You are on page 1of 12

‫كحديث من كذب علي متعمدا احلديث فإنه رواه نيف وستون من الصحابة منهم العشرة وقيل رواه مئتان‬

‫قال بعض احلفاظ ال يعرف حديث اجتمع عليه العشرة غريه وال حديث رواه أكثر من ستني صحابيا غريه‬
‫املنهل الروي [ص ‪]55‬‬
‫[ المنهل الروي ‪ -‬ابن جماعة ]‬
‫الكتاب ‪ :‬المنهل الروي في مختصر علوم الحديث النبوي‬
‫المؤلف ‪ :‬محمد بن إبراهيم بن جماعة‬
‫الناشر ‪ :‬دار الفكر ‪ -‬دمشق‬
‫الطبعة الثانية ‪1406 ،‬‬
‫تحقيق ‪ :‬د‪ .‬محيي الدين عبد الرحمن رمضان‬
‫عدد األجزاء ‪1 :‬‬

‫) باب الكالم يف اجلرح واحكامه (‬


‫أخربين أبو بكر امحد بن حممد بن امحد بن غالب الفقيه قال حدثين حممد بن امحد بن حممد بن عبد امللك‬
‫اآلدمى قال ثنا حممد بن على األيادي قال ثنا زكريا بن حيىي بن عبد الرمحن حدثين امحد بن حممد البغدادي‬
‫قال مسعت حيىي بن معني يقول آلة احلديث الصدق والشهرة بطلبه وترك البدع واجتناب الكبائر[ ملا كان كل‬
‫مكلف من البشر ال يكاد يسلم من ان يشوب طاعته مبعصية مل يكن سبيل اىل ان ال يقبل اال طائع حمض‬
‫الطاعة ألن ذلك يوجب ان ال يقبل أحد وهكذا ال سبيل اىل قبول كل عاص ألنه يوجب ان ال يرد أحد وقد‬
‫أمر اهلل عز و جل بقبول العدل ورد الفاسق فاحتيج اىل التفصيل لوصفهما وكل من ثبت كذبه رد خربه‬
‫وشهادته ألن احلاجة يف اخلرب داعية اىل صدق املخرب فمن ظهر كذبه فهو أوىل بالرد ممن جعلت املعاصى امارة‬
‫على فسقه حىت يرد لذلك خربه والكذب على رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم أعظم من الكذب على غريه‬
‫والفسق به أظهر والوزر به أكرب أخربنا أبو نعيم احلافظ قال ثنا عبد اهلل بن جعفر بن امحد بن فارس قال ثنا أبو‬
‫مسعود امحد بن الفرات قال انا يعلى بن عبيد قال ثنا األعمش عن خيثمة عن سويد قال قال على بن أىب‬
‫طالب رضى اهلل تعاىل عنه إذا حدثتكم عن رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم فواهلل ألن اخر من السماء احب‬
‫اىل من ان اكذب على رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم وإذا حدثتكم فيما بيننا فان احلرب خدعة أخربنا أبو‬
‫احلسن على بن القاسم بن احلسن الشاهد البصري قال ثنا على بن إسحاق املادراىن قال ثنا أبو قالبة الرقاشي‬
‫قال ثنا وهب بن جرير قال ثنا شعبة عن جامع بن شداد قال مسعت عامر بن عبد اهلل بن الزبري حيدث عن أبيه‬
‫قال قلت ألىب الزبري مايل ال أراك حتدث عن رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم كما امسع فالنا وفالنا وابن‬
‫مسعود قال واهلل يا بىن ما فارقته منذ أسلمت ولكين مسعته يقول من كذب على فليتبوأ مقعده من النار واهلل ما‬
‫قال متعمدا وأنتم تقولون متعمدا ومن سلم من الكذب وأتى شيئا من الكبائر فهو فاسق جيب رد خربه ومن‬
‫اتى صغرية فليس بفاسق ومن تتابعت منه الصغائر وكثرت رد خربه وقد روى عن رسول اهلل صلى اهلل عليه و‬
‫سلم يف بيان الكبائر ما حنن ذاكروه ان شاء اهلل تعاىل‬
‫الكفاية يف علم الرواية ‪ -‬اخلطيب البغدادي [ص ‪ [ ]101‬الكفاية في علم الرواية ‪ -‬الخطيب البغدادي ]‬
‫الكتاب ‪ :‬الكفاية في علم الرواية‬
‫المؤلف ‪ :‬أحمد بن علي بن ثابت أبو بكر الخطيب البغدادي‬
‫الناشر ‪ :‬المكتبة العلمية ‪ -‬المدينة المنورة‬
‫تحقيق ‪ :‬أبو عبداهلل السورقي ‪ ,‬إبراهيم حمدي المدني‬
‫عدد األجزاء ‪1 :‬‬

‫الثامن‬
‫ينبغي أن ال يروي بقراءة حلان أو مصحف‬
‫ق ال األص معي إن أخ وف م ا أخ اف على ط الب العلم إذا مل يع رف النح و أن ي دخل يف مجل ة قول ه ص لى اهلل‬
‫عليه و سلم من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار ألنه مل يكن يلحن فمهما رويت عنه وحلنت فيه كذبت فيه‬
‫قال الشيخ فحق على طالب احلديث أن يتعلم من النحو واللغة ما يسلم به من اللحن والتصحيف‬
‫قال شعبة من طلب احلديث ومل يبصر العربية فمثله مثل رجل عليه برنس ليس له رأس أو كما قال‬
‫وقال محاد بن سلمة مثل الذي يطلب احلديث وال يعرف النحو مثل احلمار عليه خمالة ال شعري فيها‬
‫وأما التصحيف فسبيل السالمة منه األخذ من أفواه أهل العلم والضبط‬
‫املقنع يف علوم احلديث [ص ‪]378‬‬
‫[ المقنع ‪ -‬ابن الملقن ]‪ibnu al-mulaqqin‬‬
‫الكتاب ‪ :‬المقنع في علوم الحديث‬
‫المؤلف ‪ :‬سراج الدين عمر بن علي بن أحمد األنصاري‬
‫الناشر ‪ :‬دار فواز للنشر ‪ -‬السعودية‬
‫الطبعة األولى ‪1413 ،‬هـ‬
‫تحقيق ‪ :‬عبد اهلل بن يوسف الجديع‬
‫عدد األجزاء ‪1 :‬‬
‫التواتر لغة‪ :‬التتابع‪ ،‬وهو جميء الواحد بعد اآلخر‪ ،‬ومنه قوله تعاىل‪( :‬مث أرسلنا رسلنا ترتاً)(املؤمنني‪ .)44:‬وهو‬
‫مأخوذ من الوتر‪ ،‬وهو الفرد حيث إ ن كل واحد جييء بعد اآلخر منفرداً‪( .‬ويف االصطالح)‪ :‬املتواتر‪ :‬ما رواه‬
‫عدد كثري حتيل العادة تواطؤهم على الكذب‪ ،‬عن مثلهم إىل منتهاه وكان مستند انتهائهم احلس وهذا القسم‬
‫من احلديث يفيد العلم الضروري عند مجهور األمة‪ ،‬وإمنا خالف يف ذلك قوم من عباد األصنام باهلند يقال هلم‬
‫الس منية‪ ،‬وهم ال ذين ينك رون من العل وم م ا س وى احلس يات وملا ك ان خالفهم تش كيكاً يف ض روري مل تل زم‬
‫مناقشتهم‪.‬‬
‫وشروط املتواتر املتفق عليها أربعة تستخرج من التعريف‪:‬‬
‫‪ .1‬كثرة العدد‪ ،‬حبيث حتيل العادة والعقل تواطؤهم على الكذب‪.‬‬
‫‪ .2‬استمرار تلك الكثرة يف مجيع طبقات السند‪.‬‬
‫‪ .3‬إخبارهم عن علم ال عن ظن‪.‬‬
‫‪ .4‬كون مستندهم احلس ال العقل‪.‬‬
‫وقد احرتزوا بالشرطني اآلخرين عما إذا كان إخبارهم عن ظن وختمني‪ ،‬أو مستند انتهائهم العقل فإن ذلك ال‬
‫يولد العلم بصحة ما أخربوا به‪ ،‬فال يصدق عليه حد التواتر‪ ،‬فإن اخللق الكثري لو أخربونا عن حدوث العامل أو‬
‫قدم ه مل حيص ل لن ا العلم ب ذلك‪ ،‬حيث إهنم مل يس تندوا يف ذل ك إىل مش اهدته أو اإلحس اس ب ه‪ ،‬وإمنا اعتم دوا‬
‫على ما َّأدى إليه تفكريهم‪ ،‬أو استحسنوه بعقوهلم‪ ،‬ولذلك مل حيصل لنا العلم مبا تقوله الفالسفة مع كثرهتم من‬
‫قدم العامل‪ ،‬حيث إن مستندهم يف ذلك النظر واالستدالل‪ ،‬أو الشُّبَه والتومهات ‪.‬وهم كذلك مل يقع هلم العلم‬
‫مبا خيربهم ب ه املس لمون م ع ك ثرهتم من ح دوث الع امل‪ ،‬وإذاً فال ب د أن يك ون املنق ول ب التواتر عن د انتهائ ه مما‬
‫ي درك ب احلواس اخلمس كاملش اهدة والس ماع‪ ،‬واللمس‪ ،‬وحنوه ا وهك ذا الب د أن خيربوا عن علم و يقني‪ ،‬ف إن‬
‫أهل العراق مثال لو أخربونا لو أهنم رأوا رجالً ظنوه خالداً أو رأوا طائراً حسبوه صقراً مل حيصل لنا العلم بأهنم‬
‫كما ظنوه‪.‬‬
‫أخبار اآلحاد يف احلديث النبوي [ص ‪]22‬‬

‫املبحث األول‪ :‬أقسام اخلرب‬


‫اخلرب‪ :‬عند علماء هذا الفن مرادف للحديث‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬احلديث ما جاء عن النيب صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬واخلرب ما جاء عن غريه‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬بينهما عموم وخصوص مطلق‪ ،‬فكل حديث خرب من غري عكس‪.1‬‬
‫أعم من احلديث‪ ،‬من جه ة مشول اخلرب للمرف وع واملوق وف‪ ،‬واختص اص‬
‫وعلى ه ذا الق ول األخ ري‪ :‬ف إن اخلرب ُّ‬
‫احلديث باملرفوع فقط‪.‬‬
‫أقسام اخلرب باعتبار وصوله إلينا‪:‬‬
‫ينقسم اخلرب باعتبار وصوله ونقله إلينا إىل قسمني‪:‬‬
‫‪ -1‬متواتر‪.‬‬
‫‪ -2‬وآحاد‪.‬‬
‫فاملتواتر ‪:‬‬
‫العلم بصدقهم ضرور ًة‪ ،‬عن مثلهم‪ ،‬من أوله إىل آخره"‪ .‬قاله النووي‪ 2‬رمحه اهلل‪.‬‬ ‫حيصل ُ‬
‫ُ‬ ‫"هو ما نقله من‬
‫وله شروط أربعة‪ ،‬ذكرها احلافظ ابن حجر رمحه اهلل‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يروي ه ع دد كث ري‪ ،‬وال تنحص ر ه ذه الك ثرة يف ع دد معني على الص حيح‪ ،‬وإمنا يُش رتط أن تبل غ ه ذه‬
‫الكثرة مبلغاً حبيث‪:‬‬
‫‪ -2‬حُت يل العادة تواطؤهم على الكذب‪ ،‬وأن يقع ذلك منهم اتفاقاً من غري قصد‪.‬‬
‫‪ -3‬وأن يستوي األمر يف هذه الكثرة من ابتدائه إىل انتهائه‪ ،‬فتكون الكثرة يف مجيع طبقات السند‪.‬‬
‫احلس‪ :‬كمشاهدة أو مساع‪ ،‬ال ما يثبت بقضية العقل الصرف‪.‬‬ ‫‪ -4‬وأن يكون مستند إخبارهم ُّ‬
‫يصحب خربهم إفادة العلم لسامعه‪ ،‬كان اخلرب‬ ‫َ‬ ‫فمىت توافرت يف اخلرب هذه الشروط‪ ،‬وانضاف إىل ذلك‪ :‬أن‬
‫متواتراً‪.1‬‬
‫واتفقوا على إفادة املتواتر العلم اليقيين إذا اجتمعت فيه هذه الشروط‪ ،‬قال احلافظ ابن حجر ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يف‬
‫ص فة املت واتر‪ ..." :‬املفي د للعلم اليقي ين بش روطه"‪ .2‬وق ال الش يخ أمحد ش اكر‪" :‬أم ا احلديث املت واتر ‪ :...‬فإن ه‬
‫قطعي الثبوت‪ ،‬ال خالف يف هذا بني أهل العلم"‪.3‬‬
‫رأي ابن ال َقيِّم وإفادته يف هذه املسألة‪:‬‬
‫تناول ابن ال َقيِّم ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬هذه املسألة على النحو التايل‪:‬‬
‫أما احلديث املتواتر‪:‬‬
‫فقد ذكر أن املتواتر ينقسم إىل قسمني‪:‬‬
‫__________‬
‫‪ 1‬نزهة النظر‪( :‬ص‪.)21 - 19‬‬
‫‪ 2‬خنبة الفكر‪( :‬ص‪.)18‬‬
‫‪ 3‬الباعث احلثيث‪( :‬ص‪.)35‬‬
‫ابن قيم اجلوزية وجهوده يف خدمة السنة [‪]343344-/ 1‬‬
‫__________‬
‫‪.‬نزهة النظر‪( :‬ص‪1 )19 - 18‬‬
‫‪.‬التقريب‪( :‬ص‪2 )31‬‬
‫وأما خرب اآلحاد‪:‬‬
‫لغة‪ :‬ما يرويه شخص واحد‪.‬‬
‫واصطالحاً‪ :‬ما لم يجمع شروط المتواتر‪.1‬‬
‫وينقسم اآلحاد إلى‪ :‬مشهور‪ ،‬وعزيز‪ ،‬وغريب‪.‬‬
‫‪ -‬فالمشهور‪ :‬هو ما له طرق محصورة بأكثر من اثنين‪ ،‬وهو "المستفيض" على رأي‪.‬‬
‫‪ -‬والعزيز‪ :‬هو ما رواه اثنان عن اثنين في كل طبقة من طبقاته‪ ،‬وسمي بذلك‪ :‬إما لقلة وجوده‪ ،‬وإما‬
‫لقوته بمجيئه من طريق أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬والغريب‪ :‬هو ما انفرد بروايته شخص واحد‪ ،‬في أي موضع وقع التفرد من السند‪.2‬‬
‫وخبر اآلحاد يقع فيه المقبول والمردود‪ ،‬بخالف المتواتر فإنه مقبول كله‪ ،‬إلفادة القطع بصدق مخبره‬
‫‪.3‬‬
‫إفادة أخبار اآلحاد العلم‪:‬‬
‫جمهور أهل الحديث‪ ،‬وجمهور أهل الظاهر‪ ،‬وغيرهم‪ :‬على أن خبر اآلحاد يفيد العلم‪.‬‬
‫وخالف في ذلك‪ :‬أهل الكالم‪ ،‬وأكثر المتأخرين من الفقهاء‪ ،‬وجماعة من أهل الحديث‪ ،‬فقالوا‪ :‬ال‬
‫يوجب العلم‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وقد نقل ابن ال َقيِّم ‪ -‬رحمه اهلل ‪ -‬عن جماعة كثيرين ‪ -‬منهم‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Ibnu Qayyim 346-347‬‬
‫اخلرب املتواتر‬
‫فاخلرب املتواتر هو خرب عن حمسوس أخرب به مجاعة بلغوا يف الكثرة مبلغا حتيل العادة تواطؤهم على الكذب فيه‬
‫وخرج مبا ذكر ثالثة أشياء‬
‫أحدها اخلرب عن غري حمسوس كاخلرب عن حدوث العامل وكون العدل حسنا والظلم قبيحا‬
‫وثانيها اخلرب الذي أخرب به واحد‬
‫وثالثها اخلرب الذي أخرب به مجاعة مل يبلغوا يف الكثرة مبلغا حتيل العادة تواطؤهم على الكذب فيه وإن دلت‬
‫قرائن األحوال على صدقهم‬
‫واخلرب املتواتر مفيد للعلم بنفسه‬
‫خرب اآلحاد‬
‫وخرب اآلحاد ويسمى أيضا خرب الواحد هو اخلرب الذي مل تبلغ نقلته يف الكثرة مبلغ اخلرب املتواتر سواء كان‬
‫املخرب واحدا أو اثنني أو ثالثة أو أربعة أو مخسة إىل غري ذلك من العداد اليت ال تشعر بأن اخلرب دخل هبا يف‬
‫حيز املتواتر‬
‫والتواتر يف اللغة التتابع تقول واترت الكتب فتواترت إذا جاء بعضها يف إثر بعض وترا وترا من غري انقطاع‬
‫واملواترة املتابعة وال تكون بني األشياء إال إذا وقعت بينها فرتة وإال فهي مداركة ومواصلة ومواترة الصوم أن‬
‫تصوم يوما وتفطر يوما أو يومني وتأيت به وترا وال يراد به املواصلة ألنه من الوتر وترتى أصلها‬
‫الطبقة الثانية ما يشرتط يف الطبقة األوىل من كوهنا تبلغ يف الكثرة مبلغا حتيل العادة تواطؤهم على الكذب يف‬
‫اخلري وقس على ذلك ما إذا كانت الطبقات ثالثة فأكثر‬
‫وملا كانت األخبار املتواترة يف الغالب متعددة قال العلماء ال بد يف اخلرب املتواتر من استواء الطرفني فالطرفان‬
‫مها الطبق ة األوىل والطبق ة األخ رية والوسط وهو م ا بينهم ا واملراد باالس تواء االس تواء يف الك ثرة املذكورة وال‬
‫االستواء يف العدد بأن يكون يف كل طبقة مستويا فإنه ال يضر االختالف فيه إذا كان كل عدد منها الكثرة‬
‫املذكورة مث ل أن يك ون يف ك ل طبقة مستويا فإنه ال يض ر االختالف في ه إذا ك ان كل ع دد منه ا في ه الكثرة‬
‫املذكورة مثل أن يكون عدد الطبقة ألفا وعدد الثانية تسع مئة وعدد الثالثة ألفا وتسع مئة‬
‫ومبا ذك ر يعلم أن ال رواة إذا مل يبلغ وا يف الك ثرة املبل غ املش روط يف اخلرب املت واتر س واء ك ان ذل ك يف مجي ع‬
‫الطبقات أو يف بعضها مل يسم خربهم متواترا وإمنا يسمى مشهورا‬
‫قال الغزايل يف املستصفى الشرط الثالث أن يستوي طرفاه وواسطته يف هذه الصفات ويف كمال العدد فإذا‬
‫نقل اخللف عن السلف وتوالت األعصار ومل تكن الشروط قائمة يف كل عصر مل حيصل العلم بصدقهم ألن‬
‫خرب كل عصر خرب مستقل بنفسه فال بد فيه من الشروط وألجل ذلك مل حيصل لنا العلم بصدق اليهود مع‬
‫ك ثرهتم يف نقلهم عن موس ى ص لوات اهلل علي ه تك ذيب ك ل ناس خ لش ريعته وال بص دق الش يعة والعباس ية‬
‫والبكري ة يف نق ل النص على إمام ة علي أو العب اس أو أيب بك ر رض ي اهلل عنهم وإن ك ثر ع دد الن اقلني يف ه ذه‬
‫العصار القريبة ألن بعض هذا وضعه اآلحاد اوال مث أفشوه مث كثر الناقلون يف عصره وبعده‬
‫توجيه النظر إىل أصول األثر [‪]108-110/ 1‬‬
‫صلى اهلل عليه و سلم يف الذي حدثناه سليمان بن يزيد عن حممد بن ماجه حدثنا هشام بن عمار حدثنا حفص‬
‫بن سليمان حدثنا كثري بن شنظري عن حممد بن سريين عن أنس بن مالك قال قال رسول اهلل صلى اهلل عليه و‬
‫سلم طلب العلم فريضة على كل مسلم‬
‫صلة مهمة يتعلق معظمها بالصحيح واحلسن‬
‫اعلم أن بعض العلماء قد سلك يف بيان هذا الفن وحصر أقسامه املشهورة وتعريفها مسلكا صار قريبا قريب‬
‫املدرك وقد أحببت أن نتبع أثره يف ذلك موردين لباب ما أورده مع زيادات يقتضيها املقام ورمبا وقع يف أثناء‬
‫ذلك تكرار لبعض ما سبق ألمر حيمل عليه فنذكره من غري إشارة وقد آن أن نشرع يف ذلك فنقول‬
‫اخلرب إما ان يرويه مجاع ة يبلغون يف الك ثرة مبلغا حتيل العادة تواطؤهم على الك ذب فيه أوال فاألول املتواتر‬
‫والثاين اآلحاد‬
‫واملتواتر ليس من مباحث علم اإلسناد ألن علم اإلسناد علم يبحث فيه عن صحة احلديث أو ضعفه من حيث‬
‫صفات رواته وصيغ أدائهم ليعمل به أو يرتك‬
‫واملتواتر صحيح قطعا فيجب األخذ به من غري توقف وهو يفيد العلم بطريق اليقني واملتواتر يندر أن يكون له‬
‫إسناد خمصوص كما يكون ألخبار اآلحاد الستغنائه بالتواتر عن ذلك وإذا وجد له إسناد معني مل يبحث عن‬
‫أح وال رجال ه خبالف خ رب اآلح اد ف إن في ه الص حيح وغ ري الص حيح والص حيح من ه ال حيكم ل ه بالص حة على‬
‫طريق اليقني نعم قد تقرتن قرائن تفيد العلم بالصحة وال بد ف خرب اآلحاد ان يكون له إسناد معني يبحث‬
‫فيه عن أحوال رجاله وصيغ أدائهم وحنو ذلك ليعلم املقبول منه من غريه فاحنصر البحث هنا يف خرب اآلحاد‬
‫وخرب األحاد إن كانت رواته يف كل طبقة ثالثة فأكثر يسمى مشهورا‬
‫توجيه النظر إىل أصول األثر [‪]489/ 1‬‬
‫املبحث الثالث يف احلديث الضعيف‬
‫قال بعض العلماء احلديث هو ما مل جيمع صفات احلديث الصحيح وال صفات احلديث احلسن‬
‫وقال بعضهم األوىل يف حده أن يقال هو ما مل يبلغ مرتبة احلسن‬
‫وال خيفى أن ما يكون نازال عن مرتبة احلسن يكون عن مرتبة الصحيح أنزل فال احتياج إذا إىل ذكر الصحيح‬
‫يف حده‪ .‬وقد قسموا الضعيف إىل أقسام جعلوا لبعضها لقبا خاصا به لوجود الداعي إليه وذلك كاملرسل‬
‫واملنقطع واملعضل واملعلل والشاذ واملضطرب وتركوا بعضها غفال لعدم الداعي إىل ذلك‬
‫وقد حاول بعضهم حصر أقسامه فنظر يف شروط القبول وهي شروط الصحيح واحلسن فوجدها ستة وهي‬
‫اتصال السند حيث مل ينجرب املرسل مبا يؤيده وعدالة الرواة والسالمة من كثرة اخلطأ والغفلة وجميء احلديث‬
‫من وجه آخر حيث كان يف اإلسناد مستورا مل تعرف أهليته وليس متهما كثري الغلط والسالمة من الشذوذ‬
‫والسالمة من العلة القادحة مث نظر يف الضعيف فرأى أن منه ما يفقد شرطا فقط ومنه ما يفقد شرطني ومنه ما‬
‫يفقد أكثر من ذلك فتبني له هبذا النظر أقسام كثرية تبلغ فيما ذكره بعض من عين بأمرها اثنني وأربعني قسما‬
‫توجيه النظر إىل أصول األثر [‪]546/ 2‬‬
‫[ توجيه النظر إلى أصول األثر ‪ -‬طاهر الجزائري الدمشقي ]‬
‫الكتاب ‪ :‬توجيه النظر إلى أصول األثر‬
‫المؤلف ‪ :‬طاهر الجزائري الدمشقي‬
‫الناشر ‪ :‬مكتبة المطبوعات اإلسالمية ‪ -‬حلب‬
‫الطبعة األولى ‪1416 ،‬هـ ‪1995 -‬م‬
‫تحقيق ‪ :‬عبد الفتاح أبو غدة‬
‫عدد األجزاء ‪2 :‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬تقسيم اخلرب باعتبار وصوله إلينا‬


‫ينقسم اخلرب باعتبار وصوله إلينا إىل قسمني‪:‬‬
‫ص ِر عدد معني فهو املتواتر ‪.‬‬‫فان كان له طرق بال َح ْ‬
‫وإن كان له طرق حمصورة بعدد معني فهو اآلحاد‪.‬‬
‫ولكل منهما أقسام وتفاصيل ‪ ،‬سأذكرها وأبسطها إن شاء اهلل تعاىل وأبدا ببحث املتواتر‪.‬‬
‫ث األول ‪ :‬اخلرب املتواتر‬‫بح ٌ‬
‫املْ َ‬
‫تعريفه ‪:‬‬
‫لغة‪ :‬هو اسم فاعل مشتق من املتواتر أي التتابع‪ ،‬تقول تواتر املطر أي تتابع نزوله‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬ما رواه عدد كثري حٌت يل العادة تواطؤهم على الكذب‪.‬‬
‫ومعىن التعريف‪ :‬أي هو احلديث أو اخلرب الذي يرويه يف كل طبقة من طبقات سنده رواة كثريون حيكم العقل‬
‫عادة باستحالة أن يكون أولئك الرواة قد اتفقوا على اختالق هذا اخلرب‪.‬‬
‫شروطه‪:‬‬
‫يتبني من شرح التعريف أن التواتر ال يتحقق يف اخلرب إال بشروط أربعة وهي‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫أن يرويه عدد كثري ‪ .‬وقد اختلف يف أقل الكثرة على أقوال املختار أنه عشرة أشخاص‬
‫‪3‬‬
‫أن توجد هذه الكثرة يف مجيع طبقات السند‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .‬تدريب الراوي جـ‪ 2‬ـ ص ‪177‬‬
‫‪3‬‬
‫تيسري مصطلح احلديث [ص ‪]11‬‬
‫أن حٌت يل العادة تواطؤهم على الكذب ‪.4‬‬
‫أن يكون ٌم ْسَتنَد خربهم احلس ‪.‬‬
‫كقوهلم مسعنا أو رأينا أو ملس نا أو ‪ .....‬أما إن كان مستند خربهم العقل‪ .‬كالقول حبدوث العامل مثال ‪ .‬فال‬
‫يسمي اخلرب حينئذ متواتراً ‪.‬‬
‫‪ٌ -3‬حكمه ‪:‬‬
‫املت واتر يفي د العلم الض روري‪ ،‬أي اليقي ين ال ذي يض طر اإلنس ان إىل التص ديق ب ه تص ديقاً جازم اً كمن يش اهد‬
‫األمر بنفسه كيف ال يرتدد يف تصديقه‪ ،‬فكذلك اخلرب املتواتر‪ .‬لذلك كان املتواتر كله مقبوال وال حاجة إىل‬
‫البحث عن أحوال رواته‪.‬‬
‫أقسامه‪:‬‬
‫ينقسم اخلرب املتواتر إىل قسمني مها‪ ،‬لفظي ومعنوي‪.‬‬
‫على معتمداً فليتبوأ مقعده من النار " رواه‬
‫املتواتر اللفظي‪ :‬هو ما تواتر لفظه ومعناه‪ .‬مثل حديث " من كذب َّ‬
‫بضعة وسبعون صحابياً ‪.‬‬
‫املتواتر املعنوي‪ :‬هو ما تواتر معناه دون لفظة‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬أحاديث رفع اليدين يف الدعاء ‪ .‬فقد ورد عنه صلى اهلل عليه وسلم حنو مائة حديث‪ .‬كل حديث منها‬
‫فيه أنه رفع يديه يف الدعاء ‪.‬لكنها يف قضايا خمتلفة فكل قضية منها مل تتواتر‪ ،‬وال َق در املشرتك بينها ـ وهو الرفع‬
‫عند الدعاء ـ تواتر باعتبار جمموع الطرق‪.5‬‬
‫‪ )5‬وجوده ‪:‬‬
‫يوجد عدد ال بأس به من األحاديث املتواترة ‪ ،‬منها حديث احلوض ‪ ،‬وحديث املسح على اخلفني ‪ ،‬وحديث‬
‫رفع اليدين يف الصالة وحديث نضر اهلل أمراً‪ ،‬وغريها كثري ‪ ،‬لكن لو نظرنا إىل عدد أحاديث اآلحاد لوجدتا‬
‫أن األحاديث املتواترة قليلة جداً النسبة هلا ‪.‬‬
‫‪ )6‬أشهر املصنفات فيه ‪:‬‬
‫لقد اعتين العلماء جبمع األحاديث املتواترة وجعلها يف مصنف مستقل ليسهل على الطالب الرجوع إليها‪ .‬فمن‬
‫تلك املصنفات‪:‬‬
‫األزهار املتناثرة يف األخبار املتواترة ‪ :‬للسيوطي ‪ .‬وهو مرتب على األبواب‪.‬‬
‫قطف األزهار للسيوطي أيضاً ‪ .‬وهو تلخيص للكتاب السابق ‪.‬‬
‫نظم املتناثر من احلديث املتواتر ‪ :‬حملمد بن جعفر الكتاين ‪.6‬‬
‫‪4‬‬
‫وذلك كأن يكونوا من بالده خمتلفة‪ .‬وأجناس خمتلفة‪ .‬ومذاهب خمتلفة وما شابه ذلك‪ .‬وبناء على ذلك فقد يكثر عدد املخربين وال يثبت للخرب حكم املتواتر‪ .‬وقد يقل العدد‬
‫‪.‬نسبياً ويثبت للخرب حكم املتواتر ‪ .‬وذلك حسب أحوال الرواة‬
‫‪5‬‬
‫تدريب الراوي جـ‪ 2‬ـ ص ‪180‬‬
‫‪6‬‬
‫تيسري مصطلح احلديث [ص ‪11‬‬
‫ف أعلى مراتب ه ‪َ :‬ب ْه ٌز بن حكيم عن أبي ه عن ج ده ‪ ،‬وعم رو ابن ش عيب عن أبي ه عن ج ده ‪ ،‬وابن اس حق عن‬
‫التيمي ‪ ،‬وأمثال ذلك مما قيل أنه صحيح ‪ ،‬وهو من أدين مراتب الصحيح ‪.‬‬
‫ض ْمَرة ‪ ،‬وحجاج ابن‬ ‫مث بعد ذلك ما اختلف يف حتسينه وتضعيفه ‪ :‬كحديث احلارث بن عبداهلل ‪ ،‬وعاصم بن َ‬
‫أرطاة وحنوهم ‪.‬‬
‫‪ -5‬مرتبة قوهلم‪ " :‬حديث صحيح اإلسناد " أو " حسن اإلسناد "‪:‬‬
‫أ) قول احملدثني ‪ " :‬هذا حديث صحيح اإلسناد " دون قوهلم ‪ " :‬هذا حديث صحيح "‬
‫ب) وك ذلك ق وهلم‪ " :‬ه ذا ح ديث حس ن اإلس ناد " دون ق وهلم‪ " :‬ه ذا ح ديث حس ن "‪ .‬ألن ه ق د يص ح أو‬
‫حيسن اإلسناد ‪.‬دون املنت لشذوذ أو علة ‪ .‬فكأن احملدث إذا قال ‪ " :‬هذا حديث صحيح " قد تكفل لنا بتوفر‬
‫ش روط الص حة اخلمس ة يف ه ذا احلديث أم ا إذا ق ال ‪ " :‬ه ذا ح ديث ص حيح اإلس ناد " فق د تكف ل لن ا بت وفر‬
‫شروط ثالثة من شروط الصحة وهي ‪ :‬اتصال اإلسناد ‪ ،‬وعدالة الرواة وضبطهم ‪ ،‬أما نفي الشذوذ ونفى العلة‬
‫عنه فلم يتكفل هبما ألنه مل يتثبت منهما‪.‬‬
‫لكن ل و اقتص ر حاف ظ ٌم ْعتَ َم د على قول ه‪ " :‬ه ذا ح ديث ص حيح اإلس ناد " ومل يٌ ْذ َك ْر ل ه عل ة‪ ،‬فالظ اهر ص حة‬
‫املنت‪ ،‬ألن األصل عدم العلة وعدم الشذوذ‪.‬‬
‫‪ _6‬معىن قول الرتمذي وغريه " حديث حسن صحيح " ‪.‬‬
‫إن ظ اهر ه ذه العب ارة ٌم ْش ِكل ‪ ،‬ألن احلس ن يتقاص ر عن درج ة الص حيح ‪ ،‬فكي ف جٌيْ َم ٌع بينهم ا م ع تف اوت‬
‫مرتبتهما ؟ ولقد أجاب العلماء عن مقصود الرتمذي من هذه العبارة بأجوبة متعددة أحسنها ما قاله احلافظ‬
‫ابن حجر ‪ ،‬وارتضاه السيوطي ‪ .‬وملخصه ما يلي ‪:‬‬
‫إن كان للحديث اسنادان فأكثر فاملعين " حسن باعتبار اسناد ‪ ،‬صحيح باعتبار اسناد آخر " ‪.‬‬
‫وان كان له اسناد واحد فاملعين " حسن عند قوم ‪ ،‬صحيح عند قوم آخرين " ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫فكأن القائل يشري إىل اخلالف بني العلماء يف احلكم على هذا احلديث‪ ،‬أو مل يرتجح لديه احلكم بأحدمها‪.‬‬
‫وي من طريق آخر ِم ْثلٌهٌ أو أقوى منه ‪ .‬ومٌس ى صحيحاً لغريه ألن الصحة مل تأت من ذات‬ ‫هو احلسن لذاته إذا ٌر َ‬
‫السند ‪ ،‬وإمنا جاءت من انضمام غريه له ‪.‬‬
‫مرتبته‪:‬‬
‫هو أعلي مرتبة من احلسن لذاته ‪ ،‬ودون الصحيح لذاته ‪.‬‬
‫مثاله‪:‬‬
‫حديث " حممد بن عمرو عن أيب سلمة عن أيب هريرة أن رسول اهلل صلي اهلل عليه وسلم قال ‪ :‬لوال أن أشق‬
‫على أميت ألمرهتم بالسواك عند كل صالة ‪.8‬‬

‫‪7‬‬
‫تيسري مصطلح احلديث [ص ‪]25‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ .‬أخرجه الرتمذي يف كتاب الطهارة ‪ ،‬وأخرجه الشيخان من طريق أيب الزناد عن األعرج عن أيب هريرة‬
‫قــال ابن الصــالح ‪ " :‬فمحمد بن عمرو بن علقمة من املشهورين بالصدق والصيانة ‪ ،‬لكنه مل يكن من أهل‬
‫اإلتقان حىت ضعفه بعضهم من جهة سوء حفظه ‪ ،‬ووثقه بعضهم لصدقه وجاللته ‪ ،‬فحديثه من هذه اجلهة‬
‫وي من َْأو ٌج ِه ٌأ َخ َر زال بذلك ما كنا خنشاه عليه من جهة سوء حفظه ‪،‬‬ ‫حسن ‪ ،‬فلما انضم إىل ذلك كونه ٌر َ‬
‫‪9‬‬
‫واجنرب به ذلك النقص اليسري‪ ،‬فصح هذا اإلسناد ‪ ،‬والتحق بدرجة الصحيح‪.‬‬
‫الح َسن لِغَْيره‬
‫َ‬
‫تعريفه‪:‬‬
‫سبب ضعفه فِ ْس َق الراوي أو َك ِذبَهٌ‪.‬‬
‫هو الضعيف إذا تعددت طرقه‪ ،‬ومل يكن ُ‬
‫يستفاد من هذا التعريف أن الضعيف يرتقى إىل درجة احلسن لغريه بأمرين مها‪:‬‬
‫الطريق اآلخر مثله أو أقوى منه‬ ‫ٌ‬ ‫أن يٌْر َو ِي من طريق آخر فأكثر ‪ ،‬على أن يكون‬
‫سبب ضعف احلديث إما سوء حفظ راويه أو انقطاع يف سنده أو جهالة يف رجاله ‪.‬‬ ‫أن يكون ٌ‬
‫مرتبته‪:‬‬
‫احلسن لغريه أدين مرتبة من احلسن لذاته ‪.‬‬
‫احلسن لذاته ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫َّم‬
‫وينبين على ذلك أنه لو تعارض احلسن لذاته مع احلسن لغريه قٌد َ‬
‫حكمه‪:‬‬
‫هو من املقبول الذي حٌيْتَ ٌّج به ‪.‬‬
‫مثاله‪:‬‬
‫وح َّس نَه من طريق شعبة عن عاصم بن عبيد اهلل عن عبداهلل بن عامر بن ربيعة عن أبيه أن‬ ‫" ما رواه الرتمذي َ‬
‫ك ومالِ ِ‬
‫ك‬ ‫أرضيت من َن ْف ِس ِ‬
‫ِ‬ ‫امرأة من بين َف َز َارةَ تزوجت على َن ْعلَنْي ِ فقال رسول اهلل صلي اهلل عليه وسلم ‪" :‬‬
‫ني ؟ قالت ‪ :‬نعم ‪ ،‬فأجاز ‪".10‬‬ ‫بنعل ِ‬
‫قال الرتمذي ‪ " :‬ويف الباب عن عمر وأيب هريرة وعائشة وأيب َح ْد َر ٍد "‪.11‬‬
‫فعاصم ضعيف لسوء حفظه ‪ ،‬وقد حسن له الرتمذي هذا احلديث جمليئه من غري وجه "‬
‫‪---‬‬
‫حف بال َقراِئن‬
‫خَرَب اآلحاد املقبٌول املٌتَ ٌ‬
‫َ‬
‫توطئة‪:‬‬
‫ويف ختام أقسام املقبول أحبث املقبول احملتف بالقرائن ‪ ،‬واملراد باحملتف بالقرائن أي الذي أحاط واقرتن به من‬
‫األمور الزائدة على ما يتطلبه املقبول من الشروط ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫علوم احلديث ص ‪32-31‬‬
‫‪10‬‬
‫تيسري مصطلح احلديث [ص ‪]27‬‬
‫‪11‬‬
‫الرتمذي‬
‫وهذه األمور الزائدة اليت تقرتن باخلرب املقبول تزيده قوة وجتعل له ميزة على غريه من األخبار املقبولة األخرى‬
‫اخلالية عن تلك األمور الزائدة وترجحه عليه‪.‬‬
‫أنواعه‪:‬‬
‫اخلرب احملتف بالقرائن أنواع ‪ ،‬أشهرها ‪:‬‬
‫ما أخرجه الشيخان يف صحيحيهما مما مل يبلغ حد املتواتر فقد احتف به قرائن منها ‪:‬‬
‫جاللتهما يف هذا الشأن ‪.‬‬
‫تقدمهما يف متييز الصحيح على غريمها ‪.‬‬
‫تلقى العلم اء لكتابيهم ا ب القبول‪ ،‬وه ذا التلقي وح ده أق وى يف إف ادة العلم من جمرد ك ثرة الط رق القاص رة عن‬
‫التواتر؟‬
‫املشهور إذا كانت له طرق متباينة ساملة كلها من ضعف الرواة والعلل ‪.‬‬
‫اخلرب املسلسل باألئمة احلفاظ املتقنني حيث ال يكون غريبا‪:‬‬
‫كاحلديث الذي يرويه اإلمام امحد عن اإلمام الشافعي ويرويه الشافعي عن اإلمام مالك ويشارك اإلمام أمحد‬
‫غريه يف الرواية عن اإلمام الشافعي‪ ،‬ويشارك اإلمام الشافعي كذلك غريه يف الرواية عن اإلمام مالك‪.‬‬
‫‪ -3‬حكمه ‪:‬‬
‫هو أرجح من أي خرب مقبول من أخبار اآلحاد ‪ ،‬فلو تعارض اخلرب احملتف القرائن مع غريه من األخبار املقبولة‬
‫قدم اخلرب احملتف بالقرائن ‪.‬‬
‫املب َحث الثَاين‬
‫ْ‬
‫ـ تقسيم اخلرب املقبول إىل معمول به وغري معمول به ـ‬
‫ينقسم اخلرب املقبول إىل قسمني‪ :‬معمول به وغري معمول به‪ ،‬وينبثق عن ذلك نوعان من أنواع علوم احلديث‬
‫لف احلديث " و" الناسخ واملنسوخ "‬ ‫ومها‪ " :‬املٌ ْح َكم وخٌمْتَ ٌ‬
‫امل ْح َكم وخٌمْتلِف احلديث‬
‫ٌ‬
‫تعريف امل ْح َكم‪:‬‬
‫ٌ‬
‫َأح َكم " مبعين َأْت َق َن‪.12‬‬
‫ْ‬ ‫"‬ ‫به‬ ‫مفعول‬ ‫اسم‬ ‫هو‬ ‫أ) لغة‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫تيسري مصطلح احلديث [ص ‪]28‬‬

You might also like