You are on page 1of 10

‫قصيدة الربدة لإلمام البوصريي‬

‫قصيدة الربدة لإلمام البوصريي‬

‫املسامة الكواكب الدرية يف مدح خري الربية‬

‫هو اإلمام العالمة العارف باهلل الصادق يف حمبة رسول اهلل رشف الدين حممد بن سعيد بن محاد بن حمسن بن عبد اهلل الصنهاجي (نسبة إىل‬

‫صنهاجه بلدة ببالد الرببر باملغرب األقىص)‪ ،‬ولد ‪ 806‬هـ بقرية داالص‪ ،‬وكان أحد أبويه من دالص واآلخر من بوصري‪ ،‬فنسب إليهام فقيل له‬

‫الدالصريي ولكنه اشتهر بعد ذلك بالبوصريي‪.‬‬

‫انتقل البوصريي مع أبوه إىل مرص القاهرة حيث تلقى علوم العربية واألدب‪ ،‬فحفظ القرآن يف طفولته‪ ،‬وتتلمذ عىل عدد من من العلامء املعروفني‪ ،‬منه‪:‬‬

‫أثري الدين حممد بن يوسف املعروف بأبو حيان الغرناطي‪ ،‬وفتح الدين أبو الفتح حممد بن حممد العمري األندليس اإلشبييل ‪ ،‬املعروف بابن سيد الناس‬

‫وغريمها‪ ،‬وعُني البوصريي بقراءة السرية النبوية‪ ،‬ومعرفة دقائق أخبار رسول االسالم وجامع سريته‪.‬‬

‫اشتهر البوصريي بأنه كان جييد اخلط‪ ،‬وقد تلقى عنه هذا العل‪ :‬عدد كبري من الدارسني‪ ،‬بلغوا أكثر من ألف طالب أسبوع ًيا‪ ،‬وقد تقلب يف العديد من‬

‫املناصب يف القاهرة واألقالي‪:‬؛ فعمل يف شبابه يف صناعة الكتابة‪ ،‬كام توىل إدارة مديرية الرشقية مدة‪ ،‬وقد اصطدم باملستخدمني املحيطني به‪ ،‬وااق‬

‫صدره هب‪ :‬وبأخالقه‪ :‬بعد أن تكشفت له مساوئه‪ ،:‬وظهرت له عيوهب‪:‬؛ فنظ‪ :‬فيه‪ :‬عد ًدا من القصائد هيجوه‪ :‬فيها‪ ،‬ويذكر عيوهب‪ :‬ويفضح مساوئه‪،:‬‬

‫وقد أثار ذلك عليه نقمة املستخدمني وعدواهت‪ ،:‬فسعوا اده بالدسائس والفتن والوشايات‪ ،‬حتى سئ‪ :‬الوظائف واملوظفني‪ ،‬واستقال من الوظائف‬

‫احلكومية‪ ،‬واتصل بـ"تقي الدين أيب احلسن عيل بن عبد اجلبار الرشيف اإلدرييس الشاذيل"‪ ،‬وتلميذه الشيخ "أيب العباس املريس أمحد بن عمر األنصاري‪".‬‬

‫ونظ‪ :‬البوصريي الشعر منذ حداثة سنه وله قصائد كثرية‪ ،‬ويمتاز شعره بالرصانة واجلزالة‪ ،‬ومجال التعبري‪ ،‬واحلس املرهف‪ ،‬وقوة العاطفة‪ ،‬وأفرغ طاقته‬

‫وأوقف شعره وفنه عىل مدح الرسول‪ ،‬واشتهر بمدائحه النبوية‪ ،‬التي ذاعت شهرهتا يف اآلفاق‪ ،‬ومتيزت بروحها العذبة وعاطفتها الصادقة‪ ،‬وروعة‬

‫معانيها‪ ،‬ومجال تصويرها‪ ،‬ودقة ألفاظها‪ ،‬وحسن سبكها‪ ،‬وبراعة نظمها؛ فكانت بحق مدرسة لشعراء املدائح النبوية من بعده‪ ،‬ومثاال حيتذيه الشعراء‬

‫مر العصور‪ ،‬ولكنها‬


‫لينسجوا عىل منواله‪ ،‬ويسريوا عىل هنجه؛ فظهرت قصائد عديدة يف فن املدائح النبوية‪ ،‬أمتعت عقل ووجدان ماليني املسلمني عىل ّ‬
‫دائام تشهد بريادة اإلمام البوصريي وأستاذيته هلذا الفن بال منازع‪.‬‬
‫كانت ً‬
‫تُعد قصيدته الشهرية "الكواكب الدرية يف مدح خري الربية"‪ ،‬واملعروفة باس‪" :‬قصيدة الربدة‪/‬الربدة" أه‪ :‬أعامله‪ .‬رشحها الشيخ األمهري يف كتابه‬

‫"خمترص الكواكب الدرية يف مدح خري الربية"‪ ،‬وهي قصيدة طويلة تقع يف ‪ 180‬بيتا‪ ،‬ويعد أشهر بيت يف هذه القصيدة هو‪:‬‬

‫عىل حبيبك خري اخللق كلهم‬ ‫موالي صل وسلم دائام أبدا‬

‫كبريا من القصائد واألشعار كقصيدته الشهرية الربدة "الكواكب الدرية يف مدح خري الربية"‪ ،‬والقصيدة "املرضية يف مدح خري‬
‫ترك البوصريي عد ًدا ً‬
‫الربية"‪ ،‬والقصيدة "اخلمرية"‪ ،‬وقصيدة "ذخر املعاد"‪ ،‬والمية يف الرد عىل اليهود والنصارى بعنوان "املخرج واملردود عىل النصارى واليهود"‬
‫ت ي‬
‫ُويف البوصريي باإلسكندرية سنة ‪ 896‬هـ ‪1996 /‬م عن عمر بلغ ‪ 68‬عا ًما‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫قصيدة الربدة لإلمام البوصريي‬

‫القصيدة‬
‫عوووووىل حبيبوووووك خوووووري اخللوووووق كلهوووووم‬ ‫موووووووالي صوووووول وسوووووولم دائوووووو اام أبوووووودا‬
‫عووووووىل احلبيووووووب وآل البيوووووو كلهووووووم‬ ‫موووووووالي صوووووول وسوووووولم دائوووووو اام أبوووووودا‬
‫***‬
‫ـــرى مـــن مقلـــة بـــدم‬
‫مزجـــت دمعـــا َج َ‬ ‫أمــــــن تــــــذكر جــــــريان بــــــذي ســــــل‪:‬‬
‫الــــربق يف ال َّظلـ ِ‬
‫ـــامء مــــن إِاــــ‪:‬‬ ‫و َأومــــ‬ ‫ِ‬
‫تلقـــــاء كاظمـــــة‬ ‫الـــــريح ِمـــــن‬ ‫أم ه ّبـــــت‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫اســــتفق َهيِــــ ِ‪:‬‬ ‫قلــــت‬
‫َ‬ ‫ومــــا لقلبــــك إن‬ ‫ـــــت اك ُففـــــا َ َ‬
‫مهتَـــــا‬ ‫َ‬ ‫فـــــام لعينيـــــك إن ُقل‬
‫ِ‬
‫ــــطر ِم‬
‫مـــــا بـــــني منســـــج‪ :‬منـــــه ومضـ‬ ‫احلــــــب منكــــــت‪:‬‬
‫َّ‬ ‫أحيســــــب الصــــــب أن‬
‫ِ‬
‫ـــــان والعلــــــ ِ‪:‬‬ ‫وال َأ ِرقـ‬
‫ـــــت لــــــذكر البـ‬
‫َ‬ ‫لــــوال اهلــــوى مل ت ِ‬
‫ُــــرق دمعــــ ًا عــــىل طلــــل‬
‫ـــاكنِي ِ‬
‫اخلــــ َي ِ‪:‬‬ ‫وذكــــرى سـ ِ‬
‫اخليــــا ِم ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وال أعارتَــــــك َلــــــو َ َع‬
‫َ‬ ‫ـــرى َ‬
‫ذكـ َ‬ ‫واــــــنَى‬
‫ــــــربة َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫عــــدول الــــدم ِع والســــق ِ‪:‬‬ ‫بــــه عليــــك‬ ‫فكيــــف تنكــــر حبــــ ًا بعــــد مــــا شــــهدت‬
‫مثــــل ال َبهــــار عــــىل خــــديك وال َعــــنَ ِ‪:‬‬ ‫الوجـــــدُ خ َّطـــــي عـــــربة واـــــنى‬ ‫و َأث َبـ َ‬
‫ــــت َ‬
‫ِ‬
‫ـــــذات بــــــاألملِ‬
‫ـــــب يعــــــ ُ اللـ‬
‫واحلـ‬ ‫طيــــف مــــن أهــــوى فــــأرقني‬
‫ُ‬ ‫َن َعــــ‪ :‬رسى‬
‫ُ‬
‫ــــفت مل تلـــــ ِ‪:‬‬
‫َ‬ ‫منـــــي إليـ َ‬
‫ــــك ولـــــو أنصـ‬ ‫العــــذري معــــذر ًة‬
‫ي‬ ‫يــــا الئمــــي يف اهلــــوى‬
‫ِ‬
‫بمنحســـــ ِ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الوشـــــاة وال دائـــــي‬ ‫عـــــن‬ ‫َعـــــــــدَ ت َك حـــــــــايل ال ِرسي بمســـــــــ َت ِ‬
‫ي‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫العـــــذال يف صـــــم ِ‪:‬‬ ‫املحـــــب عـــــن‬
‫َ‬ ‫إن‬ ‫لســــت أســــمع ُه‬
‫ُ‬ ‫النصــــح لكــــن‬
‫َ‬ ‫حمضــــتني‬
‫والشــــيب أبعــــدُ يف نصــــح عــــن الــــتُه ِ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ـــــذل‬ ‫ِ‬
‫ـــــيب يف َعـ َ‬
‫ـــــيح الشـ‬
‫َ‬ ‫ـــــت نصـ‬
‫ُ‬ ‫إ اهتمـ‬
‫***‬
‫عوووووىل حبيبوووووك خوووووري اخللوووووق كلهوووووم‬ ‫موووووووالي صوووووول وسوووووولم دائوووووو اام أبوووووودا‬
‫عووووووىل احلبيووووووب وآل البيوووووو كلهووووووم‬ ‫موووووووالي صوووووول وسوووووولم دائوووووو اام أبوووووودا‬
‫***‬
‫ِ‬
‫الشــــيب واهلــــرم‬ ‫ِ‬
‫بنــــذير‬ ‫ِمــــن ِ‬
‫جهلهــــا‬ ‫ِ‬
‫بالســـــوء مـــــا ا َّت َع َظـــــت‬ ‫فـــــ َّن َأ َّمـــــاري‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وال َأعَــــدَّ ت مــــن‬
‫غــــــري حمتشــــــ ِ‪:‬‬
‫َ‬ ‫بــــــرأيس‬ ‫اــــــيف أ َمل َّ‬ ‫ــــرى‬
‫اجلميــــل ق َ‬ ‫الفعــــل‬
‫ــــــت رس ًا بــــــدا يل منــــــه بــــــال َك َت ِ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫كتم‬ ‫ــــــر ُه‬
‫ُ‬ ‫لــــــو كنــــــت أعلــــــ‪ :‬أ مــــــا ُأ َو يق‬

‫‪9‬‬
‫قصيدة الربدة لإلمام البوصريي‬

‫ِ‬
‫اخليـــــل بـــــالل ُج‪:‬‬ ‫ـــــاح‬
‫ُ‬ ‫كـــــام ُيـــــرد ِمج‬ ‫ـــــر ِد مجــــــاح مــــــن َغوايتهــــــا‬
‫َمــــــن يل بـ ّ‬
‫ـــــوي شــــــهو َة الــــــن َِّه ِ‪:‬‬
‫إن الطعــــــا َم ُي َقـ ي‬ ‫ِ‬
‫شـــــهوهتا‬ ‫َـــــرم باملعـــــاي كســــــر‬
‫فـــــال ت ُ‬
‫الراـــــا ِع وإن تَفطِمـــــ ُه يـــــنفطِ ِ‪:‬‬
‫حـــــب َّ‬
‫ي‬ ‫شــــب عــــىل‬
‫َّ‬ ‫كالطفــــل إن ُهت ِملــــ ُه‬
‫ِ‬ ‫والــــنفس‬
‫ُ‬
‫َــــو َّىل ُيصــــ ِ‪ :‬أو َي ِصــــ‪:‬‬
‫إن اهلــــوى مــــا ت َ‬ ‫ف هواهــــــا وحــــــاذر أن ت َُو يل َيــــــ ُه‬ ‫فــــــا‬
‫ت املرعــــى فــــال ت ُِســــ ِ‪:‬‬
‫وإن هــــي اســــتَح َل ِ‬ ‫ِ‬
‫األعــــــامل ســــــائمة‬ ‫وراعهــــــا وهــــــي يف‬
‫الدســــ ِ‪:‬‬ ‫مــــن حيــــث مل يـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـــــرء قاتلــــــ ًة‬
‫ـــ‪ :‬يف َ‬
‫السـ َّ‬
‫ـــدر أن ُ‬ ‫كــــــ‪َ :‬ح َّســــــنَت لــــــذ ًة للمـ‬
‫ُخ ِ‪:‬‬
‫رش مــــــن الــــــت َ‬
‫فــــــرب َخم َمصــــــة ر‬
‫ُ‬ ‫الدســـائس مـــن جـــوع ومـــن شـــ َبع‬ ‫واخـــ‬
‫مـــــن املحـــــار ِم والـــــزم ِمح َيـــــ َة النـــــد ِم‬ ‫الـــدمع ِمـــن عـــني قـــد امـــت ت‬
‫َ‬ ‫واســـتفرغ‬
‫ـــــاهتِ‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ـــــح فـ‬
‫َ‬ ‫وإن مهــــــا َحم َّ َضــــــاك النصـ‬ ‫َ‬
‫والشـــــيطان واعصـــــهام‬ ‫الـــــنفس‬
‫َ‬ ‫وخـــــالف‬
‫تعــــرف كيــــد اخلَصــــ‪ :‬واحلكــــ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫فأنــــت‬ ‫وال تطــــــع مــــــنهام َخصــــــ ًام وال حكــــــ ًام‬
‫نســــبت بــــه نســــال ًلــــذي ُع ُقــــ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫لقــــد‬ ‫أســـــتغفر اهلل مـــــن قـــــول بـــــال عمـــــل‬
‫اســـتقمت فـــام قـــويل لـــك اســـتق ِ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ومـــا‬ ‫ائتمــــرت بــــه‬
‫ُ‬ ‫اخلــــري لكــــن مــــا‬
‫َ‬ ‫َأ َمرتُــــك‬
‫ومل َأ ُصـــــ ِ‪:‬‬ ‫ي‬
‫ـــــل ســـــوى َفـــــر‬‫أص‬
‫ومل َ‬ ‫ــــــزود ُت قبـــــــل املـــــــوت نافلـــــــ ًة‬
‫َّ‬ ‫وال تـ‬
‫***‬
‫عوووووىل حبيبوووووك خوووووري اخللوووووق كلهوووووم‬ ‫موووووووالي صوووووول وسوووووولم دائوووووو اام أبوووووودا‬
‫عووووووىل احلبيووووووب وآل البيوووووو كلهووووووم‬ ‫موووووووالي صوووووول وسوووووولم دائوووووو اام أبوووووودا‬
‫***‬
‫ـــــر مـــــن ورم‬
‫أن اشـــــتكت قـــــدماه الضـ َّ‬ ‫ظلمـــــت ُســـــنَّ َة مـــــن أحيـــــا الظـــــالم إىل‬
‫ُ‬
‫ف األَ َد ِم‬
‫ــــح ًا ُمـــــ َ َ‬
‫حتـــــت احلجـــــارة كَشـ ً‬ ‫وشـــــدَّ مـــــن َســـــ َغب أحشـــــاءه وطـــــوى‬
‫عـــــن نفســـــه فأراهـــــا أيـــــام شـــــم‪:‬‬ ‫الشـــــ‪ :‬مـــــن ذهـــــب‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اجلبـــــال‬ ‫وراودتـــــه‬
‫إن الضـــــرور َة ال تعـــــدو عــــىل ِ‬
‫الع َصـــــ ِ‪:‬‬ ‫وأكـــــــدَ ت زهـــــــدَ ُه فيهـــــــا رضورتُـــــــ ُه‬

‫لـــــواله مل ُُتـ َ‬
‫ــــر ِج الـــــدنيا مـــــن العـــــد ِم‬ ‫وكيـــــف تـــــدعوإىل الـــــدنيا رضور ُة َمـــــن‬
‫ِ‬ ‫ِن والفـ‬
‫ـــريقني مــــن ُعــــرب ومــــن َع َجــــ ِ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الكـــــــونني والثقليــــــــ‬ ‫حممـــــــد ســـــــيدُ‬
‫ِ‬
‫ــــــول ال منـــــــه وال نعـــــــ‪:‬‬
‫أبـــــــر يف قـ‬ ‫اآلمــــــر النــــــاهي فــــــال أحــــــد‬ ‫نبينــــــا‬
‫ُ‬

‫‪3‬‬
‫قصيدة الربدة لإلمام البوصريي‬

‫مقــــتح ِ‪:‬‬
‫َ‬ ‫لكــــل هــــول مــــن األهــــوال‬ ‫ــــب الـــــذي تُر َجـــــى شـــــفاعته‬
‫هـــــو احلبيـ ُ‬
‫مستمســـــكون بحبـــــل غـــــري ِ‬
‫منفصـــــ ِ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فاملستمســـــــــكون بـــــــــه‬ ‫دعـــــــــا إىل اهلل‬
‫ومل يــــــــدانوه يف ِعلــــــــ‪ :‬وال كــــــــر ِم‬ ‫ــــــني يف َخلـــــــق ويف ُخ ُلـــــــق‬
‫َ‬ ‫فـــــــاق النبيـ‬
‫َغرفـــ ًا مـــن البحـــر أو َرشـــ ًفا مـــن الـــدي َي ِ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫رســــــول اهللِ ملــــــتمس‬ ‫وكلهــــــ‪ :‬مــــــن‬
‫ـــة العلـــ‪ :‬أو مـــن َشـــك َل ِة ِ‬
‫احلكَـــ ِ‪:‬‬ ‫مـــن نُق َط ِ‬ ‫وواقفـــــــون لديـــــــه عنـــــــد َحـــــــدي ِه ُ‪:‬‬
‫ثـــــ‪ :‬اصـــــطفاه حبيبـــــ ًا بـــــار ُ الن ََّســـــ ِ‪:‬‬ ‫فهــــــو الــــــذي تــــــ‪ :‬معنــــــاه وصــــــور ُت ُه‬
‫ِ‬
‫احلســــن فيــــه غــــري منقســــ‪:‬‬ ‫فجــــوهر‬ ‫منـــــــزه عـــــــن رشيـــــــك يف حماســـــــنه‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫واحـــتك ِ‪:‬‬ ‫واحكـــ‪ :‬بـــام شـــئت مـــدح ًا فيـــه‬ ‫دع مــــــا ادعتــــــه النصــــــارى يف نبــــــ يي ِه ُ‪:‬‬
‫وانســــب إىل قــــدره ماشــــئت مــــن ِع َظــــ ِ‪:‬‬ ‫وان ُســــب إىل ذاتــــه مــــا شــــئت مــــن رشف‬
‫ِ‬
‫ـــــر َب عنـــــه نـــــاطق ب َفـــــ ِ‪:‬‬‫حـــــدر َف ُيع‬ ‫ِ‬
‫رســـــول اهلل لـــــيس لــــــه‬ ‫َ‬
‫فضـــــل‬ ‫فـــــ ن‬
‫دارس الـــر َم ِ‪:‬‬
‫َ‬ ‫اســـم ُه حـــني ُيـــد َعى‬
‫ُ‬ ‫أحيـــا‬ ‫ــــــام‬
‫ً‬ ‫قــــــدر ُه آياتُــــــ ُه ِع َظ‬
‫َ‬ ‫لــــــو ناســــــ َبت‬
‫حرصــــ ًا علينــــا فلــــ‪ :‬نَرتَــــب ومل َ ِهنــــ ِ‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ـــــول بــــــه‬
‫مل يمتحنَّــــــا بــــــام تعيــــــا العقـ‬
‫غــــري مــــن َف ِح ِ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫يف ال ُقــــر ِ‬
‫ب والبعــــد فيــــه‬ ‫ــــرى‬
‫فهــــ‪ :‬معنــــاه فلــــيس ُي َ‬
‫ُ‬ ‫أعيــــا الــــورى‬
‫ف مـــــن َأ َمـــــ ِ‪:‬‬ ‫صـــــغري ًة وت ِ‬
‫ُكـــــل الطـــــر َ‬ ‫كالشـــــمس تظهـــــر للعينـــــني مـــــن ُب ُعـــــد‬
‫حل ُل ِ‪:‬‬
‫قـــــوم نيـــــام ت ََســـــ َّلوا عنـــــه بـــــا ُ‬ ‫ُ‬
‫يــــــدرك يف الــــــدنيا حقيقتَــــــه‬ ‫وكيــــــف‬
‫خـــــــري خلـــــــق اهلل ِ‬
‫كلهـــــــ ِ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫وأنـــــــه‬ ‫فمبلــــــغ العلــــــ ِ‪ :‬فيــــــه أنــــــه َب َشـــــــر‬
‫ُ‬

‫فـــــ نام اتصـــــلت مـــــن نـــــوره ِهبِـــــ ِ‪:‬‬ ‫وكـــــل آي أتـــــى الرس ُ‬
‫ـــــل الكـــــرا ُم هبـــــا‬

‫ُيظ ِهـــــر َن َ‬
‫أنوارهـــــا للنـــــاس يف الظ َلـــــ ِ‪:‬‬ ‫ف نـــــه شـــــمس فضـــــل هـــــ‪ :‬كواك ُبهـــــا‬
‫باحلســـــن مشـــــتمل بالبشــــــ ِر ُمت َِّســـــ ِ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ــــــق نبــــــي زانــــــه ُخ ُلــــــق‬ ‫ِ‬
‫ــــــرم بِ َخل‬‫َأك‬
‫ِ‬
‫مهـــــ ِ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َـــــرم والـــــدهر يف َ‬
‫َ‬ ‫والبحـــــر يف ك‬ ‫رشف‬
‫ـــــــرف والبــــــــدر يف َ َ‬
‫َ‬ ‫ـــــــالزهر يف َتـ‬
‫كـ‬
‫يف عســـــكر حـــــني تلقـــــا ُه ويف َح َشـــــ ِ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫جاللتــــــه‬ ‫كأنــــــه وهــــــو فــــــرد مــــــن‬
‫ــــد َ َمنطِـــــق منـــــه و ُمبت ََســـــ ِ‪:‬‬
‫مـــــن معـ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫املكنــــــون يف َصــــــدَ ف‬ ‫اللؤلــــــؤ‬
‫ُ‬ ‫كــــــأنام‬
‫طـــــــوبى ملنتشـــــــق منـــــــه وملتـــــــثِ ِ‪:‬‬ ‫أعظمـــــ ُه‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫عـــــد ُل تُربـــــ ًا اـــــ‪:‬‬ ‫ـــــب َي‬
‫َ‬ ‫ال طِي‬
‫***‬

‫‪4‬‬
‫قصيدة الربدة لإلمام البوصريي‬

‫عوووووىل حبيبوووووك خوووووري اخللوووووق كلهوووووم‬ ‫موووووووالي صوووووول وسوووووولم دائوووووو اام أبوووووودا‬
‫عووووووىل احلبيووووووب وآل البيوووووو كلهووووووم‬ ‫موووووووالي صوووووول وسوووووولم دائوووووو اام أبوووووودا‬
‫***‬
‫يـــــا طيـــــب مفتـــــتح منـــــه وخمتَـــــ َت ِ‪:‬‬ ‫عنصــــــر ِه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـــــب‬‫أبـــــان مولـــــدُ ُه عـــــن طِي‬
‫َ‬

‫قــــد أنــــذروا بحلــــول البــــؤس والــــني َق ِ‪:‬‬ ‫ـــــرس فيــــــه ال ُفــــــر ُس َّأهنُـ‬
‫ـــــ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫يــــــوم تفـ َّ‬
‫ِ‬
‫ملتـــئ ِ‪:‬‬ ‫غـــري‬ ‫ِ‬
‫أصـــحاب كســــرى‬ ‫ك ََشـــم ِل‬ ‫ُ‬
‫إيــــوان كســـــرى وهــــو منصــــدع‬ ‫وبــــات‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫العـــني مـــن َســـدَ ِم‬ ‫والنهـــر ســـاهي‬
‫ُ‬ ‫عليـــه‬ ‫ــــاس مـــــن َأ َســـــف‬
‫ِ‬ ‫ــــار خامـــــد ُة األنفـ‬
‫والنـ ُ‬
‫بـــــالغيظ حـــــني َظ ِمـــــي‬
‫ِ‬ ‫ور َّد وار ُدهـــــا‬
‫ُ‬ ‫بحريهتــــــا‬
‫وســــــا َء ســــــاو َة أن غااــــــت ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حزنــــ ًا وباملــــاء مــــا بالنــــار مــــن َ َ‬
‫رض ِم‬ ‫كـــــأن بالنـــــار مـــــا باملـــــاء مـــــن بلـــــل‬
‫معنـــى ومـــن ك َِلـــ ِ‪:‬‬
‫ً‬ ‫يظهـــر مـــن‬
‫ُ‬ ‫واحلـــق‬
‫ُ‬ ‫واألنــــــوار ســـــــاطعة‬
‫ُ‬ ‫ــــــف‬
‫ُ‬ ‫واجلــــــ ُن هتتـ‬
‫ِ‬
‫اإلنــــــذار مل ت َُشــــــ‪:‬‬ ‫ُســــــمع وبارقــــــ ُة‬
‫َ‬ ‫ت‬ ‫ُ‬
‫عالن البشــــــائر مل‬ ‫عمــــــوا وصــــــموا فــــــ‬
‫ُ‬
‫املعـــــــوج مل َي ُقـــــــ ِ‪:‬‬
‫َّ‬ ‫بـــــــأن ديـــــــن َُه ُ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫كــــاهن ُُه‪:‬‬ ‫ِمــــن بعــــد مــــا أخــــرب األقــــوا َم‬
‫مـــن َصـــنَ ِ‪:‬‬ ‫ُمن َق َّضـــة َوف َ‬
‫ـــق مـــا يف األر‬ ‫وبعــــد مــــا عــــاينوا يف األُفـ ِ‬
‫ـــق مــــن ُشـ ُ‬
‫ـــهب‬
‫ــــز ِم‬ ‫مـــــن الشـــــياطني يقفـــــو إِثـ َ‬
‫ــــر منهـ ِ‬ ‫حتــــى غــــدا عــــن طريــــق الــــوحي منهــــزم‬
‫أو عســـكر باحلصــــى مـــن راحتيـــه ُر ِمـــى‬ ‫ُ‬
‫أبطـــــــال أبرهـــــــة‬‫كـــــــأهن‪- :‬هربـــــــ ًا‪-‬‬
‫ِ‬
‫ملـــــتق ِ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫أحشـــــاء‬ ‫َ‬
‫نبـــــذ املســـــ يبح مـــــن‬ ‫نبــــــذ ًا بــــــه بعــــــد تســــــبيح ببطــــــن ِ ِهام‬
‫***‬
‫عوووووىل حبيبوووووك خوووووري اخللوووووق كلهوووووم‬ ‫موووووووالي صوووووول وسوووووولم دائوووووو اام أبوووووودا‬
‫عووووووىل احلبيووووووب وآل البيوووووو كلهووووووم‬ ‫موووووووالي صوووووول وسوووووولم دائوووووو اام أبوووووودا‬
‫***‬
‫متشــــى إليــــه عــــىل ســــاق بــــال َقــــدَ ِم‬ ‫ـــــجار ســــــاجد ًة‬
‫ُ‬ ‫جــــــاءت لدعوتــــــه األشـ‬
‫ــــط بـــــا َّل َل َق ِ‪:‬‬
‫فرو ُعهـــــا مـــــن بـــــديع اخلـ ي‬ ‫كــــــأنَّام َســــــ َّط َرت ســــــطر ًا َملِــــــا َك َت َبــــــت‬
‫ــــر وطـــــيس للهجـــــري َمحِـــــي‬
‫تقيـــــه حـ َّ‬
‫ِ‬
‫الغاممـــــة‪-‬أنَّـــــى ســـــار‪-‬ســـــائر ًة‬ ‫َ‬
‫مثـــــل‬
‫مـــــن قلبـــــه نســـــب ًة مـــــربور َة ال َق َســـــ ِ‪:‬‬ ‫أقســـــــم ُت بـــــــالقمر املنشـــــــق َّ‬
‫إن لـــــــه‬

‫‪6‬‬
‫قصيدة الربدة لإلمام البوصريي‬

‫وكـــل طـــرف مـــن الكفـــار عنـــه َع ِمـــي‬ ‫الغـــار مـــن خـــري ومـــن كـــرم‬
‫ُ‬ ‫ومـــا حـــوى‬
‫وهــــ‪ :‬يقولـــــون مــــا بالغـــــار مـــــن َأ ِر ِم‬ ‫والصـــــدي ُيق مل َي ِر َمـــــا‬
‫فالصـــــد ُق يف الغـــــار ي‬
‫ي‬
‫ِ‬
‫الربيــــــة مل تَن ُســــــ ومل َ ُحتــــــ ِ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫خــــــري‬ ‫ظنــــوا احلـــــام َم وظنـــــوا العنكبـــــوت عـــــىل‬
‫مـــن الـــدروع وعـــن عـــال مـــن األُ ُطـــ‪:‬‬ ‫وقايـــــــ ُة اهللِ أغنـــــــت عـــــــن مضـــــــاعفة‬
‫ــــــت جــــــوار ًا منــــــه مل ُي َضــــــ ِ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫إال ونِل‬ ‫الـــدهر يومـــ ًا واســـتجر ُت بـــه‬
‫ُ‬ ‫مـــا َاـــامني‬
‫ـــتلمت النــــدى مــــن خـ ِ‬
‫ـــري مســــت َل ِ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫إال اسـ‬ ‫وال التمســــت ِغنَــــى الــــدارين مــــن يــــده‬
‫ِ‬
‫العينــــــان مل َيــــــنَ ِ‪:‬‬ ‫قلبــــــ ًا إذا نامــــــت‬ ‫الـــــوحي مـــــن رؤيـــــاه َّ‬
‫إن لـــــه‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ـــــر‬‫ال تُن ِك‬
‫حـــــال حمـــــت َِل ِ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َـــــر فيـــــه‬
‫ُ‬ ‫فلـــــيس ُينك‬ ‫وذاك حـــــــني بلـــــــوغ مـــــــن نبوتـــــــه‬
‫بمـــــــت ََّه ِ‪:‬‬
‫ــــــي عـــــــىل غيـــــــب ُ‬
‫ر‬ ‫وال نبـ‬ ‫تبـــــــارك اهلل مـــــــا وحـــــــي بمكتســـــــب‬
‫وأط َل َقـــــت َأ ِر َبـــــ ًا مـــــن ِرب َقـــــة اللمـــــ‪:‬‬ ‫وصـــــ َب ًا بـــــاللمس راح ُتـــــ ُه‬ ‫كـــــ‪َ :‬أبـــــر َأت ِ‬
‫َ‬
‫ـــر ًة يف األَع ُصــــ ِر الـــد ُه ِ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ــــــت الســـــــنَ َة الشـــــــهبا َء دعو ُتـــــــ ُه‬
‫حتـــى َحكَـــت ُغ َّ‬ ‫وأحيـ‬
‫ـــي‪ :‬أو ســــيال مــــن ال َعـ ِ‬
‫ـــر ِم‬ ‫َســــيبا مــــن الـ ي‬ ‫ــــاح هبـــــا‬
‫ــــت البطـ َ‬‫ــــار جـــــا َد أو ِخلـ َ‬ ‫بعـ ِ‬

‫***‬
‫عوووووىل حبيبوووووك خوووووري اخللوووووق كلهوووووم‬ ‫موووووووالي صوووووول وسوووووولم دائوووووو اام أبوووووودا‬
‫عووووووىل احلبيووووووب وآل البيوووووو كلهووووووم‬ ‫موووووووالي صوووووول وسوووووولم دائوووووو اام أبوووووودا‬
‫***‬
‫ال عــــىل َع َلــــ‪:‬‬ ‫ـــور نـ ِ‬
‫ـــار القــــرى لــــي ً‬ ‫ظهـ َ‬ ‫ووصـــــفي آيـــــات لـــــه ظهـــــرت‬
‫َ‬ ‫دعنـــــي‬
‫قـــــدر ًا غـــــري منـــــتظ‪:‬‬ ‫ولـــــيس يـــــنق‬ ‫فالـــــدر يـــــزداد حســـــن ًا وهـــــو منـــــتظ‪:‬‬
‫والشــــ َي ِ‪:‬‬ ‫مــــا فيــــه مــــن َكــــر ِم األخـ ِ‬
‫ـــالق ي‬ ‫ِ‬
‫ـــــــديح إىل‬ ‫ِ‬
‫ـــــــال املـ‬ ‫ُ‬
‫ـــــــاول آمـ‬
‫فــــــــام تطـ‬
‫َ‬
‫ـــــوف ِ‬
‫بالقــــــدَ ِم‬ ‫ِ‬ ‫قديمــــــة صــــــف َة املوصـ‬ ‫ـــــات حــــــق مــــــن الــــــرمحن حمدثــــــة‬
‫ُ‬ ‫آيـ‬
‫عـــــن املعـ ِ‬
‫ــــاد وعـــــن عـــــاد وعـــــن إِ َرم‬ ‫ـــــــي ُتربنـــــــا‬‫مل تقـــــــ ن بزمـــــــان وه‬
‫َ‬
‫مــــــن النبيــــــني إذ جــــــاءت ومل تَــــــدُ ِم‬ ‫َّ‬
‫كـــــل معجـــــزة‬ ‫دامـــــت َلـــــدَ ينَا ففاقـــــت‬
‫لــــذي شــــقاق ومــــا تبغــــني مــــن َح َكــــ ِ‪:‬‬ ‫ــــــني مــــــن ُشــــــ َبه‬
‫َ‬ ‫حمكّــــــامت فــــــام تُب ِق‬
‫الســــ َل ِ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ـــي َّ‬
‫أعــــدى األعــــادي إليهــــا ُملقـ َ‬ ‫ــــرب‬
‫مــــا حور َبــــت قــــط إال عــــاد مــــن َح َ‬

‫‪8‬‬
‫قصيدة الربدة لإلمام البوصريي‬

‫ــــر ِم‬
‫حلـ َ‬ ‫ر َّد الغيـــــور يـــــدَ اجلـــــا عـــــن ا ُ‬ ‫معار ِاــــــــها‬
‫ر َّدت بال َغتُهــــــــا دعــــــــوى ِ‬
‫وفـــــوق جـــــوهره يف احلســـــن ِ‬
‫والقـــــ َي ِ‪:‬‬ ‫هلـــــا معـــــان كمـــــوج البحـــــر يف َمـــــدَ د‬
‫َ‬
‫ــــــأ ِم‬‫بالس‬ ‫ِ‬
‫اإلكثــــــار َّ‬ ‫وال تُســــــام عــــــىل‬ ‫فـــــــال ُت َعـــــــد وال حتصــــــــى عجائ ُبهـــــــا‬
‫لقـــــد َظ ِفـــــر َت بحبـــــل اهلل فاعتصـــــ‪:‬‬ ‫ــــت لـــــه‬
‫ــــني قارهيـــــا فقلـ ُ‬
‫ــــرت هبـــــا عـ ُ‬
‫قـ َّ‬
‫حـــر لظـــى مـــن ِور ِدهـــا َّ‬
‫الشـــبِ ِ‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫أطفـــأ َت‬ ‫ِ‬
‫نــــار لظــــى‬ ‫حــــر‬
‫ي‬ ‫إن تَت ُل َهــــا خيفــــة ًمــــن‬
‫حل َم ِ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫مــــن ال ُع َصــــاة وقــــد جــــاؤوه كــــا ُ‬ ‫الوجـــــو ُه بـــــه‬ ‫كأهنـــــا احلـــــو ُ تبـــــي‬
‫فالقســــط مــــن غريهــــا يف النــــاس مل َي ُقــــ ِ‪:‬‬ ‫وكالصــــــــــرا وكـــــــــامليزان َمع ِدلـــــــــ ًة‬
‫عــــني احلــــاذق ال َف ِهــــ ِ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ــــو‬ ‫جتــــاه ً‬
‫ال َوه َ‬ ‫نكرهــــــــا‬
‫ال تعجــــــــبن حلســــــــود راح ُي ُ‬
‫وينكــــر الفــــ‪ :‬طعــــ‪ :‬املـ ِ‬
‫ـــاء مــــن َســــ َق ِ‪:‬‬ ‫ــني اـــو َء الشـــمس مـــن َر َمـــد‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ــر العـ ُ‬
‫قـــد تُنكـ ُ‬
‫***‬
‫عوووووىل حبيبوووووك خوووووري اخللوووووق كلهوووووم‬ ‫موووووووالي صوووووول وسوووووولم دائوووووو اام أبوووووودا‬
‫عووووووىل احلبيووووووب وآل البيوووووو كلهووووووم‬ ‫موووووووالي صوووووول وسوووووولم دائوووووو اام أبوووووودا‬
‫***‬
‫ســــعي ًا وفــــوق متــــون األَين ِ‬
‫ُــــق الر ُســــ ِ‪:‬‬ ‫ــــ‪ :‬العــــافون ســــاحته‬
‫يم َ‬ ‫يــــا خــــري مــــن َّ‬
‫ومــــن هــــو النعمــــ ُة العظمــــى ملغتَــــنِ‪:‬‬ ‫ومــــــن هــــــو اآليــــــ ُة الكــــــربى ُملِع َتـ ِ‬
‫ـــــرب‬
‫كـــــام رسى البـــــدر يف داج مـــــن الظ َلـــــ ِ‪:‬‬ ‫ـــــت مـــــن حـــــرم لـــــي ً‬
‫ال إىل حـــــرم‬ ‫َ‬ ‫رسي‬
‫ََ‬
‫ُــــر ِم‬
‫مــــن قــــاب قوســــني مل تُــــد َرك ومل ت َ‬ ‫َ‬ ‫ــــــت ترقـــــــى إىل أن نِلـ‬
‫ــــــت منزلـــــــ ًة‬ ‫َّ‬ ‫وبِـ‬
‫تقــــدي‪ :‬خمــــدوم عــــىل َخــــدَ ِم‬
‫َ‬ ‫والرس ِ‬
‫ــــل‬ ‫و َقــــــــدَّ َمت َك مجيـ‬
‫ـــــــع األنبيــــــــاء هبــــــــا‬
‫ُ‬
‫ـــاحب ال َع َلــــ ِ‪:‬‬
‫َ‬ ‫ـــت فيــــه صـ‬
‫يف موكــــب كنـ َ‬ ‫َ‬
‫الطبـــــاق هبـــــ‪:‬‬ ‫الســـــبع‬
‫َ‬ ‫وأنـــــت ُتـــــ ُق‬
‫مــــــن الــــــدن يَو وال مرقــــــى ملســــــتَن ِ ِ‪:‬‬ ‫حتـــــــى إذا مل تَـــــــدَ ع شـــــــأو ًا ملســـــــتَبِق‬
‫ــــر ِد ال َع َلــــ ِ‪:‬‬
‫نوديــــت بــــالرفع مثــــل ا ُملف َ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫كــــــل مقــــــام باإلاــــــافة إذ‬ ‫ــــــت‬
‫َ‬ ‫َخ َفض‬
‫أي مكتَــــــــتَ‪:‬‬
‫عــــــــن العيــــــــون ورس ي‬ ‫أي مســـــــ َت ِ‬
‫تفـــــــوز بِ َوصـــــــل ي‬
‫َ‬ ‫كـــــــيام‬
‫ِ‬
‫ــــزدح ِ‪:‬‬
‫ــــري مـ‬ ‫وجـــــز َت كـ َّ‬ ‫َّ‬
‫كـــــل َف َخـــــار‬ ‫َف ُحـــــز َت‬
‫ــــل مقـــــام غـ َ‬ ‫ُ‬ ‫غـــــري مشـــــ َ َ ك‬
‫َ‬
‫ــــت مـــــن نِ َعـــــ ِ‪:‬‬ ‫ُ‬
‫إدراك مـــــا أوليـ َ‬ ‫ــــز‬
‫و َعـ َّ‬ ‫ــــت مــــن ُرتَــــب‬
‫َ‬ ‫مقــــدار مــــا ُو يلي‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫وجــــل‬

‫‪8‬‬
‫قصيدة الربدة لإلمام البوصريي‬

‫ِ‬
‫ـــــد ِم‬‫منه‬ ‫مـــــن العنايـــــة ركنـــــ ًا‬ ‫ـــــر اإلســـــالم َّ‬
‫غـــــري َ‬
‫َ‬ ‫إن لنـــــا‬ ‫بشــــــرى لنـــــا معشـ َ‬
‫ــــل كنـــــا أكـــــر َم األُ َمـــــ ِ‪:‬‬
‫بـــــأكرم الرسـ ِ‬ ‫ملــــــــا دعــــــــا اهلل داعينــــــــا لطاعتــــــــه‬
‫***‬
‫عوووووىل حبيبوووووك خوووووري اخللوووووق كلهوووووم‬ ‫موووووووالي صوووووول وسوووووولم دائوووووو اام أبوووووودا‬
‫عووووووىل احلبيووووووب وآل البيوووووو كلهووووووم‬ ‫موووووووالي صوووووول وسوووووولم دائوووووو اام أبوووووودا‬
‫***‬
‫َكنَبـ َ‬
‫ــــأة َأج َف َلـــــت ُغفـــــ ً‬
‫ال مـــــن ال َغـــــنَ ِ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ـــــه‬‫را َعـــــت قلـــــوب العـــــدا أنبـــــاء بعثتِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫حتـــى َحكَـــوا بالقنـــا حلـــ ًام عـــىل َو َاـــ ِ‪:‬‬ ‫ي‬
‫ــــــل معـــــــ َ َ ك‬
‫ــــــاه‪ :‬يف كـ‬
‫ُ‬ ‫مـــــــا زال يلقـ‬
‫ِ‬ ‫ودوا ِ‬
‫أشــــال َء شــــا َلت مــــع العقبــــان والـ َّ‬
‫ـــر َخ ِ‪:‬‬ ‫ــــــر َار فكــــــادوا يغبطــــــون بــــــه‬
‫َ‬ ‫الف‬ ‫َ‬
‫ـــرم‬
‫حل ُ‬‫مـــا مل تكـــن مـــن ليـــايل األشـــهر ا ُ‬ ‫متـــــــي الليــــــايل واليــــــدرون ِعــــــدَّ َهتا‬
‫ِ‬
‫ـــــر ِم‬‫بكـــــل َقـــــرم إىل حلـــــ ِ‪ :‬العـــــدا َق‬ ‫كـــــأنام الـــــدي ي ُن اـــــيف َحـ َّ‬
‫ــــل ســـــاحت َُه‪:‬‬
‫يرمــــى بمــــوج مــــن األبطــــال ملــــتَطِ ِ‪:‬‬ ‫ـــــر مخــــــيس فــــــوق ســــــابحة‬
‫جيــــــر بحـ َ‬
‫َُ‬
‫ِ‬
‫ــــطل ِ‪:‬‬ ‫يســـــطو بمست ِ‬
‫َأصـــــل للكفـــــر مصـ‬ ‫ُ‬ ‫َـــــــدب هلل حمت َِســـــــب‬
‫ِ‬ ‫مـــــــن كـــــــل منت‬
‫الــــر ِح ِ‪:‬‬
‫َّ‬ ‫مــــن بعــــد غربتِهــــا موصــــول َة‬ ‫ـــي ِهبِــــ‪:‬‬
‫حتــــى َغــــدَ ت ملــــ ُة اإلســــالم وهـ َ‬
‫ِ‬
‫َـــــئ ِ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫وخـــــري بعـــــل فلـــــ‪ :‬تَيـــــتَ‪ :‬ومل ت‬ ‫ِ‬
‫بخـــــــري أب‬ ‫مكفولـــــــ ًة أبـــــــد ًا مـــــــنه‪:‬‬
‫مـــــنه‪ :‬يف كـــــل مصـــــ َطدَ ِم‬
‫ُ‬ ‫مـــــاذا رأى‬ ‫هـــــ‪ :‬اجلبـــــال َف َســـــل عـــــنه‪ُ :‬مصـــــاد َم ُه‪:‬‬
‫الـــو َخ ِ‪:‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫فصـــول َحتـــف هلـــ‪ :‬أدهـــى مـــن‬ ‫وســــل ُحنينــــا ًوســــل بــــدر ًا وســــل ُأحــــد ًا‬
‫ــــود مــــن ال يل َمــــ ِ‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫مــــن ِ‬ ‫املصــــدَ ِري البِــــي ِ ُمحــــر ًا بعــــد مــــا َو َر َدت‬
‫كــــل ُمس َ‬ ‫العــــدا‬
‫ِ‬
‫ـــنعج ِ‪:‬‬
‫ـــري مـ‬ ‫ي‬ ‫والكـــــاتبني بِ ُســـــمر‬
‫ـــرف جســــ‪ :‬غـ َ‬
‫َ‬ ‫أقال ُمهــــ‪ :‬حـ‬ ‫اخلـــــط مـــــا تَركَـــــت‬
‫الســــ َل ِ‪:‬‬
‫بالســــيام عــــن َّ‬
‫يمتــــاز ي‬
‫ُ‬ ‫والــــور ُد‬ ‫متيـــــزه‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الســـــالح هلـــــ‪ :‬ســـــيام‬ ‫شـــــاكي‬
‫َّ‬
‫كـــل كَمــــي‬ ‫الزهـــر يف األكــــامم‬
‫َ‬ ‫فتحســـب‬ ‫نشـــــر ُه ُ‪:‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫النصـــــر‬ ‫ريــــاح‬
‫ُ‬ ‫ُهتــــدي إليــــك‬
‫ِ‬ ‫ـــــت ُربـــــ ًا‬
‫ـــزم‬
‫حل ُ‬‫حلـــز ِم ال مـــن َشـــدة ا ُ‬
‫مـــن شـــدة ا َ‬ ‫ُ‬ ‫كـــــأهن‪ :‬يف ظهـــــور اخليـــــل نَب‬
‫ـــــر ُق بـــــني الـــــ َبه ِ‪ :‬والـــــ ُب َه ِ‪:‬‬‫فـــــام ُت َف‬ ‫ـــه‪َ :‬ف َرقــــ ًا‬ ‫طــــارت قلــــوب العــــدا مــــن ِ‬
‫بأسـ ِ‬
‫ي‬ ‫ُ‬
‫إن تَل َقــــــ ُه األُســــــد يف آجامهــــــا َ ِ‬
‫جتــــــ ِ‪:‬‬ ‫ومــــــن تكــــــن برســــــول اهلل نصـــــــر ُت ُه‬

‫‪6‬‬
‫قصيدة الربدة لإلمام البوصريي‬

‫غـــــري ِ‬
‫منقصـــــ ِ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫بـــــه وال مـــــن عـــــدو‬ ‫غـــــري ِ‬
‫منتصــــــر‬ ‫ِ‬ ‫ولـــــن تـــــرى مـــــن ويل‬
‫ــــل مــــع األشــــبال يف َأ َجــــ ِ‪:‬‬
‫كالليــــث َح َّ‬ ‫ِ‬
‫ــــــــه‬‫أحــــــــل أمتَــــــــه يف ِحــــــــر ِز ِم َّلتِ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫الربهـــان مـــن َخ ِصـــ ِ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫كـــــ‪َ :‬جـــــدَّ َلت‬
‫فيـــه وكـــ‪َ :‬خ َص َ‬
‫ـــ‪:‬‬ ‫ـــــدل‬‫كلـــــامت اهلل مـــــن َج‬
‫ُ‬
‫يف اجلاهليـــــــة والتأديـــــــب يف ال ُيـــــــ ُت ِ‪:‬‬ ‫ــــــي معجــــــز ًة‬
‫ي‬ ‫كفــــــاك بــــــالعل‪ :‬يف األُ يم‬
‫***‬
‫عوووووىل حبيبوووووك خوووووري اخللوووووق كلهوووووم‬ ‫موووووووالي صوووووول وسوووووولم دائوووووو اام أبوووووودا‬
‫عووووووىل احلبيووووووب وآل البيوووووو كلهووووووم‬ ‫موووووووالي صوووووول وسوووووولم دائوووووو اام أبوووووودا‬
‫***‬
‫الشـــع ِر ِ‬
‫واخلـــدَ ِم‬ ‫ذنـــوب ُعمـــر مضــــى يف ي‬ ‫َخدَ م ُتــــــــ ُه بمــــــــديح أســــــــتقيل بــــــــه‬
‫َ‬
‫كـــــأنَّني هبـــــام َهـــــدي مـــــن الـــــنَّ َع ِ‪:‬‬ ‫إذ َق َّلـــــــدَ ا َ مـــــــا ُُتشــــــــى عواق ُبـــــــ ُه‬
‫َح َصــــــل ُت إال عــــــىل اآلثــــــام والنَــــــدَ ِم‬ ‫الصـــــ َبا يف احلـــــالتني ومـــــا‬ ‫ــــت َغـ َّ‬
‫ــــي ي‬ ‫أطعـ ُ‬
‫مل تَشــــــ َ ِ الــــــدي َن بالــــــدنيا ومل ت َُســــــ ِ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫جتارهتــــــــــا‬ ‫َ‬
‫فياخســــــــــار َة نفــــــــــس يف‬
‫َيـــــبِن لـــــه ال َغـــــب ُن يف بيـــــع ويف َســـــ َل ِ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫بعاجلــــــه‬ ‫ومــــــن َيبِــــــع آجــــــ ً‬
‫ال منــــــه‬
‫ِ‬
‫ــــــر ِم‬
‫بمنصـ‬ ‫ِ‬ ‫آت ذنبــــــ ًا فــــــام عهــــــدي بمنــــــت َِق‬
‫إن ِ‬
‫مــــــن النبــــــي وال َحــــــبيل َ‬
‫حممــــــد ًا وهــــــو أوىف اخللــــــق بالـ ي‬
‫ـــــذ َم ِ‪:‬‬ ‫فــــــــ ن يل ذمــــــــ ًة منــــــــه بتســــــــميتي‬
‫ال وإال فقـــــل يـــــا زلـــــة ال َقـــــد ِم‬
‫فضـــــ ً‬ ‫ِ‬
‫ــــــادي آخــــــذ ًا بيــــــدي‬‫إن مل يكــــــن يف َم َع‬
‫ــــار منـــــه غـــــري حمـــــ َ َ ِم‬
‫ــــع اجلـ ُ‬
‫أو َيرجـ َ‬ ‫ِ‬
‫ــــــر َم الراجــــــي مكار َمــــــ ُه‬‫حاشــــــاه أن َحي‬
‫َــــــز ِم‬
‫َ‬ ‫خــــــري ملت‬
‫َ‬ ‫وجدتُــــــ ُه خلــــــالي‬ ‫مدائحــــــ ُه‬
‫َ‬ ‫ألزمــــــت أفكــــــاري‬
‫ُ‬ ‫ومنــــــذ‬
‫األزهـــــار يف األَكَـــــ ِ‪:‬‬ ‫حل َيـــــا ُينبـــــت‬ ‫ولــــن يفــــوت ِ‬
‫الغنَــــى منــــه يــــد ًا ت َِر َبــــت‬
‫َ‬ ‫إن ا َ‬
‫يـــــدا ُزهـــــري بـــــام أثنـــــى عـــــىل َهـ ِ‬
‫ــــر ِم‬ ‫ومل ُأ ِرد زهــــــر َة الــــــدنيا التــــــي اق َت َط َفــــــت‬
‫***‬

‫‪9‬‬
‫قصيدة الربدة لإلمام البوصريي‬

‫عوووووىل حبيبوووووك خوووووري اخللوووووق كلهوووووم‬ ‫موووووووالي صوووووول وسوووووولم دائوووووو اام أبوووووودا‬
‫عووووووىل احلبيووووووب وآل البيوووووو كلهووووووم‬ ‫موووووووالي صوووووول وسوووووولم دائوووووو اام أبوووووودا‬
‫***‬
‫ســــواك عنــــد حلــــول احلــــاد ِ ال َع ِمــــ ِ‪:‬‬ ‫يــــا أكــــرم الرســــل مــــا يل مــــن ألــــوذ بــــه‬
‫جتــــــىل باســــــ‪ :‬منــــــت َِق ِ‪:‬‬
‫َّ‬ ‫إذا الكــــــري‪:‬‬ ‫جاهــــــك يب‬ ‫َ‬
‫ـــــول اهلل ُ‬
‫ولــــــن يضــــــيق رسـ‬
‫لــــ‪ :‬اللــــوح وال َق َلــــ ِ‪:‬‬
‫َ‬ ‫ومــــن علومــــك ِع‬ ‫ورض َهتـــــا‬ ‫ِ‬
‫فـــــ ن مـــــن جـــــودك الـــــدنيا َ َّ‬
‫إن الكبـــــــائر يف ال ُغفـــــــران كـــــــال َّل َم ِ‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ـــس ال تقنطــــي مــــن زلــــة َع ُظ َمــــت‬
‫يــــا نفـ ُ‬
‫ـــب العصــــيان يف ِ‬
‫الق َســــ ِ‪:‬‬ ‫تــــأي عــــىل َح َسـ ِ‬ ‫ـــــــمها‬ ‫لعـــــــل رمحـــــــ َة ريب حـــــــني ِ‬
‫يقس‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫منخـ ِ‬
‫ـــر ِم‬ ‫لــــديك واجعــــل حســــايب غــــري َ‬ ‫ِ‬
‫مــــنعكس‬ ‫غــــري‬ ‫يــــارب واجعــــل رجــــائي‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ِ‬
‫ينهــــز ِم‬ ‫صــــرب ًا متــــى تَد ُعــــ ُه األهــــوال‬ ‫والطــــــف بعبــــــدك يف الــــــدارين إن لــــــه‬
‫ِ‬
‫ــــــج ِ‪:‬‬‫ومنس‬
‫َ‬ ‫عــــــىل النبــــــي بِ ُمن َهــــــل‬ ‫وائـــــذن ل ِ ُســـــح ِ‬
‫ب صـــــالة منـــــك دائمـــــة‬
‫العـــيس حـــادي ِ‬
‫العـــي ِ‬
‫س بـــالنَّ َغ ِ‪:‬‬ ‫وأطـــرب ِ‬ ‫ريــــح ِصــــ ًبا‬ ‫ِ‬
‫البــــان‬ ‫ــــذ ِ‬
‫بات‬ ‫مــــا رن ََّحــــت َع َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫وعــــن عــــيل وعــــن عــــثامن ذي الكــــرم‬ ‫الراــــا عــــن أيب بكــــر وعــــن عمــــر‬
‫ثــــ‪َّ :‬‬
‫أهــــل التقــــى والنَّ َقــــا ِ‬
‫واحللــــ ِ‪ :‬والكــــر ِم‬ ‫ُ‬ ‫َّـــــابعني َف ُهــــــ‪:‬‬
‫ثـــــ‪ :‬الت‬ ‫الصـــــح ِ‬
‫ب‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫واآلل َو َّ‬
‫أبوا حنيف َة من يف الفقه ذو َقدَ ِم‬ ‫مة شور ِع اهللِ خوووص بِو ِهوووم‬ ‫وعن أئوو ِ‬
‫ِ‬
‫احلجة ال َع َل ِم‬ ‫الشافعي‬ ‫ِ‬
‫إمامنا‬ ‫املرسلني وعن‬ ‫جار ِ‬
‫خري‬ ‫مالك ِ‬ ‫عن ٍ‬
‫ِّ‬ ‫َ‬
‫فاستمسكن هبم تنجو من الن ِ َق ِم‬ ‫ِ‬
‫وصاحلها‬ ‫أمحد مسن ِ ِد الدنيا‬
‫عن ٍ‬
‫مووون حصنوا ديننا من ِ‬
‫واه ِم الت َه ِم‬ ‫وموووون لوموواتووريدَ ن ََمى‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫واألشعري َ‬
‫ِّ‬
‫غرف اا من احلب أو رشف اا من ِ‬
‫احل َك ِم‬ ‫نيد إما ِم القو ِم فالت َِمسن‬‫وعن ج ٍ‬
‫َ‬
‫واغفـــر لنـــا مـــا مضــــى يـــا واســـع الكـــرم‬ ‫يــــــا رب باملصــــــطفى بلــــــغ مقاصــــــدنا‬
‫يتلـ َ‬
‫ـــون يف املســــجد األقصـــــى ويف احلــــرم‬ ‫واغفـــــر إهلـــــي لكـــــل املســـــلمني بـــــام‬
‫ــــم ُه قســـــ‪ :‬مـــــن أعظـــــ‪ :‬ال َق َســـــ ِ‪:‬‬
‫وإسـ ُ‬ ‫ــــــرم‬
‫َ‬ ‫بجــــــاه َمــــــن َبيتُــــــ ُه يف َطيبــــــة َح‬
‫واحلمــــــــد هلل يف َبــــــــدء ويف َخــــــــ َت ِ‪:‬‬ ‫وهـــــذه ُبـــــرد ُة ا ُملختـــــار قـــــد ُختِ َمـــــت‬
‫فــــرج هبــــا كر َبنــــا يــــا واســــع الكــــرم‬
‫ي‬ ‫أبياهتـــــا قـــــد أتـــــت ســـــتني مـــــع مائـــــة‬

‫‪10‬‬

You might also like