال‪:‬‬
‫يا صباحاه يا صباحاه يا صباحاه ‪ ،‬ومعنى هذه الكلمة‪ :‬انتبوا ألن هناك‬
‫جيش قادم ألن غالبا الجيوش تهجم وقت الصبح‪.‬‬
‫فاجتمع الناس عند الصفا وقال النبي صلى هللا عليه وسلم لهم‪:‬‬
‫يا بني عبدمناف يا بني عدي يا بني فهر‪ ،‬أرأيتم لو أخبرتكم أن هناك جيش‬
‫ي؟ فقالوا‪ :‬ما جربنا عليك كذبا‪ ،‬ألنه صلى هللا‬
‫خلف هذا الوادي أكنتم مصد ِق َ‬
‫عليه وسلم كان معروفا بينهم بالصدق واألمانة والبعد عن الفواحش‪.‬‬
‫فقال النبي صلى هللا عليه وسلم‪ :‬فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد‪ ،‬وإن‬
‫مثلي ومثلكم كمثل رجل رأى العدو فانطلق يربأ (أي يحرس) أهله فخشي‬
‫أن يسبقوه (الضمير عائد على العدو) فجعل يهتف يا صباحاه‪.‬‬
‫فالنبي صلى هللا عليه وسلم يوضح أنه نذير لهم لكن ليس نذيرا لجيش‬
‫سيهجم عليهم وإنما نذير من عذاب شديد‪.‬‬
‫️⭐ وووو وووووو وو وووووو ووو ووو وووووو‬
‫أن يكون عليه‪ ،‬فال يجوز أن يقول المسلم للنصراني أو اليهودي أو أي‬
‫شخص غير مسلم‪ :‬اإلسالم متسامح مع جميع األديان وأن كلنا دين‬
‫صحيح‪ ،‬ثم يدعي أن هذا من الرحمة بهم!‬
‫وال يدري المسكين أنه يخادعهم بعباراتها الوردية وأن مصيرهم إلى النار‪،‬‬
‫بل إن الرحمة الصادقة أن تحذر الشخص من العذاب الذي سيأتيه إن لم‬
‫يكن مسلما‪ ،‬ثم إن كانت طريقة هذا الضال في الدعوة صحيحة أما كان‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم سيسبقه إليها؟!‬
‫‪ -٣‬فرد عليه أبو لهب لعنه هللا أمام كل الناس‪:‬‬
‫تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا؟!‬
‫وقال النبي صلى هللا عليه وسلم في هذا المقام‪:‬‬
‫يا معشر قريش اشتروا أنفسكم ال أغني عنكم من هللا شيئا‪ ،‬يا بني عبدمناف‬
‫ال أغني عنكم من هللا شيئا‪ ،‬يا عباس (عم النبي صلى هللا عليه وسلم) ال‬
‫أغني عنك من هللا شيئا‪.‬‬
‫فهذا يبين أن القضية جد وليست هزال ولعبا‪.‬‬

‫‪ -٤‬أهل الباطل ال مانع لديهم من تغيير الحقائق في سبيل نصرة الباطل‪،‬‬


‫فهم يعلمون أن النبي ﷺ ال يكذب‪ ،‬فالسبيل الوحيد إلى تشويه الرسالة‪:‬‬
‫تغيير الحقائق بدون أدلة‪ ،‬فيقولون‪ :‬أنت يا محمد كذاب ‪ ..‬ساحر ‪ ..‬شاعر‬
‫‪ ..‬إلخ من الدعاوى الباطلة التي ال تستند إلى أدنى دليل‪.‬‬
‫وأيضا فرعون يقول لقومه متحدثا عن موسى صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫(إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في األرض الفساد)‬
‫تخيل فرعون الذي استحيا النساء وادعى اإللهية ويَئِد البنات يقول ذلك عن‬
‫موسى صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫‪ -٥‬بدأت قريش االدعائات ونشر األكاذيب عن النبي ﷺ حتى أنهم عندما‬
‫كان يأتي أحد من خارج مكة يقولون له‪ :‬هناك رجل مجنون ‪-‬يقصدون‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم حاشاه عن ذلك‪ -‬يقول كالما ال تسمعوا له‪ ،‬وهذا‬
‫الحديث يدل على مدى تأثير ادعائاتهم‪:‬‬
‫عن عبد هللا بن عباس ـ رضي هللا عنه ـ أن ضمادا قدم مكة وكان من أزد‬
‫شنوءة‪ ،‬وكان يرقي من هذه الريح (الجن)‪ ،‬فسمع سفهاء من أهل مكة‪،‬‬
‫يقولون‪ :‬إن محمدا مجنون‪ ،‬فقال‪ ( :‬لو أنِي رأيت هذا الرجل لعل هللا يشفيه‬
‫على يدي‪ ،‬قال فلقيه‪ ،‬فقال‪ :‬يا محمد إني أرقي من هذه الريح‪ ،‬وإن هللا‬
‫يشفي على يدي من شاء‪ ،‬فهل لك (أرقيك)؟‪ ،‬فقال رسول هللا ـ صلى هللا‬
‫عليه وسلم ـ‪ :‬إن الحمد هلل‪ ،‬نحمده ونستعينه‪ ،‬من يهده هللا فال مضل له‪،‬‬
‫ومن يضلل فال هادي له‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له‪ ،‬وأن‬
‫محمدا عبده ورسوله‪ ،‬أما بعد ‪ ..‬قال‪ :‬فقال‪ :‬أ ِعد علي كلماتك هؤالء‪،‬‬
‫فأعادهن عليه رسول هللا ـ صلى هللا عليه وسلم ـ ثالث مرات‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪:‬‬
‫لقد سمعت قول الكهنة‪ ،‬وقول السحرة‪ ،‬وقول الشعراء‪ ،‬فما سمعت مثل‬
‫كلماتك هؤالء‪ ،‬ولقد بلغن ناعوس البحر(أي وسطه)‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪ :‬هات يدك‬
‫أبايعك على اإلسالم‪ ،‬قال‪ :‬فبايعه‪ ،‬فقال رسول هللا ـ صلى هللا عليه وسلم ـ‪:‬‬
‫وعلى قومك؟‪ ،‬قال‪ :‬وعلى قومي ‪.‬‬
‫قال‪ :‬فبعث رسول هللا ـ صلى هللا عليه وسلم ـ سرية‪ ،‬فمروا بقومه‪ ،‬فقال‬
‫صاحب السرية للجيش‪ :‬هل أصبتم من هؤالء شيئا؟‪ ،‬فقال رجل من القوم‪:‬‬
‫أصبت منهم ِمطهرة ‪ ،‬فقال‪ :‬ردوها‪ ،‬فإن هؤالء قوم ضماد ) رواه مسلم ‪،‬‬
‫(والمطهرة إناء يتطهر به)‪.‬‬
‫‪ -٦‬بدأت قريش تفكر في كيف سيتعاملون مع مشكلة أن يظهر النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم ويقول لهم أنهم على باطل ويدعو إلى دين جديد‪ ،‬فقاموا‬
‫بتعذيب الذين آمنوا خاصة المستضعفين والعبيد‪ ،‬فتخيل عندما يكون ألبي‬
‫جهل عبيد ثم يؤمنوا بالنبي صلى هللا عليه وسلم ماذا سيحدث لهم؟!‬
‫📍لم يبدأ الكفار بالتعذيب مع النبي صلى هللا عليه وسلم ألنه كان ذا مكانة‬
‫عالية في مكة‪ ،‬فهو ابن أخ أبي طالب زعيم مكة‪ ،‬وإنما بدأوا معه بالتكذيب‬
‫ونشر االفتراءات عليه‪.‬‬

‫تكملة 👇‬

‫‪]١٦:٣٢ ٢٠.٠٨.٢١[ ,Basem‬‬


‫[‪ Forwarded from‬قناة | ملخصات المحاضرات الشرعية]‬
‫‪ -٧‬من أشد أنواع التعذيب التي لحقت بالنبي صلى هللا عليه وسلم هي‬
‫تعذيب أصحابه‪ ،‬وهذا الحديث يدل على ذلك‪:‬‬
‫عن عبدهللا بن مسعود قال‪ :‬أول من أظهر إسالمه في مكة سبعة‪:‬‬
‫‪ -١‬رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫‪ -٢‬أبو بكر الصديق رضي هللا عنه‪.‬‬
‫‪ -٣‬عمار بن ياسر رضي هللا عنه‪.‬‬
‫‪ -٤‬أم عمار سمية رضي هللا عنها‪.‬‬
‫‪ -٥‬صهيب رضي هللا عنه‪.‬‬
‫‪ -٦‬بالل بن رباح رضي هللا عنه‪.‬‬
‫‪ -٧‬المقداد رضي هللا عنه‪.‬‬
‫فأما النبي صلى هللا عليه وسلم فمنعه هللا بعمه أبي طالب‪ ،‬أي‪ :‬حماه هللا من‬
‫أذى‪ .‬المشركين بعمه أبي طالب‪ ،‬سيأتي بيان ذلك إن شاء هللا تعالى في‬
‫الحلقات القادمة‪.‬‬
‫أما أبو بكر الصديق رضي هللا عنه فمنعه هللا بقومه ألنه كان من أشراف‬
‫قريش‪.‬‬
‫وأما سائرهم (أي باقيهم) فأخذهم المشركون فألبسوهم أدراع الحديد‬
‫وصهروهم في الشمس (ألن الحديد سيسخن وبالتالي سيسخن من يلبسه‬
‫أكثر مما لو كان بدون الدرع‪ ،‬وأنتم تعلمون كيف كانت حرارة مكة)‪ ،‬فما‬
‫سب‬ ‫منهم إنسان إال قد واتاهم على ما أرادوا أي‪ :‬فعل ما أراد المشركون َك َ‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم حتى يخفف عنهم العذاب‪ ،‬ولكن بعد صبر شديد‬
‫على أذى الكفار‪ ،‬فهم أظهروا ذلك بسبب إكراه المشركين لكنه قلبه مطمئن‬
‫باإليمان فأنزل هللا تعالى‪:‬‬
‫ٱّلل ِمن بَعۡ ِد ِإي َمـنِ ِهۦۤ ِإ َال َم ۡن أ ۡك ِرهَ َوقَ ۡلبهۥ م ۡط َم ِٕى ُّن بِ ۡ ِ‬
‫ٱإلي َمـ ِن َولَـ ِكن َمن‬ ‫( َمن َكفَ َر بِ َ ِ‬
‫ع ِظيم)‬ ‫عذَاب َ‬ ‫ٱّلل َولَه ۡم َ‬
‫ضب ِمنَ َ ِ‬ ‫غ َ‬ ‫ش ََر َح ِب ۡٱلك ۡف ِر َ‬
‫ص ۡدرا فَ َعلَ ۡي ِه ۡم َ‬
‫[سورة النحل ‪]١٠٦‬‬
‫وبالل رضي هللا عنه كان الصغار يربطونه ويجرونه في الشوارع وهو‬
‫يقول‪ :‬أ َ َحد أحد‪.‬‬

‫سمية رضي هللا عنها صبرت حتى قتلها أبو جهل وكانت أول شهيدة في‬
‫اإلسالم‪.‬‬

‫‪ -٨‬حديث يبين مدى تأذي النبي صلى هللا عليه وسلم بكفار قريش‪:‬‬
‫قال ابن مسعود رضي هللا عنه ‪-‬فيما معناه‪: -‬‬
‫عندما كان كفار قريش مجتمعة وكان النبي صلى هللا عليه وسلم يصلي‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬أيكم يأتي بسال جازور ويضعها على ظهر محمد وهو ساجد؟ سال‬
‫الجازور‪ :‬هي أمعاء الناقة بعد أن تذبح‪ ،‬فانبعث أشقى القوم‪ :‬عقبة بن أبي‬
‫معيط‬
‫فجاء بسال الجازور ووضعها على ظهر النبي صلى هللا عليه وسلم بينما‬
‫هو ساجد‪.‬‬
‫قال ابن مسعود فيما معناه‪ :‬فما قدرت أن أزيل سال الجزور عن ظهر النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬ألنه لو فعل لقتله الكفار وهو ليس لديه قبيلة في مكة‬
‫تحميه ألنه من قبيلة هذيل وهي بعيدة عن مكة‪.‬‬
‫فضحك كفار قريش على النبي ﷺ وهو في هذا الوضع‪ ،‬والنبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم ال يرفع رأسه حتى جاءته فاطمة فطرحت عن ظهره فرفع‬
‫رأسه ثم قال‪ :‬اللهم عليك بقريش ثالث مرات ثم س َمى وقال‪:‬‬
‫اللهم عليك بأبي جهل‪ ،‬اللهم عليك بعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد‬
‫بن عتبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط‪.‬‬
‫فشق على الكفار عندما دعى النبي صلى هللا عليه وسلم عليهم ألنهم‬
‫يعلمون أن الدعوة في هذا البلد مستجابة‪.‬‬
‫قال ابن مسعود‪ :‬فوالذي نفسي بيده لقد رأيت الذين عدهم النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم صرعى في قليب بدر‪.‬‬
‫️⭐ وووو وووو وو ووو ووو ووووو ووووو وو‬
‫هكذا! وهو لم يدعوهم بشيء إال أن يوحدوا هللا ولم يطلب منهم ماال أو‬
‫سلطة أو أي شيء!‬
‫تخيل بعد هذا الحديث حجم االضطهاد والتعذيب واإلرهاب الذي كان يفعله‬
‫الكفار بالمسلمين! لدرجة أن ابن مسعود لم يقدر أن يزيل سال الجزور عن‬
‫ظهر النبي صلى هللا عليه وسلم!‬
‫‪ -٩‬حديث آخر عن أبي هريرة يبين مدى صعوبة الوضع في مكة في ذلك‬
‫الوقت‪:‬‬
‫قا َل أَبو َجهل‪ :‬هل ي َع ِفر م َح َمد َوج َهه (أي يسجد) بينَ أَظه ِركم؟ ف ِقي َل‪ :‬نَ َعم‪،‬‬
‫أن (أي ألدوس) علَى َرقَبَتِ ِه‪،‬‬ ‫ط َ‬ ‫ت َوالع َزى لَئِن َرأَيته يَف َعل َ‬
‫ذلك أل َ َ‬ ‫فَقا َل‪َ :‬و َ‬
‫الال ِ‬
‫سلَ َم‬ ‫صلَى َ‬
‫ّللا عليه َو َ‬ ‫ب‪ ،‬قا َل‪ :‬فأت َى َرسو َل هللاِ َ‬ ‫ع ِف َر َن َوج َهه في الت ُّ َرا ِ‬ ‫أَو أل َ‬
‫طأ َ علَى َرقَ َبتِ ِه‪ ،‬قا َل‪ :‬فَما فَ ِجئَهم منه َإال َوهو َينكص‬ ‫ع َم ِل َي َ‬
‫ص ِلي‪ ،‬زَ َ‬
‫َوهو ي َ‬
‫إن بَينِي وبينَه لَخَن َدقا‬
‫ع ِقبَي ِه َويَت َ ِقي بيَ َدي ِه‪ ،‬قا َل‪ :‬ف ِقي َل له‪ :‬ما لَ َك؟ فَقا َل‪َ :‬‬
‫علَى َ‬
‫سلَ َم‪ :‬لو َدنَا ِم ِني‬
‫ّللا عليه َو َ‬ ‫صلَى َ‬ ‫ِمن نَار َوهَوال َوأَجنِ َحة‪ .‬فَقا َل َرسول هللاِ َ‬
‫ع َز َو َج َل‪ ،‬ال نَد ِري في‬ ‫طفَته ال َم َال ِئ َكة عضوا عضوا قا َل‪ :‬فأنزَ َل َ‬
‫ّللا َ‬ ‫َالخت َ َ‬
‫سانَ لَيَطغَى أَن َرآه است َغنَى‬ ‫إن اإلن َ‬‫ث أَبِي ه َري َرة َ‪ ،‬أَو شيء بَلَغَه‪َ { : ،‬ك َال َ‬ ‫َحدي ِ‬
‫ت إن كانَ علَى‬ ‫صلَى أ َ َرأَي َ‬
‫عبدا إذَا َ‬ ‫ت الذي َين َهى َ‬ ‫الرج َعى أ َ َرأَي َ‬ ‫إن إلى َر ِب َك ُّ‬ ‫َ‬
‫ب َوت ََولَى}‪ ،‬يَعنِي أَبَا َجهل‪{ ،‬أَلَم يَعلَم‬ ‫ت إن َكذَ َ‬ ‫اله َدى أَو أ َ َم َر بالتَق َوى أ َ َرأَي َ‬
‫َاطئَة‪ ،‬فَليَدع‬‫َاصيَة َكا ِذبَة خ ِ‬ ‫اصيَ ِة‪ ،‬ن ِ‬‫ّللا يَ َرى‪َ ،‬ك َال لَئِن لَم يَنت َ ِه لَنَسفَعا بالنَ ِ‬‫بأن َ َ‬‫َ‬
‫الز َبا ِن َيةَ‪َ ،‬ك َال ال ت ِطعه}[العلق من ‪.]19 :6‬‬ ‫سنَدع َ‬ ‫نَا ِد َيه َ‬
‫وصل اللهم على حبيب قلوبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫🌹‬
‫‪]١٦:٣٢ ٢٠.٠٨.٢١[ ,Basem‬‬
‫[‪ Forwarded from‬قناة | ملخصات المحاضرات الشرعية]‬
‫يحيى القواص‪:‬‬
‫‪#‬أبجديات_الثقافة_العهد_المكي (‪)٤‬‬

‫📌 التفريغ مفصل فهو تقريبا سيغنيك عن المشاهدة‬


‫ال تنسوني بدعوة 🌼‬
‫‪ -١‬لم يكن الوضع أن النبي ﷺ والصحابة يتعرضون لألذى من قبل‬
‫المشركين وفقط وإنما كان هناك أحداث أخرى فكان النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم يقوم بعمله األساسي وهو الدعوة إلى هللا (قل هذه سبيلي أدعو إلى‬
‫على بصيرة أنا ومن اتبعني)‪.‬‬
‫‪ -٢‬كان النبي صلى هللا عليه وسلم يستغل أي موضع فيه تجمع ومكان‬
‫لتبليغ الدعوة وكان العرب عندهم أسواق سوق عكاظ وسوق ذي المجاز‬
‫وكان النبي صلى هللا عليه وسلم يذهب إلى هذه األماكن ليبلغ الناس‬
‫الدعوة‪ ،‬والسوق هنا ليس معناه السوق الذي في زماننا‪ ،‬فالسوق أيام‬
‫العرب كان مهرجانا كبيرا يتجمع الناس فيه مثل التجمعات الكبيرة في‬
‫األعياد وما إلى ذلك‪.‬‬
‫في مسند اإلمام أحمد‪ :‬أن النبي ﷺ قال للناس في سوق ذي المجاز‪ :‬يا أيها‬
‫الناس قولوا ال إله إال هللا تفلحوا لكن أبا لهب كان يقول للناس‪ :‬يا أيها‬
‫الناس إنه صابئ إنه كذاب ال تصدقوه‪.‬‬
‫وأيضا كان النبي صلى هللا عليه وسلم يستغل مواسم الحج للدعوة لإلسالم‪،‬‬
‫ألن موسم الحج يكون به تجمعات كثيرة فيستغل ذلك‪.‬‬
‫‪ -٣‬كان النبي صلى هللا عليه عندما يفاوضه المشركون ليقف عن الدعوة‬
‫يقابل هذه المفاوضات بالوضوح والصرامة والحزم و يقول لهم أنه ال يقوم‬
‫بذلك حتى يرضي نفسه وال خواطرهم‪ ،‬وكان يبلغهم بأنه ال يطلب شيئا‬
‫منهم ويقرأ عليهم القرآن والقرآن هو الوسيلة األساسية للنبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم لدعوة الناس فينزل القرآن على قلوبهم كالصاعقة وأمر هللا تعالى‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم بدعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة‪.‬‬

‫‪ -٤‬وكان النبي صلى هللا وسلم من شدة حرصه على تبليغ الدعوة يكاد أن‬
‫يصيبه مرض شديد أو حتى يكاد يموت من هذا المرض من شدة حرصه‬
‫على تبليغ المشركين‪ ،‬لذلك قال هللا‪:‬‬
‫(لعلك باخع نفسك أال يكونوا مؤمنين)‬
‫باخع‪ :‬أي مهلك‪ ،‬فالنبي صلى هللا عليه وسلم من حزنه وحرصه عليهم أن‬
‫يؤمنوا كاد أن يهلك نفسه‪ ،‬وكل ذلك من رحمته صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫‪ -٥‬حدث الموقف الذي أنزل هللا فيه سورة عبس فكان النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم يريد أن يهدي كبار القوم مع إعراضهم ألن إسالم كبار القوم سيؤدي‬
‫إلى إسالم من هم أقل منهم‪ ،‬ولكن هللا تعالى عاتبه وأخبره أن يقبل على‬
‫المقبل والراغب قبل المعرض حتى لو كان المقبل ضعيفا والمعرض غنيا‬
‫وذا مكانة عالية فإن أسلم يسلم أتباعه‪ ،‬لكن هللا أخبره في أول سورة عبس‬
‫أن المقبل أولى من المعرض‪.‬‬
‫وهذه رسالة للدعاة‪ :‬أن األهم هم الناس المقبلون عليكم وفتحوا قلوبهم‬
‫للحق‪ ،‬أما المعرضون فادعوهم لكن ليس على حساب المقبلون‪.‬‬
‫‪ -٦‬السبب الذي منع المشركين من قتل النبي صلى هللا عليه وسلم مباشرة‪:‬‬
‫ألن عمه أبو طالب زعيم مكة فكان يحميه ويسانده‪ ،‬فاشتكى المشركون إلى‬
‫أبي طالب بأن النبي صلى هللا وسلم يكذبهم ويخبرهم أن ما هم عليه باطل‬
‫فذهب أبو طالب إلى النبي صلى هللا عليه وسلم ليخبره بأن يتوقف فأخبره‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم بمعنى الكالم أنه ليس األمر بكيفه فهو مأمور‬
‫بالتبليغ من هللا تعالى‪ ،‬وقال له فيما معناه‪ :‬أني ال أقدر أن أترك الدعوة مثل‬
‫ما أنكم ال تقدرون أن تأخذوا شعلة من الشمس!‬
‫هامش‪ :‬ليس المقصود أن النبي ﷺ ليس لديه القدرة وإنما القصد أنه متمسك‬
‫بالدعوة لهذه الدرجة‪.‬‬

‫‪ -٧‬قام المشركون ‪-‬من غبائهم‪ -‬باالقتراح على أبي طالب أن يعطوه عمارة‬
‫بن الوليد بن المغيرة (أخو خالد بن الوليد) ويتبناه أبو طالب في مقابل أن‬
‫يعطيهم أبو طالب النبي ﷺ فيقتلوه‪ ،‬لكن قال أبو طالب لهم‪ :‬بئس القسمة‪،‬‬
‫أأعطيكم ابني لتقتلوه وتعطوني ابنكم ألغذيه؟!‬

‫‪ -٨‬وحاول المشركون إغراء النبي ﷺ بالمال والملك وعرضوا عليه أن‬


‫يتزوج عشرة نساء حتى يتوقف عن الدعوة لكنه رفض‪ ،‬وهذا دليل من‬
‫دالئل النبوة‪.‬‬

‫‪ -٩‬قال البيهقي‪ :‬عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة اجتمع ونفر من‬
‫قريش ‪ ،‬وكان ذا سن فيهم ‪ ،‬وقد حضر الموسم ‪ ،‬فقال ‪ :‬إن وفود العرب‬
‫ستقدم عليكم فيه ‪ ،‬وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا ‪ ،‬فأجمعوا فيه رأيا واحدا‬
‫وال تختلفوا فيكذب بعضكم بعضا ‪ ،‬ويرد قول بعضكم بعضا ‪ .‬فقيل ‪ :‬يا‬
‫أبا عبد شمس فقل ‪ :‬وأقم لنا رأيا نقوم به ‪ .‬فقال ‪ :‬بل أنتم ‪ ،‬فقولوا وأنا‬
‫أسمع ‪ .‬فقالوا ‪ :‬نقول ‪ :‬كاهن ‪ .‬فقال ‪ :‬ما هو بكاهن ; فقد رأيت الكهان ‪،‬‬
‫فما هو بزمزمة الكهان ‪ .‬فقالوا ‪ :‬نقول ‪ :‬مجنون ‪ .‬فقال ‪ :‬ما هو بمجنون ‪،‬‬
‫ولقد رأينا الجنون ‪ ،‬وعرفناه فما هو بخنقه وال تخالجه وال وسوسته ‪ .‬فقال‬
‫نقول ‪ :‬شاعر ‪ .‬فقال ‪ :‬ما هو بشاعر ‪ ،‬قد عرفنا الشعر برجزه ‪ ،‬وهزجه ‪،‬‬
‫وقريضه ‪ ،‬ومقبوضه ‪ ،‬ومبسوطه ‪ ،‬فما هو بالشعر قالوا فنقول ‪ :‬هو ساحر‬
‫‪ .‬قال ‪ :‬ما هو بساحر ‪ ،‬قد رأينا السحار وسحرهم ‪ ،‬فما هو بنفثه ‪ ،‬وال‬
‫بعقده ‪ .‬قالوا ‪ :‬فما نقول يا أبا عبد شمس ؟ قال ‪ :‬وهللا إن لقوله لحالوة ‪،‬‬
‫وإن أصله لمغدق ‪ ،‬وإن فرعه لجنى ‪ ،‬فما أنتم بقائلين من هذا شيئا إال‬
‫عرف أنه باطل ‪ ،‬وإن أقرب القول ألن تقولوا ‪ :‬ساحر ‪.‬‬

‫تكملة 👇‬

‫‪]١٦:٣٢ ٢٠.٠٨.٢١[ ,Basem‬‬


‫[‪ Forwarded from‬قناة | ملخصات المحاضرات الشرعية]‬
‫فتقولوا ‪ :‬هو ساحر يفرق بين المرء وأبيه ‪ ،‬وبين المرء وزوجته ‪ ،‬وبين‬
‫المرء وأخيه ‪ ،‬وبين المرء وعشيرته‪.‬‬

‫فتفرقوا عنه بذلك ‪ ،‬فجعلوا يجلسون للناس حتى قدموا الموسم ‪ ،‬ال يمر بهم‬
‫أحد إال حذروه إياه ‪ ،‬وذكروا لهم أمره ‪ ،‬وأنزل هللا في الوليد قوله‪:‬‬
‫(ذَ ۡرنِی َو َم ۡن َخلَ ۡقت َو ِحيدا ۝ َو َجعَ ۡلت لَهۥ َماال َم ۡمدودا ۝ َوبَنِينَ شهودا‬
‫دت لَهۥ ت َۡم ِهيدا ۝ ث َم َي ۡط َمع أ َ ۡن أ َ ِزي َد ۝ َك َ ۤالۖ ِإنَهۥ َكانَ ِلـَٔا َيـتِنَا‬ ‫۝ َو َم َه ُّ‬
‫ف قَد ََر ۝‬ ‫صعودا ۝ ِإنَهۥ فَ َك َر َوقَد ََر ۝ فَقتِ َل َك ۡي َ‬ ‫سأ ۡر ِهقهۥ َ‬ ‫عنِيدا ۝ َ‬ ‫َ‬
‫ٱست َۡك َب َر‬ ‫س َر ۝ ث َم أ َ ۡد َب َر َو ۡ‬
‫س َو َب َ‬
‫ع َب َ‬
‫ظ َر ۝ ث َم َ‬ ‫ف قَد ََر ۝ ث َم نَ َ‬ ‫ث َم ق ِت َل َك ۡي َ‬
‫سأصۡ ِلي ِه‬ ‫۝ فَقَا َل ِإ ۡن هَـذَ ۤا ِإ َال ِس ۡحر ي ۡؤثَر ۝ ِإ ۡن هَـذَ ۤا ِإ َال قَ ۡول ۡٱلبَش َِر ۝ َ‬
‫سقَر ۝ َال ت ۡب ِقی َو َال تَذَر ۝ لَ َوا َحة ِل ۡلبَش َِر)‬ ‫سقَ َر ۝ َو َم ۤا أ َ ۡد َرى َك َما َ‬ ‫َ‬
‫[سورة المدثر ‪]29 - 11‬‬
‫️⭐ ووو ووووو ووووو ووو ووووو ووو وووو‬
‫عليه وسلم يستخدمها هي القرآن‪ ،‬فيأتي بالقرآن ليقرأه على المشركين فيرد‬
‫بالقرآن على شبهاتهم واستشكاالتهم‪ ،‬ومن شبهاتهم‪:‬‬

‫أ‪ -‬أنهم قالوا لماذا ال ينزل القرآن كله على مرة واحدة لماذا ينزل متفرقا؟!‬
‫فيجيب هللا العظيم بنفسه‪:‬‬
‫علَ ۡي ِه ۡٱلق ۡر َءان ج ۡملَة َو ِح َد ࣰة َكذَ ِل َك ِلنثَبِ َ‬
‫ت بِ ِهۦ‬ ‫( َوقَا َل ٱلَذِينَ َكفَروا لَ ۡو َال ن ِز َل َ‬
‫ف َؤا َد َك َو َرت َ ۡلنَـه ت َۡرتِيال)‬
‫[سورة الفرقان ‪]32‬‬
‫ألن النبي صلى هللا عليه وسلم يمر بتحديات فكلما نزل به تحد ينزل القرآن‬
‫ليثبته‪،‬‬
‫فالذي كان يحدث أن المشركين يثيرون الشبهات فيقولون لماذا يا محمد‬
‫تفعل كذا وكذا وال تفعل كذا وكذا فيأتي القرآن رادا عليهم ويشفي القضية‪.‬‬
‫الح َكم في عدم نزول القرآن مفرقا‪:‬‬
‫وأيضا من ِ‬
‫حتى يسهل حفظه على الصحابة رضوان هللا عليهم‪.‬‬

‫ب‪ -‬تساءلوا كيف لنبي يمشي في األسواق ويأكل الطعام مثل باقي البشر؟!‬
‫فيأتي الرد الرباني‪:‬‬
‫ام َو َي ۡمشونَ ِفی‬ ‫س ِلينَ ِإ َ ۤال ِإنَه ۡم لَ َي ۡأكلونَ َ‬
‫ٱلط َع َ‬ ‫س ۡلنَا قَ ۡبلَ َك ِمنَ ۡٱلم ۡر َ‬
‫( َو َم ۤا أ َ ۡر َ‬
‫صيرا)‬ ‫ضك ۡم ِلبَعۡ ض فِ ۡتنَة أَت َصۡ بِرونَ َو َكانَ َرب َُّك بَ ِ‬ ‫ق َو َج َع ۡلنَا بَعۡ َ‬ ‫ۡٱأل َ ۡس َوا ِ‬
‫[سورة الفرقان ‪]20‬‬

‫‪ -١١‬ومرة حصل موقف عجيب يدل على سطوة القرآن حيث أن النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم مرة قرأ سورة النجم بصوت عال حتى اجتمع الناس‬
‫في مكة قريبا من الكعبة واستمع الكل واستمع المشركون حتى نهاية‬
‫السورة كلها ثم سجدوا كلهم عند آية فاسجدوا هلل واعبدوا حتى أن الجن‬
‫الذين كانوا حاضرين في هذا المكان سجدوا ويدل هذا على سطوة القرآن‬
‫ويدل أيضا أنه حتى لو عرف كل الناس الحق لن يؤمنوا به‪ ،‬وكان بعض‬
‫المشركين يقولون أنهم يعبدون المالئكة وأن المالئكة ستشفع لهم فرد هللا‬
‫بنفسه عليهم وقال‪:‬‬
‫شفَـ َعته ۡم ش َۡيـًٔا ِإ َال ِمن َبعۡ ِد أَن َي ۡأذَنَ‬
‫ت َال ت ۡغنِی َ‬ ‫(۞ َو َكم ِمن َملَك فِی ٱل َ‬
‫س َمـ َو ِ‬
‫ٱّلل ِل َمن َيش َۤاء َو َي ۡر َ‬
‫ض ۤى)‬ ‫َ‬
‫[سورة النجم ‪]26‬‬

‫️⭐ وووو وووو ووووو ووووو ووووووو وو ووو‬


‫اآليات كانت تتلى أمام المشركين وهم منبهرين بهذا القرآن ومتوترين من‬
‫تقريعه لهم‪.‬‬
‫فإنهم لم يسجدوا ألنهم آمنوا بل سجدوا من تأثير القرآن في نفوسهم‬
‫وتقريعه لهم‪.‬‬
‫وبالرغم من سجودهم لم يؤمنوا فإن ليس كل من عرف الحق اتبعه‪ ،‬قال‬
‫هللا تعالى‪:‬‬
‫( َو َم ۤا أ َ ۡكثَر ٱلنَ ِ‬
‫اس َولَ ۡو َح َرصۡ َ‬
‫ت ِبم ۡؤ ِمنِينَ )‬
‫[سورة يوسف ‪]103‬‬

‫س َو ۤاء َ‬
‫علَ ۡي ِه ۡم َءأَنذَ ۡرت َه ۡم أ َ ۡم لَ ۡم تنذ ِۡره ۡم َال ي ۡؤ ِمنونَ )‬ ‫( ِإ َن ٱلَذِينَ َكفَروا َ‬
‫[سورة البقرة ‪]6‬‬

‫‪ -١٢‬قام عقبة بن أبي معيط بخنق النبي صلى هللا عليه وسلم خنقا شديدا‬
‫بثوبه أثناء صالته‪ ،‬فدفعه أبو بكر وقال‪ :‬أتقتلون رجال أن يقول ربي هللا؟!‬
‫‪ -١٣‬ثم استمر األذى إلى أن اضطر المسلمون إلى الذهاب للحبشة‪ ،‬وهذا‬
‫سيكون محور نقاش اللقاء القادم بإذن هللا‪.‬‬

‫وصل اللهم وسلم وبارك على حبيب قلوبنا محمد الذي تحمل كل ذلك‬
‫ِ‬ ‫🌹‬
‫التعب والمشقة حتى يبلغنا اإلسالم‪.‬‬

‫‪]١٦:٣٢ ٢٠.٠٨.٢١[ ,Basem‬‬


‫[‪ Forwarded from‬قناة | ملخصات المحاضرات الشرعية]‬
‫يحيى القواص‪:‬‬
‫‪#‬أبجديات_الثقافة_العهد_المكي (‪)٥‬‬

‫📌 التفريغ مفصل للدرس بفضل هللا وال تنسوني بدعوة 🌼‬

‫سوا الشيخ من دعائكم فهو مريض شفاه هللا وعافاه‪.‬‬


‫ال تن َ‬

‫🌹 بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫‪ -١‬تعرض دين المسلمين للخطر في مكة (وهو أغلى ما يملكون) فقاموا‬


‫بالهجرة إلى الحبشة وهي أثيوبيا اآلن والتي تقع في أفريقيا‪ ،‬وكان العيش‬
‫فيها صعبا‪ ،‬فانظر إلى الصحابة كيف تخلوا عن تجاراتهم وعن استقرارهم‬
‫في بالدهم وعن أقاربهم في مقابل دينهم‪ ،‬وكانوا يستطيعون التخلي عن‬
‫دينهم والكفر به حتى يزول عنهم األذى لكنهم لم يفعلوا‪ ،‬ألن دينهم بالنسبة‬
‫لهم أغلى من كل شيء حتى من أنفسهم‪.‬‬
‫‪ -٢‬قد فعل ذلك (أعني ترك البالد والفرار بالدين) أصحاب الكهف قبل‬
‫الصحابة رضوان هللا عليهم‪ ،‬فتركوا قومهم الكافرين فارين بدينهم إلى‬
‫الكهف‪.‬‬

‫️⭐ ووووو ووو ووو‪ :‬وووووو ووو ووووو وو‬


‫األولوية عند المسلم حتى وإن كان ذلك مقابل أن يتخلى عن بعض األمور‬
‫الدنيوية‪.‬‬

‫‪ -٣‬في الحبشة شعر الصحابة باألمان وقد كتب عبدهللا بن الحارث رضي‬
‫هللا عنه عندما شعرا معبرا عن حالهم‪:‬‬
‫ِين‬ ‫غ َِ‬
‫ّللا َوالد ِ‬ ‫عنَى مغَل ِغ َلة … َمن َكانَ َيرجو َب َال َ‬ ‫َيا َرا ِكبا َب ِلغَن َ‬
‫ط َهد … ِببَط ِن َم َكةَ َمقهور َو َمفت ِ‬
‫ون‬ ‫ّللا مض َ‬
‫ئ ِمن ِعبَا ِد َ ِ‬ ‫ك ُّل ام ِر ِ‬
‫أَنَا َو َجدنَا بِ َال َد َ ِ‬
‫ّللا َوا ِسعَة … تن ِجي ِمن الذُّ ِل َوال َمخزَ اةِ َواله ِ‬
‫ون‬
‫ون‬
‫عيب غَي ِر َمأم ِ‬ ‫ع َلى ذل ال َح َياة وخزى … فِي ال َم َما ِ‬
‫ت َو َ‬ ‫َف َال ت ِقيموا َ‬
‫ين‬
‫عالوا فِي ال َم َو ِاز ِ‬ ‫ّللا َو َ‬
‫اط َرحوا … قَو َل النَبِي ِ َو َ‬ ‫إنَا تَبِعنَا َرسو َل َ ِ‬
‫عا ِئذا ِب َك أَن َيعل َوا فَيطغو ِني‬
‫عذَا َب َك ِبالقَو ِم الَذِينَ َبغَوا … َو َ‬
‫فَاج َعل َ‬

‫‪ -٤‬واستمر األمر على ذلك إلى أن حدث موقفين أما الموقف األول‪:‬‬
‫ينمو هذا الدين‬
‫لم يعجب الكفار وضع المسلمين في الحبشة فلم يرضو أن َ‬
‫فقاموا بإرسال عمرو بن العاص (قبل أن يسلم) وعبدهللا بن ربيعة ليعيدوا‬
‫المسلمين من مكة‪ ،‬وقاموا بأخذ هدايا معهم حتى يعطوها إلى حاشية‬
‫النجاشي (ملك الحبشة) البطارقة ليسمح لهم بأخذ المسلمين‪ ،‬وقد بدأوا‬
‫بحاشية النجاشي ألنهم يعلمون أن النجاشي ال يتأثر بسهولة‪.‬‬
‫وقد استخدما (أعني عمرو بن العاص وعبدهللا بن ربيعة) حيلة خبيثة‪:‬‬
‫حيث أخبروا الحاشية أن هؤالء المسلمين لم يتبعوا دينكم وال ديننا (وكان‬
‫أهل الحبشة على دين النصرانية) بل جاؤوا بدين مبتدع‪.‬‬
‫سلم المسلمين للكفار فقال لهم‪ :‬اختارني‬
‫‪ -٥‬النجاشي ملك عادل رفض أن ي ِ‬
‫المسلمون ألني ملك عادل وأتوا إلى بلدي حتى يحتمونَ بها وفي النهاية‬
‫أسلمه لكم؟ ال وهللا‪ ،‬سآتي بهم فإن كان دينهم على شيء من السفاهة‬
‫فخذوهم وأما إن كان على خالف ذلك فلن أسمح لكم بأخذهم‪.‬‬

‫‪ -٦‬فقام النجاشي باستدعاء الصحابة‪ ،‬وخاف الكفار من أن يسمع منهم شيئا‬


‫ألنهم يعلمون أن هذا الدين مؤثر في النفوس‪ ،‬فقام الصحابة بالشورى‬
‫واتفقوا أن يقولوا ما يقوله النبي ﷺ عن اإلسالم وأن يكون المتحدث هو‬
‫جعفر بن أبي طالب رضي هللا عنه‪ ،‬فاجتمعوا عند النجاشي وقال جعفر‬
‫رضي هللا عنه‪:‬‬
‫"أيها الملك‪ ،‬كنا قوما أهل جاهلية‪ ،‬نعبد األصنام‪ ،‬ونأكل الميتة‪ ،‬ونأتي‬
‫الفواحش‪ ،‬ونقطع األرحام‪ ،‬ونسيء الجوار‪ ،‬يأكل القوي منا الضعيف‪ ،‬فكنا‬
‫على ذلك حتى بعث هللا إلينا رسوال نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه‬
‫فدعانا إلى هللا لنوحده ونعبده‪ ،‬ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من‬
‫الحجارة واألوثان‪ ،‬وأمرنا بصدق الحديث‪ ،‬وأداء األمانة‪ ،‬وصلة الرحم‪،‬‬
‫وحسن الجوار‪ ،‬والكف عن المحارم والدماء‪ ،‬ونهانا عن الفواحش‪ ،‬وقول‬
‫الزور‪ ،‬وأكل مال اليتيم‪ ،‬وقذف المحصنة‪ ،‬وأمرنا أن نعبد هللا وحده ال‬
‫نشرك به شيئا‪ ،‬وأمرنا بالصالة والزكاة والصيام‪ .‬تقول السيدة أم سلمة‬
‫أمور اإلسالم فصدقناه‪،‬‬
‫َ‬ ‫رضي هللا عنها ‪-‬وهي راوية القصة‪" :-‬فعدَد عليه‬
‫وآمنا به‪ ،‬واتبعناه على ما جاء به‪ ،‬فعبدنا هللا وحده فلم نشرك به شيئا‪،‬‬
‫وحرمنا ما حرم علينا‪ ،‬وأحللنا ما أحل لنا فع َدا علينا قومنا‪ ،‬فعذبونا وفتنونا‬
‫عن ديننا‪ ،‬ليردونا إلى عبادة األوثان من عبادة هللا‪ ،‬وأن نستحل ما كنا‬
‫نستحل من الخبائث‪.‬‬
‫فقال لهم هل عندكم شيء مما جاء به نبيكم؟‬
‫قال نعم وقرأ عليه سورة مريم اآليات من ‪ ١‬حتى ‪ ، ٢٢‬وقد أثرت القراءة‬
‫في النجاشي وحاشيته تأثيرا كبيرا وبكى هو وحاشيته‪ ،‬وعرفوا أن القرآن‬
‫والذي جاء به عيسى عليه الصالة والسالم يخرج من مشكاة واحدة‪.‬‬
‫تكملة 👇‬

‫‪]١٦:٣٢ ٢٠.٠٨.٢١[ ,Basem‬‬


‫[‪ Forwarded from‬قناة | ملخصات المحاضرات الشرعية]‬
‫‪ -٧‬أراد الكفار أن يستخدموا حيلة أخرى فقالوا للنجاشي أن المسلمين‬
‫يقولون في عيسى قوال عظيما فأنتم تعلمون أن النصارى يعتقدون بألوهية‬
‫عيسى وهذا يخالف اإلسالم‪ ،‬فاستدعى النجاشي المسلمين وقال لهم ما‬
‫يأب المسلمون إال كلمة الحق فقرأ عليه جعفر‬
‫تقولون في عيسى؟ فلم َ‬
‫رضي هللا عنه‪:‬‬

‫ٱّلل إِ َال ۡٱل َح َق إِنَ َما ۡٱل َم ِسيح‬


‫علَى َ ِ‬ ‫ب َال ت َۡغلوا فِی دِينِك ۡم َو َال ت َقولوا َ‬ ‫(يَ ۤـأ َ ۡه َل ۡٱل ِكت َـ ِ‬
‫ٱّللِ‬
‫امنوا ِب َ‬ ‫ٱّلل َو َك ِل َمتهۥۤ أ َ ۡلقَى َه ۤا ِإلَى َم ۡر َي َم َوروح ِم ۡنه فَـَٔ ِ‬
‫سى ۡٱبن َم ۡر َي َم َرسول َ ِ‬ ‫ِعي َ‬
‫ٱّلل إِلَـه َو ِحد س ۡب َحـنَهۥۤ أَن‬ ‫ࣰ‬
‫َورس ِل ِهۦ َو َال ت َقولوا ثَلَـثَة ٱنت َهوا خ َۡيرا لَك ࣰۡم إِنَ َما َ‬
‫ٱّلل َو ِكيال)‬‫ض َو َكفَى ِب َ ِ‬ ‫ت َو َما فِی ۡٱأل َ ۡر ِ‬ ‫س َمـ َو ِ‬ ‫يَكونَ لَهۥ َولَ ࣱد لَهۥ َما فِی ٱل َ‬
‫[سورة النساء ‪]171‬‬

‫فقال النجاشي صدقت‪ ،‬وقد غضب البطارقة جدا بسبب رضاه عما قاله‪،‬‬
‫وخرج عليه قومه لكنه بفضل هللا عرف أن يتجاوز تلك المشكلة وظل على‬
‫الحكم‪.‬‬

‫‪ -٨‬عندما سجد المشركون بسبب سورة النجم (كما سبق في الدروس‬


‫الفائتة) ظن المسلمون في الحبشة أن مكة أسلمت فرجع بعضهم إلى مكة‬
‫فعلموا أن الخبر خاطئ فعادوا إلى ما كانوا عليه من ابتالء في مكة‪ ،‬وكان‬
‫ممن رجع‪:‬‬
‫عثمان بن عفان‪ ،‬مصعب بن عمير‪ ،‬الزبير بن العوام‪ ،‬أبو سلمة وغيرهم‬
‫رضوان هللا عليهم أجمعين‪ ،‬ومن أراد أن يعرف أسماء كل الناس الذين‬
‫ذهبوا إلى مكة والذين بقوا في الحبشة يرجع إلى كتاب السيرة النوبية البن‬
‫هشام‪.‬‬

‫‪ -٩‬أراد أبو بكر رضي هللا عنه أن يهاجر إلى الحبشة بسبب شدة االبتالء‬
‫في مكة‪ ،‬وهذا الحديث في البخاري يروي قصة هجرته وإن كان يوجد‬
‫كلمات في الحديث لم تفهمها أنظر في شرح الحديث في موقع الدرر‬
‫السنية‪:‬‬

‫أر والدي إال‬ ‫َان الدِينَ (أي‪ :‬عندما عقلت لم َ‬ ‫ط َإال َوهما يَدِين ِ‬ ‫ي قَ ُّ‬‫لَم أَع ِقل أَبَ َو َ‬
‫صلَى هللا عليه‬ ‫علَينَا َيوم َإال َيأتِينَا فيه َرسول َ ِ‬
‫ّللا َ‬ ‫وهما مسل َمين)‪َ ،‬ولَم َيم َر َ‬
‫ار‪ :‬بك َرة َوعشية‪ ،‬فلما ابتلي المس ِلمونَ ‪ ،‬خ ََر َج أَبو بَكر‬ ‫ط َرفَي ِ النَ َه ِ‬ ‫وسلَ َم َ‬
‫ش ِة‪ ،‬حتَى إذَا َبلَ َغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة‪َ ،‬وهو سيد‬ ‫اجرا ِق َب َل ال َح َب َ‬‫م َه ِ‬
‫القارة‪ ،‬فَقا َل‪ :‬أَين تريد يا أَبا بَكر؟ فَقال أَبو بَكر‪ :‬أَخرجني قَومي‪ ،‬فأنا أريد‬
‫إن ِمثلَ َك ال يَخرج َو َال‬ ‫أن أسيح في األرض‪ ،‬فأعبد ربي‪ ،‬قا َل ابن ال َد ِغنَ ِة‪َ :‬‬
‫الر ِح َم‪َ ،‬وت َح ِمل ال َك َل‪َ ،‬وت َق ِري الضَي َ‬
‫ف‪،‬‬ ‫َصل َ‬ ‫وم‪َ ،‬وت ِ‬‫يخ َرج؛ فإنَ َك ت َك ِسب ال َمعد َ‬
‫ق‪.‬‬
‫ب ال َح ِ‬‫َوت ِعين علَى ن ََوائِ ِ‬

‫️⭐ ووووو ووووو‪ :‬وووو وووو ووو ووو وووووو‬


‫عن أبي بكر فهو نفسه ما قالته خديجة رضي هللا عنها عن النبي ﷺ ‪،‬‬
‫فانظر التشابه بين األصدقاء ويتحقق في ذلك حديث النبي ﷺ ‪:‬‬
‫المرء على دين خليله‪ ،‬فلينظر أحدكم من يخالل‪.‬‬
‫فائدة أخرى‪ :‬أبو بكر نفسه وهو ما هو من صاحب فضل أراد أن يخرج‬
‫من مكة بسبب البالء‪ ،‬فهذا يدل على مدى شدة هذا البالء الذي أحل‬
‫بالمسلمين في مكة‪.‬‬
‫تكملة الحديث‪:‬‬
‫ِك‪ ،‬فَارت َ َح َل ابن الدغنة‪ ،‬فرجع مع‬ ‫لك َجار‪ ،‬فارجع فَاعبد ربك ب ِب َالد َ‬ ‫َوأَنَا َ‬
‫إن أَبَا بَكر ال يخرج‬ ‫اف كفار قريش‪ ،‬فَقا َل لهم‪َ :‬‬ ‫اف في أَش َر ِ‬ ‫ط َ‬‫أَبِي بكر‪ ،‬فَ َ‬
‫الر ِح َم‪َ ،‬و َيح ِمل‬
‫صل َ‬ ‫وم‪َ ،‬و َي ِ‬ ‫مثله َو َال يخ َرج‪ ،‬أَتخ ِرجونَ َرجال يك ِسب ال َمعد َ‬
‫ار اب ِن‬ ‫ق؟! فأنفَذَت ق َريش ِج َو َ‬ ‫ب ال َح ِ‬‫ف‪َ ،‬وي ِعين علَى ن ََوائِ ِ‬ ‫ال َك َل‪َ ،‬ويَق ِري الضَي َ‬
‫ال َد ِغنَ ِة‪َ ،‬وآمنوا أَبا بَكر‪َ ،‬وقالوا ِالب ِن الد ِغنَ ِة‪ :‬مر أ َبَا بَكر‪ ،‬فَليَعبد َربَه في‬
‫صل‪َ ،‬وليقرأ ما شاء‪َ ،‬و َال يؤذينا بذلك‪َ ،‬و َال َيست َعلن به؛ فإنا قد‬ ‫َد ِار ِه‪ ،‬فَلي َ‬
‫ط ِفقَ أَبو‬ ‫ذلك ابن ال َد ِغنَ ِة ألبِي بَكر‪ ،‬فَ َ‬ ‫سا َءنَا‪ ،‬قا َل َ‬ ‫َخ ِشينَا أَن يَفتِنَ أَبنَا َءنَا َونِ َ‬
‫غير َد ِار ِه‪ ،‬ث َم‬ ‫ص َالة‪َ ،‬و َال ال ِق َرا َء ِة في ِ‬‫َبكر َيعبد َربَه في داره‪َ ،‬و َال َيست َع ِلن بال َ‬
‫َاء َد ِار ِه َوبَ َرزَ ‪ ،‬فَكانَ يصلي فيه‪َ ،‬ويَق َرأ‬ ‫بَ َدا أل ِبي بَكر‪ ،‬فَابتَنَى َمس ِجدا ب ِفن ِ‬
‫ساء المش ِر ِكينَ َوأَبنَاؤهم‪ ،‬يَع َجبونَ‬ ‫صف (أي يتجمع) عليه نِ َ‬ ‫القرآنَ ‪ ،‬فَيَتَقَ َ‬
‫َو َينظرونَ إلَي ِه‪َ ،‬وكانَ أَبو َبكر َرجال َب َكاء‪ ،‬ال َيم ِلك َدم َعه ِحينَ َيق َرأ القرآنَ ‪.‬‬

‫️⭐ ووووو‪ :‬وووو ووو وووو وووووو ووووو‬


‫وتأثيره الذي جعل كفار مكة تجتمع حول أبي بكر ليسمعوا القرآن‪ ،‬وأيضا‬
‫في عصرنا الحالي بالرغم من تشويه الغرب ليل نهار لدين اإلسالم فأصبح‬
‫الناس في الغرب يظنون أن اإلسالم دين القتل والعنف والشدة وبالرغم من‬
‫ذلك دائما ما نسمع عن أناس أسلموا هناك‪ ،‬فكيف يسلمون واإلسالم يشوه‬
‫هذا التشويه الشديد؟‬
‫ذلك ألن اإلسالم دين هللا وحده‪.‬‬
‫وكثير جدا من الذين أسلموا كان سبب إسالمهم القرآن واألمثلة على ذلك‬
‫كثيرة جدا‪ ،‬كسلسلة بالقرآن اهتديت للشيخ بدر الكندري خاصة الموسم‬
‫األول والثاني‪.‬‬

‫تكملة 👇‬

‫‪]١٦:٣٢ ٢٠.٠٨.٢١[ ,Basem‬‬


‫[‪ Forwarded from‬قناة | ملخصات المحاضرات الشرعية]‬
‫وهذا القرآن ليس تأثيره فقط على القلوب والبشر حيث قال هللا‪:‬‬
‫صدِعا ِم ۡن خ َۡش َي ِة َ ࣰ ِ‬
‫ٱّلل‬ ‫(لَ ۡو أَنزَ ۡلنَا هَـذَا ۡٱلق ۡر َءانَ َ‬
‫علَى َج َبل لَ َرأ َ ۡيت َهۥ خَـ ِشعا ُّمت َ َ‬
‫اس لَ َعلَه ۡم يَتَفَ َكرونَ )‬ ‫َوتِ ۡل َك ۡٱأل َ ۡمثَـل ن ۡ‬
‫َض ِرب َها ِللنَ ِ‬
‫[سورة الحشر ‪]21‬‬
‫وقال هللا سبحانه‪:‬‬
‫( َولَ ۡو أ َ َن ق ۡر َءانا سيِ َر ۡت بِ ِه ۡٱل ِجبَال أ َ ۡو ق ِط َع ۡت بِ ِه ۡٱأل َ ۡرض أ َ ۡو ك ِل َم بِ ِه ۡٱل َم ۡوت َى)‬
‫[سورة الرعد ‪]31‬‬
‫المحذوف تقديرا من اآلية‪ :‬لكان هذا القرآن‪.‬‬

‫تكملة الحديث‪:‬‬
‫سلوا إلى اب ِن ال َد ِغنَ ِة‪ ،‬فَقَد َِم‬ ‫اف ق َريش ِمنَ المش ِر ِكينَ ‪ ،‬فأر َ‬ ‫ذلك أَش َر َ‬ ‫ع َ‬ ‫فأفزَ َ‬
‫عليهم فَقالوا له‪ :‬إنَا كنَا أ َ َجرنَا أَبَا بَكر علَى أَن يَعب َد َربَه في َد ِار ِه‪ ،‬وإنَه‬
‫ص َالة َ َوال ِق َرا َءة َ‪َ ،‬وقَد َخ ِشينَا‬ ‫َاء َد ِار ِه‪َ ،‬وأَعلَنَ ال َ‬ ‫ذلك‪ ،‬فَابتَنَى َمس ِجدا ب ِفن ِ‬ ‫اوزَ َ‬ ‫َج َ‬
‫َص َر علَى أَن يَعب َد َربَه في‬ ‫سا َءنَا‪ ،‬فَأتِ ِه‪ ،‬فإن أ َ َحبَ أَن يَقت ِ‬ ‫أَن يَفتِنَ أَبنَا َءنَا َونِ َ‬
‫سله أَن يَر َد إلَي َك ِذ َمت ََك؛ فإنَا َك ِرهنَا‬ ‫ذلك‪ ،‬فَ َ‬‫َد ِار ِه فَعَ َل‪ ،‬وإن أَبَى َإال أَن يع ِلنَ َ‬
‫عائِشَة‪ :‬فأت َى ابن‬ ‫أَن نخ ِف َر َك‪َ ،‬ولَسنَا م ِق ِرينَ أل ِبي َبكر ِاالستِع َالنَ ‪ ،‬قالَت َ‬
‫َص َر علَى‬ ‫لك عليه‪ ،‬فَإِ َما أَن ت َقت ِ‬ ‫عقَدت َ‬ ‫ت الَذي َ‬ ‫ال َد ِغنَ ِة أَبَا بَكر‪ ،‬فَقا َل‪ :‬قد َ‬
‫ع ِلم َ‬
‫فإني ال أ ِحبُّ أَن ت َسم َع ال َع َرب أ َ ِني أخ ِفرت في‬ ‫ي ِذ َم ِتي؛ ِ‬ ‫ذلك‪ ،‬وإ َما أَن ت َر َد إلَ َ‬ ‫َ‬
‫بج َو ِار َ ِ‬
‫ّللا‪.‬‬ ‫ضى ِ‬ ‫ار َك‪َ ،‬وأَر َ‬‫عقَدت له‪ ،‬قا َل أَبو بَكر‪ :‬إنِي أَر ُّد إلَي َك ِج َو َ‬ ‫َرجل َ‬
‫صلَى هللا‬ ‫ّللا َ‬ ‫صلَى هللا عليه وسلَ َم َيو َمئذ ب َم َكةَ‪ ،‬فَقا َل َرسول َ ِ‬ ‫َو َرسول َ ِ‬
‫ّللا َ‬
‫ات نَخل بينَ َالبَت َي ِن»‪.‬‬ ‫سبخَة ذَ َ‬ ‫ار ِهج َرتِكم؛ َرأَيت َ‬ ‫عليه وسلَ َم‪« :‬قَد أ ِريت َد َ‬
‫ذلك َرسول َ ِ‬
‫ّللا‬ ‫َان‪ ،‬فَ َها َج َر َمن هَا َج َر قِبَ َل ال َمدِينَ ِة ِحينَ ذَ َك َر َ‬‫َوهما ال َح َرت ِ‬
‫ض‬ ‫صلَى هللا عليه وسلَ َم‪َ ،‬و َر َج َع إلى ال َمدِينَ ِة َبعض َمن كانَ هَا َج َر إلى أَر ِ‬ ‫َ‬
‫صلَى هللا عليه وسلَ َم‪:‬‬ ‫اجرا‪ ،‬فَقا َل له َرسول َ ِ‬
‫ّللا َ‬ ‫ش ِة‪َ ،‬وت َ َج َهزَ أَبو بَكر م َه ِ‬ ‫ال َحبَ َ‬
‫ذلك بأ َ ِبي‬ ‫فإني أَرجو أَن يؤذَنَ ِلي»‪ ،‬قا َل أَبو َبكر‪ :‬هل ت َرجو َ‬ ‫علَى ِرس ِل َك؛ ِ‬ ‫« َ‬
‫صلَى هللا عليه‬‫ّللا َ‬‫سه علَى َرسو ِل َ ِ‬ ‫س أَبو بَكر نَف َ‬ ‫ت؟ قا َل‪« :‬نَعَم»‪ ،‬فَ َحبَ َ‬ ‫أَن َ‬
‫سم ِر أَر َب َعةَ أَشهر‪.‬‬
‫احلَت َي ِن َكانَت َا ِعن َده َو َرقَ ال َ‬
‫ف َر ِ‬ ‫وسلَ َم ِل َيص َح َبه‪َ ،‬و َ‬
‫علَ َ‬

‫وصل اللهم على حبيب قلوبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫ِ‬ ‫🌹‬

‫‪]١٦:٣٢ ٢٠.٠٨.٢١[ ,Basem‬‬


‫[‪ Forwarded from‬قناة | ملخصات المحاضرات الشرعية]‬
‫يحيى القواص‪:‬‬
‫‪#‬أبجديات_الثقافة_العهد_المكي (‪)٦‬‬
‫✨ عام الحزن ✨‬

‫🌹 الحمدهلل والصالة والسالم على رسول هللا وبعد‪:‬‬

‫الشعب‪،‬‬
‫‪ -١‬األذى الجديد الذي تعرض له النبي وأصحابه هو‪ :‬حصار ِ‬
‫حيث قاطعتهم قريش فال يتزوجون منهم وال يزوجوهم‪ ،‬اليبيعونهم‬
‫واليشترون منهم ويمنعون عنهم حتى الطعام‪.‬‬
‫=»وهذه الحادثة هي نوع جديد من االبتالءات الجماعية‪.‬‬

‫=>من أهم الشخصيات التي كانت معهم في هذا الحصار هو‪ :‬أبو طالب‬
‫عم النبي‪ ،‬وهو الذي كتب قصيدة يصف فيها أذى بني عمومتهم لهم‪ ،‬والتي‬
‫قال فيها ابن كثير في كتابه البداية والنهاية‪":‬ال يستطيع أن يقولها إال من‬
‫نسبت إليه وهي أفحل من المعلقات السبع‪.‬‬
‫=⟩ استمر الحصار ثالث سنوات ثم ثارت الحمية في بعض فضالء قريش‬
‫المشركين وقرروا نقض الصحيفة التي علقت على الكعبة والتي فيها أذى‬
‫بني هاشم ومحاصرتهم‪ ،‬وبذلك انتهى حصار بني هاشم‪.‬‬

‫‪ -٢‬لما انتهى هذا الحصار حصلت أزمة جديدة للنبي صلى هللا عليه و سلم‬
‫حتى سمي هذا العام بعام الحزن‪ ،‬وفيه وفاة اثنين كان لهما األثر الكبير في‬
‫نصرته‪:‬‬
‫✓السند الداخلي في بيته وهي خديجة رضي هللا عنها التي كانت تصنع له‬
‫جنة الدنيا للنبي صلى هللا عليه وسلم في ذلك البيت من الطمأنينة والسكن‬
‫واألمان فكانت نعم السند للنبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫ماتت قبل الهجرة بثالث سنوات وحزن عليها حزنا شديدا استمر معه إلى‬
‫آخر عمره‪.‬‬

‫️⭐ ووو ووو وو ووووو و وووووو ووو وووو‬


‫عنها أكثر النبي ﷺ من ذكرها حتى قالت عائشة رضي هللا عنها أنها ما‬
‫غارت من أحد زوجات النبي ﷺ مثل غيرتها من خديجة رضي هللا عنها‬
‫بالرغم أنها ميتة وباقي زوجات النبي ﷺ على قيد الحياة!‬
‫ولما سألت عائشة رضي هللا عنها النبي ﷺ عن كثرة ذكره لخديجة رضي‬
‫هللا عنها قال‪ :‬إني قد رزقت حبها‪.‬‬
‫حتى أن النبي ﷺ في المدينة كان عندما تذبح شاة يرسل هدايا لصديقات‬
‫خديجة رضي هللا عنها‪ ،‬وهذا بعد موتها بأعوام! فانظر إلى شدة حب النبي‬
‫ﷺ لها!‬
‫وفي الحديث أن جبريل قال للنبي ﷺ أقرئ على خديجة السالم من ربها‬
‫ومني وأن لها بيت في الجنة من قصب (أي اللؤلؤ المجوف) ال صخب فيه‬
‫وال نصب‪ .‬قال العلماء‪ :‬ألنها جعلت بيت النبي ﷺ هادئا وفيه السكينة‬
‫فيطمئن النبي ﷺ فيه فجزاها هللا من جنس عملها‪.‬‬
‫✓ وفي نفس العام مات السند الخارجي للنبي ﷺ وهو عمه أبو طالب‪،‬‬
‫وعند احتضاره كان النبي ﷺ عنده ويقول له‪ :‬قل ال إله إال هللا كلمة أحاج‬
‫لك بها عند هللا! لكن كان في نفس الوقت عبدهللا بن أبي أمية وأبو جهل‬
‫يقوالن له‪ :‬أترغب عن ملة عبدالمطلب؟! فأبى إال الكفر ولم ينطق الشهادة‬
‫ومات على ملة عبدالمطلب‪.‬‬
‫فقال النبي ﷺ بعد موته‪ :‬ألستغفرن ما لم أنهَ عنك‪ ،‬ثم نزلت آية النهي عن‬
‫االستغفار للموتى على الكفر‪:‬‬
‫( َما َكانَ ِللنَبِ ِی َوٱلَذِينَ َءا َمن ۤوا أَن يَ ۡست َۡغ ِفروا ِل ۡلم ۡش ِر ِكينَ َولَ ۡو َكان ۤوا أو ِلی ق ۡربَى‬
‫ِمن َبعۡ ِد َما ت َ َبيَنَ لَه ۡم أَنَه ۡم أَصۡ َحـب ۡٱل َج ِح ِيم)‬
‫[سورة التوبة ‪]113‬‬

‫وهنا انفرطت سبحة أذى قريش للنبي ﷺ ألن قبل موت أبي طالب كان‬
‫يعملون له ألف حساب قبل أن يأذَوا النبي ﷺ‪ ،‬حتى بعد ثالث سنوات من‬
‫وفاة أبي طالب تعاقدوا على قتله‪ ":‬وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو‬
‫يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر هللا وهللا خير الماكرين"‪.‬‬

‫‪ -٣‬خرج النبي ﷺ بعد ذلك إلى أهل الطائف باحثا عمن يؤويه وينصر‬
‫دعوته ويؤمن به فقابلوه بشر ما يقابل به إنسان وطردوه وحرضوا عليه‬
‫سفهاءهم فسخروا منه ورموه بالحجارة!‬
‫تخيل هذا نبي من عند هللا أشرف من و َ‬
‫طأ على األرض يعامل هكذا!‬
‫فخرج النبي ﷺ من عندهم مهموما محزونا ال يكاد يجد متنفسا يستشعر‬
‫معه شيئا من سعة الحال‪.‬‬
‫حتى عبر النبي ﷺ عن ذلك الموقف فقال‪:‬‬
‫فخرجت من عندهم هائما على وجهي‪.‬‬
‫الهائم على وجهه هو الذي يمشي بدون وجهة فقط يمشي وال يعلم أين‬
‫ذاهب من كثرة الهم‪.‬‬
‫فجاءه ملك الجبال فقال له‪ :‬إن شئت أطبق عليهم األخشبين (أي يدخل‬
‫الجبلين اللذَين حول مكة في بعضهما البعض فتتدمر مكة ومعها‬
‫المشركون) وقال له فيما معناه‪ :‬هللا بعثني ألعمل ما تريد فيهم‪.‬‬
‫فمن رحمة النبي ﷺ بهم بالرغم إيذائهم الشديد له قال لملك الجبال‪ :‬عسى‬
‫أن يخرج هللا من أصالبهم من يعبد هللا وال يشرك به شيئا‪.‬‬

‫📝 الفوائد المنتقاة‪:‬‬
‫📌 اإلنسان الذي يتبع طريق األنبياء البد أن يتعرض البتالءات‪ ،‬ألنه بقدر‬
‫موافقتك لألنبياء خاصة في الدعوة واإلصالح بقدر ما ينالك مما نالهم ”‬
‫أشد الناس بالء هم األنبياء ثم األمثل فاألمثل“ وكلما ازداد إصالحك يجب‬
‫أن تعرف أن االبتالء سيكبر وينمو‪.‬‬

‫📌 خطورة الصحبة السيئة‪ :‬وتأثيرها على أبي طالب عند موته حيث قام‬
‫أبو جهل وعبدهللا بن أبي أمية بصده عن قول الشهادة عليهما لعنة هللا‪.‬‬

‫📌 أن اإليمان شرط لقبول األعمال‪ ،‬وأن تحقيق العبودية هلل هي أعظم‬


‫الحقوق وأنك ولو عملت أعماال كثيرة ولم تحققها فإنها لن تنجيك‪ :‬أبو‬
‫طالب صحيح خفف عنه العذاب ولكن لن يكون من أهل الجنة‪.‬‬

‫📌 أن المصلح و اإلنسان المتبع لألنبياء يحتاج إلى الصديق المؤنس‬


‫المعين‪ :‬دور خديجة رضي هللا عنها‪.‬‬

‫‪]١٦:٣٢ ٢٠.٠٨.٢١[ ,Basem‬‬


‫[‪ Forwarded from‬قناة | ملخصات المحاضرات الشرعية]‬
‫تكملة 👇‬
‫📌 ضرورة أن ينظر الداعية إلى المستقبل‪ :‬قول النبي لملك الجبال ”‬
‫أرجو أن يخرج هللا من أصالبهم من يعبد هللا اليشرك به شيئا”‬
‫=>فخرج من صلب أبي جهل‪ :‬عكرمة‬
‫ومن صلب عقبة بن أبي معيط‪ :‬أم كلثوم‬
‫ومن صلب عتبة بن ربيعة‪ :‬أبو حذيفة‬
‫وغيرهم من كبار الصحابة‪.‬‬

‫وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬


‫ِ‬ ‫🌹‬

‫‪https://youtu.be/zLZzMXTerWo‬‬

‫‪]١٦:٣٢ ٢٠.٠٨.٢١[ ,Basem‬‬


‫[‪ Forwarded from‬قناة | ملخصات المحاضرات الشرعية]‬
‫‪#‬أبجديات_الثقافة_العهد_المكي (‪)٧‬‬
‫تنبيه‪ :‬هذا الملخص ليس من إعدادي ونقلته إليكم عن أحد التعليقات‪.‬‬

‫🔖بعد رجوع النبي من الطائف مر بواد اسمه وادي نخلة اليمانية(‬


‫الجنوبي)‪ ,‬كان هناك يصلي ويقرؤ القرآن فجمع هللا له نقرا من الجن‬
‫يستمعون القرآن ولم يشعر النبي بهذا الحدث العظيم حتى أوحي له به‪{ :‬‬
‫نصتوا‬ ‫ضروه قَالوا أ َ ِ‬ ‫ص َرفنَا ِإلَي َك نَفَرا ِمنَ ال ِج ِن يَست َِمعونَ القرآنَ فَلَ َما َح َ‬‫َو ِإذ َ‬
‫ي أَنَه‬‫ي إِلَ َ‬ ‫ي َولَوا إِلَى قَو ِم ِهم ُّمنذ ِِرينَ ‪[ } ...‬األحقاف] { قل أ ِ‬
‫وح َ‬ ‫ض َ‬ ‫فَلَ َما ق ِ‬
‫ع َجبا (‪َ )1‬يهدِي ِإلَى ُّ‬
‫الرش ِد فَآ َمنَا‬ ‫س ِمعنَا قرآنا َ‬‫است َ َم َع نَفَر ِمنَ ال ِج ِن فَقَالوا ِإنَا َ‬
‫ِب ِه َولَن نُّش ِر َك ِب َر ِبنَا أ َ َحدا (‪[ }... )2‬الجن]‬
‫✓وهذا كان فيه إيناس للنبي صلى هللا عليه و سلم َ‬
‫أن قومك ولو كانوا‬
‫أقرب منك نسبا إال أنهم نكروا وجحدوا وليس هذا ألنك لست على الحق او‬
‫ألن الذي معك ليس هو الحق‪ ،‬انظر حتى الجن حين أتى منهم نفر بقلوب‬
‫صادقة سمعوا منك فآمنوا بل وانطلقوا إلى أهلهم يدعونهم إلى ما سمعوا‪.‬‬
‫🔖رجع بعد ذلك النبي إلى مكة ولم يلبث كثيرا حتى حدثت حادثة اإلسراء‬
‫والمعراج وكان فيها تثبيتا عظيما للنبي‪( .‬جاء جبريل وشق قلب النبي‬
‫ومأله حكمة وإيمانا‪ ،‬ثم أتى له بدابة تسمى البراق تسير سيرا سريعا جدا‪،‬‬
‫أسري به عليها من مكة إلى المسجد األقصى حيث صلى هناك باألنبياء‪،‬‬
‫ثم عرج به إلى السماء‪ ،‬التقى باألنبياء وتحدث في كل سماء مع نبيها‪،‬‬
‫وصل إلى سدرة المنتهى ووصفها بوصف أنها التوصف لعظمتها‪ ،‬تلقى‬
‫هناك فرض الصلوات الخمس)‬
‫✓في حادثة اإلسراء إثبات ألمور كثيرة منها شرف المسجد األقصى (‬
‫األقصى=األبعد‪ ،‬المسجد النبوي=البعيد)‬
‫✓عند سدرة المنتهى وفي ذلك المقام تفرض على النبي فريضة معينة‪،‬‬
‫اعرف أنها أشرف الفرائض واعلم أنها عند هللا بمكان عزيز تاركها‬
‫مخذول محروم بعيد من أن يكون من المحسنين‪.‬‬
‫✓كانت هذه الحادثة فتنة لبعض المؤمنين ورفعة للبعض اآلخر (‪-‬أبو‬
‫بكر‪ ":‬إن كان قالها فقد صدق"‪)-‬‬
‫🔖 دعوة النبي لألنصار في مكة‬
‫🔖اإليذان بالهجرة‬

‫‪https://youtu.be/5JnQVFoxE_o‬‬

You might also like