You are on page 1of 34

‫ح عبد اهلل ناجي حممد املخاليف ‪1441 ،‬هـ‬

‫فهرس مكتبة امللك فهد الوطنية أثناء النرش‬


‫املخاليف ‪ ،‬عبد اهلل ناجي حممد‬
‫زيارة املسجد النبوي الرشيف مع تنبيهات وإرشادات للزائر ‪/ .‬‬
‫عبد اهلل ناجي حممد املخاليف ـ ط‪ . .2‬ـ املدينة املنورة ‪1441 ،‬هـ‬
‫‪31‬ص ؛ ‪17x12‬سم‬
‫ردمك‪9 :‬ـ ‪2500‬ـ ‪ 03‬ـ‪603‬ـ ‪978‬‬

‫‪ -1‬زيارة املسجد النبوي أ‪.‬العنوان‬


‫‪1441/3792‬‬ ‫ديوي ‪215.2‬‬

‫رقم اإليداع‪1441/3792 :‬‬


‫ردمك‪9 :‬ـ ‪2500‬ـ ‪ 03‬ـ‪603‬ـ ‪978‬‬

‫حقوق الطبع حمفوظة‬


‫إال ملن أراد طبعه وتوزيعه جمانًا‬
‫بعد أخذ إذن خطي من املؤلف‬

‫عنوان املؤلف‪:‬‬
‫اململكة العربية السعودية‪ ،‬املدينة املنورة‬
‫اهلاتف اجلوال‪00966504345245 :‬‬
‫الربيد ‪anm1425@gmail.com :‬‬

‫الطبعة الثانية‬
‫‪1441‬هـ‬
‫تقديم‬
‫احلمد هلل الذي جعل زيارة مسجد نبيه صىل اهلل عليه‬
‫وسلم من أعظم القربات‪ ،‬وجعل الصالة فيه زيادة‬
‫للدرجات‪ ،‬والصالة والسالم عىل نبينا حممد أزكى‬
‫الربيات‪ ،‬وعىل آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إىل يوم‬
‫أما بعد‪:‬‬ ‫ ‬
‫املامت‪.‬‬
‫فيسعدين أن ُأ َق���دِّ م لكتاب (زي��ارة املسجد النبوي‬
‫الرشيف مع تنبيهات وإرشادات للزائر) لفضيلة الدكتور‪:‬‬
‫سهل يف أسلوبه‪،‬‬ ‫عبداهلل بن ناجي املخاليف‪ ،‬الذي جاء اً‬
‫راصدا أهم اجلوانب التي جيب عىل‬ ‫ً‬ ‫شامل يف موضوعه‪،‬‬ ‫اً‬
‫الزائر مراعاهتا يف زيارته‪.‬‬
‫فبي الزيارة الرشعية والطريقة الصحيحـة للسـالم‬ ‫نّ‬
‫عىل النبي ﷺ وصاحبيه ‪ ،‬واألماكن التي ترشع زيارهتا‬
‫يف املدينة املنورة خارج املسجد النبوي الرشيف‪ ،‬إضافة إىل‬
‫بعض التنبيهات واإلرشادات التي حيتاجها الزائر‪ ،‬املوافقة‬
‫للعقيدة الصحيحــة عىل منهـج سلفنـا الكرام‪ ،‬املبني علـى‬
‫‪6‬‬
‫الكتاب والسنة‪ ،‬وألمهية هذا الكتاب وما اشتمل عليه‪،‬‬
‫فإين أويص بطباعته ونرشه‪ ،‬اً‬
‫سائل املوىل القدير أن ينفع به‬
‫كل من قرأه‪.‬‬
‫أتقدم بالشكر العاطر والثناء الوافر حلكومة‬ ‫ويرسين أن ّ‬
‫خادم احلرمني الشــريفـني امللــك سلمــان بن عبدالعــزيز‬
‫آل سعود حفظه اهلل‪ ،‬وويل عهده صاحب السمو امللكي‬
‫األمري حممد بن سلامن آل سعود حفظه اهلل‪ ،‬عىل ما توليه من‬
‫عناية رائدة للحرمني الرشيفني‪ ،‬وتقديم كافّة اخلدمات‪،‬‬
‫مِ‬
‫لزوارِها‪ ،‬والشكر‬‫وهتيئة مجيع السبل وتذليل الصعوبات َّ‬
‫موصــول للرئيس العــام لشــؤون املسجــد احلــرام‬
‫واملسجــد النبــوي مـعــالـي الشيــخ األستاذ الدكتــور‬
‫عبدالرمحـن بـن عبدالعزيز السديس‪ ،‬عىل جهوده املباركة‬
‫يف خدمة احلرمني ودعمه املتواصل إلدارة هيئة األمر‬
‫باملعروف والنهي عن املنكر بوكالة الرئاسة العامة لشؤون‬
‫املسجد النبوي‪.‬‬
‫فجزاهم اهلل خري اجلزاء‪ ،‬ووفقنا وإياهم خلدمة اإلسالم‬
‫واملسلمني‪ .‬وصىل اهلل وسلم عىل نبينا حممد وعىل آله وصحبه أمجعني‪.‬‬
‫علي بن صاحل احمليسين‬
‫مدير هيئة األمر باملعروف والنهي عن املنكر‬
‫بوكالة الرئاسة العامة لشؤون املسجد النبوي‬
‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا‬
‫ونبينا حممد األمني‪ ،‬وعىل آله وصحابته الغر امليامني‪.‬‬
‫أما بعد‪ :‬فيا أخي الزائر الكريم‪ :‬السالم عليكم‬
‫ومرحبا بك وأهال يف مدينة رسول‬
‫ً‬ ‫ورمحة اهلل وبركاته‪،‬‬
‫اهلل ﷺ ‪.‬‬
‫أخي الزائر‪ :‬امحد اهلل تعاىل أن عافاك وأغناك ووفقك‬
‫للحضور إىل بلد رسوله ﷺ‪ ،‬فإن كان اهلل سبحانه قد‬
‫وفقك لذلك فإن الكثريين مل يستطيعوا احلضور مع‬
‫رغبتهم وحرصهم‪ .‬فإذا وصلت إىل املدينة املنورة‬
‫فعليك بالتحيل والتأدب باآلداب الرشعية التي حث‬
‫عليها نبي اهلدى ﷺ فإهنا مطلوبة من املسلم يف كل‬
‫مكان لكنها يف مدينة املصطفى ﷺ آكد‪ ،‬واشكر اهلل‬
‫تعاىل الذي وفقك لزيارة مسجد رسولـه ﷺ الذي هـو‬
‫‪8‬‬

‫أحد املساجد الثالثة املفضلة بقوله ﷺ‪« :‬لاَ ُتشَ ُّد ِّ‬
‫الر َح ُ‬
‫ال‬
‫ـح َرا ِم َو َم ْس ِج ِدي َه َذا‪،‬‬ ‫إِ اَّل إِ ىَل َث اَل َث ِة َمس ِ‬
‫اج َد؛ ا ْل َـم ْس ِج ِد ا ْل َ‬ ‫َ‬
‫َوا ْل َـم ْس ِج ِد الأْ َقْص» [رواه البخاري ومسلم ‪.] ‬‬
‫وامح��د اهلل ‪ ‬أن وفقك مع زي��ارت��ك للمسجد‬
‫النبوي زيارة قرب نبينا حممد ﷺ‪ ،‬فالواجب عليك أن‬
‫تسري عىل هنجه القويم الذي سنه ألمته ورشعه هلم يف‬
‫تلك الزيارة وكان عليه سلفنا الصالح ‪.‬‬
‫أخي الزائر الكريم‪ :‬إذا أردت احلضور إىل املسجد‬
‫وتطيب وجتنب‬ ‫َّ‬ ‫وتطهر‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫فتنظف‬ ‫النبوي الرشيف‬
‫احلضور إىل املسجد بروائح كرهية‪ ،‬ف��إذا وصلت‬
‫املسجد فقدم رجلك اليمنى عند الدخول وقل عند‬
‫دخولك‪« :‬بسم اهلل والصالة والسالم عىل رسول اهلل‪،‬‬
‫اللهم اغفر يل ذنويب وافتح يل أبواب رمحتك‪ ،‬أعوذ باهلل‬
‫العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان‬
‫الرجيم»‪.‬‬
‫‪9‬‬

‫وصل فيها ركعتني‬


‫ِّ‬ ‫ثم اجته إىل الروضة الرشيفة‬
‫حتية للمسجد ‪-‬إن أمكنك ذل��ك‪ ،-‬وإذا كان هناك‬
‫أي مكان من املسجد النبوي الرشيف‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫فصل يف ِّ‬ ‫زحام‬
‫وجتنب مزامحة املسلمني وأذيتهم فإن ذلك ال جيوز‪،‬‬
‫وأنت قد حرضت إىل املسجد النبوي لنيل األجر ال‬
‫لتحصيل ال ِوزر‪.‬‬
‫ثم توجه إىل قرب النبي ﷺ بأدب ووقار وسكينة فإن‬
‫كان هناك زحام فاحرص عىل عدم مزامحة الناس ولو‬
‫أن ترجئ ذلك قليال إىل وقت يكون أخف زحا ًما‪،‬‬
‫أيضا أن ال يكون ذل��ك بعد الصلوات‬ ‫واح��رص ً‬
‫املفروضة مبارشة ألن ذلك الوقت يكثر فيه الزحام‬
‫غالب ًا‪ ،‬وإياك ورفع الصوت فإن اهلل هنى عباده املؤمنني‬
‫عن ذلك فقال تعـاىل‪﴿ :‬ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ‬
‫ﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰ‬
‫ﮱﯓﯔﯕﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ‬
‫‪10‬‬

‫ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥ ﯦ‬
‫ﯧ ﯨ ﯩ﴾ [احلجرات‪.]3 ،2 :‬‬
‫قال اإلم��ام ابن كثري ‪ ‬يف تفسريه‪ُ « :‬يكره رفع‬
‫الصوت عند قربه ﷺ كام كان ُيكره يف حياته عليه‬
‫حيا ويف قربه ﷺ اً‬
‫دائم »‪.‬‬ ‫الصالة والسالم ألنه حمرتم ًّ‬
‫وقد َسمع عمر بن اخلطاب ‪ ‬صوت رجلني يف‬
‫مسجد النبي ﷺ قد ارتفعت أصواهتام فقال‪ :‬من أنتام؟‬
‫أو من أين أنتام؟ قاال‪ :‬من أهل الطائف فقال‪ :‬لو كنتام‬
‫من أهل البلد ألوجعتكام‪ ،‬ترفعان أصواتكام يف مسجد‬
‫رسول اهلل ﷺ‪[ .‬رواه اإلمام البخاري ‪.]‬‬
‫فإذا وصلت أمام قرب النبي ﷺ فقف بسكينة ووقار‬
‫وس ِّلم عليه ﷺ بقولك‪ :‬السالم عليك يا رسول اهلل‬
‫ورمحة اهلل وبركاته‪ ،‬السالم عليك يا نبي اهلل‪ ،‬السالم‬
‫عليك يا خرية اهلل من خلقه‪ ،‬السالم عليك يا سيد‬
‫املرسلني وإمام املتقني‪ ،‬أشهد أنك قـد بلــغت الرســالة‬
‫‪11‬‬

‫حـق‬
‫وأديـت األمانة ونصـحـت األمة وجاهـدت يف اهلل ّ‬
‫نبيا عن أمته اللهم صلِّ‬
‫جهاده فجزاك اهلل خري ما جزى ًّ‬
‫عىل حممد وعىل آل حممد كام صليت عىل إبراهيم وعىل‬
‫آل إبراهيم إنك محيد جميد وبارك عىل حممد وعىل آل‬
‫حممد كام باركت عىل إبراهيم وعىل آل إبراهيم إنك‬
‫محيد جميد‪.‬‬
‫ول��ك أن ت َُس ِّلم بغري ه��ذه الصيغة م��ن الصيغ‬
‫املرشوعة‪.‬‬
‫وس ِّلم عىل خليفة رسول‬ ‫قليل عن يمينك َ‬‫ثم حترك اً‬
‫قائل‪ :‬السالم عليك يا‬ ‫اهلل ﷺ أيب بكر الصديق ‪‬؛ اً‬
‫أبا بكر الصديق ورمحة اهلل وبركاته‪ ،‬السالم عليك‬
‫يا خليفة رسول اهلل ﷺ وثانيه يف الغار‪ ،‬جزاك اهلل ع ّنا‬
‫وعن اإلسالم واملسلمني خري اجلزاء‪ .‬أو نحو ذلك من‬
‫الصيغ‪.‬‬
‫أيضا عن يمينك اً‬
‫قليل وسلم عىل أمري‬ ‫ثم حترك ً‬
‫املؤمنني عمر الفاروق ‪‬؛ اً‬
‫قائل‪ :‬السالم عليك يا عمر‬
‫‪12‬‬

‫الفاروق ورمحة اهلل وبركاته‪ ،‬السالم عليك يا ثاين اخللفاء‬


‫الراشدين‪ ،‬جزاك اهلل ع ّنا وعن اإلسالم واملسلمني خري‬
‫الص َيغ؛ وهبذا متت زيارتك‬‫اجلزاء‪ .‬أو نحو ذلك من ِّ‬
‫للمسجد النبوي ولقربه ﷺ وصاحبيه ‪.‬‬
‫أردت أخي الزائر دعاء اهلل ‪ ‬فاستقبل القبلة‬
‫َّ‬ ‫وإذا‬
‫أي‬
‫يف أي ناحية من نواحي املسجد النبوي الرشيف َّ‬
‫خاليا من‬ ‫شئت من ليل أو هنار‪ ،‬خَ َ‬
‫وت�َّي�رَّ مكانا ً‬ ‫َ‬ ‫ساعة‬
‫الزحام فإنه أهدأ لنفسك وأمجع لفكرك وأكثر طمأنينة‬
‫لقلبك‪ ،‬واسأل اهلل تعاىل لك وإلخوانك املسلمني من‬
‫خري الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫واح��ذر أهيا الزائر الكريم أن تتعدى يف الدعاء‬
‫وله صور كثرية منها‪ :‬أن تدعو غري اهلل‪ ،‬وتطلب منه‪،‬‬
‫ٍ‬
‫مناف ألمر اهلل سبحانه وأمر‬ ‫وتستغيث به؛ فإن ذلك‬
‫رسوله ﷺ بل هو من الرشك باهلل؛ ألن اهلل هناك عن‬
‫دعاء غريه فقال تعاىل‪﴿ :‬ﭺﭻﭼ ﭽ ﭾ﴾ [اجلن‪.]18 :‬‬
‫‪13‬‬

‫وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﯯ‬


‫ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ‬
‫ﯺ ﯻ﴾ [البقرة‪.]186 :‬‬
‫وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ‬
‫ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ﴾[األحقاف‪.]5 :‬‬
‫ويف حديث ابن عباس ‪ ‬قوله ﷺ‪« :‬إذا سألت فاسأل‬
‫اهلل‪ ،‬وإذا استعنت فاستعن باهلل» [رواه اإلمام الرتمذي ‪.]‬‬
‫يف نبيك‪ ،‬اللهم ال حترمني شفاعة‬ ‫بل قل‪ :‬اللهم ش ِّفع َّ‬
‫نبيك ﷺ‪ ،‬وتوسل إىل اهلل سبحانه بحبــك لنبيــه ﷺ ‪،‬‬
‫واتِّباعك له ‪ ،‬وبجميع عملك الصالح ‪.‬‬

‫واعلم أخي الزائر أن هذه الزيارة هي هدي السلف‬


‫الصالح رمحهم اهلل تعاىل‪.‬‬
‫األماكن اليت تشرع زيارتها‬
‫يف املدينة املنورة خارج املسجد النبوي الشريف‬

‫‪ -1‬البقيع‪ :‬وه��و مقربة أه��ل املدينة ال��ذي دفن‬


‫فيه كثري من الصحابة والتابعني والسلف الصالح‬
‫‪-‬رضوان اهلل ورمحته عليهم‪ ،-‬فقد كان رسول اهلل ﷺ‬
‫يزور أهل البقيع ويس ِّلم عىل أهله ويدعو هلم‪.‬‬
‫ف��إذا ذهبت إىل البقيع فس ِّلم عليهم وق��ل كام‬
‫ار ِم َن‬ ‫«الس اَل ُم َع َل ْي ُك ْم َأ ْه َل ِّ‬
‫الد َي ِ‬
‫كان يقول نبينا ﷺ‪َّ :‬‬
‫ون‪،‬‬‫هلل َل اَل ِحقُ َ‬
‫ني‪َ ،‬وإِنَّا إِ ْن َش َاء ا ُ‬ ‫ا ْل ُـم ْؤ ِمنِ َ‬
‫ني َوا ْل ُـم ْس ِل ِم َ‬
‫هلل َلنَا َو َل ُك ُم ا ْل َع ِاف َي َة» [رواه اإلمام مسلم ‪ .]‬وادع‬ ‫َأ ْس َأ ُل ا َ‬
‫ألهل البقيع واستغفر هلم‪ .‬فهذه هي الزيارة الرشعية‪.‬‬
‫قربا أو جتلس عليه فقد‬ ‫واحذر أخي املسلم أن تطأ ً‬
‫ورد عن النبي ﷺ النهي عن ذلك بقوله‪« :‬لاَ ت َُص ُّلوا إِ ىَل‬
‫ور‪َ ،‬ولاَ جَ ْت ِل ُسوا َع َل ْي َها» [رواه اإلمام مسلم ‪.]‬‬
‫ا ْل ُق ُب ِ‬
‫‪15‬‬

‫واحذر من التمسح بالقبور أو تقبيلها أو أخذ يشء من‬


‫رضا وال‬ ‫تربتها أو دعاء أصحاهبا فإهنم ال يملكون لك ًّ‬
‫نفعا‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -2‬شهداء معركة أحد‪ :‬وهي معركة حدثت بني املسلمني‬
‫واملرشكني‪ ،‬استشهد فيها سبعون من الصحابة ‪ ،‬وقد كان‬
‫ﷺ يزور شهداء أحد يس ِّلم عليهم ويدعو هلم‪ ،‬واعلم أن‬
‫دفاعا عن الدِّ ين ومن َح ِّقهم علينا أن‬ ‫هؤالء الشهداء ُقتِلوا ً‬
‫مجيعا‪ ،‬فإذا ذهبت لزيارهتم فس ِّلم‬ ‫ندعو هلم ونرتىض عليهم ً‬
‫عليهم كام تسلم عىل أهل البقيع وغريهم من األموات‪.‬‬
‫‪ -3‬مسجد قباء‪ :‬وترشع زيارته والصالة فيه‪ ،‬وقد‬
‫ماشيا فيصيل‬ ‫ً‬ ‫راكبا أو‬
‫كان النبي ﷺ يأتيه كل أسبوع ً‬
‫فيه‪ ،‬ومن ذهب إليه وصىل فيه كان له كأجر عمرة‪ ،‬قال‬
‫ﷺ‪َ « :‬م ْن ت ََط َّهر فيِ َبيتِه ِ ُثم َأتَى َمس ِجدَ ُقـب َاء َف َصلىَّ ِف ِ‬
‫يه‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َّ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫َ‬
‫َص اَل ًة َكانَ َل ُه َكأ ْج ِر ُع ْم َرة» [رواه اإلمام ابن ماجه ‪.]‬‬

‫فال ُت َف ِّوت عىل نفسك أخي املسلم هذا اخلري العظيم‪.‬‬


‫تنبيهات وإرشادات‬
‫لــزائ ــر مسج ـ ـ ــد الن ـبـ ــي ﷺ‬
‫أخي الزائر الكريم‪:‬‬
‫* اح���رص ع�لى ال��ذك��ر ال����وارد عند دخولك‬
‫ٍ‬
‫مسجد آخر‪.‬‬ ‫وخروجك من مسجد النبي ﷺ أو أي‬
‫تنحن عند السالم عىل رسول اهلل ﷺ ولكن‬ ‫ِ‬ ‫* ال‬
‫قف بسكينة وأدب ووقار‪.‬‬
‫* ال تتمسح بجدران أو اسطوانات أو أبواب‬
‫املسجد النبوي أو املنرب أو املحاريب أو الشباك الذي‬
‫التامسا للربكة‪ ،‬فإن ذلك ال جيوز‪.‬‬
‫ً‬ ‫حول احلجرة النبوية‬
‫ق��ال اإلم��ام ال��ن��ووي ‪ ‬يف كتاب‪« :‬املجموع»‬
‫(‪ :)257/8‬عن مسح القرب الرشيف باليد‪« :‬ومن‬
‫خطر بباله أن املسح باليد ونحوه أبلغ يف الربكة فهو‬
‫من جهالته وغفلته ألن الربكة إنام هي فيام وافق الرشع‪،‬‬
‫‪17‬‬

‫وكيف يبتغى الفضل يف خمالفة الصواب» اهـ‪.‬‬


‫* اعلم أخي الزائر أن الزيارة ال ترتبط بأزمنة‬
‫حم��دودة‪ :‬طويلة أو قصرية‪ ،‬وال بصلوات معدودة‪:‬‬
‫قليلة أو كثرية‪ ،‬ومن األخطاء التي حتصل ممن يزورون‬
‫املسجد النبوي الرشيف أهنم يظ ّنون أهنم ال بد أن‬
‫ُي َص ّلوا فيه عد ًدا حمد ًدا من الصلوات إما أربعني صالة‬
‫أو نحو ذلك‪ ،‬والبعض َي ُش ُّق عىل نفسه َ‬
‫ويك ِّلف من‬
‫معه‪ ،‬وه��ذا خطأ؛ ألنه مل يثبت عن النبي ﷺ حتديد‬
‫ِّ‬
‫فصل ما‬ ‫للصلوات التي يصليها الزائر يف مسجده‪،‬‬
‫تيرس لك من الصلوات كثرية أو قليلة‪.‬‬
‫واحلديث الوارد بتحديد أربعني صالة يف مسجـــده‬
‫وهو ما جاء يف مسنـــد اإلم��ام أمحد عن أنــس ابن‬
‫ني‬‫مــالــك ‪ ‬عن النبي ﷺ‪َ « :‬م ْن َصلىَّ فيِ َم ْس ِج ِدي َأ ْر َب ِع َ‬
‫َص اَلةً‪ ،‬لاَ َي ُفو ُت ُه َص اَلةٌ‪ُ ،‬كتِ َب ْت َل ُه َب َر َاء ٌة ِم َن ال َّنا ِر‪َ ،‬و َن َجا ٌة‬
‫اق» فهذا حديث ضعيف‪.‬‬ ‫اب‪َ ،‬و َب ِر َئ ِم َن ال ِّن َف ِ‬
‫ِم َن ا ْل َع َذ ِ‬
‫‪18‬‬

‫وأما احلديث اآلخر الذي أخرجه اإلمام الرتمذي‬


‫اع ٍة‬
‫ني َي ْو ًما فيِ جمَ َ َ‬‫عن النبيﷺ أنه قال‪َ « :‬م ْن َصلىَّ لهلِ ِ َأ ْر َب ِع َ‬
‫ار‪،‬‬‫َان‪َ :‬بر َاء ٌة ِم َن ال َّن ِ‬‫ول ُكتِ َب َل ُه َبر َاءت ِ‬ ‫ري َة ُ‬
‫األ ىَ‬ ‫ُي ْد ِر ُك ال َّت ْكبِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اق» فهذا حديث صح عنه ﷺ‪.‬‬ ‫َو َبر َاء ٌة ِم َن ال ِّن َف ِ‬
‫َ‬
‫لذا فإين أوصيك أخي الزائر أن تكسب هذه الرباءة‬
‫سواء عملت هبذا احلديث وأنت هنا أو يف بلدك‪.‬‬
‫* األصل أن الداعي يتوجه إىل القبلة وقت الدعاء‪،‬‬
‫رافعا‬
‫وبعض الناس يقف يف نواحي املسجد النبوي ً‬
‫متجها جهة القرب الرشيف‪ ،‬وهذا‬‫ً‬ ‫يديه يدعو اهلل ‪‬‬
‫العمل مل يعرف عن سلف األم��ة‪ ،‬وال عن أئمتها‬
‫وفضالء علامئها‪ ،‬فاحذر أخي الزائر مثل هذه األفعال‬
‫وليكفك ما كفى أصحاب رسول اهلل ﷺ وتابعيهم‬
‫وصاحلي سلف املؤمنني‪ ،‬فإن الدعاء قبلته الكعبة‪.‬‬
‫* ال جيوز كتابة رسائل فيها دعاء للنبي ﷺ ووضعها‬
‫عىل شباك احلجرة أو يف الروضة أو يف أي ناحيـــة مــن‬
‫‪19‬‬

‫املسجد النبوي فإن هذا منكر ال جيوز‪ ،‬وكذلك محلها‬


‫من شتى البلدان وتوصيلها للمسجد النبوي‪.‬‬
‫* ال جيوز الطواف بالقرب الرشيف‪ ،‬فالطواف عبادة‬
‫اً‬
‫وامتثال ألمر اهلل‬ ‫اً‬
‫تعظيم‬ ‫ال جتوز إال بالكعبة املرشفة‬
‫تعاىل‪.‬‬
‫* احرص أخي الزائر عىل التزود من الطاعات‬
‫وفعل اخلري مدة بقائك باملدينة املنورة‪ ،‬واحرص‬
‫عىل صالة الفرض مجاعة باملسجد النبوي وأكثر من‬
‫صالة النوافل بالروضــة الشـريفــة ‪-‬إن تيسـر لك‬
‫ذلك‪ ،-‬فإنه ثبت عن رسول اهلل ﷺ أنه قال‪َ « :‬ما َبينْ َ‬
‫َب ْيتِي َو ِم ْنبرَ ِي َر ْو َض ٌة ِم ْن ِر َي ِ‬
‫اض الجْ َ َّن ِة» [رواه البخاري ومسلم‬

‫‪ .]‬وختصيصها هبذا الوصف دون غريها من نواحي‬


‫ومتيزها‪ ،‬فاحرص عىل صالة‬ ‫املسجد يدل عىل فضلها ّ‬
‫النوافــل وذكر اهلل وقراءة القرآن فيها بدون مزامحــة‬
‫أو أذية للمصـلـني فـإنَّ من تــرك شي ًئا هلل عوضه اهلل‬
‫خيـرا منه‪.‬‬
‫ً‬
‫‪20‬‬

‫أما صالة الفريضة فإن أداءها يف الصفوف األمامية‬


‫ال َأوَّلهُ َا‪َ ،‬و رَ ُّ‬‫الر َج ِ‬ ‫ِ‬
‫ش َها‬ ‫«خيرْ ُ ُص ُفوف ِّ‬ ‫أفضل لقوله ﷺ‪َ :‬‬
‫آخ ُر َها» [رواه مسلم ‪.]‬‬ ‫ِ‬
‫الص ِّف‬‫اس َما فيِ ال ِّندَ ِاء َو َّ‬ ‫وقوله ﷺ‪َ « :‬ل ْو َي ْع َل ُم ال َّن ُ‬
‫يدُ وا إِ اَّل َأ ْن َي ْس َت ِه ُموا َع َل ْي ِه َال ْس َت َه ُموا‬ ‫َ‬
‫األ َّو ِل‪ُ ،‬ث َّم مَ ْل جَ ِ‬
‫َع َل ْي ِه» [رواه البخاري ومسلم ‪ .]‬ومعنى‪َ « :‬ي ْس َت ِه ُموا»‪:‬‬
‫رتعوا‪.‬‬ ‫يق ِ‬
‫واعلم أن الصالة الواحدة يف املسجد النبوي أفضل‬
‫من ألف صالة فيام ِسواه من املساجد إال املسجد احلرام‬
‫فإن الصالة الواحدة فيه أفضل من مائة ألف صالة‬
‫«ص اَل ٌة فيِ َم ْس ِج ِدي َه َذا‬ ‫فيام ِسواه‪ ،‬قال رسول اهلل ﷺ‪َ :‬‬
‫ٍ‬
‫ف َص اَلة ِفيماَ ِس َوا ُه‪ ،‬إِ اَّل ا ْل َـم ْس ِجدَ ا ْل َ‬
‫ـح َرا َم‪،‬‬ ‫َأ ْف َض ُل ِم ْن َأ ْل ِ‬
‫ف َص اَل ٍة‬ ‫ـحرا ِم َأ ْف َض ُل ِم ْن ِما َئ ِة َأ ْل ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َص اَل ٌة فيِ ا ْل َـم ْس ِجد ا ْل َ َ‬
‫ِفيماَ ِس َوا ُه» [رواه ابن ماجه وأمحد ‪.]‬‬
‫واحرص عىل اإلكثـار من قراءة القــرآن وذكــر اهلل‬
‫‪21‬‬

‫وش ْك ِره وحمَ ْ ِده والصدقة واالعتكاف باملسجد‬


‫تعاىل ُ‬
‫النبوي إن تيرس لك ذلك‪.‬‬
‫* إذا أشكل عليك يشء من أمور دينك فاسأل‬
‫أهل العلم ومنهم أصحاب الفضيلة املشايخ املدرسني‬
‫اً‬
‫امتثــال لقولــه تعــاىل‪:‬‬ ‫باملسجـد النبـــوي الرشيف؛‬
‫﴿ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ﴾ [األنبياء‪.]7 :‬‬
‫أو اجته إىل هواتف «إدارة شؤون إرشاد السائلني»‬
‫املنترشة عند أبواب املسجد النبوي ويف بعض نواحيه‬
‫وستجد ‪-‬إن شاء اهلل تعاىل‪ -‬إجابة ملا هيمك من أمور‬
‫وح ِّجك‪.‬‬
‫زيارتك وعمرتك َ‬
‫* احرص عىل حضور الدروس العلمية التي يلقيها‬
‫أصحاب الفضيلة املشايخ املدرسون باملسجد النبوي‬
‫«م ْن‬‫الرشيف لتتفقه يف دينك ولتدخل حتت قوله ﷺ‪َ :‬‬
‫ت إِ اَّل لخََ يرْ ٍ َي َت َع َّل ُم ُه َأ ْو ُي َع ِّل ُم ُه َف ُه َو‬‫ج ِدي ه َذا مَل ي ْأ ِ‬‫اء َم ْس ِ‬
‫َ َْ‬ ‫َج َ‬
‫ــــر َذلِ َ‬
‫ــك‬ ‫اء لِ َغ ْي ِ‬ ‫يل اهللِ‪َ ،‬و َم ْن َج َ‬ ‫اه ِد فيِ َسبِ ِ‬ ‫بِ َمن ِْز َل ِة ا ْل ُـم َج ِ‬
‫‪22‬‬

‫[رواه األئمة ابن‬ ‫اع َغيرْ ِ ِه»‪.‬‬ ‫ِ‬


‫َف ُه َـو بِ َم ْن ِز َلة َّ‬
‫الر ُج ِل َي ْن ُظ ُر إِ ىَل َم َت ِ‬
‫ماجه وأمحد واحلاكم يف املستدرك رحم اهلل اجلميع]‪.‬‬
‫كام ال تنس أخي طالب العلم زيارة مكتبة املسجد‬
‫النبوي الرشيف يف قاعتها الواسعة يف سطح اجلهة‬
‫الغربية من توسعة خ��ادم احلرمني الرشيفني امللك‬
‫فهد ‪ ‬للمسجد النبوي‪ ،‬والصعود إليها من السلم‬
‫ينفعك‪.‬‬
‫الكهربائي رقم (‪ ،)10‬فستجد فيها ما ُ‬
‫وإن كنت أخي الزائر ممن له اهتامم باملخطوطات‬
‫فقم بزيارة القسم اخلاص باملخطوطات بباب عثامن‬
‫بن عفان ‪ ‬والواقع يف هناية التوسعة السعودية األوىل‬
‫وسط املسجد النبوي الرشيف‪.‬‬
‫كام أن هناك إدارة اإلنتاج الصويت واملرئي التوجيهي‬
‫بباب رقم‪17( :‬ه��ـ) ‪ -‬باب عمر بن اخلطاب ‪-‬‬
‫بتوسعة خادم احلرمني امللك فهد ‪ ‬يقوم بتسجيل‬
‫دروس وخطــب وصــلـوات املسجد النبــوي للـزوار‬
‫‪23‬‬

‫جمانًا بعد إحضار الرشيط الفارغ أو القرص الضوئي‬


‫أو اهل��اردات‪ ،‬كام توجد مكتبة نسائية بمصىل النساء‬
‫الرشقي بباب رقم‪ )24( :‬وبمصىل النساء الغريب بباب‬
‫رقم‪ ،)16( :‬ومكتبة صوتية للنساء بباب رقم‪.)28( :‬‬
‫تقدم وأت َّ��م الصف األول ف��األول‪ ،‬وال جتلس‬
‫* َّ‬
‫عند املداخل واملمرات والسالمل واألب��واب‪ ،‬فإنك‬
‫بذلك تغلق طريق الدخول للمسجد مما يضطر الناس‬
‫إىل الصالة خ��ارج املسجد مع وج��ود سعة داخل‬
‫املسجد‪ .‬بل احرص أنت وإخوانك املصلون عىل أن‬
‫ت ِ‬
‫َص ُلوا الصفوف بعضها ببعض وتوالوا فيام بينكم من‬
‫الصفوف حتى ترتاص الصفوف وتكتمل وتستوعب‬
‫املصلني داخل املسجد‪.‬‬
‫* إذا أردت الصالة يف الصفوف األوىل أو يف‬
‫الروضة الرشيفة ِّ‬
‫فبكر باحلضور إىل املسجد النبوي‪،‬‬
‫متأخرا ثم تتخطــى رقاب الناس ومتر بيــن‬
‫ً‬ ‫وال حترض‬
‫‪24‬‬

‫يدي املصلني وتزامحهم‪ ،‬فإن يف هذا أيذا ًء للمصلني‪،‬‬


‫وأذية املسلمني ال جتوز‪.‬‬
‫وقد رأى النبي ﷺ ‪-‬يوم اجلمعة‪ -‬اً‬
‫رجل يتخطى‬
‫رقاب الناس ليتقدم يف الصفوف‪ ،‬وكان ﷺ خيطب‬
‫س‬ ‫عىل املنرب‪ ،‬فقطع النبي ﷺ اخلطبة‪ ،‬وقال له‪ِ ْ :‬‬
‫«اجل ْ‬
‫َف َق ْد آ َذ ْي َت‪َ ،‬وآ َن ْي َت» [رواه ابن ماجه وامحد ‪.]‬‬
‫أي‪ :‬آذي��ت الناس بتخطي رقاهبم‪ ،‬وآنيت‪ :‬أي‬
‫تأخرت يف املجيء‪ ،‬وكان عليك إذا كنت ترغب يف‬
‫التقدم أن ت َُب ِّك َر وال تتأخر‪.‬‬
‫* ال متر بني يدي املصلني‪ ،‬فقد ورد النهي عن النبي‬
‫ﷺ يف قوله‪َ « :‬ل ْو َي ْع َل ُم املَ ُّار َبينْ َ َيدَ يِ ا ُمل َص يِّل َما َذا َع َل ْي ِه‪،‬‬
‫ني َخيرْ ً ا َل ُه ِم ْن َأ ْن َي ُم َّر َبينْ َ َيدَ ْي ِه»‪.‬‬‫َل َكانَ َأ ْن َي ِق َف َأ ْر َب ِع َ‬
‫شهرا أو‬
‫قال أبو النرض‪ :‬ال أدري أقال أربعني يو ًما أو ً‬
‫سن ًة‪[ .‬رواه اإلمام البخاري ‪.]‬‬
‫قال اإلمام ابن حجر ‪ ‬يف «فتح الباري» (‪:)585/1‬‬
‫‪25‬‬

‫َ ِ َ ِ‬
‫«قوله‪َ ( :‬ل َكانَ أ ْن َيق َف أ ْر َبعنيَ)‪ :‬يعني أن َّ‬
‫املار لو‬
‫علم مقدار اإلثم الذي يلحقه من م��روره بني يدي‬
‫املصيل الختار أن يقف املدة املذكورة حتى ال يلحقه‬
‫ذلك اإلثم»‪.‬‬
‫والتطيب وإزالة‬
‫ُّ‬ ‫* احرص أخي الزائر عىل ُّ‬
‫التنظف‬
‫الروائح الكرهية من البدن والثياب‪ ،‬فإن املالئكة تتأذى‬
‫مما يتأذى منه بنو اإلنسان‪.‬‬
‫* حافظ عىل نظافة املسجد وساحاته‪ ،‬وال ِ‬
‫تؤذ‬
‫إخوانك املصلني يف املسجد بالبصاق أو التمخط عىل‬
‫بالط املسجد النبوي أو َس َواريه أو ساحاته‪ ،‬وعليك‬
‫أن تستشعر حرمة املكان‪ ،‬ولتعلم أن البصاق يف‬
‫«الب َز ُ‬
‫اق‬ ‫املسجد خطيئة كام أخرب بذلك النبي ﷺ بقوله‪ُ :‬‬
‫فيِ املَ ْس ِج ِد َخ ِطيئ ٌَة َو َك َّف َ‬
‫ار هُ َتا َد ْف ُن َها» [رواه البخاري ومسلم ‪.]‬‬
‫* ال ترتك أبناءك يلهون ويعبثون يف املسجد ويرفعون‬
‫أصواهتم‪ ،‬فإنَّ هذا يتناىف مع األدب يف مسجد رسول اهلل ﷺ‪.‬‬
‫‪26‬‬

‫* جتنب األماكن املزدمحة واجته إىل األماكن التي هبا‬


‫ُم َّت َسع من املسجد‪ ،‬واعلم أن فضل الصالة يف املسجد‬
‫حيصل بالصالة يف أي ناحية منه‪.‬‬
‫* أخي الزائر‪ :‬تريث بعد أدائك للصلوات‪ ،‬واذكر‬
‫الذكر الوارد بعد الصالة‪ ،‬وال تبادر بصالة النافلة بعد‬
‫الفريضة مبارشة‪ ،‬وبخاصة يف أماكن وأوقات الزحام‬
‫إلعطاء الفرصة ألصحاب األعذار ومريدي اخلروج‬
‫مبكرا باالنرصاف وعدم الوقوع يف حرج املرور بني‬ ‫ً‬
‫يدي املصلني‪.‬‬
‫* عليك بالسكينة وعدم اجلري واملدافعة عند رفع‬
‫الستارة التي توضع لصالة النساء بالروضة املطهرة‪.‬‬
‫* ال خُ ْت ِرج املصاحف من املسجد النبوي الرشيف‬
‫ألهنا وقف فيه‪.‬‬
‫* ال تتكئ عىل دواليب املصاحف‪ ،‬وال تضع‬
‫األحذية بجانبها وال تتخطى من فوقها احرتا ًما لكتاب‬
‫اهلل تعاىل‪.‬‬
‫‪27‬‬

‫* عند وضع حذائك يف مكان «ما»‪ ،‬عليك معرفة‬


‫ذلك املكان‪ .‬وقد ُر ِّق َمت مجيع احلاويات التي توضع‬
‫األحذية فيها أو عليها‪ ،‬فام عليك إال معرفة ذلك الرقم‬
‫لتعود ألخذه بيرس وسهولة‪.‬‬
‫* اعلم أخي الزائر أن املسجد النبوي وغريه من‬
‫املساجد قد ُه ِّيئت للعبادة فال جتعلهــا مكانـــا للنــوم‬
‫أو التسول أو إنشاد الضالة‪.‬‬
‫* ال تستخدم نوافري وحافظات ماء زمزم ا ْل ُـم َع ّد‬
‫للرشب واملنترشة يف أنحاء املسجد للوضوء‪ ،‬وال‬
‫تستخدم فرش املسجد وسائد أو أغطية‪.‬‬
‫* جتنب افرتاش ساحات املسجد النبوي الرشيف‪.‬‬
‫* ُيمنع رشب الدخان يف ساحات املسجد النبوي‬
‫ومرافقه‪ ،‬وعىل من ابتيل برشبه الترضع هلل سبحانه يف‬
‫مسجد رسوله ﷺ أن يوفقه سبحانه لرتكه‪ ،‬وليعلم أن‬
‫أهل العلم قد أفتوا بتحريم بيع الدخان ورشبه‪ .‬وعليه‪:‬‬
‫جئت أخي الزائر لالستزادة من‬ ‫فإن شاربه آثم‪ ،‬وقد َ‬
‫احلسنات‪ ،‬فاحذر من السيئات‪.‬‬
‫‪28‬‬

‫* مجيع أب��واب املسجد النبوي الرشيف ُم َسماَّ ة‬


‫وم َر َّق َمة‪ ،‬وعليك أخي الزائر معرفة اسم أو رقم الباب‬ ‫ُ‬
‫الذي دخلت منه لتعود منه عند اخلروج من املسجد‪.‬‬
‫* إذا رأيت زحا ًما عند األب��واب فعليك املكث‬
‫قليل حتى خيف الزحام‪.‬‬ ‫باملسجد اً‬
‫* وال تنس عند اخلروج أن تقدم رجلك اليرسى‬
‫وتقول دعاء اخلروج من املسجد وهو‪«:‬بسم اهلل‪ ،‬اللهم‬
‫صل وسلم عىل حممد‪ ،‬اللهم اغفر يل ذنويب وافتح يل‬
‫أبواب فضلك» [رواه األئمة‪ :‬الرتمذي ابن ماجه وأمحد‪ ،‬وله شاهد يف‬
‫صحيح اإلمام مسلم رحم اهلل اجلميع]‪.‬‬
‫* ننصحك بأخذ بطاقة من املسكن الذي تنـزل فيه‬
‫لتستخدمها إذا مل تعرف مكان إقامتك‪.‬‬
‫* يف حالة وجود مريض يف املسجد النبوي حيتاج‬
‫إىل إسعاف‪ ،‬سارع إىل إبالغ املراقبني الواقفني عىل‬
‫أبواب املسجد النبوي الرشيف‪ ،‬أو أي واحد من محلة‬
‫األجهزة الالسلكية واملوظفني‪.‬‬
‫‪29‬‬

‫* يفتح سطح املسجد النبوي الرشيف لصالة‬


‫اجلمعة طوال العام ولألوقات اخلمسة يف املواسم‪،‬‬
‫فإذا رأيت أخي الزائر ازدحا ًما بالدور األريض من‬
‫املسجد النبوي فاصعد إىل السطح فستجد هناك‬
‫متسعا بإذن اهلل‪.‬‬
‫ً‬
‫* هناك عربات للمعاقني وكبار السن تعطى‬
‫للمحتاجني يف «إدارة األب���واب باملسجد النبوي‬
‫الرشيف» بباب رقم (‪ )8‬باجلهة الغربية من املسجد‬
‫النبوي لتنقلهم من مساكنهم أو سياراهتم إىل املسجد‬
‫النبوي مدة إقامتهم‪.‬‬
‫* ال تتقدم عىل اإلم��ام عند صالتك يف أوقات‬
‫الزحام يف الساحات األمامية؛ خروجا من اخلالف‬
‫الفقهي‪.‬‬
‫* حاول االستفادة من توجيهات املراقبني باملسجد‬
‫النبوي الذين وضعوا خلدمتك ولتيسري سبل الراحة لك‪.‬‬
‫* أكثر من الترضع والدعاء وتوثيق العهد مع اهلل‬
‫عىل التوبة الصادقة واعلم أن حقيقة األدب مـع اهلل ‪‬‬
‫‪30‬‬

‫حمبته سبحانه وتعظيمه وإخالص الدين له وحقيقة‬


‫األدب مع نبيه ﷺ هو اتباع سنته والسري عىل هديه‬
‫وعمل أصحابه من بعده ويف التأدب معه بعد وفاته ﷺ‪.‬‬
‫* وأخ�ًي�رً ا‪ :‬أوصيك أخي الزائر بكثرة الصالة‬
‫والسالم عىل نبينا وسيدنا حممد ﷺ‪ ،‬فقد جاء عن‬
‫عمرو بن العاص ‪ ‬أنه سمع رسول اهلل ﷺ يقول‪:‬‬
‫ِ‬
‫ل َص اَل ًة َصلىَّ اهلل َع َل ْيه هِ َ‬
‫با َعشرْ ً ا» [رواه مسلم‬ ‫« َم ْن َصلىَّ َع يََّ‬
‫وغريه]‪.‬‬
‫الذكر املأثور والترضع إىل اهلل واجلأ إليه‬ ‫وأكثِر من ِّ‬
‫فإنك يف مكان يرجى فيه إجابة الدعوات‪ ،‬وال تنس يف‬
‫دعائك والديك وأهلك وأوالدك وإخوانك املسلمني‬
‫يف كل مكان‪.‬‬

‫وصىل اهلل عىل سيدنا حممد وعىل آله وصحبه أمجعني‪.‬‬


‫الفهرس‬
‫تقديم ‪5 .....................................‬‬
‫زيارة املسجد النبوي الرشيف والسالم عىل النبي‬
‫ﷺ وصاحبيه ‪7 .......................... ‬‬
‫األماكن التي ترشع زيارهتا يف املدينة املنورة خارج‬
‫املسجد النبوي الرشيف ‪14 ..................‬‬
‫تنبيهات وإرشادات لزائر مسجد النبي ﷺ‪16...‬‬
‫الفهرس ‪31 .................................‬‬

‫***‬

You might also like